منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   رواية عرش السُلطان/ 13 (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=157810)

إرتواء نبض 04-27-2019 01:10 AM

رواية عرش السُلطان/ 13
 
(13)


الأربعاء. . .الثانية فجرا في الرياض.


استيقظ على رنين هاتفه المُزعج الذي لم ينقطع رنينه منذ عشرة دقائق
رد وهو لم ينظر حتى لأسم المتصل. . .صوته يغرق في نوم عميق/ نعم. . .؟!

أجابته المتصلة/ هلا يمه. . . أدري ازعجتك وصحيتك بس أبي أسالك عن يوسف
من أمس العصر ما يرد علي والحين يوم أتصلت جواله مقفل.

صوت والدته القلق جعله يجلس ويهتف بهدوء/ ما فيه إلا العافية تو تعشيت معاه الساعة 11
يقول مضيع جواله من أمس. . . هالولد فاقدك يمه ما طلع من البيت من طلعتي.

همست برجاء/ حبيبي طل عليه الحين شوفه لي. . .ابي اكلمه أشتقت له.

ضحك بتال لينهض وينتعل حذاءه القطني/ كان خذيتيه معاك. . .متضايق واجد يقول أمي ما ودعتني مثل دايم.

زفرت بضيق/ ما حبيت أودعكم المرة هذي. . .كلها يومين ان شاء الله وأنا بالرياض يا الله اشتقت لكم وكأنها أول مرة أبعد عنكم.

إبتسم بتال لحنان والدته/ دايم تسافرين واحنا عند أبوي ويزيد حولنا وسعود معانا. . .
غص بحزنه ليردف/ المرة هذي غير يزيد الله أعلم وين أراضيه. . .وسعود زعلان ويتوعد لو ما تطلقت أونيلا بيجيب عايشة.

أنتهى من كلامه وهو يطرق باب جناح يوسف
لم يرا منه إجابه ليهتف لأمه/ شكل ولدك نايم.

لم تستطيع النوم بعد كابوسها المزعج باصغر أبنائها/ حاول فيه يصحى مو مرتاحة وأنا ما سمعت صوته.

زاد طرقاته على الباب ليأتيه صوت يوسف/ نعم. . .؟

بتال زفر براحة لأنه سيعود لنومه ويترك يوسف يهاتف أمه
فتح الباب ودخل فإذا بيوسف ينام بالصالة
مد له الهاتف/ أمي بتكلمك.

نهض بلهفة ليتناول الهاتف/ هلا يمه.

ارتاحت بسماع صوته/ هلا حبيبي. . .كيفك يا ماما.

تدلـله وكأنه ابن العشرة سنوات وليس 22/ الحمدلله تمام. . .أنتي كيفك. . .؟ أشتقت لك يمه.

إبتسمت بحب وكأنها أطيب قلب في الدنيا وليس من تقتل وتعذب وتسجن غير ابنائها/ يا عمري وأنا مشتاقة لك أكثر والله
إن شاء الله يوم الجمعة وأنا عندك. . .يوسف أقرا معوذاتك. . .ونام عند بتال خايفة عليك.

ضحك مع كلمتها الاخيرة/ المعوذات أوك بس ماله داعي أنام عند بتال.

تكاد تبكي من شدة خوفها عليه/ تكفى يمه بس هالليلة.

نظر إلى بتال ليخبره بما قالت والدته ضحك بتال ثم هتف/ أهم شي راحة بنت ناصر خلاص أنا بنام عندك.

زفرت براحة/ جعل ربي يخليه لي ولا يحرمني منه. . .ويخليكم لي كلكم. . .يله بخليكم تنامون الحين. . .
وأنت لا تجلس بالبيت أطلع شوي وتمشى. . .روح لأصحابك. . .جلسة البيت ما أبيها.

هز رأسه بالموافقة وكأنها تراه/ أبشري.
.
.
.
.
.

سان دوني. . .#
بعد ذلك بساعة. . .الواحدة بتوقيت فرنسا

الفتحة الذي عمل وبذل جهد اسبوعين لينجزها اصبحت تتسع كتفيه العريضين
هاهو ينتظر فقط التأكد من أن الجميع نيام ليهرب. . .فمن حُسن حظه مشعل في روما الآن وعلم من الخدم
لم يكن مشعل عائقا ابدا ولكن على الأقل سيكون الوضع أفضل بكثير
فالحراسة المشددة يبدو أنها متراخية اليوم.

يقف أمام النافذة كله أمل بالهروب من هذا السجن والعودة إلى الديار
أخذ نفسا عميقا ليسمي بالله ويقفز ليخرج رأسه أولا ويديه تمسك بكسرات الطوب الحادة
الألم الذي يسري في كفيه يعلم أنه وقتي فقط لذا شد نفسه ليخرج
ولكن المكان ضيق لا يتسع لكتفيه معا
أن يعود لسجنه وهو يصارع نفسه منذ الساعة العاشرة على الخروج هذا يعني الموت
أن يخيب أمله الذي كان يحمله على بساط الحرية منذ قليل هذا كثير
لذا لم يكترث لسلامته دفع بنفسه إلى الخارج
ليشعر وكأن كتفه اليسار تحولت لشظية نارا حارقة
فالألم الذي يشعر به كأن كتفه انقسمت الى نصفين لشدة آلمها
نهض من سقوطه من النافذة ليمشي بخطى قصيرة الألم يتصاعد
ولكن لا يهمه الأهم انه تنفس الحرية.

تراجع للخلف وهو يسمع خُطى قادمة علم أنه سمع سقوطه لذا أتى يطمئن على الوضع
عاد والتصق بالجدار ليفصله عن القادم إليه زاوية الجدار الأخر
أنحبست أنفاسه وأصبح يرهف السمع للخطى القادمة أن كان مجموعة أم شخصا واحدا
يشعر بأن الوقت لا يمضي فمضت دقيقتين وصوت الخُطى يقترب ويقترب ويقترب
حتى ظهر شخصا طويلا ضخما، تأكد يزيد أن لا أحد يتبع هذا الشخص
لذلك أنقض عليه قبل أن يراه طوله يفوق طول يزيد ولكن قاتل من أجل الحرية
وبذل كل جهده وهو يتجاهل ألم كتفه ليطبق كفه بأقصى قوته على أنف الرجل وفمه
حتى تأكد أنه غاب عن الوعي تماما. . .قبل أن يهرب تأكد من قلب الرجل الذي ما زال ينبض
لذلك هرب وهو يتسلق الجدار القصير نوعا ما
خرج خارج المنزل أخيرا. . .تلفت حوله وهو بحيرة من أمره أيذهب إلى الشارع ويستوقف سيارة
أم يركض بعيدا وبعيدا حتى يخرج من سان دوني بأكملها
يعرف المنطقة جيدا وربما يحفظها مترا مترا
فأعداءه أغبياء حبسوه في أكثر مكان يعرفه بالعالم.
-
-
-
-
-
فجر الرياض. . .#
استقيظ على صوت الآذان في هاتفه يخبره عن موعد الصلاة
نهض فإذا هو بصالة جناح يوسف نائما على الكنبة ويوسف على الكنبة المقابلة
انتعل حذاءه هاتفا بصوت مليء بالنوم/ يوسف. . .يوسف. . .يوسف قوم الصلاة.

استدار على الجهة الأخرى/ خلني أنام اصحى الضحى وأصليها.

خرج بتال إلى غرفته ليستحم ويستبدل بيجامة نومه بثوب أبيض
عدّل شماغه على المرأة لينزل السلم بسرعة ذاهبا إلى المسجد
رن هاتفه الذي قليلا ما يصمت ليرد بترحيب حار/ هلا خالتي.

فاتن قالت بحيا بالغ/ أدري متصلة بوقت غلط بس حبيت أخبرك إنا وصلنا الرياض.

إبتسم بتال بلطف/ وأنا أشوف نور الرياض اليوم زايد. . .بمرك اليوم بعد صلاة العصر. . .بتكونين فـ بيتك. . .؟

تجلس هي وابنتها في مصلى النساء بمطار الملك خالد/ إن شاء الله بأكون فبيتي.
أردفت بعد ذلك بأمل قبل ذهابها للندن ورحلة البحث التي ستكون بلا شك مضنية/ بتال ما فيه أخبار عن يزيد. . .؟

زفر وهو يقترب من المسجد/ لا والله يا الغالية ما فيه أي جديد. . .الله يرده لنا بالسلامة.

ثم أنهى المكالمة وهو يعتذر منها لدخول وقت الصلاة الآن
ودخل في الصفوف الأولى لصلاة الفجر
وبكل سجدة يطلب من الله أن يحفظ أخيه اينما كان ويعيده إليهم.
-
-
-
-
-
اسيقظ على صوت أجش يصرخ بالفرنسية/ أنهض. . .أنهض ايها المتسول.

فتح عينيه فإذا بشرطي ضخم يحمل سلاحه بيده ليمر من أعلى كتفه اليسار إلى أسفل بطنه/ هيا أنهض.

نهض فعلا وأمسك بيده اللحاف الذي اعاره له لاجئ عربي
تلفت حوله لا يعلم أين ذهب ذلك اللاجئ الطيب الذي أسقاه الماء وفرش له صفيحة كرتون كان يفترشها كل ليلة
وتنازل للضيف عنها. . .تثأب ليسأل الشرطي بالأنكليزية/ كم الساعة.

ليرد الشرطي بصوته الأجش العالي/ تشارف على السادسة. . .ألا تعلم أن النوم هنا ممنوع. . .؟ّ!

أجابه بشرود وهو ينزل اللحاف بالتأكيد سيعود ذلك الرجل النبيل إلى هنا/ المعذرة. . .لن اكررها.

ثم ذهب بلا هدف لا يعلم أين يمضي
عندما هرب توقع أن يخرج إلى العالم هي الحرية
ولكن هو الآن بلا سكن أو حتى نقود يمضي بها يومه
فجر اليوم عندما هرب من سان دنيس/دوني
بذل كل جهده ليصل إلى باريس فمشى على قدميه مسافة الـ 10 كيلو
أجهده المشي واتعب قدميه فهو خرج من منطقة سجنه بأقصى سرعة من الركض
عندما دخل باريس فاوض سائق تاكسي أن يأخذ خاتمه الفضة فوافق
أن يوصله من شمال باريس حتى محطة مترو ستالينغراد
وجد اللاجئ العربي النبيل الذي يعمل منذ بزوغ الشمس حتى غروبها ويعود بمالا يتجاوز 40 يورو كل يوم
أدخل يده في جيب جاكيته ليحمي كفه من البرد القارس
فإذا بأربع ورقات عرفها من ملمسها أخرجها فورا
فعلم أن ذلك الرجل النبيل وضع له 40 يورو يستطيع العيش وسط هذه المدينة الصاخبة.
سبحان مُبدل الأحوال يزيد بن محمد الضاوي الذي كان يأتي هنا ويشتري السيارات الفارهة
وينام بمنزله الخاص فلديه منزل بأسمه هو في باريس ولكن ملكيته ومفاتيحه هناك في الرياض
الآن يقدم له 40 يورو شفقة وصدقة. . .فعلا دُنيا غريبة وتقلباتها مريعة
أقسم بالله أن يجعل نصف ثروته مساعدة لهؤلاء النبلاء
مشى ساعة ونصف قطع بها مسافة طويلة. . .طويلة جدا
لينظر لساعته الألماسية الثمينة التي لو عرضها للبيع لأستطاع أن يشتري شقة وسيارة
ولكن هذه الساعة غالية على قلبه فهي هديته من والده ولن يفرط عليها مهما كان
أستوقف تاكسي ليوصله إلى السفارة السعودية
وهُناك ستنتهي جميل المشاكل ويعود المنفي إلى حضن وطنه.
-
-
-
-
-
تجلس في صالة شقة مشعل. . .
النافذة الضخمة المطلة على نهر التيبر الذي يبعد عنها قرابة الـ 8 كيلو
تحتسي قهوتها العربية وصوت اغانيها الصباحية المنخفضة ينبعث من التلفاز الضخم الذي يقع يسارها
جوها الصباحي لا يفسد هدوءه سوا رنين هاتف مشعل المتواصل
يرن منذ خمسة دقائق بشكل لا ينقطع
فحجرة مشعل مقابلة لها وبابها مفتوح لذا يأتيها الصوت بوضوح
أستحت أن توقظه ليرد على هاتفه فإكتفت بتصفح هاتفها متجاهله قلقها من هذا المتصل المُلح بإخبار مشعل بشي مهم
فهذا الرنين المتواصل ينبئ بأن مكروها قد حصل.

أنقطع صوت أي ان مشعل أستيقظ
شدها صوته الغاضب/ وشلون هرب. . .نــــــعم. . .!! يا خسارة ثقتي فيه ما جاء لي يوم طالع من باريس. . .
أسمع عاد تلف فرنسا كلها وتطلعه قبل مغيب الشمس. . .مو شغلي تحصلونه قبل المغيب وإلا والله لتشوف شي عمرك ما شفته.

صمت مشعل وهو يهدد وتعلم أنها انتهت المكالمة
تعلم جيدا أن الهارب هو يزيد
ولكن لم يعد يهمها أبدا
سوا كان يزيد في باريس أو الرياض
فهي أنهت كل ما يقلقها صباح الأحد الماضي
عندما سلمها المحامي أوراق أعتماد التوكيل. . .فهي أخذت بصمات زوجها ويزيد وأوكلت نفسها زورا على أموالهم
الآن هي موكلة بكل ما يخص محمد فالأوراق رسمية ولا يوجد بها أي تزوير.

مضت عشرة دقائق ليخرج مشعل متألقا ببنطالا أسودا وبلوزة بيضاء تبرز عضلاته
وشعره المبلل بالماء ينزل على أعلى جبينه
وحاجباه معقودان وهذا دليلا على غضبه من موضوع يزيد

إبتسمت وعدلت حجابها ليغطي شعرها بالكامل/ صباح الخير.

جلس على الكرسي المقابل ورد عليها دون إبتسامة حتى/ أي خير ويزيد هرب. . .؟

إتسعت إبتسامة مها وسكبت له فنجان قهوة/ وأنت ليش زعلان. . .؟ خله يولي. . .خلاص ما عاد يهمني أمره
أنا خذيت التوكيل وكل الأوراق جاهزة ورسمية بعد.

تفاجأ مشعل بشدة/ ما أسرع تخلص بأقل من شهر. . .؟ وبعدين وشلون خلصوك وأنتي بحدادك. . .؟

إبتسامتها لا تنطفئ وهي تتحدث عن مكرها وخُبثها وكأنها شجاعة/ المحامي خلص لي كل شي
والأحد أستلمت أوراق التوكيل. . .خلاص يزيد ما عاد يهمني. . .فكرت أقول لبتال عن مكانه بس أكيد بيزعل.

زفر مشعل وغضبه ينطفئ/ لا ولا تفكرين تقولين لهم أصلا. . .بتهزين صورتك قدام عيالك. . .؟

رمقته بقليلا من الغضب/ ليش اللي سويته بيهز صورتي. . .؟

ضامية الشوق 04-27-2019 01:13 AM

سلمت يمناك
طرح جميل جدا

كـــآدي 04-27-2019 04:30 AM

طرح جميل
احسنتي

نجم الجدي 04-27-2019 04:42 AM

يسعدك الله على الموضوع
وعلى اختيااااره الا كثر من رووووعه

شكرا يعطيك العااافيه

نجمكم

غزلان 04-27-2019 05:44 AM

الله يعطيك العافيه

دلع 04-27-2019 06:22 AM

ابدااااع راقي..
وفي منتهى الروعه والجمااال
كلمااااااااات من ذهب..
ومعطرة بعطور ساحرة..
لاعدمنا كل مايخطه قلمك لنا
تحياتي وعبير ودي

شموخ 04-27-2019 09:20 AM







http://files2.fatakat.com/2014/1/13893443911555.gif



سلمت أناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك








ملكة الجوري 04-28-2019 12:46 AM

سلمت الآكف ومَاجلبت
إبداع دآئم وتميز مُستمر
لا عدمنَاك
قوافل شكري وتقديري لك

إرتواء نبض 04-29-2019 01:52 AM

ضاميه
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

إرتواء نبض 04-29-2019 01:53 AM

كادي
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥


الساعة الآن 11:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية