منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   فقه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=174664)

ملكة الجوري 05-18-2020 04:29 PM

فقه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
 


قال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56][1].
دلت الآية الكريمة على رفعة درجته النبي صلى الله عليه وسلم، وعلو منزلته عند الله تعالى، وخلقِه، ورفع ذِكره؛ لأنَّ الله تعالى أثنى عليه بين الملائكة، وفي الملأ الأعلى؛ لمحبَّته وعظيم منزلته عنده، وأمر المؤمنين بالصلاة عليه.

وسياق الآية الكريمة يدل على أنَّ هذه الصلاة مستمرة ومتجددة؛ حيث أتى بصيغة الفعل المضارع في قوله تعالى: ﴿ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ﴾ [الأحزاب: 56]، والتي تفيد التجدد والاستمرار.
والإجماعُ مُنعقدٌ على أنَّ في هذه الآية من تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم والتنويه به ما ليس في غيرها[2].

(المسألة الأولى): ما معنى صلاة الله وملائكته على النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ﴾ [الأحزاب: 56]؟
1- صلاة الله تعالى: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الكرام: الدعاء له[3]، ورجحه ابن القيم، والسخاوي، وابن حجر، وغيرهم[4].
2- الصلاة بمعنى: البركة، واختاره الطبري.

قال ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: (يُصَلُّونَ: يُبَرِّكُونَ)[5].
وقال ابن القيم - رحمه الله: (وهذا لا ينافي تفسيرها بالثناءِ، وإرادةِ التكريمِ والتعظيم؛ فإنَّ التَّبريك من الله يتضمَّن ذلك، ولهذا قُرِنَ بين الصلاة عليه والتبريك عليه)[6] أي: في الصلاة الإبراهيمية.
والخلاصة: أن الله تعالى يُثني على نبيه الكريم عند الملائكة. والملائكة: تدعوا له بالبركة.

وفي ذلك يقول الناظم[7]:


صَلَّى الإلهُ بعِظمِهِ وجلالِه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ثم الملائكةُ الكرامُ على النَّبِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فهو الحبيبُ لربِّنا ربِّ العُلا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وهو الدليلُ لجنَّةِ لا تختبِي https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif





(المسألة الثانية): ما الفرق بين صلاة الله على نبيه في قوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ﴾ [الأحزاب: 56]، وصلاته على المؤمنين في قوله: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ ﴾ [الأحزاب: 43]؟

الصلاة من الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم فيها ثناءٌ وتشريفٌ وزيادةُ تكريمٍ، والصلاة من الله تعالى على مَنْ دون النبيِّ فيها رحمةٌ، ومنه قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ﴾ [الأحزاب: 43]، فالصلاة من الله تعالى للمؤمنين: الرحمة. ومن الملائكة: الاستغفار للمؤمنين، وبذلك يظهر الفرق بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين سائر المؤمنين، فمقامه أعظم وأرفع من سائر المؤمنين[8].

(المسألة الثالثة): ما معنى صلاة المؤمنين وسلامهم على النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال الله تعالى - آمراً المؤمنين: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56] المراد بقوله: ﴿ صَلُّوا عَلَيْهِ ﴾ [الأحزاب: 56]: أي: (ادعوا ربَّكم بالصلاة عليه)[9].
وكذلك (معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: تعظيمه، فمعنى قولنا: (اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحمدٍ) عَظِّمْ محمداً. والمراد: تعظيمه في الدنيا؛ بإعلاء ذِكره، وإظهار دينه، وإبقاء شريعته. وفي الآخرة؛ بإجزال مثوبته، وتشفيعه في أُمَّته، وإبداء فضيلته بالمقام المحمود) [10].
وقوله:﴿ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]: أي: (حيوه بتحية الإسلام)[11].

معشر الفضلاء .. وفي الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عشر ثمرات وعشر فوائد:
الأُولى: صلاة المَلِك الجبار، والثانية: شفاعة النبي المختار، والثالثة: الاقتداء بالملائكة الأبرار، والرابعة: مخالفة المنافقين والكفار، والخامسة: محو الخطايا والأوزار، والسادسة: قضاء الحوائج والأوطار، والسابعة: تنوير الظواهر والأسرار، والثامنة: النجاة من عذاب دار البوار، والتاسعة: دخول دار الراحة والقرار، والعاشرة: سلام المَلِك الغفار[12].

(المسألة الرابعة): ما هي صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؟
صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة ومتنوعة، وأفضلها ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام رضي الله عنهم، ومن ذلك:
1- ما جاء عن كَعْبِ بنِ عُجْرَةَ - رضي الله عنه - قال: سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: يا رَسُولَ اللَّهِ! كَيْفَ الصَّلاَةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ؟ فإنَّ اللَّهَ قد عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ، قال: (قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ على إبراهيمَ، وَعَلَى آلِ إبراهيم، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. اللَّهُمَّ بَارِكْ على مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ على إبراهيمَ، وَعَلَى آلِ إبراهيم، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)[13].

2- وما جاء عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قال: قُلْنَا يا رَسُولَ اللَّهِ! هذا السَّلاَمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عليك؟ قال: (قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبراهيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إبراهيمَ، وَآلِ إبراهيم)[14].



الخطبة الثانية
الحمد لله...
(المسألة الخامسة): قد يقول قائل: إذا صلَّى اللهُ تعالى وملائكتُه على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأيُّ حاجةٍ إلى صلاة المؤمنين عليه؟
الجواب: صلاة المؤمنين على النبي صلى الله عليه وسلم ليس لحاجته إليهم، وإلاَّ فلا حاجة إلى صلاة الملائكة مع صلاةِ اللهِ عليه، وإنما المقصود هو إظهار تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أنَّ الله تعالى أوجب على المؤمنين ذِكرَه سبحانه ولا حاجة له إلى هذا الذِّكر، والفائدة من صلاة المؤمنين على النبي صلى الله عليه وسلم هي إظهار تعظيمه، شفقةً عليهم ليثيبهم على ذلك، ولذلك رتبَّ الله تعالى الأجور العظيمة على مَنْ صلَّى على النبي صلى الله عليه وسلم؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً؛ صَلَّى اللهُ عليه عَشْرًا)[15]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً وَاحِدَةً؛ كَتَبَ اللهُ عز وجل لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ)[16].

فالله تعالى أمر المؤمنين بالصلاة والسلام على رسوله الكريم؛ اقتداءً بالله تعالى وملائكته الكرام، وجزاءً له صلى الله عليه وسلم على بعض حقوقه عليهم، وتكميلاً لإيمانهم، وتعظيماً له صلى الله عليه وسلم ، ومحبةً وإكراماً، وزيادةً في حسناتهم، وتكفيراً عن سيئاتهم[17].

أيها الأحبة.. والخلاصة: (أنَّ الله سبحانه وتعالى أخبر عبادَه بمنزلةِ عبدِه ونبيِّه عنده في الملأ الأعلى؛ بأنه يُثني عليه عند الملائكة المقربين، وأنَّ الملائكة تُصلِّي عليه، ثم أَمَرَ تعالى أهلَ العالَم السُّفلي بالصلاةِ والتَّسليم عليه؛ لِيَجْتمِعَ الثناءُ عليه من أهلِ العالَمَين العُلوي والسُّفلي جميعاً)[18].


اللهُ فضَّل خيرَ الخَلْقِ بالكَرَم https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأفْضَل الناسِ من عَرَبٍ ومن عَجَمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

هو النبيُّ الذي فاقَتْ فضائِلُه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وخَصَّه اللهُ بالتَّنزيلِ والحِكَمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

اخْتَصَّه بكتابٍ بيِّنٍ عَلَمٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
هدى العِباد به مِنْ غُمَّةِ الظُّلَمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

اللهُ فضَّلَه، اللهُ أكْرَمَه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
اللهُ أرسله مِنْ جُملة الأُمَمِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

صلوا عليه عِبادَ اللهِ كُلُّكُمُوا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
إنَّ الصلاةَ له تُنْجِي من النِّقَمِ[19] https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif







عـــودالليل 05-18-2020 04:29 PM

مُعجب بكل ماشاهدت
وقرأت خلال تواجدي على هذا
الموضوع

دليل جمال ذآئقه
عالية المستوى ودقه في إختيار الطرح

شكري لك
من القلب على مجهودك

محمدالحريري

نجم الجدي 05-18-2020 04:31 PM

يعطيك العاافيه عمووو
ويجزااك كل خير

روح الندى 05-18-2020 04:38 PM

جزاك الله خير

لا أشبه احد ّ! 05-19-2020 03:09 AM






آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك

الغنــــــد 05-19-2020 05:55 PM

جزاك الله خير

نظرة الحب 05-19-2020 10:59 PM

بارك الله فيك على الموضوع
القيم والمميز
وفي انتظار جديدك
وكل التوفيق لك يا رب

ضامية الشوق 05-20-2020 12:14 AM

جزاك الله خيرا

مجنون قصايد 05-20-2020 02:11 AM

ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

البرنسيسه فاتنة 05-20-2020 03:37 AM

جعله الله في ميزان أعمالك يوم القيامه
بارك الله فيك


الساعة الآن 12:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية