منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   رواية وجوده رماديه ,,, (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=26614)

نظرة الحب 10-28-2010 02:24 PM

رواية وجوده رماديه ,,,
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


رواية سعودية باللهجة السعودية .. كتبتها لكم وأتمنى أن تعجبكم .. رواية اجتماعية تتعدّد
شخصياتها .. صحيح أنّها قصيرة قليلاً وأقصر من باقي الروايات .. ولكنني واثق بأنها
سوف تعجبكم .. قسمتها الى قسمين اثنين

الكاتب : البدر الضاوي



رواية : "وجـوه رمـاديـة"


(الجزء الأول)



خرجت حصه من غرفتها متّجهةً إلى الصالة , كانت حصه في
السابعة والأربعين من عمرها , مميّزة بأنفها القصير وشعرها
القصيرالأسود , دخلت حصة الصالة ملتقية بضرّتها مشاعل ,
ومشاعل هي الزوجة الثانية لأبو حمد (عبد المحسن) , مشاعل
بشرتها سمراء قليلاً وعيناها فاتحتان وشعرها بنيّ مصبوغ ,
وهي في الخامسة والثلاثين من عمرها وتعمل مدرّسةً في
مدرسة أهليّة

قالت حصه : ما اتصل عليتس أبوحمد .. تأخّر أشوفه مدري
وين هو فيه

قالت مشاعل : لأ ما اتصل .. قال بيجيب له دوا من الصيدليه
وبيرجع بس تأخر ..

سُمع صوت ارتطام الباب فخرجت مشاعل ومن خلفها حصة
متّجهتان إليه لتقابلان أبو حمد عند الباب

قال أبو حمد : السلام عليكم

حصه : عليكم السلام , خير ابو حمد تأخرت ؟

أبو حمد رجلٌ في الرّابعة والخمسين من عمره , حنطي البشرة ,
طويل القامة , تهدّل وجهه وشاربه المائل إلى البياض وقد بدا
أكبر من عمره

قال أبو حمد : أبد والله .. زحمه شوي .. و تبين لتس موقف
عند ذالصيدليه ما فيه , عماره بها أربع محلات بثلاث مواقف وين
صارت ذي ! , المهم حطّوا العشا

قالت مشاعل : ان شالله

وعلى سفرة العشاء المتواضعة التي تلائم بيت أبو حمد المتواضع ,
وكان بيت أبو حمد بيتاً شعبيّاً في أحد الأحياء القديمة في مدينة
الريّاض يشبه الطراز القديم إلى حدٍّ ما , أي أن (الحوش) في
الوسط ومن حوله الغرف ولا يوجد بالطابق الثاني سوى السطح ,
كان على السفرة أبو حمد في الوسط وحصه عن يمينه ومشاعل
إلى يساره أما ابنته الكبرى ساره ذات الأربعة والعشرين سنةً
بشعرها الأشقر الفاتح الذي كان مضحكاً بعض الشئ إذ أنّها لم
تكن شديدةَ البياض وكانت جالسةً قرب أمّها حصه , وندى الابنة
الثانية في السنة الأخيرة لها في الثانوية , ذات سمتٍ لطيف
ببيجامتها الزهريّة والباندانا الزرقاء على رأسها وهي أيضاً
ابنة حصه وكانت تجلس بجانب مشاعل , قال أبو حمد : أقول
ام حمد هالحين ولدنا حمد اختبارات جامعتهم متى بالضبط ؟؟

حصه : والله مدري يا ابو حمد صارلي مدّه ما كلّمت حمد بكره
بكلمه وبشوف , والله ياني ولهانه ومشتاقتن له الله يوفقه ويرجعه
لنا متخرّج وشايلن الشهاده ..

قالت ساره : مشاعل باخذ سشوار السيراميك حقتس ترا ..

أبو حمد : كنّتس تامرينها أمر موب تطلبين منها .. ما عندتس
اسلوب أزين !

قالت حصه : وش فيك يابو حمد وساره وش قالت ؟! ..

مشاعل : ماعليه يا ابو حمد , .. طيّب خذيه يا ساره ورجعيه
اذا خلصتي

أبو حمد : ماعليه .. ايه صدق مشاعل , وش أخبار أمتس
عساهي طيبه ؟

مشاعل : والله ذابحها ذالضغط مسيكينه ماغير يرتفع وينزل ,
الله يقوّيها

قال أبو حمد : ايه ماعليها باس ان شالله باتسر ان الله أحيانا
بنتعتّب عندها من زمان عنها وعيب هي اللي تجينا كل مرّه
تسأل وتسلّم .. باتسر لزوم نزورها , وانتي بعد يا حصه
تعالي معنا ..

قالت حصه باستغراب : هاو ! , من صدقك أبو حمد وأنا
وش يودّيني ؟! , بعدين توّها قبل أسبوعين الظاهر عندنا
وما عليها الا العافيه ..


***


كانت أم مساعد (الجدّة لولوه) جالسةً في صالتها الصغيرة تقرأ
الجريدة , وأم مساعد هي أمٌّ لابنتين الكبرى بشاير وهي زوجة
ناصر , والصغرى مشاعل وهي زوجة عبدالمحسن (أبو حمد) ,
وأم مساعد أرملةٌ في الرابعة والستّين من عمرها , لم تكن تشبه
ابنتيها مشاعل وبشاير اذ أنّها كانت بيضاء ذات وجهٍ مستديرٍ ,
وأثناء اندماجها بالخبر الذي كانت تقرؤه دقّ الجرس فأسرعت
الخادمة ريكيا للرد : مين ؟ طيّب طيّب طووط , ماما لولوه
هادا مدام مشائل يجي ..

قالت أم مساعد : ايه افتحي لها الباب ذا لأنّي قافلته ..

دخلت مشاعل وزوجها أبو حمد من خلفها , قالت : سلام عليكم ..
وشلونتس يا يمّه هذا أبو حمد معي ..

قالت أم مساعد : عليكم السلام هلا فيتس يابنيتي .. حيّاك يابو حمد ..
تفضّل تفضّلوا ..

أبو حمد : الله يحيّيتس ويبقيتس يا ام مساعد .. كيف حالتس وشلون
صحتس .. عساتس بخير

أم مساعد : حالي يسرّك ان شالله .. طيبه الله مير يسلمك ويبارك
فيك , انت وشلونك عساك طيّب

أبو حمد : بخير نحمد الله .. وشلون الضغط معتس هاليومين عسى
ما تكثرين ملح بالاكل

أم مساعد : ولاحلّفتني يا ابو حمد بس والله ان كل شي آكله ماصخ
مالغ ماله طعم بس وش أسوّي ..

قالت مشاعل : ايه يمّه تكفين عاد انتبهي لصحتس ..


***


كانت بشاير امرأة في الرّابعة والأربعين من عمرها وكانت هي
وأختها مشاعل متشابهاتان الى حدّ كبير ولكن مشاعل كانت أجمل
الى حدّ ما , أمّا ابنة بشاير وهي لولوه (على اسم جدّتها) ,كانت
هي أيضاً تشبه أمها وخالتها ولكن شعرها الأسود الطويل وسمْتها
الإيماني الواضح هما ما يميّزانها وكانت في الحادية والعشرين
من عمرها تدرس في جامعة الملك سعود تخصّص تاريخ , وكانتا
الاثنتان جالستان في الصالةِ تشاهدان برنامجاً في التلفاز

قالت لولوه : أقول يمّه , من زمان ما رحنا بيت جدتي .. حتّى خالتي
مشاعل مبطين عنها وش رايتس نجتمع بكره ..

قالت بشاير : والله بكيفتس يا بنيتي أنا ما عندي شي , اييه .. أمي
الله يهديها لو تجي تسكن عندنا بس .. يعني هالحين عاجبتها هالحال
جالسه في بيت وش كبره لحالها مع ذالشغاله وبيتي أنا مفتوح لها ,
لو يصير فيها شي يعني لا قدّر الله , الله لا يقوله بس ..

لولوه : يمّه انتي عارفه جدتي ما ترتاح الا ببيتها ..

سُمِع صوت ارتطام الباب وكان ناصر هو الداخل , كان في
الخامسة والأربعين من عمره , وكان وسيماً لدرجةٍ تُلفت النّظر ,
دخل مسرعاً بعد كلمة (سلام عليكم) التي ألقاها بسرعة متّجهاً
الى الغرفة ثم الى الحمّام , لحقت به بشاير الى الغرفه وانتظرته
حتى خرج من الحمام وقالت : وحنّا هذي حالتنا .. من الدوام
لذلأصدقا وما تجي البيت الا للنوم وبس ..

ناصر : يعني وبعدين وش تبيني أسوي بالله ؟ , اليوم قصير
والواحد يالله يالله يمديه يخلص من شغله ويروح عند أخوياه
ينبسط شوي ..

قالت بشاير : وليه ما تجي تنبسط بالبيت ؟

قال ناصر : يعني .. مهنا شيٍّ يبسط فيه !

بشاير : أها , طيّب .. أوكي بعرف أنا وش هو الشي اللي يبسطك
من جد ويخليك تستانس عشان أسوّيه ؟! يا ناصر حنّا صار لنا
فتره طويله على هالحاله وانت أحسّ انّك ما تطيق تقعد معي ..
دقيقتين على بعضهم !

ناصر : لاتصيرين حسّاسه , كل الناس كذا وبعدين أنا ما مقصّر
في شي

قالت بشاير : هه حسّاسه !؟ يمكن .. يمكن أنا حسّاسه ..

قال ناصر : أنا بريّح لي ساعه لحد يزعجني

بشاير : ان شالله ..


***


التقطت حصه سماعة الهاتف واتصلت بأخيها بدر : ألو هلا بدر وش
أخبارك انت وينك فيه غاطس ما تنشاف ؟ , المهم مشاعل ببيت أهلها
ويمكن تتعشا هناك عاد تعال انت من زمان ما شايفتك حتى ملامح
وجهك ناسيتها أبيك تتعشّى عندي .. حتى ابو حمد طالع رايح معها

وبدر هو أخو حصّه الأصغر والوحيد , أعزبٌ قصير القامة بعض
الشئ , ذا عينان واسعتان وهو في الخامسة والثلاثين من عمره

قال بدر : الله والملامح عاد ههههه المهم هذاني عند محل عصيرات
أشرب عصير بردقان يحبه قلبتس تبين كيوي أناناس شي ؟

قالت حصه : لا مابي شي بس تعال بسرعه أحتريك .. مع السلامه

وبعد ربع ساعةٍ كان بدر عند الباب فتحت له حصه , قالت : هلا
بالقاطع هلا باللي ما يسأل عن أخيّته الكبيره اللي ماله غيرها

قال بدر : أي قاطع الله يهديتس حصوص تدرين لاهي مع ذالدوام
وباقي الوقت يا نوم يا مع الشباب .. المهم انتم وش أخباركم ..

قالت حصه : يعني وقتك ضايع عشان كذا قاعده أقول لك اعرس
تزوّج شف لك بنت الحلال اللي ترتّب وقتك وترتب حياتك , ياخوي
يا بدر يعني الى متى بتبقى على هالحال .. لا مَرَه ولا ولد ولا تلد

بدر : يوه يا حصه كم مرّه تعيدين هالموضوع . ولا تكبّرين الأمور ,
خلاص قلت لك اذا حسّيت اني مستعد للزواج بتزوّج وبعدين لازم
يكتمل نضوجي يا أختي العزيزه عشان أعرس

حصه : أي نضوج انت بعد المهم وش كنت بقول لك , يا بدر
مدري يعني .. أنا ودّي أسوّي مشروع .. ودّي أحسّن من وضعنا
شوي وأساهم بشي

قال بدر : وش هالتطوّر ! , طيّب انتي عندتس راس مال زين ؟!

قالت حصه : يا خف دمّك .. تطنّز على أختك الكبيره مالت عليك ..
تدري أنا ما عندي شي .. خمس ولا ست آلاف .. من وين لي بعد ..

قال بدر : هههههه طيّب مهيب مشكله حتى لو ما عندتس .. أمممم
شوفي لازم تشوفين لتس مشروع بدال هالفضاوه اللي انتي فيها
ومناقر مشاعل

قالت حصه : طيّب .. علي يدّك ! , المشروع يبيله خبره وفهم
بالتجاره وذا .. وأنا تدري فيني ما أعرف شيّ أبد بهالأمور.

بدر : ماهيب مشكله أنا بساعدتس , واحد من أصدقاي عند
زوجته مشغل يقول يطلّع ذهب ماغير كم فلبينيه ومغربيتين
وكم فتحه في حدا هالعمارات وشوية ديكورات وتجهيزات
ويصير عندتس أزين مشغل وشوي شوي بيدر عليتس الربح ,
اسمعي اسمعي أنا هالحين قاعد أقول لتس كلام مشتّت ..بفكّر
لتس بالموضوع وأرد لتس خبر وانتي بعد فكري وقرّري


نظرة الحب 10-28-2010 02:25 PM



***


تكلّمت ساره في سماعة الجوال بصوتٍ عالٍ : وشو انتي عند الباب ؟
يالله يالله هذاني جايّه ثوااني .. , يمممّه ..

قالت حصه : نعم نعم ؟!

ساره : هذي صديقتي غلا عند الباب بروح معها قبل ساعه استأذنت
منتس يعني لا تقولين

قالت حصه : طيّب وين بتروحون ؟

قالت ساره : السوق , يا خريص يا غرناطه يعني لا تخافين محنا
مقربين من العليا يللا سي يو , غلّوي تحتريني ..

وغلا هي صديقة ساره , بمثل عمرها , فتاةٌ جميله ذات شعرٍ أسود
طويل و وجهٍ كشكل القلب , تخرّجت ولم تدخل الجامعة ولم تكمل
دراستها

وفي السيارة : السلام , هاي غلّو كيفك

قالت غلا : هلا سارونه وينك يا دبّه ساعه أحتريك

ساره : توّك متصله علي حرام عليك

غلا : أنا واعدتك الساعه خمس وهذي هي خمس , يعني ما سوّيت
مثل أغنية عبدالمجيد اللي يقول أجيك قبل موعدك بساعه ... , المهم
ما قلتي لي كيفه روميو .. ههههه من جد انتي ويّاه بصراحه نككته

ساره : نكته فعينك عالأقل أنا راسيَه على واحد موب زيّك كل يومين
واحد جديد , اييه ما قلت لتس .. أنا بقول له يخطبني

غلا : وشو ؟!

ساره : بقول له يخطبني من أبوي .. سالفتنا طوّلت وعلى ما يقولون
الحب يتوّج بالزواج ..

قالت غلا : أي زواج انتي الثانيه .. قال زواج قال .. تدرين انّ أهلك
ماراح يوافقون وانتي عارفه ليه .. عايشه بنيويورك انتي ؟!

ساره : طيّب حتى لو , خلّينا نجرب ونشوف

قالت غلا : انتي وش مفطره اليوم الصبح ؟ وش تجربون ويجرّب لعبه
هي , أساساً مستحيل يوافق يتقدّم لتس واذا انتي خبله هو أكيد لأ


***


التقطت ندى كتابها واستأنفت مذاكرتها , كانت الساعة تشير الى العاشرة
مساءً , دخلت عليها أمّها حصه وقالت : هاه يا بنيتي وشلون الدراسه عاد
هالله هالله بالنسبه الزينه نبيتس تدخلين الجامعه وتتخرجين وترفعين روسنا
انتي وأخوتس حمد مهوب مثل ساروه خلصت الثانويه وقعدت ولاهيب حتى
راضيه تنخطب , المهم عاد اتصلي على مشاعل مابي أدق عليها أبوتس
ما يرد وللحين ما رجعوا تأخروا .. أكيد ذالعجيّز أم مساعد لزمت عليهم
يتعشّون عندها بس ما صار هذا عشا تأخرّوا ! , يللا دقي عليهم وشوفي
متى بيرجعون

ندى : طيّب ان شالله .. , .. ألو .. هلا مشاعل وش أخباركم متى بتجون ؟
أها أوكي مع السلامه هلا ..

قالت حصه : وش قالت ؟!

قالت ندى : تقول توّهم هالثّانيه طالعين من بيت خالتي أم مساعد

حصه : ايه زين المهم انتي لاخلصتي مذاكره نامي بكره وراك قومه
بكره الصبح ..

ندى : ان شالله


***


كانت ساره في غرفتها وبعد أن تأكدت من اقفال الباب أخذت جوالها
واتصلت بمازن , ومازن هو جارٌ لهم في السابعة والعشرين من عمره ,
يعيش في بيته الصغير مع أخيه الأصغر عبدالله في الثانوية العامّة
لوحدهم بعد وفاة والدتهم , ومازن شابٌّ وسيم ذا لونٍ أسمر وعينان
سوداوان وجسمٍ ممتلئ

ساره : ألو

مازن : هلا ساره

ساره : هلا مازن وش أخبارك

مازن : بخير انتي كيفك

ساره : أنا طيبه , وش فيك .. حاسّه صوتك حزين شوي ؟ خير

مازن : لالا أبد لا تشغلين بالك شويّة مشاكل فالشغل

ساره : أها

مازن : المهم ما قلتي لي .. فكّرتي بموضوع المعهد اللي قلت لك
تسجلين فيه ؟؟

ساره : بصراحه ايه وما جازت لي الفكره ..

مازن : بس يا ساره ما يصير , انتي صار لك سنين من تخرجتي من
الثانويه والجامعه خلاص اغسلي يدّك منها يعني ما لك الا هالدّورات
وهالمعاهد

ساره : أنا مالي الا بيت رجلي !

مازن : آ .. أها

ساره : أقول مازن ما تلاحظ ان قصتنا طوّلت .. ويبيلها نهايه ؟!

مازن : والله مدري وش أقول لك بس بصراحه ايه , صحيح انّي أحبك
وتحبّيني وقصدي شريف بس أحس اللي قاعدين نسويه يمكن .. يمكن
يكون غلط ..

ساره : لا غلط ولا شي , وحتى اذا غلط .. تقدّم لي واخطبني من أبوي
وصحّح هالغلط !

مازن : بس .. بس يا ساره

ساره : وش ؟

مازن : انتي عارفه العائق الكبير والوحيد تقريباً اللي قدامنا , انتوا
قبيليين وأنا خضيري وأبوك مستحيل يرضى مستحييل ! ..

ساره : طيّب انت جرّب يمكن يقبل

مازن : الله يهديك يا ساره اللي يسمعك يقول بنت أم عشر سنين
وما تعرف أي شي , وبعدين حنّا جيران وبعد ما أتقدم لك ويرفض
أبوك (وطبعاً أكيد بيرفض) بتصير العلاقه متوتره وما راح يكون
لي وجه أحط عيني بعينه بعد كذا

ساره : طيّب ؟

مازن : وبنفس الوقت أحس ضميري يأنبني , يعني .. يعني كأني
جالس أخون أبوك بمكالماتي لك ..

ساره : لا تخون ولا شي , وبعدين حنّا نحب بعض وقصدنا شريف
وهو الزواج

مازن : لأ يا ساره صدقيني صعبه , لالا مستحيل انتي وش تقولين !
يعني أروح وأخطبك من أبوك ؟! لالا ما أقدر

ساره : مازن ! وبعدين يعني , شف أنا أحبك وما راح أحب غيرك
ومستحيل أرتبط بواحد غيرك فهمت !

مازن : يا ساره افهميني ..

ساره : وبعدين تعال , اذا انت موب قصدك الزواج ومتأكد في نفسك
انه مستحيل يتم أجل ليه جالس تكلمني وتعشّمني ؟ , كل هذا لعب !

مازن : لا يا ساره والله موب كذا الموضوع وانتي عارفه , أنا ودّي
بالزواج اليوم قبل بكره بس .. بس

ساره : ويبس !

مازن : ساره !

ساره : وأنا صادقه ! , المهم هذا أبوي جا مع مرت أبوي أخاف أحد
يدخل علي بعد شوي .. خلاص أكلمك بكره

مازن : أوكي تصبحين على خير

ساره : وانت من أهله حبيبي

مازن : مع السلامه ..


***


دخلت مشاعل ومن خلفها أبو حمد وكانت حصه بانتظارهم : هاه
ابو حمد تأخرتوا كل هذا عشا

أبو حمد : السلام عليكم , والله أم مساعد الله يحفظها لزّمت ما نطلع
من عندها الا ومتعشين , ويا زين طبخ أم مساعد ! , مع ان عندها
خدّامه بس ما تاكل الا من يدها

قالت حصه : المهم .. ماعلينا , ايه الليله ليلتي ترا لا تنسى , ومشاعل
أكيد تعبانه بكره وراها دوام

قالت مشاعل : ايه صادقه , تصبحون على خير

قال أبو حمد : تعالي يا مشاعل هماتس تبيني بموضوع ؟

حصه : خلاص خلها على راحتها تبي تنام .. الموضوع يتأجّل ..

وبعد أن ذهبت مشاعل الى غرفتها

قالت حصه : تعال أنا اللي أبيك بموضوع ..

أبو حمد : خير ان شالله ..

حصه : خير , وش قلت عالموضوع اللي كلّمتك فيه ؟

-أنا قلت لتس , مستحيل آخذ فلوس من مرتي الثانيه عشان أصرف على
عيال مرتي الأولى !

حصه : يابو حمد وش دخّل العيال .. مشاعل بتصرف عالبيت كلّه ..

أبو حمد : يعني مصاريف بناتس وطلباتهن يا كثرها وولدتس بعد يبي
فلوس , وراتبي كلّه خمسة آلاف , ومشاعل صحيح انها تعطي من غير
ما أفتح اثمي بكلمه وتحلف علي آخذ منها بس والله أستحي من هالمَرَه ,
يعني آخذ منها فلوس عشان أصرف على عيال مرتي الثانيه وهي
ماهيب ملزومه تصرف على أحد .. وبعدين هي تصرف على أمّها
لا تنسين , ومن كثر راتبها هي بعد هالمسيكينه .. كلّه تصرفه وما
تخلّي لنفسها ولا شي

حصه : وليه تستحي ؟ هي مدرّسه راتبها بحدود الخمس آلاف , وحتى
لو كان عندها مصاريف أكيد مصاريفها قليله ومهيب كثر مصاريفك ,
وبعدين هي توفّر لوشو ؟! , بعد لا عيال ولاشي , بعدين أنا كلّمتها
وهي رضت ووافقت

قال أبو حمد : كلّمتيها بوشو ؟!

حصه : قلت لها .. قلت لها ان الأكل والشرب ومقاضي البيت وحاجيّات
المطبخ كلّها تصير عليها .. وهي وافقت وقالت ياليت ..

أبو حمد : انتي هالحين وشوله تكلمينها ؟! , شاكي لتس الحال أنا ..
هاه ؟!

حصه : يابو حمد .. والله ذي مهيب عيشه ترا ..

أبو حمد : هاه , رجعنا للخنبقه والخرابيط القديمه ؟!

حصه : يابو حمد وأنا صادقه , يعني وش فيها اذا مشاعل حطّت شوي
ترا راتبها كثر راتبك , وأمّها مصاريفها قليله وبعدين اللي أعرفه ان
هي وبشاير أختها بعد يصرفون على أمها , يعني موب هي لحالها بس ..

أبو حمد : كلمتي ما تثنّى ! , خلاص .. هذي حالتنا وهذي رزقتنا
واللي الله كاتبه لنا .. احمدي ربّتس عالسّتر والعافيه بس


***


كانت مشاعل جالسةً في الصاله تراجع بعض الأرقام في دفتر
درجات الطالبات بالمدرسة , دخَلت حصه عليها وقالت : أقول
مشاعل , وش صار على علاجك انتي ؟ أشوفكم سكته انتي
وأبو حمد

تنهّدت مشاعل وقالت : خلاص .. تركنا العلاج مرّه وحده وعطينا
المستشفى حسابهم

حصه : وشو ؟ من صدقك انتي ؟ والعيال طيّب , وبعدين هماكم
قايلين انّ النتيجه مضمونه بحيل الله ؟

مشاعل : أنا مهيب فارقه معي , أكيد ودّي بالعيال ومتشفقه عليهم
بس .. بس ميزانيتنا على قدنا وهالعلاج ينهب نهب وما شفنا منّه
فايده , بعدين أنا مقتنعه ومؤمنه ان الله كاتب لي أحمل بحمل

حصه : بيني وبينتس هالفلوس اللي كنتي تدفعينها عشان العلاج
والأدويه لو تحطّينها بشي ثاني أحسن , يعني يتراوالي ان فيه
أشياء كثيره أهم .. عموماً زين سوّيتي انتس تركتيه , مصاريف
عالفاضي , وانتي كمّلتي الخمسه وثلاثين ؟ ايه باقي لتس واجد ,
ان الله كاتب بيمديك ان شالله , واذا عالعيال أبو حمد مهيب
فارقه معه ولا همّه (أتوقع يعني) بس هو ما يبيك يعني تزعلين
أو ...

مشاعل : وليه ما يهمّه ؟ أكيد يهمّه وأكيد هو بعد ودّه

حصه : عنده ولد وبنتين الله يخليهم له , وش يبي بعد بالبزارين
والغثا ودوخة الرّاس

مشاعل : هه , يعني يمكن .. , وش يبي بالبزارين والغثا

حصه : أنا موب قصدي , بس هذا الصدق

مشاعل : عادي , متعوده عليك !

رنّ الهاتف فردّت مشاعل : ألو .. هلا .. هلا يمّه وش أخبارتس
وشلون صحتس , أبد والله بخير .. ايه اليوم ندى مسيكينه طاحت
وانكسرت رجلها .. ايه ودّيناها المستشفى .. لالا بخير تطمّني ..
الله يسلمتس من الشر .. وشو هههههه .. بعدين يمّه الله يهديتس
وش مصحيتس لهالوقت ...

قالت حصّه بينها وبين نفسها : "يا مال الوجعه , لو يطيح دبوس
في بيتنا راحت علّمت أمها !" , وخرجت من الصاله


***

نظرة الحب 10-28-2010 02:25 PM


***


أتت بشاير بالمرقوق الى السفرة التي توسّطها زوجها ناصر وهي وابنتها
لولوه عن يمينه ويساره , قالت بشاير : لولوه انتي بتروحين اليوم التحفيظ ,
لأن أبيك توصلين هالظرف لأم نواف اذا رحتي

لولوه : لا يمّه منيب رايحه اليوم , حاسّه نفسي دايخه شوي ومانيب رايحه ,
أنا الحمدلله ما متأخره ولا مقطع واحد .. وبالعكس متقدمه عن البنات

بشاير : الله يوفقك يا بنيّتي ويبارك فيك

قال ناصر : ايه صدق بشاير .. الأسبوع الجاي عندي سفره لدبي شوية
شغل هناك وبخلصه

قالت لولوه : صدق يبه , انت لك شغل هناك ؟

قالت بشاير : وهي صادقه بنتك , انت من متى لك أشغال بدبي ؟!

ناصر : بروح مع واحد من أخوياي عندنا شوية تجاره هناك , سيارات
نجيبها من هناك ونبيعها هنا .. وزي كذا

بشاير : على خير ان شالله


***


وضعت ندى الكرسيّ قرب دولابها اذ أنها أضاعت شيئاً واعتقدت أنه فوق
الدولاب , وبينما هي تبحث عنه انزلقت رجلها من الكرسيّ وسقطت على
الأرض وبدأت بالصراخ , أسرع جميع من في البيت اليها بعدما سمعوا
صوت ندائها وحملوها واتجهوا الى المستشفى , وبعد أن تم الكشف عليها
وأخذ الأشعة اللازمة اتضح أنّه كسرٌ في عظم السّاق وتم تجبيرها وعمل
اللازم لها , قالت حصه : سلامات يا بنيتي خطاتس الشر .. هاه وشلونتس
هالحين , أردف أبو حمد : حمدلله على سلامتس ندى بس ثاني مرّه انتبهي
لا رقيتي فوق شي .. هالمرّه ربّك ستر

قالت ندى : الله يسلمكم من الشر , .. كنت مثبته الكرسي زين بس .. بس
مدري وشلون زلقت رجلي , الحمدلله الله ستر ..

قالت حصه : اي والله الله خير حافظ يا بنيتي , بس ماعليه كلّها فتره
بسيطه وبيفكّون الجبس ..

قالت ندى : طيّب يمه والمدرسه .. بتفوتني دروس كثيره كذا , أنا خايفه
يا يمّه خايفه كسرة هالرجل تعطّلني عن الدراسه وما أجيب مجموع زين ..

حصه : هاو ندى .. الله يهديتس بتدرسين وبتجيبين مجموع زين ان شالله
انتي لا تشيلين هم ..

وفي هذه الأثناء اتصلت مشاعل على أبو حمد : هلا ابو حمد كيف ندى؟
كسر بالسّاق ! ايه ايه زين أحتريكم أنا أجل .. سلامتها مع السلامه ..

قالت حصه : هذي مشاعل متصله ؟

أبو حمد : ايه , منغرف قلبها على ندى اتصلت تسأل عنها

وبعد أن عاد الجميع الى البيت اجتمعوا في غرفة ندى , عادت ساره الى
البيت اذ أنّها كانت مع صديقاتها , سمِعتْ همهماتٍ من غرفة ندى فدخلت
لتجد أمها وأبيها ومشاعل ملتفّين حولها وندى مستلقيةً على الفراش وقبل
أن تنبس ساره بكلمة قالت لها أمّها حصه : هلا ساره , تأخرتي .. أختك
طاحت وانكسرت رجلها بس الحمدلله هالحين بخير ..

قالت ساره : من جد ! .. سلامات ندّو ما تشوفين شر , وشلون طيّب
وشلّي صار ؟!

أردفت حصه : رقت فوق الكرسي وكانت تبي تنيوَط بتاخذلها شي من
فوق الدولاب .. وطاحت عالأرض

قال أبو حمد : سويّر الساعه تسع وربع هالحين .. وين كنتي فيه ؟!

قالت ساره : يبه أنا مستاذنه منكم وقلت يمكن أتأخّر .. كنت في بيت
صديقتي غلا .. جمعة بنات وأخذتنا السواليف , أساساً كانوا ناوين
يطلبون عشا من المطعم بس أنا و وحده من البنات استاذنّا وطلعنا
ورجعت مع صديقتي مرام .. مع سوّاقها يعني

لم يتكلّم أبو حمد , قالت مشاعل : طيّب بروح أحط لكم العشا , ندى
اذا ما تقدرين تقعدين معنا عالسفره بالصاله يجيك العشا هنا


***


اتصلت ساره بمازن وسرعان ما ردّ عليها وأتى صوته : ألو هلا

ساره : السلام عليكم

مازن : عليكم السلام .. هلا بهالصّوت

ساره : هلا فيك والله

مازن : وش أخبارك

ساره : تمام , انت كيفك طمّني عنّك .. وشلون الشغل

مازن : كللش تمام

ساره : زين , المهم , فكّرت بالموضوع اللي قلت لك عنّه وقررت ؟

مازن : وشو ؟

ساره : لا تسوّي نفسك ناسي , همانا متفقين انّك بتتقدّم لي ؟

مازن : آها , يا ساره .. يا ساره انتي من جدك ؟ , الموضوع أكبر
من اللي تتصورينه وبعدين أنا ما أدري ليه هالإلحاح

ساره : لا الحاح ولا شي , وبعدين ليه أكبر من اللي أتصوره ؟

مازن : يعني الموضوع صغير ؟

ساره : ايه صغير

مازن : ممكن يكون صغير لو افترضنا انّه بكل بساطه أبوك بيرفض
وبيكحتني وبطيح من عينه !

ساره : مازن وبعدين ! , قلت لك لا تستبق الأمور , وبعدين حنّا صدق
قبيليّين بس زي مانت شايف على قد حالنا وحالتنا الماديّه متواضعه ..
يعني قبيليّين بس على قد حالنا وأنا قلت لك هالكلام كثير .. يعني
يمكن يرضون !

مازن : مادري .. مادري شقولّك ساره

ساره : عط أبوي خبر انّك بتجي وتعال .. تعال صدق بتجي لحالك ؟

مازن : هذا اذا جيت , أكيد لحالي , لا أبو ولا خوال ولا عمام ..
يمكن عبدالله أجيبه معي ! , زي مانتي عارفه لي قرايب من بعيد
هذا اذا سمّيتيهم قرايب و وين هم فيه بقلايع وادرين , عايلتنا
صغيره مرّه وماعرف أحد ..

ساره : عادي ولا يهمّك , منت أوّل واحد يجي يخطب لحاله

مازن : قلت لك , اذا جيت !

ساره : مازن !

مازن : ساره !

ساره : يووه

مازن : هههههه من جد يا ساره شرّ البليّه ما يضحك !

ساره : وبعدين ؟

مازن : ولا قبلين , ساره .. عن اذنك لازم أقفّل بكره وراي دوام
والوقت تأخر

وبعد تنهيدةٍ من ساره قالت : أوكي ..

مازن : يعني تسمحيلي أقفّل ؟

ساره : ههههه .. ايه , باي حبيبي

مازن : مع سلامه , تصبحين على ألف خير


***


اقتربت سَفرة ناصر الى دبي كما قال , كان قد رتّب شنطته بنفسه
و رزمها و وضعها في زاوية الغرفه , لم تعتد بشاير التفتيش بين
أغراض ناصر ولكن لم تعلم ما الذي دفعها لفتح الشنطة , فتحتها
فوجدت بها ملابس ملوّنه "سبورات وأشياء كاجوَل" و لا تناسب
سفرة عملٍ الى دبي أبداً ! , وبينما هي تفتّش وجدت علبتي دواءٍ كان
واضحاً أنّ ناصر قد وضعها بشكلٍ وكأنّه قد خبّأهما , كانت الكتابة
عليها بالانجليزي وبشاير لا تتقن الانجليزيّة بتاتاً , أخذت تقلّبها
وكانت مصرّةً على معرفة ما هاتان العلبتان ؟ , فكّرت في نفسها
وتذكّرت أن أختها مشاعل آتيةٌ اليها بعد نصف ساعه ومشاعل
ممتازةٌ باللغة الانجليزيّة وسوف تريهما لمشاعل

أتت مشاعل في الوقت المحدّد , استقبلتها بشاير بابتسامةٍ : هلا
هلا مشاعل , وش أخبارك .. تفضلي

مشاعل : بخير عساك بخير .. مشكوره , انتوا شلونكم

بشاير : والله تمام , اتصلت عليك أمّي ؟؟

مشاعل : ايه اتصلت أمس

بشاير : وشلونها عساها أحسن ؟! , أنا اتصلت بس ما ردّت

مشاعل : تقول بخير لا تحاتون , الضغط والسكر صاعد نازل
عندها .. والمشكله انها ما تحب أحد يحاتيها وزي ما تقولين
يقلق عليها .. هي بطبعها ما تحب تشغل أحد

بشاير : اي والله صدقتي , أمي غريبه ساعات تحس اذا انشغلنا
فيها وخفنا عليها انّها مثقله علينا وماخذه من وقتنا !

مشاعل : هذي أمي وحنا عارفينها , المهم منتي ناويه تضيفيني ..
تشرّبيني شي ؟؟

بشاير : ايه هاو فشله نسيت ههههه دقيقه أجيب الشاهي ..
ومسوّيه لتس كيكة موس بيتيّه تاكلين أصابعك وراها

مشاعل : طيّب نشوف !

وبعد أن عادت بشاير : تفضلي .. سمّي

مشاعل : مشكوره ..

بشاير : ايه صدق مشاعل .. شوفي هالأدويه لقيت ناصر لافزهم
بالشنطه وأموت وأعرف أدوية وشو ؟؟ شكلهم غريب وأوّل مره
أشوفهم ؟!

مشاعل : عطيني أشوف .. أمممم ههههه , .. بشاير ؟!

بشاير : نعم ؟!

مشاعل : وهـ واخزياه , مادري بس الظاهر ناصر ما ودّه يقصر
عليتس بأي شكل من الأشكال ههههه

بشاير : وشلون يعني مافهمت ؟!

مشاعل : مدري وش أقول لتس .. ههههه الظاهر استحا يوريك
اياهم .. هذولي .. والله والله أستحي .. مقوّيات , مقويّات جنسيّه !

بشاير : وشو , مقويّات جنسيه !!

مشاعل : ايه .. بشاير , بشاير وش فيك ؟؟

بشاير : لالا .. ولا شي


***


أسرعت حصه الى الهاتف عندما سمعته يرن : ألو ؟

حمد : السلام عليكم , هلا يمّه

حصه : عليكم السلام هلا هلا بوليدي حمد

حمد : تسمعيني زين يمّه

حصه : ايه , وشلونك يا ولدي وشلون أمورك

حمد : كل شي تمام يمّه , انتم وش علومكم ؟؟

حصه : حنّا بخير دامك بخير تطمّن

حمد : الحمدلله , أبوي حولتس يمّه ؟

حصه : لا والله أبوك طالع , المهم .. انت وشلونك موب
ناقصك شي ؟

حمد : لا يمّه أبد ..

حصه : انتبه لنفسك انت بس ولا تنسى كل شي وصّيناك
عليه ما أبي أعيد الكلام يا ولدي وانت عارف ..

حمد : تطمّني يا يمّه , يللا أجل سلّمي ..

حصه : يبلغ ان شالله ..

حمد : مع السلامه

حصه : مع السلامه يمّه في حفظ الله ..

أخذت حصه تفكّر في حال ابنها حمد , وحمد عمره اثنان وعشرون
سنه ويدرس في جامعة الملك فهد للبترول في المنطقة الشرقيّة
ويعيش هناك بعيداً عن أهله

وبعد نصف ساعة , قال أبو حمد : حمد متّصل ؟ , وشلونه شخباره
وش يقول وش مايقول

حصه : أبد والله يقول كل شي تمام تطمّنوا أهم شي انتوا طيبين ..
و وجاب لي طاري الفلوس , يقول محتاج فلوس

أبو حمد : ايه .. فلوس , خير ان شالله برسل له مبلغ بأقرب وقت ..

وبعد قليلٍ دخل عبدالمحسن ومشاعل الغرفه , وبينما أبو حمد يغيّر
ملابسه ومشاعل جالسة عند طرف السرير , قالت مشاعل : أقول
عبدالمحسن , وش رايك نرسل الفلوس لحمد ونقول له هذي منّي ..
ممكن أرسل له مبلغ وبعدين انت عارف أنا وش قد أعز حمد ..
وبعدين .. بعدين أنا ودّي أرسل له مبلغ ..

أبو حمد : مشاعل أنا عارف وش قصدتس , أنا أبوه وأنا اللي
لازم اصرف عليه , وبعدين من قال لتس انّي محتاج , واذا احتجت
أكيد بطلب منتس ومنتي مقصره , بس ماعليه خلّي فلوستس وانتي
ترا منتب ملزومه

مشاعل : صدقني يابو حمد ودّي هالمرّه تجي الفلوس منّي عشان
يحس حمد ان كلّنا واقفين معاه .. وانت أكيد بترسل له بعدين

أبو حمد : لا هالمرّه ولا غيرها , ماتقصرين يا مشاعل وزي ما
قلت لتس اذا احتجت بطلب منتس وأكيد ما راح تقصرين


***

نظرة الحب 10-28-2010 02:26 PM

***


طرقت حصه الباب على مشاعل التي كانت جالسةً أمام المرآة
تمسح مكياجها , حصه : أدخل ..؟

هزّت مشاعل رأسها بإيماءة , أقفلت حصه الباب وأردفت : ودّي
أتكلّم معتس شوي ..

مشاعل : خير , قولي

حصه : شوفي مشاعل .. أبو حمد كم راتبه ؟!

مشاعل :.. خمس آلاف تقريباً .. ليه ؟

حصه : وعنده مصدر دخل ثاني ؟

مشاعل : لأ , بس وش هالأسأله .. وش الطّاري يعني

حصه : اسمعيني , انتي تدرين ان أبو حمد دخله ضعيف وقاعد يصرف
على بيت كامل , وهالخمسة آلاف يالله تكفّي فواتير الكهرب والمويه
والتليفون والجوّال والمقاضي .. مقاضي البيت يعني .. أنا أقول ليه
ما تصير مقاضي البيت عليتس كلّلها ؟ , ماشالله رابتس زين والحين
انتي شايفه .. تدخلين السوبر ماركت تعبّين العربيّة يطلع حسابتس
سبعميّة ريال ولا ثمنميّة ريال ! , يعني بالشهر الواحد الأكل والشرب
لحاله بحدود ألفين ونص ريال يعني تقريباً نص راتبه ..

قالت مشاعل : يا حصه صدقيني أنا قلت له , خلّ لوازم المطبخ
ومقاضي البيت علي .. أنا أروح كل أسبوع السوبرماركت مع سوّاق
أمي وأتقضى وأشتري كل شي .. بس هو عيّا , يقول أنا رجال البيت
وأنا اللي لازم أصرف .. بعد أبو حمد وانتي عارفته .. عزيز نفس
وما يحب ان حرمه تصرف على بيته أيًّا كانت ..

حصه : أنا قلت له كذا بعد , أقصد قلت له من كم يوم بصراحه انّي
كلّمت مشاعل و وافقت ان أغراض المطبخ والأكل والشرب كلّه
يصير عليها هي .. عسى ما قال لتس بالموضوع ؟!

مشاعل : لأ ما قال لي .. طيّب , وش رد عليتس ؟؟

حصه : ايه أشوى ما قال لتس .. عشان ما أطلع في عينه كذّابه
لأنّي قلت له انّي مكلمتها وقاظيه .. موب راح أكلّمها , وش قال بعد
.. عيّا ! , يقول لأ ما أرضى , أبو حمد ساعات مدري كيف يفكّر .. ,
لا حول ولا قوة الا بالله .. يكسر خاطري ساعات , ما كمّل دراسته
واشتغل بوظيفه بسيطه وكان هاقي ان الأمور بتتحسّن .. أثاريها كل
مالها وتصير أسوء ..

مشاعل : ما كان يحب الدراسه وزي ما قلتي كان متوقع انّ وضعه
بيتعدّل بس المسيكين خانّه الحظ !

حصه : المهم هالحين وش قلتي بسالفتنا .. مشاعل لازم تسوّين شي !!

مشاعل : طيّب قولي لي وش أسوّي , هذا انتي كلمتيه وما وافق ..

قالت حصه بانفعال : يا ربّي وش هالحاله .. وش هالحاااله !!

قالت مشاعل : اهدي يا حصه .. لا يسمعتس

قالت حصه بعصبيّة : هذا انتي صار لتس فوق الأربع سنين
عايشه معنا وشايفه حالتنا .. النّاس تسافر تروح دبي .. تروح
مصر ولا تركيا ولا بيروت .. وحنّا الدمام كل خمس سنين
نروح لها مرّه ! , النّاس تلبس وتكشخ ماركات ومدري وشو ..
وحنّا بخلاقينّا تسن حنّا شغالات !

قالت مشاعل : يا حصه هذي حالتنا .. وانتي منتب غشيمه
وعارفه البير وغطاه .. حنّأ على قد حالنا

قالت حصه بعصبيّة وألم : ولو ! , أنا مهما كان انسانه ولي
مشاعري وأحاسيسي .. لا لبس زي النّاس لا بيت زي النّاس
لا عيشه زي البشر والعالم ! , شوفي بيتنا تسنّه عزبة هنود !! ,
أنا حتى عروس وعزايم بالسنين الأخيره ما صرت أروح ..
لأنّه لازم أشتري فستان وأحط مكياج وأسوّي شعري وألبس
صندل ولا جزمه كشخه .. وما أقدر أسوّي هالأشياء طبعاً
لأن ما عندنا فلوس ! , بنتي هاللي طايحه بتسبدي فوق الخمس
سنين من تخرّجت من الثانويه ولا أحد فكّر يخطبها .. موب
لازم أروح فيها العروس والعزايم عشان يشوفونها النّاس
ويخطبونها ؟!!

قالت مشاعل : اهدي يا حصه ولا تعصبين .. وبعدين
بنتس ساره بيجيها نصيبها ان شالله

قالت حصه : يا ربّي هذي مهيب عيشه .. كل شي
محسوب علينا بالحسره !!

ابتسمت مشاعل لحصه محاولةً تهدئتها والتّخفيف عنها ,
قالت حصه : أنا بعد .. أنا بعد ما عندي سالفه جالسه
أشكيلتس !

قالت مشاعل بابتسامة : شكيتي لضرّتس ما شكيتي
لغريب !

قالت حصه : تنكتين !

قالت مشاعل : لا والله موب قصدي ..

قالت حصه بعصبيّه : أووه أروح غرفتي أحسن ..

خرجت حصه وجلست مشاعل تفكّر بينها وبين نفسها :
"عزت أفهمك يا حصه .. عجزت !"

نظرة الحب 10-28-2010 02:26 PM

***


كان أبو حمد وحصه في غرفتهم , قال أبو حمد : أكمّل لتس
السالفه , أنا من اليوم ورايح أبدخل لعالم هالأسهم وبقعد أربع
وعشرين ساعه مقابلن هالشاشه وعندتس جارنا أبو مطلق
خبره في ذالأسهم وهو بيعلّمني .. كود ربّتس يرزقني وتبطلّين
من التشكّي وذي مهيب عيشه وذي مهيب حاله !

حصه : انت من صدقك .. وانت وش عرّفك بالأسهم ؟

أبو حمد : يا بنت الحلال يعني هالناس اللي تشوفينهم كلّهم
خبره ويعرفون , وبعدين حنّا مع العالم .. ادعي لي بس

حصه : الله يوفقك يا رب .. ترا حتى أنا ..

أبو حمد : انتي وشو ؟

حصه : أخوي بدر شار علي بمشروعن زين ويقول انه يدر
ذهب ..

أبو حمد : وشو ؟ مشروع ؟! , أخوتس ذا لو يعرس ويفكّنا
من أفكاره بس ومشاريعه أزين

حصه : هو بيصير شريك معي ويقول عنده فلوس وأنا علي
ادارة المشروع والاشراف عليه

أبو حمد : يعني انتي ما تدفعين شي ..

حصه : وأنا من وين لي ! .. أكيد منيب دافعه شي

أبو حمد : والله فاجأتيني , بس أخاف يوهقنا أخوتس
ذا معه

حصه : وانت ليه دايم طايح من عينك بدر ؟

أبو حمد : لاهوب طايحن من عيني ولا شي , لكني أبخص
باخوتس ذا من يومه صغير , وأخاف يوهقنا

حصه : اللي يسمعك يقول فتحنا المشروع خلاص , حنّا
للحين في طور التفكير

أبو حمد : الله يستر منكم ومن طوركم بس هههههه


***


أتى موعد سفرة ناصر الى دبي , ودّع زوجته وابنته وداعاً يملؤه
البرود وكانت ابنتهم لولوه بعباراتها الجميله تلطّف الوداع البارد ,
بشاير ملأتها الشكوك والظنون ولم تكن مطمأنّة أبدا , اتصلت
بجارتها أم مشاري وطلبت منها أن تطلب من ابنها (الذي يعمل
في المطار) أن يأخذ اسم زوجها (ناصر أحمد ناصر) ويرى متى
ستكون رحلته وأين وجهتها , وتحجّجت بشاير عند أم مشاري بأن
السفرة كانت مفاجئه وناصر أقفل جوّاله وهي كانت نائمه لذا لم
تستطع محادثته قبل السفره , وبعد وقتٍ أتى صوت أم مشاري من
السماعةِ : ألو . هلا بشاير .. رجلتس رايح بانكوك تايلاند يعني ,
وطيّارته الساعه سبع ونص .. هذا على كلام ولدي مشاري

بشاير : متأكده يام مشاري طيارته لبانكوك والساعه سبع ونص ؟!

أم مشاري : ايه ..

بشاير : طيّب الله يعافيتس اسألي ولدتس .. الرحله تمر بمحطات
غير بانكوك ؟!

قالت أم مشاري : لحظه .... يقول لأ , الرحله لبانكوك رأساً مافيه
محطات توقف فيها الطياره , وهو شاف اسم رجلتس كامل .. الا
معقوله ما قالتس وين بيروح ؟!

بشاير : هاه ! .. قال لي رحلة عمل بس نسيت يعني .. , مشكوره
يا ام مشاري أشغلتس معي

أم مشاري : العفو يا وخيتي , لا وشدعوا ما سوّينا شي , يروح
ويرجع بالسلامه ان شالله

-الله يسلمتس مشكوره مع السلامه .. الله يسلمتس هلا

لم تجد بشاير تفسيراً للذي يحدث !! , قال لها بأنّه سيذهب الى
دبي وهو الآن متجه لبانكوك !! , ليس لها الا أن تنتظره حتى
يعود وتَرى ما هو الموضوع بالضبط ! , اذ أنّه لا يتّصل نهائياً
اذا سافر


***


خرجت ندى من غرفتها متكأةً على عكّاز بسبب رجلها المكسورة ,
كان سبب خروجها هي تلك الأصوات التي سمعتها , كانت الأصوات
آتيةٌ من غرفة سارة وبابها مفتوح , دخلت ندى غرفة سارة فوجدت
أباها واقفاً أمام سارة وهو يصرخ ويأشّر بسبّابته وحصه تحاول
تهدأته وساره شبه باكية , كان أبو حمد يقول : اسمعيني يا بنت ..
لا تخلّين الشياطين اللي في راسي تطلع ! , أنا ما أدري ان تسان
بينتس وبينه شي ولا لأ , بس هذا هو جا تقدّم لتس وأنا رفضه
وردّيته , شيليه من راستس أحسن لتس ولا ترا بتشوفين شي
ما عمرتس شفتيه !!

حصه : انت وش فيك يابو حمد , هالحين من قال ان بينها
وبينه شي !؟

قالت ساره : خلاص يا يبه خلااص ! ما بينه وبيني شي
استريح تطمّن !

أبو حمد : أجل وش فيتس زعلانه هاه ؟! , وليه هالدموع كلّها
وباين ان عندتس علم بجيّته ؟!!

ساره : أنا زعلانه ! , طيّب ليه ردّيته أنا ما أشوف فيه شي ؟!

أبو حمد : هذي اللي بتخلّيني أذبحها , اسمعي أنا باخذتس على
قد عقلتس وبحاول أهدّي نفسي , انتي أكيد شايفته بالحاره مرّه
بالصدفه , شفتيه مزيون واطخم وهذا اللي هامّتس ! صح ولا لأأ
ولوا يلوي رقبتس ؟؟!!

ساره : لأ , موب صح ..

أبو حمد : مازن ذا خضيري , لا نعرف له أصل ولا فصل
يعني ! , حتّى لو فيه كل شيٍ زين ومابه عذروبٍ واحد أكيد
بردّه !!

حصه : خلاص يابو حمد هي فهمت , مافيه داعي كل
هالعصبيه ..

أبو حمد : بعدين هالمازن ذا ما يستحي , ما ينتخي ! جاي
بكل قواة عين يخطب وهو يدري اننا قبيليّه !؟

حصه : ماعليه يابو حمد ترا بعده بزر وش فهّمه .. وبعدين يمكن
شافنا على قد حالنا قال هذولي أكيد بيوافقون !

أبو حمد : يبطي عظم أوافق !

وبعد خروج أبو حمد من الغرفه وندى التي لم تنبس بأيّ كلمةٍ ,
أقفلت حصه الباب لتصبح هي وساره في الغرفة لوحدهما
وقالت : ساره يا بنيتي .. أنا ما أدري ان كان صدق بينك وبينه
شي , عموماً هذا مهوب موضوعنا , يمكن انتي شفتيه مرّه
بالصدفه , حلو ومزيون وانجذبتي له .. بس هذا موب معناته
يتقدّم لك ويخطبك و و الخ ! , مازن ذا خضيري لا نعرف أصله
ولا فصله , وحنّا حتى لو كانت حالتنا الماديّه متواضعه نبقى
قبيليّين ولنا أصلنا , وبعدين السالفه ماهي مقتصره علي وعليك
وعلى ابوك وعلى مازن وبس ! , فيه ناس حولنا , حنّا موب
عايشين في كوكب لحالنا , وأبوك لو رضى قرايبه البعيدين ما
بيرضون وبيوقفون بوجهه لو دروا وأكيد راح يقاطعونه , ما
سألتي نفسك خالك وش بيقول , مشاعل وأهلها وش بيقولون عنّنا ,
الناس كلها وش بتقول ؟! , هالشي ما صار عند غيرنا عشان
يصير عندنا , زي ما قال أبوتس ان كان في خاطرتس شي
لمازن شيليه ترا صدقيني مهوب صاير , وانتي بكيفتس عاد
يا بنيتي ..

ساره : خلاص يمّه خلاص .. خلّوني بحالي ولحد يدخل علي ..

حصه : ان شالله ..


***


بِتردّدٍ كبير التقطت ساره الجوال واتصلت بمازن , أتى صوته
من الجهة الأخرى بعد انتظارٍ طويل قائلاً : ألو ..

ساره : ألو .. هلا مازن .. كيفك؟

مازن : يعني .. ماشي الحال

قالت ساره وهي تبكي : يا مازن .. اهئ اهئ ترا .. ترا من جد
ما كنت متوقعه هالشي يصير ! , وربّي .. وربّي أنا ندمانه اني
قلت لك تجي بس .. بس آسفه , بليز حاول تفهمني ..

مازن : اذا ما كنتي متوقعه هالشي يصير أنا متوقع ونص ! ,
خلاص حاسّ ان مالي وجه أحط عيني بعين أبوك ولا أخوك
حمد اذا رجع , فاهمك يا ساره فاهمك

ساره : طيّب والحين ؟

مازن : الحين , مادري .. ماني عارف وش بنسوّي هالحين ,
زواج مستحيل , وان كان فيه أمل من قبل هالحين راح !

ساره : وانت .. حاس ان اللي قاعد نسوّيه غلط , زي ما
قلت لي ؟!

مازن : ايه يا ساره , هالمكالمات أو بالأحرى هالحب ما
عاد يفيد , وزواجنا من بعض مستحيل

ساره : يعني ؟

مازن : يعني خلاص .. نترك

ساره : نترك ؟!

مازن : اي يا ساره نترك بعض لأن علاقتنا زي ما تقولين ما
منها جدوى و .. و غلط !

قالت ساره بخوف : يا مازن , يا مازن لانتسرّع .. بليز
لانتسرّع

مازن : أوكي .. أوكي أوكي ! ما نتسرّع , حتى أنا أقول
لا نتسرّع ونفكّر للمرّه الأخيره

ساره : المرّه الأخيره ؟ ما أحب هالكلمه .. أحسها ..

مازن : ولا أنا أحبها , بس شكلنا بننجبر عليها !


***


اقتنعت حصه بالمشروع الذي اقترحه عليها أخوها بدر , أخذت
قرضاً من البنك وأعطته كلّ ما لديها تقريباً وبعد بحثٍ منه ليختار
أحسن موقعٍ للمشغل تمّ اختيار الموقع , كان مشغلاً صغيراً نوعاً
ما في أحد الأحياء العاديّة , لم تدّخر حصه جهداً في استقدام
الكوافيرات وتوفير الأجهزة والأشياء التي تلزم المشغل وعمل
الدعايات اللازمة لمشغلها هي وأخاها بدر

دخل أبو حمد المقلّط ليجد حصه وبدر منكبّين على بعض
الأوراق وبدر يتحدّث ويشير بجواله وحصه تستمع , قال
أبو حمد : سلام عليكم .. النسيب عندنا اليوم يا حيّا الله
من جا

بدر : الله يحيّيك ويسلمك يابو حمد

أبو حمد : هاه أكيد انكم مندوشين من ذالمشغل هههه

قالت حصه : اي والله قلبت راس , وكلّه كوم والكوافيرات
والموظفات كوم ثاني , الفلبّينيّات مقدورٍ عليهم بس أبي
اللي تمسك لي الشغل كلّه .. وهاللبنانيّه رزان تبي راتب
عالي من البداية , عاد مدري يقولون المغربيّات أزين ؟

بدر : هالحين رخصة المحل وش بنسوّي بها ترا للحين
شغل البلديّه ماخلص , وبعدين تعالي .. وش بنسمّيه ؟
على اتّفاقنا (زهر الأقحوان) ..؟

قال أبو حمد : يالله أجل أخليكم أنا لا تقلبون راسي
معكم .. بدر حيّاك عندنا تعشّى معنا؟

بدر : لا تسلم يا أبو حمد شوي وبمشي مستعجل والله ..


***

نظرة الحب 10-28-2010 02:27 PM

***


دخلت مشاعل غرفتها , غيّرت ملابسها ونظّفت وجهها
ورفعت شعرها الى الأعلى وأخذت تنظر الى وجهها
الشاحب في المرآة , نعم .. انّه شاحبٌ قليل الجمال ,
ولكنها منذ أن كانت صغيرةً لم تكن جميله , حتى
أبو حمد لم يتزوجها على حصه لأجل جمالها وحسنها
ودلالها , عاشت أيّاماً سوداء كثيره .. كانت حصه
تضايقها كثيراً وتتعمّد اغاظتها بالكلام والأفعال ,
وكانت مشاعل لا ترد عليها ولكنّها تتألّم من الداخل ,
ولكنّ كل هذا انتهى الآن وأصبحت الأمور طبيعيّه ..

فكّرت مشاعل في جميع هذه الأشياء وهذه الذكريات ,
وفكّرت أيضاً بحالها الآن , لم تُرزق بطفلٍ حتى الآن
ونسبة حملها ضئيلةٌ جدًّا وقد توقفت عن العلاج منذ فترةٍ
نظراً لتكاليفه الغالِيَة , من سيحملها ويهتمُّ بها غداً اذا
كبرت وأخذت منها السنين ؟! , كانت مؤمنةً بقضاء الله
وقدره , وكانت في كلّ سجدةٍ تدعو الله , تدعوه من كلّ
قلبها : "اللهم ارزقني بالذريّة الصالحة" , قطع عليها
هذه الأفكار دخول أبو حمد للغرفة قائلاً : هاه وش فيها
شعّولتي كنّ الوجه منقلب

مشاعل : هه , لا أبد , بكره وراي شغل كثر شعر راسي
بالمدرسه .. وبس

حمد : ايه .. , دريتي عن مشغل حصه وأخوها بدر ؟!

مشاعل : ايه , دريت , الله يوفقهم , وزين بتشغل نفسها
بهالمشغل , وتنشغل عنّي بعد

أبو حمد : ههههههه تنشغل عنّتس , مادري بس أنا أشوف
ان حصه خلاص .. عقب أكثر من أربع سنين على زواجي
منتس أحسّ انها تعوّدت وصار الوضع عندها عادي ..

مشاعل : يعني .. أكيد موب زي أوّل شهور زواجنا ..
تغيّرت كثير وعلى ما يقولون : السنين تنسّي اللي
ما ينسّي , وبرضو تغيّر اللي ما يتغيّر !


***


نظرت بشاير الى (الرّوزنامة) لتتأكّد من التاريخ , نعم انّه
يوم وصول ناصر من السفر , كان قد قال للولوه بأنّه عند
الساعة السادسة على أبعد تقدير سيكون في مطار الرياض ,
عائداً من دبي أم من غيرها ! , مرّت الساعات وقبل
السادسة بقليل دقّ هاتف البيت لترد بشاير : ألو

ناصر : ألو هلا بشاير .. الله يسلمتس ايه .. ايه توني
طالع من مطار الملك خالد .. خلاص ايه مع السلامه هلا ..

أقفلت بشاير السماعه وأخبرت لولوه أن والدها في طريقه
الى البيت , دخل ناصر البيت بالثوب والشماغ وفي يديه
شنطتان كبيرتان , لم يخلو سلامه على لولوه من الحراره
أمّا بشاير فقد كان بروداً متبادلاً , أحسّ أن في عينيها شيئاً
غريباً , أحسّ أنّها تعرف شيئاً .. لم تكُن بشاير نفسها ! ,
دخلا الغرفة معاً وأغلقت بشاير الباب وأقفلته , بدأ ناصر
بالحديث وهو يخلع ثوبه وشماغه ويضع الشنط : أوفف ,
سفره متعبه .. بس الحمدلله خلّصنا شغلنا , والله دبي ذي
تحسّين من جد ديره ! عمارات ومشاريع وتطوّر ما كأنّنا
في بلد عربي ..

بشاير : ايه , دبي حلوه ! , أهم شي انّك انبسطت وقضّيت
شغلك .. تبي تنام الحين صح ؟ أخلّي لك الغرفه أجل ..

ناصر : لحضه .. بشاير

بشاير : نعم ؟

ناصر : أ .. لالا خلاص .. عسى الفلوس اللي تركتها لكم
كفّت ؟ .. عسى ما اعتزتوا شي يعني ..

حصه : تطمّن , كفّت وما احتجنا شي , وكل شي كان تمام

خرجت بشاير من الغرفة والأفكار تتقلّب في رأسها


***


اغرورقت عينا ساره بالدموع وأخذت تجهش محتضنةً مخدّتها ,
لم تعتقد يوماً بأنّ نهايتها مع مازن ستنتهي بهذا الشكل , فبعد
اعتذاراتٍ كثيرةٍ منه أخبرها بأنّه سوف يتركها وسوف يغيّر
رقمه ومن الممكن بيته أيضاً ! , كان كلامه منطقيًّا وكانت تعلم
أنّ حبّهما لن يؤدي الى نتيجة , ولكنّها قرّرت أن تكون أقوى ,
نعم أقوى ! , مثلما استطاع هو أن ينسى ويتركها هي أيضاً
ستنسى وتتركه واقتنعت بأنّ الذي بينها وبينه لا يستحق كلّ
هذا البكاء والندم , فقد كان مجرّد اعجاب وبضع مكالمات !!

دخلت عليها ندى وقالت : وش فيك ساره .. تصيحين ؟!!

ساره : لا ما فيني شي

ندى : عيونك حمرا وباين كنتي تصيحين .. عشان مازن
صح ؟ ولا في شي ثاني ؟!

ساره : هه , مازن يا مازن ! , العاده البنت اللي تتهرّب من
الرجل وهو اللي يلاحقها ويذبح نفسه عليها وأنا بصراحه
ماني مستعدّه أقلب الآيه ! , اذا هو مستعد يتركني وينسى
أنا بعد مستعدّه وأكثر وما همّني ترا ..

ندى : من قلبك هالكلام ؟

ساره : موب مهم , المهم انّي بنساه وخلاص زي ما قال
هو علاقتنا ما منها جدوى وغلط ومستحيل نتزوّج !

ندى : خلاص لا تشغلين نفسك وبكره بتلقين اللي أحسن منّه

ساره : انتي وش أخبار دراستك ؟

ندى : أوكييشن كلش تمام

ساره : زين كل شي تمام , موب تصيرين خايبه مثل أختس ,
ادرسي وشدّي حيلك يا ندى ترا ما ينفعك الا شهادتك

ندى : وش عندها مواعظ ونصائح خخخخ الظاهر فراق مازن
بدا تأثيره ههههه , تخيّلي عاد بكره تقلبين علينا وتصيرين
مطوّعه زي لولوه ذي بنت بشاير أخت مشاعل ما غير
محاضرات ودروس وتطيّحين بدار تحفيظ القرآن معها
وتقعدين تقصّين عليهم قصة حبّتس ونهايتها البائسه قدّام
البنات عشان يعرفون ان الحب مهلكه خخخخ

ساره : بايخه ترا هاه , تعالي صدق لولوه ذي وش أخبارها ؟
للحين تمشي مع الدلخات ذوليك ؟

ندى : خخخخ دلخات وبس , انتي لو تشوفين قعدتهم بااايخه
وسوالفهم تبط الكبد وحده صديقتي أختها معهم بالدار الخيريّه
حقت تحفيظ القرآن ذي , رحاب تتذكرينها .. قلت لك عنها

-ايه ايه تذكرتها , اسكتي خلاص لا تسمعنا مشاعل نحش
ببنت أختها , في بيتنا حتى لو تسولفين بوسط الدولاب
بينسمع صوتك ! , قولي لي وش سالفة فتو اللي قلتي عنها ؟!

وأكملوا حديثهم "وسواليفهم"


***

نظرة الحب 10-28-2010 02:28 PM

أخذ مازن يُفكّر في موضوعه مع ساره , صحيحٌ أنّه أحبّها
ولكن ليس بذلك القدر الكبير ! , وتذكّر أنّها هي التي ركضت
وراءه في البداية , عليه أن ينساها وبالتأكيد سوف ينساها
ويلتقي بغيرها , نعم سوف يلتقي بغيرها ويتزوّج غيرها ,
فتاةً من ثوبه فقد قارب الثلاثين وعليه أن يتزوّج , نعم يتزوّج
فتاةً وبالتأكيد ليست ساره ! , ولكن ماذا عن ساره ؟ بالتأكيد
سوف تحزن كثيراً اذا ما علمت بزواجه , ولكنّها هي الأخرى
سيأتيها نصيبها وتتزوّج , نعسم سوف تتزوّج شخصاً ,
وبالتأكيد ليس مازن !


***


كانت ساره وغلا جالستان في أحد الكافيهات , قالت غلا : أممم ..
يعني انتوا خلاص تركتوا بعض ؟

ساره : قلت لك تهاوشنا وتركنا بعض , أساساً أنا الغلطانه اللي
ضيّعت وقتي مع واحد زي ذا ..

غلا : أوبس أوبس ! وش ذا سبحان مغيّر الأحوال وين كلامك
عنّه قبل ووين راح الغرام كلّه خخخ

ساره : قلت لك كنت زي ما تقولين .. مخدوعه فيه !

غلا : ماعليك بس ولا يضيق خلقك من زينه أساساً يكفي الفرق
اللي بينك وبينه واحد لا أصل ولا فَصل ما يسوى ظفرك !


***


قرّرت بشاير أن تفاتح ناصر بالموضوع , لِتعرف ما هو موضوع
هذه السفرات , ومن دون مقدّماتٍ بادرتْ بالحديث قائلةً : أقول
ناصر هالحين انت بس رحت دبي ؟

ناصر : أنا !؟ .. ايه بس دبي

بشاير : طيّب .. طيّب ورني جوازك شوي , جوازك وينه ؟

ناصر : جوازي ؟! , ووش تبين فيه ؟

بشاير : لا أبد .. بس بشوفه شوي

ناصر : هاه !

بشاير : انت ما كنت في دبي صح ؟

ناصر : وشو ؟!

بشاير : ايه ما كنت في دبي انت كنت في تايلاند رحت لبانكوك
صح ؟! , ليه كذبت علي وقلت انّك بتروح دبي و وش مودّيك
لبانكوك أساساًَ !!

ناصر : انتي .. انتي وش تخربطين , أي بانكوك و وش جاب
طاري بانكوك ؟!

بشاير : انت كنت في تايلاند ما كنت في الامارات , مافيه
داعي تكذب ولو انّك صادق ورني جوازك هالحين !!

ناصر : انتي وش بلاتس اليوم ؟! , بعدين .. بعدين ايه أنا
كنت في بانكوك عندي شغل هناك وما .. ما رحت دبي !

بشاير : طيّب ليه ما قلت لي انّك بتروح بانكوك ؟!

ناصر : خفت .. خفت يعني تسوّين لي سالفه ووش عندك
في بانكوك ووش مودّيك لذالديره وقلت لك دبي وبعدين وش
فرقت معتس انتي ..

لم تعرف بشاير ماذا تقول و وجدت أن نقاشهما بلا جدوى ,
خرجت من الغرفة وتركتْه


***


تمّ افتتاح مشغل حصه وبدر (مشغل زهر الأقحوان) كان عاديًّا
من الخارج ولكنه رائعٌ جداً من الدّاخل اذ أنّ حصه اشتغلت
عليه كثيراً وحاولت أن تجعله بأحسن صوره , لم يكن هناك
حفل افتتاح أو شئٌ من هذا القبيل وكان من أكبر المستفيدين
ساره وندى اذ لم يبقَ شئٌ في المشغل الا واستخدموه واستفادوا
منه ! , وكان الكل سعيداً بافتتاح المشغل

دخل أبو حمد الصالة ليجد حصه وندى بقربها تدرس , قال
أبو حمد : هاه أم حمد وشلون المحل عسى شغلكم ماشي ..

حصه : وهـ بس يابو حمد ما صار لنا أسبوعين من فتحناه
ههههه بعدين هماك أمس سائلني نفس السؤال ؟

أبو حمد : ههههه ايه بعد حلال مرتي وبتطمن عليه ومابي بدر
هو اللي يمسك الشغل وانتي ما تدرين عن شي ..

حصه : هاو أبو حمد وش هالكلام ؟! , وبعدين أنا اللي ماسكه
كل شي , مشغل نسائي وسوالف حريم بدر وش عرّفه فيها ؟

أبو حمد : ايه زين .. هاه ندى وشلون المذاكره ؟

كانت حصه تفكّر بينها وبين نفسها كيف هي حالتهم الماديّة ,
وضعت هيَ "الكم ألف" كلّ ما لديها بلا استثناء في المشغل
ويبدو أنّ المشغل (ما راح يجيب همّه!) اذ أنّ الزبائن قليلون
جداً والربح أقل والتي كانت تتوقعه أفضل بكثير ولكنها أيضاً
كانت تُقنع نفسها وتقول : (الشغل في بدايته , ومردّه بيمشي !)


***


دخل ناصر الى المطعم الذي واعد صديقه عبدالمجيد فيه , كان
عبدالمجيد ينتظره على احدى الطاولات , أشّر لهُ من بعيدٍ فانتبه
ناصر وتوجّه الى الطاولة مباشرةً وجلس : سلام عليكم ..

عبدالمجيد : عليكم السلام .. هلا بناصر ! , ساعه أحتريك ..
ماشْ , ما عندك دقّه بالمواعيد أبد !

ناصر : معليش .. المهم , وش بغيت ؟

عبدالمجيد : وش بغيت ؟! , انت عارف أنا وش أبي بالضبط ,
من يوم صارت السالفه وأنا أطارد وراك !

ناصر : أي سالفه ؟

عبدالمجيد : أقول لك أي سالفه ! , انت يوم ربحت بحدود سبعة
آلاف ريال بالقمار ذاك اليوم لما كنّا فصالة القمار في تايلاند كان
حظّك مكسّر الصخر ذيك الليله ومدري كيف ربحت السبعة آلاف
وخلّوك تاخذها !! , المهم ما علينا أنا كنت معك وانت قامرت
بالبدايه بحدود خمسميّة ريال ونص الفلوس أو أكثر أنا عطيتك
اياها فالبدايه وأنا أبغى النّص وزياده وهالحين !

قال ناصر : النّص تقريباً , يعني الثلاثميّة ريال (تقريباً) اللي
عطيتني اياهم قبل ما أبدى اللعب عالطاوله ..

قال عبدالمجيد : لا يا فالح , الأربعة آلاف ريال .. نص اللي لهفته
يا ناصر , نص الربح !

ناصر : قلت لك , تبي الثلاثميّة ريال حاضر هالحين أعطيك اياهم ,
أما أربعة آلاف , لأ صعبه ! , هذي راتب شهر موظف !

عبدالمجيد : شف تراني مطفّر والفلوس اللي أخذتها من القمار ذيك
الليله أنا لي الحق بنصّها , بالعربي أبي أربع آلاف الحين !

ناصر : يووه ياخي وبعدين , خلاص فكّنا قلنا لك ما لك الا ثلاثميّة
ريال تبيها والا بكيفك ! , وحتى لو كنت اقدر أعطيك مانيب
معطيك خلاص !

عبدالمجيد : السالفه كذا أجل ؟ , انت عندك فلوس وما تبي تعطيني ,
شف عاد اسمع , اذا ما عطيتني الأربعة آلاف لا تلوم الا نفسك
انت فاهم !؟

ناصر : خوّفتني , وش بتسوّي أستاذ عبدالمجيد ؟!

عبدالمجيد : مهيب مشكله أنا بعلمك وش بسوّي وبخلّيك تتمنى
انّك معطيني السبعة آلاف كامله موب بس الأربعة آلاف !

لم يَخف ناصر من تهديد بندر وقال لنفسه : "كلّنا فالهوا سوا !"


***


ابتدأ أبو حمد عمله في مجال الأسهم اقترض مائَة ألفٍ من البنك
على أن يسدّدها في وقتٍ معيّن ولَم يُدرك أبو حمد خطورة اقتراضه
مثل هذا المبلغ الكبير ولكنه كان محتاجاً اليه ليبدأ في الأسهم
ويحسّن وضعه , بدأ يشتري ويبيع بمساعدة صديقه أبو مطلق ,
كان عالماً جديداً وغريباً بالنسبة له , وقد كان متحمساً للأسهم
ويريد الشراء بمبالغ كبيرة ولم يكن يُدرك خطورة هذا الشئ
نظراً لجهله في عالم الأسهم والأعمال

وفي غرفة النوم , قالت حصه : هاه يابو حمد وشلون الأسهم
وش شريت وش بعت ؟

أبو حمد : ههههه والله ياهي دوخه وقلبة راس ذالأسهم ,
شريت طال عمرتس من المواشي وجرير ومدري وش
هي الثالثه نسيت اسمها ..

حصه : عاد عسى ربحهن مضمون ؟

أبو حمد : والله ما يندرى يا ام حمد السوق طالع نازل على
قولتهم .. بس نقول ان شالله والله يوفقنا

حصه : الله يوفقك يابو حمد ويفتحلك كل باب رزق قل آمين

أبو حمد : آمين


***

نظرة الحب 10-28-2010 02:28 PM

***


توقّفت سيارة سائق غلا عند باب السوق ونزلت غلا وساره
وصديقتهم جواهر الى السوق , بدأت ساره تتجوّل وتقلّب
أعيُنها بين المحلات والبضائع وتذكّرت ما أوصتها ندى أن
تشتريه , كان طلب ندى صعباً الى حدٍّ ما (تنّوره قصيره
مخمل ويكون لونها بدرجات الأخضر وفيها شَك) , وبينما
ساره تمشي في السوق رأت شابًّا وسيمًا وأحسّت بأنّه
يلاحقها منذ أن دخلت الى السوق , استمر في ملاحقتها
بحركاته ونظراته ويبدو أنّ وسامته جذبت ساره الى حدٍّ ما ,
مرّت ساره بجانبه ورمقته بنظرةٍ منها فقال بصوتٍ خافت :
"عطنا وجه يا حلو !" , استمرّ في ملاحقتها ويبدو أنّ ساره
تستمتع بهذه الملاحقه , وفي هذا الأثناء كانت جواهر وغلا
قد ابتعدتا عن ساره , وبحركةٍ ذكيّةٍ من الشاب جعل نفسه
في طريق ساره عند أحد الممرات فنظرت اليه وقالت :
وبعدين معك يعني ؟!

قال : حرام عليك هدّيتي حيلي صار لي ساعه ألاحقك !

ساره : وشو ؟ وش هالبجاحه ذي ؟!

قال : أنا بجيح ؟ , طيّب ماعليه مقبوله منّك يا حلوه ,
تدرين من أوّل ما لمحتك شدّيتيني .. جذبتيني مدري ليه

ساره : يووه طيّب وبعدين ؟!

قال : خلّي عنك الثقل بس ..

ساره : مجنون انت !

قال : أقول , لا يكون مرتبطه ؟

ساره : لأ موب مرتبطه

قال : ههههه غريبه جاوبتي , ليه ما قلتي ايه أو مالك
شغل مثلاً ؟

ساره : طيّب وبعدين ؟ ..

قال : خذي , هذا رقمي أحتريك تدقّين يا حلوه .. أوكيه ؟

ساره : هاه !

قال : ههههه وش فيك ؟

ساره : شف أنا باخذه بس عشان أفتك منك .. وما تلاحقني ..

قال : تامرين أمر يا قمر .. دقّي هاه , سي يو يا حلو ..


***


كانَ عبدالمجيد جادًّا في تهديده لناصر , كان يكره ناصر منذ
زمنٍ طويل وحصلت بينهما مشاكلٌ كثيره ولكنهما مع هذا
بقيَا صديقان يجمعهما الفساد والمصالح المشتركه ! , ذهب
عبدالمجيد الى بيت ناصر وتأكّد من أنّ ناصر قد خرج الى
عمله وابنته لولوه ذهبت الى جامعتها ولم يبقَ في البيت سوى
بشاير , دقّ بندر جرس البيت ووضع في حسبانه جهل بشاير
وسذاجتها , ردّت بشاير من الجرس : مين ؟ , قال : السلام
عليكم , أنا موظّف شركة الكهربا .. حنّا أرسلنا لكم كم انذار
وما دفعتوا وهذا آخر انذار وأنا معي تعليمات بتسليمه للأخ
ناصر بن ماضي

بشاير : طيّب .. ناصر هالحين مهوب موجود ..

عبدالمجيد : موب موجود ؟!

بشاير : خلاص دخل الإنذار من تحت الباب انت ومشكور ..

عبدالمجيد : طيّب خلاص , أتمنى تقرين الإنذار أختي
وتشوفين المدّه المتاحه لكم , ولا ترا بنضطر لقطع
الكهربا عنكم

بشاير : ان شالله .. ان شالله ..

استغربت بشاير كثيراً اذ أنّ ناصر لا ينسى مثل هذه
الأشياء , وأيضاً استغربت من طريقة شركة الكهرباء
الغريبه ولكنّها قالت في نفسها : "يمكن , كل شي جايز !"

خرجت بشاير متّجهةً الى باب الشارع لتجد ورقةً بيضاء ملقاةٍ
على الأرض , التقطتها وبدأت بالقراءة : "السلام عليكم أخت
بشاير , أنا فاعل خير وعندي شي مهم لازم تعرفينه يا أخت
بشاير عن زوجك , أدري الحقيقه مرّه بس لازم تعرفين هالشي ,
وللمعلوميّه أنا صديق قديم لزوجك وكل همّي أريّح ضميري
لأنّي من جد حاس بتأنيب الضمير لو خلّيتك على عماك وأنا
عارف , اذا تبين تعرفين وش هو هالشي أرسلي لي رساله
على هالرقم وأنا برسل لك الشي اللي لازم تعرفينه على
جوالك بس تأكدي اذا عندك خدمة رسائل الوسائط أو لأ
وشوفي لك جوال يشغّل مقاطع الفيديو عشان مقطع الفيديو
اللي برسله لك , في انتظارك أخت بشاير" .

ارتفعت عينا بشاير المنذهلتان وكاد عقلها أن يتوقّف , موقفٌ
غريب ورسالةٌ غريبه , من هذا الشخص وما الذي يريده وما
الذي يريد أن يُريه بشاير بالضبط ؟ , أمِن الممكن أن تكون
خُدعه ؟! ولكن خدعة لماذا ؟ , دخلت بشاير البيت ولم يذهب
موضوع الرسالة عن ذهنها أبداً


***


لم تستطع ساره أن تُخفي عن نفسها اهتمامها بالشاب الذي
أعطاها رقمه في السوق , مشيَته , ملامحه , جُرأته .. أشياء
كثيرة مميّزة فيه , تردّدت كثيراً قبل أن تتخذ قرارها بالاتصال
به ! , نعم ولِمَ لا تتّصل به ؟ فقد أُعجبت به وهو ينتظر اتصالها
هذا , اتصلت على الرقم الذي أعطاه اياها وأتى صوتٌ رجاليٌّ
بنبرةٍ ناعمه : ألو ؟

ساره : ألو ..

لؤي : أهلين .. هلا والله , من معي بس ..؟

ساره : هلا .. معك .. معك ليان ! , انت اللي عطيتني رقمك
بالسوق قبل كم يوم .. صح ؟ ..

لؤي : هلا , هلا , هلا ! .. هلا وسهلا أهلين بليان , وينك يا
شيخه ثلاث ليالي تاركَتني من غير نوم !

ساره : وشو ؟

لؤي : زي ما سمعتي !

ساره : لا يا شيخ ههههه وأنا ضربتك على يدّك وقلت لك
اسهر يعني ؟

لؤي : لأ , بس المشكله من يوم شفت عيونك انذبحت وما
عاد جاني نوم .. تصدقين قدّمت على وظيفة سكيورتي
هناك عشان أجي كل يوم كود ألقاك .. من جد تعذبت لما
شفتك ما دقيتي .. بس أشوى دقّيتي ورجّعتي قلبي يدق !

ساره : ههههه طيّب يا .. ما قلت لي وش اسمك ؟

لؤي : معك لؤي .. لؤي وليان .. يجمعنا حرف اللام ولا ؟

ساره : يجمعنا حرف اللام !

لؤي : يتراوالي تجمعنا أشياء كثيره بعد غيره .. كلميني
عن نفسك أكثر يا ليان

ساره : أمممم وش أقول لك ..

لؤي : يعني .. انتي تدرسين ؟

ساره : أنا ؟ لأ .. لأ تخرجت من الثانويه وجلست فالبيت

لؤي : أها .. تحترين الفارس أبو حصان أبيض أجل ؟!

ساره : ههههه اي والله , ومن اللي ما تحتري هالفارس !

لؤي : أها .. فعلاً

ساره : وانت .. كلّمني عن نفسك ؟

لؤي : أوكي .. اسمي لؤي , نكّي نِيس ! , عمري سته
وعشرين سنه , أشتغل موظف في شركه ..

ساره : ومرتبط ؟

لؤي : هههههههه لأ .. ماني بمرتبط !

ساره : أها .. أسألك سؤال طيّب ؟

لؤي : ولو ليان خانم .. اسألي !

ساره : كم وحده كلّمتها من قبلي ؟ صدق يعني صدق ..

لؤي : خخخخ مدري .. ما عدّيتهم !

ساره : من جدّك !

لؤي : يا ليان يا بعد قلبي ..

ساره : وشو , بعد قلبك ؟!

لؤي : بعد قلبي وروحي وعمري كلّه , أقول لك أنا حبّيتك
خلاص يعني !

ساره : لا يا شيخ .. المهم ما جاوبتني ..

لؤي : ايه صدق , أقول لك أنا فعلاً ما عدّيتهم بس انتي
غير صدقيني غير

ساره : غير ؟

لؤي : وربّي غيير !!


***


التقطت بشاير هاتفها الجوّال بتردّد وأرسلت رسالةً الى رقم
صاحب الرسالة محتواها "أنا بشاير , ارسل المقطع" وخلال
دقائق معدودة استقبلت بشاير رسالة وسائط mms وعندما
فتحتها وجدت مقطع فيديو مدّته ثلاثون ثانية .. سقط الجوال
من يدي بشاير , أحسّت بأن رأسها يدور ولم تعرف ماذا تفعل
أو تقول ! , شغّلت المقطع مرّة ثانية وثالثة ورابعة !!


***

نظرة الحب 10-28-2010 02:29 PM

***


حصه : حيّاك يا اخوي يا بدر تفضل ..

بدر : الله يحيّيتس ويبقيتس يا حصه ..

حصه : هاه وشخبارك .. البارحه اتصلت عليك ما ردّيت
ولا دقّيت .. خير ان شالله ؟

بدر : والله يا حصه ضايقن صدري .. هالمشغل حسبي الله
ونعم الوكيل اللي ما حنا عارفين وش نسوّي فيه ..

حصه : اي والله صادق , عجزنا نسوّي دعايات ورخّصنا
الأسعار ومهنا فايده !

بدر : الظاهر انّا تسرعنا يا حصه يوم خذيناه ..

حصه : أشوى مأجرينه من صاحبه تخيّل لو شارينا مشترى ! ,
المهم ما لنا غير ندفع الأجار اللي باقي وناخذ أغراضنا اللي
فيه وخلاص ..

بدر : من جدّك حصه ؟!

حصه : والله ماني عارفه .. بس وش نسوّي

بدر : بس يا حصه حنّا ما بعد طلّعنا قيمة أجار الشهر اللي
دفعناه مع قيمة أغراض وأجهزة المشغل .. وباقي لنا أجار
ثاني ما دفعناه بعد !

حصه : طيّب وش نسوّي ؟! , بنقعد كل شهر ندفع أجار
لراعي العماره وحنّا ما نطلّع نص قيمة الأجار من شغلنا

بدر : والله مشكله .. يعني تهقين ندفع له باقي الأجار ونطلع
من المحل ؟ .. طيّب والأغراض حقّت المشغل ؟ ..

حصه : ما لنا الا نبيعها .. انت تصرّف يا بدر وشف لك
أحد يشتري معدّات وأغراض المشغل .. بعد وش نبي فيها !


***


اتصلت بشاير على صاحب المقطع وهي ثائرةٌ وتبكي : ألو ألو !

عبدالمجيد : أهلاً أخت بشاير

قالت بشاير بعصبيّه : انت من انت ومن وين جبت هالمقطع ؟!!

عبدالمجيد : قلت لك أنا صديق قديم لزوجك ناصر , وجبت
هالمقطع من سفرتنا الأخيره لبانكوك

بشاير : اهئ اهئ يا اخوي قلّ الصدق تكفى الله يخلّييك قل لي
الصدق ..

عبدالمجيد : أي صدق ؟!

بشاير : طيّب اسمعني هو سؤال واحد بس .. ناصر وصّلها
لغرفة النوم ولا لأ ؟!!

عبدالمجيد : كيف يعني ..

قالت بشاير بانفعال : انت فااهم ؟!! , سؤالي واضح : ناصر
وصّلها لغرفة النوم ولا لأ ؟!!

عبدالمجيد : تبين الصدق أخت بشاير .. ايه وصّلها !

بشاير : وشو !! .. احلف .. احلف انّه وصلها لغرفة النوم

عبدالمجيد : اي والله وصلت لغرفة النوم وأنا شايفهم بعيوني
يدخلون سوا الغرفه !

قالت بشاير : يا أخوي لا تحلف كذب ! , هالسالفه فيها خراب
بيووت !!!

عبدالمجيد : ومن قال انّي أحلف كذب ؟!

بشاير : طيّب عندك مقطع غير هالمقطع ؟!

عبدالمجيد : للأسف لأ يا أخت بشاير .. ما عندي غيره , بس
ثقي ثقه تامه انّه وصّل الموضوع للسرير ! وأنا ما قلت لك
هالكلام الا عشان أبرّي ذمّتي وأريّح ضميري .. للأسف أخت
بشاير زوجك يخونك ! ..

طوط طوط طوط

أقفلت بشاير سماعة الهاتف وأخذت تنوح وتبكي على الفراش
ولم تعرف ماذا تفعل


***


أقفلت حصه باب غرفة النّوم وقالت : هذا اللي صار يابو حمد ..
وحنّا مضطرين نقفّل المشغل

أبو حمد : لا حول ولا قوة الا بالله .. وش هالعلْم ! , وش
ذالأخبار الشينه اليوم .. وش ذاللي صاير !!

حصه : ليه وش صاير بعد ؟

أبو حمد : هالحين أقول لتس وش صاير بس قولي لي انتي ..
دفعتوا الأجار اللي باقي عليكم ؟

حصه : ايه دفعناه

أبو حمد : والأغراض وعدّة المشغل بعتوها ؟

حصه : بنبيعها , وبتراب الفلوس !!

أبو حمد : حسبي الله ونعم الوكيل .. طيّب انتي كم عندتس
هالحين ؟! ..

حصه : فلوس يعني ..

أبو حمد : ايه

حصه : قليل مرّه .. أساساً المبلغ اللي كان معي من قبل ما أفتح
المشغل خمسة آلاف بس وانت تدري والباقي كلّه دفعه أخوي
وهالحين ما بقى عندي شي وأنا قايلتلك أنا حاطّه اللي وراي
وقدّامي في ذالمشغل .. أخوي المسيكين هو اللي خسرواجد
لأن هو اللي دفع أنا ما دفعت شي تقريباً

أبو حمد : لا حول ولا قوة الا بالله ..

حصه : ما كنت متوقعه المشغل بيفشل كذا ..

أبو حمد : ايه .. الله يعوّضنا خير بس

حصه : وانت ما قلت لي وش فيك ؟

أبو حمد : آخ وش أقول لتس بس .. الأسهم يا حصه ..
الاسهم اللي شريتها طايحه !

حصه : يعني مهنا ربح ؟

أبو حمد : والله مدري .. بس عساها ترتفع

حصه : خسران يعني ؟!

أبو حمد : كل الشركات اللي شريت منهن طاحت أسعارهن
فالأرض ..

حصه : يا الله ! , وش ذاللي جانا يابو حمد وش ذاللي صاير
لنا !! , هذي أكيد عين , بس عين على وش يا حسره !!

أبو حمد : اذكري ربّتس يا حصه هذا قضاء وقدر , والفلوس
تروح وتجي وكل شي يتعوّض ان شالله

حصه : يابو حمد ورانا ذالولد اللي يدرس ومصاريفه كثيره ,
وورانا بنتين يبون يلبسون ويعيشون زي العالم ! , أنا
ضيّعت الكَم ألف اللي عندي وانت عساك تسدّد دينك بس ,
لا حول ولا قوة الا بالله , وش ذالحاله !!


***

نظرة الحب 10-28-2010 02:29 PM

***


مشاعل : وشو ؟! , ومن هو ذا ومن وين له المقطع ..؟!

بشاير : ما أدري يا مشاعل ما أدري ! , يقول انّه كان صديق
ناصر .. الظاهر بينهم مشكله وحب ينتقم منّه !

مشاعل : طيّب قولي لي يا بشاير .. طيّب المقطع وش فيه
بالضبط ..؟؟

بشاير وهي تبكي : اهئ اهئ وش أقول لتس بس .. وش أقول !

مشاعل : وش فيه ؟

بشاير : ناصر .. ناصر ومعه كم وحده من ذالتايلنديّات
المفغّصات .. وجالس يرقص معهن في مرقص !! ..

مشاعل : وشو .. معقول !!

بشاير : ...

مشاعل : لا حول ولا قوة الا بالله ! .. خلاص يا بشاير اهدي
انتي ولا تتعبين أعصابك ..

بشاير : اهئ اهئ وشلون تبيني أهدا ! .. يا مشاعل .. مشاعل
صديقه يحلف ان ناصر وصّلها لغرفة النوم !!

مشاعل : لالا !! أخاف .. أخاف انّه يكذب ..

بشاير وهي تبكي : وش اللي يكذب يا مشاعل .. الرجال حَلف
ويقول .. اهئ اهئ يقول انّه شايفهم يدخلون غرفة النوم سوا !!

مشاعل : حسبي الله ونعم الوكيل .. طيّب وناصر .. بتكلمينه ؟
.. أكيد ما راح تسكتين ..

بشاير : أسكت ؟! .. زوجي خانّي وتبيني أسكت .. أكيد لأ ,
بس منيب عارفه وش أسوّي

مشاعل : انتي متأكده انّه هو زوجك ناصر اللي فالمقطع ؟؟

بشاير بانفعال : ايه .. للأسف اييه !


***


ابتدأت امتحانات الثانوية العامّة وبدأ الطلاب والطالبات
بالاعتكاف في غرفهم للدراسة آملين أن يحصلواعلى مجموعٍ
جيّد يُدخلهم الجامعة أو الكليّة , ومن ضمن هؤلاء كانت ندى ,
قالت ندى : هاه ساره وش تبين ؟

ساره : لا أبد , جايّه أتطمن على أخيّتي .. عساك تدرسين بس

ندى : أكيد يعني .. كسرة رجلي والأيام اللي غبتها في البيت
أحسّ انّها أثّرت علي .. أنا خايفه

ساره : يا بنت الحلال خلّي عنّك بس .. كلها كم يوم اللي
غبتيهم وبعدين الكسر في رجلك موب في راسك !

ندى : ايه صح .. المهم ساره بليز خلّيني أذاكر تكفين

ساره : طيّب ما راح أصير بثره وبطلع .. يللا سي يو عند
العشا ههههه ..

ندى : ههههه .. انتي وش فيك هاليومين صايره مبسوطه
بزياده ؟

ساره : والله .. فيه أسباب كثيره تبسط الانسان !

ندى : لا يكون غرام جديد بس !؟

ساره : أقول .. حطّي راسك في ذالكتب وخلّي عنّك
التميلح .. قال ايش قال قصة غرام

ندى : والله ما يندرى عنّك يا ساره !


***


لم يفارق الموضوع ذهن بشاير أبداً , أمن الممكن فعلاً أن
يخونها ناصر مع امرأة أخرى وفي السّرير !! , لم تعرف
ماذا تصدّق وماذا تكذّب , صحيحٌ أن ناصر كان جافًّا معها
كثيراً وكانا بصفةٍ أخرى متزوّجان بالإسم فقط ! , ولكنها
لم تستوعب فكرة أن يخونها .. كانت الفكرة صعبة .. صعبة
جداً !! , قرّرت بشاير مفاتحتة ناصر ,مفاتحته بأيّ طريقةٍ
كانت ! , انتظرَتْهُ حتى أتى ودخلت من خلفه الغرفة
وأغلقت الباب وقالت : وينك فيه .. تأخّرت ؟!

ناصر : لا أبد .. انشغلت شوي .. حطّوا الغدا

بشاير بحزم : لحظه ..

ناصر : نعم ؟

بشاير : قبل ما نتغدا .. فيه موضوع ولازم نتكلّم فيه

ناصر : وشو .. وش موضوعه ؟!

بشاير : يعني .. المهم , أنا طبعاً فالبدايه شكّيت بس قلت
يا بنت الحلال تعوّذي من ابليس وشيلي هالشك من راسك ,
شلت هالشك من راسي .. وللأسف .. اليوم بس تأكدت
انّه كان صحيح وفي محله !

ناصر : شك ؟! , طيّب و وش هو هالشّك ؟!

بشاير : ناصر ممكن تجاوبني بصراحه ؟

ناصر : بشاير تكلّمي !

بشاير : انت .. انت كنت تخونّي في تايلاند صح ولا لأ ؟!!

تغيّر وجه ناصر واتّسعت عيناه ولم ينبس بكلمةٍ واحده , قالت
بشاير بعصبيّه : كنت تخونّي يا ناصر صح ولا لااأ ؟؟!!

ناصر : أنا .. انتي من قال لتس ؟ .. هاه

بشاير وهي تبكي : جاوبني انت بالأوّل , كنت تخونّي مع
وحده غيري وبالفراش !! صح ولا لااأ !! .. صح ولا لأ ..
اهئ .. آآه

ناصر : يا بشاير اهدي , تكفين اهدي , الله يهديك وش
اللي أخونك وما أخونك ومن هو اللي قال لتس ..؟!

بشاير : هالمقطع اللي قال لي .. هالمقطع يابو لولوه !!

رأى ناصر المقطع وكادت عيناه تخرجان من مكانهما , لم
يعرف مَن مِن الذين كانوا معه أوصل لها المقطع ولكنّه
بالتأكيد شكّ في عبدالمجيد لأنّه أقرب شخص وكان معه
طوال السفرة , خرج ناصر من الغرفة بخطواتٍ بطيئة
وبشاير ارتمت على الفراش تبكي


***


أبو مطلق : تفضّل يابو حمد استريح .. استريح

أبو حمد : مشكور يابو مطلق ..

أبو مطلق : هاه وش أخبارك كيف أمورك ؟ ..

أبو حمد : وش أقول لك بس يابو مطلق .. أخباري ما تسرّ
من بعد طيحة ذالأسهم

أبو مطلق : يابو حمد وش نسوّي كلّنا فالهوا سوا على قولتهم ,
أنا كلّ أسهمي طايحه ولانيب قادر أبيع شي وحتى لو بعت
ما راح أرجّع حتى نص راس المال !

أبو حمد : أنا أردى منك بعد .. حسبي الله ونعم الوكيل , اللي
باع موتره واللي باع بيته عشان ذالأسهم , وشف آخرتها

أبو مطلق : ايه .. رفعوا السوق والأسهم ووصلوها للسما ..
وآخرتها طاح السوق طيحةٍ قشرا ..

أبو حمد : وهيئة سوق المال ذي وش جالسه تسوّي ؟! ..

أبو مطلق : يابو حمد وسّع صدرك بس .. البلا كلّه من
ذالتجار الكبار وهوامير السوق مثل ما يقولون ومحد
استفاد الا هم ..

أبو حمد : طيّب والحكومه .. والدوله ما راح تتدخّل ؟! ..

أبو مطلق : الدوله يقول لك ما لها دخل .. يعني ما ظنتي
بيتخدلون بشي

أبو حمد : وهالحين وش السواة يابو مطلق .. البنك ذا
معطيني مهله واذا ما سدّدت الله يعلم وش بيسوّون

أبو مطلق : يعني قصدك ..

أبو حمد : ايه .. , لو ما سدّدت لهم المبلغ يشتكون علي
و ... , ابو مطلق أنا متوهّق !

أبو مطلق : ان شالله ماهوب صايرن الا الخير ..

أبو حمد : وراي حرمتين وعيال .. وراي مصاريف
والتزامات !!

أبو مطلق : يابو حمد هدّ أعصابك واذكر الله .. النّاس
كلّها مديونه ولاهيب داريه وش تسوّي , وحتى أنا تراي
منيب أحسن منك بواجد


***


دخل ناصر الغرفة على بشاير التي كانت تجلس على التسريحة
فالتفتت الى الجهة الأخرى , اقترب منها ناصر قليلاً وقال : بـ ..
بشاير .. أنا لازم .. لازم أتكلم معك ! ..

بشاير : ....

ناصر : بشاير ردّي علي .. خلّيني أفهمك

بشاير : ....

ناصر : طيّب .. طيّب اسمعيني , مستعدّه تسمعيني ..؟ , هاه
بشاير ..

بشاير : نعم !

ناصر : يا بشاير صدقيني .. طيّب اسمعي , حنّا كنّا يومها في
البار .. في الكازينو يعني .. و .. وكان فيه بنات وشباب
ويعني كنّا ...

بشاير : كمّل !

قال ناصر : بصراحه لعب علي ابليس ذيك الليله .. وشربت , شربت
وسكرت وما دريت عن نفسي وش أسوّي , صدقيني يا بشاير لعب علي
الشيطان وأصحاب السو والردى ما قصّروا ! .. ما تصدقين أنا وش
قد ندمان على اللي صار في ذيك الليله .. صدقيني يا بشاير كنت
سكران وما دريت عن عمري .. سامحيني يا بشاير تكفين سامحيني !

بشاير : أسامحك !

ناصر : آسف , يا بشاير ابليس شاطر .. تكفين سامحيني ..

بشاير : ....

ناصر : بشاير .. ردّي علي

بشاير : هو سؤال .. وصّلت السالفه لغرفة النوم ..؟

ناصر : يعني .. وش قصدك

بشاير : انت فاهم قصدي زيين !! , وصّلت السالفه للفراش ولا لااأ ؟!

ناصر : لالا !! , لا يروح ظنّك بعيد صدقيني ما وصلتها لغرفة النوم
ولا للسرير .. معقول تفكرين كذا , انتي انجنّيتي !

بشاير : اهئ اهئ .. خلاص .. خلاااص

ناصر : يا بشاير أحلف لك ما صار شي من اللي فبالك , أنا لمـ...

بشاير : خلاص ! , ما أبيك تحلف ولا تبرّر ..

ناصر : كيف يعني ..؟

بشاير : ....

ناصر : يعني خلاص , صدقتيني .. وسامحتيني ؟

بشاير : قلت لك خلااص !!


***


حصه : حيّاك يا اخوي يا بدر .. تفضل ..

بدر : الله يبقيتس .. هاه حصوص وشلونتس ووشلون البنات
وأبوهم ..

حصه : بخير جعلك به .. انت وش أخبارك

بدر : تمام

حصه : دقيقه أجيب الشاهي

-طيّب ..

وبعد أن أتت حصة بالشاي قالت : بس والله انّي للحين
منقهره يا بدر على ذالمشغل .. خسارتنا كايده !

بدر : ايه والله .. كايده وبس !

حصه : دفعنا الأجار قرش قرش .. والأغراض اللي
شريناها بعناها بتراب الفلوس .. هذي غير رواتب
البنات اللي نقّيناها نق .. وما ربحنا شي !

بدر : يا بنت الحلال ربّك كاتب ان هالمشغل ما يربح ..

حصه : أنا ما قلت لك على أبو حمد .. وطيحته بالأسهم ..

بدر : يا بنت الحلال ما بقى أحد ما خسر بذالأسهم .. أنا
خسران فيها بس الحمد لله موب واجد .. وأبو حمد عسى
خسارته مهيب كبيره ..؟!

حصه : ما أدري وش اقول .. مادري ...

بدر : حصه ؟

حصه : نعم

بدر : حصه وش فيك .. وش صاير

حصه : أسهمه طايحه .. ويمكن ما ترتفع

بدر : لهالدرجه ؟

حصه : ايه .. والبنك على حسب كلامك ما يرحم !

بدر : الله يهديه أبو حمد ما حسبها صح .. ولو انّه وشلون
يحسبها صح .. طيحة السوق بهالشكل ما كانت على بال
أحد نهائيًّا .. وفيه ألوف وألوف أمثال أبو حمد رجلك ! ..
ماعليه يا حصه هونيها وتهون , الا أقول هو بكم داخل
السوق .. قصدي كم ماخذ من البنك ؟!

حصه : هو .. بحدود مية ألف

بدر : وشو ؟! , من صدقتس مية ألف !


***


مشاعل : وش قال بالضبط يا بشاير ؟!

بشاير : مدري شقول لتس مشاعل .. قال انّه سِكر ذيك
الليله .. يقول ابليس لعب علي وأصدقاء السوء بعد
وخلّوني أسكر ذيك الليله !

مشاعل : وبعدين ؟

بشاير : يقول سكرت .. وجلست أرقص .. وكان المرقص
مليان ..

مشاعل : لا حول ولا قوة الا بالله .. ايه ..

بشاير : وجلس يرقص وهو مهوب داري عن نفسه لأنه
سكران ..

مشاعل : وبعد .. بعدها وش صار ؟!

بشاير : سألته .. سألته اذا كان وصّل الموضوع لغرفة النوم
أو لأ وقال لأ ..

مشاعل : قال لأ !

بشاير : ايه ..

مشاعل : وحلف ؟

بشاير : أنا قلت له لا يحلف .. حسّيت .. حسّيت انّه يكذب ,
وحتى لو حلف لي مية يمين ما راح أصدّق ..

مشاعل : طيّب ليه يا بشاير ؟

بشايروهي تبكي : حاسّه انّه جد خانّي مع وحده فالسرير زي
ما قال صديقه ذا .. يا مشاعل شي في داخلي .. شي في
داخلي يقول لي انّه خانّي صدق ! .. اهئ اهئ ..

مشاعل : بشاير لا تصيحين , خلّي عنك البكي وقولي لي ..
وش بتسوّين معه هالحين ؟؟ , طيّب ليه ما تخلّينه يحلف
لك على المصحف ..!!

بشاير : يا مشاعل بزارين حنّا ..

مشاعل : هاو ! , هالحين لاحلف لك عالمصحف يصير شغل
بزارين .. استغفر الله

بشاير : يا بنت الحلال موب قصدي , أنا قمت أخذرق وأخنبق ..
يا مشاعل راسي بيوقف , أحسّ للآن مصدومه مرّه !

مشاعل : خلاص بشاير .. اهدي , أنا بروح هالحين تأخرت
عالبيت وانتي ارتاحي ولا تفكرين كثير , لونك صاير أصفر
وعيونك ذبلانه .. ارتاحي واهدي , أنا ماشيه مع السلامه

بشاير : مع السلامه ..


***


الساعة الآن 05:56 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية