منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الرَّقِيبُ جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=233971)

روح الندى 03-19-2024 09:10 AM

الرَّقِيبُ جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ
 





الرَّقِيبُ جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ

الدَّلالاتُ اللُّغويةُ لاسمِ (الرَّقِيبِ)[1]:
الرَّقيبُ في اللُّغةِ فعيلٌ بمعنى فاعِل وهو الموصوفُ بالمراقبةِ، فعْله رَقبَ يَرقُبُ رِقابة.

والرِّقابةُ تأتي بمعنى الحِفْظِ والحراسةِ والانتظارِ مع الحذَرِ والتَّرقُّبِ.

وعند البخاريِّ من حديث ابنِ عُمَرَ رضي الله عنه؛ أن أبا بكرٍ رضي الله عنه قال: «ارقُبوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم في أهلِ بيتهِ»[2]؛ أي: احفَظوه فيهم.

وقال هارون: ﴿ إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ﴾ [طه: 94]، فالرقيب الموكَّلُ بحفظِ الشَّيءِ المترصِّدُ لَهُ المتحرِّزُ عن الغفلَةِ فيه.

ورقيبُ القوم: حارِسُهم، وهو الذي يُشرِفُ على مرقَبةٍ ليحرسَهُم.

ورقيبُ الجيشِ طَلِيعتُهم.

والرقيبُ: الأمينُ، وارتقَبَ المكان: أشرفَ عليه وعلا فوقه[3].

والرقيبُ سُبحانه هو المطَّلِعُ على خلقِه، يَعلمُ كلَّ صغيرةٍ وكبيرةٍ في مُلكِهِ، لا يخفى عليه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ، قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [المجادلة: 7].

وقال: ﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾ [الزخرف: 80].

ومراقبةُ اللهِ لخلقِهِ مراقبةٌ عن استعلاءٍ وفوقيةٍ، وقُدرةٍ وصَمديَّةٍ، لا تتحركُ ذرَّةٌ إلا بِإِذنِهِ، ولا تسقطُ ورقةٌ إلا بعلمِهِ، مَلِكٌ له المُلْكُ كُلُّهُ، وله الحمدُ كُلُّه، أزمَّةُ الأمورِ كلِّهَا بيديه، ومصدرُها منه ومردُّها إليه، مُستوٍ على عرشِهِ لا تخفى عليه خافيةٌ، عالمٌ بما في نفوسِ عبادِهِ، مُطَّلعٌ عَلَى السرِّ والعلانيةِ، يَسْمَعُ ويَرَى، ويُعطِي ويمنَعُ، ويثيبُ ويعاقِبُ، ويكرمُ ويُهينُ، ويخلُقُ ويرزُقُ، ويُمِيتُ ويُحيي، ويقدِّرُ ويقضي، ويُدبِّرُ أمورَ مملكتِهِ، فمراقبتُهُ لخلقِهِ مراقبةُ حفظٍ دائمةٌ، وهيمنةٌ كاملةٌ، وعلمٌ وإحاطةٌ[4].

واللهُ عز وجل رقيبٌ راصِدٌ لأعمالِ العبادِ وكسبِهم، عليمٌ بالخواطرِ التي تدبُّ في قلوبِهِم، يرى كلَّ حركةٍ أو سكنةٍ في أبدانِهم، وَوَكَّلَ ملائكتَهُ بكتابةِ أعمالهِم وإحصاءِ حسناتِهم وسيِّئاتِهم.

قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 10 - 12]، فالملائكةُ تُسجِّلُ أفعالَ الجَنَانِ والأبدانِ، وقال تعالى عن تسجيلِهِم لقولِ القَلْبِ وقولِ اللِّسانِ: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 16 - 18].

وهو سبحانه من فوقِهِمْ رقيبٌ عليهم وعَلَى تَدْوِينِهم، ورقيبٌ أيضًا على أفعالِ الإنسانِ، قال تعالى: ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ﴾ [يونس: 61][5].

وروده في القرآن الكريم[6]:
وَرَدَ هَذَا الاسمُ ثَلاثَ مرَّاتٍ:
في قولِه تعالى: ﴿ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المائدة: 117].

وقولِه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

وقولِه: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ﴾ [الأحزاب: 52].

معنى الاسمِ في حَقِّ اللهِ تعالى:
قال ابنُ جريرٍ: «﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]؛ يعني بذلك تعالى ذكرُهُ إِنَّ اللهَ لم يزل عليكم رقيبًا.

ويعني بقوله: ﴿ عَلَيْكُمْ ﴾؛ على النَّاسِ الذين قال لهم جلَّ ثناؤه، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ ﴾ [النساء: 1]».

قال: «ويعني بقولِهِ ﴿ رَقِيبًا ﴾: حفيظًا محصِيًا عليكم أعمالَكُمْ، متفقِّدًا رعايتَكُمْ حُرْمةَ أرحامِكم، وصِلتَكُم إيَّاها، وقَطْعَكُمُها وتضييعَكم حُرمتها»[7].

وقال في قولِه: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ﴾ [الأحزاب: 52]: «وكان اللهُ على كلِّ شيءٍ ما أحلَّ لك وحَرَّمَ عليك، وغيرِ ذلك من الأشياءِ كلِّها حفيظًا لا يَعزُبُ عنه عِلْمُ شيءٍ من ذلكَ، ولا يَؤُودُهُ حفظُ ذلك كلِّه.

حدثنا بشرٌ حدثنا يزيدُ حدثنا سعيدٌ عن قتادةَ ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ﴾؛ أي: حفيظًا، في قول الحسن وقتادة»[8].

وقال الزَّجاجُ: «(الرَّقيبُ) هو الحافظُ الذي لا يَغيبُ عمَّا يحفظُهُ، يقال: رَقَبتُ الشيءَ أرقُبُه رِقْبة، وقال الله تعالى ذِكْرُه ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]»[9].

قال الخطابِيُّ بعد أَنْ نَقَلَ قَولَ الزَّجاجِ: «وهو (أي: الرقيب) في نعوتِ الآدميِّين الُموكَّلُ بحفظِ الشَّيءِ، والمترصِّدُ لَهُ، المتحرِّز عن الغفلةِ فيهِ»[10].

قال الحليميُّ: «(الرَّقيبُ)، وهو الذي لا يغفُلُ عمَّا خَلَق فيَلحقَهُ نقصٌ، أو يَدخُلَ خللٌ مِن قِبَلِ غفلتِهِ عنه»[11].

وفي الَمقْصِدِ: «(الرَّقيبُ) هو العليمُ الحَفيظُ، فمَنْ رَاعَى الشَّيءَ حتى لم يَغفُلْ عنه، ولاحظَهُ ملاحظةً لازِمةً دائِمَةً، لُزُومًا لو عرفَهُ الممنوعُ عنه لما أقدمَ عليه، سُمِّيَ رقيبًا، وكأَنَّه يرجعُ إلى العِلمِ والحفظِ، ولكن باعتبارِ كَوْنِهِ لازمًا دائمًا وبالإضافةِ إلى ممنوعٍ عنه، محروسٍ عن التناولِ»[12].

قال ابنُ الحصَّارِ: «(الرَّقيبُ): المُراعي أحوالَ المرقوبِ، الحافظُ له جملةً وتفصيلًا، الُمحصي لجميعِ أحوالِهِ.

وذلك راجعٌ إلى العِلْمِ والمشاهدةِ، وهو الإِدرَاكُ والإِحصَاءُ، وهو عَدُّ ما يَدِقُّ ويَجِلُّ مِن أقوالِهِ وأفعالِهِ، وحركاتِهِ وسكناتِهِ، وسائِرِ أحوالِهِ وتصرُّفَاتِهِ، ومراعاةُ وجودِهِ وعدَمِهِ، وحياتِهِ وموتِهِ.

فهو إذًا يتضمَّنُ صفاتِ الذاتِ بمتعلقاتٍ مخصوصةٍ من الأفعالِ» اهـ[13].

وفي النونيةِ لابنِ القيِّمِ:
وَهُوَ الرَّقِيبُ عَلَى الخَوَاطِرِ وَاللَّوَا
حِظِ كَيْفَ بِالأَفْعَالِ بِالأَرْكَانِ[14]



وقال السَّعديُّ: «(الرقيبُ) المطَّلِعُ عَلى ما أَكَنَّتْهُ الصُّدُورُ، القائِمُ على كُلِّ نفسٍ بما كَسَبَتْ، الذي حَفِظَ المخلوقاتِ، وأَجْرَاهَا عَلى أَحْسنِ نظامٍ، وأكملِ تدبيرٍ»[15].





مجنون قصايد 03-19-2024 11:46 AM

بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد

شموخ 03-19-2024 02:50 PM

سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك

نظرة الحب 03-19-2024 03:15 PM

روعه
يعطيك العافيه
.
.
مودتي

جنــــون 03-19-2024 08:47 PM

لَآعِدَمَنِآ هـَ الَعَطَآءْ وَلَآَ هَـ الَمْجَهُودَ الَرَائَعْ
كُْلَ مَآتَجَلَبَهْ أًنَآَمِلكْ بًأًذخْ بَاَلَجَّمَآلْ مُتًرّفْ بَ تمًّيِزْ
وُدِيِّ

https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...b66adb0a14.gif

مديونه 03-19-2024 09:01 PM

لجهودك باقات من الشكر والتقدير

على روعة الطرح


https://a3zz.net/upload/uploads/imag...7891e79eef.gif

نجم الجدي 03-20-2024 10:05 PM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

ضامية الشوق 03-20-2024 10:55 PM

جزاك الله خيرا

المهرة 03-22-2024 05:55 AM


https://s-media-cache-ec0.pinimg.com...86021f1113.jpg



بااارك الله فيك وفي جلبك
وطرحك الطيب
وجزااك الله عناا كل خير واثابك الجنة
عرضهاا السموات والارض اشكرك
وسلمت الايااادي ويعطيك ربي الف عافية
تحيتي وتقديري وبانتظااار جديدك دمتي
وكوني بخير



https://s-media-cache-ec0.pinimg.com...86021f1113.jpg

























































ملكة الجوري 04-28-2024 03:00 PM

جزاك الله خيـــر
وزادك رفعه ورزقك الجنان


الساعة الآن 06:16 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية