منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=91)
-   -   معنى اسم الله ذي الجلال والإكرام (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=176652)

ملكة الجوري 07-01-2020 04:04 PM

معنى اسم الله ذي الجلال والإكرام
 

الدَّلاَلاَتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسمِ (ذي الجلال والإكْرامِ):
ومعناه: المستحِقُّ للأمرِ والنَّهي؛ فإنَّ جَلالَ الواحدِ فيما بَيْنَ النَّاسِ إنما يظهرُ بأَنْ يكونَ له على غيره أمرٌ نافذٌ لا يجدُ مِن طاعتهِ فيه بُدًّا، فإذا كان مِن حقِّ الباري، جَلَّ ثناؤهُ، على مَنْ أبدعَهُ أن يكون أمرُهُ عليه نافِذًا، وطاعتُه لازِمةً، وجبَ اسمُ الجليل حقًّا، وكان لِمَنْ عرَفه أن يدْعوَه بهذا الاسمِ، وبما يجري مَجْراه، ويؤدي معناه.

قال ابن سليمان: «وهو مِنَ الجلالِ والعظَمةِ، ومعناه مُنصَرفٌ إلى جلالِ القَدْرِ، وعِظَمِ الشَّأْنِ، فهو الجليلُ الذي يَصغرُ دونه كلُّ جليلٍ، ويَتَّضِعُ معه كلُّ رفيعٍ»[1].

ثَانِيًا: وُرُودُهُ فِي القرآنِ الكريمِ[2]:
وَرَدَ الاسمُ مرَّتين: في قولهِ تبارك وتعالى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27].
وفي قوله تعالى في السورة نفسِها: ﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 78].

مَعْنَى الاسمِ فِي حَقِّ الله تَعَالَى:
قال الفرَّاءُ: « ﴿ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾، هَذِهِ والتي فِي آخرها[3] ﴿ ذِي ﴾، كلتاها فِي قراءة عبدِ اللهِ: ﴿ذِي﴾، تُحفظانِ فِي الإعرابِ؛ لأنهما مِنْ صفةِ ربِّك تبارك وتعالى.
وهي فِي قراءتنا: ﴿ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾؛ ﴿ ذُو ﴾ تكُون مِن صفةِ وجهِ ربِّنا تبارك وتعالى»[4].

وقال ابنُ جرير: «﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ﴾ يقول تعالى ذكْره: تبارك ذِكْرُ ربِّك يا محمدُ ﴿ ذِي الْجَلَالِ ﴾؛ يعني: ذي العظمة ﴿وَالْإِكْرَامِ﴾؛ يعني: ومَنْ له الإكرامُ مِنْ جميعِ خلقِهِ»[5].
وقال الزَّجاجُ: «ذو الجَلالِ: أَنَّه المُستحقُّ لأنْ يُجَلَّ ويُكرمَ»[6].
وقال الزَّجاجيُّ: «الجَلالُ العظَمةُ، فاللهُ عز وجل ذو الجَلالِ والعظَمةِ والكبرياءِ»[7].

وقال الخطَّابيُّ: «﴿ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾: الجَلالُ مصدرُ الجليلِ، يُقالُ: جَليلٌ بيِّنُ الجَلالَةِ والجلالِ، والإكرامُ: مصدرُ أكرمَ يُكرمُ إِكرامًا، والمعنى: أَنَّ الله جَلَّ وعزَّ مُستحقٌّ أنْ يُجَلَّ ويُكرَمَ فلا يُجْحَدُ، ولا يُكفرُ به، وقد يُحتَملُ أَنْ يكونَ المعنى: أَنَّهُ يُكْرِمُ أَهْلَ ولايتِهِ، وَيرْفَعُ درجاتِهم بالتوفيقِ لطاعتِهِ فِي الدُّنيا، ويُجلُّهم بأَنْ يتقبَّلَ أعمالَهم ويرفعَ فِي الجِنَانِ درجاتِهم.

وقد يُحتملُ أنْ يكونَ أحدُ الأمرين، وهو الجَلالُ، مضافًا إلى الله سبحانه بمعنى الصِّفةِ له، والآخرُ مُضافًا إلى العبدِ بمعنى الفِعْلِ منه، كقوله سبحانه: ﴿ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ [المدثر: 56]، فانصرفَ أحدُ الأمرين وهو المغفِرةُ إلى اللهِ سُبْحانَهُ، والآخرُ إلى العِبادِ وهو التقوى، والله أعلمُ»[8].

وقال الحُلَيميُّ: «﴿ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾: ومعناه المُستَحِقُّ لأنْ يُهابَ لسُلطانِهِ، ويُثْنى عليه بما يليقُ بعلوِّ شأنِهِ.
وهذا قَدْ يَدْخُلُ فِي باب الإثباتِ على معنى: إِنَّ للخَلق رَبًّا يَستحِقُّ عليهم الإجْلالَ والإكرامَ، ويدخل فِي بابِ التوحيدِ على معنى أَنَّ هذا الحقَّ ليس إلا لمستحِقٍّ واحدٍ»[9].

وقال فِي المَقْصِد: «﴿ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾: هو الذي لا جَلالَ ولا كمالَ إلا وهو له، ولا كرامةَ ولا مَكْرُمةَ إلا وهي صادِرَةٌ منه.
فالجلالُ له فِي ذاتِهِ، والكرامَةُ فائضةٌ منه على خَلْقه، وفنونُ إكرامِهِ خلقَهُ لا تكادُ تنحصِرُ وتتناهى، وعليه دلَّ قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ [الإسراء: 70]» اهـ[10].

وقال القُرطبيُّ: «فمعنى جلالِه: استحقاقُه لوصْفِ العظَمةِ ونَعْتِ الرِّفَعةِ، والمتعالي عزًّا وتكبُّرًا وتنزُّهًا عن نعوتِ الموجوداتِ، فجلالُه إذًا صفةٌ اسْتَحقَّها لذاتِهِ»[11].

وقال السعديُّ: «﴿ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾؛ أي: ذو العظَمةِ والكبرياءِ، وذو الرَّحمةِ والجُودِ والإحسانِ العامِّ والخاصِّ، المَكْرُمةِ لأوليائِهِ وأصفيائِهِ الذين يُجلُّونه ويُعظمونه ويحبُّونه»[12].

[1] الأسماء والصفات للبيهقي (ص: 23).

[2] النهج الأسمى (2/ 221 - 226).

[3] يعني آخر سورة الرحمن.

[4] معاني القرآن (3/ 116)، وبنحوه قال ابن جرير في تفسيره (27/ 78).

[5] جامع البيان (27/ 95)، ثم نقل بسَنده، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: قوله: ﴿ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ يقول: ذو العَظَمَة والكبرياء.

[6] تفسير الأسماء (ص: 62).

[7] اشتقاق الأسماء (ص: 201).

[8] شأن الدعاء (ص: 91 - 92)، ونحوه فِي الاعتقاد للبيهقي (ص: 65)، وقال: على المعنى الأول يكُون من صفاتِ الذاتِ، وعلى المعنى الثاني يكون من صفاتِ الفعلِ، وأما الآية: ﴿ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى ﴾ فقال ابن جرير في تفسيره (29/ 108): أهلٌ أنْ يَتَّقِي عبادُه عقابَهُ على معصيتهم إياه، فيجتنبوا معاصِيَه، ويسارعوا إلى طاعته، ﴿ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ﴾، يقولُ: هو أهلٌ أنْ يَغفرَ ذنوبَهم إذا هم فعلوا ذلك، ولا يُعاقبهم عليها مع توبتهم منها.
ثم نقل بسَندٍ صحيحٍ عن قتادة؛ أنه قال: أهلٌ أن تُتَّقَى محارِمُه، ﴿ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ﴾: أهلٌ أن يَغفِرَ الذنوبَ.

[9] المنهاج (1/ 210)، وذكرَه بَعد الأسماء التي وردتْ في السُّنَّة، فقال: فصل: ولله جَلَّ ثناؤه أسماء سوى ما ذكَرْنا تدخل فِي أبواب مختلفة، ونقله البيهقي في الأسماء (ص: 92).

[10] (ص: 90).

[11] الكتاب الأسنى (ورقة 275 أ - 275 ب).

[12] تيسير الكريم (5 / 302).





نبضها حربي 07-01-2020 05:57 PM

جزاك الله خير

محـمــــود 07-01-2020 07:24 PM

أحسنت بهذا الإنتقاء الرائع

سلمت يمناك ودام عطاؤك

أزكى التحايا


https://dc698.4shared.com/img/wzzOcp...20799240982958

روح الندى 07-01-2020 10:13 PM

جزاك الله خير

لا أشبه احد ّ! 07-01-2020 10:16 PM






آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك

نجم الجدي 07-01-2020 11:10 PM

يعطيك العااااافيه على الطرح
الروووعه
والمختااار بدقه عاااليه

نجمكم

الغنــــــد 07-02-2020 02:52 PM

جزااااك الله خير

مجنون قصايد 07-03-2020 12:46 AM

عافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

نظرة الحب 07-03-2020 01:56 AM

طرحك مميز وروعه
تسلم الايادي

بيلسان 07-03-2020 02:49 AM

بارك الله فيك وفي جهودك
وجزاك الله خير


الساعة الآن 03:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية