منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   رواية قيد القمر الفصل الثامن (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=121460)

جنــــون 06-10-2017 05:08 PM

رواية قيد القمر الفصل الثامن
 
رواية قيد القمر .. الفصل الثامن

نار.. نار حارقة تكوي جوف نعمات, فما كانت تحاول جاهدة لتأجيله في الأيام السابقة..
قد وقع.. كل محاولاتها لإبعاد رؤوف عن نو ا ر فشلت فشلاً ذريعاً.. حتى مكالمتها التليفونية
له وهي تدعي قلقها على العروس الصغيرة التي لم تجدها بغرفتها..
رمت كذبتها وأتقنت إدعاء القلق في صوتها وهي تعرف أي جنون سينتاب رؤوف لخروج
نو ا ر بدون إخباره.. كانت تظن أنها بذلك تزيد من اتساع الهوة بين نو ا ر ورؤوف.. ولكن يبدو
أن العكس هو ما حدث.. وكانت فعلتها تلك.. سبباً للتقريب بينهما..
زفرت بقوة وهي تشعر بالإشمئ ا زز من نفسها ومن تصرفاتها في الفترة الأخيرة.. تشعر بأنها
تحولت إلى ام أ رة أخرى.. ام أ رة حاقدة وشريرة.. مليئة بالم ا ررة والخوف.. نعم الخوف من
هج ا رن رؤوف لها.. الخوف من فقدها الزوج الذي عاملها بحنان ورقة لم تشعر بهما مع
عمه.. رغم حب ذلك الأخير لها.. لكن رؤوف كان يعاملها بنوع من القدسية.. منحها هالة
من الملائكية تشعر بالرعب الآن من أنها فقدتها في عينيه.. لكن أكثر ما يخيفها أن تفقد
الإحساس ال ا رئع الذي يمنحه وجود رؤوف في حياتها.. الإحساس بأن هناك من يحتاجها..
بأن وجودها هام وحي وي لشخص ما..
إحساس قريب من الأمومة لحد ما.. نعم .. فوجود رؤوف في حياتها عوضها عن إحساس
أمومتها المفقود.. وخاصة مع انعدام فرصها في الإنجاب ومع الفارق العمري بينهما والذي
حولته لفيض غامر من الحنان والعناية والرعاية الموجهه نحوه.. إن نعمات لا تخاف فقط
فقدان الزوج, بل تخاف فقدان الابن الذي منحته كل حنانها ومشاعرها...
*********************
إحساس ا رئع بالدفء والأمان... إحساس بالسكينة والحماية هو ما شعرت به نو ا ر وهي
تستيقظ بين ذ ا رعي زوجها.. زوجها!!!.. ومضت أحداث الليلة الماضية في عقلها مما جلب

ابتسامة خجولة على شفتيها عندما تذكرت العاطفة المحمومة التي غمرها بها رؤوف الذي
لم تتصوره أبداً بتلك الح ا ررة والشغف.. فبعد اندفاعه العنيف نحوها أمس.. رقت لمساته
نتيجة همسها له وتحولت قبلاته الغازية إلى قبلات حارة مغوية.. أذابت كل مقاومتها
وأضاعت عقلها تماماً فاستجابت له بعفوية بريئة.. ا زدت من جنونه بها وهو ينثر قبلاته
على كل خلية بجسدها.. ويصحبها معه إلى عالم العشق... والجنون.. وهو يهمس في كل
لحظة.. ب"قمري".. اسمها الذي يخصه هو فقط..
شعرت بأنفاسه تتسارع ودقات قلبه تزيد تحت وجنتها فأدركت أنه استيقظ من نومه وأنه
يتأمل ملامحها, فاحمرت وجنتاها على الفور واستمرت في إغلاق عينيها بشدة.. مما دفعه
للابتسام وهو يهمس بجوار أذنها:
هل ستفتحين عينيكِ الآن؟.. أم ستستمرين في إدعاء النوم؟..
أجابته وهي ما ا زلت مستمرة في إغلاق عينيها:
أنا لا أدعي شيئاً.. أنا نائمة بالفعل!!.
ضحك بقوة وهو يزيد من ضمها ويده تعبث بخصلاتها المنتشرة على وسادته:
حسناً أيتها النائمة بالفعل.. أنا أملك فكرة جيدة عن كيفية إيقاظكِ!!!.
وأعقب قوله بقبلة قوية على شفتيها وهو يلفها بذ ا رعيه أكثر, فوجئت نو ا ر بحركته السريعة ولم
تستطع الابتعاد عنه بالسرعة الكافية فأحكم ذ ا رعيه حولها وهو يهمس أمام شفتيها:
مبروك يا قمري..
أجابته بنفس الهمس:
لماذا تانديني بقمر؟..

لم تسمع إجابته حيث أنه دفن أ رسه في عنقها الناعم وبدأ يغمره بالقبلات اللاهبة التي
أشعلت جسدها بأكمله فحركت ذ ا رعيها لتلتف حوله ليضمها إليه أكثر وهو يلتهم شفتيها في
قبلة حارة أذابتهما سوياً.....
*********************
مرت الأيام التالية على نو ا ر وهي تعيش فوق سحابتها الوردية.. فعلاقتها مع رؤوف في قمة
تناغمها, لم تتوقع أن تجد نفسها قريبة منه إلى تلك الدرجة.. تشعر به قد تغلغل بداخل
روحها.. كما تحب أن تعتقد أنها لمست شيئاً بداخله..
أسعدها بشدة أنها وجدته إنسان رقيق.. حنون وشغوف.. بطريقة لم تتوقعها... فكان يغمرها
دائماً بعاطفة حارة تدخلها إلى عوالم جديدة عليها كليةً.. وكان هو دليلها إلى تلك العوالم
ال ا رئعة.. لكن سعادتها كانت ناقصة على الدوام.. فكانت الليالي التي يقضيها رؤوف مع
نعمات بمثابة ح ا رئق لاهبة تندلع في كيانها..
لم تدرك أنها يمكن أن تشعر بتلك الكمية الرهيبة من الغضب إلا عندما أ رت رؤوف بعد أن
قضي الليلة برفقة نعمات.. لم تعرف أنها تملك القدرة على القتل إلا بعدما أ رت نعمات
تتهادى على الدرج وعلى وجهها ترتسم ابتسامة قطة قد التهمت طنجرة كاملة من اللبن كامل
الدسم..
وقتها شعرت أنها تريد مسح الابتسامة من على وجه نعمات, وأن تعيد تشكيل ملامح وجهها
المبتسم.. فآثرت السلامة وتحركت متجهة إلى غرفتها قبل أن تطاوع شيطانها.. وتمزق
عيني نعمات..
يومها لحقها رؤوف إلى غرفتها.. ووجدها واقفة بنافذتها تنظر إلى الف ا رغ.. تأملها لعدة دقائق
ولكنه ظل صامتاً عالماً بأنها أدركت وجوده بالغرفة معها.. ولكنها ببساطة تتجاهله..

أجلى صوته وهو يقول بهدوء:
صباح الخير..
ظلت نو ا ر صامتة.. ولم تستطع أن ترد تحيته.. فقد كانت دموعها تنهمر بغ ا زرة..
اقترب منها بهدوء حتى وقف خلفها تماماً.. يكاد يكون ملتصقاً بها, ووضع يديه على كتفيها
يديرها إليه.. ففوجئ.. بالدموع تغرق وجهها.. ضمها إليه بهدوء, وضغط أ رسها إلى صدره
وهو يملس خصلاتها بنعومة.. حتى هدأت قليلاً...
ظلا على هذا الوضع لفترة لم يشعر بها كلاهما... وأخي ا رً أبعدها عنه قليلاً.. ومسح دموعها
بأصابعه ثم طبع قبلة دافئة على جبهتها.. وخرج بهدوء مثلما دخل..
ظلت نو ا ر مسمرة في مكانها لفترة بعد خروجه, ثم ألقت بنفسها على الف ا رش وهي تجهش
بالبكاء...
بعد تلك المرة تعلمت نو ا ر أن تتحكم في أعصابها وتعبي ا رت وجهها, فلا تفضح غيرتها
الشديدة على ر ؤوف وخاصة أمام نعمات.. ولكن ذلك لم يمنعها من إظهار غضبها أمامه
في نوبات عصبية.. ولكنه كان يمتص غضبها بقبلاته ولمساته المذيبة لها فيسحبها إلى
عالمه الذي يفتح ذ ا رعيه مرحباً بها..
كان أكثر ما يغيظها هو اهتمام رؤوف ال ا زئد بنعمات بعد كل ليلة يقضيها معها هي حتى
أنها بدأت تعتقد إنه يشعر بالذنب لمشاركتها عواطفه الحارة.. لكنها حاولت تجاهل ذلك حتى
تستطيع المضي في حياتها التي تريدها أن تستقر بعيداً عن الضغائن والمنغصات.. وكان
لاقت ا رب زفاف سهير أثره الكبير في رفع روحها المعنوية وخاصة بعد موافقة رؤوف على
م ا رفقتها لسهير في رحلاتها الش ا رئية.. ومساعدتها في تجهي ا زت الزفاف وتأثيث الجناح
الخاص بسهير في منزل عمتها قمر, ولكن أثار تعجبها تأكيده المستمر على عدم تواجد

منذر في تلك الرحلات.. وحاولت سؤاله أكثر من مرة عن السبب ولكنه لم يمنحها إجابة
واضحة كعادته كلما أ ا رد الم ا روغة حول شيء ما...
كانت تلك الليلة التي تسبق الزفاف.. وكانت الاحتفالات في بيت عبد السلام على أشدها..
حين وصلت سيارة رؤوف وهو يقل نعمات التي تعمدت الجلوس بجواره, ونو ا ر الجالسة في
الخلف تبرم شفتيها في حنق.. حيث أن الليلة هي ليلة الحنة لشقيقتها ورغم ذلك لم تتنازل
نعمات وتمكث في المنزل, بل قررت الحضور لمشاركتهم الاحتفال, والأدهى من ذلك أنها
احتلت المقعد الأمامي فوصلت نو ا ر إلى منزل والدها وقد وصل غضبها لآخره وكادت
أعصابها أن تخونها وتفلت منها.. لتوجه إلى نعمات كل ما بداخلها من قهر وحنق..
حين وصل رؤوف إلى باب المنزل الأمامي.. ترجلت نعمات وهي ترسل التحية لرؤوف,
وحين حاولت نو ا ر الترجل بدورها فوجئت بأن رؤوف قد أوصد الباب بجوارها, فسألته وهي
تحاول فتح الباب:
رؤوف ما به باب السيارة؟.. أريد النزول..
التفت ليواجهها وهو يمسكها من ذ ا رعها حتى تكف عن محاولة فتح الباب:
اتركي الباب.. سأفتحه حالاً.. فقط أريد منكِ شيئاً.
أجابته بقلق:
ماذا هناك يا رؤوف؟..
أجابها في سرعة:
أريدك أن تعديني ألا ترقصي..
قاطعته بأمل:

لكن..
ليس هناك.. لكن.. أعتقد أن ذلك حقي.. فأنا لا أرغب أن ي ا ركِ الجميع وأنتِ ترقصين..
أعتقد أنني أخبرتكِ بذلك من قبل.
أجابته في حزن:
حسناً..
ترك ذ ا رعها ليرفع ذقنها بأصابعه:
أنا أخاف عليكِ.. أعتقد أن هذا شيء لا يسبب الحزن.
ابتسمت قليلاً وهي تردد مرة أخرى:
حسناً..
تحركت أصابعه ببطء ليتحسس شفتيها المكتنزتين ويضغطهما برفق:
لا تغضبي.. وابتسمي ابتسامة حقيقية.. وعندما نرجع إلى المنزل.. سأخبركِ بمفاجأة سوف
تسعدكِ كثي ا رً.
اتسعت ابتسامتها وهي تقول:
هل تحاول رشوتي الآن؟..
ضحك بدوره عندما لمس تحسن م ا زجها ونظر إلى شفتيها بخبث وهو يقول:
لا أعتقد أنني أحتاج لذلك!!.
أ ا زحت أصابعه وهي تقول بغضب مصطنع:
مغرور.
ضحك مرة أخرى وهي يفتح أبوب السيارة:
هيا انزلي يا طويلة اللسان وأبلغي تحياتي وتهنئتي لخالتي شموس ولسهير..
تحركت نو ا ر لتنزل من السيارة بينما كانت نعمات ترمقهما بنظ ا رت نارية وهي ت ا رقب الحوار
المتبادل بينهما والذي لم تتمكن من سماعه ولكنها استطاعت ملاحظة تبدل ملامح
وجهيهما.. وكادت عينيها أن تخرجا من محجريهما وهي ترى أصابع رؤوف تتحسس شفتي
نو ا ر وهو يرمقها بتلك النظ ا رت المشتاقة.. وهتفت في داخلها:
"لقد جُن ولا شك.. هذا ليس رؤوف المتحفظ البارد, الذي لا يظهر انفعالاته أبداً أمام
الناس.. لقد أفقدته عقله ابنة شموس".
تحركت نو ا ر لتصطحب نعمات ليدخلا معاً إلى منزل والدها... وكان مشهد دخولهما معاً..
لا ينسى حقاً.. فكان كتلاقي ربيع العمر مع خريفه.. كانت الروعة ونضارة الشباب جنباً إلى
جنب مع الوقار والكهولة.. كانتا كابنة وأمها.. وذلك ما تردد بقوة من النساء الحاض ا رت
ووصل إلى مسامع نعمات كخناجر سامة تزيد من جروح كبريائها...
لاحظت نو ا ر تلك الهمسات السامة وتأثيرها على نعمات التي ارتعش جسدها وهي تستمع
إلى المقارنات التي تعقدها النساء بينها وبين شباب وجمال نو ا ر.. مما أشعر نو ا ر بالشفقة
عليها فطلبت منها الصعود إلى غرفة العروس.. لكن نعمات ترددت في إبداء موافقتها..
وفضلت أن تتواجد بالأسفل حيث كانت النساء متجمعات معاً يغنين الأغاني الخاصة
بالأف ا رح..
كان بعضهن يتبادلن الأحاديث والأخبار.. بينما كانت صواني الشربات الأحمر تلف على
الموجودات تنبأ عن الفرحة والسعادة.. بينما امتدت الموائد تحمل كل ما لذ وطاب من أجود
أنواع الأطعمة.. في انتظار جموع السيدات لتتقدمن وتتناولن عشائهن, ولكن ذلك لم يمنع
ت ا رشق النظ ا رت حول نعمات ونو ا ر..

لذلك بعد أن جلستا قليلا مع الموجودات في البهو تحركتا للذهاب إلى غرفة سهير التي
كانت تمتلأ بحشد من الفتيات اللاتي كن يرددن الأغاني وكانت بعضهن يتمايلن ا رقصات..
بينما كانت في ركن الغرفة مائدة صغيرة وضعت عليها صينية دائرية بها مجموعة من
الشموع وضعن في شكل دائري حول طنجرة كبيرة امتلأت بالحنة.. وكانت الورود منثورة
بروعة على المائدة تحيط بالصينية في مشهد رومانسي هادئ...
أخذت نو ا ر تبحث بعينيها عن سهير التي ما أن لمحت شقيقتها حتى ارتمت بين ذ ا رعيها
وهي تلومها على التأخير ولكنها ابتلعت كلماتها وهي تلمح نعمات خلف نو ا ر, فنظرت إلى
شقيقتها بعجب.. فكانت إجابة نو ا ر ضغطة خفيفة على يد سهير حتى تنبهها لتسلم على
نعمات كما يجب.
اصطحبتها سهير إلى أحد أركان الغرفة وهي تسألها:
لماذا صعدت معكِ إلى هنا؟..
أجابتها نو ا ر:
السيدات في الأسفل يرمين بكلام كالسهام السامة... تلك العادة المقيتة لا يتخلين عنها أبداً
سواء كان التجمع فرح أو ع ا زء.. هل تذكرين ع ا زء عمي عبد الرحمن؟..
نظرت إليها سهير بعجب وهي تقول بنبرة ذات مغزى:
وهل هذا وقت مناسب لتتذكري ذلك؟.. أم لأنه يحمل لديكِ ذكرى خاصة.. أيتها العاشقة..
ماذا حدث لكِ؟.. أرى عينيكِ تلمعان بشدة.. بل ماذا فعلتِ برؤوف؟.. إن منذر يقول أنه
تغير قليلاً, بل لقد أمسك به مرة وهو يغني في خفوت!!..
ضحكت نو ا ر بسعادة وهي تضع يديها في خصرها:
آه.. ومادام منذر قال ذلك فهو صحيح مائة بالمائة.. أليس كذلك؟..
احمرت وجنتا سهير وهي تبتسم في خجل وتمسك بيدي نو ا ر:
توقفي عن السخرية.. وبالطبع كل كلام منذر صحيح..
ثم تغيرت نبرتها وقد شحب وجهها قليلاً وهي تقول:
نو ا ر.. أنا أشعر برعب شديد.. لا أستطيع أن أتخيل...
قطع كلامها هجوم مجموعة من الفتيات عليهما وهن يحثهن على الاندماج في الرقص
والاحتفال معهن, وبدأن بالفعل في جذب سهير التي استجابت لهن وأخذت تتمايل وكأنها
تحاول تناسي مخاوفها عبر اندماجها مع الموسيقى.. وسرعان ما حاولن جذب نو ا ر حتى
تشاركها, ولكن نو ا ر تمنعت وهي تتذكر وعدها لرؤوف.. إلا أن سهير ا زدت من جذبها لها..
فنهضت نو ا ر بجوار سهير ولم تنتبه لهاتف نعمات الحديث الذي كان يلتقط بعدسة كاميرته
ما يدور..
*********************
بحثت شموس عن نو ا ر بين المدعوات فهي تريد الحديث معها قليلاً حتى تطمئن عليها
وتحاول إسدائها بعض النصح.. وأخي ا رً وجدتها واقفة ثابتة بجوار سهير التي تتمايل ا رقصة
بسعادة ومعها الصغيرة نادية بينما اكتفت نو ا ر بالتصفيق لهما بحماسة..
أشارت شموس لابنتها فخرجت لها نو ا ر على الفور:
ماذا هناك يا أمي؟.. هل وصل رؤوف؟..
ابتسمت شموس وهي تربت على وجنة ابنتها:
كلا يا حبيبتي.. ولكني أردت الاطمئنان عليكِ قليلاً.. هل تمانعين؟.
ابتسمت نو ا ر برقة وهي تمشي في الرواق بجوار أمها حتى دخلتا إلى غرفة شموس وأغلقتها
شموس خلفهما.. وعادت لنو ا ر تسألها:
نو ا ر.. حبيبتي.. أريد الاطمئنان عليكِ.. صحيح أنني أرى لمعة في عينيكِ .. ولكني أشعر
أن سعادتكِ غير كاملة..
تنهدت نو ا ر وهي تقول لأمها:
وهل توجد سعادة كاملة وخالصة تماماً يا أمي.. أنا ا رضية والحمد لله.. سعيدة تقريباً..
فرؤوف إنسان ا رئع بحق... ووالدي كان على حق.. هو رجل تتمناه أي فتاة..
ثم صمتت قليلاً وارتعش صوتها بعض الشيء:
ولكنكِ كنتِ على حق أيضاً.. هو رجل متزوج..
احتضنتها شموس بحنان:
هل تزعجكِ كثي ا رً؟..
أجابتها نو ا ر:
كما هو متوقع.. لقد تزوجت زوجها.. يا أمي.. أنا ألتمس لها العذر نوعاً ما.. وخاصة..
قطعت نو ا ر كلامها وقد أدركت أنها كانت على وشك شرح مشاعرها لأمها في الليالي التي
يتركها فيها رؤوف ليكون مع نعمات.. فاحمر وجهها خجلاً.. وأردفت:
لقد تمت الزيجة.. وأخي ا رً منح جدي أبي رضاه الكامل.. والكل فائز.. فلما التساؤل الآن؟..
رفعت شموس ذقن نو ا ر بحزم:
نعم زواجك برؤوف أعاد علاقة الود بين أبيكِ وجدكِ.. ورؤوف فاز بزوجة جميلة
وصغيرة.. ستنجب له بمشيئة الرحمن الذرية التي يبتغيها.. كما أن نعمات لم تطرد من حياة
زوجها وحتى لو لم تر ذلك فهي ليست بخاسرة.. فضرتها على الرغم من شبابها وحيويتها
إلا أنها لم تحاول أذيتها أو إقصائها من حياة رؤوف, بل تلتمس لها العذر في تصرفاتها
الأنانية المزعجة!!!.. ولكن ماذا ربحتِ أنتِ يا نو ا ر؟.. لا تكذبي على نفسكِ يا ابنة
شموس!!.
أخفضت نو ا ر عينيها عن والدتها وأغلقت أهدابها الطويلة وهي تسأل أمها:
ماذا تعنين يا أمي؟..
أجابتها شموس بنبرة ذات مغزى:
أعني أن رؤوف رجل ا رئع.. ولكنه ليس الوحيد.. ولو كنتِ رفضتيه ل وقف والدكِ بجواركِ
ولم يكن ليجبركِ على الزواج منه.. حبيبتي.. صارحي نفسكِ بسبب موافقتكِ عليه.. حتى لا
تحصري نفسكِ في دور الضحية فتتحول سعادتكِ الناقصة إلى تعاسة تامة.. وافهمي طبيعة
زوجكِ.. فهو لم يعرف الحب.. حتى يتعرف على مشاعره ويدركها الآن.. سوف أسألكِ
سؤالاً واحداً ولا أريد سماع جوابه, لكني أريد منكِ أن تجاوبي نفسكِ عليه وبص ا رحة.. هل
تحبين زوجكِ؟.. هل تحبين رؤوف؟..
نظرت لها نو ا ر ودموعها تترقرق في عينيها.. و أ رسها تتحرك بالموافقة بدون إ ا ردة منها..
فعاودت شموس احتضانها وهي تهمس:
لا عيب في ذلك يا حبيبتي.. ولا حاجة للبكاء.. فأنا موقنة أن رؤوف يشعر بالمثل..
صدقيني.. صدقي أمكِ.. وامنحيه الفرصة ليتعرف على مشاعر لم يعرفها من قبل, بل لم
يكن يعترف بوجودها من الأساس..
صمتت قليلاً لتردف:
أنتِ تعرفين أسلوب جدكِ الصارم في الحياة, وهذا هو كل ما عرفه رؤوف.. فقط امنحيه
المساحة ليعيش سنوات سلبت منه, وهو سيكون طوع بنانك..
كانت كلمات أمها تتردد في عقلها وهي جالسة في سيارة رؤوف في المقعد الأمامي تلك
المرة.. ولكنها كانت تشعر بنظ ا رت نعمات تأتيها من المقعد الخلفي كالرصاصات فعلى ما
يبدو أن رؤوف هو صاحب فكرة جلوسها بجواره تلك المرة وابعاد نعمات إلى المقعد
الخلفي.. كانت تصلها كلمات متناثرة عن الاحتفال بالحنة وفرحة العروس وصديقاتها.. إلا
أن ما جذب انتباهها كلمات نعمات حول مقطع فيديو التقطته لسهير وهي ترقص برفقة
نو ا ر, وأنها كانت تتمنى عرضه على رؤوف وأضافت ضاحكة.. إنها لا تظن أن منذر
سيرضى بذلك..
كانت السيارة قد وصلت للحديقة الأمامية لبيت رؤوف مع نهاية كلمات نعمات, فأوقف
السيارة بغتة مما جعل نو ا ر تصطدم بالزجاج الأمامي, ولكنها تحركت بسرعة لتترجل من
السيارة قبل أن تقتل تلك السيدة في الخلف.. فهي تكذب وبصفاقة منتهزة فرصة استحالة
عرض الفيديو على رؤوف..
لذلك تحركت بخطوات غاضبة نحو غرفتها ولكنها ما أن دلفت إليها حتى فوجئت برؤوف
خلفها يجذبها من ذ ا رعها ليلفها إليه وهو يصرخ بها:
لا أدري ماذا أفعل حتى تنفذي ما أقول؟.. هل امتثالكِ لطلب بسيط يمثل لكِ تلك
الصعوبة؟.. لماذا تعاندين وتتمردين على أبسط الأمور؟..
صاحت به بدورها وهي تلمح نعمات واقفة ت ا رقب المشهد:
أنا أخبركِ الآن.. أنا لم أرقص.. لقد نفذت ما طلبته مني.. وكف عن الص ا رخ بوجهي..

وتهدج صوتها وهي ترمي نعمات بنظرة تحاول أن تفهمه ألا يصرخ بها أمام نعمات:
لماذا يجب أن تصيح؟.. ألا تستطيع أن تتفاهم بصوت هادئ؟.
فهم تلميحها.. وأزعجه أنه فقد أعصابه عليها أمام نعمات.. ولام نفسه على عصبيته
واندفاعه.. لمحت نظ ا رته التي بدأ يخف غضبها قليلاً مع رؤيته لدموعها تلتمع في حدقتيها
وهمس:
لا تبكِ.. أرجوكِ يا قمر لا تبكِ..
عندما سمعته يناديها بقمر شعرت بأنه يرغب في تصديقها وانهاء الموضوع, ولكنها لم
ترغب في ذلك فلقد ركبتها كل شياطينها وقررت تلقينه درساً.. حتى يتوقف عن اندفاعه
الأعمى في تصديق كل ما تخبره به نعمات.. فنزعت ذ ا رعها من يده وأ ا زحته جانباً..
وتحركت بسرعة نحو نعمات وجذبت منها حقيبتها الصغيرة لتسحب الهاتف بسرعة وتعود
إلى غرفتها وقبل أن تغلق الباب قالت لنعمات:
عفواً.. سوف أستعير هاتفكِ قليلاً.. وسأعيده لكِ في الصباح, تصبحين على خير.. يا
خالتي..
ثم أغلقت الباب بقوة والتفت لرؤوف الذي كان يتأملها بقلق:
نو ا ر.. ماذا يحدث؟..
كانت أصابعها تعبث بالهاتف في سرعة حتى وصلت إلى الفيديو الذي تدعي نعمات
برقصها فيه وكان حين جذبتها سهير فوقفت بجوارها لتصفق فقط بينما سهير هي من كانت
ترقص..
مدت يدها إليه بالهاتف, فنظر إليها بعدم فهم:

نو ا ر.. تعلمين أن شقيقتكِ.. إن منذر..
كانت جملته متقطعة ولكنها فهمت ما أ ا رده فأجابته بسخرية:
هل تظن أنني سأعرض عليك رقص شقيقتي.. تفضل وانظر بنفسك فأنا سأغطي صورتها
بأصابعي..
أشار لها بيده وهو يقول لها:
كفى يا نو ا ر.. انتهى الموضوع..
وضعت يدها في خصرها وهي تشير له بالهاتف:
وهل انتهى الموضوع لأن سموك أعلنت ذلك؟.. أم أنك تعطفت وتكرمت وصدقت ما
أخبرتك به؟.. أم يا ترى أعملت عقلك وقررت أن تتروى قليلاً قبل أن تهاجم مثل الدب
الشرس؟..
صرخ بها:
نو ا ر!!.. انتبهي لألفاظك.. لقد أخبرتكِ أن الموضوع انتهى واعتذرت بالفعل..
صرخت بسخرية:
اعتذرت!!!!.. متى أيها السيد؟.. ثم أن الموضوع لم ينتهِ.. أنا مصرة أن ترى مقطع
الفيديو الموجود في هاتف نعمات..
جذب منها الهاتف بقوة وألقاه نحو الحائط فسقط متحطماً لعدة قطع.. والتفت لها:
لقد انتهى الموضوع الآن..
ثم أردف بلهجة أقل عنفاً:

أنا آسف.. أرجو فقط أن تقدري أنني.... أخاف عليكِ.
نظرت إليه قليلاً وما ا زل الغضب يتملكها, كانت نظ ا رته تتجاوب مع تأملها له وكانت تلتمع
عينيه بنظرة أدركتها.. وبدأت تفهم أنه يرغبها الآن.. لذلك يحاول التغاضي عن الموضوع..
فقررت تلقينه الدرس لنهايته, خلعت الشال الذي تلف به كتفيها.. فظهر فستانها ال ا رئع ذو
اللون الخمري.. فستان ناعم من الحرير مزموم عند صدرها بف ا رشة ماسية ا رئعة ثم ينسدل
بروعة ليلامس جسدها بنعومة.. فيظهر روعة وجمال قدها الرقيق الذي أشعل جسد رؤوف
وهو ي ا رها تمسك شالها وتلفه حول خصرها بهدوء ثم تتحرك لتذهب إلى مشغل
الاسطوانات.. وتضع أغنية أم كلثوم "ألف ليلة".. ثم تتمايل بجسدها على نغمات
الموسيقى... حتى وصلت إليه فدفعته على صدره ليسقط على الأريكة خلفه وهي تهمس:
بما أنك حطمت الهاتف.. فسأريك كيف يكون الرقص!!.. حقاً..
استمرت في تمايلها مع نغمات العبقري "بليغ حمدي" حتى اقتربت من باب غرفة النوم
فتحرك هو سريعاً ليمسك بها وقد أدرك نيتها, لكنها كانت أس رع منه وهي تغلق باب الغرفة
بينهما بقوة قبل أن توصده بالمفتاح وهي تقول:
ليلة سعيدة.. انتهى العرض.
حاول فتح مقبض الباب أكثر من مرة وهو يناديها:
نو ا ر.. افتحي الباب.. لقد اعتذرت بالفعل.. صدقيني إن غضبي ينبع من.. من.. خوفي
عليكِ.
للمرة الثانية تشعر به يتردد أمام كلمة خوفي.. هل يقصد أنه يغار؟...
عاد صوته يدوي مرة أخرى:
افتحي الباب يا قمري..

أدركت أنه يستخدم اسمها الذي يناديها به في لحظاتهما الحميمة حتى يؤثر عليها, وللعجب
ا زد ذلك من عنادها.. فقالت له بج أ رة:
اذهب لنعمات.. وحاول إيجاد تفسير مقنع لتحطيمك هاتفها..
سمعت صوت أنفاسه الغاضبة من خلف الباب وهو يهتف بغضب:
نو ا ر.. ما تفعلينه هو خطأ..
ثم تردد قليلاً وهو يردف:
أنتِ هكذا تمنعينني عن حقي.. وستلعنكِ الملائكة.. و..
توقف عن الكلام وهو يضرب أ رسه بباب الغرفة بقوة.. حتى أن نو ا ر سمعت صوت ارتطام
أ رسه بالباب.. ولكن كلامه كان أطار ما تبقى من هدوئها.. ففتحت الباب بعنف وهي
تحملق فيه وعينيها متسعتين من الغضب..
تأملها قليلاً بوجهها المحمر من الغضب والش ا ر ا رت النارية تتطاير من عينيها اللاتين
أصبحتا في لون الذهب السائل واختفى لون العسل منهما.. وشفتيها اللاتين كانت تبرمهما
في حنق من كلامه..
كانت صورتها مدمرة لمشاعره التي أشعلتها برقصتها المغوية.. وكانت واقفة أمامه بمنتهى
التحدي بأن يتقدم ويأخذ ما هو حقه.. اقترب قليلاً منها فغمرته ا رئحة عطرها والتي دمرت
ما تبقى من سيطرته على نفسه, مد يده ليلفها بذ ا رعه ويطبق على شفتيها بقبلة قوية لم
تستجب لها في البداية, ولكن سرعان ما بدأ يشعر ببداية استجابتها.. وهي تبادله قبلته..
كانت بين ذ ا رعيه.. دافئة.. ومغرية.. و ا رغبة في مجا ا رته وتنفيذ رغباته.. لكنه أدرك أنه لو
استمر.. فإنها قد تكرهه وتكره نفسها بعد ذلك..
ابتعد عنها قليلاً وهو يتنفس بصع وبة وهمس لها:

أنتِ لا تدركين مدى روعتكِ الآن.. ولكني لن أفرض نفسي عليكِ أبداً.
تركها وخرج من جناحهما وهي واقفة مذهولة مما حدث, ففي ثانية كانت تحترق غضباً منه
ولكنه سرعان ما أذاب غضبها كالعادة بعاطفته ثم.. ثم تركها وخرج عندما بدأت تتجاوب
معه!!...
هل ذهب إلى نعمات كما طلبت منه من قبل؟.. ستقتله.. ستقتله إن فعل.. ظلت تجوب
الغرفة ذهابا.. واياباً.. وهي تفكر فيما حدث..
أعادت في أ رسها ما حدث منذ بداية الليلة.. وحاولت أن تفهم ما الذي دهاه ليكون بمثل تلك
العصبية التي ظنت أنها شفته منها.. لتعود جملته لتتكرر في ذهنها..
"أخاف عليكِ.. خوفي عليكِ"..
هل يقصد بخوفه.. غيرته؟.. هل يغار عليها بالفعل؟.. هل يحاول إفهامها أنه فقد أعصابه
نتيجة للغيرة؟!!..هل ما قالته أمها صحيح.. وهو يكن لها مشاعر بالفعل, ولكنه غير قادر
على التصريح بما يشعر به؟.. أو غير قادر على إد ا رك تلك المشاعر وتفسيرها..
أرهقها التفكير.. وأتعبتها حيرتها... وكادت تبكي كلما تصورته وهو يصعد ليقضي ليلته مع
نعمات.. وظلت تلوم نفسها بشدة لإتاحة الفرصة للعجوز لتشمت بها.. وتفسد وقتها مع
رؤوف..
كانت تصيح بنفسها:
"غبية.. أنتِ غبية.. غبية".
في أثناء انغماسها في تقريع نفسها لمحت ضوء خافت من نافذة مكتبه المواجهة لنافذتها..
كان ذلك الضوء الخافت بمثابة منارة في وسط ظلمات حي ا رتها.. لإد ا ركها أنه ذهب إلى
مكتبه ولم يذهب لنعمات.. لذلك قررت أن لا تدعه يبيت الليلة وهما على خصام...

أسرعت وارتدت قميص نوم لونه يشبه الشيكولاتة الذائبة.. كان قصي ا رً يصل إلى ركبتيها
بالكاد.. وله فتحة صدر واسعة.. تكشف عن بشرتها السم ا رء الجذابة.. ثم ارتدت الروب
الذي يتناغم مع القميص واتجهت إلى مكتبه في إص ا رر..
أما نعمات فكانت ت ا رقب باب جناح نو ا ر بإص ا رر وما أن لمحت رؤوف يخرج من الجناح
ويتجه إلى مكتبه حتى أسرعت لغرفتها.. وبدأت في البحث وسط خ ا زنتها حتى وجدت إحدى
الغلالات التي كان يفضلها رؤوف فسارعت بارتدائها وأعادت زينة وجهها استعداداً لتذهب

إليه وتقدم مواستها ودعمها له .

الغنــــــد 06-10-2017 05:36 PM

جعل الله التميز حليفك
طرح رااقي وجميل


شلمت الأنااامل وماجاائت به


يعطيك العااافيه

نجم الجدي 06-10-2017 11:30 PM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي

هدوء 06-11-2017 12:13 AM

طرح جميــــــــــــل
ومجهود رآئع ومفعم بآلجمال وآلرقي..
يعطيك آلعافيه على هذآ آلتميز ..
وسلمت آناملك آلمتألقه لروعة طرحهآ..
ودي لك ولروحك

ضامية الشوق 06-11-2017 12:16 AM

سلمت يمنــآك
طرح جميل جدا

كـــآدي 06-11-2017 12:52 AM

عوافي ع الطرح

إرتواء نبض 06-11-2017 12:54 AM

لا جديد سوى رائحة التميز
تثور من هنا ومن خلال هذا المتصفح
الجميل والمتميز ورقي الذائقه
في استقطاب ما هو جميل ومتميز
تقديري وودي

مجنون قصايد 06-11-2017 02:36 AM

ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

عـــودالليل 06-11-2017 02:41 AM

١٠٠

شكرا من الاعماق
وشكرا لاختيارك هذا

الموضوع القيم والمفيد

في محتواه


إنتقآء اختيارك

جدا موفق دليل ذآئقه رفيعة

المستوى واناقة فكر



من الاعماق اقدم لك شكري


الحريري

ملكة الجوري 06-12-2017 01:18 AM

,
يِعَافيِك ربيِ عَلى زَاويِتك الرَاقيَه
وَشُكْرَا لَطـــرَحُك المُميِز وَإِخْتِيارِك الرَائِع

’’
عَبق الجُــــــوريِ لـ رُوحِك..’


الساعة الآن 05:16 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية