منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   رواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات /24 (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=156258)

جنــــون 03-27-2019 08:49 PM

رواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات /24
 
.
.
..( الرابع والعشرون )..
.
.
‏لو أنّ حبّك كان
في القلب عاديّا
لمللتُهُ من كثرة التّكرار
لكنّ أجمل ما رأيتُ بحبّنا
هذا الجنونُ وكثرةُ الأخطار
حيناً يُغرّدُ
في وداعة طفلةٍ .

- عبدالعزيز جويدة -
.
.
اقترب لهم واتكى على زُجاجة نافذة احد المحلات وهمس زافراً غضبة : والله ماخليه .
هند مسكت ذراعة وبخوف : صار لك ؟! .
مسد عُنقة مُتذكراً كفا ذلك الغبي وهي تخنُقة : لا .
اريان بحنان : اهم شي ماصار لك شي .
هاجر بضجر : خلونا نرجع دامنا بخير .
نظر لها تركي وبعينان ساخرة : دامنا بخير .
واكمل بحدة : انتي بخير ، روحي اشتري اللي تبينة .
هاجر بضيق : وش فيك تكلمني كذا !.
اريان همست لها : ترى هو معصب لايحط الحرة فيك .
تركي بغضب ساخر : خلاص قلت روحو اشتروا اللي تبون ، يعني تبينا لما وصلنا نرجع فاضين .
هاجر بصوت مخنوق : لا خلنا نرجع مو يكفي اللي ضربك .
تركي بامر مُتاففاً من عناد هاجر الذي لا يتغير : اريان انتي اكبرهم ، روحي وخلصو اشغالكم ، وانا بنتظركم .
نطقت اريان بضيق بعد ان ابتعد عنهم : قلت لكم راح يرفض .
هند زفرت انفاسها بضيق : بيجلطني ذا الولد .
هاجر بخوف وعيناها تُراقبة وهو يبتعد : والله قلبي بغى يوقف لما شفت ذاك يهاجمة .
نظرت لها اريان وبخبث : ليتك تكلمتي يسمعك .
هاجر تحركت وبتذمر : تبن .
هُناك بعيداً عن نقطة تجمعهم ، اخرج الصندوق الصغير المُخمل ، وفتحة مُتاملاً الخاتم البسيط وبضيق : لازم فيه شي يخرب علي .
..
اغمض عيناه شاعراً بإلم ينبض في راسة وتنهد محاولاً ابعادة .
تحرك باحثاً بين المارة وعض شفاهه وعينة تقع عليها ، وكيف لا يعرفها .
..
اريان بهدوء وهي ترمي خطة للهرب حتى تشتري ماخططت له لايام : بروح اعدل نقابي بالحمامات .
نظرت لها هاجر وبتمعن وتدقيق : نقابك مافيه شي .
اريان زفرت بصمت وب اقناع : انا اصلاً ابي الحمام .
هند ابعدت نظرها عن المحل الذي كانت تنوي دخولة : خلاص نروح كلنا .
اريان بحدة مُشيرة لمحل ثياب امامهم : لا نبي نخلص بسرعة ، انتم خلوكم بذا المحل لين ارجع .
هزت راسها هاجر : طيب لاتطولين .
ابتعدت بخطوات خبيثة وابتسمت ضاغطة زر المصعد .
دخلت واخرجت هاتفها .
لم تشعر بدخول شخص اخر حتى نطق : اي دور تبين ؟! .
رفعت عيناها تلقائي ، وفتحتها بهلع : انت .
ابتسم انس وامال راسة بحقد : زين عرفتيني .
تحركت بخطوات سريعة ومدت يدها ضاغطة على ازرار المصعد ناويه ان يُفتح حتى تخرج .
تحرك هو الاخر وضرب ظهر كفها وبوعيد : لا ي حلوة ماخلصنا .
سحبت يدها وب انفاس اضطربت : عيب عليك ، اعتبرني اختك .
ظهرت علئ ثغره ابتسامة وبتمعن في جملتها : قلتي اعتبرك اختي ؟! .
حاصرها واكمل ويده اليسار مُمتدة لازرار المصعد حتى لا ينفتح : انتي قولي لي وش تحسين فيه وانتي تهدديني ؟! .
ورفع حاجبة بحدة : تحسبين انك لما تهدديني بتخوفيني ! .
اريان بعينان مُرتعبة من قُربة وصوتة : تستاهل .
ضرب بقبضة يده في حديد جدار المصعد جانب جسدها ناطقاً : من اللي يستاهل !؟ .
اريان بقوة لا تعلم من اين نزلت لها دفعته : الله ياخذك يا قليل الادب .
اقترب براسة وبعينان اشتعلت همس بفحيح : قليل ادب ، مجرم ، قاتل ابوك اللي انا وش دخلك فيني .
اريان وانفاسها تفضحها من قُرب ملامحة لها ونظراتة : كل شي اسوية بس عشان اهلي .
نطق وعيناه تتامل عيناها بعد ان ارتفع عنها الغطاء وببحة ساخرة من لون عيناها فهو من عرف اخوتها جميعاً : متاكدة انهم اهلك ؟! .
اتسعت عيناها وبرجفة ظهرت في صوتها : انت باي حق واقف معي ، وتكلمني كذا .
نطق بهمس وشعور غريب يُداهمه : اعرفك !؟ .
اريان والدموع بدت تتكون في عيناها من الخوف : عيب عليك احترم ابوي اقل شي .
انس عاد للخلف وبربكة ناظراً لعيناها : متاكد اعرفك .
هربت بخطوات واسعة بعدما ان فُتح المصعد .
وقف مكانة ومسك راسة رافعاً نظرة بتفكير : العيون ذي مو غريبة علي .
..
دخلت اقرب محل ووقفت خلف بعض الثياب ومسكت قلبها برُعب وانفاسها تُسمع : انا كيف هددته .
جلست وهي تشعر انها لا تستطيع الوقوف اغمضت عيناها محاولة تخفيف الرُعب ومسح ملامح وجهه .
بعد دقائق فتحت عيناها على صوت سيدة مارة : حبيبتي تبين مساعدة ؟! .
وقفت اريان برجفة مُحركة راسها شمالاً ويميناً بمعنى " لا " .
ارخت راسها على حقيبتها وصوت رنين الهاتف المُزعج اخرجته بكف مُرتجف وفتحته ناطقة : انا مع تركي بسرعة اطلعو .
غادرت المحل وبدت تنظر بخوف للجميع ، تنفست ب ارتياح واتجهت ناحية وجهتها الرئيسية : فيه شريحة مسجلة باسم ؟! .
صاحب محل الاتصالات : اية اختي .
اخرجت النقود ومدتها هاتفة : اعطني وحده .
..
خرج من السوق الكبير ودخل مواقف السيارة وبغضب من نفسة : كيف هربت مني .
اقترب ب استغراب من الورقة المُعلقة على زجاجة نافذته مكتوباً عليها : المملكة ترحب بعايد العايد ، مابغى يرجع لها .
صرخ بصوت عالٍ : الله ياخذكم ، وش تبون ب اهلي .
صعد سيارتة وانحنى على المقود وارتفعت انفاسة من إلم وضيق مايشعر به ،حرك السيارة هامساً : انا ولا انت الموت ينتظرنا .
دهس الفرامل مُتذكراً ماكُتب ادخل يده في جيب بنطاله باحثاً عن الهاتف ، رفعة لاذنة انزلة وبدا يشتم عندما اتاه الرد بمُقفل ، واصوات ابواق السيارات خلفة تطلب من الحركة .
..
ارتدت عبائتها ونزلت بخطوات مُستعجلة ، وقفت على صوت خالتها : وين وين ؟! .
ابرار نظرت لها وبعجلة : ماعندي وقت .
ام ماجد تحركت ومسكت ذراعها : ليكون تبين تنحاشين بنصف ذا الليل ؟! .
نظرت لها ابرار وبعينان ساخرة : ودي اسعدك ، بس مع الاسف ماراح انحاش ؟! .
ام ماجد تركت ذراعها وبكُرة : وين طالعة ، بدون اذن ؟! .
ابتسمت ابرار وربطت نقابها : راح ارجع بس جدتي عند الباب بدخلها .
شهقت ام ماجد ، وهربت ابرار مُبتسمة بخبث .
نظرت لصينية القهوة والشاي الفخمة ومايتقدمها من انواع الحلويات المُختلفة وبغضب : ذي مو باقي غير تعيشهم عندي .
وصرخت متجهة للمطبخ ، فكيف ان يدخل المنزل احد ويتم تجهيز القهوة له والخدم لم يُخبروها .
..
اتسعت ابتسامتها بعد ان دخلت جدتها ناطقة بحُب : ماشاء الله ماشاء الله ، وش ذا البيت الزين .
قبلت انفها وراسها وانحنت لظهر كفها المُجعدة بقُبلة طويلة : يالبية ي الريحة ، والله اني اشتقت لتس ي ام هزاع .
الجدة ضربت راسها بعد ان سحبت يدها : وش ذا الحب اللي نزل عليتس .
ابرار ببتسامة بانت من عيناها : جعلني ماعدم شوفتس ، والله اني مشتاقة لتس ولامي وابوي واهل الديرة كلهم ، خليني اشمهم فيتس .
الجدة استدارت تتامل البيت الكبير : الكل بخير ولاناقصهم شي ، انتي بشريني عن صحتس .
ابرار ببتسامة عريضة : الله يديم الخير عليهم ، وانا بخير وصرت بخير زياده لما شفتس .
وبتردد اكملت : وين راجس ؟! .
ام هزاع نظرت لها وبهدوء : راح .
ابرار بتوتر : وين راح ؟! .
ام هزاع : بقلعته .
اغلقت الباب ب استغراب من غضب جدتها ، ومسكت ذراعها متجهه بها ناحية الباب الضخم : ليت راجس دخلتس لين العتبة ، المسافة طويلة عليتس .
ام هزاع ضربتها بعصاها : تبين تكبريني ؟!.
سارت بخطوات بطيئة وهي تقود جدتها وبضحكة : لا افا .
اجلستها على الارئكة العريضة التي كانت في مُنتصف الصالة يمين الباب : والله تو مانور البيت .
ام هزاع ب انفاس مُتعبة من السير : هو انتي لحالتس بذا البيت ؟! .
ابرار بخجل لم تُظهرة : لا .
وسكبت لها القهوة ناطقة بحُب : هاتس سمي .
ام هزاع لم يعجبها استقبال ابرار لها وحدها فهو ليس من عاداتهم : رجلتس وينة ؟! .
رفعت ابرار عيناها ع دخول ماجد : هذا هو .
استدرات يساراً وبعينان ناقدة بانت من خلف الملثم الذي ترتدي : وش قومة لابس كذي .
ابرار بتإمل فمن النادر ان ترى ماجد يلبس تيشيرت وبنطال همست : هذا لابسة .
اقترب وببتسامة انحنى مُقبلاً راسها : ارححححححبي مليون ، عساك ماتعبتي .
وابعد راسه وب اهتمام : اخبارك وعلومك .
ام هزاع بحدة : ماعلي اخلاف ، وش قومك ماستقبلتني مع مرتك ليكون سلمكم غير عنا ؟! .
ماجد ب احراج من غضبها مرر اصابعة على عُنقة : لا الله يهديك ي جدة .
ام هزاع انزلت نظرها ببطء : الا الله يهديك انت وش ذي الملابس اللي لابس ؟! .
اغمضت ابرار عيناها بفشلة ومسكت جبينها .
ماجد بملامح مصدومة انزل نظره لثيابة ورفعها مستغرباً : وش فيها ؟! .
ام هزاع بتذمر : مو عاجبتني حقت كُفار .
ماجد ابتسم ساخراً : حتى انتي اللي لابسته ع وجهك ماعجبني .
اتسعت عينان ابرار صدمة ، وصرخت ام هزاع من قلة ادبة : وش قليل الحيا ذا اللي مزوجتس ابوتس اياه .
واكملت بقهر : ليتة مارفض راجس .
انصدم ماجد من ذكر اسم رجل امامة ونظر لابرار بمعنى "وش السالفة" .
ابرار زفرت خوفها واقتربت مادة لهُ الفنجان : سم .
ماجد جلس بجوار الجدة تارك يدها مُعلقة بالهواء والفنجان يتوسطها وبتساؤل : مين راجس ؟! .
ام هزاع توترت من مانطقت : واحد ماتعرفة .
ونطقت مُغيرة الموضوع : اخذ فنجالك .
ماجد رفع نظره وابعده سريعاً هاتفاً بحدة : ماشرب قهوه قبل انام ، وهي تعرف .
اتسعت عينان ابرار وعضت شفاهها بضجر فهي تعلم ماسينتظرها فوق من صوتة : لا ماعرف .
ام هزاع سكتت وهي تتفحص وجههُما .
ماجد محاولاً تناسي ماسمع وابعاد نظره عنها : والله مادريت بجيتك يالغالية الا قبل ساعة ، وتعرفين الزحمة ، ولا كان استقبلتك و ب احسن الملابس بعد .
ورفع نظره ب استفزاز : عاد اول مرة اشوفها لابسة جلابية ، شكلها عارفة نظامك ولا علمتنا .
شهقت ابرار : كذاب مو اول مرة اللبس .
نظرت لها ام هزاع وبعينان اشتعلت : تكذبينة وقدامي .
تغيرت ملامحها للقهر وجلست يمين الجدة .
ابتسم ماجد من اسلوب هذه الجدة فبدا يُعجبة : جاية مع من .
ام هزاع بهدوء مُرتشفة فنجانها : راجس .
رفع نظره بتلقائية لابرار ونطق : ولية مانزل الراجس ذا ؟ .
ام هزاع نظرت لابرار وانزلت نظرها في صينية القهوه امامها : مايبي وبراحته .
ابعد ماجد وجهه عن ابرار بعد ان اتاه صوت والدته ونورة .
ام ماجد بضيق اخفته : السلام عليكم .
واقتربت مُقبلة راس الجدة : زارتنا البركة بجيتك ، وش اخبارك .
ابتسمت نورة لابرار مُحركة شفاهها : مين قدك .
ماجد وضع ساق على ساق وابتسم بسُخرية : وش ذا اللبس ي نورة .
نورة عدلت جلابيتها وهمست وهي تتخطاه ناحية الجدة : تقول ابرار انها ماتحب الا اللبس اللي كذا .
تمتم ماجد وعيناه تُراقب ابرار : شكلها العجوز ذي بتسوي تحديد كامل لنا .
ووقف مُشيراً لها ب ان تلحقة .
..
نظر لها وهي تقترب ناحيتة .
نطق بزفير غاضب : ليش ماعلمتيني من بدري بجيتها ؟! .
ابرار اغمضت عيناها هاربة من غضبة : انا مادريت الا العصر .
قاطعها بفحيح : شوفي من متى دارية ، الا تبين تطلعيني قدام اهلك بشكل غلط .
نظرت له وبضيق : لا تقاطعني طيب عشان تفهم صح .
ماجد استدار مُغادراً : يعني وش بتقولين بعد ، المهم قولي لها اني تعبان ، وبكرة عشاها عندنا .
مسكت ذراعه ووقفت امامة : والله ماردت لي خبر انها بتجيني الا قبل اكلمك بدقائق ، لان راجس كان رافض جيتها عندي .
سكت ثواني واقترب هامساً : من راجس ذا ؟! .
ابتعدت خلفاً خطوة وبتوترت : ولد خالتي .
عض شفاهه وبهدوء تصنعه : راح ابلع موضوعة .
واكمل مُبعداً نظرة عنها : المهم قولي لها ماتروح لين تتعشى .
ابرار حركت راسها : طيب .
واكملت : بكرة عندها موعد الصباح ، وبروح معها .
نظر لها وبتساؤل : ومن بيوديها ؟! .
ابرار بتوتر : راجس .
اتسعت عيناه وبغضب : راجس راجس راجس وش ذا الشخص اللي طلع لي فجاه ، وانطقي مافيه روحة معة .
ابرار انصدمت من غضبة : وليش ؟! .
ماجد بعينان اشتعلت : بس .
واكمل صاعداً : لاحد يزعجني .
ضربت بقدمها ارضاً هامسة : الا يقهرني .
وصل لها صوت ماجد من اعلى السلالم : لاتنكسر رجلك .
..
دخلت وجلست جوار نورة .
نورة ببتسامة : حبيت جدتك .
ابرار تنهدت وبملامح ضايقة ارخت نظرها : مين مايحبها .
نورة همست : وش فيك ؟ .
ابرار بللت شفاهها وهي تمسك عبرتها : اخوك ذا بيذبحني يوم .
تافف نورة : مهب انتي لحالك .
وهمست : بيذبح امي وانتي وانا ولاتنسين نوف .
رفعت عيناها ودفعتها بقرف : شكلك تبين تخربين علي الليلة ذي ببنت خالك .
..
بعد ساعة ادخلتها الغرفة المُخصصة لضيوف .
نزعت ملثمها ووضعته جوارها .
حملت ابرار العصا واوقفتها جوار راس السرير : ي زين شوفتس .
ام هزاع مددت ساقيها على السرير وبصوت مُتعب من السير خالطة انتقاد : ذي خالتس ماهيب عاجبتني .
واكملت رافعه نظرها : ولا ولدها ، ماقول غير الله لايوفق ابوتس ع ذي الزيجة .
ابرار جلست امام ساقيها وبهدوء محاولة ابعاد الضيق من كلام جدتها : بكرة عشاتس عندنا .
ام هزاع بتذمر : ومن قال اني ابي عشاء ؟ .
ابرار ببتسامة : والله قاله ماجد ، وكلمتة ماتنثني .
ام هزاع بسُخرية : مسوي فيها يحلف ابو شوشة .
ابرار من بين ضحكتها : وش ابو شوشة .
ام هزاع حركت يدها اليُمنى بغيض وظهر صوت اساورها الذهب : انتي ماتشوفين شعر راسه كانه مرة .
واكملت بتذمر وهي تستلقي : م اكون رزنة بنت عائض اذا ماعدلتة .
اتجهت ناحية الاضاءة واغلقتها مُتمتمة : اجل وش تقولين عن تدخينة .
عادت وانسدت في حضن جدتها : اشتقت انام بجنبتس .
ام هزاع بهدوء هامس : حضني مهب زي حضن رجلتس ، لاتخلينة لحالة ثم عينه تشوف غيرتس .
ابرار توترت ودست وجهها في صدر جدتها : يوم ماراح يضره .
التزمت الصمت مُتمتمة بالاستغفار .
..
انزل معطفة وسحب كُرسي يمين والدته وببتسامة : ي صباح الُحب .
ام احمد نظرت له بملامح عدم رضا : وينك امس سحبت علي ، وانت تقول بترجعني .
انفجر عبدالرحمن ضاحكاً : والله انشغلت .
جلس احمد امامة وب استغراب : يلا صباح خير .
ام احمد بضيق : ماراح يعقلة غير الزواج .
عبدالرحمن من بين ضحكتة : تؤام بنات اختك امنعيني منهم .
وتنهد مُتذكراً اريان : والله ي اني شفت امس وحده احلف اني ماشفت مثل عيونها ، ليتني اعرفها بس .
احمد ب اندماج في موضوعة : وين شفتها ؟! .
عبدالرحمن بدا يرسم على طاولة الطعام امامة : بكوفي نايف الجابر .
واكمل بخبث : معنا انس .
احمد بتذمر : كارفني ورايح يتمشى معكم ، خلني اشوفة بس .
عبدالرحمن اغمض عيناه مُتنهداً من جديد : ليت من يرسم لي عيونها بس .
ام احمد بغضب رمت عليه الملعقة : ماتستحي وبعد قدامي توصف بنت .
جلست عبير وبهدوء : صباح الخير .
ام احمد ، واحمد ب اصوات متفاوتة : صباح النور .
عبدالرحمن دس في ثغرة زيتونة يحبس ضحكته .
عبير رفعت نظرها له : ضحكنا معك ؟! .
عبدالرحمن اشار لها مُندمجاً ب افطارة : لا خليني ساكت ، مابي امك تخرب علي روقاني .
ام احمد بغضب من استهتارة : والله مالك غير وحده من بنات العائلة .
عبدالرحمن بملامح عدم رضا : دامك حلفتي مافيه غير وتين ، لاني مستحيل اخذ وحده من بنات اختك ، ها شوفي العلم جاك .
احمد استدار له وبغضب حبسة في داخلة : وتين ماهيب من العائلة .
عبدالرحمن بغمزة : دامها بنت عمك بالرضاعة ، كانها بنت عمي .
ام احمد بعينان اشتعلت : اختار بين اسير ولا اثير .
عبير بملل : انا صايرة ماشوف عبدالرحمن الا اسمع طاري تؤام خالتي .
ام احمد بقهر : الله لا يلومني ، يفكر ببنات العالم ، وبنات خالته مايفكر فيهم .
عبدالرحمن وقف ساحباً معطفة : كثر الله خيركم ، لازم تسدون نفسي .
استغفرت ام احمد محاولة ابعاد غضبها من هذا الابن .
رفعت نظرها ب استغراب من صوت سكين احمد في الصحن امامة : لية ماتاكل ؟!.
احمد مُغيراً مجرى سؤالها : الا كيف فهد امس معكم ؟! .
ام احمد بعينان مُتسائلة : ومين فهد ؟! .
احمد : واحد من الشركة ، مخلية يوصلهم .
عبير بتوتر اخفتة وهي ترفع كوب الحليب : مُحترم .
احمد بتاييد : ايه فعلاً .
واكمل : والله انة ثقة ، عشان كذا متى ماتبون شي ان شاء الله هو اللي بيوصلكم .
اتسعت عيناها وبربكة هتفت : ووينك انت وعبدالرحمن ؟! .
احمد : مو هذا طلب لُجين تبي سواق ؟! .
شتمت لُجين بنفسها وبرفض : بس انتم موجودين .
ام احمد : لا اخوك صادق ، دامة واثق فيه ، فايكفي ، وانتي عارفة انشغال اخوانك .
واكملت بتذمر : ها شوفي اخوك امس وش سوا فيني نزلني وخلاني ، لو احمد ماجاء كان امسيت عند العرب .
احمد نظر لوالدته : ماراح نعتمد عليه ، انا بس بطلب منه هذا اذا مارفض .
واكمل بعد صمت : هو مهندس يمكن يرفض .
زمت ام احمد شفتاها : فرحتني ع الفاضي .
وقفت عبير ببتسامة ، وهتفت وهي تُعيد الكُرسي محلة : الحمدلله شبعت .
نطق احمد ونظره يستقر ع كوبة بعد خلو المكان : كيف وتين ؟! .
ام احمد بضيق : مارحت لها ، بس البنات يقولون انها بخير ، لكن ماتكلمت معهم .
احمد زفر غضبة : بتجلطني يوم .
ام احمد مسكت كفة الممدودة ع الطاولة : وش لك فيها ؟! ، والله بدورك اللي احسن منها .
اغمض عيناه ساحباً يدة : انتي عارفة مابغى غيرها .
واكمل ناهضاً : اذا بدورين دوري لعبدالرحمن .
تنهدت بتعب من عنادهم ، واكملت ارتشاف قهوتها .

جنــــون 03-27-2019 08:50 PM

..
سحب شماغة واستدار : لبية .
اقتربت ياسمين بحُب : وين رايح مافطرت ؟ .
نايف وقف امام المراءة وارتداء شماغة وبهدوء : بروح افطر مع امي .
قبلت وجنته وببتسامة : بشتاق لك ع الفطور .
نايف ابتسم وامال راسة لها : وش رايك تلبسين ونروح نفطر مع بعض ؟! .
بملامح ضيق : انت عارف ماقدر اروح وولدك نايم .
ابتعد مُرسلاً لها قُبلة بالهواء : نعوضك يوم ثاني .
خرج وسار خطوات ليست طويلة وصعد عتبات الفلة الامامية لفلتة ، وكان يُحيط بها سور واحد .
نطق بهدوء عندما توسط المكان : وين امي ؟! .
الخادمة رفعت نظرها من الصحون التي كانت تُرتب ع المائدة : انها قادمة .
جلس في الُكرسي المُخصص له وبتساؤل بعد صمت دام ثواني : وين رياض ؟! .
الخادمة رفعت نظرها مرة اُخرى وبهدوء : نائم بالاعلى .
زفر غيضة ووقف صاعداً للاعلى .
فتح الباب وصرخ ناظراً في بعثرة الغرفة : وش ذي الوصاخة ؟ .
تافف مُغطياً راسة بالغطاء : ماعندك بيت انت .
نايف تحرك مُتجاوز الثياب المرمية والاجهزه ألالكترونية وسحب اللحاف : رياض اصحى .
فتح عيناه الواسعة وبضيق : وش تبي ؟! .
تإمل ثيابة وبهدوء : نايم بملابسك ؟! .
رياض بنرفزة : شكلك ناسي الكف .
نايف تحرك خارجاً : عشر دقائق تتروش وتغير ملابسك وتنزرع لي تحت ، ولا ...
قاطعة رياض جالساً : ولا ايش ؟! .
نايف بوعيد وهو يبتعد : انت عارف .
..
ابتسم وعيناه تقع على تلك الملامح المليئة بتجاعيد السنين والُحزن : الله يصبحك بالخير يالغالية .
ام نايف رفعت عيناها وببتسامة : هلا والله بالزول وراعية ، ماصدقت الخدامة لين شفتك .
قبل اعلى راسها وظهر كفها وببتسامة جالساً جوارها : بشريني عن صحتك .
ام نايف : الحمدلله ، من وين نازل ؟ .
نايف بضيق : من عند رياض يعني من وين .
ام نايف : الله يهدية ذا الولد .
واكملت بتساؤل : وش مسوي له امس ؟ .
ابتسم نايف ونظر لها : وش تتوقعين بسوي له ؟ .
ام نايف تنهدت : انا عارفة انه في مصلحته ، بس من بيفهمة .
نايف بصوت مُتعب من استهتاره : عمره 24 وبدون فايدة ، عال ع المجتمع بحق .
رفع نظرة بعد ان اتاه صوتة : اعذرنا ماصرنا اساتذه زيك ، ولا كان صار لنا دور بالمجتمع .
ام نايف بخوف علية : نازل لنا وشعرك ماء ، روح نشفة لا تتعب ؟! .
سحب الكرسي ورفع شعره عن عيناه وبدون مبالاة : اللي بيتعب انا .
ام نايف حركت راسها بضيق .
نايف بهدوء : كل شي متوفر لك ليش ماتشتغل زي الناس والعالم ؟ .
رياض بضجر رفع راسة وبعينان حادة : وماشفتني امس اشتغل ، لين جيت وفشلتني قدام الخلق بكفك .
اتسعت عينان ام نايف : وش يقول اخوك ي نايف ؟ .
نايف حمل الابريق وسكب له ناطقاً : مابي اضايق امي ب افعالك ، لكذا خلني ساكت .
ام نايف ب اسى رفعت فنجان القهوه العربية وهي تلتزم الصمت من عدم مُبالاة ابنُها الاصغر .
تصلبت ملامحة ع ارتجاف الفنجان في كف والدته ونطق بضيق : يمة انا مابي اضايقك ، بس انا مو قادر اتاقلم مع اي شغل ، متى بتفهمون ؟! .
ام نايف تركت فنجانها وبصوت خالطة الُحزن : مافيه ضيقة مثل ضيقتي بقتل اختك ، ف لاتخاف علي .
عض نايف شفاهه السُفلية واغمض عيناه كارهاً هذا الموضوع : يمة سكرنا موضوع منال .
ام نايف برجفة رفعت يدها الُمجعدة ماسحة دمعتها : والله ماسكرة وانا اتحلم فيها كل ليلة .
رياض وقلبة ينكمش ضيقاً رغم مُرور السنوات على قتل اخته التي لا يذكرها ان ذاك ، الا دموع والدته تُذكره فيها .
نايف بهدوء وانفاسة تضطرب : يمة الله يخليك لي ، ولد الراشد وخذا حقة وش تبين بعد ؟َ!.
ام نايف بصوت مُتقطع : ولد الراشد ماذبحها .
رياض بقرف وكُره لاسمة : كيف ماذبحها ؟!.
نايف وقف ومسك كفين والدته هاتفاً : يمة ذي احلام بس .
وقفت وابعدت يديه واتجهت ناحية غرفتها بخطوات حزينة .
ضرب الطاولة بقبضة يده صارخاً : وش استفدت ؟!.
رياض بهدوء : لا تكذبها ، وخلها تفضفض ع راحتها .
نايف تحرك بضياع : امي خرفت ، الموضوع تقفل له سنين وللحين تعيد فيه .
رياض رفع عيناه : تراها بنتها حتى لو ماتت .
استدار له نايف وبغضب تمكن منه : الراشد ومات ، واختي وماتت ، والسالفة وتقفلت ، وش بنستفيد ؟!.
واكمل زافراً غضبة مُشيراً لغرفتها : هذا اللي بنستفيدة دموعها .
ادخل قطعة الخبز في ثغرة مُتمتاً : الله يرحمها .
نايف وقف مكانة ونظر له وبتهديد : الشغل ترجع ، وفوقها الولد اللي امس بيشتغل معك ، عشان مره ثاني ماتغلط ع احد .
قاطعه رياض مُعترضاً .
رفع اصبعة ع ثغرة : ولا كلمة ، ودق ع هُدى تجي عند امي ، لاتجلس لحالها .
وخرج تاركاً رياض خلفة .
رمى كإس العصير خلفة صارخاً : تراك مو ابوي .
..
وقف امام باب سيارتة ونظرة مُصوب اتجاه ابواب الفندق ، مُستغرباً هاتفة المُغلق ، ورفع هاتفة ناطقاً بعد ان وصلة صوت الطرف الاخر : متاكد موجود ؟!.
اتاه الصوت بثقة : اية ، رجع الساعة 12 ونصف ، ودخل ولا عاد طلع بعدها .
راكان همس : فيه احد يراقب المكان غيركم ؟! .
الطرف الاخر : لا وهذا اللي مستغربة .
اغلق الخط وتحرك بخطوات واثقة .
خرج من المصعد وضغط زر الجرس
اعاد تكرار الضغط بملامح قلقة .
..
فتح عيناة على صوت الجرس وتافف واقفاً ، سحب بجامتة وارتداها ع عجلة واتجه ناحية الباب .
فتحة وبعينان ناعسة : هلا .
تنهد راكان ودفعه داخلاً : وش ذا النوم .
رفع شعره بكفية وبصوت مليئ نوم : ماحسيت بنفسي .
استدار له مُذكرة بعمل اليوم : اليوم شكلك نسيت الروحة لام هادي .
قطع كلامة ونظرة يستقر على الندبة المُخضرة في الجهه اليُمنى من جبينة : وش ذا ؟! .
انزل شعره وبهدوء اتجة ناحية الحمام : ولا شي .
سحبة راكان وبخوف : احد مسوي لك شي .
ابتسم انس وبخمول لازال مُسيطر علية : لا والله ماحد سوا فيني شي .
راكان ب استغراب : طيب وش ذي العلامة ؟ .
نظر انس لوجهه في المراءة ورفع شعره الاسود وبهدوء لامس الندبة : الغرفة كانت ظلام وصكيت الجدار .
انفجر راكان ضاحكاً .
ابتسم انس ع ضحكة وهو يدخل الحمام .
بعد وقت قصير صعد السيارة بجوار راكان : وين رايح ؟! .
راكان حرك المقود يمين مُتجاوز السيارات : راح يكون فيه اجتماع اول بعدين المكان اللي اتفقنا فيه مع ام هادي .
انس تذكر همس تلك الفتاة في السوق ليلة البارحة : واذا عرف سعود ؟! .
نظر له بنصف وجه : وش يدرية ؟! .
تنهد بضيق : يمكن احد يقول له .
راكان ابتسم : لا تخاف ، وترى مايعرف الا انا وياك وكم شخص ثقة في الشرطة .
اغمض عيناه بقهر فهو لا يستطيع ان يقول اختك هي من ساتُخبرة .
راكان بهدوء : انس لا تخاف ، انت الحين ب امان ومتى ماوصلو اهلك ارض السعودية راح يكونون ب امان .
فتح عيناه فجاه وبهدوء اخرج هاتفة على انظار راكان .
هتفت بعد ان اتاه صوت الطرف الاخر : لماذا هاتفك مُغلق ؟! .
بملامح اشدت غضب : عذر اقبح من ذنب .
واكمل : اين اهلي ؟! .
صرخ بغضب : الله ياخذك ، كيف طالعين لسعودية ولا علمتيني .
تصلبت كفين راكان من غضبة الغريب واوقف السيارة على حافة الطريق وبهدوء بعد ان راه يُغلق الخط : عسى خير ؟! .
انس وهو لا يستطع ان يمسك غضبة وبكلام مُتقطع : الكلاب هذولا يراقبون اهلي .
وضرب بقبضتة الباب جانبة : هم اللي علموني بجيتهم ولا كان مادريت .
راكان محاولاً تهدئتة : ماراح يصير لهم شي .
ورتب ع فخذة : متى بيوصلون ؟! .
انس ب انفاس مضطربة : يقول ع المغرب .
..
نزل بهدوء وجلس على مائدة الغداء : وين ابرار .
نورة نظرت لوالدتها وسريعاً م ابعدتها ناطقة : تاكل مع جدتها .
ام ماجد رفعت ملعقتها لثغرها وبقهر : توهم راجعين من برا ، يحسبون البيت فندق .
رفع عيناه وبغضب ارتسم على ملامحة : من اللي توه راجع ؟! .
ام ماجد : ابرار وجدتها .
وقف صارخاً : انا قايل لا تطلع .
ام ماجد بخوف وقفت ماسكة ذراعة : لاتفشلنا مع جدتها .
سحب يدة بقوة واتجه ناحية غرفة الجدة .
ضربت صدرها برعب : ي ويلي بيفشلنا .
نورة وقفت وجسدها يرتجف : كلها منك يمة ، لو انك سكتي .
..
داخل الغرفة .
ابرار ببتسامة جالسة ف الارض امام جدتها : خذي ذي اللقمة من يدي .
الجدة ابعدت يدها : يديني مافيه غير العافية .
وبهدوء خبيث اضاقت عيناها : من اليوم مقابلتني ماشفتس رحتي تشوفين رجل .
بترت الجدة جملتها ع صُراخ ماجد : ابرار تعالي .
انتفضت ابرار واقفة : يمة .
الجدة رفعت عصاها ووقفت ببطء : وش فيه راس الحية ؟! .
ابرار برعب حبست ضحكتها من أسماء جدتها : مدري .
ماجد من خلف الباب : ابرار تعالي لا ادخل واكسر راسك .
صرخت الجده وابرار تحتمي خلف ظهرها : اذا فيك خير ادخل واكسر راسها .
دخل ماجد ضارباً الباب ع مصرعة وبعينان مُشتعل : تعالي فوق .
الجدة رفعت عصاها وصوبتها اتجاهه : قول اللي تبيه هنا .
نطقت ام ماجد الواقفة خلف ابنها بربكة : ي خالة خليها تروح مع زوجها فوق ويحلون مشاكلهم .
ام هزاع ب انتقاد : ليكون عشانها مامست البارح في حضنك .
وقف الزمن لدى ابرار وحادقتيها تستقر في عيناه الناعسة وبهمس : لا ي جدة مو كذا .
ماجد ابتسم بخبث : انتي تشوفين ؟! .
واكمل مُقترب من الجدة : توني القى اجازة ولما جيت ادورها مالقيتها مع انها مواعدتني . .
خرجت نوره بخطوات سريعة خجلة .
واتسعت عينان ام ماجد من عذرة الذي دعت ان لا يتحقق .
ام هزاع التفتت على ابرار وضربت ساقها بالعصا : لا تعلنتس الملائكة ، وانا امتس متى ماشفتي رجلتس يبي حضنتس فالبية له .
اغمضت ابرار عيناها بفشلة وحرج ووجهها يتقلب لونة
.
ابتسم ماجد واقترب ساحب ذراعها : ممكن ي جدة شوي .
ام هزاع وماجد بدا يروق لها : ماعليه اخذها بجلس مع امتس .
قبض عضدها بقسوة حتى احمر جلدها تحت قبضته هامساً بفحيح : شغلك فوق امشي قدامي .
ابرار همست وهي تسحب يدها : ماقلت انك ممثل مبدع .
ماجد غادر غرفة الجدة ناطقاً بخبث : فوق بقولك كيف صرت ممثل .
..
مُستلقية على جانبها الايمن وتفكيرها يذهب ويعود لانس .
ضربت ساقها الجوهرة وبصوت غالبة البُكاء : تسمعين .
انتفضت اريان جالسة : وجع وش ذي الضربة .
الجوهرة جلست جوارها وبعينان دامعة : قولي لابوي محمد ، يقنع امي .
اريان بخوف من دموعها مسكت ذراعها : جوجو وش فيك ؟! .
الجوهرة احتضنت ذراعها : خلي ابوي محمد يقنع امي مارجع معهم للبيت .
اريان اتسعت عيناها خبث وبصوت ضايق اتقنته : لية هو ابوك بيرجع ؟! .
الجوهره رفعت راسها بتذمر : ايه تخيلي باقي شهر ونص ع بداية الدراسة ونرجع من الحين .
اريان دفعتها ووقفت ضاحكة : مالقيتي الا انا .
الجوهرة حاوطت ركبتيها وانحنت مُخبية راسها .
تنهدت اريان بشفقة : اصلاً ابوك ماراح يوافق . ولاتنسين بيتكم مايبعد عنا شي .
الجوهره بخيبة وقفت وخرجت غاضبة : الشرهه علي متاملة فيك .
دخلت هاجر بعدها وجلست بملامح ضايقة .
تاففت اريان وبعينان مُتسائلة : وانتي وش فيك بعد ؟! .
هاجر بصوت ضايق : جوال سيف مقفل .
اريان عدلت ربط شعرها وحركت عيناها جهت المطبخ : حسبت عندك سالفة بعد ، تحركي نغسل المواعين تراها علي .
نهضت هاجر وتبعتها ناطقة : اخوك دايم نايم ؟!. نظرت لها اريان ورفعت زاوية حاجبها الايمن : وش ذا الاهتمام .
هاجر دخلت المطبخ واتجهت لصحون الغداء ناطقة بتبرير : لا بس كنت ابيه يشوف وين سيف .
اريان كتمت ابتسامتها وهي تربط قميصها حول خصرها : اها قلتي بتشوفين وين سيف .
..
اغلق الباب ودفعها بقسوة ، عادت كم خطوة للخلف وبخوف : وش فيه ؟!.
ماجد بعينان اشتعلت : البارح وش قايل لك ؟!.
ابرار هتفت برجفة : وش قلت .
صرخ مُقترباً : لا مسرع نسيتي .
واشار لها : حركاتك ذي وقسم بالله شوفيني احلف اذا ماعدلتيها ، اني لاعدلها لك .
صرخت هي الاُخرى : تكلم وش سويت ، مو تهايط فوق راسي .
بملامح دكنت غضب سحب شعرها رافعاً وجهها له : انتي تشوفينه هياط .
بحركة سريعة رفعت يديها وسحبت شعره مُساويتة لوجهها .
نظر لعيناها وبحدة شاعراً بالإلم : انتي قد الحركة ؟! .
ابرار عضت شفاهها تكتم وجعها : وانت قدها ؟!. شعرت بالراحة في فروة راسها بعد ان ترك خصل شعرها ، لم تلبث الا شعرت بالإلم ينبض من عضديها وظهرها الذي اصتطدم بالجدار خلفها هامساً : وش موديك مع راجس ؟! .
بكت وهي تُبعد اصابعها عن شعره وتسقط ارضاً : مارحت معه .
وصرخت باكية : والله مارحت معة .
ماجد ترك عضيدها وبتقرف : كذابة .
ببُكاء مُتقطع : والله ماكذب رحت مع السواق .
ماجد ابتعد ناحية الحمام : يلا هذي عبرة عشان ماتروحين معة .
صرخت بعينان دامعة : بروح معه وغصب عنك ، هو خطيبي قبل اعرفك ، متى ماطلقتني تزوجته .
تصنمت قدمة في مكانها , و استدار لها وبعينان اشتعلت : تعترفين انه كان خطيبك .
وصرخ : و تبينة و قدامي ؟! .
غطت وجهها بكفيها وشعرها الطويل ينسدل مُخفي ظهرها ويديها .
جلس على ركبتة وبفحيح دفع راسها للخلف : لاتحلمين تعرفين احد بعدي ، والله ي زوجة ولا معلقة .
اغلقت اذنيها وهي تشهق شهقات مُتتالية .
رفعت صوتة مُحذراً : اسمه لاعاد تنطقينه .
وقف واغمض عيناه وزفر غضبة ثم سار مُبتعد للحمام .
وقفت برجفة واتجهت لعبائتها وحملتها خارجة تاركة خلفها كُل حاجياتها .
..
نظر في حادقتة السوداء وبصوت يُطمئنة : ان شاء الله بتعرف كل شي منها ، لا تخاف .
اغمض انس عيناه واستدار هاتفاً : مانب والله خايف على نفسي ، الا خايف ع اهلي .
قطع حديث على نداء الموظف واقترابة ناطقاً : مُحقق راكان جوالك يدق .
اخذه وبهدوء فتحه : لبية يبة .
ابتسم : ايه وعدتها بس قلت انا بوديها .
واكمل بتفكير : خلاص براحتها دامها تبي تروح معك .
بعد صمت نطق : عيون القطوة والله ماترتاح لين تسوي اللي براسها .
اردف بعد اغلاقه الهاتف : اختي اكتشفنا فجاه انها تحب الخيول ، وازعجت ابوي تبي تروح ، عاد اعذرنا .
قاطعة انس : لا وش ذا الكلام المزرعة ، مزرعتكم واخذو راحتكم .
زفر ضيقة بعد ان سمع النداء ب اسمة لدخول .
..
تقلبت على جانبها الاخر وبهدوء : اسير قلت مابي شي .
اسير بضيق : اللي تسوينة ماراح يغير شي .
صرخت وتين : اطلعععععي .
اسير بصوت عالٍ : يعني لما ماتكلمينا او تاكلين بيتغير شي من القدر .
وتين نهضت وسحبتها ودفعتها مُغلقة الباب خلفها بقوة .
ضربت اسير الباب صارخة : ايه اذبحي نفسك .
وتين بكت : ليتني اموت وارتاح .
..
سحب كل ماتسقط عليه عيناه من الخزنة في الحقيبة الكبيرة وبدا يحاول اغلاقها وتصلبت يده على صوتها : شكلك تبي تهرب مني .
سيف زفر غضبة : اماني للمرة المليون اقول لا يشوفنا محمد اطلعي .
احتضنته بحركة سريعة من خلف هامسة بحب : خله يشوف حبنا لبعض .
دفعها صارخاً : اي حُب ؟! ، من قال احبك .
استقامت في وقفتها وبكت : تحب اريان ؟! .
واكملت : كنت حاسة من اول .
سيف استدار لها وبعينان اشتعلت : احب اريان ، احب فلانة وش دخلك ؟! .
اماني بدت تقذف ماتصل له كفيها : انا وش ناقصني عن اريان .
مسك مابكفها وبغضب نظر لعيناها : انتي زوجة اخوي متى تفهمين ؟! .
اماني بضعف ووجنتان امتلئت دموع : بس انا احبك م احب اخوك .
واكملت : انا متحملتة بس عشانك .
سيف ضحك بسُخرية : ماخرب اخوي الا افعالك .
وبفحيح اكمل : مدري من كذاب عليك وقايل احب اريان ، عشان تلعبين بعقل اخوي لين صار يضرب هاجر عشانها .
قاطعته صارخة : اذا ماتحبها مين تحب ؟! .
سيف ابتسم : لية مجنون اقول من احب عشان تخربين عيشتها .
واكمل بهدوء ورحمة بعد ان سقطت على ساقيها باكية : البيت لكم يالاثنين ، وطلعتي هاجر وبتطلعيني ، ارجعي لعقلك وحبي زوجك ، وعيشو حياتكم ، واذا مثلاً فكرتي تطلعين من حياة اخوي ، تكفين رجعي له عقله .
انتفض خوفاً وهو يسمع صوت الباب الخارجي ينفتح .
.
.
..( نهاية البارت الرابع والعشرون )..

ملكة الجوري 03-27-2019 10:57 PM

يعافيك ربي على زاويتك الراقيه
وشكرا لَطـــرحك المُميز وإِختيارك الرائع
’’
عبق الجُــــــوري لـ رُوحِك..’

http://www.hamsatq.com/kleeja/upload...4259646082.gif

نجم الجدي 03-28-2019 01:33 AM

يسعدك الله على الموضوع
وعلى اختيااااره الا كثر من رووووعه

شكرا يعطيك العااافيه

نجمكم

الغنــــــد 03-28-2019 02:01 AM

جميل ماطرحت

سلمت أنااملك

يعطيك العااافيه


شكرا لك

ضامية الشوق 03-29-2019 02:42 PM

سلمت يمناك
طرح جميل جدا

محـمــــود 03-30-2019 04:59 AM



اِنتقاء مميز وجميل
سلمت يمينك ودام عطاؤك

https://dc572.4shared.com/img/uT4o50...70922004670581



جنــــون 03-31-2019 09:21 AM

يسلمو ع المرور

مجنون قصايد 03-31-2019 10:47 AM

ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

عـــودالليل 03-31-2019 07:32 PM

100
أناقة طرح وجاذبيه
إهتمام و..

اجتهاد واضح في الطرح
وذائقة عالية المستوى

استمعت النفس بما مرت عليه هنا،،،
فبهذا العطاء سنرقي

من أعماق القلب أشكرك

اخوك
محمد الحريري

http://wahjj.com/vb/imgcache/10183.imgcache.jpg


الساعة الآن 08:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية