منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   شرح حديث أبي هريرة: "حق المسلم: رد السلام" (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=186349)

ضامية الشوق 02-19-2021 08:18 AM

شرح حديث أبي هريرة: "حق المسلم: رد السلام"
 
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((حقُّ المسلم على المسلم خمسٌ: ردُّ السلام، وعيادة المريض، واتِّباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميتُ العاطس))؛ متفق عليه.

وفي رواية لمسلم: ((حقُّ المسلم ستٌّ: إذا لَقِيتَه فسَلِّمْ عليه، وإذا دعاك فأَجِبْه، وإذا استنصحك فانصَحْ له، وإذا عطس فحَمِد الله فشَمِّتْه، وإذا مرض فعُدْه، وإذا مات فاتِّبِعْه)).

قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
ذكر المؤلِّف رحمه الله تعالى هنا ما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه في بيان حقوق المسلم على أخيه، وحقوقُ المسلم على أخيه كثيرة، لكنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أحيانًا يذكُر أشياءَ معيَّنة من أشياءَ كثيرة عنايةً بها واحتفاءً بها؛ فمن ذلك ما ذكَرَه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((حَقُّ المسلم على المسلم خمس: رَدُّ السلام))؛ يعني إذا سلَّم عليك فرُدَّ عليه، وفي الحديث الثاني: ((حقُّ المسلم على المسلم ستٌّ: إذا لَقِيتَه فسلِّمْ عليه)).

فهذان أمرانِ: ابتداءُ السلام المأخوذ من قوله: "إذا لقيتَه فسلِّم عليه عليه"، وردُّ السلام المأخوذُ من قوله: "ردُّ السلام"، فابتداء السلام سُنَّةٌ مؤكَّدة، وإذا كان الحاملُ لتركِه الهَجْرَ كان حرامًا فيما زاد على ثلاثة أيام، أما في الثلاثة أيام فأقل فلا بأس أن تهجُرَه.

ومن المعلوم أن الإنسان لن يهجُرَ أخاه إلا لسببٍ، فأجاز النبي عليه الصلاة والسلام للمسلم أن يهجُر أخاه ثلاثة أيام فأقل؛ لأن الإنسان بشرٌ، فقد يكون في النفوس شيءٌ، ولا يتحمل المرء أن يسلِّم عليه، أو أن يرُدَّ السلام، فرُخِّص له ثلاثة أيام فأقل.

وابتداء السلام يكون من الصغير على الكبير، ومن الماشي على القاعد، ومن الراكب على الماشي، كلٌّ بحسَبِه.

وصيغة السلام المشروعة أن يقول: السلام عليك، أو السلام عليكم، كلاهما جائز، والردُّ أن يقول: عليك السلام، أو وعليكم السلام.

بهذا يتضح لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن أن من الحقوق التي للمسلم على أخيه السلامَ رَدًّا وابتداءً.

وحكم السلام أن ابتداءه سُنةٌ ورَدَّه فرضٌ، فرض عَين على من قُصِد به، وفرضُ كفاية إذا قُصِد به جماعة، فإنه يجزئ ردُّ أحدهم، والسلام حسنة من الحسنات إذا قام به الإنسان فله عشرُ أمثاله؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، يعني إذا سلَّمتَ على أخيك وقلت: السلام عليكم، فلك عشرُ حسنات أجرًا باقيًا تجده أحوَجَ ما تكون إليه.

ونحن نعلم أنه لو قيل لشخص: كلما لقيتَ أحدًا فسلَّمتَ عليه فلك بكل تسليمة درهمٌ واحد، لوجدتَ الإنسان يطلب الناس ليسلِّم عليهم ابتغاء هذا الدرهم الواحد، مع أن الدرهم الواحد يفنى ويزول، والأجر والثواب يبقى وتجده أحوَجَ ما تكون إليه، عامَلَنا الله وإياكم بعفوه وفضله وإحسانه، إنه جواد كريم.

فالذي ينبغي لك كلما لقيك أحدٌ من إخوانك المسلمين أن تسلِّم عليه، أما غير المسلم فلا تسلِّم عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تَبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا وجدتُموهم في طريق فاضطرُّوهم إلى أضيقه))، فاليهودي والنصراني، والمشرك والملحد، والمرتدُّ كالذي لا يصلي، والمبتدع بدعةً يكفُر بها، كلُّ هؤلاء لا يحلُّ ابتداء السلام عليهم، ولو كانوا أقرَبَ الناس إليك، لكن إذا سلَّموا فرُدَّ عليهم بمِثلِ ما سلَّموا به، إذا قالوا: أهلًا ومرحبًا، فقل: أهلًا ومرحبًا، وإذا قالوا: السلام عليكم، قل: وعليكم السلام، وإذا شككت هل هو يقول: السلام عليكم، أو يقول: السام عليكم، فقل: وعليكم.

بل إذا لم تتيقَّنْ أنه قال: السلام عليكم، باللام، فقل: وعليكم؛ وذلك أن اليهود كانوا يمرُّون بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابِه فيُسلِّمون عليه، لكن يقولون: السام عليكم، يدغمونها، والسامُ يعني الموت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن اليهود إذا لَقُوكم قالوا: السام عليكم، فقولوا: وعليكم))؛ أي: إن كانوا يدْعون لنا بالسلام فعليهم السلام، وإن كانوا يدْعون علينا بالموت فعليهم الموت، وهذا من العدل ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ﴾ [النساء: 86]؛ ولهذا ذكَرَ ابن القيم رحمه الله في كتابه "أحكام أهل الذِّمَّة" أنهم إذا قالوا: السلام عليكم، بكلام بيِّنٍ، فلك أن تقول: عليكم السلام.

وأما أهل المعاصي، فإن كان في هجرهم فائدةٌ فاهجُرْهم، والفائدة أن يُقلِعوا عن معصيتهم، وإن لم يكن في هجرهم فائدة فهجرُهم حرام؛ لأنهم من المؤمنين، إذا كانوا من المؤمنين فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يحلُّ لأحد أن يهجر أخاه المؤمن فوق ثلاث، يَلتقيانِ فيُعرِضُ هذا ويُعرِض هذا، وخيرُهما الذي يبدأ بالسلام))، أما إذا كان الهجر مفيدًا، بحيث يرتدعون عن المعصية، وينتهُون عنها، فهو مطلوب، إما واجب، وإما مستحب.

وانظر إلى ما حصل من فائدة هجر كعب بن مالك رضي الله عنه وصاحبيه، حين تخلَّفوا عن غزوة تَبُوكَ، وماذا حصل لهم من قوة الإيمان، والصبر على ما حصل، وانتظار الفرج من الله عزَّ وجلَّ، ما نالوا به ما هو من أعظم المثوبات، نالوا به كلام رب العالمين، الذي يُقرأ في الليل والنهار من كل مسلم حتى في الصلوات.

مَن مِنَ الناس يُثنى عليه في الصلوات: الفريضة والنافلة؟! ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [التوبة: 118]، وهذا نص، وإن كانوا لم يُذكَروا بأسمائهم، لكن ذُكِروا بوصف لا ينطبق على من سواهم.

وأما ما ذهب إليه كثير من المفسِّرين في قوله تعالى: ﴿ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾ [الليل: 19 - 21]، بأن هذا هو أبو بكر، فهذا ليس كالنصِّ الحاصل لهؤلاء الثلاثة؛ ولذلك لا نعلم أن أحدًا من الصحابة أُثني عليه بهذا النص مثل ما أُثني على هؤلاء الثلاثة.

وقد هجَرَهم النبي عليه الصلاة والسلام أربعين ليلة لا يُكلِّمُهم، وقال للناس: لا تُكلِّموهم، فلم يكلِّمْهم أحد، وبعد تمام الأربعين أمَرَهم أن يعتزلوا نساءهم، ولما جاء الرسولُ إلى كعب بن مالك - الرسول الذي أرسَلَه النبي صلى الله عليه وسلم - بأن يعتزل امرأته، قال له كعب: أأطلِّقُها - يعني فأنا مستعد - أم ماذا؟ قال الرسول: لا أدري، إن النبي صلى الله عليه وسلم أمرك أن تعتزل امرأتك ولا أدري، فانظر كيف كان هذا الامتثال العظيم مع هذه المحنة العظيمة، التي لا ترد على قلب فينجو منها إلا من عصمه الله عزَّ وجلَّ.

فالحاصل أنَّ هجرَه إذا كان ينفع في تقليل المعصية أو التوبة منها، فإنه مطلوب؛ إما على سبيل الوجوب، أو على سبيل الاستحباب، أما إذا كان لا ينفع، وإنما يزيد العاصيَ عتوًّا ونفورًا من أهل الخير، فلا تهجُرْه؛ لأن الإنسان مهما كان عنده من المعاصي وهو مسلم، فهو مؤمن، لكنه ناقص الإيمان

زمرد 02-19-2021 02:42 PM

سلمت اناملك على
ماجادت به من روعة بالطرح
دام لنا ابداعك بأرقى حالاته
بأنتظار عطائك القادم

ترانيم عشق 02-19-2021 03:05 PM

روعه موضوع رائع ومميز
عاشت الايادي دوم التالق
تحياتي

إرتواء نبض 02-19-2021 04:40 PM

قلائد أمتنان لهذة
الذائقة العذبة في الانتقاء
لروحك الجوري

ضامية الشوق 02-19-2021 05:42 PM

يسلمو على المرور

عـــودالليل 02-19-2021 05:58 PM

قيمه جيده لمحتها من خلال هذا
الجلب المميز في
محتواه
ونال الاستحسان
والاعجاب التام والرضى

وكل هذا
دليل ذائقه راقيه جدا أدت
لظهور هذا الطرح بهذا الشكل

اتمنى تقديم المزيد والاستمرار عل
نفس المنوال


و
لك كل احترامي وتقديري
واسعدك المولى

ضامية الشوق 02-19-2021 06:58 PM

يسلمو على المرور

نجم الجدي 02-20-2021 12:35 AM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

مجنون قصايد 02-20-2021 12:52 AM

متابع لكل جديد لك

بيض الله وجهك على الاختيار
نقل في غاية الفائدة

احترامي

نظرة الحب 02-20-2021 12:56 AM

سلمت أناملك على الجلب المميز
اعذب التحايا لك


الساعة الآن 09:55 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية