منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[قصايد ليل للتربيهـ والتعليــم والاجتماعيات والتنمية البشرية]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   كن مبادرا (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=219198)

ضامية الشوق 12-31-2022 12:35 PM

كن مبادرا
 
عبدالستار المرسومي


تدعو أدبيَّات التنمية البشرية إلى توفير احتياجات الإنسان من الجوانب كافة للشـروع في عملية التنمية، وإن هناك العديد من الدراسات المهمة المعنية بتحفيز العاملين من خلال توفير الاحتياجات الفعلية للإنسان وهي:
1- الاحتياجات الفسيولوجية:
وهي تتعلَّق بالاحتياجات الأساسية للمعيشة؛ مثل: الزواج والغذاء والملبس، ولقد عالجت الشريعة الإسلامية هذا الموضوع منذ البداية، ولبَّت احتياجات النفس البشرية، أو قدَّمَت لها البدائل عنها؛يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الزواج: ((من استطاعَ الباءةَ فليتزوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ للبَصَـرِ، وأحْصَنُ للفَرْجِ، ومَنْ لم يستطعْ فعليه بالصوم، فإنه له وِجاء))[1].

ولم يكتفِ الإسلام بالدعوة إلى الزواج، بل شجَّع على النوعية؛ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالأبكار، فإنَّهُنَّ أنْتَقُ أرحامًا، وأعذبُ أفواهًا، وأرضى باليسير))[2].

وأما الغذاء الذي هو إضافة لكونه شهوةً، فهو مصدر الطاقة للإنسان، فقد أباحت الشريعة الإسلامية أنواع المأكولات والمشروبات، ولم تُحرِّم إلَّا القليل منها، وإنَّ ما أباحته الشريعة من المأكولات والمشروبات لا يُقارن البتةَ مع ما حرَّمَتْ؛ قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15]، وقال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ﴾ [المائدة: 4].

كما قد شجَّعت الشريعة الإسلامية الآخرين على أن يُطِعمُوا الناس، وجعلت الْمُطعِمَ من أخيار الناس، والإطعامَ من خير العمل، فقد ورد أن رجلًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإسلام خير؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((تُطعِمُ الطعامَ، وتَقَرأ السلامَ على مَنْ عَرَفْتَ، ومَنْ لم تَعرِفْ))[3].

كما أباحت الشريعة الإسلامية الملبوسات على أن تكون ساترةً، وكما هو حال المأكولات فالحالُ يسري على الملبوسات، فلم يُحرَّم من الأقمشة إلَّا الحرير على الرجال، وأُبيح ما دون ذلك؛ يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 32].

ثم أوصى الإسلام بالبياض من الثياب؛ لكون اللون الأبيض هو لون ترتاح له العين، والأبيض في العادة يعكس جميع الأشعة الساقطة عليه، فترتاح العين الناظرة وتشاهد الصورة أوضح ما تكون، وعُرِفَ عند عامة الناس بلون التفاؤل والفرح والسعادة، وعادة ما تلبسه النساء في الأفراح، وزيادة على ذلك فإن اللون الأبيض لونٌ جميلٌ وصافٍ يُعطي إحساسًا بالوسع للمكان، بجانب أنه يُعطي إضاءة صافية للمكان، وهو لون يُعبِّر عن الصفاء والصِّدْق والشفافية؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالبياضِ من الثِّيابِ، فليَلبسْها أحياؤكم، وكفِّنُوا فيها موتاكم، فإنَّها من خيرِ ثيابِكم))[4].

2- احتياجات الأمان:
وهي حاجة الفرد إلى الأمن والأمان في حياته اليومية، وإنَّ من متطلَّبات الحياة الرئيسية أن يشعُرَ الإنسان أنه يعيش في أمان، سواء في بيته، أو في وطنه، أو في مكان عمله؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الأنفال: 26]، وهنا يشير القرآن الكريم إلى مناحٍ مهمة في سياق الآية تُعَدُّ أعمدةً أساسية في مجال التنمية البشرية، فالإسلام يُبدِّل الخوف بأشياء هي: المأوى ثم التأييد ثم الرزق من الطيبات، وقد بيَّن الله تعالى لقريش يوم دعاهم النبي للإسلام أن عليهم أن يتذكَّروا أعظم النِّعَم التي أسبغها عليهم، وهي نعمة الأمان؛ فقال تعالى: ﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 4].

3 - الاحتياجات الاجتماعية:
وهي رغبة الفرد بأن يكون مقبولًا في الوسط الاجتماعي والرغبة في الحب والعطف؛ فإن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تقول: "أمرنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن نُنْزِلَ الناس منازلهم"[5]، وإن الإسلام يأمُر الناس أن يُعامل بعضُهم بعضًا على أنهم سواسية؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].

4- احتياجات تقدير الذات:
وهو حاجة الفرد إلى الاحترام والتقدير والمكانة الاجتماعية؛ فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "كنا جلوسًا عند النبي فجاءه عمَّار (بن ياسر)، فاستأذَن، فقال: ((ائْذَنوا له، مرحبًا بالطيِّب المطيَّب))[6].

وإن هذه الاحتياجات بمجملها هي احتياجات لتحقيق الذات، وإنَّ أعلى مستوى من الاحتياجات هو رغبة الفرد أن يُحقِّقَ ذاته من خلال تنمية مستدامة واستخدام قدراته؛ ولذلك سعى الإسلام لتوفير حد الكفاية وليس حد الكفاف، وذلك هو منهج تنموي عظيم؛ حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ وَلِيَ لنا عملًا وليس له منزلٌ، فليتَّخِذْ منزلًا، أو ليستْ له زوجةٌ فليتزوَّجْ، أو ليس له خادمٌ فليتَّخِذْ خادمًا، أو ليس له دابَّةٌ فليتخِذْ دابَّةً، ومَنْ أصابَ شيئًا سوى ذلك فهو غالٍ))[7]، وفي رواية[8]: "قال أبو بكر: أكثرْتَ يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أصاب سوى بعد ذلك، فهو غالٍ)).

وهذا الأصل من أعظم الأصول في التنمية، وهو الأصل الذي يكون الإنسان فيه منتجًا وليس عبئًا على أحد، وليكون تفكيرُه مصروفًا للإنتاج والإبداع، وليس منشغلًا في توفير أساسيات الحياة؛ من مأكل ومشرب ومسكن وملبسٍ، وغيرها.

والْمُنتج لا بد له من صنعة أو حرفة؛ فيقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إني لأرى الرجلَ فيُعجبني، فأقول: له حِرْفةٌ؟ فإن قالوا: لا؛ سقطَ من عيني".

وأساس آخر أُقِرَّ في منهج التنمية الإسلامي، وهو القضاء على الطبقية في المجتمع؛ لأنَّ الناس سواسية كأسنان المشط، كما ذكرنا في موضع سابق، في حقوقهم على الدولة مع اختلاف واجباتهم، وإن تقييمهم بموجب تقواهم وخدمتهم لمجتمعهم، وإخلاصهم في عملهم، وهذا ينطبق حتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فعن جرير بن عبدالله البجلي قال: ((أُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم برجلٍ ترعدُ فرائصُه، قال فقال له: ((هوِّنْ عليك، فإنما أنا ابنُ امرأةٍ من قريش كانت تأكُلُ القديدَ في هذه البطحاء))، قال: ثم تلا جرير بن عبدالله البجلي: ﴿ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ [ق: 45] [9].

وبذلك أقرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مبدأً أصيلًا وصريحًا في التنمية، وأعطى درسًا مهمًّا في موضوع المساواة، ورفع الطبقية والبيروقراطية عندما ربط القضية بالأساس الأخلاقي الاجتماعي، فأخبَر الرجل بأنه ابن امرأة كانت تأكل القديد في البطحاء على الرغم من أنه رسولٌ من رب العالمين، صلى الله عليه وسلم، وهو القائد الأعلى في الأُمَّة.


[1] رواه البخاري.


[2] رواه الطبراني في الأوسط.


[3] رواه البخاري.


[4] رواه الإمام أحمد والنسائي والحاكم.


[5] رواه مسلم.


[6] رواه الإمام أحمد في مسنده.


[7] رواه الإمام أحمد.


[8] رواه الطبراني في المعجم الكبير.


[9] رواه الحاكم في مستدركه، وهو حديث صحيح على شرط الشيخين.

جنــــون 01-02-2023 06:55 PM

لَآعِدَمَنِآ هـَ الَعَطَآءْ وَلَآَ هَـ الَمْجَهُودَ الَرَائَعْ
كُْلَ مَآتَجَلَبَهْ أًنَآَمِلكْ بًأًذخْ بَاَلَجَّمَآلْ مُتًرّفْ بَ تمًّيِزْ
وُدِيِّ

https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...b66adb0a14.gif

إرتواء نبض 01-02-2023 07:34 PM

قلائد أمتنان لهذة
الذائقة العذبة في الانتقاء
لروحك الجوري

نجم الجدي 01-03-2023 01:24 AM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

لا أشبه احد ّ! 01-03-2023 02:00 AM

:





















أطّروَحُة غّآمُرةَ
سَلمْتمَ وِدٌمتْم كَماَ تّحبُوٍن وَتُرضّوٌنّ

ضامية الشوق 01-03-2023 11:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنــــون (المشاركة 4442356)
لَآعِدَمَنِآ هـَ الَعَطَآءْ وَلَآَ هَـ الَمْجَهُودَ الَرَائَعْ
كُْلَ مَآتَجَلَبَهْ أًنَآَمِلكْ بًأًذخْ بَاَلَجَّمَآلْ مُتًرّفْ بَ تمًّيِزْ
وُدِيِّ

https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...b66adb0a14.gif

يسلمو على المرور

ضامية الشوق 01-03-2023 11:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إرتواء نبض (المشاركة 4442463)
قلائد أمتنان لهذة
الذائقة العذبة في الانتقاء
لروحك الجوري

يسلمو على المرور

ضامية الشوق 01-03-2023 11:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجم الجدي (المشاركة 4443504)
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

يسلمو على المرور

ضامية الشوق 01-03-2023 11:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لا أشبه احد ّ! (المشاركة 4443763)
:





















أطّروَحُة غّآمُرةَ
سَلمْتمَ وِدٌمتْم كَماَ تّحبُوٍن وَتُرضّوٌنّ

يسلمو على المرور

ملكة الجوري 01-03-2023 03:43 PM

انتقـآءْ رآئــع, وطرح جميــل كجمآل روحك
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1653563060733.gif



الساعة الآن 05:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية