منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=91)
-   -   تفسير الربع الأول من سورة القصص (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=160062)

ضامية الشوق 06-20-2019 06:12 PM

تفسير الربع الأول من سورة القصص
 
• الآية 1: ﴿ طسم ﴾ سبق الكلام على الحروف المُقطَّعة في أول سورة البقرة، واعلم أنّ هذه الحروف تُقرأ هكذا: (طا سين ميم).

• الآية 2: ﴿ تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴾ أي: هذه هي آياتُ الكتاب المُوَضِّح لكل ما يحتاجه العباد في دُنياهم وأُخراهم.

• الآية 3: ﴿ نَتْلُوا عَلَيْكَ ﴾ أيها الرسول - في هذه السورة - ﴿ مِنْ نَبَإِ ﴾ أي مِن خَبَر ﴿ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ ﴾ أي بالصدق ﴿ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ أي يُصَدِّقون بهذا القرآن ويعملون بهُداه.

• الآية 4: ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا ﴾ أي تَكَبَّر وطغى ﴿ فِي الْأَرْضِ ﴾ أي في أرض مصر ﴿ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ﴾ أي طوائف متفرقة، يُعادي بعضها بعضاً، وكانَ فرعون ﴿ يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ ﴾ - وهُم بنو إسرائيل - إذ كان ﴿ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ ﴾ الذكور (حتى لا يأتي منهم مَن يَستولي على مُلْكه)، ﴿ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ﴾ أي يَترك بناتهم أحياءً ذليلات للخِدمة والإهانة ﴿ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ الذين ارتكبوا الجرائم العظيمة، حتى ادَّعى الألوهية من دون الله تعالى.

• الآية 5، والآية 6: ﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ ﴾ أي نُنعِم ﴿ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ﴾ فنُنَجِّيهم من ذلك العذاب والأسْر ﴿ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ﴾ أي قادةً في الخير ودُعاةً إليه ﴿ وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴾ أي يرثون الأرض بعد هلاك فرعون وقومه، ﴿ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ ﴾ أي نُهَيّئ لهم - من الأسباب الدنيوية - ما يُصبحون به متمكنينَ ﴿ فِي الْأَرْضِ ﴾ ﴿ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴾: أي نجعل فرعون وهامان وجنودهما يرون من هذه الطائفة المُستضعَفة ما كانوا يخافونه مِن ذهاب مُلكهم على يد مولودٍ منهم (وهو موسى عليه السلام).

• الآية 7، والآية 8: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى ﴾ أي ألْهمناها حين ولدتْ موسى ﴿ أَنْ أَرْضِعِيهِ ﴾ وأنتِ مطمئنة، ﴿ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ ﴾ أن يذبحه فرعون - كما يُذَبِّح أبناء بني إسرائيل -: ﴿ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ ﴾ أي ضعيه في صندوقٍ وألقيه في النيل ﴿ وَلَا تَخَافِي ﴾ من فرعون وقومه أن يقتلوه، ﴿ وَلَا تَحْزَنِي ﴾ على فِراقه، فـ ﴿ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾، فوضعته في صندوق وألقته في النيل ﴿ فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ ﴾ أي عثر عليه أعوان فرعون وأخذوه ﴿ لِيَكُونَ لَهُمْ ﴾ أي: ليصير موسى لهم ﴿ عَدُوًّا وَحَزَنًا ﴾ لأنّ إهلاكهم سيكون على يده، (واعلم أنّ اللام التي في قوله تعالى: (لِيَكُونَ لَهُمْ) تُسَمَّى لام العاقبة)، ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴾ أي كانوا ظالمينَ آثمين.

• الآية 9: ﴿ وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ﴾ لفرعون: هذا الطفل ﴿ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ ﴾ أي سيكون مصدر سرور لي ولك، ﴿ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا ﴾ أي لعلنا نستفيدُ مِن خِدمته، ﴿ أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ﴾: يعني أو نُقيمه عندنا مقام الولد (وقد قالت ذلك لأنه لم يكن لها ولد)، ﴿ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾: أي لا يُدرك فرعون وأعوانه أنّ هلاكهم سيكون على يد هذا الطفل.

• الآية 10: ﴿ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا ﴾ يعني أصبح قلبها خاليًا من كل شيء في الدنيا إلا مِن هَمِّ موسى وذِكره، ﴿ إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ ﴾ أي لقد قاربت أن تُظهِر للناس أنها ألقته في النيل (وذلك من شدة الحزن عليه) ﴿ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا ﴾ يعني لولا أننا ثبتناها فصبرتْ ﴿ لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ أي لتكون من الموقنين بوعد الله لها.

• الآية 11: ﴿ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ ﴾ - حين ألقته في النيل -: ﴿ قُصِّيهِ ﴾ أي تَتَبَّعي أثر الصندوق الذي فيه موسى، فسارت أخته على شاطئ النهر وهي تنظر إلى الصندوق، حتى انتهى إلى قصر فرعون ﴿ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ ﴾ أي أبصرتْ موسى عن بُعْد وهو في يد الجنود ﴿ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ أي لا يعرفون أنّ هذه البنت التي تنظر إليه من بعيد هي أخته.

• الآية 12: ﴿ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ ﴾ أي منعناه من قبول جميع المُرضِعات اللاتي أحضرهُنّ له فرعون، وذلك ﴿ مِنْ قَبْلُ ﴾ أي مِن قبل أن نردَّه إلى أمه ﴿ فَقَالَتْ ﴾ لهم أخته - وكانت تأتي وتقف قريباً من القصر لتتابع أخباره -: ﴿ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ ﴾ أي يُحسنون تربيته وإرضاعه؟ ﴿ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴾ أي مُشفقون عليه، لا يَمنعون عنه ما ينفعه، فوافقوها على ذلك.

• الآية 13: ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ ﴾ ووَفينا إليها بالوعد ﴿ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا ﴾ أي حتى تفرح بنجاته من الغرق والقتل ﴿ وَلَا تَحْزَنَ ﴾ على فراقه ﴿ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ﴾ ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ ﴾ أي أكثر الناس ﴿ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ أن الله لا يخلف الميعاد.

• الآية 14: ﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ ﴾ يعني: ولمَّا وَصَلَ موسى إلى مُنتهى قوته في شبابه ﴿ وَاسْتَوَى ﴾ أي كَمُلَ عقله: ﴿ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا ﴾ أي عَلَّمناهُ كيف يَحكم بين الناس، وأعطيناه الحِكمة في القول والعمل، ﴿ وَعِلْمًا ﴾ وهو الفِقه في دين إبراهيم عليه السلام (وهو الإسلام)، ﴿ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ يعني: وكما أعطينا موسى هذا العطاء (جزاءً له على إحسانه)، فكذلك نُعطي المحسنين عِلماً نافعاً جزاءً لهم على إحسانهم، كما قال تعالى: ﴿ إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ أي عِلماً ونوراً تُفرِّقون بهِ بين الحق والباطل والحلال والحرام.

• الآية 15: ﴿ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ ﴾ أي دخل موسى مدينة فرعون، (والظاهر أنه كان غائباً عن المدينة لأمرٍ اقتضى ذلك)، فدخلها ﴿ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا ﴾ أي دخلها في وقت الظهيرة (الذي كان ينام فيه الناس)، ﴿ فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ ﴾: ﴿ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ ﴾: يعني أحدهما من قوم موسى (من بني إسرائيل)، والآخر (مصري) من قوم فرعون، (وقد كانَ فرعون وقومه أعداءً لبني إسرائيل، لأنهم كانوا يُذيقونهم أشد العذاب) ﴿ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ﴾ أي طلب الرجل الإسرائيلي أن ينصره موسى على القبطي ﴿ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ ﴾ أي: فضرب موسى القبطي بقبضة يده فمات، فحينئذٍ ﴿ قَالَ ﴾ موسى: ﴿ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ﴾ لأنه هو الذي هيَّج غضبي، حتى ضربتُ الرجل فمات، ﴿ إِنَّهُ ﴾ أي الشيطان ﴿ عَدُوٌّ ﴾ لابن آدم، ﴿ مُضِلٌّ ﴾ عن سبيل الرشاد، ﴿ مُبِينٌ ﴾ أي عداوته واضحة للإنسان، (وقد حدث ذلك القتل الخطأ قبل أن يكون موسى عليه السلام نبياً).

• الآية 16: ﴿ قَالَ ﴾ موسى - داعياً ربه -: ﴿ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ﴾ بقتل النفس التي حَرّمتَ قتْلها ﴿ فَاغْفِرْ لِي ﴾ ذلك الذنب، ﴿ فَغَفَرَ ﴾ اللهُ ﴿ لَهُ ﴾ ﴿ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ ﴾ لذنوب عباده التائبين، ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ بهم، فلا يُعذبهم بذنبٍ تابوا منه.

• الآية 17: ﴿ قَالَ ﴾ موسى: ﴿ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ﴾ أي: بسبب إنعامك عليَّ بالتوبة والهداية والعلم: ﴿ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ﴾ أي لن أكون مُعينًا لأحد على معصيته وإجرامه بعد ذلك، (ومِن ذلك أيضاً أنه سيَعتزل فرعون وملئه، لأنهم ظالمونَ مجرمون).

• الآية 18: ﴿ فَأَصْبَحَ ﴾ موسى ﴿ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ﴾ أي يُراقب الأخبار التي يتحدث بها الناس في أمْره وأمْر قتيله، ﴿ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ﴾ أي: فرأى صاحبه بالأمس يُقاتل قبطيًا آخر، ويَستغيثه بأعلى صوته، فـ ﴿ قَالَ لَهُ مُوسَى ﴾: ﴿ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ ﴾: يعني إنك ضالٌ واضح الضَلالة (لأنك قاتلتَ بالأمس، واليوم تقاتل أيضاً).

• الآية 19: ﴿ فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ ﴾ أي موسى ﴿ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا ﴾ - وهو القبطي - بسبب كثرة استغاثة الإسرائيلي بموسى: ﴿ قَالَ ﴾ له القبطي: ﴿ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ ﴾؟ ﴿ إِنْ تُرِيدُ ﴾ أي: ما تريد ﴿ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا ﴾ أي طاغية، تضرب وتقتل كما تشاءُ ﴿ فِي الْأَرْضِ ﴾ ﴿ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ﴾ الذين يُصلحون بين المتخاصمين.

♦ وقد قال بعض المُفَسِّرين: (إنّ الذي قال هذه الجملة: (أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ) هو الإسرائيلي وليس القبطي، لأنه خاف مِن هجمة موسى - ظانّاً أنه يريده هو - وذلك بعد أن قال له: ﴿ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ ﴾، فلمّا سمع القبطي مَقالة الإسرائيلي نَقَلها إلى القصر، لأنه كان من عُمّال القصر)، واللهُ أعلم.

• الآية 20، والآية 21: ﴿ وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ ﴾ أي مِن آخر المدينة ﴿ يَسْعَى ﴾ أي يَمشي مُسرِعاً، فـ ﴿ قَالَ ﴾: ﴿ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ ﴾ وهُم أشراف قوم فرعون ﴿ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ ﴾ أي يَتشاورون في أمْرك، ويُطالب بعضهم بقتلك ﴿ فَاخْرُجْ ﴾ من هذه المدينة ﴿ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ ﴿ فَخَرَجَ ﴾ موسى ﴿ مِنْهَا ﴾ أي من مدينة فرعون ﴿ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ﴾ أي ينتظر أن يُدركه جنود فرعون ليأخذوه، فـ ﴿ قَالَ ﴾ - داعياً ربه -: ﴿ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ (وقد وَصَفهم موسى بالظلم لأنهم مُشركون، ولأنهم أرادوا قتله قِصاصاً عن قتلٍ خطأ، وهذا ظلم).

• الآية 22: ﴿ وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَن ﴾ يعني: ولمّا قَصَدَ موسى بلاد "مَدْيَن" وخرج مِن مُلك فرعون وسلطانه: ﴿ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴾ يعني: أرجو ربي أن يرشدني إلى خير طريق إلى بلاد "مَدْيَن" حتى لا أَضِلّ فأهلَك، (فاستجاب اللهُ له، وهَداه الطريق السَوِيّ، الذي أوصله إلى بلاد مَدْيَن سالماً).

• الآية 23، والآية 24: ﴿ وَلَمَّا وَرَدَ ﴾ أي عندما وَصَلَ ﴿ مَاءَ مَدْيَن ﴾ - وهي بئرٍ يَسقي منها أهل مَدْيَن -﴿ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً ﴾ أي جماعة ﴿ مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ ﴾ بهائمهم، ﴿ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ ﴾ أي وجد امرأتين - منفردتين عن الناس - ﴿ تَذُودَانِ ﴾ أي تمنعان غنمهما عن الماء لعَجزهما عن مزاحمة الرجال، فلمّا رآهما موسى عليه السلام رَقَّ لهما، و﴿ قَالَ ﴾: ﴿ مَا خَطْبُكُمَا ﴾ يعني: ما شأنكما؟ ﴿ قَالَتَا ﴾: ﴿ لَا نَسْقِي ﴾ مَواشينا ﴿ حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ﴾ يعني حتى يَصرف الرُعاة مَواشيَهم عن الماء، ويَبقى الماء لنا وحدنا، ﴿ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴾ لا يستطيع أن يَسقي ماشِيَته.

﴿ فَسَقَى لَهُمَا ﴾ ماشِيَتهما، ﴿ ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ ﴾ أي ذهب إلى ظل شجرة ليَستظلَّ بها ﴿ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾: يعني إني مُحتاجٌ إلى الخير الذي اعتدتُ أن تُنزِله إليّ (والمقصود: إنني مُحتاجٌ إلى أيّ خيرٍ تسوقه إليَّ - كالطعام وغيره - وكان قد اشتد به الجوع).

• الآية 25: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا ﴾ أي إحدى المرأتين اللتين سقى لهما، وكانت ﴿ تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾ أي تسير إليه في حياء، فـ ﴿ قَالَتْ ﴾ له: ﴿ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾ ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ ﴾ أي حَكى له قصصه مع فرعون وقومه: ﴿ قَالَ ﴾ له أبوها: ﴿ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ إذ لا سُلطانَ لهم بأرضنا.

• الآية 26: ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا ﴾ لأبيها: ﴿ يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ﴾ أي اجعله أجيراً عندك ليَرعى ماشيتك (بالأجرة)، فـ ﴿ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ ﴾ على حِفظ ماشِيَتك، ﴿ الْأَمِينُ ﴾ الذي لا تخافُ خيانته.
♦ وقد قيل إنها وَصَفته بالقوة لأنه رفع صخرةً كانت على البئر - لا يرفعها إلا عدد من الناس - فرفعها موسى وحده، ووَصَفته بالأمانة لأنه كان يغض بصره عن النظر إليها.

• الآية 27: ﴿ قَالَ ﴾ الشيخ لموسى: ﴿ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ ﴾ أي أزوِّجك ﴿ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ ﴾ ﴿ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ﴾: يعني على أن تكون أجيرًا لي في رَعْي ماشِيَتي ثماني سنين مقابل زواجك لها، ﴿ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ ﴾ يعني: فإنْ أكملتَ عشر سنين، فهذا إحسانٌ من عندك، ﴿ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ﴾ بجَعْل الشرط عشر سنين، و﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ في حُسن الصحبة والوفاء بما قلتُ.
♦ واعلم أنّ لفظ "الحِجَج" (المذكور في الآية) مُشتَقّ من "الحج"، لأن الحج يقع كل سنة، فأراد بالثماني حِجَج: ثماني سنوات.

• الآية 28: ﴿ قَالَ ﴾ له موسى: ﴿ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ﴾ يعني: ذلك الذي قلتَه قائمٌ بيني وبينك (فأنا أوفي بشرطي وأنت توفي بشرطك)، ﴿ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ ﴾ يعني أيّ المدتين قضيتُها في العمل: ﴿ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ ﴾: أي لا أُطالَب بزيادة عليها، ﴿ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴾ أي يُراقبنا سبحانه، ويَعلم ما تعاقدنا عليه، وهو خير الشاهدين، (واعلم أنّ الوكيل: هو الذي يُوَكَّل إليه الأمر، وقد أراد موسى هنا أنه وَكَّلَ إليه سبحانه الوفاء بما تعاقدا عليه، حتى إذا أخَلَّ أحدهما بشيءٍ كان اللهُ مؤاخذه).

نبضها حربي 06-20-2019 08:43 PM

طرح رائع
يعطيك العافية

نجم الجدي 06-20-2019 10:34 PM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي

مجنون قصايد 06-20-2019 11:11 PM

ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

ضامية الشوق 06-21-2019 10:23 PM

حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
نبضها حربي

ضامية الشوق 06-21-2019 10:24 PM

حضورك شرف لي
نورت أخي الكريم
نجم الجدي

ضامية الشوق 06-21-2019 10:27 PM

حضورك شرف لي
نورت أخي الكريم
مجنون قصايد

إرتواء نبض 06-21-2019 11:28 PM

سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ ,, رفيع بشآنه
مودتي

البرنسيسه فاتنة 06-22-2019 02:15 AM

جعله الله في ميزان أعمالك يوم القيامه
بارك الله فيك

ملكة الجوري 06-22-2019 05:39 AM

اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان
وأن يثيبك البارئ خير الثواب
دمت برضى الرحمن
http://www.hamsatq.com/kleeja/upload...2769290281.gif


الساعة الآن 09:38 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية