منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   معاملات الرسول_ تعامل الرسول مع الأقليات غير المسلمة بالمدينة (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=163392)

لا أشبه احد ّ! 09-06-2019 03:13 AM

معاملات الرسول_ تعامل الرسول مع الأقليات غير المسلمة بالمدينة
 
بعد هجرة رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg إلى المدينة أصبح سيدًا عليها، ومن ثَمَّ عاشت معه في داخل المدينة أقلية غير مسلمة من المشركين واليهود، وعندما امتدَّت الدولة الإسلامية إلى مساحات أوسع صارت فيها أقليات من النصارى -كذلك- تمتعت كلها بالحرية الدينية، فكل أقلية تمارس شعائرها كما تحبُّ، وهذا الحرية أقرَّها الإسلام كمبدأ منذ نزول الوحي على رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg؛ لترتقي بها الإنسانية، وتسعد في ظلِّها البشرية.
الحرية الدينية للأقليات غير المسلمة
وسيرة رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg خير شاهد على تمتع الأقلية غير المسلمة بالحرية الدينية، رغم ما قاساه الصحابة الكرام الأوائل من مشركي مكة، إلاَّ أن رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg - الذي اكتوى أيضًا بنار القسوة والتعذيب - لم يَرُدَّ على الكافرين والمشركين بهذا الأسلوب، ولم يعاملهم بالمثل عندما أنعم الله عليه بالنصر والتمكين، ولم يرتضِ يومًا أن يفرض عليهم عقيدة لم يقتنعوا بها بعدُ، امتثالاً لأوامر القرآن الكريم التي يقول الله I فيها: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس: 99]، وهو ما طبَّقه رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg، وجعل منه دستورًا للمسلمين في تقرير الحرية الدينية.
ومما يؤكِّد هذه الحقيقة ما ورد في سبب نزول الآية: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة: 256]، فقد جاء أنه كان لرجل من الأنصار من بني سالم بن عوف ابنان متنصران قبل مبعث رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg، ثم قَدِمَا المدينة في نفر من النصارى يحملون الزيت، فلزمهما أبوهما، وقال: لا أدعكما حتى تُسلما. فأبيا أن يسلما؛ فاختصموا إلى النبي http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg، فقال: يا رسول الله، أيدخل بعضي النار وأنا أنظر؟! فأنزل الله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} الآية، فخلَّى سبيلهما[1].
وهكذا أمر رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg والد الابنين المتنصرين والمخالفَين له ولرسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg في العقيدة بأن يَدَعَهُما وما يعتقدان، ويخلِّي بينهما وبين ما يعبدان، حتى وإن كان له عليهما حقُّ الطاعة!
كما أقرَّ رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg الحرية الدينية -كذلك- في أول دستور للمدينة، وذلك حينما اعترف لليهود بأنهم يشكِّلون مع المسلمين أُمَّة واحدة[2].
التعامل مع غير المسلمين بالعدل
كما كان تعامل رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg مع غير المسلمين تعاملاً قائمًا على العدل؛ من ذلك ما رواه عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنهما- قال: كنَّا مع النبي http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg ثلاثين ومائةً، فقال النبي http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg: "هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟" فإذا مع رجلٍ صاعٌ من طعامٍ أو نحوه، فعجن، ثم جاء رجل مشرك مُشْعانٌّ (ثائر الرأس) طويلٌ، بغنمٍ يسوقها، فقال النَّبيُّ http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg: "بَيْعًا أَمْ عَطِيَّةً؟" أو قال: "أَمْ هِبَةً؟"[3] قال: لا، بل بيعٌ. فاشترى منه شاةً، فصنعت، وأمر النَّبيُّ http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpgبسواد البطن[4] أن يشوى، وايم الله ما في الثلاثين والمائة إلاَّ قد حزَّ[5]النَّبيُّ http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg له حزَّةً[6] من سواد بطنها: إن كان شاهدًا أعطاها إيَّاه[7]، وإن كان غائبًا خبَّأ له، فجعل منها قصعتين، فأكلوا أجمعون، وشبعنا ففضلت القصعتان، فحملناه على البعير[8].
فهذا رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg في فرقة من جيشه قوامها مائة وثلاثون رجلاً يحتاجون إلى طعام، يمرُّ بهم رجل مشرك بغنم، فيشتري رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg منه شاة بثمنها، ولم يتَّجه إلى إكراه الرجل على إعطائهم الشاة بدون ثمن مع توافر القوَّة لدى رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg، ومع شدَّة احتياجهم، ومع كفر الرجل وفساد عقيدته؛ إنه العدل في أرقى صوره.
التعامل مع غير المسلمين تعامل الرجل لأهله
كما كان رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg يعامل غير المسلمين المحيطين به معاملة الرجل لأهله؛ فها هو ذا أنس http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708933_772.jpg يروي موقفًا عجيبًا من مواقف رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpgفيقول: "كان غلامٌ يهوديٌّ يخدم النبي ‏‏http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg ‏فمرض؛ فأتاه النبي‏ ‏http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg ‏يعوده؛ فقعد عند رأسه؛ فقال له: "أَسْلِمْ". فنظر إلى أبيه وهو عنده؛ فقال له: أطع ‏أبا القاسم. ‏فأسلم فخرج النبي‏ http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg ‏وهو يقول: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ"[9].
بل ويُقِرُّ أسماء بنت أبي بكر[10] -رضي الله عنها- على صلتها لأمها فتحكي -رضي الله عنها- فتقول: "قَدِمَتْ عَلَيَّ ‏ ‏أُمِّي[11] ‏وهي مشركةٌ في عهد ‏‏قريشٍ ‏إذ عاهدوا رسول الله ‏http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg ‏ومدَّتهم مع أبيها، فاستفتت رسول الله ‏http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg ، فقالت: يا رسول الله، إنَّ‏ أمِّي قدمت عليَّ وهي ‏راغبةٌ ‏أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ‏: "‏نَعَمْ صِلِيهَا"[12].
وما أبلغ وأروع الموقف الذي علَّمَنا إياه رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg عندما مَرَّت به جنازة يهودي، فعن ابن أبي ليلى أنَّ قيس بن سعدٍ[13] وسهل بن حنيفٍ[14] كانا بالقادسيَّة، فمرَّت بهما جنازةٌ، فقاما، فقيل لهما: إنَّها من أهل الأرض[15]، فقالا: إنَّ رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg مرَّت به جنازةٌ فقام، فقيل: إنَّه يهوديٌّ. فقال: "أَلَيْسَتْ نَفْسًا"[16]. فها هو ذا النبي http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg يُعِّلم أُمَّته احترام غير المسلمين حتى الموتى منهم.
وما أجمل أن نختم بموقف لرسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg مع يهود خيبر تم بعد هزيمتهم وقبولهم الصُلحَ معه http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg، فكانوا في موقف ضعف، والمسلمين في موضع قوَّة، ويستطيع المسلمون - في هذا الموقف - أن يفرضوا رأيهم بالقوة إن أرادوا، ولكن تعامل رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg مع هذا الموقف تعاملاً آخر؛ فروى سهل بن أبي حَثْمة http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708933_772.jpg أنَّ نفرًا من قومه انطلقوا إلى خيبر، فتفرَّقوا فيها، ووجدوا أحدهم قتيلاً، وقالوا للذي وُجِدَ فِيهِمْ: قد قَتَلْتُمْ صاحبنا. قالوا: ما قتلْنَا ولا علمنا قاتلاً. فانطلقوا إلى النبي http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg، فقالوا: يا رسول الله، انطلقنا إلى خيبر فوجدنا أحدنا قتيلاً. فقال: "الْكُبْرَ الْكُبْرَ"[17]. فقال لهم: "تَأْتُونَ بِالْبَيِّنَةِ عَلَى مَنْ قَتَلَهُ؟" قالوا: ما لنا بَيِّنَةٌ! قال: "فَيَحْلِفُونَ؟" قالوا: لا نرضى بأيمان اليهود. فكره رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg أن يُبطل دمه، فوداه[18] مائةً من إبل الصَّدقة[19].
فالقتل تمَّ في أرض اليهود، والاحتمال الأكبر أن يكون القاتل من اليهود، ومع ذلك فليس هناك بينة على هذا الظنِّ، والأمر في مجال الشكِّ والتخمين، وهذا لا يُفلِحُ في الدعوى؛ ولذلك لم يعاقِب رسولُ الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg اليهودَ بأي صورة من صور العقاب، بل عرض فقط أن يحلفوا على أنهم لم يفعلوا! وليس هذا فقط، بل رفع رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg دية القتيل من بيت المسلمين؛ ليسكِّن من ثائرة الأنصار، وبذلك تهدأ الفتنة دون ضرر لليهود.
هكذا كان يتعامل رسول الله http://www.roh-fa.com/storeimg/img_1483708932_818.jpg مع الأقليات غير المسلمة في المدينة تعاملاً قائمًا على العدل والرحمة والتسامح.
د. راغب السرجاني

بيلسان 09-06-2019 05:22 AM

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


جزآك الله خير
وأًثآبك يارب

ضامية الشوق 09-06-2019 02:45 PM

سلمت يمناك
طرح جميل جدا

غزلان 09-06-2019 04:11 PM

الله يعطيك العافية

البرنسيسه فاتنة 09-06-2019 04:12 PM

جعله الله في ميزان أعمالك يوم القيامه
بارك الله فيك

الغنــــــد 09-07-2019 10:58 AM

صفحة رائعة
وجمااال راااقي

سلمت أناااملك وما طرحت هووون

يعطيك العاااافيه

وشكرا لا ينتهي

إرتواء نبض 09-07-2019 01:45 PM

سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ ,, رفيع بشآنه
مودتي

مجنون قصايد 09-07-2019 02:41 PM

ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

طاهرة القلب 09-07-2019 08:47 PM

جزاك الله خير ونفع بك .‘
وجعله في موآزين حسنآتك .

ملكة الجوري 09-07-2019 11:51 PM



الساعة الآن 01:42 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية