منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   أهل البهتان والإثم المبين (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=134557)

ضامية الشوق 02-21-2018 05:47 PM

أهل البهتان والإثم المبين
 





أهل البهتان والإثم المبين [1]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].



﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].



﴿ يَا أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً * يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً ﴾ [الأحزاب: 70-71].



أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وإن أفضل الهدي هدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.



أيها الناس، اعلموا - رحمني الله وإياكم - أن الإسلام دين الخلق القويم، والتعامل المستقيم، الذي يبث السلام بين الأنام، ويرسي قواعد السكينة الاجتماعية بإصلاح الفرد الذي هو نواة المجتمع وأساسه بتقويم سلوكه وتشجيعه على ما يجلب الخير للعالم، ويحذره من كل سبيل توصله إلى إيذاء غيره، وإيصال الضرر إليه.



فأحب خلق الله إلى الله أنفعهم لخلقه وأحناهم عليهم، وأرفقهم بهم، وأحرصهم على إهداء النفع لهم، وطرد الضرر عنهم، فلا تراه إلا يرشدهم إلى الحق، ويطفئ عنهم وهج الحاجة، ويحميهم مما يؤذيهم، ويفرج عنهم همومهم، ويأخذ على يد ضعيفهم، ويدخل السرور عليهم، فما أعظمَ جزاء هذا الإنسان العظيم في العاجل والآجل؛ لأن الله لا يضيع أجر المحسينين.



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم، و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة،أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعا، و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا، و من كف غضبه ستر الله عورته، و من كظم غيظاً و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، و من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل) [2].



قال وهب بن منبه: "إن أحسن الناس عيشاً من حسن عيش الناس في عيشه، وإن من ألذ اللذة إدخال اللذة والإفضال على الإخوان".



أيها المسلمون، إن من أشقى الناس وأتعسهم -في الحياة وبعد الموت- أولئك الساعين في إيذاء الناس وتنغيص حياتهم، وإنزال الضرر عليهم، وتضييق معايشهم، وتكدير صفو راحتهم، وقطع سبل السعادة عنهم.



إن أولئك المؤذين الأشقياء يحملون في حناياهم شرَهَ الضباع، وعدوان السباع التي لا تحب العيش إلا على تدفق الدماء، وتناثر الأشلاء، ورؤية الضحايا والبؤساء. بل هم أشرس من المفترسات العادية؛ لأنها إذا شبعت لم تتعرض للطرائد، أما هم فمستمرون على جلب الضرر لغيرهم، فتخمة الأذى لا تفارقهم، وعشق تعذيب الخلق لا ينفك عنهم.



طُبِعوا على حُبِّ الأذية ما لَهمْ
عنها مفارقةٌ ولا مُتحوَّل
وإذا دُعوا يوماً لخير يُرتجى
قالوا يقيِّدنا الحبيبُ الأول


إخواني الكرام، إن هذا التكريم للأحياء في حرمة إيذائهم وإيصال الضرر إليهم جاء من تكريم الله للنفوس الحية وصيانتها من الاعتداء عليها ما دامت غير مؤذية ولا معتدية، فإذا آذت واعتدت خرجت عن هذا التكريم.

يقول تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾ [الإسراء: 70].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) [3].



عباد الله، إن هناك أضراراً كثيرة يتعرض لها الأبرياء من هذا الشعب الذي تتواتر عليه البلية تلو البلية، والرزية بعد الرزية وهو صابر مرابط على حصون الحكمة، ونعمت المرابطة.



يُجرَّع غُصص التجويع والتفقير، والقهر والإذلال، والتجهيل وقتل الإبداع، والقضاء على العقول المنيرة، والتعطيل للطاقات والجهود القديرة، ويتوِّج هذه المحنَ الممتدة فوضى أمنية نتج عنه كثرة القتل والاعتداء على الأموال والحقوق الخاصة والعامة.



حتى ولد من رحم الفساد السابق- في هذه السنوات الأخيرة- مولود مشؤوم زاد الطين بلة والمرض علة والخرق اتساعا والجرح انفجارا، هذا العقاب الجماعي والضرر الشعبي العام هو: تعطيل الكهرباء وضربها المرة بعد المرة.



إن هذا العمل الإجرامي فريد في بابه، فإنه لم يحدث في أي بلاد أن يقضي أفراد منها على هذه المصلحة العامة ويُتركون المرة بعد المرة دون عقاب يزجرهم ويردع غيرهم. لقد أصبح الناس يعيشون في ظلام دامس، وعناء مستمر، وكآبة متصلة، وخسائر مالية فادحة في البدائل عن الكهرباء من مولدات وخزانات كهرباء وشموع ونحو ذلك، وكم من أعمال عُطِّلت وأوقات أُهدرت، وأضرار طبية حصلت بسبب انطفاء الكهرباء.



فإلى متى يستمر كابوس انطفاء الكهرباء، ومتى تستريح الآذان من أصوات المواطير، ومتى تسلم الأجهزة والآلات من الخراب والعطل، ومتى ترتاح الأنوف من دخان الشمع والفوانيس، ومتى يرعوي المخربون عن غيهم، والداعمون لهم عن جريمتهم؟



أيها المسلمون، إن الإسلام حرم على المسلم إيذاء غيره، وإيصال الضرر إليه، ولو كان الضرر يسيرا، سواء كان في نفسه أم ماله أم عرضه، ولو كان للمزاح والدعابة، ولو كان المؤذى كافراً في غير الحرب، بل ولو كان المتعرض له بالإضرار حيواناً.



ليت شعري أيَّ ذنب كسبتْ
عند أهل البغي هذي الكهرباءْ؟
أثخنوها بجراحٍ كلّما
نبضتْ بالنور فينا والضياءْ
لم يرُقهمْ أن يروا بسمتَها
تملأُ الأفْق وتزهو بالسناء
عشقوا الليلَ وخافوا ضوءها
فاضحاً في الناس وجهَ الجبناء
ضلّتْ الأخلاقُ منهم مثلما
ضلتِ الأنوارُ عنَّا في المساء
والكريمُ الحرُّ لا يحملُه
بهرجُ المال لهذا الاعتداء
رحلةُ التخريب ذنبٌ مرهِقٌ
كاهلَ الباغي وزادٌ من شقاء
كم جنى الجاني صَغاراً واجتنى
في الدجى الساجي سهاماً من دعاء
حجبَ اللهُ ضياءَ الشمس عن
نظرِ الساعي لحجب الكهرباء



قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر)[4].

وقال: (لا يحل لامرئ أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفس منه) قال ذلك لشدة ما حرم الله من مال المسلم على المسلم) [5].

وقال: (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه) [6].

وقال: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما) [7].



وعن سعيد بن جبير قال: كنت عند ابن عمر فمروا بفتية أو بنفر نصبوا دجاجة يرمونها، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا عنها، وقال ابن عمر من فعل هذا؟ إن النبي صلى الله عليه و سلم لعن من فعل هذا[8].



وهذا في حق الأحياء، وأما الأموات المسلمون فكذلك يجب احترامهم، ويحرم إيذاؤهم، وقد دل على ذلك ما جاء في أحكام وآداب القبور والمقابر في الإسلام.



فمن ذلك: احترام ما تبقى من أجزاء أجسادهم دون كسرها والعبث بها، فعن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (كسر عظم الميت ككسره حياً) [9].

والابتعاد عن سبهم، قال النبي صلى الله عليه و سلم: (لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا) [10].



والبعد عن المشي بالأحذية فوق القبور، فقد نظر رسول الله -صلى الله إلى رجل يمشى في القبور عليه نعلان فقال: (يا صاحب السبتيتين، ويحك! ألق سبتيتيك) [11].



عباد الله، لقد رتب ديننا الحنيف على إيذاء الناس والإضرار بهم عقوبات في الدنيا وعقوبات في الآخرة؛ لكي يرتدع أهل الإجرام والأذى، وينالوا جزاء تجنِّيهم وتعديهم.

فمن تلك العقوبات الرادعة: الحدود الشرعية على الجناة في الجرائم الكبيرة؛ حفظاً لدماء الناس و أموالهم وأعراضهم وأمنهم.



ومن تلك الحدود: حد الحرابة على الذين يهددون الناس في نفوسهم وحقوقهم واستقرارهم، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 33].



ومن تلك الحدود: حد القصاص في القتل العمد، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 178].



ومنها: حد السرقة، قال تعالى: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38].



ومنها: حد رجم الزاني المحصن، وجلد غير المحصن، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا: البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم )[12].

ورجم رسول الله الغامدية وماعزاً رضي الله عنهما.



ومنها: التعزير، وهو عقوبة تأديبية على ضرر لم ترد فيه عقوبة معينة في الشرع، فقد يكون بالكلام وقد يكون بالحبس، أو بالضرب، وقد يصل إلى القتل إن رأى ولي أمر المسلمين ذلك.



عباد الله، ومن العقوبات الرادعة: أن يتفكر المسلم الساعي في إيذاء غيره في الإثم والبهتان الذي يحمله معه إلى يوم القيامة وما يترتب عليه من العقوبة والقصاص في نار جهنم.

قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ﴾ [الأحزاب: 58].



فالقصاص يوم القيامة من الحسنات والسيئات، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: هل تدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا -يا رسول الله- من لا درهم له ولا متاع، قال: (المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته، وقد شتم هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيقعد فيعطى هذا من حسناته، و هذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يعطي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار )[13].



وقال: (من ضرب بسوط ظلماً اُقتص منه يوم القيامة) [14].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا) [15].



أيها المسلمون، إن إيذاء الناس والإضرار بهم إنما يأتي حينما يغيب عن القلوب وازع القرآن ووازع السلطان.

فخوف الله ومراقبته، والإيمان به وبلقائه وحسابه تحجز من يروم إيذاء غيره عن الأذى، كما امتنع ابن آدم الصالح عن قتل أخيه، قال الله تعالى: ﴿ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ [المائدة: 28].



وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن) [16].

فوجود الدين المتين في قلوب المسلمين يمنعهم أن يكونوا من المؤذين، وكلما ضعف الدين كثر الضرر بين البشر.



فهذا وازع القرآن-أي: المانع الشرعي-، وأما وازع السلطان فهو وجود هيبة الدولة في قلوب الرعية حينما تقوم الحكومة بمسئوليتها في استتباب الأمن وفرض القوة بالعدل في كف الناس عن الجناية، والصرامة والعقوبة الرادعة في حق الجناة المؤذين.



عن سليمان بن يسار أن صبيغ بن عسل قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن وعن أشياء، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فبعث إليه عمر فأحضره وقد أعد له عراجين من عراجين النخل، فلما حضر قال له عمر: من أنت؟ قال: أنا عبد الله صبيغ، فقال عمر رضي الله عنه: وأنا عبد الله عمر، ثم قام إليه فضرب رأسه بعرجون فشجه، ثم تابع ضربه حتى سال دمه على وجهه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين، فقد ذهب - والله - ما كنت أجد في رأسي، فقيل: إنه لم يتكلم ببدعته مدة بقاء عمر فلما مات عمر رجع إلى بدعته، والله أعلم.



فهذا وازع السلطان، فمن لم يرده عن آذاه وازع القرآن؛ لضعف إيمانه، وتأخر عقوبته، رده هذا الوازع: أي حزم الحكم وشدته في الحق.

قال عثمان رضي الله عنه: "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن".

وقال المهلب بن أبي صفرة لبنيه: "إذا وليتم فلينوا للمحسن، واشتدوا على المريب؛ فإن الناس للسلطان أهيب منهم للقرآن".



فإذا غاب من قلوب العباد هذان الوازعان فماذا ستكون النتيجة؟

إن النتيجة: أن يقهر القوي الضعيف، ويبطش القادر بالعاجز، ويستذل الغني الفقير، ويصبح الناس كحال الغنم غاب راعيها ولا مبيت لها ولا حمى، وهي مبعثرة بين ذئاب جائعة لم تذق ذواقاً مدة من الزمن.



فعلى أهل الأذى أن ينتهوا ويرعووا، ويؤبوا إلى رشدهم ويرجعوا، ويتذكروا وقوفهم الذليل بين يدي العظيم الجليل يوم القيامة. ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ [البروج: 10].



فقد يُمد للمؤذي حبل الإمهال فلا يظنن أن الله غافل عن أذاه، فليستنقذ نفسه من شرَك الغفلة في زمن المهلة، ففي الحياة الدنيا متسع لرجوع المذنبين، وعودة المؤذين، مهما عظم الأذى، فاليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل.



ونقول للداعمين للمخربين والمؤذين لعباد الله بالمال والسلاح ما قلنا لسامعي قولهم، ومنفذي جريرتهم، وأن يستغلوا ما أنعم الله عليهم من مال وجاه فيما ينفع لا فيما يضر، وينظروا إلى قول الله تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ ﴾ [القصص: 17].

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


[1] ألقيت في مسجد ابن الأمير الصنعاني في 14/ 7/ 1434هـ، 24/ 5/ 2013م.

[2] رواه الطبراني وابن أبي الدنيا، وهو حسن.

[3] متفق عليه.

[4] متفق عليه.

[5] رواه أحمد وابن حبان، وهو صحيح.

[6] رواه مسلم.

[7] رواه البخاري.

[8] متفق عليه.

[9] رواه أحمد وابن حبان وأبو داود وابن ماجه، وهو صحيح.

[10] رواه البخاري.

[11] رواه أحمد وابن حبان، وهو صحيح.

[12] متفق عليه.

[13] رواه أحمد وابن حبان، وهو صحيح.

[14] رواه البيهقي والبخاري في الأدب المفرد، وهو صحيح.

[15] رواه مسلم.

[16] رواه أحمد وأبو دواد والحاكم، وهو صحيح.





دلع 02-22-2018 12:22 AM

سلمت أنــآآملكـ ع الطرح الرائع.........

نجم الجدي 02-22-2018 12:28 AM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي

مجنون قصايد 02-22-2018 12:33 AM

عافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

لا أشبه احد ّ! 02-22-2018 02:25 AM






آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك

ملكة الجوري 02-22-2018 02:47 AM

نَسألْ الله أنْ يجَعلُها.. فِيْ مَوازِينِ حَسنَاتك..
وَيجَعل الله الفَردَوسِ الأعَلى سَكَنُك

آلفُ تحَيةُ ودْ لطرَحُك القَيمْ...

بيلسان 02-22-2018 03:17 AM

حفظك المولى من كل مكرووه
ولآحرمنا الله روائعك القادمه

RioO 02-22-2018 11:17 PM

مُقتطف جمـيل جداً
وَ إطلآلهَ تُحآكينآ بـِ كُلِ يُنوع
سلمت يَ ذآتَ التألق البـآذخ
ولك شُكراً على حُسن الإنتقآء
أطيب الاماني

محـمــــود 02-22-2018 11:59 PM


بارك الله فيكِ
وجزاكِ الله خير الجزاء


عازفة القيثار 02-23-2018 03:09 PM

جِزًآكًٍ آللهُ خيرًٍ آلجزًٍآءُ
وُجَعَلَ حياتگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحور


الساعة الآن 12:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية