منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   هكذا كانت نهاية هذا الشاب، عُقِد لسانُه أن ينطقَ بكلمةِ التوحيد (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=233569)

روح الندى 02-26-2024 04:09 PM

هكذا كانت نهاية هذا الشاب، عُقِد لسانُه أن ينطقَ بكلمةِ التوحيد
 


[










http://i0.tagstat.com/p1/0/zyiw9TUw1...zPVVoEvg==.gif



في أحد المستشفيات يرقدُ هذا الشابُّ على سريره في حالةٍ حرجة، يبدو أنها اللحظات الأخيرة؛ النبض يقلُّ، أجهزة الجسم لا تعمل، القلب يكاد أن يتوقف، حاول الأطباءُ إنقاذه لكن دون جدوى، أسرع أحدُهم واقتربَ منه، وقال له: "قل: لا إله إلا الله"، ولكن لا جواب، اقترب منه أكثر وقال له: "قل: لا إله إلا الله"، أخذ يقول: آه آه، أريد صديقتي، أريد صديقتي، ثم مات.



هكذا كانت نهاية هذا الشاب، عُقِد لسانُه أن ينطقَ بكلمةِ التوحيد التي فيها نجاتُه واستبدل بها تلك الكلمات التي لا تنفع؛ بل تضر، والسببُ هو المعاصي والذنوب، وإيثار المتع والشهوات على رضا رب الأرض والسموات.



قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "وإن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذلُ صاحبَها عند الموت مع خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء الخاتمة"؛ اهـ.



هذا هو الذنب، قاطعُ الطريق إلى العبادة، مُفسدُ حلاوةِ الطاعة، عائقُ الأقدامِ عن الوصول إلى النجاة، مُكبِّل الأيدي عن العمل لله.



قال ابن القيم رحمه الله: "الذنوبُ تُضعِفُ سيرَ القلبِ إلى الله والدار الآخرة، أو تعوقه، أو توقفه، أو تقطعه عن السير، فلا تدَعُه يخطو إلى الله خطوة، فالقلبُ إنما يسير إلى الله بقوَّتِه، فإذا مرِض بالذنوب ضعُفتْ تلك القوة التي تُسيِّرُه، فإن زالت بالكلية انقطع عن الله انقطاعًا يبعد تداركه"؛ كتاب الداء والدواء.



وقال رحمه الله: "فمما ينبغي أن يُعلم أن الذنوب والمعاصي تضرُّ ولا شك، وأن ضررها في القلوب كضررِ السموم في الأبدان، وهل في الدنيا والآخرة شرٌّ وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي"؛ اهـ.



فمن عقوبات الذنوب والمعاصي في الدنيا:

1- ضيق الصدر: قال تعالى: ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ﴾ [التوبة: 118]، فمن أعظمِ أسبابِ ضيقِ الصدر الإعراضُ عن الله تعالى، وتعلُّق القلب بغيره، والغفلة عن ذكره، فإن مَن أحب غير الله عُذِّبَ به، وسُجِن قلبُه في محبةِ ذلك الغير، فما في الأرض أشقى منه، ولا أنكد عيشًا، ولا أتعب قلبًا.



2 - ظُلمة القلب: قال ابنُ عباسٍ رضي الله عنه: "إن للحسنة ضياءً في الوجه، ونورًا في القلب، وسَعَة في الرزق، وقوةً في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادًا في الوجه، ووَهَنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبُغضًا في قلوب الخلق".



3 - حرمان الطاعة وحلاوتها: قيل لابن مسعود رضي الله عنه: "لا نستطيع قيام الليل، فقال: أبعدَتْكم الذنوب".

وقال ابنُ الجوزي رحمه الله: "وربما رأى العاصي سلامةَ بدنه وماله، فظن أنْ لا عقوبة، وغفلتُه عما عوقب به عقوبةٌ، كما قال بعض أحبار بني إسرائيل: يا رب، كم أعصيك ولا تعاقبني؟ فقيل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري، أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟".

وقال وهب بن الورد، وقد سئل: أيجدُ لذةَ الطاعةِ مَن يعصي؟ قال: ولا من هَمَّ.



4 - نسيان العلم:

قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 282].

سُئل وكيع بن الجراح رحمه الله: ما هو أحسن دواء للحفظ؟ قال: ما رأيتُ واللهِ للحفظِ مثلَ ترك المعاصي.

وقال أحدُهم: نظرتُ منظرًا لا يحلُّ لي، فقال لي أحدُ الصالحين: أتنظرُ إلى الحرام؟ والله لتجدن غبَّه ولو بعد حين، قال: فنسيت القرآن بعد أربعين سنة.



5- المعاصي تورث الذل:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وجُعِل الذِّلَّةُ والصَّغار على من خالف أمري))؛ رواه أحمد، وصححه الألباني.



6- حصول الوحشة بين العبد وبين ربه عز وجل:

ولو اجتمعت له لذَّات الدنيا ما أزالت عنه تلك الوحشةَ، وكذلك تحصل الوحشة بينه وبين الناس، قال الفُضَيْلُ بن عياض رحمه الله: "إني لأعرفُ شؤمَ معصيتي في خُلقِ امرأتي ودابَّتي".

قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124].



7- أن العبد يَهُون على الله عز وجل وعلى عباد الله، وتُرفع مهابته من قلوبهم: قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [الحج: 18]، قال الحسنُ البصري: "هانوا على الله فعَصَوه، ولو عزُّوا عليه لعصَمهم".



قال ابنُ القيِّم رحمه الله: "واعلم أن الصبرَ عن الشهوة أسهلُ من الصبر على ما تُوجبه الشهوة، والعاقل لا يسلك طريقًا حتى يعلم سلامتها من المهالك، فكيف يسلكُ سبيل المعاصي وكلها معاطب؟ فهي كطعامٍ لذيذ مسموم يتمتَّع به صاحبه لحظات وفيه الهلاك"؛ الفوائد، باختصار.

تَفْنَى اللَّذَاذَةُ مِمَّنْ نَالَ صَفْوَتَهَا
مِنَ الحَرَامِ وَيَبْقَى الوِزْرُ وَالعَارُ
تَبْقَى عَوَاقِبُ سُوءٍ فِي مَغَبَّتِهَا
لا خَيْرَ فِي لَذَّةٍ مِن بَعدِها النَّارُ


















مديونه 02-26-2024 04:44 PM

لجهودك باقات من الشكر والتقدير

على روعة الطرح


https://a3zz.net/upload/uploads/imag...7891e79eef.gif

شموخ 02-26-2024 10:03 PM

سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك

مجنون قصايد 02-27-2024 12:02 AM

بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد

نظرة الحب 02-27-2024 12:34 AM

شكرآ على الاختيار المميز للموضوع
.
.
مودتي

روح الندى 02-27-2024 03:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مديونه (المشاركة 4612246)
لجهودك باقات من الشكر والتقدير

على روعة الطرح


https://a3zz.net/upload/uploads/imag...7891e79eef.gif

منورين

روح الندى 02-27-2024 03:28 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شموخ (المشاركة 4612289)
سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك

منورين

روح الندى 02-27-2024 03:28 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجنون قصايد (المشاركة 4612293)
بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد

منورين

روح الندى 02-27-2024 03:29 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نظرة الحب (المشاركة 4612325)
شكرآ على الاختيار المميز للموضوع
.
. منورين
مودتي

منورين

نجم الجدي 02-27-2024 11:20 AM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي


الساعة الآن 07:53 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية