منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=91)
-   -   تفسير قوله تعالى (خلق الانسان من عجلٍ) (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=153318)

ضامية الشوق 02-03-2019 04:40 PM

تفسير قوله تعالى (خلق الانسان من عجلٍ)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين. أما بعد:

قال تعالى {خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ} [الأنبياء : 37]

إن قال قائل ما معنى: إن الانسان خلق من عجل؟؟

قلنا له:
قد ذكر المفسرون وجوه من التأويل لهذه الآية:


أولها:
أن يكون معنى القول: المبالغة في وصف الانسان بكثرة العجلة وإنه شديد الاستعجال كأنه خلق من عجل وتشكلت أنسجته ووجوده منها!
وفي الواقع، فإن كثيراً من البشر العاديين هم على هذه الشاكلة، فهم عجولون في الخير وفي الشر، وحتى حين يقال لهم:
إذا ارتكبتم المعاصي وكفرتم سيأخذكم العذاب الإلهي، فإنّهم يقولون: فلماذا لا يأتي هذا العذاب أسرع؟!
ولهم عادة في استعمال مثل هذه اللفظة عند المبالغة كقولهم لمن يصفونه بكثرة النوم (ما خلقتَ الا من نوم) و ( ما خلق فلان الا من شر) إذا أرادوا كثرة وقوع الشر منه. والكلام وارد مورد التعجيب.
ويشهد لهذا التأويل قوله تعالى في موضع آخر {وَكَانَ الإنْسَانُ عَجُولا} [الإسراء : 11]
ويطابقه أيضاً قوله تعالى {فَلاتَسْتَعْجِلُونِ} [الأنبياء : 37]
لأنه وصفهم بكثرة العجلة وإن من شأنهم فعلها توبيخاً لهم وتقريعاً،
ثم نهاهم عن الاستعجال باستدعاء الآيات.

وثانيها:
قال أبوعبيدة:
إن في الكلام قلباً والمعنى (خُلق العجلُ من الإنسان) واستشهد على ذلك بقوله تعالى {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ..} [القصص : 76] والمعنى ( إنَّ العصبةَ تنوء بها) وتقول العرب (عرضت الناقة على الحوض) وإنما هو عرضت الحوض على الناقة.

ولكن يبقى على صاحب هذا الجواب مع التغاضي له عن حمل كلامه تعالى على القلب أن يقال له:
وما المعنى والفائدة في قوله تعالى {خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء : 37]
أتريدون بذلك إن الله تعالى خلق في الانسان العجلة؟
وهذا لا يجوز لأن العجلة فعل من أفعال الانسان فكيف يكون مخلوقة فيه لغيره!
ولو كان كذلك ما جاز أن ينهاهم عن الاستعجال في الآية فيقول {سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاتَسْتَعْجِلُونِ} [الأنبياء : 37]
لأنه لا ينهاهم عما خلقه فيهم.

فإن قالوا:
لم يرد أنه تعالى خلقها لكنه أراد كثرة فعل الإنسان لها وأنه لا يزال يستعملها.
قيل لهم:
هذا هو الجواب الذي قدمناه من غير حاجة الى القلب والتقديم والتأخير،
واذا كان هذا المعنى يتم وينتظم على ما ذكرناه من غير قلب فلا حاجة بنا اليه.

وقد ذكرأبو القاسم البلخي هذا الجواب في تفسيره واختاره وقوّاه وسأل نفسه عليه فقال:

كيف جاز أن يقول { فَلاتَسْتَعْجِلُونِ} [الأنبياء : 37] وهو خلق العجلة فيهم؟
وأجاب:
بأنه قد أعطاهم قدرة على مغالبة طباعهم وكفها وقد يكون الانسان مطبوعاً عليها،
وهو مع ذلك مأمور بالتثبت قادر على أن يجانب العجلة وذلك كخلقه في البشر شهوة النكاح وأمره في الكثير من الأوقات بالامتناع منه.
وهذا الذي ذكره البلخي تصريح بأن المراد بالعجل غيره وهو الطبع الداعي إليه والشهوة المتناولة له ويجب أيضاً أن يكون المراد بـ(من) هاهنا (في) لأن شهوة العجل لا تكون مخلوقة من الإنسان وإنما تكون فيه
وهذا تجوّز على تجوّز وتوسّع على توسّع لأن القلب أولاً مَجاز،
ثم هو من بعيد المجاز، وذكر العجل والمراد به غيره مجاز آخر واقامة (من) مقام (في) كذلك .
على أنه تعالى إذا نهاهم عن العجلة { فَلا تَسْتَعْجِلُونِ} [الأنبياء : 37]
أيّ معنى لتقديم قوله: إني خلقت شهوة العجلة فيهم أو الطبع الداعي إليها على ما عبر به البلخي وهذا إلى أن يكون عذراً لهم أقرب منه إلى أن يكون حجة عليهم، وأيسر الأحوال ألاّ يكون عذراً ولا احتجاجاً فلا يكون لتقديمه معنى.

ثالثها:
من عجل أي من ضعف وهي النطفة المهينة الضعيفة وهذا قريب إن كان في اللغة شاهد على أن العجل عبارة عن الضعف او معناه.



رابعها:
ما حكي عن ابي الحسن الاخفش: ان يكون المراد ان الانسان خلق من تعجيل من الامر لانه تعالى قال {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل : 40]

فان قيل: كيف يطابق هذا الجواب قوله من بعد {فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} [الأنبياء : 37].

قلنا: يمكن ان يكون وجه المطابقة انهم لما استعجلوا بالايات واستبطؤوها أعلمهم تعالى انه ممن لا يعجزه شيء اذا اراده ولا يمتنع عليه وان من خلق الانسان بلا كلفة ولا مؤونة بان قال له: كن فكان. مع ما فيه من بدائع الصنعة وعجائب الحكمة التي يعجز عنها كل قادر ويحار فيها كل ناظر لا يعجزه اظهار ما استعجلوه من الايات.

وخامسها:
ما اجاب به بعضهم من ان العجل الطين فكانه تعالى قال (خلق الانسان من طين) كما قال تعالى في موضع اخر {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ} [السجدة : 7]
واستشهد بقول الشاعر:
والنبع ينبت بين الصخر ضاحية ----- والنخل ينبت بين الماء والعجل

ولكن بعضهم طعن في هذا الجواب بقوله :
ليس بمعروف ان العجل هو الطين وقد حكي صاحب كتاب (العين) عن بعضهم:
ان العجل الحمأة ولم يستشهد عليه.
الا ان البيت يمكن ان يكون شاهدا له وقد رواه ثعلب عن ابن الاعرابي وخالف في شيء من الفاظه فرواه:
والنبع في الصخرة الصماء منبته ------ والنخل ينبت بين الماء والعجل.



واذا صح هذا الجواب فوجه المطابقة بين ذلك وبين قوله تعالى { فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} [الأنبياء : 37]. على نحو ما ذكرناه وهو ان من خلق الانسان من الطين لا يعجزه اظهار ما استعجلوه من الايات.
او يكون المعنى انه لا يجب لمن خلق من الطين المهين وكان اصله هذا الاصل الحقير الضعيف ان يهزأ برسل الله واياته وشرائعه لانه تعالى قال قبل هذه الاية {وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} [الأنبياء : 36]

وسادسها:
ان يكون المراد بالانسان آدم –عليه السلام- ومعنى (من عجل) أي من سرعة من خلقه لانه لم يخلقه من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة كما خلق غيره وانما ابتداه الله تعالى ابتداء وانشاه انشاء فكانه تعالى نبه بذلك على الاية العجيبة في خلقه له وانه – عز وجل- يُري عباده من آياته وبيناته اولا ما تقتضيه مصالحهم وتستدعيه احوالهم.

وسابعها:
ما روي عن مجاهد وغيره:
(ان الله تعالى خلق ادم بعد خلق كل شيء اخر نهار يوم الجمعة على سرعة معاجلا به غروب الشمس. وروي ان ادم لما نفخت فيه الروح وبلغت الى اعلي جسده ولم تبلغ اسافله قال: يارب استعجل بخلقي قبل غروب الشمس).

وثامنها:
ما روي عن ابن عباس والسّدي ان ادم -عليه السلام- لما خُلق وجعلتِ الروح في اكثر جسده وثب عجلان مبادرا الى اثمار الجنة.
وقال قوم بل هم بالوثوب.
فهذا معنى قوله تعالى {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} وهذه الاجوبة المتاخرة مبنية على ان المراد بالانسان فيها ادم – عليه السلام- دون غيره.

عـــودالليل 02-03-2019 07:36 PM

احسنتي الاختيار ضاميه
يعطيك الصحة والعافيه

مجنون قصايد 02-03-2019 11:45 PM

ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

إرتواء نبض 02-04-2019 12:11 AM

سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ ,, رفيع بشآنه
مودتي

نجم الجدي 02-04-2019 12:27 AM

الله على اختيارك للموضوع الروووعه
شكرآ على المجهووود

بالتووفيق ان شاء الله

نجمكم

الغنــــــد 02-04-2019 08:18 AM

مجهووود متميز ورااقي

سعدت بمصااافحتك هوووووون

يعطيك العااافيه

شاكره لك

ضامية الشوق 02-04-2019 10:22 PM

حضورك شرف لي
نورت أخي الكريم
عود الليل

ضامية الشوق 02-04-2019 10:22 PM

حضورك شرف لي
نورت أخي الكريم
مجنون قصايد

ضامية الشوق 02-04-2019 10:22 PM

حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
ارتواء نبض

ضامية الشوق 02-04-2019 10:23 PM

حضورك شرف لي
نورت أخي الكريم
نجم الجدي


الساعة الآن 12:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية