منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   حال النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=230721)

إرتواء نبض 11-25-2023 01:01 AM

حال النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه
 
حال النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه


نص الخطبة:

الحمد لله الذي رفع السماء بلا عَمَدٍ، الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:



فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن أحقَّ النعم بالتعظيم، وأولاها بالتبجيل، نعمةٌ ظَهَر في الدين والدنيا أثرها، وإن من أعظم ما منَّ الله به علينا أنْ بَعَثَ سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم إلينا، وجعلنا من أُمَّتِهِ التي هي خير أمة أُخرجت للناس.



وإن الأمم والشعوب والدول تفتخر بعظمائها، وتبني بهم أمجادها، وتؤسس التاريخ لمنقذيها، وما علمنا، ولا عرَفنا، ولا رأينا رجلًا أسدى لبني جنسه، ولأُمَّتِهِ من المجد والعطاء والتاريخ أعظمَ ولا أجلَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فهو أعظم الناس، وإذا سمعت عن عظيم، فاعلم أنك إذا رأيته كان أقل مما سمعت، إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه أعظم وأعظم مما تسمع عنه.



واليوم نتحدث عن جانب العبودية في حياته صلى الله عليه وسلم، كيف عاش عبدًا؟ فقد مدحه الله في القرآن بالعبودية؛ فيقول عنه: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾ [الإسراء: 1]، ويقول عنه: ﴿ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴾ [الجن: 19]، ويقول أيضًا: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 1].



وعندما نتأمل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، نعلم من خلالها أنه قد ضرب لأُمَّتِهِ مثلًا أعلى في العبادة، فكان أعبدَ الناس لمولاه؛ يقول الله له: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]؛ أي: الموت، كانت حياته كلها عبادة لله سبحانه؛ خاطبه ربه بقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 1 - 4]، فاستجاب لربه؛ فكان يطيل صلاته بالليل، ويناجي ربه ويدعوه، ويستعين بهذا الوِرْدِ الليليِّ في القيام بأعباء الدعوة وأمور الأمة، حتى تفطَّرت قدماه؛ يقول حذيفة: ((قام صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الليل بعد صلاة العشاء، قال: فدخلت معه في الصلاة، فافتتح سورة البقرة، فقلت: يسجد عند المائة، فختمها، فافتتح سورة النساء فاختتمها، فافتتح سورة آل عمران ثم اختتمها، لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله، ولا بآية عذاب إلا استعاذ بالله، ولا بتسبيح إلا سبَّح، قال: ثم ركع، فكان ركوعه قريبًا من قيامه، ثم قام، فكان قيامه قريبًا من ركوعه، ثم سجد، فكان سجوده قريبًا من قيامه وركوعه، ثم صلى الركعة الثانية قريبًا من الأولى))؛ [أخرجه مسلم، وأحمد في المسند].



ما يقارب ست ساعات أو سبع ساعات مع الفقر والجوع، ومع الجهاد في النهار، ومع الزهد، ومع الدعوة إلى الله، ومع تربية الأطفال، ومع شؤون البيت، ست أو سبع ساعات وهو يتبتَّل إلى الله، تفطَّرت قدماه، وتشقَّقت رجلاه؛ فتقول له زوجته عائشة رضي الله عنها: ((يا رسول الله، كيف تفعل هذا بنفسك، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا))؛ [أخرجه البخاري ومسلم].



ويقول عبدالله بن مسعود: ((صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأطال حتى هَمَمْتُ بأمرٍ سوء، قيل: وما هممت به؟ قال: هممت أن أجلس وأدَعَه))؛ [أخرجه مسلم].



• وعن عائشة رضي الله عنها ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة - تعني في الليل - يسجد السجدة من ذلك قدرَ ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر، ثم يضطجع على شِقِّه الأيمن، حتى يأتيه المنادي للصلاة))؛ [رواه البخاري].



وعن الأسود بن يزيد قال: ((سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله بالليل، فقالت: كان ينام أول الليل، ويحيي آخره، ثم إن كانت له حاجة إلى أهله، قضى حاجته، ثم ينام، فإذا سمع النداء الأول، وَثَبَ فأفاض عليه من الماء، وإن لم يكن جُنُبًا توضَّأ وضوء الرجل للصلاة، ثم صلى الركعتين))؛ [البخاري ومسلم، وهذا لفظ مسلم].



إن الصلاة هي حصن المسلم وملجؤه الذي يأوي إليه، والعروة الوثقى التي يعتصم بها، والحبل الممدود بينه وبين ربه الذي يتعلق به، وهي غذاء الروح، وبلسم الجروح، ودواء النفوس، وإغاثة الملهوف، وأمان الخائف، وقوة الضعيف، وسلاح الأعزال؛ ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَهُ أمرٌ فزِع إلى الصلاة، يأتيه الحزن والهم والغم؛ فيقول صلى الله عليه وسلم: ((أرِحْنا بها يا بلال؛ أي: بالصلاة))؛ [أخرجه أبو داود، وأحمد في المسند].



تأتيه المصائب والكوارث؛ فيقول صلى الله عليه وسلم: ((أرحنا بها يا بلال)).



تأتيه الفواجع والزلازل؛ فيقول صلى الله عليه وسلم: ((أرحنا بها يا بلال)).



يموت أبناؤه وأحبابه وأصحابه، ويُقتَل جنوده، ويُهزَم جيشه؛ فيقول: ((أرحنا بها يا بلال))، ويقول ((وجُعِلت قُرَّةُ عيني في الصلاة))؛ [أخرجه النسائي].



ما كان يرتاح إلا إذا قام يصلي، إذا قال: الله أكبر، كبَّر بصوت تكاد تنخلع له القلوب، فيضع يده على صدره، فيكون الله أعظم من كل شيء؛ لأنه الكبير سبحانه وتعالى، فيقف متواضعًا متبتلًا، مُتخشِّعًا متذللًا أمام الواحد الأحد؛ يقول عبدالله بن الشخير: ((دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته يصلي، ولصدره أزيزٌ كأزيز الْمِرْجَلِ من البكاء))؛ [أخرجه أبو داود، والنسائي، وأحمد]، والمرجل: القِدْرُ إذا استجمع غليانًا.



أيها المؤمنون: وكان صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس؛ [رواه الترمذي وحسنه]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((تُعرَض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأُحِبُّ أن يُعرَضَ عملي وأنا صائم))؛ [رواه الترمذي].



وكان صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؛ فعن معاذة العدوية أنها سألت عائشة رضي الله عنها: ((أكان رسول الله يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم، فقلت: من أي الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي الشهر يصوم))؛ [رواه مسلم].



وكان صلى الله عليه وسلم يصوم عاشوراء، ويأمر بصيامه؛ [متفق عليه].



وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((لم أَرَ رسول الله يصوم في شهر أكثر من صيامه لله في شعبان، كان يصوم شعبان إلا قليلًا))؛ [متفق عليه]، ولم يصُمْ شهرًا كاملًا إلا رمضان.



وكان صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق ذكرًا لله جل جلاله، بل كان كلامه كله في ذكر الله وما والاه، وكان أمره ونهيه وتشريعه للأمة ذكرًا منه لله، وكان إخباره عن أسماء الرب وصفاته، وأحكامه وأفعاله، ووعده ووعيده ذكرًا منه له، وكان ثناؤه عليه بآلائه وتمجيده، وحمده وتسبيحه ذكرًا منه له، وكان سؤاله ودعاؤه إياه، ورغبته ورهبته ذكرًا منه له، بل كان صمته ذكرًا منه له بقلبه، فكان ذاكرًا لله في كل أحيانه، وعلى جميع أحواله، وكان ذكره لله يجري مع أنفاسه، قائمًا وقاعدًا وعلى جنبه، وفي مشيه وركوبه ومسيره، ونزوله وظعنه وإقامته؛ [زاد المعاد].



فكان الصحابة يعُدُّون له صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد استغفارًا كثيرًا؛ يقول ابن عمر رضي الله عنهما: ((إن كنا لَنعُدُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد يقول مائة مرة: ربِّ اغفر لي، وتُبْ عليَّ، إنك أنت التواب الرحيم))؛ [رواه أحمد].



إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فكم يلزمنا نحن من الاستغفار والتوبة؟!



وقالت عنه زوجه عائشة رضي الله عنها: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه))؛ [رواه مسلم].



فحياة الرسول صلى الله عليه وسلم كلها كانت ذكرًا لله تعالى، ورَصْدُ كلِّ ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من أذكار لا يتسع المجال هنا لحصره، وقد صُنِّف في ذلك الكتب والمصنفات، ويكفي أن نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يفتُر لسانه عن ذكر الله، وكان ذكره لله يجري مع أنفاسه في جميع أحواله، قائمًا وقاعدًا وعلى جنبه، وفي مشيه وركوبه ومسيره، ونزوله وإقامته...؛ إلخ، بل إن ذكره صلى الله عليه وسلم لم يكن مقصورًا على لسانه فحسب؛ فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان قلبه مشغولًا بالله حال نومه؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((تنام عيني ولا ينام قلبي))؛ [رواه البخاري].



وكان صلى الله عليه وسلم يعلِّم أصحابه ويحضُّهم على الذكر؛ قائلًا: ((ألَا أُنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرَقِ – الفضة - وخير لكم من أن تلقَوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذِكْرُ الله تعالى))؛ [رواه الترمذي وابن ماجه]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مَثَلُ الحي والميت))؛ [رواه البخاري].



وجعل لمجالس الذكر فضلًا عظيمًا؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفَّتهم الملائكة، وغشِيَتهم الرحمة، ونزلت عليهم السَّكِينة، وذكرهم الله فيمن عنده))؛ [رواه مسلم].



يقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: ((أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرَّب إليَّ بشبر، تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا، تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولةً))؛ [متفق عليه].



أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين.



الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه، أوجب علينا الشكر عند النِّعَمِ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد أيها المسلمون:

فما زِلْنا مع حال القدوة الأعظم صلى الله عليه وسلم مع ربه؛ لنتعلم منه صلى الله عليه وسلم، ولنتخلق بأخلاقه، فنقول: أما حال النبي صلى الله عليه وسلم مع القرآن الكريم، فكان أكمل الأحوال، فقد كان صلى الله عليه وسلم كثير المدارسة له، وكان يتدارسه مع جبريل عليه السلام؛ فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: ((وكان جبريل عليه السلام يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن))؛ [رواه البخاري].



وكان صلى الله عليه وسلم يتدارس القرآن مع أصحابه، ويستمع إليه منهم، وكان إذا قام بالليل يصلي يُكْثِر القراءة منه، ويترسَّل فيها، ويدعو عند آيات الرحمة والعذاب منها، وينزِّه ربه عند آيات التسبيح، وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن الكريم على جميع أحواله، حتى وهو يسير على دابته؛ فعن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه أنه قال: ((رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو على ناقته أو جَمَلِهِ، وهي تسير به، وهو يقرأ سورة الفتح، أو من سورة الفتح))؛ [رواه البخاري].



وكان يحب أن يسمع القرآن من غيره، ويخشع صلى الله عليه وسلم لسماع القرآن حتى تذرِفَ عيناه، والسيرة النبوية فيها الكثير من المواقف الدالة على بكاء النبي صلى الله عليه وسلم وخشوعه عند سماعه للقرآن الكريم؛ ومن ذلك: عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ عليَّ القرآن، فقلت: يا رسول الله، أقرأ عليك، وعليك أُنْزِل؟ فقال: نعم، فإني أُحِبُّ أن أسمَعه من غيري، قال ابن مسعود: فافتتحتُ سورة النساء فلما بلغت: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]، قال: حسبك الآن، فالتفت إليه، فإذا عيناه تذرفان))؛ أي: تسيل دموعهما؛ [رواه البخاري]؛ قال ابن بطال: "كان بكاء النبي لهذه الآية؛ لأنه مثَّل لنفسه أهوال يوم القيامة، وشدة الحال الداعية له إلى شهادته لأُمَّته بتصديقه والإيمان به، وهذا أمر يحق له طول البكاء والحزن".



وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 36]، وقال عيسى عليه السلام: ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118]، فرفع يديه وقال: اللهم أُمَّتي أمتي، وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل، اذهب إلى محمد - وربك أعلم – فَسَلْهُ: ما يُبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك))؛ [رواه مسلم].



وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: ((قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، قد شِبْتَ، قال صلى الله عليه وسلم: شيَّبتني هود، والواقعة، والمرسلات، و﴿ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ﴾ [النبأ: 1]، و ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾ [التكوير: 1]))؛ [رواه الترمذي]، وفي رواية: ((شيَّبتني هود وأخواتها))؛ قال الطيبي: "قال العلماء: لعل ذلك لِما فيهن من التخويف الفظيع، والوعيد الشديد؛ لاشتمالهن مع قِصَرِهِنَّ على حكاية أهوال الآخرة وعجائبها وفظائعها، وأحوال الهالكين والمعذَّبين، مع ما في بعضهن من الأمر بالاستقامة...".



وقال البيضاوي: "أي: شبت في غير أوانه؛ لِما عَرَاني من الهمِّ والحزن؛ بسبب ما في هذه السورة وأخواتها من أهوال يوم القيامة، والحوادث النازلة بالأمم السالفة"، وقال الصنعاني: "أي: سورة هود وأشباهها من السور التي فيها ذكر القيامة وأهوالها؛ وذلك لأن ما فيها من أخبار الحشر والنشر يُوجِب للمتيقن بها الأحزان والهموم، فيشيب؛ لأنه يتسارع الشيب عند ذلك".



فيا عباد الله: هذا هو الرسول عليه الصلاة والسلام في عبادته، في صلاته وصيامه، في قراءته وذكره، وهو أُسْوَتُكم وقائدكم إلى الجنة، ونجاتكم مرهونة باتباعه، وعقدكم وسيركم إذا لم يكن على سُنَّته، فهو الهلاك والدمار، وهو العار والخَسار، في الدنيا والآخرة: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21].



فيا من أراد الجنة، يا من أراد النجاة، يا من أراد الفلاح، يا من أراد الخير والعدل والسلام، واللهِ ليس لك قدوة، لا زعيم، ولا رائد، ولا مصلح، ولا إمام، ولا عابد، ولا منقذ، ولا معلم، إلا رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أسأل الله أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه؛ ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]، آمين، وأقم الصلاة

مجنون قصايد 11-25-2023 01:42 AM

بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد

نجم الجدي 11-25-2023 06:59 PM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

نظرة الحب 11-25-2023 07:17 PM

اختيار روعه للموضوع اشكرك واقدرك عليه مودتي

مديونه 11-30-2023 09:18 PM

لجهودك باقات من الشكر والتقدير

على روعة الطرح


https://a3zz.net/upload/uploads/imag...7891e79eef.gif

شموخ 11-30-2023 10:57 PM

سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك

ضامية الشوق 12-03-2023 02:32 PM

جزاك الله خيرا

فزولهآ 12-03-2023 08:52 PM

طرح جميل

جنــــون 12-04-2023 02:38 PM

لَآعِدَمَنِآ هـَ الَعَطَآءْ وَلَآَ هَـ الَمْجَهُودَ الَرَائَعْ
كُْلَ مَآتَجَلَبَهْ أًنَآَمِلكْ بًأًذخْ بَاَلَجَّمَآلْ مُتًرّفْ بَ تمًّيِزْ
وُدِيِّ

https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...b66adb0a14.gif

القبطان 12-10-2023 03:24 AM

جزاك الله خيرا
وبارك فيـك علام الغيوب
ونفـــس عنــك كـل مكــروب
وثبـت قلبـك علـى دينـه
إنــه مقلـب القلـوب
دمت بحفظ الله ورعايته


الساعة الآن 06:04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية