منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   ... رمضـــــانيات ... (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=61)
-   -   من فضائل ليلة القدر (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=159462)

بوزياد 06-02-2019 04:17 AM

من فضائل ليلة القدر
 





من فضائل ليلة القدر




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله وأمينه على وحيه ومبلغ الناس شرعه ؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد معاشر المؤمنين عباد الله : اتقوا الله تعالى وراقبوه في السر والعلانية والغيب والشهادة ؛ فإن تقوى الله عز وجل أساس الفلاح والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة . عباد الله : إن الله تبارك وتعالى تفرّد وحده جل وعلا بالخلق والإيجاد ، وهو عزّ وجل المتفرد وحده بالاجتباء والاصطفاء والاختيار ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ )[القصص:68] ؛ اختصَّ جل وعلا واختار من الأزمنة والأمكنة والأشخاص فخصهم عز وجل بوافر فضله وجزيل منِّه وعظيم إنعامه وإكرامه عن علمٍ كامل وحكمةٍ بالغة , وإن مما خص عز وجل من الأوقات شهر رمضان حيث فضله تبارك وتعالى على سائر الشهور ، والليالي العشر الأخيرة منه حيث فضلها تبارك وتعالى على سائر الليالي , وليلة القدر حيث جعلها تبارك وتعالى خيراً من ألف شهر ، فاختصها بهذا الفضل العظيم والإنعام الوافر ؛ ليلة واحدة - عباد الله - خيرٌ من ألف شهر فهذا يدل على عظيم مكانتها وعظيم اجتباء الله تبارك وتعالى لها واختصاصها بهذا الإنعام الوافر والإكرام العظيم .
وفخَّم عز وجل أمرها وأعلا شأنها ورفع قدرها فأنزل فيها وحيه الكريم وذكره الحكيم وكلامه العظيم سبحانه وتعالى، قال جل وعلا: ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ )[الدخان:3–4] وقال جل وعلا : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)[سورة القدر] ؛ ليلة ٌمباركة عظيمة البركة كثيرة الخير وافرة الخيرات والبركات ، وهي ليلة واحدة خير من ألف شهر : أي فيما يعادل بحساب السنوات ما يزيد على ثلاثة وثمانين سنة . ليلة واحدة - عباد الله - هذا شأنها وهذه مكانتها بما خصها الله جل وعلا به ، وفي هذه الليلة تتنزل الملائكة ويكثر تنزلهم , وتنزل الملائكة يكون مع تنزل البركة , وهذه الليلة - عباد الله - ليلةٌ سلام حتى طلوع فجرها ؛ أي سالمة من الشرور والآفات والأضرار والبليات لعظم خيراتها وكثرة بركاتها .
عباد الله : قد جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام الترغيب في قيامها والحث على تحريها كما قال صل الله عليه وسلم : ((مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )) .
عباد الله : ولا تُعلم ليلة القدر في أي ليلة من العشر الأواخر ، وهي في العشر الأواخر من رمضان حيث أرشد النبي صل الله عليه وسلم إلى تحريها في العشر الأواخر ، قال : (( تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ )) وجاء عنه صل الله عليه وسلم ما يدل على العناية بتحريها في الأوتار من العشر ، لكن الله عز وجل أخفى على العباد ليلتها أو تعيين ليلتها ليجتهدوا في العشر كاملة ، وليظهر النشيط من الكسلان والجاد من المتخامل الفاتر .
عباد الله : إن هذه الليلة العظيمة ينبغي علينا أن نجتهد في تحريها وأن نحسن من إقبالنا على الله فيها ذكراً وشكرا ، وتلاوةً لكلامه وقياماً بين يديه ومناجاةً له وبُعداً عن إضاعة هذه الليالي فيما لا فائدة فيه ، وإن أعظم ما تُتحرى به ليلة القدر الدعاء - عباد الله - ؛ فهو مفتاح كل خير في الدنيا والآخرة ، ولهذا جاء في الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا ؟ قَالَ قُولِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي )) ؛ قولها رضي الله عنها (( إذا علمت ليلة القدر أي ليلة هي فماذا أقول؟ )) يدل دلالة ظاهرة على أن الصحابة رضي الله عنهم قد تقرر عندهم أن ليلة القدر أرجى أيام الدعاء وأفضل أوقات الإجابة فسألت النبي صل الله عليه وسلم عن ماذا تقول ؟ ولم تسأله هل هي ليلة دعاء ؟ لأن هذا متقرر عندهم ، فقالت: ( ماذا أقول؟ ) فأرشدها صل الله عليه وسلم إلى هذا الدعاء العظيم المناسب مع ليلة القدر غاية المناسبة ، لأن ليلة القدر - عباد الله - كما مر معنا في كلام الله ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) أي يُكتب في تلك الليلة ما هو كائن إلى ليلة القدر من السنة القابلة , ولهذا - عباد الله - ناسب غاية المناسبة أن يعظم توجه العبد إلى الله بأن يعفو عنه ، وإذا عفا الله عنك في هذه الليلة كتبتَ من السعداء , إذا عفا الله عنك في هذه الليلة وكنت من أهل العفو فيها فإنك من السعداء الفائزين . اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا , اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا , اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا .
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله عظيم الإحسان واسع الفضل والجود والامتنان , وأشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صل الله عليه وسلم وصحبه أجمعين . أما بعد عباد الله : اتقوا الله تعالى . عباد الله : إذا لم تتحرك القلوب في هذه الليالي الفاضلة والأيام العظيمة بالإنابة إلى الله والتوبة والاستغفار فمتى عساها أن تتحرك ؟! وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ )) .
عباد الله : إنها أيامٌ فاضلة وأزمنةٌ عظيمة وأوقاتٌ شريفة ينبغي علينا أن لا نضيعها وأن نُري الله جل وعلا فيها من صالح الأعمال وسديد الأقوال ما ترتفع به درجاتنا عند الله عز وجل ذي الجلال والكمال . عباد الله : إذا لم تتحرك القلوب في الإقبال على الله في مثل هذه الليالي الشريفة والمواسم الفاضلة فمتى تتحرك ؟! ولهذا - عباد الله - من كان مفرطاً منا فيما مضى من هذه الأيام والليالي الفاضلة فليُري الله جل وعلا فيما بقي من الشهر خيرًا والأعمال بالخواتيم ، ليري الله جل وعلا من نفسه خيرا , والكيس من عباد الله من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني . وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب:56] ، وقال صل الله عليه وسلم : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)).
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي , وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين , وأذل الشرك والمشركين ، ودمِّر أعداء الدين ، واحم حوزة الدين يا رب العالمين. اللهم آمنّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وأعنه على البر والتقوى وارزقه البطانة الصالحة الناصحة يا ذا الجلال والإكرام. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. عباد الله : اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) .












بوزياد 06-02-2019 04:22 AM













مقولات في ليلة القدر


إن الله تعالى هو المتفرد بالخلق والاختيار كما قال تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [القصص: 68]، والمراد بالاختيار هنا هو الاجتباء والاصطفاء، فالله - جل وعلا - لكمال حكمته وقدرته ولتمام علمه وإحاطته يختار من خلقه ما يشاء من الأوقات والأمكنة والأشخاص فيخصهم سبحانه بمزيد فضله وجزيل عنايته ووافر إنعامه وإكرامه، وهذا بلا ريب من أعظم آيات ربوبيته وأكبر شواهد وحدانيته وكمال صفاته، وهو من أبين الأدلة على كمال قدرته وحكمته وأنه يخلق ما يشاء ويختار وأن أزِمَّةَ الأمور بيده؛ فلله الأمر من قبل ومن بعد، يقضي في خلقه ما يشاء ويحكم فيهم بما يريد {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [36] وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الجاثية: 36 - 37].

وإن مما خص الله عز وجل من الأوقات بمزيد تفضيله ووافر تكريمه شهرَ رمضان حيث فضَّله سبحانه على سائر الشهور، والعشرَ الأواخر من لياليه حيث فضلها على سائر الليالي، وليلةَ القدر حيث جعلها لمزيد فضلها عنده وعظيم مكانتها لديه خيراً من ألف شهر، وفخَّم أمرها وأعلى شأنها ورفع مكانتها عندما أنزل فيها وحيه المبين وكلامه الكريم وتنزيله الحكيم هدى للمتقين وفرقاناً للمؤمنين وضياء ونوراً ورحمة للعالمين، قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ [3] فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [4] أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ [5] رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [6] رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ [7] لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} [الدخان: 3 -8]، وقال سبحانه: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [1] وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ [2] لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [3] تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [4] سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [سورة القدر].

فلله ما أعظمَها من ليلة وما أجلَّها وأكرمَها، وما أوفرَ بركتَها:

- ليلة واحدة خير من ألف شهر!! ومعنى ذلك أنها خير من ثلاثين ألفَ ليلةٍ، وألفُ شهرٍ تزيد على ثلاثة وثمانين عاماً فهو عمر طويل لو قضاه المسلم كلَّه في طاعة الله عز وجل، فليلة القدر وهي ليلة واحدة خير منه وهذا فضل عظيم. قال مجاهد: ((ليلة القدر خير من ألف شهر ليس في تلك الشهور ليلة القدر))، وهكذا قال قتادة والشافعي وغير واحد.

- وفي هذه الليلة الكريمة المباركة يكثر تنزل الملائكة لكثرة بركتها، فالملائكة يتنزَّلون مع تنزل البركة والرحمة كما يتنزَّلون عند تلاوة القرآن وفي حلق الذكر.

- وهي سلام حتى مطلع الفجر يعني أنها خير كلها ليس فيها شر إلى مطلع الفجر.

- وفي هذه الليلة الكريمة المباركة يُفْرق كل أمر حكيم أي يقدَّر فيها ما يكون في تلك السنة بإذن الله العزيز الحكيم، والمراد بالتقدير أي التقدير السنوي، أما التقدير العام في اللوح المحفوظ فهو متقدِّم على خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما صحت بذلك الأحاديث، وقد ثبت عن النبي صل الله عليه وسلم في فضل ليلة القدر أنه قال: ((مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) (رواه البخاري (1901)، والنسائي (2195).).

وليلة القدر هي قطعاً في شهر رمضان المبارك لقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185] مع قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} وهي أرجى ما تكون فيه في العشر الأواخر منه لقوله
صل الله عليه وسلم: ((تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ)) (رواه البخاري (2020)، ومسلم (1169))، وطلبها في أوتار العشر آكد لقول النبي صل الله عليه وسلم: ((الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى)) (رواه البخاري (2021)، ومسلم (1165)).

قال ابن حجر في الفتح: تحت (بَابٌ تَحَرِّي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ): " فِي هَذِهِ التَّرْجَمَة إِشَارَة إِلَى رُجْحَان كَوْن لَيْلَةِ الْقَدْرِ مُنْحَصِرَةً فِي رَمَضَان، ثُمَّ فِي الْعَشْر الْأَخِيرِ مِنْهُ، ثُمَّ فِي أَوْتَارِهِ لَا فِي لَيْلَةٍ مِنْهُ بِعَيْنِهَا، وَهَذَا هُوَ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ مَجْمُوع الْأَخْبَار الْوَارِدَة فِيهَا " (فتح الباري (4/ 259، حديث رقم 2017)) اهـ.

وقد ذكر العلماء أن من حكمة إخفائها وعدم تعيينها في النصوص: أن يجتهد المسلمون في جميع العشر بطاعة الله تعالى بالتهجد وقراءة القرآن والإحسان، وليتبين بذلك النشيط والمجد في طلب الخيرات من الخامل الكسلان، ولأن الناس لو علموا عينها لاقتصر أكثرهم على قيامها دون سواها، ولو علموا عينها ما حصل كمال الامتحان.

إن الواجب علينا جميعاً أن نحرص تمام الحرص على طلب هذه الليلة المباركة لنفوز بثوابها ولنغنم من خيرها ولنُحَصِّل من أجورها، فإن المحروم من حُرم الثواب ومن تمر عليه مواسم المغفرة ويبقى محملاً بذنوبه بسبب غفلته وإعراضه وعدم مبالاته؛ فطوبى لمن نال فيها سبق الفائزين، وسلك فيها بالقيام وحُسن العمل سبيل الصالحين، وويل لمن طُرِدَ في هذه الليلة عن الأبواب وأغلق فيها دونه الحجاب وانصرفت عنه هذه الليلة وهو مشغول بالمعاصي والآثام مخدوع بالأماني والأحلام مضيِّع لخير الليالي وأفضل الأيام؛ فيا عظمَ حسرتَه ويا شدةَ ندامتَه.

من لم يربح في هذه الليلة الكريمة ففي أي وقت يربح!! ومن لم يُنِبْ إلى الله في هذا الوقت الشريف فمتى ينيب!! ومن لم يزل متقاعساً فيها عن الخيرات ففي أي وقت يعمل!! قال
صل الله عليه وسلم: ((إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ)) (رواه ابن ماجه (1644)).

ويستحب للمسلم أن يكثر فيها من الدعاء لأن الدعاء فيها مستجاب، وليتخير من الدعاء أجمعه، روى ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَالْقَدْرِ مَا أَدْعُو؟ قَالَ: تَقُولِينَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي)) (سنن ابن ماجه (3850))، فإن هذا الدعاء عظيم المعنى عميق الدلالة وهو مناسب لهذه الليلة غاية المناسبة، فهي الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم وتقدَّر فيها أعمال العباد لسنة كاملة حتى ليلة القدر الأخرى، فمن أعطي في تلك الليلة العافية وعفا عنه ربه فقد أفلح غاية الفلاح، ومن أعطي العافية في الدنيا وأعطيها في الآخرة فقد أفلح، والعافية لا يعدلها شيء؛ فلنتحر خير هذه الليلة وبركتها بالمحافظة على الصلوات المفروضة، وكثرة القيام، وأداء الزكاة، وبذل الصدقات، وحفظ الصيام، وكثرة الطاعات، واجتناب المعاصي والسيئات، والندم والتوبة من الذنوب والخطيئات، والإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن.

اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر واجعلنا ممن يقومها إيماناً واحتساباً واعف عنا إنك عفو كريم.















البرنسيسه فاتنة 06-02-2019 05:26 AM

جعله الله في ميزان أعمالك يوم القيامه
بارك الله فيك

ضامية الشوق 06-02-2019 08:09 AM

سلمت يمناك
طرح جميل جدا

ملكة الجوري 06-04-2019 04:34 AM

اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان
وأن يثيبك البارئ خير الثواب
دمت برضى الرحمن
http://www.hamsatq.com/kleeja/upload...2769290281.gif

عـــودالليل 06-04-2019 08:48 PM

امتناني وشكري لك على هذا الطرح
محتواه جميل
ونال الاستحسان

وهذا دليل ذائقه راقيه جدا أدت
لظهوره بهذا الشكل

لك كل احترامي وتقديري



اخوك
محمد الحريري

http://dc02.arabsh.com/i/00093/ejwkcw2i2s3n.gif

لا أشبه احد ّ! 06-08-2019 02:05 AM

- أنتقآؤكْ رَبيعٌ فاتِنْ ..
أروتني معرفتٌك حد الإكتفاء
لقلبك بياض لا ينتهي

نجم الجدي 06-08-2019 02:06 AM

طرررحك رووووعه للموضوووع
والله انك ذوووق

يعطيك العاااافيه


الساعة الآن 03:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية