منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   المفهوم الصحيح لكلمة: لا إله إلا الله (3) (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=232317)

جنــــون 01-17-2024 10:52 PM

المفهوم الصحيح لكلمة: لا إله إلا الله (3)
 
المفهوم الصحيح لكلمة: لا إله إلا الله (3)


الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالَمين، قائد الغرِّ الميامين، وعلى آله وصحبِه وسلَّم، ومَن تبعه بإحسان إلى يوم الدِّين.



أما بعد:

فقد سبق وأن تكلمت عن شروط لا إله إلا الله في المقالات السابقة مِن العلم واليقين والإخلاص، فسأتكلم في هذا المقال - إن شاء الله - عن المحبَّة، وهذه الشروط الأربعة التي رتَّبتُها على حسب أهميتها هي أهم الشروط، ثم لا يَبقى إلا القَبول والانقياد والصدق.



واعلم أن مَن لم يُحقِّق هذه الشروط الأربعة التي أشرتُ إليها آنفًا، لم يُحقِّق المفهوم الصحيح لكلمة لا إله إلا الله، لا قولاً، ولا عملاً، كما لا يمكن أن يَقبل شرعَ الله ولا أن يَنقاد له ولا أن يَصدُق فيه ويَثبُت عليه؛ ليُجانب النفاقَ وأهله، بل يُخشى عليه ألاَّ يَختِم الله له خاتمةً حسَنة، ويكون ممن خَسر الدنيا والآخِرة والعياذ بالله، والله أعلم.



مِن شروط لا إله إلا الله: المحبة:

قال - تعالى -: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165].



ومعنى المحبة التي تُراد مِن عباد الله المؤمنين الموحِّدين هي أن تكون محبتهم لله ورسوله أشدَّ كما جاء في الآية، ومثل ذلك جاء في حديث ثبَت في صحيح البخاري.



عن أنس - رضي الله عنه -: ((ثلاث مَن كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان؛ أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما.....))، الحديثَ؛ رواه البخاري - رحمه الله.



فإذا سوَّى العبد المؤمن محبَّتَه للمخلوقات بالخالق، فإنه لم يُجرِّد توحيده مِن شوائب الشرك، فمَن كان حاله كذلك، فلا يمكن أن يكون عبدًا لله وحده حقًّا، بل هو مُشرِك بذلك، وعبدٌ للخالق وللمخلوق معًا، كما لا يُمكِن أن يجعل عباداته خالصةً لوجه الله، ويتوجَّه إليه حقَّ التوجُّهِ، ويَشكره حق الشُّكر، ويَنقاد لأوامره حق الانقياد كما يُريده - جلَّ جلاله.



فلقد ابتَلى الله خليلَه بذبح ابنه؛ ليُظهر أن خليله إبراهيم يقدِّم محبته للخالق على محبة أي مخلوق، ولو كان ذلك في ذبْح ابنه، فلما شرَع في تنفيذ الأمر وأراد أن يذبحَه فعلاً، فداه الله بكبْش؛ إذ كان المقصود انقياده لأوامر ربه، فلم تعد حاجة لذبح الابن حينئذٍ؛ ولذلك استحقَّ أن اتخذه الله خليلاً، والقصَّة مشهورة.



ولمحبَّتنا للخالق أسبابٌ، منها ما يلي:

1- ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ [لقمان: 20]، وقال - تعالى -: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34]، وقد استنبط الإمام محمد عبدالوهاب - رحمه الله - مِن قوله - تعالى -: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2] عبادة الله بالمحبة، وقوله - تعالى -: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3] عبادة الله بالرجاء، وقوله - تعالى -: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4] عبادة الله بالخوف، وجعل هذه الثلاث أساسًا لكلِّ العبادات القَلبيَّة والقَوليَّة والفِعلية، فسبحان مَن جعل محبتنا له بالإذلال له مكرمةً وشرفًا لنا، وجعل خوفنا منه تعظيمًا له وقربةً ومحبة وأنسًا وأمانًا ورفعة في الدنيا والآخِرة، وجعل رجاءنا إليه سعادة وكفاية لا شقاءً وخيبةً!



وأعظم نعمة أنعمها الله علينا نعمة الإسلام والهداية؛ لذلك اختار الله لنا - سبحانه - أن ندعو بهذا الدعاء في سورة الفاتحة أمِّ الكتاب: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]، كما جعل - سبحانه - ما يَستحِقُّ أن يُفرَح به الإسلامَ والقرآن؛ قال - تعالى -: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]، والفضل هو الإسلام، والرحمة هي القرآن؛ جاء ذلك في تفسير الجلالَين.



قال - تعالى -:﴿ وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ * وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ * وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 51 - 53]، وقال - تعالى -: ﴿ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ﴾ [النمل: 60] إلى قوله تعالى: ﴿ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [النمل: 64]



2- كون رحمته لنا - سبحانه - تظهر مِن حفظه لنا مِن كل مكروه، وتَيسيره لنا في أمور ديننا ودُنيانا، وقبوله توبة التائبين، وحلمه على عباده المذنبين؛ فلا يعجِّل لهم العقوبة، ولا يفضحهم، بل يسترهم ويُعافيهم ويرزقهم، وكذلك كرمُه - سبحانه - واستجابتُه لدعوات المُضطرِّين والسائلين له في آناء الليل وأطراف النهار.



3- إسداؤه لنا نعمة الأمن والسلامة، وهي مِن أجلِّ النعم، كما هي جزاء مِن جنس العمل، فلما خِفْنا منه وعملنا بما أُمرنا به وانتهَينا عما نهانا عنه، أنعم علينا بالأمن، وهذا هو عكس حال المشركين المُكذِّبين؛ قال - تعالى -: ﴿ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ﴾ [الرعد: 31]، وقال - تعالى -: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]، وقال - تعالى -: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3، 4].



فاندرجت النعمة والرحمة والأمن تحت محبَّتنا لربِّنا ومحبته لنا، وكانت نتيجة لها؛ فحيث لا محبة لله، فلا نعمة ولا رحمة ولا أمْنَ؛ ولذلك قال - تعالى -: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ﴾ [المائدة: 18]، وهذه الآية هي مما استدلَّت به الصوفية على أن الحبيب لا يُعذِّب حبيبه؛ ذكره الإمام ابن كثير عند تفسير هذه الآية.



قلت - الكاتب -: هذا ليس بشيء؛ إذ أخطأت الصوفية أن تكون أحباء لله، وأشركت بالله مخلوقاتِه.



وقد سمعتُ أحدهم يستدلُّ بحديث الرجل الصحابي الذي كان يَشرب الخمر وجُلد مرارًا فيها، حتى قال أحد الحاضرين مِن الصحابة: "اللهم الْعنَه؛ ما أكثر ما يؤتى به!".



فكأنهم ظنُّوا - هداهم الله - حبَّه لله ورسوله يُنجيه من غضب الله وعقابه؛ وإنما كان قصد النبي ألا يعينوا الشيطان عليه ما دام مؤمنًا يحب الله ورسوله وإن عصى؛ كما جاء في بعض روايات الحديث.



ونصُّ الحديث:

عن عمر أن رجلاً على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كان اسمه عبدالله، وكان يلقَّب حِمارًا، وكان يُضحك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد جلَده في الشراب، فأُتي به يومًا، فأمَر به فجُلد، فقال رجل من القوم: "اللهم الْعَنْه؛ ما أكثر ما يؤتى به!"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تلعنه؛ فإنه يحب الله ورسوله)).



أما حل الاستشكال في أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعَن شارب الخمر في حديث آخَر، فإن هذا الحديث أطلق اللعنَة، أما لعن المعيَّن فلا يَنبغي؛ لئلاّ يؤثِّر ذلك في نفسيته ويَتمادى في الاغترار، ويُعادي الأخيار، ويُصاحب الأشرار، وعبرتُ بلا يَنبغي، ولم أعبِّر بلا يجوز؛ للحديث الوارد في المرأة إذا دعاها زوجُها إلى فراشه فأبَت، لعنتْها الملائكة حتى تُصبِح، وهو في الصحيح.



وقد رجَّح بجواز اللعنة على المعيَّن شيخ ابن حجر البلقيني؛ محتجًّا بهذا الحديث، ووجْه استدلاله - رحمه الله - ما دامت الملائكة تلعَنُها، فيجوز له أن يلعنها، وذلك مِن باب التأسِّي بهم، وقال: التأسي بالمعصوم يَجوز.



وتوقَّف بعض العلماء عن ذلك، وهو قول مرجوح[1]، وإن كان لا يجوز المُبالَغة في لعنة الملعون، فيقال: لعنه الله إلى يوم الدِّين؛ إذ إننا لا ندري بما يُوافي به الله يوم القيامة، أما إذا أطلَق اللعنة على مؤمن خالص ظلمًا وعدوانًا، فقد جاء في حديث صحيح متَّفق عليه أن ذلك كقتله، والله أعلم.



فالواجب على العبيد أن يَكتسبوا محبة الله أولاً بالتوحيد ومتابَعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمجانبَة لما يُغضب الله ويستوجب لعنَه، فقد ذكَر الله في القرآن آيات كثيرة فيمَن يحبُّ من عباده ويُحبونه، ومَن لا يحب لصفات اتَّصفوا بها؛ كما قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [المائدة: 54]، وقال - تعالى -: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146]، وقال - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222]، وقال - تعالى -: ﴿ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام: 141]، ﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد: 23].



فبما أنني أخبرتك أن الرجاء والخوف والمحبة أساسٌ لكل العبادات، فالمحبة أساس لهذه الثلاث، فمَن لم يَعرِف لربه محبة، فلا يُمكن أن يَعرِف له رجاء ولا خوفًا، وهذا سببه الجهل، فمَن عرَف الله أحبَّه وعظَّمه، ومَن أحبَّه وعظَّمه رجاه وخافه وعبَدَه حق عبادته، فتنبَّهْ لهذا؛ فإنه مُهمٌّ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: والعبادة أصلُ معناها الذلُّ أيضًا؛ يقال: طريق مُعبَّد: إذا كان مذلَّلاً قد وطئتْه الأقدام.



لكن العبادة المأمور بها تتضمَّن معنى الذل ومعنى الحب، فهي تتضمَّن غاية الذل لله بغاية المحبة له.



فإن آخِرمراتب الحبهو التتيُّم، وأوله العلاقة؛ لتعلُّق القلب بالمحبوب، ثم الصبابة؛ لانصِباب القلب إليه، ثم الغرام وهو الحب المُلازِم للقلب، ثم العشق، وآخِرها التتيُّم، يقال: تيم الله؛ أي: عبدالله، فالمُتيَّم المعبَّد لمحبوبه"؛ أفاده في كتابه: "العبودية".



مِن ثمرات المحبَّة:

1- الرضا بدِين الله:

كما جاء في الحديث: ((ذاق طعم الإيمان مَن رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا))، فمفهوم مخالفة الحديث كما هو واضح: فمَن لم يرضَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا، لم يذق طعم الإيمان، ولكن المقصود الذي يجب أن يفقهه كل مؤمن هو أن كل مَن لم يذق طعم الإيمان ولا يتلذَّذ به، لم يُوجد عنده أصلاً محبة تغلغَلَتْ في قلبه حتى يَرضى عن الله ورسوله ودين الإسلام، والله المستعان.



2- الرضا بقضاء الله:

فلا ينبغي أن يكون المؤمنون كالمنافقين الذين قال الله في شأنهم: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ﴾ [التوبة: 58]، بل فمَن أحبَّ الله حق الحب، فلا بدَّ أن يَرضى بقضاء الله وقِسمتِه، بل لا بدَّ أن يحمده أيضًا على المصائب؛ لما يَجني مِن ذلك الثواب العظيم والجنة في اليوم الآخِر.



3- أن يكون حبه للطاعات والعبادات أشدَّ مِن حبه للأمور الدنيوية:

كما قال - تعالى -:﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24].



4- ((أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما))، وهذا ما شرحته في مطلع المقال.



5- ((أن يحب المرء لا يحبه إلا لله))، لا لقبيلته، ولا لجنسيته، ولا للمصلحة؛ فمَن لم يحب المرء لله وإنما أحبَّه لهذه الأمور، دلَّ ذلك على رِقة دينه أو فَقدِه، وهو عيب وشنار لمن فعل ذلك من أهل العلم والدعوة، ومن أهل التوحيد عامة.



6- ((أن يَكره أن يعود إلى الكفر كما يَكره أن يُقذف في النار))؛ وإنما هذا يدلُّ على شدة محبة المرء لدينه، حتى إنه يُفضِّل أن يُرمى في النار على أن يُفارق دينَه ويتركه، ولكن - للأسف الشديد - نرى في المسلمين اليوم مَن يبيع دينه بعرَض مِن الدنيا قليل، والله المستعان.



7- أن يَتبع الوحيين إذا كان حبُّه صادقًا:

بل على المؤمن أن يَبذل في سبيل ذلك كلَّ غالٍ ونفيس مِن نفسه وماله وأولاده؛ قال - تعالى -: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].



فباتباع الهدى نظفَر بالسلامة الدنيوية والأُخرويَّة، وبألا نضلَّ ولا نَشقى؛ بل نتبع صراطًا مستقيمًا ومنهجًا قويمًا، وبالتي هي أقوم؛ لننعم ولنفوز في الدارَين الدنيوية والأخرويَّة؛ قال - تعالى -: ﴿ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ﴾ [طه: 47]، وقال - تعالى -: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 123، 124].



وقال - تعالى -: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ [البقرة: 121]؛ أي: يتَّبعونه حق الاتِّباع، وهذه الآية جاءت بعدما أخبرنا الله - سبحانه - أن اليهود والنصارى لن ترضى عنا حتى نتبع ملتهم، وأخبرنا أن هدى الله هو الهدى؛ أي: الالتزام بتطبيق شرع الله ومحبته، واتِّباع دينه الحقِّ حقَّ الاتباع، والبراءة مِن الشرك وأهله، ثم حذَّرنا إن اتَّبعنا أهواءهم بعدما جاءنا مِن العلم ما لنا مِن الله مِن ولي ولا نصير، فهل نَعتبِر بذلك؟ فكيف بمن يُحبُّون الديمقراطية اليوم ويُفضِّلونها على شرع الله، ثم يريدون بعد ذلك أن ينصرهم الله ويكونوا بذلك أولياء الله؟! أهذا هو المفهوم الصحيح لكلمة لا إله إلا الله؟ أم كيف تؤفكون؟!



8- ألاَّ يتقدَّم بين يدي الله ورسوله فيبتدع ويتفلسف في دين الله، أو يُشرع ما لم ينزل الله به من سلطان، كأن يُخترع أحكام مِن عند الناس يحكم بها العباد؛ كما قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات: 1].

نظرة الحب 01-17-2024 11:21 PM

شكرآ على الاختيار
المميز للموضوع
.
.
مودتي

مجنون قصايد 01-17-2024 11:25 PM

بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد

شموخ 01-18-2024 12:10 AM

سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك

إرتواء نبض 01-18-2024 02:20 AM

ع ــناقيد من الجمال
تحيط بروعة الحروف
سلم حسك وبيانكـ
دمت بتميز

المهرة 01-18-2024 02:47 AM


https://img-fotki.yandex.ru/get/5640...b6e077c1_L.png


بااارك الله فيك وفي جلبك
وطرحك الطيب
وجزااك الله عناا كل خير واثابك الجنة
عرضهاا السموات والارض اشكرك
وسلمت الايااادي ويعطيك ربي الف عافية
تحيتي وتقديري وبانتظااار جديدك دمتي
وكوني بخير


https://img-fotki.yandex.ru/get/5640...b6e077c1_L.png
























































































ضامية الشوق 01-18-2024 10:53 AM

جزاك الله خيرا

هذيان قلب 01-27-2024 04:35 PM

يعطيك العافيه

ودي وشكري

ملكة الجوري 02-15-2024 03:12 PM

جزاك الله خيـــر
وزادك رفعه ورزقك الجنان

روح الندى 02-19-2024 03:32 PM

جزاك الله خير


الساعة الآن 05:08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية