منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=91)
-   -   أوصاف القرآن (1) الحكيم (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=186348)

ضامية الشوق 02-19-2021 08:15 AM

أوصاف القرآن (1) الحكيم
 
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:
معنى «الحكيم» في اللغة:
جاءت لفظة: «الحكيم» في اللُّغة بمعانٍ متعدِّدَة ومتنوِّعة نأخذ منها ما يدلُّ على المقصود: فقد عرَّفها ابن فارس بقوله: «الحاء والكاف والميم أصلٌ واحد، وهو المَنْعُ، وأوَّل ذلك الحُكم، وهو المَنْع من الظُّلْم» [1]. ويقال لمَنْ يُحْسِنُ دقائقَ الصِّناعات ويُتقنها: حَكِيمٌ. وقد حَكَمَ، أي: صار حَكِيماً. وَحَكَمَ الشيءَ وأَحْكَمَهُ، كِلاهُما: مَنَعَهُ مِنَ الفساد.

يُقال: حَكِّم اليَتيمَ كما تُحَكِّمُ ولدَك؛ أي: امْنَعْه منَ الفَسَادِ وأَصْلِحْه كما تُصلح ولدك. وكُلُّ مَنْ منعتَه مِنْ شيءٍ فقد حَكَّمْتَه وأَحْكَمْتَهُ.

وسُمِّيت حَكَمَةُ الدَّابة بهذا المعنى؛ لأنها تمنعُ الدَّابةَ مِنْ كثيرٍ مِنَ الجهل [2].

«ويُقال: حَكَمْتُ السَّفِيهَ وأَحْكمتُه، إذا أخذتَ على يديه، قال جرير:
أبَنِي حَنيفةَ أَحْكِمُوا سُفهاءَكم *** إِنِّي أخافُ عليكمُ أَنْ أَغْضَبَا» [3]

معنى «الحكيم» وَصْفاً للقرآن:
وَصَفَ الله تبارك وتعالى كتابه بأنه «حكيم» في عِدَّة آيات، منها:
1- قوله تعالى: ﴿ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ﴾ [يونس: 1، لقمان: 2].

جاء وَصْفُ القرآنِ هنا بأنه ﴿ الْحَكِيمِ ﴾ ويُحمل على عِدَّة معانٍ، ومنها:
أ‌- الحكيم بمعنى المُحْكَمِ بالحلال والحرام والحدود والأحكام، فعيل بمعنى مفعَل، قاله أبو عبيدة وغيره. ويشهد له قوله تعالى: ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ﴾ [هود: 1].

ب‌- الحكيم بمعنى الحاكم، أي: أنه حاكم بالحلال والحرام، وحاكم بين الناس بالحق، فعيل بمعنى فاعل. ويشهد له قوله تعالى: ﴿ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ﴾ [لبقرة: 213].

ت‌- الحكيم بمعنى المحكوم فيه؛ أي: حَكَمَ الله فيه بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وحَكَمَ فيه بالنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي، وحَكَمَ فيه بالجنة لمن أطاعه وبالنار لمن عصاه، فهو فعيل بمعنى المفعول، قاله الحسن وغيره.

ث‌- الحكيم بمعنى المُحْكَم من الباطل لا كَذِبَ فيه ولا اختلاف، قاله مقاتل، فعيل بمعنى مفعَل؛ كقول الأعشى يذكر قصيدَتَه التي قالها:
وغريبةٍ تأتي الملوكَ حكيمةٍ *** قد قلتُها لِيُقال مَنْ ذا قالَها [4]
وقد ذَكَرَ السعديُّ رحمه الله شيئاً من إحكام آيات القرآن الحكيم فقال: «ومِنْ إِحكامها: أنها جاءت بأجلِّ الألفاظ وأفصحها، وأبينها، الدَّالة على أجَلِّ المعاني وأحسنها.

وَمِنْ إِحكامها: أنها محفوظة من التَّغيير والتَّبديل، والزِّيادة والنَّقص، والتَّحريف.

ومن إِحكامها: أن جميع ما فيها من الأخبار السَّابقة واللاَّحقة، والأمور الغيبية كلِّها، مطابقة للواقع، مطابق لها الواقع، لم يخالفها كتاب من الكتب الإلهية، ولم يخبر بخلافها نبي من الأنبياء، ولم يأت ولن يأت عِلْمٌ محسوس ولا معقول صحيح يُناقض ما دلَّت عليه.

ومن إِحكامها: أنها ما أَمرت بشيء، إلاَّ هو خالص المصلحة، أو راجحها. ولا نهت عن شيء، إلاَّ وهو خالص المفسدة، أو راجحها. وكثيراً ما يُجمع بين الأمر بالشَّيء، مع ذكر حكمته وفائدته، والنَّهي عن الشَّيء، مع ذكر مضرَّته.

ومن إِحكامها: أنها جَمَعت بين التَّرغيب والتَّرهيب، والوعظ البليغ، الذي تعتدل به النفوس الخيِّرة، وتحتكم، فتعمل بالحزم.

ومن إِحكامها: أنك تجد آياتها المتكررة؛ كالقَصَص، والأَحكام ونحوها، قد اتفقت كلها وتواطأت، فليس فيها تناقض، ولا اختلاف» [5].

وأنَّى للباطل أن يدخل على هذا الكتاب الحكيم، وهو تنزيلٌ من حكيم حميد، والحِكمةُ ظاهرةٌ في بنائه، وتوجيهه، وطريقة نزوله، وفي علاجه للقلب البشري من أقصر طريق.

2- قوله تعالى: ﴿ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴾ [يس: 1، 2].
فهذا قَسَمٌ من الله تعالى بالقرآن الحكيم، وقد وَصَفَهُ بالحكمة، وهي: وَضْعُ كل شيء في موضعه اللائق به.

ولا يخفى ما بين المُقْسَم به - وهو القرآن الحكيم - وبين المُقْسَم عليه - وهو رسالة الرسول صلّى الله عليه وسلّم - ومن الاتصال، وأنه لو لم يكن لرسالته دليل ولا شاهد إلاّ هذا القرآن الحكيم، لكفى به دليلاً وشاهداً على هذه الرسالة النبوية الكريمة [6].

والقرآن الحكيم يخاطب كُلَّ أحدٍ بم يناسبه ويؤثر فيه كائناً من كان، وهذا من مقتضيات أن يكون حكيماً.

والقرآن الحكيم يُربِّي أيضاً بحكمة، وِفق منهج عقلي ونفسي مستقيم، منهج يوجه طاقات البشر إلى الوجه الصَّالح القويم، ويقرر للحياة كذلك نظاماً يسمح بكل نشاط بشري في حدود ذلك المنهج الحكيم.

وسواءٌ جاء وَصْفُ القرآن العظيم بأنه «حكيم»؛ لأنَّه مُحْكَمٌ بالحلال والحرام والحدود والأحكام، أم وُصِفَ بذلك؛ لأنَّه حاكمٌ بالحلال والحرام وحاكم بين النَّاس بالحقِّ، أم وُصِفَ بذلك؛ لأنَّه مَحكومٌ فيه، قد حَكَمَ اللهُ تعالى فيه بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وحَكَمَ فيه بالنَّهي عن الفحشاء والمنكر والبغي، وحَكَمَ فيه بالجنَّة لمن أطاعه وبالنَّار لمن عصاه، أَم وُصِفَ بذلك؛ لأنه مُحْكَم من الباطل فلا كَذِبَ فيه ولا اختلاف؛ فلا شكَّ أنَّها كلَّها حقٌّ في شأن القرآن، وأنَّ القرآن قد جَمَع بينها جميعاً، وقد دَلَّ ذلك جميعُه على عظمة القرآن وفخامته، وعلوِّ شأنه ورفعته.

[1] معجم مقاييس اللغة (1/ 311)، مادة: «حكم».

[2] انظر: لسان العرب (12/ 140، 143)، مادة: «حكيم».

[3] معجم مقاييس اللغة (1/ 311).

[4]انظر: تفسير البغوي (2/ 342)، تفسير القرطبي (8/ 284).

[5] تفسير السعدي (4/ 101).

[6] انظر: تفسير السعدي (4/ 227).


زمرد 02-19-2021 02:42 PM

سلمت اناملك على
ماجادت به من روعة بالطرح
دام لنا ابداعك بأرقى حالاته
بأنتظار عطائك القادم

ترانيم عشق 02-19-2021 03:04 PM

روعه موضوع رائع ومميز
عاشت الايادي دوم التالق
تحياتي

إرتواء نبض 02-19-2021 04:40 PM

قلائد أمتنان لهذة
الذائقة العذبة في الانتقاء
لروحك الجوري

ضامية الشوق 02-19-2021 05:42 PM

يسلمو على المرور

عـــودالليل 02-19-2021 05:58 PM

قيمه جيده لمحتها من خلال هذا
الجلب المميز في
محتواه
ونال الاستحسان
والاعجاب التام والرضى

وكل هذا
دليل ذائقه راقيه جدا أدت
لظهور هذا الطرح بهذا الشكل

اتمنى تقديم المزيد والاستمرار عل
نفس المنوال


و
لك كل احترامي وتقديري
واسعدك المولى

ضامية الشوق 02-19-2021 06:57 PM

يسلمو على المرور

نجم الجدي 02-20-2021 12:35 AM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

مجنون قصايد 02-20-2021 12:52 AM

متابع لكل جديد لك

بيض الله وجهك على الاختيار
نقل في غاية الفائدة

احترامي

نظرة الحب 02-20-2021 12:55 AM

سلمت أناملك على الجلب المميز
اعذب التحايا لك


الساعة الآن 12:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية