منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الزوجة المسلمة الصالحة (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=164533)

إرتواء نبض 09-26-2019 08:43 PM

الزوجة المسلمة الصالحة
 


جاءت امرأةٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالتْ: إني رسولُ النساء إليك، وما منهنَّ امرأةٌ علِمتْ أو لم تعلَم إلا وهي تهوى مخرجي إليك، الله رب الرجال والنساء وإلههنَّ، وأنت رسولُ اللهِ إلى الرجال والنساء، كُتِب الجهادُ على الرجال، فإن أصابوا أثْروا، وإن استشهدوا كانوا أحياءً عند ربهم، فما يعدِلُ ذلك مِن أعمالهنَّ؟ قال: ((طاعةُ أزواجهنَّ، والمعرفةُ بحقوقهم، وقليلٌ منكن تفعلُه)).

امرأة عاقلة فاهمة أرادَتْ أن تعرف العملَ الذي يُوصلها إلى درجةِ الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، الذي هو ذروةُ سَنامِ الإسلام، وذروةُ الأعمال الصالحة، أرادَتْ أن تعرف ذلك، وتكلَّمت عن نفسها وعن بنات جنسِها كلهنَّ، وأنهن كلهن يرغَبْن في معرفة هذا العمل الذي يرفع عند الله سبحانه وتعالى شأنَ مَن يقوم به.

إنه تصويرٌ لحقيقة مجتمعِ الصحابة مِن النساء، فإن الهدف الأساسيَّ لهنَّ في هذه الحياة أن يقُمْنَ بأعظمِ الأعمال وأرضاها عند الله سبحانه وتعالى.

هذه هي المرأةُ التي نريد في كل مجتمع إنساني، هي التي يكون لها هدفٌ في الحياة وتسعى لتحقيقِه في مجتمعها الصغير، وفي المجتمع الكبير، فإنَّ وضع الهدف هو أول خطوات النجاح، ثم السعي لتحقيق هذا الهدف هو الطريق إلى النجاح في هذه الحياة.

وهنا يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم أساسينِ ينبغي أن تتطلع كلُّ زوجةٍ تريد لنفسها الفلاح، ولزواجها النجاح:
الأساس الأول هو:
طاعة زوجها:
هي الزوجة، وهو زوجها، والمطلوب منها أن تطيع هذا الزوج؛ لماذا؟!
لأنه سيِّدُ هذه المؤسسة التي أنشآها معًا، أو كانا ركنَيْها الأساسين، ولا بد لسيرِ المركب بسلام أن يُطاع أمر الرُّبَّان؛ وذلك لأنه ما دام هو الذي بذل، وهو الذي سعى، وهو الذي قدَّم؛ فلا بد أن يكون حريصًا على هذا الذي بناه، وطاعتُه تجعل السفينة تسير بسلام إلى بر الأمان.

الأساس الثاني هو:
القيام بحق الزوج:
إذًا ما الزوجة التي نريد؟
وماذا نريد من الزوجة؟!

نحن نُريد الزوجة الودودَ الحانية المحبة؛ تصديقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خيرُ نساءٍ رَكِبن الإبل صالحُ نساء قريش، أحناه على ولدٍ في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده)).

نريد الزوجة الراعيةَ لبيت زوجها؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((والمرأةُ راعيةٌ في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها)).
نريدها زوجة مؤمنة تُعينه على إيمانه.
نريدها كامرأةِ أبي الدَّحْداح التي جاءها زوجُها يقول لها: هيا اجمَعي متاعَكِ؛ فقد بِعْتُ البستانَ، قالت: بمَ؟ قال: بنخلةٍ في الجنة، فقالتْ له على الفور: رَبِحَ البيع! فتأمَّل هذه المرأة التي تعين زوجها على الوفاء بكلمته.

نريد الزوجة التي تَسُرُّ زوجها؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيرًا له من زوجه صالحة؛ إن أمرها أطاعَتْه، وإن نظر إليها سرَّتْه، وإن أقسَم عليها أبرَّتْه، وإن غاب عنها نصحَتْه في نفسها وماله))؛ تسرُّه في نفسها، في طعامها، في منزلها، نظافةً وترتيبًا ونظامًا، تسرُّه في حسن رعايتها لأولادها، في حسن تربيتها لهم وعنايتها بهم.

نريد الزوجة التي تُفكِّر بعقلٍ ومنطقٍ وتدبُّرٍ، وتعرف ما لها وما عليها؛ لتستطيع تخطِّي العقبات داخل أسرتِها، وتُوازِن بين الحقوق والواجبات.
نريد الزوجة التي تُشارِك زوجَها في الآراء لِما فيه مصلحةُ المنزل، وتُخفِّف عنه الأعباءَ، وتُسانده في كل القضايا.

نريد الزوجة التي تُكْرِم زوجها إكرامًا حقيقيًّا نابعًا مِن قلبها وعقلها؛ فتُكرِم لأجله كلَّ مَن يتصل به من قريب أو حبيب، فتُكرِم أهله، وتكون عونًا حقيقيًّا لزوجها على بر والدَيْه لنَيْل رضاهما، وإدخال السرور إلى قلبَيْهما، فتُكبِرهما، وتَبَرهما، وتُكرِم كلَّ مَن ينتمي إليهما من قريب أو بعيد.

نريد الزوجة الراضية بما يأتيها به زوجها، القنوع التي تقنع بالقليل، ولا تُرهِق زوجها بكثرة طلباتها.
نريد الزوجة المُؤثِرة التي تُؤثِر رغبات زوجها وأولادها على رغبات نفسها وحاجاتها؛ ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ [الحشر: 9].
نريد الزوجةَ المستقيمة التي تحكُمُها ضوابطُ الشريعة وقِيَمُها، فلا تَمِيلُ مع الأهواء والشهوات.
نريد الزوجة الواعية المُلِمَّة بثقافة عصرِها، الراقية في تفكيرها، التي تُوازِن بين ما يجبُ أن تكونَ عليه من الثقافة والوعي والرقي الفكري؛ لأن العلم وحدَه لا يكفي، وذلك لتستطيع أن تُبعِد شبح النزاع بينهما وبين زوجها.

فإذا وُجِدت هذه الزوجة التي يريدها المجتمع الإسلامي، استطعنا أن نُخفِّف عن مجتمعنا ما يُعانِيه من اضطرابات أُسْرية تُسبِّب اختلال التوازن الاجتماعي والاضطرابات النفسية، ونُسهِم في خفضِ نِسَب الطلاق المرتفعة؛ كما جاء في بعض الدراسات النفسية والاجتماعية، التي مِن أهم أسبابها كثرةُ الخلافات والمنازعات بين الزوجينِ، وعدم تفهُّم كلٍّ منهما للآخر، مما يُسبِّب الاضطرابات النفسية واختلال التوازن الاجتماعي، واستطعنا الحفاظَ على الحياة الزوجية التي مبعثُها (وحدة النفس والروح)، وقوامها (المودة والرحمة والألفة).

إن الزوجة هي العنصر الفاعل في كِيان الزوجية والأسرة، فهي عندما تُصبِح زوجةً مثالية، تُصبِح مصدرًا كبيرًا للخيرِ والبركة، إذا عَرَفَتْ كيف تقومُ بمسؤولياتها وواجباتها بصورةٍ صحيحة، بدافع حنانها وإخلاصها لزوجها وبيتها ورعايتها لأولادها، فالزوجة المثالية مصدرُ سعادة أمة وشعب بأكمله؛ لأن البيت السعيد نواةُ المجتمع وعمارته بصورة صحيحة.

والخطاب موجَّهٌ لكِلا الزوجين، فهي عَلاقةُ تماثُلٍ في الفكر والإرادة والعمل، فالزواج يعني تزاوجَ الأفكار، وتزاوجَ المشاعر والآمال والتطلُّعات التي تؤدي إلى الرقيِّ وبناء الحضارات، فحين يضطربُ هذا الزواج تذهَبُ السكينة التي هي الأساس الأول لنجاح الحياة الأُسْرية السعيدة.

ولو تتبَّعْنا نصوصَ الشريعة لوجَدْنا كيف حرَص الشارعُ على الأسرة لأهميتها ولضمان سلامتها؛ لذلك لم يتركها للناس ليُقِيموا قواعدَها ويضعوا نظامَها وأحكامها، بل تولَّاها سبحانه وتعالى، فوضع للزوجات منهاجًا للحياة الزوجية، وطالبَهن بالسير عليه وَفقًا لأحكامه وقواعده، فكلٌّ مِن الزوجين عليه أن يُراقِب الله سبحانه وتعالى في تعامله مع الطرف الآخر، فهو عندما يلتَزِم بهذه الأحكام يُرضِي الله سبحانه وتعالى، وعندما يُخالِفها يعصي الله سبحانه وتعالى، ويتعرَّض لسخطه وغضبه.

فنظام الأسرة موضوعٌ للمسؤولية، ليست المسؤولية المدنية فحسبُ، وإنما المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، فوظائفُ الأسرة تُوصَف بالحل والحرمة، وتتصل بالثقافة الإسلامية التي جاءَتْ إسلاميةً ولم تكن امتدادًا لتقاليدَ سابقةٍ.

وأخيرًا:
أقول: إن الأمر يتعلَّق بكلا الزوجين، وليس مقتصرًا على الزوجة، وإن كنا هنا لا نتوجَّه بالحديث عن الزوج وما يجب أن يكون عليه؛ لأنه ليس موضوعَ حديثنا، ونسأل الله أن يُوفِّقنا لِما يحبه ويرضاه.

طاهرة القلب 09-26-2019 09:13 PM

جـَزآك آللهـُ خـَيـر آلــجـزآءْ ..

وَبـآركـ آللهـُ لكـ عـَ آلطـَرْحـ آلقـَيـِمـْ ،،

وَجـَعـَلهـــُ فـيـ مـُوآزيـنـ حـَسـنـآتـُكـــْ ..

إرتواء نبض 09-27-2019 12:55 AM

طاهره
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

غزلان 09-27-2019 01:07 AM

الله يعطيك العافية

إرتواء نبض 09-27-2019 01:13 AM

غزلان
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

البرنسيسه فاتنة 09-27-2019 01:22 AM

جعله الله في ميزان أعمالك يوم القيامه
بارك الله فيك

إرتواء نبض 09-27-2019 01:26 AM

البرنسيسه
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

الغنــــــد 09-27-2019 03:28 AM

صفحة رائعة
وجمااال راااقي

سلمت أناااملك وما طرحت هووون

يعطيك العاااافيه

وشكرا لا ينتهي

إرتواء نبض 09-27-2019 03:31 AM

الغند
لِرُوحكْ وَردْ مُخْمَلِي’..يَ عَبقِ البَسآتِين ...’♥

نجم الجدي 09-27-2019 03:53 AM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي


الساعة الآن 03:45 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية