منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   التوفيق بين آيتين (الحسنة من الله ، و السيئة من نفسك ) في القرآن الكريم (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=25616)

البرق النجدي 10-09-2010 10:42 AM

التوفيق بين آيتين (الحسنة من الله ، و السيئة من نفسك ) في القرآن الكريم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التوفيق بين آيتين : الحسنة من الله ،و السيئة من نفسك
...آيات ظاهرها التعارض
..............
في سورة النساء
نقرأ قوله تعالى: { أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله } (النساء:78)

وبعدها مباشرة نقرأ قوله عز وجل: { ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك } (النساء:79)

ونقرأ أيضًا قوله سبحانه في سورة آل عمران: { قل هو من عند أنفسكم } (آل عمران:165)

وقد يظن للوهلة الأولى أن قوله سبحانه: { وما أصابك من سيئة فمن نفسك } مناف لقوله تعالى: { قل كل من عند الله } ولقوله أيضًا: { وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله } (آل عمران:166)
ولقوله: { ونبلوكم بالشر والخير فتنة } (الأنبياء:35) وليس الأمر كذلك

وهذه القضية التي تتناولها الآيات السابقة، هي جانب من قضية كبيرة؛ القضية المعروفة في تاريخ العالم كله باسم " القضاء والقدر" أو "الجبر والاختيار"

والواقع، فإن فهم هذه الآيات فهمًا صحيحًا يستدعي أمرين؛
أولهما: النظر إليها في السياق الذي وردت فيه؛ إذ لا يستقيم ولا يصح فهمها وهي منعزلة عن سياقها الخاص.

وثانيهما: النظر إليها وفق المنظومة القرآنية العامة، أو بعبارة أخرى، النظر إليها نظرة كلية عامة، وضمن إطار الآيات القرآنية الأخرى؛ إذ إن آيات الكتاب يشهد بعضها لبعض، ويؤيد بعضها بعضًا. وانطلاقًا من هذين الأمرين نستطيع التوفيق بين ما قد يظهر من تعارض في الآيات التي نحن بصددها

على ضوء هذا نقول: إن قوله سبحانه: { قل كل من عند الله }
معناه: قل يا محمد، للقائلين إذا أصابتهم حسنة: { هذه من عند الله }
وإذا أصابتهم سيئة: { هذه من عندك } قل لهم: إن كل ذلك من عند الله؛ فمن عنده سبحانه الرخاء والشدة، ومنه النصر والظَفَر، ومن عنده الفوز والهزيمة.
ولهذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: { قل كل من عند الله }
قال: الحسنة والسيئة من عند الله، أما الحسنة فأنعم بها عليك، وأما السيئة فابتلاك بها.

وعن قتادة في قوله سبحانه: { قل كل من عند الله } قال: النعم والمصائب.

وعن ابن زيد قال: النصر والهزيمة. وعن أبي العالية قال: هذه في السراء والضراء

وعلى هذا فمعنى الآية الكريمة: إن كل ما أصاب الناس من خير أو شر، أو ضر أو نفع، أو شدة أو رخاء، فمن عند الله، لا يقدر على ذلك غيره، ولا يصيب أحدًا سيئة إلا بتقديره، ولا ينال رخاء ونعمة إلا بمشيئته.
فالجميع بقضاء الله وقدره، وهو نافذ في البِر والفاجر، والمؤمن والكافر. وفي هذا إعلام من الله لعباده،
وتقرير لحقيقة مفادها: إن مفاتح الأشياء كلها بيده سبحانه، لا يملك شيئًا منها أحد غيره
أما قوله عز وجل: { وما أصابك من سيئة فمن نفسك } يعني: ما أصابك من شدة ومشقة وأذى ومكروه، فمن نفسك، أي: بسبب ذنب اكتسبته نفسك.
وفي ذلك آثار أيضًا؛ فعن السديقال: { وما أصابك من سيئة فمن نفسك }
أي: من ذنبك. وعن قتادةقال: { وما أصابك من سيئة فمن نفسك }
أي: عقوبة يا ابن آدم بذنبك. وعن أبي صالح قال: بذنبك، وأنا قدَّرتها عليك

وقد ورد في الكتاب العزيز ما يفيد معنى هذه الآية؛
كقوله تعالى: { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } (الشورى:30)
أي: بذنوبكم وبما كسبت أيديكم؛ وقوله في سورة آل عمران بشأن أهل غزوة أحد: { أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم } (آل عمران:65)

فحاصل المعنى هنا: ما أصابك أيها المؤمن من خصب ورخاء، وصحة وسلامة، وغنى وفقر، وسراء وضراء، ونعمة ونقمة، فبفضل الله عليك وإحسانه إليك؛ وما أصابك من جدب وشدة، وهمٍّ وغمٍّ، ومرض وسقم، فبذنب أتيته، وإثم اقترفته، وعمل كسبته، فعوقبت عليه

وفي تفسير ابن كثيرعن مطرف بن عبد الله قال: ما تريدون من القدر ؟ أما تكفيكم الآية التي في سورة النساء: { وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك }
أي: من نفسك؛ والله ما وكلوا إلى القدر، وقد أمروا وإليه يصيرون.
قال ابن كثيرمعقبًا: وهذا كلام متين قوي في الرد على القدرية والجبرية أيضًا

قال أهل العلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يشك في أن كل شيء بقضاء الله وقدره وإرادته ومشيئته،
كما قال تعالى: { ونبلوكم بالشر والخير فتنة } (الأنبياء:35)
فالآية - موضع البحث - تقرر حقيقة مهمة حاصلها: أن الله سبحانه هو المقدر لكل ما يقع في الكون؛ فما يقع في الكون من خير، فهو بتقديره؛ وما يقع من شر فهو بتقديره أيضًا، لكنه سبحانه - وهو العليم الحكيم - يقدر الشر والضر لسبب؛ فما أصابك أيها الإنسان من خير فهو بتقدير الله، وبسبب من أعمالك الصالحة، وما أصابك من شر فبسبب ذنوبك الطالحة، ولا يظلم ربك أحدًا
ان الإنسان قد يتجه ويحاول تحقيق الخير بالوسائل التي أرشد الله إليها، بَيَدَ أنَّ تحقق الخير فعلاً، لا يتم إلا بإرادة الله وقدره
وكذلك، فإن الإنسان قد يتجه إلى تحقيق السوء. أو يفعل ما من شأنه إيقاع السوء. ولكن وقوع السوء فعلاً، ووجوده أصلاً، لا يتم إلا بقدرة الله وقدره

فكل أمر في هذا الكون لا ينشأ ولا يتحقق إلا بإرادة الله وقدره. وما يصيب الإنسان من حسنة أو سيئة - بأي معنى من معاني الحسنة أو السيئة، سواء حسب ما يبدو في الظاهر، أو حسب ما هو في حقيقة الأمر والواقع - فهو من عند الله. لأنه لا ينشىء شيئًا ولا يحدثه ولا يخلقه ولا يوجده إلا الله
أما ما يصيب الإنسان من حسنة حقيقية - في ميزان الله - فهو من عند الله، لأنه بسبب منهجه وهدايته.
وما يصيبه من سيئة حقيقية - في ميزان الله - فهو من عند نفسه، لأنه بسبب تنكُّبه منهج الله، وإعراضه عن هدايته ومنهجه. وبهذا البيان يستقيم فهم الآيات والتوفيق بينها
*****************

المصدر الشبكة الاسلامية

نظرة الحب 10-09-2010 11:36 AM

جزاااااااااكي الله الف خير

عـــودالليل 10-09-2010 01:35 PM

جهد مميز
وطرح نال الاعجاب

اشكرك من الاعماق

واتمنى لك التألق الدائم
كما عهدناك

البرق النجدي 10-09-2010 02:10 PM

بارك الله فيك على مرورك نظوره

البرق النجدي 10-09-2010 02:10 PM

جزاك الله الف خير على مرورك عود الليل

جنــــون 10-09-2010 02:15 PM


البرق النجدي 10-09-2010 02:17 PM

وجزاكي الله الف خير على مرورك جنوووو

اخـــراحساس 10-10-2010 07:00 AM



طرح فى غاية الروعه

يـعطيك العافيه لماتاتى به لنستفيد
وجزاك الله الف خير
وجعله فى ميزان حسناتك
http://dc03.arabsh.com/i/00122/iw4jib0274he.gif


المشعـل 10-10-2010 10:32 PM

نفع الله بعلمك
الدال على الخير كفاعله
وجزاك الله الجنة

بارك الله فيك


الساعة الآن 11:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية