منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   رواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات / 37 (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=158185)

جنــــون 05-02-2019 10:17 PM

رواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات / 37
 
..( البارت الـسابع والثـلاثون )..
.
.
.
‏‏هنا كنَّا تلاقينا
‏فناجى الحبّ قلبينا
‏وفي يوم سعى واشٍ
‏فأمسى وصلنا بينا
‏وضعنا في متاهاتٍ
‏حيارى رغم أنفينا !

- ‏⁧محمد الهاني -⁩
.
.
.
اقتربت بعيناها لزُجاج النافذه بشك مما يفعل ، نظرت لعبائتها بالشماعه وسارت بسُرعه هاتفه : لازم يدري بالرسالة .
خرجت من حيث نزل ، وفتحت الباب صاعده على نظراتة المُستغربة : نعم ؟! .
اريان بتلعثم : وشش اسمه .
نظر لها بتافف حار : منهو اللي وش اسمه ؟! .
مسكت صدرها مُهدئه اضطراب تنفسها وبكلمات مُتقطعه : كنت بروح معك .
اغمض عيناه بنفاذ صبر وماينتظره اهم : مافهمت وين بتروحين مني ؟! .
بلعت كلماتها وهي تشعر بنبره الغضب : بروح لاهلي .
نظر لها بقوه وحادقتيه السوداء تتسع وبتهكم مُستفز : ماشاءالله من فروض يزور الثاني ؟ ، اقول انزلي .
اغمضت عيناها مراراً حتى تبتلع جُملته : وانت وش عليك هذا شي بيني وبين اهلي .
بطولت بال انحنى على المقود : وبعدين معك ي انسانة ؟ .
اريان بعناد غاضب : اقول بروح اشوف اهلي اشتقت لهم ، وش الصعب بالموضوع .
تافف بغضب واشار بعيناه للباب خلفها : مسرع اشتقتي .
واكمل بحدة : اقول انزلي انا مب رايح اللعب وراي شغل .
حركت راسها برفض واصرار : وانا بعد مب رايحة اللعب بروح اشوف اهلي .
واستجمعت قوتها ناطقة بتهديد مُشيرة له ب اصبعها السبابة : شوف والله اذا نزلت قلت لامك انك بتطلع والله اعلم وين رايح .
قاطعها وهو يرفع حاجبه الايمن : تهدديني الان انتي ؟! .
بلعت ريقها وتكتفت ناظرة اماماً : سمه اللي تبي لكن انا ماراح انزل .
اغمضت عيناها بقوة على صوت تقفيل الابواب وتحرك السياره خارجه بسرعه .
صرخت بخوف : وين رايح خلاص بنزل .
بغيض للجالسة جوارة : مره بروح ومره بنزل .
وبخبث حاقد : وعاد المكان اللي بوديك له تشوفين الموت فيه وانتي حية .
سحبت ذراعه برعب : انس بنزل .
سحب يده منها وعيناه على طريق بغضب : لانسوي حادث من حركاتك الطفوليه ذي .
ولف لها ب استغراب من صمتها المُفاجئ وهي تضم ساقيها لبطنها وتنحنح : وين راح لسانك ؟! .
اغمضت عيناها بتمتمة خائفة : بنموت انا شفته بالحلم ، والله بنموت .
خفف السرعه مصدوماً من شكلها وارتجافها : فيك شي, ليكون عندك سكر وابتلش فيك بعد ؟! .
غطت اذنيها مُكرره : بنموت بنموت .
توتر من شكلها وهمسها الذي لا يصله : خلاص ي بنت بوديك لاهلك .
اعتدلت بجلستها ضامه كفيها لبعضها ونظرها لهما .
ببرود تميز فيه هتف : انتي بخير ؟! .
التزمت الصمت وهي تشعر بنبضات قلبها ساتخرج من مكانها .
اتكى على كفة المُستندة على النافذة وتفكيره يذهب به للبعيد .
وقف امام منزل عائلتها وبحديث غير بالي : اخذي راحتك عندهم .
استدارت له بعدم فهم وسقطت عيناها على لمعة السلاح في جيب ثوبة الاسود كتمت انفاسها وبهدوء : زين سويت .
رمقها بنظره جعلتها تشك بما قالت .
ونطق بعد صمت ماداً عليها بطاقة الصراف : يمكن تحتاجينها .
بكبرياء مقتول وقرف : مابي منك شي .
بسُخريه غمز : بتحتاجينها .
فتحت الباب تاركة يده مُعلقه في الهواء .
بدون مُبالاة منه رماها جواره وحرك السياره .
شتمته بملامح كارهه : يعني وش كنت انتظر منه ينتظرني وانا ادخل .
تاففت مُتحركة ناحية منزل اهلها .
تصلبت قدمها وبخوف استدارت بسرعه باحثة عنه : اكيد رايح يقتل احد ذا .
قضمت ظفر اصبعها الابهام وسارت بخطوات سريعه رافعة كفها مُوقفه سياره اُجره واشارت امامها : بسرعه على اطلع على الخط ، والحق سيارة سوداء
السائق : كل السيارات سوداء .
تاففت : انت سوق الحين وانا بدلك عليها .
.
.
___
صرخ : لازم تقول الحقيقه .
ابو انس ومرض قلبه يزيد : والبنت .
مسك راسه بعدم تصديق : عيالنا ولدك انس ، وسالفه بنتك اللي في لندن ، وللحين تقول البنت .
ضرب الطاوله : انت من جبتها لبيتك وهي خطر علينا كلنا .
ابو انس بهدوء : هي امانه عندي .
ضحك ب استفزاز : ومتى عرفت انها امانه ؟ ، وينك عنها من اول ماخليتها عند الصايل .
ابو انس بكلمات مُتقطعه : هذي وصيه امها .
ابو ماجد وعقله لا يستوعب : انا رايح اقول لشرطه كل شي .
اضاق عيناه : نقول لهم بعد كل ذي السنين ؟ .
وبتردد : امس شفت ولد عمها وعيونة تقول انه عارف السالفة مع ان ذا مُستحيل .
نظر له : ابوها مات وهو مايعرف الحقيقة كيف ذا بيعرفها ؟ .
ابو انس هز راسه ب اقتناع واكمل : انا خايف عليها من اللي يبيها ، زوجتها انس عشان نحميها بس شكلنا ماراح نحميها .
وبضيق : ليتني اعرف اسمه .
نظرو للباب بخوف ، دخلت واغلقت الباب خلفها وهي من كانت تسترق السمع : اذا ماتكلمتو انا بتكلم ، ويكفي ي عايد انك زوجتها انس وهو مهوب راضي .
ابو انس بنفاذ صبر : ولدي ويسوي اللي انا ابي .
واكمل بتهكم ساخر : واذا تكلمتي وش بتقولين ؟! .
ام انس : بقول وش كان بيسوي فيها ابوها ، وامها لما جابتها لنا ، لازم نرتاح من امانتها .
ابو ماجد بهدوء : من الاساس لما زوجتها انس كان اكبر غلط بحياتك حنا ماراح نحميها .
واكمل مُبللاً شفاهه بهم : الخطر صار على انس .
ورفع عيناه لهم : الشخص اللي بذيك الليلة ترك عند باب الراشد بنت ميته وقال ذي هي اريان بنتكم ، هو موجود وعارف انها حية .
قاطعة عايد : حتى لو عرف انها حيه ، ماراح يعرف انها عندنا الان .
وبهدوء : اكيد بيجي في باله اننا غيرنا اسمها .
ام انس : انا خايفه علي عيالي .
نظر لها بغضب : وانا يعني مانب خايف عليهم مثلك ؟! .
ام انس بنبرة باكية : البنت كبرت وخلاص .
قاطعها ابو ماجد : حتى لو كبرت تبقى بنت ، وهي الحين مثلك بنتك ي ام انس .
التزمت الصمت وحديث ابو ماجد يُحرجها .
نظق ابو ماجد ونظره لاخاه : هم يهددونا بعيالنا ولا تكلمو للحين اكيد يبونا نتكلم اول .
عايد تنهد : مستحيل ابد اتكلم ، حتى مدري كيف اعلمها الموضوع اكبر منا .
ابو ماجد اقترب : متى بتقول لخوالها ؟! .
عايد جلس : ماردو علي خبر .
واكمل وعيناه ترتفع لزوجتة : انتظرو علي شوي ، وراح اصحح غلطي .
ابو ماجد زفر انفاسه مُستجمعاً الكلمات : انا شاك في منيف .
ابو انس نظر له : منهو منيف ؟! .
ابو ماجد : ابو زوجة ماجد .
ابو انس بملامح مُستفهمه : كيف شاك فيه ؟! .
ابو ماجد بضيق : طلع هو اللي حاط الكيس في سيارة السواق .
وبذكاء مُحامي : انا قلت يمكن يبي ينتقم مني ، لكن لو فكرت شوي دريت ان ماهمه موضوع الانتقام لان هو بالحالتين بيدخل السجن .
انزل راسه بتعب : من الاساس مفروض ماوافقت انك تزوج ولدك ببنت ماتعرفها .
ابو ماجد بملامح متوعده : الله ياخذه الحين مادري وين ارضه .
نظر لاخاه وصوته يصل له بعد صمت : بس اكلم جدتها كل شي بينحل .
ضحك ابو ماجد : وتحسب ان الموضوع بيقعد سهل لين تعلم جدتها .
واكمل مُحركاً راسه ب اسى : اصعب من اللي تتخيله ، حققو معي اليوم ويلا جحدت ، انت وش بتقول لهم انتظرو ترى مافيه شي لين اقابل جدتها ؟ .
اغمض عيناه بتعب فحقاً الحديث اسهل من الفعل .
ابو ماجد وقف بخوف من تلون ملامح اخاه .
تحركت بخوف صارخه : وش فيك ي عايد ، انادي انس .
ابو ماجد بهدوء : لاتخوفين الولد ضغطه شوي انخفض .
هز ابو انس راسه : ايه .
مدد جسده على الاريكه في الصالون ورفع قديمه للاعلى قليلاً .
اقتربت بكوب ماء والدواء .
وصل لهما صوته قبل ان يبتلع الحبه : ماعاد اعرف وش اسوي .
وبغصة : اخاف اموت .
قاطعته زوجتة : بسم الله عليك وش ذا الكلام .
التزم الصمت ابو ماجد على نزول شادن الخائف من صوت والدتها العالٍ : وش في ابوي .
ام انس تركتهم مُتجه لغرفتها ماسحه عيناها .
ابو ماجد بهدوء : بس شوي ضغطه انخفض .
اقتربت بعينان خايفه : اكلم انس .
قاطعها بنبرة مُتعبه : لا روحي جيبي حبوب القلب من المكتب .
انطلقت بخطوات سريعه وعقلها بقى عند والدها .
دخلت المكتب وتحركت بسرعه باحثة .
انحبست انفاسها ونظرها يقع على الصوره المتوسطة مكتب والدها .
رفعتها وحدقت فيها ببطء مُتامله عيناه وبتمتمة : وين شفته ؟ .
مسكت حلقها برُعب .. نعم اتذكر هذه الملامح قبل اشهر كان ينظر لي ب ابتسامه خبيثه ونظرات غريبه في تلك الطائره .
سقطت الصوره من اناملها مُتذكره عيناه بالامس .. لا مُستحيل .
عادت للخلف وعيناها تُحدق في الصورة اضطربت انفاسها وصوتها يرفض الخروج .
عادت للواقع على صوت عمها : شادن ي بنتي وش فيك تاخرتي .
حملت الصورة برجفة وطوتها وهي تُدخلها بين جسدها والكنزة .
مسحت وجهها وعيناها تعود للبحث عن دواء والدها .
حملته وخرجت بملامح شاحبه صفراء .
ابو ماجد ب استغراب من شكلها : وش فيك ؟! .
وضعت خصلتها خلف اذنها وبتلعثم : خفت ع ابوي .
ابو انس بشبه ابتسامه : وماتشوفيني صرت بخير والحمدلله .
هزت راسها وتحركت صاعده .
اغمض عيناه على صوت ابو ماجد : متى بتزوجها سعود .
حرك راسه برفض : انا قلت لما تتخرج ، وهذا اذا وافقت .
سعد بتردد متوتر : ليش ماتوافق ؟! .
وبهمس : اذا خايف انه صار لها شي في لندن فسعود ولد عمها وماراح تلقى احسن منه وهي عارفته .
قاطعه : القرار للبنت ، ولين تخلص دراستها .
واكمل بحُرقة : واذا صار لها شي في ذيك الليله فهذا مكتوب ، ولا راح نظلم سعود معها .
.
.
___
دخلت بصُراخ سعيد : وتين وتين .
نهضت بخوف : وش صاير .
اثير والخبث يلعب في عقلها : بيتنا يحترق .
تحركت بسُرعه لتتعثر في الغطاء وتعتدل في وقفتها قبل ان تسقط ، مسكت ظهرها بقوة من الالم الذي نبض به ، وتحركت باحثه عن عبائتها : عمي وينه اسير .
مسكت بطنها وجلست تضحك بقوه : ماتوقعتك بتصدقين ي هبله .
نظرت لغروب الشمس وذكرت البسمله حامده ربها انه لما يصبها شي بهذا الوقت من صُراخ هذه المجنونة ، ثم دخلت الحمام و اغلقت الباب بقوه .
وقفت بعد ان احست بغباء ما فعلت واقتربت هاتفه : امل جابت ولد وحبيت ابشرك قبل اسير .
طرقت الباب بخوف من صمتها : وتين تسمعيني .
وتين جلست والم ظهرها يشتد : سمعت .
اثير ببتسامه : طيب باركي اني صرت خاله للمره الثانية .
التزمت الصمت ب انفاس مُضطربة .
خرجت اثير ب استغراب من ردة فعلها المُبالغ فيها بنظرها .
ابتسمت على شبيهتها القادمه : نروح لهم ؟! .
حركت راسها برفض ودوت ضحكتها هاتفه : مو الحين بعدين ، عاد تقول امي امل تبكي تبي بنت .
اثير رفعت حاجبها بسُخريه : تحمد ربها انه متعافي ، وقلت لها سوي اشاعه رفضت ابيها مفاجاه خل المفاجاه تنفعك .
لحقت تؤامتها وبتردد : سويت مقلب في وتين وماتوقعت تزعل .
اسير استدارت لها : بذا الوقت ؟! .
اثير بخوف : تتوقعين تلبسها احد والعياذُ بالله .
اسير والخوف يدب قلبها : ليش وش صار ؟! .
اثير عادت بخطواتها لغرفه وتين : مدري بس رده فعلها غريبه .
تبعتها بقلق : غبيه .
اقتربت للباب وطرقت بنبره مرعوبه : وتين .
مُنحيه بألم وكفيها على ظهرها ضغطت على اسنانها : اثير اتركيني .
اسير وضعت اذنها على الباب : وتين مهب زين الحمام اطلعي .
وقفت بتثاقل ،تصلبت عن الحركه شاعره بنزيف .. طفلي يموت قبل ان يرى النور ! .
مسكت بطنها بقوه هامسه : مُستحيل اخليك تروح .
بكت بقوه وجسدها ينتفض جلست على ركبتيها وصوتها يرتفع .
طرقت الباب بقوه مُناديه : وتين افتحي .
استدارت على اثير : روحي نادي مساعد .
اثير بملامح مُتشنجه : وش اقول له ؟ .
صرخت اسير : شغلي مخك لو مره .
وتركتها راكضه للاعلى .
اثير طرقت الباب ب انامل مُرتعشه : وتين تكفين سمعيني صوتك .
خرجت بخطوات واسعه مُناديه : اسير بسرعه .
تحركت بتعب وفتحت الباب واتجهت بحركه سريعه لفراشها واندست .
اغمضت عيناها على صوت اسير القادم وخلفها تهاني المرعوبه : كيف تبين مساعد يدخل ويكسر الباب وهي بالحمام .
صرخت اثير : وانتي وقت غيرتك البنت ماترد .
وقفت اسير عن الحركه وعينها تلتقط جسد وتين على السرير .
تقدمت بتلعثم : انتي بخير .
بللت شفاهها تهاني وبقت مكانها .
وتين اغمضت عيناها مُخفيه ألمها : ظهري شوي يوجع ..
قطع حديثها دخول مساعد مُغلقاً ياقة قميصه الاسود هاتفاً : بتفتح ولا اكسر الباب .
توقفت قدميه عن الحركه وعيناه تستقر في ملامح وتين .
رفعت الغطاء مُغطيه ملامحها بصدمه .
سحبت تهاني ذراعه والغيره تحرق قلبها : انت كيف تدخل كذا ؟! .
خرجت اثير خلفهم ولسانها يثقل عن نُطق اي شي .
اسير بتوتر : طلع .
وتين استلقت على جانبها الايمن وبتعب نفسي : ابي انام .
اسير بقلق رقيق : لازم نروح للمستشفى .
حركت راسها بالرفض : مافيني شي بس خوفتني الخبله اثير .
همست اسير : نخلي مساعد يفحصك ؟! .
وألم ظهرها يزيد و بحده : انا بخير مليون مره تبيني اعيد .
هزت راسها بتفهم وخرجت اغلقت الباب خلفها وصوت مساعد الخائف يصل لها : خليها تلبس نروح للمستشفى .
اسير بضيق : رافضه .
مساعد بحده : اذا ماراحت دخلت افحصها .
تهاني بغضب : مافيها الا العافيه .
نظر لها : انتي ماشفتي لون وجهها .
بغيره : وانت لحقت تشوف وجهها ؟! .
اثير بغضب : تهاني ترى مو وقت حركات الزوجه الغيرانه البنت تعبانه .
اسير قاطعتهم : ظهرها شوي يوجعها وبتصير احسن .
مساعد بتفكير سريع : ادخلي اساليها وين ألالم بالضبط .
اثير بغضب : لاتسوي فيها دكتور عظام وبتحلل حالتها لنا هنا ، خلنا نوديها وبس .
اسير بتافف : البنت رافضه تبونا نجبرها ؟! .
رفع مساعد هاتفه : بكلم عبدالرحمن يجي .
اسير اغمضت عيناها مراراً : كيف يعني بيجي ؟! .
اثير بتإييد لكلام شبيهتها : بتدخله بغرفتها ؟ .
رفع حاجبه ب استغراب : هو دكتور .
تهاني ابتعدت بغضب وهي ترى اهتمام مساعد المُبالغ فيه بنظرها .
زفر تفكيره وبهدوء : خليك معها اذا بغيتو شي انا بغرفتي .
اثير عضت طرف شفاتها وبقهر : شوفي كيف لحقها .
اسير اتجهت للاريكه الجانبيه وجلست بتعب : زوجته .
اثير بغيض : مسويه تغار عليه من وتين .
اسير رفعت عيناها وبحده : شوفي وين تفكيرك موديك ؟! .
واشارت لغرفة وتين خلفها : البنت تعبانه وراك وانتي جالسه تراقبين حركات تهاني .
بلعت ريقها وبتلعثم : ترى كله مقلب صغير وعاد يوم سمعتها تبكي يمكن كانت تتذكر ابوها ، اصلاً من صحيتها وهي مو ع بعضها .
اسير تنهدت : خلاص اثير تكفين مابي اسمع صوتك .
اثير اقتربت وببطء : ليتنا خلينا عبدالرحمن يجي ع الاقل تكحلين عيونك .
صرخت اسير : بنت وش وضعك انتي .
اثير ابتعدت بضحكه صغيره : خليني اروح الحق ع الصلاه بس .
وقفت بعد ان ابتعد صوتهم سحبت لها بجامة ثقيله ودخلت الحمام ، خرجت بعد دقائق طويلة .
استلقت على ظهرها مُتنفسه الراحة والنزيف يتوقف .
مسحت على بطنها بهمس : ياربي تخليه لي .
.
.
___
تجلس امام جدتها من وقت وعيناها على التلفاز ومايتحرك فيه .
جدتها بحنان : زودي عليه دامتس تشوفينه .
انزلت راسها وعقلها يعود للواقع : لبيه .
اشارت لجانبها : تعالي .
اقتربت وبتوتر مُبرر لسرحانها : وين مها ؟ .
ام هزاع بخفوت : وش قايله لها ، طلعت الصبح من هنا وهي ناسيه ان لها جدها .
ابرار ب استغراب من فعل مها : ماقلت لها شي .
سكتت على دخول والدتها تحمل العشاء .
وقفت : بروح لمها .
والدتها ونظرها لصحن امامها : تعالي اكلي .
ابرار بضيق تكتمه : مانب مشتهيه .
الجده اضاقت عيناها في والدتها .
وقفت والدتها وبتوتر : ليكون حامل ؟! .
انصدمت من تفكيرهن وبهدوء : لا وش ذا السؤال .
الجده : سؤالنا مافيه شي وينسال لكل متزوجه .
مررت كفها على عنقها وبترقيع : بس انا متاكده مو حامل .
وحملت هاتفها وخرجت ساحبه ردائها الاسود .
تركت الباب مفتوح قليلاً ومسكت صدرها مُهدئه خفقان نبضها غطت جسدها جيداً من هطول الامطار الخفيفه تنهدت بضيق واتجهت بخطوات ضايعه لمنزل خالها ، تجمدت في مكانها من الصوت الرجولي الهاتف لمن يُكلمه خلف السماعه : الدنيا مطر ماقدرت ارجع ، وحلفت علي العجوز ماحرك .
اكمل بعد صمت : سالفه طويلة بس اللي استغربه وش جايبهم بعرس العايد .
من بين ضحكه : فهد لا تشكك امي ، قول رايح مع اخوياه .
بحده : ياليل وتفكيرك .
بتنهيده : والله مدري كيف متحملين الجلسه بالبيت من دونها .
ابتسم : هذي اريان حتى لو خذاها منا ولد العايد مصيرنا نخطفها منه .
اتسعت عيناها بصدمة وبربكه انتفضت من رنين هاتفها .
كان يجلس في سيارته وقدمه اليُسرى مُمتده للارض والاُخرى معكوفه ومُتكي عليها ب اندماج حتى سمع الرنين واستدار لمن تقف خلف السياره .
حركت راسها تبحث عن طريق للهرب وبدون تفكير اتجهت ناحيه بيت خالها وطرقت بتوتر .
علي اغلق الهاتف ووقف ينظر لها بتساؤل .
اغمضت عيناها وهاتفها لازال يرن .
عادت خطوه ومها تُغطي راسها وتخرج لها مُغلقه الباب خلفها وبحده : يبي لنا جلسه لحالنا ، عشان افهم .
همست برجفة : افتحي الباب .
مها بعناد مسكت ذراعها : بنروح .
سحبتها وضغطت على اسنانها : شوفي يمينتس .
نظرت يمنيها وعدلت غطاء وجهها وبتوتر من نظراته : فقع ان شاءالله ، هذا بكل مكان يطلع لي .
سحبت نفساً عميق وعادت لمنزلهم : بنطول واقفين .
لحقتها وبتلعثم : زين سويتي .
رفعت هاتفها واتسعت حادقتيها ورقم والدها يُضيء الشاشه .
تحركت بسرعه وبهمس : من اليوم يتصل وش يبي .
لحقتها مها : وش فيتس .
سارت للحمام وبتوتر : شوي وبجيتس .
دخلت للمجلس وبلعت ريقها وجدتها ترفع راسها لها .
تقدمت ببطء وانحنت مُقبله راسها وانفها وب اعتذار : وشلونتس يام هزاع .
ام هزاع مُمثله عدم الاهتمام بما حدث اليوم : بخير ي بنت هزاع .
عادت للوقوف على الباب ونظراتها للبعيد بعد ان قبلت عمتها .
ام ابرار : تعشي .
هزت راسها برفض : كثر الله خيركم تعشيت في البيت .
.
.
___
تنحنحت وبرجفه فتحت الخط : الو .
وصل لها صوته الهامس بغضب : انتي ليه ماتفتحين ؟ .
ضغطت ع اسنانها مُستجمعه الكلمات : كنت مشغوله .
صرخ بهمس : ها افتحي .
ب استغراب : وش افتح ؟ .
نطق باتراً جُملته : الباب .. قبضة على الهاتف وصوت ماجد اخترق قلبها قبل سمعها : وش ذا الازعاج ؟! .
صرخت والهاتف ينقطع بينها وبين والدها : يُـــبة .
تعلق في ثوبه وهو يرفعه للاعلى ومن اثر فعلته سقط الهاتف بعيداً واجزاءه تتبعثر .
ماجد بعينان مليئه وعيد دفعه لداخل واغلق الباب خلفه .
منيف بتلعثم ورعب : ابرار ي بنتي وينتس .
وصرخ مُناديها : ابرار .
اقترب وعيناه تحمل الكره والوعيد : اي بنت تنادي انت ؟! .
منيف اشار له بتهديد : ارجع وراك .
ماجد وراسه ينبض غضب : ولك وجه .
حرك عيناه بسُرعه باحثاً عن مايُساعده .
ماجد ابتسم بعد ان فهم حركة عيناه : ماراح اسوي لك شي لين افهم وش وراك .
منيف بكُره : انت وش تقول .
واكمل بحقد : تراني عمك ياللي ماتستحي .
اخرج لسانه بتقزز ساخر : يع لاتقول عمي ، مالي شرف .
نظر للغرف : ابرار وينتس .
ب استفزاز واضح : انا اللي مفروض اسالك وين زوجتي .
منيف بضحكه استفزت كل خليه فيه : انا جاي اخذ بنتي ماعاد لك زوجه عندنا .
اتكى على الاريكه بذراعيه مُهدئاً غضبه : والله شكلك جاي ماتدري وين بنتك صدق .
وبهمس ضاغطاً على اسنانه : الحين ي ابو زوجتي بنجلس وافهم وش تبي .
بتفكير سريع : ابي فلوس .
ماجد مُحاولاً سحب الكلام : مهو مفروض الفلوس تعطينا اياها عشان نطلق بنتك وتاخذها دامك جاي تبيها .
منيف مُمثلاً الضعف : انا ماعندي فلوس ولا شي ، والبنت تطلقها ولا ماتطلقها ماهمني .
ماجد بشك اضاق عينه اليُسرى : وش متورط فيه انت .
منيف بملامح شاحبة : ماتورطت بشي .
ماجد كرر السؤال من جديد : وش متورط فيه انت ؟! .
منيف مسح على جبينه : بتعطيني فلوس ولا بتجلس تتمنن علي .
ماجد تكتف مُنتصباً بجسده : اعطيك وانا مدري وش تبي فيها ؟! .
استدار ماجد للخلف على رنين الجرس .
صرخ منيف : لاتفتــــح .
ماجد بشك : ليه مافتح ؟! .
منيف بنبرة مُتلعثمة وملامح تلونت : بس .
تحرك ماجد للباب : بفتح اذا ماقلت من .
منيف وقف وعيناه تبحث عن مكان يفر منه : بس مابي احد يشوفني عندك .
نظر ماجد من فتحت الباب الصغيره وتافف بغضب هذا ماينقصه الان .
بهدوء تحرك لغرفته : اللي عند الباب اعرفه بروح مشوار صغير معه وبرجع خلك هنا ، ي سواد ليلك اذا مالقيتك .
هز راسه براحه وعاد يجلس .
ارتداء ثوب وسحب مفتاحه وخرج بسُرعه تاركاً هاتفه الصامت يُضيء باسم ابرار .
شد ذراعها خلفه وبحده وتفكيره في من خلفه : انتي وش جايبك ؟! .
نوف ببُكاء : انا ادري اغلطت .
قاطعها : ولا اسمع صوتك .
هزت راسها وصعدت تستجمع قوتها .
التمس جيبه وضرب فخذه كيف نساه ! .
نطقت بتردد : هم خربو زواجنا .
صرخ : نوف مو وقتك خلاص .
بكت وبصُراخ : الا وقتي متى تبيني اتكلم .
اوقف السياره ونظر لها : وخاطري عندك لاتسوين فيني كذا .
احتضنت ذراعه وبرجفه بُكاء : واللي تسويه فيني .
نطق بضيق : راسي مشوش شوي .
همست بفرح بين شهقاتها : امك قالت بتطلقها .
ضغط على شفاته وابعدها هاتفاً : امي قالت ؟! .
هزت راسه وقبلت خده : اسفه .
واكملت مُعتدله في جلستها : قدمت اجازه عشان شهر العسل .
حرك السياره وضغطه يرتفع من والدته : مابقى شي على الاجازه النصفيه ونروح ، مهب زين توقفين الدراسه عشان امورك الخاصه .
بعدم اهتمام هزت راسها فالاهم انها الان تتبادل معه الحديث .
ضمت حقيبتها لصدرها بضيق مما قال : و لاعاد اشوف دموعك ، ماحب الحرمه اللي تبكي بدون سبب .
ب استفهام حاد : واللي احنا فيه مو سبب .
حرك السياره بقوه هاتفاً : اذا عشان ابرار مابي اذكرك انها زوجتي قبلك .
بتافف : مو طلقتها خلاص .
صرخ بكلمات صادمه لها : ماطلقتها ولا راح اطلقها .
عند ابرار مسكت راسها كيف لايُجيب ! ، ماذا حصل بينهم .
رفعت راسها مُتذكره رقم نوف الذي خزنته لها نورة حتى تُغيضها به .
تنفست بعمق وضغطت على اسمها .
.
.
___
لم تتوقع هذه المسافه وان تخرج من الرياض .
ارتجفت بخوف من الظلام واختفاء سيارة انس ووجودها لوحدها مع سائق هندي الجنسيه : وين راحت السياره ! .
السائق بعدم اهتمام : مدام انا فيه ارجع .
صرخت بقلق : احنا وين الحين ؟ .
السائق رفع كتفيه : مافيه معلوم .
فتحت حقيبتها ب ارتعاش على رنين هاتفها وبتلعثم : وقف وقف .
السائق والافكار الخبيثه تاخذه وتعود به : اوك .
بللت شفاهها من رقم هاجر وتنهدت بخوف .
صرخ السائق بهلع من السياره التي وقفت خلفه .
سقط الهاتف اسفل قدميها وبجنون مرعوب : حرك وش موقفك .
السائق حرك راسه برفض والخوف يُسيطر على جسده ، ونظر لانعكاس الشخص القادم من خلف ب رداء اسود ويُغطي ملامحه بغُترة شال بُنية .
ضرب زُجاج النافذه بالسلاح مُشيراً له بالنزول .
اريان انحنت بجسد بارد باحثه عن هاتفها ب انامل ضايعه .
بلعت ريقها وعيناها على انشغال قُطاع الطُرق في نظرها بالسائق ، فتحت الباب بهدوء وخرجت راكضه برعب .
سقطت ارضاً على صوت السلاح والصوت العالٍ : اريان .
بكت بإلم وخوف مصدوم من معرفته بإسمها .
حاولت النهوض وهي ترى سيارة السائق تبتعد بسُرعه تاركتها في هذا الظلام مع شخص لاتعرفه .
مسكت ركبتها بوجع وبتلعثم باكي لحقته : وقف ي كلب .
سحب ذراعها بقوه وصرخ بغضب : تلحقيني ؟! .
بنبرة مُرتجفة : انس .
دفعها للخلف وبعينان مُشتعله : فيه احد صاحي يركب مع سواق ويطلع من الرياض بكبرها بس عشان يتدخل في شي مايخصه ! .
بردت اطرافها وبنبرة حاولت ان تكون قوية : تبيني اشوف معك السلاح واخليك انا ناقصه ..
قاطعها مُشيراً لها بالسلاح : انا بدفنك هنا وارتاح .
بلعت ريقها واغمضت عيناها : عادي اصلاً اهلي بياخذون حقي .
ضغط على اسنانه ماسحاً وجهه بكفه اليُسرى : لا اله الا الله .
بللت شفاتها ورددت ماقال : لا اله الا الله .
نظر لها : تستهبلين ؟! .
هزت راسها والخوف لازال ينبض في داخلها : لا اذكر الله .
اشار ارضاً بالسلاح : اجلسي .
اغمضت عيناها بعدم فهم : اجلس ؟.
صرخ : قلت اجلسي .
جلست على ركبتيها بخوف .
بقهر : ارفعي يديك .
رفعتها لا ارادياً .
اقترب لها و ب استفهام حقيقي : انتي مرسول لي ؟ .
فتحت عيناها واضاقتها بضيق من قوة اضاءة السياره خلفه : كيف مرسول ؟! .
بحده سحبها من عبائتها حتى وقفت : كلامي واضح ، انتي وش عندك تطلعين لي وين ماروح ؟! .
سعلت بإلم من شده لعبائتها التي حبست انفاسها : خفت يصير لك شي .
ضحك بتهكم : ماصدق اللي كانت تشك فيني وتقول مُجرم وقاتل .
قاطعته : وللحين اشوفك مجرم .
عقد حاجبيه بصدمه من ردها : ع كل اللي شفته للحين تشوفيني مجرم ؟! .
رطبت شفاتها ومُصطنعه القوه : يعني مو مجرم بس مشكوك في امر ، ب اختصار مارتحت لك .
تركها ضاحكاً بسُخرية : وتلحقيني لانك مارتحتي لي شي عجيب فعلاً .
ثم قبض على رسغها وسحبها بقوة : وشكك في محله تبين تشوفين وين رايح ؟! .
هزت راسها بملامح شاحبه : ايه .
امال ثغره ب انفاس حار ودفعها بقسوه لداخل السياره في الخلف .
صعدت وهي تتحسس ركبتها والراحه تدب لقلبها .
نزع الغترة مُمرراً انامله في خصلات شعره وانفاسه تُسمع .
انتفضت على صرخته : جيبي جوالك .
استوعبت مقصده والهاتف يرن في كفها .
مدته له وبتلعثم : هذي بنت عم ..
قاطعها مُغلقه ورماه جواره : لا اسمع صوتك .
استجمعت قوتها : وبعدين ي انت ؟ .
بحده : لاتخليني انزلك .
عادت بظهرها للمقعد خلفها وبتوتر : وين رايحين طيب ؟ .
وقف في المكان المقصود ونزل : مو تبين تشوفين وين رايح ؟ .
نظرت للمكان المُظلم الذي وقف فيه وتُحيطه كثير من المصانع القديمه : تستهبل انت .
فتح الباب وبهدوء حاد : انزلي .
نزلت بخطوات مُرتجفه .. فهذا الشخص كما توقعته وافعاله الان تُثبت صحت م جال في عقلها .
اخرج سلاح اخر وادخله في جيبه ، رفع ثوبه الاسود وربطه على خصره دفعها امامه وبخفوت : مجنونه صدق .
بتعثر سارت ناطقه : توقعت لما شفتك احصل امان ..
لم تُكمل جُملتها وهو يسحبها خلف الحائط القريب ويُغلق ثغرها بصدمه هامساً : ولا صوت .
اتسعت عيناها برعب من ملامحه المُتشنجه وبخوف اغمضتها .
بتفكير سريع تمتم : الله **** .
بنبضات مُتسارعه همست : انس وش فيه ؟! .
ابتعد عنها وعيناه تدور في المكان : شكلنا بنعيد اكشن المزرعه .
لم تستوعب ماقال حتى صدر صوت من بعيد : سيارته هنا .
ب انفاس مُضطربه : من ذا ، وكيف بنعيد اكشن المزرعه ! .
اخرج سلاحه وتحرك بها داخل احد المصانع : ماراح تستفيدين من الاجابه .
وصل صوت ذاك البعيد : راجح وش صار عندنا ، وعميلك الغبي وقتلناه على بالك ي ولد عايد انك اذكاء منا ؟! .
برجفه قبضه على ثوبه وتبعته هامسة : انا قبل شهور سمعتك .
قاطعها عابراً ممر طويل : اتركي الماضي وخلينا نطلع من هنا سالمين .
توقفت في مكانها : واذا ماطلعنا ؟! .
سحبها على صوت الرمي خارجاً : ان شاء الله نكون شُهداء .
وسار بخطوات سريعه للاعلى وعيناه على هاتفه : مافيه تغطيه هنا .
بتعب وساقيها تبرد : خلاص ماقدر اتحرك .
عض شفاته السُفليه وبنفاذ صبر : تحملي مايجيك .
واكمل سيره .
لحقته والصوت يقترب : جاوو .
مسك عضديها وادخلها في زوايه بعيده عن الانظار وبهمس : راح اشغله تحت كلمي راكان .
قاطعته برجفه : المكان بعيد ماراح يوصل .
هز راسه وابتسم مُخففاً توترها : انتي كلميه بس .
واكمل بخفوت تاركاً الهاتف في كفها : لازم تطلعين السطح دوري مكان اتصال .
نطقت بخوف : وانت ؟.
بدون مُبالاة : بروح اشغله ومن حظي انه واحد .
سحبت ذراعه : واذا مو واحد .
ببرود همس : لاتقولين تخافين علي .
دفعته وقبضة على الهاتف .
نطق مُبتعداً : مايعرفون انك معي لكذا لاتخافين .
مسكت قلبها والرعب ينبض فيه .
غطت اذنيها من صوت الرمي والدمع ينهطل خوفاً .
تحركت بخطوات بطيئه مُرتجفه وصعدت للاعلى .
رفعت الهاتف تبحث عن عمود اتصال .
مسكت بطنها شاعره بغثيان الخوف .
جلست في مكانها الاهم الان ان تخرج سليمه من كل هذا .
.
.
__
نظر لباب الشقه المفتوح على مصرعه .
سار بسرعه وحرك عيناه باحثاً عنه ، ضرب بقدمه ارضاً وتوقعة بالهرب يُصيب ، مسك راسه بحقد يتزايد .
وبتمتمه : والله ماخليك ي كلب .
وضرب الاريكة بقدمة صارخاً : تحسب اني مو كاشف وصاخك .
تحرك ناحيه غرفته رفع هاتفه لتقع عيناه على كميه الاتصالات من ابرار .. ضغط زر الاتصال وهو يُريد ان يفرغ غضبه من والدها فيها .
.
.
___

جنــــون 05-02-2019 10:18 PM

بتردد بعد ان وصل لها صوت الطرف الاخر : الو .
نوف جلست على السرير بترقب مُستفهم : هلا .
ابرار بتلعثم : السلام عليكم .
نوف رفعت حاجبها : وعليكم السلام .
اغمضت عيناها مُمسكه قفا عُنقها : اخبارك نوف .
نوف ابتسمت : حبيبتي مُمكن نتعرف الحين ؟ .
همست بضيق : ابرار .
نوف وقفت وبمحاوله استيعاب : مين ابرار ؟ .
ابرار بنفاذ صبر : وين ماجد .
نوف صرخت : انتي بي وجه تدقين علي ، اصلاً وش جاب رقمي عندك ي خطافة الرجال .
واكملت بتهديد : يكفي اللي حنا فيه منك اطلعي من حياتنا مو طلقك ماجد خلاص اطلعي .
ابعدت الهاتف عن اذنها وهي تحاول ان تفهم مارمت من كلمات .
اقفلت والصدمه تكتم انفاسها .. تطلقت !.
سقط الهاتف وبُكائها يرتفع ناسيه والدها وماذا يفعل عند ماجد بهذا الوقت .
وقفت مها بخوف وتبعتها جدتها وخرجت والدتها من المطبخ ب استغراب .
مها تكلمت وهي تتجه للحمام بخوف : انا بكلمها .
هزت ام ابرار راسها بخوف .
طرقت الباب وبقلق : ابرار .
لم تُكمل الجمله وابرار تفتح الباب وتحتضنها صارخه : طلقني ماجد .
شهقت الجده ، غطت والدتها ثغرها بصدمه شاعرة بتإنيب الضمير .
مها وهي تجمع كلمات ايجابيه حتى تُساندها بها لكن اختلطت بنبره مخنوقة : هو الخسران ي روحي .
انزلت نظرها على الهاتف الذي بدأ يُضيء باسم ماجد رفعته واقفلته بكُره ، دسته في جيبها وتحركت ب ابرار : خليني اوديتس لغرفتس .
ابرار واقدامها لا تحملها هزت راسها .
ام هزاع بحقد : والله اني دارية ماراح يجي من ذاك الاغبر شين صاحي .
ونظرت لوالدة ابرار : ها شوفي وش سويتي ضغطتي على الرجال لين طلق .
واكملت كارهه كُل شي : البنت وين تروح منكم ابوها يزوج وانتي تطلقين .
ام ابرار ابتعد بملامح صفراء : زين جات منه .
.
.
__
ترك السلاح ب استسلام مُنحنياً على ركبتيه وذراعيه خلف عنقه .
المجهول بقناع يُغطي وجهه : طولت علينا .
نظر ارضاً : وين وديته ؟! .
ضحك بضحكه خبيثه : ع بالك انت الوحيد الذكي ؟ .
رفع عيناه ب استغراب من ضحكه : وش يضحك .
اقترب مُشيراً له بالسلاح : ولا كلمه .
عض على اسنانه مُجبراً .
دفع راسه وبكلمات لها مغزى : تحسب القتل بس حلال عليكم .
تحرك انس بغضب .
ركله بقدمه : اجلس .
اغمض عيناه وعاد للجلوس .
عاد كم خطوه للخلف ومسك السلاح بيده الشمال واليُمنى اخرج بها الهاتف وفتح الكاميرا وبغمزه مُقرفه : تتوقع كم المُكافاة اللي بيعطوني ؟ .
انزل كفيه خلف ظهره مُمثلاً التعب وراسه ارضاً حتى لاتظهر ملامحه : متى بتخلص .
صرخ : ارفع راسك .
انس بعناد : لا .
اطلق رصاصه بالهواء : اقول ارفع .
في الاعلى .. صرخت بخوف مُتلعثم والصوت يصلها : راكان تسمعني ؟ .
راكان بتوتر : خلاص بنحدد مكانكم .
واكمل بضياع : اريان لازم تساعدين انس .
بدون صوت حركت راسها برفض .
راكان وكانه راى حركتها : انتي وينك ؟ .
بتلعثم : مدري بس بعيد انس قال اجلس هنا .
بجنون : وانتي بتجلسين هنا لازم تساعدينه .
اريان برجفه : يمكن اموت .
مسك راسه وبهدوء : خليك على الخط .
بصوت مخنوق : الجوال بيطفى شحن .
بتساؤل مُفكر : وين جوالك ؟ .
رفعت كتفيها : خذاه انس .
تافف وبضيق : انتظري شوي على الخط .
رمى الهاتف للجالس امام اجهزه كثيره : عادل بسرعه حدد مكان الرقم ذا .
ضغط على زر الاستدعاء الاحمر .
دخل مشاري وخلفه مجموعه من رجال الشرطه .
راكان مسح على وجهه : انس العايد وزوجته بمكان مجهول ومعرضين للخطر .
مشاري رفع حاجبه : قصدك اختك ؟ .
هز راسه : بالضبط .
مشاري بهدوء ابتعد خارجاً : انا عندي قضيه اشتغل عليها .
تاركاً في نفس راكان تساؤلاً على تصرفاته هذه الايام .
عادل وقف : حددنا المكان .
اقترب راكان واتسعت عيناه صدمه من بعد المكان : كم يبي لنا ؟ .
عادل نظر له : ساعتين بالكثير .
جلس راكان بخيبه .
احد رجال الشرطه بحماس : الموضوع ذا خلوه علي .
وسار للخارج .
وقف راكان والحياه تعود له : بلغو المركز .
بخطوات واسعه تقدم له سعود : وش في انس ؟ .
حمل سلاحه وبخطوات ثقيله وسعود يتبعه : بقولك في الطريق .
.
.
___
انزلت الهاتف بعد نفاذ بطاريته وانفاسها تختنق من هذه الظلمه .
وقفت وصُراخ انس يرتفع .
نزلت بخطوات مُتعثره خوفاً ، تاره تقف وتاره تسير .
مسكت قلبها مماترى .
كان هُناك رجل ذو بُنيه عريضه يُغطي وجهه بالاسود يُخاطب انس ب استفزاز وسُخرية .
اقترب لانس ساحباً شعره للاعلى : كلمه لاهلك .
بصق انس عليه وهو لم يعد يشعر براسه : اهلي مُستغنين عن كلامي .
صرخ صافعاً خده بقسوه : شكلك تبي تموت .
انس بتسليه مُحاولاً تناسي إلمه: اجل كلمتي هي الشهاده .
ضحك وهو يرفع الهاتف لاذنه بعد رنينه : بجيكم .
لم يُكمل جملته وعينان انس تتسع رفضاً لمن يقف خلفه .
ابتسم لانس وهو يرمي نفسه امامه ويسقط قبل ان تصل له اريان .
اخرج انس السلاح الثاني من جيبه صارخاً بشتيمة : وش قصده وهو ينتحر .
اريان برجفه سقطت على ركبتيها راميه الحجر بعيداً : مات .
انس اقترب ساحباً القناع من راس المجهول ودماءه تُغطي الارض : انتي اصلاً مامسكتيه عشان تذبحينه .
بكت رعباً ورددت: ذبحته انا ذبحته .
عض على شفاهه وهو يرفع اصابعه من عُنق المجهول ونبضه ضعيف جداً : ماذبحتيه .
ورفع نظره لها : اعطيني طرحتك اربط صدره عشان ماينزف اكثر .
وقفت برجفه وهي تنزع طرحتها وتمدها له : يارب مايموت .
انس بحقد وقرف : لدرجه ذي نفسه رخيصه .
تاكد من ربط وهو يقف : كملتي راكان ؟! .
اريان ونظرها للمجهول : بيموت بسببي لاني جيت من وراه ؟! .
نظر لها بعدم فهم .
اكملت برجفه مُبعده خصلات شعرها عن وجهها : صح انا السبب .
اقترب لها وبهدوء : انتي ماتشوفين كيف رمى نفسه ؟! .
هزت راسها : ايه هو رمى نفسه .
انزل نظره بسرعه على المجهول الذي سعل بقوة وارتخى جسده ميتاً .
اريان برعب : هو مات .
تحرك بخطوات سريعه للمجهول ومسك عُنقة ، ضرب بقبضة الارض هامساً : مات الكلب .
اريان غطت ثغرها : مات ؟! .
صرخ وهو يرفع نظره لها : لا اسمع صوتك .
وبغضب : لو ماجيتي من وراه كان مامات .
ارتجفت شفاهها بغصه : كان بيذبحك .
وقف وعيناه تشتعل : ليته ذبحني ولا مات .
بكت بقوة : يعني بدخل السجن .
اغمض عيناه : انا وين وانتي وين .
بعد دقائق اقترب لها وصوت شهقاتها تصل له : وين جوالي ؟ .
مُلتزمه الصمت ونظرها مُصوب للجثه .
زفر انفاسه وبهدوء : اريان .
بملامح ميته وعيناها للان مُعلقه اماماً .
جلس جوارها وبحنان : اريان .
خرج صوتها المبحوح من كثر البُكاء : انا ماكان قصدي .
مد ذراعه على كتفها وبتردد سحبها لصدره هامساً : انتي مسكتيه ؟! .
حركت راسها برفض .
همس من جديد : طيب ليش تظلمين نفسك ؟! .
رفعت نظرها له وبعينان مليئه دموع : انت تقول بسببي .
ابعد نظره عن عيناها وبتوتر ابعدها عنه : لحظة غضب .
واكمل وهو يقف : كلمتي راكان ؟! .
هزت راسها بـ نعم .
ادخل كفيه بجيبة وهو يتامل رجفة شفاتها وشعرها الذي تُبعد بكفين مُرتعشه عن ملامحها .
انزل نظره ونبرتها المُرتجفه تصل له : ليش كنت جاي هنا ؟! .
بسُخرية كان توقيتها خاطئاً : كنت بقتله وسبقتيني .
ونطق بخبث مُستفز : تذكرين لما تقولين لي مجرم وقاتل .
اكمل ببطء مازحاً : شوفي كيف انتي صرتي مجرمه وقاتله قبلي .
وقفت كالمقروصة وبتلعثم : انا ماقتلته .
ضحك بقوة وسحبها من ذراعها له : بالضبط خليك واثقه كذا لما تجي الشرطة تحقق .
ومسكها مع عضديها وبهدوء : وان شاءالله تتوبين تلحقيني .
هزت راسها بخوف .
ابتسم وهو اليوم يراها لاول مره بشكل مُختلف : مين قتله .
رفعت عيناها وبتلعثم : انا .
مسك راسه بتنهيده : اريان .
قفزت بخوف من صوت رنين الهاتف .
تحرك جهه صوت رنين الهاتف بسرعه ورفعه لاذنه فاتحاً الخط .
وصل صوت الطرف الاخر : حطه ب استراحة السيد حمد .
وب استفهام من صمته : تسمعني ؟ .
انس بوعيد : ايه اسمعك وجايك انت وسيدك .
الطرف الاخر اقفل الهاتف برعب .
تنهد انس براحه مُتعبه بعد سماعه صوت سيارات الشرطه .
سار ناحية اريان شاداً ذراعها : عاجبك شكلك كذا قدام الشرطة ؟! .
.
.
__
ام احمد : الحمدلله انه بعافيه وهذا الاهم .
لُجين : بس هي كانت تتمنى بنت .
عبير ابتسمت : يمة متى نروح لهم ؟ .
ام احمد نظرت لاحمد الصامت ويأكل بهدوء : اذا اخوكم فاضي العصر .
لُجين بضيق : وليش مانروح الحين ؟ .
ام احمد برفض : وش يودينا الصبح ، مافيه زياره .
لُجين : اسير واثير راحو .
قاطعتها عبير بضحكه : لاتقارنين نفسك بهم هذي اختهم .
لُجين بخبث : وليش ماتتزوجين عشان اقارن نفسي فيهم .
وصل صوته المليئ بالنوم : قولي عبير اللي بتقارن نفسها بهم لاني كلمت ناصر والرجال مستعجل .
وقفت صارخه : ومن قال لكم اني موافقه عليه .
احمد بغضب رمى الشوكه :وليش رفعت الصوت ذي ؟ .
سحبت عبير ذراعها وبهدوء همست : اعتذري .
شدت ذراعها بقوه وهربت صاعده للاعلى ارتطمت بعبدالرحمن .
مسك كتفيها وببتسامه : وش مزعل الحلوه .
ابعدته بقوة هاربة وملامحها تتلون بالدموع .
نزل بتساؤل : وش في ذي ؟ .
احمد وقف بغضب دافعاً الكُرسي الخشبي خلفه : مره موافقه ومره لا .
رفع حاجبه بعدم فهم : على ؟ .
ام احمد بهدوء : على ناصر .
جلس مكان لُجين ونظره على عبير : ماعندنا بنات يرفضون ، الا كملتي وتين انتي .
وقف احمد سيره واستدار لهم على نظرات والدته .
عبير بخوف : ليه وش فيه ؟ .
رفع كتفيه : مدري وش في ظهرها وكلمني مساعد اسوي لها اشاعه ، لكن هي رفضت .
ابتعدت وهي ترفع هاتفها لاذنها .
ام احمد وقفت : عسى ماهيب طايحه .
خرج احمد تاركاً والدته التي تصرخ باسمه .
دس الزيتونه بثغره ناطقاً ببطء : وانا اقول وش فيه يطير اذا قلت اسمها .
والدته بعدم فهم : تكلم نفسك .
ارتشف من عصير البرتقال : احمد ووتين متى تعلنون زواجهم وتريحون العالم ؟ .
اقتربت بخوف : اسكت لاحد يسمعك .
دفع بالكرسي للخلف ووضع ساق على ساق وبسُخريه : لمتى ان شاءالله نسكت وبعدين مهوب حرام تراهم متزوجين ؟ .
والدته بحده : هذي رغبة اخوك ، ثم انت وش دراك ؟ .
ببتسامه جميله رفع يديه راسماً بها مُربع : بطاقه العائله حقت احمد ، شفتها قبل ايام صدفة .
جلست بتساؤل : متى بيجي دورك ؟ .
ضغط على اسنانه مُتاففاً : متى بتفهمون اني مابي اتزوج .
والدته بشك : حاب لك وحده من اللي يشتغلون معك ؟ .
اصطنع التوتر ووقف هارب : خلاص عرفتي .
صرخت : غير اسير ماتاخذ ي ولد بطني .
ضرب جبهته ورفع صوته صاعداً للاعلى : ياليل الاسير ذي ، طلبتك يالغاليه خليني ارتاح بيوم اجازتي .
.
.
__
لم يرفع اصبعه عن زر الجرس حتى صرخت الخادمه : مين ؟ .
عدل صوته : احمد .
فتحت الباب وبهدوء : مافيه ماما .
احمد ب استفهام : من فيه ؟ .
الخادمه : مدام تهاني ووتين .
قاطعها داخلاً : بنتظر هنا جيبي كأس مويه .
ببتسامه تحركت للمطبخ .
صعد بخطوات هاديه وسريعه للاعلى .
عادت تهاني خطوه للخلف بصدمه وهي ترى رجل ببنطال ازرق وبلوفر بني يدخل غرفه وتين .
دخلت بتوتر مرعوب لغرفتها واقفلت الباب بملامح ضايعه مماخطر على ذهنها .
فاقت من رعبها باحثه عن هاتفها يجب ان تتصل بمساعد او والده حتى يروء ماذا تفعل من خلفهم .
.
.
__
مُستلقيه على ظهرها فهذه الوضعيه قد اشعرتها بالراحه قليلاً ومُغمضة عيناها ببتسامه مُرتاحة ان الجنين لازال في بطنها .
نطقت وصوت صرير الباب يصل لها : مسرع رجعتو ؟! .
نظر لها بتقييم سريع وشحوب ملامحها لم تفته .
تقدم حتى وقف جوار السرير وبهدوء رخيم : يقولون تعبانة ورافضة تروحين للمستشفى ؟! .
فتحت عيناها لتقع في الواقف فوقها تماماً وبرُعب ارتسم على ملامحها : انت وش تسوي هنا .
اشار لها بالصمت : لاحد يسمعك .
صرخت واقفه : ولية مايسمعون ، خلهم يسمعون داخل كانك مُجرم .
سحبها بقوه مُغلقاً ثغرها : لاتفضحينا .
مسكت ظهرها بألم وبنبرة مُتوجعة همست : طيب .
خفف من كفه هاتفاً بخوف : وش فيك ، وليش اخر من يدري انا ؟! .
دفعته وتعبها يزيد : كم مره اقول لك وانت وش دخلك .
اتسعت عيناه بغضب : انا وش دخلني ؟ .
تحرك ساحباً عبائتها : امشي للمستشفى .
بخوف من معرفته مابها : نعم ؟ ، كل اللي فيني بسببك وتجي تقول امشي .
تنهد بتعب من عنادها : ي بنت الحلال ماراح اكلك خلينا نتطمن على صحتك .
وبهدوء وهو ينوي الخروج : اليوم راح اكلم ابوي ( ابو مساعد ) عشان موضوع زواجنا .
كاتمه تعبها بِعضها على طرف شفاتها السُفليه وبجد مُستفز : شكلك ماتشوف شناطي ؟! .
وقع نظره على الحقائب المُصطفه يمين الباب وبعدم تصديق لما دار بذهنه : اذا تبين الحين نروح ماعندي مشكله .
احاطت خصرها بذرعيها وهي لم تعد تتحمل الإلم : عمي فيصل جاي بالطريق .
استدار لها بقوه وملامحه تتلون غضباً : من ؟! .
ببطء وقوه : عمي فيصل .
صرخ : لاتقولين عمي عن ذا الخسيس .
ابتسمت ب استفزاز : عمي فيصل .
اقترب ساحباً وجنتها ب اصبعيه الابهام والسبابه : عيدي ؟ .
بكت بإلم ساحبه يده من خدها .
تركها ب اشمئزاز : خليني اسمع انك رايحه معه .
وخرج تاركاً الباب خلفه مفتوح ناطقاً : الشرهه على اللي خايف عليك .
تبعته لتتوقف عن السير بعد ان توسطت طريقها تهاني بغضب : ياللي ماتستحين .
وتين وملامحها تتلون : فاهمة غلط .
تهاني بضحكة ساخره : وش افهم وانا اشوف .
تحركت عائدة لغرفتها : جعلك ماتصدقين .
.
.
___
غطت هاجر ثغرها وبتساؤل متوتر : كيف ماتدري وينه ؟ .
سيف بدون مُبالاة : ماعلينا .
واكمل مُحركاً عيناه في المكان : انتي تشوفين فكرة رجوعك زينه ؟ .
رفعت نظرها له : انت وش رايك .
وقف ببرود : مايفرق عندي انا اهم شي تكونين مرتاحه انتي .
وقفت ب استغراب : وين رايح ؟ .
حمل هاتفه : بروح لشقتي .
اقتربت : لا والله ! .
نظر لها : مو يعني رجعتي ارجع انا .
اضاقت عيناها : وليش ؟ .
سيف تنهد وعيناه تستقر للواقفه بعيداً عنهم : هذي راحتي .
احتضنته وبعبره مخنوقه : عشاني .
التزم الصمت وهو لايزال ينظر لمن تقف خلفها .
رفعت راسها : عشاني .
واكملت بضيق : يكفي اني متضايقه .
قاطعها مُبعدها : طيب عشانك العصر بروح .
هزت راسها وبتلعثم : طيب دق ع تركي شوف وينه .
بشك رفع حاجبه : وش سالفتك انتي وتركي ؟ .
رتبت شعرها القصير وبتنهيده طويله : تهاوشنا عشاني رجعت .
ابتسم مُبتعداً لغرفته : وانا اقول وش في الاخ مايرد علي .
وب استفزاز خبيث : عاد من حقه يعصب لو مكانه كان ذبحتك .
هاجر بغضب صارخ : هالحمدلله اني مو اسيل .
استدار بقوه باحثاً عنها ، مسك قلبه براحه وهو لايجد لها اثر .
هاجر نظرت لما ينظر : تدور شي ؟! .
اكمل سيرة : لا .
.
.
__
ضحك بقوه بعد ان صفعه للمره العاشره : اعتذر .
تركي بكبرياء مقتول : تعقب .
ضربه بقوه على بطنه : مثل ماجيت لي برجلينك بتعتذر غصب .
دخل احدهم : الحلوه جايه تبيك .
استدار ماسحاً قبضته بطرف قميصه : اي حلوه فيهم ؟ .
اقترب وبخبث : مشاعل .
صفر ب اعجاب واقترب بملامحه : هذا مايمنع ناخذ استراحه مُحارب ونرجع نكمل .
مسك بطنه بوجع وضغط على اسنانه .
اقترب احد اصدقاء رياض واجلسه بشفقه : انت وش جايبك .
سحب ذراعه وبحده : لاتخليني افضحك عنده .
وقف وابتعد بكُره : هذا وانا راحمك .
اتكى براسه للحائط خلفه مُتحاملاً ألمه فهو من اتت به اقدامه هُنا ليبدا الشجار .
.
.
___
فك الاصفاد من رسغيه وبهدوء : لك عشر دقائق .
هز راسه وتحرك لداخل تاركاً والده يُصارع صدمه الخبر .. كيف يُعتقل ابنه بجريمه قتل ؟! .
بلع ريقه ماجد بعد ان وصل له صوت نحيب زوجة عمه العالٍ .
ابو ماجد بتفكير سريع : انا راح اكون المحامي .
قاطعه راكان : الموضوع ذا راح نتكفل فيه حنا .
ابو ماجد بغضب : وهو على كيفك تتكفل فيه ؟ .
راكان بهدوء : ي عم .
قاطعه ابو ماجد مُبتعد : كلامنا بالمركز مهب هنا .
في الداخل .. احتضنها مُخففاً بُكائها : انا بريئ كلها بس اجراءات .
حركت راسها بعدم تصديق : تكذب تكذب زي عادتك .
ابتسم مُهدئاً لها : احلف لك انها فتره بس واطلع لاتخليني اروح وبالي مشغول عليك .
هزت راسها .
بعد مده قصيره وقف : وين شادن ؟ .
انزلت راسها : بغرفتها .
قبل اعلى راسها : ابي اعرف ليش فجاه ضعفتي ؟! .
مسحت دمع عيناها وتركته هاربه لغرفتها .
تنهد ب اسى وصعد .
اغلق الباب خلفه بدهشه من ملامحها : وش فيك انتي الثانيه ، لاتقولين خايفه علي من السجن ؟ .
تحاملت سُخريته وعدم احترامه لبُكائها : كيف يسجنونك وانا .
اشار لها بسكوت : حنا وش قلنا ؟ .
بتلعثم : ماقال راكان كذا .
تنهد ضاغطاً على اسنانه : لما اطلع كلميه وهو بيفهمك .
اريان بللت شفاهها : ابي افهم ليش يسجنونك ؟ .
استند على ساقيه امام الخزانه وبعينان تبحث : خلينا من موضوع السجن كان فيه رساله هنا شفتيها ؟ .
بربكه : رساله ؟ .
هز راسه : ايه رساله في ورقه بيضاء صغيرة .
بتوتر مُتذكره بلعها لرساله : من البنت الشقراء ؟! .
رمقها بنظرة شك : وش دراك ؟! .
بتلعثم خائفة وهي تشعر ان الجو يشتعل حرارة : يعني شكيت من اهتمامك بذي الرسالة .
قاطعها : بدل الهرج اللي ماله سنع تعالي دوري .
مررت اصابعها على عُنقها وبجدية : انت الحين بيرمونك بالسجن وانت جالس تدور رسائل الحبيبه .
استدار لها واقترب بسُخرية : انا ويني وانتي وين ثم لاتنسين اني بنسجن بسببك .
تحركت للخارج : خلاص بقول لهم كل شي .
مسكها ونطق مُشيراً لعقلها : كنت احسب هنا عقل يفكر بس اكتشفت ماعندي سالفه .
ونفض يده من يدها مُخرجاً مفتاح صغير وفتح الخزانه السُفليه : راكان يعرف كل شي وعارف ان مالنا يد وهو اللي قتل نفسه ، وحتى بالفحص بان هذا الشي .
واكمل : والسجن موضوعه اخر .
بهدوء : يمكن عرفو بالشخص اللي قتله وسمعتك تقول موضوعه .
تنهد بتعب : والله العظيم اني للحين احاول قد ماقدر اتقبلك واسكت ، يكفي وين ماروح اشوفك قدامي .
قاطعته بضيق : ماتقدر تجامل ؟! .
تافف : كيف تبين المُجامله اقوم ابوسك واقول ي زين حياتي بوجودك ؟ .
اغمضت عيناها بالعها حرقة كلماته : خلاص نعتذر .
قاطعها وهو يفتح الظرف الذي وجده وتركة بالامس هُنا : اقول بلا كثر هرج ماله سنع كنا نلعب وخلصت اللعبه ، وارجعي لبيت اهلك .
بعبره مخنوقه : وش ذا البرود اللي انت عايشه مالنا يومين متزوجين وتبيني ارجع لبيت اهلي وش تبي الناس تقول ؟ .
رفع عيناه يطلب الصبر : عاد وش ذنبي اذا امك داعيه لك ولا كيف من اولها ترجعين لبيت اهلك .
نظرت لظهره وانشغاله بالبحث : يمكن مادعت لي دامها رمتني .
تجمدت اصابعه على الظرف : وش ذا الكلام .
بعبره موجعه : ومو هذا الصدق ؟ .
حرك راسه بحده : واللي ربتك ؟ .
واكمل : مو يعني مجهولة نسب يروح تفكيرك لبعيد او انها تكرهك .
وصمت ناطقاً بعد ثواني : فيه ناس الظروف تجبرهم يتركون عيالهم بسب احوالهم الماديه وحتى يمكن تكون جريمة خطف .
واغلق الخزانه واقفاً : ابوي كان مُدير جمعية حقوق بالطفل ، اجلسي مره معه واساليها راح يشيب راسك من كثير من القصص
مسحت دمعتها بسُرعه وتنحنحت مُعدله نبرة صوتها ، فهو لازال يصدمها بشخصيته الغريبه بالامس يسخر منها والان يُطبطب على ظهرها بكلمات معنوية : متاكد انك انس ؟! .
انزل نظره لظرف : لا شبيهه .
وفتحة ب اهتمام ( سيد انس هذه الصوره لقد تركتها بمقهى **** يوم **** تاريخ ** * ) ، ابعد البطاقه ليتإمل الصوره لفتاه صغيره بعينان رماديه .
رفع عيناه على صوتها المُتردد : انا لقيت الرسالة .
بترت حديثها من عيناه المُحدقة فيها بشكل غريب : وش فيك تناظرني كذا ؟! .
انزل نظره بحركه سريعه ورفعها ، وقف ب استيعاب مُتذكراً الماضي تلك الفتاه الصغيره ، نعم فتاة الصوره .
عاد بتعثر للخلف وعيناه تنظر للان بغرابه لعينان اريان .
اريان بخوف عادت للخلف : ترى كلها رساله والكلام حافظته .
انس مسك راسه وهو لايفهم من ماتقول شيئاً ، سار بخطوات واسعه للخارج .
على صُراخ اريان من تجاهله المُعتاد لها .
خرجت شادن من غرفتها بخوف : وش فيك ؟! .
بخجل هتفت : انس طلع .
قاطعتها : انس جاء ؟! .
اريان هزت راسها : بس طلع بسرعه .
نزلت شادن وهي تقفز درجات السلالم .
عبر من امام الجميع مُوقفاً سيارة اجرة واختفى من امامهم .
وعيناه مُعلقة في الصورة التي بين كفة .
رفع راسة بعدم تصديق وذاكرته تعود لذاك الوقت .. تلك الطفلة الصغيرة بمهادها الفخم وعيناها الرمادية ..
اغمض عيناه يطرد الافكار ..
.
.
..( نهايه البارت الـ سابع والـ ثلاثون ) ..

غزلان 05-03-2019 12:13 AM

الله يعطيك العافيه

دلع 05-03-2019 01:49 AM

ابدااااع راقي..
وفي منتهى الروعه والجمااال
كلمااااااااات من ذهب..
ومعطرة بعطور ساحرة..
لاعدمنا كل مايخطه قلمك لنا
تحياتي وعبير ودي

فزولهآ 05-03-2019 02:59 AM

طرح رائع

ملكة الجوري 05-03-2019 05:00 AM

سلمت الآكف ومَاجلبت
إبداع دآئم وتميز مُستمر
لا عدمنَاك
قوافل شكري وتقديري لك

هويتك 05-03-2019 05:55 AM

جميل
الله يعطيك العافيه

نجم الجدي 05-03-2019 05:58 AM

يسعدك الله على الموضوع
وعلى اختيااااره الا كثر من رووووعه

شكرا يعطيك العااافيه

نجمكم

ضامية الشوق 05-03-2019 11:28 AM

سلمت يمناك
طرح جميل جدا

كـــآدي 05-03-2019 12:28 PM

و
يكتمل الأبداع من بين أناملك
بورك ابداعك
لـ روحك الجمال و أكثر


الساعة الآن 02:17 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية