منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الظلم ظلمات يوم القيامة (ظلم العباد) (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=168599)

ضامية الشوق 12-24-2019 09:29 PM

الظلم ظلمات يوم القيامة (ظلم العباد)
 
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:

إخوتي الكرام؛ ما زال حديثنا عن الظلم، ذلكم الخلق الذميم، والذنب الجسيم، والوصف القبيح، الذي يَحْلِق الدين، ويأكل الحسنات، ويجلب الويلات والنكبات، ويورث البغضاء والمشاحنات، ويسبب الأحقاد والعداوات.



وبعد أن تحدثنا عن ظلم النفس بمخالفة الظالم لأمر الله، ووقوعه في معصيته، نتحدث اليوم عن ظلم العباد، وما أدراكما ظلمُ العباد؛ جريمة كبيرة لا خلاصَ من عاقبتها إلا بالتحلل منها في الدنيا قبل الآخرة.



يقول سفيان الثوري رحمه الله: ((لأنْ تلقى الله تعالى بسبعين ذنباً فيما بينك وبينه؛ أهونُ عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد)). لأن الله تعالى قد يغفر لك فهو الغفور الرحيم، أما الناس فلا بد أن يستردّوا حقوقهم منك.



ويقول الشافعي رحمه الله: (بئس الزادُ إلى المَعادِ العدوانُ على العبادِ).



فلا يجوز لأحد كائناً مَنْ كان أن يظلم عباد الله، أو يؤذيَهم أو يضرّهم، أو يعتديَ على مصالحهم، أو يمنعَهم حقوقَهم، أو يَبْخَسَهم أشياءَهم، أو يقصّرَ فيما يجب عليه تجاههم. فالخلق خلق الله، وكلهم عبيد الله، ولا يحق لأحد أن يستعبدهم أو يظلمهم. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (متى استعبدتم الناسَ وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً).



فالمسلم الحق لا يظلم أحدا ولا يعتدي على أحد لا بلسانه ولا بيده، مهما كانت الأسباب والدواعي والظروف، وهذا ما أكّدَه الرسول صلى الله عليه وسلم حين أخبر عن صفات المسلم الحق بقوله: «المسلم مَن سلم المسلمون مِن لسانه ويده». ويقول صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يَظلمه ولا يُسْلِمُه، ومَن كان في حاجةِ أخيه كان الله في حاجته، ومَن فرَّجَ عن مسلم كربة، فرّج الله عنه كربة مِن كربات يوم القيامة، ومَن ستر مسلما ستَرَه الله يوم القيامة». أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر.



والله تعالى يقول: ﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [الشورى42].



ويقول فيما يرويه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم: (يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا.). أخرجه مسلم من حديث أبي ذر.



• ولِظلم العباد صورٌ عديدة وأشكال كثيرة، وهذه بعضها:

ظلم العباد بسفك دمائهم وإزهاق أرواحهم؛ فأشد أشكال الظلم قبحا سفكُ الدماء وقتلُ الأبرياء. وقد قرَنَ الله تعالى قتلَ النفس بالشرك به تعالى في كتابه، وما ذلك إلا لعظيم جُرْمِ سفك الدماء وقتل الأبرياء، فقال تعالى في سورة الفرقان: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 68 - 70].



وفي بيان خطر القتل العمد يقول ربنا سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93].



وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن يزالَ المؤمنُ في فسحة مِن دِينه، ما لم يُصِبْ دما حراما».



ظلم العباد في أموالهم وممتلكاتهم؛ بالنهب والسلب والرشوة والسرقة، وتغيير حدود الأراضي والعقارات. والله تعالى يقول: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 29]. ويقول سبحانه: ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 188].



وفي صحيح مسلم عن سعيد بن زيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من اقتطع شِبْرا من الأرض ظلما طوّقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين». أي جعله طوقًا في عنقه، يحمله يوم القيامة، لا من أرض واحدة، بل من سبع أرضين.



وفي صحيح مسلم عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله من غيّرَ منارَ الأرض». ومنارُ الأرض حدودُها التي تفصل بين المزارع والأراضي والأملاك، فمَن غيرَ الحدود التي تفصل بين مِلكِه ومِلكِ جاره في غيبتِه وعَدَم رضاه فهو ملعون عند الله عز وجل.



ومِن هذا النوع من الظلم ظلمُ اليتامى بالتعدي على أموالهم وممتلكاتهم؛ وهذا ما حذر منه الله تعالى فقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10]



ومن هذا النوع من الظلم أن يحلف أحد المتنازعَيْن كذباً وزورا من أجل أن يستولي على مال أخيه ظلما وعدوانا. ففي صحيح مسلم عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَن اقتطع حقّ امرئ مسلم بيَمينه فقد أوجب الله له النار، وحرّم عليه الجنة». فقال له رجل: وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله؟ قال: «وإنْ قضِيبا مِن أراك». أي حتى ولو كان عودَ سواكٍ مِن أراك.



وفي صحيح مسلم عن علقمة بن وائل عن أبيه قال: جاء رجل من حضرموت ورجل من كِندَة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الحضرمِيّ: يا رسول الله؛ إن هذا قد غلبني على أرضٍ لي كانت لأبي. فقال الكِندِي: هي أرضي في يدي أزرعُها، ليس له فيها حق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحضرمي: «ألك بينة»؟ قال: لا. قال: «فلك يمينُه». قال: يا رسول الله؛ إن الرجل فاجِرٌ لا يبالي على ما حلف عليه، وليس يتورع من شيء. فقال: «ليس لك منه إلا ذلك». فانطلق لِيَحلف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أدبَرَ: « أما لئِن حلفَ على ماله لِيأكله ظلما، ليَلقيَنَّ الله وهو عنه مُعْرِض».



ومِن الناس مَن يظن أنّ حُكم القاضي لصالحِه فيما ليس له - بناء على حلفه على الكذب أو على شهادة زور أو على حُجّة مزوّرة. - يبيحُ له حَقّ غيره ويُعْفِيه من مسؤوليته، وهذا خطأ كبير وفهم سقيم؛ فالحاكم بشر يصيب ويخطئ، ولا يعلم الغيب، وإنما يحكم بالظاهر. فمَن أخذ مال غيره بغير حق فليتحلل منه ولو قضى الحاكِم لصالِحِه. ففي الصحيحين عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحنَ بحُجّتِه من بعض، فأقضي على نحو ما أسمع، فمَن قضيتُ له مِن حق أخيه شيئا فلا يأخذْهُ، فإنما أقطعُ له قِطعة من النار».



الغش في المعاملات؛ بتضييع حقوق الناس، وخداعِهم والتحايل عليهم، والتقصير في الواجب نحوَهم. ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صُبْرَةِ طعام فأدخل يدَه فيها، فنالتْ أصابعه بللا، فقال: «ما هذا يا صاحب الطعام»؟. قال: أصابتها السماء يا رسول الله. قال: «أفلا جعلتَهُ فوق الطعام كي يراه الناس؟ مَن غشّ فليس مني».



والله تعالى يقول: ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [المطففين: 1 - 6]



ظلم المَدِين لصاحب الدّيْن؛ بتأخير سداد الديْن عن مَوعدِه مع القدرة على سداده في أجَله. ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَطْلُ الغنيِّ ظلمٌ».



ظلم العباد باللسان، بالكلمات الجارحة السيئة؛ بالافتراء عليهم، واتهامهم بما ليس فيهم، بالغيبة، والنَّمِيمَة، والسب والشتم، والاحتقار، والسخرية، والاستهزاء، والتنابز بالألقاب. وغير ذلك من الكلمات الجارحة المنتنة المحرّمة. وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه في وصية بليغة موجوزة - وهي وصية لنا جميعا - فقال عليه الصلاة والسلام: «كُفَّ عليك هذا». فقال معاذ رضي الله عنه: يا رسول الله؛ وإنا لمؤاخَذون بما نتكلم به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثكلتك أمك يامعاذ، وهل يَكبُّ الناسَ في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائدُ ألسنتهم»؟. أخرجه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة.



ظلم الوالدين والأبناء والأقارب؛ بعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، والتفريق بين الأبناء وإساءة تربيتهم.

وظلمُ ذوي القربى أشد مضاضة ♦♦♦ على المرء من وقع الحسام المهند



قال تعالى: ﴿ وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴾ [الأحقاف: 17، 18]



وقال الله عز وجل: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23]



وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت». أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم وصححه.



وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال: سألت أمي أبي بعض الموهبة لي من ماله، ثم بدا له فوهبها لي، فقالت: لا أرضى حتى تُشْهِدَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأخذ بيدي وأنا غلام، فأتى بي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنّ أمه بنت رواحة سألتني بعض الموهبة لهذا، قال: «ألك ولد سواه؟»، قال: نعم. قال: «لا تُشْهِدْني على جَوْر». وفي لفظ مسلم: «فلا تُشْهِدني إذاً، فإني لا أشهَدُ على جَوْر».



ظلم الزوج لزوجته، وظلم الزوجة لزوجها؛ فحرام على الزوج أن يظلم زوجته بضربها أو إهانتها أو منع النفقة عنها أو التقصير في حق من حقوقها. وحرام على الزوجة أن تظلم زوجها بإهانته أو خيانته أو التقصير في حق من حقوقه. قال تعالى: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 228]. وقال سبحانه: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19]. وقال عز وجل: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187].



ظلم العُمّال المستأجَرين المستخدَمين؛ بسَلب حقوقهم وتضييعها أو تأخيرها، أو اقتطاع شيءٍ منها، أو التحايُل على إسقاطها، أو تكليفهم بما لا يُطيقونه من الأعمال. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «أعطوا الأجيرَ أجْرَه قبل أن يجِفَّ عَرَقُه». أخرجه ابن ماجة عن ابن عمر، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة.



وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال الله: «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعط أجره».



إذاية الناس في طرقاتهم وأماكن جلوسهم؛ ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا اللعانَيْن». قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: «الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظِلهم».



وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الملاعن الثلاث؛ البراز في المواردِ وقارعةِ الطريق والظل». أخرجه أبو دود وابن ماجة والبيهقي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.



وقطع شجرة نافعة لغير مصلحة ظلم عظيم، فعن عبد الله الخثعمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار». سئل أبو داود عن معنى هذا الحديث فقال: «هذا الحديث مختصر، يعني من قطع سدرة في فَلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم، عبثا وظلما بغير حق يكون له فيها، صوّبَ الله رأسه في النار».



ظلم المستأمَنين والمعاهَدين والمسالِـمِين مِن غير المسلمين؛ بالاعتداء عليهم في أموالهم أو دمائهم أو أعراضهم أو شيء من حقوقهم، فديننا يحرّم ظلم الناس أجمعين من المسلمين ومن غير المسلمين، فعن صفوان بن سليم، عن عدة من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن آبائهم دِنْيَةً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألاَ مَنْ ظلم مُعاهَدا، أو انتقصَه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس، فأنا حَجِيجُه يوم القيامة». أخرجه أبو داود والبيهقي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.



وربنا سبحانه وتعالى يقول: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8]. والقسط هو العدل، وهو ضد الظلم، والأمرُ بالقسطِ نهيٌ عن الظلم.



وتحريمُ الظلم والنهي عنه لا يكون مع الإنسان فحسب، بل هو محرم ومنهي عنه مع مخلوقات الله كلها، ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها، إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض».



وعن سهل ابن الحنظلية، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعير قد لحق ظهره ببطنه، فقال: «اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة». أخرجه ابن خزيمة وأبو داود، وصححه الألباني في صحيح أبي داود.



وفي صحيح مسلم عن سعيد بن جبير قال: مرّ ابن عمر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا، وهم يَرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا. فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن مَن اتخذ شيئا فيه الروح غرضا. أي جعله هدفا لرمايته.



فاتقوا الله - عباد الله - واجتنبوا الظلمَ بجميع أنواعه وأشكاله، واعلموا أن للظلم عواقب وخيمة، ونتائج سيئة، وأنه طريق إلى الدمار والخراب، والندامة والخسران في الدنيا والآخرة.



وهذا ما سنقف معه في الجمعة القادمة إن شاء الله تعالى. وإلى ذلكم الحين نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده الصالحين، وأن يسلك بنا سبيل المصلحين ويجنبنا طريق الظالمين.



آمين والحمد لله رب العالمين.

إرتواء نبض 12-25-2019 01:35 AM

سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ ,, رفيع بشآنه
مودتي

نجم الجدي 12-25-2019 01:41 AM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي

مجنون قصايد 12-25-2019 02:26 AM

ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

البرنسيسه فاتنة 12-25-2019 02:36 AM

جعله الله في ميزان أعمالك يوم القيامه
بارك الله فيك

لا أشبه احد ّ! 12-25-2019 04:02 AM






آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك

جنــــون 12-25-2019 04:14 PM

يعطيك الف عافيه
سلمت يداك ع النقل

ضامية الشوق 12-25-2019 06:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إرتواء نبض (المشاركة 3588885)
سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ ,, رفيع بشآنه
مودتي

كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل الله يعطيكـِ العافيه يارب خالص مودتى لكـِ وتقبلي ودي واحترامي

ضامية الشوق 12-25-2019 06:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجم الجدي (المشاركة 3588903)
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي

كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل الله يعطيكـِ العافيه يارب خالص مودتى لكـِ وتقبلي ودي واحترامي

ضامية الشوق 12-25-2019 06:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجنون قصايد (المشاركة 3589046)
ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل الله يعطيكـِ العافيه يارب خالص مودتى لكـِ وتقبلي ودي واحترامي


الساعة الآن 09:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية