منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   اغتنام العمر بأنواع الطاعات والفرائض (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=163279)

ضامية الشوق 09-02-2019 11:49 PM

اغتنام العمر بأنواع الطاعات والفرائض
 
الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علماً، ووسع كل شيء عزة وحكماً، ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴾ [طه:110].

أحمده سبحانه على أن هدانا لهداه، وأشكره جل ذكره على متنوع وسابغ ومترادف نعماه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي عظم فرائض العبادة، وحدد مواقيت وكيفيات الطاعة، ليتمكن العباد من أدائها على أكمل وأحسن الوجوه المستطاعة.



وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أشرف مرسل، وأكمل إمام، وخير من تعبد لله تعالى بدين الإسلام، وأحسن من أدى فرائض الإسلام، وشعائره العظام، على وجه الكمال والتمام، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، الذين هم خير الناس بعد المرسلين والنبيين، وأئمة الأمة من بعده في الهدى والدين.



أما بعد:

فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى حق تقواه، والجد والتشمير إلى كل ما فيه رضاه، وتعظيم ما عظمه سبحانه من فرائض دينه، وأعلام شريعته، وأنواع حرماته، فما أمرتم به فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتم عنه فاجتنبوه، متحلين بالإخلاص لله تعالى من حيث القصد والنية، وموافقة الشرع والسنة من حيث أصل المشروعية والصواب في الكيفية، فإن ذلكم من براهين التقوى، وخصال أولي العزم والنهى، ومعالم التيسير لليسرى، والجزاء بالحسنى، وطيب الحياة والسعادة في الدنيا والأخرى، والأدلة الدالة على ذلك وفضله وعلو مرتبته من الكتاب والسنة، وكلام السلف الصالح من الأمة من الكثرة بحيث لا تحصى، فضلاً عن أن تحصر وتستقصى.



أيها المسلمون:

لقد كثر في الذكر المبين وبلاغ وبيان النبي الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم التنويه بشأن فرائض الطاعة، والإغراء برفع وإظهار أعلام الشريعة، وتعظيم الحرمات المعظمة، والحض على ما ينبغي لها، على أحسن الأحوال وأجمل الهيئات، ومراعاة ما لها من الشروط والعلامات، والمحافظة على ما حدد لها من الأوقات، والمبادرة إليها قبل الفوات، قبل الابتلاء بالعوارض أو المعوقات، والبشارة للمسارعين والمستبقين إليها بالسبق المحقق، والفوز برضوان وثواب الإله الحق، كقوله تعالى: ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ [البقرة:148]، وقوله سبحانه: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ ﴾ [آل عمران:133]، وقوله جل ذكره: ﴿ أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون:61]، وقوله تبارك اسمه: ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [الواقعة:10-12]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم))، وقوله: ((بادروا بالأعمال، هل تنتظرون إلا فقراً منسياً وغنى مطغياً أو مرضاً مفسداً أو هرماً مفنداً أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر))، وما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا))، وإخباره صلى الله عليه وسلم أن أحب العمل إلى الله -بعد الإيمان به وبرسوله- الصلاة لوقتها، وأن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قبل، قال صلى الله عليه وسلم: ((تقدموا فأتموا بي)).



ذلكم - يا عباد الله - لأن الاعتناء بمعرفة كيفيات العبادة، وأدائها في الوقت على الوجه المرضي، والحذر من التلبس بأي منهي، برهان تعظيم العبادة، وعلامة محبة الطاعة، وآية اليقين بحسن المثوبة، داعٍ على الحذر من كل ما يبطل العمل، ويحبط الأجر، قال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة:72،71]، فرتب ربنا تبارك وتعالى الثواب الكريم على العمل العظيم، الذي هم أس العبادات من الإيمان بالله ورسوله والمحبة والنصرة فيه، والأمر والنهي على ما توجبه الشريعة، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وغيرهما على الكيفية المأثورة، والطاعة المطلقة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وهكذا لما كانت الصلاة هي تحقيق الإيمان قولاً وفعلاً وكانت الفرقان بين المؤمنين والكافرين، وكانت العبادة التي لا تسقط عن المرء ما دام عاقلاً، وتكرر في اليوم والليلة ولا غنى للعبد عنها أبداً، جعل الله عز وجل للصلاة مواقيت زمانية، ولتلك المواقيت علامات كونية ظاهرة، يشترك في إدراكها الخاص والعام، فيدرك دخول وقتها وخروجه بالنظر، فطلوع الفجر والإسفار جداً وطلوع الشمس وزوالها، واصفرارها وغروبها، وغروب الشفق وانتصاف الليل، كل هذه علامات على ابتداء وانتهاء أوقات الصلوات، كما بينها صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً وتقريراً للصواب، وتنبيهاً على خطأ المخطئ وبياناً للحق في أوضح خطاب، وقال صلى الله عليه وسلم: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)).



معشر المسلمين:

وكما أن الإيمان بالله ورسوله هو أصل الدين ومن لوازمه الحب والبغض والموالاة والمعاداة وإرادة القلب الخير وعمله، وترك إرادة الشر وبغضه، ونحو ذلك مما يدخل في مسمى الإيمان ولازمه وترك أضداد هذه الأمور ونواقضها، كل ذلك مما جلى الله أمره في الكتاب والسنة، وما يترتب عليه من ثواب وعلى ضده من عقاب، وآثار في الدنيا والآخرة، تحديداً لمسمى الإيمان ومظاهره، وآثاره، وتفريقاً بينه وبين الكفر والعصيان وأنواعه وخصاله وتبعاته في العاجل والآجل.



معشر المؤمنين:

وهكذا الزكاة قرينة الصلاة في الذكر في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والمنزلة بين أركان الدين، عين الرب جل وعلا الأموال الزكوية التي تحتمل المواساة وحدد الأنصبة وجعل الشروط السابقة والمصاحبة واللاحقة، وفرق بين الأموال الظاهرة والخفية في تقاديرها وأنصبائها وكيفية قبضها وصرفها، فأوضح سبحانه مقاديرها، وجلى تيسيرها، وقسمها بين مستحقيها، وأوضح للباذلين عن إخراجها وإعطائها لمستحقيها، وشؤم جحدها أو البخل بها والاحتيال على تقليلها أو إسقاطها بنصوص محكمة جلية، وجعل متابعة ما يلزم لها من مسؤولية الولاية الشرعية.



معشر المؤمنين:

وكذلكم الصوم لما فرضه الله تبارك وتعالى جعله شهراً في السنة معين الاسم ظاهر الدخول والخروج بصريح القرآن وصحيح البيان، وعمدة ثبوت دخوله أمران، إما الرؤية لهلاله، أو إكمال الشهر السابق على حساب اللاحق وهكذا بداية صوم كل يوم ونهايته حدده الله تعالى من طلوع الفجر حتى دخول الليل بغروب الشمس، وهكذا صيام النفل أياماً معلومة من الأسبوع والشهر، ومناسبات من أشهر السنة يشترك في معرفتها تحديداً، وفضلها تأكيداً، وآياتها الظاهرة علماً جميع المسلمين عامتهم وخاصتهم.



أمة الإيمان:

وهكذا الحج أشهره معلومات وأيام مناسكه واضحات، وأنواع نسكه مشتهرات، فقد فصلت في الكتاب والسنة وقيل للناس: ((خذوا عني مناسككم)) وبين فضله بياناً يعلم جملته الرجال والناس على تعاقب الأعصار واختلاف الأمصار والجهات، فمشاعره محددة، وشعائره بينة، وحرماته محترمة معظمة، ومنافعه معلومة، ومنزلته من الدين لا يمتري فيها اثنان.



أمة الإيمان:

وهكذا جملة أمور الدين ظاهرة المعلم، جلية الأحكام والحكم، وما اشتبه أمره فقد وجه الشرع إلى أن يتوقف فيه حتى يتيقن أمره ويعلم الحكم. وهكذا من القواعد المقررة في الشريعة أن الأصل في الأعيان الحل والإباحة حتى يعلم الدليل المانع فلا يحرم شيء أو يمنع منه إلا بحجة شرعية قطعية، ومثل ذلك من قواعد الشريعة الحكيمة المحكمة، أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وعند تزاحم المصالح يفوت الأدنى لتحصيل الأعلى، وعند تزاحم المفاسد يرتكب الأخف لإتقاء الأعلى والأثقل والأخطر.



وهكذا في الأبضاع الأصل الحرمة حيث يثبت موجب ودليل الحل.



ومثل ذلكم أن نصوص الشرع اتفقت على حفظ الضرورات الخمس النفس والدين والعقل والعرض والمال. فكل أمر أو وسيلة تحفظ واحدة من هذه الضرورات فهي مأمور بها، وكل وسيلة تضر بواحدة من هذه الأمور فهي منهي عنها.



معشر المؤمنين:

كل هذه المعالم للعبادات والضوابط للمعاملات والحدود للمنهيات من أجل أن ينتفع من العمر، وأن يعبد الله تعالى على وفق ما شرع وأمر، وأن يبتعد عما نهى الله عنه وزجر، مع الإخلاص لله عز وجل، وحسن الإتباع والتأسي بالنبي المرسل الذي أرسل ليطاع، أخذاً بأسباب الفلاح، وسعياً لتحصيل جليل الأرباح، وطلباً لحسن العقبى والسعادة في الدنيا والأخرى.



معاشر المؤمنين:

أعمروا أوقاتكم بالطاعة واغتنموا مواسم الخير والبر بأربح البضاعة، وقفوا عند الحدود، وأخلصوا للإله الحق المعبود، وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون.



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ﴾ [النساء:66-70].



بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما فيه، وأنزل له من الهدى والبيان، واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

بوزياد 09-02-2019 11:56 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك

وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك

وننتظر القادم بشووق

دمتم بسعادة لاتفارقكم

الغنــــــد 09-03-2019 01:28 AM

صفحة رائعة
وجمااال راااقي

سلمت أناااملك وما طرحت هووون

يعطيك العاااافيه

وشكرا لا ينتهي

ضامية الشوق 09-03-2019 10:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوزياد (المشاركة 3484770)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك

وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك

وننتظر القادم بشووق

دمتم بسعادة لاتفارقكم

كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل الله يعطيكـِ العافيه يارب خالص مودتى لكـِ وتقبلي ودي واحترامي

ضامية الشوق 09-03-2019 10:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغنــــــد (المشاركة 3484839)
صفحة رائعة
وجمااال راااقي

سلمت أناااملك وما طرحت هووون

يعطيك العاااافيه

وشكرا لا ينتهي

كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل الله يعطيكـِ العافيه يارب خالص مودتى لكـِ وتقبلي ودي واحترامي

مجنون قصايد 09-03-2019 09:12 PM

ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

ضامية الشوق 09-03-2019 10:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجنون قصايد (المشاركة 3485113)
ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل الله يعطيكـِ العافيه يارب خالص مودتى لكـِ وتقبلي ودي واحترامي

البرنسيسه فاتنة 09-03-2019 11:59 PM

جعله الله في ميزان أعمالك يوم القيامه
بارك الله فيك

ضامية الشوق 09-04-2019 12:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البرنسيسه فاتنة (المشاركة 3485315)
جعله الله في ميزان أعمالك يوم القيامه
بارك الله فيك

كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل الله يعطيكـِ العافيه يارب خالص مودتى لكـِ وتقبلي ودي واحترامي

لا أشبه احد ّ! 09-05-2019 01:16 AM






آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك


الساعة الآن 04:13 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية