منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   فضائل شهر رجب (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=186425)

ضامية الشوق 02-22-2021 02:32 PM

فضائل شهر رجب
 
الحمدُ للهِ الّذي فضّلَ الأشهرَ الحرامَ على سائرِ شهورِ العامِ، وخصَّها بمزيدِ الإجلالِ والإكرامِ،وحذَّرَ من الظلمِ فيها،واقترافِ الآثام،
فقد أظلَّنا في هذِه الأيّامِ ،شهرٌ عظيمٌ من الأشهرِ الحُرُمِ العِظامِ، الّتي أمر اللهُ سبحانه وتعالى،بتعظيمِها، والالتزامِ فيها،وإجلالِها،فقال جلّ وعلا(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾التوبة،
وثبت في الصّحيحين عن سيّد المرسلين،أنّه قال(السنة اثنا عشر شهراً،منها أربعة حرم،ثلاثة متواليات،ذو القعدة،وذو الحجة، والمحرم،ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان)
وقيل له،رجب،لأنّه كان يُرجَّب،أي،يُعظَّمُ،
وإنّ الواجبَ على المسلم،أن يعرفَ قدرَ هذا الشهرِ الحرامِ،ذلك لأن معرفتَه وتعظيمه(هو الدِّين القيِّم) أي،المستقيم،
الّذي لا اعوجاجَ فيه ولا ضلالَ، ولا انحراف،
كما يجب عليه أن يحذرَ من المعصية فيه،فإنّها ليست كالمعصية في غيرِه،بل المعصيةُ فيها أعظمُ، والعاصِي فيه آثم،
كما قال سبحانه وتعالى﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ﴾البقرة،
أي،ذنبٌ عظيمٌ، وجرمٌ خطير،فهو كالظّلمِ والمعصيةِ في البلدِ الحرام،الّذي قال الله عزّ وجلّ فيه﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾الحج،
قال حبر الأمّة،وترجمان القرآن،عبد اللهِ بن عبّاس،في تفسير قوله تعالى﴿فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾كما روى الطّبريّ في تفسيره،
اختصَّ من ذلك أربعةَ أشهرٍ فجعلهنَّ حراماً،وعظم حرماتهنَّ، وجعل الذنبَ فيهنَّ أعظم،والعملَ الصالحَ والأجرَ أعظم،
وعن قتادة رحمه الله قال(إنّ الظلمَ في الشهرِ الحرامِ أعظمُ خطيئةً ووزراً من الظلمِ فيما سواهُ، وإنْ كان الظلمُ على كلِّ حالٍ عظيماً، ولكنَّ اللهَ يُعظِّمُ من أمرِه ما شاء،
وقال،إنَّ اللهَ اصطفى صفايا من خلقه،اصطفى من الملائكة رسلاً، ومن النّاسِ رسلاً،واصطفى من الكلامِ ذكرَه، واصطفى من الأرضِ المساجدَ، واصطفى من الشهورِ رمضان،والأشهرَ الحُرمَ، واصطفى من الأيّامِ يومَ الجمعة،واصطفى من اللَّيالي ليلةَ القدر، فعظِّموا ما عظَّم الله،فإنّما تعظَّم الأمورُ بما عظَّمها اللهُ عند أهلِ الفهمِ والعقلِ،
وإنّ من أظهرِ الدلائلِ على تعظيمِ هذا الشّهرِ الحرام، هو الابتعادُ عن ظلمِ الإنسانِ نفسَه،باجتِراحِ الذنوبِ والسيّئاتِ، ومقارَفَةِ الآثامِ والخطيئات،ذلك لأنّ الذنبَ في كلِّ زمانٍ شرٌّ وشؤمٌ على صاحبِه، لأنّه اجتراءٌ على اللهِ جلَّ جلالُه، لكنّه في الشهرِ الحرامِ أشدُّ سوءاً وأعظمُ شؤماً،لأنّه يجمعُ بين الاجتراءِ على الله تعالى، والاستخفافِ بما عظّمه اللهُ جلّ وعلا،
وإذا كان تعظيم الشهر الحرام أمراً متوارثاً لدى أهل الجاهلية قبل الإسلام،يكفُّون فيه عن سفكِ الدَّمِ الحرامِ، وعن الأخذِ بالثّأرِ والانتقام،أفليس من ينتسبُ إلى الإسلامِ أجدرَ وأحرى بهذا الالتزامِ،
كيف والظلمُ عاقِبَتُه وخيمة،وآثارُه شنيعة، فلا فلاح مع الظلمِ،ولا بقاء مع الظّلم،مهما بلَغ شأنُ الظّالم،فقد قال اللهُ عزّ وجل﴿إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾الأنعام،
وقال جلّ في عُلاه﴿هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ﴾الأنعام،
فلاَ بقاءَ للظلمِ والاعتداءِ والطغيانِ، ولا سُلطانَ لها على الدوامِ؛ مهما طال وامتدّ بها الزّمانُ،وثبت في الصحيحين أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال(إنَّ اللهَ لَيُملِي للظَّالمِ حتَّى إِذَا أَخَذَهُ لم يُفلِتْه) ثم قرأ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾هود،
وإذا كانت هذه عاقبةَ الظّالم في سائرِ الأوقاتِ والأزمان،فكيف بالظّالمِ المعتدِي في هذا الشّهرِ الحرامِ، وفي هذه الأيّامِ العظام،
ولهذا فينبغي على المسلم أن يكون في هذا الشّهر أكثر ابتعاداً عن الذّنوبِ والآثام،فيبتعد عن ظلمِه لربِّه بالإشراك به سبحانه،وعن ظلمِه لإخوانِه بالاعتداءِ عليهم وسفكِ دمائِهم، أو أكلِ أموالِهم وحقوقِهم، أو الولوغِ في أعراضِهم، ونهشِ لحومِهم، وتتبّعِ عوراتِهم، وإفشاءِ أسرارِهم، وإلحاقِ الأذى بهم،
ويبتعد عن ظلمِه لنفسِه،وخاصّة ما يتساهلُ فيه بعضُ النّاسِ من صغائرِ الذُّنوب،فإنّ صغائرَ الذّنوبِ متى استرسل فيها الإنسانُ كان على وجهِه في النّارِ مكبوب،إلاّ أن يتوب،
وكما أنّ المعاصيَ تعظم في الشهرِ الحرامِ،فكذلك الحسناتُ والطّاعاتُ تعظُمُ وتُضاعفُ في هذه الأيّام،فالتّقرّبُ إلى اللهِ عزّ وجلّ بالطّاعةِ في الشّهرِ الحرامِ أفضلُ وأحبُّ إليه سبحانه من التّعبُّد في سائرِ الأيّام،
وفي قول ابن عبّاس رضي الله عنهما(وجعل الذنب فيهنّ أعظم، والعمل الصّالح والأجر أعظم)
فيستحبُّ للمسلمِ في هذا الشّهر الإكثارُ والمواظبةُ على ما ثبتت به السنّةُ في سائرِ الأيّامِ من نوافلِ الطّاعات، من صلاةٍ، وصيامٍ، وصدقاتٍ، وغيرِها من القرباتِ ، مع المحافظةِ على الفرائضِ والواجبات،وكن لا يشرع تخصيصُه بعبادةٍ من العبادات، ذلك لأنّه رُويت أحاديثُ كثيرةٌ موضوعةٌ أو منكرةٌ ضعيفةٌ ، وأخبارٌ عديدةٌ واهية،تدل على استحبابِ إحياءِ بعض ليالي هذا الشّهرِ،أو فضلِ المداومةِ على الصِّيامِ، وإخراجِ الزّكاةِ في أيّامِ هذا الشّهر،وتلكم الأحاديث والأخبار لا تصلح أن يعتمدَ عليها في إثبات مشـروعية تخصيص شهرِ رجبٍ بتلك،العبادات،لأنّ العبادةَ لا تشـرعُ في الإسلامِ إلّا بدليل ظاهر من الكتابِ الكريمِ،أو من صحيحِ سنّةِ خيرِ الأنامِ،وإلّا كان العمل غير مقبول بحال،لقوله صلى الله عليه وسلم،فيما رواه مسلم(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)
اللّهمّ بارك لنا في رجبٍ وشعبانَ،وبلّغنا رمضانَ،

ونحن في أمنٍ وأمانٍ، وسلامةٍ وإسلام،
،اللّهمّ آمينَ،

عازفة القيثار 02-22-2021 03:28 PM

جزاك الله خيرا
ونفع بك ع الطرح القيم والمفيد
وعلى طيب ماقدمت
اسعد الله قلبك بالأيمان
وسدد خطاك لكل خير وصلاح
وفي ميزان حسناتك ان شاء الله
دمت بطاعة الرحمن

مجنون قصايد 02-22-2021 03:50 PM

متابع لكل جديد لك

بيض الله وجهك على الاختيار
نقل في غاية الفائدة

احترامي

ضامية الشوق 02-22-2021 04:16 PM

يسلمو على المرور

إرتواء نبض 02-22-2021 08:18 PM

قلائد أمتنان لهذة
الذائقة العذبة في الانتقاء
لروحك الجوري

جنــــون 02-22-2021 08:34 PM

لَآعِدَمَنِآ هـَ الَعَطَآءْ وَلَآَ هَـ الَمْجَهُودَ الَرَائَعْ
كُْلَ مَآتَجَلَبَهْ أًنَآَمِلكْ بًأًذخْ بَاَلَجَّمَآلْ مُتًرّفْ بَ تمًّيِزْ
وُدِيِّ

نجم الجدي 02-22-2021 10:47 PM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

ملكة الجوري 02-22-2021 11:57 PM

اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان
وأن يثيبك البارئ خير الثواب
دمت برضى الرحمن

ترانيم عشق 02-23-2021 04:44 PM

بين مواضيعكم نجد
المتعة دائما
وفقكم الله لقادم اجمــــــــــل

نظرة الحب 02-23-2021 11:52 PM

سلمت أناملك على الجلب المميز
اعذب التحايا لك


الساعة الآن 06:35 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية