كثير ما نسمع عن أن " الماضي " جميل ، وأن الأيام التي عشناها في " الماضي " أجمل من تلك التي نعيشها في الوقت الحاضر ، و كثيرون يتمنون عودة الماضي و أيامه .. فـما هي أسباب رغبتنا الكبيرة في عودة " الماضي " ؟!

الإجابة عن هذا السؤال تختلف باختلاف الأشخاص ، وسأقوم بطرح بعض الإجابات التي أراها مقنعة :

- " الماضي " يتواجد فيه أشخاص أحببناهم و فقدناهم ، ورغبتنا في عودة " الماضي " هي رغبتنا و اشتياقنا لرؤية هؤلاء الذين فقدناهم وكان لهم دور مهم في حياتنا .

- " الماضي " فيه المرحلة الأجمل في عمر الإنسان وهي مرحلة الطفولة ، حيث تكون هذه المرحلة مليئة بالبراءة و الحركة وبعيدة عن تحمل المسؤولية ، وبعيدة عن مشاكل الحياة .

- الأشياء في " الماضي " كانت بسيطة ، والجمال دائماً يقع في البساطة .

- " الماضي " أصبحنا لا نملكه ، و الإنسان بطبعه دائما يُعجب بالأشياء التي لا يمتلكها على الرغم من أنه قد يمتلك أشياء أجمل ولكنه لا ينظر الى ما يمتلكه .

- رؤيتنا بأن " الماضي " جميل هو نعمة من الله – سبحانه و تعالى – على الإنسان لكي يراه جميلا على الرغم من أن فيه لحظات كثيرة حزينة ، فينسينا الله – تعالى – تلك الذكريات الحزينة و تبقى تلك الجميلة و السعيدة .

هذه مجموعة من الأجوبة عن سبب رغبتنا في عودة " الماضي " وهي تختلف باختلاف الأشخاص كما قلت ، وكثيرين أيضا لا يريدون عودته بسبب ظروف و ذكريات قاسية مروا فيها في الماضي .

في بداية الموضوع قلت بأن " الماضي هو قوة الحاضر و المستقبل " ، والقصد من ذلك أن " الماضي " هو الذي سيعين و يساعد الإنسان في الحاضر و المستقبل ، فـ في الماضي يوجد كم هائل من التجارب و الخبرات ودروس كثيرة و التي ستفيد الإنسان في الحاضر و المستقبل ، وليس معنى ذلك بأن على الإنسان الغوص كثيرا في الماضي لأن ذلك سيضره ، ولكن فقط عليه أخذ ما يستفيد منه وبعد ذلك ترك الماضي يرقد بسلام .

وهنا بعض المقولات لشخصيات مختلفة عن الماضي :

" الحكمة هي ملخص الماضي " .. أوليفر وندل ( كاتب و شاعر أمريكي ) .

" ما الماضي إلا بداية البداية " .. هربرت جورج ( أديب و مفكر انجليزي ) .

" قبل أن نُقيم المستقبل ، علينا أن نلقي نظرة سريعة على الماضي لأنه أساس المستقبل " .. محمد بن راشد آل مكتوم ( حاكم دبي ) .

في الختام .. " الماضي " جميل ، و كذلك الحاضر الذي سيصبح " ماضياً " جميل ، ولكن علينا أن نعرف كيف نعيش كل منهما ، و كيف نستفيد منهما ، و أن نعطي لكل منهما حقوقه لكي يعطونا حقوقنا .