منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=91)
-   -   تفسير قوله تعالى ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ (الفاتحة: الآية 3) (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=218119)

جنــــون 12-14-2022 01:56 AM

تفسير قوله تعالى ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ (الفاتحة: الآية 3)
 
تفسير قوله تعالى
﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
(الفاتحة: الآية 3)



إعراب الآية:

﴿ الرَّحْمَنِ ﴾: نعت للفظ الجلالة.

﴿ الرَّحِيمِ ﴾: نعت ثانٍ للفظ الجلالة[1].



روائع البيان والتفسير:

قال الشنقيطي في الأضواء[2]: "هما وصفان لله - تعالى - واسمان من أسمائه الحسنى، مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، والرحمن أشدُّ مبالغة من الرحيم؛ لأن الرحمن هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرة، والرحيم ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة، وعلى هذا أكثر العلماء"؛ اهـ.



قال السعدي: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء، وعمت كل حي، وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة، ومن عداهم فلهم نصيب منها.



واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها، الإيمان بأسماء الله وصفاته، وأحكام الصفات.



فيؤمنون مثلاً بأنه رحمن رحيم، ذو الرحمة التي اتصف بها، المتعلقة بالمرحوم. فالنعم كلها، أثر من آثار رحمته، وهكذا في سائر الأسماء. يقال في العليم: إنه عليم ذو علم، يعلم [به] كل شيء، قدير، ذو قدرة يقدر على كل شيء. اهـ[3].



قال ابن العثيمين:

﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾: الرحمن صفة للفظ الجلالة؛ والرحيم صفة أخرى؛ والرحمن هو ذو الرحمة الواسعة، والرحيم هو ذو الرحمة الواصلة؛ فالرحمن وصفه؛ والرحيم فعلُه؛ ولو أنه جيء بـ"الرحمن" وحدَه، أو بـ"الرحيم" وحده؛ لشمل الوصف والفعل؛ لكن إذا اقترنا فسِّر ﴿ الرَّحْمَنِ ﴾ بالوصف؛ و﴿ الرَّحِيمِ ﴾ بالفعل[4]"؛ اهـ.



وقال ابن القيم[5]: "الرحمن" فإن رحمته تمنعُ إهمالَ عباده، وعدم تعريفهم ما ينالون به غايةَ كمالِهم؛ فمن أعطى اسم "الرحمن" حقه عَرَف أنه متضمِّن لإرسال الرسل، وإنزال الكتب، أعظمَ من تضمنه إنزال الغيث، وإنبات الكلأ، وإخراج الحَب؛ فاقتضاء الرحمة لما تحصل به حياة القلوب والأرواح أعظم من اقتضائها لما تحصل به حياة الأبدان والأشباح، لكن المحجوبون إنما أدركوا من هذا الاسم حظَّ البهائم والدواب، وأدرك منه أولو الألباب أمرًا وراء ذلك[6].


[1] انظر: الجدول في إعراب القرآن محمود بن عبدالرحيم صافي (1 /25).

[2] هو محمد الأمين بن محمد المختار بن عبدالقادر الجكني الشنقيطي المدني، ولد بموريتانيا عام 1325 هـ، حوالي 17فبراير 1905، بمدينة تنبه في موريتانيا، اجتهد في طلب العلم فأصبح من علماء موريتانيا، وتولى القضاء في بلده، فكان موضع ثقة حكَّامها ومحكوميها، وكان من أوائل المدرِّسين في الجامعة الإسلامية سنة 1381هـ، ثم عيِّن عضوًا في مجلس الجامعة، كما عيِّن عضوًا في مجلس التأسيس لرابطة العالم الإسلامي، وعضوًا في هيئة كبار العلماء 8 /7 /1391 هـ، توفي بمكة بعد أدائه لفريضة الحج في السابع عشر من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وألف من الهجرة، وصُلِّي عليه بالمسجد الحرام، ودفن بمقبرة المعلاة بمكة، وللشيخ تلاميذ كثيرون في بلاده وفي المسجد النبوي، والرياض، ولا يمكن إحصاؤهم؛ منهم على سبيل المثال: الإمام عبدالعزيز بن باز، درس عليه في المنطق، والشيخ العلامة عطية سالم، والشيخ العلامة حماد الأنصاري، والشيخ عبدالرحمن بن عبوده، بل قد درس عليه في المعهد العلمي؛ مثل: الشيخ العلامة محمد صالح بن عثيمين، والشيخ عبدالرحمن البراك، والشيخ بكر أبو زيد، وغيرهم الكثير الذين درسوا عليه في الجامعة، والمعهد، ودروسه في أنحاء المملكة.

[3] انظر "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" لعبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله نشر مؤسسة الرسالة (ص/39).

[4] تفسير العلامة محمد العثيمين (2 /6).

[5] هو الفقيه، المفتي، الإمام الرباني شيخ الإسلام الثاني أبو عبدالله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي، ثم الدِّمشقي، الشهير بـ"ابن قيم الجوزية"، عاش في دمشق ودرس على يد ابن تيمية الدمشقي، ولازمه قرابة 16 عامًا، وتأثر به، وسجن في قلعة دمشق في أيام سجن ابن تيمية، وخرج بعد أن توفِّي شيخه عام 728 هـ، ومن تلاميذه: ابن رجب الحنبلي، وابن كثير، والذهبي، وابن عبدالهادي، والفيروزآبادي صاحب "القاموس المحيط" - رحمهم الله تعالى - وغيرهم، وتوفي - رحمه الله - ليلة الخميس، ثالث عشرين من رجب الفرد سنة (751هـ)، ودفن بدمشق بمقبرة الباب الصغير.

[6] انظر: تفسير القرآن الكريم؛ لابن القيم - نشر دار ومكتبة الهلال - بيروت ص/12، وينتبه أن هذا التفسير ليس مَن جمع ابن القيم- رحمه الله - ؛ وإنما مِن صُنع بعض المعاصِرين في أوساط هذا القرنِ العشرين الذي جمعه من مؤلفات ابن القيم وقد أثنى عليه أهل العلم والله أعلم.

إرتواء نبض 12-14-2022 03:45 AM

قلائد أمتنان لهذة
الذائقة العذبة في الانتقاء
لروحك الجوري

روح الندى 12-14-2022 05:30 AM

جزاك الله خير

ضامية الشوق 12-14-2022 01:17 PM

دُمتَمْ بهذا العطاء المستَمـر.. يُسعدني الـرٍد على مـوٍاضيعكًـم

لا أشبه احد ّ! 12-16-2022 02:34 AM

:





















أطّروَحُة غّآمُرةَ
سَلمْتمَ وِدٌمتْم كَماَ تّحبُوٍن وَتُرضّوٌنّ

ملكة الجوري 12-19-2022 02:55 PM

جزاك الله خيـــر
وزادك رفعه ورزقك الجنان

كـــآدي 12-24-2022 09:30 AM

أنرتم سَمانا بـ جَمال العَطاء
سَلمت الأنامل وَدام وهج التَألق
كل الود والإحترام

جنــــون 12-26-2022 02:47 AM

يسلمو ع المرور

نجم الجدي 12-27-2022 09:10 PM

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

جنــــون 01-03-2023 05:11 AM

يسلمو ع المرور


الساعة الآن 06:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية