منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   قصص عالمية ...وعربية (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=65375)

البرق النجدي 10-22-2014 07:46 PM

قصص عالمية ...وعربية
 

سوف تكون مساحة لوضع القصص العالمية

ملخص القصة ..
او القصة ان امكن ...
الدعوة مفتوحة للجميع



البرق النجدي 10-22-2014 07:47 PM

روايه الكوخ العم توم

قالوا عن الرواية :


قال عنها الرئيس الأمريكي:

ابراهام لنكولن

ترسم هيريت ستاو بريشتها الخلاقة معاناة إنسانية جديرة بالخلود والبقاء في عالم الأدب العالمي حاولت هاريت ان تسير عكس التيار السائد في مجتمعها وأن تنظر إلى الاسترقاق والارقاء بعين الرحمة والرأفة فما كان منه إلا أن جعلت من العم توم العبد الأسود مثال يحتذى حيث تجد نفسك قد أنسبت في حبه كالبلسم، وبرغم من أن مجتمعها كان شديد الشكيمة ويرفض فكرة العتق لعبيد إلا أن أصرارها وعملها كمحررة لعبيد جعلها أكثر ملامسة لآلآم ومعايشة لأحوال من عاشوا في قعر المجتمع.

أن الرواية التي بين ايدينا فد هزت الولايات المتحدة الأمريكية هزا وتركت من خلفها بصمة كبيرة وعلامة لم تستطع الايادي محوها لذلك بقيت هيريت ستاو أشهر من نار على علم.





رواية امريكية ..لها اهمية خاصة لانها تكلمت عما كان ممنوع الكلام عنه ..
رواية انسانية وسياسية في وقتها لانها كانت ضد السائد حينها ..
سوف اترككم مع ملخص بسيط لقصة كوخ العم توم .
.


ملخص القصة

(حصلت هذه القصة قبل تحرير العبيد في الولايات المتحدة الأمريكية..)
في ولاية كنتاكي و في احدى المزارع الكبرى كان يجلس السيد (شيلي) وهو رجل مهذب على عكس رفيقه السيد (هيلي)..
كان (هيلي )رجل فج محياه ينطق بالغرور والوقاحة لا يتورع عن أي شئ في تحقيق غرضه..!!
كان الإجتماع معقودا في منزل السيد شيلي ودار هذا الحديث بينهما ..
~هذا الحل لا يوافقني يا سيد شيلي ولا استطيع أن اقبل به..
~ ولكن توم ياهالي خادم نادر المثال فهو يساوي مبلغا من المال ويستطيع أن يخدمك في أي بقعة تفرضه فيها ,,
,إنه رجل مخلص وصادق..
~ مخلص وهل يوجد زنجي مخلص..!!؟اليس لديك شئ تضيفه الى (توم) بنت او غلام...؟
وفي هذه اللحظة دخل غلام صغير خلاسي البشرة (اي هجين) مابين الرابعة والخامسة من عمره,,,
عيناه تشع بالذكاء من وراء أهداب طويلة اضف الى ذلك الثقـة التي يتصف بها هذا الطفل بشكل مضحك..!!
كان الطفل المقرب والمدلل عند أسياده ونظر الصغير الى داخل الحجرة بفضول...!!
قال السيد شيلي ..تعال أيها الغراب الصغير ثم القى عليه بعنقود من العنب...خذ أمسك قال السيد شيلي..
وقفز الطفل بكل قوته وأمسك بالعنقود ...كان السيد شيلي يضحك ..تعالى هنا ..
افترب الطفل منه فمرر يده على شعره وربت على ذقنه ..
والآن يا أيها السيد الصغير أري السيد هيلي كيف ترقص وتغني..,,فأخذ يرقص ويغني أغنية مضحة من اغاني الزنوج...ويتحرك بجسده الصغير ..
وصاح السيد هيلي...:احسنت احسنت ياله من ولد ...!! اتفقنا سوف آخذه ..تمت الصفقة..
وما إن انتهى من كلامه حتى دخلت جارية سمراء تناهز الخامسة والعشرين لا يشك الناظر اليها انها والدة الصبي ..
مابك يا اليزا.؟.سأل السيد شيلي ...
عذرا سيدي أتيت لكي آخذ طفلي الصغير..وخرجت مسرعه...!
قال السيد شيلي..:اسف لا اوافق على بيعه ...فأنا إنسان لا استطيع حرمان ام من ولدها...وكانت اليزا تسترق السمع ففهمت ما كان ينويه سيدها..
لقد كان يساوم على ابنها والعم توم ....!!؟
كان كوخ العم (توم)بناء صغيرا من جذوع الأشجار يفع في مزرعة عائلة شيلي ..وأمام الكوخ بستان صغير تختلط عليه الفاكهة والخضار..
اما من الداخل في احدى زواياه وضع سرير تمتد عليه أغطية بيضاء والى الجانب هناك فطعة من السجاد المهترئ..؟
(وكانت العمة(كلو) زوجة (توم)والطاهية الاولى لعائلة السيد شيلي..).وامام المدفئة هناك مائدة للطعام حيث كان العم توم جالسا ..


وهو أقوى واحذق عامل عند السيد شيلي,,, كان توم رجلا متين البنيان وأطرافه مفتولة ولونه كالأبنوس اللماع ..
كانت جميع تقاطيع وجهه أفريقية نموذجية ..وتعبر عن رصانة وتفكير يمتزجان بالعاطفة والطيبة ...
كان العم (توم منهمكا في رسم بعض الأحرف على لوح من الخشب أمامه ولقد كان يشرف عليه (جورج شيلي )وهو غلام ابن الثالثة عشرة..!
قالت العمة (كلو)وهي تنظر بإعجاب الى جورج ...يالهؤلاء البيض ما أذكاهم انهم يعرفون كل شئ في هذا السن الصغير...!!!
سيدي جورج شكرا لك لانك تاتي لتعليم توم القراءة والكتابة ..ما أكرمك يا سيدي؟؟
~صاح جورج ...انني جائع يا عمة كلو...كان سعيدا بهما,,,
~ بالحال يا سيدي..الحلوى جاهزة ..كانت تضحك بصوت عالي..
وفي منزل السيد شيلي هناك كان يجري مشهدا آخر ...كان السيد شيلي يعد رزمة من الأوراق النقدية وسلمها للسيد هيلي تاجر الرقيق..
الذي عدها بدوره ثم قال ...:لم يبق الآن سوى التوقيع ...فأخذ شيلي العقد ووفعه النخاس وذكره بوعده له ..الا يبع العم توم الا لمن يقدره..؟
وصل السيد شيلي لجناحه الخاص مستعدا للنوم ..فسألته زوجته ..
~ من هذا الرجل الذي كان معنا على مائدة الغداء..
~ انه رجل اتعامل معه في بعض التجارة..
~ اهو تاجر رقيق...؟......لم يرد عليها...لبرهة ثم قال.:
~ حسنا يا ايميلي لقد خسرت مالي ومزرعتي واصبحت مديونا ..الى درجة وجدت نفسي مضطرا لبيع توم والصغير هنري..
~ توم الرجل الطيب عبدك الذي اخلص لك ..الم تستطيع بيع بعض الخيول ..لقد وعدته إنك سوف تعطيه حريته...ولماذا هذين الاثنين..؟
~ لأنهما يعودان علي بمبلغ محترم...وهذه هي وسيلتي الوحيدة لإنقاذنا لان كل المزرعة مرهونة عند السيد هيلي..
وفي هذه الأثناء كانت اليزا تسترق السمع كعادتها فلم تفتها اي كلمة من سيداها ..وما إن انتهى السيد شيلي حتى تحركت بهدوء الى حجرتها ..
حيث كان يرقد طفلها هنري ..ووقفت أمامه...:أيها الطفل الصغير المسكين لقد باعوك ..ولكن أمك سوف تنقذك..
كتبت رسالة الى السيدة شيلي تعتذر منها على فرارها وتشكرها لحسن المعاملة..وبعد ذلك ايقظت ابنها وطلبت منه الا يحدث أي ضجة...
وما إن انتهت من لبسه ذهبت بهدوء الى كوخ العم توم ونقرت الباب بلطف...فتحت لها العمة كلو ...
~مابك يا ابنتي ...!
~ انا هاربة ..سوف ابحث عن زوجي (جورج) ..آواه يا عمتي كلو لقد باع السيد شيلي هنري الصغير...
ردد كل من العم توم وكلو بصوت واحد ...باعه باعه ...كيف ولماذا؟؟
~ نعم باعه وباعك انت أيضا يا توم ..باعكما الى نخاس سيأتي اليوم بالذات ليتسلم(البضاعة)..
وقف توم مذهولا ...
~ ماذا فعل نوم لكي يبيعه..؟
~ انه مديون للنخاس ...مارأيك ايها العم توم نهرب سويا امامك الفرصة ..
~ كلا لن ارحل ..اذهبي انت يا اليزا ...لوحدك ,,,يجب ان أباع لأن سيدي خسر كل شئ ..لقد تعود سيدي أن يجدني في مكاني..
وسوف يجدني هذه المرة أيضا ولم أنكث بعهدي قط....
قالت اليزا للعمة كلو لقد رأيت زوجي جورج اليوم وهو ايضا عازم على الهرب من سيده..لانه لم يعد يطيق الظلم..
حاولي ياكلو أن تبعثي له أنني سوف احاول الهروب لكي أصل الى كندا ..ثم اختفت في الظلام...
وفي الصباح بحثت السيدة شيلي عن اليزا فلم تجدها وجاءها الخادم برسالتها ..لقد عادرت المنزل يا سيدتي..
~ الحمدلله ..زقالت السيدة شيلي..
أقبل السيد هيلي لكي يستلم بضاعته فعرف بقصة هروب اليزا مع ابنها فغضب وأصبح يشتم ويصيح ..
ودخل الى مكتب السيد شيلي..
~ كيف تهرب الفتاة مع ابنها ...كنت اتوقع منك ان تعاملني بشرف ..
~ ماذا أفهم مما تقول..إن من يشكك في شرفي ليس له عندي سوى جواب واحد...!!
لوأن الحكومة سقطت لمااحدثت تلك الضجة ,,,كما أحدثت قصة بيع العم توم في المزرعة فلم يكن لأحد حديث سوى تلك المسألة ..
نادى أحد العبيد رفيقه...>>
يا سام إن السيد يريد ان تسرج له جوادين ليرافق السيد هيلي ونساعده باللحاق باليزا وابنها...
عاد سام بالجوادين وكان حصان السيد هيلي مهرا شرسا ...
فلما رآه وثب وصهل وكاد يقطع فأقبل سام بحجة أنه يريد تهدئة المهر..
ووضع تحت السرج ثمرة الدردار دون أن يشعر به أحد..وظهر هيلي وقد هدأت ثورته وما أن لامس الحصان..
حتى قفز به قفزة هائلة وقذف به في الوحل..
وأصبح المشهد مضحكا للعبيد وخاصة الصغار..كان الحصان يجري والسيد هيلي يرعد ويزبد...ويجري ثم يقف ثم يضرب بقدميه ..
ويصدر الأوامر دون ان يسمع له أحد..وحدها السيدة شيلي كانت تتابع بسرور..
كان كوخ العم توم في ذلك الصباح لا يدخل من نوافذه سوى شعاع شاحب حزين ..
وكانت جميع الوجوه تعكس مافي القلوب من لوعة والم ..
~قال العمة كلو..:أعلم أنه علي أن اتجلد واصبر ولكن السيدة وعدت انها سوف تقوم بشرائك في مدة عام,,,
~قال العم توم..:سلمت امري لله ...لقد كان البيع من نصيبي انا والحمدلله انك لم تباعي والأولاد أيضا..فاليتولى الله رعايتي..
انفجر الجميع بالبكاء بما فيهم السيدة شيلي...:اعذرني ياتوم لن استطيع ان اعطيك شيئا ..واذا اعطيتك فسوف يسلبونه منك..
~ لا عليك يا سيدتي ..رجاء بلغي اسفي لعدم توديع اللسيد جورج..
وفي اثناء ذلك قيد السيد هيلي العم توم بقيد وسلاسل من حديد..
فاستنكر الجميع...كان جورج في زيارة لأصدقائه في المزرعة المجاورة ,,
أما السيد شيلي فقد ابتعد لكي لا يشهد هذا الموقف المولم...!
وماقطعت العربة مسافة ميل حتى سمع صوت استنكار ...:ياللعار ياللعار لو كنت رجلا لما سمحت لهذاأن يحدث..
~ سيدي جورج حمدلله لقد فرحت بقدومك..واعطاه جورج دولارا فضيا مثقوبا وطلب منه ان يعلقه برقبته ..وقال..
~ تذكر ياتوم أنني سوف أحررك يوم ما..واقبل السيد هيلي ,,
~كنت اعتقد انك تخجل بالمتاجرة بالبشر وتقيدهم بالسلاسل كالحيوانات..قال جورج
~ مادام أهلك يشترونهم فبإمكاني بيعهم والبيع والشراء سيان..
كان صديقنا العم توم في احدى البواخر العظيمة التي تجري على نهر المسيسيبي ويبدو أن توصيات السيد شيلي قد آتت ثمارها..
فقد لمس هيلي ما يتمتع به توم من حسن الخلق وولاه ثقته وتركه يروح ويجئ على متن الباخرة..وقد كسب احترام الجميع...
وكان من بين ركاب السفينة رجل ومعه امراة متوسطة في العمر وطفلة جميلة ..كانت في غاية النشاط والحيوية..
كأنها نسمة خفيفة من أنسام الصيف ..أنها صورة مثالية للجمال الطفولي...كانت تطير هنا وهناك راقصة مترنمة والإبتسامة تعلو شفتيها..
وعندما تمر قرب العبيد والإماء كان يعلو في وجهها البرئ الشرود والألم لحالهم...؟!
فكانت تاتيهم بالحلوى والجوز وبعضا من الفاكهة ..وتوزعها عليهم..وكان توم يتابع بنظراته تلك المخلوقة الرائعه بإهتمام زائد..
يوما بعد يوم اصبحت الصبية الصغيرة وتوم صديقين لحسن معاملته لها ..فسألها ..
~ ما اسمك...؟؟ اسمي ايفانجلين سانت كلير وتستطيع منادتي بايفا..
~ وانا اسمي توم وهناك حيث كنت كانوا ينادونني العم توم..
~اذا سوف اناديك بالعم توم...ولكن الى أين أنت ذاهب أيها العم توم..؟
~~ لا أعرف يا آنستي سأباع بالمزاد ولا أعلم نصيب من سأكون..
~ بإستطاعة والدي أن يشتري ما رأيك...سأكلمه بذلك...وذهبت مسرعة لتحدث والدها ..
وأثناء توقفت السفينة لتتزود بالوقود فاهتزت قليلا..
فزلت قدم الصغيرة فانقلبت وسقطت على النهر وهم الوالد بإنقاذ صغيرته ولكن كانت قفز ة توم اسرع ..
وفي اليوم الثاني وصلت السفينة الى أوليانا الجديدة ولعل الحادثة قد ساعدت ابنةالسيد سانت كلير في اقناعه بشراء توم..
اغروقت عينا توم عندما وجد سيده الجديد سيدا مهذبا وطيبا وشعرأنه سوق يحسن معاملته...وعندما وصلو لمزرعة السيد سانت كلير ..
كانت زوجته وعبيده بإنتظاره ...وكان السيد سانت كلير لا يكلف توم الا بالأشياء الضرورية والملحة ولكنه لاحظ ما يتمتع به توم من حسن تدبير وتعقل..
كان توم في هذا الوقت يتذكر بعض المعلومات التي كان يمده بها السيد جورج لكي يكتب خطابا للعمة كلوو..
وكانت ابفا الصغيرة تساعده على قدر ما تعلم وفرح الاثنان أيما فرح عندما انتهيا من تحفتهما اللفنية ودخل عليهما الأب ..
وهم بقراءة الرسالة وجلس يضحك..ووعد توم بتوصيلها باقرب وقت ...وبالفعل لقد اعاد صياغتها ثم بعثها بنفس اليوم..
وفي مزرغة شيلي قالت السيدة شيلي لزوجها ..:لقد ارسل العم توم برسالة للعمة كلووانه يعيش حياة رغيدة فقد اشترته عائلة كريمة...
تلقى توم ردا من جورج الصغير وابلغه بأخبار العائلة والمزرعه ..ووعده بتحريره قريبا..
مر عامان على توم وهو سعيد ولكن دائما هناك غصة فهو بعيد عن الذين وهبهم قلبه وحياته ..
وكان ذلك مصدر شقاء له,,, ولكن لم تدم السعادة في تلك المزرعة..
مرضت ايفا الصغيرة بمرض عضال ..ولم يمهلها المرض كثيرا ففارقت الحياة تلك البريئة ..فاصبح توم حزينا ومهموما...
وفي احدى الليلي ناداه السيد سانت كلير وقال له لقد وعدت ابنتي ايفا ان احررك وانا سأوفي لها ماوعدت..
ولقد اجريت المعاملات اللازمة...ففرح توم ...وبكى من شدة فرحه ثم تذكر الصغيرة ايفا فبكى حزنا على تلك الملاك الصغير..
اصبح السيد سانت كلير رجلا حزينا يعاقر الشراب ويلعب القمار وفي احدى الليالي تشاجر مع احد رواد الحانة فطعنه بالسكين وقتل في الحال..!
وهكذا مات احباء العم توم ...فكلم سيدته عما وعده به السيد سانت كلير ,,فقالت السيدة:
~كم أنت وقح أيها العبد بل سوف ابيعك أنت والعبيد والمزرعة وابتعد عن هنا لأنها تحمل لي من الذكريت ما يقتلني..
وهكذا بيع توم لسيد آخر ولكن هذه المرة ليس كالسيد سانت كلير..
عندما تسمع بذكرمحل تجاري لبيع الرقيق لابد أن تتجلى أمام ناظريك صورة بشعة رهيبة وتجار متوحشون ..أجلاف..!!
ولكن هذا مغاير لما تسمع به فتجار العبيد اصبحوا أكثر دراية فهم يحرصون على أن يكون مظهر سلعهم البشرية مرغوبة للزبائن ..!
بمعنى أنهم يلبسونهم الملابس الجديدة والجذابة..
وجه توم وعبيد السيد سانت كلير الى مستودع النخاس السيد سكفر وحشد الجميع أثناء الليل في حجرة واسعة..
وكان توم في حالة نفسية سيئة ..لذا آثر البقاء وحيدا بعيدا عن العبيد والاماء..وفي اليوم الثاني...
كان الجميع منهمكا لاعداد مجموعة جميلة ..من العبيد والاماء للمزاد ..و السوق عبارة عن دائرة..واسعة تعلوها قبة..
رائعة من الرخام ..هناك الكثير من الزبائن...والتجار يغالون في بضاعتهم ويحسنوا في تجميلها بالكلمات الرنانة..
وكان توم يرقب تلك الوجوه المحيطة به وهو غارق في أفكاره ,,لقد رأى أناسا كثر ولكنه لم يشاهد سوى رجال غلاظ مبتذلين..
تقدم رجل قصير سمين جلف العينين...قبل بدء المزاد بدقائق ..وبدء في فحص العبيد..كان توم يتابعه بنظراته ..
انتابه خوف مفاجئ ..وراح الرجل يفحص العبيد واحدا تلو الآخر حتى وصل لتوم..فامسك به من ذقته ,,وفتح فمه..
ليفحص اسنانه..وحمله على مد ذراعيه ليجس عضلاته ويعرف مبلغ متانتها..ثم دار حوله وطلب اليه ان يقفز ليتاكد من قوة ساقيه..!!
~ أين نشات سأله الرجل...
أجاب توم وهو يجيل بصره فيما حوله كأنه يطلب النجدة..:في كنتاكي ياسيدي!
وماذا كنت تعمل هناك...؟كنت اعتني بمزرعة سيدي...قال توم
تحول الرجل عنه..ولكن قضى الامر واصبح لتوم سيدا جديدا فهبط من المنصة بعد ان بيع جميع العبيد والاماء..
بعد ان اشترى السيد ليغيزي ثمانية عبيد من بينهم توم ..ساقهم والسلاسل والقيود على أرجلهم وايديهم...
كان الرجل ينظر الى وجه توم الذي يفيض منه الأسى ..فشعر بخوف منه فابتعد عنه..
وفال اسمعوا جميعا ..الآن ترون تلك القبضة ..ولوح بها ..
وضرب بها على يد توم ...انني احذركم فقبضتي هذه هي كتلة حديد لصرع الزنوج وانا لم التق حتى الآن زنجيا واحدا لا استطيع صرعه...
وصلت العربة آخر الامرالمزرعة..وكان في انتظارهم الكلاب الشرسة..وقال السيد ليغزي..
هذا ما ينتظركم ان حاولتم الفرار..تستطيع هذه الكلاب التهامكم كما تلتهم الطعام..

لم يحتج توم الى الكثير حتى يتعرف على المزرعة وتعود ان يتحمل كل ما يمكن أن يصيبه من إيذاء او ظلم ..
لاحظ ليغزي ما يتمتع به توم من مزايا فقد كان مجدا في عمله وقليل الكلام ...لكنه كان يبغضه لتلك النظرة في عينيه...
كان يرى تعذيب الإماء بعينه لكنه لايستطيع الكلام فهو عبد مهما حاول ..كان يحاول التخفيف عنهم في كل مرة يرى ظلما او تعذيبا ..
وسمع السيد بما كان يقوم به توم من مساعدة للعبيد والاماء فناداه ..
وطلب منه بجلد احداهن...فرفض توم ..عذرا يا سيدي لا استطيع..
فقام الرجل بضرب توم على وجهه بسوط حتى سالت دمائه...مارايك الآن هل تستطيع..؟ لا يا سيدي لا استطيع ..
سيدي مستعد ان اعمل ليلا نهارا لكن ماتدعوني اليه لا يجوز ..عفوك يا سيدي فلن ارتكب اثم يغضب الرب..
وسرت همهمة بين العبيدالذي اذهلهم موقف توم..واخذوا ينظرون نهايته ..
اما ليغزي فقد اذهلته المفاجئة لأنه لم يكن يتوقع أن يجرؤ عبدا
على عصيانه..كيف ايها الحيوان..كان ليغزي يرتجف من الغضب وعيناه مليئة بالشر ..
أنت ايها العبد الست ملكي جسدا وروحا..
لا ياسيدي ربما تملك جسدي ولكن روحي ليست لك لانك لم تشترها ولست بقادر على دفع ثمنها .
.لقد اشتراها من هو قادر على صيانتها وحفظها ..
وهنا وضع حذائه في فم توم وضربه بعنف حنى سقط مغشيا عليه..
ونادى السيد عبيده لكي يأخذوا توم ويرموه في القبو ..
وفي الليل أتت اليه احدى الاماء بماء ..فوضعت بعض الماء في فمه وقربت له فراشا من القش ووضعت عليه غطاء مبللا..
لماذا لم تضربني يا توم...فاغروقت عيناه وقال لقد خسرت الاهل والولد والسكن والسيد الطيب ..
فلا اريد ان اخسر آدميتي فهي ماتبفى لي..
جاء احد العبيد بتميمة لسيده ...فقال له ماهذه ..قال انها تميمة ياسيدي وجدتها مع توم انها من تلك التمائم التي يحصل عليها الزنوج من السحرة..
لكي لا يشعروا بالالم وقد وجدتها مربوطة في عنق توم...ففتحها السيد ووجد دولارا فضيا وعليه خصلة شعر أشقر(شعر الطفلة ايفا)..
من أتى بها قال بذعر..لا تحملوا الي بهذه الاشياء الشيطانية ..ومنذ ذلك اليوم كان ليغزي يشعر بخوف من توم ..
وكان فريسة للكوابيس وكان العرق يتصبب منه ...؟
وهكذا عاش العم توم في عذاب من السيد ليغزي ..حتى قررت بعض الاماء الفرار..فاخبرنه لكي يهرب معهن فرفض..بحجة انه لا يستطيع الركض من شدة الضرب الذي كان يتلقاه يوميا..
وجاء ليلة هروب الفتاتين وخرجت الهاربتان دون احداث ضجة واستطاعتا بمساعدة الظلام ان تصلا الى اكواخ العبيد ..
وانتشر النبأ في كل مكان وجئ بالعبيد وراحوا يوقدون المشاعل والكلاب تعوي..وكان السيد ليغزي يمتلأ غيظا وقد صب غضبه كما كان متوقعا في العم توم..
وجئ بتوم ..اتعلم أنني قررت أن اقتلك..؟ان هذا ممكن يا سيدي ..قال توم,,
سوف اقتلك اذا لم تقل لي أين اختفت الفتاتان..~ اعوذ بالله افضل الموت يا سيدي على ان اشي بهما..
وهكذا بداأ تعذيبه ولكن هذه المرة كان الوضع مختلفا..كان ينكل به بكل طريقة الى ان اغمي عليه.
.ولم يتحرك فطلب من عبيده برميه خارجا واذا مات فاليقوموا بدفنه دون إخبار احد..
بعد يومين اثنين..
كان هناك شاب في مقتبل العمر يزور مزرعة السيد ليغزي ..
كان هذا الشاب السيد جورج شيلي بعد أن توفي والده اصبح يبحث عن توم حتى عرف من احد النخاسين بمكانه..
وسال السيد ليغزي عنه ...وقال له نعم لقد اشتريت احد بهذا الاسم لكنه عبد متمرد ناكر للجميل ..
ولقد أمرت بجلده ..وهو الآن يحاول ان يموت ولا ادري ان كان سينجح.
.فصاح جورج يا الهي ..وأين هو..؟اريد أن أراه..
قال له ولد صغير إنه هناك يا سيدي هناك في المخزن...كان توم راقدا ولكنه لم يكن يشعر بألم ..
لأن أعصاب الالم في جسده قد تحطمت وضعفت..
ولما دخل جورج الى المخزن ..دار راسه توم وأوشك ان يسقط ..أوا هذا ممكن..توم؟؟قال جورج..
وكأن صوت جورج قد تغلغل في روح المحتضر فحرك رأسه ..لقد جعل الله فراش موتي أنعم من ريش النعام..
وانحنى الشاب المسكين والدموع تجري على خديه وفتح توم عينيه ..وقال توم ..:.سيدي جورج..؟
وقال الحمدلله هذا كله من نعمه كل ما كنت اتمناه انهم لم ينسوني ان هذا ليدفء مني الروح..فانا أموت راضيا مطمئنا..)
~كلا إنك لن تموت ينبغى الا تموت لقد جئت لاشتريك لاعيدك الى منزلنا,,
~هيهات يا سيد جورج لقد فات الاوان...
~ لا تموت ياتوم ان موتك سوف يقتلني..
~ لا تخبر كلو يا جورج في اي حال رأيتني فسيكون لها صدمة قوية لها ..
وبذلك استنفذ توم كل طاقته ...فغرق في غيبوبة لم يفق منها ..ونام نومته الابدية..ودفنه جورج في احدى المقابر ..
لم يستطع جورج محاسبة السيد ليغزي لانه لن يجد احدا لكي يشهد ضده ولا يعترف القانون بشهادة العبيد..
عاد لكي يخبر والدته والعمة كلو ...التي كانت تنظر بفارغ الصبر مجئ زوحها..
وعندما رات جورج وحيدا..
علمت أنها لن ترى توم الى الابد..
وهكذا قام جورج بتحرير كل عبيده ...ومن بينهم العمة كلو وابنائها ...
أما عن اليزا وابنها هنري وزوجها جورج فقد ساعدهم احد المحسنين ورحلوا الى كندا حيث لا عبيد هناك في تلك الفترة..

....................



البرق النجدي 10-22-2014 07:47 PM

رابط قصة كوخ العم توم مباشر


http://downloads.roro44.com/60025

البرق النجدي 10-22-2014 07:48 PM

قصة اليوم من القصص الحديثة نسبيا وهي قصة كان لها صدى كبير في العالم ...
سوف اترك لكم رابط القصة



http://downloads.roro44.com/79380

البرق النجدي 10-22-2014 07:48 PM

http://sub3.rofof.com/img3/02gtkju23.jpg



رواية اجتماعية ..، تعتبر مأساة انسانية ،
تحكي قصةَ أرملةٍ شابةٍ، اسمها جان فورتييه، توفي زوجها الذي كان يعملُ في معملِ رجلِ الأعمالِ ( لابرو ) وهي ما زالت شابةً جميلةً، ولديها ولدان ابن وابنة ، وقد توفي زوجها في المعملِ في إحدى التجاربِ الصناعية!!.
و كان ( لابرو ) رجلاً محسناً - على الرَّغم من كونه فظا أحياناً خاصةً عندما يتعلق الأمر بالعمل - فأحبَ أن يعوضَ هذهِ المرأة؛ فجعلها بوابةً في معمله !!.
وفي نفسِ المعمل كان يعمل رجلٌ اسمهُ ( جاك جيرود) و الذي كان صديقاً لزوجها، ولأنها كانت شابةً وجميلةً، فقد أحبها وأعجبَ بها وظلَّ يعرضُ عليها الزواج، وهي ترفضُ لأنها أخذت عهداً مع زوجها ألا تتزوجَ بعده!!، وكذلكَ تريد أنْ تربيَ أبناءها وتعتنيَ بهم، ولأنها فقيرةٌ فكر بإغرائها بالمال !! ، ولأنَّ هذا الرجل لا يمنعهُ شيئٌ في سبيلِ الوصولِ إلى غاياتهِ فكرَ بمكرٍ في حيلةٍ تروض هذه المرأة الوفية لزوجها !! فهل نجحَ ؟! .
هذه الإنسانةُ المنكوبةُ تحملَّت ما لا يتحمله بشرٌ في سبيلِ ولديها والوفاء لزوجها، و عاشت حالةً من المشاعر المتداخلة تتأرجح بين الموتِ والحياة، والإخلاصِ،والانتقامِ، والحبِ والكراهيةِ، واليأسِ، والأمل .
.........................


http://forums.roro44.com/images/smil...-Smiles-10.gifhttp://forums.roro44.com/images/smil...-Smiles-10.gifhttp://forums.roro44.com/images/smil...-Smiles-10.gifhttp://forums.roro44.com/images/smil...-Smiles-10.gifhttp://forums.roro44.com/images/smil...-Smiles-10.gif



البرق النجدي 10-22-2014 07:49 PM

~يسرني ان انقل لكم هذه القصة بقلم الأديبة الأرجنتينية: ايزابيل اللندي
بعنوان:
الزائر

ترجمها عن الانكليزية : محمد شلاكة
http://im15.gulfup.com/1wWm3.gif

معلمة المدرسة أنيس دخلت الى محل لؤلؤة الشرق في تلك الساعة لم يكن احدا بداخله فمشت الى المنضدة المقابلة حيث رياض حلبي منشغلا بطي قماشة من الورد اللماع لتخبره بانها قطعت رأس احد الزائرين في النزل الذي تملكه أخرج التاجر منديله واضعا اياه فوق فمه مندهشا .
"ماذا قلت يا أنيس"
"بالضبط ما سمعته يا ترك"
"هل مات حقا"
"بالتأكيد"
"والان ماذا ستفعلين"
"لهذا جئت اليك كي أستشيرك"كلمته وهي تحاول تثبيت شعرها.
تنهد رياض حلبي ثم قال "أعتقد ان من المستحسن ان اغلق الدكان"
عرف الاثنين احدهما الآخر منذ مدة طويلة لدرجة انهم لايستطيعون تذكر العدد الفعلي للسنوات رغم انهم يستطيعون تذكر كل التفاصيل الدقيقة ليومهم الاول في الصداقة في ذلك الوقت حلبي كان واحدا من اولئك التجار الذين يدهشك بطرقه الكثيرة كي يبيعك سلعة ما تاجر هاجر بدون بوصلة او اي هدف معين مهاجر عربي بجواز سفر تركي مزور وحيدا وحزينا ورغبتة الشديدة للجلوس في الظل . كانت لاتزال شابة بوركين جميلين وكتفين يزهوان بالفخر المعلمة الوحيدة في البلدة وام لولد بعمر الثانية عشرة وّلد نتيجة علاقة غرام عابرة. كان الصبي مركز حياتها تهتم به بأخلاص وتفان ثابتين وبصعوبة جمة تحاول اخفاء دلالها ففي المدرسة تعامله بشكل اعتيادي وبنظام صارم فرضته على كل التلاميذ. كي لا يقال لها بانها تعامله بشكل مختلف وفي ذات الوقت تأمل من معاملتها له ان لا يكون عنيدا ومتمردا كأبيه بل تفضل ان يكون ذو عقل راجح وقلب رحيم. وفي ذلك المساء الذي امتلك خصوصيته قاد رياض حلبي سيارته الى البلدة "أوكواسانتا"فشاهد في الجهة الاخرى من الشارع مجموعة من الاولاد وهم يحملون ابن معلمة البلدة على نقالة هم صنعوها. لقد دخل الى احد المنازل كي يجمع ثمار المانكو.غير ان مالك الدارالذي لا يعرفة احد معرفة حقيقيه اطلق رصاصة من بندقيته كي يخيف الفتى ليس الا لكنها صنعت فتحة سوداء بجبينه خرجت روحه منها. في تلك اللحظة اكتشف التاجر موهبته في ان يكون قائدا وبدون سابق انذار وجد نفسه وسط كثير من الاشياء فتارة يواسي الام واخرى يحاول ترتيب العزاء كانه فردا من العائلة او يهدأ من جماح الناس الذين أرادوا تقطيع المجرم جزاء فعلته في تلك الاثناء أكتشف المجرم بان حيلته لن تساوي شيئا ان هو بقى هناك لهذا قرر الهرب دون رجعة.
صباح اليوم التالي قاد رياض حلبي جمعا من الناس من المقبرة حتى المكان الذي سقط فيه الفتى كل ابناء بلدة"اكواسانتا"أولائك الذين قضوا يومهم كله وهم يجمعون المانكوالذي رموه من خلال نوافذ المنزل الا ان امتلأ من الارضية حتى السقف. بعد اسابيع قليلة وبفعل الشمس الحارة تخمرت تلك الفاكهة الذي ادى الى انفلاقها فارزة عصارة لزجة خضبت الجدران بلون الدم المذهب بالالتماعات ذلك الصديد الحلو احال لون البيت الى هيئة كالحة كانه من العصور الحجرية القديمة او شبيها ببهيمة فاطسة في طريقها الى التعفن.
موت الصبي وما فعله رياض حلبي في تلك الايام وذلك الترحيب الذي ناله في "أوكواسانتا" حدد مصيره وما تبقى من حياته .فقرر البقاء في البلدة ناسيا بأنه من أصل سلالة تعشق الترحال. ففتتح متجره لؤلؤة الشرق ثم تزوج واصبح ارملا وتزوج ثانية وبقى مستمرا على تجارته بينما سمعته الحسنة كرجل شهم في ازدياد. كي تعيد انيس الجميل الى اهالي البلدة فقد خرجت على يديها الكثير من الاجيال مع عاطفة قوية وهبتها لهم عرفانا لذكرى ابنها الى ان استنفذت كل طاقاتها فتنحت جانبا للمعلمين الذين وصلوا من المدينة بمناهجهم الجديدة ثم تقاعدت. بعد تركها قاعات الدرس شعرت بتقادم السنوات بشكل مذهل يغلفهن الحزن فالايام تمر بسرعة لدرجة لا تستطيع ان تتذكر اين ذهبت كل تلك الساعات .
"ادور على نفسي في حالة ذهول انا ميتة غير اني لم اعرف هذا بذلك ايها التركي"
"انيس انك بصحة جيدة وكما عهدتك" المشكلة انك ضجرة لهذا يجب ان لا تبقي كسولة لهذا اقترح رياض حلبي ان هي اضافت بعض الحجرات لبيتها كي تؤجرهن لاننا لا نملك فندقا في البلدة.
"ونحن لا نملك السياح ايضا"
"فراش نظيف ووجبة افطار دافئة سيكون نعمة للمسافرين"
قرروا فعل ذلك فامسى المكان مفضلا لسواق الشاحنات وعمال شركة النفط الوطنية اؤلئك الذين يقضون الليل في النزل كي يرتاحوا من عناء السفر وضجر الطريق الذي يملا رؤوسهم بما يشبه الهذيانات.

أنيس معلمة المدرسة كانت اكثر الناس أحتراما وتقديرا في كل "أوكوسانتا" فقد علمت اطفال القرية لعقود كثيرة مما منحها الصلاحية في التدخل في حياتهم الخاصة حتى انها تشد اذانهم اذا شعرت بأن ذلك يساعد في تقويمهم . اما البنات فيجلبن احبابهن اليها كي توافق عليهم بينما الازواج والزوجات ياتون اليها محملين بمشاكلهم المنزلية كانت ترشدهم اوتتوسط بينهم كذلك تقضي بكل مشاكل تلك المدينة الصغيرة.في الحقيقة صلاحيتها كانت اوسع من صلاحيات القس والطبيب وحتى الشرطة لا احد يستطيع ايقافها او ايقاف ممارستها لتلك السلطة. ففي احدى االحوادث تلك دخلت الى سجن البلدة مارة بالملازم دون ان تتفوه بكلمة واحدة منتزعة المفاتيح من مسمار الحائط واخرجت من الزنزانة احد تلامذتها الذي قبض عليه سكرانا. حاول الضابط ان يقف في طريقها غير انها دفعته الى الجانب واخذت الصبي خارجا ماسكة اياه من ياقته وعندما اصبحت في الشارع صفعته مرتين وحذرته اذا ما اعادها مرة اخرى فستخلع بنطاله وتشبعه ضربا لن ينساه ابدا. اليوم الذي اتت فيه انيس الى رياض حلبي كي تخبره بانها قتلت احد النزلاء لم يشك للحظة واحده بانها كانت جادة بما تقول لانه يعرفها جيدا . أخذ بذراعها ثم مشى معها مسافة شارعين يفصلان لؤلؤة الشرق عن بيتها الذي كان واحدا من اقدم البنايات في البلدة بني من الطين والخشب مع شرفة عريضة حيث علقوا ارجوحة للحظات القيلولة وزودوا كل غرف بمروحة سقفية في تلك الساعة يكون البيت شبه خالي فقط زائر وحيد جلس في قاعة الاستقبال محتسيا البيرة ومندهشا لما يعرضه التلفاز .
همس لها التاجر العربي "اين هو"
اجابته دون ان تخفض صوتها"في احدى الغرف الخلفية"
اخذته الى صف من الغرف التي تؤجرهن –كلهن يتمتعن برواق يتالق بضوء الصباح البنفسجي الذي انزلق على الاعمدة بينما نباتات السرخس علقت بالعوارض- يحدهن فناء زرع باشجار الموز واشجار المشملة. فتحت انيس اخر باب ثم دخل رياض حلبي الى الغرفة نوافذها مغلقة يظلله فيْ عميق مرت لحظات بعدها وفوق السرير رأى رجل طاعن في السن وذو سحنة مسالمة شيخا غريبا يسبح في بركة صغيرة من الموت اما بنطاله فلطخ بالبراز بينما رأسه
تعلق بجلده الشاحب ميوشحا بمحنة رهيبة كانه يعتذر لكل ذلك القلق والدم وذلك الارباك الغيرطبيعي كانه يلوم نفسة لانه سمح لها ان تموت لك تلك الاشياء واضحة عليه.جلس رياض حلبي فوق الكرسي اليتيم في الغرفة محدقا في الارض ومحاولا السيطرة على ما يحدث داخل امعائه . اما انيس فبقيت واقفة ويديها متصالبة على صدرها تحاول تقدير عدد الايام التي تحتاجها لتنضيف الغرفة وازالةلرائحة الموت والخوف من الغرفة.
"كيف فعلت هذا" سألها رياض حلبي وهو يمسح العرق من جبينه .
"بالمدية التي أحصد بها جوز الهند". لقد اتيت من وراءه ثم هويت على راسه بضربة مفاجتة واحده لم يعرف ما الذي اصابه ذلك الرجل المسكين.
"لماذا"
"كان يجب ان اقوم بذلك الفعل انه القدر هذا الرجل المسن لم يكن محظوظا بما فيه الكفاية امتلك حظا سيئا جدا.لم يرغب ان يتوقف في اكوسانتا لقد كان مارا بالبلدة حينا ضربت حصوة زجاج نافذته اتى الى هنا كي يقضي ساعات معدودة بينما الايطالي الذي يعمل في الكراج يحاول ان يجد له زجاجة اخرى. لقد تغير كثيرا –كلنا كبرنا حسب ما اظن- غير اني عرفته بسرعة كنت انتظره كل تلك السنوات وكنت اهجس بانه سيعود الان او فيما بعد.انه رجل المانكوز"
" احفظنا يا الله" تمتم رياض حلبي بلغته العربية.
لماذا قلت ذلك هذا الامر لن يكون ابدا"
"انا المحقة فقد قتل ابني"
أنيس ان الملازم لن يفهم ذلك"
"العين بالعين والسن بالسن.يا ترك. اليس هذا ما تعلمناه من الدين"
ولكن القانون لايعمل بهذه الصورة يا انيس"
"حسنا نستطيع ان نرتب الامور هنا ونقول بانه انتحر"
"اياك ان تلمسي الجثة كم من الزوار لديكفي النزل"
فقط سائق الشاحنة سيكون في طريقه الى العاصمة عندما يبرد الجو قليلا"
"حسنا لاتستقبلي اي زائر جديد أقفلي باب الغرفة وانتظريني ساعود هذه الليلة"
"ماذا ستفعل"
"دعيني وشاني ساهتم بهذا الموضوع بطريقتي الخاصة"
رياض حلبي ذلك الرجل الذي ناهز الخامسة والستين من العمر لكنه حافظ على نضارة الشباب وحويتهم وبقى بذات الروح التي جعلت منه قائدا لذلك الحشد في اليوم الذي وصل فيه الى"اكواسانتا".خرج من منزل المعلمة ماشيا بسرعة كي يقوم باول زياراته ذلك المساء وبعد فترة وجيزة من الوقت بدأ همس خفي ينتشر في البلدة أفاق على اثره ساكني أكواسانتا من سباتهم الذي امتد لسنوات فقد نبههم ذلك النبأ الذي لا يصدق فبدا الناس ينقلوه من بيت الى بيت بما يشبه ثرثرة يصعب كبحها او هي أخبار محزنة بدأت بالهمس حتى انتهت بالصراخ أشاعة من المفترض ان تظل همسا غير انها امست حالة خاصةجدا. قبيل الغروب تستطيع ان تهجس بالهواء مملوءا بالبهجة المضطربة والقلق الذي لازمهم لسنوات طويلة وجعله ميزة خاصة باهالي البلدة وغامضا على اؤلائك الغرباء الذين يخترقون البلدة بين فترة واخرى لانهم لن يستطيعوا ان يجدوا اي شيْ استثنائي او روعة في هذه البلدة التي تظهر للعيان وقد بنيت بالقرب من مياه بركة راكدة لا تختلف باي شي عن بقية البلدات على حافات الغابة. في بداية المساء بدا الرجال يصلون الى الحانة بينما النساء فحملن كراسي المطابخ كي يجلسن على ارصفة الدروب ليستمتعن بالهواء العليل أما الشباب فاحتشدوا على شكل جماعات وسط السوق حتى ليخيل لك بانه احد ايام الاحد. وكعادة الملازم وجنوده انهوا دورياتهم حول البلدة ثم قبلوا دعوة بعض البنات لحفلة عيد ميلاد احداهن- حسب مزاعمهن- في بيت العاهراتوحينما حل الظلام كان هناك الكثير من الناس في الشوارع اكثر من كل ايام عيد القديسين, فترى كل واحد منهم منكب على نشاط خاص به حتى يخيل اليك بانهم يتمرنون على مشاهد لفلم : فالبعض يلعب الدومينو واخرين اتخذوا من اركان الشارع مكانا كي يشربوا الجعة وللتدخين, اما الاحباب فتراهم يمشون يدا بيد كانهم في نزهة, والامهات منهن يركضن خلف اولادهن بينما الجدات فيحدقن بفضول من مداخل البيوت.أضاء القس قناديل الكنيسة ثم حرك الاجراس معلنا الصلاة على روح القديس اسيدرو الشهيد, غير ان لا احد اكترث لذلك النوع من الصلاوات.
بدأ الاجتماع في التاسعة والنصف ببيت انيس المعلمة: الترك, طبيب المدينة, وأربعة رجال درستهم منذ الصف الاول الى ان اصبحوا محاربين اقوياء حتى تسرسحهم من الخدمة العسكرية.قادهم رياض حلبي الى الغرفة الخلفية هناك حيث وجدوا جثة وقد غطيت بكل انواع الحشرات والبعوض الذي دخل من النافذة , وضعوا الضحية في كيس من الجنفاص ثم حملوه الى الخارج وبكل برود رموه في في شاحنة رياض حلبي ثم قادوا السيارة خلال الشارع الرئيسي للبلدة, وكعادتهم بدأوا يلوحون للمارة. كان البعض يعيد التحية بحماس مفرط بينما اخرين يتظاهرون كانهم لم يروهم وهم يختنقون بضحكة ماكرة, كانهم اطفال فوجئوا بسوء اعمالهم الشيطانية. قاد الرجال السيارة تحت ضوء القمر المتألق الى ذات المكان الذي وقف فيه ابن المعلمة انيس لأخر مرة محاولا جمع ثمار المانكو. اكتسحت الاعشاب البرية المكان والبيت قبع وسط حشاتش ضارة نمت بسبب الاهمال الذي طاله, وبسبب الزمن والذكريات السيئة تراه متضعضعاو اما التل القريب ذو الاشجار المتشابكة الاشجار حيث اشجار المانكو نمت بشكل طبيعي من تلك الفاكهة التي تسقط من الاشجار وتغطس في اديم الارض كي تبت اشجارا جديدة تلد اخرى حتى صار المكان كانه غابة يكتنفها الغموض فترى النباتات قد تسلقت الاسوار والممرات وحتى حطام البيت الذي زخرفه عصارة المانكو ورائحته.أضاء الرجال فوانيسهم النفطية, بعدها وبمدياتهم الطويلة صنعوا لهم دربا في كثافة الاعشاب وحينما شعروا بأنهم مشوا بما فيه الكفاية اشار أحدهم الى بقعة في الارض بالقرب من جذع شجرة عملاقة حملت اغصانها الكثير من الفاكهة حفروا حفرة عميقة ثم وضعوا فيها كيس الجنفاص , وقبل ان يهيلوا التراب الى مكانه قرأ رياض حلبي الفاتحة
وعندما رجعوا عند منتصف الليل , اكتشفوا بان لا احد قد ذهب الى فراشه, فعند كل نافذة ترى الاضواء تلمع والناس ينتشرون في الشوارع .
خلال ذلك , معلمة المدرسة انيس فركت الجدران ونظفت الآثاث بواسطة الصابون والماء, بعدها احرقت كل أغطية الفراش, ثم فتحت الشبابيك كي تدع الهواء يدخل الى المنزل, وانتظرت عودة أصدقائها حول مائدة العشاء مع ابريق من الجعة وعصير الاناناس. ألتهموا طعامهم وهم يثرثرون بفرح غامر حول اخر جولات صراع الديكة يلك التي تظن معلمة المدرسة بانها رياضة وحشية , لكنها اقل وحشية من مصارعة الثيران هذا ما زعمه الرجال لان بسببها فقد احد مصارعي الثيران الكولومبيين كبده بسببها.
كان رياض حلبي اخر شخص يقول وداعا في تلك الليلة , معلمة المدرسةانيس اخذت بيده للحظات قبل ان تقول له
"اشكرك ايها الترك"
"انيس لماذا اتيت اليّ"
"لانك الشخص الذي احببته اكثر من اي شي في هذا العالم, كذلك لانك الاب الفعلي لابني"
حينما اصبح اليوم التالي عاد سكان بلدة اوكوسانتا الى حياتهم الاعتيادية, تحيطهم روعة وفخامة العمل الذي قاموا به, وذلك السر الذي احتفظوا به الجيران الجيدين وكل واحد منهم حفظه بتصميم مطلق , حتى موت مدرسة البلدة. والان استطيع ان اسرد لكم الحكاية.

البرق النجدي 10-22-2014 07:50 PM

وردة باراكيلسوس

خورخي لويس بورخيس
http://im15.gulfup.com/1wWm3.gif


في مشغله الذي يحتل حجرتين في القبو دعا باراكيلسوس (1) ربّه، أن يرسل إليه تلميذا. كانت الدنيا قد اظلمت. وألقت النار الواهنة في الموقد ظلالا غير منتظمة. بذل هو جهدا كبيرا لكي ينهض ويشعل المصباح الحديدي. كان باراكيلسوس الشارد البال بسبب التعب قد نسي دعاءه. وحين محا الليل هيئات البوتقة والأنابيق المتربة، ارتفعت أصوات قرع علي البوابة.نهض مغالبا النعاس وصعد السلالم الحلزونية القصيرة ثم فتح إحدي ضلفتي الباب. دخل رجل غريب. كان هو أيضا متعبا جدا. أشار باراكيلسوس الي المصطبة لكي يجلس الغريب. جلس هذا وإنتظر. لوقت ما لم يتبادلا الكلام..
كان الأستاذ هو البادئ بالكلام:
ــ أنا أتذكر وجوها من الغرب ووجوها من الشرق ــ قال لكن ليس من دون إنفعال معيّن ــ إلا أن وجهك لا أتذكره. من أنت وما تريده مني؟.
ــ اسمي لا أهمية له ــ أجاب الغريب. ــ ثلاثة أيام وليال قضيتها في الطريق لكي أدخل الي بيتك. أريد أن أكون تلميذك. جئتك بكل ما أملكه.
أخرج كيس نقود وهزّه فوق الطاولة. فعل ذلك بيده اليمني. كانت قطع النقود كثيرة ومن الذهب. وقف باراكيلسوس خلف الغريب لكي يشعل المصباح. وعندما إلتفت لاحظ أن يد القادم اليسري تمسك بوردة. الوردة أقلقته.
إنحني وجمع أطراف أصابع يديه ثم قال:
ــ أنت تتصور بأنني قادر علي خلق حجارة تحّول كل العناصر الي ذهب بينما أنت نفسك تعطيني الذهب. أنا لا أبحث عن الذهب، وإذا أردت الذهب فسوف لن تكون تلميذي أبدا.
ــ أنا لا أريد الذهب ــ أجاب الغريب. ــ وهذه النقود لاتشهد الا علي أمر واحد وهو أرادتي القوية في الدرس. أريد أن تعلمني الفن. أريد أن أقطع الي جانبك الطريق الذي يؤدي الي ( الحجر).
أجاب باراكيلسوس ببطء:
ــ الطريق هو (الحجر). البداية هي (الحجر) وإذا لم تفهم هذه الكلمات فهذا يعني أنك لم تبدأ في الفهم بعد. إن كل خطوة تقوم بها هي الهدف.
نظر الغريب إليه وهو غير مصدّق. قال بصوت متبدل:
ــ ولكن هل يوجد الهدف ؟.
إبتسم باراكيلسوس:
ــ المفترون الذين لايقل عددهم عن عدد الحمقي يدعّون بأن لاوجود له وهم ينعتوني بالدجّال. أنا لا أعطيهم الحق. ولو أنه ليس من المستبعد أن الهدف هو محض وهم. أنا أعرف بأن الطريق (يوجد).
ساد الصمت الذي قطعه الغريب:
ــ أنا مستعد لقطع الطريق معك وحتي لوكان علينا أن نتجول لسنوات طويلة. إسمح لي بأن أقطع الصحراء، إسمح لي بأن أري، ولو من بعيد، الأرض الموعودة، وحتي لو لم تسمح لي النجوم بوضع قدمي عليها. أنا أرغب بدليل قبل أن أمضي في الطريق.
ــ متي؟ ــ سائله باراكيلسوس بقلق.
ــ فورا ــ قال التلميذ بحزم مفاجئ.
كانا قد بدءا الحديث باللاتينية، والآن أخذا يتكلمان بالألمانية.
رفع الشاب الوردة الي أعلي.
ــ يروون ــ قال ــ إنك تقدر علي حرق الوردة وعلي بعثها بقدرة فنك. إسمح لي بأن أكون شاهد هذه المعجزة. أنا أرجوك من أجل ذلك وبعدها أعطيك حياتي كلها.
ــ أنت سريع التصديق ــ قال الأستاذ. ــ وأنا لست بحاجة الي هذا، أنا أطالب بالإيمان.
ــ ولكنني لست سريع التصديق ولذلك أرغب أن أري بعيني تدمير هذه الوردة وبعثها.
أخذ باراكيلسوس الوردة وبدأ يلهو بها أثناء الحديث.
ــ أنت سريع التصديق ــ قال. ــ تقول بأنني أقدر علي تدميرها؟.
ــ كل واحد قادر علي تدميرها ــ قال التلميذ.
ــ أنت مخطئ هل تظن بأن أي شيء يمكنه أن يعيد العدم؟ هل تظن بأن الإنسان الأول في (الجنة) كان قادرا علي أن يدمر لو زهرة واحدة ولو ورقة واحدة من العشب؟.
ــ لسنا في (الجنة) ــ قال الشاب بعناد.ــ نحن هنا تحت القمر وكل شيء هو فان.
نهض باراكيلسوس
ــ وفي أي مكان آخر نحن؟ هل تعتقد بأن (السقوط) هو شيء آخر غير جهلنا بأننا في الجنة؟.
ــ يمكن لكل وردة أن تحترق ــ قال التلميذ بتحد.
ــ ما تزال النار في المدفئة ــ قال باراكيلسوس.ــ وإذا رميت الوردة في الموقد هل تعتقد بأن النار تلتهمها وليس من شيء حقيقي غير الرماد. أقول لك إ ن الوردة خالدة ولا يتغير فيها شيء سوي الشكل. وقد تكفيك كلمتي لكي تري الوردة من جديد.
ــ كلمة واحدة؟ ــ سأل التلميذ مستغربا ــ البوتقة مطفأة والأنابيق مملوءة بالرماد. هل تفعل شيئا لكي تبعث الوردة؟.


نظر باراكيلسوس إليه بحزن.
ــ البوتقة مطفأة ــ كرر الكلام ــ والأنابيق مملوءة بالرماد. عند غروب أيامي الطويلة أستعمل انا أدوات أخري.
ــ أنا لا أجرؤ علي السؤال: أي أدوات ــ قال الغريب بمكر، ولربما بتواضع.
ــ أنا أتكلم عن الأداة التي إستخدمت في خلق السماء والأرض و(الجنة) غير المرئية التي نحن فيها، ولكن الخطيئة الأولي تخفيها عنا. أنا أتكلم عن (الكلمة) التي تعلمنا القبلة (2) أياها.
قال التلميذ ببرود:
ــ أنا أرجوك بكل تواضع. أرني كيف تختفي الوردة و تظهر. لا فارق لديّ إن كنت تستخدم الإنبيق أم (الكلمة).
إستغرق باراكيلسوس في التفكير. وفي الأخير قال:
ــ لو فعلت هذا الشيء لقلت أنت إن هذا الشكل منحه السحر لعينيك. ولماأعطتك المعجزة الإيمان الذي تبحث عنه. إبق الوردة علي حالها.
بقي الشاب ينظر إليه غير مصدّق. رفع الأستاذ صوته وقال:
ــ من أنت بالضبط كي تأتي الي بيت الأستاذ وتطلب منه معجزة؟ وأي شيء قمت به لكي تستأهل مثل هذه الهبة ؟.
أجاب التلميذ وهو يرتعش:
ــ أعرف بأنني لم أنجز شيئا. أرجوك بأسم هذه السنوات الطويلة التي أضحي بها في التدرب في ظل شخصك، إسمح لي بأن أري الرماد ثم الوردة. أنا لا أرجوك بأكثر من هذا. وسأصدق بشهادة عينيّ.
مسك، بعنف، الوردة القرمزية التي وضعها باراكيلسوس علي المنصة، ورماها في اللهيب. إختفي اللون ولم يبق غيرعرق من الرماد. وخلال لحظة غير منتهية إنتظر كلمة ومعجزة.
وقف باراكيلسوس بدون حراك. قال ببساطة خاصة:
ــ كل رجال الطب وكل الصيادلة في بازل يجزمون بأنني محتال. وقد يكون الحق معهم. هذا هو الرماد الذي كان وردة وهو لن يكون إياها أبدا.
شعر الشاب بالخجل. إما ان يكون يبركيلسوس مشعوذا وإما متنبئا عاد، أما هو فطفيلي إجتاز عتبة بيته ويرغمه الآن علي الإعتراف بأن فنون سحره المشهورة هي محض مظاهر خادعة.
ركع وقال له:
ــ إن فعلتي لا تغتفر. لقد إفتقدت الإيمان الذي تطالب به يا سيدي المؤمنين.. إسمح لي بأن أشاهد الرماد. سأعود عندما سأكون أقوي وحينها سأكون تلميذك، وفي نهاية ( الطريق) سأري الوردة.
قال بعاطفة صادقة الا أن هذه العاطفة كانت شفقة أثارها فيه الاستاذ العجوز المحبوب كثيرا والمهان كثيرا والمشهور كثيرا وبسبب هذا هو المغتر كثيرا. من كان هو، يوهانيس غريزيباخ، لكي يقوم بإكتشاف مدنس للمقدّس، وأنه تحت القناع لم يكن هناك أحد؟. ولو أبقي النقود الذهبية لكان ذلك صدقة. جمعها وخرج. رافقه باراكيلسوس الي أسفل السلالم وقال له بأنه سيكون منتظرا في هذا البيت. كلاهما عرف بأنهما لن يلتقيا أبدا.
بقي باراكيلسوس لوحده. وقبل أن يطفئ المصباح جلس علي مقعده المتعب. نثرعلي راحة يده قبضة رماد وقال بصوت خفيض كلمتين فقط: الوردة بعثت.






البرق النجدي 10-22-2014 07:50 PM

دليا إيلينا سان ماركو

خورخي لويس بورخيس
http://im15.gulfup.com/1wWm3.gif


ودّعنا بعضنا في زاوية الشارع " الحادي عشر ". من الرصيف المقابل استدرتُ لأنظر إلى الوراء، أنت أيضاً التفتِّ، ولوحت ِ لي مودِّعةً.
نهرٌ من السيارات والبشر كان يتدفّقُ بيننا، والساعة تشير إلى الخامسة في ظهيرة صيفٍ عادية. كيف لي أن أعرف أنّ ذاك النهر كان نهر آكَرون المُحزِن، الذي لا يُقـْهَر.؟
لم نلتق ثانيةً، وبعدها بعام، صرتِ أنتِ في عدادِ الأموات.
الآن عندما أنشدُ تلك الذاكرة وأتمعن فيها، أظن أنّها وهمٌ، وأنّ بعد ذاك الوداع العادي فراقٌ أبديٌ.
سهرتُ الليلة الماضية بعد العشاء وأعدتُ قراءة تعاليم أفلاطون الأخيرة كما وضعها في فم أُستاذه. قرأتُ أنّ الروح ربما تطوفُ بعد فناء الجسد.
والآن لا أعلم فيما إذا كانت الحقيقة تكمن في التأويل المشؤوم التالي، أو في الوداع الذي لاشكّ فيه.
فإذا لم تمت الأرواح، فمن الصائب تماماً أن لا نولي اهتماماً كبيراً عندما نودّع بعضنا البعض.
فحين نقول وداعاً يعني أننا ننكر الفراق. يشبه ذلك تماماً قولنا أننا " نمارس اليوم الفراق ،ولكننا سنلتقي غداً". اخترع الإنسان الوداع لأنه يعلم إلى حد ما أنه خالدٌ، وإن بدا أحياناً مجانيّاً وزائلاً.
سنلتقي، يا دِليا، في وقتٍ ما - ونبدأ ثانية - قرب أي نهرٍ؟- هذا الحوار اللايقيني، وسنسأل بعضنا فيما إذا كنا،في مدينة مفقودة على سهل ما، حقّاً بورخيس و دِليا.




***


آكَرون: نهر الجحيم ( ميثولوجيا يونانية)




البرق النجدي 10-22-2014 07:51 PM

السور والكتب


خورخي لويس بورخيس

http://im15.gulfup.com/1wWm3.gif




قرأتُ، قبل أيام، أن الرجل الذي أمر ببناء سور الصين اللامتناهي، هو نفسه الإمبراطور الأول، شي هانغ تي، والذي أصدر كذلك مرسوماً بإحراق كل الكتب التي كـُتبت قبل عصره. حقيقة ُ كون هذين الأمرين الهائلين – تشييد خمس مائة أو ست مائة فرسخاً من الصخر لردع البرابرة، والإلغاء الجذري للتاريخ، أو بالأحرى، للماضي – قد شرع بهما الشخص نفسه و صارا بالتالي تعبيراً عن شخصيته، أقول هذه الحقيقة أسرّتني بلا سبب، وفي الوقت نفسه، أربكتني. هدفُ هذه الملاحظة هو استقصاء طبيعة هذا الانفعال.
تاريخياً، ليس هناك إبهامٌ في كلا الإجرائين. فشي هانغ تي، ملك الصين، الذي عاش في زمن حروب هنيبعل، فتح الممالك الستة وقضى على النظام الإقطاعي. شيّد السور، لأن الأسوار دفاعية؛ أحرق الكتب لأن معارضيه كانوا يستحضرونها لمديح الأباطرة الذين سبقوه. إحراق الكتب وإقامة التحصينات هما من مشاغل الأمراء العادية؛ ولكن شي هانغ تي لم يكن عادياً بالمقياس الذي عمل به. على أي حال، هذه بعض آراء المتخصصين بشؤون الصين، ولكنني أعتقد أن هذين الفعلين هما أكثر من كونهما إفراطاً أو مبالغةً في انشغالات عادية. من الشائع أن تحاط حديقة أو بستان بسياج ولكن ليس إمبراطورية بأكملها. وليس بالمسألة الهيّنة إكراه أكثر الأعراق تقليدية على إنكار ذاكرة ماضيه الأسطوري أو الحقيقي. كان للصينيين ثلاثة آلاف عاماً من التاريخ ( ضم هذا التأريخ في حوليّاته الإمبراطور الأصفر وتشانغ- تزي وكونفشيوس ولاو- تزو) عندما أمر شي هانغ تي بأن يكون هو بداية التاريخ.
نفى شي هانغ تي أمّه لأنها كانت فاجرة؛ ولكن المحافظين لم يروا في عدالته الصارمة إلاّ عقوقاً. ربما أراد شي هانغ تي تدمير كتب الشرائع لأنها أدانته؛ ربما أراد شي هانغ تي إقصاء الماضي كلّه من أجل إقصاء ذكرى واحدة هي ذكرى أمه المهينة. (مثل ملك يهودا الذي أراد أن يقتل طفلاً واحداً فأمر بقتل الأطفال جميعاً.) هذا تخمينٌ صحيح، ولكّنه لا يفيدنا بشيء عن السور، وهو الوجه الآخر للأسطورة. وفقاً للمؤرخين، حظرَ شي هانغ تي ذكر الموت وبحث عن إكسير الخلود. أصبحَ ناسكاً في قصر منيف، فيه غرفٌ بعدد أيام السنة. تثبتُ هذه الوقائع أن السور في المكان والنار في الزمان هما عائقان سحريان لدرء الموت. كتب باروخ سبينوزا عن ميل الكائنات لمواصلة وجودها؛ ربما أيقن الإمبراطور وسَحَرته أن الخلود جوّانيّ ولا يمكن للبلى أن يتغلغل في حيّز مغلق. ربما أراد الإمبراطور تأسيس بداية جديدة للزمن وتسمية نفسه بالأوّل لكي يصبح أولاً فعلاً. ربما أطلق على نفسه اسم هانغ تي لكي يتماهى مع الإمبراطور الأسطوري هانغ تي الذي اخترع الكتابة والبوصلة والذي ، طبقاً لكتاب الشعائر، سمّى الأشياء بأسمائها الحقيقية؛ فلقد تفاخر شي هانغ تي، في مخطوطات ما زالت موجودة، بأن الأشياء نالت ما يلائمها من أسماء في فترة حكمه. حَلمُ بتأسيس سلالة خالدة؛ أمر خلفاءه بأن يلقبّوا أنفسهم بالإمبراطور الثاني، ثم الإمبراطور الثالث، ثم الإمبراطور الرابع وهكذا إلى الأبد.
تحدّثتُ عن خطة سحرية؛ ربما نفترض أيضاً أن بناء السور وإحراق الكتب حدثان ليسا متزامنين. وهكذا، استناداً للترتيب الذي نرتئيه، تكون لدينا صورة ملك شرع بالتدمير ثم تخلّى عنه متفرغاً للحماية؛ أو صورة ملك محبط دمّر ما كان يدافع عنه سابقاً. كلا التخمينان دراميان؛ ولكنهما على حد علمي لا يتضمنان حقيقة تاريخية. يروي هربرت ألن جيلس،المتخصص بتأريخ الصين، Herbert Allen Giles أنّ من أخفى كتباً كان يوسم بالحديد الساخن ويُحكمُ عليه بالعمل في السور اللامتناهي حتى يوم وفاته. تدعم هذه الرواية أو تسمح بتأويل آخر. ربما غدا السور استعارة؛ ربما أدان شي هانغ تي أولئك الذين قدّسوا الماضي بمأثرة لها عظمة وغباء وعبثية الماضي. ربما شكّل السور تحدياً وأن شي هانغ تي فكّر في سرّه: " الرجال يحبّون الماضي وأنا عاجز حيال هذا الحب، وجلاديّ كذلك؛ ولكن في يوم ما سيأتي رجلٌ يشعر كما أشعر، ويدمّر السور، كما أحرقت أنا الكتب، ويمحو ذكراي ويصبح ظلّي ومرآتي دون أن يعلم." ربما سوّر شي هانغ تي إمبراطوريته لأنه أدرك هشاشتها، وأحرق الكتب لأنه أدرك قدسيّـتها ( اسم آخر للكتب التي تعلّم ما يعلّمه الكون كلّه أو ما يعلّمه الضمير الإنساني). ربما يُبطل إحراق المكتبات و تشييد السور أحدهما الآخر خفية.


السور المنيع، والذي يُلقي، في هذه اللحظة، وإلى الأبد، بمنظومة ظلاله على بلاد لن أراها، هو شبح إمبراطور أمَرَ أكثر الأمم توقيراً لماضيها بإحراق هذا الماضي؛ وتلك الفكرة – بعيداً عن التخمينات التي توحي بها – هي ما يؤثر فينا. ( ميزتها الرئيسة تكمن في التباين بين التعمير والتدمير على مستوى شامل). نستطيع تعميم واستنتاج ما يلي: ينبعُ تأثير كل الأشكال من ذواتها وليس من إضفائنا عليها " مضموناً" مُتخيّلاً. وهذا سيدعم نظرية بنيدتو كروشيه Benedetto Croce؛ في 1877، قال باتر Pater أن الفنون كلّها تحاول أن تقلّد الموسيقى، التي هي شكل خالص. فالموسيقى، وأحوال السعادة، و الأسطورة، والوجوه التي أبلاها الزمن، و أمكنة معيّنة وانحطاطات معيّنة – كلها تحاول إخبارنا شيئاً محدداً، أو أخبرتنا شيئاً لا يجدر بنا تجاهله، أو على وشك أن تخبرنا شيئاً ما؛ وشاكة ُ الكشف التي لم تـُنتج بعد، ربما هي، الحقيقة الجمالية.



بوينس آيرس 1950

البرق النجدي 10-22-2014 07:52 PM

يوم الميلاد الكئيب

بتريسيا فونتين



ترجمة : ياسمينة صالح

http://im15.gulfup.com/1wWm3.gif



دن... دن... دن..
حركت السيدة "كلوديا لوروا" حواسها تلتقط دقات الساعة الجدارية الضخمة.. امتزجت الدقات التسعة بدقات قلبها، فرفعت أهدابها المبيضة، ونظرت إلى الساعة مرة أخرى.
-التاسعة تماماً.
نهضت من مقعدها الهزاز مستندة على عصاها، واقتربت من النافذة مجهدة.. أحست أنها بذلت جهداً كبيراً للوصول إلى نافذة الصالة، والحال أنها لم تعد تحتمل هذا النوع من الجهد وقد تجاوزت الثمانين من العمر، لهذا السبب اشترى لها أبناؤها الثلاثة كرسياً متحركاً ليساعدها على التنقل من مكان إلى مكان –لكنها- في هذه الليلة بالذات لا تشعر بأدنى رغبة في استعمال كرسيها المتحرك، فالليلة مميزة بالنسبة إليها.. إنها ليلة عيد الميلاد، وهذا معناه أن العائلة كلها سوف تحط رحالها عندها، في سهرة مملوءة بالدفء والفرح.. ابتسمت في سرها وهي تتخيل شكل السهرة العائلية.. أبناؤها الثلاثة "هنري"، "روبرت"، "ديمتري" وزوجاتهم وأبناؤهم..
ككل ليلة عيد ميلاد يأتون حاملين الهدايا والبهجة والقبلات الحارة التي تملأ قلبها فرحاً وأمناً، فتشعر السيدة "كلوديا" بأنها أقل وحدة عما تصورته منذ رحيل زوجها "شارل" إلى العالم الآخر.
"أجل.." قالت في نفسها.. "سيمتلئ البيت بالضجيج والضحك وسوف نجتمع كلنا حول مائدة العشاء المكتظة بأنواع شهية من الديك الرومي المحمر، وسوف يغنون للعيد حتى يدركهم التعب في ساعات الصباح الأولى، ليذهب كل واحد إلى غرفته، وكانت قد أشرفت على ترتيبها بمساعدة خادمتها "جوليا" التي بدت في حالة مزرية من كثرة أوامر سيدتها.
كانت الشوارع تبدو شبه خالية تحت تساقط المطر.. التمع البرق فجأة، فتركت الستارة تسقط، وعادت مجهدة إلى مقعدها مرة أخرى..
في مثل سن ووضع السيدة "كلوديا لوروا"، الوحدة كالغول، ومع ذلك لا أحد يبدو مهتماً بأمر كهذا.. منذ مات "شارل" تركها الجميع لقدرها وبدورها عز عليها الاعتراف للآخرين أنها تعيش وحدة بوجود "جوليانا" معها صحيح أن "جوليانا" مجرد خادمة لكنها موجودة معها تحت أمرها في الليل والنهار وحدتها جعلتها إلى الخادمة نظرة احتياج عاطفي.
-لابد أنهم على وصول!
قالتها مصممة، وحركت حواسها على صوت أبواق سيارات قادمة.. نهضت من مقعدها فرحة، وتوجهت شبه راكضة نحو النافذة لتصطدم بالخيبة وهي ترى الزوار فقد جاءوا للبيت المقابل.. وخزها قلبها، فعادت إلى مقعدها متوجعة.
"دن.. دن.. دن..
نظرت إلى الساعة الجدارية الضخة.. العاشرة.. في تلك اللحظة ظهرت "جوليانا" مقتربة بخطوات رتيبة.. قالت بصوت ضجر:
-إنها العاشرة يا سيدتي!
-أعرف أنها العاشرة، أو تعتقدينني صماء؟
لكن، سرعان ما أحست بالذنب من ثورتها على خادمتها.. قالت كأنها تعتذر لها:
-سيأتون حتماً يا "جوليانا" أليس كذلك؟
ولاحت على شفتي "جوليانا" ابتسامة مشفقة وقالت:
-أجل سيدتي، لابد أنهم على وصول.. ككل أعياد الميلاد.
فجأة، رن جرس الهاتف.. بأمر من عيني السيدة "كلوديا" رفعت "جوليانا" السماعة:
-منزل السيدة "كلوديا لوروا"، نعم..؟
-..............
-أهلاً سيدي "هنري"..
_..............
كانت الأمطار قد ازدادت تساقطاً عندما اقتربت "جوليانا" من سيدتها لتقول لها بصوت يشبه العزاء:


-إنه السيد "هنري" يعتذر باسم الجميع، ويقول إنهم لن يأتوا هذه الليلة.

البرق النجدي 10-22-2014 07:53 PM

http://im20.gulfup.com/Xmdj3.gif
لـؤلؤة طـليطلة




بروسبيير ميرمي

ترجمة / عامر بن إبراهيم الجهني

قصة من التراث الأسباني

http://im20.gulfup.com/lATO2.gif

من يستطيع أن يقول ما إذا كانت الشمس أكثر جمالا وقت الفجر أم وقت الغروب؟ من يستطيع أن يقول ما إذا كانت شجرة الزيتون أكثر جمالا من شجرة اللوز؟ من يستطيع أن يقول ما إذا كانت الأندلس هي التي أنجبت أشجع الفرسان أم فالنسيا؟ وأي الرجال يستطيع أن يقول من هي أجمل امرأة؟ أنا سأقول لكم من هي الأكثر جمالا على الإطلاق! إنها (أورورا- لؤلؤة طليطلة)!
صرخ (سوزاني) الأسمر على الجميع بأن يأتوه برمحه وترسه، ثم أمسك الرمح بيده اليمنى بقوة وترسه يتدلى من على عنقه. نزل من القصر إلى اسطبله وبأوامره الصارمة جمع خيوله الملتهبة والمعدة للقتال وعددها أربعون فرسا. بدأ سوزاني بفحصها بعناية ثم قال: "(بيرجا) هي أسرعها جميعا وفرس يعتمد عليها أكثر من الخيل الباقية، وعلى ظهرها القوي سأخطف (لؤلؤة طليطلة)، ستكون لي وسأفوز بها، واحلف بالله لو لم يحدث ذلك فلن تراني قرطبة أبدا."
بعد ذلك بدأ رحلته، وركب فرسه السريعة إلى أطول مسافة يستطيع الإثنان أن يقطعاها ليصلا إلى طليطلة، وبكل مشقة وصل (سوزاني) إلى بلدة تدعى (زوكاتين) حيث قابل فيها رجل عجوز. قال له :"أيها العجوز- ذو اللحية البيضاء- خذ هذه الرسالة واحملها إلى (دون غوتيرا دي سالدانا) وقل له لو كان رجلا بمعنى الكلمة ليأت ويقابلني في معركة بيني وبينه فقط وذلك عند (نبع ألمامي) والفائز فقط سيحظى بــ (لؤلؤة طليطلة).


أخذ الرجل العجوز الرسالة وحملها إلى (الكونت سالدانا) وعند وصول الرجل العجوز كان الكونت جالسا يلعب الشطرنج مع (لؤلؤة طليطلة). قرأ الكونت الرسالة وبقبضة يده المغلقة ضرب الطاولة بقوة لدرجة أن جميع أحجار الشطرنج سقطت على الأرض. ثم نهض ونادى بأعلى صوته ليأتوا له برمحه وجواده. فزع الجميع من تصرف الكونت. نهضت (لؤلؤة طليطلة) بعد أن لاحظت أن الكونت سيذهب إلى معركة ما وقالت له :"سيدي غوتيرا دي سالدانا، بالله عليك لا تذهب، إبق معي وأكمل لعبة الشطرنج."
قال الكونت: "لن ألعب الشطرنج بعد الآن، يجب علي أن ألعب لعبة أخرى حالا، لعبة مبارزة الرماح عند (نبع ألمامي)."
لم تجد دموع (أورورا) نفعا، لذا أخذت عباءتها وامتطت حصانها وذهبت إلى النبع وراء الكونت..
وحول النبع كان لون العشب قرمزيا وكذلك كان لون مياه النبع. ربما تحول لون العشب والمياه من الأخضر إلى هذا اللون بسبب دم أحد الفرسان! لا أحد يدري..
على العشب رأت (لؤلؤة طليطلة) (سوزاني) يرقد على العشب ووجهه الشاحب ينظر إلى السماء ورمح (الكونت غوتيرا) يخترق صدره، ودمه ينزف منه حتى الموت، قطرة قطرة، وفوق رأسه تقف فرسه المخلصة (بيرجا) تنظر إليه وهي تنتحب من العجز لعدم مقدرتها إنقاذ سيدها.
نزلت (لؤلؤة طليطلة) من على حصانها مسرعة وقالت: "لا تمت يا سيدي العزيز، لا تمت وسوف تعيش طويلا إلى أن تتزوج من امرأة مغربية رائعة الجمال، إن يدي ستشفي جرحك الذي سببه لك رمح سيدي الفارس كونت سالديانا ببراعة."
نظر إليها (سوزاني) وهمس قائلا :"آه.. أيتها اللؤلؤة البيضاء.. آه.. أيتها اللؤلؤة الجميلة.. اسحبي من صدري رأس الرمح الذي مزقه.. إن برودة الحديد يثلجني ويجمد قلبي."
وبكل ثقة ورحمة اقتربت منه، لكنه ، وفي آخر رمق له ، جمع قواه الخائرة وغرز سيفه المسنن في وجهها وقلبه ينزف بالحب والحنان..

البرق النجدي 10-22-2014 07:55 PM

أبي القطار




قصة : دونا لي


ترجمة : ليلى النيهوم
http://im20.gulfup.com/lATO2.gif

ثمة شيئان اتذكرهما كثيراً عن حياتي في لندن - أبي والقطارات كان أبي رجلاً لطيفاً وصيره الموت أكثر لطفاً أتذكر لمحات منه فقط - عينان واسعتان , يداه حول خصري الكلمات الكبيرة التي كان يستعملها وكم بدأ جسده هشاً في آخر مرة رأيته فيها يظل معي , مجرد همسة الآن , أخفّ لمسة على خدي وقبلة في الريح .
لازالت القطارات تندفع عبر لندن ,ورغم أن هذا حدث منذ عشرون سنة مضت , عمر كامل حقاً , لازال يمكنني الأحساس بهيكل القطار يمضي حولي , داخلي أقود سيارتي عبر اوكلاند ناظرة إلى ما حولي وأفكر, المحُ
كم لعبنا ألعاب في القطار لنزجي بها الوقت ألمحُ ,ألمحُ بعيني الصغيرة شيء يبدأ بحرف (H) لتدور عيناه خارج النافذة أو نحو ركن من أركان العربة (HOUSE) بيت
(لا)
كنت حفظت حيله - انه - ينظر نحو اتجاه ما غير الذي توجد فيه الاجابة
(HAIR)
(لا)
كونه يعرف أنني أعرف هذا فقد ينظر تحديداً إلى حيث تكون الأجابة .
(HANDBAG) حقيبة يد
(لا )
نظرت حولي حانقة عرفت حيلة ولكنني عجزت عن سبر غورها .
(ساعدني قليلاً )
(شيء تضعينه)
(أضع حقيبة يد ) قلت مجربة
ضحك (ليس حقيبة يد ) وتطفو عيناه فوق وأرى الجواب ينظر كقطة متكورة في شبكة الحقائب (HAT) قبعة
(أجل )
(ياااه ) اجعل من نفسي عرضاً صغيراً , أبتسم حتى أكاد أفلق وجهي , جذلي بيداي المرفوعتين زهواً بنصري كم كنت استعراضية صغيرة وكانت العربة عادة مكتضة بأناس أنوفهم مدسوسة في الجرائد أو يحدقون في الفراغ أو ينظرون إلى أي مكان عدا وجه الشخص المقابل : بأستثناء هذه اللحظات , حين يلتفتون لينظروا ناحيتي اعتقد أنهم يضعون ابتساماتهم في جيوبهم ليخرجوها في المناسبات الخاصة كهذه
(اجلسي - اغمضي عينيك ) كان والدي يضمني أكثر ( هاهي جائزتك قبلة من ملاكك ) وكنت اشعر بلمسة رهيفة على خدي وكنت أفتح عيناي فأراه مسترخياً بلا مبالاة في كرسيه يداه تحضنان رأسه من الخلف ولم يكن يخدعني وقتها فليس للملائكة لحية شائكة
(دوركِ )
كانت عيناي تمسحان العربة تغويلان المحتويات عن شيء ما جدير بعمر ابي وحكمته
(ألمحُ بعيني الصغيرة شيء يبدأ بحرفي P.R)
لا .لا أعرف
وفي هذه اللحظة يحبط بيده على جبهته
( ياللذكاء لم أعرف حتى أنك تعرفين تلك الكلمات )
وكان حينها يجذبني بيديه الدبيتان الكبيرتان عازفاً على خصري وكأنني بيانو ثم يطويني أحياناً أخرى كنت أقف في المرر غارسة أصابع قدمي شاعرة محركة القطار تحت رجلي يهدر فوق القضبان أو كنت أسند رأسى على جدار العربة وأحس بحركة القطارتعبرني تفكك فكي ترّجُ اسناني تهز صديقتي المفضلة دليلة في حضني .احيان أخرى يضع أبي أوراقه جانباً وكنت أجلس في حضنه ودليلة في حضني وكان يلف يديه حولي وكنَّا ننظر من النافذة أو داخل انفسنا في تأمل صامت نلتفت فقط لننتظر ربما إمرأة تمر من خلال الباب المفتوح رائحة عطرها تعبق في الهواء ثم تهمي برقة في السكون ربما رجل أعمال يوازن حقيبته وجهاز كمبيوتر تنؤ كتفك بحملها مثل رجل فقير في حقل أرز.
تمنيت أن أكون تلك المرأة بشفتيها الياقوتتين تلك المرأة العابقة بالورود ولا أعرف ماذا تمني أبي وما إذا رغب أن يكون ذلك الرجل وكنت أراقب البيوت تمر واحدا تلو الآخري والأشجار وأعمدة الكهرباء أوقات مثل هذه كان العالم ما أراقبه يمرق أمامي العالم علي عجلات أو على لوحة متحركة ونكون لازلنا ساكنين و دواخلنا هادئة حياناً يكون انعكاسي ما أراه في الزجاج الأسود وكل شيء معكوس وكانت عيناي وفمي يتساءلون , لماذا عندما أنظر الآن في مرآة الرؤية الخلفية ستركز عيناي على ذاتهما ففي نطاق الخطوط المستقيمة لازالت تلك الاسئلة وشيء آخر .
كان والدي يخفيني سراً ,ولا أدري لماذا أعتقد بسبب أمي ففي المناسبات حين كانت تكالمني من نيوزيلندا, كانت كتفاه ترتفعان كوحش متأهب للانقضاض وعندما تذهب كان الوحش يغادر جسده , وينحني ظهره ليغمرني في حضنه وكنت أحس أنني أصبحت مجرد غصة في حلقه .
حتى الآن , أحلم بالمشردين في زكائب نومهم وملابسهم الوسخة ومشقة حياتهم منحوية على وجوههم كنا نمضي عبر ضواحي وانفاق تفوح منها روائح البول والغائط .
كنت حينها أنظر إلى القضبان وأراقب الفئران تفر مذعورة أنظر إلى الملصقات سودتها مرور أسبوعين أعد الدقائق , أراقب النقاط المضيئة في لوحة الأعلانات تتغير ( 3دق , 2 دق , 1 دق ) فيمكنك أن تسمع القطار قادماً هادراً في النفق ثم تبين لك عيناه المدورتان المضيئتان وكنت أميل أماماً والتفت نحوه وكنت اتخيلني أميل أكثر وأرى مشاهد لباتريك سوايزي يقفز بين القطارات في فيلم ( شبح ) وكانت الريح ترفع شعري وكنت أحس بنفسيث خفيفة جداً واسقط على القضبان مثل طرحة عروس وأشعر برغبة شديدة أن أمد يدي وأمررها على جانب القطار فيما يصطف متوقفاً في محطته أدرت أن أشعر بملاسة حديد العربة المتسارعة
عندما كنت أذهب للعب عند ماندي كنا نسند ضهرينا إلى غسالتهم المليئة اثناء دورانها وكنا نشعر بملابسنا تنزلق عن سطحها الأملس وعن ضهرينا وعن دفء الآلة اثناء تدويمها وكان جسدانا يرتجان معها مرة أفرغت ماندي حوض الاسماك الذهبية ولبسته في رأسها فكنا رائدتي فضاء ارسلتا إلى الفضاء في وقت آخر كنا ( بوني وكلايد) وكنا جاحظتي العينين ولسانينا يتدليان من فمينا .
لكن لا شيء في داخلي أخبرني أن ثمة أدعاء وفقد حيث ليس ثمة رجوع لذا على أرصفة القطارات وفي الانفاق بقيت على ما يرام طالما خلف الخط الأصفر حتى آنذاك عرفتُ أن ( الماذا - لو ) كانت خطرة وكان عليَّ الانتباه للحفرة
كان والدي يمسك يدي ويجثم إلى جواري (إلى أي حد تحبني ? ) كنت أسأل بادئة لعبة أخرى (إلى هذا الحد ) وهذا شرع ذراعي إلى وسعهما ويسع ذراع حزين لبنت في السابعة (إلى هذا الحد )كان أبي يوسع ذراعيه .
( أهذا ما لديك )
( بوسع عربة القطار )
وكنت أمطر شفتي وانتظر إليه غير مقتنعة
(بطول كامل القطار ..بأتساع الكون كله !)
أحياناً أحلم أبي يفتح ذراعيه على وسعهما حاضناً العالم ويقول أنه يحبني إلى هذا الحد , ويخطو إلى مقدمة القطار , ويمشى على أمتداده , رجل فضي شفاف لم يكن يعي أنه ميت حتى يصل إلى نهاية القطار , ويقف هناك ينظر إليَّ واقف أنا هناك أنظر إلى القضبان .
إلى حيث رميت حقيبتي يأتيني صوتي من بعيد من الماضى
( بابا , دليلة وقعت بابا , انقذها ) والتفت لأخفي بسمتي المرائية (بابا ! بابا أرجوك!!)
فجأة لم تعد لعبة أنا أجذب طرف ساق بنطاله بقوة لأنني أفكر أنها قد تهوت أفكر أنني قد أكون قتلتها .
تبعثر وجه دليلة المحطم على القضبان وسيحدث هذا مراراً وتكراراً في أحلامي ,وفي الواقع , لاحقاً رأيت وجه ولد صغيراً محطم جسده منشطر إلى اثنين ولم يكن بسببي كان هذا في نشرة الاخبار ولكن لازال وجه دميتي المحطمة وعينا أبي أحياناً أراه يدغدغني جسدي يترامى ثم ينمو يدان تدلكان أعمق فأعمق أتوقف عن القهقهة لقد أدخل ذراعه في جسدي يده تجذب قلبي محولة صدري إلى دُميّه متحركة .
(تدُينين لي بواحد )بهمس لي بنعومة حتى أخالني لا أسمع الكلمات .
أحياناً يهمس لي فقط شفتاه تُمسان جلدي (لماذا فعلتها ? ) يسألني (لماذا ? )
نفسه أرق وأنعّم مداعبة ألف ذراعي حول نفسي محاولة لملمة القطع لكنني كبيرة الآن وقد احدودبت إلى ما كان طول والدي في الثالثة والثلاثين من عمره وضحفت البشرة المحيطة بعيناي من كثرة ما حكت براجمي العظم ( معتصرة الماء من الحجر ) أطلو شفتي بلون الياقوت وأمرر لساني على فمي بحذر كيلا أترك علامات بقع دم على اسناني وإذا صعدت إلى القطار لربما يلتفت الناس نحوي ولربما يعبق عطري في الهواء .


لازلت أراه أحياناً يأتيني في نوبات أبي والقطار , أبي داخل القطار أبي تحت القطار شيء احببته يقتل الآخرتوقفت عن النظر إلى القضبان متساءلة (ماذا - لو ) وانتقلت إلى أوكلاند حيث لانستعمل القطارات , وحيث ابتكر لنفسي يوميات مجموعة ذكريات دحرجة الانسياب في قدمي وضحكة أمي أعرف الآن العالم واقف وأنا آمضى أنا أمضي.

البرق النجدي 10-22-2014 07:56 PM

أوراق



الكاتب : جون أبدايك

ترجمة :كاظم الحلاق

http://im20.gulfup.com/lATO2.gif

أوراق الأشجار خارج نافذتي تبدو رائعة بشكل استثنائي، إنها كغريب تقترب مني، بعد ظلام طويل من الاستغراق في الذات والخوف والخجل من حياتي التي أعيشها. تلك الأشياء جميلة، لأنها لا تعتمد على كوارثنا، وباستمرار تحافظ على دقتها العملية، ووفرتها الإبداعية التي تحققها دون جهد، والتي هي من سمات وخصوصية الطبيعة.

الطبيعة هذا الصباح تبدو رائعة جدا، حيث يمكن تحديدها بانها ذلك الشيء الذي يوجد دون شعور بالإثم، إن أجسادنا في الطبيعة، أحذيتنا وأربطتها بطرفها البلاستيكي الصغير. كل شيء بتعلق بنا وما حولنا في الطبيعة، ومع هذا فان ثمة شيء ما يبعدنا عنها، كتيار الماء المندفع للأعلى والذي يمنعنا من ملامسة القاع الرملي وهو يتضلع ويضيء بأجزاء هلالية من قشرة المحار، الواضحة جدا لعيوننا.

طائر أبو زريق(1) يحط على الغصن خارج نافذتي، انه يبدو ثابتا للحظات وهو يقف برجليه المنفرجتين، قائمتاه الخلفيتان باتجاهي، رأسه ساكن تقريبا في صورته الظلية، الأنحاء المفترس لمنقاره منطبعا في الفضاء الأبيض فوق المستنقع المضبب الداكن، انظرْ له، اني أراه، مانعا نفسي من متابعة سلسلة أفكاري. مددت يدي عبر الزجاج ومسكته وطبعته على الورقة، الآن اختفى، ومع ذلك ثمة بضعة سطور، في الأعلى انه ما زال منفرج الرجلين، كفله الأسمر، رأسه متجمد، خدعة رائعة و ربما غير مفيدة، لكنها خاصتي.

أوراق العنب حينما لا تكون متداخلة في ظلال بعضها انها ذهبية، أوراق كامدة اللون، تأخذ ضوء الشمس دون ان تعكسه، محولة الضوء المحض بجموع أطيافه ومصدره الحياتي، إلى باستيل اصفر كالذي يستخدمه الأطفال في ألعابهم. هنا وهناك ثمة ذبول تحولي، وذلك المتبقي يشع في لون برتقالي متوهج واللون الأخضر للأوراق التي لا زالت طرية، يواصل اخضراره حتى الخريف. اذا تطلعنا محدقين عبر ضوء الشمس فاننا نرى الخضرة الشاحبة للعروق الدقيقة. ظلال هذه الأوراق تسقط على بعضها، وبالرغم من انها مضطربة وغير منتظمة في الريح التي ترسل خشخشة كانسة ومسرعة عبر السقف، ومع هذا انها مختلفة وواضحة إلى حد ما، منطوية على عدد لا يحصى من الإيحاءات المتوحشة، سيوف، أجسام ناتئة، رماح بحواف بارزة متشعبة وخوذ مخيفة، على أية حال في النتيجة النهائية انها غير شريرة. بل على العكس ان تعقيدها يوحي بالإيواء والانفتاح. الدفء والنسيم يدعواني إلى الخارج، عيناي ترتادان الأوراق في البعيد، إنني محاط بالأوراق، أشجار السنديان بأكف صغيرة من اللون البرتقالي، أشجار الدردار بأرياش ضئيلة من الأصفر المبهج، أشجار السماق بلون وردي متوحش. إنني مأخوذ بالهدوء والكون متوهجا بالأوراق. ومع ذلك فان شيئا ما يجرني للوراء، عائدا بي إلى عتمتي الداخلية حيث الإثم هو الشمس.

الأحداث بحاجة إلى إيضاح، لقد أخبرت بأنني أتصرف بعبث وهذا يحتاج إلى وقت لدمج هذا التعبير الجمعي مع حقي التام في القيام بأفعالي الخاصة، على أية حال، اعترف بأنني أخطأت، الأفعال تجسدت، ومتى ما توضحت الأحداث فأن الأفعال تكون لها دوافعها، وتعطى المواقف النفسية للممثلين، الأخطاء ستضاف والشذوذ سيسمى، وان كل النمو الصاخب والغير معتنى به سيشذب بواسطة الشرح واصول النمو المتجذرة في التاريخ، ثم يعود ثانية كما كان، إلى الطبيعة. ماذا أذن؟ أليس هكذا رجوع زائف؟ا بمقدور أرواحنا دخول ملاذ زمن الفناء والغرق برباطة جأش بين انحلال الأوراق؟ لا: اننا نقف في تقاطع مملكتين وليس ثمة تقدم او تقهقر، فقط حافة مستدقة حيث نقف.

أتذكر بوضوح حاد سواد ثوب زوجتي عندما غادرت منزلنا لتحصل على الطلاق، كان الثوب من الساتان الأسود الناعم وبتطريز عند الرقبة، وكانت هيلين تبدو فاتنة فيه، انه ينسجم وشحوبها، هذا الصباح خاصة كانت رائعة، كان وجهها أشهب كليا ومتعبا، ومع ذلك بقي جسدها ذلك الشيء العائد للطبيعة متجاهلا كارثتنا، وظل مظهرها وإيماءاتها اعتيادية دون تنافر، قبلتني بشكل خفيف وهي تغادر، وكلانا شعر بان دعابة هذه الرحلة غير فعالة، بعكس أية رحلة من رحلاتها إلى بوسطن لحضور السمفونية أو إلى بانويت، كانت تتحرك بنفس طريقتها في البحث عن مفاتيح السيارة، نفس الإرشادات السريعة لحاضنة الأطفال، ونفس إمالة رأسها المندفع وهي تجلس وراء مقود السيارة. في النهاية كنت راضيا، مطلقا، دارسا وضع أطفالي بعيني شخص تركهم، فاحصا منزلي كشخص يسترجع لقطات فوتوغرافية لزمن لا يستعاد، سائقا سيارتي حول الحديقة المتعطفة مثل رجل يرتدي سترة واقية ويقطع طريقه عبر النار، كنت أتوقع بان زوجتي تبكي الا انها كانت تبتسم، مذهولة إلا انها جريئة، وأحسست برعب لم اقدر على إيقافه، العتمة الداخلية مزقت أحشائي واحاطت بنا كلانا وأغرقت حبنا.ارتد قلبي للوراء، وما زال، لقد تقهقرت، العالم الطبيعي الذي انوجد فيه حبنا كفّ عن الوجود، عدت بسيارتي، أوراق الأشجار على امتداد الطريق أخبرتني عن أشكالها. ليس ثمة قصة لتقال، عبر التلفون مسكت ظهر زوجتي، وسحبتها من سواد ثوبها ناحيتي، ثم استعديت للألم.

الألم لم يتوقف عن المجيء، كل يوم تقريبا، حصة جديدة تأتي بالبريد، أو بواسطة وجه ما، او بالتلفون، كل يوم لم يتوقف الهاتف عن الرنين، كنت أتوقعه ان يفكّ بعض الاشتباك الجديد للنتائج، جئت للاختفاء في هذا النزل، ولكن حتى هنا، ثمة هاتف، وأصوات الريح وغصون الأشجار الآزة، وحيوانات غير مرئية مشحونة بصمتها الكهربائي، ففي أية لحظة قد تنفجر آلامي وسيُحجب الجمال الغريب للأوراق ثانية.





بعصبية نهضت ومشيت عبر الأرضية، عنكبوت ابيض نجمي الشكل يتعلق في الهواء أمام وجهي، تطلعت إلى للسقف فلم اقدر أن أرى أين كان يعلق خيطه، كان السقف من الجص الناعم، العنكبوت توانى، لقد شعر بحضور جسم غريب ضخم، أرجله البيضاء البديعة امتدت باحتراس وبوزنه الخاص كان بتعلق مدوّما حول خيط لا مرئي. اصطدت نفسي اقف بطريقة طريفة وعتيقة الطراز لمخرّف(2) ناشدا ان يتعلم درسا من العنكبوت وصرت واعيا لنفسي، ثم أقصيت وعيي النفسي وحضرت بشكل جاد هذه اللحظة.. النجمة الممفصلة والمعلقة بشكل مدبب أمام وجهي، عاجزا عن قراءة الدرس، العنكبوت وأنا كنا متجاورين لكننا متعارضين كونيا، عبر الفجوة التي تفصل بيننا نشعر بالخوف فقط، الهاتف لم يرن. العنكبوت أعاد النظر في دورانه، الريح واصلت تحريك ضياء الشمس، في التمشي خارج النزل طبعتُ الأرضية ببضع أوراق ميتة انضغطت بتسطح كقصاصة كامدة اللون.

وماذا تكون هذه الصفحات سوى أوراق؟ لماذا أنتجها، لا لشيء سوى لتندفع بواسطة الخلق الذاتي إلى الطبيعة، حيث لا إثم؟ الآن المستنقع يمتد كسجادة، انه مخطط باللون الأخضر الداكن وسط مسحة من اللون البني، الأصفر، الأحمر، الأسمر، الكستنائي، وفي الجانب البعيد، حيث الأرض ترتفع فوق مستوى المياه، الأشجار دائمة الخضرة تقتحم الفضاء بتجهم، وخلفها ثمة هضبة زرقاء اللون منخفضة، في هذا الإقليم الساحلي، الهضاب متواضعة جدا لدرجة انها لا تحمل أسماء، لكني أراها للمرة الأولى خلال شهور، اني أراها كأصابع طفل تتشبث بجدار عال وخشن بينما رقبته ممدودة وهو ينظر إلى سقف احد البيوت.

تحت نافذتي يبدو المرج أخضر وبأعشاب هزيلة وهو يمتزج بالأوراق المتساقطة من شجرة الدردار الصغيرة، اني أتذكر كيف جئت في المرة الأولى لهذا النزل، مفكرا بأنني تركت منزلي ورائي، ذهبت للسرير وحيدا وشرعت في القراءة، كشخص يقرأ كتب متفرقة في منزل مستعار، بضع أوراق من طبعة قديمة ل( أوراق العشب)، كان نومي متقلبا، لدرجة اني خلال اليقظة شعرت كأنني ما زلت أقرا في الكتاب، ضوء السماء يرتجف عبر الأغصان العارية لشجرة الدردار الفتية، يبدو انها صفحة أخرى لوالت ويتمان، ومن ثم كنت متفتحا بشكل كلي وضائعا كامرأة مشبوبة العاطفة، حرة وواقعة في الحب، دون ظل في أي زاوية من كينونتي، كانت يقظة رائعة، ولكن في الليلة القادمة عدت إلى منزلي.

الظلال المتوحشة الجاثمة على أوراق العنب انتقلت، وزاوية الرؤية تبدلت، اني أتخيل الدفء يتكأ على الباب، افتح له الباب لأدعه يدخل، ضياء الشمس بتسطح يسقط على قدميّ كشخص نادم.


___________

1- طائر صغير ازرق اللون من فصيلة الغراب، الا انه اصغر حجما منه( المترجم).

2- واضع الخرافات على السنة الحيوانات( المورد).

البرق النجدي 10-22-2014 07:56 PM

فانكا


أنطوان تشيخوف


http://im20.gulfup.com/Xmdj3.gif


في ليلة عيد الميلاد لم ينم الصبي فانكا جوكوف ابن الاعوام التسعة والذي اعطوه منذ ثلاثة أشهر للاسكافي الياخين ليعمل صبيا لديه. وانتظر حتي انصرف أصحاب البيت والاسطوات الي الصلاة فاخرج من صوان الاسكافي محبرة وقلما بسن صديء، وفرش أمامه ورقة مجعدة وراح يكتب. وقبل أن يخط أول حرف نظر الي الباب والنوافذ بحذر، وتطلع بطرف عينه الي الأيقونة الداكنة التي امتدت عن جانبيها أرفف محملة بالنعال، وزفر زفيرا متقطعا. كانت الورقة مبسوطة علي الاريكة، أما هو فقد جثا علي ركبتيه أمامها. وكتب:
'جدي العزيز قسطنطين مكاريتش! أنا اكتب اليك خطابا. اهنئكم بعيد الميلاد وأرجو لك من الله كل الخير. أنا ليس لدي أب أو أم، ولم يبق لي غيرك وحدك'.
وحول فانكا بصره الي النافذة المظلمة التي عكست ضوء شمعته المتذبذب، وتخيل بوضوح جده قسطنطين مكاريتش الذي يعمل حارسا ليليا لدي السادة لدي السادة آل جيفارف. هو عجوز صغير نحيل الا انه خفيف الحركة بصورة غير عادية، في حوالي الخامسة والستين، ذو وجه باسم دائما وعينين ثملتين. كان نهارا ينام في مطبخ الخدم أو يثرثر مع الطاهيات، أما في الليل فيطوف حول بيت السادة متدثرا بمعطف فضفاض من جلد الحمل ويدق علي صفيحة. ومن خلفه يسير مطأطأي الرأسين الكلبة العجوز 'كاشتانكا' والكلب 'فيون' الذي سمي هكذا للونه الاسود وجسده الطويل كالنمس.
كان هذا ال 'فيون' مهذبا ورقيقا بصورة غير عادية، وكان ينظر بنفس الدرجة من التأثر سواء لاصحابه أم للغرباء، ولكنه لم يكن يحظي بالثقة. كان يخفي تحت تهذيبه واستكانته خبثا غادرا الي أقصي حد. فلم يكن هناك من هو أحسن منه في التلصص في الوقت المناسب ليعض الساق، أو التسلل الي المخزن، أو سرقة دجاجة من بيت فلاح. وقد حطموا له ساقيه الخلفيتين غير مرة، وعلقوه مرتين، وكانوا يضربونه كل أسبوع حتي الموت، ولكنه كان يبعث من جديد.
وربما يقف الجد الآن أمام البوابة ويزر عينيه وهو يتطلع الي نوافذ كنيسة القرية الساطعة الحمرة، ويثرثر مع الخدم وهو يدق الارض بحذائه اللباد. والصفيحة التي يدق عليها معلقة الي خصره،. ويشيح بيديه ثم يتململ من البرد، ويضحك ضحكة عجوز ويقرص الخادم تارة والطاهية تارة أخري.
ويقول وهو يقدم للفلاحات كيس تبغه:
الا ترغبن في استنشاق التبغ؟
وتستنشق الفلاحات ويعطسن، ويستولي علي الجد اعجاب لا يوصف ويقهقه بمرح ويصيح:
بقوة والا لزقت!
ويقدمون التبغ للكلاب لتشمه. وتعطس 'كاشتانكا' وتلوي بوزها، وتبتعد مغضبة. اما 'فيون' فلا يعطس تأدبا، بل يهز ذيله. والجو رائع. الهواء هاديء، وشفاف ومنعش.
والليل حالك ومع ذلك تلوح القرية كلها بأسقف منازلها البيضاء وأعمدة الدخان المنبعثة من المداخن، والاشجار وقد كساها الثلج ثوبا فضيا، وأكوام الثلج. والسماء كلها مرصعة بنجوم تتراقص بمرح، ويبدو درب التبانة واضحا وكأنما غسلوه قبل العيد ودعكوه بالثلج.. وتنهد فانكا، وغمس الريشة في الحبر ومضي يكتب:
'بالأمس ضربوني علقة، شدني المعلم من شعري الي الحوش وضربني بقالب الاحذية لاني كنت اهز ابنه في المهد فنعست غصبا عني. وفي هذا الاسبوع امرتني المعلمة ان اقشر فسيخة، فبدأت اقشرها من ذيلها، فشدت مني الفسيخة وأخذت تحك رأسها في وجهي. والاسطوات يسخرون مني ويرسلونني الي الخمارة لشراء الفودكا ويأمرونني أن اسرق الخيار من بيت المعلم، والمعلم يضربني بكل ما يقع في يده. وليس هناك أي طعام، في الصباح يعطونني خبزا، وفي الغداء عصيدة، وفي المساء أيضا خبزا، اما الشاي أو الحساء فالسادة وحدهم يشربونه. ويأمرونني ان أنام في المدخل، وعندما يبكي ابنهم لا أنام ابدا وأهز المهد. يا جدي العزيز، اعمل معروفا لله وخذني من هنا الي البيت في القرية. لم اعد احتمل ابدا... اتوسل اليك وسوف اصلي لله دائما، خذني من هنا والا سأموت..
وقلص فانكا شفتيه ومسح عينيه بقبضته السوداء واجهش.
ومضي يكتب: 'سأطحن لك التبغ، واصلي لله، واذا بدر مني شيء اضربني كما يضرب الكلب.
واذا كنت تظن انه ليس لي عمل فسأرجو الخولي بحق المسيح أن يأخذني ولو لتنظيف حذائه، أو اعمل راعيا بدلا من فيدكا. يا جدي العزيز، لم اعد احتمل ابدا، لا شيء سوي الموت. أردت أن اهرب الي القرية ماشيا ولكن ليس لدي حذاء واخشي الصقيع، وعندما اصبح كبيرا فسوف اطعمك مقابل هذا ولن اسمح لاحد أن يمسك، واذا مت يا جدي فسأصلي من أجل روحك كما أصلي من أجل أمي بيلاجيا.
وموسكو مدينة كبيرة.. والبيوت كلها بيوت أكابر، والخيول كثيرة، وليس هناك غنم، والكلاب ليست شريرة. والاولاد في العيد لا يطوفون بالبيوت منشدين ولا يسمح لأحد بالذهاب للترتيل في الكنيسة. ومرة رأيت في أحد الدكاكين، في الشباك، صنانير تباع بخيوطها لصيد كل أنواع السمك، عظيمة جدا، بل وتوجد صنارة تتحمل قرموطا وزنه بوذ. ورأيت دكاكين فيها مختلف أنواع البنادق التي تشبه بنادق السادة، ويمكن الواحدة منها تساوي مائة روبل.. وفي دكاكين اللحوم يوجد دجاج الغابة وأرانب، ولكن الباعة لا يقولون أين يصطادونها.
يا جدي العزيز، عندما يقيم السادة شجرة عيد الميلاد خذ لي جوزة مذهبة وخبئها في الصندوق. قل للآنسة أولجا اجناتيفنا انها من أجل فانكا'.
وتنهد فانكا وسمر عينيه في النافذة من جديد. وتذكر أن جده كان دائما يذهب للغابة لاحضار شجرة عيد الميلاد ويصحب معه حفيده. يا له من عهد سعيد! كان الجد يتنحنح والثلج يتنحنح وفانكا يتنحنح مثلهما. وكان يحدث أن الجد، قبل أن يقطع الشجرة، يجلس ليدخن الغليون، ويشم التبغ طويلا وهو يضحك من فانكا المقرور.. وشجيرات عيد الميلاد الشابة تقف ملفعة بالثلج وساكنة وهي تنتظر أيها التي ستموت؟ وفجأة يمرق أرنب كالسهم عبر أكوام الثلج.. ولا يستطيع الجد أن يمسك نفسه عن الصياح:
امسك، امسك.. امسك!
آه، يا شيطان يا ملعون، ثم يسحب الجد الشجرة المقطعوة الي منزل السادة، حيث يشرعون في تزيينها.. وكانت الآنسة اولجا اجتاتيفنا التي يحبها فانكا، هي التي تشغله اكثر من الجميع، وعندما كانت أم فانكا بيلاجيا علي قيد الحياة وتعمل خادما لدي السادة، كانت اولجا اجتناتيفنا تعطي لفانكا الحلوي، ولما لم يكن لديها ما تعمله فقد علمته القراءة والكتابة والعد حتي مائة، بل وحتي رقصة الكادريل، ولما ماتت بيلاجيا، ارسلوا فانكا اليتيم الي جده في المطبخ مع الخدم، ومن المطبخ الي موسكو عند الاسكافي الياخين...
ومضي فانكا يكتب: 'احضر يا جدي العزيز، استحلفك بالمسيح الرب أن تأخذني من هنا. اشفق علي أنا اليتيم المسكين، لان الجميع يضربونني، وأنا جوعان جدا، ولا استطيع أن أصف لك وحشتي، وابكي طول الوقت. ومن مدة ضربني المعلم بالنعل علي رأسي حتي وقعت ولم افق الا بالعافية. ما أضيع حياتي، اسوأ من حياة أي كلب.. تحياتي لاليونا ويجوركا الاحول، والحوذي، ولا تعط الهارمونيكا لأحد. حفيدك دائما ايفان جوكوف، احضر يا جدي العزيز'.
وطوي فانكا الورقة المكتوبة اربع مرات ووضعها في مظروف كان قد اشتراه من قبل بكوبيك.. وفكر قليلا ثم غمس الريشة وكتب العنوان:
إلي قرية جدي
وحك رأسه وفكر، ثم أضاف: 'قسطنطين مكاريتش'. وارتدي غطاء الرأس وهو سعيد لأن أحدا لم يعطله عن الكتابة، ولم يضع المعطف علي كتفيه، بل انطلق الي الخارج بالقميص فقط...
كان الباعة في دكان الجزار الذين سألهم من قبل قد اخبروه ان الرسائل تلقي في صناديق البريد، ومن الصناديق تنقل الي جميع انحاء الارض علي عربات بريد بحوذية سكاري وأجرس رنانة.
وركض فانكا الي أول صندوق بريد صادفه، ودس الرسالة الغالية في فتحة الصندوق.
وبعد ساعة كان يغط في نوم عميق وقد هدهدت الآمال الحلوة روحه.. وحلم بالفرن. كان جده جالسا علي الفرن مدليا ساقيه العريانتين وهو يقرأ الرسالة للطاهيات.. وبجوار الفرن يسير 'فيون' ويهز ذيله...

جنــــون 10-22-2014 09:12 PM

طرح رائع
سلمت اناملك
ويعطيك الف عافيهه

جنــــون 10-22-2014 09:12 PM

تنقل لقسم القصص


تثبيت

نظرة الحب 10-23-2014 01:23 AM

طرح رائع قلبي

البرق النجدي 10-23-2014 11:01 AM

منورين صبايااااا
من القلب يسلمووووو على الطله

مْلكَة زمْانــْے 11-06-2014 06:20 PM

http://img29.imageshack.us/img29/926...38410e071d.gif
يسلمواااااااااااااا ع الطرح الرااااااااقى ... دام لنا هذا التمييز و الإبداع
إن كان للإبدااااااع عنوااااان ... فأنتم عنوااااانه ... سلمت لنا أناملكم
شكـ و جزاكم الله كل خير ــراً ... لا خلا و لا عدم ... عساكم ع القوة
أنتظر كل جديد لديكم ... بكل لهفة و شوق ... فلا تحرمونا عطاااائكم
مدائن من الشكر لروعة الطرح ... و حدائق من الجورى لسمو شخصك
لا كُسر لكم قلماً ... يكتب مثل هذا إبداااااع ... فى حفظ الله و رعايته
تح ــيااااااتى و تقديرى و إحتراماااااتى ... تتعانق ... مع إعج ــابى بالطرح
http://img29.imageshack.us/img29/926...38410e071d.gif

جنــــون 05-13-2015 07:17 PM

سندريلا كاملة

كانت سندريلا تعيش مع والدها بعد أن توفّيت أمّها، وبعد فترةٍ من الزّمن قرّر أبوها أن يتزوّج من امرأةٍ لتربّي له سندريلا؛ نظراً لانشغاله بأعماله ووظائفه، فتزوّج من امرأة لديها فتاتان اسمهما كاترين و جيني.

كانت زوجة والد سندريلا و ابنتاها شرّيرات؛ حيث يعاملن سندريلا أسوأ أنواع المعاملة، وكانوا يجعلونها تعمل كالخادمة في منزلها بمجرد خروج والدها من البيت.

في أحد الأيام قرّر ملك الدّولة الّتي تعيش فيها سندريلا وعائلتها إقامة حفل كبير يدعو فيه جميع بنات الدّولة حتى يختار إحداهنّ زوجةً لابنه، و أرسل دعوة لكلّ بيتٍ من بيوت الدّولة، وعندما وصلت الدّعوة إلى بيت سندريلا استلمتها زوجة أبيها وقرأتها، وقرّرت أن تذهب هي و بناتها، وأن يتركوا سندريلا في المنزل لوحدها.

عندما علمت سندريلا بذلك الأمر حزنت حزناً كبيراً، وأخذت تبكي بكاءً شديداً، ولمّا جاء يوم الحفل، ارتدت كل من جيني و كاترين أجمل ثيابهما و توجّهتا مع والدتهما إلى قصر الملك تاركين سندريلا وحيدةّ في المنزل، كان الحزن يملأ قلب سندريلا، ولكن فجأةً حدث شيءٌ غريب ومفاجئ لسندريلا؛ فقد ظهرت لها ساحرةٌ عظيمةٌ و طيّبة، وقالت لها بألّا تبكي، لأنّها ستقوم بمساعدتها.

كانت السّاحرة الطيّبة صادقةً فيما تقول، فقد تمكّنت في حركاتٍ بسيطة من أن تجعل سندريلا ترتدي أجمل الثّياب والأحذية، وصنعت لها عربةً كبيرةً تجرّها الخيول، وأمرت الخيول بأن تأخذ سندريلا إلى ذلك الحفل.

شكرت سندريلا السّاحرة كثيراً، و أرادت أن تذهب إلى الحفل بسرعة، لكن أثناء خروجها نبّهتها السّاحرة بضرورة العودة إلى منزلها قبل منتصف الليل، و ذلك لأنّ مفعول السحر سينتهي في تمام الثّانية عشرة، ووعدتها سندريلا بأنّها ستفعل ذلك، وتلتزم به حرفيّاً.

عندما وصلت سندريلا إلى الحفل أعجب الأمير بها كثيراً؛ لجمالها، وطيبة قلبها، وقرّر أن يختارها زوجةً له، وكانت سندريلا سعيدةً جداً بذلك، لكنّها انتبهت إلى السَاعة و إذ بدقائق معدودة تفصلها عن الثانية عشرة، أرادت سندريلا الخروج فوراً فركضت مسرعةً إلى بيتها، تعجّب الأمير من ذلك، وقام بالجري خلفها إلّا أنّه لم يتمكّن من إدراكها، ولكن أثناء جريها تعثّرت، ووقعت منها إحدى فردات حذائها، تركتها سندريلا من عجلتها وأخذها الأمير، و بعد انتهاء الحفل سرد لوالده قصة الفتاة التي أعجبته، فقرّر أن يأخذ فردة الحذاء و يبحث عن صاحبته في كلّ بيتٍ من بيوت القرية.

وفي خلال جولتهما في تلك البيوت، لم يدخل ذلك الحذاء في قدم أيّ فتاة من فتيات القرية إلى أن وصل الأمير إلى بيت سندريلا، جرّبت كاترين و جيني ارتداءها لكنّهما فشلتا في ذلك أيضاً، فسأل الأمير إن كان في البيت فتاة أخرى فأجابوه بأنّها الخادمة، وأنّها لن تعجبه، لكنّه أصرّ على أن يراها. نادى الأمير عليها وأمرها بأن تختبر الحذاء، وكان مناسباً جدّاً لها، فتذكّرها الأمير، وعرف أنّ سندريلا هي الفتاة الّتي كانت تجلس معه، وأخبرها بأنه يريد الزواج منها، فوافقت وعاشا في سعادةٍ وهناء.

جنــــون 05-13-2015 07:18 PM

قصة السندباد البحري احد اشهر الحكايات من الف ليلة وليلة فهي من القصص الخيالية اما السندباد فهو احد الشخصيات الخيالية من شخصيات ألف ليلة وليلة فهو بحار عربي من مدينة البصرة العراقية الذي يهوى المغامرات والابحار وكان من التجار و عاش في فترة الخلافة العباسية وتدور احداث القصة في الشرق الاوسط واجه العديد من المصاعب في مغامراته الا ان كان يتغلب عليها بذكائه اما الاماكن التي زارها وواجه فيها المغامرات كانت في سواحل أفريقيا الشرقية وجنوب آسيا .


قصة السندباد البحري

ان السندباد هو بطل المسلسل ام والده فهو من التجار المعروفين في العراق وبالاخص في مدينة بغداد واسمه هيثم اما صديق السندباد فهو اسمه حسن (والمعروف بالشاطر حسن) اما حسن فهو فقير كان يعمل بتوزيع جرار المياه

يتسلل سندباد مع صديقه حسن إلى الحفل المقام بقصر والى بغداد وهناك يرى عروض سحرية وبهلوانية مبهرة من عارضين عدة من أنحاء العالم، ومن هنا يقرر سندباد ان يرحل ليرى العالم الواسع مع عمه كثير الترحال علي الذي أحضر له طائرا يتكلم، هذا الطائر هو ياسمينة التي تشارك سندباد بطولة كل الحلقات اما عم السندباد هو علي اما طائره المتكلم فاسمه ياسمسنة .

هرب السندباد مع عمه علي ابحارا فكان هنالك حوت عملاق في البحر الا انهم هبطوا عليه اعتقادا منهم أنه جزيرة عندها انفصل السندباد عن عمه و فبدأت مغامرات السندباد لوحده دون عمه مع طائره الياسمينة التي كانت في الاصل اميرة الا ان المشعوذون حولوها الى طائر وعملو على تحويل ابويها الى نسور بيضاء. العديد من المواقف التي واجهها السندباد لوحده منها المثير و منها المخيف فواجه المخلوقات الغريبة مثل طائر العنقاء العملاق والمارد العملاق ذا اللون الأخضر الذي يأكل البشر.

ومن خلال رحلاته تعرف السندباد على اصدققاء جدد وهم علي بابا يعممل علي بابا لدى مجموعة من اللصوص فكان من الاشخاص الذين يجيدون استعمال الخنجر والحبل، لكنه قرر ان يصاحب السندباد في جميع مغامراته لانه كان يحب المغامرات وترك حياة اللصوص وكان مع السندباد في مغامراته ايضا العم علاء الدين فهو رجل كبير في السنالا انه يحب المغامرات وانضم الى السندباد ايضا في مغامراته وعندها اصبحو المغامرون الثلاثي الذين واجهو العديد من المصاعب خلال رحلاتهم بعضها مع المشعوذين بولبا والعجوز ميساء الا ان السندباد ورفاقه كانو كل مرة يواجهون فيها المصاعب كانو ينتصرون في كل مغامرة بذكاء سندباد وحكمة علاء الدين وإقدام علي بابا عندها ينتصرون على الشر و كذلك استطاعو من الانتصار على المشعوذين بالاضافة الى انتصارهم على زعيمهم الجني الأزرق وتابعته الشريرة، المرأة التي لها ظل بقرة(زغل).

وعمل السندباد ورفاقه من خلال مغامراته على فك السحر الذي عمله المشعوذون على ياسمينة ووالدها الذين كانو من الملوك الذين كانو يحكمون بلد اخر اما ياسمينة التي كانت في الاصل اميرة وعادو الى شكلهم الطبيعي وعمل السندباد ورفاقه من خلال مغامراته على انقاذ الاشخاص الذي عمل الزعيم الأزرق على تحويلهم إلى حجارة ومن بين الاشخاص الذي حولهم الى حجارة هم والدي السندباد وعمه علي، ومع جميع النصر الذي حققه السندباد ورفاقه استمر في المغامرات وسافر من جديد مع علي بابا وعلاء الدين إلى السفر من جديد بحثا عن المغامرات.

في كل حلقة من حلقات مسلسل السندباد توجد مغامرة التي يواجه فيها السندباد وياسمينة اخطار ومصاعب عليهم اجتيازها. وانضم الى مغامرات السندباد ويياسمينةفي الحلقة 19 اي المغامرة 19 علي بابا ثم انضم الوالى علاء الدين في الحلقة رقم 23 قهو صاحب رواية المصباح السحرى الشهيرة الذي شارك سندباد، ياسمينة وعلي بابا فيالمغامرات

جنــــون 05-13-2015 07:18 PM

بياض الثلج


في قديم الزمان كانت ملكة جالسة على شرفة قصرها وهي تمسك في يديها الابرة والخيط وتخيط بعض الملابس , فشكت الابرة اصبعها ونزلت من اصبعا بعض قطرات الدماء على فستانها الابيض , فلفت نظرها جمال قطرات الدم الحمراء على الفستان الابيض , فتمنت في نفسها أن ترزق مولوداً أبيض كالثلج وأحمر كالدم أسود كالليل , وبعد فترة تحققت أمنية الملكة ورزقت الملكة بفتاة جميلة وبياضها كبياض الثلج , وكان قدر الملكة أن تتوفى بعد مولد ابنتها بفترة .


وبعد فترة تزوج الملك من ملكة جديدة جميلة جداً , وكانت هذه الملكة تملك مرآة سحرية , وكانت دائماً الملكة توجه سؤالاً للمرآة وهو : من هي أجمل سيدة من سيدات هذه البلاد ؟ , فكان رد المرآة دائماً : أنت أجملهن جميعاً أقسم أن بياض الثلج أجمل فتنة .


فكانت الملكة في كل مرة تسأل فيها المرآة هذا السؤال وتحصل على نفس الاجابة تغضب كثيراً وتكره بياض الثلج أكثر , وكانت دائماً تفكر كيف لها أن تتخلص من بياض الثلج , وخطرت في بالها فكرة وهي أن تأمر الصياد بأن يأخد بياض الثلج الى الغابة ويقتلها هناك , وعندما أخد الصياد بياض الثلج الى الغابة وعلمت مبتغاه توسلت اليه كثيراً بأن لا يقتلها فحزن عليها الصياد ولم يقتلها وتركها في الغابة , فمضت بياض الثلج بالغابة وبقيت تمشى الى أن وجدت كوخاً وكان هذا الكوخ للأقزام السبعة , فدخلت الكوخ وجلست مع الاقزام وحكت لهم قصتها وطلبت منهم أن تبقى عندهم مقابل أن تنظف لهم الكوخ وتحضر الطعام .


وبعد أن ظنت الملكة أن بياض الثلج توفيت , وقفت أمام مرآتها السحرية وسألتها سؤالها المعتاد وفوجئت برد المرآة عليها : أيتها الملكة أنت أجملهن جميعاً وأقسم أن بياض الثلج أجمل فتنة , جنّت الملكة بهذا الجواب وقالت للمرآة بأن بياض الثلج قد ماتت , فقالت لها المرآة بأن بياض الثلج ما زالت حية وبأنها تعيش في كوخ بعيد جداً بأعلى التلة .


حاولت الملكة بعد ذلك قتل بياض الثلج أكثر من مرة ولكن بكل مرة كانوا الاقزام ينقذونها من الموت , وفي آخر مرة نجحت محاولة الملكة بقتل بياض الثلج ببيعها تفاحاً مسموماً وغابت بياض الثلج عن الوعي , وظنّ الاقزام بأن بياض الثلج قد ماتت فوضعوها في تابوت مصنوع الزجاج وكانوا كل يوم يتناوبون على حراستها الى أن مر من أمام الكوخ أميراً ورأى بياض الثلج داخل التابوت فأعجب بشدة جمالها وطلب من الاقزام أن يأخد التابوت مقابل أي شيء يطلبونه , رفض الاقزام هذا الطلب في بادئ الامر ومن ثم وافقوا حزناً على الامير .


وعندما كان حراس الامير يحملون تابوت بياض الثلج تعثروا بجذور أحد الاشجار , فاهتز التابوت واهتزت بياض الثلج بداخل التابوت فخرجت من فمها قطعة التفاح المسمومة , فأفاقت من غيبوبتها وقالت : اين أنا ؟ , وغمرت الفرحة قلب الأمير والاقزام السبعة ومن ثم أخبروا بياض الثلج القصة كاملة , وطلب يدها منها ووافقت وأقاموا حفل زفاف كبير وكان من ضمن المدعوين الملكة زوجة أبيها لبياض الثلج , وعندما وجدت أن بياض الثلج هي العروس تفاجأت وأصابتها نوبة قلبية وماتت بعد فترة قصيرة , وعاشت بياض الثلج هي وزوجها سعيدين طوال حياتهما .

جنــــون 05-22-2015 08:02 AM

قصة روميو وجولييت



تدور أحداث قصة روميو وجولييت حول صراع بين عائلتين إيطاليتين من أرقى عائلات مدينة فيرونا الايطالية، وهما عائلة "كابوليت" و عائلة "منتيغيو" وهذا الصراع موجود منذ الأزل رغم عدم معرفة سببه خلال هذا الصراع الأزلي ،يخرج من العائلتين شخصين عاشقين هما :روميو من مونتيغيو و جولييت من كابوليت.


يخبر راوي القصة بأن العاشقين يؤولان إلى مصيرهما المحتوم وهو الموت نتيجة لهذا الصراع . و بذلك نعلم نحن النظارة بأن مصيرهما الموت في آخر المسرحية.


تبدأ القصة بالعاشق روميو لامرأة اسمها" روزالاين" يظهر لنا روميو من خلالها عاشقا تعيسا و كئيبا..يلهب القصة بأشعاره الرومانسية.



من افضل أصدقاء روميو شخص يدعى "مركيشيو" وهو من أقارب أمير فيرونا. يسري عن روميو ولكنه لا يزال مولوعاً بحب روزالاين. و بالصدفة يعلم روميو بوجود حفلة تنكرية تقام سنوياً لعائلة كابوليت ،و يعلم بأن روزالاين مدعوة إليها فيعزم على الذهاب مع صديقيه مركيشيو و بنفوليو إلى الحفلة ، و يقابل روميو في تلك الحفلة جولييت ، والتي هي فتاة رائعة وجميلة ،فيقع روميو في حبها على الفور .


لم يكن روميو واقعاً بحب روزالين ، وإنما كان واقعاً بحب الحب ، إلى أن وجد الحب الحقيقي في جولييت..


يتحدث كل من روميو و جولييت مع بعضهما البعض و يقعان في الحب ..و لكن القدر كان لهما بالمرصاد..فقد تعرف ابن عم جولييت " تيبالت"على روميو وأراد أن يشاجره ، و لكن والد جولييت أبى عليه أن يتعارك معه لأنه ضيفه في الحفل خاصة وان روميو معروف بأخلاقه النبيلة. و في آخر الحفل ..يعلم الاثنان انهما من العائلتين المتقاتلتين.


في الليلة نفسها ،و بعد أن ينتهي الحفل ، يذهب روميو إلى حديقة جولييت و يقف أسفل مخدعها ، و يتفقان على الزواج في اليوم التالي سرا. يذهبان إلى القس الذي يزوجهما معتقدينمنه أن زواجهما سيساعد على تصالح العائلتين. و لكن نعلم بعد ذلك أن هناك سيدا من قرابة أمير فيرونا خطب جولييت التي تفاجأت وانصدمت بالخبر..كيف لا و هي متزوجة الآن.


تذهب جولييت إلى القس لتخبره بذلك ، فيقرر القس أن يساعدهما. بعد ذلك نشاهد تيبالت وهو يبحث عن روميو ليتقاتل معه فيجد صديقيه . ثم يأتي روميو وتيبالت ايطلب منه لنزال..و لكن روميو يرفض لأنه اصبح نسيبا له رغم أنه لا يعلم بشأن الزواج سوى أربعة أشخاص..روميو وجولييت و القس و وصيفة جولييت


يغتاظ حينها مركوشيو من ردة فعل روميو التي اعتبرها خوفاً وجبنا فيقرر بعد ذلك منازلة تيبالت..و يموت مركوشيو.هرب تيبالت من مسرح القتال تاركا روميو غاضباً و يقسم على الثأر لصديقه مركوشيو.


يعود تيبالت لمسرح المعركة لمنازلة روميو وقتله ليهرب بعدها. فأمير فيرونا أمر بقتل المتنازلين من العائلتين لأن مدينة فيرونا الهادئة لا يعكر صفوها شيء سوى صراع العائلتين. عند حضور الأمير إلي المنطقة يعلم بأن تيبالتقد قتل على يد روميو ثأرا ..عندها يقرر تخفيف العقوبة إلى النفي من البلاد شرط أن لا يظهر روميو.

يصل ذلك الخبر إلى جولييت التي تقف إلى جانب زوجها..و يذهب روميو إلى القس الذي يخبره بالحكم. ثم يذهب روميو إلى بيت جولييت ويبقى معها حتى الفجر.. ثم يغادر إلى مدينة"مانتوا" دون أن يعلم بأن أمه ماتت من حزنها عليه.


و تمضي أحداث القصة و يقرر والد جولييت الإعلان عن تقديم زفافها من "باريس"يوما واحدا. فتسرع جولييت لطلب المساعدة من القس الذي يطمئنها بخطته والتي يقرر فيها ان يرسل رسولا إلى مدينة مانتوا ليبلغ روميو بالخطة ..و يعطي القس جولييت دواءا يجعلها تبدو كالميتة لمدة يومين تأخذه لفي يوم زفافها.و لكن للأسف، لا يصل الرسول إلى روميو فقد كان هناك وباءً في مدينة قريبة من مدينة مانتوا. ويأتيه خادمه بخبر وفاة جولييت ..الذي لا يعلم بالخطة. عندها يجن جنون روميو و يذهب إلى صيدلي فقير في المدينة ليشتري منه سما و يعطيه مبلغا كبيرا مقابل السم.


يذهب بعد ذلك روميو إلى مقابر عائلة كابوليت ليجدها ممدة في تابوتها ، فينظر إليها و قد ازدادت جمالا وان لون وجهها لا يزال محمرا و ليس ابيضا و لكنه لا يعلم أن هذا بسبب أنها ستستيقظ بعد فترة وجيزة.


يقابل بعد ذلك "باريس" الذي جاء ليزور زوجة المستقبل و هناك يجد روميو و يظن أن روميو جاء ليدنس لجولييت قبرها فهو من عائلة الأعداء. يقرر روميو و باريس التنازل للقتام و يقتل باريس. ثم يقبل روميو جولييت و يجرع قارورة السم الصغير ليموت ساقطاً بين يديها .وتستيقظ جوليت من نومتها لتجد أن روميو قد مات بجوارها و بدون تفكير تأخذ خنجره وتغرسه في قلبها و تموت هي أيضا.


يأتي بعد ذلك الجميع إلى القبر ويرون ما حصل من فاجعة، و يخبرهم القس بكل القصة..فتتصالح العائلتان و يقرران أن يقوما ببناء تمثالين كبيرين بالذهب لروميو و جولييت ليخلداهما في المدينة و ليتذكرا انهما "العائلتين" هما سبب موت ولديهما و بأن العاشقين هما اللذان اصلحا ذات البين بين العائلتين.

جنــــون 05-22-2015 08:02 AM

قصة عن الأمانة

كان ياما كان في قديم الزّمان تاجر عرف بأمانته؛ فقد كان متّقياً لله في جميع تحرّكاته، ويضع الخوف من عذاب اللّه وعقابه صوب عينيه.

في إحدى الرّحلات التجاريّة التي كان يقوم بها هذا التاجر الأمين، أخذ يفكّر في الاستقرار داخل بلدته ليرتاح من عناء السّفر ومشقّته، فصحّته بدأت بالتدهور والتّراجع إلى الخلف نتيجة كبر سنّه، فآن له أن يرتاح من عناء السّفر بعد أن قام بجمع مبلغٍ يعيش به مسروراً.

ذهب التّاجر إلى رجلٍ يودّ بيع بيته؛ فهو يبحث عن بيت ليأوي به نفسه وعائلته، وليكون مناسباً لمكانته وثروته الطّائلة، وقام بشرائه.
دارت الأيّام ومرّت، والتّاجر يعيش فرحاً في داره الجديدة الجميلة، وفي يومٍ من الأيّام خطرت على باله فكرة وهو ينظر إلى أحد جدران المنزل، فقال في نفسه: لو قمت بهدم هذا الحائط لحصلت على منزل اجمل، ومساحة أكبر وأوسع.

وبالفعل، قام التّاجر بمسك الفأس وأخذ يهدم الجدار ويزيله، لكنّه فجأة رأى شيئاً عجيباً ! فقد عثر تحته على جرّة مليئة بالمجوهرات والّذهب. صاح التّاجر: يا إلهي، كنز عظيم مدفون تحت الحائط! لا بدّ لي من أن أعيده إلى صاحبه، فهو له وأولى منّي به، ليس لي حق في هذا الذّهب أبداً ، فإذا قمت بأخذه سيكون مالاً حراماً، والمال الحرام يضرّ ولا ينفع، ويذهب ولا يدوم.

حمل التّاجر الأمين الجرّة ذاهباً بها إلى الرّجل الذي باعه منزله، وضعها بين يديه قائلاً له أنّه قد عثر عليها أثناء قيامه بهدم أحد الجدران، فقال الرجل: هذه ليست ملكاً لي، بل إنّها قد أصبحت ملكاً لك أنت، فالمنزل منزلك الآن، وأنا قد بعتك الدّار وما فيها.

رفض كلا الرّجلين أن يأخذا الجرّة، وقرّرا أن يذهبا إلى قاضي المدينة ليتحاكما، فقال لهما القاضي: ما رأيت في حياتي رجلين أمينين مثليكما، تتنازعان في رفض الكنز بدلاً من النّزاع في من يأخذه!!.

سأل القاضي الرّجلين إن كان لديهما أبناء، فأجاب التّاجر الأمين بأن له بنتاً واحدة، أمّا الرّجل الآخر فقد قال أنّ لديه ولداً، فقال القاضي: فليتزوّج ابنك بابنته، ويصرف هذا الذّهب إليهما، فاستحسن الرّجلان رأي القاضي ووجدا أنّ فيه صواباً، ووافقا على الزّواج، وعاشا سعيدين مرتاحا الضّمير والبال.

جنــــون 05-22-2015 08:03 AM

قصة مضحكة جدا



كان يا ما كان في قديم الزمان، ملك عنده ثلاث بنات .

حب في يوم من الايام انه يختبر حبهم اله. جاب الكبيرة وقالها : يابا يا حبيبتي قديش بتحبي ابوك الملك .

البنت من غير تفكير : بحبك قد ما السمك بحب البحر .

الملك فكر وقال في باله : ايهو السمك بقدر يعيش بدون بحر .

هاي البنت بتحبني كتير . وقال الها : انا كنت عارف انك بتحبيني بس مش لهدرجة وقام اعطاها قصر كبير ومجوهرات .

جاب البنت التانية وسألها نفس السؤال . فقالتله : بحبك قد ما الطير بحب السما انبسط الزلمة وكيف . واعطاها قصر جنب اختها ومجوهرات .


بعدين جاب البنت الصغيرة ( اخر العنقود اللي بموت فيها ) وسألها نفس السؤال .
قامت جاوبته : بحبك قد ما الدقة ( يعني زعتر ) بتحب الشطة .
الزلمة زعل وعصب وقام لفحها كف. ومسكها من شعرها وزتها برة القصر.
وما رضي يسمع منها ولا نص كلمة .


البنت دارت بالحواري وعلى ارصفة الطرقات وتسمع كلمة من هاد وكلمتين من هداك . لغاية ماجاها مزارع مسكين حبها وحبته وراحوا تزوجوا و سكنوا بالكوخ تبعه اللي بنص الغابة .


ودارت الايام ومرت الايام . وفي يوم من الايام كان الملك قاعد بتصيد بالغابة ونسي حاله وسرح وضاع بالغابة دور على المرافقين .


ولا هم هون . طب الحرس . فص ملح وداب ؟؟؟ . ضل الملك يمشي ويمشي لغاية ما لقي هالكوخ لصغير . قال بفوت برتاح وباكلي لقمة . دق على الباب فتحلوا صاحب البيت وهو مش عارفه . دخلوا جوا وهو شايفه تعبان . وصار يحكي مع الزلمة . مرته مش خافي عليها الصوت . قام الزلمة بيقول للمرة اذبحيلنا جاجتين خلينا نتعشى ونعشي الضيف . المرة مين طبعا ؟؟ واضحة بنت الملك الصغيرة .


بدت تشتغل بالجاجات وخطر على بالها فكرة . نادت جوزها وقالتله خود شوية الدقة ( يعني زعتر ) هاي مع صحن زيت سلكو فيهم على بين ما يخلص الاكل شكله الزلمة ميت جوع . والله الزلمة عجبته الفكرة وقام حط الزيت والدقة قدام الملك وقاله : اتفضل يا عمي على بين ما يجهز الاكل . الملك ميت جوع وهو بحب الدقة ( كمان يعني زعتر ) كتير . ما بلع اول لقمة ولا صار بده يستفرغ . وصاح بالزلمة : ولك شو هاد دقة من غير شطة ؟؟؟ كيف بتاكلوها هاي ؟؟؟؟


وفجأة اتذكر بنته الصغيرة وصار يعيط . قاله الزلمة :. شو مالك يا زلمة انت العاقل . كل هاد مشان شوية دقة ( زعتر يا جماعة ) هسة الجاج بخلص. راح الملك حكى للزلمة القصة . وهو خلص من هون نطت البنت وقالت : بخ كيفك بابا ؟ عرفت اديش بحبك ؟


وهيك عرف الملك قديش بتحبه بنته . وجابتله دقة بشطة . طبعا ما اكل منها ولا لقمة لانه نزل بالجاج جرد , واعطاها قصرين ومجوهرات .

جنــــون 05-22-2015 08:04 AM

قصة حب قصيرة



فى قديم الزمان ‏حيث لم يكن على الأرض بشر بعد ‏كانت ‏الفضائل والرذائل , تطوف العالم معاً وتشعر بالملل الشديد , ذات يوم وكحل لمشكلة الملل المستعصية اقترح الإبداع لعبة وأسماها الأستغماية أو الغميمة , أحب الجميع ‏الفكرة والكل بدأ يصرخ : ‏أريد أنا ان أبدأ .. أريد انا ‏أن أبدأ , الجنون قال :- أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العد وأنتم ‏عليكم مباشرة الأختفاء , ثم أنه اتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأ واحد , اثنين , ثلاثة وبدأت الفضائل والرذائل ‏بالأختباء.


وجدت ‏الرقه ‏مكاناً لنفسها فوق ‏القمر , وأخفت ‏الخيانة ‏نفسها في كومة زبالة , وذهب ‏الولع ‏بين الغيوم ومضى ‏الشوق ‏الى باطن الأرض , الكذب ‏قال بصوت عالٍ :- سأخفي نفسي تحت الحجارة ثم ‏توجه لقعر البحيرة , واستمر ‏الجنون :- ‏تسعة وسبعون , ‏ثمانون , واحد ‏وثمانون , خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل ‏تخفيها ماعدا ‏الحب كعادته لم يكن ‏صاحب قرار وبالتالي لم يقرر ‏أين يختفي وهذا غير مفاجيء ‏لأحد , فنحن نعلم كم هو صعب ‏اخفاء الحب .


تابع ‏الجنون :- ‏خمسة وتسعون , ستة وتسعون , سبعة وتسعون , وعندما ‏وصل ‏الجنون ‏في تعداده الى :- المائة قفز ‏الحب ‏وسط أجمة من الورد واختفى بداخلها فتح ‏الجنون ‏عينيه ‏وبدأ البحث صائحاً :- أنا آتٍ ‏إليكم , ‏أنا آتٍ إليكم .


كان ‏الكسل ‏أول من ‏أنكشف لأنه لم يبذل أي جهد في ‏إخفاء نفسه ثم ظهرت ‏الرقّه ‏المختفية في القمر , وبعدها خرج ‏الكذب ‏من قاع البحيرة مقطوع النفس واشار الجنون على ‏الشوق ‏ان يرجع من باطن الأرض , الجنون ‏وجدهم ‏جميعاً واحداً بعد الآخر ماعدا ‏الحب كاد يصاب بالأحباط واليأس في بحثه عن ‏الحب واقترب الحسد من الجنون , ‏حين اقترب منه ‏الحسد همس في أذن الجنون قال :- ‏الحب ‏مختفاً بين شجيرة الورد إلتقط ‏الجنون ‏شوكة خشبية أشبه بالرمح وبدأ في ‏طعن شجيرة ‏الورد بشكل طائش ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب .


ظهر ‏الحب من تحت شجيرة الورد ‏وهو يحجب عينيه بيديه والدم يقطر من ‏بين أصابعه , صاح ‏الجنون ‏نادماً :- يا إلهي ماذا فعلت بك ؟ لقد افقدتك بصرك ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك ‏البصر ؟ أجابه ‏الحب :- ‏لن تستطيع إعادة ‏النظر لي , لكن ‏لازال هناك ما تستطيع ‏فعله لأجلي ) كن دليلي ( . وهذا ماحصل من يومها يمضي ‏الحب ‏الأعمى ‏يقوده ‏الجنون ولهذا عندما نحب احدا نقول له أحبك بجنون " .

جنــــون 05-22-2015 08:04 AM

كان أرنستو تشي جيفارا فتى نحيفا قصيراً لا يتجاوز طوله ال 173 سم ، كان جيفارا يمارس الرياضة بانتظام ، كان يعاني من الربو و كان يصاب بنوبات الربو منذ صغره . كانت طبيعته لاذعة ساخرة ، كان يسخر دائماً من كل شيء حتى من نفسه ، كان ذو شخصية مميزة و قيل إنه كان متناقضاً ما بين الجرأة و الخجل ، كان صوته دافئاً و مظهره جميل و كان فيه جاذبية مميزة عجيبة .

كان والد جيفارا مهندس معماري ، كان دائم التنقل و لذلك لم يكن له أثر أو دور في نشأة جيفارا ، بينما كانت أمه امرأة مثقفة قامت بإشعال الشغف داخله بالتاريخ الأرجنتيني و تاريخ أمريكا اللاتينية ، و أشعلت أيضاً شغفه بالشعر لا سيما الاسباني و الفرنسي، لم يستطع جيفارا الالتحاق بالجيش بسبب الربو المزمن ، كان ولعه شديد بالسياسة و الفلسفة رغم أنه كان ملحداً لا ينتمي لأي ديانة ، التحق بكلية الطب في جامعة بيونيس آيريس ، كانت صلته قوية بالناس الفقراء و المرضى ، كان واعياً بالتفاوت الاجتماعي و الظلم ، في آخر سنة له في كلية الطب قام برحلة مع صديق له على الدراجة حول امريكا الجنوبية ، كان لتلك الرحلة أثر كبير على جيفارا ، على تفكيره و تكوين شخصيته .

قتل جيفارا في بوليفيا أثناء محاولته لتنظيم ثورة هناك ، تم القبض عليه بمساعدة المخابرات الامريكية ، و قامت القوات البوليفية بإعدامه حين كان عمره 39 عاماً ، ظهرت أزمة بعد إعدام جيفارا سميت أزمة " كلمات جيفارا" ، و قد نشرت مذكرات جيفارا بعد إعدامه بخمسة اعوام ، و أصبح جيفارا رمزاً من رموز الثورة على الظلم و سمي ببطل حرب العصابات، و لا تزال شخصية جيفارا شخصية تاريخية عريقة تنال تبجيلاً و احتراماً هائلاً ، تعبر عن الثورة و قوة الشعب و عن رفض الظلم و الاضطهاد ، صنفته مجلة التايم الأمريكية من ضمن أكثر 100 شخص تأثيراً في القرن العشرين .

ملخص
جيفارا هو أرنستو تشي جيفارا ، عرف جيفارا بأنه كان يمارس الرياضة دائماً ، حيث إنه كان مصاب بمرض الربو منذ صغره ، و من صفات جيفارا أنه كان قصيراً فطوله لا يتجاوز 173 سم ، كما أن جيفارا كان دائماً يقوم بالسخريةفقد كان في بعض الأحيان يسخر من نفسه ،و قيل انه كان جذاباً جداً ، كما قيل أن شخصيته مميزة وقيل ايضاً أن جيفارا كان متناقضاً في بعض الأحيان فأحياناً يكون خجولاً واحياناً يكون جريئاً ، كما أن شخصية جيفارا لا تزال من الشخصيات التاريخية العريقة ،وقامت مجلة التايم الأمريكية بتصنيف أرنستو جيفارا بأنه من ضمن أكثر 100 شخصية تأثيراً في القرن العشرين .

جنــــون 09-14-2015 07:52 PM


جنــــون 09-14-2015 07:52 PM


جنــــون 09-14-2015 07:53 PM


جنــــون 09-14-2015 07:53 PM


جنــــون 09-14-2015 07:53 PM


جنــــون 09-17-2015 04:36 AM

كان هناك ولد عصبي وكان يفقد صوابه بشكل مستمر فأحضر له والده كيساً مملوءاً بالمسامير وقال له :



يا بني أريدك أن تدق مسماراً في سياج حديقتنا الخشبي كلما اجتاحتك موجة غضب وفقدت أعصابك



وهكذا بدأ الولد بتنفيذ نصيحة والده ....



فدق في اليوم الأول 37 مسماراً ، ولكن إدخال المسمار في السياج لم يكن سهلاً .



فبدأ يحاول تمالك نفسه عند الغضب ، وبعدها وبعد مرور أيام كان يدق مسامير أقل ، وفي أسابيع تمكن من ضبط نفسه ، وتوقف عن الغضب وعن دق المسامير ، فجاء والده وأخبره بإنجازه ففرح الأب بهذا التحول ، وقال له : ولكن عليك الآن يا بني استخراج مسمار لكل يوم يمر عليك لم تغضب فيه .



وبدأ الولد من جديد بخلع المسامير في اليوم الذي لا يغضب فيه حتى انتهى من المسامير في السياج .



فجاء إلى والده وأخبره بإنجازه مرة أخرى ، فأخذه والده إلى السياج وقال له : يا بني أحسنت صنعاً ، ولكن انظر الآن إلى تلك الثقوب في السياج ، هذا السياج لن يكون كما كان أبداً ، وأضاف :



عندما تقول أشياء في حالة الغضب فإنها تترك آثاراً مثل هذه الثقوب في نفوس الآخرين .


الساعة الآن 06:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية