![]() |
عندما نستلذ الألم للكاتبة حمام الحجاز
عندما نستلذ الألم ]₪ ™... الكاتبه ::: حمام الحجاز بقدرِ ما حَلُمْتُ بالصحوِ وأقواسِ قُزَحِ كانتِ الأمطارُ غزيرةً وأحضانُهُمْ شائكة الوردةُ إبنةُ الوَحْلِ بينَ الدودةِ والرماد، فراشةٌ عابرة كنتُ أجملَ ممَّا ينبغي رُبَّما ، فرفضَتْني الفكرة ! وكرهَتْني الكائناتُ . شُكراً سوزان مآمن بداية بيضـآء مٌشَڪَلّہ ، لاَ صِِرتْ .. أقبلْ ويِقْفُوُنٌ كَنّـي بَقَآيآ " ذََنبٍ ما كنّي .. انسسآن } رسمت على الرمل خطوطْ بسبابتها وجوه ضاحَكة وأخرى حزينَة ملامحها هادئَة مستكينة باسترخاء قلّما تجده .. يحّرك الهواء خصلات شعرها النافرة من الغطاء الذي أحاطت به وجهها الجميل الغضْ .. سمعت خلفها حفيف خطوات على الرمل تقترب نحوها ، لم تلتفت .. لأنها كانت تعلم من قد يكون صاحبها وما أن جلسَ حتى همست بـ : - ليش جيت ؟ لم يجب على سؤالها.. وإنما اكتفى بتأمل ما حاولت رسمه ثم ارتفعت نظراته نحو وجهها .. لتعلق هناك لثوانٍ ، قطعها قولها بهدوء باردْ - إذا بتجلس تناظــرني كذآ.. ترا بقوم ! أبعد نظراته فوراً عنها , يعلم كم هي عنيفَة ومتسّلطَة ! ولكَم وجدت في ذلك قوتها هروبها المستمر من كُل واقع يظلمهاا .. أو حتّى شيء من الحنان يغطيها .. لكَنها في قمّة ضعفها حينما تكون بمفردها | لذآ هو لا يتركها وحدها .. أحبّها منذ كانت طفلَة , ومازال صَحى من هواجسَه كعادته حين وجودها معه على إلحاحها - ماقلت ليه جاي .. ماتجلس مع أمّك أحسن لك منّــي .. ؟ تأمل وجهها المَعرض عنه فهو لا يرى سوى جانبه ! ولكَنه لمَح تلك الدمَعة التي أنحدرت من عينيها .. جذبْ رأسها نحو شفته ليقبله بحنان بينما جاهدْت هيّ لتقاومْ .. ضعفهآ ! في غرفة غارقة في العتمة تمدد جسدها الضئيل وأنفاسها المضَطربة جاهدت للالتقاط الهواء سُحبْ بيضَاء تحومْ حولها بسمفونيّة مُخيفَة وكأن ذرات الدخان نور يضيء جوانب الشر ليكشف هالات الألم بعمق موغر في روحها يداها المزرقتان من قوة التقييد تؤلمانها بشَدة وكل ذلك البرد يكـآد يقتلها فُتحَ الباب ببطْئ شديد لينتج عنه صرير عالٍ جداً وتتحرك قدمانْ بوهنْ نحو سريرها ويد معروقَة تُدخَل وعاءً من الطعامْ وتلقيه بهدوء بالقرب منها وصوته المهتزْ يزحف نحوها فتحشرج في حلقها تنهيَدة ملتاعة - هذا عشاش يا بنت ... باييش غدوة ( بَ أجيك بكرا ) ، فتحَت عيناها تراقب رحيله ورائحة الزنجبيل تسللت لأنفها بعُنف جعّدت على إثره ملامحها وكأنهم بدأو بتعذيبهابشكل مختلف ، يدها تئنّان تحت وطأة قيدها ! ابتسمت بجذل ميّت ، - آكَل ..... ويدَي ! وقفت على ناصَية الطريق في حارة ضيّقَة ظهرت البساطَة والفقر جلياً على أهلها تحّرك يدها على ظهر تلك القطَة بينما وقفت بجوارها بدون خوف ومجموعة أخرى منها تلقي إليهم كُل يوم ما يتبقى من طعامهم تحبْ هذه التي بين يديها تشعر بأنها أكثر ألقاً ونعومة ، لا تعلم هل هي ذكر أم أنثى لكَن تحبها أياً كانتْ وقفت بجوارها صديقتها التي وضعت يدها على رأسها وهي تقول : والله إنك فاضية وما عندك سالفة . . اللحين واقفة في عّز الشمس تأكلين قطاوه ... فحّذرتها حين رأت إجفال القطط منها : - سمر لا تقاطعيني . . . أنا مشغولة ! فأجابتها بسخرية : - تكفيييين يالمشغولة .. وبعدين مختارة أشين وحدة وحـآطتها فوقك ... أمّـآ عليك ذوق ْ .. أحنَت بصَرها وهي تتأمل جسد قطّتها المفضَل وتمسَح على ظهرها بمزيد من الحب : - حلوة مـو .. ؟ فحّركت صديقتها حاجبيها وهي تمطْ شفتيها من تحت الغطاء بإشمئزاز : - يَع ..أسكتي بس فنظَرت إليها " . . ." شزراً ثم قالت : - من زين برعصَكْ يختي .. فنهضَت صديقتها مبتعدَة وهي تحمل " أكياس " كبيرة قائلَة بمرحْ : - ع الأقل أحلى من ذا إلي فوقكْ .. سي يو سون ! هزّت رأسها قائلة بتهّكم : - وتتميلح بعد . . . خبلَة . . ! دقايق رفعَت عينها لتجيلها في الأنحَاء تراقب كُل من هنا ، أحنَت بصَرها و عقلها يعيد التفكير في ماضيها , تكره انفرادها بنفسها فتتذكَر فيه مالا تريد . تحّركت القطَة في يدها بإنزعاج ، فجعلت تنحني فوقها وهي تقول : - أقعدي ولا أقعد . . . إنتي بنت ولا ولد ؟ - ولدْ رفعت نظَرها بسَرعة حين رأت الظّل الذي سقط عليها فجأة حاجبا معه دفقة من حرارةْ الشمس وضوئها , وملقياً عليها دفء طالما هربت منه ومن عينين تحمله . فتركت القطَة التي تمّلصت من يدها مسرعة نحو صاحبها ثم تركت المكَان مبتعدَة بسَرعة نحو منزلها وعيناه تتابع خطواتها وعقله يحوم حول نقطَة واحدة " . " سيبلغها . المفاجئَة شَلت حركتَه بينما تحركت يداه بتلقائيّة ليغلق أذنيَه ويحمي صَدره وأرتمى جسَده بقوة نحو صَخرة كبيرة أفلتت منه آهه في وسطْ الظلام وعيناه تتأمل أسَنة اللهبْ هُنـآك على بُعدْ مسافَة منه زحف بإعياء شديد وهو يشعر أنه يفقد التوزان شيئاً فشيئاً وما أن وصَل لذلك الحاجز وألتف حوله حتَى قال بضَعف : - حسام ... ياغبي مو قلت لك أنتظَر لين ما أعدْ .. لكَن عينا حسام النادمَة أقتربت منَه تأمله وهو يشَعر بسائل بارد ثخين يغطي عينه اليمنى حسام يصَرخ : - سلمى .... سلمى وثم أختفى كُل شييء وأغلق عينيه هو على أبتسامَة وخيالاتْ لنبدأ بَ النهاية ، ( لئلاَّ نبتذلَ أشواقَنا بالتشويق ) .. اللذة الأولى في حُقبَة ما قريبَة جداً من الآنْ وفي مكان أعتلاه غُبار كثيف عكس على أرواح المتواجدين هناك فباتوا في حالة من إنعدآم الألوان الكثير من القذارة هُناك وفي غرفَة سداسيّة الشكَل جلسَت إحداهن بإعياء وهي تقول / شوق وش تسوين ..؟ تحولت أنظار شوق بغباء لـ هديل وهي تتشدغ بِـ / أنا حلوة مو ...!؟ استرخت هديل أكثر وتركت قدميها تتدللى من فوق فراشها .../ إيه ، مرة ماشاء الله .. ارتفعت عيني شوق للباب مجدداً لتقتحمْ هدوءهم أخرى لم تكُن أحسن حالاً منهم مزيد من البؤس مرسوم على ملامحها وهي تهمس بـ / إجتماع ... تحركات الفتاة السرير الرابع ../ من جابوا بعَدْ .. يتدرب على راسنـآ .. نهضنَ بآليَة أعتدنها ، أفرُغَت تلك الغرفة في دقائق ثم أغلقت الأضواء الصفراء الخافتة ، وأغلق الباب ليترك كُل شيء غارق في الظلام ..! هذه الغرفة الكريهَة حمَلت بشَرً أبرياء و مذنبونْ ، تحمّلوا العذاب لشهور ،لِـ سنوات و أيام ربما ! ثم رحلت كٌل تلك العذابات ، لتتركهم فجأة وحيدات . ضائعات ، في ما قد يقع بين الجنون والعقَل .. بل حالة هي أقرب لإنخراس الحواسْ ..× أفاق من نومَه وهو يشَعر بآلآم على طول عامودَه الفقري فعتدل بصعوبَة ويشَعر بثقَل جاثم على كتفه تأمل رأس صديقَه ثوانٍ ليستوعبْ ما يحدثْ ثم ألتفت للنافذة فأبعد الستار بيده الاخرى وببطء حتى لايزعج صديقه النائم ، واتسَعت عيناه بسعادة لا مثيل لها .../ إيييييييييي ... يا بو الشباب قومْ شف .. شكَلنا وصَلنا ارتفع رأس صديقَه عن كتفه بسرعة .. بسبب قوة دفعَته ! وهو يقول بخوف ../ وش فيـه ؟؟ وش صار ..؟ ؟ فأبتسم الآخر ببلاهة وهو يشير للنافذَة ،../ شف .. هنا ! فركَ بقبضَته رقبتَه وهو يقول ../ حسبي الله على بليسكْ .. بغيت تخلع لي رقبتي .. ثم أظهَر صوت الدليل من أمام الباصْ وهو يقول : .../ الحمدلله على سلامتكم دقائق وستقف السيارة في الفندق المختار لكُمْ وبإمكانكم مزاولة أعمالكم بدأً من الغدْ .. أصوات زفير الارتياح صدَرت من الركاب هُنا وهناكْ فمخاطَر الطريق تركتهم يسهرون الليالي وهاهُم يصلون لوجهتهمْ .. لكَن لكُل شخصْ هُنا هدفْ مستقَلْ وبدأت حماسَة الوصول تبعث في أنفاسهمْ رجفَة من البردْ فالقادمْ مجهول مجهول تماماً .. بالنسبة لهُم ..× ، .../ أي أننا لا نستطيع أن نعيش ومعنا رجُل .. , الرجال همْ أعداءنا سبب فناء أرواحنا وأعز ممتلكاتنا , يجب أن نتكاتف من أجل أن نقضي عليهم أن نحتَل كُل مقاعدهمْ , يجب أن نعيش في عالمْ بلا رجال !! أعتلى تصفيق حار حينما أنهت إحدى الفتيات خطبتها .. لتنحني بطريقَة مسرحيّة أمامهنْ .. دفعَتها الطبيبة برفق لتقول بهمسْ لا يسمعه سوى هذه الفتاة / شُكرا ً، وياليت تركزين مع إلي بقوله لكِ اللحين .. عادت الأولى لمقعدها دون أن تبالي بما قالته ، لتمسك الطبيبَة الجديدة الميكرفون وتقول بقليل من الإرتباكْ / السلام عليكم .. أنا ميسون حامد ** طبيبَة نفسيَة جديدَة عندكم وجاية من المستشفى لكم هنا بسجون مكَة ، قالوا أنكم سجينات مختلفات تماماً عن غيركُنْ.. وبالفعَل شاهدتْ ذلك منذ قليل .. حماستكم وقوتكم أعجبتني كثيراً .. وأود أن أشكركن على ذلك لكَن لتسمح لي الأختْ ...! وأشارت ناحيَة تلك الفتاة التي تحدثت قبل قليل ، لتهمس ممن كٌن في المقاعد الأمامية / لجين .. فتابعتْ ع عجل / لتسمح لي الأخت " لجين " أن أعارضها في كُل ماقالته ؛ لأن الرجال هُم نصفنا الثاني ، وجزء كبير من مجتمعنا فأبونا وأخونا وأبنائنا بإذن الله كُلهم رجالْ ، فَـ ...! وقبل أن تكمَل ألتقطت عيناها ذلك الجسم القادم نحوها بقوة فأنحنت بسرعة لتتفاداه .. !! في الوقت الذي نطقت فيه صاحبته بـ / انقعلي إنتي وخشّتك ، قـآل أبونا وأخونا ... وحنّـآ وش حصّلنا منهم .. أصلاً كُلهم حـ**** و ماعندهم نخوة وإذا ماتت فيهم ماعاد نبي منهم شي عساهم بـ **** ! لتنهض أخرى حثّها ضميرها الميتْ ، لمتابعة ما بدأنه الأخريات ../ إيه وش نبي منهم .. تبّروا منّـآ لمآ احتجناهم ، وقبل لما كنّا عايشين معاهم وماطالعوا بوجيهنا .. أجل وش فايدتنا في ذي الحياة إذا بيصير كذا !! رفعَت ( ميسون ) صوتها لتسكَت ذلك الموج الهائل ، من الصراخ ../ يابنات ، ممكن هدوووووء .. يا بنات ! ثم صَرخَت بـ / بـــنـــآتْ قليل من الهدووء أعتلا المكان خاصَة مع دخول خمسة من حارسات الأمن الشديدات ! لتقول ميسون بقوة مع قليل من الطمأنينة ../ معكن حق في كُل إلي قلتوه ..بس لاتنسون إن هم سبب وجودكم و ... آآآآآآآآه أستدارت بسرعة وهي تلقي الميكرفون لصديقتها التي صرخت وهي تدفعها لخارج المكان .. وأمام سيل الأحذية المنهالة عليها دخلت الحارسات الخمسة سريعاً وقيّدن الفتيات ! في الوقت الذي تركت ميسون من معها " المصلى " أمام سيلْ من الشتائم الغاضبَة التي حولت القاعَة لشيء من التناقض فبعضهن يبدون مُصفِرات وكأنهن يشاهدن فلم رعُب على المنصَه ! والبعضْ الأخر يتابع ما يحدثْ وكأنه يشاهد فلم وثائقي ، بينما أنحنت روؤس بعضهن نحو الحائط وأخذهم النوم إلي فضاءه ..!! فلا دخَل لهم بكُل ما يحدثْ الآنْ .. فسبحان من رزقَهم النوم ،في عُمق الضوضاء ..× ، على مسافةْ ليست بالبعيدة وبالقرب من حائط منحني آيل للسقوط وقفت سيارة فارهَة من أحدث طراز .. ليترجل منها رجَل جميل الثياب حسَن المظهر ، حمَل مجموعَة أكياس ، وسارْ بالظلامْ وحدَه نحو أضوآء قليلة ! لقريَة غارقة جزئياً في الظلامْ , مشَى وهو يحثّ الخطَى بسَرعة .. وباعتياده ، يعلم ان الناسْ هُنا يأوون إلى منازلهم مُبكَراً ! خاصَة مع روائح تلك الأسطورة التي يداولونها أن وحشاً ما يسكُن كهف في أعلى الجبلْ وأنه يخَرج كُل يوم بعد منتصفْ الليل ليهجم على المنازل الخالية من الرجال ..!! اعتلت شفتيه ابتسامة حمقاء ، وهو يصوب عينيه نحو المنزل الذي أتى من أجلها ،، طرق باب من الحديد الصدئ .. عدت طرقات ثم صَرخْ قبل أن يدخُل : .. / السلام عليكم ! فتجوب عيناه داخلْ الفناء ذو الثلاث حجرات ، اشتعلت إحداها بضوء فانوس زيتي خافت ، ثم رأى انعكاس شبحْ يقترب نحو باب الحجرة ليفتحها ! تسللت من داخل الحجرة عجوز وهي تغطي وجهها بنقاب رثْ مُحّي لونَه ، تلمَستْ الحائطْ بيدها وهي تقول بهدوء ../ وعليكم السَلامْ ، وش فيك اليوم تأخرت ..! لم يقترب أكثر رغمْ أنه يعلم أنها عمياء ولم ترى ذلك الاختلاج الجميل الذي سيطَر على وجهه لثوان ، ثم قال بصوت حنون ../ اليوم الجو بالطريق مغبّر ، وموقفين السير . ثم حرك قدميه بالأرضْ قاصداً إصدار صوتْ لتبتعَدْ .. فابتعدت وهي تهبطْ عتبت الباب ، ليضَع بالقرب من الباب كيسين ولفّة مناديل ! وهو يقول بحزم ../ يمّه هاذي معونَتك من الضمآنْ وهذي الأرزاق ، وصلتها لكْ .. خذيها تراها بقرب الباب . لتقول هي بصوت متحشرج حزين ../ الله يعطيك العافيَة ، عسى الله يديم رزقك ، ويوسعْ خيركْ ، ويرزقك باللي تستاهلكْ . تألم حين سمعْ الدعوة الأخيرة ، وظهَر ذلك بجلاء على ملامحه ..! ليمحيها في ثوان وهو يقول بصوت أعلى ليقطَع عليها سيل أدعيتها الممتنَة : ../ يمَه أنا باكَر بمَر على باقي سُكان القرية وبوصَل لكل وآحد حقَه وصلت لك أول لأني بغيت أسلّم عليك وأقولك إن الوالدة تسَلم عليكْ .. اهتزت يدها خلف الباب وهي تمسح دموعها من عينيها وبصوت لم يغير البكاء نبرته ../ الله يسلمْ راسها ويعافيها .. مدري أنا بدونكم وشلون بعيشْ .. !! فقاطعها بقوة ../ بالخير يا يمّه بالخير .. أنا أستأذنْ .. و توصين على شيء . فهتفت بحنان أم ../ سلامتك يمّه ، وشوي شوي .وصَل للخارج في خطوتين ، وقال بصرامَة / قفّلي بابك زين .. وأنا بقفّل هالباب بالمفتاح إلي عنديْ لم يسمع إجابتها عندما فعَل ما فعل ، ربما لم يكُن يهمه ذلك الأمر كثيراً ! تحَرك بهدوء مرة آخرى بين المنازل وهو يخرج هاتفه النقال من خارج جيبه ليجد 6 مكالمات واردة من " مشكلجي " ! أتصَل به وما إن أجاب حتى ../ وينك يالمقرود أتصل عليك من الصبح ما ترد ؟ ليجيب بإبتسامة مائلة ../ الله عليك .. يلي من الصبَحْ . فهمهم الأخر ../ آآآخ يالمزاج ، وينكْ بس ..؟ تحركت عيناه للخلف وهو ينظَر لموقع الكهف و .. الذي لا يراه مع هذه الظلمة الشديد ../ هه أشوف كهف الوحشْ ..! فصَرخ بـه / كذّاااب .. مكانك ، اللحين باجيكْ . لمَحْ سيارته وهو يقترب منها أكثر ../ وين تجيني ؟ اللحين الوقت متأخر .. خلّها بيوم ثاني .. ليتمتم الآخر بسخْطْ ../ صقر ، موب كأنك .. صاير تتهربْ مني هالأيامْ ، ترا حالك موب عاجبني أبدْ ..! فيقاطعه بهدوء ../ أقول اسكت .. لا تسوي لي ندى الثانية .. موب وقتك ترا.. ليتنهَدْ الأول بحُب ../ فديت طاريها .. أنا ! .../ مع السلامة دقائق حتى استوى فيها جسده الضخم داخل السيارة بهدوء ألقى بهاتفه نحو المقعد المجاور بإهمال أخرج فيها سيجارته البيضاء الطويلة برشاقَة من خارج عُلبتها الذهبيّة و وعيناه تتأمل تلك القرية النائية بهدوء نصفها المُضاءْ ونصفها الغارق في الظَلمَة تخلب الألباب نهاراً لجمالها , الحدائق الوارفَة الظلال في دآخل تلك الزوايا الأثريَة .. بديعَة .. بل فائقة الجمال ! أما بالمساء فإن كُل شيء يغرق في الظُلمَة .. لتتحول القرية كقطعة من الظلامْ ، .. . . هدفَه من القدووم إلى هُنا مازال قائماً وإلا فما حاجَة رجُل مثَله في سيدَة عجوز باليَة ستموت قريباً ..؟ التفت بهدوء حين أومضَت السيارة بنور شاشة هاتف النقّـآل ليرفعه نحوه بهدوء وهو يجيب بآلية .. / نعَمْ فردت بصوت مترع بالدلع واللهفة ../ حبيبي .. وينك أنت ؟ قلبي مات من الخوف عليكْ ..! تنهَد قليلاً ليجيب ببقايا حزمْ ../ خرجت أسوي شغْل مهم .. ما يتأجل .. خيَر متصَلة تبين شيء ..؟ فأجابته بصوت حزين يآس ../ ليش تقول كذآ .. والله كنت قلقانَة عليك .. ما قدَرت أنام .. إلا لما أسمع صوتكْ .. ظهر شبح ابتسامة على محياه ../ اللحين راجع البيت .. تصبحين على خير وأغلق الهاتف مجدداً ، ربما يعلم ... × ، ../ هههههههههههه والله إن شكَلك كان شي وإنتي تقولين ..~ مقلدَة صوتها ~ " أنا جاية من المستشفى خصيصاً لكُنْ "..خخخخ ثم ماغير ذاك الصندلْ إلي يصفقكْ .. جلسَت ميسون في المقعدْ المقابل أمام مكتبة المديرة وهي تجيب بذآت الروح المرحة ../ بعينْك ماصفقني .. والله تفاديتَه ! ف إستطردت الأخرى بجذل وحماس ../ إيه ماشاء الله .. والدليل يدّك إلي من يوم خرجنا وإنتي تفحكين فيها صايرة حمَرآ .. لتومئ الأخرى بهدوء وهي تجيب ../ هذي زرقاء اليمامة صوبت صَندلها على بطَني ... بغت تجيب خبري .. فعقدتْ الأخرى حاجبيها وهي تنظَر لبطن صديقتها المنتفخَ قليلة وبشيء من المرح ../ والله لو درى رجلك ، بس .. كان طّلقَكْ ../ أتخيّل نفسي يا مزنة وأنا رايحَة أقول له على إللي صار.. والله لا يعَزّلني عن وظيفتي وينسيني وش كنت أشتغَلْ خخخخ ، ...../ أهلاً وسهلاً .... آآآ السلام عليكم .. هبّت الطبيبتان بسَرعَة في الوقتْ الذي صافحتهما فيه مديرة السجْنْ وهي ترحَب ببشاشة معتذَرة ../ حياكم الله .. سُعدنا والله بقدومكنْ .. وأعذروني بشَدة على ما حصَل .. فهذي هي تصّرفات البنات هنـآ .. وإنتم إلي طلبتوا إن الجلسَة تكون حواريّة .. وهذا إلي نتجْ عنها .. أكرر أعتذاري لكِِ أخت مزنة و أخت ميسون .. ثم أرخت ببصرها نحو بطَن الأخيرة ../ أتمنى ما يكون جاكِ شيء .. فابتسمت ميسون وهي تومئ بالنفي ../ لا أبداً ما جاني شيء .. جتْ سليمَة .. أنا كُنت متوقعَة الحقيقة ردت فعِل عنيفَة .. لكَن موب مثَل ماصار .. يعني كان جزء من البنات حافيات وجزء منهن لابسين صنَادل .. ليش هل هذا إجراء إداري تسوونه ؟ ..../ لا كُل بنت هنا نعطيها وآحد مثَل هالصنَادل, ويرجع حسب البنت , في الغالب يكون إللي مب لابسته ، يلتمسون البرودَة من البلاطْ بعد الجلدْ إلي يصير ؛لأن بلاطنا هنا بارد بسبب التكييف .. هذا إلي نسمَعه منهم لكَن ما أظنْ إنه صحيح ! ثم قطَعت إسترسالها وهي تقول ../ أعذروني ما أدري تشربون شيء ولا حاجَة فأجابت مزنَة بالنفي ..وهي تهَم بالوقوف ../ لا شُكَراً .. بوقت ثاني إن شاء الله أمسكت ميسون بـ عبائتها وهي تقول ../ بإذن الله لنا زيارة ثانية مع طاقم متكامل .. وجيتنا هنا مجَرد إستطلاعْ .. شيّعتَهم المدُيرة بلباقَة نحو الباب خروج جانبي في الوقت الذي قالت فيه ميسون بجدية ../ أتمنَى أقابل في المرة الجاية المرشَدة الإجتماعيَة .. إللي تشتغِل هنا .. فأومأت المديرة بلطافَة ../ بإذن الله بتلاقونها .. ثم أغُلق الباب بإحكام ومصَدراً صريراً قوياً بدأت مع دوّيَه حكايَة ...× ، جلَسَت تتأمل شاشَة حاسوبها بملل من ثمْ رفَعَت رأسها لتلقط عينيها عقارب الساعَة التي تشير للـعاشرة والنصف نهضَت لتأخذْ جلبابها العريضْ لفّت رأسها به ثم حمَلت نقابها لترتديه بعشوائيَة وتهبَط درجات سُلّم ذلك المنزل الرخاميّ الفخَمْ تناهى لمسامعها أصوات ضحكات ذكوريَة عاليَة في البهو ..! فلم تُعَر ذلك أدنى إهتمام وإنما كانت وجهتها نحو مطَبخ المنزْل رغُم أن الخدُم هنا في كُل مكان تقريباً إلا أنها لم تَكُن تفضّل أي شيء من صُنعَهن ، سنينها الأربعة التي قضَتها في الغربَة كانت كفيلَة بتعليمها ذلكْ بعد دقائق من الوقوف في المطبخْ خرجت من باب صغير يقبَع في زاويتَه نحو الحديقَة الخلفيَة .. أتخذت أكثر الزوايا ظُلمَة لتجلس فيها أزاحت نقابها عن وجهها لم تُكُن عينيها تتأمل أي شيء من جمال الحديقَة خلفها بل كانت تلتقطْ بضع رسومات غريبَة على جدار السور أمامهاملامحها هادئَة تماماً .., لا تخلو من الصرامَة جميع من في داخل المنزل يتجنبها ربما لا يريدون أن يلتقطوا الحُزن في وجهها فقد فقدت أمها وأبيها .. ومن ثمْ توأمها بقيتْ كطرف من لُعَبة قد سقط وسط الزحامْ لتفَسدْ اللعَبة كُلها ْ تبَلى تماماً .. فلا يُمكَن حتى رتق فجوتها تناهى لسمعها حفيف أقدام ع العُشبْ فرفعَت نقابها بحركة سريعَة ليقاطعها صوت قائل ../ لاآآآ .. هذا أنا .. التفتت لعمّتها بهدوء ../ أهلاً عمّـه .. لتجلس الأخرى بجوارها بنفس الطريقَة وهي تبتسم ../ كُنت عارفة إني بلاقيك هناْ .. وبعدين رجاءاً يا أسيل بلاش عمّة .. تراك أكبر منّي ب 3 أيام .. لو نسيتي .. منحتها الاولى ابتسامة جانبيّة صمتت وعاد الهدوء .. هدوء معركَة لأسيل ، معركَة كشف حقائق وإستدراج بشَر ..× * أستغفر الله * للبشَر قسَوة لو لمسَت الحجارة لهشّمتها ولأنفاس القذرة في دواخَلهم رحيق نَتنْ قادَر على سَحق وردَة , في ريعانْ نمّوها ثم ليس بعد الصمَت سوى الانفجار وبعد ذلكْ أسألوا الثكَالى عن مخلفاتِ الحربْ ..! مشاكي لله يوم الأوجاع جتني ورجأي عسى أذوق طعم السعادة سايرت أنا آيامي وماسايرتني يومي مثل أمسي ................[ مجرد إعادة ] اللذة الثانية حملت طفلتها بين ذراعيها برفق وحب وناولتها زوجها الذي ضمّها إليه وجسدها ذا الثلاث أشهر يسترخي بين ذراعي والدها الذي قال بسرعة ../ اللحيين خلّصتي براء ومعاذ ولا باقي .. ؟ رفعت قطعة صغيرة ألقتها على طفلتها وبهدوء أجابت ../ خلاص جاهزين وينتظرونك .. بالصالون فأومئ لها وأستدار مسرعاً كُل مايقوم به يبدو مريباً لها ما الذي يفعله لحقت به وهي تكُمل توسلاتها .../ حبيبي إنت رايح زوآج صديقك العزيز وبتأخذ معك براء ومعاذ .. ماختلفنا .. طيب خّلي جنى عندي يمكن تحتاج شيء تبغى شيء .. مابينفعها غيري خرج الصغيرين أمامه من باب الشقة في حين ألتفت هو ../ لا تخافين عليها أمي فـ .. ثم بتر جملته بسرعة أكبر وقال ../ شّوي شوفي ع الساعة عشر برجع مانيب مطّول .. ثم صمت لدقيقة أو تزيد صمته أوجعها أصاب شكوكها فثّبتها في قلبها ورأسها ثم عاد ليمكل ما بدأه ../ إنتي بس روّقي ... وخَرجْ أمسكت بكّفها طويلة موضع قلبها خفقانه يزيد بإبتعاد همهماتهم شيء بدأ كشوكة تُغرس في حلقها أزدردت ريقها بصعوبة وهي تهمسْ ../ يارب إنك تحفظهم ..... الله يستر بس , جلس بهيبته التي صنعت في المكان حوله هالة من القسوة لاشيء من يدعو الإبتسامة أو حتى للأفكار الجيدة هنا نوع خاصْ جداً من الكآبة أستوطن المكان منذ زمن طويل فرسمت على وجهه سيّدها ملامح وكأنها قُدّت من صخر صوت ينتمي للعالم الخارج أخترق المكان ليصَدر صوت من " صقر " بدآ لوهلة كالزمجرة ../ أدخلي .. ليقتحم المكان عجوز محدودب الظهر تتقّدم خطواته عصى طويل كتلك التي تستخدم لرعيّ الأغنام لم يكن يتناسب مظهره مع أي شيء في المكان ما عدا تعبير آخر |
رسم على وجهه ليبدو نسخة طبق الأصل لـ للقابع خلف مكتبه ../ صقَر رفع الأخير عينيه عن الأوراق أمامه ليبدو تعبير الدهشَة لوهلة ثم يختفي وهي ينهض ويشير للقادم ../ حيّاك يبه .. تفضّل .. تفضّل جلس والده بهدوء على كرسي وثير وعيناه تلتهم وجه ابنه ببطء ../ كنت منتظر من ..؟ الـ فقاطعه بسرعة وهو يقول ../ سونا يا أبوي .. طالب منها عصير من شّوي ولا جات فحّرك رأسه بإستيعاب ثم عقد حاجبيه ليسأل مرة أخرى ../ وين كنت فيه .. أمس ؟ تعّلقت عينا صقر فيه بصدمة وآضحَة لم يخفيها أبداً فطوآل سنة أو يزيد لم يكُن يعرف أحد هنا أين يذهب مساءاً دائماً عينا وآلده المتفّرسه في ملامحه وكأنها تبحثْ عن أي محاولة كذب قد يتفّوه بها ليتمتم بصَدق مُبّطن مايقول ../ كان عندي شَغَل .. وأروح أكرف على أمانات ناس .. في ذمتي ! حّرك الوآلد رأسه بوقار وعيناه معلقة بإصرار ليقتحم أي إيماءة خاطَئة أو إختلاجة شاردة يُنبّأه بما يفعَله إبنَه في الخفاء يعَلم إلى أي مدى قد يصَل برعونته أحمق متوحش في نظره ينقصَه الكثير لكي يتعلم ومفتاح الحكمة ضائع , قفزّت على السرير بنشاط جم لم تعهده من قبل وهي تقول لأحدى الفتيات ../ ما أصدق ما أصدق... وأخيــراً صبّوي بتنقلع وبآخذ سريرها ! وأخيراً ، لترد أخرى ببطء ../ أقول انثبري مكانك لا تجي وتشوفكْ طايرة كذآ تقوم تبكي علينا وش بيسكتها بعدين .. أجلسي بس .. وبقفزّة أخيرة قويّة ارتفعت بها ثم سقطت مجدداً بشكل مائل ليصطدم أصبعها بحافة السرير الحديدة فتصَرخ بألم .../ وجــآآآآآآآآآآآآآع .. أي أي أي فتكمَل الأخرى بذآت الإبتسامة الحمقاء ../ دوآآآك .. هذي حق نيتك الشينة ../ بعدوو عني .. دخَلت فتاة طويلة القامة نحيلة تحمل في يدها قماش أبيض مبلل بالكامل وأخت تجري نحو الحائط في نهاية الغرفة ثم بدأت تمسح بهمّه كبيرة لتقول إحدى الفتاتان بملل ../ وجت المجنونة .. ياحبيبي هذا اللي كان ناقصنا ، أقوول .. يـآ هوووو .. إنتي وش أسمها هاذي ..؟ يا حجّية ، يا رجّة .. هييييي أكلّمك أنا ! توقفت عن المسح و التفتت ببطء وهي تقول ../ وش قلتي ، رجة .. أنا إسمي رجسة .. مو رجة ؟! ثم أنطلقت بقوة نحوها وبدأت بمسح شعرها وملابسها بينما صَرخت الأولى بقوة ../ وخري عننننني .. بتقتلللللللللني .. وجععععععع ألحقووووني .. نور يا خايسة تحّركي .. وخرررررري عنييييي .. الله يقرفك يالمجنونة .. وععع أبتعدت رجسة عنها وهي تتحسس قطعتها ثم أومأت بـ / وي شكلها نشفت .. بروح أبللها وأجي ...أصبري عليا وخرجت مسرعة ليصطدم كتفها بـ كتف فتاة أخرى دخَلت عليهم تأملت عيناها تلك الخارجة ثم همست بـ .../ الحمدلله الذي عافنا مما أبتلاها به وفضّلنا على كثير من عباده ثم ألتفتت لإحدى الفتاتين وبهدوء ../ خير نوير ..وش فيكْ تصارخين ؟ مررت الأولى أصابعها بقوة على شعرها ../ وجع .. المجنونة هاذي .. جاية تسوي مسلسل مجانين على رآسي بهذلتن حسبيّ الله عليها إن كآنها كذآبة .. لا وبتروح تغسللها وترجع تكمّل .. خبلة وحدة .. وسّخت شعري .. آفف اللحين لازم أغسَله لتهتف الأخرى .. ../ لا ياشيخَة إللي يسمعك يقول مقطّعة بعضك من الترويش .. الله يقرفك مدري كم لك ما تحممتِ .. ؟ ../ لا بس شعري نظيف مو بعد اللحين .. ذي ممسحة الجدار ومنظفه خرقتها فيني .. وبعديـن من نظافة شـ .... ليقطع مواصلتها تحرك باب الزنزانة وإنغلاقه لتتابع بجذل ../ أففف .. الحمدلله قفّلو الباب ولا كان جتني ذيك المهبولة .. لتقاطعها الأخرى |
../ أقول صبوي .. وين كنتي من شّوي ..؟ جلست بجوارها على السرير وعيناها مركزة على الرخام الأبيض المرقع بالأسود وبصوت متخم بالأسى ../ وين يعني .. عند المشرفة .. قفزت نوير لتجلس على البلاط أمامها بفضول سألت ../ أي وحدة فيهم ..! حركت صبا كتفيها وبصوت يغمره الشرود .../ وحدة جديدة .. ما أعرفها .. أمم ماشفتها قبل لتومئ نور بتعقَل ../ يعني جايبين متدربة .. وكيف يعني .. وش قالت لك ؟ أستفدتي من كلامها ثم استطردت بإستفهام ../ همْ وش يبون من البنات الخارجات .. ليش يسون لهم علاج انفرادي ما تكفيهم هالمحاضرات .. أعتصرت نوير كفها بقوة وهي تصرخ بعفوية ../ هم أصلاً خايفين يسونها مع كُل البنات عشان ما ينضربون .. لكن لمّ يستفردون بالخارجين .. يكونون ضعاف وتفكيرهم مهزوز .. فمايقدرون يأذونهم تُقاطع كلامها بصوت عميق وعينها تشرد نحو نقطه بعيدة ... بعيدة في عُمق موغَل في الصغَر نحو نقطة سودآء لم ترها من قبل أبصرتها الآن بصوت شاحب ../ لا بس هالمرة غير .. مدري أرتحت لها ولكلامها .. حسيتها عقلانية من إلي قبلها شهقَت نور بقّوه في القت الذي صرخت فيه نوير كعادتها ../ لاآآآآآآ شكلهم معطينك أبرة .. إنتي من دخلتي علينا وجهك ما عجبني أبد أبد .. فتتابع نور ما بدأته صديقتها ../ إيه قولي إنها أقنعتك بالخراط إلي يقولونه .. قووولي نظرت صبا نحو نور بقوة وبحدة قالت ../ مو شرط كل كلامها أقنعني .. بس على الأقل حسيت إن فعيونها صدق .. وبعدين خلوكم من هذا كَله .. شفت هديل ..!!! توسعَت عينا نور ونوير ولتصرخان معاً .../ أحــــلفـــي ...!!! ابتسَمت بتعب وهي تجيب ../ والله .. وقلت لها إنكم تسلمون عليها ... وإنها وحشتكم .. وقالت إنها بتجي لنا قبل ما تروح ..! ضّمت نور يديها بقوة إلى صدرها وهي تهتف بسعادة وحالمية .../ والله .. وأخيراً بشوف هالسيدة العظيمة .. فخر الأمم و نبيلة الحضارات ../ بس بس بس .. ماقالت لكْ متى هي بتروح ..؟ أغمضت صبا جفنيها بثقَل وهي تقول ../ ما أدري .. أظُن قالت يوم الأربعاء وبصوت مكتوم ../ مدري نسيت .. أغمضت عينيها لتبتعد قليلاً ليس للنوم بل لتعيد ما سُرد على مسامعها اليوم تكاد تقول أنها أقتنعت رغم قناعتها بالنفي يريدون تأهيلها لتخرج لعالم الرجال مجدداً صوت هديل الهادئ وهو يقول لها ( تراها فادتني .. أهم شيء ليني راسك لهم ) ( تراها فادتني .. أهم شيء ليني راسك لهم ) ( تراها فادتني .. أهم شيء ليني راسك لهم ) ( تراها فادتني .. أهم شيء ليني راسك لهم ) ليتني أستطيع يا هديل ليتني أنتي ... ! , أبيضَت قبضَتها وهي تعتصر هاتفها المحمول و وشفتاها ترتجفان بغضَب وصوتها يخرج من داخلها هامس كفحيح أفعى لُمِسَت بيوضها ../ وش تقولون أنتم .. ليش هي الدنيا سبهللة عندكم .. مو المفروض مخبّريني من شهر عشان نستعد لإستقبالها .. تجون تقولون لنا اللحين يوم ما بقى غير أسبوع ... ماعندكم قوآنين ولا جهات عليا مسؤولة عنكم .. ليجيبها الطرف الأخر بصبر .../ إلا يـآ أخت ريم فيه وزارة مسؤولة عنّا .. بس حنا ماقصرنا أتصَلنا بكُل الأرقام إلي عندنا ورقم هذا الموبايل بالقوة لقيناه وغيره محد رد علينا أومأت بقوة ويداها تضَرب الحائط أمامها وبقهر ../ زين زين ... صدقَتكم .. واللحين أعطينا كُل المعلومات عنها بسَرعة أمسكت يداها بقلم وقلبت عُلبت المحارم الورقية أمامها وبدأت تكتب بسرعة كُل مايسرد على مسامعها شيء من الذهول أعتلى ملامحها وبدأ خطها يكبر ويداها تثقُل ثم قاطعت محدّثتها بإضطَراب ..../ متأكدين إن هاذي هديل لأن الحقيقة بدت مختلفة مختلفة تماماً عمّا يقال يبدو أن تاريخ العائلة سيوشك على الفناء وأن القادم محفوف بالخطر ويالا شدة الظلام , أفاقت من نومها على إزعاج مُعتادْ وبألم مسّدت على بطنها وهي تهمس .../ أصبحنا وأصبح الملك لله .. وش تسّوي بين الدواليب ؟ .../ صباح الخير .. حبيبتي وين البنطلون الأسود ؟ ألقت برأسها على الوسادة بإعياء فلم يَكون قد مضى على نومها سوى ساعة و نص فقط ../ في الدولاب الثاني أول رف ... أيي أستدارت بجسدها نحو شقّها الأيمن في الوقت الذي شعرت به يجلس خلفها أقترب منها وهو يسأل بقلق .../ ميسون .. وش يوجعكْ ...؟ أرتفعت عيناها نحو وجهه وحينما لمحت قلقه سارعت بالإعتدال وأجابته بتعب .../ لا مافي شيء .. ماغير ذيك الضربة إلـ,,, علقت كلاماتها بحلقها عندما أدركت فدآحة ما بدأت تبوح به ليقول هو بتعجب .../ وش إلي ضربك ...؟ صاير شيء .. وأنا مدري ..؟ أنغرس لسانها في حلقها وبدأ عقلها يعمل بسرعة خرافية ليستخرج أي كذبة قد يحتملها الموقف ثم قالت بعد ثواني .../ هذا عيال أخوك عبودي رمى لعبته على بطني أمسك ببطنها وهو يقاطعها بخوف ../ عسى ما تعّورتي ../ عوآر خفيف .. لا تخاف ../ متأكدة ../ والله .. والله لاتخاف لو مّرة يعور بقولك تآخذني المستشفى بس حتّى أظن موب منها لأنها ماكاانت قّوية .. اللحين بقوم أكَلم عمتي ..وبشوف رآيها ../ إيه أحسن .. بس موب اللحين اللحين نامي شوفي عيونك كيف صايرة أستلقت مجدداً بسرعة وكانها كانت تنتظر كلمته منذ البداية ولتهرب بكذبتها بعيداً لكَن سؤاله كان أقرب ../ ماقُلتي لي وش سويتي بجلستك الإولى .. أجابته بصوت نائم ومكتوم .../ جّربت مع وحدة .. كإختبار وقالوا لي إني نجحت وإني بمسك حالتها وبكرة بتوصلني اوراقها ....... وبندراللحين بنام ، لمّ أقوم بسولف لك . وغرقت في نومها من جديد بعد إعياء يومٍ كامل وصور تلك الفتاة مطبوعة في ذهنها وبدأت بلطف تداعب أحلامها لم تَكُن تعلمْ أي فتاة أختارت وأي ألمْ ذلك القادم لها , هبطت درجات السلم برزانة . واتجهت نحو وجهتها المعتادة المطبخ وضعت طبقها وطفقت بتنظيفه وما إن أنهته حتى جاء صوته من خلفها .../ السلام عليكم ... كيف حالك هديل ...؟ ألتفتت بجزع نحو الواقف بالقرب من الثلاجة ../ بسم الله ... ثم أستدارت لتُنهي تجفيف الصحون ../ وعليكم السلام ... أنا أسيل لو سمحت أومئ لها بهدوء وهو يقترب منها .../ إيه .. أسيل .. ماشاء الله كبرتي والله لم تَكُن تخشَى وجوده لكَن الاشمئزاز المرسوم على وجهها والذي أخفاه نقابها وجود الخادمات حولها جعل صوتها يخرج طبيعياً .../ إذا عندك شي .. ودك تقوله قوله .. بدون لف ودوران .. وترا أنا مشغولة أغلقَت كُل الطُرق المؤديّة إليها وعيناها ملتصقتان بالأطباق أمامها تشعر بنظراته تلتهم ظهرها رجفة غريبة سرت في جسدها صمته هذا أخافها تركت مافي يديها واستدارت خارجة قبلْ أن يفضَح أمرها وتماماً كما شعرت .../ أسيـــــل ...ترا هديل ما ماتت وهنا أسقط في يديها التمعت عيناها وهي ترمق عيناه لأول مرة مباشرة وتركتها جملته في حلقة من الخواء ورغبة عارمة بالصراخ قادتها نحوه أخذت تقترب وعيناها تلتمعان بجنون - كّذآآآآآآآآآآآآب .. أصلاً كُلكـم كّذابيـــن .. أختي ميّتَة .. تفهَم وش يعني ميّته .. ولا تجيب سيرتها الطاهر على لسانك يـآ حقير صراخها المجنون أخرسه وعيناها الغاضبتان زرعت ألماً مفاجئاً في قلبه تحركن الخادمات فأبعدوها عنه فقد بدأت دور حولها بجنون وكأنها تبحثْ عن خيط ما دليل يثبت أن أختها بين الرمال تذود ومن ثم لا شيء يذكَر بألم قيدت لـ غرفتها نحو مكمنَها وخط دفاعها الأول والأخير ليتركونها هناكْ تدعو للرحيل , بدأ عمله بنشاط جمّ فالليلة السابقة قضَى معظمها في النوم خمس أيام مضَت منذ وصولهم إلى هنا وأعدآد هائلة من المرضى وصَلت اليوم إلى هنا التفجيرات بدأت تأكل أرجـآء المدينة ولم يرى حسام منذ تلك الليلة قلق عميق دبَّ في أعماقه نحو صديقه ليقاطعه صوت طبيب آخر من نفس رحلته .../ أوووووووووه دكتور فيصل ... سّلما على بعضهما بينما أحتضَن الطبيب الأخر كف فيصَل بحرارة وهو يقول بعتاب ../ ليش ماتزورنا في المخيم المجاور ... ؟ ولا نسيتنا ..؟ .../ لا مانسيتكم أبدْ ... بس شوفتك المكان فيه مرضى أنا مشرف عليهم ما أقدر أخليهم وأروح .. ولا ودي أجيكم .../ يالله الجايات أكثر ../ إلا بسألك .. مين من البعثة معكم ..؟ .../ معنا رامي ومحمود مصطفى و حسام وممرضتين وبس .. ليش ؟ ربّت فيصل على كتفه وهو يقول براحة ../ إيه طمّنتني الله يجزيك الجنة بس كُنت قلقان على حسام ماشفته من جينا لهنا .. يالا منتظرين زيارتك لنا .. الله يحفظكْ ../ درب السلامة وأفترقـآ هكذا منذ وصولهم إلى هُنا لا يضمن أي منهم أن يلقى الآخر حياً فكُل الصور هنا هي نظرات أخيرة ربما تحمل الحياة أو الموت , حول الألم حياتهم لنسيج وآهي كبيت العنكبوت بلمسة من قسوتنا يموت بعض الفرح ياصاحبي باطنه هم ؛ وبعض الهموم أفراح لو هي حزينة اللذة الثالثة |
في غرفتها الخاصة وفي بقعة منزوية عن باقي الغُرف شاءت هي أن تكون هناكْ وفي وسط ظلمَة اختيارية أحاطَت بها دموعها ، هِي متنفسها الوحِـيد ! لم تكُن تمارس الصراخ قبلاً حتى في بكائها .. وكتجَربة أولى دكّت أركان قلبها ومع من ..؟ مع شخَص أقرب مايكون للنسيان ، فلمْ تكُن من الذين يحمّلون ذاكرتهم عناء حفظ الوجوه / الأسماء . أصوات نقَر على الباب تلاه دخولٌ مباشِـر ، لا أحد يجرؤ على قطع خلوتها عداها . جاء صوتها ، .../ ليش جالسَة بالظلام ..؟ لم تجبها وإنما اعتدلت في جلستها جمّدت كل ما يحيط بها وتركتها تقترب منها وتلمس كتفيَها وهي تهمس بـ ../ حبيبتي أسيـل .. وش فيك .. ؟ ليش هالدموع ؟ وبصوت ضعيف ../ ولا شيء .. ! ابتسامة كئيبة تسللت لـ وجه العمّة ../ موب عليّ .. ؟ شكلك مضايقه .؟ قولي أحد تعّرض لك أو أذاك .. ! مسحَت بقّوة دموعها وهي تجيب ببرود ../ قلت لك ما في شيء .. ! بس تذكَرت أهلي وصَحت أغمضت الأخرى عينيها بأسى أتت على ذكَر ما جاءت للبوح به لا تعلم هل تخبرها بالطامَة أم تعود أدراجها وتتركها شيء ما في داخلها حثّها على المتابعَة وآخر بدآ أقوى فحذرها .. لكَن شفتاها كانت صاحب القرار ../ أسيل .. اليوم أنا جايَة أقول لك كلام لازم تستوعبينه زين .. وإلي أقوله حقيقة لازم تصَدقيها وتتقبليها بأي وجه كان .. اتفقنا كلماتها كانت بمثابة المحفّز للأخرى والتي بدت وكأنها تنتظَرها لتقول شيء ما بعينه علقّت عينيها بشفتّي عمّتها فحين تابعَت الأخيرة حين لاحظَت اهتمامها ../ أختك .. هديل .. جايّة بعد بكَرة اهتزت شفتيها بألم رغبَة عارمة في البكاء اجتاحتها شيء ما أخترق جسَدها بعنف كطيف لا يُرى تلاشى جمود ملامحها و أنفرجت شفتيها بينما غاصْ قلبها داخلها تابعت عمتها الحديث بينما بدت هي كالبلهاء قبضَة باردة إعتصَرت حرارة فؤادها تماماً حينما تتوقع أن توأم قلبك قد رحل للأبد رحَل دون أن تودعَه أو تغمَره بتراب مسكَنه أو تقبّله على جبينَه ، لِلوداع . ليأتي أحدهم ويقول لكْ بكُل بساطَة إنّه قادم وسيعود لكَ قريباً .! * سُحب من الدخان الأبيض تنطلق من طرفٍ ملتهب لسيجارة متآكلة حتى المنتصَف أصابعه الغليظَة تلقيها من النافذة بفظاظة بينما هوت اليد الأخرى على رقبة شخص ما بجوآره ../ بتتكلم ولا كيـف ..؟ تأوه ذاك الجسَد الضعيف بقّوة وهو يجيب بحسَرة ../ يا أخي قلت لكْ مالنا شغُل بذآك الرجّل .. والله لو أعرفه بقول لكْ .. ما أدري عن وجهه ماقد جا لنـآ ولا طلب أي شيء منّآ اشتدت قبَضته اليمنَى على رقبتَه بقّوة وتلتها آهه موجعَة جحظَت على أثرها عينا الأخير ../ إذاً .. علمْ يوصَلك ويتعدآك .. قول لجماعتكْ المريضَة مثَلك .. إن سمعت ولا دريت إنكم مّريتوا مجرد مرور من هالقريَة ..لا تمّسون بالسجَن مشلولين على يدّيني هاذي .. تفهَم ولا لا ؟ أومئ الأول بصعوبَة بالغَة ليفلته صقَر بقوة يرتطم معاها رأسه بالنافذة ويداه تبحثَان بلهفة عن المقبض الباب وينطلق خارجاً يجّري بسرعة ويختفي جسَده في ظلام المزارع هناكْ كالكلب المسعور تماماً عينا صقر راقبته بحذَر ويده الأخرى تعبث بهاتفه لينطلق صوته الغليظ ../ وينك فيه ...؟ ../ توني نازل من الجبَل .. يا خوك ما لقيت أحد هناك ../ خلاص لا تتعب نفسك .. أظن مسكَت طرف الخيط .../ ليـه .. وش صار ؟ لا يكون مسكت أحد بدون علمي ../ إيه وتفاهمت معه بطريقتي .. ../ من هّو ؟ ../ خلّها بعديـن .. ../ إيه .. بعدين بعدين وش ورانا حنّا.. تاركين زواج وافي و جايين نراكض ورا بسم الله الرحمن الرحيم .. أقول تعال بس أنا واقف ع الطريق العام تعال لا تأخرنا يزعل علينا بعدها .. ../ جـآي .. وأغلق الخط تأكد الآن أن أحدهم يعبثْ بقلوبهم أمسكْ بالأحمق هذا منذ قليل وسينتظَر مفعول تهديداته أن ينفذ وسيعود لذلك الكهف مجدداً وسيتأكد مّرة أخرى وبنفسَه هذا المرة * دخَلت وهي تدفع أمامها طفل في السادسة وبيدها الأخرى تمسك بطفل آخر في الرابعة يبكي الأخير بصمت موجع تكّلمت بقوة قاطعة صوت شهقاته وهي تمشي خلف وآلدتها .../ يمّه شوفي لكْ صَرفة في ولدك وعياله .. يعني أنا رايحة هالزوآجه غصَب عنّي .. ثم يجيب هالبزرآن معنا عناد في دعااء .. لاآآ أنا أشوف هالوضَع ما يحتمَل لمْ يكَن صوته المتذّمر أمراً مستغرباً فرغم كُل بهرجة العُرس التي كانت تكسوهم إلا شيء من الحُزن أعتلى ملامحهم تحدثت وآلدتها وهي تجَلس على الأريكة بتعب ../ يمّه وش بيدي أسوي ...ماغير أدعي له أن ربي يهديه دلفت أبنتها الكبرى و التي كانت تحمل جنى بين ذراعيها ../ بس يمه كلام وعد صح .. إلي سواه وافي قمّة التحقير .. موب يعني أخذت غيرها تقوم .. تقهرها كذآ.. وضعت جنى بين على الأريكة المنبسطة وهي تقترب من براء .../ تعال حبيبي ماما اللحيـــن جايّة .. عنادها الأول وظّل ملتصقاً بسلمى لأنها الأقرب له والأكثر قرباً من والدته وكأنه وجد فيها ما قد يواسيه فيَصبر |
فأقحم رأسه في عباءتها ويبحَث عن رائحة والدته عندها وهو يشهَق بقّوة متعمداً .../ ماااااااااباااااااا .. جيبوووووووو لي ماااااااماااا أباااااااا مااااماااا انحنت سلمى وهي ترفعه إليها وبصَوت متحشرج .../ والله حرآم عليييييييييه إلي سوآآه .. حسَبيّ الله عليه .. جعله مايتهنى ف قاطعتها أمُها ../ وعد والعمـــى .. تدعيين على أخوك ياللي ماتستحين لتنهار هي الأخرى وهي تشَد براءة إلى حضنها ../ لييييييييش ما أدعي .. قولي لي لييييييييش .. موب حرام عليه هالأشكال على الأقل يخليهم عند أمهم .. يعني من زين الزيجة عشاان يأخذهم له اقتربت منيرة منها وسحَبت براءة قسراً من حضنها فأخذ يركلها بقّوة رافضاً الإبتعاد عن عمتَه التي شاركته مشاعره ومنيرة تصَرخ في وجهها بغضَب .../ وعـــــــــــد .. حرااام عليكْ تفجعيهم . شوفي معاذ قام يصيح هّو الثاني بالفعَل أقترب الأخر بحياء وهو يلقي بنفسَهم في الحُضن الوحيد الشاغر له فكان بذَلك مفتاح دمعَة نَزلت على وجنّتي جدَته وهي تمسح على رأسه .../ جده وين أمـــي ..؟ مسحَت دمعتها بسَرعة وهي تومئ له بحنان ../ بتجيّ .. اللحيـن هي كلّمتنا تقول إنها بالطريق جايَة نهَضت الصغيرة وبدأت تبكي بإنزعاج فهَدأت الأصوات بعد بكـآئها عدآ شهقات براءة المكتومة وهو ينزلق من يدي عمته التي حمَلت أخته لتهدئتها ليقول هو بعصَبيّة وهو يمسَح دموعه عن وجنتيه بقوة .../ بروح عنــــد مااامااا .. دحيــــــن ’ ../ بـــراءة ..... .. وش فيكم ؟ أخرست الدموع وتعّلقت عيون الناضجات هُناك في وجهها المصفَر الخالي من الزينَة عيناها القلقتان وكأنها تبحث في ملامحهم بخوف عن أثر أي فاجعَة قد تُنبأ بها حصتْ أبنائها فكُلّهم بخير .. وبخطوتان تلقفَت رضيعتها من بين يدي منيرة بينما قام الإثنان الآخران بإحتضانها عيناها كانت مع ملامح الحُزن هُناك وهمَست بتوجَس ../ وينَه وافي ...؟أتصَل عليه مايرد ..؟ ليش موب هنا ...؟ ماشفت سيارته برآ ؟ كُل تلك الأسئلة أفرغتها عليهم مرة وآحدة بينما بقيت أعين البقَية تهرب من لقاء عينيها اقتربت من والدة زوجها متجاهلة بكاء جنى بين يديها ../ عمَتي ليش فعيونك دموع .. وافي صار له شيء ..صح .. أكيد صار له شيء شيء ما هوى في قلبها فجأة ليرتطم بحقيقة أدركتها فيحركها جنون جعلها تقترب بسرعة من سلمى الجاثية تحتضَن وسادة صغيرة إلي حجرها ../ سلمَى .. وآفي ويييييييييينه .. وعــــــد ..... ويييييييينه تكّلموا التفتت تبحَث كالمحمومة عن منيرة وكأنها تلاشَت من المكان واختفت لتصَرخ هي وتتفوه بما هو خارج عن إرادتها ../ يآربي .. لاآ .. لاآ بدت وكأنها تسكب دموعها الحارة على قطَع من الجليد داخل قلبها فيورثَها ذلك ألماً حاداً جعَلها ترتجف بوجع لم تكًن أم زوجها تبكي بل منظَر الحُزن وبعض الندى على خديها كفيل بأن يخبرها بما لا يسّرها بينما كانت أخته الصغرى غارقَة في نحيبها وهي تحتضَن رأس مُعاذ قسراً إليها وكأنها تتذرع بالشفقَة أمام وجه الحُزن الذي نَزل عليها صوت رجولي عميق صَرخ بالقرب من الردهَة ../ يمَــــــه .. وعـــــــــد ....يا بنَت وش صاير عندكْم ..؟ بدآ وكأن صَوته بمثابَة السنّـآرة أمسكتها فجعَلتها تقفَز من مكانها لتجيبَه الأم وهي تنهضْ بتعَب خَرجت إليه وهي تجيب بصوت حازم حزين ../ ما بــوه شيءْ يمّـه .. هذول الصغار يصيحون مسَحت دعاء عينيها وهي تصَلح التفاف حجابها حول رأسها حاولت النهوض فتناهى لها ../ دعااء .. أهديّ أول عشانْ أقول لكْ وحينما لم تجَد منها جواب زفَرت بعمق وهي تقول ../ ترا وافي تزّوج !! قد تكون في القلوب مسكن للمشاعر والدليل خفقانَها المُضطَرب أمام أي موقف ولكَن إن أخبرتكم إن قلبها هدأ وبعد دقائق الصَدمَة ابتسمت |
* * ../ حبيبي مو حرام عليكْ .. يعني بالله شوف كم يوم ماكلمتني .. وكل ماتصَلت عليكْ عطيتني مشغوول .. والله بغيت أموت من كثَر ما أحاتيكْ أجابها وشيء من الحنان غطّى صوته رغَم كُل تعابير القسوة التي التهمت ملامحه ../ قُلت لكْ إني أنشغلت هاليومين لتقطَع حديثَه بغنج وشجَن ../ لا إنتِ ماتقول الصَدق .. أنت لكْ شهرين على ذآ الحال .. بالله ما تفتقدني ..! ../ مع السلامة لأول مَرة في حياته ينهي محادثَة بجملة ختامية ربما شيء ما ثقيل بدأ يجثم على صدره شيء ما يدعوه للنفور عنها والذهاب بعيداً يتألم لذلك فشعور سخيف كهذا يحاول أن يفقدَه تسليته الوحيدَة تسلية لطالما أحبها , بل وعشقها شيء من الحنان يبحْث عنه ربما لأنها تذكَره بمن أحب ورحَل عنه قد يكَون قدوم خالد تبرير كافِ له أمامها لكَن الحقيقَة نابعة من داخله ../ السلام عليكم .. وش فيكْ يابو الشباب جالس هنا لوحدَك .. قوم قابل الناس موب تجَلس هنا مصّدق نفسكْ .. ضيف ! أخرجْ عُلبة سجائره الذهبية وألتقط عود أبيض طويل من داخله بمهارة وتمّرس دسّها بين شفتيه وهو يجيب ../ حنّا هنا أصلاً شكَلنا غلطْ .. وأغلبهم ناس مانعرفهم . بتر جملته حينما أخرج خالد السيجارة من بين شفتيه وألقاها أرضاً وراحت قدَمه تدهسها بقّوة وهو يقول ../ لو تبطّل هالسم كان نحنا بخير .. بتقتلني إنت كُل ماشفتني طّلعت وحدَة مدري مكتوب على جبهتي " دخّن أحسن لك " ولا وش .. ؟ حرام عليكْ نفسَك يا صقر .. وش صاير عليكْ ؟ فرك بأصبعيه عينيه بتعَب وبدآ كأنه يجاهد ليبقيهما على إتساعهما ../ مشغــول عقلَــي ..! ومدري وش بإيدي أسّوي أكثَر ..! ربّت على فخَذّة وهو يقول بجّدية .../ لا تستهَم وأنا أخوكْ .. كّلنا معاك وبيدنا نمسَكهم إن كانوا بالفعل موجودين ونرميهم فأظَلم سجَن ..بس إنت التفت لنفسَك .. وبطّل هالبلا اللي تشّفطَ فيه أربعة وعشرين ساعة .. مسحَة من الإرهاق علت صوته وهو يجيب ../ ربك كريم ../ إلا قولي .. متى ناوي تتزوج عقد حاجبيه بدهشَة وهو ينظَر لوجهه صديقَة الجاد أخذ يبحَث عن أي علامة للسخرية لكَن الجدّية أحتلت ملامحه ليتنّهد بتعب وهو يومئ بصَدق وابتسامة قلّما رُسَمت على محيّاه .../ أبشّرك قريب .. يا خالد قريب حلّق كيانه في كَبد السعادَة أقصَى ما كان يحتاجَه الآن هو ذلك الشعور شيء من الفرحْ يفكك عقَد الذَنب في داخَله ومازال يصَنع خطوة الألف ميل * فجراً في إحدى جبال مكَة شامخَة حول الحرم حملت بين ثنايا صخورها بيوت بّنيَة قديمَة تمّسكَ أهلها بها وظّلت شاهدَة على كُل تلك الأزمَنَة التي مّرت بها ونُحت من الصخور سّلم للصعود للقمة فكانت كالشق بين البيوت الصغيرة هُناكْ صَعدت سيّدة مُتشّحَة بالسواد تحمَل فوق رأسها قماش كبير ممتلئ ملفوف بعناية حول ما يحتويَه ويركض خلفها صبَي في العاشَرة من عمَره انحرافا يميناً حتى أصبحا أمام منزَل ونزَلا سّلم ذي الثلاث درجات تحت الأرضْ ثم طرق الصغير الباب الأزرق الصدئ ليفتَح في ثوآن وتختفي أجسادهم خلَفه , |
أغَلقت الباب خلفهما وابتسامة حُب كبيرة تُرسمْ على شفتيها لتجَعل من وجهها هالَة من الطُهر والنورانية ../ صبّحكم الله بالخيَر حمَلت ما قد أنزلق عن رأس والدتها ووضَعته جانباً وأخذَت تساعدها في خلع حجابها وهي تقول ../ كيف مّر عليكم اليووم ..؟ لتومئ الأخرى والأعياء بادٍ على محيّاها ../ الحمدلله .. جانا رزق يكفَينا يومين .. اللهم لكْ الحمد ابتعدت عن والدتها وهي تذَهب نحو الغسالة الصغيرة داخَل حجرة ضّيقَة وعيناها تتأمل ذلك الصغير النائم هُنـآك .../ شكَلكم تعبَتوا اليوم .. فهّود نــآم ليأتيها صوت والدتها وهي تدلف للحجرات الثلاث الداخلية ../ إي والله .. الله يرضَى عليه .. وأنا ما قصَرت شغّلته زيـن .. زهرة فديتكْ خلّصي إلي بيدَك وصّحي خوآتك وأخوكِ وخلّيهم ينزلون من بدري .. لا يتأخرون ../ إن شــاء الله هكذا هو سناريو كُل يومْ يمّر عليهم ربما يعيشون في فقَر وأيديهم تقَبض أقواتهم ليوم واحد لكَن قلوبهم وكأنها تُغَمس في الرضا غمساً لتجعَل على وجوههم هالات من السعادَة وإن كـآنو في كَدر تَحركَت أختَهم الكُبرى فأيقظَتهم وبدأ مع بداية اليوم كالعادَة مشروع تذَمر حادْ سرعان مايخبوا حينما يرون كم تعَبت أمهم مساءاً وحان وقتَ ركضَهم كُل يوم يقسَمون أن يجمعن أكثر مما تجمعَ لهم والدتهم ينهَض أخوهم إجباريَاً فتقَسم البضاعة بينهم كُل فرد منهم لا يفترقون أبداً من بعد تلك الجريمة بل يبقون محفوفين بعضهم حول بعض وعينا أخوهم لا تفارقهَم فزمن الافتراق قد ولى بعَد فجيعَة أختهمْ وفي كُل يوم في طريقَهم على الدرج الصَخرية ومن ثم إلى ساحَة الحَرم وألسَنتهم تلهَج بـ الدعاء لها وأن يعيدها الله إليهم قريباً واليوم ظهَر بوضوح صوت إحداهنّ من خلف غطائها السميك .../ ياربِ ردْ لنا .. نور العيـن * ../ يالله هّدولَة أبتسَمي .. مين قدّك اللحيـن ..؟ رسمَت بيأس ابتسامة صفراء وهي تقول بهدوء ../ ربي كريم أدعي لي .. ../ ربنَـآ معاكِ .. أهم شيء مثَل ماقلت لكِ ..رقمي عنَدك إذا حصَل أي شيء دقّي وحنّا بنصَرف ../ الله يعطيك العافيَة .. والله مدري وش أقول لكْ ؟ ../ لا تقولي ولا شيء .. و يا لله مع السَلامة لا تلطعي إلا جاكِ خَرجَت وشيّعَتها هي بنظَراتها حتَى أختفت خارج الباب الحديد الكبير مسحَت على قميصَها وهي تتجه للداخل مجدداً لتبدأ مشوار آخر مع فتاة أٌخرى , استلمت الأوراق الرسمَية التي تحَوي كُل ما يخصَ تلك الفتاة أمامها والتي ظَلت هاجسها في الفتَرة الأخيرة ومن المفترضْ أن لا تكون لها لكَن صَديقتها مريضَة حالياً فأخذَت هي ملفّها حالاً لم تقرأ حتَى أسمها المدون خارج الملف بل أكتفت بالابتسام في وجهها وهي تبادرها ../ إسمَك .. صبـآ إيش ؟ جاءها صوتها شاحَباً وهي تجيب ../ صبا محمد .. ../ طّيب يا صبا بشريني .. كلامي أمس هل عليه أي ملاحظات هّزت رأسها بالنفي كجواب فيبدو بجلاء أنه تتهرب بالإيماءات من إي سؤال يجبرها على الكلام تنهَدت ميسون براحة فقد قطَعت بذلك منتصَف الطريق لتقول بعدها بهدوء ../ خلاص .. إنتي اللحين عارفَة وش لك وش عليك.. يعني كُلها يومين أو ثلاث أيام بالكثير وتخرجي من هنا .. وش أهم أهدآفك بعد الخروج ..؟ صَمت تلا سؤالها ونظَرت صبا لعينيها مُباشَرة لمَحت بها ميسون شيء من القوة وصوتها بدا طبيعياً ../ ما عندي .. وعيشَتي بالسَجن أحَلى لي أرتطم قلب ميسون بشيء من الألم في جوفها وكأنها بذَلك أعلنت خسارتها مسَدّت على بطَنها بتعَب وهي تفتَح مّلفَها لتتهرب من عيني صبا ولتقع عينيها على الأسم المكتوب في رأس الصَفحة " صبا محمد الـ ... " أسودّ وجهها بصَدمة عظيمَة زلزلت على إثرها الصدَمة أطرافها وشعور ما نبأ الأولى بخطَر محذق بها وسيصيبها , جعلها ذلك تتساءل بسرعة في قلبها ماذا قرأت يا تُرى ؟ * نَزلت عتبات الدرج بهدوء واقتحمت البهو الكبير لم يشَعر أي من الموجودين بدخولها إلا حينما قالت بصوت مرتفع ../ السلام عليكم .. استدارت الأعناق نحوها وثلاث أزواج من الأعين عُلقَت عليها أحدها قال فوراً ../ أنا أستأذن يا يمّه .. أشوفكم بعدين وخَرج , ليترك لها حُريّة التحرك بهدوء جلَست على مقعد مجاور لعّمتها لتقول الأخيرة بتوتر ملحوظ ../ أخلعي نقابك .. مافيه أحد فترد عليها الأخرى ببرود .. وعيناها معلقَتان على شاشة التلفاز ولا يبدو أبداً أنها تفهَم ما تشاهدَه ../ يمكَن يدخَل أحد .. ثم ألتفتت وهي تنظَر لعيّنين عمّتها بقَوة ../ وتراني أنتظَر .. انتفضَت العمّه بقوة حين عَملت أي شيء هو القادم نحوهن شيء من الضَيق أكتنفَ مشاعرهنّ فجأة فالبقاء هكذا , يشَبه إنتظار الموت بيدين مقّيدتين وبلا حيلَة ومَضت شاشة هاتف العمه المحمول لرنة واحدة كانت هي الإشارة المتفقْ عليها وثمْ خطوات على الممر جعَل قلوبهمْ ترفرف في حناجرهم كطائر حبيس أعقَبه ظهور ذلك الجَسد النحيل وصوتها ذاته يقول .../ الســـلام عليـــكم ليهوي كُل شيء ما للعباد سوى الفردوس إن عملوا وإن هفوا هفوة فالرب غفار * * علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه , وكّرم وجهه ) الكذب حيّه بـ حيهم وإحنا نردد : أوفيا ! ................. أوفيا ! .................... أوفيا ! دام إنخدعنا بضيّهم ظنّك نصدّق أي ضيا ؟ اللذة الرابعة خلع قفازيه بسرعة وألقاهم داخل سلة المهملات القريبة منه خرج إلى الردهة وعقله يحسب كم تبقَى من مؤونة الأدوية لديهم لكَن صوت الهاتف قطع عليه تفكيره فأجاب ../ السلام عليكم ..! ../ وعليكم السلام .. دكتور فيصل نحتاج طبيبين و ممرضين حالاً أنا عم أكلمك من حي العطاطرة غـر قاطعه وهو يتوقف عن متابعة سيره وستدار عائدا للبهو الداخلي وهو يتجاوز ازدحام المكان بالمرضى ثم وصل صوته للمتصل اللاهث .../ حالاً .. مسافة الطريق وحنّا عندكم ..!! أغلق هاتفه بعزم فهذه ستكون أول أعماله الميدانية ولج لغرفة المدير وهو يسّلم ثم قال على عجل ../ أتصلوا بـي من بيت لاهيا يبـغون قاطعه المدير بحزم ../ بلّغوني ..وممنوع تخرج من هنا .. اتسعت عيناه بصدمة وهو يهتف ../ وش تقول ..؟ لييش أقول لك هم محتاجيني ..؟ زفر رئيسه وهو يجيبه بصبر ../ فيصل نحنا هنا محتاجينك .. ما معنا هنا غير 10 دكاترة بس الباقي ممرضات وممرضين , ولو خرجت إنت و معك وآحد ثاني بيبقى 8 مين بيعابل المرضى إلي ينهلون علينا ليل نهار .., فكّر إنت موب في جدة عشان تخرج متى ما بغيت ..! ضرب براحتيه المكتب أمامه وهو يقول بعصبية مطلقة ../ لا .. أنا بخرج لوحدي .. ومعاي ممرض وآحد ..! تساند الأخر على الكرسي وهو يقول بملل ../ إيوة .. وبعديـن .. لوحدك وش بتسوي لهم ..؟ ألتقط رائحة السخرية في كلامه فأخرج هاتفه فوراً وهو يتصل على صديقه وأمله الوحيد أن يجيب على هاتفه وآصل الرنين الطويل لـ دقائق كانت له كدهوراً أرخى بعدها هاتفه وهو يبحث بسرعة وأمل أن يجد رقمها هنا هي من سيجيب على هاتفها يعلم ذلك فقد أتصل بها صديقه يوماً من هاتفه وجده وبسعادة أتصَل تواصل الرنين لدقائق بعدها صوت هادئ أجاب ../ نعم أعتصر قبضَته بقوة وهي يهتف ../ لو سمحتي .. أعطيني حسام . . . بيد مرتبكة جداً وهي تجيب عيناه المرتخيتان بتعب تأكل ملامحها بتوجس خرج صوتها هادئ حين قالت " نعم" دقائق وألصقت هاتفها في أذُن أخيها وهي تتلعثم ب../ كّلم.. هذا فيصل .. قول ألو أعتدل في جلسته بصعوبة وهو يقول ../ هلا فيصَل ../ وينك إنت .. ؟ ثم أكمل كلامه بسرعة حين شعر أنه لا وقت لسؤاله ../ أقول لكْ جانا طلب عاجل من بيت لاهيا ولازم يروح دكتورين وممرضيين , وأنا بروح وش رايك تقوم معي ؟ ../ أكيد .. متى بتجون هِنا ..؟ ../ مايحتاج إذا إنت جاهز .. وقع عندهم بخروجك لهناك وأنا بمرك بسيارة ومعي ممرضين , وإنت تعال وجيب إثنين بعد .. أومئ وهو الأول وهو يشعر بالنشاط يدب في أطرافه المرهقة ../ خلاص ننتظركم ع الفجر ..! ../ صااار .. يالله فوداعة الله . أغلق هاتفه وهو يستلقي بتعب على الأريكة من جديد لم ينم طيلة الثلاث الأيام الفائتة منذ دقائق سابقة كان يشعر بالخدر يسري في أطرافه ولكَن صوت صديقَه جدد همته يشعر أنه مستعد لينام قليلاً ففتح إحدى عينيه بصعوبة محولاً إبقاء جسَده في وعيه ../ سلمى .. صحّيني قبل ما يأذن الفجر لازم نروح لبيت لاهيا بعد الصلاة وكّلمي المدير خليهم يجهزون لي ممرضين قبل الفجر ..فاهمة أجابت بسرعة وهي تقترب منه ../ طيب .. بس ما ينفع أنا أروح معـكم ..؟ صح إني أخاف من فيصل بس لازم أجرب العمل الميداني .. ودي أشوفك وإنت تشتغل دكتور لم تجد جواباً اقتربت أكثر لتجده غارق في نوم عميق وصوت شخيره بدأ يرتفع أرخت الفراش على جسده وبشيء من الحُب وبخفوت .. ../ شَد حيلك في النوم قدامك 3ساعات بس .. وبخفوت ../ الله يعينك ..! وأبتعدت وفي رأسهاا مخطط خاصْ شرعت في عمله منذ هذه اللحظة |
آلتعَب ، ماهَو تعَب " جسِم وَ عظآمْ " .. آلتعب / لمّا تحِبّ و تنجرح ، وَ آلعمَـى ..! مَاهو ظلام فِي ظَلام . آلعمَى : طَعْنَة تجي وإنتَ بـ فرَحْ ! ..................................... طعنَة تجي وإنتَ بفرح !! أقتحم الغرفة وهو يقترب نحو والدته بسرعة هائلة وأخذ يهّزها بقوة .../ مااااا ماااااا براء شخمط لي على كتاااااابي أبعدت قبضتاه الصغيرة عنها ثم تابعت طّي ملابس صغيرتها بهدوء ../ ناده لي .. وجيب معك كتابك إللي شخمطه ..؟ أبتسم بجذل وهو يبتعد عنها ويخرج بذات السرعة التي تدخل بها وفي نفس اللحظة أنارت شاشة هاتفها الصامت باسمها ألتقطها بلهفة سرعان ما خاب ظّنها فأجابت بهدوء مصطنع ../ ألو بصوت حزين ../ السلام عليكم .. كيفك يا دعاء ؟ ../ بخير ألتقطت الأخرى البرود في صوتها تنهَدت بتألم وهي تقول ../ زين أفتحي لنا الباب حنا عندك .. برا ../ يا هلا والله .. برسل معاذ اللحين ../ أوكي يالا ألقت هاتفه بسرعة وهي تخرج مسرعة لتجد في طريقها معاذ يمسك بكتابه في يمينه ويشَد خلفه براء الغاضب فبادرها الأول ../ ماما جبته لك .. شوفيه ؟ أخذت كتابه منه وهي تشده معاها نحو الأسفل ../ روح فكْ باب الشارع في ناس برا .. ../ مين جا .. بابا ..؟ هزّت رأسها بقوة وهي تجيب ../ لا روح فكْ الباب بس تركها وهي يسبقها بسرعة نحو الباب لحقته للبهو وهي تتفقد المكان كُل شيء مرتب عدا بعض الألوان التي ألقاها براء هنا وهناك ../ آسف .. بس ماسويت شيء نظَرت إليه بعتاب وقد أرخى وجهه ينظَر للأرض ../ ثاني مرة لا تلعب بكتب أخوك .. و شخبط في كراستك بس .. ولا أزعل منّك .. دقائق فُتح الباب بعدها لمحَت منيرة مع أطفالها في المقدمة ثم اقتربت وعد وهي تساعد أمها في تجاوز الدرج أمام مدخَل المنزل أغلقت عيناها لثواني مرت بسرعة سحبت من الهواء ما تستطيع وهي تتقدم نحوهم بسرعة ووجهها يلهج بالترحيب لهم ../ ياحيّ الله من جانا .. ياهلا وسهلا فيكم تعّمدت ذكر كُل كلمة بصيغة الجمع ربما لم تقصَد زوجها تحديداً أو ربما وضَعت لأبنائها اعتبار ما سلّمت عليهن بقوة بدت لهم زائدة عن الطبيعي تفادت عيناها الوقوع على أعينهم ربما لا تريد أن تلمح كمْ الشفقة فيها مضى أكثر من أسبوعين على صدمتها لكَن تجاوزت كُل شيء بمفردها لن تهَزّها نظراتهم مابنته لنفسها لن يوقعوا كُل شيء فوق رأسها فلقد صدمت أمامهم وكابرت أمامهم ولا تريد أن تنهار امامهم ايضاً .. دخلوا للبهو الرئيسي بينما اتجهت هي نحو مطبخها لتعدّ العصير ولحق بها الأطفال |
../ أطلعوا ألعبوا فوق .. ومعااذ إنت الكبير أنتبه عليهم وخليكْ قريب من جنى يمكن تصيح نفخ صَدره بسعادة وهو يجيب ../ طيب ... وأبتعدوا بسرعة أقتربت من المجلس الداخلي وقد تناهى لسمعها أصوات أحاديثهم الهامسة والتي توقفت بدخولها لتصَنع إبتسامة كبيرة ألمتها وهي تضَع في متناولهم الكاسات ../ يا هلا بكم والله .. جلست في مقعد مجاورة لـ وعد والتي سألتها فوراً ../ وينها جنو ..؟ ألتفتت وهي تبتسم ../ نايمة .. والله جو مشحون بجملة من الإرتباك أعينهم معلقة بملامحها يبحثون عن أدنى ألم فيبدون بإحتضانها ومسلسل مواساة طويل لم ينتهي هي مُدركة لرغبتهم فمثاليتها وبرودها ألجمهم فبدا موقفهم كمنتصر مذهول أمام غنيمة معركة لم تحدث أصلاً أغمضَت عينيها بقَوة تسترد شيء من بروده زفرة بعمق وهي تكرر ../ حياكم الله .. عقَدت منيرة القابعة أمامها حاجبيها ../ شكلك تعباانة .. ولا موب نايمة هّزت رأسي نافية بقّوة ../ لا لا لا .. بس جنى ما نّومتني ومن أمس وأنـآ على حيلي فأومأت الأولى برأسها ../ إيوة .. هذول الصغَار كذا .. بس إنتي بعد مو تهلكين نفسَك أجابتها بهدوء وعفوية ../ وش أسوي ..؟ وين أخليهم ؟ ما أحب الشغالة تمسكهم وصَل الحديث للمأزق المنتظَر فأحسنتْ الأم إستغلاله ../ يابنتي الصَبر زيـن .. وسبحان الله يمكن زواجه من ذيك خيره .. ومصيره بيعرف إنك درّة وماله غنى عنّك رفرف قلبها بألم داخل روحها غصّة قوّية اعتصرتها انفرجت شفتاها وهي ترغب بصدق إنهاء كل شي لكَن دخول صغيرها واتجاهه بسرعة نحوها ../ مااااااماااااا .. حُدي جوالك التقطته من يده وأجابت وهي تراه يتجه إلى جدّته التي دعته إليها ../ هلا يمّه ..! ../ أفتحوا لنا الباب .. واقفين من أول ندقّ الجرس محد يسمع نهضْ بسرعة كادت معاها أن تتعثّر ../ وي .. بسم الله . اللحين بنزّل لكم معاذ والتقطت أذنها تسميتهم عليها ألتفتت لهم وهي تبتسم بصَدق .../ ذي السجادة تكرهني كل مرة تبي تطّيحني بادلتها وعد الابتسام وهي تقول ../ لا يا شيخة هي إلي تكرهك .. وإلي إنتي إلي تحشرين رجلك تحتها ضَحكت بهدوء ../ لا وأنسى إن دخّلتها .. أنا بطلع أشوف جنى .. عن أذنكم خرجت لتجد وآلدتها وأختها في المدخل فاقتربت منهم وهي ترحَب بهم بصوت مرتفع حاولت إخفاء كُل توتر داخل ملامحها ملامح والدتها الصارمة أخافتها أخذت تدعوا الله برجاء أن لا تبكي الآن ../ آهلاً آهلاً .. حيّـآكم الله وما إن اقتربت منهم حتى همست بـ ../ ترا أم زوجي وبناتها جَو .. لم تكن تعي تلك الكلمة التي قالتها فجعلت والدتها ترمقها بشَدة عقَدت حاجبيها وهي تلتقط يدها لتقبّلها ثم تقّبل رأسها وهي تقول ../ شفيك يمّة ، مزعجك أحَـد ..؟ لم تجب فأقتربت منها أختها وألصقت شفتيها في أذنيها ../ ياويلك عضّت شفتها السفلى بقّوة وهي تعصّر قبضَتها ألتفتت وهي تقول ../ بطلع لجنى .... ! أرآدت أن تهرب من مواجهتهم فقد أجتمع كُل من لم تكن تريدرؤيتهم ألقت بجسدها المرهق على السريع بقّوة وهي تغرز أصابعها داخل شعرها بقّوة مُتعبَة ومشتتة وهم لم يتركوها تعانق شتاتها بصَمت تهبط لتلتقط ذاتها بُكاء جنى الخافت من سريرها القابع بجوارها ملامحها بلا تعبير كُل هذا جعلها تشعر بأن قلبها ينبض بخواء وأن كُل شيء أمامها راح يذوب * .. / طق طق طق مين ع الباب أنا الذيب .. عاوز أيـه قاطعتها ../ تبغى أيش ..؟ فأكملت الأولى ../ عاوز إيه ..؟ عاوز علبة تلوين فصَرخت بها ../مااااااابااا .. الناس تقول تبغى مو عاوز لتضَحك الأخرى ../ نحنا تعّلمناها كذا ..؟ وش دخلك ؟ ../ أقول نور ما تلاحظيـن شي أسندت بكفها رأسها وهي تجيب صديقتها ../ تصدقين نوير .. إني أفكّر بنفس إلي تفكرين فيه نظرت إليها بضيق ../ ترا ما أمزح .. زمان عن رجسة ولا ؟ دقائق أعقبت قولها لتتعلق عيناهما بذلك الجسدان الذين أزاحا باب الزنزانة بصعوبة ودلفا وصل صوت إحداهن مُرهق وهي تقفز على سريرها ../ آخخ تعبانة .. أحس عظامي مكّسرة .. بينما جلست الأخرى بصمت بين الأخرتين تأملتها إحداهن ثم سألت بهدوء ../ كيفك رجّسة ؟ نظرت إليها لثوان كأنها تريد إستيعاب هئية ذلك الشخص أمامها ثم قالت بهمس ../ إيوة لتقول الأخرى بسرعة ../ طيب وش فيك مبّوزة دامك .." إيوة " ع قولتك ؟ أعتدلت لتجلس قرفصاء بدا وكأنها لم يصل إليها السؤال لتجيب على نفسها همساً ../ مو منّك من إلي يسألك .. ثم ألتفتت لـ صبا وهي تسألها بحيّوية ../ ها وش أخبار جلستك ؟ ../ تمام مالت على صديقتها وهي تهمس لها مجدداً ../ أقول نويّر وش فيهم الخلق اليوم ؟ .../ والله مدري ..! ثم أعتدلت وهي تقول لصبا ../ أقول صبا ؟ شكلك اليوم ما فلحتي بالجلسة .. ثم تابعت بسخرية ../ ولا ما ليّنتي لهم راسك نهضَت وهي تبعد الفراش ثم تسترخي عقدت راحتيها أسفل رأسها وهي تجيب على مضض ../ لا بس اليوم مدري .. أحسّها ما كانت طبيعية .. عقدت حاجبيها باستغراب ثم سألت " نور " ../ كيف يعني ..؟ حّركت رأسها وملامحها تتحول بهدوء لـ لامبالاة ../ مدري .. أممم كأنها مفجوعة .. ولا شوي وتصيح .. قالت كلام مخربط .. بس أصلاً ما صرت أهتم خرج صوت " رجسة " من بينهن يسألها ../ ومتى بتخرجين ..؟ ظلمة غشّت روحها من جديد تحاول أن تتنسى ما ستؤول إليه بقاءها في محيط كآبتها هنا ، أحب إليها من ظلمة ستعتصرها حال خروجها زفرت وهي تجيبها بشحوب ../ بعد 3 أو 4 أيام .. مر على صَمتهم دقائق معدودة لتعلوا بعدها صفارات الإنذار الأولى لإغلاق الزنزانات فخرجت رجسة بذات الهدوء الذي دخلت به عينا نوير لحقتها بإهتمام ونور رصَدت ذلك بينما كانت " صبا " في عالمها الخاص في جزئها المختلف وكأنها بدأت تحصي تلك الوجوه التي ستلتقيها وأي شخصيّة ستصنع لهم إزدردت ريقها بصعوبة حينما حّل الظلام فجأة لتخرج الدمعة عارية للخفاء تحمّل تمّزقها إنها تفقد سجنها شيئاً فشيئاً والحريّة تعدها إنها قادمة لتغتالها * ومَضت شاشة هاتف العمه المحمول لرنة واحدة كانت هي الإشارة المتفقْ عليها وثمْ خطوات على الممر جعَل قلوبهمْ ترفرف في حناجرهم كطائر حبيس أعقَبه ظهور ذلك الجَسد النحيل وصوتها ذاته يقول .../ الســـلام عليـــكم * كانت تحمّل قشّتها في يدها وتتقدمّه خادمة مسّنة لتُدلها وهاهي تصل لذات المكان الذي أحتضنها وأختها ذات المكان الذي رحل فيه عنها والديها وذاته حينما و دّعت أختها شعرت بالأرض تحتها تهتز من شّدة خوفها تذكرت كلمات " ميسون " ثم همست بوهن " يارب إنك تثّبتني .. يارب ثّبتني " وصلت لحيث أشارت لها الخادمة لم تكن في حاجة لتقودها فهي تحفظ تضاريس المكان عن ظهر قلب وما إن برزت أجسادهم لها من هناك حتى قالت بشيء من الحزم قد غمَره الإرتعاش ../ السلام عليـــكم * حملت ملامحهم كُل التعابيرالألم لمرأها لم يسرع أحدهم نحوها ؛ ليحتضنها كأبسط حقوق عودتها بل ولم يرد أي منهم على سلامها بدت الصورة من زاويتهم مجمدة تماماً لا تعلم كم من الدقائق التي ظّلتها هناك حتى أقتربت منها عمّتها صافحتها ثم جذبتها لتحتضَنها برفق ثم شهقت ../ الحمد لله ع السلامة .. وحشتينا ..! بدت كلمتها جوفاء معلقة بالهواء الذي توقف عن الحركة ؛ ليكتم أنفاسهم غطّت الجدّة وجهها بشالها وأخذت تنشج في مكانها بصمت بينما اقتربت أختها نحوها وعيناها معلقَة بملامحها بصدمة شيء أشبه بالابتسامة بل أقرب للبلاهة وما إن اقتربت منها حتى احتضنتها بقوة جعلت الأولى تختنق إحداهن تضَحك بجنون بينما أخذت الأخرى تتلوى بألم * أحسّت بألم أثر سقطتها وضحكات شقيقتها آلمتها ربما تظُن أنها عادت تحمَل معاها هدايا السفر أو ربما تظن أنها تخبئ خلف ظهرها باقة من الإنجازات ؛ لتهديها لها ابتعدت عنها الأخرى قليلاً وأخذت تقبّلها بشوق حرارة دموعها الممزوجة بضحكاتها أحرقت لها وجنتيها التي لم تكن قد أعتادت سوى على ملوحة دموعها احتضنت كفّها هامسة بحرارة وصدق ../ موب مصّدقة ... أحسّ إني في حلم لكَن صرخة عمّتها من خلفها كتف شقيقتها جعلتهما تستديران بسرعة ../ يمّــــه .. يمّه بسم الله وش فيكْ ؟ يمّـــــــــه تأملت جدّتها من خلف صيحاتهم تركاتها أختها تأخذ نفساً كئيباً لتزفره بعد ذلك بتدّرج , ثم إقتحام الرجّال الـ 3 للحجرة أربكها تحّلق الجميع حول والدتهم التي استفاقت فجأة ثم بدأت تنوح رفعَت هي نفسها بصعوبة من على الأرض والتصقت بباب المجلس وكأنها تبحث عن أي شيء قد يساعدها على التماسك قليلاً اعتصرت بقّوة وهي تقّرب لفّة / " قشّة " / ملابسها نحوها تماماً حينما مّروا من جوارها يساندون جدّتها والتي تراها لأول مّرة من هذا القرب لم تستطع التقدّم ولا السلام عليها أخذوها من المكان سريعاً ليختفوا وتختفي معهم عمّتها استدارت تنظَر من خلال فتحة المكان لهم وقبضَة قوية باردة تعتصَر روحها جعلت قلبّها يتلوى من صقيع ألمه , فلقد أبكت والدتها أبكت من خَذلتها لكَن حرارة دموع شقيقتها التي احتضنتها من خلفها عادت لتخنقها من جديد أنتشَر الدفء في جزء من قلبها وهي تسمع همهمات شقيقتها المكتومة ../ الحمد لله .. إلي رجّعك لي يا توأمي * تأمّلها بصمت وهي تقحم الملعقة بقّوة داخل فمّها وكأنها مجبرة على إفراغ ذلك الطبق الممتلئ أمامها أرتفعت حساسيتها كثيراً هذه الأيام كما أن تفاصيل التعب رسمْ على ملامحها لاحظ منذ عودته أنها على غير عادتها تبدو ساهمة وبشَدة أرخى عينيه وهو يأكل متصنعاً إندماجه وقائلاً بهدوء ../ اليوم خارج مع واحد من أصحابي لشركة السيارات ناوي يشتري سيّارة جديدة ويبيني أجي معه .. ثم بنروح نتعشى يعني بكون هنا ع 10 بإذن الله رفع عينيه ليلتقط إيمائتها الموافقة على كلامه ثم دقائق هربت فيها من جديد لمس كفّها الراقدة بجوار طبقها وهو يقول ../ ويــن تروحيـن إنتي ؟ أكلمك من الصبح ..؟ وش فيكِ اليوم موب ع طبيعتك نظرت إلى عينيه مباشرة وكأنها تحاول أن تستوعب ما يقوله ثم تركت " ملعقتها " ونهضَت ../ لا لا مافيني شيء .. الحمدلله رأها تبتعد لـغرفتهم وتغلق الباب خلفَها عقَد حاجبيه بقّوة وشيء من القلق أخذ يسري في روحه فهو يعلم أنها ليست من النساء المتذمرات وليست سريعة الغضبْ إذاً مالذي حّل بها نهضْ سريعاً وهو يتبع خطاها أقتحم الغرفة ليجدها تجلس ع طرف سريرهم همس بخوف مجدداً ../ ميسون .. صاير شيء أنا موب عارفه ؟ أجابته تنهيدة طويلة أطلقتها غرست بعدها أصابعها في شعرها المنسدل حولها بعشوائية كانت توليه ظهرها وهالة من البرود و الخمول تحيطان بها سألها بصرامة حين لمس عدم تجاوبها ليختبرها ../ ميسون .. ليش ما رحتي مع أمي والبنات ؟ أجابته بعد بُرهة بذات الجمود ../ وش أروح أسوي .. عند حرمة منكدة .. وأكيد إنها مالها خلق أحد زفر براحة وهو يرسم على ملامحه نص ابتسامة جلس بجوارها ثم ألتقط كفيها فأشاحت هي بوجهها عنه .../ من مضايقك أجل .. ؟ حّركت رأسها بالنفي وهي ترخي عينيها أرضاً وشي من الحشرجة يتسلل إلى صوتها ../ محد .. ولا تجلس تسأل كثير .. ظهرت ابتسامته أعمق حين قال ../ مشكلتك.. ما تعرفين تكذبين ثم تابع بحزم شّد معه قبضتيه على كفّيها ../ ميسون .. طالعيني .. لم تتحركْ بل ظهر بوضوح ارتجاف فكّها السفلي فأمسك ذقنها ورفع رأسها لمعت دموعها المتحجرة داخل عينيها والتي ما إن أفتضَح أمرها حتى سقطت بسرعة على وجنتيها اتسعت عيناه بصَدمة وقفز قلبه داخله بألم طّوقها بذراعيه وهو يقول بخوف وقلق عظيمين ../ ميسون .. وش صاير ..؟ وش فيــكِ ..؟ تكــــلمــي أخذت تنشج على كتفه بقوة وألم أرادت بحق أن تأخذ وقتها لتنشج براحة مفرغة كُل ذلك الألم من قلبها تشعَل أن ما تخفيَه , هو سر عظيم أكبر مما تحتمل شعَرت بقضتيه تشتد حولها فأرتخت قليلاً محاولة كبت شهقاتها أبتعدت وهي تلمح الخوف في عينيه تماسكت بقّوة وهي تمسح دموعها بصعوبة ثم قالت له بخجل لم تدري لمَ ../ بندر .. من هي صبا ؟ لتجمّد كُل ملامحه على ذات الخوف والصدمة والإرتباك لكَن ليس كما كان منذ قليل بل تحّول وجهه لأسود بمجرد أن نطَقت باسمها ؛ لتغرس شكوكها في روحها بوجع سُحقاً لذلك الكم من العذاب الذي رأته في عينيها تباً لذلك الحب الذي ولد بمجرد أن رأتها علمت الآن لم بدت عندما رأتها وكأنها تعرفها وهوت على فراشها عندما وصلت لنقطة أنها بالفعل زوجة لـ عمّها انتهيناَ مثلّ كل هـ النآسَ .. " فارغينَ " من كلُ شيَ ..! |
اللذة الخامسة اللذة الخامسة ألصقت ظهرها بقوة في فتحة احتلت منتصفها عُلبة " إطفاء " كبيرة وأرهفت سمعها لتلك الخطوات ع الممر أخذت تهمس في قلبها " وجع وجع وجع .. توّهقت ... ياربّــــي أففف " بدأت أصواتهم في الأقتراب منها شيئاً فشيئاً وحزمة ضعيفة من الضوء تخترق الظلام أمامها أغمضَت عينيها بقّوة عندما تناهى إلى سمعها حوارهم الأولى / أنا قلت لك أبدل معاكِ يوم الربوع إنتي إلي مارضيتي الثانية / يا شيخة .. خليها ع ربك . الأولى / أقول زنوبة كّنك مقّومتنا ع الفاضي الثانية / إي والله .. قامت توسوس لنا .. خلاص قفّلنا عليهم موب خارجات زينب / أنطّمي إنت وهيّ .. أنا متأكدة إني سمعت حركة وحدة خارجة الأولى / يا شينك .. هذي أنااااااااا .. زينب / لا وقتها كنتِ واقفة جنبي .. ازدرت ريقها بصعوبة عندما وصلت خطواتهم أمامها مباشرة الثانية / أقول أقول خلينا نمشي .. وإنتي دّوري بلحالك .. الأولى / لا صدق زينبوه لهنا وبس .. لفينا السجن كله .. مافي أحد ثم جاء صوت زينب قريب منها جدا جدا .../ أمممممم .. والله إني شاكَة .. الثانية / يتهيأ لك .. خلاص تراك صرت عجووز موب حق حراسة زينب بنبرة مرتفعة حادة / ماغيرك العجوز ... أمشو قدامي وإنتم ساكتيــن فتحت إحدى عينيها وهي تلمح بوضوح حركة أضواء مصابيحهم العشوائية , تبتعد وغرق المكان في الظلمة من جديد أطلقت زفيرها بحذر لم تتحرك فوراً ظلّت في مكانها لدقائق تتأكد من خلو المكان ف زينب ورفيقاتها ماكرات ولكَن حيلهن لا تنطبق عليها ظّلت على حالها لـ مدة ربع ساعة كما خمّنت أو يزيد تحركت بعدها بذات الهدوء وخطواتها المتقاربة تتسارع بمجرد اقتحامها للمكان بدأت بالركض حتى اقتربت من العنبر المقصود ثم انحنت وهي تهمس ../ بـــنت ... نويّــــــر ..نوييير أردف ذلك صمَت ثم صوت أشبه بالخشخشه لـ يأتي صوت نويّر عالياً ../ ياااا ودييييييييييييييييعة .. ودييييييييييعة تعالي دقائق ثم برز على ممر الغرفة جسد أنثى عملاقة " نحيلة " وصَلت أمامها وهي تقول ../ خير يا نويّر .. إش تبغي ؟ عضّت نوير شفتيها بقّوة وهي تلاحظ بحذر ملامح " وديعة " النصف مُنيرة بسبب ضوء خافت قادم من نهاية الممر ثم قالت بصَدق ../ المويّة مقطوعة مثل منتي عااارفة .. وأنـــآ أبي الحمام – الله يكرمك – أخذيني له زفرت وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها ../ حتى هذاك مافيه موية ../ بس فيــه جالون مايهم ... بس موب قادرة أتحمّل تأملت وجهها لدقائق وكأنها تحاول أن تلمح أي اختلاجة كاذبة أو نية فاسدة ../ طّيب يلا .. تدرين إني عارفة إنك صادقة وأثق فيك فخّرجتك ولا كان قلت لك سّوي إلي تبيــن موب مخّرجتك .. بس إنتم عنبر " 33 " مؤدبين .. بشهادتي قالت عباراته الطويلة تلك نتيجة لحّبها للكلام أقحمت مفتاحها الصغير في قفل تلك السلسة الحديدية وفتحتها بمسافة متر واحد فقط ثم ربطة السلسة مجدداً بإهمال ثم مدّت يدها وسحبت " نويّر بصعوبة وذهبت بها لتتحرك الأخرى من مخبأها الواضح تقريباً ودّست جسَدها بصعوبة علقت معه أحد أزارير ثوبها نهضَت " نور " لتساعدها فشدّتها بقوة خلَعته ليسقط ع الأرض محدثاً دوياً مكتوماً ثم استقرت داخل العنبر وأخيرا ً * استدار بتعب لناحية أخرى وبدآ أن كُل خليّة في وجهه تنطق بالإنزعاج لكَن شعور سيء أنتشله بقوة من راحته اللذيذة وأصوات صراخ يتردد صداه في رأسه - قووووووووووووووووووووم .. ترا فيــــصل تحت تعمدت ذكر أسمه على مسامعه ثم ابتسمت برضا حين فتح عينيه بقوة وهو يعتدل جالساً ../ يالله .. تركت الرجّال تحت ابتعدت عنه وهي تعّدل من وضَع حجابها ع رأسها ../ يالله بسرعة ترا الساعة أربع وربع.. باقي 16 دقيقة ع أذان الفجر .. صّلي وترك وأنزل أنا بنتظرك برا حّرك رأسها بنعم وهو ينهض مبتعداً عن سريره نحو الحمام " أعزكم الله " لكَن استيعابه البطئ عاد وهو ينظَر إليها .../ إنتي ويــن رايحة ..؟ عقدت حاجبيها وهي تجيبه بثقة ../ وين يعني معاك أكيــد .. يعني كافي منتب جايب أحد معك .. والرجّال متعنّي وجاي لك .. أبتعد عنها وهو يمسك بهاتفه تحرك أبهام على الأرقام ثم علا صوته - ألو .. مرحبا الدكتور سلمان .. أنا أعتذر عن الدوام اليوم في المستشفى عندي .. خروج ميداني ... إيه إيه .. تفجير في بيت لاهيا .. يعطيك العافيّة .. ولو هذا واجبنا بس حبيّت أقولك لك محتاج ممرض واحد .. شّوي بمّر عليك وأخذه .. ماتقّصر والله مع السلامة ثم ألقى جهازه نحوها وهو يدخل للحمّام " أكرمكم الله " صارخاً - نّزلي لي ملابسي بسرعة .. بصّلي وألبس تأخرنا ع الرجّال أخرجت له بدلة مناسبة اتجهت بعدها للباب وفتحته ثم أغلقت نصف الإنارة في المنزل وجلست ع أحد الأرائك وهي تنتظر أخاها شعرت ببرودة تسري في أطرافها لم تكُن تنكّر في قلبها كُل ذلك الخوف منه تخشى أن يقع نظره عليها تتوقع أن يروغها ويعيدها للمنزل صاغرة بذّلة |
لن تتكلم إن فعَل ...’ فهي في نظره ليست سوى حقيرة تستحق ذلك وبقّوة ابتسامة غبيّة تسللت بخجَل وهي تعبث بيديها فوق حجرها .. لا تنكّر إلي أي مدى اشتاقت له ربما ضَربها أمام أعين الناس أهانـها أبكاها طويلاً لكَنّها شعرت حقاً ان هناك من يفكَر من أجلها يهتم لها , ويخاف عليها ظَنت فعلاً أنها مجّرد تخاريف صنعتها هي لكّنه يستحق .../ يـــالله ألتفتت بذعر نحو مصَدر الصوت حيث وجددت أخاها يقف هناك ثم خَرج وهو يأمرها بإحكام إغلاق الباب ارتجفت قبضتاها وهي تدير المفتاح ثم استدارت وهي تلحق به وهي تتجاوز السلالم للأسفل من طابقهم السادس وما أن وصلت لباب العمارة الرئيسي حتى وقفت مستنَدة على أحد ركبتيها تلتقط أنفاسها .. اللاهثة رفعت بعدها رأسها فوقعت عينيها مباشرة نحو أخيها و " فيصَل" الذين كانا ينظران نحوها لم تكَن ملامح "فيصل " التي راقبتها من بعيد تحمل أي تعبير فاعتدلت وهي تصَلح حجابها وأقترب منهم وهي تتسلق " الميكرو باص " الخاص بالمستشفى وجزء من حديث أخيها يصَلها ../ ومن وين لي غيرها .. وأنا النوم كابس عليّ ركبت السيّارة وقد لاحظت وجود ممرض أحتل الجهة اليمنى من المقاعد وفي الجهة الأخرى جلست ممرضَة جلست هي في الزاويّة حينما تسّلق أخوها السيارة ليجلس بجوارها بينما جلس "فيصَل " بجوار السائق ابتسمت للممرضَة الذي أحضرها الأخير ليهمَس أخيها في أذنها ../ كأنه توقع جيّتك .. أنا بجلس هنا جنّبك والرجال إلي بمنّره الحيين بيجلس هناك المكان ضّيق أعتدلت في جلوسها وهي تبتعد لتسمح لأخيها بالجلوس ثم ألتفتت نحو الممرضة بجوارها صافحتها وعلى وجهها ثم تأملت من خلال الفتحة من زاويتها حيث بإمكانها النظَر بوضوح له حيث ملامحه الجامدة فأرسلت لتلك الملامح ابتسامة ود عميقة لا تدري إلى أيـن قد تقودها ..! * بلا حب ... بلا وجع قلب وش جانا من ورا هالحب غير الألم .. غير التعب وش جانا .../ حاتم يالزفت .. قفّل يلي إنت فاتحـه بسرعة .. ليتبعها صوت أخر .../ لا وترا بقّول لأبوي إنك أخذت من فلوس شروق وأشتريت لنفسك عشا استدار نحوهن حيث كان في مقّدمتهن وهو ينظر لأجسادهم السوداء الغارقة في الظلمة ../ لييش مقهوريــن .. أصلاً حتى لو قلتوا له موب زعلان عليّ .. يعني تبغوني أموت جوع مثلاً صرخت إحدى أخواته بإنفعال ../ لا بـآالله حلال عليك وحرام علينَــآ .. فتابع طريقه نحو الأعلى ../ أنــآ غــير أناولد.. وأنتــم بنــآت يعني تأكلون في بيتكم .. نظَر إليهم وكُل منهن ترفع طرف عباءتها لتبرز " سيقانهن " النحيلة وهن يتسلّق الدرج المنحوت على سطح الجبَل ويقفّزن من وآحدة إلى أخرى أملاً في أن يكون وصَولهم بأقل تعب وجهد مبذوليـــن و لأنه ولد كما يقول كان أول من وصَل فطرق الباب لدقائق حتى فتح لتسطـَع حزمة من الضوء الأصفر القوي على عتبات درجهم المنخفضَة وصوت أختهم الكُبرى ../ وعليـــكم السلام .. إنت ما تعرف تسّلم .. مّرت دقائق حتى وصَلت أول " البنات " أمام الباب لكَن صوت باب المنزل المقابل وهويفتَح جعلها تلتفت نحوه بقوة وهي تقول ../ أهلاًآآآآآآآآ وسهلاآآآآآ .. كيف حالك يا أم عبدووو .. ؟ لتومئ تلك العجوز المختبئ نصفها خلف باب منزلها ../ بخير إنتو كيف حالكم ؟ أجتمع الفتيات الأخريات أمام منزلها وهن يصافحنها باحترام ثم تسأل الكبيرة بينهن ../ سلامات والله ما تشوفي شر .. يالله بكرة إن شالله تروحين معانا .. عشان نبيع طّيب هزت رأسها ببطء وهي تبتسم لهم بودْ عميييق ثم أبتعدن إلى داخل دلفن إلى منتصَف المنزل مباشرة حيث ألقت كُل منهم حمولتها ودخلن إلى حجراتهن تبعتهن أختهم الكُبرى إلى حيث هُن ../ ها .. بشّروا .. .../ والله يـآ نـــورة ماغير رزق من الله ساق لنا ذيك الحُرمة يلي بغت تشتري بقشَة شرووووق كُلهاااا .. ابتسمت نورة بسعادة حقيقية وهي تقترب من شروق وتحضنها بقّوة .../ شااااااااطرة شروّقًة .. ماصار لها من نزلت معاكم أسبوعيــن وباعت أكثر منكم .. . عقَدت إحدى هُن حاجبيها وهي تكرر جملَة " نورة " ../ وبااعت أكثر منكم .. ياختي الناس ماصارت تشتري إلا من إلي يحزّنهم .. وأختك كاشفة عن وجهها .. موب مثلنا ينفجعون لا شافونا ضَحكت شروق بقّوة ../ كيك كيك و أنقهرت بتوووووووول .. وأنقهرت بتّوووول .. ألتفتت نورة للأخريات ومازال وجهها يحمَل ذات الابتسامة ../ وأنتم وش صار معكم ..؟ حّركت إحداهنّ كتفيها بلا مُبالاة ../ زهرة باعت أكثر منّي ..بس أناا يعني جبت شّيء مو ولا شيء ابتسمت أكثر وهي ترتبت على كتفها مُجيبة ../ خيــر إن شاء الله .. خير .. الحين قومَوا مثل الشاطرين وجّهزوا معاي الغدا وسلَمن على أمي قبل ما تخرج .. وخرجت لتجد والدها يدلف للداخل نزع شماغه المبتّل من شَدة الحّر وأعطاه لها حينما اقتربت لتقّبل رأسه وهي تقول ../ الله يعطيك العافية والأجر .. ومايضيع لك تعبْ لم يجيبها وتوجه للداخل شّدت قبضَتها على ما اُعطيّ إليها من دقائق ثم دخَلت للمطَبخ ألقته في سلّة صغيرة مخصص للغسيل " السريع ثم أقحمَت يديها تحت صّنبور المياه التي سُكبتْ باردة بعكْس كُل تلك الحرارة المُضرمَة في صَدرها تكَره منظرها أقل منهم .. تشعَر أحياناً حين رؤيتهم برغبة عارمة في قتل كُل من يقف في طريق مواصَلة صعودهم شعور مستبّد بالدونيّة مزّقها أرباً أرباً حتى قبل أن يعرفوا بشأنها عاشوا فقراً مُراً ولم يشكوا أحدُ منهم ألمه لكَن ألم السُمعَة ألم تلك المصيبة كـآن أكبر أكبر بكثييير من ظّنهم ربما هي شهور فقط وتعود إليهم ولكَن أي جحيم ينتظَرهم حينئذ * أفاقها بقّوة يد صغيرة تضَرب بطَنها بكُل قوتها جلسَت وهي تنظَر لصغيرتها بإعياء شديد وشيء من الظلام يحيط عينيها من جديد أغلقَت حينها بقّوة تعيد التوازن لرأسها وصوت معاذ يخترق طبلة أذنها بقوة ../ مااااااامااااا .. جنى من أول تبكي مدّت ذراعها وهي تقّرب سرير أبنتها ثم تّوسّعت عيناها بقّوة حين رأتها بين يدي معاذ الذي كان يحملها بشكَل مائل بكلتا يدي بالإضافة لإحدى ركبتيه حمَلتها منه بسرعة ../ يــآ حمار من قالك تشيلها .. حّرك رأسه ببراءة وهي يحّك إحدى أذنيه ../ بس شفتها تبكي .. وإنتي نايمة .. بس كٌنت بنووومهااا حملتها وأخذت تحّركها بهدوء بين ذراعيها وهي تحّرك رقبتها بألم إثر وضعية نومها السيئة ثم تذكرت فجأة ماهو عليه الوضَع الآن فنهضَت سريعاً وهي تعدّل شعرها ../ معااذ أنا نمت كثييير .. ليأتيها جوابه ../ لا موكثيير .. يعني شّوي كثيير خرجَت من الغرفة وهي تهبطْ درجات السلم سريعاً تركت ضيوفها ثم صَعد من أجلها فنامت من شدة أعيائها استغربت أن أختها لم تفتقدها حتى أو تصعَد لتلحق بها كما كانت تظَن لكَن ما إن اقتربت من باب المجلس حتى وصَل لها صوت أمها يقول بقّوة ../ بنتنـــآ يــآ أم وافي موب عايفيناها وإلي سواه ولدك على عينا وراسنا لكَن إذا بنتنا ضعيفة .. وما تقدر تدافع عن نفسها .. فترا لها أهل وعزوة يدافعوون عنها..وما كان ولا صار إلي يدوس لها على طرف ولا يهيناها ويذّلها فكان الجواب بصوت أقل إرتفاعاً جعلها تقترب من الباب أكثر وضربات قلبها ترتفع بوتيرة سريعة ../ صحيح يا أم وافي .. حنّا والشاهد الله زعّلنا إلي سواه وافي .. ودعااء مرة سنعة ماتستاهل جارة .. ولكِ إلي تبينه .. وأبد هالشيء موب مخلينا نقاطعكم ولا نزاعلكم ../ أصيلة يـآ أم وافي أصيلة .. والعتب على عيال هالزمن إلي يحسبون بنات الناس لعبة بيدينهم .. وإن كان موب عشانها إلا عشان بزرانه إلي عندها .. لكَن بأخذها هي وعيالها ومال أحد دخَل فيها |
../ إيه إيه .. لك ِ إلي تبينه موب قاهرين الأم في عيالها أكثر كفاية إلي سواه بكري فيها وأعيدها لك يا أم سلطان إننا موب معاه ولا حنّا إلي حّرضناه .. ويشَهد الله إني زعلانه منّه وموب راضية على سواته أبد أبد فضَح وجودها بكاء جنى من جديد فكان ذلك البكاء هو مسلسل النهاية لذلك الحوار الناري المُبّرد فابتعدت عن باب المجلس نحو المطَبخ صَنعت لها حليبها بهدوء شيء من القهر أجتاحها تتملكها رغبة عارمة في البكاء والصراخ لا تدري لم لا يدعوها وشأنها إن كانت تشعر بالقهر فلـ يتركوها تداري نكبتها وحدها شعرت بشخص ما يقف معها ألتفتت وهي ترسم إبتسامة حقيقية لم تكن تريد أن تطيل مكوثها على شفتيها لأنها ستبكي حتماً ولا ريب اقتربت أختها منها واحتضنتها رغم تلك الصغيرة بينهم إلا أنها راحت تبكي بصَمت وهي تبتعد عنها وتتطعم أبنتها حليبها التي تلقّفته بلهفَة كلهفة الألم الذي تلقّف قلبها حين همست أختها في رغبة لمواساتها ../ ربك كريم .. أمممم أنا طالعة أرتب لبراء ومعاذ ملابسهم * ../ أففففففف مابغيت .. أطلعي يا مرجانة ترا راحت كانت تتحدث بهمس فعدلت الفتاتان لتخرج فتاة من تحت السرير وهي تزفر بقّوة ../ ول صايرة الحراسة مشددة هالأيام ..! ابتسمت لها صبا وهي تضَرب كتفها ../ بس جد أشتقنا لك .. بادلتها " نور " الابتسامة أيضاً ../ تدرين ليش فّرقونا ..؟ عقدت حاجبيها وابتسامتها مازالت معلقة هناك ../ ليييش ؟ ../ عشاانـا العنبر المشاغب خخخخخخخخخخ ../ ههههههههه مالت عليك .. وين قالو لك مدرسَة هي ../ لا ياخبلة إنتي وهي عشاان موب نفس الترتيب الأبجدي حرف الميم في البداية ../ يرحم أم الحروف الهجائية إلي عندك ../ لا بس عجبتيني ذاك اليوم .. يوم الصنادل .. ../ وأنا بنت أبووي .. قدّهااا ../ لا ومن وين لك واحد .. أذكر زنّوبة أخذت حقك ذاك اليوم خخخخ ../ موب حقي .. سحبته من رجل فتو خخخخخخ ابتسمت صبا بفرح وهي تقول ../ بس موب حرام عليك المَرة هي وش ذنبها ؟ أكيد إنك عّورتيها نظرت إليها " مرجانة " باستنكار فتدّخلت " نوير" سريعاً ../ إيه صَح .. ما دريتي .. صارت مُشرفة صبا النفسيّة قاطعتها ../ نوير ../ أدري أدري .. بس جد واضح إنك حبيتيها وتأثرتي فيها رفعت " مرجانة " ذراعيها لإسكاتهم ../ ويت ويت ويت .. مشرفة إجتماعية .. كم باقي لك ..؟ مطّ صبا شفتيها وهي تنطق بحزن ../ حول الأسبوع ابتسمت مرجانة بسعادة ثم قفزت نحوها تحتضَنها وهي تهّزها بفرح ../ والله وبتخرجـيـن يـآ صباااا الدبّة .. بتوحشنا خشّتك المليحَة فأردفت نور ../ إيه والله بنفقدك حييل .. ابتسمت وهي تتأمل تعابير السعادة في وجوههن وهي تود أن تبكي دماً لذلك لم يكُن ظلام السجون ولا ألم سراديبها ولا مقاصَل الجلد أفضَل حالاً من خروجها حيث التعذيب الأبدي لروحها * في جزء هادئ من مدينة جدة وأمام عمارة مازالت مجّرد هيكل وقف ساعات الفجَر الأولى تسير بثقَل محملة بعبء دقائق يوم جديد أخترق سكون صوته الهادئ ../ خلاصْ أنا جاهز ع الساعة أثنين أقابلك عندها.. أغلق الهاتف ثم أستقّل سيارته عقَد حاجبيه وأدار جهاز الراديو في السيارة ليصَدح صوت القارئ أحمد العجمي مُرتلاً خواتيم سورة البقَرة بصَوت غشّى فؤاده بالخشوع واصَل القيادة نحو منزَله مغلقاً بذلك يوم طويل مُنهك لكَن صوت هاتفه ذي النغمة المميزة صرخ من جديد ألقى عليه نظرة وأكمَل طريقه بلا مُبالاة يشَعر بلذَة حين بدأ بفعل ذلك لكَن شيء من الضَعف يكتنف جزء من مشاعره دقائق أعقبت ذلك الأتصال ليتلوه أخرى ثم أخر ثم أخر يعلم يقيناً أنها لن تمّل حتى أوقف سيارته وتناول مجموعة من الأوراق ثم ألتقط هاتفه ليعاود الأهتزاز من جديد عقدْ حاجبيه بإستغرب وهو يجيب ../ بندر .. وش فيه ..! ليجيبه الطرف الأخر بعمق وحزم ../ ما فيه شيء .. بس إنت وينك ؟ .. / قدام بيتنا ..! ../ أجل حّرك أنا فبيت أمي ركب سيارته بسرعة مجدداً وكل فكرة سيئة مرت من أمام خيلته لم تمّر سوى عشر دقائق أوقف بعدها السيارة أمام سور المنزل ولم ينتظر فتح الباب لأدخلها دلف وهو يتنحن بصوت مرتفع ليأتي صوت بندر ../ أدخل يا صقر محد هنا دلف للمجلس الكبير وعيناه تبحث عن أثر لأي مصيبة دعاه لأجلها بندر , لكَن منظرهما جعل تلك الكُتلة المرهقة في صدره تنقبض فقد جلست في الصدارة " خالته " تمسك بعصاه وتسند على مقدمتها ذقنها وعلى وجهها تعابير هي خليط ما بين الحزم والضيق بينما بندر بدا في قمة توتره وهو ينهض ليقترب من والدته ويدعو صقر للاقتراب مرت دقائق طويلة وكلاهما معرض عنه وغارق بإفكاره حتى قطع صمتهم صوت الأخير .../ ممكن أفهم وش السالفة ؟ ليجيبه بندر سريعاً وكأنه كان ينتظر سؤاله ../ بنت عبدالله باقي لها أسبوع و تخرج .. وأمي تقول إنها مالها مكان عندها هوى كلمه قنبلة موقوتة على وشك الأنفجار داخل روحه .. المثقلة بالألم , الحُب , والندم والإنتظااار ألتفتت نحو خالته وهو يتكلم بصَوت أجش وبعمق قال ../ وشوله يـآ خالتي .. البنت مالها مكان إلا عندك نظرت إليه كالمستفيق من غيبوبة ظلاميّة وصوتها نطق بضيق اختزلته من روحها ../ صقر .. حنّا بالقوة بيضَنا سمعتنا .. وألفنا على خلق الله قصَة موتها .. وأنت تدري إن الناس داخلة خارجة عندنا ومن تجي علمها بيوصَل لأخر دار فبادرها بندر قائلاً ../ زين .. كلامك على العين و الرأس .. وين بيوديها أجل ؟ عطينا أقتراح نهَضت وهي تقّدم عصاها على خطاها ثم قالت لتلقي آخر قنابلها في وجوههم ../ ودّوها للمزرعة .. اتسعت عيناهما بصَدمة بينما انفرجت شفتا بندَر بذهول أكبر وأعينهم المصدومة تتأمل ظَهر خالته التي غادرت المكان بهدوء ../ من جدّهاااا قالها بعد أستعاد رابطة جأشه وشعور من السعادة اللزجة تغمر كيانه أرخى بندر رأسه بين ذارعيه ثم أجابه بعد برهة صمت ../ مدري .. يا صقر مدري أسند الأول ذراعيه فوق ركبتيه ونظر نحو بندر مُباشرة وهو يقول بكُل ثبات ../ أسمع .. بنخليها بالمزرعة .. عقد الأخير حاجبيه وهو يجيبه بعصبية ../ صقر بلاه هالذكااء الزايد .. المكان كله رجاال شبح أبتسامة سيطر على طَرف شفَتيّ الأول ../ خليّها عليّ .. وأنسى سالفتها من تعتب بّرا هالباب .. غرز أصابه بعصبية داخل شعره وهو يرد بقوة ../ بتجنني ولا وشّ ..السالفة فراسي فراسي .. إنت موب محرم لها أجابه وهو يتكأ ببساطة و هدوء وثقة ../ ممكن أصير .. بعد إذنك طبعاً تأمله الأول بذهول لدقائق فقط بعدها اجتاحت ملامحه شيء من الراحة وكأن تلك الفكَرة كانت المصباح المنطفئ فوق رأسه .. وأنار الآن أما الأخر فقد زفرت ملامحه براحة وكشفت مشاعره عن ساقيها وأخذ قلبه يرقص لتلك المأدبَة ف ليالي الفرح قادمَة لامحالة |
* دغدغت المياه الباردة المتقاطرة من شعرها وجنتيها , وشيء من البياض والنقاء برزّ بقّوة على ملامحها بدت أبعد ما تكون عن الشبه بتوأمها فقد زادت ضألتها والتصقت جلدتها بعظَامها أرسلت نظرها وهي تتأمل الغرفة على أتساعها وتحدق بهدوء في أختها ألم يعتصَرها لفرح الأولى بها تركتها تنام لشّدة ما بكت وضَحكت ليلتها لم تتمكن من النوم والراحة لأنها لم تعتدهما أصلاً لكَن شعور أرقّها كثيراً فمشهد سقوط جدّتها لازمها طيلة ليلها لكنّها بدا أشبه بمشَهد صَدمتهم بخبر " تعاستها " عدا أن الأخيرة كانت على مَلاء نهضَت بعزم وهي تربط شعرها فوق رأسها أخذت حجاباً أبيضاً أشارت لها أختها عليه قَبلاً ثم خرجت مغلقة الباب خلفها بهدوء وما إن تجاوزت السلالم نحو قصَدها فاجأها صوت حاد من خلفها ../ وين .. وين .. ويــن ؟ ازدردت ريقها بصعوبة و رفعت جزء من حجابها لتغطّي وجهها ثم ألتفتت لمصَدر الصوت وبصَوت خافت فضَح خوفها ../ بـ ب شوف جـ دتي كان يقف على بعد أربع خطوات عنها أجابها وهو يتأملها من رأسها لأخمص قدميها وملامح مُشمئز قال ../ جدتي ماتبيك .. تتعّذرك .. ولا أستقبالها لك أمس كان دليل حُبّها لك . همّت بالصعود لكَن صوت ميّزته سريعاً قال ../ منذر .. ألتفت نحو عمّته القادمة من الردهة الخارجيّة ../ هلا ألتقط أذنيها حديثه لها فقالت بحزم مشّددة على حروف كلمتها الأولى ../ تأدب .. وأخرج أبوك يبيك أعاد بصَره نحوها وألقى عليها نظَر هزّتها ثم أبتعد خارجاً بغضَب لتقترب العمّه منها ثم صافحتها وهي تومئ بابتسامة ../ صباح الخير .. لم تجبها هديل وإنما ظّلت تتأملها بخوف وكأنها تتوقع أن تفاجئها بردة فعل مخالفة لما تحمله ملامحها فربت الأولى على كتفها وعادت تقول ../ معليه .. صبّحتي على منذَر .. لسانه طويل متبّري منه لو تدرت عليه أسيل كان أدّبته . فهّزت هديل رأسها بنعم وهي تكشف وجهها لا تدري لم أكتسحها الحياء فجأة عندما لمحت نظرات عمّتها المتأملة لها والتي قالت سريعاً ../ ضَعفتي بدت كلمتها غبيّة فارغة فتداركتها قائلة ../ إيه .. إذا تبيـن أمي .. هي الحين نايمة بعد الظهر بتكون قامت ألتفت حين جاءت إحدى الخادمات وهي تقول ../ مدام .. أمي كبير يبغا أنتي ..! عقدت العمّة حاجبيها وهي تقول ../ صحيت .. .../ إيه .. عندها بابا ياسر وبابا عبد الرحمن فالتفتت نحوها وهي تومئ بإبتسامة حمقاء ومبررة ../ والله ما دريت موتقولين عمّتي كذابة .. تعالي أجل دام عندها أخواني تقّدمتها عمتها وتبعتها هيّ بقّوة غريبة تحمل ساقيها على الهرب بعيداً والعودة حيث كانت شتمت نفسها مراراً داخل عقلها لم تتحمّل نظَرة الحسرة في عيني جدتَها فماذا سيفعَل أعمامها إذاً وما إن برزت لهم حتى شعرت بكتلة أشبه بالصخَرة تهوي بقّوة محطمَة قلبها أو بقايـآهـ أرى آثارهم فأذوب شـوقـاً ----- وأسكب في مواطنهم دموعي وأسأل من بفرقتهم بـلانـي ---- يمن علي منهم بالـرجـوع وجه الفجر طل ~ وعيون الظلام | إستحت | سهران [ وحالي ] ظروف الوقت : تلعب معه ! كل مانويت أرتفع للصبر ينزل / تحت .. وكل مانزلت [ الصبر ] كفّ السما ~ ترفعه ! ترفعه ! ترفعه ! عرفت لكم يا الحلوين ما تردوش إلا للذي يتأخر عليكم كثير يعني بمعنى يتدلع عليكم سوف أقوم بهذا الفعل كي تردوا على روايتي وأترككم إلى لقاء قريب |
اللذة السادسة شمّر عن ذراعيه وهو يتجاوز بركة من الوحل متجهاً نحو ذلك المحزن المتهالك في الطرف الأقصَى من المزرعة حيث يحجبَه عن الأنظار كومَة من الأشجار المتدّلية دلف إلى المكان وهو يرصَد تلك الغرفة الصغيرة في زواية المحزن ومساحة صغيرة مليئة بالقشّ الأخضَر الناضَج الذي نشَر رائحَة في المكان بقّوة جعلت رغبَة من العُطاس تجتاحه فكّبتها حين أستدار لصاحب الخطى خلفه ../ أسمع .. العّمال بيجون بكرة الصَباح بدري .. وأبيك تكون معاهم حّرك الأخر رأسه بهدوء لم يلبث أن قال فوراً ../ هُم بيجون يعيدون بناه ..! فحّرك صقر رأسه إيجاباً وهو يقول ../ إيه .. وهاذي الحشيش شيله من هنا وخله في المخزن الخارجي والبعير لا تقّربه من هالصوب ولا تخليه يأكل من هذا المكان عقدْ الأخر حاجبيه و صوته ينطق بالكثير من الأسئلة ../ ليه يا بوي كل هذا .. المخزن طيب .. والشجر في المنطقة مناسب لهم .. ولا عند ناوي على شي زفر صقر وهو يخرج من المكان ويتأمل الفيلا الكبيرة القابعة على بعد مترات عن هذا المكان لا يعَلم أي سعادة أليمة تلك التي راحت تنهش كيانه بنهم يكَره شعور الندم الذي ينتابه لكَن شيء من القسوة المحفورة في صدره هي ما تجعَل عملية المكابرة أكثر سهولة وبقلب قُدّ من صخر ../ إيه .. بتجي هنا حُرمه لم يكَن يدرك معنى الحقيقي لتلك الكلمات لكَن اتساع عيني الأخر و كُل ذلك الذهول الذي غطّى ملامحه السبعينية وهو ينطق ../ حُرمه .. هنا ..!! استدار نحوه وهو يجيبه ببرود تعّمده ../ عندك مانع ! تلعثم الأخر وهو يحّرك رأسها بالنفي ../ لاآآ .. يا سيدي ..بس أنا كان قصدي إن العمال و... قاطعه وهو يلّوح بيده وتابع طريقه نحو الفيلا .../ أسكت بس .. وأسمعني أنا معتمد عليك ف كل شيء هنا ليهزّ الأخر رأسه بخوف غطاه بطاعة ../ إيه ما بقصر ما بقصر ليرمقه صقر بنظرة أخرسته لتابع بهدوء ../ بتجي في نهاية الأسبوع وقتها بيكون المخزن جاهز بسريره .. والحمّام بيجي السبّاك ويضبطه ويكمَله .. ثم يجون راعين الأثاث ويركبونه إنت خلك معهم أول بأول وبلّغني .. العمال ولا واحد منهم يقرب هنا كُلهم برا.. فقاطعه من جديد ../ زين لو جوا الأهل .. قصَدي أمي الكبيرة أكمل ../ والتنظيف يكون يومياً الفجر يصلون ويكونون هنا يسقون الزرع ويخرجون قبل ما تصير سبع .. و إنت تكون معاهم مشرف عليه وواقف قدّام الباب حق المخزن..وتحرسه.. سواء كان الأهل موجودين ولا لا ثم دار حول الفيلا بصمَت تأملها صقر طويلاً ثم أنطلق خارجاً .. وعند السيارة سأله أخيراً بقلق ../ طّيب يا بوي .. هي خدّامه للفيلا يعني ..؟ تأمله لدقايق ظّنها الأخر من عُمق نظراته دهوراً ثم أجابه ../ لا .. أي قّوة تلك التحُرك مشاعره بعُنف أي ضمير ذلك الميت بداخله لم يفسّر سبب أي برودة تجتاحه لذلك فمنذ اعتقلوها بسببه مات ضميره وشيّعه خلفها ولم يأبه بعدها لشيء * |
أغلقت الباب بهدوء شديد ثم ألتفتت للقابعة في منتصف الحجَرة فقد أنكفئت على تعبئة بياناتها في ورقَة إدارية مهمة اقتربت منها وجلست على كُرسي خلف المكتب مُقابلها بعدها رفعَت الأخرى رأسها وشفتيها تحمل ابتسامة حزينة ../ خلّصت .. هذا إلي أعرفه ألتقطت الورقة منها تأملتها سريعاً ثم وضَعتها جانباً وعندما همّت لتسألها جاء سؤال الأخرى أسرع ../ وكيف حاله عمّي بندر ..! لم يكُن مهرجان الاعتراف أمراً صعباً على ميسون ف قليل من الكلمات أوصَلت خبرها لها ولم تكَن دموعها أقل بذخاً من الأخرى لكَنها تجاوزت كُل هذا بأقل قدر من المشاعر وأجابتها ../ بخير رفعَت أناملها تغتال دمعَة مازالت تفضَحها أمامها أظهَرت من الضَعف ما يكفي حتى الآن لكّنها همسَت بصوت شاحب ../ ههه .. والله مو مصَدقة ..إني ... رفعَت عيناها المبتّلتان نحو السقف وكأنها تبحث عن الكلمات لتسعفها ميسون بحنان ../ شفتي أحد يقرب لك ..! نظَرت إليها لدقائق ثم حّركت رأسها بقوة ../ إيه إيه .. أحس بشعور فسألتها ميسون محّركة دفة الحديث نحو أفق أخر ../ نفس الإحساس إلي بتحسينه يوم بتشوفين أهلك ..بس مستعَدة ؟ أرخت بنظراتها أرضاً وهي تحّرك رأسها بالنفي لتكَمل ميسون أسألتها ../ أممم .. ليش ؟ صمتت صبا طويلاً بعدها أجابت بشيء من الخجَل ../ مَدري أحس إنهم ... ممم مدري أسندت رأسها على راحتيها وهي تقول لها ../ عمتي تحّبك .. وتعرف وش كثر عانيتي هنا .. أكيد إنها بتحتويك من تشوفك .. حتى البنات مشتاقين لك صمتت وهي تلتقط إنعقاد ملامح الأخرى ثم إنحناء طرف شفّتها نحو الأسفل وهي تكمَل بسخرية ../ إيه مّرة .. حتى إنهم كُل يوم جو هنا و زاروني .. هه إنتي تتمسخرين عليّ .. ولا تبين تمشّيني على قدَ عقلي .. لأنه إذا كذا .. فأنا أسفه أقولها بصَدق .. أنا مو مثل هديل ..! أبتسم ميسون بهدوء وهي ترفع كوب القهوة وتجيبها بذات النبرة الحنونة ../ أدري .. ولأني أدري .. ما عاملتك مثلها .. ولا أنا وش فايدتي هنا ؟ صمتت لثواني ثم أكملت بعدها ../ تدرين أبد ما أعشّمك في شيء .. وأنا موب كاهنَة أقول عن أشياء قبل ما تصير .. لكَن يقَدر الواحد يتوقع ردود أفعال خاصَة فمواقف مثل هاذي .. لذا عندي سؤال وش متوقعَة منهم يسوون لمّا يشوفونك ؟ أزدردت صبا ريقها بصعوبة لكَن شيء أشبه بالثقة غطى روحها أو جزء منها على الأقل وهي تجيب ../ ما يبالها تفكير .. مثل يوم عرفتي إني أقرب لكْ ..! صُدمت ربما تبدو أقل معنى في وصف حالة ميسون لكّن في عملها لايجب أن ينتصَر المريض أبداً فقالت سريعاً ../ وغيره ..؟ ../ أصلاً تدرين .. أنا بدون ما أشوف ردة فعَلهم .. ميسون أنا موب منتظرة منهم شيء .. أنا بروح بيت " أم أبوي " أخذ أغراضي وملابسي و بروح عقَدت حاجبيها وبصوت متوجّس سألتها ../ إيه بتروحين .. وين يعني ..؟ تعرفين مكان أحد من أهلك عادت السخرية تزّيين ملامحها وهي تجيبها ../ أهلي .. ماعندي .. أنا بروح للميتم .. ../ ميتم ربمُا كانت قد تعاملت مع حالات النفور والهروب قبلاً لكَن شيء أخر بدا مميز وبشَدة في صبا للتابع الأخرى بذات الهدوء والثقة ../ إيه ميتم .. ميسون يمكن لأنك جديدة.. وعمّي ما قال لك عن شيء لكَن أنا أبوي مات صحيح .. بس أمي حيّة .. مكانها على حَسب كلامهم مجهول .. وهم موب مهتمين .. لأن السالفة ما تعنيهم .. أنا كلي ما عُدت أهمهم .. فأحسن حل إني أروح لها وأبتعد عنهم .. يمكن أرتاح وأريحهم .. تأملت الأولى أظافرها في محاولة للهروب من عينيّ الأخرى فكُل هذا مجّرد حديث من سجيَنة ومهما حاولت التعمق في صبا تجد أنها تضَيع أكثر لماَ كُل هذه الثقة التي تلون عينيها لا تعَلم أي خوف راح يسيطر على كيانها فلأول مرة منذ قابلتها وبدأت في جلساتها معها تجلس صبا هكذا لأول مرة تراها تضَع إحدى ساقيها فوق الأخرى أي مُستقَبل ينتظَرك أي حياة تلك التي تخططين لها إنها ليس سوى مٌزلق تنحدر نحوه ببطء وأي شياطين بدأت تقامر لاستقبالها * ../ سلمى .. سلمى ..ئوووووومي الناس راحت علينا فتحت عينيها ببطء وهي تشعر بألم شديد يغزو رقبتها اعتدلت سريعاً وهي تتأمل السيارة الخالية حولها ثم وجهه " الممرضَة " أمامها ../ وشو .. وصَلنا ..؟ ../ أيوة .. من زماان . .يلا خلينا نشيل ونلحئهم .. دول أكيد وصلو ونحنا هنا نهضَت سريعة وهي تدير رقبتها بصعوبة دفعتها صديقتها أمامها وهي تشير إليها بحمَل كيسين كبريين حملت هي مثلهم حمَلتهم و أخذت تمشي خلفها بتعب تشَعر أنها لم تستفق من نومها بعد أو أنها ما زالت تحلم قالت بصوت مُتعب ../ أفففففففف وجع .. وش حاطين ف الأكياس ؟ وعندما لم تجد جواباً سألت من جديد ../ وين راحوا هم .. أصلاً وين المستشفى ..؟ وليييش كذا ؟ أصلاً إنتي وش أسمَك ؟ أجابتها أخيراً وبصَوت صاحبه نفسها المُتقطَع ../ إسمي نشوى .. وبتعرفي كُل حاجة لما نوصَل بس بالهداوة يا حببتي ..! عقَدت حاجبيها وهي تعيد بصَرها نحو الخلف سيارتهم تقف بعيداً لا تجد هُنا أي بَلدة أو حتى خيال لها مشين طويلاً وتوقفت " سلمى كثيراً " فأزعجَت نشوى من مصاحبتها لكَن أحياناً كان تسترخي الأخيرة بجوارها من شَدة التعب أخيراً وصَلن لـ "بيت لاهيا " لمْ يكُن منظَر المكان مشّجع أبداً فأصوات الطائرات واضحْ وأصوات قنابل من بعيد ْ جعلت قلوبهم تتقافز في حناجرهم وأربعة من الشرطَة يقفون برشاشاتهم هٌناك بصعوبة نطَقت " سلمى " ../ ياويلي .. وش بنسوي .. ما أظُن يدخّلونها .! و كأنها توقعَت ذلك فملامحهم لم تكُن من تلك المحببة على الإطلاق كان ذلك مٌفتاح لكُل شيء سيء في عقلها ربما لا يوجد شيء أكثر سوءاً من فتاتان تعبران بجاور ثكَنة إسرائليية ضحك الأصحاب يقودني لبكاء منسي لأدراج مغلقة على أطفال يشعلون دموعهم ليستأنسوا * * سوزان هٌم ليسوا سوى اُناس بحاجَة لشيء من الشفقة ليلنا | بارد | وقلّ الحيله ~ أقسى إمن الهرب ! وآول الدرب [ إهتدى فيني ] وضيّع آخره .. لاحضن دافي .. [ يدفيني ] ! ولاعندي | مشب ~ إحترقت .. وصار قلبي [ جمر ] كنّي / مبخره ! اللذة السابعة استرخت بتعب على وسادتها المبتلة ربما من كُل تلك المشاعر التي أخرجتها مع دموعها أو ربما مع كُل تلك الحمى التي راحت تنهش جسدَها الضعيف تأملتها القابعة بجوارها وهي تغطّي جسدَها لتهمس لها الأولى بضَعف ../ بالله شوفي .. جنى إذا تحتاج شيء ../ زيـن أنتي ارتاحي .. ولا ترهقين نفسك ../ وين معاذ وبراء ..؟ ../ مع علي أخذهم البقالة .. تركتها لتحاول النوم مع كُل ما يستقر بجوارها أدوية تعَلم لأي مدى كُبت مكاحلها وإلى أين وصَلت بها أحزانها تغرق نفسها في كُل عمَل لتشغَل بها روحها تتألم لألمها ولا تعلَم ما السبيل لـ تساعدها لا تدري لمَا بدت في نظرها أكثر حُزناً عندما جلبوها إلى هُنا بدت كـزهرة قطَفت قبَل ميلاد الربيع يابسَة ذابلَة يائسة وأكثر مما يجب في نظرها , ../ خاللللللللللللة سمية شوفي معاد الكب أكل حواوتي أرخت جسدها نحو الصغير وهي تلتقط الحلوى المبللة بريقه هو عندها قال معاذ ../ كذآآآآآآآب .. أنا ما أكلتها هو إلي أكلها ويقول أنا إلي أكلتها ../ وااااااااا .. تكذب على أخوك الكبير .. هيّا هاتها موب ماكلها تجمّعت الدموع في عيني براء وتجمد للحظات بعدها فتجاهلته و هبطَت للأسفل أما هو فتحرك بهدوء نحو غُرفة والدته تسوقه دموعه و حنينه نحوها مّر اليوم بطوله لم يرها دلف إلى الحجرة الدافئة وأقترب من جسَدها المختبئ داخل الغطاء لكَن عُلبة غسيل كبيرة وممتلئة بالماء أوقفته قبل أن يصَل لها فنحنى وهو يغمَر يديه فيه ثم وضَع يده الأخرى ثم نهضَ وجلس بهدوء داخله وعندما شاهد سكون والدته تقّوس ظَهره في محاولة منه لإقحام شعره لكَن رنيــن هاتف والدته جعَله يقفز بقّوة وخرج مبتعدَاً عندما لمح والدته التي نهضَت وألتفتت نحوه بينما هو راح يجري بسرعة نحو الهاتف على المنتضَدة حمَله وعاد به جرياً نحو والدته المذهولة من مظَهره أمسكت بهاتفها ووضَعت يدها الأخرى على وجهه ../ براء وش هذا .؟ وين كُنت ...؟ ../ كُنت أتسبح .. ردي ردي شوفي بابا كَلمته الأخيرة هي فقط ما ذكَرتها بوجود الهاتف بين يديها فالتقطت عيناها أسم المتصَل وهي تضَغط على زر الإجابة وتلصِق الهاتف بإذن صغيرها الذي سكت قليلاً ثم ألتمعت عيناه وهو يصرخ ../ باباااا ..الحمدلله ... باابا إنتا وين !! ... متى تجي ؟ ... معاد عند خالو علي .. إيوة نحنا عند جدة جوهرا .. أنا بروح أنادي معاد إنتا أصبر .. طييييييب .. ماما هنا أرتجف قلبها في صَدرها حين أعلمه بوجودها قربه ناولها الهاتف وهو يركض نحو الخارج ويصَرخ باسم أخيه شيّعته عينيها ومازال الهاتف في راحتها رفعَته فألتقط هو صوت تنفسّها فسأل ../ دعاء .. صوته أستنزفها شيء ما أشبه بحصى كبيرة توقفت في منتصف حنجَرته بينما استفاضت عينياها و تشوشتْ الرؤيا فيها رغبَة بالبكاء كانت كفيلة بجعَل صوتها يخرج متحشرجاً ../ إيوة معك ..! لم يدم صَمته طويلًا حتى قال بثقُل ../ ليش خرجتي من بيتك ..؟ أنزلقت دمعتين من عينيها ضغَطت على جبينيها بأناملها , أزدردت ريقها بصَعوبة ../ أمي أجبرتني .. ولا أنا والله ما بغيت أخرج .. صَمت لـثواني بعدها نطق بغلظَة أحرقتها تماماً ../ ع العموم أنا راجع بعد يومين .. وبعدها برجع البيت يعني بترجعين هناك .. فاهمَة هذه المرة لم تَخف عنه بكاءها وهي تقول ../ إن شاء الله .. حينها أقتحم براء وهو يجر معاذ خلفه صعدا فوق السرير سحَب الأول الهاتف من بين يديه والده وهو يقول ../ بااااابااا جا معااااد خد كلمــه أعطَى الهاتف لأخيه الذي ما إن ألتقطَه حتى قال بهدوء ../ السلام عليكم .. إيوة .. تمام .. ثم صَمت لبرهة لـيقول بعدها بإعتزاز ../ طيب .. خلاص .. أتفقنا .. مع السلامَة ../ أعطيني .. أعطيني بكَلم بابا ../ خلاص قفلت ../ ليييييييش .. يا كب لم تكَن تشعَر أنها معهم مطلقاً رأسها يألمها بشَدة كُل ما يحيط بالصور أمامها غارق في السواد كـ روحها تماماً لكَن كلمة ابنها الأخيرة جعَلتها تنظَر إليه بعتب ../ مين علمك تقول كذا ..؟ تكّلم معاذ قبله ../ سمع خالي علي ..يقول " كلب " لواحد كان ب يصدمنا .. قام قلده أعادت نظَرها عليه فأرخى رأسه وهو ينظَر ليديه بعدها قال بقوة ../ ماما .. شوفي خالة سمية شالت حاواوتي منّي .. ../ إيه قل لها إنك كذبت عليها .. تقول أنا إلي أكلت حلاوتك وأصلاً مو أنا.. ../ ماما برد .. ! نظَرت لملابسه المُبتلَة بالكامل ثم إلى ملامح وجهه هو الأكثر شبهاً بأبيه في كُل شيء حتى المراوغة يجيدها من الآن تنهَدت بتعب وهي تحمله لكَن دخول أختها بسرعة جعلها تتوقف وهي تنظر إليها أما الأخرى فقد شهقَت بقوة من منظر الغرفة ../ ليييييييش صحيتي ... قّومك براااء ها .. هاتي الحمار هذا ..يباله كم كف عشان يصير رجّال اقتربت منها لتأخذه فأخذ يصَرخ بشَدة وهو يتمسك ف والدته بقوة ../ لاآآآآآآآآآآآع .. مابااا ..رووووووووووحي لا أشتكي باااااااابااااا .../ بعَد .. يهددني بأبوه .. أقول تعال أمك تعبانة حرام عليك رفعت " دعاء " يدها لها إشارة لكي تكف عن ذلك ../ خلاص خليه لي .. إنتي شيلي " الصطل " حق الكمادات إلي خليتيه براء دخَل فيه .. تأملت ملامح أختها المحمَرة فسألتها بتوجس .../ أتصَل وافي ..؟ لم تجبها بل تركت شعرها ينسَدل من ناحية وجهها اليمنى حيث تقف أختها لكَن معاذ أجابها ../ إيه أتصَل وكلمناه .. ماما يقول بيجي بعد يومين عندنا .. وقالي أنتبه عليـكم ارتجفت يداها وهي تخلع ملابس صغيرها سريعاً فتنهَدت أختها وهي تشعَر بتعاظَم المصيبة على رؤوسهم خرجت من الغرفة وتبعها معاذ عقَدت عزمها على أن تخبر والدتها أختها ضعيفة أكثر مما يجب ووالدتها عصبية أكثر من الازم أيضاً كُل شيء يحيط بالحكايا غريب لمْ تكُن تلمح نظَرة الذُل في عيني أختها قبلاً ولا تلك القّوة في عيني والدتها لكَن طريقها كان واحد وبدأت هي في حَل خيوط القضَية خيطاً خيطاً وهمست بصوت لا يسمعه سواها ../ بس كذا .. بس عشان الحُزن إلي في عيونك * |
../ نورالعيـن .. نور .. نور .. نووووووور رفعَت رأسها بقوة وهي تجيبها ../ خيــــــــر .. وش تبي ..؟ عضَت شفتيها بألم ../ ظهري يألمني .. ../ أحسن سألتها الأخرى وهي تطوي سجادتها ../ ميـن إلي جَلدك ..؟ زينب ../ لاآآع .. وحده مدري وش قلعتها .../ أجل تدلعي .. نظَرت الأخيرة نحو الأولى التي أشارت بعينيها لـ " نور " التي رقدت على السرير وأدارت ظهرها لهم وحّركت شفتيه بمعنى " كّلميها " فقالت الأولى فوراً ../ نووور .. وش فيك اليوم ؟ على غير عادتك نهَضت واقتربت منها نظَرت للجانب الظاهر من وجهها لتلمح دموعها عقَدت حاجبيها ألتفتت نحوهم تأملت ملامحهم القلقة عليهم فضَحكت بعُنف من بين دموعها وهي تهمس بـ ../ تذكَرت حاجَة تضـحك ثم عادت لـ دخول في نوبة ضَحك جديدة أقوى من الأولى حتى أن دموعها راحت تنهمَر من عينيها الشبَه مغلقة من شَدة الضَحك عقَدت " نويّر " حاجبيها بإستغراب كبير نفس الملامح رسمت على وجه " صبا " تركت ضَحكها وهي تغوصَ في سَرد ذكَرى وكأنها تراها ../ في يوم طلب مني أبوي أجيب عُلبة الأدوات عشان بيصَلح طاولة قديمة يمكن نستفيد منها .. دّورت ع العدّة مالقيتها لا فوق ولا تحت خفت أروح أقول لأبوي موب لا قيتها لأنه بـيهزّئني وممكن يمد يده عليّ .. لكَن إلي كُنت أذكره إن بيت جيرانا إلي ببداية حارتنا عندهم عُدادت أشكال وأنواع وأحجام بحوشَهم .. المفتوح أغلب الوقت قَلت ما في حل غير أنزل أروح لهم تسللت لبرا البيت بدون ما ينتبه أبوي إلي كان يتكلم بجواله ورحت ركضَ على تحت ما انتبهت إن الدرج إلي هي أساساً منحوتة من الجبل موب منظَمة في هالناحية وما أحس إلا رجلي بالهوا .. وراسي ضَرب بقوة في الأرض وتدحرجت إلين عند رجول شَخص بعَد عني بعدها حسيت بيد توقفني وشيء حااار يمشي على وجهي ويوم شفت وجه إلي مسكني طاح قلبي هو نفسَه هالولد .., شفت نظَرة صَدمة مدري نظرة غريبة في عيونه يوم شاف وجهي وحط يده ع عليه وأنا خلاص قلبي صار بين رجولي لكَن منظَر الدم إلي أنطبع في يده خلاني أقوم أجري للبيـت وأنا خايفة إنه يلحقني دخَلت وشافني أبوي .. وصارخ عليّ يناديني .. لكَن اخواتي قالوا له طاحت " وأنشق راسها " وهم جابوا لها وحده ثانية , كانت ملامحها حالمَة وجهها مُنير كالبدر في قاع الظلام ../ لا ومو بس كذا .. أذكر كُنت يوم أشتري من البقالة وما معي فلوس تكفي .. كُنت أدفع إلي عندي كله وأخلي الباقي ع الحساب .. في اليوم الثاني نبيع أنا وخواتي قد ما نقدر.. عشان نسدد ديونّا .. يوم أرجع ألاقيه يقول لي .. خلاص أنا شاطب على أسمك .. فسألته ليش يقول ..ّذاك الولد دفع عنكم .. ويأشر عليه وهو واقف بعيد مع أصحابه و قاطعها صوت " نويّر " المتهكم ../ ها ها ها .. يا بياختك .. أجل كُل هالمناحة ع قصَة حُب وفاشلة بعد مسحَت دموعها بظاهر كفها وصوتها المتحشرج يقول ../ بس .. تذكَرته .. وعندما شاهدت ملامح صبا أكملت ../ غبية صَح ..؟ أرتفع حاجبيها بحنان وهي تلتقط يدها بين راحتيها ../ لا .. حلو أننا نتذكَر الأشياء الحلو إلي صارت لنا .. ونحنا في عمق أحزاننا لـ يقاطعها صوت نوير ../ أقول شف قامت تتفلسف الثانية .. يعني بالله اللحين ما في حياتها ذكريات سعيدة . غير ذي حق الولد إلي يلاحقها بكل مكان .. هذا إذا مكان مع إلي أعتدوا عليك ذيك الليلة صَرخت " نور " بغضَب في وجهها ../ لاآآآآآآ .. ما كان معهم وما أسمح لك تقولين هالكلام .. ../ أقول إنتي يلي طالع فراسك الرومنسية ذا الليلة وفاتحة لنا مناحة ع واحد ما يسوا وإلي يسمعك يقول يوم هاجموك جلستي تتأمليهم وآحد وآحد .. يمكن حبيب القلب كان معاهم .. ../ جب .. قلت لك ما كان معاهم .. ولاتجلسين تصاريخن ترا موب أصغر عيالك .. .. /لاآآآآآ .. كان معاهم .. وإنتي يلي من زود المحبة أنعمت عيونك عن شوفه .. خبلة وبزر وتصَدقـ صمّت أذانها فجأة عن كُل ما تصَرخ به ليست سوى ملامحها الغاضَبة شفتاها اللتان تتحركان بعنف أمامها جَرحتها .. بل وأصابتها في مقتل هل من أنه كان معهم ؟ هل أصابها بالسوء هو أيضاً ؟ بدأت ترتجف بشَدة سقط جسدها ع الفراش تحتها عندما شق صوت صبا حديث نوير المستعر ../ بس .. بس حرام عليك أكلتي البنية بقشورهاا .. وبعدين مالك دخل هي كيفها تحكي عن إلي تبي و مثل ماتبي |
تحولت ملامح " نوير " لـ صدمَة وكأنها كانت في غيبوبة واستفاقت منها فجأة استدارت عنهم وهي تُتمتم بكلمات لم يسمعها أي منهم بينما ألتفتت صبا نحو " نور " التي أقحمت وجهها في فراشها آذتها " نوير" بقسوتها لكَن كُل ذلك لـخوفها عليها حتى وهي في أصل الغربة وعلى أرض المنفى تخشى عليها " نوير " أخر من دخلت إلى هنا من بينهن وأخر من ستخرج أي قلب رقيق تحملينه في داخلك أي حكاية ظلام تلك التي زجّت بك هُنا ألتفتت نحو باب العنبر فلمحت فتيات العنبر المقابل ينظرن نحوهن بفضول وما إن رأينها حتى أبعدن نظرهن سريعاً وأخذن بالهمس فيما بينهم فابتسمت ثم نهضَت وهي ترفع يديها بسعادة حاولت جاهدة رسمها صَادقة على وجهها ../ خلاآآآآآآآص إنتي وهي .. بكرة بخرج من هنا .. وكذا حفل وداعكم .. لأبوابٍ أغلقْناها على خلافاتِهِمْ سنديرُ ظهورَنا المقوّسةَ ونمضي وحيدِينَ صوبَ اختلافِنا كشجرٍ غادرَ غابتَهُ سنقطعُ كُلَّ الجذورِ التي تَصِلُ ترابَهُمْ بقلوبِنا كأنَّ الذينَ يسكنونَ الصراخَ ليسوا آباءَنا كأنَّنا قادرونَ على النموِّ والضحِك بضوءٍ قليلٍ دونَهُم *ْ * وما صَبابةُ مُشـتاقِ على اَمَـــلِ من اللقاءِ كمشتاقِ بلا أمـــلِ والهجرُ أقتلُ لي مما أرقبــهُ أنا الغريق فما خوفي من البَلَلِ* * سوزان * المتنبي تَدري وشْ مَعنى تِضيقْ الوسيعه ..؟ مَعناتها اني بين ,،/ ...........ميّت و مِحتاجْ . ! وإنْ الثُواني مَاتعدي سَريعه وإني عِجزتْ ألقى مَعْ العَالم ........ علاااجْ .." اللذة الثامنة همست لصديقتها بأنفاس مبهورة ../ وش السواة ؟ فأقترن قولها بفعَل الأخرى التي جذبتها بقوة نحو طريق جانبي ضيق لا يكفي سوى لشخصين و أخذن في الجري بسرعة شديدة فما رأينه منذ دقائق جعَل قلوبهم تذوب في قعر الخوف لا يعَلمن كم من الوقت قد مضى حتى توقفت " سلمى " وهي تشهَق بقوة ../ بس بس بس .. نشوى خلاآآآص .. ماااعاد فيني حيل توقفت نشوى على بعد خطوات من أمامها ../ أيوة .. وأنا تعبت كمان.. تعالي ندّور لنا مكان أحسن من هنا مشين ببطء خلف بعضهن .. إحداهن غطّاها التعب وأخذت تسحب كيسيّ الأدوية خلفها سحباً بينما تحَركت الأخرى أمامها بدا التعب جلياً على ملامحها هي أيضاً لكَن العَزم الذي غشّى عينيها وهي تبحَث عن موقع يحتضَنهم لحين قدوم المساعدة برقَت عينا الأخيرة وهي تتوقف أمام سور صغير لمنزل من طابق واحد وهي تقول ../ خلاص هذا المكان مناسب .. توقفت خلفها سلمى وهي تنظَر نحوها بخوف ../ هنا أحسن مكان إلين ما نلاقي تليفون يوصَلنا بالدكتور طرقتا الباب الحديدي لكَن لا جواب ../ شكَله مافيه أحد ..! لكَن صوت مرتفع بدا كهدير مروحيّة فوقهم جَعل " سلمى " تلتصَق ب " نشوى" وهي تصَرخ ../ نشوي أدخلي بسرعة .. بيشوفونا لو بقينا كذا أرخت نشوى ذراعها وهي تفتح الباب بسرعة اقتحمتا الفناء الصغير و أسرعتا نحو مخزن غير مكتمل الإنشاء جال نظَرهن في المكان ثم ألقَت كُل منهم جسَدها في زاوية فوق أكوام من الرمال بدت نشوى متحمسة و هي تفتش في جيوبها عن شيء ما بينما ضمت سلمى ركبتيها لصدرها وهي تزفّر بقوة فمقدار ذلك الخوف الذي تلقته الليلة أكبر من أن تتحمل أستنزف كُل مشاعرها همست وهي تمسح جبينها الذي أخذ يتصبب عرقاً ../ نشوى ما لاحظتي زيي إن الشارع ما مر فيه أحد طوال ما كنا نمشي ضَحكت نشوى ضَحكة قصيرة متوترة وهي تجيبها ../ هههه .. ايوة دا وقت ممنوع التجوال فيه .. صرخت سلمى بصَدمة ../ وآآآآآآه .. أحلفي ؟ اتسعت ابتسامة سلمى الباهتة وهي تكمل سريعاً ../ ولله ..! تلك الابتسامة واتساعها لم يفوتا سلمى مطلقاً شعرت بقَلبها يرتجف داخلها بقوة وهو الذي لم يهدأ منذ ساعات الفجر الأولى بهدوء سألتها ../ سلمى .. إنتي مخبية عني شيء ؟ ازدردت الأخرى ريقها وهي تومئ بإستسلام ../ بصراحة .. رقم الدكتور فيصل ضاع مني ارتسم الأنفعال على وجهها بقوة وهي تصرخ ب ../ ما شاء الله .. و ليش يعطيك ر.. تماسكت و غيّرت ما كانت تنوي قوله سريعاً ../ معاكِ جوال ..؟ هزّت رأسها بالنفي و هي ترخي عينيها نحو الأرضَ وعلى وجهها مسحَة ندم ابتسمت سلمى وهي تحاول أن تهدئ من روحها ../ خلاص أجل كيف ب تكلمينه ..! ../ بنطلب من أحد تلفون يوصَلنا بيه ../ من ميـن يعني ؟ ../ معرفش .. بس إنتي أصبري يمكن يجي أحد هنا كانت كلمتها بمثابة النبوءة التي تحققت سريعاً فبمجرد أن أنهتها حتى صَدر صوت أشبه بالطقطة داخل المنزل بجوارهم تحركت سلمى سريعاً أقتربت من نشوى وهي تقول ../ سمعتي ../ آه ../ يمكن أهل البيت مو ..؟ ../ أيوة ../ شكَله أحد خرج الحوش ../ لحظة أشوف أحنت رأسها حتى كاد أن يلامس الأرض ثم نظرة من فجوة الباب تراجعت سريعاً وهي تقول بهمس ../ أيوة .. دا راجل ..! ضَغطت سلمى بأصابعها ع شفتيها كي تمنع تنفسّها المرتفع أن يفضَحهما مّر الكثير من الوقت .. لكَن أصوات عالية تحمل كلمات عربية بلكنة فلسطينية جعل سلمى تنهض وهي تحاول أن تبدو أكثر شجاعة ../ خلاص قومي أظن خلّص منع التجوال ..! وبالفعَل بدا وكأن الشارع قد أمتلئ فجأة فتعَلقت عينا سلمى من خلال الباب ع رائح والغادي وهي تلكز نشوى بكوعها ../نشوى .. قومي شوفي نهَضت الأخرى على إثرها تأملت المنظَر لدقائق بعدها احتضنتها بقوة ../ يسسسس الحمدلله .. يلا نمشي هزّت رأسها بالإيجاب ثم دخَلتا وحملتا أغراضهن وخرجتا فتمتمت لـ " نشوى " : ../ وش رايك نسأل صاحب هالبيت إذا عندهم تليفون ..؟ ../ أوكيه أحسن برضو ..! اقتربت سلمى من الباب وراحت تطرقه بهدوء دقائق فتح بعدها صبي صغير الباب فسألته : ../ نادِ لي ماما ..! وعندما همّ ليجاوبها سألته نشوى فوراً ../ باباك موجود .. ؟ فهزّ رأسه بالإيجاب وأسرع إلي الداخل بينما قالت نشوى لسلمى بتهكم ../ تنادي أمو ليه .. هههه ولا تحسبي نفسك في السعودية مطّت شفتيها وهي ترد بسخرية .. / لا تتمسخرين .. فاضَية وحدة ظهر والد الصبي رجل عجوز أبعد الباب وهو يدعوهن للدخول دخَلن وسلمى تمسك بيد نشوى بقوة سألته نشوى ../ السلام عليكم ../ وعليكم السلام ../ يا عم نحنا ممرضتين .. بس توهنا و نبغى تليفون عندكم ..! حّرك رأسها بالإيجاب وهو ينحني ويطَلب من أبنه أن يلبي طلبهم تأملت سلمى مظَهره ثيابه الرثَة عيناه التي رغم عماهـ قد اعتلاها حُزن سديمي غريب أحضر الصغير الهاتف وناوله لسلمى الأقرب منه فأخذته نشوى بدأت تعصر ذهنها لتتذكر الرقم ../ عسى ناسيته بعد ؟ ../ لا أصلو أنا جلست أحفظو طول الطريق لهنا .. أصبري عليّا شوية ../ عجّلي ..عجّلي ضَغطت ع الأرقام ثم ألصقت الهاتف بإذنها لكن " الرقم " خطأ حاولن لمدة طويلة لكَن بلا نتيجَة شعرت " سلمى " بالدموع تجتمع في عينيها وكأنها ضاعت وسط بلد لا تعرفها وبعيدة عن كُل ما ينتمي إليها نطَق العجوز أخيراً ../ إنتوا ضايعين عن شو بالزبط ؟ تنهَدت سلمى وهي تجيبه بضَعف .../ تصدق إني مدري ../ شوووو لتلكزها نشوى بقوة وهي تجيبه بصوت مرتفع ../ عن المستشفى فهزّ الرجل رأسه وهو يقول ../ مافي مستشفى هون يا بنتي .. بس موجود مركز صحي يمكن هوّا إلي ضعتو عنو حّركت نشوى رأسها بحماس ../ آه .. هّوا دا بتعرف فينو ؟ أمَر الرجل أبنه أن يقودهن إلى هُناك بينما سيطر اليأس كُلياً ع سلمى التي أخذت تلحق بنشوى المسرعة أمامها ../ أُفيييين .. نشوى لا تجري .. شوي شوي فأجابتها الأخرى وهي تتابع هرولة .../ لأ .. أنا خايفة الواد يضيع .. كانت تجري خلفهم بجسَدها لكَن عقلها وقلبها يتأمل تفاصيل الحياة من حولها فوق كُل ذلك الركام حيث يعيشون هُم .. ضحكاتهم .. وكلامهم حتى شيبانهم حيث يتحلقون عند باب مقهى متهالك وكأنهم يتجاوزون الظروف .. ليكونو كغيرهم عند هذه النقطَة إنحرف تفكيرها عندما تناهى إلي سمعها صوت نشوى المتعَب ../ وأخيراً .. وصَلنا .. دا الدكتور فيصل تأملت النقطَة التي كانت تنظَر لها عند منتصَف الطريق وعلى الجادة المقابلة لهم وقف طبيبهم المسؤول عنهم وهو ممسك بهاتف وبدت حركات يده وتعابير وجهه كمن يصَرخ , بدا غاضَب جداً .. أزدردت ريقها وهي تقطَع الطريق نحوه مُباشَرة * |
فتحت عينيها ببطء شديد ثم جلست على السرير بسَرعة جالت عينيها في الغرفة وكأنها تبحث عن شيء ما بعدها قفزت نحو الحمام غسَلت وجهها تذكَرت أنها لم تُصَل فصلت سريعا ثم ألتقط شال أبيض وهبطت درجات السلم قفزاً وهي تردد همساً .../ وينها ... وينها .. وينها ولأن عقلها بدأ مشوشاً للغاية خرجت نحو باب الفيلا ونظَرت في الساحة الكبيرة لم يكَن أحد هناك سوا " منذر " يقف بجوار منزله تحركت عائدة للداخل وهي تضَغط على رأسها لتوازن أفكَارها فأسرعت نحو غرفة جدتها .. وعندها بدأت خطواتها تتباطأ شيئاً فشيئاً ثم أرهفت سمعها , كانت صوت بكائها أشبه بالنحيب وهي تغوص بين ذراعي جدتها تبكَي بهَم مُفرط وجسَد عمّتها يمسح على ظهرها في محاولة منها ل إبقائها متماسكَة أكثر من ذلك .. لم يكَن أي من الأطراف يتحدث .. لكَن عيني عمّيها الذين راحا يلتهمانها بتفكَير عميق لا أحد منهم يبدو وأنه أشفق عليها فأفكارهم إن ظهرت ستبدو بعيدة كُل البعد عن ذلك أشاحت الجدة بعينيها وهي تقاوم الوجع الذي راح يظهر على ملامحها ../ خلاص يابنتي .. يعني بتقتلين نفسَك من البكا لتشَهق هي بقوة من بين دموعها ../ بس أنا أخطيت في حقكم فصححت لها عمّتها ../ تقصَديـن في حق نفسك .. هديل حنّا عارفين إنك تعذبتي وأخذت جزاء كل من يسوي سواتك .. رفعت عينيها وهي تمسك بيد جدتها بين يديها ../ يمّه .. راضية عنّي ..! هُنـآ سقطَت دموعها وهي التي أرادت من نفسها أن تبدو أكثر مقاومة أمام فلذة كبدها التي أنجبها إبنها .. ربّتها وأحسَنت تربيتها لكّنها تمردت على الكل عند أول صَدمة واجهتها صمتت لدقائق طويلة مّرت رفعَت شالها و أزاحت دموعها عن وجنتيها المجعدتين وعيناها تنظَر لملامح أبنيها الذين راحا يرمقانها بقَوة وكأنهم يطالبانها بعدم فعَل ذلك فقالت بحنان وهي تحاول أن تحتضَنها .../ الله يتوب على عبده لـ أخطأ ثم ندم وتاب وأستغفر .. وش وله الصياح هذا كله اللحين وأنا أمك .. فزمجر العم مُباشرةً بعد إنهائها قولها ../ يمّه حنا ما عندنا بنات وسخات يعيشون منعمين مكرمين مثلهم مثل الطاهرات العفيفات .. وهالبنت لاحقتها العيبَة .. وطَت روسنا قدام الخلق .. وخّلتنا نتحاشى الأوادم والناس بسبّتها لكَن الأخر ألتزم الصمت ولم يعقَب اعتدلت هديل في جلستها بينما نظَرت الأم لإبنها وهي تقول بهدوء ../ وإنت من إلي قالك إني بخليك تصرف عليها ولا تعيشها في خيرك .. ولا من متى وأنا كلمتي تنكَسر يا محسن عندما قالت كلمتها الأخيرة عَلم هو لأي مدى أغضَب والدته الصعب إرضاءها لكَن شيء أشبه بعناد وقهر غطَى كيانه فهمهم بقوله ../ إنتي على العين والراس .. و الملامة لاحقتها يمّه .. و منقود إنك تساوينها بالأحسَن منها .. وهي إلي خرجت عن أوامر دينها و راحت ورا كبيرة من الكبائر فقاطعَته هديل وهي مذهولة مما يقوله بقسوة ../ بس فقاطعتها جدّتها ../ جب .. ولا كلمة يا ولد .. ولا لك شور عليّ وعليها ولا كلمة .. لكَن شكَراً يا ولد بطني على أخلاقك ما قصَرت .. و اللحين فارق أبغى أناام نهض وتوجهه للخارج بسرعة وخطواته تنبض غضباَ ولكَن قبل أن يصَل للخارج ظهَر جسَد أمام فتحَة الباب لتلتقط أعينهم كُل الذهول التي ارتسم في وجهها وانفراج شفتيها ومن ثم اختفائها فوراً يامن عدا ثم أعتدا ثم اقترف ثم أنتهى ثم أرعوى ثم أعترف ابشر بقول الله في آياته إن ينتهوا يغفر لهم ماقد سلف الحلم ماهو مستحيل مدام تحقيقه ..[ مُباح ] والليل لو صار طويل ’ أكيد من بعده ../ صباح اللذة التاسعة رفع رأسه وهو يتأمل ملامح وجهه بحدَة قد لا يدرك فعلياً مقدار ذلك الحقَد الذي أشتعَل في صَدره بغتة لكَن قبضَته التي تكورت وهي تضَرب فكّه السفلي ليرتد الأخر إلى الخلف بضع مترات لمس موقع الضَربة بالقرب من شفتيه وهو يقول .../ لاء لاء لاء ما تفقنا على كذا يالصقر رفع الأول سبابته في وجهه وهو يقول ../ اسمع .. علمن يوصَلك و يتعداك للحثالة إلي جايبهم معك إن جاني خبر .. ولا مجرد إشاعة عن هباب جديد مسوينه هنا لا أوصَلكم لسابع سجن .. تفهَم ولا لا ؟ تأمله الأخر ببرود شديد رغم ذلك الدم الذي شق طريقة نحو ذقَنه .. ../ وويـن تبينا نروح .. ؟ أحسن مكان لنا هنا ..؟ ثم مالت شفتيها بإبتسامة ../ وإنت وآحد منّـآ .. ولا نسيت اقتربت من صقر أكثر بينما أغمض الأخر عينيه بقوة علَم لأي مدى أستفزّه .. وربما ظنّ أنه قد يضرب حتى الموت حالاً ثم فتَح عينيه ببطء وهو يراقب رحيله الغاضَب من المكان لا ينكَر أنه يخشاه وبشَدة لكَن بذور خطَة جديدة راحت تداعب رأسه الأسود جعَلت ابتسامته تتسع والدم يتدفق معها من شق في شفته حتى ذقنه * (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمد فقست قلوبهم وكثيرا منهم فاسقون ) مع كُل كلمَة كانت تشهق فتنزلق دموعها على وجنتيها بكَت وأبكَت من حولها بينما ارتجفت قلوبهم لهذه الآية العظيمة .. و هذا الخطاب الإلهي القوي تحللت من صلاتها ثم غطّت وجهها براحتيها تستعيد أنفاسها المتقطَعة .. انحنت نور وهي تهمس لها في أذنها ../ الله يوفقــك .. والله بيوحشنا هالصوت العذب رفعَت رأسها وهي تتأمل وجهه صديقتها المحمر بإمتنان و ود عميقين معرفتها بنور رغم قصَر عُمرها كانت أعمق وأصدق من كُل صداقة كونتها قبلاً نهضَت بعد أن فرغت من أداء تلك العادةالتي يقمن بها في السجَن فأي فتاة يفرج عنها وجب أن تصَلي بالفتيات حتى تزرع في داخلهن أمل بأن نهاية هذه الغربة قريبة بتوبَة صادقَة و روح نقية من الدنَس كـ قربها من روحها الآن خرجت ويلحقن بها الكثير من الفتيات وقفن في منتصف الساحة وهي تسلم على هذه وتحتضنها تلك وتراقبها أعين آخرين من زوايا بعيدة متلهفين أو ربما متخيلين ما شكَلهم حينما يكونوا مكانها لكَزت نوير صبا ../ شوفي شكَلهم جوا يطلعونك ..؟ ألتفتت نحوهم ثم انسلَت من بين البنات تتبعها نويّر , التي احتضنتها بحرارة وهي تنتحب على كتفها ابتسمت صبا بحزن ../ إيه وينها القّوية اللحين قاومت دموعها وهي تجيبها بهمس شاحب ../ والله يا صبا إني موب قويّة .. و إلي تشوفينه نفاق اتسعت ابتسامة الأخرى فلأول مرة تتحدث نوير عن نفسها ببساطَة احتضنتها هي مجدداً وهي تربت ع كتفها وتهمس في أذنها بصوت ضعيف ../ لا تخافيـن ترا السالفة بسيطة .. بس علقّي قلبك بالله .. هو إلي بيفرجها , ../ يالله يا بنت المديرة تبيك .. بسرعة نظَرت نحو مجموعة الحارسات التي أحاطتها وهي تتأمل جموع البنات على بعد خطوات منهم ثم قالت بإصرار ../ وينها نور ... ؟ أمسكتها إحداهن من عضَدها وبدأت في سحبها بخفة فاستدارت معهم ثم تجاوزت قسم السجن من بوابة صغيرة محاطَة بأقفال وسلاسل من حديد وأغلقت الأبواب خلفها لتنزلق دمعَة يتيمة على حياة صارت ذكرى منذ الآن , أبقوها في غرفة صغيرة مخصصة للإنتظار جلست تتأمل نقوش الحائط نظافة المكان الرائحَة الذكيّة لم تكُن تدري كم من الوقت قد مّر حين فُتح الباب ودلفت ميسون وهي تقول بسعادَة .../ يالله صبا .. المديرة تبيك .. بعد ما تخلصين منها كذا ربع ساعة ونمشي تسارعت ضربات قلبها أمسكت بـصدرها وهي تحاول أن تزيح ذلك الألم الذي راح يجتاح فؤادها اتجهت خلف ميسون نحو المكتب دَلفت إلى هناك حيث غرفة غارقة في الفخامَة يتوسطَها مكتب كبير جلست خلفه سيدة متقدَمة في العمر وبجوارها أخرى شعرت وكأنها قد رأتها قبلاً .../ السلام عليكم ..! صافحتهم وجلست أمامهم ثم أرخت عيناها إلى الأرض فقالت ميسون بحيوية ../ صبا .. هاذي الأستاذة صالحة المديرة .. وهذي الأستاذة مها المسؤولة عن أسر المسجونين و المفرج عنهم رفعت بصرها نحو الأخيرة وتذكَرت أيـن رأتها ثم ابتسمت لها بخفَة فبادلتها الأخرى الابتسامة وهي تقول .../ الحمد لله على سلامتك ..ونحنا جبناكِ اليوم هنا عشان نقولك خبر إن شاء الله يفرحك .. ثم نظَرت نحو المديرة التي أكملت بهدوء و رزانة ../ سمعنا عن سيرتك في السجَن وعن الأعمال إلي سويتيها لكثير من البنات هنا .. وحاجات كثيرة مختصَرها نحنا نبارك لك جهودك .. و بنعطيكِ شهادة حُسن سيرة وسلوك مختومَة مننا تقدري تسجّلي فيها بأي مكان خاصَة لو حابة تشتغلي او حتى تكملي دراستك رآح قلبها يحّلق كعصفور سعيدَ وشفتها تخذلها في رسم إبتسامة أكبر وهي تقول بهمس صادق ../ الله يعطيكم العافية .. ابتسمت المديرة ببساطَة لجملتها وهي تجيب ../ الله يعافيكِ ويهدكِ .. وإن شاء الله ما نشوفك هنا ثاني إلا إذا تبين تشتغلين عندنا علَت ضحكاتهَن عداها فقد أكتفت بالإبتسام لهٌن ثم طَلبت منها المسؤولة إخبارها بعنوان المنزل الذي ستقطن فيه بعد خروجها لسؤال عنها كُل شهر ، دقائق بعدها أصبَحت في نفس الحجرة حين تركتها ميسون لتستعد للذهاب لم يكُن خبر " الشهادة " مُفرحاً لها لذلك الحد بل راح صوت كالصفير يزعق في أذنها وقلبها يرتجف في جوفها بشدة تبدو ميسون في قمّة السعادَة أم أنها ستجد الطريق هادئاً سالكاً حتى حجرتها قطَع عليها دخول سيدَة قصيرة ممتلئَة الجسم وهي تقول بصَوت جهوري ../ يالله تحَركي سيارتك برا اتجهت نحوها و هي تشعَر أنها تكاد تسقط على وجهها من شَدة خوفها قادتها نحو الخارج لكَن توقف صَبا جعلها تلتفت نحوها ../ أمشَي يالله همست صبا التي التفتت للخلف وهي تتحرك بتلقائية نحو مكتب ميسون ../ أصبري ميسون بتجي معي سألتها بإستغراب ../ مين بيروح معك ؟ تأملتها لبرهة تنهَدت بعدها وهي تلحق بها أمسكتها من ذراعها وشدّتها نحو الخارج ../ يـآ بنتي تعالي الله يهديـك .. محد بيروح معك السيارة تنتظرك بلحالك .. ولأن خوفها كان كأنه بمثابة القائد لها لحقت بها كهلام تاركَة خلفها بقايا خُوفها وشيء أشبَه بالذكرى و جمود لم تستوعب فيه وضعها إلا حينما ألقي بها في الخارج و دوى صوت الباب الحديد الكبير خلفها مشهَد الشارع المظلم أمامها وهواء راح يحّرك حجابها كما يلعب بدقات قلبها سيارة سوداء تقف على جانب الطريق ترّجل منها رجَل أقترب منها مسرعاً فتراجعت إلى الوراء أحاط ذراعَهُ كتفها وتحرك بها ألقاها داخل السيارة وأغلق الباب بجوارها التي تحركت قبل حتى أن يغلق الأول بابه مشهَد راح عقلها يسجّله ببطء |
ليستوعب ما يحدث جيداً وأخر ما التقطته عيناها عيناهـ هو تنظر إليها * سكينَه غشَت روحها شيئاً فشيئاً حتى غطّت كيانها وابتسامة رضى كاملة رسمتها على وجهها أغلقت المصحف وطوت محرابها وأقتربت من أسباب سعادتها التي حّركت يداها وعيناها من داخل سريرها حملتها و راحت تداعبها لوقت لا تعَلم يقيناً كم الوقت قضَته هُنـا لكّنها تخاله دهراً أبَى أن ينقضي صوت من الخوف كالصرير دالخلها ولا كنها تتجاهله بقَوة رغم يقينها أن هذه اللعبة ستنكشف يوماً ما حتماً وكأن هذا اليوم يقترب أو ربما هذا ما تشعر به فقط حتى تلك اللحظة التي سبقت دخول القوي .../ دعااااااااء .. زوجك تحت منظَر أختها جعَل تلك الابتسامة التي لم تغادرها تتسع لتتحول لضحكَة صغيرة ما لبثت بعدها ان قالت بود ../ هههه وش فيك منفجعَة كذا .. شوي ونازلة فبادرتها الأخرى وهي تشير بسبابتها محذرة ../ دعاء .. ترا علي معاه في المجلس وأمي اللحين رايحة له فحّركت كتفيها وهي تقول ببراءة ../ طيب ..! زفرت بقوة و هي تقترب نحوها تكّلمت مشَددة على كُل حرف ../ دعااء .. السالفة جد .. الكل حارق أعصابه و إنتي ولا كأنه في شيء .. علي معاه بالمجلس وأمي بتجي اللحين بيأخذ زبدة الكلام إلي جاي عشانه .. و طالب يشوفك ..فخليكِ ثقل ابتسمت لها وهي تربت على يدها .../ لا تخافي .. أختك اقوى من إلي تشوفونه .. بس خلوا كل شيء بيدي .. و بيصير خير إن شاء الله ملامح وجهها عينيها ابتسامتها حتى راحتها التي مسحت على راحتيها جعَلت شيء أشبه بالصخَرة أُزيحت عن خاطرها وهي تهمس لها بصَدق ../ أجل روحي الله يريحك قد نكون قد شعرنا بالفواق أحياناً كثيرة و أي إحساس ذلك الذي يعطينا إياه شيء أشبه بقنبلة تنفجَر ثم ترحل دون أن تألمك وبمجرد أن تتنفس تعاودك الكّرة من جديد و لاكأنه ألم أراد أن يؤلمك لكَنه يرحل دون أن يفعَل ذلك على أمل أنه سيعود من جديد ليؤلمك ولن يفعَل ... , تضارب مشاعرها كان سيد كُل شيء ينبض في داخلها نزلت وهي تحمل طفلتها أو جزء أقتطَعته من روحها و خلفها أبنها الذي حمل سرير أخته الصغير فقط من أجل المظهَر البطولي الذي سيظهر به أمام والده سَارت نحو المجلس مباشرة وعيناها تنظَر نحو بابه الموارب لأن أي فعَل سيحدث من حولها كفيل بأن يعيدها لنقطَة البداية أقتربت حتى أصبحَت في موضع يمكّن الجالس بالداخل أن ينتبه لوجودها لكَـن صوت والدتها التي تكَلم بثقة قاطعة ../ بنتنا و منّا عايفينها .. ويشرون رضاها ألف رجّال وإنت يا ولد عمّها روح و استانس مع إلي أختارها قلبك .. وخلّص بنتنا .. فدخَلت للمكان وهي تهمس بهدوء ../ أمي لاء .. ثم ماذا بعد ؟ |
* تحَركت بلا هُدى في المكان وهي تحتضَن هاتفها المحمول بقوة كّررت إتصالها لكَن أختها لا تجيب يجب أن تتحرك أي طريق عليها أن تسَلك تجهَل المكان بما يحويه ولم تفكَر إنها ستقع في مأزق من هذا النوع أبداً ربما أحلامها كعقلها صغيرة لا تطير لما قد تحمله الأيام تحَركت لوقت وعيناها تلتهم الملامح علّها ترى شخص تعرفه وتسأله ليرشدها بعدها إهتز هاتفها في يدها فألصَقته بإذنها سريعاً وهي تتكلم بغضَب ../ ويـــنك ..؟ ليش ما ترديـن ../ شوي شوي كُنت بمحاضَرة وخرجت منها أكلمك .. وش تبين تابعت بصَوت مخنوق ../ مدري ويـن مبنى " ز " ..؟ أصلاً مدري انـآ ويني فيه ؟زفرت الأخرى وهي تعود لتستأذن الدكتورة للذهاب وثم انطلقت لنحو أختها لترشدَها دقائق وأصبحـآ أمام مبنى " ز " قالت أثنائها " " : ../ والله لو نور هنا كُنت ما حتجت لوجهك آلمت الأخرى العبارة ليس لأنها شتمتها بل لأنها تحمل إسم إختها وكأنها تذكرها بأن هذا المكان سيدَة نور رحلت بهدوء وتركتها تتأمل المبنى الشبه متهالك بصمت ثم زفرت وهي تهمس ب ../ كانت أحلامنا مثل بعض .. تعالي يا نور شوفيني دخلت نفس قسمك تماماً حينما نود أن نسأل الراحِلُون قَبلنَـآ أيْ طَريقْ يجبْ أن نَسَلُك فلا تأتي الإجابَة ونظَل نردد بإصرار كالمجانين عند مُفترق طرق أي طريق ؟ أي طــريق ؟ ونظَل هُناك بلا إجابَة بقلوبٍ صغيرةٍ خبَّأناها في الجيوبِ كعُلَبِ سجائر مجهولةٍ لآبائنا بخطواتٍ متهدِّجةٍ أنهكتْها الرطوبةُ في أصواتِهِمْ بالمسافةِ حينًا وحينًا بالسعال نزحنا من وهمٍ إلى آخر .جذوعًا تركلُ تشوُّهاتِها في غبارٍ* *سوزان لو إن الحُزن إنسان ما وفاله من بناته أحدْ ............[ إلا أنا ] اللذة العاشرة ../ يمّه لآ ثم ازدردت ريقها بقوة وهي تتابع مشيحة بعينيها عن عيني والدتها ../آآآآ .. أنآ بسمع وش يقوول أول .. ثم أصبحت عينيه بدآ لها أن كُل شيء اختفى إلا هو عيناها تلتهم ملامحه تريد أن تلتقط أي تعبير بالرحمة أو حتى بالشفقة لكَنه نهَض وأقترب منها بخطى واسعة وفي ثواني أصبح أمامها تماماً ترتجف هي لأنها , تراه جيداً وتسمع أنفاسه أغمضت عينيها بقوة حينما شعرت بيده تضغط على صغيرته بين يديها فلامست ذراعه ذراعها أرتجف قلبها في صَدرها كطائر مقطوع الجناح لكَن صوت ذا نبرة مميزة أخترق عقلها فأنشلها من كُل لذة حاولت أن تتذوقها ../ دعااااء ألتفتت نحو والدتها ببطء شديد وعيناها تحمل ألماً كبيراً نحو كُل ما يجري هُنا تناول أبنته من بين ذراعيها وتركها ترحل بخطى هادئة نحو والدته بينما ذات الجمود يعتلي ملامحه .. , ولم ينكسر إلا حين تأمل الصغيرة بين يديه جلست بجوار والدتها و هي تقّوس نظرها للأرض كعادتها في حضورها فقالت الأولى بحزم : ../ انـآ قلت وبعيد لك هالكلام ستين مرة .. بنتنا وإن كان لها ماضي تشوفه إنت غير مشّرف .. فأنـآ أقول لك رح وأنبسط مثل ماتبي لكَن بنتنا ألف من يتمناها .. ولا تجلّسها حسرة على قلبك .. عضَت على شفتيها بقوة وهي تهمس ../ يمّه .. لكَنها تابعت : ../ وإن كُنت جاي مطالبنا بحق عيالك .. فعيالك لك .. لكَن لا تقهر أمهم فيهم خلّهم هنا لين يكبرون ثم خذهم لك .. لكَن صوته قاطعها بقوة معلناً بداية حرب أرادت " زوجة عمه " إنهائها : ../ لكم الحشمة يـآ عمّتي .. وإنتم أهلي و على العين و الرأس .. أنا ماجيت مطالب بحق عيال أنا جيت أبي حرمتي وعيالي سوا .. أبتسم قلبها بسعادة ولولا خجَلها منه لنهضَت له و أحتضَنته بشَدة لكَن أمّها التي أجابت بصرامة : ../ و تقول عندك حرمة .. يوم إنك متزوج عليها وحدة ما تسواها حتى أهلك متفشلين منّك ..و وتارك حرمتك وبنت عمّك هي وعيالها شهر لا تسأل ولا تتصَل ولآ كأنهم يعنون لك شيء .... ولا من هذي إلي الحريم بالمجالس يقارنون بين بنتي وبينها ويقولون .. تركها زوجها يدور الناقص فيها عند غيرها جرحتها والدتها ربما لم تكَن تفكَر بتلك الطريقَة أبداً صدمتها بوصَفها للواقع بصراحة تامة هل ذهب لأخرى تبدو أجمل مني .. هل هي مثلي أم أحسَن ؟ هل أحبّها أم مازالت سيدة قلبه بمفردي ؟ رفعَت يدها بتلقائية تلمس شعرها الأسود الطويل بشرود ثم أيقظها صوت أخيها الذي تكلم بهدوء و إتزان : ../ أسمع يا وافي .. حنّا نبيك بالصورة .. وأنا ما أرضى لأختي تتعذب و السبّه ضره أنت موب غريب علينا نخاف عليها منك.. حنّا ما نلزمك على شيء مو زين لنا ولها لكَن زوجتك بتجلس عندنا لين ترتب أوراقك .. ثم صمت لجزء من الثانية وتابع مشَدّداً على حروف كلماته : ../ يا أختي .. يا غيرها رفعَت نظرها نحوه تتأمل ملامحه تبحث عن إجابة تبحث عن رغبته في عينيه لكَن لا شيء فملامحه لم تكُن نحوها وكأنها مُغَيبه منذ بداية حضورها إلى هُنا تود أن تنهض نحوه تريد ان تقسَم بأنه يفهم كُل ما يحدث خطأً تقسم أنها اشتاقت إليه و أنها ترنو لسماع صوته يخاطبها بحنان كعادتها به أو قسوة يشاكسها بها أحياناً تتمنى أن تحطَم قلبها لأنها خذلته خذلت روحها رغماً عنها تربعت تحت قدميه تقسم له مراراً أنها لم تفعَل شيء لكَنه أبى و أمتنع كابر ثم خرج من عندها نحو أخرى هدّدها بذلك دائماً لكَنها لم تكُن منصَته له .. كانت على يقين بأن قلبه له ولن يفعَل ما يقول جاء صوته هذه المرة أقل حدة يكسوه شيء من الأهتمام ../ إلي تبونه بيصير .. و انـآ بمشي اللحين .. بس قبل ما أمشي أبغي منّكم طلب تألمت فهو لم يجبهم مباشرة هل رحل ليقترع أيهم يجب أن يطلق ؟ ربما تساوت الأصابع في تلك اللحظَة وكانت كٌل الوراق تحمل " هي - هي – هي " نعم , تجزم بأن الأسهم ستصيبها ../ أطَلب يا وافي .. ../ بتكلم معاها شويّ .. لم تستوعب طلبه إلا حينما نهضَت والدتها للخروج فساعدتها حتى أو صَلتها للباب ثم تركتها تتابع طريقها مع علي وعندما ألتفتت نحوه وجدت براء قد ألتصق به بينما معاذ يقول : ../ أبوي إنت زعلان من امي ..! تنهَدت بألم وهي تهمس بتلقائية ../ انتم هنااااا ! لم يجيباها لأنها لم تسألهم أصلاً انشغلت بكُل تلك المشاعر التي تزاحمت في روحها دون أن تدرك بأن قلوبهم البريئة ترصَد ما يحدث هنا راح براء يتأمل يديه بصَمت بينما دمعَة صغيرة وتقّوس شفاه معاذ جعلها تتنهد بقوة وهي تقترب منه أمسكت بذراعه وهي تقربه نحوه جلست على الأريكة وهي تقول بإبتسامة: ../ ليش البطل يبكي ..! مسح بظاهر يده دمعة إنزلقت على إثرها دمعات وراح يشهَق بعنف و هو يقول ../ ليش ... جـ جـ دو تصرخ على بـ بـ باباااا .. ابتسمت رغم كُل ما قد أرتسم في عينيها من ألم ../ ومين قال .. جدو تحب بابا وهي تبيه يأخذنا معاه شهق براء وهي ينظر لوالده كأنه يبحث عن الصدق عنده ../ والله ابتسم له الأخير وهي يقول بسعادة .../ إيه والله ثم أكمل بهدوء لـمعاذ ../ اللحين قلت معاذ رجال و بيساعد ماما و براء و جنى ليش زعلان طيب قّرب الكرسي حق أختك منّي عشان أتأكد .. رجّال مثل ما أنت ولا تغيرت مسَح دموعه ببطء وهو يقترب من الكرسي قدَمه لوالده وعاد لحضن أمه من جديد وضَع صغيرته على الكرسي ثم نهض وهو يقول لدعاء ببرود : ../ دعاء لازم تفهمين شغله مهمة .. بس تعالي لبرآ أتجه بحزم نحو باب صغير مطَل على الحديثة الخلفية للمنزل نهضَت وقبل أن تلحق به قالت لمعاذ بقوة وحزم ../ روح لخالك وقلّه .. أمسك المرسول .. وهو بيوديكم البقالة وعندما انهت جملتها كانا قد خرجا تنهدت وهي تجر خطواته أزدردت ريقها بقَوة محاولة حصَر مشاعرها وإغلاق روحها عليها |
* و دوى صوت الباب الحديد الكبير خلفها مشهَد الشارع المظلم أمامها وهواء راح يحّرك حجابها كما يلعب بدقات قلبها سيارة سوداء تقف على جانب الطريق ترّجل منها رجَل أقترب منها مسرعاً فتراجعت إلى الوراء أحاط بذراعَهُ كتفيها وتحرك بها نحو السيارة أدخلها و جلس بجوارها وكل ما حدث ليس سوى مشهَد راح عقلها يسجّله ببطء ليستوعب ما يحدث جيداً وأخر ما التقطته عيناها عيناهـ هو تنظر إليها اتسعت عيناها بشَدة وصدمَة قوية ألتهمت عقلها ليس سوى تلك الصور والمشاهد تعاد في ذاكرتها ألمها سجنها .. ثم إنكسار روحها ومشَهد هذه العينين أخيراً رآحت أناملها ترتجف بشَدة أحنَت رأسها سريعاً وهي تغلق وجهها براحتيها وتسد إذنيها ب إبهاميها وكأنها تحاول ترجمة كُل ما يجري هُنا لـثواني عدّة فقط استوعبت ما هي عليه الآن شهقت من بين دموعها وهي تحاول بجنون فتح باب السيارة ولأن الشارع مظلم لم تكَن يداها تعَلم الطريق إلى المقبضَ ثم راحت تهمهم بصوت متألم .../ فكّ الباااااااااااب .. فكّووووني .. ألتفتت نحو " بندر " وهو يقول لها بقلق ../ صبـآ .. وش فيييك ... لكَنها راحت تركل الباب بقدمها بعنف جعَل بندر يتابع بخوف ../ صقر جنب جنب .. مدري وش صار لها ؟ لكّنها لم تيأس أبداً ومحاولاتها نجحت أخيراً نزلت من السيارة بسرعة و كأنها تنظَر للحرية هناك ولأن كُل شيء عدة الأخيرة كان محجوب عن عقلها وقفت قدمها على الأرض التي تتحرك بسبب تحرك السيارة فنزلقت بقوة و تتدحرجت على الأرض تأوهت بألم وهي تشعر بالخدر يسري في أطرافها السفلية للحظة حينما لمحت اقترابهما منها حاولت النهوض لكَن قدمها صرخت بألم شديد جعلها تسقط بضعف مجدداً على ناصية الطريق أغمضَت عينيها وهي تشعر به يساعدها على النهوض حملها للسيارة ووضعها بهدوء جلس بجوارها وانطلقوا من جديد همست بضعف من بين دموعها : ../ وين موديني ..؟ ربّت على كتفها وهو يهمس لها بصَدق ../ لا تخافين .. مودينك لأهلك بس هدّي نفسك إنتي تذكر هو أنه سمع شيء من هذا القبيل أو ربما هي حالة كالجنون و الإنهيار تصيبهم عند لقائهم بأشخاص قد يعنون لهم شيئاً نظَر لجسَدها الهزيل القابع بجواره وشيء من الحنان يعترك مع صوت عقله هدوء غطّى السيارة عدى صوت شهقاتها المتباعدة والتي مالت عند نهايةة الطريق للهدوء المطلق وصلوا للمزرعة ثم ابتعد صقر أولاً وهو ينطلق نحو الداخل بينما تحرك الأخر ليلحق بـه لكَن أصابعها الطويلة التي ألتفت حول معصمه وصوتها حين همست في شحوب ../ عمي وين رايح ..؟ وليش جايين هنا ..؟ تنهَد بهدوء وهو يزيح عينيه عن وجهها المغطّى بحجابها ../ أنزلي معاي .. وصلنا للمكان نزلت خلفه بهدوء وهي تراقب تقدّمه في المكان الأعين الذكوريّة المتلصصة على دخولهم و ذلك الجسدان التي تلحق بهما جعَل قلبها يخفق بألم و الدنيا تظلم في عينيها رويداً رويداً أمسكت رأسها بقوة وهي تهّزه بشَدة محاولة رفض كُل فكرة تريد أن تسّود تفكيرها و وصلا لحيث وقف " ذلك الشخص " متنحياً يتحدث في هاتفه بينما أشار لها بندر أن تقترب على عجل وصَلت إيه وهي تتنفس بصعوبة من رهبة الموقف و ضعف لياقتها .. و ساقها التي راح الألم يلفّها بقَوة لكَنها لم تشأ تضعف أمامهم من جديد دلفت اولاً ثم دلف خلفها تأملت ذلك المكان الذي بدآ أشبه بملحق صغير يحوي غرفتين وحمام جلست عند أول مقعد قابلها وجلس الأول بالكرسي المقابل لها زفر وهو يتكَلم بهدوء ../ هذا المكان مكانك .. جاهز لكُل شيء تبينه الثلاجة فيها أكل .. والغرفة إلي وراك غرفة نومك .. ثم صَمت أنزلت حجابها عن وجهها وهي تقول بهدوء ثلجي غريب عنها ../ وينها ميسون ..؟ ارتسمت ملامح الصدمة على وجهه وكأنه لم يتوقع سؤالها الآن على الأقل لذا أجابها بإرتباك حاول إخفائه لكَنه لم يفوتها ../ لآآآ هي كلمتني وقالت أجي أخذك .. لأن عندها شغل تأملته لدقائق بهدوء وصمت فشعَر بها وكأنها كشفت كذبته أرخى عينيه وهو يقول بحزم ../ أبوكِ قبل ما يموت وصّاني عليك .. وإنتي تعرفين إني ولي أمرك .. و مصيرك يهمّني .. لذآ نفذت وصية من وصايا أبوك .. وهي إنّي أزوجَك بردت أعضائها تماماً وسكنَت ملامحها وكأنها لا تعي ما يقول طال جمودها هكذاً بينما هو استفاق من دهشة أخرى أُسقط فيها بسبب ردود أفعالها فكرر بانفعال ../ فاهمة .. انا زوجتك لشخص كفو .. بيقَدرك و يحميك .. لكَن لا شيء غيّر من وضعها بإستثناء أن ظهرها المتصَلب كملامحها قد تراجع إلى الخلف قليلاً ليصَده ظهر الأريكة فأكمَل بانزعاج شديد وهو ينهضَ متجه نحو الباب الملحق ../ وترا صقر ماهو غريب ينخاف منه .. ثم تابع بما يشبه الصراخ ../ أنا ماشي اللحين .. تبين شيء لآ شيء فأكمل بإمتعاض ../ مع السلامة دوى صوت ارتطام الباب خلفه بقوة جعلها تقفز وهي تتأمل المكان بقلق وكأن حدث خلال برهة سكونها لم يحدث قط وأعادتها جملته الأخير وصوت الباب للواقع حيث هي نهضَت بألم في قلبها و ساقها نحو غرفة توسطّها سرير أغلقت الباب خلفها ببطء و استمتعت لجزء من الثانية بإدارة المفتاح لمرتين تمددت وغفت بما يشبَه الإغماءة وحَلُمتْ *أنها حملت نعشَ طفولتها على كتفيها ومشيتْ في جنازةِ أحلامها يتبعها أطفالٌ عصافيرُ ظلّها رافضًا أن يكونَ ظلاًّ .لطفلة ميّتة حملتْ النعشَ الصغيرَ ومشيتْ قابلتُ قلوبًا أعرفُها ،وجوهًا لا أذكرُها مشيتُ لم يعرفني أحد . الفجرُ الشاحبُ يشبهها النهرُ الأخضرُ يشبهُ ذبولَ عينيها جرحُ الشمسِ في الشروقِ لا يشبهُ أحدا * ولا أحد يمكنه أن يعيي أن بعد السكون مجَرد انفجار .. * خرجت من المكان لتجده قد جلس على أحد الكراسي العريضَة في زاوية وأسند مرفقيه على فخذيه وهو يضغط بسبابته وإبهامه على عينيه وقفت هناك حيث هي تتأمل هالة التعب التي تحيط به تفتت قلبها لـ ألف مرة وهي ترى منظره ينطق بالألم هكذا تقسم بأنه طيلة الوقت الذي مضى لم يذق طعم الراحة فكُل خفايا عينيه هي كتاب مفتوح لها تنهَدت بصوت مرتفع ففتح عينيه ونظَر لها مُباشرة استعادت ملامحه جمودها وهو يتأملها هكذا تقف متكأهـ على الباب وكأنها تلومه على ما فعَل وكأن لعبته السخيفَة أوردته مواطن لم يكُن يرغب بها مطلقاً ../ تعالي يا دعاء .. لم تتحرك من مكانها مما أثار دهشَته ووجدها تنطق بهدوء ../ نفذت تهديدك وتزوجت .. ليش رجعَت ؟ أرخى بصره وهو يجيبها بهدوء ../ لا تظنين إني ..... قاطعته وهي تقترب منه ببطء ../ لأنك ما توقعت إني ممكن أترك البيت وأجي عند هلي جلست بجواره باسترخاء وهي تتابع بما يشبه الابتسامة ../ تصدق عاد .. رغم إلي سويته .. لاحظت نظره غريبة بعيون أمك .. ماتوقعتها أبد .. نظَر لها بقوة وقد فطَن لما تحاول أن تبطَن به كلامها ../ زوجتي شريفَة وما ندمت على الزواج منها يا دعاء .. وإذا أهلك حرموني من عيالي .. فأنا ماني يائس في رجعتكم للبيت اتسعت ابتسامتها وراحت تلعب بشعرها وكأن الحديث راق لها كثيراً ../ والله .. إييه أجل اسمها شريفَة ألتوت ملامحه باشمئزاز يقترب منها أكثر أصطكت نظراتها بنظراته القوية المتلهفَة يمسك بذقنها وهو يهمس بما يشبه الفحيح ../ تمثيلك و ضعفك إلي ترسمينه على ملامحك قدام أهلك .. ما يمشي عليّ تسارعت دقات قلبها وهي تلمحه من هذا الإقتراب فأبتسمات بحنان صادق ../ إنت كم لك ما نمَت ؟ أربكته بسؤالها فهو لم يكَن يتوقع سوى معركة جديدة من العناد وألتقطت هي ذلك فأرخت بصرها أرضاً وهي تتنهد بتعب فهّم بـ أن يقول ما آرآد لكَن رنين هاتفه بجرس جديد لم تكُن تتوقع أن من الممكن أن هيّ أشاحت بوجهها عنه وهي تحاول ان تلتقط انفاسها بينما أبتعد هو قليلاً ثم أجاب بحزم ../ هلا والله ... لا اللحين جاي .. تأكدت أنها هي إذاً هُناك أخرين يردونه بقربهم هم فقط غيرها سألت بشيء يحمل بقايا عناده وصوت من الغيرة يصَرخ في داخلها ../ من تكّلم ..؟ لم يكُن قد أغلق الهاتف حينما ألقت سؤالها فتجاهلها الأول وهو يجيب ../ لآآآ قلت لك ْ .. إيه .. يالله حبّي .. باي اتسعت عيناها بصَدمة لم تلبث أن تشهَق من " حبي " ليتبعها بـ " باي " من هذه الأخرى التي دللت زوجها حتى هذه الدرجة أين تكل الهيبة التي تحيطه به دائماً أين تلك القسوة و القوة في كلاماته أبتسم وهو يغلق هاتفه ويتأمل ملامحها ../ لآآآ .. وين راحت العصفورة ..! عقَدت حاجبيها وهي تنهَض مبتعدة عنه إلي الداخل بخطوات سريعة لكَن قبضَته التي أمسكت رسخها بقوة جعلتها ترتد بقوة وترتطم بصَدره |
بعنف فأبتعدت عنه قليلاً وهي تهمهم بسَخط جعَله يتابع وهو يرسم إبتسامة خبيثَة ../ وش فيك تغيّرتي من كلمت حرمتي ؟ عسى غيرانة .. لم ترفع نظرها إليه لكَنها أجابته صوت هادئ يحمل بين ثناياه إرتجافة ../ لآآآ .. ولو سمحت .. بروح أشوف جنى حّرك رأسه بالنفي وهو يجيبها بذا الإبتسامة ../ لاحقَة على جنى .. لكَن أنا بمشي اللحين .. تدرين لعبت التمثيل هاذي أعجبتني .. وبنشوف يا دعاء من إلي بيمشي على كلام الثاني تركها ورحَل لم تشعر كم مضى من الوقت وهي تقف هذا تتأمل رحيلَة من قَوة الهواء التي راحت حَرك شعرها رفعَت رأسها وهي تتأمل السماء تحاول ان تستنشق أكبر كم من الأكسجين لتزدرد خيبتها تحركت ببطء لداخل و شبَح من الابتسامة يرتسم على شفتيها ليس سوى لأنهم أفترقا كما ألتقيا صعَد إلى حجرتها دون أن تصادف أحداً تركت إبنتها على فراشها ونظَرت من الشرفة أسندت جبينها على زجاجها البارد وكانها ترجو من أن ينطفئ نار مشاعرها يشفي غليل قلبها على تعاساتها لم تفطَن إلى تلك العينان التي راحت تتأملها وكأنها ملاكٌ .على حافةِ قمرٍ كثيرًا ما راودَتْهُما .رغبتُهُ الأميرُ متأرجحٌ بينَ حرفٍ .ولون البنتُ في حجرتِها .تهدهدُ أطفالَهُ لو أطلَّ من شرفتِهِ لمحَها .تقرؤهُ لو عبرَتْ بعينيها النافذةَ .شردَتْ في شرودِهِ لو ارتمى الملاكُ وارتطمَ بعتمةِ المسافةِ *التقيا كما أفترقا ولم تكُن للقاء نكهَة في قلبها كما كان للفراق لذَة إنتشاء خاصَة بها وحدها * عندما تقَدمت نحوه كانت تدرك ّأن طيف نشوى يلاحقها تهَربت بسرعة من عينيه التي التقطت قدومهم فاستدار عنهم وتقَدم لـذلك المبنى الصغير هرولت نشوى حتى سبقَت خطى سلمى المتقاربة دَلفن من بوابَة كبيرة لحيث المكان مزدحم بالمرضى وعند أول كرسي ألقَت سلمى ما تحمله وهي تنفَخ في راحتيها ../ وجآآآآآع .. يديني تعورني .. مشَت للداخل وتبعتها نشوى التي صمتت على غير عادتها وما إن وصلتا لقسم الإدارة حتى إرتفع صوت رجولي حاد صارخ بهن ../ أوقفي إنتي وهي هنا .! وقفن وأستدارت نحو المكتب حيث صوت تحفظَه عن ظهره قلب تقدمت نحوه بخطى ثابتة و وقفت أمامه تكَلم بسخط وهو يبتعد ليغلق الباب خلفهن ../ وين كُنتن يا أنسات ؟ أجابته نشوى بخوف و أرتباك ../ دا ... هّوا نحنا .. شفنا عساكر إسرائليين وما ئدرنا نكمل لجوا البلد .. فأضطرينا نستخبى إلين نطمّن على الوضَع تأملت ملامحه وهو ينظر لنشوى بقّوة عيناه الحمراوتان و وجهه الأسود من شَد الغضَب شعَرت لثواني أنه سينفجَر عندما صرخ قائلاً ../ تستهبليين إنتي ولا إييش ..تحسبون نفسكم من المقاومة عشان تتخبون .. وأوراقكم إلي عند كل وحدة فيكم .. ليش ما طلعتوها لهم أجابته وهي تتلعثم في حروفها وبصوت غطّاه إضطرابها ../ بس .. نحنا ما مشيناش من عندهم أصلاً زفر بقوة وهو يبتعد ليجلس خلف مكتبه حيث , حُسام أمامه , و وقفت سلمى الصامتة منذ بداية الحوار وكأنها تعتصم هكذا وهي بجوار أخيها صَرف الأول نشوى بعبارة قصير .../ ودّي الأغراض لجواا .. و لاعاد تمشون بدون أوراقكم استدارت نشوى فهمّت الأخرى باللحاق بها لكَن صوته الأمر ../ أصبري إنتي .. ! أستدرت نحوه ببطء وقلبها يدق لجرأته ثم نظَرت بدهشَة لعينيّ أخيها الذي بدآ هادئاً سكاناً وكأنه توقع ذلك ../ نعَــم ْ أعتلا البرود ملامحه وهو يتكأ على كرسيه ../ وإنتي ماعندك لسان تبررين سبب تأخركم إلى ذا الوقت ؟ عقَدت حاجبيها وهي تحاول تخفي خوفها وبشجاعة قالت ../ آآ .. أظُن إنه ماني ملزومة أبرر لكْ شيء .. غير إلي قالته نشوى أنهت جملتها وهي تنظر لأخيها بغضَب بعدها خرجت وهي تتوجه للغرفة الخاصَة بالممرضات لم يكُن هنا سوى نشوى وأخرى تعبثان بالأغراض التي أحضرنها .. جلسَت هُناك تستعيد رباطَة جأشها بينما تكَورت قبضَتها بحقَد شديد ../ حسام الغبي الأبله .. ورغماً عنها تذكرت نظراته لها تلك اللامبالاة التي أغرقها بها أختنقت بدموعها ثم أنفجرت في البكاء أقتربت منها نشوى وهي تتكلم بذعر ../ أيه .. حصَل إيه .. مالك يا سلمى ؟ لم تكُن تجبها لأنها , غرقت في طريقة عهدتها إستنزف أحزانها حتى أخر قطرة دقائق أعقبت آخر حديث بعدها أرتفعت طرقات الباب ثم أقتربت منهم الأخرى وهي تقول : ../ فيه أحد يبغى الأنسة .. خرجت سلمى وهي تعلم جيداً من ينتظرها تكلمت بهدوء ../ خيير وش تبي ؟ ابتسم لها فزفرت بقهر مكبوت جذبها نحوه وهو يحتضنها بين ذراعيه وقد تحولت ابتسامته لقهقهة مرتفعة ../ يا الدلوووووعة .. بس ترا قلقتينا عليك أبعدت رأسها عنه وهي تلكمه في صَدره وتمسح بيدها الأخرى دمعة أنزلقت على خدها ../ بس حتى لو .. حسيت إني مدري وش من كلامه وإنت ما تدافع عني رفع حاجبيه بدهشَة وهو يقول ../ والرجّال صادق .. ليش ما بررتي تنهَدت حين أدركت أنه لن يفهمها مطلقاً تركته يتحدث عن قلقهم وبحثهم عنها و صوت أشبه بأغنية تعزف على حُزنها لترتل على سقف قلبها أبيات جميلة كـ قصَة حُب تمسح بدموعها بلاط الألم لأن سيدات الحُب لا يرضين بالغبار * دّآإم الجرآيمَ حڪمهآ سجنْ ۈآعدآمٍ ..>ۈڜ حكمَ منْ يلعبّ بإحسآسَ غيره * سوزان = ) علمــتني ذگــريــــآتي .. لآ صآرت أليمـة ]~ آبتسم قدآم | جرحي | .. و آطلق لـِ صمتي عنآإنه |
اللذة الحادية عشرة لكَي تبدو قسوتنا أكثر حسَرة ولتركل بندم كُل همْ سببته تعاستنا فقط نرقُد ثم نحلم بكُل أمنيَة نرجوها لعلنا نستشعر السعادَة حتى لو في أحلامنا استيقظت وهي تتحرك بإنزعاج ثم أستندت على ذراعيها فتحت عيناها على أتساعها عندما عادت لها كُل الصور التي سبقَت نومها ../ بسم الله .. اعتدلت منتصَبة الظهر وهي تتأمل السرير الكبير الذي أحتضَن الغرفة الصغير ليترك مساحة صغيرة خالية فقط تنفسَت بسرعة وهي تزيح الفراش عنها ثم وقفت بالقرب من الباب أصغت قليلاً لعلها تسمع صوتاً لكَن ليس سوى هدوء تتخلله أنفاسها المضطربة زفرت براحة وهي تُدير مفتاح الباب ببطء تحركت بحذر و عيناها تتجولان بذعر في المكان و صوتها يتحدث داخلها ../ إذا محد فغرفة المكتب يعني محد هنا .. يـآربي أتخيل يكون ذاك المخلوق هنا .. والله لموووت ألصقت جسدها بالحائط وسارت نحو المكتب على أطراف أصابعها حتى وصَلت إليه أرهفت السمع قليلاً وهي تمارس حديثها النفسي ../ زين لو كان نايم .. والله ذاك الوحش يسويها ازدردت ريقها بصعوبَة وهي تجلس على الرخام البارد حشَرت أصابعها تحت الباب فغمر الدفء أطرافها تنفًست الصعداء وهي تنهضَ بإتجاه دورة المياه .. تريد أن تحظَى ببضَع لحظات تستمتع فيها بالغرق الذي طالما فقدته واشتاقت إليه رغُم كُل تلك القسوة الإجباريَة التي رسمت معالمها عليها , فرغت من آداء صلاتها وهي تنظَر للساعَة التي راحت عقاربها تشير للعاشرة مساءاً تشعر بالتعَب فهي لم تأكل شيء منذ 12 ساعة تحَركت نحو المطَبخ الضيق الذي تم تجهزيه بأدوات قليلة لا تذكَر أكَلت ما وجدته قابلاً للأكل أمامها فحكاية تجميع الشتات علمّتها أن لا تشتهي شيئاً , لأنها لن تناله عادت نحو غرفتها الصغيرة وهي تغلق الباب خلفها بحذر طفقت تبحث في الخزانات عن أشياء قد تسترعي إهتمامها لا شيء أبداً لكَن عقلها حاول تفكيك عُقدة ألجمتها منذ أن رأت ما تحويه خزانتها همهمت بصوت مسموع ../ طيب لو قلنا جدتي ما تبيني .. مين إلي بيجبهم لي .. يعني هاذي ملابس نسائيَة .. أكيد ميسون .. بدأت في إعادة ملابسها نحو الخزانة ببطء وترتيب وهي تستمتع بطّيها جيَداً .. وهذه أيضاً مهنَة أفتقدتها كثيراً خاطِر ومض في رأسها جعلها تعقد حاجبيها وهي تعيد التفكير من جديد ../ وه .. زين .. إذا قلنا ميسون هي إلي جابتهم لي .. ليش ما جت معنا يوم جينا .. ولا عشان ذآك الـ نفضَت رأسها بقوة لـترفض الفكَرة وهي تقول ../ لا لاآ .. ما أظن .. نهضَت بعد أنهَت ما بدأته وهي تقترب من مراتها أنحنت مُباشرة بصورة آلية وهي تفتح أدراجها الصغيرة .. كانت فارغَة لا تحوي شيئاً .. وبملل فتحت الدُرج الأخير لتجد صندوق خشبي صغير أمسكت به وهي تتأمل نقوشَه بإعجاب ../ وي .. وش ذا .. ؟ يمكَن حق أحد كان عايش هنا ..! أخذته وجلسَت على سريرها المرتفع ../ لا موب معقولة حق أحد .. هذا شكَله فيه شيء فاخر أدارت مفتاحه ذا الشكَل الدائري ثم فتحته ببطء وأنفاس مبهورة ../ وآآآآ بُطّنِ الصندوق من الداخل بقماش أحمَر قاني و في وسطَته رقد " سوار ذهبي " فخَم المنظَر اتسعت عيناها وهي تتأمله بإنبهار ../ يهبّل .. يهبّل .. ابتسمت بسعادَة وهي ترتديه علي يدها ليذهلها أنها على مقاسها تأملت ذراعها مطولاً و خيالتها تحملها من عالم لأخر و لم تَكِلّ ابتسامتها عن الأتساع خلالها لكَن فجأة بدأ وأن كُل ذلك قد تلاشى وكأنها سقطَت من الأسفل إلى واقعها تنهَدت وهي تنزعه بحذر وعندما همّت بإدخاله لفت نظَرها جزء أبيض ظهر من خلال القماش المُبطن للصندوق ../ وش ذا ؟ سحَبته , فإذا هي ورقَة بيضاء صغير مطويّة بعنايَة نفضَتها لتقتحم خلاياها رائحَة وقبل أن ترى أي شيء بدأ عقلها في ترجمة تلك الرائحة نعَم , ذلك العطر الرجولي نظَرت بذهول نحو الورقَة وهي تقرأ بحرص : "كُل مَا إشتقت لكِ وَضَعْت يَدِيْ عَلَى قَلْبِي لأنه المَكَانْ الوَحِيد الذِيْ أَثِقْ بوجُودِكْ فِيِهْ وَ لأَنِكْ وَ أَخِيرَاً أَصَبَحَتِ مِلكِي فَلنْ أَصَبِر عَلَى أَنْ اٌقدم عربون مَحبَة , للبدَاية فقَطْ زوجك / صقر " سرت قشعريرة باردة بطول عامودها الفقري حتى امتدت لأناملها التي ارتجفت بخوف وهي تخفي الورقَة وتغلق الصندوق أعادته إلى مكانه وهي تتأمل ما حولها بخوف بدأت تشعر بأن عيناه تراقبها .. مّرت ساعات وهي على حالتها حتى رمقت ساعتها بتعب لتجدها قد أشارت للثانية بعد منتصف الليل كم مضَى من الوقت وهي تتأمل ما حولها كمغيّبة .. كانت تنظَر إلى الجدآر كأنها تنتظَره ليخترقه ويأتي إليها أقل حَركة للأشجار بالخارج ترعبها استلقت مُجبرة فأعضائها ألمتها من طول الجلوس ثم رحَلت عينها من إعيائها في نوم عميق لم يدوم طويلاً حنّطتُ ذاكرتي حاوطتُها بالقصائد والرسائل بصورِ الأحبّةِ ،والأصدقاء .أغلقتُ التابوتَ ربما تصحو ذاكرتي من موتِها .ذاتَ يومٍ لا أريدُها أن تكونَ وحيدةً حينَها .مثلي الآن أريدُها أن تصحو .في مملكتِها * * على رائحة الحناء تذكّرت أغاني جارتها العجوز و لبسِها الأحمر الطويل و أشجار الليمون المتدّلية أمام شُرفة غرفتها و أحاديث توأمي المُضَحكة و ابتسامتها هيّ صورة لجزء من ماضي سحيق فقَدتْ ذكرياته ../ وينها .. أختك ؟ ما صرت أشوفها مثل أول أجابتها وهي شفتيها تحمل ابتسامة سخريَة لم ترها جَدتها ../ يمّه .. لا تتحركين .. ميّر إنها بتجي على جبهتك وتحمّر عليك صمتت , وبعد أن هدأت كررت سؤالها بإصرار ../ قلت لك أنا أحطّها بنفسي .. إنتي يلي عييّتي .. بس ماقلتي لي وينها إختك ؟ تنهَدت وهي تجبيها بهدوء شديد ../ يمّه أنا أنام في مكان وهي فمكان ثاني .. ! عقَدت الجدّة حاجبيها وهي تتأمل ملامح الأخرى بإنتباه ../ وش تقصدين ؟ أبعدت يدها الملطخَة بالحناء عن ثوبها المنزلي البسيط ثم نهضَت وهي تحمل الطبق الحديدي بيدها الأخرى متجهه نحو الخارج و تتحدث بثقَة ../ يعني علمي علمك .. ! أنهت تنظيف المكان و هي تسمع همهمات جدَتها وهي تعلَم يقيناً ما تتحدث به مّر على عودتها أسبوعين .. تحاشتْ كُل إنسان تمضَي معظم يومها بالمطبخ و في الصباح حيث لا أحد .. تجلس بقرب جدّتها توضأت و لبسَت إحرامها وهمّت بالصَلاة عندما قالت جدتها بهدوء ../ هديل قبل ما تصليّـن .. نادي لي سوناا .. أقتربت منها ../ وش تبين بها أنا أسويه لك ..؟ حّركت رأسها بالنفي وبإصرار أجابت ../ لاآ .. ناديها لي .. وإنتي خليكِ بصلاتك خرجت تبحث عنها بيأس شديد حين أسترعى إنتباهها باب الحديقَة الخلفيّ المشّرع أمامها إبتسمت حينما توالت الذكريات كحبات المطر على عقلها أقتربت وهي تلمح " أختها " تجلس قرفصاء أمام جدآر أمتلئ جزء منه بماضيهم ألصَقت جبينها الدافئ بجزء من الباب الزجاجي البارد و عيناها الناعستان .. تراقب تلك المنزويَة هناك اختفت عنها تماماً ..كما توقعَت اختارت أن ترقَد في غرفَة عمّتها حيث تمارس البعَد و الانطواء وتتجرع الأخرى مرارة الندم من جديد ولكَن في سِجَن مختلف قطَع تأمُلها .. شخص ما وقف خلف أُختها يتأمل هو الأخر ما تفعَله لم تشعَر به الأولى ولم تتحرك هيا أيضاً فضَلت الصمت وهي تتفرس في ملامحه " سعود " كَبر كثيراً .. أصبَح أكثر طولاً أو هكذا تخييلَت .. شُدّت حواسها وهي ترى أختها تلتفت نحوه وتشهَق بقوة ../ وجع .. إنت من متى هنا ..؟ راقبت ملامحه الجامدة وهو يجيبها بهدوء ../ إنتي متى بتملين ..؟ لم تعلم بما شعَرت أختها التي غطّت وجهها سريعاً لكَن صوتها الذي قال ببرود ../ وإنت وش لك ؟ لاحظَت تجّهم ملامحه من جوابها وهو يقول بانفعال ملحوظ ../ أنا حبيت أوضَح لك الحقيقة .. من زمااان .. لكِن إنتِ إلي ما رضيتي تسمعين لأحد .وجدتي ياما نغزت لكْ ولمحت لك عنها .. وإنتي ماغير ساكتَة وغرقانة بحزن صنعتيه لنفسَك دقائق صمت مّرت طويلة بعدها نهضَت " أسيل " وهي تقف أمامه وتقول ببطء ../ أنا للحين مقتنعَة .. إن هديل ماتت .. و الي هنا .. لا هي أختي ولا أنا أعرفها .. ابتعدت عنه وهي تواصل حديثها بقسوة ../ وإنت لو سمحت لا عاد تفتح معاي هالموضوع .. * للريحِ لعصافيرَ الليلِ اليتيمةِ لنجومٍ أطفأها المطرُ أمدُّ يدي عبرَ شبّاكي لعلّي أعثرُ على قمري .وألامسُ غيابَ يدِك* رأت اقترابها نحوها فابتعدت سريعاً تجرجر خلفها خيبتها فعَلت ما أرادت منها جدتها ان تفعل ثم انحشرت في غرفة الخدم حيث تشعَر أنها تستطيع أن تتنفس بارتياح هُنـآك حيث اختارت أن تمارس وحدتها |
لا غربةَ أشدَّ من أصواتِهِمْ في النزاعِ شرودُنا إذ يزحفُ نحوَ عزلتِهِ يُطمئنُ فئرانًا تقضمُ حوافَّ النومِ بأسنانٍ حادَّةٍ كأصواتِهِمْ ولأنَّ أعضاءَنا ناقصةٌ .سيئنُّ الخشبُ في المفاصل* * اللذة الثانية عشر * مَنْ كَسَرَ مصباحَ القمرْ؟ أيُّ مطرٍ هذا الذي يُطْفِئُ النجومَ بحذائِهِ؟ أينَ نافذتي أيَّتُها الجدران؟ مَنْ أبْكَى الصفصافةَ على ضِفَّةِ روحي؟ وأنتِ يا يدي مِنْ أينَ جئتِ بكُلِّ هذه الجُرأة؟.* ../ السماء مافيها قمر .. ؟ ../ ولا نجووم ؟ ../ لا ذيك نجمَــة هناكْ ../ إيوووة .. شكَلها حلو وهي لوحدها كذا ../ أحسّ تشبهني ../ بسم الله عليها ../ شروق إنزلي لا تكسرين الطاولَة .. وإنتي يالخبلة إنزلي والله لو شافك أبوي لا يذبحك .. ../ وليش يذبحني أتأمل لسماء ولا فيها شيء دلفت للغرفة الصغيرة حيث غطّت الأرض وسائد كثيرة عفى عليها الزمن .. وتحاولان " نورة " و " عفاف " إصلاح ما أفسَده نزلَت الصغرى من على طاولة القهوة الصغيره المتهالكة وهي تهمهم لأختيها بسعادة ../ أحسّ اليوم بيكون الجو وآآو .. لاآ و أفاول لكم ببيعَة خطيرة ابتسمت عفاف لها وهي تقول ../ قولي يارب .. أحسّ أبوي قام يحبّك أكثر منّـآ قاطعتها نور المنهمكَة في رتق جزء من الوسادَة ../ لا تقولين كذا .. كلكم أحسنتم .. ماشاء الله عليكم رفعَت شروق حاجبيها وهي تتأمل وجه أختها المرهق ../ تدرين .. أحسّك تتعبين أكثر منّآ رفعَت نظرها لها وهي ترمقها بقوة ../ أقول .. ورآ ما تذلفين للمطبخ تشوفين لك شغلة أزين لك عقَدت الأخرى حاجبيها وهي تنهضَ قبل أن تلقي عليها أختها إحدى الوسائد التي تعمل عليها ../ وه .. بسم الله .. مو وجه مدايح إنتم وعندما رأت تلك النظَرة زفرت بغيظ قائلة ../ رايحة .. رايحة رحلت , وكٌل منهن تعود للغرق بصمت بعيداً عن فوضاها في عالم خاصْ , مجهول لا يعرف عنه سوى أنه أمنيات بمسَتقبل لم يولد بعد ../ تعاااااااااااااااالوا شوفوا شهقن الأخريتين بقوة على إثر صرختها ونهضَن يتدافعن نحو النافذَة حيث تحّلقت رؤوسهم هناك و الأولى تنطَق بحماس مفرط ../ مو هذا رعَد .. أغلقت عفاف براحتيها فمّها وهي تحاول أن تكتم صرخة كادت أن تنفلت ../ وش جااابه هنا ..؟ عقَدت نوره حاجبيها وهي تشاهده يخرج مغلقاً باب منزلهم القابع أسفل الجَبل ../ شكَله رجَع .. مو هم قالوآ إنه سافر عنهم فجأة قبل فترة أومأت لها البتول وهي تتابع ../ إيه و كانوا ما يدرون وين سافر بالضَبط تأملن خطواته البطَيئَة التي راح يسَلكها نحو الشارع الكبير و قبل ذلك سلامه الحار مع أحد مسنين الحيّ في تلك الأثناء اقتحمت " زهرة " المكان وهي تقول ../ اللحين تخيلوا معاي إني جايبَة لكم قهوة سودآ و إنـ.. .. وش تسوووووون ؟ وضَعت صينية أمتلئت بأكوآب مختلفة الأشكال والأحجام وتتطاير قطرات من الماء هنا وهناك إثَر قوة إلقائها وهي تقترب من أخواتها ../ وش تشوفون ..؟ وحين دآرت عينيها في الطريق أمام منزلهم ../ تناظرون ميــن ؟ ../ إشششش .. شوفي ذآك رعد ../ وين وين وين ؟ ثم أبتعَدت وهي ترجع شعرها الطويل للخلف و تتحدث بكبرياء ../ إيييه .. ما عندكم سالفَة .. عارفين إنه رجع تراجعَت عفاف نحوها في حين التفتن الأخريات لها ../ أمس رحت لبيت أبو رعد أبغى حليب .. وهو إلي فتح لي الباب .. نظَرت نحوهن وهي تهمّ بالمتابعَة لكنَهن عُدن لمشاهدته مطت شفتيها بإستياء وهي تقترب من أكوابها ../ إييه .. وهاذي القهوة السودآ .. إلي يقالك جالسَة طوول النهار أسويها وصَرخن وهن يبتعدن عن النافَذة في حين جَرت نوره نحو الباب وأغلقته رأت زهرة مقدآر الذعر في ملامحهن ../ وش فيكن ؟ وضَعت البتول يدها على قلبها وهي تهمس بخوف ../ شافنااا هزّت عفاف رأسها بنفي شديد ../ لا ما أظَن .. حقَنا أرآك ولا تراني قاطعتها نوره ../ بالنهار بس .. موب في الليل عضّت البتول على شفتيها ../ تتوقعون بيقول لأبوي ضَربت عفاف خدّيها بخفَة ../ ياويلنا .. ياويلنااا .. تكَلمت زهرة بهدوء هذه المَرة ../ لا ما بيقوله .. اقتربت منها نوره وهي تسأل ../ وليش واثقة ؟ نظَرت الأولى للسقف قليلاً في محاول للتفكير بعمق ومغيّرة لجوابها قالت بثقة ../ مدري .. بس أمس حسيت من وجهه إنه مو من هالنوع إنتهى ذلك المساء بفضولهن تبعه خوف بلا حدود لم تَربطَ أي منهن المشاهد ليس سوى وآحدة كان في دآخلها بذرة شك وكان ذلك الموقف الأخير نعِم الاختبار .. فهَل سينجح رجل أفكارها أم ؟ صمتن مع ان الإجابة غير مقنعة كما همست سوزان يوماً مغروسونَ في الحرمانِ" حتَّى أعناقِنا المتغضِّنة ولا لذَّةَ تحفُّ العروقَ غير َهواءٍ قليلٍ .تُسَرِّبُهُ الأجنحةُ العابرةُ لذبولِنا لم نَكْبُرْ إنَّما المدرسةُ هي التي صَغُرَتْ بسياجِها المطوِّقِ لبراءتِنا وأشجارِ السَّرْوِ .والباصَّات .ما كانَ لنا أن نتبعَ خطوَنا على النارِ .ما كانَ لأيدينا أن تمتدَّ لتلكَ الكؤوس* |
هبطت درجات السَلم الجانبي بهدوء وهي تسحب إبنها خلفها بينما أمسك إبنها الأخر بخالته وهو يرجوها أن تحملَه خرجن إلي الفناء الكبير وما إن وصلوا حتى انحنت دعاء نحو معاذ وهي تربت على كتفيه ../ ها .. لا تنسى إلي اتفقنا عليه .. انتبه على آخوك قد عيونك طيب ولا تدفه في الموية ولا تأذيه . فاااااهم حّرك رأسه بالإيجاب وعيناه تلمعان بالحماس قبّل وآلدته وأنطلق نحو الباب الخارجي وهو يجّر خلفه حقيبة صغير إلتفتت نحو براء وهي تقبله وأنطلق هو الأخر يتبع أخيه رفعَت هاتفها عندما أختفت أجسادهم تحركت هيا وأختها نحو الداخل وما إن اجاب حتى قالت بسرعة ../ ركبوا السيارة .. ../ إيـه صاروا هنا ..! ../ يالا أجل انتبه عليهم زيـن .. تراهم صاروا بأمانتك تكفى يا وافي لاتفجعني بأحد فيهم .., وانا منفجعَة من اللحين خلقَه سمعَت أصواتهم يتحدثون سوياً ثم جآئها صوته البارد يقول ../ و أنـآ من ينتبه علي! ابتسمت بسخرية .../ والله ذي المشكَلة .. إنت خلي حرمتك تنتبه عليك .. ولا تخليها تقرب صوب عيالي تفهَم ../ دعـآء أغلقت الهاتف وهي تسمع أخيراً إسمها تعَلم جيداً لم أغلقته لأن صوته بدآ أثقًل .. لا تريد أن تتحدث معه كثيراً لكَي لا يعتقد رضـآها بما يحصَل زفرت وهي تهمس بصوت مرتفع ../ يالله إنّك تحفظهم ياكريم ؟ ../ يوم إنّك خايفة عليهم لدرجة ذي وشوله تاركتهم يرحون مع أبوهم اغتصبت إبتسامة من حيث لا تدري وهي تهمس على مضض . ./ يمه هذا ابوهم مثل ما أنا أمهم .. زفرت الوالدة بإستياء وهي تشير إليها بالدخول ../ تعالي .. تعالي .. قولي وين موديهم ومع من ؟ أرخت قبضَتها الممسكَة بهاتفها وهي تقترب من والدتها و قلبها يلهج بالدعاء أن لا تؤذيها أكثر ../ هو رآح مع حرمته يتمشون .. وقالي يبيهم يسلونهم هناك أتسعت عينا الأم بصَدمة وهي تصرخ .../ وشوووووووووو .. مأخذ حرمته معاه و معطيته عيالك .. كود إنها بتأذيهم ولا بتشويه مناظرهم .. صُعقَت بذلك فإزدردت ريقها وهي تبحث عن تبرير ../ لا يمّه هذا أبوهم وأكيـد بـ ينتبه عليهم .. و أرخت بصَرها للأسفل و هي تبتلع شوكَة توقفت لثانية في حنجرتها تبحث عن كلمة تخرجها من مأزق وقعت هيّ فيه نظَرت نحو أختها التي قالت فوراً ../ يمّه لا تفاولين .. موب كُل الحريم مثل مانقرآ في الجرايد لوت شفتيها بإزدراء ../ والله إنه كلكم ما فيكم عقل .. ولا من هالمرة إلي تقبل زوجها برز لها عياله من ثاني شهر زواج .. ولا على بالك هو بينومهم ويلبسهم ثم أمسكت بذقنها وهي تقول بقوة ../ أحلقي هاذي وطلعيها خشنة إن جابهم مثل ما أخذهم .. وبتقولي أمي ما قالت .. * جلسَت بإعياء شديد وهي تغلق سماعة الهاتف تاركة ممسحَة البلاط الكبيرة وهي تضَع رأسها بين راحتيها اقتربت إحدى الممرضات منها وهي تقول بحنان ../ تعبتي نفسك اليوم يا آنسة .. ليش ما تروحي تريحي نظَرت إليها بعينين أحيط بهالات سودآء و بجفنان ذابلان ../ إيه .. لاآ لاآ .. ورآي أشغال .. إنتي خذي نظفي المكان قبل مايجي الدكتور فيصل .. وأنا بروح أشيّك ع المرضى إلي هناك .. طيب تحركت في الممر ببطء وهي تنظَر للساعة التي أشارت عقاربها للثالثة بعد منتصَف الليل .. دارت على المرضَى و أطمئنت سريعاً ع الوضَع استغرق هذا الأمر منها نِصف ساعة قررت العودة و اخذ قسط من الراحَة قبل أذآن الفجر لكن تناهى لها أصوات صيحات قادمة من البهو الرئيسي حيث كانت من بضع من الوقت .. اتسعت خطواتها وكلما اقتربت من المكان كانت الأصوات تتضَح أكثر تدلى فكّها بصَدمة ويدها الأخرى ترتفع تلقائياً وتوضَع على رأسها حين رأت جموع الرجال الذي وضعوا على الأرض جسَد رجَل مصاب و عند المدخَل يدخَل المزيد منهم من أصيب في وجهه و يده وأخرين يدخلون محمولين بين الأيدي تحول البهو الذي استغرق تنظَيفه أكثر من ساعَة لساحَة ملطَخة بحمرة الدماء اقتربت في فزع من نشوى وهي تدفعها أمامها بقوة ../ يالله .. شيلوهم للغرف الفاضَية .. أبدوا شغلكم وقبل أن تكمل تعليماتها للممرضات المتحلقات حولها بذعر أمسكَ بها أحدهم وهو يدفعها أمامه ../ ألحقي .. أخويـآ راح يموت اقتربت من جسَد أخيه الملقى على الأرض بينما راحت الدماء تتدفق بغزارة من شق كبير في منتصَف فخذه نزولاً إلي ساقَه طلبت منهم حمله فوراً إلي غرفة مخصصة بالحالات الخطرة وضَعته وهي تصَرخ بإحدى الممرضات التي تقف تائهَة و فزعَة من كُل هذا الضجيج ../ سنــــــآء .. تعاااالي بسرعة دلفَت إلي الغرفة وهي ترتدي القفازين بإهمال بدأت في مسح الدماء التي تتناثر بقوة وأخذت الأخرى تفعل كما فعَلت " سلمى " أمسكَت بالخيط في محاولة لـرتق جرحَه لكَن مقاومته لم تساعدها كان يدفعها بقوة من بين الحين والأخر بسبب ألمه من المطّهر الذي أشعَل جرحَه .. صرخت في أخيه بأن يمسكَه ليكملوا عملهم وبشّق الأنفس انتهت منه تماماً .. لكَن بمجرد أن رفعَت رأسها دلفَت نشوى وهي تهتف بذعر ../ سلمى ألحئي .. في وآحد حالته خطَره .. أظَن فيه شيء دخل جوا راسو من فوق كدا .. ازدردت ريقها بصعوبَة .. وهي تشعر بالدوار الشديد اقتربت منها وهي تقول بقوة مُتجاهله ألامها ../ جيبيه بسرعة .. ألتفتت نحو الممرضَة تأمرها بالتجهيز المزيد من الغرف للمرضَى القادمين ثم قالت ../ معليه خذ أخوك وخليه على وحدة من الكراسي بّرة لين يجهزون لكم غرفة خرج الأخ وهو يسند اخيه بينما أبتعد الجميع حين دلفت نشوى و عدد من الممرضين يدفعون معهم سرير رقَد عليه .. رجل ثلاثيني ملتحي برز من أعلى جمجمته جزء من حديدة غُرست هناك أمسكَت بيده فوجدت ضربات قلبه ضعيفة عاينت الجرح والدم يسيل بغزارة بين كفيّها وبيدين مرتعشتين ابتعدت تاركة المكان للممرضين الأخرين هرعت نحو الهاتف و من ثم استمعت لتواصَل الرنين وما إن أنقطَع حتى قالت ../ حسام وينـكم ..؟ ../ حنّا قريبين .. صار تفجير صَح .../ إيه ألحق علينا عندنا حالة خطيرة .. وما فيه ولا دكتور ../ ليش وينهم ؟ ../ مدري يقلون راحو يتسحروا .. ../ وشو .. كلهم .. خلاآص إنتي أهدي .. حنّـآ على وصول أغلقت الهاتف ثم سمعت صرخة الممرضات وهمهمت البعض الأخر وبعدها صَرخة مولولة عمّت أرجاء المشفى نظَرت نحوهم بقلق ../ وش فيه ..! نعَم كما تناهى إلي سمعها اقتربت وهي تدفعهم .../ أصبروا لا تسوون فيه شيء .. اللحين بيجي حسام و فيصل أمسكت بيدَه ثم تركتها بسرعة كالملسوعَة بدَت باردَة ساكنَة تماماً أختنقت بدموع حجرة في حنجرتها وهي تلمح تلك الإبتسامَة الي شقّت على ملامحه ابتعدت وهي ترتجف بفزع من هيبة ذلك المشهَد ومن ثم تعالت أصوآت زغاريد الفرح .. بالشهيـد ازاحت كمامتها وهي تمسح أنفها بيدها ورائحَة دمه تلون وجهها أغمضَت عينيها وهي تبتعد عن الغرفة تخرج من بين الجموع بدأت أصواتهم تبتعَد وتبتعد وتبتعد ثم تهاوت أرضاً بين بقايا زغاريدهم أهدَتْ دماكَ الهاطلاتُ إلى السّماءِ لِما تبقّى مِنْ دمٍ يَروي دِمانا سرَّها أحْيَتْ بهاءَ قصائدٍ ذَبُلتْ وفي ليلِ الخريفِ المرِّ أُطفِأَ زهرُها فقدَتْ توهّجَ سِحرها كادتْ تَموتْ بلْ إنّها بالفعلِ قدْ ماتتْ وفي بئرِ الهوانِ هوَتْ وَتلفّعتْ بالخوفِ والذلِّ الصَموتْ دَهراً وَعشّشَ في ثنايا ها نسيجُ العنكبوتْ فَأتيتَ تُخرِجُها مِنَ التابوتْ وَتمزّقُ الكفنَ المُطرّزَ بالغرابةِ والكآبةِ والسّكوتْ وتبثُّ فيها مِنْ أنينِ جِراحنا روحاً تُزَيّنُ ساحةَ المَلكوتْ تَهمي عَلى الدّنيا خَمائلَ وردْ وَحدائقاً وَبُيوتْ لَنْ يذبلَ الوردُ المُحنّى بالدِّما وَشهيدُنا لا لنْ يَموتْ إنّا سَنحرُسُ ظِلَّهُ بِرموشِنا وَدُموعُنا سَتعيدُ للوجَناتِ بَسمَتها لِيَحيا ثمّ يَحيا لا يَموتْ ** والله مانظرت عيني لغيركم ياواهب الحب و الأشواق و المهج كُل الذين رووا في الحب ملحمة في آخر الصف أو في أسفل الدرج *سوزان ** إياد عاطف حيالته فِرصَه ورآحتْ ، لكن نقول " خيرهْ " يآمآخسرنآ ، وآلبقى بـ رآس آلآيآآ آ آ آم ، مآفِيه كسرٍ إلآ خلقْ لِه " جبيره " مِير آلبلى وش يجبرٍ كسور » آلآحلآم ! اللذة الثالثة عشرة اللذة الثالثة عشرة جو مشحون بإضطرابها وصراخها يعلو على همهماته ../ إنتم رجَال إنتم .. وحده توها خارجَة من السجَن تسون فيها كذا .. إذا عمتي ما تبيها أنا أبيها .. فرك جبينه بقوة وهو يزفر .. ../ إنت وش حارق رزّك الحيـن .. قلت لك البنت ما رميناها .. والله ما رميناها .. إنت لو شفتي وش سويت بتشكريني بعد غرزت أصابعها بقوة في شعرها ../ مو هذا إلي بيجنني .. قوم .. قوم وديني لها الحيـن أنزل أنتظرني بالسيارة .. يالله قووووم .. نظَر للساعة وهو يجيبها بتعب ../شوفي الساعة كم هذا وقت زيارة بالله ..! نظرت إليه بمزيد من الصدَمة ../ ليه موديها مستشفى المجانين .. ولا دار الإيتااام .. هاااااا؟ ../ ياليلنا إلي موب خالص .. شغلك عندي يا صقير ../ بعاااااد .. لصقر يد في السالفة ../ أقول أجهزي ولا يكثَر بنتظرك بالسيارة .. خرج وهي ترتدي عبائتها بسرعة وأهمال لحقَت بـه وهي تلطم خدّها فزعاً مما قَد يحصَل بالأخيره فهي تدرك جيداً بأنها لا تحتمل ولن تحتمل , أحتضَنت كوب القهوة السودآء وهي تبلل شفتيها و بصَمت مطبق , ضيّقت عينيها ناظرة نحو ذلك الشخص , حيث جلس تحتضَن كفّه عصاه الطويَلة بقوة حتى أصفّرت أصابعه ../ يبه وش شاغلك ..؟ بدآ كمن أفـآق من غيبوبة ليقول بعدها بضيق وآضح ../ الله لا يشغلنا إلا بذكره , أخوك هذا ما كأن له بيت طول اليوم هو مرتز عند خالته ولا بالشركة ..، وش كثرها الأيام إلي يقضَيها برى ولا يرجع هنا ..ودّي أعرف وين يختفي ذا الولد ؟ ابتسمت بحنان وهي تضَع كوبها وتقترب منه ../ الله يهديك .. اللحين مالقيت تقلق إلا على الصقر .. تراه رجّال و أدرى باللي يسويه ..لا تخاف ../ الله يستر .. أحس وراه بلا .. يا إنه متزوج يا متورط . . ../ من هو .. ؟ تعلقَت أعينهم به عندما أقترب من وآلده وهو يقبل رأسه و أنحنى نحو أخته ثم جَلس بالقرب منهم ../ وش فيكم سكتوآ مرة وحدة ؟ ابتسمت الأخرى بإرتباك ثم أستدركت الوضَع ../ لا .. بس فاجأتنا جاي بدري اليوم .. ؟ أتكئ وهو يلتقط كأس الماء ../ إيه خلصَت بدري ..! ثم عقد حاجبيه وهو يشاهد والده الذي نهض بهدوء وأنسَل خارجاً من المكان أبتسم ثم ألتفت نحو أخته التي نهضَت بدورها ../ أصبري.. هنا .. بكلمك ..! عادت لتجلس أمامه وهي تهمهم ب ../ وش فيه ..؟ مد كأسه لها وهي يقول بهدوء ../ صبّي لي .. سكَبت له الماء و أعطَته إياها لم يحدث أن أستناها في حديث يوماً , أو أفضَى سراً لها ومع ذلك , لا تنكَر مقَدار ذلك القلق الذي راح ينفث في روحها تشعَر بشي أقرب للفاجعَة قادمَة نحوها لكَن صمَته يزيد من مقَداره في داخلها لم تتمالك نفسها وهي تتحدث بضيق ../ وش فيه ..؟ رسم على طرف شفتيه شبه إبتسامة ../ إيه , مسرع مليتي .. وتوك إنتي وأبوي تحشون .. وعادي تحول ذلك القلق إلى قهَر تصَاعد حتى حنجرتها فبصَقت قولها بجرأة لم تحاسب نفسها عليها : ../ من حقّه يقول إلي يقوله .. و إنت شايف إلي تسويه صَح أيام نشوفك وأيام لا .. وش تبينا نعتقَد عنّك مثلاً ..إذا إنت ما تحشَم هالبيت ولا تقَدر أهله .. صمتت حينما أدركت انها تهورت كثيراً خاصَة مع تلك الملامح التي أعتلته هو لا تجد أي سبب يجعلها تحُبه كأخ وحيد لها أبداً ألتوت شفتيه وهو يقول بهدوء و ثقة ../ أقول لا يكثَر بس .. أنا جايك بقولك إني تزوجت أمس .. وأبيك تروحين تشترين لزوجتي أغراض .. اتسعت عيناها بصَدمة لم تلبث لبرهة ثم اختفت لتتحول لسخرية مُرة جعلتها تحمس بحنق |
تزوجت .. هه صادق أبوي يوم قالها عادك بزر .. و زوجتك روح قضي لها إنت .. مو زوجها ابتعدت وهي تشعر أن خطوآتها ستحطَم الأرض من شَدة غضبها .. لكَن صوتها البارد أوقفها وهو يهمهم بـ ../ صبا محتاجه لك إنتي .. مو صديقتها .. وتوقفت حيث هي وتبدل كُل شيء إلى خوآآآء أسود مُريع يخترقه طنين الفاجعَة في قلبها * فتحت عينيها ببطء وهي تلمح نظَرة عينيه الحنونة ابتسمت بضَعف لأحلامها الحمقاء حتى في أضَعف حالتها عادت لتغلقها بقوة من جديد تطلب إفاقَة من كٌل ذلك الضجيج داخلها تناهى إلى أذنيها صوته يتحدث و كأنه يتحدث لها .. أو ربما هي أحاديث حُب لم يكُتب لها أن تظهَر بعد .. ابتسمت على مدى اتساع غبائها لكَن يد دافئة أمسكت بذراعها جعَلتها تفيق بفزع مما ظّنته حلماً وهي تصَرخ بفزع لكَن صوت آخر قال ../ بسم الله .. وش فيك ؟؟ تأملت الغرفة بعد أغلقت عينيها لتعتاد ضوئها القوي احتضنت رأسها بين كفيها وهي تحاول أن تحتضَن ذلك الألم الذي ألتهم نصفه بحرارة ../ وش فيك ..؟ راسك يعورك .. ولا وش ؟ زفرت بتعب وهي تهمس بصوت متحشرج ../إيه شوي يا حسام .. بس بروح أنام .. نهضَت وهي تتحامل على نفسها و الدوار يزيد في رأسها أقترب منها وهو يقول بحزم ../ هاتي يّدك بوصَلك .. لهناك .. بس ترا شعرك طالع من قدآم أمسكْ بها وهو يساعدها للوصول لغرفة الممرضات الخاصَة وما إن وصلوا حتى تركها وهو يهمس لها ../ كُلي ثم نامي زيـن .. ولا بيزعل علينا فيصل و يرجعنا للمركز لم تبتسم بل أومأت له بهدوء وهي تسأله بذات الهمس ../ لا ما ني مطوله .. هو وينه الحين .. ؟ أجابها وهو يهمّ بالرحيل ../ مدري بعد ما كشف عليك .. أظّنه راح للدور الثاني واختفى هو .. لكَن جملته ظّلت عالقة في الهواء حتى الآن مدري بعد ما كشف عليك بعد ما كشف عليك كشف عليك كُل ذلك كان كفيل بجعلها تتهاوى من جديد لكن قدرات الحب قد تجعلنا نستلذ بأكثر اللحظات ألماً وليغرق عقلها و قلبها , و يغطّان في ظلام فلربما نفيق لنجد أنهما صعدآ مجدداً لحيث الأمنيات بحُب .. لذيذ وحديقَة .. و عصفور و همهمات * وقفا أمام المزرعة الكبيرة .. ثم هبطَت السيارة وهي تكرر بذات الخوف ../ ياويلي ..المكان كبير وتاركينها لوحدهااااا هنا مع العمّال .. إنتم ما تخافوا ربكم .. ولا وشووووو كانت خطواتها سريعة نحو المنزل الكبير وهو يلحق بها بتأني .. لا يدري لم شعر بالخيبة و الحقارة أمام كُل إنفعال لها .. لم بدت أكثر أنسانية منه هو صرخ بها ../ موب هناك .. تعالي تعااالي .. رآها تقترب منه بسرعة ../ ويـن .. تحركا بهدوء وهما يقتربان من ركُن المزرعة حيث تكثَر أشجار اللييمون المتدلية في كُل المكان .. توقفت وهي تتأمل تلك الحجرة بصدمة ../ هنا .. مخزن البهايم .. آآآآي تألمت بقوة فغضَبها طال أبنها أقترب منها بقلق ../ وش فيك ..؟ نروح المستشفى .. فردت ملامحها ثم تَزُم شفتيها بقهر ../ لا تتهرب .. دخّلني وإنت ساكت .. أقترب من الباب ثم أدآر مُفتاحه بهدوء ودلفا معاً .. تأملت المكان وهي تزفر براحة ../ لا زين .. توقعت أشوف حشيش وبرسيم وغنم بعد .. ابتسم على تعليقها وهو يقول ../ قلت لك .. هنا هي بأمـآن .. نظَرت له شزراً وهي تهمس مُقَلدة صوته ../ هي هنا بأمان .. كانت بأمان لين شافت وجيهكم ../ وشو ..؟ ../ منقهر منّك .. أجل تسوي كذآ يا بندر ../ وش سويت .. قلت لك قاطعته ../ وينها ؟ زفر وهو يجلس باسترخاء ../ بالغرفة إلي على يمينك .. طرقتها بهدوء .. حاولت فتحه لكَنها صعقت بكون مغلق من الداخل ../ صاكته .. ؟ .../ دِقي عليها راحت تطرقه بهدوء وهي تنادي بإسمها * هناك داخل العتمَة كانت شهقاتها تخرق صمت المكان لم تكُن على يقظَة تجعلها تعي ما يحدث حولها جيداً ليس سوى الظلام الذي اعتادت العيش في كنفه مازالت تعيش في حُلم قلقها الذي أحتضنها قبل أن يخطفها النوم مازالت تنتنظر ذلك الوحش الذي ألتهم أنقى ما تحويه كلعبة ثلج دُنس بياضها .. فلم تعد لعبة ولا ثَلج .. أصوآت خطوات تتعالى وترتفع ثم يرتج صداها داخل إذنها قلبها راح يأن في إذنها .. كُل ذلك جعلها تنهض بسرعة وهي تحتضن الوسادة إليها أطرافها الباردة كالجليد وعيناها ترى كٌل ما حولها بركَـآن تأملت الباب طويلاً وهي لاتعي ما يحدث حولها سوى خوف وخوف وخوف دقائق أختفى كُل صوت وحّل الصمت حولها فجأة ../ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أغمضَت عينيها بقوة محاولة إعادة صفاء ذهنها , لكَن صوت حديث أمام الباب جعَلها تقترب و رجفَة سعيدَة تحلق بدآخلها بدت آخر من توقعت وجودها هنا وصوت الطرقات كان واضَح هذه المرة بالنسبة لها الآن على الأقل .. وصلت إلى الباب سريعاً تسبقها لهفتها .. فتحته وما إن تيقنت من ملامحها حتى أرتمت في حضَنها تبكي يوم وآخر .. قضَته في سجن مختلف بمفردها هدأت من روعها وهي تسحبها للدآخل ../ هدّي يا قلبي .. هدّي مافيه شيء .. ما صار شيء.. بس إنتي هدّي و من بين شهقاتها همست ../ خـِ .. فـ ..ت يا ميـ ..سون مسحَت على رأسها وهي تكرر بصوت مرتفع ../ معليه .. معليه .. خلاص زآل الشر .. إنتي اللحين بخير إعتصرتها بين ذراعيها أكثَر ../ لا .. تـ..روحيـ..ن ../ مانيب رآيحَة مكان .. شوفيني هنا .. موب مخليتك بلحالك .. كانت صَدمته قبيحَة بحق وهو يدَرك أنه سبب المزيد من التعاسَة لها .. هل هي خائفة من وحدتها .. هُنـآ .. نعَم ربما هكذا حّل القضّية وربطها ببساطَة شديدة تناول هاتفه وهو يتصَل عليه وما إن وصَله صوته حتى قال بسرعة ../ وينك فيه ..؟ ../ رايح للمزرعة .. ../ آها .. أجل عجّل.. أنتظرك عقَد حاجبيه وقدمه تدوس على البنزين أكثر .. ../ وش فيه . ؟ صاير شيء ../ لا أبد .. يالله سلام أغلق الخط و ألقى الهاتف بجواره .. عيناها تلتهم كُل حركاتهم كأنها بدأت تشُك في أمر ما .. تتمنى صِدقاً أن يخيب حتى الآن تشعر إنها مازالت دآخل وقع الصدمة ولم تفيق تشعر بأنه يكذب عليها .. أو يخبأ أمراً اكبر تعَلم إلي أين ذهبت صبا .. ثم هي لا تزال تعاني ألم فقدها لـ صديقتها .. فلم تعَد كذلك حتى وإن سُترت فضيحتها .. لأول مرة يطلب منها أن تخدمَه .. و أطاعت رغبته لأنها تريد أن تراها .. هل حقاً هي أم لا .. كلما اقتربا من المكان زاد في داخلها الشعور بالألم .. و بردت أطرافها ..حينما أصبحا أمام المكان مُباشر لا يفصَلهم سوى الباب .. لم تسأل .. لم هي هنا أو كيف حصَل كل هذا ما يهمها الآن أن تراها بعينيها تناهى لها صوته يأمرها بصرامة ../ من هناك .. ذهبت لحيث أشار .. تسبقها أقدامها ثم دقائق أصبحت بداخلها وقفت تتأملهن من خلف نقابها ببلاهَة ميسون و الآخرى تعلقت عيناها بالأخرى وتدلّى فكَها بصَدمة فصديقتها تغيرت كثيرة حتى كادت أن لا تعرفها أم هيا فلم تكُن تنظَر لها بل تتأمل الأرض بنظرة غريبة لم تعرفها تنحنحت ميسون وهي تقول بهدوء .../ ندى .. أفتحي وجهك محد هنا ورفعَت صبا رأسها بسرعة وهي تنظَر لها ثم شهقَت بعنف وهي تمسك شفتيها أبعدت ندى حاجبها وهي تقترب نحوها صافحتها بإرتباك لكَن الأخرى جذبتها نحوها بقوة وهي تحتضَن رأسها وتنتحب عليه من جديد .. أغمضَت ندى عينيها بقوة وهي تمنع دموعها أن تقفز الآن ازدردت ريقها بقوة وهي تهمس بألم ../ تغيّرتي يا صبا .. الحشَرجة الأخيرة التي طالت صوتها جعلت الأخرى تعتصرها أكثر فبكَت تشاركها دموعها فلقائهم غشّى مشاعرهم بفرحة تحيطها مرارة وأستياء مسحَت ميسون على ظهر صبا وهي تحاول أبعادها عن ندى لكّنها ظّلت متشبَثة بها بقوة و هي تبكي بصَمت .. ../ ندى .. خلّيها ترتاح تراها من الصَبح تبكي تلك الحرارة المتدفقة على رقبتها كانت تظّنها دموعاً لكنّها حين أبعدتها وأمسكت بجبهتها صَرخت ../ صبـآ .. فيكِ حمّى لمستها ميسون بقلق ثم قالت وهي تقودها للسرير ../ روحي قولي لأحد يجي.. لازم نشيلها المستشفى .. حرارتها مرتفعَة مّرة ارتدت نقابها سريعا وهي تخرج له لم تمسح دموعها بل زاد بكائها على حال صديقتها طرقت الباب وهي تقول بصوت مرتفع .../ صقر .. وعندما ظهر أمامها قالت بسرعة و من بين دموعها ../ تعالوا .. نبي ناخذها للمستشفى .. حرارتها عالية عادت قبل ان تلمح ملامحه فقلقها و ألمها تفاقم كثيراً ملامح صديقتها الحبيبة كالميتَة بوجه أحمر مُحتقَن ووجنتان مبللتان دلفا خلفها حملاها وذهبا تاركان ورائهما الأثنتين تبكيان وجعها أيُّها الوترُ المشدودُ من جِذْعِ قلبي حتَّى أقاصيَ الغاباتْ أيَّتُها العصافيرُ العَطْشى، يا كلماتي في الضبابِ أضَعْتُ موطئَ ظلِّي كما يضيعُ عُمْرٌ، حُلُمٌ، حُبٌّ وطنٌ من بين الأصابع مثلما يسقطُ خاتمٌ في نهرٍ مثلما ينكسِرُ فنجانٌ أو إنسان.* إليآ خذلوني نآس ، آو قصروآ نآس. .. آقول : عآدي ، كل شخص وظروفه .. ! نكرآنهم مآبيه يشعرني آبـ / يآس .. .. آحب آسوي آلخير دآيم وآطوووفه .. ! .. مدري غبى ولا غلآ و لا آحسآس .. ( ودي آسآعد كل وآحد آشوووفه) .. ! اللذة الرابعة عشرة جلسَت بجوارها ممسكَة بهاتفها .../ تتوقعين إن إلي قالته أمي صَح .. زفرت الأخرى وهي تقّلب بملل في روايتها ../ ترا طفشتيني .. لكِ ساعة وإنتي تعيدين وتزيدين فنفس الكلام .. تنهَدت ../ بس أنا ما أظنّه ..هو يحب عياله ومحد يعرفه كثري أنا .. عشان كذا وثقَت .. بس والله أمي سببت لي هواجيس ولا قدرت أنام بسببها الليل .. ثم أراحت خدها على راحتها وعيناها تلمع بالدموع ../ أتخيل تأذيهم بس .. والله ما أسامح نفسي أبد أعتدلت سمية في جلستها وهي تقول لها مشجعَة ../ إنتي قلتيها زوجك تعرفينه اكثر من امي .. وأكيد إنه بيقتل مرته لا سوت فواحد منهم شي مسَحت بسبابتها دمعة تمردت على عينيها ../ وش أبي بقتلها .. أنا أبي عيالي بخير .. سَرحت الأخرى وهي تجيبها ../ خلاص اليوم بيجيبهم ع العصَر .. هو مو قال كذا ..؟ أومأت لها بالإيجاب فقالت ../ خلاص أجل .. بعد ساعة دقّي عليه و تأكدي .. ../ بس ../ لا تبسبسين .. أكيد هو بيعرف إنك متصَلة عشان عيالك مهوب على شانه .. خليك ثقيلة شوي نهضَت وهي تبحث عن أي شيء قد يلهيها عن التفكير فيهم وهي تحمل جنى بين يديها كانها تتسلى بها لحين عودتهم ومّرت ساعة وأخرى بعدها أمسكت بهاتفها وهبطَت لحيث وآلدتها بحثت عنها فوجدتها في الفناء وأمامها قهوتها جلست بجوارها ../ مساء الخير يمّه .. .. /الله يمسيكِ بالنور .. ها كلمتي زوجك ؟ رفعت هاتفها وهي تكتب رقمه الذي تحفظه عن ظهر قلب ../ اللحين بدق له .. ! كانت تنظر لها بينما تراقب هي نظراتها تريد أن تستقي القوة من عينيها لتهبها صبراً وقوة أمامه ومع الرنة الثالثة أجاب ../ هلا وغلا .. بالزين كله مطّت شفتيها وهي تعلم بما يفعَل أمام زوجته ربما فقالت بهدوء ../ وينكم فيه اللحين ؟ شعرت به وكأنه أبتسم وهو يقول بثقة ../ مفتقدتهم .. ولا مفتقدتني ؟ صّرت على أسنانها وهي تحكم قبضَتها على هاتفها .. / وافي لو سمحت أتكلم من جدي انا .. وينكم متى جايين ؟ ضَحك بقوة لا تتناسب أبداً مع ما قيل ../ يعني أنا إلي أمزح معك .. قلت لك خلاص حنا ننزل أغراضنا للسيارة .. يعني بإذن الله قبل العشا بوصَلهم .. سمعت صوت براءة بالقرب منه فتنهدت بصوت مسموع وهي تجيب بتلقائية ../ على خير إن شاء الله .. شوي شوي لا تسرع ثم استدركت ../ فيهم ترا هم أمانة عندك .. وكأنها تشعر بإبتسامته مجدداً فبتسمت بغباء وهي تغلق الهاتف حالاً نظَرت لعيني والدتها التي تأملتها بضيق فابتسمت لها وهي تقول ../ بيوصلون قبل العشاا .. حّركت الأخرى رأسها بعدم اقتناع ../ الله يجيبهم بالسلامة .. |
استلقت وهي تقرأ ذات المجلة المهترئة والتي مضى على إصدارها سنين تصّفحتها للمرة الخامسَة على التوالي وفي كُل مرة تشعر وكأنها تقرأ من جديد الفراغ في حياتها يسبب لها القلق و الملل أصبحت تكره مواجهة الجميع حتى جدتها .. لم تعد يمكنها الجلوس معها فمعظم الوقت يوجد عندها زائرون .. ربما أصبحت تخشى مواجهة الجميع فحكايتها انتشرت , وأصبحت على كُل لسان تقسَم بأنها خطيئة ثم ألتزمت حد الغفران لكَن كلام الناس جعلها تنتحر بالحبس هُنا في غرفة الخدم .. حيث لا أحد يعيرها على ماضيها الأسود أو حتى ينظر نحوها بإستحقار لمحت مقالاً يتحدث عن النوم وأهميته فأبتسمت لتلك الفكرة الغبية التي طرأت عليها وهي تلعب بجدائلها الطويلة المتدلية بجوارها شعرت بالباب خلفها يفتح فلم تتحرك ربما إحدى الخدم أتت لتأخذ قسطاً من الراحة لكَن الهدوء خلفها أقلقها .. ’ استدارت وما إن رأتها حتى عقدَت حاجبيها بقلق وهي تقول ../ وش فيه يا ريم عسى ما شر ؟ ابتسمت لها عمتها وهي تقترب منها ../ أوه صرت ريم .. كنت عمتي رسمت ابتسامة صغيرة على ركن شفتيها ../ إييه .. عدتني جدتي .. وهي ماغير ريم وريم ضَحكت وهي تقول بمرح ../ لا ما أظن .. لو تسمعينها اللحين .. هديل وهديل هههه اتسعت ابتسامتها وهي تسرح للحظَة لكَن صوت عمتها أعادها للواقع وهي تقول ../ ليش حابسَة نفسك هنا .. ولا شفناك الأيام إلي فاتت بدأت تلعب بأطراف جدائلتها وهي تجيبها بتوتر ../ لا موب حابسة نفسي ولا شيء .. بس ماعندي شيء أسويه فقلت أختار أهدئ مكان أقرأ فيه نظَرت عمتها نحو المجلة الملقاة خلفها ../ آهاااا .. تقرئين .. وخلصت الأماكن ما لقيتي إلا هنا .. وإنتي عندك غرفة فوق وش كبرها .. تراوغها الأخرى محاولة الوصول لنقطَة تريدها لكّنها لا تعلم أن هديل لم تعد تجيد المراوغة أبداً لكَنها فطينة وأدركت ما تحاول أن تبحث عنه عمتها فأجابت بهدوء وصوت هامس ../ مدري بس ما أبا أوآجه أحد تخيلت أن ابتسامة صغيرة ظهرت لثواني ثم اختفت على وجهه الأخرى التي قالت باستغراب ../ تواجهيـن .. تواجهين مين ؟ ... محد في البيت غيري وأختك و جدّتك .. تقصدين مين ؟ نظَرت لها وهي تجيبها بنبرة ثابتة ../ أسيل .. أحسّها ما عاد تبيني .. نظَرت نحوها الأخرى بهدوء وهي تجيبها ../ لاآ .. أختك موب ما تبيك .. بس هي مو فاهمتك رفعَت إحدى حاجبيها بإستغراب ../ موب فاهمتني .. هههههه .. ضحكتيني وأنا ما فيني .. يا عمة أسيل سمعت كُل إلي أنقال ، وأظن اكثر من إلي سمعته ما عندي ../ بس لازم تبررين لها ..! وبابتسامة سخرية أجابتها ../ أبرر .. بالنسبة لها الغلط راكبني من ساسي لراسي , وهذي الحقيقة عقَدت ريم حاجبيها وهي تهمس للأخرى باستياء ../ موب لازم تقولين كذا .. إنتي غلطتي وتبتي .. لازم تفهمي أختك على الأقل هالشىء ..إنتي تدرين هي تحسّبك ميتة .. أجابتها بحزم ../ أدري .. وهذا إلي خلاني أيأس منها .. ../ وش عرفك .. ؟ بضيق : ../ سمعتها ذاك اليوم تقول لسعود .. ../ سعود ؟ ../ إيه في الحديقة الخلفية .../ تراه خطيبها و قاطعتها ../ ما قلت شيء .. هي يأست منَي وأنا بعد يأست منها .. إذا زعلانة من تصرفي بتقرب لها .. لكَن هي ما تعتبر لي وجود بالحياة يعني أغسَل يدي منها ../ هديل لا تستسلمين .. لازم تكافحي عشانها أختك الوحيدة توأمك .. بقية اهلك .. لازم تفكرين بهالطريقَة .. ../ أمي وأبوي الله يرحمهم ماتوا .. وأنا مت من يومها بعدهم لذا اتركيني فحالي .. رجاءاً نهضَت العمَة بضيق والغضب يشتعل في قلبها ../ هديل .. وين قوتك .. توقعت السجن وسنينه تعلمك تكافحين عشان الغاية إلي تبينها .. بس ما ظنّي هذا إلي صار .. أنا يوم أقولك دوري عن أختك وتقّربو من بعض .. عشان أبي لك عضيد يوقف معك لانقلبت عليك الناس كلها .. شخصن يحبك ويفديك ويوقف معك قدّامهم .. بس إنتي إلي ما تبيـن .. وبتتحملين نتيجة إستسلامك .. وخرجت .. هكذا كما دخَلت لكن الفرق الوحيد أن قلبي متفطر الآن تمام كرماد تذروه ريح نذلة يمنة ثم يسره وكأنها تكرر المشهد أمامي تألمت مع كل كَلمة كُنت انطقها .. ومع كل حرف أجابتني به هل استسلمت حقاً ؟ .. أو ماذا علمني " السجن وسنينه " كما قالت ربما أصَبح ممثلة كبيرة .. جيد فهناك ما أجيده فًتح الباب بقوة من جديد و دخَلت وهي تصَرخ مجدداً ../ قومي .. أجل البنات كلهم برا .. تعالي نقعد معهم أعرضَت بجانبي عنها ../ في أحد عند جدتي .. ../ أحسَن زيـــــــــن وخرجت بذات القوة ربما .. , لن نألفَ الضغينةَ التي تجمعُنا وأقدامُنا المثبَّتةُ في دائرةٍ لن تطأ هذه العتمةَ ثانيةً رُبَّما، بعدَ أيامٍ قليلةٍ نعودُ بلا شمسٍ إلى المقهى *.بلا عصافير على الحواف هل كانت تقصَد كارثَة قادمَة أم ماذا ؟ هل ستتغير حياتي .. ؟ سأقبل بكُل شيء .. يعني رحيلي تك تك تك أصوات المطَر تقرع النافذّة جعلها تقفز و تتأملها بشغف ثم خرجت لتعيش الإنسكاب .. خرجت لأنها أرادت ذلك..., * هذا الدمعُ المنسكبُ في ترابٍ غيرُ قادرٍ على إعادةِ الروحِ لخلايا الكلوروفيل الميِّتةِ في أوراقٍ |
لم تنجُ من حريقٍ أشعلناهُ بأعقابِ السجائر بغروبٍ تركناهُ وحيدًا وراءَنا دونَ قصدٍ دونَ درايةٍ بما يعنيهِ الجحيمُ آنذاك .ولم تغفرْهُ لنا الغابةُ-الأمُّ وإلاَّ بماذا تفسِّرونَ تعثُّرَنا بجذورٍ قاتمةٍ وظلالٍ تتمايلُ كُلَّما خطوْنا؟* جسدَها المسجى كورقة خريف على ذلك السرير الأبيض يتكأ بجوارها عمها .. بينما يتأملها زوجها بشغف لأول مرة يراها بعد كُل تلك المدة التي استنزفت فيها مشاعره حتى آخر قطَرة يراها مغيّبة في مرضها .. ضعيفَة رقيقة صفراء وكأن الألم تقاذفها من كُل جانب هل يا تُرى رأت هديته أم أنها لم ترها .. ؟ هل ستعجبها المفاجأة .. ؟ أم هذا هو ما تمناه ؟ كان يتمنى أن يقترب أن يهمس لها عن كُل الم طعن خافقه في غيابها .. عن كُل ما فعله من أجلها عن جنونَـه و حبّه المتشابهان , كَل شي لها تأملها عن بعد لأن عمها أحتل المساحَة بقربها أخترق هدوء المكان صوت كلاسيكي هو لهاتفه أبتعد عن المكان سريعاً لئلا يزعجها ثم أجاب .. يأتيه صوتها بحب ../ صَــقر .. ../ هلا ../ واخيراً رديت .. وحشتنـــي ../ ..... ../ صقر .. وينكْ ! زفر بقوة وهو يخمد مشاعره بكأس من قسوته المكررة دائماً ../ سارة .. كم مرة قلت لك لا عاد تدقين .. وبعدين معك ترا أزعجتيني .. وصَلت له شهقتها الحادَة وهي تصرخ بإستياء ../ أنااا . .أنااا أزعجتك .. وهذا وأنا قلقانة عليك وأبي أسأل عن حالك .. ولا لقيت لك غيري .. هااا .. قولي أكيد لقيت غيري ألتفت للخلف حيث رأى بندر يقترب منه فقال بحزم ../ مع السلامَة .. كُل ذلك الوزن المشاعر يكتسحه فجأة ليجعل قلبه يرتجف وهو دآخل قالب القسوة الحجري الذي أحاطَه به لكَن تبقى تلك الحركة محدودة يمكنه دائماً السيطرة عليها ../ صقر .. خلّص المحلول .. أزهم الممرضَة عشان تشيله أطاعه وانتهى كُل شيء ووقفا أمامها وهي ترقد بسكون تام محتارين , هل يوقظوها أم يدعوها تنعم بسباتها لكَن أقترب منها بندر وراح يهزّها بلطف ../ صبا .. صبا تحركت بإنزعاج ثم أستيقظت تأملت وجهه بتعب شديد وعيناها قد أحيطت بهالات من الإرهاق ساعدها وأنزلها.. و بدآ في المشي للخارج لكَن خطواتها غير متزنة تماماً تميل بإتجاه صقر الذي لم تدرك وجوده بعد فقرر الأخير حملها .. وفعَل رقدت بين ذراعيه مُباشرة وكأنها كانت تنتظر ذلك فحّلق قلبه هو بسعادة منقطَعة النظير حتى أن ابتسامة أفلتت على وجهه المتجهَم بالعادة فانعكست على وجهه الأخر و الذي لم يلبث أن قال بجديّة ../ أنتبه عليها تراها مريضَة .. فأومأ له وهو يستعيد حزمه من جديد ../ أسمع خذ مرتك و روحوا .. وأنا إلي بجلس عندها ../ ما أظن ميسون بترضى تتحرك .. لكَن إذا تحبني خلي أختك عندها .. زفر بيأس فمحاولة الاستفراد لم تُفلح أبداً .. , ../ أتصَلي عليهم .. ؟ تأخروا والله ../ أصبري .. أكيد إنهم بالطريق ../ وين أودي هذا ..؟ ../ نحط إذا عشاهم بالصالة ... , ونحنا مع صبا .. ../ نخليها معانا بالسفرة .. أكيد بتكون تعبانَة ../ خلاص نجهز لها كم صحن بس .. أنهيتا إعداد الوجبَة .. و دلفتا للغرفَة وبفضول فتحت ميسون الدواليب تأملت ما تحويه وهي تقول باستغراب ../ صحيح إنه ما فيهم شيء كثير .. بس إلي جابهم عنده ذوق ابتسمت ندى بمرارة ../ إيه .. صقر رغم كل عيوبه .. بس ذوقه حلو نظَرت نحوها بصدمة وهي تقول ../ صقر ؟ مالت برأسها وهي تُريحه على كفها ../ إيه مو زوجها .. ../ وشووووووووو .. تزوجت صقر نظرت لها الأخرى بإستغراب ../ ما قالك بندر .. هوت على السرير خلفها وهي تضَرب رأسها بخفة و تهمهم ../ ياويلي .. ياويلي البنية ماشافت خير من خرجت من هناك .. يا ويل حالها .. اقتربت لها ندى وهي تقول بحزن ../ لا تخافين .. ماني فاقتها أبد .. صقر خليه عليّ أمسكت يديهاا وهي تشدّها بقوة ../ تكفين يا ندى .. تكفين أوقفي معها محد حاس فيها أبد .. هي وحدة توها خارجة من السجن .. يعني لازم تتقبل جنس الرجال بصفة عامة اولاً .. فما بالك لو تزوجت كذا على طول .. لا تخلين صقر يستفرد فيها كثير مهما كان .. ابتسمت لها وهي تشّد يدها بقوة لتعبر عن جزء مما تشعر به ../ لا تخافين .. بكون ظّلها مسحت ميسون دمعة طفرة من عينيها وهي تسمع صوت الباب .. ../ جوآ.. خلينا نرتب لها المكان .. هُناك حيث أقسموا سوياً أن يتقاسموا المُعاناة كزجاجات حليب موحلَة بالألم تأملت قطرات المطر التي راحت تتساقط على النافذَة بقوة متوسطَة .. وقلبها يلهج ../ يارب تجعلها رحمة على المسلميـن .. يارب أرحم قلبها المسكين * تأملت هاتفها للمرة العاشَرة وهي تضَغط بانفعال على رقمها من جديد .. تتواصل رنّاته وفي قلبها أمل أن تجيب .. ولأن الآمال المُلحَة تُجاب عادةً أجابتها ../ إيه نورة خلاص انا رايحَة للبوابَة .. قربت من عندك .. ../ سريع وأغلقت الخط .. تشتعل غضباً بمقدار الحّر الذي اكتسى ملامحها ليُلطخها بحمرته .. ثم ثانية ودقيقة حتى رأتها أمامها .../ بدري يا شيخة كان ماجيتي .. ! غطّت الأخرى وجهها وهي تقول بجدية ../ وش تبيني أسوي ..؟ الدكتورة ماخرجتنا إلى تو .. تبيني أخرج من كيفي مثلاً فصَرخت بها وهي تتبعها للخارج ../ لاآآ .. بس كان دقيتي وعطيتيني خبر .. ولا أنلطع هنا ساعتين زي الهبلة .. ../ صح صح صح .. أنا غلط آسفه .. كان المفروض أكلمك ../ تتريقييين ! ../ لاآآ .. يا نورة .. وخلاص لاتفضحينا بالشارع .../ إنتي إلي بتدفعين حق التكسي نكاية فيكِ تفهمين ../ ماعندي فلوس ../ لاتكذبيين ../ ياربي والله والله .. حلفت ماعندي ولا ريال حتى زفرت بقهر وهي توقف سيارة وتركبها فوراً لحقت بها أختها .. التي قالت بهمس ../ شوي شوي .. فجعتي الرجال ؟ وصفَت له المكان و تحرك نحو المنزل صمتت دقائق بعدها قالت بغضب ../ يوم نوصَل وأبوي فيه .. قولي له ليش ما جينا مع الباص فاهمة .. إنتي إلي برري ../ هاووو ... وش كنت أسوي أنا .. ألعب مثلاً وصلتا إلي المكان فانطلقت الأولى خارجة ودفعَت الأخرى ولحقتها بذات الخطوات السريعَة رأين أن الحي مزدحم بالرجال على غير العادة وما إن وصَلن حتى تنفسن الصعداء فوالدهن لم يأتي بعد دلفن إلي الحجرة ../ الســلاآآآآآآم عليكم نظَرت نحوهن عفاف التي قالت بإستغراب .../ وش فيكم تأخرتوا .. قلقت عليكم ..! ألقت نورة عبائتها أرضَاً وخرجت " لدورة المياه " فسألت بتول بمرح ../ الله .. نورة معصَبة .. أكيد أرتكبتي مصيبة في حقها مطت زهرة شفتيها بلامُبالاة ../ ما سويت شيء .. تأخرت عليها بس .. مدري تبيني أترك المحاضرة وأطلع لها ... هدأ الجو .. و شعرن بإعداد وجبَة الغدآء .. ../ بوووووووووووووووووو زهرة/ بسم الله .. الله يقلع إبليسك عفاف / حمااااااااارة وحدة .. أنقلعي برااا شروق/ ههههههههههههههه , عندي لكم خبر .. تحمسّن معها ../ وشو ../ أمي باعت البقشَة كلها بدت الفرحة صغيرة أمام مقدار ما تخبأه عينيها ../ إيييه وأستدرن لإكمال أعمالهن لكَن صوتها الضاحك أكمل ../ خخخخخخخخخخ .. لا مو هذا الفرحة الرئيسية أنا بدأت بالصغيرة .. خخخخخ زهرة ../ أقول شروق بلا مصاخة .. أنقلعي برة مافينا لإستهبالك ../ ههههههههه .. زيين خلاص بقولها نظَرت لأعينهم المتحمسَة فضَحكت بقوة عُدن للعمل من جديد وقلوبهم تتأمل فرحَة .. تعيد الحياة لأرجاء هذا المنزل فقالت بسرعة .../ عمتي مزنــــة رجعت ! شهقن بقوة وتحلقن حولها زهرة ../ كذآآبة .. عفاف ../ قولي والله ..! شروووق ../ و الله .. والله .. وهي فبيتها اللحيـن . يعني خلاص بيعشون هنا زهرة ../ وش عرفك ..؟ شروق ../ أبوي تأخر اليوم عشانه راح لهم عفاف تقفز بحبور .../ يسس . وناااااسة زهرة تلكز نورة ../ هااا النوري .. أوصفي لنا فرحتك فحَركت رأسها بيأس مغمور في خجلها ../ مدري متى بتعقلين...؟ ../ يوم الحب يعقل .. بفكَر أنا اقتربت منهم بتول وهي تقول ../ مو بس كذا .. في شيء ثاني ../ أم سلمان .. رجع ولدها من بريطانيا مدري أمريكاا .. عفاف بذهول ../ كذآآآبَة .. شروق ../ يوه وإنتي على كذابة من الصبح .. إيه والله .. حتى الولد لو تشوفونه قالب أشقراني .. زهرة ../ يا خيبتنا .. و إنتي وين شفتيه ..؟ شروق وهي تحّرك حاجبيها ../ ليش بتشوفينه ..؟ زهرة بحماس مفرط ../ إيه بس بعدين البتول ../ شف أمحق أخت كبيرة .. وصَح .. و بيسوون حفلة هي و أم رعد فحوش بيتهم .. بمناسبة رجعته هو و رعد .. وترانا معزوميـن ..! زهرة بإندفاع ../ غصب طبعاً .. وأنا أول الحاضرين نورة بصفاء ../ الله يتمم لهم فرحتهم .. فأردفت شروق برجاء ../ يارب نبي نفرح برجعت نور .. فأرتج قلبين بألم وارتجت الأخرى بأمل وشتان ما بينهما .. لكَن سيظَل الأمل أكبر من الألم وستبقى همتهم تسحق كُل دمعَة ومستحيل يقف أمامهم – بإذن الله – * |
التهمت العقارب العاشرة مساءاً وقلقها بلغ ذروتها نقرات المطر على النافذّة كان كفيل بإغراقها في كٌل فكرة سيئة حتى أرتدت عبائتها وخرجت تبعتها أختها التي وقفت تنظر لها وهي تتحرك بقلق في الفناء .../ زين دقّي عليه ..؟ ../ دقيت يعطيني مغلق .. ../ يالله سترك سمعَن صوتها فابتعدت سمية عن الباب مباشرة فأطلت من هناك ../ يا بنت تعالي هنا .. وتعوذي من الشيطان .. أكيد إنهم وقفوا بمكان بسبب المطر .. إنتي تعالي عن تمرضين لم تستطع أن تتحرك إقتربت من مواقف السيارات ووقفت تحتها ..’ يقفز قلبها لحنجرتها مع كُل سيارة تهشّم الماء مارة من أمام منزلهم بدأت تشعر باليأس يتسرب لداخلها وصوت دعاء أمامها المستمر يصَلها مع زخات المطَر الذي راح يخفت شيئاً فشيئاً عادت أمها للداخل وبقية وحيدة تصارع قلقها مّرت نص ساعة أو أقل قفزت بعدها ..’ حين فتح الباب ودخَلت سيارته منها متوسطَة الفناء اقتربت بسرعة و أخوها يخرج من الباب خلفها .. هبط من سيارته وهو يراقب اقترابها المتلهف ../ السلام عليكم جالت بنظرها في السيارة فلم ترهم ../ وعليكم السلام .. وش فيكم تأخرتوا ؟ تمعّن النظَر فيها وهو يقول : ../ .. ما قدرت أمشي لأن المطر كان قوي .. فأطريت أوقف عند بيتي لين يخلص .. و جيت على طول لم تنتظَر تبريره بل فتحت باب السيارة تبحث عنهم وجدت معاذ نائم في المقعد الأمامي فحملته بصعوبَة ../ خليه أنا بشيله .. ../ خلاص .. شلته ماله داعي دخَلت به فتلقفته سمية ثم عادت لتجد أخوها يتحدث معه وبين يديه يرقد براء اقتربت منه .. فصافحه مودعاً ودخَل به .. انزل حقائبهم الصغيرة من سيارته فأمسكت بها فدفع يدها بلطف تقدمها وتبعته تتأمل قامته ابتسمت رغماً عنها , فقد صدقت توقعاتها فيه أوصَلها واستدار نحوها بعد أن أخفت ابتسامتها جيداً ../ ها توصين بشيء ؟ بتلقائية ../ سلامتك أمسك بيدها قبل أن تصَل للحقائب وهو يقول ../ أحلفي إنك تبينها حركّت قبضَتها محاولة التملّص من راحتيه ../ وآفي .. ماله داعي نلعب على بعض تركها بسرعة وكأنه تذكر شيئاً ../ إيه .. بس تذكري مصيرك بترجعين .. مطت شفتيها وهي تمسك بالحقائب وعندما همت بالإبتعاد رأته يقترب .. ويحتضَن رأسها مقبلاً جبيننها ولحظتها هطَل المطَر رأت خطواته فخانها صوتها عندما قالت .../ وآفي إستدار لها .. بملامح غامضَة ../ المطَر .. خلك هنا .... لين يخّلص لوّح بكفيّه وهو يجيبها من خلف ظهره ../ لا أنا بروّح .. إنتي ادخلي داخل اللحين ورحَل .. . . . كنتُ أهربُ بدموعي نحوَ زُجاجِ النوافذ علَّني خارجَ اللحظةِ أراكَ في انعكاسٍ يضيءُ وجهَنا الآخر. هل الحُبُّ، حقًّا، شرطُ الشقاء؟ وهل الأعماقُ، وحدَها، تُحَدِّدُ سقفَ محبَّتِنا كُلُّ شئٍ مُستعارٌ هُنا. الجدارُ والنافذة، ظلالُ السقفِ، البابُ الخادعُ بين فراغين، .إسمي ودمعةُ مِصباحِكْ * اللذة الخامسة عشرة . اللذة الخامسة عشرة البرد هُنا غايَة في البياض .. رغم ذلك المُزن المتناثر على جيد السماء لكَن الجميع يتدثّر بأغطيَة كثيرة ليحتمي من مما يشابه عاصفَة جليديّة قادمَة و في هذا الوقت بالذات حيث تداعب خيوط الفجر الأولى سفوح الجبل المطَل على قرية " البرزة " و التي تبعد عن مكة مسافة 90 كيلو متر تحّرك شبحه في نحو هدفه يبدو مشهد قدومه مكرر لأبعد حد وفي كل مرة سابقَة كان يأتي بنفس ملامحه ونفس المشاعر و بنفس النوايا لكَنه اليوم مختلف في كُل ما سبق عدآ ملامحه التي لم تتخذ أي شكل جديد فتح الباب و دلف المنزل وضَع حمولته وأقترب من حجرتها طرق بابها ../ السَلام عليكم ثواني من نص الدقيقة مّرت ثم فتح الباب لتقول ../ وعليكم السَلام .. يا هلا بوليدي كم بدآ تأثير الأخير جلياً على عينيه لكَن وجهه أحتفظ بذات الصرامة .../ الله يحيك .. هذا أنا جبت الموؤنة و سامحيني أنشغلت الأيام إلي راحت ../ الحمدلله الرزق موجود .. وكثير عليّ وأنا حرمه لوحدي .. لا تتعجّل وخذ راحتك لو صادك شيء وأنا أمك شبح ابتسامة رُسم على طرف شفتيه ثم اختفى كالعادَة وهي يحادث نفسَه .. بمقدار المشاعر التي ستنهال على هذه العجوز إذا تحدث .. لكَنه سيصمت و سيصارع السر بمفرده وسينتظر النهاية نهاية كُل شيء , خرج من القريّة و اتجه نحو سفح الجبل حيث يطل على البيوت و المزارع المحيطة بها تسلقَه بمهارة مُمارس حتى أستوى عند صخرة كبيرة بالقرب من قمّته جلس وهو يغطّي كفيه وقد أبدلهما البرد صفراوتين بلا دماء طارت خيالاته في كُل زاوية من حياته المظَلمة شقاء ماضيه .. و غياب المستقبل .. وحيرة تكتنف حاضره مّرت ساعة ثم لحقتها أختها بعدها رفع هاتفه , وجده مغلقاً .. ففتحه و من ثم وجد مكالمة لم يرد عليها .. من " ندى " فأتصَل بها .. دقائق أتاه صوتها النائم ../ هلا صقر .. وينك فيه ؟ ../ في الشغَل .. خير صاير شيء .../ لا أبد .. بس خفت وحنا قاعدين هنا لحالنا .. و أصوآت العمّال برآ .../ لا تخافين أنا محذّرهم .. ما بيجون ناحيتكم ../ صقر ../ نعم ..! .../ أبوي دق عليّ .. وقلت له إني عند خالتي .. والله ماعرفت وش أقول ../ زين سويتي لا تفتحين فمّك عنده بشيء من إلي صار .. و برجعك البيت أنا في الليل .../ بس ما ودي أخليها بالحالها .. ../ ليش بزر ولا وش .. خليها وإنتي لازم ترجعين عشان مايشك أبوي بشيء زفرت بغضَب ../ أفففف .. وليش ما تقوله و تريحنا .. ../ مع السلامَة ختم حديثَه الأول عندما عاجله إتصال آخر أجاب مع رنّته الثانية ../ هلا ../ ...... ../ إذا ما تبين تتكلمين وشوله متصلة ../ .......... ../ زين , مع السلامة ../ صقر ../ خير ../ ليش تزعلنّي .. ؟ ../ اسألي نفسك ../ خلاص بسامحك .. بس قولي وش إلي مغيّرك كذا ../ ما تغيرت قاطعته ../ إلا .. كل ما اكلمك ترد على بدون نفس أو ما ترد من أساسه .. كأنك تبي تتجاهلني .. ترا مليت فقاطعها ../ وأنا مليت من سخافتك .. ولأنها أنثى أتداركت ما ملّ منه الذكَر فعاجلته ../ زين أبا أشوفك ؟ يقسم صدقاً أنها ألجمته ..لكَنه أذكى منها فأبعد الدهشَة بقسوة عن صوته وهو يجيب ببرود ../ و ليش ...؟ ../ كذا بس .. بشوف وجهك بعرف من عيونك وش فيك .. وش إلي قاطعها مجدداً بلا مُبالاة ../ سارة مالها داعي الذكاء الزايد .. لو ما عليك أمر أنا بقفّل و بكّلمك بعدين .. ثم سّد الطريق أمامها ,أو لمحاولتها الالتفاف حول قلبه لتتأكد من حبال حُبها داخله .. لكَنه لن يسمح لها أن تفعَل فقد أرادها لغرض في قلبه لن يجعلها تتمادى فيه أكثر نهضْ عن موضعه وأبتعد .. نحو سيارته ثم أستقلها و ابتعد بها عائداً إلي المزرعَة فأبيه سقط عقبَة أُخرى في طريقَة .. فأي حَل سيسلك معه هذه المّرة أبيض أم أسود ؟ * ../ لك خيار ماله ثالث يا تسوين معجنات يا حلا .. أما نروح لهم بالاثنين أحس حرام إسراف ../ إسراف بعينك .. تبين ست أنفار يدخلون بصَحن معجنات بس .. بالله مو عيب ../ لاآآ يا ذكية نقسمّه على أثنين كل ثلاثة يشيلون واحد أنهت نورة الحديث بقولها ../ أسكتي إنتي وهي .. زهرة إنتي بتسوين المعجنات و عفاف عليك الحلا .. و لا يكثر زهرة ../ حرآآم يا نااااااااس .. تبذير |
عفاف بضيق ../ تصدقين اقتنعت بفكرتك زهرة ../ قومي سّوي الحلا .. ~ ومقلدة لنورة ~ و لا يكثر بدأ يومهم بكَسل رغُم ذلك كل الحماس المشتعَل في قلوبهم فعمتهم ستأتي إليهم عصراً .. ليذهبوا سوياً للحفل انتهين من إعداد الطباق وخلدن للراحة بعدها جاء العصَر وعادت أمهن من عملها ثم دخَلت لتسترخي قليلاً قبل قدوم العمَة ارتدين ملابسهن و بدأت ضّجت الفتيات المُعتادَة ../ عفاف لو سمحتي بدلي .. روحي بسرعة عفاف ../ ليش ...؟ آلبتول ../ الله يقرفك .. ماعندك أعدل من هاذي البدلة أصفر وأخضر .. آخاف يحسبونك شاحنة صرف صحي مهوب إختنا ../ ماااالت عليكِ .. من زين لبسك .. واللحين الناس بتخلي كل البنات إلي هناك ويطالعون فيني ../ إيه والله وإنتي الصادقَة .. ما في خلقتك زود عن البشريّة قاطعهم صوت زهرة التي تدعوهم للنزول فعمتهم أصبحت هُنـآ نزلن و وجدنها قد جلسَت بينهن سلّمن عليها بخجَل ثم جلسَن لتقول ../ والله يا أم طلال إني أفتقدتكم حييل .. الحمدلله إن رجع شغل أبو محمد هنا ولا كان مدري وش سويت لحالي هناك أجابتها وهي تسكب القهوة لها ../ وحنّا افتقدناكم أكثّر .. نّورت فيكم مكّة ../ قصَدك زآد نورهاا ... ع طاري النور .. كيف حال نورة ..؟ أجابتها نوره بذوق و انسيابية : ../ بخير و عافيّة .. كيف حالك إنتّي وكيف حال عمّي أبو محمد و الأولاد .. !؟ ابتسمت لها وهي تجيبها ../ الحمدلله على كُل حال .. تابعت وهي تتأمل شكلها بدقّة و إبتسامة رضى تعلو شفتيها ../ والله يافرحتي فيك يا النوري .. الله يسهّل و يتمم لكم حمرة خجل خفيفة التهمت أعلى وجنتيها فبددت نظرها للأواني و القهوة بعدها نهضَت لتحضَر المعجنات .. مع أن ذلك كان مُبكراً زهرة تهمس لـ البتول ../ آخخخ .. واستحت العروس ../ لا حظي سألت عنها بس .. ونحنا فقاطعها التفات عمّتها لها ../ ماشاء الله .. والله وكبّروا البنات .. وينهم نور و شروق عنكم ..! أعتلى التجهم ملامح الجميع بينما أجابت نوره التي عادت لتوها .. / فوق .. وش رايكم نمشي أخاف تأخرنا على الناس وعلى قولها حدثت ربكَة سريعَة للنهوضْ وتفّرق الجمع وبقي السؤال بنص إجابَة بينما القلق يلتهم قبل الأخيرة .. فكم سؤال يشبَه هذا ستجيب به الآخرين ..! وأي كذبة ستلفقها لترضي فضولهم * أبعد الستار عن النافذَة وجلسَت تتأمل ما بالخارج بصَمت الفناء الكبير الذي يتوسط مجمع الفلل الذي يقطنه أقاربها .. يجعَل ذلك الفناء في حركة دائماً لكَن في هذه الساعة الكُل خلد للنوم فقد رقدت العقارب على سن الثالثة فجراً تحسب عدد الأيام الذي أنقضَت منذ خروجها من السجَن وعدد المرات التي تحدثت فيها أيضاً قد يكون سجنها الانفرادي علمّها الكثير و " هديل " القديمَة اندثرت مع أول يوم اختفاء تأملت الزرع الذي سوّر الحائط في الجانب الشرقي للفناء .. فحّرك ذلك رغبة في داخلها لكّي تخرج و تلمسها وهي مبللة إثر مطّر توقف منذ برهة تحركت يحدوها شوق فقط .. مع علمها بإستحالة أن تصادف أحداً في وقت كهذا فخرجت من غرفتها الصغيرة و التي قد كانت كخزنة أخذتها قسراً .. من دون علم جدتها وصَلت للفناء الخلفي وهي تتأكد من وضَع حجابها و تبتسم بسخريّة مّرة متذكَرة ماضيها حيث كانت حُرة كما تظَن لم تكُن تعرف في منزلها حجاباً أو ستراً .. ولا فرق بين أخيها وأجنبي تركت .. " الحمد لله الذي هداني وعافاني " تنساب بهدوء مع زفرة قصيرة تحركت بعدها للخارج .. نحو الباب الزجاجي المفضي للحديقة الخلفية حيث تكون حّريتها أكبر .. اقتربت من ذات المكان حيث ترى .. أسيل تجلس دائماً .. جلست على الأرض متجاهلة كُل ذلك الطين أسفل منها فهّب نسيم عليل بارد جعل قلبها يرتعش بسعادَة فمنذ زمن لم يداعب أنفها هواء محمّل برائحة مختلف عن رائحة الجدران المتعفّنة .. شعرت بشيء أشبه بكائن يرفرف في قلبها شيء ما جعلها تبتسم وهي تقول بصدق ../ يا لتني جبت القرآن .. كان كمّلت حفظي في هالوقتْ ثم وكأنها تذكرت أمراً فنهضَت .. عاينت القبلة في غرفتها الموازية للمكان ../ يالله.. ماخسرت .. بقوم الليل هنا ..! وبدأت تصّلي بخشوع .. خلقه صدق إيمانها وتوبتها و كان لما حولها أثر في زيادته عليها انتهت من صلاتها متلذذة بأركانها تدعو الله بصدق في كُل سجود أن يغفر لها ما مضَى .., من ماضي مظَلمِ ثم نهضَت وهي تهمّ بالأخرى ../ تقبّل الله منك يا حجّية ..! تبع ذلك صوت تصفيق بارد للغاية ... ألتفتت بهدوء على أثره لها .. أسيل هُنا ... و الآن ؟ لم تكُن تتوقع وجودها وفي هذا الوقت أيضاً .. تحفظ مواعيدها عن ظهر قلب فما الذي جعلها هنا .. كانت تحادث نفسها وهي تتأمل أختها التي راحت تتقدم منها ببطْ ../ وش تبين ؟ سألتها بقلق حين لمحت تلك النظرة في عينيها شيء من القهر و الجنون نظرة مختلفة تماماً لا تستطيع تفسيرها ../ أنا.. أنا وش إلي أبي .. حتّى صوتها خرج مختلفاً هو الآخر حينما تابعت قولها وهي تقترب وتهمس ب ../ تسوين لنا فيها البنت الديّنة المصلية .. وإنتي كذابّة .. أنا ما يقهرني زود إلا هالملامح أمسكت بوجهها وراحت تضغط على ملامحها بقّوة فأحاطت الأخرى ذراعها بقبَضَتها المحيلّة محاولة إبعادها عنها .. فتابعت أسيل بحنق .../ بس هالوجه إلي يشبهني .. أنا ما أعرفه .. يوم رجعت أدور أختي إلي قطعتني ..قالوا لي بكل بساطَة ماتت ههه .. تدرين ليش ... ما يبون صدمتي بعد تكبر بموت أمي وأبوي.. مايبوني أتجنن زود .. فحطّوكِِ معهم و يا ليتك معهم .. دفعتها هديل ببطء عنها حين لمحت ذلك الغضب في عينيها لكَنها ألتزمت الصمت أمامها فتابعه الأخرى وهي تقبضَ بكفيّها على حجابها ../ حاول هو .. حاااول يقنعني لكّني صديته .. أختي موب كذا.. إختي لو ماتت مات شريفة مو مثَل مايقول .. يوم جيتي ما سألتك كنتي ويــن .. لكَن خريجة سجون .. قّويييييييية .. قويييييييييية عليّ تركت دموعها تنساب بقسّوة على وجنتيها المحمرتّين من الشدّة الغضب و البرد بينما تجندلت هديل في صمتها وهدوءها وكأنه سيناريو مكرر ملّت مشاهدته ../ تكّلمي .. تكلمي .. يالوا***** .. قولي برري لي .. قولي إنك أنظلمتي .. قولي إنهم رمووك ولا حفلوا بك .. قولي إنك ما تستاهلين إلي يقولونه فيكِ .. قووولي .. |
كانت تنظَر إلى عينيها تسترجي عذراً أي عُذرا , لن تبالي حتى إذا كان كاذباً بوضوح ستسارع لتقبيلها وإحتضانها من جديد .. تكره أن تعيش الألم طويلاً تريد تبديده بأي وسيلة كانت لكَن هديل كانت كخرسانة إسمنت في جادَة الطريق بملامحها الصمّاء عن كُل شعور ينبأ باستجابتها أو حتى تعاطفها .. كُل ذلك جعَل الألم يتصاعد في كيان الأخرى حتى ألتهم آخر بقايا صبرها بكَت وهي تردف بألم و كأنه يشيع قلبها أما عينيها ../ كنت أدري ... حاسَة إنك حيّة تتنفسين .. عارفة إنهم دفنوك حيّة بس مدري وين .. كانت أحسن فكرة أصبر فيها نفسي إنك ميتَة .. وما بترجعين بس إنتي و دفعتها بقّوة محررة قبضَتيها وهي تنفضَهم بإزدراء ../ مقرفَة .. إيه .. وماعندك عذر .. خاينَة .. يوم صار مالك رقيب ولا حسيب لعبتي بكيفك .. ونلتي جزآك .. ما تستاهلين ولا شيء حتى هالبيت إلي ضافك .. حتى .. حتى حّركت رأسها حولها وكأنها تبحث عن كلمة أو شيء مفقود لتتابع ../ حتى .. جلستي هنا أطالع خربشاتنا .. أحلامنا وذكرياتنا .. ما تستاااهلين .. ثم قتلت دمعَة اتخذت طريقها على خدّها وهي تتراجع إلى الوراء ../ ما تستاهلين حتى .. دموعي هاذي .. ما تستاهلين و اختفت تماماً عن ناظريها أيُّها الوترُ المشدودُ من جِذْعِ قلبي حتَّى أقاصيَ الغاباتْ أيَّتُها العصافيرُ العَطْشى، يا كلماتي في الضبابِ أضَعْتُ موطئَ ظلِّي كما يضيعُ عُمْرٌ، حُلُمٌ، حُبٌّ وطنٌ من بين الأصابع مثلما يسقطُ خاتمٌ في نهرٍ مثلما ينكسِرُ فنجانٌ أو إنسان. .. * اعتدلت في جلستها وهي تزفر بضيق وتتحسس قلبها .. وكأنها تتأكد من أنها لا تزال على قيد الحيآة في كُل مّرة ترجو أن تنام بسكون .. تشعر فجأة أنها أصبحت ترقد بين يديه وكأنها تسمع صوته .. زفيره الساخن على أذنيها يجعلها تستيقظ لاهثَة من كابوسَه تتمنى أن ترى عينيها ظلمة السجن .. والتي صارت محببة إلى قلبها .. لكَن عينيها التي تتأمل ندى الراقدة بجوارها يعيدها لواقعها المؤلم .. نهضَت ببطء .. تريد أن تصَلى فقد أسرفت في النوم حد تفريطها بالصلاة .. توضأت وعادت إلى الغرفة سريعاً وكأن أحداً يلاحقها شعرت بحركة ندى على السرير لكّنها كبّرت وشرعت في صلاتها ثم غرقت في تبتلها حتى فاضَت عينياها انتهت وتركت قلبها معلقْ بدعواتها .. ألتفتت حين أصدرت ندى صوتاً من جديد فوجدتها قد جلست على طرف السرير و هي ترتجف من البرد ../ بررررررد .. موب بردانَة؟ نهضَت وهي تطوي محرابها و تخبئه بعناية في احد الأدراج الفارغة ../ لا.. تحركي و بيخف البرد .. منذ استيقظت من مرضها .. وهي تشعر بأنها تتحاشها تتجنب النظر إلى عينيها .. وتجيبها هكذا بإجابات مقتضَبة .. خرجت وتركتها فأمسكت بالمصحف ورتبت فراشها بيد الأخرى ثم جلسَت عليه لتقرأ مّر من الوقت ما مّر بعدها عادت ندى .. وضَعت أمامها طبق وهي تقول ../ يالله .. لازم تفطرين لأن الدوآ بعد ساعة .. بدون اعتراض أبعدت المصحف .. وبدأت تأكل بآلية تذكر أنها لازمتها في أيامها الأولى في السجن ابتسمت بسخريّة .. فلمحت ندى ابتسامتها فقالت بهدوء ../ وش إلي يضّحك .. ضحكيني معك ..! نظَرت إلى وجهها مُباشرة وهي تبحث عن الصدق في عينيها .. سألتها ببرود ../ ليش تسوين كذا ؟ اتسعت عينا الأخرى للحظة لم تلبث أن تختفي لتعود لطبيعتها ../ وشو له هالسؤال .. أنتي أختي ولا عند رأي ثاني ؟ لم تجبها بل ظلت تتأملها بصمَت مما جعَل ندى ترتبك قليلاً فقالت بإبتسامة ../ كمّلي فطورك .. ترا لو ت قاطعتها وهي تهمس بهدوء ../ يوم خرجت ما توقعت ألاقي أحد يوقف معاي .. بس شكرا برود غريب تقسم ندى أنها لم تكُن كذالك تتذكر صبا الجميلة المرحَة التي مرضَت شهراً من إثر فراقها .. حيث لازمتها أطيافها في كُل مكان .. إحتضَنت قبضَتها وهي تجيبها بصَدق ../ صدقيني من فارقتك مرضَت .. ما تحملت إلي صار لك ../ هه . أكيد أنصدمتي منّي .. أكيد إني طحت من عينك تقسّم .. بإفرآط .. وهي تسرف في إظهار الصدق على ملامحها ../ لا والله .. والله .. ما مّرضني إلا ثقتي ببرائتك .. وشلون أشوفك تنظلمين قدّامي .. ولا بيدي شيء أسويه لك .. ابتسمت ببرود وإنكسار وهي تنظَر لذلك الشعور خلف عينيها بينما جُل ملامحها تكذبها قاطعها صوت هاتفها .. فأجابت .. تكلمت للثواني ثم أغلقته وألتفتت لها .. وهي تقول ببساطة ../ هذا صقر يقول إنه قريب .. لمحت تغّير ملامحها وإكفهرارها فقالت بهدوء مطمئنة .../ لا تخافين .. صقر طيب .. وما بيأذيك وكأنها زآدت من الرعب المرتسم في عينيها وهي تمسك بكفيّها و تطلب برجاء ../ وإلي يرحم والدينك .. ما تخليني هنا لوحدي أزدردت ريقها بصعوبَة وهي تقول ../ ودّي والله ما اتحرك .. بس أبوي يسألني ويني وصقر ما قاله إنه تزوج .. ف قاطعتها بسرعة .. ../ خلاص أروح معك .. ابتسمت بارتباك ../ كيف وصقر ..؟ حّركت رأسها بقوة و الدموع تحجب الرؤية ../ طيب .. ياربي .. كلمي ميسوون .. شوفيها رفعت حاجبيها وهي تتأمل مقدار الرفض في عينيها تشعر بأنها ستهرب لو تركتها وحدها أمسكت بيدها مطمئنة ../ بكلمها اللحين .. اصبري نهضَت مبتعدة نحو النافذة وهي تنتظر الإجابة من ميسون ندى ../ السلام عليكم ميسون ../ وعليكم السلاآآم .. كيف حالك يا ندى ؟ ندى ../ بخير الحمدلله .. كيفها أمورك ..في الشغل إنتي ؟ ميسون ../ إيه .. ليش فيه شيء .. صبا فيها شيء ؟ ندى ../ لا الحمدلله .. بقولك أبوي صاير يدق كثير يبي يعرف ليش أنا جالسة عند خالتي .. طبعاً هالكذبة قلتها له عشان تدرين بالوضَع ../ إيه إيه .. لا تقولين إنك قلتي لصقر ../ إلا قلت له .. وش أسوي يعني أحس أبوي شوي ويطلع من السماعة .. والكذبة حقي قصيرة الأمد .. والله إني ما ودي أخليها .. بس لازم أروح أدور كذبة .. وأرجع لها ../ أممممم .. طيب خلاص روحي وأنا بجيها بعدين همست ../ ميسون البنّية كأنها مفجوعة ما تبا تخليني أروح إلا ورجلي على رجلها .. هي يا إنها خايفة من الوحدة أو من صقر .../ من الإثنين .. أمممم أنا بكلم بندر يحطّني عندها .. قبل ما تروحين .. فلا تتحركي إلا يوم أوصَل ../ زين .. وبعدين ../ خلي بعدين لوقته .. أنا بعد يوم بأخذ إجازتي .. وأنا بتصّرف .. ../أوكي .. يلا في حفظ الله ../ مع السلامة استدارت نحوها وهي تبتسم ببساطَة ../ ميسون تقول إنها جايتك اليوم ..! ../ بس لو رحتي قاطعتها ../ لا قبل ما أروح يعني بتقابل معاها هنا وبعدين بروح زفرت براحة كبيرة وكأنها أزاحت عنها هماً عظيماً ../ الله يبشّرك بالجنّة .. والله إني خفت سألتها باهتمام ../ خايفة .. من إيش ؟ أرخت بصرها وهي تنظر لقدميها المعقودة أسفل منها وبدأت في فرك أصابعها مع بعضَها بتوتر سّر لا تقوى على إفشائه كّلفها الكثير .. ولكّنها ستحتفظ به قد يكون أقل من أن تتحمل كُل هذا من أجله ولكَن لن تبدو خائنة في النهاية فمن القبيح أن يقترف البطل سوءاً بعد منتصف الحكاية .. ستسقط من عين نفسها قبل الأخرين .. يكفي إنها أصبحت حثالة تستحق العيش في مورد الإبل فلو قالت ما في سّرها .. قد ينعتوها بالجنون ثم تبكي فضَيحة تتلوها أُخرى وهكذا , تركت سؤالها معلقاً للأعلى ثم تتحادثان .. و أتت ميسون جلست بالقرب منها تعِدها أن لا تتركها وتخبرها عن صديقاتها في السجن هناك تتأمل أحاديثها الحماسيّة .. عن طفلها القادم و تسألها اقتراحاتها في تسميته .. تجيبها بكلمات متقطّعة وإيماءات بسيطَة ستغادرها عندما تلد .. وقريباً ستبقى هي وهو تذكّرت الهديّة .. فعاودها الخوف شيء أشبه بأشواك تتحرك في جوفها تعلم نيّته .. ولكَن تشعر بأنهُ يخفي وراءه أمراً عينيه .. لم تعَد كما تعرفها تغير فيه شيء لكَن تجزم بأنه صقر هو صقر ذا الحقارة الشفافَة التي لمستها عينياها ستدّرب قلبها على الصبر و ستنتظَر . ",وطن منساك تجي ذكراك ، ودمعاتي تونسني! وأرد الآه تلو الآه.. وصدى الآهات ..يذبحني ! غريب صاح بعد ماراح محد يدري ويسمعني أنا ياليل أعيش الويل ندا الخلان يتبعني ..!! " تكنسُ الكوابيسَ كُلَّ فجرٍ عن عتبةِ البيتِ تقشِّرُ قبالةَ النافذةِ بصلتيْن كي لا يسألَها اليمامُ عن دموعِها.* الذة السادسة عشرة نزلت خطواتهم طويلاً حتى إستوت في على ناصية الطريق يتقّدم جمعهم طلال .. وأحد أصدقائه أحاديث طويلة متبادلة بين وآلدتهم وعمتهم حول ترتيبات زواج نورة .. مالت عفاف على نورة ../ يعني مو قادرة تصبر .. لين نوصَل وتتكلم ف هالموضوع زهرة بجدّية ../ أحسّها من جدّها من جات وهي ما أنفكّت تسولف عن ولدها عفاف يسخرية ../ أنا بغيت أقولها مابعد سوينا حفلة بمناسبة عودتكم .. إلا وهي قدّها بتصّكها عرس مّرة وحدة البتول ../ والله أنا مو مفرحني شيء إلا شوفة أبوي مبسوط بأخته الكبيرة وأولادها .. اقتربت خطواتهم بسبب قطعَهم الطريق و زهرة تتابع بإصرار ../ لا بس حكاية الزن هاذي غريبة ولا وصَلن للضفة الأخرى و البتول تجيب ../ أصلاً نورآ بجيب الولد وغصب بتوافق إلا قولي موااافقة .. بس المسألة وشوله هالعجَلة ..إلي مـ قاطعتهم نورة التي سمعت حديثهم منذ بدايته ../ لأنه بيسافر قريب شهقّن بشَدّة فلتفتت لهن والدتهن ../ وش فيكم ...! .../ سلامتك يمّه .. بس كنّا قربنا من البيت شكَله هذاك إلي مسرجينَه ../ زهورة وش هالكلمة ..؟ ../ خخخخخ .. مدري بس وش يقولون أجل ..؟ عفاف .. /قولي البيت إلي معلقين فيه حبل لمّبات .. أسرعت خطوات الأم والعمَة في المقدمة فتراجعت زهرة في خطواتها حتى حاذت نورة ../ اللحين من جدّك تتكلمين .. ! ../ مهوب وقته .. خلينا نرجع البيت وبقولك كُل شيء سألتها بحزن ../ بتروحين يعني .. لم تجيبها وظّل همّها خاوياً تشاركها فيه ليس لأنها عروس ستتزوج وترحل مع زوجها .. كحالة عاديّة .. تتكرر كٌل يومْ بل لأن شيئاً خاصَ مختلف في قلوبهم هوى سحيقة تخترق قلوبهم هُم فقط دون غيرهم من المحيطين بهم ْ ليسَ بإمكانِ أطفالٍ في مثلِ ألوانِهِمْ أن يناموا في هذا البياضِ القارسِ!. مثلُهُمْ يرغبُ في مسافةٍ يسقطُ فيها ألمُ الفقدِ حينَ تظهرُ الشمسُ ويغيبُ عنهم .للأبد * وصلوا للمكان وتفرقوا البنات عن والدتهم تخافتت أصواتهم وتعليقاتهم ترسم ابتسامة طبيعية على ملامحهم ../ اصبري بسأل لي وحدة متى الزفة أنطَلقت ضحكاتهم العفوية على تعليق البتول و زهرة تكمَل ../ هههههههههههه لاآ قولي لهم .. ما درينا العروس من بيت من ؟ ../ خخخخخخخخخخخ .. خبلة.. إلا تعالوا من جدهم هذول ..شكله بوه بوفيه من هناك عفاف ../ يحق لهم كُل هالعز .. و ما يسوون عرس بمناسبة رجعت ولدهم أقتربن من إحدى الطاولات الفارغة ونورة تعّلق ../ بنات أرخوا أصواتكم عيب عليكم .. وأنا بروح عند أمي هناك تبيني زهرة ../ ايييييييه .. أمي تبيك يعني مو عمتي ألقت بحقيبتها في حجرها وهي تقول بغيظ ../ أسكتي لا أذبحك ...! وأختفت عن أنظارهم بدأ الدف يعلو في المكان و يعكس تأثيره في نفوس فنهضَت البتول وهي تقول ../ لاآآآآآآع .. تحمسَت .. أخ لو نورة فيه نتصادق مع الطقاقة على طول إبتسمت عفاف بحُزن ../ إي والله .. ما تخلي أحد ما تسلم عليه .. لين الناس صاروا يعرفونا منها زهرة .../ أقول قومي قومي .. بدل ما تفتحوا لنا مسلسل درامي عفاف بقرف ../ لا والله ما أرقص .. إنتوا روحوآ .. ../ وإنتي للحين على تفكيرك حق العجايز ../ وعاجبني .. زين ../ لا موبايلي .. ياالله بتول .. أستمتعن حتى آخر لحظَة وعندما دقت أجراس الثانية عشرة تبادلوا الأخبار بأن أبنها سيزف حالاً تججبن النسوة و صوت ضَحكت زهرة المميزة تخرق الصورة وهي تقول ../ والله إنك ما كذبتي .. مصّدق عمره معرس .. ../ اصبري .. اللحين نتفاجأ إنه مع عروس ثم سكنت الأصوات إلا من الهمس عندما أغلقت الإضاءة .. / لاه جنّوا الناس .. ../ وش لك أنتي أم وفرحانة بولدها ليظهر هو المدخَل مع أخر تقدمت خطواتهم و أعينهم على الأرض .. حتى أستوآ على المنصة وبتول تشهق بقوة ../ وللللل .. هذا رعد .. وش جايبه هنا إبتسمت عفاف وهي تهمس لها ../ يا خبلة مو أم رعد صديقة أم سلمان .../ أدري بس وش وله الثانية مطّلعة ولدها .. ../ ياربي على هالتناحة .. مو كانوآ مسافرين .. قاطعتها زهرة ../موب مع بعض .. هذاك من زمان مختفي .. و الثاني له حول السبع ثماني شهور بس .. أومأت بتول بفهم ../ إييييييييه .. أذكر يوم راحت نور العين .. هو سمعنا عن إختفائه بعدها بأيام و أرتجف قلب الكبري بينهن في صدرها فلطالما كانت تربط و تحّل .. وتربط وتحل وفي كُل مرة ترجو أن لا يكون شكها صحيح قتلت دمعة أو شكَت على السقوط وهي تهمس لقلبها ../ يارب يانور يكون إلي في بالي غلط خرجن من المكان بعد تناول العشاء ثم ودعَن عمتهن التي رحلت إلى منزلها وهي تسلم على نورة للمرة الثالثة ربما وصَلن إلى المنزل و ستلقت كُل وآحدة في فراشها بتعب زهرة ../ أول مرة نرجع البيت في هالوقت الباكر .. عفاف ../ لأن أبوي معطينا إجازة من البيع ولا حنا اللحين بالحرم لين الصباح .. البتول دخَلت ../ أقول ما شفتوا .. شروق وينها ..؟ هبت زهرة من موضعها وهي تقول بلامُبالاة ../ والله هالبنت أنا متبرية منها .. من يوم شفت عيونها تبحلق فولد أم عبدو .. قلت لا بالله هالناقص عفاف بعصبية بسيطة ../ حرام عليك .. ترا توها صغير كلها سنة و نحبسها بالبيت خليها عنّك اللحين ولا تحشرين هالسوالف في عقلها .. أغلقت نورة كتابها وهي تلقيه على المكتب فألتفتت لها زهرة ../ ما قلتي لنا .. وش العلووووم إلي عندك ..! نظرت لها من طرف عينها بغضب وهي تهم بالخروج فبادرتها زهرة سريعاً ../ خلاص خلاص أتوووب .. وعندما أختفت علقّت بصوت مرتفع نسبياً .../ يه مدري وشفيها العروس معصبَة .. دخلت في غرفة والدتها فوجدتها تمشّط شعر شروق فقالت لها ../ ما قالت لك عمتي متى جايتنا بكرة .. .. / والله مدري .. بس أكيد إن بخلي الشغل لأخواتك .. وأنا وإنتي ببنزل نقضّي من بدري قبل العرس .. |
إلا ما بقى له غير أسابيع .. أجابتها وهي تسرح لعالم مُختلف لا تطير نحوه أي عَروس ../ إييييه .. الله يعينا تركت والدتها المشط ينزلق من يدها وهي تنظر لعيني إبنتها ../ أقول نورة ..؟ ../ سمّي ../ سم الله عدوك .. أم رعد سألتني عن .. عن نـور عقدة نورة حاجبيها وهي تقول بجديّة ../ حتى أنا سألتني عنها .. وش سألت بوه .. ؟ ../ قالت لي كذا ..: وينها ليش ما جات مع البنات ../ إييييييه .. زين وش قلتي لها أنتي إجابتها وهي تخفض عينيها و تكمل عملها بحسرة ../ بالبيت .. بس هي تعرفكم ؟ ابتسمت لها نوره ابتسامه باهته يعكس رمادّية مشاعرها ../ لا والله .. بس سألتني قبلك .. من نور فيكم ؟ عضّت الأم على شفتيها وهي تهمس لها بندم ../ بس أستغفر الله كذبنا فأتسعت حدقتي نورة ../ لاآآ .. وش تبينا نقول بعد ..يالله بإذن الله قريب تخرج و وتصير بالبيت من جد .. ما كذبنا زجرتها ../ قصري حسك لا يجي أبوك .. و يزفنّا عقدت حاجبيها وهي تنهض بغضب ../ على وش .. بتكلم عن أختي .. يلي غصب عنه بيعترف فيها .. و يمه ترا نور إذا خرجت مكانها هنا .. و الكلام إلي قاله لك ولا شيء منه بيصير .. و أنا المسؤولة وأختفت كعادتها تحترق غضباً بسرعة .., ثم تنطفئ وكأنها لم تُكن ذاتها تلك الفتاة منذ قليل تدرك مقدار الألم في قلب بكرها و تتألم سلخاً في كيانها حُزناً على طفلتها همست برجاء .../ يااارب ردّها علينا سالمة .. و سلمنا بعدها من كُل شر ثم إخترق ذلك صوت صغيرتها يقول ../ يمه نورة العين متى ترجع من دراستها ؟ وتظَل الكذبة ككرة ملقى في ملعب هذا وذاك ولكُلٍ حُرية قذفها في أي إتجاه شاء ,,,,,,,,,,,,,, * تتأمل الشارع الراقد أمامها بهدوء وسكينَة تحيطان بها ملامحها المريحَة تبتسم لشيء يداعب ذاكرتها حّركت هاتفها المحول داخل جيبها وهي تقاوم رغبَة للإتصال بها لكّنها غّيرت رأيها سريعاً .. وهي تتذكر ما سيقوله حُسام لها لو فعَلت ذلك تتذكَر يوم وداعها لأعمامها الذين تقبلوا خبر سفرها وأخيها كإعلان للعيد غداً .. أو ربما تبالغ في مشاعرها كعادتها .. لكَن السفر للدراسَة كان طُعماً لذيذاً لهم و يالا غبائهم .. أي دراسَة يرجوها طبيب .. و ممرضَة نعَم أحياناً نصنع غبائنا بأنفسنا لكّي لا نتكبّد عناء السؤال رفعَت معصمها تنظَر لساعتها التي أشارت للسادسة صباحاً أبعدت كوب الحليب الذي تشربه دائماً في وقت متأخر جالت بنظرها في الشارع وهي تقاوم رغبَة في النزول نحو الشارع أمامها ستبدأ مناوبتها بعد ساعتين .. تمسح على معطفها الأبيض الطويل ثم تأكدت من وضَع حجابها جيداً ابتعدت البوابَة حتى وقفت بالقرب من جادة الطريق حّرك طرف معطفها الهوآء البارد فسرت في جسدها قشعريرة باردَة .. جعلتها تحتضَن جسدها بذراعيها وقفت طويلاً .. أمام سكون الشارع إلا من بعض المارة وأصوات المروحيات التي تظهر من العدم ثم تعود إليه تركت عقلها يسرح مّرة أخرى في مراهقتها المعهودَة و لكَن هذه المرة لم تتمنى وجوده حين سمعت صوته من خلفها ../ وش تسوين ..؟ فاجأها و بدآ ذلك على ملامحها التي ما لبثت أن عادت لطبيعتها وبخجَل طبيعي أجابته ../ ولا شيء .. أطالع الشارع لم تتجرأ وترفع عينيها لتلتقي بعينيه لكَن صمته جعلها تفعَل فكرهت نفسها عندما رأت نظرة الاحتقار في عينيه فهمّت بِالرد عليه لكَنه قاطعها .. ../ يا الله .. أدخلي داخل.. موب جايبينك تستمتعين و تناظرين برجال الرايحين والراجعين بالشارع .. صُدمت من جرأته وهي تقول ../ وشو .. وش تحسبني إنت .. فأبتسم بسخريّة لها لتقول بتوتر ../ صَح إني كُنت ... آآ ب بس ترا لكَن ذلك الصوت الصغير الذي صرخ خلفها ../ يا عمووو .. ألحئ علينا بابا مريض صبي نطقها بقّوة و ركض لم تتمكن حتى من رؤية ملامحه جيداً بينما لحق به هو بسرعة وهو يصرخ بها ../ سلمى جيبي الشنطة جنب الدرج ..بسرعة تحركي بقيت متجمدة في مكانها لثواني ثم استوعبت الأمر و ركضت لها أحضَرتها ولحقت بطيفهم تجاهلت كُل مشاعرها .. وندآء الوآجب ذا الطعم المختلف يتحّرك في كيانها و يحركها صوب الأمل لكَن ذلك الإثنان لا يعلمان أي قادم ينتظَرهم .. وما ستخبئ لهم تلك الرحلة رحلة الاعودة * |
.../ مدري أحس إني أستخفيت .. ../ ههههههه .. من زمان توك تدري .. موب إستخفاف قولي تناحَة مدري من وين طلعت لك ابتسمت ببساطَة على قولها وهي تمسح على إبنتها الراقدَة على سريرها .. ../ ها .. أتصَل أبوهم ؟ عقدت حاجبيها لذكره وهي تقول ../ و ليش يتصَل ../ لا قلت يمكن عشان يتطمّن عليهم .. أجابتها بإمتعاض ../ إييه .. يطمّن .. مو فاضي لهم تراه سميّة بتهور ../ لاآ حرام عليك الرجّال ما قصَر أبد .. إنتي ما تعطينه فرصَة وتوقفت حين أدركَت خطأ ما تتفوه به فسألتها الأخرى بصوت حاولت ان يخرج طبيعياً ../ والله .. تشوفين إني انا الغلطانة إبتسمت بحرج وهي تشتم نفسها في داخلها ../ لاآآ مو كذا قصدي .. هو غلطان إنه يحاسبك على شيء إنتي بريئة منك وتركّب عليك .. فاهمَة .. بس إنتي عطيه فرصَة يمكن ندمْ.. وبيعتذَر نظرت إليها بحدة وهي تنتزع الكلمات من قعر الألم في داخلها ../ والله إلي ممكن يندم .. ما يتكون له قّوة يتزوج عشان يقهرني وبس .. بس تعالي قولي لي وش تخبين ..؟ تراجعت وهي تتنحنح بإرتباك ../ ها .. لا ولاشيء .. بس لالا .. ولا شيء زفرت بتعب وهي تتكلم بصوت تكتم فيه غضبها ../ سميّة كذا بأدب تكلمي وش فيه ؟ تكّلمت بيأس ../ مدري ترا .. بس كأني سمعت أمي تقول ل أم وافي حياكم الله .. لا تسأليني ليييش .. مدري ترا.. بس قلت يمكن جلسَة ثانية بعد ذيك الأولية حّركت رأسها وهي تسرح للحظات ثم تعود لتقول ببطء ../ تتوقعين إني أرجع معهم لبيتي .. اتسعت عينا الأخرى وهي تقول ../ لا لا لا لاتغيرين رأيك خليك قّوية .. ولاتبينين لهم إن موقفك ضعيف .. ترا أمي ب قاطعتها ../ أدري .. والله أدري .. أمي خايفَة على مستقبلي صحيح لكَن في قلبي قهر ما تتخيلينه يا سميّة .. أحس إني كأني تركته يروح للثانية بكيفي .. أنا ما رضيت أرجع من البداية .. بس أمي الله يسامحها خّربت كُل شيء مع جملتها الأخيرة أهتز صوتها ومالت شفتيها قليلاً فاقتربت منها سمية وهي تربت على كتفيها ../ صدّقيني إنك طيبة زياااادة عن اللزوم .. وبتعرفين ليه يوم يجوون .. نظَرت لها بحدة وهي تحاول ان تقاوم غشاوة الدموع التي حلّت على عينيها .. / سميّة وش تعرفين بعد ..؟ زفرت وهي تهمس لها بضيق ../ والله مدري وش أقولك .. عمتي موب حابه حرمة وافي مّرة ..و وافي ملزّم عليها تجي عند أمي وتقول لها على شرط جديد طلع فيه بس ما قالته لأمي بالتلفون .. حّركت رأسها بهدوء وهي تتذكَر آخر موقف حصَل بينهم وتبتسم بغباء ../ والله مدري وش يبي ؟ .../ يبي يذّلك أكثر مما إنتي مذلولة له .. صحيح إني مدري وش بينكم .. بس أحسّك مثلاً يعني ولا تزعلين منّي كذا سلبية و لو طلب منك تبوسين رجوله سويتيها .. وحينما لمحت الدهشَة على وجهها تابعت بسرعة ../ قلت لك ..مثلاً بس بصراحَة كذا مستغربة من إلي يسويه .. ما أظنّها على سالفة إنك كنتي مسجونة وبس .. لو عليها مارضى يخليك على ذمَته أصلاً .. ولا أحنّت رأسها وهي تنظر لقدميها المتدليات إلى الأرض تعتقد يقيناً بأن الكلمات تخرج من شفتّي سهَلة سلسلة كأقصوصة قديمَة لم يعد لها أثر بينما كُل ما في داخلها هو بُركااان ثائر و جرح غائر تكافح لكبتهما و تطبيبهما لكَن تظَن يقيناً أيضاً .. بأنها ستنفجَر وقريباً ستنفجر نخونُ وعدَنا لأمَّهاتِنا ونأخذُ قطعَ حلوى من أشخاصٍ لا نعرفُهُمْ. تفتحُ دونَ مواربةٍ قلبَها :بيتًا مؤثَّثًا بالبشر الخائنٌ لأنوثتِها أطفالٌ معوَّقونَ بأمومةٍ ناقصة الرجلُ الذي يأكلُ نصفَ الكلام ويقضمُ بكثيرٍ من القسوةِ تفاحتَها المشعوذُ ذو الأرنبِ والعينينِ الزجاجيتينِ عجائزُ بعددِ التجاعيدِ اصفار بـ شمال العدد .. مالها طرح .................. عاشت وماتت والهوامشكفنها ! استر بـِ جلباب الفرح عورة الجرح ................. ما كل من فتش جروحك ، حضنها اللذّة السابعة عشَر هكذا مضَت الأيام .. أنسلت أسابيع قليلة من تاريخ حياتهم بدأت لبعضَهم كثقوب سوداء , والأخرين تشعّ ضوءا حد الانبهار وبالنسبة لها هي , كانت سودآء كالحَة كحال الضجيج الذي ينسف كُل شعور لها في هذه اللحظَة .. تتناول حبّات الوحدة بأقبح طريقَة وأكثرها قذارة في حين من الوآجب أن تبدو أكثر سعادَة مع هذا النبأ السار سعيدَة هي من أجلها , ولكَن تعاستها أكثر عُمقاً منها فتركت على ملامحها أثر .. خاصٌ بها ! . نهضَت بتثاقل نحو باب الحجرة التي حفظَت تفاصيلها شبراً شبراً فتّشَتْهَا كُلّهُا عَدَآ تِلْكَ البُقْعَة المُحَرّمَة , والتي لا تجرؤ على الإقتراب منها × وقفت طويلاً أمام الباب وعيناها تراقب مزلاجه بحذر كأنها تخال أحداً يُحّركه ؛ لتنقضّ هي عليه بضراوة مسلسل تصنعه لنفسها دائماً .. , لكَن كُل شيء حولها ساكن سوى من حفيف الأشجار بالخارج تكره الصمت الذي يشعرها أن كُل ما حولها يثرثر في روحها بلا توقف .. استدارت نحو النافذَة لفكَرة خطرت في بالها لكّنها أزاحتها بقسوة مدركَةً للعواقب صوتٌ مرتفع صدر من داخلها لثانية أو جزءٍ منها أمسكت بطنها بألم ، ستنشق جوعاً هُنا ، بينما ينعم الوحش في الخارج بالطعام تحركت في الحجرة بإعياء , ما لبثت أن سقطت في ذات النقطَة التي بدأت منها .. ! وهي تتنفس بتعب ، قامت وهي تبذل مجهوداً خُرافياً لتسكّن روحها الضعيفَة الجائعَة .. والمضطربة فوقها فتحته ببطء شديد .. استنشقت رائحَة المكان بقّوة ثم زفرت براحَة لا رآئحَة عالقة .. أي لا بشري هُنآ و كما خمّنت تماماً وصَلت للمطَبخ بحثت عم ما يصَلح أكله فلم تجد سوى القليل القليل من ما يستطيع أن يسكت جوعها ليوم وآخر فقط ابتسمت ببعض من السعادة فالمهم أن تهدئ في هذه اللحظَة أخذت ما شاء لها أن تأخذ ثم تحّركت نحو مكمنها من جديد ولكَن ببطء هذه المرة أغلقت الباب ثم .. بدأت تأكل بِنَهَم انتهى الطبق أمامها ولم ينتهي جوعها بعد ولكنها همست ../ الحمدلله دارت حول المكان لساعة وأخرى ترتجي النوم يأتي ليسلّيها لكَن لا شيء ، عيناها متسعتان لأخر مدى و هي تراقب النافذة التي بدت وكأنها تطَل على صورة جامدَة .. إلا من إهتزاز للرياح بين الفينَة والأخرى فجأة رأت شيئاً مختلفاً شخص ما تجاوز المنطقة ليظهر في تلك الصورة لم تره من قبل .., مُسِن يتقدم نحو المنزل ببطء ويمسك بأطباق معدنية بين يديه بدآ لها مظهره المتسخْ ووجهه المترهّل مخيفاً لأقصى درجَة اختفت خلف الستار وتركت قلبها ينبضَ بشدَة وهي تلمحه يقترب من الباب .. وكتمت شهقتها وهي تراه ينقر عليه .. أغمض عيناها وطرقاته المتتالية على الباب تتزايد ثم سمعت صوته الحادَ يصرخ بإسمها .. ~ فتحت عيناها بقوة وهي تعاود النظَر لها ../ عارف إسمي بعد .. مــن هــذا ؟ لكَن عيناها الضيقتان اتسعت بصَدمة حقيقة حين أخرج المٌفتاح من جيبَه وفتح الباب ببساطة ودخَل طفرت دمعَة لا إرادياً من عينيها وهي تتحرك مسرعة لبابها تتأكد من قٌفلها ثم عاد للنافذّة لتضَمن منفذاً للهرب لكَن .. الهدوء ساد المكان عكَس ما توقعَت ../ وين راح ؟ دقائق تلت قولها هذا .. حتى رأت ظّل قدميه أمام الباب وصوت إصتكاك الأواني الممتلئة بين يديه وصوته هو يقول ../ يابنتي .. جبت لشّ عشـآش .. ثم رحَل .. تأملت بعينيها الساكنتان رحيلَه خطواته العرجاء قليلاً .. و تلك الهالة التي تحيط به لم تحدد أي شعور هذا الذي نالها منذ رأته أخافها تصَرفه .. لكَنها بدأت تدرك الأمور لقد تزوجها صقر لكَي يغطّي فضيحتها ثم لكي يلقيها في هذا المكان ليكون حارسهم .. وآلدها .. ابتسمت لقبح تلك الفكَرة لكَن ألم كهذا يبدو أكثر لطافَة من أن يأتي ليفرض .. مكانه ويمارس حقوقه كزوج حقيقي لها أبتلعت أفكارها بصعوبَة وهي تقترب من الباب , فتحته ببطء .. وأخذت الأواني .. ثم أغلقت بسرعة أزاحت الغطاء عنها .. فزمّت أنفها من رائحَة الزنجبيل العتيق الذي داهم أنفها ثم كأنه أزكمها .. تذّوقته ، لذيذ .. أو ربما مُختلف عن ما إعتادت أكُله منذ سنة و شهور بدأت في أكله بنهم .. وهي تهمس لنفسها ../ هوّ لذيذ .. بس تارسه زنجبيل .. لكن طبخه مو سيء أبد أنهته ثم ازاحته جانباً وهي تشعر بحرارة الزنجبيل تشتعل في داخلها .. خرجت تبحث عن مياه فلم تجد سوى عُلبه صغيرة .. عادت لحجرتها سريعاً .. وهي تقول .../ ميسون راحت بدون ما تقول إذا ما فيه شيء في المطبخ أو هه .. من متى الاهتمام يا صبا ؟ عقَدت حاجبيها وهي تتابع الحديث مع نفسها ../ بس وش من متى الاهتمام .. لازم أهتم .. مو خلاص بعيش هنا .. ندى ماعاد بتجيني .. و ميسون ولدت .. يعني خلاص بكون لحالي .. لازم أتكلم وأثبت حضوري ابتسامة سخريَة طالت شفتيها وهي تلاحظ بجلاء تغيّرها .. لم تعد صبا القديمَة أبداً .. أصبحت شخص لا يشبهها تماما , هكذا صنعها السجنَ .. و الآن ستشكَلها الوحدَة كما تريد حزنٌ بكثافةِ حاجبيْنِ مَعْقُودَيْنِ عينان مغمضتان على غصّة نصف إبتسّامة طوق ذرآع أقواس بـِ أقطابها أقاوم جاذبية فوّهة سوداء انكسرت مرة انكسرت مرتين كل موت يتكرر كل الطرق تؤدي إلي ذات الألم * * سوزان بتصرّف * |
قّوست شفتيها بألم وهي تتأمل ملامحه المعرضَة عنها بقوة ..و صوته الصارم يقول ../ كلمَة وما أبغى أثنّيها يا ندى .. لو تعديتي عتبة الباب ياويلك .. حاولت أن تبدو أكثر ليناً أمام إعتراضَه ../ طيب أنا نفسي أفهم ..؟ ليش لا نظَر لها بقّوة بدآ لها وكأنها اخترقتها ../ كذا .. بس كذا .. أنا ناقص صقر عشان تكلمينها إنتي .. هو رجّال و قلنا معليش عيبه معاه .. لكَن إنتي بنّية وعيب تبيتين في غير بيت أهلك .. ../ بس يا بوي هذا بيت خالتي .. يعني كأنه بيت أمي الله يرحمها .. و بنتها صديقتي .. مريضَة و انآ جالسة معاها ../ ليش وبنتها ما عندها أهل يعتنون فيها .. زفرت بتعب وهي تحاول أن تبدو أكثر هدوءاً لتستدرجه صوتها الذي بدأ يلين .../ إلا يبا .. عندها .. بس تدري منيرة في بيت زوجها .. وأمها حرمة عجوز ما تقدر ع الدرج نهضَ وهو يضَرب بعصاه الطويلة أمامه كعلامَة لإنهاء الحديث ../ أجل خليها تنزل لها .. و خرجه يا ندى لغير الدوام ما فيه و رحَل هكذا اعتادته يراقب كُل تحركاتها لذا كانت أيامها مع صبا .. مُترعة بالقلق و التوجس لقد جعله صقر مًفرط في الحذر أكثر من ذي قبل يشك فيه حتى النخاع لكَن الأول يصر على أن يجعَل الأمر طي الكتمان و المشكَلة أنها هُزمت في النهايَة فلا طاقَة لها للحديث مع الأول و إقناعه و الأخر مثله تماماً ليس في يديها شيء .. سوى أنها تركت يدها تحتضَن رأسها تواسيها وشفتيها تنطَق بهمس ../ محد راح فيها .. غيرك يا صبآ ... الله يقويك خرجت الدعوة الأخيرة صادقة من قلبها .. ! رغُم كُل ذلك التغير الذي طرأ على صديقتها إلا أنها تؤمن بإخلاص أنها ما زالت تحمل في داخلها ذات القلب المترع بالدلال .. ذاته القلب الذكي المثقف المتوقد بالحماس كانت تحذرها من اندفاعها في كُل الأمور لكَن الأولى كانت تخرج من تحذيراتها بتهكمات قليلة تُنهي بها الموضوع أما الآن فلن تساعدها تلك القسوة واللا مُبالاة المرسومة على ملامحها أن تواجه صقر ! فهو سيدهما .. لكَن شيء ما أقضّ مضجعها طويلاً .. كثيراً ما يراودها شعور .. يحوي صقر بين جنباته وأخشَى ما تخشاه أن يكون ظّنها صحيحاً نظَرت للأعلى وهي تفكَر ../ وش تسوين اللحين يا صبا .. قابلِك ولا ما بعد شافِك ! و ليس لها سوى أن تتخيل و تنتظر لكَن رغبة غريبَة دافعها . . " جرأة قوية " ! جعلتها تلتقط هاتفها , لتحادثه .. أنتظَر الرنين ، ، الذي تواصَل طويلاً ثم انقطع عضّت شفتيها بألم حين حلّق خيالها لتلك النقطَة لأول مرة تتصَل و لا تلقى جواباً نهضَت وأخذت تذرع في الغرفة ذهاباً و إياباً ثم توقفت تراقب شاشَة هاتفها وهي تهمس بصَدق : ../ يالله إنك تستر * ../ أوقف زين يا ولد وضَعت ملابسه العلوية جانباًَ فأحتضَن جسده الصغير بكفيه وهو يهمس بِ ../ برررد ابتسمت له وهي تعود بملابس أخرى ../ هاذي جزاة إلي يوسخ ملابسَه .. يالله أرفع يدّك رفع ذراعيه للأعلى فاتسعت عيناها بصدمة حين وقعت على ذلك الشيء في جانب بطَنه الأيمن لمسته بإصابع مرتجفة وهي تقول بألم ../ مين سوا فيك كذا يا ماما ؟ نظَر إلى ما أشارت إليه وهو يقول بسعادَة ../ إيوآ هاذي أبله سحر .. عضّتني ... وانا بـكيت .. و و بعدييين ها .. نظَر لأخيه الذي دخَل للحجرة وبين يده أكوام من الحلوى ../ معااااااااااااذ أبا أبا معاك أمسكت بإحدى ذراعيه بقوة وهي تنظُر لوجهه و بصوت أقرب للصراخ قالت ../ كـــمّل .. شافها بابا ؟ حّرك رأسه بخوف وهو يقول ../ إيوة .. و خاصمها وهي صاحت .. وابتسم ، أتمّت ترتيبه و قلبها في داخلها يرتجف .. لم يشفي غليلها مجرد صراخ هذا ما كانت تخشاه و حدث دلفت سمية للغرفة وهي تقول بصوت خافت ../ يالله ، تراهم جَو .. كلمَة خاطئة في توقيت خاطئ بالنسبة للأولى على الأقل اتسعت عينا سمية وهي تحدق في وجه أختها ../ دعااء .. ليش وجهك أحمر كذا .. ؟ وش صار ؟! كانت لا تعي ما تقوله أختها بجوارها .. وإنما أكتفت بالتحديق في وجه صغيرها الذي راح يتمّلص من بين يديها القويتين ثم بدأ بتحريك ذراعيه بقوة يرجو أن تبتعد عنه اقتربت منهم سمية وهي تمسك بذراع أختها ../ دعااء ... خلّي الولد ! وحررته .. ! أخطأت منذ البداية .. و لكَن ما الذي يعنيه هذا نظَرت لأختها وهي عاجزة عن التفكير في أي شيء سوا غضب يأكل قلبها ../ شفتي ..؟ بخوف أجابتها ../ وشو ؟ بصوت ذاهل ../ عاضته .. عاضه براء ببطنه .. شهقَت سمية بصدمة ! بينما حّل الظلام فجأة في عيني دعاء نهضَت وهي تخرج سريعاً تلحق بخطاها سمية التي راحت تهمس لها برجاء ../ دعااء تكفين .. لا تسوين مصيبة اللحين .. أمه وأخته مالهم دخل .. فكري بعيالك ومصيرهم لم تُجِبها وإنما كملت طريقها للأسفل دلفت للمكان وهي تسلم على الموجودين ببرود رغم كُل ذلك الغضب المشتعل في عينيها بينما تراقب والدتها ملامحها باستغراب جلست حيث أشارت لها الأخيرة و زوجة عمها تتكلم برزانة ../ شلونك يا دعاء ؟ و شلون عيالك ..؟ و الله إني مفتقدتهم ومفتقدة حسّهم بالبيت عندي .. اكتفت بالصمت .. لكَي تكمل أم حسن بدبلوماسية ../ يا بنتي الطلاق مهوب زين .. ولا هو حل لخلافتنا و كل زوجين بينهم مشاكل ... فلو شد الحبل إرخي إنتي ، والعكس .. كذا بيصير توازن زادت ضربات قلبها مع كُل كلمة تنطق بها هل سيطلقها ؟ .. هل فكّر بأن يفعل ؟ هل سيتداعى الأمر إلى هذا الحد ؟! ../ و ترى وافي زوجك .. وله الحق يرجعك بالقوة لو يبي .. بس حنا ما نبي هالشيء يصير .. إنتي إرجعي وهو ما بيغيب عن عياله .. عقدت حاجبيها وهي تقول ../ وشلون .. و مرته ؟ |
حّركت الأولى رأسها بتوتر ../ إيه ... بتسكن معكم .. اتسعت عيناها بصدمة ../ وشــــو ! , أكملت سريعاً ../ شوفي .. أنا جاية أردّك لبيتك .. بس هو قال إن هذا شرطه لو ما تبين تر . . . قاطعتها ../ لو ما أبا ارجع بأجلس هنا .. وصَل كلامه يا عمتي .. وشكراً على كل شيء حّركت رأسها بتوتر وهي تقول لها بيأس ../ يابنتي تراني مانيب مرسولة من طرفه .. ولا هو بعاجبني حاله .. ما خذن وحده أستغفر الله مدري وش أقول .. ولا حنا عارفين أهلها ولا وش هم .. وإلي شفناه في زواجهم من مصخرة كفّتنا .. يرضيك لا تطلّقتِي يعيشون عيالك .. مع وحدة مثلها ؟ نعم , آخر ما كنت تود سمعه الآن هو حديثهم عن أبنائها نهضت وهي تزفر بغضب ، ../ إذا هذا كُل إلي عندك .. فعلمن يوصله ويتعداه.. خليه يطّلقني .. وعيالي يشيلهم من راسه .. صعدت تجرجر أذيال حُبٍ أنتحر أمام عيناها منذ لحظات ، تتذكر الآن كُل اللقاءات وفي كُل مرة ترمق نظرة مختلفة في عيناه لكَن ما إن يستدير تقسم إن ملامحه تتحول كـ ملامح شيطان تُمعن في إغضابها .. و إستفزاز كُل شعور بالود داخلها وقفت أمام النافذة كما أعتادت أن تفعل دائماً تتأمل الحُرية من خلف قٌضبانها تنظَر طفليها بالأسفل يلعبون بصمت رغُم كُل المرح البادي على وجوههم هكذا تتمنى .. أن تتحول كُل الصور في عقلها كتلك الصورة التي تراها عبرَ النافذة ملونة / مرحَة .. لكَن بصمت ! طرقات الباب تعالت خلفها و بدون أن تحرك عينيها حتى .. أجابت ../ أدخلي ..! فُتح الباب وأغلق .. و صوت مُختلف يتسلل لأذنيها ../ حتى لو أنا اتسعت عيناها وهي ترمق ملامحها المحببة إلي نفسها ../ أوه .. أهلاً وعد .. تفضَلي ، ثم وبنظَرة خجل سريعة على الحجرة ../ سامحيني الغرفة مكركبـ قاطعتها وهي تقترب منها ../ خليها مثل ما هي .. عادي ابتسمت لها .. ثم وقفت بجوارها ../ أكيد دايماً توقفين هنا ؟ بقيت صامتة هادئَة بعكُس تلك الثورة المتأججة داخلها ، عينيها توقفت عند نقطَة معينة أمامها .. ثم عاد صوت الأخرى يهمس برجاء ../ دعاء .. في شيء لازم تعرفينه .. وافي واضح عليه قدام الكُل .. إنه موب مرتاح في زواجه .. واضَح إنه كارهها ! لم تجبها أيضاً .. بقيت تتأمل ذات النقطَة التي راحت تتأملها منذ البداية ../ يتركها بالساعات لوحدها بالبيت و ما يرجع إلا تالي الليل عشان ينام وبس .. فاهمَة .. هي بنفسها اتصلت علي ذاك اليوم تبكي وتقول لي هالكلام .. تقول لو ما يبيني يطلقني .. وإلي لازم تعرفينه إن إلي تزوجها صغيرة توها 17 ... كُل هالكلام لازم يكون عندك .. عشان تعرفين إن وافي يبيك وشاريك .. أكيد بتقولين لي ليش ما خذها ..بقولك أكيد فيه موضوع بينكم وهو بيقهرك .. عشان كذا تهور وسواها .. و أمي تحاول تعرف منه المشكلة عشان نحلها لكَن هو عيّا يقول شيء .. و بعدين ترا قاطعتها بحزم ../ من جابكم يا وعد ؟ عقدت حاجبيها بإستغراب لسؤالها ../ السواق .. ليش ؟ أشارات بأصابعها الطويلة و بسخرية ../ وش جاب سيارته هنا أجل ؟ نظَرت لحيث أشارت فاتسعت عيناها بصدمة ../ وافــــي وبسرعة قالت ../ جوالك معك ؟ أجابتها بتوتر ../ إيه ../ طلعيه ودقي عليه .. بسرعة فعَلت ما أمرتها به وهي تتأمل ملامحها الحازمة بخوف وقلبها يلهج " يارب ماتصير مصيبة ... يارب " وعندما وصَل إليها صوته ../ وافي .. أخذت الهاتف من بين يديها وهي تقول له بذات الحزم ../ أدخل المقلط الخارجي أنا اللحين نازلة لك . . |
كل ما غفا ! و احترقت وسادْته .. رتّل حزن , يومين هذي عادْته لين الصبااااح يا خافقي قمنا ! قمنا نعلم هالعصافير / الجراح وشلون لا نمنا ؟ ثم خان شباك الغياب احبابنا خذهم بعييييييد و صرنا ندوّر كل صبح اسرابنا ! عيد غيّابك سعيد عيد غيّابي سعيد ما دامهم اسرى / بنا ! أطيِح, لكنْ لايجيّ ف بالِك إنّي /فشَلت’ شِف إل مطَر! لامِنْ طا ا ا ح , ....................هَالدنيّا تعِيشششششً! اللذة الثامنة عشرة على سفح الجبَل جلس و نار صغيرة تتراقص أمامه , فتعكس على ملامحه الجامدة تفصيل سوداء قاتمة بقتامة أفكاره أخترق المشهد صوت هادئ محذر يقول ../ بس تراهم موب هينين وأنا أخوك .. ولزوم تنتبه ألتفت له بعد بضع ثواني ../ لا تخاف يا خالد .. لا تنسى إني كُنت منهم بيوم .. وكاشفهم وكاشف ألاعيبهم عقد الأول حاجبيه وهو ينهض وينفض ثوبه ../ حتى لو .. على العموم حنّا بنتواجد في الموعد وعلى اتفاقنا .. يالله أترخص أنا .. ثم هبطَ الجبل من طريق سالك نحو الأسفل ... حتى ابتلعته الظُلمة هناك .. تتحرك فيه رغبة مشتعلة ، بأن ينهض و يركض نحو المزرعة ثم يخترق حجرتها و يهشّمها سحقاً .. بين أضلاعه يرقد في داخله شعور .., لم يتذوقه قبلاً و لا يدري أي عمى ذلك الذي يقوده ليتحسس طريقه نحوها دائماً .. وبلا شعور شوق يداعب قلبه الفظّ بقسوة لم يعهدها على نفسه لا يدري لم ينفق الكثير من المال ، لإصلاح هذه القرية الخربة , في نظره من باب الصدقة فقط .. رُبما / بل و لا يخفي إنه يفعلها من أجلها لم يعتاد على أن يُسدي معْروفاً لأحد لكنه سيعتبرها تكفير , لذنبه الأكبر التقطت إذنه صوت احتكاك قدم شخص ما بالحصى خلفه لكَنه لم يلتفت فقد توقع حضوره و بصوت بارد قال ../ تأخرت ..! انطلقت ضحكة صغيرة مزعجة من ذلك الشخص الذي ألتف حوله وجلس حيث كان خالد منذ برهة ../ ذكي يا بو الذياب .. بس العسكري ما راح بسرعة .. ولا أنا من أول هنا صمت هو بينما استمرت عينا صقر تحدق في النار ليكمل الأخر بصوت استفزازي حاد ../ وش إلي تبيه منّـآ ؟ وبذات الجمود أجابه ../ أبيكم تخرجون من هنا .. كشّر الأخر عن أنيابه و قال ../ هذا مكانّا من الأول .. وحط في بالك إننا ما ندري وش إلي تخطط له لم يتلقَى إجابة فأكمل بذات الحِدة ../ شف يا صقر .. الزعيم ماقدر يجي هالمرة .. لكَنه متوعد لك .. إحمد ربك إنه خلاك تروح عنّا بدون لا يلاحقك بكل مكان .. و ممكن يقتلك .. أكفي نفسك الشر و أختفي أحسن لك .. نظر إليه مباشرة و ملامح الاشمئزاز تلوح على ملامحه ../ مانيب جبان يا جربوع .. وش يدريكم أصلاً إذا كنت تبت أو لا لآء .. وترآ مثل ما تشوف الشرطة حولكم هنا .. و بإشارة منّي أبيدكم .. لكَني ما أبي أتهور .. قفله هو يحمد ربه إني ساكت له صمت عن المُتابعو وهو يعقد حاجبيه فقد أستعجل قول ذلك كثيراً .. نهضَ و قد استحالت عينا الأخر لـ شرر من شدة الغضب ../ لا تستفزني .. إنت عارف وش يعني انتقال لمقر جديد .. بالنسبة لعصابة مخدرات فيها مبتدئين .. أجابه بصوت متهكم وهو يبتعد عن حلقة الضوء مكملاً ما بدأه خطأً ../ مبتدئين .. هاذي قوية في حقكم .. إنتم أغبياء .. ولا بتتقدمون خطوة الأمام .. مدام ذاك الأعمى زعيمكم حّرك الأخر رأسه بازدراء وهو يقول ../ صقر تراك تجني على نفسك .. لاحظ حركت يده السريعة , فرفع صقر يده وهو يهزها أمامه ببرود ../ لا تحاول تطلع شيء .. ترا المكان مراقب .. رأى انعقاد حاجبيه وهو ينهض ليبتعد عنه ويغرق في الظلام وأصوات خطاه تبتعد شيئاً فشيئاً عن محيطه أقترب من النار وأطفئها ..فعمّت ظلمة القاتمة في الأرجاء انحنى وهو يلتقط قطعة فحم و يرسم بها أشكالاً / بدت كعبث أطفال .. ثم نهض وابتعد .. و هو يتذكر موعده مع خالد غداً اتجه نحو القرية وضوء البدر والوليد يستطَع بضَعف كَاشفاً له الطريق حيث سيارته .. لكن ذراع حديدة أحاطَت رقبته بقوة و أخرى غرزت شيئاً حاداً في خاصرته و أخرى قيدت قدميه ليتهاوى عقله بلا إدراك في عُمق غيبوبة صُنعت له .., و جنى فيها على نفسه * كانت تجلس وحيدَة حينما تداعبت شفتيها ابتسامة لم تلبث أن تتحول لقهقهة عاليـة مسحَت على إثرها دمعَة انزلقت من عينيها لفرح ../ هههههههههههه .. لا مو قادرة ههههههههههههههههه .. أحسَن أحسن هههههههههههههههههههههههه زجَرتها الأخرى وهي تلوي شفتيها بغضب ../ صكّي فمّك يا نوووووور .. ولا قسماً استلقت الأخرى على بطَنها وهي تحاول أن تتماسك ../ ههههههههههه ..بس ههه إلي يشوف شكلك هههههههه مالت إلى الخلف وهي تزفر بعصبية مفرطَة ../ وش أسوي كله من مرجانوووه الخايسة .. بس أنا أوريها جلست و مازالت بشفتيها ../ طيب مافي شيء يحوج كُل هالعصبية .. استحال وجهها للأحمرار وهي تحّرك يدها في الهواء وكأنها تضرب أحداً ../ أقول لك بغت تمسكني و تأخذني إنفرادي .. أشارت بإصبعها وهي تخبئ ابتسامتها باستماتة : ../ حتى لو .. ولو مَرضتي اللحين وش بتسوين حّركت ملابسها المببلة جداً ../ طُززززين .. أحسن من إني أجلس لوحدي .. دقائق مَرت استلقت كُل منها على جانب بينما بدأت الأخرى في الارتجاف فعلاً نظَرت نور نحوها وهي تهمس لها ../ نّوير شفايفك زرقَن .. ثم نهضَت لتبحث لها عن ملابس بين أكوامها ابتسمت نوير بسخرية ../ وش تسوين .. لا يكون تدورين لي ملابس من مقاسك .. إلي مدري ألبسها ولا أسويها طرحَة ../ هههههههههههههههه .. لا إنتي مو دبة لـ هالدرجة ../ تسلمين على الذوق ابتسمت لها ، ثم عادت من حيث أتت فكُل ما لديها صغير حداً على حجم نوّير الضخم بعض الشيء .. مّرت ساعة وأخرى والأولى تحاول أن تتجاهل أنين صديقتها لكَن البرد أشدت عليها فما بالها بها هيّ المبللة حتى آخر قطعة .. فتوجهت لباب الزنزانة أمسكت به بشَدة وهي تحاول أن تصرخ بأعلى صوتها , صرخة عشوائية بلا معنى و ابتسمت حين لمحت تلك الاستجابة السريعة تقدّمت منها حارسَة جديد لم تراها من قبل قالت لها برجاء ../ أدخلي وشوفي نوير.. ملابسها مغرقة ماي و ماعندنا غيار لها ردت عليها بهدوء يشبه حدّت تقاسيمها ../ وليش ما عندها غيارات فكذبت .../ راحو الغسيل .. وهي تبللت وهي تغسّل حمام .. أخاف تمرض راقبت ملامحها لدقائق بعدها عادت من حيث أتت لم ينبأ وجهها عن أي استجابة لسيل المشاعر التي رسمتها نور على وجهها .. لذا لم تصَنع في قلبها أمل بعودتها عادت لصديقتها احتضنتها وهي تشعَر بل البلل يطالها ثم همست في إذنها ../ تدفّي كذا .. مع إني بردَانة .. لم تعَلق الأخرى فعادت لتقول ../ نويّر وش فيك فتحت الغطاء عن وجهها لتجده استحال / أبيضاً شاحباً وهي تبتسم لها صعوبَة عبرت ../ ترا مايليق عليك عقدت حاجبيها ../ وشو ؟ بسخرية |
../ الحنان الزايد هذا إلتفتت نور نحو باب العنبر حين سمعت أحدهم يهمس بإسمها .. /هلا .. فيه أحد يناديني كان الصوت قادم من ظلمة العنبر المقابل لهم إقتربت من الباب وهي تقول ../ ميـن .. شدون ! ../ إيه أنا .. وش فيها نوير ؟ ../ راحت لقسم القتل .. وبغت تكشفها زنوبة ../ إيييه .. وشفيها مبللة كذآ .. عضّت على شفتيها لتكبح إبتسامتها ../ كانت متخبية صوب حزانات المـآء .. ففكرت تبلل نفسها عشان ما تشك زينب إنها كانت تبي تروح لذاك القسم ../ إيييييه .. عشان كذا جوآ وشالوا غياراتها حّركت رأسها بالإيجاب وهي تجيبها ../ إيه عقاب .. تقول عشان تنتبه ما تسويها مرة ثانية .. ../ تسوي وش .. ؟ ضَحكة قصيرة إنطلقت منها وهي تستدير لترى عينا نويّر التي تشتعلان غضباً فأجابتها ../ تحججت إنها بتغسل ملابسها يوم بللت نفسها فـ ../ إيييييييه .. فهمت فهمت .. والله إنك ذكية يا نوير تكّلم صوت أجش من عنبر شادن ../ بس وش ذا العذر .. ما فتشلت يوم قالته رفعَت نوير رأسها بإعياء وهي تقول ../ إيه الله يوريني فيك يا جوز الهند .. وأسكتن تعال يا نور هنا نفذت طلبها سريعاً .. وهي تدرك كم تكره نوير هذه الأولى بعدها سمعن أصوات في المرر هُنـآ ثم فُتح باب السجن لتدخل .. إحدى الحراسات تحمل معها بدلة بيضاء م رتبة بعناية أقلقتها بلا مُبالاة على " نور " وهي تقول ../ خذي .. و بدون إزعاج إنتي وهي حّركت نور رأسها بسعادة ../ الله يعطيك العافية .. شكراً .. شكراً ثم خرجت .. ألتفتت نحو صديقتها وهي تساعدها على الجلوس ../ يالله نويّــر .. ألبسيه .. عشان تدفين وتنزل حرارتك يالله .. تركتها حتى انتهت من إرداء ملابسها الجافة و بينما أبعدت هي المبللة عنهما في ركُن العنبر ثم عادت لها وهي تقول بهدوء .. ../ نامي .. يالله حبيبتي عـشـ .. قاطعتها الأخرى وهي تدفعها بعيداً عنها .. /أقول أنقلعي بس .. ../ هههههههههههههههههه .. وش أسويلك يوم إنك خبلة من الدرجة الأولى .. > نظرت نحوها الأولى ببراءة ../ أنا الخبلة فاتسعت ابتسامتها ../ لا رجسة .. ابتسمت لها وهي تقول بهدوء ../ تصدقين ..؟ ../ وشو ؟ ../ أفتقد رجسَة ... ../ تتوقعين أفرجوا عنها ... ../ ما أظن قضيتها .. قتل مو مثلنا ../ إييه الله يعينها ../ بكرة بدورها بالمصلى وبخبث سألتها نور ../ لا ليش مو اللحين حَركت رأسها بذعر نافية ../ لاآآآآآآآآآآآع .. توبة .. توووبة وثم ضحكن معاً بسعادَة .. بعدها أسبلن أجفانهن على ذكريات خارج أسوار هذا المكَان .. فإحداهن سترحل .. و الأخرى ستترك عنبر الذكريات هذا بلا ساكَن .. و في وسط الظلام همهمت نويّر من قعر نومها ../ خلاآآآآًص نعَم .., نويّر وحكاية الخلاص تلك و التي لا يعلمها أحد حتى نور نفسها هكذا هي محاجر السواد معتكفة على نفسها فلا ترى ولا تسمع سوى ذاتها كدائر مفرغة تتحرك إلى المالانهاية ولكَن دون أن تتقدم خطوة وآحد حَتى ..! * لحقَت به وقد قطعت أنفاسها ابتعدوا كثيراً عن مقر المركز الصحي وصَلوا لمنزل واسع على أطراف بيت لاهيا هناك دخلت و عيناها تلتهم المكان .. لمحت ذلك الصبي الفلسطيني الذي قادهم قبلاً فاقتربت منه لتجد " فيصل "في غرفة في أقصَى المنزل وقد عكف على رجل أربعيني مثخن بالجراح أسرعت إليه فرمقها وهي تقترب منه ليقول بحزم ../ قربي الطاولة إلي هناك وأفتحي الشنطتين فوقها .. نفّذت أمره .. ثم تركته ووقفت تشاهد يده التي راحت تعقّم الجرح و من ثم تخيطه .. لم يمض على ذلك برهة حتى أمرها بأن تفعل مثلما فعل في الجرح الأخر أمسكت بالجرح وراحت تتحرك عليه بمهارة اكتسبتها من طول الممارسة |
لتجده ينهض و ويتحدث مع إمراة دخلت المكان لِتَو تظنها زوجة المريض القابع أمامها ، و مدبرة المنزل هُنا رأته يتحرك نحو الخارج فقالت بلا شعور ../ فيصل .. وين رايح ؟ عضّت على شفتيها حين أدرت خطأها فقد نطقت إسمه حافاً لـ أول مرة .. نظر لها لدقيقة أو أقل بعدها أرخى نظره وهو يقول بسرعة وحزم ../ برجع للمركز .. و إنتي لا تتحركين من هنا أبداً حّركت رأسها ببطء وهي تتأمل ملامحه بحرية مطلقَة عمداً و لكَن لم تستشف منه شيء؛ لأنه كان قد اختفى تماماً عن نظرها عادت ببصرها نحو المريض قاست درجة حرارته فوجدتها مرتفعَة انحنت وهي ترفع الدواء ثم همست لـذات المرأة الساكنة أمامها ب آلية بحتة ../ ممكن كاسة مويّة أخفت مشاعرها بمهارة و لكَن ساعة مّرت .. تلحقها أُخرى ولم يعُد فيصَل أو حسام أو أي طبيب من المركز يجب أن ترحل هي إذاً فقد انتهت من العناية بالمريض ووصَت زوجته عليه بالهدوء و الراحة و تخفيف هذا الإزعاج الذي اندلع بالخارج منذ ساعة من الآن .. ، همّت بالنهوض لتبادرها الزوجة بقلق ../ بتخرجي .. ؟ حّركت كتفيها وهي تجيب ../ إيه ... خلّصَت خلاص .. حمَلت الحقيبتين وهي تتجه نحو الخارج لتتوقف في البهو بصَدمة وشيء أشبه بصَخرة تسقطَ داخل قلبها ترى جريح .. إثنين .. و عدداهم في تزايد مُستمر يحملهم مجموعة من الرجال الملثمين يتركونهم ثم يختفون من ذات العدم الذي يظهرون منه فجأة التفت نحو السيدة التي راحت ترمقها بخوف شديد تحّركت نحو الباب الكبير بالخارج رأت عدد كبير من هؤلاء الرجال يتحادثون همساً ثم يختفوا من جديد زفرت بقوة وهي تسمع الأنين المتصاعد من أجسادهم اقتربت من الأول وانحنت لتبدأ عملها فوراً وتلك السيدة تقول خلفها بهمس ../ شكراً .. الله يعطيك العافية .. لم تجبها بل استمرت في عملها سريعاً .. لكَن كُل هذا لا تستطيع القيام به بمفردها أخذت تدور على الأجساد وتداوي الجراح التي يمكنها مداواتها وتتأمل بألم تلك الأخرى التي لا تملك الخيار أمامها ارتفعت الشمس حتى توسط كبد السماء وهي ما زالت تعمل على المزيد لاحظت امتلاء المنزل بالسيدات فأخذت تلقي أوامرها لهن بالعناية ببعض الجروح .. بينما تركت الأخرى في انتظار أن يعود أحدهم من المركز بالمؤونة فالشاش أخذ ينفذ تنفست براحة حين توقف الدم في الجرح هذا الرجل واستطاعت إغلاقه جيداً ابتعدت وهي تمسح يدها خطأً للمرة العاشر على جلبابها الأبيض الذي استحال لونه للأحمر القاني .. تركت كُل ذلك و ابتعدت وهي تقف بالفناء الخارجي حيث توجد تلك السيدة .. صاحبة المنزل اكتفت بأن تتأملها بصبر ثم عادت من حيث أتت ابتسمت حين رأت ذلك الكم الذي استطاعت مداواته في أقل من خمس ساعات .. عادت للعمل من جديد .. وهي تشعر بالإرهاق يزلزل رأسها بذلك الصداع الكريه الذي يلتهم نصفه لم تدرك كم مر من الوقت حينما وقفت وهي ترى فيصَل و أثنين من الممرضين يدخلون للمكان تقدمهم " السيدة صاحبة المنزل " نحو غرفة لم تستطع عيناها أن تلتقطها تفاصيلها جيداً رأتها تتقدم نحوها فتركت ما بين يديها وأسرعت لها .. فطَلبت منها بتهذيب بالغ أن الطبيب يريدها تركتها وتحركت بسرعة نحو الغرفة التي ما إن فتحتها حتى صدمت من عدد السُرر الهائلة التي تراصت هُناك بعناية بالغة فقالت وهي تلتفت نحو السيدة ../ وش ذا ؟ .. خلينا ندخَلهم يالله حّركت السيدة رأسها بالإيجاب وهي تقول بهدوء ../ هنا للحالات الخطرة فهمَت مقصدها ثم عقدت حاجبيها حين لم ترى أحد فتقدمتها وهي تشير لحجرة صغيرة منزوية في ركن المكان لحقت بها ثم توقفت هناك حيث رأت " فيصل " و الممرضين منهمكين في ترتيب غرفة أقرب للعناية المركز بسبب إعدادها الكامل تزاحم القلق في قلبها فتعاظم شعورها بالخوف اقتربت من فيصل وهي تسأله بتوتر كبير ../ وش تسوون هنا .. ؟ ليش بننقل هنا ولا وش ؟ ألتفت إليها بسرعة وكأنها فوجئ بوجودها و اتسعت عيناه أكثر , وهو يقترب منها ويقبض كفيه على ذراعيها و عيناه تتأمل الدم الذي غرق به ثوبها و جانب من وجنتها ../ تـأذيــتي .. ؟ تيبّس لسانها في الهواء البارد المحشور داخل فمها تركت عيناها تراقب بصدمة ذلك الانفعال القلق على ملامحه و هي تراقبه من هذا القرب لثاني مرة ربما تزايدت ضربات قلبها و كُل ذلك حدث في جزء من الثانية فقط أرخت على إثرها عينيها دون أن تجيب , وقد استحال وجهها للأصفر الباهت .. فأدرك سريعاً خطأه حررها و استدار وهو يقول ../ بنكون هنا مؤقتاً..، بسبب العمليات إلي تصير اللحين على أطراف بيت لاهيا لم تتكلم لأنها في ثورة مشاعر متناقضَة داخلها لكن كلمة استفهامية انطلقت من بين شفتيها بصوت أقرب للهمس ../ و حسام ؟ و بدون أن ينظر إليها أجاب بصرامته المعهودة ../ كلميه بالتليفون .. تراجعت للخلف .., مترنحة في مشيتها ما إن وصَلت للغرفة الكبيرة جلست على أقرب سرير وهي تحتضن رأسها المتآكل من شدة التعب بين يديها فشعرت بيد دافئة تمسك بكتفها رفعت رأسها لتصطدم عينيها بإبتسامتها وهي تقول لها ../ إنتي تعبانة .. ! ئومي كولي لك شيء .. و ارتاحي بالغرفة النسوان جوا .. ئومي تحمست مع الحديث عن الراحة فنهضت و الأخرى تمسك بيدها تتذكر موقفها الأخير مع فيصل و يتكرر على قلبها وعقلها مراراً شيء من الغباء حّل في قلبها .. وهي تبتسم براحة وحمرة الخجل تتسلل إليها متأخرة .. نعَم , ربما أنا وصية حُسام لديه ضغطت بإصبعيها على عينيها وهي تدلف لغرفة باردة و هادئة بها ثلاث سرر متجاورة وآخر بعيد و صلت لـ السرير الأبعد و هي تجلس لتخلع معطفها المتسخ بالكامل وتضعه جانباً تناولته السيدة وهي تقول بلطف ../ بغسلو لك .. ../ بس يا مدآم بيتعبك و مم قاطعتها وهي تبتعد ../ لا أبد ماعندي شيء ... و تركتها وهي تزيح غطاء رأسها لتترك شعرها ينساب على كتفيها استلقت وهي تضع رأسها على ذراعيها وذكرى فيصل .. تجدد في عقلها هل يحبها هو أيضاً ؟ .. وهو الذي يرى الحُب سوى مهزلة لا طائل منها ابتسمت برضا حقيقي على نهارها الممتلئ بالمشاعر المتأججة وهي تدلك رأسها بغباء لمراهقة الحُب الذي تعيشه بكُل استلذاذ هكذا أحياناً .. يبدون أن الأشخاص الذين كرهناهم للحظة في حياتنا .. أكثر قُرباً لقلوبنا من أولئك الذين أحببناهم منذ البداية أرجِّحُ الاحتمالاتِ الطيِّبةَ لِكُلِّ السوءِ الذي حَدَث المحبَّةُ خدعةٌ والحنانُ مشبوهٌ .لكنَّني -رغمَ حِدَّةِ الألم- سأستمرُّ في تصديقِ ما لا أراه* سوزان عليوان* غيري يقول المطر ناتج من الإصطدامْ وأنا أقول السّحاب أتعبَه طول المسيرْ ..! يبغَى يخفِف من خمُول الليالي الجسام وأرخى جفن العَنآ وانهلّ دمعَه : غَزيرْ |
وان تعبت وشفت في وجهي من الغيمة / ضمايه بـ اجمع احساسي واغنّي لك ............................. "سقا الله من سقاني" اللذة التاسعة عشرة تحركت في الحديقة المظلمة في هذه الساعة المتأخرة من الليل بهدوء .. تطلق لقدميها عنان الحركَة بعد تقييد كامل لها في تلك الحجرة الصغيرة التي اختارتها لنفسها تتذكر حديث " أسيل" الذي أصبها بشؤم لا ينتهي .. لم تنسى يوماً تلك الأسيل الأكثر تميزاً و نضوجاً منها كان الجميع يُحبها .. و يقدم رأيها في كُل الأمور كانت تغبط ذكائها .. عكَس تلك التفاهة التي استوطنت عقلها كانت تود بغباء طفلة عشرينية ، أن تلفت أنظارهم نحوها بأي وسيلة كانت تتبرج .. بكُل ما أُتيت من قوة لكي يصرخوا عليها فتستمتع هي ، بعنادهم . . و تقسم إنها كانت ستتراجع بعدها لكَن لم يحدث أي شيء مما سبق .. بدت لهم وكأنها مجرد " نسخة " من أسيل أقرب ما تكون لظلها , الذي لا يقدّرُه أحد تحولت لوحش شرير .. ولكَنهم اظهروا الصمم عن سماع تهديداتها .. ثم رحلت الأولى وتركتها .. تركت لها المكان خالي إلا منها و على اتساعه و حجمها .. لم يقدروا ذاتها أهملوها فبدت لهم كحشرة أو أقل فتمردت على ذاتها .. و استصرخت كرامتها فاتسخت بالذنوب حتى إن تحول لنهر لألجمها إلجاماً و لم يناظرها أحد .. حتى جاء ذلك اليوم الأسود بسمائه .. وفي عُمق الليل اُقتيدت إلى السجن وسط غيوم ممطرة لـسماء تبكيها طويلاً جلسَت على طرف حوض الزرع بحزن شديد وهي تمتم بـ ../ يارب أغفر لي .. و أرحمني ! صوت سيارة أرتفع فجأة من العدم فاقتربت من الحائط سريعاً لا يمكن لأحد رؤيتها أبداً لذا اقتربت لترى من هو القادم في هذه الساعة يا تُرى لكن موقعها لم يسعفها إطلاقاً تراجعت وهي تشعر أنه توقف أمام منزلهم وصوت غنائه المتقطع يصلها عقدت حاجبيها .., وكأنها بدأت تعرف و بالفعل تحولت ملامحها لشئمزازٍ مطلق ، حينما رأته يتقدم نحو منزله مترنح الخطى في حالة سُكر همست : ../ بسسسسسسسم الله ! تراجعت ، ، وهي ترفع جلباب الصلاة و تدلف للمنزل موصدة الباب الزجاجي خلفها جيداً و تبتسم بسخرية أمام تلك التناقضات العجيبة بإمكانهم أن يفعلوا ما يشاؤون ثم يعودون لمنازلهم تستقبلهم أمهاتهم بابتسامة ملؤها الفقد أم إن فعلنَ مثلهم .. فأمُ تخفي ألمها بقوة و السجن منزل جديد يلملم ما تبقى من أضلاعهم [ مُفارقة ] . . لا تستحق سوى البكاء ! أمسكت رأسها بقوة وهي تدخل للغرفة بهدوء ../ يالله مدري ليش أفكر كذا .. شكلي خرفت .. الله يستر علينا بس |
وان تعبت وشفت في وجهي من الغيمة / ضمايه بـ اجمع احساسي واغنّي لك ............................. "سقا الله من سقاني" اللذة التاسعة عشرة تحركت في الحديقة المظلمة في هذه الساعة المتأخرة من الليل بهدوء .. تطلق لقدميها عنان الحركَة بعد تقييد كامل لها في تلك الحجرة الصغيرة التي اختارتها لنفسها تتذكر حديث " أسيل" الذي أصبها بشؤم لا ينتهي .. لم تنسى يوماً تلك الأسيل الأكثر تميزاً و نضوجاً منها كان الجميع يُحبها .. و يقدم رأيها في كُل الأمور كانت تغبط ذكائها .. عكَس تلك التفاهة التي استوطنت عقلها كانت تود بغباء طفلة عشرينية ، أن تلفت أنظارهم نحوها بأي وسيلة كانت تتبرج .. بكُل ما أُتيت من قوة لكي يصرخوا عليها فتستمتع هي ، بعنادهم . . و تقسم إنها كانت ستتراجع بعدها لكَن لم يحدث أي شيء مما سبق .. بدت لهم وكأنها مجرد " نسخة " من أسيل أقرب ما تكون لظلها , الذي لا يقدّرُه أحد تحولت لوحش شرير .. ولكَنهم اظهروا الصمم عن سماع تهديداتها .. ثم رحلت الأولى وتركتها .. تركت لها المكان خالي إلا منها و على اتساعه و حجمها .. لم يقدروا ذاتها أهملوها فبدت لهم كحشرة أو أقل فتمردت على ذاتها .. و استصرخت كرامتها فاتسخت بالذنوب حتى إن تحول لنهر لألجمها إلجاماً و لم يناظرها أحد .. حتى جاء ذلك اليوم الأسود بسمائه .. وفي عُمق الليل اُقتيدت إلى السجن وسط غيوم ممطرة لـسماء تبكيها طويلاً جلسَت على طرف حوض الزرع بحزن شديد وهي تمتم بـ ../ يارب أغفر لي .. و أرحمني ! صوت سيارة أرتفع فجأة من العدم فاقتربت من الحائط سريعاً لا يمكن لأحد رؤيتها أبداً لذا اقتربت لترى من هو القادم في هذه الساعة يا تُرى لكن موقعها لم يسعفها إطلاقاً تراجعت وهي تشعر أنه توقف أمام منزلهم وصوت غنائه المتقطع يصلها عقدت حاجبيها .., وكأنها بدأت تعرف و بالفعل تحولت ملامحها لشئمزازٍ مطلق ، حينما رأته يتقدم نحو منزله مترنح الخطى في حالة سُكر همست : ../ بسسسسسسسم الله ! تراجعت ، ، وهي ترفع جلباب الصلاة و تدلف للمنزل موصدة الباب الزجاجي خلفها جيداً و تبتسم بسخرية أمام تلك التناقضات العجيبة بإمكانهم أن يفعلوا ما يشاؤون ثم يعودون لمنازلهم تستقبلهم أمهاتهم بابتسامة ملؤها الفقد أم إن فعلنَ مثلهم .. فأمُ تخفي ألمها بقوة و السجن منزل جديد يلملم ما تبقى من أضلاعهم [ مُفارقة ] . . لا تستحق سوى البكاء ! أمسكت رأسها بقوة وهي تدخل للغرفة بهدوء ../ يالله مدري ليش أفكر كذا .. شكلي خرفت .. الله يستر علينا بس |
الساعة الآن 07:37 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية