منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   رواية احرف مطمورة بين طيات الورق/للكاتبة primrose كاملة (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=41314)

جنــــون 07-11-2011 03:00 AM

رواية احرف مطمورة بين طيات الورق/للكاتبة primrose كاملة
 
مساء/صباح الخييييير
كيفكم اعضاء بررررق ان شاء الله تمام
انا اليوم جبت لكم رواية تهببـببببـببل حييييـيييل
انا قرأتها وكثير اعج ـبتني
بطريقة سرد الاحداث وكـمان الاسلوووب
وهذي الرواية طبعا" منقولة والكاتبة عمانية
primrose))
وكمان الرواية حقيقية حدثت بعمان
اخلـيكم مع الرواية
وان شاء الله تحوز رضائكم
ولي باك بعد
الردود
.http://www.liillas.com/up2//uploads/...7dc830b433.gif

((( أحرف مطمورة بين طيات الورق ...)))


((( تمهيد )))
أشرت له بإضطراب: أنا مو كتلة مشاعر خداعة... أنت إلي ما تكف عن الإهانات والنظرة المزدرية وأساليبك القاسية...

قال ببرود: هذا أنا...

تشجعت وأشرت له بكل قوة: وهذي أنا إلي ما تتشرف بلمسة من حديد...وقلب من حجر... طلقني...

لحظة صمت مرت علينا بعد هالكلمة... جمدت حركته وهو ينقل أنظاره من يدي لوجهي... وكلها ثانية وكان للقسوة والغضب نصيب من تعابير وجهه... مسكني من كتفي وهزني...

وصر على أسنانه: إياني وإياك تذكرين هالكلمة وإلا...

دفعت يده وأنسليت منها... وأنا أأشر له بعناد: طلقني... طلقني أنا ما أطيق لك وجود بحياتي..
.
وكانت هالكلمة إلي عاندتها فيه هي إلي أشعلت غضبه... سحب شيلتي إلي كانت تتأرجح ورماها... وما حسيت إلا ويده تنسل خلف رقبتي... زاغت عيني رعب... هذا شكله ناوي يقتلني... شد على شعري من الخلف وقرب وجهي له وأنا أتوجع ...

قال بهسيس الأفعى: والله ثم والله...ثم والله...وهاذاني حلفت بالثلاث...إذا فيوم جيتي تأشري لي بهالكلمة...لتشوفين النجوم فعز الظهر...

.وبعدها شد على شعري حتى مال راسي لورا...
وشدد على كلماته وهو يهمس: زواجي منك ما كانت رغبة فيك... وحطي فبالك إني داري عن أخلاقك الوسخة...أنتي مجرد مسؤولية من عمي المرحوم لا أكثر ولا أقل....

إرتجفت شفاتي حاولت أصرخ عليه بكل حره ...حاولت ...وحاولت... لكن من دون فايدة..صح ما تنقصني الكلمات ...لكن ببساطة أنا خرساء...والصراخ بالنسبة لي نوع من الجنون والهستيرية...

حسيت بأنفاسه الحارة تلفح رقبتي...تجمدت وتسمرت... وبعدها سرت رعشة على طول ظهري...فجأة تركني بتقزز وأرتميت بقوة على الكنب...

قال بصوت أجش : وهذا ردي على قولك إني من حجر...

ولف طالع من المجلس... وتاركني ألملم بقايا نفس تبعثرت من المشاعر الجديدة والغريبة علي...

جنــــون 07-11-2011 03:00 AM

((وهذه البداية)).....
.
.
فتح باب الغرفة .. .وشتت أنظاره فكل بقعة.. .يحاول يختلق لها طيف بكل مكان... يشم من عبير أنفاسها العالقة ... ويحس بالحرارة الباقية على السرير...


سرت رعشة على طول ظهره... وغمض عيونه... يعزي أمل... الغضب طعنه بالتسرع...وبأسمى غايات الندم...اهتز جسمه برعشة خجل... ارتمى على ركبته... يبكي... ومن قال إن من الخجل... الرجل يبكي... هو...(كاذب)...


بعد فترة...


لفت نظره الدفتر الثقيل إلي كان محطوط عالكومدينة... فقرأ أول كلماتها... وعرفها...
سرت شفايفه برقة على مجلد الدفتر.. .ولملم رجوله يقرأ الصفحات ... الذكريات ... المدفونة كلماتها بين نبضات الورق...
.
.
.
(((((((((((((((الفصل الأول)))))))))))))


~~**الذكرى الأولى..**~~



جونو...


عندما ترتعش الأقلام
تتضور أمعاء الكلمات
جوعا في الكتابة
لم نجد سوى أحلام
وبقايا أمنيات
تعانق الحزن بغرابة
..
الأفق تطارده الغيوم
في فضاء طلق
يهرب بعيدا ..ثم بعيدا
في نفس الفلك يحوم
يصاحبه القلق
إذا لا مفر من الغيوم
إن أمطرت الغرق
فألطف بنا يا حي يا قيوم
بعدلك الحق ..
..
لم تكن تنبؤات أو تكهنات
وإنما آيات فاقت على المعجزات
لم تكن السواحل
بالزئير تهذي
وإنما حقيقة مدهشة
أتتنا من المحيط الهندي
أتتنا على هيئة نار باردة
لتلتهم حضارة بالمجد شاردة ..
..
عراك في بحر العرب
وخطر .. إلينا يقترب
إعصار وبرق ورعد
وطوفان يغرق (رأس الحد)
يرشح الدمار والرعب
..
في صخب الموج بقايا أمنيات
حرب مع الطبيعة وتوسلات
أغرقت (مسقط وقريات)
فلم رعب
في قلوبنا يدّب
لم يكن أبطاله ستالوني وتوم كروز
وإنما جونو والطبيعة ولغز
ظهر بعيدا عن الخيال
وعانق الواقع والحقيقة في الحال
..
مسقط الغارقة تحت الطوفان
كلنا في دهشة و حيرة
عندما إلتهمك الإعصار
وضل ينحت في شواطئك
الجميلة بحقد وغيرة
وشرّد أهل الدار
أتتك العاصفة على حين غرّة
على هيئة وحش غدّار
سحق معالمك الغفيرة
واغتصب حسنك البار
آه منك أيها الغضب القادم من الشرق
الساكن في بطن البحار
أتيت بالخوف والدمار
..
الحضارة مسقط
ومسقط الحضارة ..
عزاء لجمالك .. لعنفوانك
وعلى دمار في مجدك هبط
انه الماء
أتت به الريح
وغضب السماء
الماء الذي من دونه لا حياة
والماء بسببه يفتك بالحياة
غضب السماء
أتى بقسوة مظلمة
بيوت محطمة
والأخرى مبهمة
تحت المياه غارقة ومهشّمة
أشجار سحقها الإعصار
ومركبات التهمتها الأخطار
جثث ابتلعها
الطين والرمل ..
الطريق موحشة من (مسقط إلى العامرات)
أطفال يبحثون عن زجاجة ماء وبضع تمرات
تائهون بين الأنقاض والمغارات
مقبرة ممتدة وحزن يرافقهم
في الشوارع المكسرة ينافقهم
منظر كالخيال ..
مشاهد و ذهول وسيارات
تسبح في صخب البرك
كأنها حيتان تئن للزواج
الجميع في دهشة
عطش وجوع وتعري
وحنين طائرات
وطن تائه في مغبة الضياع
فوضى وابتهالات
آذان يكبرّ ودعاء
يرتجي رحمة السماء
البيوت غارقة
والمدارس مكتظة
بحزن عظيم وبأس اليم
من الماء ..في الماء
..
هذا .. ما تركه جونو ورحل
ترك وراءه الأسى والدمار
وغادر بتكبر وافتخار
..
غدا ستعود مناطق عمان المتضررة
تلبس حلة العمران بمفخرة
ستعود مثلما كانت شامخة حرة
متزينة بالحلي كالجوهرة
..
شهامة من الشرطة والجنود
والمواطنين جهدهم مشهود
كلهم في عمليات الإنقاذ مشاركين
وبأرواحهم مخاطرين
لتقديم المساعدات بلا حدود
هم أهل عمان
شجاعة وجود
من أصل الشهامة والصمود
في المخاطر وللمواقف أصحاب رسالة
يمشون على نهج قائدهم
ذوي بسالة
كرم وجراءة وقلب ودود
هنيئا لكِ بهم يا عمان
فلن يهزّكِ الطوفان ..
ستظلين دوما محفوفة بالأمان
و برعاية الرحمن
..


(((للأمانة منقول....لابوالحسام - 9/6/2007م)))


.
.


((يتبع)) http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(129).gif

جنــــون 07-11-2011 03:00 AM



الأحد.. .
بعد خمس أيام من أحداث إعصار جونو...
10-6-2007...

تنهدت برجفة خوف... ما كنت مصدقة أبد إني في يوم راح أفقد سندي فهالدنيا بهذه الطريقة...
جدي "علي" هو الظهر إلي كنت أحتمي بظله من غدر السنين وقهرها ...من يوم ما أبوي تبرأ مني.. .وأمي تخلت عني... وأنا بنت خمس سنين لأني خرساء وشبه مجنونة ((على قولتهم مضيعة)) .. .رباني جدي على قد قدرته... تربية قروية. ..طرازها قديم... ودرست الأبجدية والكتابة والقرآن على يده... لطوال ١٢ سنة أكتشف جدي أني مو مضيعة ولاني مجنونة.. بس كانت عندي حالة الكبت والنفسية الضعيفة والإنعزال الإجتماعي بسبب مرضي.. .إلي سماه الكل بالجنون... وهذا المنهج ما فيوم نويت أغيره...
شهقة فلتت مني. ..وأنا ألملم رجولي تحت العباية ... وأناظر الأطفال يلعبون ويصارخون بصوتهم العالي... صح الأحوال فهالمدرسة مقلقة بس الحياة البدائية معروفة عندي... شي تربيت منها وعليها...
كانت الحياة صعبة... أيام مرت بدون كهرباء... بدون ماي...وبما إن ( جسر وادي عدي) إلي يربط بين العامرات وروي تهدم ... إنقطعنا كلياً عن العالم الخارجي...كان صعب فالأيام الأولى توصل لنا المساعدات... شباب ورجال وشيوخ مشوا الأميال حتى يوصلوا للطرف الثاني ويطمنوا أهاليهم...ويطالبوا بالمساعدة... الربشة علت وخاصة إن فيه مجموعة تصارخ ودها بماي شرب بارد... أو أكل ياكلونه... والأطفال يتراكضون بالساحات... وناس جالسة عالممرات تتحسر على حالتها وحالة بيوتها إلي الله يعلم بحالها... ومجموعة بنات يشتكوا إنهم تركوا كتبهم بالبيت وإلي أكيد سرت مع الوديان وبعد أسبوع إمتحاناتهم...
وأنا؟!...أنا أمشي وأتحسر على فقدي لجدي... هايمة وخوفي من المستقبل يكبر...و يكبر حتى ضاق صدري ورجعت للصف إلي كان ما فيه إلا فراشي وملابس حصلتها من أيد الخير...لأني خلفت كل شيء بالبيت فلحظة ... وهذا حتى بصعوبة نوصل لهالملجأ...وجا وقت الغداء.. .جاتني حرمة عندها 3 عيال وجلسوا عندي بعد ما أعطتني صحن فيه رز ولحم... كانت هذه الحرمة تسولف لي... ذكرت لي أسمها عزيزة...
عزيزه: شوفت عينك يا بنتي. .. حالتنا ما تسر لا صديق ولا عدو.. .اليوم جت الحكومة مرة ثانية تشوف أحوالنا ...جايبين معهم ثياب وفرش وأغراض ثانية... قالوا بيوزعوها بعد الغدا... الله يعينا بيوتنا تدمرت وأندفنت تحت التراب والطين...
سكتت شوي ... وقالت بعدها: ما لنا مكان غير هالمدرسة لأسبوع قدام... جا جونو و ما خلى شي ما دمره...
وبعدها ناظرتني بشفقة وكملت: الله يعينك.. .قلتي لي محد لك غير جدك... الله يرحمه... مسكين ... إلحين هو تكهرب لأنه ريح ظهره تحت عمود كهرباء والدنيا تمطر؟؟ لا إله إلا الله محمد رسول الله... الله يرحمه... واحد من الحكومة قالي إنهم راح يهتموا بجثته... بيغسلوه وأيدفنوه... بس عاد إنتي وش راح تسوي؟؟
هزيت راسي وكتوفي أني ما أدري... وأنا أحس بسكاكين الذكرى تنغرز بقلبي وتدميه... رغم إني خرساء إلا إن جدي كان يفهمني بالإشارات البسيطة إلي تعلمتها مرة من دكتورة بالمركز الصحي... وهذا ما كان عائق بحياتنا... وإلحين ... كل شيء تغير... أنا من لي بعد جدي؟ أبوي إلي سافر من ١٣ سنة ؟ أو أمي إلي رمتني لأبوها يربيني وتزوجت مرة ثانية؟ والأثنين ناسين وجود طفلة... مراهقة... شابة... فمكان من هذا العالم الكبير...
بعد ما تغديت طلعت من مبنى المدرسة... رغم إلي مر علينا بالأيام الأخيرة الشمس ساطعة ... والدنيا رجعت تدور...وهي أصلا توقفت؟؟... بس جونو ترك بصمة بهذي الساحات والأشجار المتكسرة والسيارات المرمية والبرك إلي كانت مليانه دواب نافقة... وترك بصمة أكبر في نفوسنا... في نفسي أنا إلي محتاجة لسند بعد جدي...
تنهدت ودموعي تنزل... جدي الحبيب... صح صدمتي كانت قوية بس غيري كانت صدمتهم أقوى... تذكرت عزيزة وهي تسولف لي ...عن حرمة لقوهاميتة... متيبسة...تحت شجرة وهي تحضن رضيعها الميت...وعايلة كان كل أفرادها ميتين بالسيارة لما إنتشلوها من تحت الطين... و ناس إبتلعهم الوادي... وقرية كاملة إندفنت تحت الطين والتراب...وناس رفضوا يطلعوا من بيوتهم وأندفنوا تحت الوديان والطين...وعن ...وعن...
آآآه ... مثل ماقالوا تهون مصيبتك قدام مصايب غيرك... الحمد لله على كل شيء...الحمد لله على كل شيء... مالي غير الدعاء لك بالرحمة والمغفرة يا جدي...

بعد ما رجعت للمدرسة... جاني رجال يسألني كم سؤال عن جدي وعني... كنت متغشية لأني من كنت صغيرة جدي علمني أتغطى... بس كانت دموعي تنسكب وأنا أناظر رجال غرب يشيلون جدي ...لبعيد...
:أختي؟! جاوبيني لو سمحتي ..
كانت عزيزة معانا... قالت له بصوت خفيف تحاول فيه ما يوصل لي: أخوي هي خرسا ما تتكلم...
الرجال أعتذر بسرعة وهو محرج: آسف أختي...
هزيت رأسي بمعني مو مشكلة وأنا أبتلع ريقي... طلبت منه بإشارة يعطيني دفتره وقلمه. ..
كتبت فيها: إسأل ...
ناظرني بشفقة وقال: أوكي... أولا أسمك؟ ولي أمرك؟ أقارب ثانين لازم يعرفوا عن جدك؟!
كتبت: اسمي الخنساء بنت أحمد الــ... ..ولي أمري جدي من جهة أمي... ما أعرف لا أب ولا أم أو أخوة يهمهم أمري و أمر جدي...
شفت نظرة الدهشة فعيونه.. .
وبدون ما يسأل كتبت له: أبوي وأمي تخلوا عني بسبب عاقتي... و كل منهم كون حياته بعيد عن الثاني بعد من تركوني لجدي...
نظرة الدهشة تحولت لشفقة لما قال لي ببساطة: أنا راح أتكفل بغسل وتكفين ودفن جدك... تطمني أختي...
سألني متردد: بسألك أختي أنت لك بيت.. .أهل... أقارب غيرهم؟ أكيد إنتي وحده من إلي بيوتهم تدمرت بما إنك باقية هنا فالمدرسة...
فهمته بسهوله وجاوبته: صحيح... لي أقارب...وإذا ما عليك كلافة يا أخوي تسأل عن عنوان أبوي أحمد بن ناصر الـ.. وعن أسم أمي سعاد بنت محمد الـ.. .. وتعطيني خبر...
هز الرجال راسه بإبتسامة شفوقة وقالي متلهف: إن شاء الله بجيب لك أي معلومة تفيدك عن قريب...

* * * * *

الثلاثاء...
19-6-2007...
أتذكر يوم جاني سعيد (وهذا أسم الرجال إلي قدم مساعدته لي) .. كان بعد يومين راح أطلع من المدرسة ..
قال لي: أختي حصلت لك كم معلومة إن شاء الله رح تفيدك.. أعطاني الأوراق إلي جمعها وشكرته بهزة راسي..
سعيد: أكيد رحتي شفتي بيتكم والأضرار إلي لحقته؟
هزيت راسي بأيوه وكتبت له: رحت وشفت جدران الحوش تكسرت من الجانبين... وأنشقت جدرانه كثير... وأنطمر البيت بالطين...

البيت قديم كان مستحيل يصمد قدام عاصفة مثل جونو .. .قدرت أنتشل الصندوق إلي يحتفظ فيه جدي بالأوراق الملكية والثبوتية...
سعيد أبتسم بلهفة: تقدري تلحقي بأبوك أو أمك... عندك العناوين فهذه الأوراق...
شكرته مرة وشكيت أن واحد منهم يفكر فيني إلحين..
قريت فالورقة إلي عن أبوي... إنه صاحب شركات عقارية ... مقر شركته وسكنه مسقط... بالتحديد القرم... متزوج بنوره بنت داؤود ...وعندهم ٣ أولاد وبنت... أكبر أولاده علاء فعمر ١٢ سنة... وعماد ١٠ سنوات.. .طارق ٧ سنوات.. .وليلى ٣ سنوات...
أما التقرير عن أمي ..فكان إنها تزوجت مدرس وعندها طفلة عمرها ٦ سنوات اسمها لما... ومقر سكنها بمسقط ...الخوير ٣٣...
.
.
.

هذي لليوم... أتمنى أشوف رأيكم ونقدكم...

جنــــون 07-11-2011 03:01 AM

((( هذا جزء متبقي من الفصل" الذكرى الأولى")))...

الخميس...
21-6-2007...

دسيت أوراقي الثبوتية وكل شيء مهم لي تحت ملابسي البالية القديمة لكن النظيفة... سلمت على عزيزة إلي رح تروح هي وأولادها وزوجها لبيت حميها بالعذيبة لحد ما تتصلح أضرار بيتهم بالعامرات... وطلعت من العامرات عن طريق باص للمساعدات حولوه لنقل خيري يوصلني لبيت أمي في الخوير٣٣... كنت مقررة أني بروح لأمي لأنها يمكن رح تضمني لها أكثر من أبوي. .. وهي بعد خفيفة بوجود زوج وطفلة...
وأنا بالباص كنت أعد الفلوس إلي عندي... ١٠٠ ريال كانت بيدي... الحقيقة حصلت ٥٠ ريال ضمن أوراق جدي... و٥٠ غيرهم تبرعت بها جمعية خيرية للمتضررين بالمدرسة...
وصلت لبيت أمي على الساعة ٤ العصر. ..وأكتشفت إنها تعيش فشقة حلوه فالطابق الثالث... بدون ما أدخل المصعد طلعت الدرج. .. وهذا كله ببساطة إني ما أعرف أستخدمه...
وصلت للشقة ... وأخذت نفس طويل... أي ردة فعل مقبولة عندي... حتى لو كان الرفض الجارح...
ضغط على الجرس. .. وأنتظرت تقريبا ثواني. ..فتحت لي الباب خادمة فلبينية... سألتني: yes ‎ ؟؟؟
كانت هذه مشكلة ... مو قادرة أتواصل معها ... رفعت الغطوة وأشرت لها بيدي إني أريد الماما... يمكن لمدة ٥ دقايق وقفت تتكلم بكلام مو مفهوم بعدها سكرت الباب ودخلت...
تنهدت وأنا واقفة عند الزاوية. .. حاولت مرة ثانية ... وضغط على الجرس... بعد ثواني فتحت الباب حرمة طويلة فأواسط الثلاثينات ...وعرفت إنها أمي... ما تغيرت ملامحها... رغم إنها تركتني وأنا طفلة... بقيت أتذكر الوجه إلي دعيت وبكيت شوفته ولقياه. .. الوجه إلي حفظت كل لمحة منه لأني يمكن حسيت إني رح أفقده...
: نعم؟
بلعت ريقي ودمعت عيني... حنين واشتياق... كنت أشيل بيدي مسودة كتبت فيها بسرعة ولهفة: ماما... أنا الخنساء بنتك ...
مديت بالمسودة وبطاقتي الشخصية أثبت لها وأنا كلي لهفة... كلي لهفة بنظرة حنين وإشتياق... لكن شفت وجهها ينقلب من الدهشة والصدمة للإشمئزاز والضيق... دق قلبي بصورة فظيعة...
أمي ناظرتني وهي تعض على شفايفها: أيش جابك لهنا؟
كتبت بعبرة وأنا دمعي يسيل: جدي مات يا ماما.. . مات...
سكتت فترة ما هي طويلة...وبعدها لمحت نظرة الضيق بعيونها...
وقالت بدون رحمة: وأنا أيش بيدي أسوي له؟ هذا يومه... الورث متنازلة عنه لك هذا إذا كان عنده شي ينورث.. .أنا كذا مرتاحة ولو سمحتي أنا ما محتاجة لهم خرسا ومجنونة تنغص لي عشتي ...
وبضيق سكرت الباب... تراجعت خطوتين لورا. .. ومن الصدمة صدمت بالجدار وجلست على الأرض مغمضة عيوني... أحاول قدر ما أقدر أتلقى ردة الفعل هذي بجرعات... حسيت بجفاف بعيوني... وجمد دمي من شعوري بالضياع...آآه هذه هي أمي... إلي تخلت عني من وأنا طفلة... الزمن ما يقدر يخفي هذه الحقيقة المرة... في أم... في أم بهالقساوة ترفض قطعة منها...بنتها؟؟... لكن الحقيقة هذي هي... أمي رفضتني... رفضتك يالخنساء... رفضتك بكل قسوة... رفضتك بدون أي رحمة... بدون حتى ما تسأل عن أخبارك... بدون حتى ما تتأثر بموت أبوها...
وقفت محتارة شوي شوي... ما لي غير بيت أبوي... الساعة إلحين ٤ ونص.. .يا الله كيف الوقت بطيء...
قررت أكتب كلمات بسيطة لأمي. .. ممكن تكون كلمات قصيرة تعبر عن اشتياقي لها ووداعي... أعترف... أعترف إنها لحظة ضعف وجوع للحنان...
توني أفتح المسودة أنفتح المصعد وطلع منه رجالين... واحد منهم يقول: آسفة إذا جيت في وقت مو مناسب يا خوي فيصل بس...
فيصل: لا تبسبس يا راشد أنت أخوها... حياك فأي وقت...
نزلت أنظاري للمسودة وتغطيت بسرعة وكتبت: آسفة أمي إذا أزعجتك بس أنا ظنيت أنك راح تفرحي لشوفتي بعد فراق طويل.. .جدي توفى وما لي أحد بهالدنيا غيرك أنت وأبوي... فضلت أجي لعندك لأني ظنيت إنك راح تضميني لك... بس إذا أزعجتك رح أروح ...حبيت أقولك إني مشتاقة لك مرة. .. كنت أتمنى فرصة ولو لدقايق أجلس فيها معك... وأعذريني على إزعاجك.. .بنتك المحبة لك : الخنساء ...
الخنساء يأمي... إذا بعد هالإسم ما إمتحى من ذاكرتك...و لما رفعت راسي شفتهم يناظروني بحيرة... توقعت إن واحد منهم هو زوج أمي... قطعت رسالتي لأمي وطويتها...
وبعدت عن الباب وكتبت لهم: آسفة... ممكن تعطون أمي هذي الرسالة؟! وتسألونها تعذرني على إزعاجها.. .
مديت المسودة مع الرسالة... ناظروني مدهوشين... تكلم الرجال إلي تبين لي أنه زوج أمي: من أنت؟!

جنــــون 07-11-2011 03:01 AM

كتبت: أنا الخنساء بنت أحمد الـ.. بنت سعاد الـ..
شفت نظرة الشك والدهشة على الإثنين... شلت شنطتي وهزيت راسي معتذرة...
فيصل: شفتي وكلمتي سعاد؟ أمك؟
كتبت: أيوه بس أنا أزعجتها بوجودي... أرجوك وصل لها أعتذاري.. .ما كنت أقصد أزعجها...
كلمني وقتها الرجال الثاني يقول: أيش قالت لك أمك؟
أحمرت خدودي من تحت الغطوة... الكلام ما هو بس جارح لكن مخجل أعيده لهم.. .
كتبت: تضايقت من وجودي... السلام عليكم...
نزلت السلالم بكل خيبة... مستحيل أجبر أحد على إنه يقبلني...و دعيت يكون لقاي بأبوي أفضل...
وصلت للباب لما سمعت صوت وراي ينادي: الخنساء؟!
لفيت أشوف راشد إلي عرف عن نفسه :أنا راشد يا خنساء.. .يمكن ما تذكريني... بس أنا خالك أخو أمك من جهة الأم...
ناظرته بشك... طلع لي بطاقته وناظرت الإسم... صحيح جدي ذكر لي مرة إن جدتي كانت متزوجة قبل لا تتزوجه... يعني هذا هو خالي ... أخو أمي إلي جا على ذكره مرة...
كمل بلهفة يعتذر: يمكن غريب أطلب منك تعذري أمك...؟؟!
كتبت له: العذر واجب علي...
قالي خالي بطيبة: من وين جيتي يا الخنساء؟ ووين العم علي؟
كتبت له شو صار لي... لمعت عيونه وبعدها خبت بلمعة شفقة...
راشد: الله يرحمه العم علي... المهم وين أنت رايحة؟
كتبت: أمي رفضتني... راح أشوف أبوي... مو محتاجة لفلوس أو ضيقة أي شخص... كل إلي أتمناه ريحة أهل حوالي... سند وظهر أحتمي به...
أخذ خالي المسودة وكتب فيها عنوانه وهو يقول: هذا عنواني إذا تصعبت الأمور مع أبوك أو حسيتي أنك مو مرتاحة شرفيني بوجودك... أنا خالك وسندك...
خجلت من كرمه وعطفه... ابتسمت بفرحة...تأكدت إني مازلت بشر يحسون فيه... هزيت له راسي وطلعت ... الخوف من ردة فعل أبوي أنساني الغدا... فتجاهلت جوعي و أخذت وقتها تاكسي وطلعت للقرم... لبيت أبوي...

*
* * * *

((يتبع))

جنــــون 07-11-2011 03:01 AM

(((((((((((((الفصل الثاني)))))))))))))

~~** صراخ الصمت **~~

ما زلنا بالخميس.. العصر ٥ بالضبط..
21-6-2007...

نزلت من التاكسي بعد ما حاسبته... قطعت شارعين ووصلت لشارع راقي... بيوتها حلوه وضخمة.. .الفيلا إلي وقفت عندها كانت بلونها البني أبداع فخم... وبسبب جونو جدران البيت من مكانين متكسر بس باين من العمال إن الشغل خلاص بدا بهالبيت...
ضغط على الجرس وظليت واقفة وأنا ألملم شنطتي .. .سمعت صوت من وراي ...
: نعم؟؟
لفيت كنت أظن من المسجلة وراي (الأنترفون) لكنه كان البواب...
البواب: من تبين؟
فتحت المسودة وكتبت: آسفة عمي أنا خرسا... لو سمحت ودي أشوف وأتكلم مع أحمد الـ...
ناظرني البواب العجوز محتار...
البواب: من أنتي؟
كتبت: أنا الخنساء بنت أحمد الـ.. أريد أشوف أبوي...
نظرة الشك والعصبية بانت بوجه... على باله إني غبية أو متسولة...
بدا البواب يقول وهو معصب : وش هذا؟ أنا ما طفل تضحكين عليه.. .يالله ...يالله أشوف أقلبي وجهك... وما أريد أشوفك هنا تكذبي وتتسولي... وإلا راح أتصل بالشرطة يتفاهموا معاك...
كتبت: صدقني يا عمي أنا الخنساء بنت صاحب هذا البيت... وعلشان أثبت لك هذي بطاقتي الشخصية. ..
رفعت الغطوة بتردد وخجل ومديت بالبطاقة يتأكد...
مرت تقريبا 5 دقايق يناظرني مصدوم... ما كان بيده يعترض ولا أعترض لأنه ناظرني محتار يقول: وش تبين؟
كتبت: ودي ألاقي أبوي...
ما رد علي إلا إنه فتح البوابة وطلب مني أدخل وراه... مشيت مطيعة ... ووصلت للباب الرئيسي وكان قدامه 5 سيارات فخمة وغيرهم ثنتين في الكراج... شفت البواب يدق الباب ... طلعت طفلة صغيرة تجري... سحبها ولد كان يلحقها ودخلها...
سمعت البواب يقول: وين الأستاذ أحمد يا علاء؟
علاء: داخل مع الضيوف...
البواب: أمك موجودة؟؟
علاء: أيوه...
البواب: وين جالسين؟
علاء: في الصالة.. ليش؟؟
ناظر ورا البواب ...كنت واقفة متغطية وأنا أتمعن في علاء ... حسيت وقتها بقلبي يرفرف... هذا أخوي !! مو مصدقة...
البواب: في بنت جاية تلاقي أبوك... يصير تأخذها لداخل وين ما جالس أبوك؟
علاء تم يناظرني وقتها بشك...قال: ليش؟ ومنو هذه؟
البواب: راح تعرف لما تأخذها عند أبوك...
أعطاني علاء نظرة طويلة وبعدها قالي: أمشي وراي...
كتبت بسرعة للبواب: مشكور عمي... آسفة أزعجتك...
هز راسه وفعيونه نظرة عرفتها بعدين أنها نظرة شك وخوف...
مشيت ورا علاء... كان البيت من الداخل راقي وضخم... كل قطعة أناظرها هي فن بحد ذاتها... تبعت علاء لحد زاوية مقسومة... نصها اليمين يجلس فيها الرجال والشباب والثانية الحريم والبنات...
علاء قال بصوت قمت وقتها من شرودي: بابا ... في وحدة تريد تشوفك...
ناظرت الكل بنظرة قصيرة وبعدها حطيت رحالي للرجال إلي كلمه علاء...
أبوي: منو؟
وناظرني ... ووقتها حسيت بالكل يناظرني بغرابة... كأني كائن غريب ببشرة خضرا...
كتبت بالمسودة: أبوي أنا الخنساء بنتك...
مديتها له يقراها... ما رفع راسه إلا بعد فترة... وكانت نظرته غريبة فيها شي من الصدمة... والشك... وعدم التصديق...
كتبت: إذا ما أنت مصدقني هذه بطاقتي... أوراقي الثبوتية...
قدمت المسودة له مع الأوراق... وتشجعت لما فكيت الغطوة لكني حسيت بالخجل... وأحمرت خدودي من نظرة الناس لي ... إلي هم أهلي...
أدري إن وجهي شاحب مثل الأموات وهذا بسبب إلي صارت... جونو وموت جدي ورفض أمي لي... وما سلمت منهم صاروا يتهامسوا ويعلقوا... وبحسرة وحزن أسدلت الغطوة حتى أخفي وجهي عن نظراهتم...
الصمت هو كل إلي حصلت عليه من أبوي...
كتبت بالمسودة: جدي مات يا أبوي... مات يوم الإعصار بشرر كهرباء...
مديتها له وقراها. .. كان الرجال إلي جنبه يسأله :ويش فيك يا خوي؟ ومن هذه؟؟ وأيش سالفتها؟

جنــــون 07-11-2011 03:02 AM

غمضت عيوني.. كان جدي يقول لي أن أبوي عنده أخوين وأخت... بس أنا ما أتذكرهم أو أتذكر خالي راشد لأني كنت طفلة مريضة...
مريضة؟؟ أبوي تركني لأمي لأني كنت مريضة ومجنونة... ما كان وده بطفلة معاقة بالماضي فكيف إلحين أنا هنا؟ كيف أطالب بريحة أب وأهل وأنا متبرأ منها؟
انتشلني صوته الصارم: وأمك؟
كانت هذه إلي لفتت إنتباه الكل... وصاروا يتهامسوا و يسألوا :منو هذه؟ أحمد من هذي؟؟
كتبت: أمي تركت تربيتي لجدي من ١٢ سنة ... وتزوجت ... ما شفتها من يومها غير لما رحت لها قبل ساعة... بس هي رفضت وجودي...
أبوي وقف فجأة وقالي بضيق: شو تبيني أسوي لك؟
وقبل ما أرد عليه ... سمعت عمي "خالد" يقول: من هذه يا أحمد؟
وصوت زوجة أبوي إلي تقربت منا: منو هذه يا أحمد ؟ شكلها ما غريب علي...
سكت أبوي فترة بعدها قال بصورة ساخرة : هذه الخنساء... بنتي من زواجي الأول إلي خبرتك عنها مرة يا زوجتي...
سمعت شهقات الكل... حسيت بخجل كبير وخاصة إن الكل يناظرني بطريقة مختلفة... صح كل إلي ألبسه قديم وبالي بس نظيف ...وأنا ما أطلب الكثير...
قالت زوجة أبوي وقتها: وشو تبي؟ ما قلت من قبل إنها تعيش مع أمها؟
رد عليها أبوي متضايق: تقول إن أمها تركتها عند جدها علي... وجدها توفى بالإعصار...
عمي خالد قال بشهقة: العم علي توفى؟؟
هزيت راسي وأنا أناظره... كان مختلف عن أبوي... يبين إن عمي خالد هو الكبير بس أحسه هادي ولمحة حزن ما تفارق ملامحه...
كرهت أنقل هالخبر وأنا كل مرة أتقطع ألف قطة من الألم... وكتبت: لمس عمود الكهربا وهو متبلل من المطر...و...مات...
لاحظت الأصوات زادت وعلت وأنا واقفة بمكاني أناظر الحقد والحنق على زوجة أبوي... وعلى حرمة عرفتها بعدين إنها عمتي "سلمى" إلي ناظرتني بغرور... وتهامست مع زوجة أبوي...
زوجة أبوي بعصبية ناظرتني من فوق لتحت بأكثر النظرات إحتقار: لا تقولي إنك جاية تعيشي هنا؟
سمعت صرخة إرتعشت منها...جات من أبوي: لا... أنا ما أدير دار للبكم.. . ناقصني أنا خرسا ومجنونة...
ناظرني بقوة وهو يمسك بيدي: يالله شوفي حياتك مع أمك... هي المسؤولة عنك... وبلا هالتمثيلية الغبية...
عمي خالد تقدم لنا مع رجال عرفته إنه عمي سيف... عمي خالد يحاول يتفاهم مع أبوي وهو يقول له بصوت واطي: أحمد ما كذا تطردها قدام الشباب والأطفال... رح تفاهم معها بالمكتب وشوف ويش تحتاج...
عمي سيف طول نظرته علي وهو مشتت الفكر: ما ينفع هذا التصرف يا أحمد.. .البنت ما تكلمت شو تريد وأنت تطردها...
أبوي صرخ: شو أتفاهم فيه؟ هذه مجنونة.. مضيعة.. تبون تفضحني قدام الكل وهي فوق كذا خرسا ومضيعة..؟؟
كنت متيبسة بمكاني... صوت أبوي المعصب... الصياح وطرده لي حسسني إني نكرة... ما أسوى شيء...نزلت دمعة صامته لخدودي ... ورفرفت بعيوني أحاول أناظر المسودة بيدي... وأوقف رعشة يدي...
كتبت: يا أبوي أنا ما جيت إلا مجبورة... ما لي أهل وسند بهذه الدنيا غيرك وأمي... أنا وحيدة ...خرسا صح.. .لكن مو مجنونة... أنت أبوي سندي وعزوتي إذا رفضتني كأنك رميتني فالشارع...
ناظر أبوي المسودة. ..وبعصبية ضرب يدي حتى تطير المسودة عند رجل عمي سيف...
رفع عمي المسودة وقراها... قال لأبوي بشفقة: أحمد خذ بنتك تفاهموا بالمكتب...
زوجة أبوي بخفة: الله يهديك يا سيف... شو يتفاهمون عليه ؟ ما تسمع أحمد يقول عنها مو صاحية...
أرتعشت شفايفي ... وتقدمت من عمي سيف آخد المسودة منه... لكن فاجأني وقتها أبوي إلي ضحك بسخرية ...
وقال يجرح: وأنت الصادقة يا نوره...مجنونة ونتفاهم معها... والله أخاف تعدينا...
لف لي وهو يدخل يده فجيوبه... قال وهو يرمي لي فلوس تناثرت عند رجلي: خذيها... وأشبعي منها... أنا متأكد أنك وامك مخططات تجي لهنا حتى أشفق عليك وأوافق أعيشك بهالبيت... ما كفاها إلي سوته بالماضي... ورسلتك لي... أحلمي إنتي وإياها ببيسة... يالله إطلعي برا... برا أشوف...
وقتها حسيت برعشة شفايفي وأطرافي... كنت بطيح من طولي بسبب كلامه قدام الكل... أنا ما أدري عن الكره إلي بين أبوي وأمي... حتى أصير أنا المذنبة بكل شيء؟؟... أنا أقوى من كذا يا أبوي... أنا خرساء صح بس مو مجنونة ...مو متسولة... يظن إني أريد فلوسه؟؟ لا مو أنا إلي تشتهي المادة... أنا أسمى من التفكير بهالشيء... جدي رباني وأحسن تربيتي...
رفعت غطوتي... وناظرت أبوي بابتسامة ... يمكن أقدر أوصفها إنها بسيطة ومرتجفة وشجاعة... ومو حاقدة أبدا... هذا أبوي مهما كان... ومهما قال... ومهما سوا... يبقى هو أبوي...لملمت الفلوس إلي عالأرض... وحطيتهم على طاولة قريبة...
زادت إبتسامتي لعمي سيف وأنا آخذ المسودة من يده... حسيت بعمي إنه إنسان مشتت الولاء... يناظر أبوي مرة ويناظرني ألف مرة...
كتبت فالمسودة على السريع: لو كنت في ظرف ثاني لكنت تشرفت وفرحت لشوفتك وعمي وأخواني وأهلي... أرجوك أعتذر لي من أبوي... جيتي هنا خطأ من الأساس.. .ظنيت وجودي ولو من بعيد مرحب فيه ...بس شكل حتى اسمي أمتحى من قاموس أبوي... خبره إنه لما تركني ما كنت إلا ضحية بينه هو وأمي... خبره إن الجنون بعيد عني ألف ميل... وخبره إن الخرسا ما عادت تريد سنده... السلام عليكم...
قطعت الورقة وسلمتها له وأنا ألف لأبوي ... تقدمت منه وبحركه سريعة مسكت يده وبست ظهرها... سحبها بكل عنف... هزيت كتفي أبتسم... وبعدها هزيت راسي بالسلام ... وطلعت... وأنا أحس بالكل تسمر بمكانه يناظرون هالغريبة الخرسا تطلع بعد ما قدمت لهم مشهد من الخيال...
نزلت غطوتي ولفيت طالعة من البوابة الخارجية وأنا أهز راسي للبواب إلي كانت الربكة مبينه بوجه...مشيت وأنا أحضن شنطتي لي... أحاول ألملم بقايا نفس تحطمت بإعصارين... إعصار جونو إلي أخذ حياة سندي... وإعصار الرفض إلي ترك شابة متشردة...
شو ذنبي إذا كنت خرساء؟ ... شو ذنبي إذا أبوي و أمي يكرهوا بعض؟؟ سؤالين سروا معي وأنا أسير بالشوارع.. . أحاول أوجد واقع حلو عن طريق رسم الخيال... لكن الخيال والواقع تأمروا علي وباعوني بالرخيص...بالرخيص يالخنساء...
وأنا بالتاكسي. .. طلعت عنوان خالي راشد... آآه... حسيت بالراحة ... على الأقل في أحد يحس فيني...
عند المغرب وصلت لبيت خالي بالخوير... كان بيته من طابق ... صح بسيط بس حلو من الخارج... بعض المناطق بالخوير ما تأثرت بجونو... والظاهر بيت خالي واحد منهم... ضغط على الجرس وأنا أتمنى ألاقي خالي بالبيت... لو مو موجود بضطر أدور لي على مسجد أبات فيه هالليلة...
سمعت صوت يقول: نعم؟ من؟
أنتظرت لحد طلع خالي وفتح الباب لي. ..أول ما شافني تفاجأ وبعدها تكلم برقة وهدوء: الخنساء؟ ...أبوك...؟
هزيت راسي بلا وأنا أنزل الغطوة... ما قدرت أواصل ركم الحزن فقلبي... ما قدرت أواصل تصنعي القوة.. .بلحظة ضعف أنفجرت أبكي...
حضني خالي ومسح على راسي وهو يهمس مهدئ: معليه يا الخنساء... أنا هنا معك.. .يالله ندخل... ما ينفع واقفين بالشارع...
أخذني لداخل البيت وأنا أحاول أسكت... أوقف دموعي... وأكفكفها ...
ابتسم لي خالي وقتها وقالي بنعومة: شكلك تعبانة يالله روحي نامي فغرفة الضيوف. .. وأنا بنفسي بقومك تاكلين عشا من يدي...
شكرته ورحت لغرفتي إلي أعطاني إياها خالي...
آآآه.. تنهدت بأمان وأنا أحس بسلطان النوم يشرفني...

* * * * *

((وكمان يتبع))

جنــــون 07-11-2011 03:02 AM

السبت..
30-6-2007...

قمت من نومي متفاجأة بحركة بالبيت... كانت الساعة ٢ الفجر... نزلت من السرير بدون صوت...
سمعت صوت نحنحة وحشرجة وبعدها ضحكة.. .تسحبت للباب وفتحته فتحة صغيرة ... وشفت خالي راشد يترنح وهو يتكلم بالموبايل ... كانت هذه أول مرة أشوفه فيها بالليل والخمر سكر عقله...
لأسبوع راح كنت أشوف خالي عند الظهر فترة ما تتجاوز نص ساعة ويخرج منها للفجر... ما يرجع البيت إلا أوقات الضرورة ... وبكذا أكون لوحدي بالبيت... شكيت إنه يشرب الخمر قبل أيام لأني كنت أغسل أثوابه... وهذا أنا أشوفه بجرمه...
كنت أعرف مساوي مواجهة السكير وهو بدون وعيه... لأني تعلمت هالحكمة من جارة كانت تعاني من زوجها السكير... رجعت أقفل باب غرفتي وأتراجع لسريري وأنا كلي قلق... أخذت المصحف وبديت أقرأ القرآن حتى تهدأ دقات قلبي...

* * * * *

بعد أسبوع وشي بدت المشاكل تنهل علي..
كنت بالمطبخ أغسل وأمسح لما سمعت صوت باب الصالة ينفتح .. وقفت على رجلي لما حسيت بأحد يوقف عند الباب..
ناظرت في خالي وبساعة المطبخ... الوقت كان ظهر على الساعة ٢...
سألته بإشارة إذا نسى شي.. .هز راسه بلا وهو يمعن بنظره فيني... حسيت بالإشمئزار من نظرته...كانت وقحة وممعنة... تركت إلي فيدي وأنا أتراجع... شو يقصد من نظرته هذه؟ لف طالع من المطبخ... ولما سمعت صوت الباب الخارجي ينقفل والسيارة تتحرك تنهدت... ركضت لغرفتي أتخبى فيها...

نفس اليوم بالليل..
سمعت طرق عالباب ... وصوت خالي ينادي: الخنسآآآآآء... أفتحي الباب...
رفضت أفتحه لأني كنت أسمع صوت ضحك... وصوت رجال غريب... زاد الطرق عالباب. ..مثل مازاد صوت الضحك والصراخ...خفت يكسرون الباب ويهجمون علي... فسندت كرسي عالباب... ورحت متخبية بالحمام (وأنتم بكرامة)...
بعد دقايق حل الصمت.. .لمدة ساعة كاملة كنت لامة رجولي لصدري أبكي بصمت... حسيت بالوقت الفجر... توضيت واستقبلت قبلتي للصلاة... أدعي ربي يحميني ويسلمني من الخطر...
طلعت من الغرفة الظهر لما تأكدت إن سيارة خالي تركت البيت... طلعت وأنا أشوف الصالة والمطبخ قذريين... وغرش الخمر تملي المكان... والسجاير مبعثرة...فكرت أترك هالبيت ومشاكله... بس وين أروح؟؟ أرجع للعامرات ؟؟ للبيت إلي صار أطلال أبكي عليه؟؟... لا هذا خالي... رغم إنه سكير إلا إنه مستحيل يأذيني وهو صاحي...
رجعت لغرفتي بعد الغدا أختبي من خالي وأصدقائه... وبكذا كانت حالتي للأيام الجاية...

* * * * *

الجمعة...
13-7-2007...

أرتعبت وأنا أشوف خالي واقف وسط غرفتي الساعة ١٢ الظهر..كنت توني طالعة من الحمام (تكرمون) وتوضيت للصلاة... نيتي كانت أقرأ القرآن لحد ما يأذن...ارتعشت شفايفي وأنا أناظر خالي إلي كانت عيونه جمر... تأكدت وقتها إن خالي كبت وجا وقت إلي يطلع حرته فيني...تقدم مني ومسك يدي وأنا أحاول أتراجع للحمام أختبي فيه... وبدون مقدمات بدا يضربني...
ويهسهس مثل الأفاعي وهو ينثر سمومه: أيا بنت.... أنا... أنا تفشليني... تفشليني كذا قدام الرجال... أويتك يالمتشردة يا الخرسا... وشربتك وأطعمتك من فلوسي وجيتي خسرتيني ألف ... ألفين... ثلاث .. .والله إني مو تاركك... كل شربة ماي ... لقمة أكل بترجعيها لي الليله...
وبعد ما شبعني ضرب رماني وقال متوعد ومهدد: جهزي نفسك الليلة في سهرة ... سهرة مهمة للشلة وزود على كذا راح أجبر رجال يشتريك هالليلة بالآلآف...
انتفضت وزاغت عيوني من الرعب.. لا.. لا.. لا.. خالي... خالي يسوي فيني كذا؟!.. هل في ناس قلوبهم بهالسواد؟؟... أنا شرفه... عرضه ... يسوي فيني كذا؟!...
مسكت بيده وصرت أبوسها وأهز راسي بلا وأنا أبكي... أترجاه يتركني فحالي... لكنه رماني وسحب مفتاح باب الحمام (الله يكرمكم) وسكر باب الغرفة وقفله من الخارج بالمفتاح. ..
بكيت لساعة بكل جنون بعدها تسحبت للحمام أمسح الدم من وجهي وشفايفي المتورمة... تأوهت والماي يلسع شفايفي... آآه شو بيدي أسوي؟؟ جددت وضوئي وطلعت أستقبل قبلتي أصلي وأدعي ربي يفرج همي وينقذني من براثن يد خالي وأصحابه...

* * * * *

المغرب..
الساعة ٦:٣٠ ..
طويت سجادتي وأنا أسمع أصوات ضحكات ... نزلت دموعي غصب وأرتجفت كل عضلة بجسمي... جلست عالزاوية ألملم رجولي... أبكي بصمت...وبعد ربع ساعة تقريبا سمعت صوت قفل الباب ... وأنفتح الباب.. .
شفت خالي ومعاه رجال غريب... سحبت شيلتي تغطيت بها بخوف... وعيوني تخرج من محاجرها من الرعب...
وقفوا يناظروني لدقايق... كأنهم يتفحصوا بضاعة...وبعدها قال خالي: ها شرايك بهذه المفاجأة؟؟ تعتقد إنها بتناسبه؟؟
رد عليه مرافقه وهو يلتهمني بنظراته القذرة: أكيد...أكيد.. من هذي يا راشد؟
ابتسم خالي بخبث وهو يلعق شفايفه : ما يهم هي منو يا حمادة... أهم شي هي إنها كانت بطريقي وإنها خرسا. ..
حمد مستغرب: خرسا؟؟
خالي بضحكة شريرة ناظرني وقال لصديقه: خرسا يا أخي ... طرماء... بكماء...يعني بدون صوت.. .سايلنت...
ضحكوا باستهتار وفرح... هذا أكبر مكاسبهم... إني أنا الخرساء ما بيدي أقاومهم...
قال حماده وهو يقرب مني: يا راشد ... لازم تعيد ترتيب هذا الجسد... ناقصه الديكور الخارجي...
خالي: شو قصدك؟
حمادة بعد عني بعد ما زدت لصق نفسي بالجدار... لكن قبل كذا شملني بنظرة قذرة خبيثه...
حمادة: والله يا راشد البنت ناقصها الزينة واللبس...
راشد:يعني...؟!
حمادة: أسمع أنا أعرف وحده بتجدد هذه البنت من ساسها لراسها... وتكون كذا زي السمنة عالعسل... وبيفرح فيها البوس...
راشد: وصديقتك هذي... تكتم أو...
حمادة ضحك: تكتم ونص... أنت بس خيط فمها وأحشيها بالفلوس...
ضحكوا وتركوني لوحدي أعيد كلماتهم براسي إلي آلمني ... وين بختبي ؟ وين بروح؟ كيف بطلع من هذا البيت؟ كيف؟! ما في غير هالشباك الثقيل إلي مستحيل أقدر أفتحها... ومثل المجنونة صرت أدور عالغرفة...

بعد ساعتين من مقاومتي لصديقة حمادة... وبعد ما تلقيت الضرب من خالي. .. جهزت...
صديقة حمادة كانت إنسانة مستهترة... الدين والحياء نزع من قلبها... حتى إني ما قدرت أزرع فيها الشفقة بدموعي... ما كنت أتوقع إن في ناس بهذا الشكل...والأخلاق المنحطة...لكن الظاهر الدنيا تخبي الكثير... وإحنا ما ندري عن المستور...
جهزتني بلبس فاضح ونصف عاري... كان لونه أحمر من الحرير يمسك بحمالات رقيقة والثوب يوصل لفوق الركبة بشوي وجزمة "بوت" (تكرمون) بشرايط باللون الأحمر... كانت غاسلة شعري وجففته وسرحته وخلته مسدول على كتوفي وأنا أحاربها بشراسه... وصبغت وجهي لمرتين ودموعي تخرب عليها ... وللمرة الثالثة هددتني تنادي خالي إذا ما وقفت بكى... لكن قاومتها حتى دخل خالي وصفعني بكل حره وطلع...
رغم إنها حاولت تخفي آثار الضرب إلا إن الأثر ما زال موجود... وقفزت مذعورة بعد ما دخل خالي وحمادة... وأنا أحاول أدور على شيء أستر فيه جسمي... شفت نظرة قذرة فعيون حمادة إلي مسك بصديقته وسحبها للخارج يتفاهم معها...
خالي ضحك بصوت عالي خبيث: هههههه والله إنك... إنك بتلهبي رجلنا بفستانك الأحمر...
دخل حمادة وقتها... كنت بهرب للحمام لكن خالي مسكني وهددني... وحمادة قرب مني ومسك يدي ... أنا نزعتها وقلبي طبول...
مد يده للمرة الثانية ولامس كتفي... إرتعشت وبكل حرة بصقت فوجه... وما حسيت إلا بالصفعة إلي طيرتني للجدار... وناظروني وهم يتلذذوا بتعذيبي...
قال حمادة وعيونه تلمع: أقول راشد.. .بعد ما ينتهي البوس منها أريدها... على إنها بتكون لك نص الثمن من البوس...
ضحك راشد: أكيد يا حمادة... لكن الصفقة تقول سلم تستلم...
حمادة ضحك بسخرية وهز راسه موافق... ووقتها رن موبايله...
تكلم شوي وبعدها قال لخالي: البوس وصل...
وكانت هذه إشارة لنهاية عذريتي...

* * * * *

الساعة ١٠:٣٠ .. نفس الليلة..
انفتح الباب وسحبني خالي وراه... تقريبا تركوني وحدي لنص ساعة لما راح خالي يستقبل ضيفه...وأنا كل إلي سويته أهز الباب مرة والشباك مرة... واتندم ألف مرة إني ما طلعت من هالبيت لما عرفت إن خالي سكير...
وهذا هو يهددني ويحذرني: أسمعي أبغيك تشيلين العصير لغرفة الضيوف... ابتسمي.. .أضحكي.. وتميعي... ويا ويلك إذا بكيتي... يومك بيكون على يدي... فاهمة؟؟ لما أأشر لك بيدي أريدك تمشين لحمد إلي راح يكون عند الباب وهناك بياخذك للغرفة... لا تحاولي تهربي... البيت متروس رجال...بتكوني صيدة سهلة هنا وهناك... مفهوم؟؟
تجرعت ريقي... وأرتجفت شفايفي... كنت أكتم موجة بكى... وأنا أحاول أدور طريقة أهرب فيها من هالبيت... كنت أشتت أنظاري وأنا أحاول أدور على فتحة تخرجني من هالبيت...
شلت صينية العصير بيدي المرتجفة... كان خالي يرفض تحركي بدون ما يمسك بيدي من المطبخ لحد مجلس الرجال... كان بالصالة ٣ رجال جالسين فحالة لا يرثى لها من السكر... زجاجات الخمر والكؤوس المنتشرة هنا وهناك... صورة قذرة كرهتها وزاد كرهي لها من نظراتهم القذرة...
فتح الباب ودخلت وخالي وراي... كانت يدي ترتجف وزاد رجفتها لعدد الرجال الخمسة بالغرفة... تركت صينية العصير على الطاولة وأنا أحاول أتراجع لوراي.. . أشرد... أختبي... أتبخر... أذوب... وخاصة إن عيني اصطدمت بعيون سودا عميقة.. .قاسية... ولامعة...
ارتجفت وعدت برجع إلا إن خالي مسكني وقال بكل تدليل: هذي هي المفاجأة إلي محضرها لك... أكيد بتعجبك وخاصة إنها هدية راح تجي بوقتها بعد صفقتنا...
ضغط خالي على يدي يأمرني أبتسم... كانت دمعتي على جفوني تهدد بالسقوط... وحاولت أتحرك لكن هو كان مثبتني ورفضت أسمع كلامه وأبتسم...
وابتسم خالي بتذلل وهو يسأل البوس: شرايك فيها؟؟ عجبتك؟؟
كان البوس إلي أبد ما ناظرني إلا للمحة أشاح بوجه عني... وتكلم بصوت وصل لي عميق وفيه شي من القسوة: منو هذي يا راشد؟؟
راشد: هذي يا طويل العمر مفاجأتي لك... بعد صفقتنا طبعا...
عض على شفته وسأل بصوت آمر: منو هذي؟ ومن وين جبتها؟ إسمها بالكامل؟؟
ارتجفت وأنا أسمعه ... أستحالة دموعي تبقى مكتومة على جفوني...
راشد بخضوع: هذه بنت أختي الخرسا.. الخنساء بنت أحمد الـ..
سمعت شهقة خفيفة من الرجال الواقف ورا البوس... لكن كانت عيوني مسمرة على البوس إلي لمعت عيونه بشرارة... ما قدرت أحدد نوعها... وانقلب وجهه لقسوة تخوف... خلت مني ورقة فمهب الريح... بعد سكوت طويل سمعت البوس يهمس بغضب: قبلتها...
وقتها أشر لي خالي ... وبسرعة كنت واقفة عند الباب ... من خوفي سالت دموعي وما حسيت إن حمد دخلني الغرفة وسند الباب بظهره... تراجعت وهو تقدم لي يهمس وعيونه شوي وتخرج من محاجرها: أممم يا حلوه شو إلي يبكيك؟؟
مسكني من خاصرتي ... شهقت من الهلع ...ودفعته عني وتراجعت للحمام أتخبى فيه... تذكرت وقتها إن خالي سحب قفل الحمام( تكرمون) ... صارت نبضات قلبي طبول فأذني... تلفت حوالي أدور على سلاح... أي شيء حاد... ركضت للصندوق وصرت أدور على المقص... وحصلته لما حمد كان يفتح الباب بعنف...
هددته أني بغرس المقص فقلبه إذا قرب مني... وقف فمكانه يناظرني بقهر وحقد...
قال يضحك بشراهة: معليه...بتركك إلحين... بس بتشوفين يالخرسا... بتشوفين...
تراجع وطلع من الغرفة... وقتها من الخوف رجولي ما شالتني... أرتميت أنتحب... أنا لازم... لازم أهرب... ووقفت وطلعت أناظر الباب... حاولت أفتحه لكن كان مقفول...
إنتفظت لما سمعت صوت طلق مسدس... وصراخ ...وضجة ما لها أول وتالي... خفت بحق... ووقفت حيرانة أحاول أفهم شلي صاير وإلي يصير؟!!
حاولت بالمقص أفتح الباب... صرت مرة أضربه ومرة أغرس المقص وأنا أبكي من الخوف... وهنا أنفتح الباب بقوة حتى إني إرتميت بقوة على الأرض وشعري تشابك بجنون حوالين وجهي... سحبني ووقفني بشراسه قدامه وهو يسحب المقص... ومن دون ما أفهم أي شيء إنفتح الباب ... ومن قوة الضربة حسيته الباب بيطيح من طوله...
وقف البوس عند الباب يناظرني ويناظر حمادة... كنت توني أنقل عيوني من مسدس البوس لوجهه... وما حسيت إلا بيد حمادة تنطبق على رقبتي... وبوخز حاد عليها...
حمادة: إذا قربت راح أخرم رقبتها بهالمقص...
صراع العيون بينهم أستمر لثواني... وأنا؟؟ أنا لا تسألوني عن حالي... دموعي حفرت مجرى نهر على خدودي... وشعري معفوس ومتشابك... وجسمي يرتعش من الخوف والصدمة...
جاني صوته جامد بشكل يوجع وهو يتحرك: حثالتكم ما تهمني...
دموعي سالت بغرازة وحمادة يوخزني بالمقص... حسيت بفتحة المقص تتوسع وتتوسع ... تأكدت إني على مشارف الموت قريبة والمقص يقترب من رقبتي أكثر ... أكثر وأكثر وأكثر... وهنا أغمى علي من الرعب...

* * * * *
.
.

((نهاية الجزء الثاني... أتمنى ألاقي ردودكم
نلتقي إن شاء الله ببارت جديد
))

جنــــون 07-11-2011 03:03 AM

((((((((((الفصل الثالث)))))))))))

~~ **
من بين آهاتي وآهاتي
...** ~~


الأحد...
15-7-2007...

حسيت بثقل براسي... آلآم حادة فجسمي... حاولت أفتح عيوني لكني ما قدرت... لذا رجعت لعالم الظلام...
فتحت عيوني شوي شوي... كنت أحس بغشاوة تغشى أنظاري... صرت أرفرف برموشي أحاول أرفع هذه الغشاوة... وبعدها قدرت أناظر ... عرفت من ريحة الأدوية إني بالمستشفى... بعد دقايق جاتني ممرضة... ابتسمت لما شافتني صاحية... حاولت معي : كيفج إلحين؟
هزيت راسي شوي... شفت مسودة بيدها ...طلبتها منها بإشارة...
أعطتني أياها وكتبت: أعذريني أنا خرساء... من إلي جابني هنا؟
ردت علي بأدب وهدوء لما قرت المسودة: يابتك سيارة أسعاف للمستشفى... العجيد فهمنا إنج تورطي بدون دراية مع مهربي ممنوعات...
آآآه... رجعت لذاكرتي كل الأحداث... وأنتفظت لما تذكرت خالي وحمادة والبوس... شو صار لهم؟؟!... وكيف طلعت من ذاك المكان؟؟...
كتبت: من متى أنا هنا؟
ردت: يابتك سيارة الإسعاف اليمعة بالليل واليوم هو الأثنين... كنتي تصحين وتنامين وهذا بسبب الصدمة إلي تلجيتيها...
شهقت... يالله كنت بحسب نفسي رح أموت إلا إن إرادة الله إني أعيش... وهذا ليومين أنا فدنيا الأحلام... غايبة عن الوعي...
سألتها تساعدني أتوضى حتى أصلي إلي فاتني...
رحت الحمام (تكرمون) وأنا أحس برجولي متيبسة لأني ما تحركت ليومين ... ناظرت المرآية ولاحظت وقتها شعري مقصوص بطريقة غبية... خصلات لمستوى كتفي وثانية أعلى وثالثة أقل... فهمت وقتها شو السبب... الظاهر حمادة حاول يغرز بالمقص رقبتي إلا إن شعري هو إلي تأثر... وخدوش بسيطة ورا رقبتي... بس شو صار لحمادة وخالي؟؟ من هو هذا البوس؟؟...لكن الحمد لله إني طلعت من ذاك المكان... الحمد لله...
قضيت صلواتي الفايته... كانت حركتي بطيئة ورغم كذا مشيت للممرضة أمل... وتميت أسمع سوالفها وأعلق بكلمة كلمتين فالمسودة... كانت طيبه معي ذكرت لي إنها تفهم لغة الإشارات... وشرحت لها كل شيء صار لي... وبعدها رحت أنام قريرة العين .. لأني تأكدت بعدي عن خالي... إلي ما حافظ على حرمته...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:03 AM

الثلاثاء...
17-7-2007...

رتبت الأربع أثواب إلي قدمتها لي أمل... تبرعت لي بكل إلي قدرت عليه... لما عرفت إني ضحية جونو... وضحية خالي... هذا اليوم العصر راح أترك المستشفى... الحمد لله صرت أحسن... رغم إني نحفت... وشحوبي ما زال ملازمني...

كانت الساعة تقارب ال ٤ العصر ... وبعد نص ساعة كنت بطلع وآخذ تاكسي يوديني للعامرات... لبيت جدي... صحيح البيت فأي لحظة بيطيح سقفه... بس التجربة إلي مريت فيها ضرب من الخيال...أنا خلاص... أكتفيت من الركض ورا أوهام أهل يضموني لهم... أكتفيت من لعب دور الملاك المنبوذة إلي تعطي ولا تآخذ... صار لازم أناظر لنفسي... ربي ما منحني فرصة للحياة إلا لأستغلها لنفسي وطاعة ربي...

وهنا كانت الزيارة إلي ما توقعتها...
دخلت أمل تطلب مني أرتدي شيلتي... سألتها بالإشارات عن الشخص إلي يريد يقابلني... ذكرت لي أسم أبوي فزاغت عيني عجب... وأسم العقيد إلي ما كان غريب عني...
أرتديت شيلتي ولفيتها حتى تغطي وجهي... أنا بغنى عن تعليقات أبوي الساخرة... غير عن كذا الغريب إلي رافقه... وتبين لي إنه الرجال إلي عرفته ليلة الجمعة بالبوس... حسيت بالخوف منه... وتراجعت بشرد إلا إن أمل قالت لي: هذا هو العجيد وليد ... إلي رسلك بسيارة الإسعاف...
وطلعت تاركتني لوحدي معهم... وأناعرفت بتفكير سريع إنه كان بمهمة عمل... وطبعاً حتى يجيب راس خالي... مهرب الممنوعات... وعرفت بعدها إنه يشتغل بوحدة مكافحة المخدرات بشرطة عمان السلطانية...

التحية إلي حصلتها من أبوي ما كانت إلا صرخة إنتفضت منها: أنا؟ أنا تفشليني كذا؟ تنتقمي مني لأني طردتك من البيت؟ وبشو؟ بـ.. بـ..
كان يدور على كلمة تعطيني حق قدري... وفالأخير قالها: بشرفك... شرفي.؟.
كنت راح أضحك بصوت عالي لو كنت أملك لسان ناطق... أنا أنتقمت من أبوي؟ وبشو؟ طعنته بشرفه؟ أخخخ يا أبوي... وأنت من متى كنت لي أب؟ أو كنت أنا شيء معتبر بحياتك؟؟
وبالفعل ترجمت هذه الأفكار فمسودة أعطيتها لأبوي...وأحمر وجه أبوي بشكل غريب... عيونه صارت جمر من العصبية...
صرخ: يا بنت تأدبي...
ورمى المسودة وطارت عند العقيد... وأنحنى وقتها العقيد يقرأ إلي كتبته...
وكمل أبوي بصراخ وهو يقرب مني: عرفت كل شيء من وليد... إنتي إنسانة منحطة ومنحرفة ... أكيد تربيتك وسخة... وأنتي بنت أمك...جيتي لتخربي حياتي ... تبين توصمتيني بالعار... قدام زوجتي وأهلها وأخواني وكل الناس...حتى أكون أنا إلي وصلتك لهذا المستوى المنحط من الأخلاق...

عرفت إن أبوي يتألم لأني ما زلت موجودة فهالدنيا... عايشة وواقفة على رجولي... هم وشبح يلاحقه من الماضي...وما حسيت إلا وهو يمسكني من يدي ويهزني... كان بيضربني... وأنا ما همني... ما همني لأني تعودت على الضرب والتجريح.... لكنه نزل يده فجأة...
صرخ: قولي لي إلحين شو بقول للناس؟؟ شو بقول لهم إذا عرفوا إن بنتي بالمستشفى مسوية مصيبة؟؟...أخبرهم إن بنتي كانت فبيت سكارى... بيت متروس مخدرات... بنتي باعت شرفها بكل بساطة...؟؟؟
سحبت يدي منه وبكل شراسة وبدون أي أعتبار للإنسان الغريب إلي كان جامد فمكانه... ونظرات العبوس فوجهه... سحبت المسودة منه بقوة... حتى إنه ناظرني بتحقير...
كتبت بشراسة: خبرهم إني مجنونة... مضيعة المذهب... ما هذا الكلام إلي أتهمتني فيه لما جيتك فبيتك؟؟؟
صرخ: الجنون عافاك... ليتك كنتي مجنونة ورميتك فـ أبن سينا ((مستشفى الأمراض النفسية))... وأرتحت من المصيبة إلي طحت فيها...
عضيت على شفايفي وكتبت: آخيراً أقتعت إني مو مجنونة؟؟... أبشرك يا أبوي... إذا يحق لي أناديك بأبوي ... إني مسافرة... راجعة للبيت إلي طلعت منه بتربية منحطة... وما عاد لك تشوفني... أو تسمع عني... إنسى إني بنتك أو ماله داعي ... أصلاً أنت تبريت مني من كنت بنت خمس سنين...
صرخ أبوي وهو ناسي إنه بالمستشفى: لا... خطتك هذه أرميها فالبحر... لأني أنا إلي راح أكون مسؤول عنك من يوم ورايح... وبكذا راح ألجم تصرفاتك الغبية... وأفكارك الـ...
قاطعته لما ضربت رجلي على الأرض بقوة... وكتبت في المسودة: رغم تحقيرك لتربيتي... أنا أشرف من كلمة الشرف نفسها... وما كنت راح أرضى لهذا الإنسان أو غيره يجيني... لأني بقتل نفسي قبل لمسة تنحط علي...
وأعطيته المسودة... ورجعت لوراي أشيل شنطتي... كان أبوي يقرأ المسودة ويناظر العقيد... ولما لبست عباتي... طاحت عيني على العقيد... كان يناظرني بحقارة والمسودة فيده... قال لي بصوت جامد ذكرني لما قال "حثالتكم ما تهمني"...: وجودك ببيت راشد؟؟ ملابسك العارية؟؟ هذا كله شو كان يعني؟؟
مشيت آخذ المسودة منه لكن الظاهر إنه نساها بيده... ونسى كوني خرساء... لأنه تسمر فمكانه...
رفعت يدي ...وتكلمت بالإشارات: كنت مجبورة... أدور على سند لقيته بخالي... وخان هو ثقتي فيه ... كنت مجبورة بكل شيء... بكل شيء...
الظاهر العقيد ما فهم أي إشارة... وبكل حنق سحبت المسودة... لكنه تكلم: مجبورة؟؟ عذر أقبح من ذنبه... لو فيك ذرة شرف ما كنتي أصلا موجودة فبيت سكير...
أرتعشت يدي لأني إستغربت كيف فهم إشاراتي أكثر من إهتمامي بإهاناته...
أشرت بعصبية: قلت لك كنت مجبورة... مجبورة...
قال بصوت يحتقرني فيه: لا تنسي إني كنت موجود وشفت كل شيء... من ساسك لراسك كنتي بصورة تكرها النفس وتقزها...
هزيت راسي وأشرت له وأنا أحس بجسمي يرتعش: اسمع... اسمع أنا رحت لخالي لأنه الوحيد إلي رضى يستقبلني... صح عرفت إنه سكير بس ما كنت أعرف عن نزواته... ما كنت أدري أنه بهذي البشاعة ويعرضني لأصحابه... لا تتهموني بشيء أنا ما سويته...
قال وشفايفه خط مستقيم من الغيظ: أستحق كل شخص جزاه... وماراح نتساهل بعقابه... ورغم إن راشد رجع يعترف إنك ما كنتي تعرفي عن شيء... إلا إنه أعترف إنك رحتي برضاك... فسمعيني أسبابك ..
أشرت وأصابعي ترتجف: أنت ما تفهم أنا كنت مجبورة...وبعدين أنت من تكون ؟؟ أنا مو مجبورة أعطيك أسباب وتفسيرات... إذا أنت أخترعت لنفسك تفسيرات غبية وصدقتها...
وبكل عزة نفس مشيت طالعة ... قررت إني ما راح أكون ضحية بين يدين أي شخص... لأني تعلمت الدرس... الوحدة ...الضياع فيها... أحسن لي من أهل يكرهوني... وأذنبوني بشيء أنا مالي فيه...أهل ما همهم إلا مصالحهم...

سلمت على أمل وشكرتها على كل شيء...
كنت واقفة عند الإستقبال أفكر كيف بروح للعامرات...وطلعت للمواقف ولفيت على ساحة فاضية حتى أدور تاكسي... إلا إني تفاجأت بشخص يمسك يدي... تفاجأت بأبوي وعيونه شرر... حاولت أسحب يدي منه... إلا إنه سحبني لمواقف السيارات القريبة... صرت أهز راسي بجنون... المشكلة مو قادرة أصارخ لأنه كمم فمي بيده... وقفت ودموعي سيلان... أنازع قيد أبوي... إلا إنه نجح ووصلني لسيارته... دخلني غصب عني وجلس هو جنبي... كان من المستحيل أهرب... أكتشفت وقتها إن العقيد وليد هو إلي يسوق السيارة...
خفت... هم يرغموني...يجبروني... وأنا بعد ما تحررت من آلآمي... أرجع لها من جديد على يد أبوي... لا...لا... ومثل المجنونة صرت أرفس وأحرك يدي بإشارات الرفض...
قالي أبوي بعصبية: لا تحاولي تهربي... لأنك ما راح تقدري... أنا أبوك... وأنا المسؤول عنك من يوم ورايح... فاهمة؟؟
هزيت راسي بلا... توك تذكرت إني بنتك؟... وهنا صرخ أبوي: الخنساء... إذا ما أصطلبتي... ترا وليد قادر يفتح الملف ويوديك لأردى السجون...
ناظرت أبوي بغباء... شو قصده؟؟ ملف؟؟ سجن؟؟...
شرح لي أبوي بعد ما شافني سكت: قضية يوم الجمعة ... أنت كنتي مشكوك فيها... أكيد لازم مشكوك فيها... وجودك ببيت سكارى ومخدرات...وليد بمنصبه قدر ينتشل الفضحية إلي كانت بتصير لك إذا رفعوا أسمك للشرطة والمحاكم... قدر يطلع من هالمشكلة بطلعت الروح... أركدي وأصطلبي...
ارتجفت شفايفي... بس أنا... أنا كنت فيها مظلومة... مظلومة...
وكمل أبوي بتجريح: الحمد لله إنها ما وصلت لهذه الدرجة... والشكر لوليد... بس أنت ..أنت وصمة العار فحياتي.. بعتي شرفك و..
هزيت راسي بجنون ...لا... أنا ما بعت شرفي... لا... وبالإشارة البطيئة صرت أقول له لا...لا... لكن الظاهر أبوي وهذا العقيد كونوا أفكارهم وأستنتاجاتهم عني بدون ما يسمعوا لي كلمة دفاع...
وصلنا وقتها بيت أبوي... وبكل أندفاع وعصبية جرني أبوي وأنا أقاومه للسلالم... وبعدها فممر وسيع ... وفالأخير للغرفة إلي رماني فيها بدون رحمة... وهنا طلع حرته إلي كان كابتنها... ضربني وصفعني حتى صرت مثل الثملانة بين يديه...
كان كل ماله يضرب يصرخ بجنون: وين أودي وجهي إلحين؟؟ وين أوديه؟؟... كل هذا من أمك... ليتك متي وأنت نطفة برحم أمك... ليتك متي وأنت جنين لما قالت لي أمك إنها حامل وإنها ما تتشرف تكون حامل مني... ليتك متي لما حاولت تتخلص من جنينها... ليتك متي لما عرفنا إنك خرسا... ليت الإعصار أخذك... ليتك وليتك...
ورماني بقسوة وصدمت بالسرير... وطلع تاركني... أنزف مو دم إلا دموع... انزف بقايا أمل بحياة أقل ما أقدر اسميها طبيعية...

* * * * *
.
.

((
يتبع))

جنــــون 07-11-2011 03:04 AM

الأربعاء.. الفجر...
18-7-2007...

أتذكر الوحدة إلي عشتها لساعات... متكورة على نفسي أفكر كيف صارت حالتي... تسآءلت ليش أتعذب كذا؟ ليش أنا بالذات؟ أستغفر الله العظيم... أستغفر الله العظيم... لكل شيء حكمة... وهذي إرادة الله... كنت أتوجع بكل ما للكلمة من معنى... هذي أنا متكسرة من الضرب... توني خارجة من صدمة وجا أبوي وكملها...
مشيت للحمام (تكرمون) وغسلت وجهي... ناظرت المرايه... أخخخ يا أبوي... أنا بنتك .. قطعة منك... تعاملني بهالوحشية؟؟... وهو من متى أنا بنته؟؟ آآآآه... شفت وجهي مليان كدمات وجروح... شفايفي منتفخة... وعيوني مخضرة ومحمرة ومزرقة من الضرب... ابتسمت أسخر من شكلي... حمادة قص شعري بغباء وأبوي عفس خريطة وجهي...
رجعت تمسكت بالمغسلة وأنا أناظر المرايه أبكي... آآآآآآآآه متى ينتهي هالعذاب... متى ينتهي؟؟؟... طلعت لي لبسه وخذت لي دوش ساخن... أحاول أسكن الألم فجسمي... وبعدها توضيت وأستقبلت قبلتي... دعيت يكون فرجي قريب... يهدي ويحنن قلبين تجمدت فيهم الرحمة وتركوا طفلة ضايعة...
لما وقفت على رجولي إلي مازالت ترتجف فتحت الضوء بالغرفة... لأحظت لأول مرة الغرفة رغم بساطتها وصغرها إلا إنها قمة فالذوق... السرير كان منفرد متوسط وألوان الغرفة مشرقة... كنت تعبانة بسبب ما بكيت ... ورميت نفسي عالسرير... تذكرت أقوال أبوي {ليتك متي وأنت نطفة برحم أمك... ليتك متي وأنت جنين لما قالت لي أمك إنها حامل وإنها ما تتشرف يكون لها طفل مني... ليتك متي لما حاولت تتخلص من جنينها... ليتك متي لما عرفنا إنك خرسا...}...
وتبقي يالخنساء حلقة مفقودة ضايعة بين إثنين ما أرادوك تكوني بهالحياة... وغصب عنهم جيتي... غصب عنك صرتي معنى للمرارة والعذاب... غصب عن الكل...

ومشيئة الله فوق كل مشيئة...

* * * * *

قمت على الساعة وحدة الظهر... الضوء كان يمليء المكان بإشراقة غريبة... نزلت من السرير وحركاتي ضعيفة... وصليت ورجعت أناظر من الشباك... ولاحظت الحوش كبير ومتوشح بخضرة بديعة... ناظرت للباب ... كنت أتوقع أبوي يدخل علي ويصرخ فوجهي... لكن شكله نساني هنا... من أمس العصر وأنا محبوسة بهالغرفة... كنت عطشى وجوعانة... أكيد مو نيتهم يجوعوني... لكن متى؟؟؟ متى أخرج من هالسجن؟؟؟...

الساعة 4 العصر...

خلاص ما عدت قادرة أوقف بطولي... مرت 24 ساعة وأنا ما دخل الماي والأكل فمي... فكرت إن من الوحشية يتركني أبوي بهالغرفة بدون حتى كوب ماي... جلست عالأرض مستندة بالجدار... دموعي تنزل وشفايفي جافة ... وحلقي ناشف... ودي بشربة ماي... متى يتذكروني؟؟ متى؟؟
وكأنه سؤالي إجابته حاضرة... أنفتح الباب ودخل أبوي ... فتح عيونه مصعوق... أستغربت إندهاشتة... وقفت شوي شوي وضلوعي يتكسروا... طاحت عيني على المرايه... وتذكرت إني ما لابسه شيلتي... وشعري منسدل على كتفي وقصته الغريبة الغبية مع خريطة وجهي ودموعي كأني بنت شارع ... مشيت لشيلتي وسحبتها ألبسها بإهمال ولفيت الشيلة أغطي وجهي... وبحرة ألم أعطيته ظهري... مو قلة أدب إلا ألم... ألم وحرج...
سمعته يقول متردد: لا تعطيني ظهرك... ولا تغطي وجهك...
لفيت له...غريب كيف عذابي يتلذذ فيه أبوي... رفعت راسي له وما نزلت الشيلة أنتظر صوته يجيني... غاضب... وناقم... لكن على العكس...
تكلم أبوي بهدوء: أجلسي يالخنساء...وأسمعيني...
ناظرته بغرابة... وجلست بعيد على طرف السرير... وأبوي واجهني جالس على الكرسي...
قال: ما راح أطول... لأني جاي أذكرك بكلمتي... أنت إلحين صرتي مسؤوليتي بما إنك تعيشي تحت سقف هالبيت... بتكون لك حرية التصرف فطريقة عيشتك... لكن تذكري أنا لي قوانيني إلي راسمها... وما أسمح لأي أحد يتخطاها ويتجاهلها لأني... (وشدد عليها ) لأن عقابي شديد...
سكت شوي وكمل بعدها: زوجتي رفضت وجودك لكني أقنعتها... وجودك فهالبيت مثل عدمه بحضورها... وما أتوقع هذا صعب...
دريت إنه يقصد لساني الأخرس... ناظرت لبعيد بشرود... أسمع إهاناته مثل فحيح أفعى تنفث سمومها... وأنا بكل بساطة الصمت عاقد لساني... لأني تذكرت فغمرة هاذي الأحداث كلها إن هذا الشخص الجالس قدامي... هو أبوي رغم كل شيء... وله مني إحترام واجب...
وكأنه حس بضعفي قال: ما أخفى عليك رفضي لوجودك...
دمعت عيني بضعف ...لكني بكل قوة كبتها... وسمعته يكمل بتجرييييح...
أبوي: لكن أنا مرغم ... مرغم بسبب موقعي فالمجتمع... بوجودك تذكرت فشلي وأنا شاب بلا خبرة بزواجي من أمك... وأنت كنت الدليل... عاقتك أثبتت لي فشلي الكبير... ووجودك فهالوقت ذكرني بالفقر والعدم والفشل... لما أرتقيت سلم النجاح رفضت أدخل عنصر الماضي فحياتي... لكن...
ناظرني بقهر... عرفت وقتها إن أبوي ما ضمني له إلا لأنه يخاف المجتمع ينظر له بطريقة مختلفة إذا هو رفض وجودي...
مشيت للمسودة إلي ما تفارقني وكتبت : ورغم كوني عالة عليك يا بوي ...أنا بشر ولي كيان وحتى بعاقتي... لي أحاسيس... ومشاعر...
قرأ أبوي المسودة ...قال بعد صمت وبإحتقار: أنتي بعتي شرفك بكل بساطة...
هزيت راسي بعنف... كتبت له: مو أنا يا بوي إلي أبيع شرفي ببساطة... ما كنت بسلم نفسي لأي أحد حتى ولو كان موتي... لأن مخافتي بالله أكبر من خوفي بنزوة خالي...
مسكت مصحفي وحركت شفايفي بقسم بلا أي صوت... السكون أعطى القسم الصامت رهبة... حسيته جمد بجلسته... وبعدها ناظرني بنظرة جديدة... تختلف كلياً عن الغضب...والشك... ممكن تسموها نظرة شفقة...
كتبت: أنا خرسا لكن مو مجنونة أو متسربة يا أبوي... تتشمتوا وتعايروني على خرسي... على شيء أنا مالي قدرة فيه... هذي إرادة الله... والحمد لله على نعمه...
لفيت للشباك ونزلت شيلتي ورجعت ألف عليه... وأنا أأشر على وجهي... وهذا هو ردك علي... وبدون ما أحس نزلت دمعة حارة لخدي وأنا أناظره...
أهتزت شفايفه وهو يقول: أنتي وأمك...
قاطعته وأنا أمشي للمسودة وأكتب: والله أنا ما أعرف عن أمي أي شيء غير إنها تزوجت وعندها بنت... وأنا لما رحت لها طردتني من بيتها وكان هاليوم نفس اليوم إلي جيتك فيه... وطردتني... ذاك اليوم إلي ترددت فيه أبات بالمسجد أو عند خالي إلي غرتني طيبته...
وتم يناظرني بتشكك...حتى ما قدرت أستحمل شكه...
وكتبت : سؤال واحد يا أبوي والله حسيب بكل فعل وقول... شو ذنب طفلة خرساء بكل هذا؟؟ أي ذنب أقترفته حتى أتعذب؟؟ أي ذنب أقترفته حتى ترفضوني وتطردوني ؟؟ أي ذنب أقترفته لما جيت خرسا؟؟ أي ذنب أقترفته لما وثقت بخالي وطالبت بسند؟؟ أي ذنب أقترفته حتى تجي وتضربني بهالشكل؟؟ أي ذنب يا أبوي؟؟ أي ذنب؟؟...أي ذنب؟؟...
وطاحت المسودة ويدي ترتعش... وطحت أنا على رجولي ضعف... وأغمى علي... ويا كثر هالإغماء إلي يستقبلني بأحضانه بكل شفقة...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:04 AM

ما أذكر الوقت أو التاريخ بهالوقت...

حط شخص كوب على شفايفي... آآه ... آآآه ماي؟؟!... وبدون وعي حطيت يدي على هاليد والكوب ...شربت بكل لهفة... وشفايفي ترتجف ... لثمت هاليد وأنا ابتسم... أشكرها على رشفة الماي هذي... كل هذا وأنا مغمضة... وبعدها حسيت بيد حنونه تمسح على راسي وترجعني للوسادة... كلام ما فهمت منه أي شيء... وقطرات ماي تنسكب على وجهي... حتى وصلت لشفايفي وأكتشفت إنها من ملوحتها... دموع؟!...

غريب من يبكي علي؟؟!!

* * * * *
.
.
((نهاية الفصل الثالث))

جنــــون 07-11-2011 03:04 AM

(((((((((((((((((الفصل الرابع))))))))))))))))

~~**أخفضي جناحيكي..**~~

الخميس...
19-7-2007...

فتحت عيني وقمت مفزوعة... جلست أناظر المكان... وتذكرت إني ببيت أبوي... لاحظت لزق جروح على يدي ووجهي إلي لامسته... فجأة إنفتح الباب ودخلت منه شغالة جايبة معها كاس عصير... ابتسمت لي وأشرت على أكل كان محطوط على الكومدينة... هزيت لها راسي وطلعت... كنت محتاجة للأكل والشرب... وحطيت يدي على الصينية... رغم جوعي ما أكلت إلا شوي وحسيت نفسي برجع الأكل إذا أكلت أكثر... تركته وشربت العصير... وأنا أسند نفسي على الوسايد... شو صار لي؟؟ ومن حطني بالسرير؟؟...

قمت من سريري أخذت دوش ولبست جلابية بسيطة... كان الوقت الساعة 7... فتحت الباب ونزلت السلالم... مشيت شوي شوي لأني كنت تعبانة... وقفت عند مدخلها وسمعت أصوات هرج ومرج... أصوات ضحك وسوالف... لاحظت المطبخ فـ رحت له... حصلت الخدامات جالسات يسولفن... عددهن كان 6 ... ثنتين منهن قاموا لما شافوني... إلي كانت جايبة لي العصير جابت لي كرسي أجلس... والثانية جابت شاي بالنعناع...
وهي تقول بإبتسامة حنونة وشفوقة وعيونها تتنقل على وجهي المعفوس: ماما هذا واجد زين...
أبتسمت لها وهزيت راسي... وراحوا لصاحباتهم يكملوا سوالفهم... أما أنا فجلست شاردة أفكر... وما حسيت باليد إلي إنحطت على كتفي... لفيت وجهي وناظرت حرمة كانت تبتسم بكل حزن...
قالت بصوت هادي رغم إني شفت إستغرابها على وجهي: كيفك الخنساء؟؟
هزيت راسي وأنا ألف الشيلة على وجهي ...
وقالت مرة ثانية وهي تحاول تكون طبيعية: أكيد ما تعرفيني... أنا هدى زوجة عمك سيف...
ابتسمت بضعف... وفاجأتني لما تكلمت بلغة الإشارات: أنا أفهمك يا الخنساء... كلميني...
أشرت لها: أنتي تعرفي تتكلمي بهاللغة؟؟
جلست عالكرسي... وابتسمت وقالت بصوت حنون: أيوه... أمي كانت بكماء وصماء لما صار لها حادث هي وأبوي قبل عشرين سنة... توفى أبوي وصارت أمي تعاني هالمرض... بس ربتني أنا وأخوي وتعلمنا لغة الإشارات علشانها وما كأن شيء صار... بس هي توفت قبل سنتين...
أشرت لها: الله يرحمها... ويسكن روحها الجنة...
قالت لي:آمييين.... أكلتي؟؟
هزيت راسي بأيوه... وقالت وهي تحاول تخترق شيلتي وتناظر الكدمات: أبوك خبرنا إنك كنتي عند خالك وطحتي من السلالم... ونقلك للمستشفى وتميتي كم يوم... كنت أريد أزورك بس هو قال إنك عنده...
سكتت شوي... وبعدين رجعت تقول مترددة: الخنساء...؟!
ناظرتها وأنا أفكر كيف أبوي خبر الكل عن الأيام إلي طلعت فيها من البيت لحد اليوم... والله شيء غريب...
قالت وهي تمسح على يدي كأنها شاكة بشيء أكبر من هالسالفة: محتاجة لشي؟؟ تريدي تقولي شيء؟؟ أنا وسيف موجودين...
ابتسمت بألم وهزيت راسي وأشرت لها.. لا... ما ودي بشيء... وطلعت من المطبخ ورحت لغرفتي... فكرت إني لما كنت محتاجة لسند ما احد وقف معي... ولما طاح الفاس بالراس سألوني عن حالي...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:05 AM

الثلاثاء..
24-7-2007 ...

مرت أيام عشت فيها ببيت أبوي... ورغم إهانات زوجة أبوي إلي أسمعها بصورة مستمرة يومياً.. عشت بإرتياح... أخوتي علاء وعماد أستغربوا وجودي ...عيونهم تفضح فضولهم ورغم كذا كانوا حذرين... ولا مرة تقربوا مني... وأما طارق وليلى فأمهم ما تفارقمم ...وترفض وجودي بقربهم حتى ما أأثر عليهم... أما أبوي فكنت ما أشوفه إلا قله... وإذا طاحت عينه بعيني ...أشوف بنظرته شيء ما أعرف أحدده...
ورغم هذا النفور... كان لي غرفتي إلي كانت ملجأي معظم ساعات وقتي... ووجباتي اليومية كنت أكلها مع أهلي بوجود أبوي... وبغيره مكاني فالمطبخ مع الخدم... وهذا إلي كنت أرتاح له... بس بعدين صارت عادتي أكل فالمطبخ بحضور أبوي أو عدمه... كنت أحب أتمشى فالحوش الواسع... ومن بعيد أناظر المسبح وأخواني الصغار يسبحون فيه وضحكاتهم تملي المكان... وكانت إبتسامتي باسمه مرة... وحزينة مرة... وما تجرأت أتقرب منهم فيوم... لأني وبكل أسف أدري إنهم ما راح يفهمون لخرساء غريبة...

كان الوقت 8 باليل لما نزلت من غرفتي ... شفت أبوي يلاعب أخواي ويتكلم معاهم برقة وأبوية... وزوجة أبوي تسولف له... كانوا بالصالة وغالباً ما يتجمعون فيها... تعودت لما أشوف أهلي متجمعين بالصالة... أطلع لغرفتي أو الحديقة أو مجلس الحريم... وقفت لما حسوا بوجودي... ابتسمت بضعف وهزيت راسي بسلام لهم... وطلعت للحوش... لأني ما أحب أحسس نفسي إني عالة وثقل لهم...

كنت أبكي وأنا أشخبط على المسودة... أتذكر الصورة إلي إنطبعت بذاكرتي لما شفت أهلي مجتمعين مع بعض...عايلة متكاملة... ما هي بحاجة لفرد جديد غريب...
وسمعت صوت فضولي من وراي: ليش تبكين؟؟
لفيت لعلاء إلي قرب مني شوي... وسأل مرة ثانية: ليش تبكين؟؟
كتبت: أنت تعرف من أنا؟؟
قرا الكلام وقال:أيوه... ليش ما تتكلمي؟؟؟ أمي قالت لي إنك خرساء ...صح؟؟
كتبت له: صح.. أنا لما كان عمري أربع سنوات مرضت... وصرت خرساء ما بقدرتي أتكلم..
سألني سؤال فاجأني: ليش ما رحتي للطبيب؟؟ ليش ما تعالجتي؟؟
فكرت بسؤاله وجاوبت: أنا ما قد رحت لطبيب يكشف حالتي من وأنا بنت 10 سنوات... لأن الدكتور قال ما في أمل... وبعدين خلاص تعودت ... هذي حياتي...
قال وهو يفكر: أنزين... ليش يعني صرتي خرسا؟؟
وعدت أكتب له وأنا أبتسم: كنت مريضة... يقول جدي كنت ضعيفة ومحمومة وبعدين تأثرت وصابني الخرس...
علاء بكل فضول: وليش ما كنت تعيشي معنا؟؟ أعني...
ابتسمت وكتبت: أنا كنت أعيش مع جدي أبو أمي... لكن الله يرحمه توفى قبل شهرين...
علاء: وأمك؟؟ أنا سمعت...
قاطعته لما مديت يدي مترددة لشعره... مسحت عليه بحب... وابتسمت له ... ابتسم لي بإشفاق كأنه درى ليش أمي رفضتني...
وعلى هذي الصورة تفاجأنا بدخيل... لفيت أشوف أبوي متسمر عند الباب يناظرنا بتردد... نزلت يدي وخبيتها ورا ظهري... وبعدت عن علاء... حسيت بالخوف من عصبية أبوي... والحزن لأني شفت نظرة التردد... كأني كائن غريب... مو مسموح له يأثر على غيره... مو مسموح له يعطي أو ياخذ...
أهتزت شفايفي بعبرة... وبتردد كبير وقفت ومشيت من جنبه... وطلعت لغرفتي أحبس نفسي...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:05 AM

الخميس...
2-8-2007 ...

كنت قدام المراية أناظر قصة شعري... ابتسمت أسخر من نفسي... من يشوفني يقول صح مجنونة... تحسن منظره لما حاولت أساوي بين الخصلات... بس يحتاج يد خبيرة تصلحه...
رحت لدولاب ملابسي... أناظر الكم ثوب إلي تبرعت بها أمل لي... اليوم أهلي... أو بالأصح...أهل أبوي وزوجة أبوي... راح يتجمعوا ببيت أبوي... أمممم شو ألبس؟؟... مو من كثر الخيارات بس فكرت ألبس التنورة البنية السادة... والبلوزة البيج بأكمام طويلة وياقة طويلة... كانت الملابس شوي واسعة... أضطريت ألف التنورة حتى تمسك بخصري... سويت من ملابسي بيدي... وناظرت المراية وصادف إني ابتسمت بسخرية لأني متأكدة من أن أهلي راح يضحكون علي... صح بدت الكدمات والجروح تقل أثرها... إلا إنها ما زالت مدموغة بوجهي...ابيضت بشرتي إلا أني شاحبة مثل الأموات... عيني كانت كحيلة واسعة ولونها بلون العسل ... وشعري أسود كاحل بقصته الغريبة... أنفي حاد وشفايفي وردية... مافيوم فكرت أتوجه لمتطلباتي الأنثوية... وأنعشها... لأني كنت بعيدة بأميال والأحزان رفقتي...
فجأة سمعت دق على باب غرفتي... فتحت الباب... وبعاصفة دخلت زوجة أبوي... ناظرتني بتحقير... وبعدها ضحكت باشمئزاز وعيونها على شعري...
قالت: شنو هذا؟؟؟
وكأنها تذكرت إني ما بقدرتي أتكلم قالت: والله إلي يشوفك يقول طفلة خبلة... شو مسوية بنفسك أنتي؟؟ على بالك هذه آخر صيحة فعالم الموضة؟؟... المهم ما علينا... أسمعي...
وبكل حقد قالت بعصبية: أنا ما كنت موافقة تطلعين لأهلي... بس أحمد أجبرني... ما أبيك تنزلين إلا وقت العشاء يصب... تجلسي تسممي بالأكل وبعدها تقومي تاكلي بالمطبخ... ما أبيك تجلسين مع أهلي... بيتقززوا منك... خرسا وكلك على بعضك غلط...بس شسوي.. هذي تعليمات أحمد... فاهمة؟؟؟
هزيت كتفي بسخري ووافقت... أصلا مو نيتي أقعد مع أهلي... وإذا هذا الحل يفرحها أنا يسعدني أكثر...
ناظرتني بتحقير وطلعت...

كانت الساعة على 9 لما نزلت من السلالم... كنت لافة شيلتي لكني كاشفة... مو من عادة الحريم والبنات يتغطوا هم يكتفوا بالملابس الساترة الوسيعة والشيل... وتكون معظم جلساتهم مع بعض رجال على قسم والحريم قريب منهم بقسم ثاني... وبكذا ترددت أنزل... خجلت من إنهم يتذكروا موقفي لما جيت لأبوي ويلمحوا له... كانت الصالة مليانة... ضحك وسوالف... وأطفال يلعبوا هنا وهناك... والشغالات يجيبوا السفرة ويجهزوها...
تقربت من الحريم مترددة... كنت أمسك بطرف تنورتي متوترة وبالمسودة بطرف ثاني... وبلحظة حسيت بهدوء يعم الصالة... رفعت وجهي وحصلت الكل يناظرني... قسم منهم يناظروني يشفقة والقسم الثاني ممتقزز من شكلي... هزيت كتوفي ما يهمني رايهم فيني ...وتشجعت... إذا ما كنت أنا مرغوبة عندهم ...هذا مو سبب يخليني متوترة... خلك قوية يا الخنساء... أنتي بخير بتعليقاتهم وبدونها... هزيت راسي بسلام ...وابتسامة شقت شفايفي...
ناظرت أبوي... تقرب مني وقالي بهدوء غريب: تعالي يالخنساء...
مشيت ووصلت لعنده... أشر على عمي خالد وسيف...
وقال: هذولا أعمامك خالد وسيف..
هزيت راسي بمعرفة وأنا أسلم عليهم... وأشر عمي سيف على هدى وتوأم ولد وبنت أعمارهم 8 سنوات...
قال لي: هذولا زوجتي هدى وأولادي مازن ومزون...
وبعهدها أشر أبوي على عمتي سلمى...إلي رفضتني بعيونها الحادة القاسية...
أبوي: هذي عمتك سلمى... وبناتها نشوى ولجين... وولدها طلال يدرس بالخارج...
ابتسمت لهن وأنا أدري عن الرفض فعيونهم...أنا مو خرساء بس بالنسبة لهم إلا إني مضيعة...ومجنونة... ومخبولة... وأنا بكل بساطة ما أهتميت لهن...
وقتها سمعنا صوت الباب من ورانا ينفتح...
وصوت مو غريب علي ...صوت حسيت بالرهبة منه يقول: السلام عليكم...المعذرة تأخيرت...
أرتعشت وأنا ألف للصوت... لأني بكل أسف طاحت عيني على شخص مو مرغوب... شخص أعتبرته عدو لي... شخص كرهته بسبب وبدون سبب... وبدون ما أحس لفيت شيلتي على وجهي... أخفي تعابيرها وملامحها عنه...
قال أبوي مرحب: أهلا يا ولدي...تفضل يا وليد...
صريت على أسناني ... وكمل أبوي: والعقيد وليد ولد عمك خالد...
عضيت على شفايفي... فالأخير طلع قريب لي.. ولد عمي... حبيت أصرخ فيه إني أكرهك... وما يشرفني أبد أتعرف عليك...
كانت نظرته لي هادية... بغضب مكبوت... وإشمئزاز واضح... أبوي حس بالشرر بينا...
فقال: روحي للحريم تعشي...
هزيت راسي لأبوي... بجلستي مع الحريم ما أحد تجرأ يكلمني فابتسمت ساخرة... إلا هدى إلي كلمتني بالإشارات... نشوى ولجين كانوا نسخة طبق الأصل من أمهم إلا إني حسيتهم ضعيفات الشخصية... أما عن العمة فكانت مسيطرة وأستلمت حش فيني هي وزوجة أبوي من بداية ما جلست...
لكن لما جلسنا عالسفرة كانت الجدة ((مريم)) تسولف لي بحرية ودون قيود... ما أنتظرت مني تعليق أو كلمة لأنها أستلمت دفة الكلام... كنت أسمعها بحب وفضول... كانت تتكلم عن كل شخص فعائلتي...
لكنها صدمتني لما قالت بكل بساطة: ووليد ولدي الغالي... عييت معه أخطب له...كل ما عددت له بنت من الأهل أو الجيران يقول لي دوم يا يمه أنا لما راح أتزوج بخبرك تزفينها لي... ومتى هاليوم؟؟ مدري... يبي يكمل عزبته وهو بعمر الثلاثين... لو كانت بنيتي حية ما كانت خلته فحاله... بس الله يرحمها توفت وهي تولده... وربيته أنا بعد ما رفض خالد يتزوج غيرها... يقول ما بعد سارة مكان لأحد... طيب وشهم وكريم... ووليد مثله بالطباع إلا إنه عصبي زوود والضحك ما يعرفه إلا معي ومع أبوه...
عرفت إنها جدة وليد...أخخخ... أكره هالإنسان وكرهه يسري بدمي بشكل غير طبيعي... حمدت الله بعد ما لاحظت إني جلست لحد نهاية السفرة... زوجة أبوي كانت تناظرني بقهر... بقهر خلى منها تمثال الشر بعينه... ابتسمت لها ووقفت طالعه للمطبخ...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:05 AM

الأحد...
5-8-2007...

كنت أمشي رايحة للحوش لما سمعت أبوي يقول لزوجته: أشتري لها لبسات على ذوقك...
ما سمعت رد زوجة أبوي لأني ما أهتميت وطلعت... وبعدين لما كنت جالسة بغرفتي... جاتني زوجة أبوي ودخلت علي فجأة... ناظرتي بحقارة ورمت كومة ملابس كانت بيدها...
وقالت: أحمدي الله واشكريه ألف مرة... هذي الملابس تبرعتها لك يا الخرساء...
رفعت حواجبي أسخر منها... أما هي فطلعت مشوطة من حركتي... مشيت للأثواب... كانت لبستين... وسيعات مررة بس حالتهن زينة...
كنت ملانة فرحت أدور على مقص وأبرة وخيط... قلت لعلاء يدور لي... هو وعماد ما قصروا راحوا للخدامات وأعطنهم...
كتبت لهم: مشكورين حبايببي...
قال عماد: شو بتسوي؟؟
كتبت: بصلح هالبسات إلي أعطتني إياهم أمك...
علاء: وليش ما تشتري جديدات؟؟ هذولا قديمات...
كتبت: عادي... أنا عندي أقدم من هذولا... بصلحهم ويجوا زينات علي...
وجلست متربعة أخيط... وعلاء وعماد يناظروني ويسولفوا... وما حسينا إلا وشخص واقف فوق رأوسنا... رفعت راسي وكان أبوي... أختفت بسمتي بسرعة وأرتجفت شفايفي... هذي المرة الثانية إلي يشوفني فيها مع أخواني... مسكت لبستي وضميتها لصدري...
سألنا: شو تسوون؟؟
جاوبه علاء: الخنساء تخيط هاللبسات إلي أعطتهم لها أمي...
عماد قال وهو يمسك لبسة: شوف هذولا قديمات ووسيعات... هي تقول عادي... بتصلحهم ويجوا زينات...
رفعت أنظاري لأبوي ولاحظت وقتها إنه معصب...
كتبت له: آسفة... آسفة... بس هي جابتهم لي وقالت إنها تبرعت بها لي...
ناظرني وزادت عصبيته... وطلع من الغرفة... قلت لعلاء وعماد يروحون ... ورتبت اللبسات وجلست ساعة وأنا خيفانة أبوي يجي يضربي... يمكن عصب لأنه مو مصدقني إنها زوجته أعطتها لي... يمكن ظن إني سرقتهم... فتحت عيوني لهالفكرة... وطلعت من الغرفة وشلت اللبسات... شفت أبوي بالمكتب... مشيت له وخليت الملابس بالطاولة...
وكتبت: والله ما سرقت هاللبسات... هي تبرعتها لي... إسألها...
ناظرني وعيونه تلمع: أنا ما قلت إنك سرقتيهم...
وبعدين قال بعصبية: أنا قلت لها تشتري لك ملابس جديدة...بس الظاهر...
إرتحت يعني السالفة ما هي لأنه ظن إني سرقت هاللبسات...
وابتسمت: خلاص أنا عندي غيرهم... الجمعية إلي ساعدتنا بأعصار جونو والدكتورة أعطوني كم لبسة... أعطيها إياهم وأشكرها... جزاها الله ألف خير...
وقف وهو متضايق وبعيونه نظرة تردد وسأل: أنت ما قد شريتي لك لبسة؟؟
كتبت: لا الحمد لله كنا أنا وجدي نحصل على لبسات نظيفة من جمعيات خيرية بالعامرات... وكنت أصلحها حتى يجوا زينات... ولما ضاعت ملابسي بجونو أعطوني لبستين غيرهم...
وقف وناظر الشباك وسألني بصوت مخنوق: أنتي درستي بالمدرسة؟؟
ابتسمت لأني أستغربت أبوي يسألني هالأسئلة... بس جاوبته وكتبت: لا... بس جدي هو كان معلمي... علمني الكتابة والقراءة وحفظت أجزاء من القرآن على يده...
سأل مرة: كيف كنتوا تدفعوا الفواتير ؟؟
كتبت: كان جدي الله يرحمه يشتغل بدكان قريب من بيتنا... وأنا كنت أنجم (( أخيط))الكمة العمانية ...
ناظرني فجأة وسأل: تعرفي تخيطي؟؟
هزيت راسي بأيوة وراويته يدي يشوف آثار الأبر على أصابعي... بس كان فيه آثار الكدمات والجروح... فسحبت يدي بسرعة وخبيتها ورا ظهري...
حسيت بالحرج... فلفيت للباب حتى أطلع... لكنه وقفني لما قال: الخنساء؟؟
لفيت شوي شوي ولاحظته يطلع بوكه من جيبه... وطلع منها صورة أعطاني إياه متردد...
وقال بصوت أول مرة يجيني حنون: تعرفي من هذي؟؟
ارتعشت شفايفي... غريبة شو معناة هالشي؟
لكني ...ابتسمت... هذي الطفلة أعرفها...
أعرفها زين...
هذي أنا...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:06 AM

الأثنين...
6-8-2007...
ما أدري كم كان الوقت بالضبط بس توقعت يكون الفجر...
كنت بسريري نعسانة لما سمعت صوت باب الغرفة ينفتح... حسيت بشخص واقف عند السرير... وجلس هالشخص على طرف السرير... وحسيت بيد تمسح على شعري... ووجهي... و بقبلة على عيوني... يعني ما كنت أحلم... ما كنت أحلم بالمرة الماضية... وبعدها سمعت صوت خفيف... كنت مغمضة... إحساسي قالي لا تفتحي عينك هالوقت... حتى سمعت صوت الخطوات تبتعد... ولما انفتح الباب ودخل الضوء... فتحت عيني...شفت ظهر أبوي وهو يطلع....

* * * * *
.
.
((نهاية الجزء الرابع))

جنــــون 07-11-2011 03:06 AM

((((((((((((((((((الفصل الخامس)))))))))))))))

~~**غسلتكي من مدمعي...**~~


الثلاثاء...
14-8-2007 ...

مرت أيام على وجودي فبيت أبوي... كان لي ملاذي براحة تامة... ما كدرها إلا إهانات زوجة أبوي... وحقدها إلي كل ماله يزيد... ولأني خرساء فهذا سبب سكوتي عن إهاناتها... كلامها ماهو إلا حرقة تسري فكيانها لأني قدرت ألفت نظر أبوي لي... قدرت أرسم فشفايفه إبتسامه ولو كانت حزينة... مثل ما قدرت أطبع فقلبه إحترامه لي...

كان أبوي ليومين يشكي من ألم بصدره... وهذا إلي خلاه يترك شغله لفترة ويرتاح فالبيت وأتقرب منه أكثر... كان كتفي السند إلي يستند عليه ... وكنت الأبنة إلي مستعدة لألبي أي طلب وحاجة يريدها... خلال هالأيام الأخيرة شفت نظرة الألم بعيون أبوي... نظرة التردد إلي كانت تلاحقني وين ما أروح... نظرة الندم إلي كنت أشوفها لمحات... وخاصة بوقت الليل لما ينفتح الباب ويدخل أبوي ويتم عندي دقايق ويطلع...
طريقته غريبة... عجيبة... بس أنا ما فكرت بدوافعه لأن كل فكري هو أرتوي من هاللحظات إلي أحس فيها بيد أبوي حنونة... وقبلة أحن منها ما حصلت...

وجا اليوم إلي إنكسر الحاجز بيني وبين أبوي...
مثل كل مرة جاني بالليل... كان يكح ويمشي بضعف... ومثل عادته جلس على حافة السرير وباس خدي...
وكانت هالمرة الأولى إلي يتكلم فيها...قال بصوت حنون ضعيف مشبوب بالندم: آآه... يالخنساء...
وبكى وهو يحط راسه على يدي ويبوسها... : ســـ ...سامحيني يا بنتي... سامحيني... سامحيني... الندم ياكلني... ياكلني...
تميت ساكنة...وما حسيت بدموعي تنزل... حاولت أفهم الكلام إلي إنقال... حاولت أستوعبه... أبوي يعتذر؟؟ أبوي يطلبني أسامحه؟؟ أبوي ناداني "بنتي"؟؟... أنا..أنا...
مديت يدي ومسحت على شعره... رفع راسه وناظرني أبكي... مسكت يده وبستها من ظاهرها وباطنها... وأنا أحرك شفايفي بكلمة صامته "آآه يا أبوي"...

وبدا يحكي وهو يبكي: كان بختياري... بختياري لما تزوجت أمك... حبيتها وأمنتها على حبي لما سافرت للخارج أكمل دراستي... ولما رجعت لقيتها تغيرت علي... تغيرت حتى إني قلت هذي وحده ثانية بدلوها بزوجتي... صحيح كان غيابي عن البيت متواصل ومتزايد فقصرت بحقها... لكن أبد ما توقفت عن حبها كل إلي سويته علشانها هي ... علشان أتحدى الفقر وأعيشها مثل ما كانت تطلب مني... علشانها هي وبس... وخانتني بكل بساطة لما سمعتها تكلم بالتلفون واحد وثاني وثالث...وأشتعلت فيني الحمية ومديت يدي عليها وطلقتها... وكانت الطلقة الأولى بس ما هي طلقة لأنها أطلعت حامل... حولت حياتي لجحيم... حولت حبي لها لوحش جبار ما يريد إلا الإنتقام لما حاولت تتخلص من الجنين...لكن كملت معها أربع سنوات إلي كانت بالنسبة لي عذاب وكنتي أنتي طفلة منعزلة... كتومة... خجولة... مرضتي بالحمى بأهمالنا وصابك الخرس... وصار كل منا يتهم الثاني بتقصيره... وبعد ما تزلزل كياني وأنهزمت... طلقتها بالثلاث حتى ما أضعف وأرجعها... كرهت حياتي وكرهت كل شيء يتعلق بهالإنسانة إلي خانت حبي لها... وحلفت إني مستحيل أتقبلها هي وبنتها بقلبي... وآخر كلمة قالتها لي كانت إنها بتكون لها الكلمة الاخيرة...
وسكت شوي ورجع ينتحب ويقول: لما جيتيني قلت هي إلي رسلتك لي... ظنيت إنك أنتي كلمتها الأخيرة فطردتك ... ولما جاني وليد وخبرني عنك قلت هذي عمايل سعاد ورفضت أجيك حتى بعد يومين من أصرار وليد... ضربتك لأني كنت أشوفها فيك... كنت أحسبك تتكلمي بلسان أمك...وتنازعت مع أخواني حتى ما يضعفوا لكذبتك أنت وأمك...لكن... لكن... أنتي غيرتي كل المفاهيم... سألت عن أمك قالوا لي صح إنها تزوجت ونستك...وعرفت من مصادر الحقيقة إلي قلتيها أنتي... إنها رمتك لأبوها كل هذي السنوات الـ12... وأنا... أنا إلي كذبتك... كذبتك وطردتك وضربتك... و...آآآآه...
رفع راسه وقال بآآآهه: المرض علمني... علمني وين هي الحقيقة... علمني والندم ينخر عظامي...
ابتسمت بكل حزن... وبست يده... عرفت بالأخير سبب طلاق أبوي وأمي... الله يسامحك يا أمي بس... الله يسامحك... حب أبوي لك تحول لإنتقام وكره أعماه عن الحقيقة... وكنت أنا الضحية...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:06 AM

الأربعاء...
15-8-2007...


كنت جالسة مع أبوي عند الكراسي بالحوش...
قالي وهو يمسح على يدي: أدري إني حتى ولو أعتذرت من اليوم لحد موتي ما راح أوفي بـ...
قاطعته وأنا أكتب له:محشوم يابوي... أنا ما ودي إنك تنقص من نفسك وتعتذر لي... أنت إلي المفروض تسامحني على إني عبء عليك... ولأني أجبرتك بدون إرادتك إنك تعيشني تحت سقف بيتك...
ناظرني بإبتسامة حزينة: ورغم إلي سويته فيك... ترمي اللوم على نفسك... آآآه يا بنتي صدق إنك أصيلة ... جدك رباك وما قصر فيك... وأنا...أنا...
نزلت دمعه من عينه... مسحتها بلهفة... وأنا أكتب له...
قلت: لا يا بوي... إلا دمعتك ما تنزلها علي... الأيام لنا... ونقدر فيها نبدا حياتنا من دون ندم...
قال بإنكسار وآهة: أحس بسكاكين الألم والوجع تنغرس بصدري... ما ندري إذا عشت بعد هاليوم...
أنتفضت بخوف... كان كأنه يقرر مصيره... يا أبوي أنا بديت أتعلق فيك... بديت أحس بسند حقيقي فهالدنيا...
كتبت برجفة: لا تقول هالكلام يابوي... الأعمار بيد الله...
قال: ونعم بالله... كنت طول حياتي غلطان فحقك... وما ودي بعد موتي أخليك تتخبطي فالظلام...
أرتعشت يدي وأنا أمسك بساعده... هزيت راسي بلا... لا... إحنا ما بدينا حتى نفترق بأول الطريق يا أبوي...
كتبت: أرجوك يا بوي... كفاية هالكلام...
ابتسم لي وقال: تأكدي إني راح أكون لك سند حتى بعد موتي...
وغير الموضوع لما وقف...قال: تعالي ساعديني يا بنتي... خليني أطلع لغرفتي أرتاح...
وقفت ونفذت أمره وأنا أفكر بكلامة... والخوف عشعش فقلبي...

جنــــون 07-11-2011 03:07 AM

الأحد...
26-8-2007 ...
الساعة 8 بالليل...

تاريخ هاليوم راح ينطبع بذاكرتي دوم... مستحيل أنسى هاليوم إلي كان بالنسبة لي طعنة قاسية دمرت كل شيء...
كنت فغرفتي أحس بنقباض... مدري ليش أحس نفسي ضايقة... وفجأة ينفتح الباب بقوة... قفزت من مكاني بخوف...
كان عماد يقول:الخنساء أبوي يريدك... يقولك أنزلي بعبايتك بسرعة...
أستغربت مرة... شو يريد أبوي؟؟... وليش بعبايتي؟؟... لبست عباتي وشيلتي... نزلت السلالم... شفت أبوي عند باب مجلس الرجال ووجهه شاحب مرررة... خفت عليه ورحت له جري... مسكت يده وبستها... وأنا أأشر له شو فيه...؟؟!..
قال لي بتعب: يا بنتي... الضيوف بالمجلس ينتظرونا ...
ورجع يرفع وجهه يقول وشفايفه ترتجف: طلبتك يا بنتي توافقيني... هذا منيتي وأتمنى ما تخالفيني فيها...
هزيت راسي موافقة... وأنا ما همني أي شيء إلا وجه أبوي التعبان...
كتبت له: إلي ودك فيه ياأبوي راح يصير... بس أنت تعبان...
هز راسه: وهذا إلي يجبرني يا بنتي... تعالي وراي...
ترددت أدخل ...لكن تشجعت ومشيت وراه... وأنا أحس بقبضة القدر تقبض صدري... ناظرت للداخل... كان عمامي خالد وسيف يتكلموا بهمس متوتر... وواحد من أهل أبوي ما أذكر أسمه كان جالس مع رجال شيخ... وهناك بكل هيبة كان الشخص إلي كرهته يجلس... وعيونه مثل العاصفة السودا الغايمة... يناظرني والإشمئزاز ينبض بوضوح...
تمسكت بإيد أبوي بخوف... أكره هالوليد لأنه يحسسني بالخوف والضعف... أكرهه لأن نظرة الإشمئزاز ما تفارق عينه... أكرهه لأنه عيونه تفضح إتهاماته لي...
قاموا عمامي وسلموا علي...وبعدين قال الشيخ بهداوه وسماحة: كيف حالك يا ابنتي؟؟ أنت الخنساء بنت أحمد الـ...؟؟!
هزيت راسي بأيوه وأنا أناظر أبوي بنظرة إستفهام... وهنا بدت ضربات قلبي تتسارع...
قال الشيخ: والنعم فيك يا بنتي... يا الخنساء جاوبيني على موافقتك... لأني جيت كاتب وعاقد على زواجك بوليد بن خالد الـ...؟؟!
سكنت ثواني أستوعب إلي قاله... يمكن صابني الصمم وأنا ما أدري... زاغت عيوني بفزع... أرتعشت يدي وهي ماسكة بساعد أبوي... ناظرته بخوف...ليش؟؟ ليش يا بوي؟؟ ليش تحطني بهالموقف؟؟ ... ابتلعت ريقي وعيوني تغشاها الدموع... ناظرت بتردد لوين ما وليد جالس بكل هدوء... كانت فعينه نظرة تحدي... أهتزت شفايفي خوف من المصير القادم... رجعت أناظر أعمامي وأبوي إلي كانت وجوههم تفضح قلقهم وتوترهم...
ما حسيت إلا والشيخ يقول: يا بنتي ما سمعت ردك... أنت موافقة على وليد بن خالد الــ...؟؟!
سمعت أبوي يهمس لي وهو يضغط على يدي: ردي يا بنتي... ردي...
كانت يده باردة... ووجهه شاحب... خفت عليه مرة... ناظرت وليد إلي ما أهتزت شعرة منه... وتركت يد أبوي ولاحظت إنه زاد وجهه شحوب...
هزيت راسي بموافقة وأنا أحس بقلبي يهتز ويرتعش...وقتها أنولدت إبتسامة أبوي... وخفت حدة شحوبة...
قال الشيخ بإبتسامة: تعالي وقعي هنا يا بنتي...
مشيت مثل المسحورة وحطيت يدي المرتعشة على الدفتر... أصابعي ترتعش والقلم رفض يوصل للمكان إلي المفروض أوقع عليه... حتى حطيت يدي الثانية على يميني أحاول أوقف هالرعشة... والدموع بركة على جفوني... وقعت... كنت أحس نفسي وقعت على ورقة إعدامي... وهو أصلا من متى كان قرار الإعدام من قرار المعدوم؟؟!
سمعت أبوي يقول بفرحة: مبروك يا بنتي... مبروك...
وحضني وهو يبوس عيوني المتبللة بالدموع... حسيت بحضنه غريب علي...
همس لي بتعب: سامحيني يابنتي... ما كان لي غير هالحل...كل هذا علشان أحميك...
مباركة أعمامي لي كانت رنين ألم فأذني... وطول ما أنا واقفة رفضت أناظر لغريمي إلي صار زوجي... زوجي؟؟ وكأن هذي الفكرة كانت لي صاعقة... لفيت للباب وطلعت من المجلس جري... وأنا ما زلت أحس بعيونه تتابعني...
.
.
أرتميت على السرير أبكي... أبكي بنحيب... آآه يا بوي؟؟ ليش تسوي فيني كذا؟؟ ما كفاني أعيش محرومة من كل شيء... جيت إلحين ترميني بين مخالب الشيطان...؟؟ الشيطان نفسه... ما أعرف كم مر علي وأنا على حالتي هذي... إلا إني سمعت صوت صرخة تهز الجدران... انتفضت... وبعدها سمعت أصوات صراخ وركض...
.
.
طلعت من غرفتي جري... حسيت بقبضة تلوي قلبي... نزلت السلالم ... فجعني المنظر... كان أعمامي ووليد حوالين أبوي... إلي كان مرتمي على الأرض ونورة زوجة أبوي ماسكة صدره تبكي... أرتعشت وأنا أنزل الخطوات الأخيرة...
وما حسيت بصراخهم وأصواتهم... كل إلي سمعته كلمة مثل السم سرت فشرايين دمي...
(( مــــــــــــــــــات...مــــــــــات...مـــــات.. .مـات)) ...
أرتميت على ركبتي ودموعي تسيل... أمسك براسي وأرتعش... أبـــ ... ــــوي ... أنــ..ــا... مــــ...ـــــات؟؟ مات؟؟؟ ...
وأرتخت أطرافي وأنا أحس بالإغماء...
.
.
حسيت إني مكومة وراسي يروح مرة عاليمين ومره عاليسار... كان حد شايلني بين يديه... ما كنت بكامل وعي علشان أعرف من يشيلني... نزلت دموعي وأنا ما أحس بأي رغبة أفتح فيها عيني وأواجه الواقع... الواقع إن أبوي مات...

* * * * *
.
.
((يتبع))

نظرة الحب 07-11-2011 03:07 AM

طرح رائع قلبي

وننتظر ابدااااعك وجديدك الراااقي

جنــــون 07-11-2011 03:07 AM

http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(230).gif
يتبع الفصل الخامس
....http://forums.graaam.com/images/smil...aaam%20(7).gif

الساعة 12 ... منتصف الليل...

شفت أبوي بالحلم يطلب مني أسامحه وأنا أبوس أيده وأبكي أترجاه يرجع... لكنه كان يتجاهلني ويعيد لي كلامه ((سامحيني يا بنتي... سامحيني... ما كان لي غير هالحل ... وهذا علشان أحميك... علشان أحميك))...
نهضت من نومي مفزوعة أبكي... وما حسيت إلا بإيد تمسكني من كتوفي وتجبرني أرجع أنام... فتحت عيني وأنا أرتعش بألم... حاولت أبعد الغشاوة عن عيني... ملت براسي أناظر إلي يمسكني من كتوفي... وكان هو..هو... وليد... تذكرت أبوي... وتكونت براسي فكرة غريبة وأنا أدري إنها غبية... هو السبب... هو السبب... كان أبوي صح مريض بس كان يتحسن... وجا هو قلب كل شيء...
شلت إيده عن كتفي بقوة... وحاولت أنزل من السرير... عرفت إني بالمستشفى من السرير الأبيض...
جاني صوته وأشعل رجفة فيني: وين ودك تروحين؟؟
لفيت له وأنا أصلح من شيلتي... ودموعي جامدة على خدي... تجاهلته وأنا أدور على نعلي (تكرمون)... ولما ما حصلتها نزلت حافيه عالأرضية الباردة... وبكل ضعف مشيت حتى أطلع من الغرفة... ودي أشم ريحة أبوي... ريحة الأب إلي بديت أتعلق فيه... ريحة السند إلي بديت أحس فيه... وما حسيت إلا وهو يشدني من إيدي...
قال بحدة: ما في طلعة من هنا...
هزيت راسي بلا... سحبت يدي ...
وأشرت له: أتركني... بطلع..بطلع أشوف أبوي...
قال: مالك قدرة تشوفينه...
اهتزت شفايفي وأشرت له برعشة: أنت شنو؟؟ ما تفهم؟؟ أريد أشوف أبوي... أريد أشوفــــــــه...
مسكني من إيدي وقال بعصبية: الظاهر إنتي إلي ما تفهمي... أقولك ما تقدري تشوفينه... يعني ما تقدري...
حاولت أسحب يدي منه... لكن كنت كأني مقيدة بيده...
وهو يكمل بدون ذرة حزن: عمي الله يرحمه ساعته جات... وهذا المكتوب والمقدر... الدكتور يمنعك تشوفينه وأنتي بهالحال...
سحبت يدي وقلت وأنا أرجع لوراي: أتركني... أتركني...أنت ما عندك ذرة شعور؟؟... أريد أشوف أبوي...
شفت يده تتكور كأنه ناوي على صفعي ...قال: لما آمرك على شيء تنفذيه بلا إحتجاج... فاهمة؟؟
هزيت راسي بعنف... لا...لا...لا... وتجاهلت الشرر بعينه ولفيت بطلع...
وهالمرة ماترك لي مجال مسكني من خاصرتي ورماني عالسرير... قاومته بكل ما أقدر... وكتف يدي الثنتين وصرت أرفسه برجولي... لكنه ما تحرك ولا ذرة... كنت كأني أحاول أزحزح جبل صامد... وبعد دقايق صرت ألهث وأتنفس بسرعة من التعب... وشوي شوي بدت حركتي ترتخي... وسكنت مرة وحدة لأني عرفت إني الخسرانة... ونزلت دموعي...
تركني لما شاف التعب خدرني...
ناظرني شوي... بعدها قال متردد: أبوك... فالثلاجة... وما تقدري تشوفينه...
زادت دموعي وأنا أرتعش... وبديت أنتفض من الألم... حتى ما قدرت أتمالك نفسي وصرت مرة أمسح على وجهي... ومرة ألوي شعري بيدي بكل قوة... ومرة ترتعش يدي وأحضنها لصدري... أنيني يصرخ بوجع... وتأوهي ينسمع صداه... كنت خارج وعي فما حسيت إلا والدكتورة عند راسي تحاول تهديني... وبالأبرة تنغرس على لحمي إلي بصدمة موت أبوي يتوجع...
ولما بدا مفعول المخدر... كنت أناظر الإنسان إلي صار زوجي... خدي يضغط على الوسادة... وأنا أناظره بعين نص مغمضة...
أهمس... وأهمس له بدون أي صوت... بحركات شفايفي كنت أوصل له كلمة وحدة... كلمة وحدة لا غير...
"أكرهك"
"أكرهك"
"أكرهك"
أما هو تراجع لوراه وجلس على الكرسي بكل ثقله... وقبل لا أغمض كلياً... شفته يتأوه ويناظر الأرض ويغمض عيونه... يمسح وجهه ويغرس يده على شعره...
وتركته بهالصورة وأنا أرتحلت لعالم الظلام...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:07 AM

الأثنين...
27-8-2007 ...


مسكتني هدى من إيدي... وهي تقودني من بوابة المستشفى لسيارة سودا كانت واقفة عند البوابة وصاحبها واقف جنبها... تجاهلته ودخلت السيارة...
سندت راسي ودموعي تجري... آآه... يا عيوني كفاية دموع... كفاية...
سمعت هدى تقول لوليد... وكانت هي تجلس قدام: أنا وسيف نشوف إن هذا هو الحل الأصح...
وليد بجمود: أسمعي يا هدى ...زوجتي هي مسؤوليتي... ووجودها ببيت أبوها هو الأصح...
هدى بتأفف: يا أخي ...ما أظن زوجة أبوها بتهتم فيها... نورة فيها إلي كافيها... وشوفها مسكينة جلد على عظم... محتاجة لحد جنبها عالأقل هاليومين... وأنا أقول عندي بالبيت أفضل وأصح لها...ناظرني وليد من المراية... ألتقت العيون لحظة ... وأشحتها بكل تجاهل ما همني رايه... هو مين يكون حتى ...حتى... لكن هو ...هو زوجي ... زوجي؟؟... جمدت دموعي لهالواقع المر...
هدى قالت بنرفزة لوليد... ما توقعتها ممكن تتكلم معاه بهذا الأسلوب...: أسمعني يا ولد خالد وسارة... خلك مرة معي... ووافقني...
وليد لف لها وابتسم ساخر: وإذا ما وافقت معاك؟؟ شو ناويه عليه؟؟؟
تناسيت آلامي لحظة وأنا أناظر هدى وبكل بساطة تضربه على كتفه بمزاح...
هدى بابتسامه حلوه: ما أتوقع ما راح توافق... أنت الغالي إلي مايرفض لي طلب...
ارتعشت شفايفي... وليد...وهدى؟؟؟ ...شو بينهم؟؟؟ هزيت راسي بلا... مو معقولة؟؟ ...لا...
ما حسيت إن السيارة وصلت عند باب بيت أبوي... إلا لما سمعت صوت هدى يناديني وهي فاتحة الباب...
هدى: أنزلي يا الخنساء...
وبأفكاري الشاردة نزلت... كان وليد ينتظرنا... رميته بنظرة حقد أكثر من العادة... حتى إنه رص بحواجبه...
قالت هدى: مشكووور ما تقصر... يلااا الخنساء ندخل...
قال فجأة لهدى: أدخلي للبيت...ودي أتكلم شوي مع الخنساء...
لفت إنتباهي إسمي إلي طلع من شفايفه بهمسة إزدراء... ومثل كل مرة تجاهلته وجيت بدخل ورا هدى... إلا إني ما حسيت إلا وهو ماسكني من يدي وساحبني لبعيد... لحد المسبح إلي كانت جنبه أشجار كبيرة... وظللتنا شجرة عن النظر...
همس بعصبية: وشو حقها هالنظرة؟؟ الكل عرف إني صرت زوجك وإياني وإياك ترمين هالنظرات قدام الناس...
صريت على أسناني... وسحبت إيدي منه...
أشرت له: أبعد أيدك عني... أنا تعبانة وما فيني حيل أتشاد معك...
شفت نظرة العصبية ترتسم على وجهه لأني تجاهلت سؤاله... ومد إيده القاسية تمسك ذقني وتثبته لنظرته...
قال بعصبية: ما أظن إنك من زود التعب بترتمين عند رجولي...
أشرت: أنت شو تبي؟؟ ما كفاك إن موت أبوي كان بسببك...
سكت وهو يناظرني محتار وقال بجمود: من وين لك هالفكرة الغبية؟؟
أشرت له بضعف رغم إني أعرف...إن هالحجة من أساسها غبية: أنت السبب... أنت السبب...
رجعت أأشر: أتركني لحالي... ليش تزوجتني؟؟ ليش؟؟
ما جاوبني لأنه ابتسم بقسوة وهو يقول: وأنت ليش وافقتي؟؟؟
أرتعشت إيدي وأنا أقول له: أبوي... ما كنت أريد أسبب لأبوي التعب... وأنت ..أنت جيت و...و....
ونزلت دموعي بدون إستئذان... تأفف كأنه يزدري منظر دموعي ... وبلحظة صمت رجع يقول لي...
وليد: هدى تريدك فبيتها هاليومين...
قاطعته بشراشة بعد ما مسحت دموعي: ما أريد... أنا أكرهك...أكرهك أنت... وهدى... ما أريد أي شيء منها...
سمعت وقتها صرير أسنانه... مسكني من زندي وضغط عليها...
قال: تكرهيني أنا؟؟ ما أختلفنا فيها... لأن هالشعور بعد متبادل... بس تكرهي هدى؟؟... شو سوت لك؟؟ وإلا نظرتك للناس الطيبة البسيطة أحط من نظرتك لخالك السكير وصاحبه...
حاولت أسحب إيدي... لكني ما قدرت...
سألني بقسوة وبأمر وهو يهزني: وشو حقها هالنظرات المشمئزة؟؟ تكلمي...
سحبت يدي منه وأشرت له بعد تردد: أنت... أنت قذر...تــ... تفكر بوحدة متزوجة بعمك... أنت...أنت...
سكت لما شفت نظرة الجمود والسوداوية فوجهه...ما كنت أتوقع إنه راح يفهمني... لكن الظاهر هو فهم شو أفكر فيه... لأني ما حسيت بنفسي إلا وأنا محشورة عالشجرة وجسمه... ضغط على كتفي بقوة... أرتعشت وأنفاسه تلفح خدي... حسيت بحرقة خدودي من التوتر والحرج...
همس لي بكل عصبية وقهر وهو ينقر على راسي: طمني عقلك المريض هذا... لأن هدى تكون خالتي... أخت أمي من جهة الأب...
وضغط على ذقني وهو يكمل همسه: لكن أكيد... أكيد بيكون تفكيرك بهذا المستوى المنحط...
وتركني ولف راجع لسيارته... ما كان عندي أي شيء أقوله لنفسي... إلا إني بينت له أشد حالاتي غباء...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:08 AM

الخميس...
30-8-2007 ...


رفضت خروجي من البيت... وأقنعت هدى إني برتاح فبيت أبوي... وبكذا مرت أيام العزا بدون تصادم لي مع أرملة أبوي نورة لأنها غلقت على نفسها الأبواب طول النهار... كل وقتي بغرفتي أنتحب أو أقرأ قرآن... مطلبي فساعات الفجر الأولى وقيام الليل دعاء ربي... والمغفرة لأبوي... أو إني أنزل للضيوف العصر وبعد السلام أتم فكرسي أناظر بشرود... صح هي أيام تنعد إلي عشتها مع أبوي بس أنا تعلقت فيه... وحس بفراغ كبير ...كبيييير بعد أبوي...
ورغم إن المكان عزا إلا إني ماسلمت من لسان الحريم... كل ما جلست أسمعهن يتكلمن عني وعن زواجي المفاجئ بالعقيد وليد... يتحسروا إن هالشاب تزوج من خرساء... يتكلمون عني مو كأني خرساء إلا صماء بنظرهن... يتجاهلني ويحشون فيني... ولما أتضايق أترك المجلس لهن ولسوالفهن...

وفمثل هاليوم كانت لي أول مشادة مع زوجة أبوي...وعمتي سلمى إلي ما عرفت قسوتها إلا إلحين...
كنت أبوس ليلى وهي فحضني... وأمسح على راس طارق... وأنا أناظر لبعيد... كنت فالصالة... والوقت على 5 العصر... كان دوم فكري لأخواني... أنا إلي كنت أبكي على يتمي لما كان أبوي حي...على يتمي لما تخلت عني أمي... وعلى يتمي لما توفى جدي... لكن أخواني صغار ما عرفوا كل هالمعاني... وما أريدهم يعرفوها ويعيشوها...
سمعت فجأة صوت يهمس بحقد: أنتي؟؟ أنتي لحد الحين هنا؟؟
لفيت وشفت زوجة أبوي وكلها شرر... وعمتي سلمى إلي تزيد عنها بالعصبية...
ناظرتها ببلاهة... وأنا يعني وين بروح؟؟...
صرخت نورة : أتركي أولادي... لا بارك الله فيك ... لا بارك الله فيك يا الخرسا الساحرة المجنونة...
أرتعشت يدي بسبب صراخها وحسيت أخواني إنتفضوا... تركتهم وأشرت لهم يطلعوا...
زاد صراخها لما شافت إن أولادها يستجيبوا لي: أنتي ما شبعتي؟؟ ما كفاك إنك قتلتي زوجي... رملتيني...ويتمتي أولادي... ؟؟ تجين توسوسين لأولادي؟؟
أشرت: أنا؟؟
صرت على أسنانها: إيه أنت يالـ... أطلعي ...أطلعي من بيتي... أطلعي... لو ما وجودك... ما كان أحمد مرض وتوفى... أطلعي أقولك...أطلعي... أطلعي...
تسمرت فمكاني... وما حسيت إلا وعمتي تثرثر بحقد...
عمتي سلمى: أكيد معجبنك الوضع... الورث ينتظرك... أنا أدري إن هذي خطتك ...تمثيلتك معــروفة...مكشـــــوفة من البداية...
أشرت لها: لا... كل كلامك خطأ...فخطأ... أنا ما همني الورث...
ما فهمت لي زوجة أبوي...ولا عمتي إلي مسكتني من يدي وسحبتني...
صرخت: لا بارك الله فيك وفأمك... يالخرساء... أنت سبب كل المصايب ...أطلعي من البيت أحسن لك لا أسحبك...
سحبت إيدي منها بكل عنف... أنا ما سويت أي خطأ حتى ترمونه فيني؟؟ ... سمعنا وقتها صوت عند الباب... كانت هدى واقفة تناظرنا بحيرة... بعدت عنهن وأرتميت بحضنها أطلب سند لي فهالمحنة...
أشرت لها: يريدون يطردوني يا هدى من بيت أبوي... يتهموني فسبب موت أبوي...
تكلمت هدى متوترة: نورة...الله يهديك وأنت يا سلمى ...شو هالأفكار؟؟ أحمد رحمة الله عليه يومه جا... والأعمار بيد الله... والخنساء مالها يد بأي شيء...
صرخت نورة: طلعوها من بيتي... طلعوها... هي سبب كل المصيبة... طلعوها...
وبكت وضربت خدودها وراسها... أرتعشت لما وقفت لوحدي...أناظر هدى وسلمى يشيلنها لغرفتها...كانت منهارة بجد... لكن...أنا...شو ذنبي؟؟؟ كل ما أدور على بر الأمان وألمحه...أصطدم بالمصايب... رحت لغرفتي وأنا أرتعش... يا خوفي يطردوني من هالبيت إلي كنت بديت أحس فيه بالراحة ... ريحة أبوي ما زالت تنبعث من هالمكان...يا خوفي يطردوني وأنا مالي أحد ملزوم يضمني له... عمامي أحسهم أغرب من الغريب وهم مو ملزومين فيني وأمي حية... أمي؟؟؟ لا هي حتى تكره شوفتي لأني أذكرها بماضيها التعيس مع أبوي... بس هي ملزومة فيني... لازم أروح لها وأتكلم معها... لازم...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:08 AM

الأحد...
2-9-2007...


كان الوقت على 12 ونص الظهر...
لبست عباتي ولفيت شيلتي وتغطيت...وطلعت لغرفة البواب... ضربت الباب وطلع لي البواب...
كتبت له: عمي... لو سمحت أريد سيارة توديني للخوير...
ناظرني البواب محتار... وما كان له إلا ينفذ... أصر هو إلي يسوق بعد ما شاف فيني الجد...
لما وصلت لشقة أمي... كتبت للبواب: عمي لا تنتظرني...
قالي وهو محتار وبنظرته قلق: يا بنتي وين مجيبك هنا؟؟ وكيف ما أنتظرك؟؟
كتبت: هذي شقة أمي... أنا لازم أتكلم معها... لا تنتظرني لأن زوجة أبوي يمكن بتحتاج لك... برجع بتاكسي إن شاء الله...
وطلع بعد ما أصريت عليه... ومشيت طالعة للشقة... ضربت الجرس مرتين وأنتظرت يطلعولي... أنتظرت وأنتظرت فما في جواب... فالأخير قلت يمكن طالعين فجلست على الدرج أنتظرهم يوصلوا... طلعت لي خبز وجبن وكليتهم وأنا أفكر شو بقول لأمي...

* * * *

الساعة 4 العصر...

فهالوقت بعد ما تكسرت ضلوعي وانا جالسه عالدرج سمعت الصوت إلي عرفت فيه إنهم رجعوا... فتحت باب السلالم وناظرت أمي تكلم زوجها... وزوجها حامل لما إلي نايمه... وشغالتهم تفتح الباب... ترددت وحسيت بخجل كبير وقررت أتراجع... فالوقت إلي دخلوا الشقة وأنا واقفة بمكاني مترددة تنبهت إني لازم أتكلم مع أمي... فرجعت أضرب الجرس وأنتظر...
طلع لي زوج أمي إلي ناظرني محتار بالأول... وبعدين مصعوق لما نزلت غطوتي... حسيت نفسي مثل المتشردة وهو يناظرني محتار...
كتبت مترددة: السلام عليكم... عمي أرجوك... أريد أتكلم مع أمي...
شفته تردد بشكل كبير وبعدين سمعنا صوت من الداخل ينادي: فيصل... من على الباب؟؟
فتح زوج أمي الباب حتى طاحت عيني بعينها... ومثل ما شفت نظرة العصبية بسرعة ترتسم على وجهها جاتني وحاولت تسكر الباب فوجهي... لكن أنا بشجاعة مسكت الباب بيدي ودفعته شوي ودخلت...
صرخت بقوة حتى إني أنتفضت أنا وزوجها: شو تبين أنتي؟؟ طلعي برا أشوف...
أخخخ يا أمي غريبة كيف تزوجتي وخلفتي هالطفلة وأنت ولا فيك ذرة شفقة علي أنا... بنتك الخرسا...
كتبت لهابكل حزن: جيت أخبرك يا أمي إذا ما دريتي أن خالي (أخوك) إلي أستغل ضعفي وحاجتي لسند وإلي حاول يبيعني لأصحابه القذرين أنسجن... وأبوي رحمة الله عليه توفى...
ناظرت المسودة وجمدت بمكانها لحظة...
ورجعت تصرخ علي: وأنا شو يدخلني... وانتي ما تجيني إلا تزفيني هالأخبار؟!... صدق إنك مقرودة ومنحوسة...
مسكتني من يدي... هذي هي اللمسة الأولي لي من أمي... إلي أحس بيدها تنطبع على زندي وتلتف عليها مثل قيد من نار... وبكل جرأة وتجاهل لزوجها إلي كان جامد بمكانه... سحبتني ودفعتني للباب... لكني أنسليت من بين يديها...
كتبت: أنا أدري... أدري سبب طلاقك من أبوي...
همست بعصبية: لا بارك الله فيك وبأبوك...
مسكت يدها بسرعة وأشرت: لا تدعين على أبوي...
ناظرتني متقززة من إشاراتي الغريبة... فعلاً في ناس إما تستغرب وتشفق علي أو تتقز من إشاراتي... وأمي من فئة إلي تقززوا... رغم إنها... أمــي...
كتبت: وأدري أنك إنتي السبب... تذكري يا أمي أنا أكون بنتك... برضاك أو غصب عنك أبقى أنا بنــتك... وملزومة أنتي فيني بعد أبوي...
وما حسيت إلا بالصفعة على خدي ومن قوتها صدمت بالباب وتأوهت... والغريب إن زوج أمي مسكني من يدي وهو يسألني عن حالي...
ناظر زوجته وقال: شو فيك يا سعاد؟؟ ليش ضربتيها؟؟
صرخت عليه: تبيني أعيشها معي... تقول أنا ملزومة فيها بعد أبوها... تخسي ... هذا إلي ناقص... خرجها من بيتي...
ما كان لي أي ردة فعل غير سكوني إلي من أعماق أعماقي هز كياني... هذي امي للمرة الثالثة ترفضني... ورمت فيني بكل برود...
كتبت لها: أنا ما جيتك علشان أرغمك علي... فاض الكيل ووجودك بحياتي أو رفضك لي ما عاد يهمني...
وحسيتها تقرب مني وهي تصارخ: وإذا هذا كلامك... ليش هالتمثيلية الغبية إلي جايبتها لي؟؟
مسكتني وهي ناوية ترميني خارج شقتها... لكن أنا وإلي بعد صفعها لي وصراخها علي صار ما عاد يهمني نظرتها لي... سحبت نفسي منها...
وكتبت: حاولت أنزع فيك هالقسوة لكن مادريت إن ذاتك أنزرعت من جذورها بهالقسوة...وتذكري فالأخير إن جزاك يا أمي عند رب العالمين...
جمدت بمكانها بدون أي كلمة لأني ما تركت لها مجال... ولفيت وأنا أبتسم لزوج أمي إلي ناظرني مشتت... غريبة هالإنسان ما فهمته... مرة أشوف فيه الضعف ومرة أشوف فعيونه الشفقة ومرة أشوف فيه حب التخلص من هالمشكلة... مسحت على يده أطمنه وكتبت له عالسريع: آسفة لأني أفتعل المشاكل بينك وبين أمي...
ناظرني وعيونه تلمع بأسف وضعف... صحيح أنا من داخلي مهزوزة لكن بينت معدني الصلب وأبتسمت لهم بالسلام... لكن قبل كل هذا كتبت لأمي عالمسودة كلمات أصب فيها مشاعري... وتركتها بين يديها وأنا أبتسم لها بكل جرأة وشجاعة وأطلع من الشقة...

* * * *

جنــــون 07-11-2011 03:08 AM

الساعة 6 ونص...

نزلت السلالم ومشيت شوي هايمة وبعدين رحت أدور على تاكسي... ورجعت للقرم لبيت أبوي... وأنا أتجاوز البوابة وبعدها غرفة البواب... وقتها لاحظت الإنسان إلي واقف متكي على الجدار... يناظرني بسوداوية...

وبكل برود كملت طريقي بدون ما أعطيه أي أهتمام... ومثل كل مرة ما حسيت إلا ووليد مسحبني... شلت يده بكل قوة...
وأشرت: أتركني لحالي يا أنسان... أنت ما عندك غير تسحبني...
سألني بجمود: وين كنتي؟؟
ما جاوبته ولفيت بطلع... إلا وهو ملزقني على الجدار...
صرخ: لا تعطيني ظهرك...
أشرت له بكل عنف: تذكر إنك مو بمهمة عمل... أنت مو سجاني حتى تأمرني وتصرخ علي...
زاد ضغطه علي وصرخ وهو يسأل: وين كنتي؟؟
رفضت أجاوبه... وهمس وهو يصك على أسنانه: أدري عنك رحتي لأمك...
ناظرته بقهر... وأشرت: وأذا كنت تعرف وين كنت ليش تسألني... وإلا ما يحلى لك إلا الصراخ...
سألني بقسوة: ليش رحتي لها؟؟
أشرت بملل: مالك حق تسألني لكن بجاوبك... رحت لأنها مسؤولة عني... لأنها ملزومة فيني بعد أبوي...
قالي يجرح ويسخر:أكيد رفضتك مع أخلاقك الوسخة إلي تتشرفي بكل برود تحمليها... صدقيني ما في حد ينظر لك بنظرة أكثر من نظرتهم لحيوان مسعور...
فتحت عيوني من الدهشة... لا...لا... إلا هالكلام...ما قدرت أستحمل إهاناته وبكل قوة صفعته على وجهه أطلع حرتي... شفت وجهه أنقلب أسود من العصبية... وخده صار لونه أحمر من الصفعة... سكنت وأنقطع نفسي أترقب يصفعني... يضربني... لكن لا...
مسك ذقني بيد ومشت لحد رقبتي وضغط عليها... مال علي وحسيت بأنفاسه حارة من الغيظ... أرتعشت وخفت وصرت أرتجف بدون حركة...
همس: بمشيها لك هالمرة... بس والله... والله إذا فيوم أنطبعت أصابعك على خدي بطبع على خدودك معنى الوجع نفسه...
ورغم رجفتي حركت شفايفي بكل بطء بدون أي صوت... بالكلمة إلي أفضفض بها حرتي... بالكلمة إلي أدري إنها تقهره... بالكلمة إلي هو يفهمها ويفهم معناها مثل ما أنا أفهمها...
"أكرهك"
ناظرني وعيونه تلمع بسوداوية وتركني فجأة ورجع لوراه... رفرفت بعيوني وأنا أشوف طيفه يختفي... وقدرت وقتها أرتمي جالسة عالأرض وأنا أنتفض من الخوف...

* * * * *

بالليل الساعة 10...

أرتميت على سريري وعيوني تلمع ألم بسبب مواقف هاليوم... يوم سبب لي شرخ بقلبي... يوم قاسي أجهد جسمي... تذكرت موقفي مع وليد والسبب كله سخريته مني لأن أمي رفضتني للمرة الثالثة... وقتها تذكرت الكلمات إلي كتبتها لأمي قبل لا أطلع... أدري فيها كلمات قوووية... بس من حرتي وألمي كتبتها بدون تفكير...
.
.
((( ما عدت بحاجة حتى أذكر كلمة "أمي" بقاموسي ... لأنك ما قد هالكلمة بالنسبة لي... تطمني أنا تزوجت... زوجني أبوي علشان يحميني بولد عمي إلي أخذ عني فكرة إني بعت شرفي... وبكذا أنتي مو ملزومة فيني... لكن تذكري إني... حملتك مقدار معاناتي بهالدنيا... حملتك مقدار كل دمعة تنزل مني... وهي على رقبتك ليوم الدين... موتي قريب... قريب بشكل ما تتوقعين... وأنتي إلي بتمشين على نعشي... أفرحي... وأستبشري... لأن وليد بدا بكل جهل... يـــغـــسلنـــي)))...

* * * * *
.
.
{{نهاية الفصل الخامس... بأنتظار رأيكم وتحليلكم...http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(319).gifhttp://forums.graaam.com/images/smil...am%20(319).gif
ونلتقي بأذن الله بالبارت القادم}}

http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(135).gifhttp://forums.graaam.com/images/smil...am%20(135).gif..

جنــــون 07-11-2011 03:09 AM

(((((((((((((((((الفصل السادس)))))))))))))))
http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(319).gifhttp://forums.graaam.com/images/smil...am%20(319).gifhttp://forums.graaam.com/images/smil...am%20(319).gif
~~** كفنتكي في أضلعي...**~~

الأثنين...
4-9-2007 ...
الساعة 8 الصباح...

: قومي لا بارك الله فيك... عساها مووته بلااااا قومه...
أفتزعت وأنا أسمع هالصراخ واليد إلي أنمدت تضرب بطني بكل قوة... قمت مفزوعة وأنا شوف زوجة أبوي نورة قدام وجهي... أخخخ شو مجيبها هذي هنا بهالوقت؟؟؟ قمت ألملم رجولي وأنا أشوفها تفتح دولابي وترمي ملابسي وأغراضي... قفزت من السرير وأنا أركض لها... مسكتها من يدها... هذي شو تسوي؟؟ ودفعتني بقوة حتى إني طحت...
قالت: أخ... أخ... لا تلمسيني يالساحرة المخبولة...
وقفت شوي أحاول أفهم شو قصدها إلا وعمتي تدخل وبنتها نشوى وراها...
عمتي سلمى تجاهلتني وهي تقول لزوجة أبوي: أنا أقول يا نورة ترميها بغرفة الخدامات أحسن...
نورة: لا... لا... قلت لك يا سلمى ما أريدها فبيتي أبد... كفاني إلي جاني منها...
وشالت ملابسي وتكرمت ترميها بكيس... سألتها بالإشارات: أنتوا شو تسوون؟؟ أنا ما راح أطلع من هالبيت...
وما أحد فهمني... كتبت بالمسودة وأعطيتها عمتي...
صرخت علي وهي ترمي المسودة: لا ياماما بتطلعي يعني بتطلعي... وإحنا نعرف كيف بنطلعك...
مسكتني من يدي وسحبتني... وزوجة أبوي أستلمت المهمة منها... أما نشوى فوقفت تناظرنا بغباء... سحبت يدي منهن وحاولت أبعد عن يدهن...
أشرت بالرفض: ما راح أطلع من هالبيت... ما راح أطلع...
صرخت نورة: بتطلعي من بيتي... أنا ناقصني يموت علي واحد من أولادي... يا الساحرة المجنونة...
هذي شو تقول؟؟ أنا ساحرة؟؟ شو هالتفكير؟؟ ناظرتها بعصبية وصرنا نلعب لعبة القط والفار... أنا أبعد عنهن وهن يقربن مني...
أشرت: ما راح أطلع... وأنا مو ساحرة مجنونة مثل ما تقولي... وهذا البيت لي نصيب فيه مثل مالك نصيب...
وعلى الصراخ والضجة دخلوا علاء وعماد للغرفة مستغربين...
علاء يرص على حواجبه: ماما... عمة... شو تسوون؟؟ ليش تصارخون؟؟
نورة صرخت عليه: مالك دخل يا ولد... روح لغرفتك... نشوى خذيهم...
وراحت لهم نشوى تقول: ياللا نطلع...
عماد: ليش تتضارون وتصرخون على الخنساء؟؟
صح نشوى عمرها 20 أو أكبر بسنتين بس حسيتها طفلة مصبوغه بالألوان على وجهها وشعرها ولبسها...
وقالت بغباء: حبيبي هذي ساحرة مجنونة... هي السبب بموت أبوكم... ولازم تطلع من البيت...
فاجأنا عماد لما ضربها على يدها وصرخ بعصبية: أييييه أنتي شو تخرفي؟؟ الله هو إلي أخذ أبونا...
وجمدت نشوى مثل ما جمدت أمه وعمتي سلمى...
علاء جاني ومسك يدي: أنتو ما تعرفوا إن أبوي كان مريض... الخنساء أختنا وبيتها هنا... أبوي قال لي هالكلام قبل لا يموت...
حسيت بقلبي يرفرف من الفرحة والشموخ والعزة لهالكلمات ... رغم إنها قليلة ومن طفل إلا إنها بالنسبة لي شيء كبير...
أنتفضت لما نورة صرخت: عـــــــــــــــــلاااااء... اطلع برا يلاا... وإياني وإياك تقول هالكلام مرة ثانية...
حسيت بخوف علاء لكنه ناظرها بشجاعة مهزوزة: ماما...والله حرام كذا تسوين بالخنساء... هذي أختنا...
وجاته نورة وحاولت تمسكه هو وعماد إلي تراجعوا يمسكوا فيني...
عماد صارخ: هذي أختنا...
وعلاء يقول وهو يمسك بلبستي ويتشبث فيها: حرااام والله تسوا بالخنساء كذا... الله راح يعاقبنا...
ومسكتهم زوجة أبوي من يدهم وسحبتهم وهم يتلوا وعيونهم تلمع بالدموع....
أرتعش قلبي... آآآه يا حبايبي... إلحين دريت شو معزتي عندكم كيف مقداراها... ولمعت عيوني بدموع لهالشجاعة إلي حاولوا فيها يساعدوني...
تيقضت بصوت زوجة أبوي وهي تصارخ: الله لا يبارك فيها... الله لا يبارك فيها... سحرتكم مثل ما سحرت أحمد... الله ياخذها... الله ياخذها ونفتك منها...
لحظة... لحظتين... ثلاث... وتجيني عمتي وزوجة أبوي إلي الظاهر قفلت باب الغرفة على خواني... مسكني من يدي وسحبني وانا أرفض أتحرك وأصارخ بكل جنون... أهز راسي برفض وتمرد... مالهم حق يطلعوني من هالبيت... مالهم حق... ومن القسوة إنهن سحبني من السلالم وأنا اصارعهن... وبالأخير رمني خارج باب البيت ورمن علي كيس ملابسي...
أشرت لهن لفوق: الله فوووق... الله فوووق وشاهد على كل إلي تسوونه فيني... الله شاهد على كل إلي تسوونه فيني...
وما حسيت إلا والباب يتسكر بقوة...

* * * *

جنــــون 07-11-2011 03:09 AM

مشيت مثل المجنونة حوالين البيت أحاول ادور على مدخل وأنا حافية... بس الأبواب كلها متسكرة... ما راح أستسلم هالبيت فيه ريحة أبوي... وراح أتمسك فيه حتى آخر رمق فيني... وفالأخير لما تعبت أرتميت عند باب البيت وجلست هناك أنتظر أحد يدخل أو يخرج...
سمعت صوت سيارة... لا سيارتين... وقفوا عند النافورة ونزلوا عمامي وهدى إلي جاتني ركض...
مسكتني وهي تحضني وعيونها تلمع: لا حول ولا قوة إلا بالله... لا حول ولا قوة إلا بالله... كيفك حبيبتي؟؟
أشرت لها: بخير... بخير... بس الظاهر عمتي وزوجة أبوي يحسبني شؤم على هالبيت...
قالت: نورة وسلمى الله يهديهم...
أشرت: من خبركم؟؟!
قالت هدى وهي تقومني: علاء أتصل على سيف... كان يبكي وما فهما منه غير أن أمه حبسته هو وعماد وتريد تطردك من البيت...
فاجأني لما جاني عمي خالد وضمني متردد وسألني: كيف حالك يا بنتي؟؟
أشرت: بخير... بخير... بس أنا ما أريد أطلع من البيت إلي فيه ريحة أبوي...
وترجمت له هدى ...وقال عمي سيف: لا تخافي... إحنا بنتكلم مع نورة...
وبعدين قال بعصبية: وهذي سلمى بتشوف مصيرها معي... بتشوف...
أرتميت بحضن عمي سيف وأنا ابكي بكل ضعف بعد ما أشرت : عمي... والله العظيم أنا ما أريد الورث... والله العظيم ما أريد أي شيء... بس خلوني أعيش فبيت أبوي... تعبت وأنا أركض من مكان لثاني أدور على سقف مرة... وعلى سند مرة... كفاية إلي جاني والله كفاية... كفاية...
هدى تطمني وهي تترجم وتسيل دموعها من الموقف: ندري والله ندري... بس أنتي هدي ... سيف وخالد راح يتكلموا مع نورة...
قال عمي سيف وهو راص على حواجبه ويمسح على ظهري بحنان: الله يسامحك يا نورة وسلمى هذي سواتكم... سمعي يالخنساء أريدك تروحين مع هدى بيتي... طيب؟؟
هزيت راسي وكمل وهو متضايق: شيليها للسيارة يا هدى وخلي البواب يسوق فيكم... أحنا بنتفاهم مع نورة...
ولما كنت أمشي مع هدى للسيارة سمعت عمي سيف يقول بعصبية وهو يصارخ: أنا خلاااااص يا خالد فاض فيني الكيل... أولاً أحمد منعنا من مساعدة هالمسكينة... ويجينا إلحين وليد يقول هذي مسؤوليتي وما لأحد خص فيها... تذكر إن هذي بنتنا وإحنا بسكوتنا نرتكب أكبر ذنب بحقها...
قال عمي خالد وهو يتنهد: خلاااص خلنا نشوف شو بتقول نورة بالأول...

وأخذتنا السيارة لبيت عمي سيف... كانت هالمرة الأولى إلي أدخل فيه... بيت من طابقين أنيق وكبير نسبياً... دخلت وأنا أحس بالحرارة بجسمي...فحاولت هدى تهديني وتطمني... أعطتني الفطور وتكلمت بطيبة وهي تشجعني آكل...
وقالت لي وهي تاخذني لغرفة الضيوف: تعالي يالخنساء إرتاحي...
اشرت لها متوترة: لا...لا... بنتظر عمامي...
هدى تحاول: نورة ما تقدر تطلعك من البيت... إنتي لك نصيب فيه... فتطمني سيف وخالد راح يرجعوا وبنفهم منهم كل شيء...
وقتها سمعنا صوت عند الباب وطلعت مطيرة... أبي أعرف شو بيكون مصيري مع أرملة أبوي... كانوا عمامي بالصالة يتناقشون مثل ما عمتي سلمى موجودة وبنتها...
رحت ركض لعمي سيف أأشر له: عمي هي مالها حق تطردني من بيت أبوي... مالها حق...
ترجمت له هدى وقال وقتها وهو يحط يده على كتفي: أكيد مالها حق...
ناظرتني عمتي بتريقة وصرخت وهي تضحك: لا تحط براسها أي أمل يا سيف... نورة بتبيع البيت وترجع تعيش مع أمها وأخوها...
سكتها عمي سيف بصرخة: أسسسسكــتـي يا سلمى...
ناظرته عمتي مصعوقة وهي تضرب صدرها وتصارخ: أنا يا سيف تسكتني؟؟أنا تسكتني؟؟ أنا أختك الكبيرة إلي ربتك تجي تسكتني ؟؟ وعلشان من؟؟ علشان هذي الـخرسا المجنونة الساحرة...
صرخ عليها وهو معصب: سلللللللللمى... والله ترى حاشمك وانتي واقفة بوسط بيتي...
تدخل عمي خالد بموقف مهزوز: سلمى... سيف... كفاية... عالأقل أحشموا أخوكم الكبير إلي واقف قدامكم...
ناظره عمي سيف وهو يضغط علي: ما تسمعها شو تقول؟؟ خلها أول تحشم بنتها وبعدين تجي تتكلم عن الخنساء...
ناظرتني عمتي بحقد وقالت ساخرة: بنتي أشرف وأرقى من هالوضيعة... بس ما ألومك أكيد هالساحرة سحرتك... وإلا أنت من وين لك هاللسان علشان يرفع صوته علي...
تركني عمي وتقرب منها ويده متكورة على جوانبه: سللللللللللمى ـــااااااااااااااااااا...
ومسكته هدى تحاول تهديه وهي تقول: سيف... سيف... هدي... العصبية ما تحل المشكلة...
قال عمي خالد بصوت عالي هالمرة: كفاية يا سيف... لهنا وكفاية...
وناظر أخته وقالها بكلمتين: وأنتي يا سلمى البيت يتعذرك إذا هذا كلامك...
ناظرتنا عمتي مصعوقة ومقهورة ... صرخت بحقد ووجها انقلب أسود: خلها تنفعكم هذي الخرساالمخبولة...
ومسكت يد نشوى وسحبتها طالعين من البيت ... وأنسمع صوت ضربة الباب وهو يتسكر بكل قوة...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:09 AM

أرتجفت وأنا أناظر هالمسرحية إلي مرت قدامي... زدت فوق كل الأحداث السابقة حدث جديد... عمامي تنازعوا مع عمتي... وشكلها هالمشكلة كبيرة... وأنا السبب... ياربي أنا ما أجيب إلا المشاكل...
أشرت لعمي سيف: ما كان المفروض يا عمي... ما كان مفروض...
وخانتني يدي ونزلتها أبكي... ورجعت أأشر مرة ثانية لهم: أدري أنا سبب كل هالمشاكل... خلاااص... خلاص ماعدت أريد أعيش فبيت أبوي... راح أرجع لبيت جدي وحتى ولو سقف البيت بيطيح على راسي... بس لا تتنازعوا مع عمتي... هي أختكم الوحيدة ومالها غيركم...
حضني عمي سيف بكل قوته وحسيت فيه يرتعش... حسيت بحضنه حنان أبوي إلي فقدته...
يهمس لي عمي بشيجان: ما تستحق سلمى حتى تفكري فيها... أدري فيها أختي وأنانية وراح يجي يوم وترجع لنا بنفسها... لكن إحنا مستحيل بعد هاليوم نتركك... مسحيل...
ومسح على راسي وهو يكمل: أدري إني كنت غبي لما وقفت مثل الاهبل لما جيتينا تطالبين بسند ورفضناك... أدري إن سكوتنا طيلة الأيام إلي راحت كانت لحظات من الضعف... أدري والله أدري... إني غلطان من ساسي لراسي... وكلمة آسف ما توفي حق قدرك...
مسح عمي خالد دمعتي وهو يبتسم وياخذني من حضن عمي سيف لحضنه: وأنا مع كلام سيف... أحمد الله يرحمه غلط وأحنا كنا نوافقه على غلطته بعيون عميا...
أشرت لهم: الله يرحمه أبوي... الله يرحمه... صح غلط بس غلطته كانت لأسبابه وأنا ماشايلة عليه مثل ما أنا ماشايلة عليكم...
عمي خالد بعد ما ترجمت له هدى: والنعم فيك يا بنتي... أصيلة مادامك تربية جدك علي...
أشرت لعمي مترددة: شو بيكون مصيري يا عمي؟؟
ابتسم عمي خالد وقال: القرار قرارك وقرار وليد... أنتي زوجته إلحين...
أرتعشت شفايفي... وما قدرت أواصال تصنعي القوة وبكيت وأنا أأشر: أرجوكم... أرجوكم إلا وليد... سوا فيني إلي تبون ما عدا ترموني على هالوليد...
ناظرتني هدى وهي جامدة... ما ترجمت لهم إشاراتي...
وعدت أرجع أأشر لهم حتى يفهموني ودموعي تزيد: أكرهه... أكرهه... إهاناته مثل فحيح الأفعى... وإتهاماته مثل لسعة العقرب... أكرهه...
قالي عمي سيف وهو مو فاهم أي حاجه: شو فيك يالخنساء؟؟ ليش تبكين؟؟ هدى شنو تقول؟؟
وهنا سمعنا صوت جاي من عند الباب...
: السلام عليكم...
أنتفضت بين يدين عمي وأنا أناظر وليد يقرب منا وعيونه متعلقة على عيوني... عرفت إنه شاف إشاراتي وأنا أطلع حرتي... وفاجأني لما سحبني بكل رقة عنده...
ومال علي يهمس: يا ويلك إذا زدتي دمعة فوق هالدموع...
أنتفضت لحركته ولكلامه... وسأل وقتها عن سبب جمعتهم وأنا قريبة منه وقلبي يدق بكل عنف... أجبرني أوقف دمعتي... أجبرني أجمد كل حركاتي... وأنا أناظره وهو راص على حواجبه ويسمع كل كلمة عمي سيف يحكيها...
وبعد صمت طوووويل مر علينا قال وليد بجمود: الخنساء لها نصيب من البيت وزوجة عمي مالها حق تطردها حتى قانونيا...
عمي خالد وهو محتار: صح بتقدر الخنساء ترجع للبيت حتى تتزوع التركه... لأن نورة يا ولدي تبي تبيع البيت وطبعاً مستحيل نقدر نعارضها... لأنها اكيد بتعطي الخنساء حقها... وقانونيا مالنا حق نعترض...
قال عمي سيف وهو يبتسم لي: خلاااص الخنساء ما عادت تريد تعيش فبيت أبوها... بتعيش فبيتي معززة مكرمة...
أرتجفت لما سمعت وليد يقول: لا...
ناظرناه مستغربين... وكمل: مكانها فبيت أبوها...
قال عمي سيف بعصبية: يا وليد أنت مافاهم أي حاجه... نورة إلي سوته اليوم شوي... والله أعلم شو بتسوي بعدين...
مسكت يد عمي وأنا أأشر له أحاول أهديه: لا تعصب يا عمي... كفاية إلي صار مع عمتي... كفاية...
سكت عمي فترة وقال وليد وقتها: بترجع بيت أبوها...
عمي سيف بحدة: مكانها فبيتي... كفاية على هالمسكينة الضعيفة إلي تلاقيه...
وليد يعض على شفايفة وهو يناظرني بحدة أكبر: بترجعين بيت أبوك... مستحيل تقدر تطردك نورة بعد هاليوم... لأن لي كلام معها...
وبعدها تكلم بلغة الإشارات وهو يسخر مني: ما دريت إنك بهالضعف... وإلا شجاعتك وعنادك ما يطلعوا إلا لي...؟!
ماجاوبته ولا حتى أهتميت بسخريته... ولاحظت هدى ساكته وبنظرتها ألف سؤال وسؤال...
قال عمي سيف وهو مو فاهم: قلت يا وليد مكانها فبيتي...
وبعدها ناظرني وقال: القرار بيدك يالخنساء...
ناظروني بعيون حادة... أرتجفت... حسيت نفسي مثل لعبة يلعبوا فيها وبعدين راح يرموها... صحيح أستغربت أهتمام عمامي فيني... وأستغربت أكثر إعتذارهم لي... يمكن رثوا لحالتي... وشعور الشفقة والنخوة استيقضت فيهم... صحيح شعوري مهزوز ومكسور إلا إني فرحانه لهالإهتمام إلي أول مرة ألاقيه بعد وفاة جدي وأبوي المفاجئ...
تجرعت ريقي وأنا أحس بعيون وليد متنبهة لكل حركة مني...
وسمعنا وقتها صووت حاد يقول: مالها فبيت أبوها حاجة... وإذا بغت تعيش فبيت عمها سيف فراح تعيش مكرمة ومعززة... وحتى إذا بغت تعيش فبيتي أنا أرحب فيها بكل
وساعة صدر...
وكان هالصوت لعمي خالد إلي قطع هالتحدي وأعطى قراره... وماكان لوليد قدرة يعترض...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:10 AM

الأحد...
9-9-2007...

وبكذا مرت أيام على وجودي فبيت عمي سيف... من يوم عمي خالد هو إلي أخذ القرار ماعدت شفت وليد إلي أغتاظ من قرار أبوه... أدري فوليد خشونته تطالبني إني أتحدى الصعاب... وبنظره أرملة أبوي واحد من هالصعاب... هو يسخر من ضعفي وأنا مالي قدرة غير الصمت... كان لي فبيت عمي راحة عجيبة أول مرة أحس فيها بعد موت جدي وأبوي... هدى وعمي سيف وخالد والجدة مريم وحتى مازن ومزون يحاولون يرسمون الضحكة على شفايفي... يحاولون يحاوطوني بالحنان إلي رحبت فيه بكل فرحة...

كنت على الكنبة متمددة... ومازن ومزون يتراكضون بالصالة وهم عافسينها مرة... كنت أفكر بشوقي لخواني إلي ما شفتهم بعد ما طلعت من بيت أبوي... وماحسيت إلا بمازن ويهجم علي وهو يضحك وتتبعه أخته... وعفسوا لبسي وشعري... كنت لابسة طقم جديد من تنورة وردية وبلوزة باللون الأبيض... هدى وعمي سيف ماقصروا كل إلي أحتاج له قدموه لي... وهدى قصت شعري وساوت بين خصلاته حتى تمحي آخر آثر لي من خالي وصاحبه... وكانت النتيجة حلوة... نتيجة أبرهتني مثل ما أبهرت هدى وعمي...

ضحكت وأنا أمسك فيهم وهم يعفسوا شعري...
مازن: أيييييييييييوة... عليك فيها مزون...
مزون: ههههههه... أنت روح من ذيك الجهة...
وقفت أهرب منهم وأنا أأشر: أتركووووووني ما أريد أكون آخر لعبة من ألعابكم...
ورجعت لوراي وركضت أبعد عنهم وماحسيت إلا وأنا أنخبط فجسم صلب... وأرتميت بكل قوة عليه وهو على الأرض...
ضحكوا مازن ومزون على طيحتي... وأنا بكل سرعة تحركت من فوق وليد... وبعدت قدر مقدرتي... أتمنى وقتها الأرض تنشق وتبتلعني من الإحراج...
أشرت بكل حرج: آسفة... ماشفتك...
ما أعرف شو كان حالته المزاجية ذاك الوقت لأني رفضت أحط عيني بعينه... ولما ما تكلم رفعت عيني وشفت فعينه نظرة ساخرة... كانت عيونه تقيم إلي ألبسه وشعري

المعفوس... أرتعشت شفايفي... ناقصني أنا وليد يسخر مني... وتراجعت بهرب بعد ما لفيت شيلتي علي إلا إنه مسكني ودفعني للمجلس... وسكر الباب وهو يأشر لي أجلس...
قال ساخر: أجلسي... ورانا كلام ونقاش أهم من لعبك مع التوائم...
مشيت خطوتين لوراي متجاهلة كلامه وأنا أنوي أطلع من المجلس... كنت عند الباب لما حاولت أفتحه لكن وليد سكر الباب ومسكني من أيدي وسحبني لحد وسط المجلس... ناظرته بكل قهر...
أشرت له: شنو تبي أنت؟؟ ما خلصنا؟؟
وبكل قسوة قال يأمرني: أركدي... وأجلسي... عندي كلام لازم أقوله...
أكرهه لما يستأسد علي ويأمرني بكل برود... رميته بنظرة باردة وعصيت أمره للمرة الثانية... ومشيت خطوة وما كملتها إلا وأنا مرماية على الكنبة... ناظرته بحقد وعيوني تلمع...
أشرت: أكرهك ...أكره أسلوبك المستأسد... أنت ما لك حق تعاملني بهالطريقة...
ابتسم بقسوة وشر: فكري قبل لا تطلقي تفاهاتك... وتذكري قبل كل شيء إني أنا زوجك ...
أرتعشت شفايفي وأنا أعدل من شيلتي... نظرتي كانت خجلة ومذعورة... ولما شفت نظرة الإنتصار بوجهه...تذكرت إني لازم أكسب هالجولة...
أطلقت نظرة مشمئزة وأشرت له: أنا ما أتشرف أكون زوجة إنسان قلبه من حجر...
توقفت لما شفت إنه وصل لي بخطوة... ويده تمتد لي... خفت يضربني فخبيت وجهي بيدي... لكنه بدون جهد نزع يدي... ومال علي حتى صارت أنفاسه تلهب خدودي وتحرقها من الخجل...
قال بصوت ساخر وجامد: إذا كنت أنا قلب من حجر فأنت شنو تكونين؟؟ كتلة مشاعر ...خداعة...كذابة..؟!
حاولت أبعد عنه... ولما شاف التوتر فيني ترك يدي وأبتعد لكن مو لبعيد... إلا بس ليسمع ردي...
أشرت له بإضطراب: أنا مو كتلة مشاعر خداعة... أنت إلي ما تكف عن هالإهانات والنظرة المزدرية وأساليبك القاسية...
قال ببرود: هذا أنا...
تشجعت وأشرت له بكل قوة: وهذي أنا إلي ما تتشرف بلمسة من حديد...وقلب من حجر... طلقني...
لحظة صمت مرت علينا بعد هالكلمة... جمدت حركته وهو ينقل أنظاره من يدي لوجهي... وكلها ثانية وكان للقسوة والغضب نصيب من تعابير وجهه... مسكني من كتفي وهزني...
وصر على أسنانه: إياني وإياك تذكرين هالكلمة وإلا...
دفعت يده وأنسليت منها... وأنا أأشر له بعناد: طلقني... طلقني أنا ما أطيق لك وجود بحياتي...
وكانت هالكلمة إلي عاندتها فيه هي إلي أشعلت غضبه... سحب شيلتي إلي كانت تتأرجح ورماها... وما حسيت إلا ويده تنسل خلف رقبتي... زاغت عيني رعب...
هذا شكله ناوي يقتلني... شد على شعري من ورا وقرب وجهي له وأنا أتوجع ...
قال بهسيس الأفعى: والله ثم والله...ثم والله...وهذا أنا حلفت بالثلاث...إذا فيوم جيتي تأشري لي بهالكلمة...لتشوفين النجوم فعز الظهر...
وبعدها شد على شعري حتى مال راسي لورا...
وشدد على كلماته وهو يهمس: زواجي منك ما كانت رغبة فيك... وحطي فبالك إني داري عن أخلاقك الوسخة...أنتي مجرد مسؤولية من عمي المرحوم لا أكثر ولا أقل....
إرتجفت شفاتي حاولت أصرخ عليه بكل حره ...حاولت ...وحاولت... لكن من دون فايدة... صح ما تنقصني الكلمات ...لكن ببساطة أنا خرساء...والصراخ بالنسبة لي نوع من الجنون والهستيرية...
حسيت بأنفاسه الحارة تلفح رقبتي...تجمدت وتسمرت... وبعدها سرت رعشة على طول ظهري...فجأة تركني بتقزز وأرتميت بقوة على الكنب...
قال بصوت أجش : وهذا ردي على قولك إني من حجر...
ولف طالع من المجلس... وتاركني ألملم بقايا نفس تبعثرت من المشاعر الجديدة والغريبة علي...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:10 AM

الأثنين...
11-9-2007 ...

رفض عقلي يترجم أي شعور إتجاه وليد إلا الكره...إلي تعمقت فيه حتى أنسى تأثيره علي... كرهته لأساليبه المتوحشة...كرهته لأعتباره إني إنسانه بلا أخلاق... كرهته لتأثيره على حواسي وإثارته للخوف والخجل والتوتر في نفسي... بعد ما طلع وليد من البيت... تساءلت عن السبب في جيته؟؟ كان كل كلامنا مشادة وعناد وتوعد... تمنيت يبقى لحاله وينسى وجود زوجة... لكن الظاهر هالشيء مستحيل لأن هالإنسان يحب يذكرني أنا شو بالنسبة له...

وكان لنا مواجهة ثانية... وهي إلي سحبت مني كل الضعف إلي يحاول يغرسه فيني وليد... ويزرع بدل منه بمواجهاته التمرد والعصيان...

وقفت قدام المراية أناظر نفسي... كنت لابسة بنطلون جينز وهذي لأول مرة بحياتي ألبسه... و تنورة قصيرة زرقا بشك حلو توصل للركبة ... وقميص رسمي أبيض ماسك على جسمي... كنت رافعة شعري مثل ذيل حصان بعد ما رجع يطول... عمي خالد عازمنا هاليوم... رفضت أقبل أروح بيت وليد إلا وأنا سامعة من هدى إنه مسافر لصلالة لشغل ضروري من يومين...
أشرت لهدى: صراحة... أحس نفسي غلط...
ضحكت هدى : والله طالعة مرة غييير...
أشرت لها بتوتر: خلاص... ببدل...
مسكتني من يدي ورجعتني أناظر المراية...
وهي تقول: الكحل والجلوس وبودرة الخدود دورهم بس إنهم أبرزت ملامحك ...وإلا إنت من الأصل قمر ما شاء الله عليك... طويلة وشوي ضعيفة زيادة عن اللزوم...والملابس هذه هي موضة العصر... وبعدين إنتي بتكوني مع عمامك يعني محد غريب...
لبست عبايتي وأخذت شيلتي السودا إلي لبستها عدل...
ودخلوا مازن ومزون بكل عنف للغرفة يصارخون: بابا يقول يلاا نروح تأخرنا...

وصلنا لبيت وليد... ما كان يبعد عن بيت أبوي وعمي سيف إلا مسافة 10 دقايق... كان كبيير مرة...هذا مو بيت هذا قصر... المسافة من البوابة للقصر طويلة وحوليها الورود من الجانبين... والنافورة كانت إبداع من الألوان والأشكال... أما البيت فكان قمة فالذوق والفخامة... وصوت نعلي ينسمع فالرخام المصقول...
سلمت على عمي أما الجدة مريم فكانت طالعة تزور أولادها وأحفادها... كنت أناظر المكان وأنبهر بالثريات الفخمة والسلالم ... وريحة العود تفوح فالمكان... كنت كاني بمكان أثري وعيوني مبهورة...
مازن ومزون صرخوا: ماما إحنا بنروح نلعب...
هدى: أوكي... بس يا ويلكم إذا مسيتوا بس بطرف أصابعكم هذي الأثريات...
ماجاوبوها وركضوا بالحوش الخلفي إلي كان فيه مرجيحة...
وجاتنا بعدها شغالة وقدمت لنا العصاير... وأنتظرتني عند راسي... ناظرت هدى بضيق...
قالت هدى وهي تشيل العباية وتعطيها الشغالة: شيلي عبايتك يا الخنساء...
هدى كانت لابسة مخور وشيلة ساترين وأنا بلبسي هذا مو مرتاحة...بس بتشجيع هدى شلت العباية وأعطيتها الشغالة... ونزلت شيلتي ألفها على كتفي...
قال عمي سيف وهو يغمز لي بضحكة: طالعين اليوم حلوين...
أبتسمت بخجل وأشرت: هذي زوجتك إلي وسوست لراسي...
قال عمي خالد بحنان وهو ناوي يبعد عني الإحراج ما درى إني إنحرجت زود: هي أصلاً قمر مختبي وإلحين ضوا وشع...
ضحك عمي سيف وقال: الله ...الله...خالد هذا كله لأن الخنساء صارت زوجة وليد؟؟
ضحك عمي خالد وقال: لا والله... هي بنت الغالي أحمد رحمة الله عليه...
عمي خالد بأختصار إنسان هادئ وطيب القلب رغم إنه يظهر بعض الأحيان ضعيف ومشتت التفكير... ودريت بعدها إنه مصاب بالسكري وصحته تدهور... وهذي حاله من يوم ما ماتت زوجته...
مسح على يدي وهو يقول: أحسني مذنوب بحقك يا بنتي...
هزيت راسي بلهفة وأنا أبوس يده وأأشر: لا...لا يا عمي... لا تقول هالكلام... صدقني أنا مو شايلة على أحد... نقدر ننسى ونبدا من جديد...
ضحك عمي بطيبة وخجل... و جلسنا نسولف ونضحك حتى إنفتح الباب وراي...
تجمدت فمكاني لما سمعت خطوات أعرفها زييين... وقف عمي خالد وهو يبتسم بفرحة...
عمي: وليد؟؟ الحمد لله على سلامتك... ليش ما خبرتني يا ولدي إنك واصل اليوم؟؟
رغم إن الكل وقف يسلم عليه إلا إني بقيت بمكاني...معطته ظهري... هذا ليش وصل إلحين؟؟ أنا...أنا ... مسحت على ركبتي وأنا أناظر ملابسي... شو بيخلصني إلحين من كلامه؟؟...
قالت هدى بصوت عالي: الخنساء... تعالي سلمي على زوجك...
بغيت وقتها أقتل هدى بالنظرات ...عرفت من بريق عيونها إنها تريد تقرب بينا... وقفت ولفيت شوي وأنا خلاص من الإحراج بذوب... كانت عيون وليد مركزة علي ووجه جامد ...عيونه كانت فيها بريق ما عرفت معناه...كان يلبس لبس الشرطة ...وهذي أول مرة أشوفه بلبس العمل...وكان شايل لاب توب على كتف وشنطة ملابسه على كتفه الثانية... بإختصار صورته كانت مهيبة ... وشعره الأسود الكثيف مبعثر...كان رغم التعب وجهه مرفوع الراس بفراسته إلي تعودت عليها... وسامته طغت عالمكان .... مشيت له بكل بطء وأنا محرجة... كنت بتعثر من الربكة... إلا إني وصلت سليمة...وقفت ومديت يدي من بعيد...

رفع حواجبه ساخر وعيونه تعلقت على خدودي...إلي أكيد أحترقت من الخجل والربكة... بغيت أصرخ من أعماقي من الحرج لما سحب يدي حتى وشوي كنت بصطدم فصدره... وبسرعة مال علي ولثم خدي...وبمثل سرعته تركني وواجه أبوه...
ما سمعت إلا مقاطع من كلام عمي خالد وهو يسأل وليد: كيف كانت السفرة؟؟.... تعشيت؟؟... يالله روح خذلك شاور وإلحقنا علشان نتعشى...
تركنا طالع السلالم...تنهدت تنهيدة إرتياح وما سمعها غير هدى... إلي إبتسمت لي بمكر رغم إن عيونها محتارة باسئلة كنت طيلة الأيام الماضية أتهرب منها...
أشرت لها: أصبري لي... خلنا نكون لوحدنا بس...
ضحكت وما أعطتني وجه...جلسنا لنص ساعة وبعدها نزل وليد ... بدل لبس العمل ولبس جينز وقميص أحمر... وشعره مبلل وكان مختلف بشكل... كأنه صغر لعشر سنوات ورا... جلسنا على الطاولة ...كنت جنب عمي خالد ومباشرة قدامي وليد... تجاهلته طوال ما أنا جالسه... بعد ما خلصت من أكلي رفعت راسي وأصطدمت عيني بعين وليد إلي كان يناظرني بطريقة هزت كياني... تجرعت ريقي وطلعت مع هدى أغسل يدي...

كنت أمشي ورا هدى أناظر المكان بعيون ملهوفة... البيت تحفة من الجمال... حسيت بيد توقفني...
قال وليد لهدى: بتكلم مع الخنساء...
علقت هدى وهي تضحك: بدينا يا ولد أختي؟؟ أنتظر لـشهرين وبعدها بتكون لك...
ما أعطاها وليد وجه وسحبني لباب بآخر البيت وفتح أضوائها... فتحت عيوني من الدهشة... تقدمت لقدام أناظر الأشجار والورود... كانت غرفة زجاجية ...والورود تملي المكان...هذا غير التحف والفخار يزين المكان... حسيت وليد واقف جنبي...
قال بكل هدوء: عجبك المكان...؟؟!
لفيت له والإبتسامة من الأذن للأذن...أشرت له: رووعة... جمال بديع...
ناظرني بطريقة غريبة...بس ما أهتميت له وميشت بالمكان...أشوف الورود بأنواعها وجمالها...
أشرت له بانفعال: فكرة منو هذي؟؟
قال: فكرتي...
جمدت وأنا أحس بالحرج...
سمعته بعد فترة يقول: الخنساء واجهيني...
لفيت له محتاره من أمره... وقال: أدري وفاة عمي ما مر عليها غير أسابيع ينعدو...
سكت لفترة وأنا أتهيأ لكلامه إلي بيجي بعدين...
وبعدها قال فجأة: حددت مع أبوي يوم زفتك... بعد العيد بأسبوع أو أسبوعين...
زاغت عيني رعب... أشرت له بعنف: لا...لا...
ناظرني بتحدي وقال: وليش لا؟؟
إرتعشت شفايفي ...وعضيت إبهامي توتر... أبوي توه متوفي... وهم يريدوا يزفوني لهالإنسان... مستحيل ومشاعري تتخبط فظلام ما أعرف شو مصيرها مع وليد... مستحيل... مستحيل...
أشرت بجنون وأنا ما أحس بنفسي: أنا ...أنا...لا...لا...طلقني...طلقني...
ورغم إنها مو بالكلمات إلا إن صداها كان مثلها وأقوى... وأقوى... ساد الصمت المكان... وتخدرت من الخوف ووجه وليد يشتعل فيه العصبية والقسوة... رجعت لوراي لأهرب منه ...إلا إنه إنقض علي بسرعة الفهد ...ولوى يدي لورا ظهري...
صرخ بعصبية: حذرتك... حذرتك يالخنساء من هالكلمة...حذرتك...
حاولت أقاومه أبعده عني... صرت ألتوي بين يديه وأنا أهز راسي بجنون... وبعد دقايق من الصراع...سكنت حركتي تعب... ترك وحده من يديه تشدني له أكثر...ويده الثانيه إنسلت لربطة شعري ونزعها بشراسه ورماها... مسك شعري ولواه بين يديه وهو يقرب وجهي له...
ناظرني بتحقير وأنفاسه تلهب وجهي: مو أنا إلي تطلب مني مره...طفلة ...أطلقها...مو أنا إلي تغريني وحدة بمثل أخلاقك الوسخة وتمشيني على هواها...
ورفع ذقني بقسوة وكمل بغضب أسود: ومو أنا إلي أنسى عري مرة وزينتها قدام رجال قذرين... وجودها وسط حثالة الله أعلم كيف كان مصيرها...
حسيت نفسي بلا روح بعد هالإهانات... مستسلمة ليده إلي تهزني...
كمل وهو مو معطي لي إي إعتبار: ومو أنا إلي يقرب المستعمل... زواجي منك كان لأرضي عمي ورجاءه لأتزوجك...وزفتك هذي لأنها طلب أبوي... هذا كله مو لرضاك أو رغبتك... أو حتى رايك...
ناظرني بأكثر النظرات حقارة وضحك بسوداوية: أما عن رغبتي فيك فهذا ما أعرف له بقاموسي مكان ...لأني كاره وجود إنسانة هي فمدارك الحضيض قريب...
إنهدت مشاعري بالألم...فاضت عبراتي ...وغمضت عيوني وبكيت...
بكيت بدون إعتبار هالدموع ضعف...
بكيت لأني أتخبط بالظلام لوحدي...
بكيت لأن تأكد لي إلحين إني وحيدة...إني بلا سند...
بكيت لأن عزتي وشموخي أنجرحت وأندمت بكل قسوة...
بكيت لأن وليد عرفني بمكانتي...
وبكيت لأول مرة إني عاجزة لأني خرساء...
لأني خرساء...
خرساء...

* * * * *
.
.
((يتبع))

جنــــون 07-11-2011 03:11 AM

الوقت؟؟! ما أدري كم كان بالضبط...

بس وليد لما رماني بدون رحمة وطلع... لمست بخدي الأرضية الباردة... وتكورت على نفسي... أعذب نفسي بإهانات وليد ...أعيد وأزيد فيها ... انتفضت من البرد... أحس ببرد بأطرافي...أحس بنار تحترق بصدري... أحس بأحاسيس مو المفروض أحس بها... وما أدري إذا هو أغمى علي أو بس غطيت بالنوم... لكن إلي أذكره إني حسيت بيد تضرب خدودي... صوت خايف حنون يطالبني أنهض... ابتسمت منو بعد ما زال يخادعني ويهتم فيني؟؟ ...

رشتني هدى بالماي... صحيت أناظر فيها... جلستني وحضنتني لها...
قالت ودموعها تنزل: الخنساء شو فيك؟؟ شو قال لك وليد؟؟ شو سوى فيك؟؟ خبريني...خبريني يالخنساء...
حاولت فيني أقولها بس أنا رفضت لأني ما كنت بوعي... فنقامت علشان تنادي عمي... بس أنا مسكتها وزدت دفن وجهي بحضنها... إذا كان فيه أحد يخدعني بإهتمامه فما مشكلة... ننسى ونحب...وبعدها ننصدم...
وهدى تردد وتعيد: الله يسامحك يا وليد... الله يسامحك يا ولد سارة... الله يسامحك شو سويت بهالمسكينة....
وبعد فترة هديت...أشرت لها بضعف: أرجوك هدى... خذيني لبيتك... خذيني لأي مكان بعيد عن وليد... أرجوك...
هزت راسها موافقة ... وهي تقول: إن شاء الله... إن شاء الله... بس أنتي بخير؟؟ تحسي بوجع؟؟ تريديني أنادي سيف؟؟
أكدت لها إني بخير وما أريد إلا أخرج من هالبيت... ومسحت على شعري وربطته... وبعدها نظفت وجهي إلي سال الكحل فخدودي... قمت معها ومشيت ببطء... ولما وصلت عند الباب وقفت...
أشرت لها: طلبتك لا تقولي لأحد أي شيء عني... طلبتك يا هدى...
هزت راسها متوترة :إن شاء الله...
أشرت لها إني بمشي لوحدي... طلعت للصالة... كانوا عمامي يسولفوا وبضحكوا...وليد ما كان فيه... فإرتحت...
قالت هدى: يالله يا سيف خلنا نروح... الأولاد نايمين على الكنبة من التعب...
سلمت على عمي خالد وأنا أغتصب بسمة خفيفة... لاحظ إني شحبت كثير...
قال وهو يمسح على شعري: فيك شيء يا بنتي؟؟؟ حاسة بشي؟؟ وجهك إنقلب أصفر...
هزيت راسي بلا بالوقت إلي جابت لي هدى عبايتي ولبستها...وبعدها طلعت من هالبيت إلي أهنت فيه بأفظع الإهانات...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:11 AM

الخميس...
27-9-2007...

ونسيت هالمواقف لما دخل شهر رمضان ... ونسيت وليد أو حاولت أتناساه... وبهالشهر الفضيل إلي حاولت أتعمق فيه بالسعادة وإلي أكتشفها لأول مرة... عمي وهدى ماقصورا من ناحيتي... صحيح العائلة تذبذبت علاقاتها بعد موقف عمامي من عمتي... وعمي سيف رفض يزور أو تجيه عمتي حتى تعتذر مني... وطبعاً عمتي رفضت... ورغم كل إلي صار الحياة أستمرت بكل تفاؤل... وقدرت عن طريق عمي خالد أشوف خواني وأزورهم... ورغم محاولة أرملة أبوي طعني بإهاناتها أنا ما أهتميت...

بعد صلاة التراويح...

جلست مع مازن ومزون متمددين عالسجاد وأنا أسمع هذرتهم وهم يكتبون فروضهم المدرسية... كانت المدراس أنفتحت تقريباً قبل أسبوعين من رمضان وأكيد أخواني الصغار بدوا دراستهم... تذكرت علاء وعماد إلي كانوا يحبون يسولفون لي بكل إنطلاق عن مدارسهم وأصدقائهم... وطارق وليلى إلي البراءة مسطورة على وجوههم... تمنيت تجي فرصة وأطلب من عمي نزورهم... تنبهت وقتها على مازن يصارخ بأخته وهو يضرب على الدفتر...
مازن: قلت لك خطأ... يعني خطأ... أنتي ماتفهمي؟!
مزون عبست وصرخت: لاااااا صحححح... أنت إلي ماتفهم...
وضربها بدون تفاهم على راسها... ولما قامت تبكي حس بالذنب ومسح على مكان الضربة بدون أعتذار... تبسمت لما شفت هالحب إلي يكنه التوائم لبعض... ياليت كان لي توأم... سند لي... أحتمي بظله... أفهمه يفهمني... أفشي أسراري له ويساعدني...
وكنت من شرودي إني ما حسيت بالشخص إلي يسلم ويضحك مع التوائم... نفضت راسي أحاول أنفض أفكاري وأنا أحط عيني على وليد إلي أذهلتني... ابتسامته... ضحكته... حنانه... هدوءه... صبره... تفاهمه... مع التوائم... كانت كلها صفات تدفقت مثل زخات المطر... صفات أكتشفتها بوليد بلحظات بس... غريب... كيف هالإنسان الواقف قدامي هو وليد الشرس... القاسي... الكبرياء نفسه...ابتسمت وأنا أفكر... هل بيوم راح أحظى ولو بلفته وإبتسامة منه؟!...
ماتت البسمة بسرعة لما شفت وليد بقامته المهيبة يناظرني بكل تمعن... إلتقت أعينا لحظات ... وشتت أنظاري بكل خجل... وبكل حنق... لأن صورة موقفنا الأخير أنعاد قدامي...
فقمت بكل سرعتي وهربت لمجلس الحريم... أحاول أوقف عنف دقات قلبي... لكنها زادت لما أنفتح الباب... وسكر وليد الباب واتكأ عليه يناظرني... وحسيت بنظرة وليد تسبح فشعري الأسود إلي بدا يطول وخصلاته تلامس كتوفي وتلتف عليه... إرتعشت شفايفي لنظراته الجريئة فرفعت شيلتي من كتفي بيد مرتجفة ولفيتها...
ابتسم بكل سخرية وسوداوية... عصبت وناظرته بقهر وذكرى موقفنا الأخير ينعاد قدامي...
أشرت له: أنت شو مجيبك؟؟ ما إنتهينا؟؟
قال ببرود: بينا كلام ما إنقال...
أشرت بعصبية: ما بينا كلام ينقال... ما كفاك إلي قلته المرة الماضية...؟! تركني لحالي... ريحني يا إنسان...
مشيت شوي وعيني عالباب ...تتبعت أنظاره عيني وأبتسم بقسوة...
قال فجأة: ألبسي عبايتك ... أنتظرك فالصالة...
لف بيطلع لكني طيران كنت عنده... مسكت بيده وأنا ألتف أواجه...
أشرت له: ليش؟؟
ارتفعت حواجبه وهو يناظر يدي إلي أنحطت على ساعده....أنحرجت وسحبت يدي وبعدت بسرعة...
قال: ألبسي وبتعرفي ...
وطلع تاركني... عصبت منه... أنا مو خدامة عنده لما يقولي سوي كذا أسوي له... وبعناد وبرود طلعت لغرفتي وجلست فيها... صح كنت أمثل دور الشجاعة بس الخوف من ردة فعل وليد أرقتني... فكرت أترك عنادي وألبس عبايتي وأطلع له... بس لا... أنا كذا بكون خضعت لتصرفاته وخسرت قدامه... لا ..لا ...أنا بجلس هنا...
لميت رجولي وعقدتها بيدي... وكل ما سمعت صوت قريب أرتعشت... وقلت هذا وليد... وحسيت إن العناد والشجاعة خذلتني لما إنفتح الباب ... شفت مازن عند الباب وتنفست بقوة...
قال: الخنساء.. وليد ينتظرك يقولك خلصي بسرعة...
مسكت المسودة وكتبت لمازن: خبره إني ما بطلع ...تعبانة بنام...
وأعطيت الورقة لمازن وأشرت له يعطيها وليد وطلع...
مرت خمس دقائق وأنا قلبي طبووول... صرت أمشي من أول الغرفة لآخرها وأنا أتوقع ردة فعل وليد لما يعرف... حاولت ما أتعمق بتفكيري وأتجاهل هالشيء... هو أصلا مستحيل يدخل الغرفة... لكن الظاهر ما في شيء مستحيل عند وليد...
أنفتح الباب بقوة وأنا أنتفضت ويدي متعرقة من الخوف... كانت عينه تشتعل غضب...
صرخ وهو يسكر الباب بقوة إنسمع صداه: شو معنى حركتك هذي؟؟
تجرعت ريقي ورجعت من الخوف لوراي وأنصدمت بالجدار... ما قدرت أأشر له لأن يدي كانت ترتجف... لكن العناد والتمرد إلي ما كنت أعرفه إلا مع وليد دفع الشجاعة فيني... ورسمت وجه غير مبالي...
وأشرت: أنا مو جارية عندك ...إذا قلت لي إرمي نفسك فالنار أرميها...
سكن للحظة... وهو يناظرني بقهر... تقرب مني وأنا خلاااص حسيت إني بموت على يده هالحين... مسكني من كتوفي ...وبعدها مرر إيده الثنتين لحد رقبتي وضغط عليها شوي... زادت أنفاسي تلاحق...وطبول قلبي كأنها فساحة معركة...أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله... بموت بسبب عنادي...
زاد من ضغط إيده على رقبتي...فجأة وبقسوة رفع ذقني بإبهامه الأثنين ...وأجبرني أناظره مباشرة...
قال بهسيس غاضب: جربي فيني عنادك هذا مرة ثانية... لتشوفين والله شيء ما شفتيه بحياتك على يدي...
وتركني وأنا أرتجف... ناظرني بتحقير من فوق لتحت وبعدها قال: أنتظرك بالسيارة...
طلع هو وأنا أحاول أوقف الرجفة إلي هدت كياني... أخذت عبايتي ولبستها...وبعدها لبست شيلتي وطلعت وأنا ألوم تصرفي الغبي...
.
.
وصلت للسيارة وأنا ناوية أجلس ورا... إلا إن نظرة من وليد كانت كافية أنسحب فيها من الباب الخلفي وأجلس قدام...
لما جلس هو قال بدون حتى يلتفت لي: إلبسي الحزام...
ناظرته بغباء... إذا تقولون هل في ناس متخلفة ما تعرف كيف تلبس الحزام ؟؟فهي أنا... أصلا هذي المرة الأولى إلي أجلس فيها قدام... ماكان جدي عنده أي سيارة... ولا هو حصل لي الشرف إني أركب سيارة فخمة وغالية وقدام...
قال بعصبية: ما تسمعين؟؟ أقولك ألبسي الحزام...
ثارت فيني نار الحقد... يدور على زلة مني حتى يغايضني عليها... فما تحركت ولا حتى حاولت رغم إني شاكهه إني بركبه بكل سهولة...
أشرت له بكذب ولا مبالاة: ما أريد... ما أحبه...
ناظرني بحقد وتركني لهواي... وضغط على البترول بقوة وعصبية... كان يسوق بسرعة ويناظر قدام... ناظرته دقايق أفكر كيف إن هالإنسان كل وقته إما معصب وإما ساخر معي... ومع غيري يختلف مية وثمانين درجة... وبعد ما خفت إنه يلاحظني أراقبه لفيت أناظر المناظر من الشباك...
دخلنا على محلات تجارية... وبعدها وقف فواحد من المواقف...
قال لي بأمر: إنزلي...
تأففت ...هذا أوامره ما تخلص... نزلت وبعدها مشيت وراه... دخلنا محل ذهب... عرفت شو مجيبنا هنا... فوقفت بعيد مترددة... أنا ما ودي بأي شيء من هالإنسان... قرب مني وليد...
وهمس لأن فيه ناس غيرنا بالمحل: خلصينا...وراي أشغال أهم من هذي...
أشرت له متوتره: أنا ما أريد أي ذهب... أرجوك...
قال بعصبية وهو يمسك يدي ويجرني لقدام ويأشر بعدها: لو بيدي ما كنت هنا أصلاً...
رفعت يدي أبي أرد عليه لكني استحيت لما لاحظت إن البنات إلي كانوا واقفين على جنب يناظروني أنا ووليد... فوقفت جنب وليد بدون حركة....
طلب من الصايغ نماذج لنشوفها من خواتم الزواج (الدبلة)... لما جابهن لنا من جمالها وغلاها تجرعت ريقي... وتحاشيت أختار وسلمت هالمهمة لوليد...فاختار دبلة رقيقة وتلاها أقراط وقلادتين وسوارتن أنيقتين ومعظمه من الذهب الأبيض... ما أعطى إحتجاجي قيمة وأشتراها...كنت مذهولة أنا ما قد إمتلكت فحياتي أي ذهب إلا قرطين صغار كانوا يمكن بالغلط أمي نستهم فأذوني لما تخلت عني...
حاولت مرة ثانية أأشر لوليد: أنت مو ملزوم تشتري لي هالذهب...
قال بصوت خفيف: كل هالشكليات هي من أبوي وجدتي... مو لرضاك...
خبيت يدي ورا ظهري... انجرحت من كلامه رغم إني ما بينت... وإلي زاد الطين بلة إن البنات قاموا يأشروا علي ويتهامسوا... الظاهر لفت نظرهم بإشاراتي... ولما كان وليد يحاسب كنت قريبة منهم بس عموماً إن الصوت كان واضح حتى لوليد...
سمعت وحدة من البنات تقول: مسكييييينة... لاحظي تتكلم بالإشارات... شكلها بكماء وصماء...
والثانية ترد عليها: أيوه... بس شوفي هالكيوووت إلي واقف جنبها... شو تتوقعي يكون؟ أخوها؟؟
والثالثة تجاوب: يا غبية هذا شكله زوجها وإلا ليش جايبها تشتري الدبلة...
الثانية: ياااااا حسافة... واحد مثل هالجنتل ياخذ مثلها... أشك إنه....
وما قدرت أسمع البقية لأن وليد سحبني لخارج المحل... صحيح كلام إنقال إلا إني فكرت فيه... وجلست أفكر بجد ليش وليد وافق على زواجه مني؟! صح هو قالي إني مسؤولية من عمه... بس أكيد كان فيه كلام أكبر بينه وبين أبوي قبل لا يتوفى...
جلست فالسارة وأنا شاردة... أحاول أحلل هالألغاز بس قاطعني وليد لما فاجأني...
وليد بهدوء وفجأة: لا تسمعي لثرثرة الناس... تراها كثيرة وإن أعطيناها أهتمام ما خلصنا...
ناظرته وهو وجهه جامد يناظر لقدام... وليد؟؟ وليد إلي جرحني مرات ومرات يقول لي هالكلام؟؟ غريبة...
حاولت أرد عليه... بس بالأخير جمدت وماعلقت... وقفنا بعدها عند محل هواتف نقالة...
قال وهو يرجع لأوامره: أجلسي هنا...برجع بعد شوي...
وأنا نفذت أمره... وعيني عليه وهو يدخل المحل ...أكيد مو ناوي يشتري لي موبايل... مستحيل...أنا خرسا وما تتكلم فكيف يكون عندي موبايل؟؟؟ ... أستغليت فترة العشر دقايق إلي غاب فيها بالمحل إني أضغط أزرار المسجل وأكتشفها... لمحته قريب من السيارة فتركت إلي بيدي... دخل ورمى كيس فيه علبه فحضني قبل لا يتحرك بالسيارة...
قال بأمر للمرة الثانية: إفتحيها...
وهالمرة رفضت طلبة أو أمره... وجمدت حركتي... لما ما سمع صوت الكيس ...لف لي وناظرني...
قال يعيد: إفتحيها...
بلعت ريقي وأشرت له: لا...
قال بملل: قلت إفتحيها يالخنساء...
أشرت له بقوة هالمرة: لا...ما أريد موبايل...
كنا على حسب إعتقادي بشارع فرعي ما فيه سيارات... لمحنا طفل يركض ورا كورة كانت فالشارع وهو مندفع من باب حوش البيت المفتوح... فجأة ضغط وليد على الفرامل... ولما كنت أنا ما لابسه الحزام أندفعت بقوة لقدام... توقعت إني بضرب راسي إلا إن إندفاعي توقف بالنص... فتحت عيني مرعوبة وأنا أشوف يد وليد فحضني وهي إلي حمتني... حتى بدون ما يسأل أنا بخير أولا صرخ بحرة غضب: لو مو مبالاتك وتهورك بالحزام ما كان تحركت شعرة من مكانك...
ودفعني للكرسي بقبضته...
أشرت له بعصبية: قبل لا تطلق إهاناتك... أنا فحياتي ما قد حصل لي الشرف ألبس هالحزام ...
سكن لدقيقة يناظرني ...توقعت يبتسم ساخر لجهلي ويضحك علي...
إلا إنه صرخ وهو يميل علي: ولأن كبريائك ما تسمح لك تعترفي بهالشيء... حطيتي نفسك بموقف غبي...
لزقت بالكرسي ...ما عرفت إذا كان هو خوف منه أو خجل من لمسته... لكن كل إلي سواه ...إنه مسك الحزام وسحبه بعصبية ودخله فمكانه...
تمتم بكلام ما فهمت منه إلا: مو من صعوبة تركيبه...
أدري... والله أدري بس مثل ما قال السبب هو العناد إلي أبد ما عرفته إلا مع وليد...وبعدها كملنا طريقنا لبيت عمي... ونسيت الموبايل ورفضي له... كما هو نسى هالشيء...
قال لي بهدوء وأمر والسيارة وصلت عند باب البيت: إلبسي الدبلة بإصبعك... فاهمة؟
وفتح الحزام لي وطلعت بدون ما أعلق... ودخلت غرفتي بعد ما سلمت على هدى وعمي... رميت علبة الموبايل بكيستها فدولابي أما الذهب فراح أحطها عند هدى حتى أرجعها فأي يوم لوليد... والدبلة لبستها وأنا شاردة أتساءل شو تخبي لي الأيام الجاية مع وليد...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:11 AM

السبت...
13-10-2007...

فتحت دولابي وأخذت تنورة زرقا وقميص أبيض ماسك عالجسم وعليها بلوزة زرقا... لبست شيلة زرقا... ناظرت المرايه بشرود وأنا أتذكر كلام عمي سيف بأيام العيد هذي... أرملة أبوي جابت أمها وأخوها حتى يسكنوا معها بالبيت لحد ماتخلص عدتها وبترجع معهم هي وأخواني لصحار... واليوم بالعزيمة إلي عاملها عمي لتجمع الأهل ماراح يجوا أخواني... أرملة أبوي رفضت بشكل قاطع... مثل ماراح تجي عمتي وبناتها... حسيت إن كل شيء تغير بعد وفاة أبوي... تخيلت كيف كان ممكن العيد يكون لو أبوي حي... تنهدت وأنا أحمد ربي أن لي أهل إلحين يسألوا عن أخباري... ويحاولوا قدر ما يقدروا يحسسوني بالحنان...

طلعت لهدى بالمطبخ وهي تصب العصاير...
قالت لي بابتسامة حلوة: هلا بالغلا الخنساء... ما شاء الله... قمر بسم الله عليك...
أشرت لها وأنا أبتسم: جزاك الله خير يا هدى... هذا تعبكم... أنتي وعمي ماقصرتوا من ناحيتي...
قالت بطيبة نفس: نشيلك فوق رؤسنا يا الخنساء... عمامك ندموا على كل لحظة ترددوا فيها بمساعدتك... وإلي نسويه إلحين مايوفي حقك...
وشالت العصير وحطته بيدي وهي تقول: وخلنا من هالكلام... الله لا يهينك خذي هالعصاير للصالة...
وبعد ما قدمت العصاير لعمي جلست بمكاني شاردة ولاحظت إن وليد مو موجود... ما صادف إني ألتقيت فيه هالأيام إلي مرت... غير مرتين وكانت كلها بحضور الجدة مريم إلي إما تنسيني وليد... أو إن الواحد يتجاهل الثاني...
وبعد العصاير جا العشا والسوالف توالي... والصلاة وبعدها القهوة والسوالف... حتى وصلت الساعة 12 بالليل لما قرروا أهلي أن السهرة خلصت...

كنت أمشي بالحوش متضايقة... صح كان تجمع كبير لأهلي بس حسيت بملل كبير... فكرت إني يمكن بسبب الأحداث المتقلبة بحياتي صرت أحس بالملل والكسل بهالحين...

انتفضت لما سمعت صوت من وراي...
: شو تسوين هنا بهالوقت؟؟
لفيت أشوف وليد واقف وهو متكي على الجدار... سكنت وأنا ألاحظ للمرة الثالثة إختلاف بشخصية وليد... كان يلبس بنطلون جينز وقميص أخضر وفوقها بلوزة لونها بني مفتوحة أزرارها... رافع راسه بشرود بناحيتي... ويبين إنه متعمق بتفكيره... من متى هو هنا؟؟ ما كان موجود بالعزيمة... بلعت ريقي وأنا أناظر لأي مكان غير على وليد...
قال بهداوة غريبة: ليش جالسة لوحدك بهالوقت والفجر قرب... ؟! إحنا مو برمضان...
تذكرت إن هاليوم عيد... غريب ليش أحس إني أفتقر لكلمة "عيدك مبارك" من وليد... ليش كلي لهفة حتى أسمعها منه...؟!
وأشرت له مرة: من متى أنت هنا؟؟
تجاهل سؤالي وقال: جيت أخبرك إن بعد أسبوع زفتك... أعطيت الضوء الأخضر لهدى تشتري لك أي شيء تريديه...
يحسبني متسولة ما همني إلا هالزفة والفلوس والذهب إلي تبصم لي إنها من هالإنسان...
ولما ما جاوبته رفع راسه ناظر للسماء والصمت حل فجأة بصورة رهيبة...
بعدها رجع يناظرني ويقول فجأة: تدرين إني أدري عن سبب طلاق أمك من أبوك...
أستغربت ليش يتكلم عن هالموضوع لكني سكت ولا علقت... أنتظره يكمل...
وكمل: ما أخفى إني أندهشت وأستغربت لكل كلمة قالها عمي... كل حدث حكاه...
ورجع يناظرني بحدة: وعرفت... عرفت وقتها إنك نسخة عن أمك... مره لعوبه ما همها إلا تأذي من هم حواليها...
وكمل بكل تجريح: الصورة إلي لقيتك فيها فبيت راشد كانت ضربة قاضية... أثبتت لي هالشي رغم محاولة عمي يقنعني إنك تورطي وهو سبب كل إلي صار لك... لكن أنا...
وقف معتدل وكمل بصوت قاسي جمد الدم بعروقي: لكن أنا شفت إلي ماهو شافه... ومستحيل أقتنع بغير هذا... مستحيل... لأن هالدم إلي يسري فيك هو دم أمك...
عضيت على شفايفي... وأرتفع الدم بعروقي يطالبني بالثأر... بالرد عليه بتمرد... وأبد ما خيبت ظنها... أبد ما خيبتها...
أشرت له بعصبية: أحب أذكرك إذا ما نسيت إن هالدم بعد إلي يسري بشراييني هو دم أبوي...
وصرخت صرخة خافته من العصبية وأنا أأشر: أدري النخوة... والشهامة... إلي طالبك فيها أبوي هي سبب زواجك مني... وجيت إلحين تصب غضبك على حساب نفسي المجروحة... لكن تذكر رغم إني تزوجتك وأنعقد إسمي مع أسمك... أبقى أنا أنجبرت بدون رضاي...
ورغم ترددي إلا إني وصلتها له وراسي مرفوع: أنجبرت على إنسان قلبه قُدَّ من حجر... إنسان ما يعرف إلا القسوة والتجريح والسخرية له سلاح... إنسان أنا كارهته... كارهته... كارهته...
ومشيت له ويدي تتكور على جوانبي... وبدون تفكير ضربته بيدي الثنتين على صدره... وأنا أردد بتحريك شفايفي... كارهته... كارهته...
ومثل كل ردة فعله... قيد يدي الثنتين من رسغي... وشدني له وأنا أشوف عرق جبينه ينبض... جسمه يرتعش... شفايفه متوتره... أنفاسه حاره... وعيونه تسبح بعيني...وهالمرة بدون كلمات جارحه ناظرني بكل قوته... يسحب مني قوتي وشجاعتي إلي بالعكس... زادت وزادت...
وبعد فترة طويلة نفضني من بين يديه... وعيونه تعلقت بعيوني إلي إشتعلت بكل عزة... مواقف مرت وهو يزرع الضعف فيني بس هالمرة لا أنا إلي بزرع فيه هالضعف... هالمرة أنا إلي بذيقه من الجرح...

تراجعت لوراي ووقفت وأنا أحس بدفعة شجاعة... رغم الخوف إلي يهز كياني إلا إني تصنعت هالشجاعة بعد ماشفت نظرة وليد المشتتة...
شيء خلاني أوصل له هالمعاني... وبكل حرارة أشرت له أرمي السلاح الأخير بهالموقف: أنت صممت قناعاتك... ورسمت مصيري معك... خططت لمصير كل جزء ولكل عرق ينبض فيني... نخوتك... شموخك... شهامتك... كل هالمعاني هي السبب بهالمعمعة إلي إحنا فيها... أنت أنعميت بكبرياءك إلي أعدمت فيك شوفت إني مظلومة... أنت بقسوتك وسخريتك وإهاناتك...ولدت فيني العناد واللامبالاة... ولدت فيني التمرد... وقتلت المشاعر إلي أنذبحت وأندمت... وصدقني... صدقني إن مصير ي عندك هو الفناء...غسلتني وأنتهيت... وأنت على أستعداد بابتسامة تترتعش لها الشفاه حتى تكفني...
تــــكــــــــــفـــنــي...
تـــكـــــــفـــنــي يا وليد...
.
.
إرتجفت يدي وأنا أغرسها على شعري... أحاول... أحاول أنزع صدى هالكلمات... صداها الصامت... إلي يرن براسي بكل وجع... ولأول مرة أشوف الضعف يرتسم على ملامح وليد... لأول مرة أشوف على ملامحه نظرة مشتته... مهزورة... محتارة... ومتوجعة...

* * * * *
.
.
{{ نهاية الفصل السادس... أرجوكم نداء للصامتين أتمنى رأيكم ولو بضع كلمات......}}

جنــــون 07-11-2011 03:12 AM

http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(157).gif(((((((((((((((الفصل السابع)))))))))))))))


~~** ألحدتكي بيني وبين أطواق الياسمين...**~~



الخميس...
25-10-2007...

كان آخر موقف لي مع وليد ذيك الليلة إلي هربت فيها وتركته بمكانه وما قد شفته لحد هاليوم... يوم زفتي... تخبيت فبيت عمي أتحاشى وليد... أجتمع مع أفكاري وأرثي لها... وأبد ما فكرت بتعابير التوجع إلي أرتسمت على وليد... أعتبرتها ولاشيء بالنسبة لي... إذا هو جمد قلبه فأنا قلبي تجمد ألف مرة...
ولأني بحكم الضعيف وافقت على كل شيء... المهر... أو فلوس وليد إلي إشترى فيها نفس ضايعة... وهالمهر وصل مع هدى بعد 3 أيام من موقفي مع وليد...ما رفضت بعدها لما قالت لي هدى إنها وعمي بياخذوني للسوق وأشتري كل شيء تحتاج له العروس... ضحكت ضحكة جوفاء لهالشكليات الغريبة... هو ما فرقت إذا أنا رحت بفستان عرس أو بخيشه... ترى كله عند وليد واحد...

تنهدت وأنا أبعد عن الشباك ...و أتسحب للحمام (تكرمون)...توضيت وصليت الظهر ورجعت رميت نفسي بالسرير... أتذكر محاولات هدى لتعرف شو يصير بيني وبين وليد حتى نتشاد بالإهانات والسخرية... لكن أنا صديتها... هذي معركة بتكون بيني وبين إلي ما يتسمى وما لأحد دخل فيها...
كلمة قالتها لي هدى رسخت فبالي ((مو كل يوم تعرسين)) ... لذا سلمت نفسي لهدى ووافقتها على كل شيء... بداية من المهر لحد فستان العرس الأبيض... وقفت ورحت للدولاب إلي علقت فيه الفستان... القماش من الحرير الخالص والدانتيل ...والشيفون الأبيض الرقيق يغطي الظهر والجزء العلوي من الصدر ويمسك بحمالات رقيقة... كان بذيل صغير وورود بيضاء مذهلة... الطرحة كانت متصلة بتاج من الإكسسوار... والنعل كان بكعب عالي أبيض بشرائط تمسك بالساق...
كان قمة فالجمال وأعجبت فيه... حبيت جرأته لأنه يعكس نفسيتي بهالأيام... العناد... التمرد... الجرأة والشجاعة... هي إلي تحكمني مع وليد... يمكن بحس بحرج قدام وليد...بس أنا خلاااااص صرت ما أهتم... بعيش حياتي لنفسي ولرضى ربي... أما هالإنسان فقررت بطريقة وحدة بس راح أقدر أنتقم منه بخطة رسمتها...

* * * * *

الساعة... 10 بالضبط...

إبتسمت لـ (نور) إلي عملت لي المكياج وصففت لي شعري بطريقة ملكية... وبعدها ثبتت لي التاج ونثرت ورد أبيض على شعري الأسود... كان الفستان مناسب للمكياج ولكل شيء... طبعاً كملتها بالجزمة والذهب الأبيض... الأقراط والقلادة والأسورة...
قالت لي (نور): والله طالعة أمر...أمر بسم الله عليك...
كتبت لها بفرحة: شغلك الحلو... ذوقك قمة فالرقة...
قالت: لك تكرم عينك... عيونك الحلوة...
وقتها سمعنا دق عالباب... دخلت هدى بعدها وهي حاملة مسكة الورد والمبخرة... فاجأتني لما صرخت وجات تركض لي... وهي ترفع فستانها العنابي...
هدى وهي تبخرني: ما شاء الله... قمر 14 ... بسم الله عليك...
وضحكت وعيونها تلمع: تدرين شو تشبهين؟؟ والله مو مبالغة إذا قلت إني أقدر أوصفك بحورية...أميرة من أميرات الخيال...رسمة فنية رسمها فنان وأبدع برسمها... نسخ بلوحته جمال وصفه جنوني... كان مختبي وفجأ وبشوي أهتمام ظهر وبان وأشرق...
أرتعشت يدي لهالوصف... لا...لا... لايا هدى... إذا تبين توصفيني فأنا... أقرب لوصف عذراء... جُهزت... زُينت....عُطرت وبُخرت... لكن للأسف ما راح تقدم قربان لوحش أو آلهه... إلا قربان لوليد... وهذا مقابل الحماية إلي أرادها أبوي لي...
وأيقضني صوت هدى من شرودي وهي تقرا المعوذات... ابتسمت لها أنفض الأفكار الغريبة براسي... بعدها أخذت مسكت الورد إلي كانت هم بعد ناصعة البياض...
قالت لي بلهفة: الخنساء حبيتي... الضيوف واصلين من زمان... والزفة راح تبدأ...
تنفست بقوة من الربكة... سبحان الله... أحس بفقدي لأمي... كل عروس بيوم عرسها تتمنى أمها بجنبها... تبكي لطفولتها ومراهقتها ولشبابها...وتسلمها بكل فخر لعريسها وتوصيه عليها... وأنا؟!... هزيت كتوفي بألم... أمي ماتدري عني إذا أنا حية او ميته... فكيف بيوم عرسي؟؟ أنا طلبت من هدى توصل لعمي خالد إني ما بنزف إلا بشرطين... وهو إني بنزف بدون أغاني بدون فرقة وبدون قاعات... والزفة تكون عائلية والأصدقاء القريبين من هدى والجدة مريم... وحاولت هدى تقنعني لكني رفضت بصورة قاطعة... وما كان لعمي إلا يوافق لأنه لاحظ إني مازلت متأثرة بموت أبوي...
هدى: ياللااا... لما تسمعي الموسيقى أمشي مثل ما علمتك... خلك هادية ولا تتوتري... وأقرأي المعوذات إلحين...
ابتسمت لها وأنا أبوسها... كانت نعم الرفيقة لي... إذا رحت لبيت وليد ما راح ألاقي أحد يفهمني مثل هدى...
.
.
سمعت صوت الموسيقى... وبديت أتحرك للسلالم بهدوء... رفضت أنزف على أغنية ووافقت على موسيقى هاديئة رومانسية... كانت عيني تناظر درجات السلالم ... وبعد فترة رفعت عيني وناظرت هدى وهي تمسح دمعة من عينها... والجدة مريم وهي تناظرني وتناظر الناس ولسانها يتحرك بالمعوذات... أذكر إنها وصتني للخمسين مرة إني ما أنسى أقرا المعوذات على نفسي عن الحسد... وبعدها ناظرت عمتي وبناتها...
غريبة وطت عمتي رجولها بيت عمي وهي إلي طلعت منه متحلفة ومتوعدة بعمامي... وهذا قبل يومين بس... جات وتعذرت مني... أمممم نقدر نسميه إعتذار... لكن مع درزينة غرور.. مدري ليش حضرت زفتي؟؟ هو لتتشمت فيني أو لأنها تبي تقيم هالزفة إلي كانت بسيطة أو لأن لها غرض ثاني... ورجحت السبب الثالث وهذا من بريق عيونها إلي كانت قاسية وواعدة ... أما عيون بنتها نشوى فكانت ذبلانه ومتحسرة... بغيت أقول لها والله لو بيدي لكنت تخليت عن هالوليد لك... بعدها ركزت على الكوشة إلي كانت بتصميم من الزجاج والمرايه والقماس الأبيض المخرم بتشاكيل مبدعة والورد الأبيض... وجلست بعد ما خلصت الموسيقى على الكرسي وهدى تساعدني... يمكن عدد المدعوين ما يتجاوز الثلاثين بس حسيت إن المكان مليان...

سلموا علي وباركوا لي الحريم وأنا أبتسم بكل فرحة وأهز راسي... بقت عمتي إلي ما زالت فمكانها هي وبناتها رافضين يسلموا علي... هزيت كتوفي بدون إهتمام... ما ينقص مني أويزيد أي شيء إذا ما سلموا علي... بعد ساعة تقريباً جاتني هدى تقول بيدخل وليد... وطبعاً بيكون معاه عمامي... صح التوتر والخجل ويمكن اللذة فالهروب تملكتني... حتى إني حسيت برجولي ترتعش وأنا أوقف... إلا إني وقفت بهدوء بعد دقايق وأنا أسمع صوت الموسيقى تبدا بالزفة...

غشت عيوني بركة دموع... وصرت أرفرف بها علشان أناظر للبوابة إلي إنفتحت ودخل منها فالبداية علاء وعماد وطارق... وهذا إلي شجعني ورفعت راسي ... وبعده وليد إلي لبس الدشداشة البيضاء وتمصيرة باللون الأزرق ووشاح مماثل له لف حوالين الخنجر... وما كان يلبس البشت... بإختصار كان قمة فالوسامة والهيبة... عيونه بها بريق غريب وهي تناظر الكوشة... وطبعا ورا وليد عمامي إلي إبتسامتهم بينت كثر فرحتهم... والغريب... الغريب بكل هذا إن وليد كان شايل أختي ليلى بين يديه... عضيت على شفايفي تحت الطرحة وأنا أحس بأستسلامي وخذلان شجاعتي... أبد ماتوقعت وليد يحن ويشيل ليلى بين يديه ويكونوا أخواني حاضرين بزفتي... أبد ماتوقعت هالحنان وهاللفته من وليد...

ولما قربوا حسيت بنظرة وليد إلي تحمل وصفين... نظرة تحدي ونظرة تردد... ونزل ليلى عالأرض وأخذ السيف المطرز بالفضة من يدين عمي سيف...
وقف مقابل لي... وطلبت منه هدى ينزل الطرحة...
شعور غريب أنتابني وأنا أحس بيده القاسية تمتد لطرحتي وتنزلها...
شعور غريب أنتابني وأنا احس بنظرته مشتته والدنيا صارت خرسا...
شعور غريب أنتابني وأنا أحس بعيون وليد العميقة إلي تمعنت بملامحي وهو تيبس وجمد بمكانه...
دريت إني أبهرته... كنت متأكده... متأكده إني بدهشه أو عالأقل ألفت نظره... والله مو غرور إلا ثقة إني بقدر أوصل له رسالتي...
وبهاللحظة مرت مواقفي مع وليد مثل الشريط قدام عيويني... وتذكرت... تذكرت خطتي... رفعت ذقني مو غرور إلا شجاعة... أناظر إلانسان إلي حطم كرامتي بطريقته الوحشية... أناظره والبسمة ترتسم على شفاتي بكل خجل العذارى... أناظره والتحدي لمع بعيوني...أناظره وتركيزي عليه أحاول أسبر أغوار تفكيره ...لرأيه بالبياض إلي إتخذت منه سبب فزفتي... للبياض الناصع إلي أعبر له إني شريفة النفس...عفيفة... بريئة الطبع... مشبوبة بالعواطف... مسجونة للألم والضياع... مأسورة للوحدة... ومشحونة بالشجاعة والقوة والعناد...

ابتسمت بكل جرأة وأنا أأشر له بعد ما وقف وقفة طويلة: ما في مبروك؟؟
ناظرني بتردد وبعدها بقسوة ضعيفة ... وإحساسه إني مو طبيعية وإنه شاك بحركاتي بينت على وجهه... وما كان له إلا يتحرك بطواعية ويلثم خدودي...
ويهمس بكل بجفاف: مــبروك...
ابتسمت وتجاهلته بعد ماتركني وبست أخواني وأنا مغتبطة لوجودهم فزفتي... وعمامي إلي حنو علي كثير... حضنوني وهمسوا لي بدعواتهم وأمنياتهم بالسعادة... لسبب واحد إني وحيدة... يتيمة الأب ومحرومة من الأم... جلست قرب وليد ببرود والإبتسامة شاقة الحلق... والتجاهل مابينا كان له النصيب الكبير...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:12 AM

الجمعة...
26-10-2007...
الساعة 1 ونص...

رميت جزمتي (تكرمون) عند عتبة الجناح ... ومشيت حافية ورجولي تلامس نعومة السجاد العجمي... ناظرت لصالة الجناح كانت عربية شرقية الطبع... وبعدها دخلت للمطبخ إلي كان كبير نسبياً ومجهز بكل شيء... بعدها رحت لغرفة النوم إلي كانت مثل غرف القرن القديم ... واسعة وطبعها شرقي وسجادها عجمي لونه أزرق...والسرير كان كبير وفيه أعمدة ومنسدل عليه ستارة من قماش رقيق مخرم باللون الأزق... ومفروش بفرش من المخمل الأزرق والحليبي (البيج) ومطرز بطريقة عجيبة... أما الستاير فكانت من المخمل الأزرق والحليبي مشابهة للسرير... كانت الغرفة الزرقاء قمة فالأناقة والجمال... والثريا بوسط السقف عملاقة ...
كانت الغرفة متصلة ببلكونة تطل على الحوش الخلفي والمسبح إلي كان مصمم على شكل دمعة... تركت الشرفة ورجعت أناظر الغرفة وبعدها لاحظت بابين واحد منهم كانت لغرفة تبديل واسعة بدولابها العملاق... والثاني لحمام وسيع (تكرمون)... وهالمرة بلون سماوي وبيجي... ومجهز بكل إكسسواراته...
طلعت للغرفة المقابلة وكانت مقفلة... توجهت أنظاري لغرفة جنبها كانت هم بعد غرفة نوم شبيه بالغرفة الرئيسية إلا إن هذي أصغر وسريرها لفرد واحد وألوانها بتدرجات الأحمر... وعلى الطرف الثاني كان فيه باب رابع... فتحته شوي وعرفت إن هالغرفة مكتب وليد... ورجعت للمطبخ أفتح الدواليب وأغلقها... أكتشف إلي فيها وأتسائل عن الأشياء الغريبة علي إلي أبهرتني... بعدها طلعت للصالة أناظر التلفزيون الكبير وأنا أتعجب من كبره لما إنفتح الباب ودخل وليد...

ناظرته بدون مبالاة... بعد الزفة طلعنا للتصوير... وكل ما كانت المصورة تطلب منا وضعيات جريئة أبتسم فوجهه وأنفذ... أما هو فكان متوتر حييل... ولما خلصنا جينا عالبيت بسيارتين... عمي خالد يسوق ووليد جنبه وكنت أنا معهم... وسيارة عمي سيف وهدى والجدة مريم... ظلوا عمامي والجدة تحت... أما أنا ووليد وهدى فطلعنا للجناح إلي أخذ معظم مساحة الطابق الثالث... تركتني هدى فالصالة وهي توصيني وبعدها نزلت هي ووليد لتحت...

مديت يدي الثنتين وشلت التاج وسحبت الطرحة... وبعدها نزلت شعري وبسبب طريقة تصفيفه إنسدل على كتوفي وهو ملفوف... رفعت ذقني ومشيت لوليد إلي كان واقف متسمر فمكانه... يناظر كل حركة بتعابير جامدة... وصلت له ووقفت مقابل له... لأني كنت أقصر منه فوقفت على أطراف أصابعي... إبتسمت بجرأة وحرارة... ولثمت خده القاسي...
إنت يا وليد جرحت المشاعر وأدميتها... وأنا ما عاد فيني شعور طيب إتجاهك... الكره هو إلي يسري فشراييني...وأنا أدري إني ألعب بالنار... لكن أنا قد هالعبة يا وليد... قدها حتى آخر رمق بحياتي... إن ماخليتك تطلع عن برودك هذا... إن ماخليتك تنغاظ ... وإن ما خليتك تتوتر وترتبك لوجودي... ما أكون أنا الخنساء...
حسيت بيده قاسية على خصري... وبدون مقدمات دفعني بشراسة... إرتميت على الأرض وشعري يغطي وجهي بجنون... ورجعت له ملامح القسوة والجمود... وكان معها التوتر والإحساس بالإستغلال يتصارع على وجه...
همس بكل شراسة: فسري لي حركاتك هذي...
رجعت شعري ورفعت ذقني وأشرت له: أي حركات؟؟ إنت ناسي إني زوجتك...؟!
ابتسمت بقسوة وأنا أعيد كلماته بإشارات بطيئة: للأسف أنا زوجة عابثة ولعوبة... الحياء تخلى عني لأخلاقي الوسخة... ولكوني شيء مستعمل... إرضى يا وليد بهذا الواقع...
حسيت بعد هالمعاني إني مهزوزة الحيل... مدمومة القلب... وهو بكل حنق مشى لي... وجلس على ركبته يسحب شعري ويشده... رفع راسي بقسوة وحطيت عيني بعينه بشجاعة...
صاح بحنق وغضب: وإنت يشرفك... يشرفك هذا الشيء؟؟ يشرفك بكل نفس باردة...؟!
شفت إرتجافة شفته شيء غريب... وإرتعاشة جسمه أغرب... إلا إني تجاهلته... وسحبت يدي بعنف...
وأشرت له: صدقني... عافاني الشرف... وأنا راضية بهذا الترتيب... فرضى بهالشيء وتعايش معاه... تعايش معاه يا وليد...
أرتفع الدم بوجهه من الكبت والقهر... وبان التقزز والإشمئزاز على ملامحه... وما قدر يتماسك فغرس بأظافره على زندي وعيونه نار تشتعل... حسيت إن يدي تخدرت بسبب الألم الحاد... لكن أبيت أبين له مقدار ألمي... وبكل برود ناظرته... وهنا إنفجرت عصبيته... صفعني بكل قوته وأنا ألف وجهي أتحاشاه... صرخت بخفوت لما حسيت بألم كبير بأذني وبلزوجة الدم تسيل عليها... وبعدها طاحت الحلق (القرط) بالأرض... غمضت عيوني بألم...
صاح والكبرياء صرخت معاه وهو يرتعش: وأنا ...أنا مسحيل أتعايش مع هذا الشيء... مستحيل... مستحيل... إنتي... إنتي ...
إنتظرت بلهفة كلمة "طالق" منه... إنتظرتها وقلبي يرتعش... لكن وبكل قهر سكت ونفض يده مني...
قال بقسوة وجمود: لو مو معاهد عمي إني ما أنطق بهالكلمة لكنت... رميتك بأول الطريق...
ولف طالع خارج الجناح... حطيت راسي على السجادة وأنا أرتعش... أرتعش من الخوف إلي مستحيل أتجاهله وأنا بين يدين وليد... رغم إني حاولت أكون بمنظر الشجاعة...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:13 AM

3 ونص الفجر..
سمعت صوت باب الجناح ينفتح... وبعدها صوت خطوات تقرب... وأختفت بكل بساطة... لملمت بقايا نفسي قبل ساعتين ومثل ما توقعت ثقب أذني إنشرخ والدم مارضى يوقف... رحت المطبخ وحطيت بُنْ (قهوة) وتوقف بعد 10 دقايق... وتسحبت للغرفة الحمرا وقفلتها بالمفتاح مرتين ...ونزلت الفستان وشلت المكياج وخذيت دوش سريع...ودخلت تحت الفراش أحاول أنام وأنسى إلي صار...
ولما حاولت أنام وما قدرت قمت وفتحت شنطي إلي تأكدت منها قبل لا أدخل الغرفة... وفتحتها وأخذت المصحف... قريت نص جزء لحد ما أذن وأقيمت الصلاة... كبرت وصليت ولما تسحبت للفراش... كنت من التعب إني نمت مع أول غمضت عين...

قمت على الساعة 9...قفزت من السرير وأخذت لي دوش... جدتي مريم قالت إن الضيوف عادتهم يجون على هالوقت والعصر... خذيت لبسة الصباحية... كان لبس عماني مطور... لونه عنابي وبيجي... وتطريزه قمة فالإبداع... جلست أناظر الجرح فأذني... المشكلة إني ما بقدر ألبس الذهب عليه... لذا لبست القلادة والأساور الثقيلة الذهبية إلي إشتريتها مع هدى... صففت شعري وربطته وأخذت خصلة كبيرة فغطيت بها أذني اليمنى المصابة...وحطيت المكياج بكل حذر وخطوة خطوة مثل ما علمتني هدى... ولبست شيلة الثوب وتعطرت من العطور الكثير إلي ملت ربع الشنطة...
وبعد ما تأكدت إني جهزت بصورة كاملة طلعت من الغرفة... كان الجناح هادي فطلعت وأنا متأكدة إن وليد مو فيه... نزلت من السلالم وتجاهلت المصعد إلي إستخدمناه أمس... مشيت بكل حذر وخاصة إن الكعب عالي وأنا مو متعودة عليه... نزلت وحصلت هدى فالصالة تبخر البيت... إبتسمت لما شافتني...
وقالت بفرحة: صباحية مباركة يا عرووس... ما شاء الله عليك يالخنساء... الألوان مرة حلوة عليك...
أشرت لها: الله يبارك فيك... مشكوورة... متى وصلتي؟؟
قالت وأنا أتبعها لطاولة الطعام: تعالي كلي فطورك... وصلت قبل نص ساعة... كنت بطلع لك بس شفت وليد نازل قلت أكيد قمتي...
تجاهلت كلامها وأشرت: وين جدتي؟؟
قالت وهي تجلس مقابل لي: بالمجلس... ثلاث حريم من أهلها وصلوا قبل عشر دقايق... بس خلنا منهم بتدخلي بعد شوي... كيف ولد أختي معاك؟!
أحمرت خدودي مو خجل إلا من ذكرى حرارة الموقف وأشرت: الحمد لله... أريد أسلم على جدتي...
ناظرتني بنص عين وهي تدري إني أتهرب من اسئلتها... وبعدها تنهدت وقالت: ياللااا...

وبكذا مر اليوم... حريم داخلة وحريم طالعة... تغديت على الساعة 3 وطلعت لغرفتي بعدها... وبعد صلاة العصر أخذت فستان من قماش زاهي أخضر وشك بديع... عبارة عن قميص بنص كم وتنورة لتحت الركبة بشوي (برمودا)... لبست بوت (تكرموا) وحزام أخضر باللون الأبيض... وأسدلت شعري ولفيته لجانب أذني المصابة... وما لبست غير سوارة رقيقة وقلادة مثلها... والمكياج كان بسيط وناعم ما حبيت أكثر فيه... ناظرت فالمراية وكانت النتيجة حلوة... عمتي وبنتها بيحضروا لقهوة العصر مع حريم أهلنا...ولازم أكون مستعدة لها.. نزلت بهدوء من السلالم...وأنا أسمع أصوات الضيوف يجيني من الصالة... ما قد شفت وليد اليوم...تخيلوا عروس ما شافها زوجها بصباحيتها؟؟ عادي هذي أنا... أصلا ما أدري فيه وين راح... جاتني هدى وعيونها تلمع بفخر... إبتسمت وهي تسحبني تهمس...
قالت: الحمد لله خلصتي... سلمى جالسة وتحش فيك... بس حلو لما أخترتي هاللبسة راح تصيبها فالقلب ... خلك قـــ...
قاطعتها وأنا أعض شفتي بوعيد وأأشر: لا توصي... خلك إنتي معي وبتشوفين...
ناظرتني محتارة وبعدها ضحكت وقالت يالله خلنا نروح... مشيت بكل عزة للصالة...سلمت عالحريم وسلمت على عمتي بنفس طيبة وهي وشوي تتقزز مني... وسلمت على بنتها نشوى إلي ماشاء الله كانت مسكته باللبس والمكياج الثقيل... غريبة هالإنسانة أحسها ذبلااانة... لكن أكيد تكون ذبلانة وأمها عمتي السمكة المفترسة...
قالت الجدة مريم وهي تعقد حواجبها لما شافتني: إلحين يا بنتي ما كان لك أحسن لابسه الثوب العماني... وش زينه عليك الصباح...
إنحرجت وإبتسمت وأنا أشر لهدى تتترجم إلي أأشر به: والله يا يمه هذا تغير... عييل وشو فايدة الملابس الكثيرة إلي إشتريتها...؟؟
قالت العمة سلمى بنغزة: قولي هذي فرحة من النعمة إلي نزلت عليك من السماء...
إبتسمت لها وأنا أأشر وأغيظها: إلا النعمة إني زوجة وليد... العقيد... الشجاع...الشرس المقدام...
ضحكت الجدة بفرحة وهي تقول: الحمد لله يا بنتي... الحمد لله... أهم شيء أنتي مرتاحة...
إسود وجه عمتي لما إنقلب الموضوع بشكل ثاني... وحاولت مرة...
تقول لي بغرور: كيف شفتي الحياة فهذا البيت؟؟ قصدي القصر..؟! طبعاً لأنك جاية من البلد فكل شيء غير عليك...
ضحكت بخفوت وأشرت: صح فيه أشياء غريبة... بس...
قالت عمتي بغرور كبير تقاطعني بصوت عالي: هذا تخلف... وجهل...سبحان الله الناس إلي يجوا من البلد مثل الجهلة إلي يحسبوا مسقط لندن...
وضحكت أكثر بنشوة من موقف عمتي إلي تحاول تبين للحريم إني متخلفة بجانب إني خرسا...
أشرت لها وأنا أبتسم بكبرياء: هذا مو جهل يا عمتي... لأن هالأشياء ما تعتبر لها قيمة عندهم مثلها مثل إن أهل المدن يحسبوا الفلج بحر...
ولما ترجمت هدى لهم ضحكوا الحريم بشراهة... كأنهم يهنوني على ردي هذا...
وعلقت الجدة مريم: تو الفلج صار بحر؟؟ ...الله يخلف علينا بس... ترا الناس تخلفت ... (قصدها تمدنت)...
قمت بحب وأنا أبوس راسها... هذي الإنسانة أحبها... وتعجبني سوالفها...
قامت عمتي من الغيظ : المهم ما علينا... الخنساء وين الحلوى والمباخر؟؟
أشرت لها تروح للمطبخ...
وقالت متقصدة كل كلمة تقولها: شو تخربط هذي؟؟ أنا ما أفهم عليك... تكلمي مثل الناس يا بنت...
مرت لحظة صمت عالمجلس وأنا حسيت بخجل كبير... وحاولت هدى وحتى جدتي تتكلم...
لكن عمتي ما أعطتهم فرصة وكملت تجرح ما درت إن الجرح مندمي من زمان: تصدقي... إلحين العلم تطور... الطب تطووور إذا ما تفهمي... بس تدري ما أعتقد هالخرس إلي فيك بيروح عنك... الحمدلله إلي عافانا مما بلاهم به... اللهم لا شماته...
قالت جدتي بعصبية: سللللمى...
أشرت لهدى وجدتي حتى ما يكملوا...وقفت ومسحت على شعري... عديت للعشرة أكبح القهر إلي فيني... ثلاثة... خمسة... تسعة... عشرة...
ابتسمت بشر متصنع وضحكت وأنا أأشر: لا تخافي عمتي صح هالخرس لازق فيني بس ماراح أدعي عليك...
أسود وجهها بسرعة لما كانت هدى تترجم لها وهي فرحانة...
وقمت من المجلس وأنا أسمع أصوات الحريم يزيد... ودريت وقتها إني ضربت قلب عمتي بالصميم وفشلتها قدام الحريم... وأكيد بتردها لي... مو مشكلة تحاول تردها وأنا لها... كرهت أرجع للحريم مرة ثانية فتخبيت بالمطبخ لحد ماجات هدى وضحكت حتى قالت بس...
قالت وهي تمسح دموعها: أخخخ يالخنساء... والله إنك عن عشر حريم...
ضحكت محرجة وأشرت بشرود: تدرين؟! الخنساء الضعيفة راحت... وجات من بدلها هذي إلي واقفة قدامك... الخنساء الجريئة المتمردة...
وكملت هدى ضحكها وبعدها سكتت لفترة...
ورجعت تقول: الخنساء...؟! صحيح أنا لاحظت هالتغيير لما...
وقفت شوي ورجعت تقول بجد: لما لقيتك بالغرفة الزجاجية... الخنساء!! هذي المرة بسأل مو بنظرات محتارة... إنتي مو موافقة على زواجك من وليد؟؟
وقفت بضيق... هذي هدى تكلمت... كنت لأيام أتهرب منها... تنهدت ورجعت أناظرها من جديد...
وأشرت: شو فايدة كلامي يا هدى؟؟ خلاااص ضرب الفاس بالراس من يوم أبوي زوجني بوليد بدون رضاي...
فتحت هدى فمها تبي تتكلم... تستفسر... أدري إن أهلي وكل الناس على بالهم إني تزوجت برضاي... إلا أنا وهالوليد وأبوي رحمة الله عليه...
وقاطعتها لما ضحكت بحزن ورجعت شعري لورا وأشرت: ناظري يا هدى... هذي هي عمايل وليد... اليوم ضربني وبكرة بيدفني...
شهقت بالأول وعيونها تفتحها على وسعها... وبعدها شفت إرتعاشة فمها وعينها على أذني...
قالت تتجرع ريقها: كذا... كذا وصلت بوليد...
وكملت ضحكي بألم ورجعت أقولها: وأكثر... هذا شوي عليه...
قالت هدى بخفوت: بتكلم... بتكلم معاه... أو لا... بتكلم مع سيف... هو...
أشرت لها بالرفض بكل سرعة وأنا أمسك يدها...
أشرت: لا يا هدى...لا أرجوك ... أنا ما أريد حرب ثانية تصير بالعايلة... وبعدين هذا الشيء بيني وبين وليد... هذي حرب بيني وبينه...
قالت هدى وهي تعبس: الخنساء... الزواج مو حرب وصراع وكلام جارح وإهانات... الزواج حب وتفاهم وعطاء وإحترام...
مسحت على يدي وناظرتها مباشرة وأنا أأشر: وهالشيء منعدم بيني وبين وليد... والسبب كله إعتقاداته وكبرياءه التافهين...
وحاولت تتكلم أكثر لكني قاطعتها: أرجوك هدى... خلينا نغير هالموضوع...
وبديت أسأل: منو بيتعشى عندنا هالليلة؟؟
قالت وهي باين عليها إنها مو مقتنعة وقفتنا بنص الكلام: ماغير عمتك وبنتها...

* * * * *
.
.
((يتبع))
http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(157).gif

جنــــون 07-11-2011 03:13 AM

http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(157).gifhttp://forums.graaam.com/images/smil...am%20(157).gif

الساعة 8 بالليل...

نزلت السلالم وأنا أسمع صوت عمتي يوصل لي... وقفت أصلح لبسي وشعري... ورفعت راسي بشموخ ومشيت للصالة... لحظة صمت مرت وأنا أقرب منهم... صوت نعلي هو الصوت الوحيد إلي ينسمع بالمكان... ابتسمت بكل جرأة وطاحت عيني على وليد إلي جلس بكل هيبة على الكنبة... وعيونه علي يناظرني من فوق لتحت... تجاهلته وسلمت على أعمامي بكل حب وفرحة... ومشيت بقصد لحد ما وصلت الكنبة إلي جالس عليها وليد... كانت كنبة لإثنين وجلست قربه...رغم إحساسي بالحرارة إني جالسة قرب وليدإلا إني بكل برود ابتسمت...

سألني عمي خالد: أخبار عروستنا؟؟
أشرت بخجل مصطنع: الحمدلله عمي...
قالت عمتي من بين أسنانها: وكيف ما تكون هالعفريتة بخير...؟!
إنقلب وجه عمي سيف اسود وهو يناظرها... قال بصوت عالي: سلللمى... رجعنا؟!
سكتت عمتي وهي تتأفف... : أووووووف...
ناظرت عمي بحب وأشرت له بدلال مقصود: عمي الله يخليك لي يا رب ذخر وسند... بكرة بعد ماتجيب التوائم من المدرسة جيبهم لي طوال...
قال عمي بابتسامة: إن شاء الله... وإحنا كم خنساء عندنا؟؟!
ضحكت بخجل حقيقي هالمرة وأشرت بدلع: ما عندكم غير الخنساء وحدة... الله يسعدك يا رب يا عمي... ويطول بعمرك أنت وعمي خالد يا رب...
وحسيت بحركة وليد بقربي... عضيت على شفايفي أكبح إبتسامتي وناظرت عمتي إلي كانت مقهورة مررررة...
ومن بين السوالف قفزت عمتي تقول لوليدبكل إهتمام وتدليل: يا وليد... كيف علشان موضوع نشوى؟! هذي هي خلصت الثانوية ودخلت كليتين وما توفقت وهذي الكلية الثالثة إلي سحبت فيها أوراقها... مايصير تسوي لنا واسطة؟!... ترى البنت متمملة بالبيت وتبي شغلة محترمة...
ناظرت نشوى وهي تسمع أمها وتهز راسها بكل خضوع وعينها متعلقة بوليد...
كملت عمتي: يعني أنت عندك واسطاتك ما شاء الله... سوي لنا واسطة من هنا وهناك... شو فايدة 12 سنة من كرف الدراسة؟!
قالت الجدة وهي عافسة حواجبها قبل لا يتكلم وليد: وشوله تبغي تشتغل ؟خلها بالبيت تنفعك أحسن...
سمعت صوت عمي سيف يقول ساخر: مو السالفة كذا يا خالة... السالفة هي شو الشغل إلي تبيه إن شاء الله؟؟
حاولت نشوى تتكلم لكن عمتي وقفتها... وقالت بفخر: شغل بشركة محترمة طبعاً... أو حتى دائرة حكومية راقية...
عض عمي سيف على شفايفه يحاول لا يضحك: أقول بلاا هالخرابيط... بما إن ما عندها غير شهادة ثانوية خلي تنفعها تكون مدرسة حضانة أو...
شهقت عمتي ذيك الشهقة ونشوى سوت مثلها... وما قدرت أتحمل وضحكت بدون خجل... شوطت عمتي... ودخنت... ووقفت بعصبية وهي تناظرني بحقد...
قالت وشفايفها ترتجف من القهر: وعلى شو تضحكين؟؟ وإلا من الهواء الطاير...؟! عالأقل بنتي عندها شهادة مو أنتي الجاهلة ... المتخلفة...
وقبل لا يسكتها إي أحد من الموجودين... شفت وليد يوقف...
قال بنبرة حادة وجامدة لعمتي: ما عندي أي واسطة لبنتك يا عمتي... والعلم والجهل ما ينقاسوا بالشهادة... إلا بالعقل والتفكير والعمل...
وقفت هدى وهي متشققة من الوناسة تصفق بيدها: يلاااااا... العشا جاهز... كفاية سوالف...
ناظرت وليد بطريق مختلفة وإحنا نمشي للسفرة... أحاول أشكره بأمتنان حقيقي لأنه وقف معي... إلا إنه ما أعطاني وجه...
وأشر لي ساخر: هذا مو لك... أبوي كان يناظرني وينتظر مني تعليق...
وناظرت عمي خالد إلي كان هادي لكنه يهامس عمتي... شكله يعاتبها على نغزاتها الواضحة... ورجعت أناظر وليد بقهر... وجيت جالسة جنب كرسيه بكل قصد... وبديت متحمسة أسولف مع هدى والجدة...وبنذالة كبيرة أتدلع وأحث وليد يآكل... وأقدم الأكل وأصب العصبير له... بإختصار... بإختصار... أمثل دور الزوجة المحبة المهتمة... ووليد جامد ما يسولف غير قليل إلا مع أبوه وعمه ونفسه تتوق ليصرخ علي من ملامحه المتضايقة... وصار إن من ربكة وليد ترك كوب العصير المليان على الحافة... وبدون قصد منه ضربه بكوعه وإنكب علي...
قفزت من الكرسي أشهق بأسف وأنا أحس بلزوجة العصير تلامس بشرتي... والقهر... القهر إنه كان عصير عنب... يعني الثوب صار في رحمة الله ...
وقفت هدى وهي تجري عالمطبخ تجيب منشفة...وعمامي يعلقوا ...أما عمتي فضحكت بتريقه لأنها سجلت نقطة علي... ناظرني وليد مبتسم بنذالة... كأن هالشيء فرحه ...
وقال بدون إهتمام وأول مرة يضحك معي أو بالأصح علي: لو ماكنتي صابة لي للمرة الثالثة ما كان الكوب مليان...
عضيت على شفاتي... عاجبنه الوضع مرة والعمة تضحك علي... أخذت المنشفة من هدى ومسحت العصير من الطاولة ... ولاحظت إن قميص وليد صابته بقعة...
أشرت له بإبتسامة: فيه بقعة على قميصك...
ناظرني وناظر قميصه... ولف لأكله مسفهني... تمااااام يا وليد ...طيييييييييب... يصير خير... وبأكبر نذالة مسكت بالمنشفة إلي تشبعت بالعصير وصرت أمسح على قميصه... وسحبت يدي حتى تنزلق المنشفة على ركبته بكل قصد...
قفز من مكانه ورمى الكرسي يطيح عالأرض وهو يصرخ: شو سويتي؟؟؟
أشرت له ببراءة: آآآآآسفة ما كان قصدي... كنت بس أنظف قميصك...
ضحكت هدى وهي تترجم الحرب الطفولية إلي كانت بينا... وأنفجر بالضحك عمي خالد وجدتي مريم ... وعمي سيف علق بدفاشة...
ومشيت له وبيدي مناديل أخذتها من الطاولة...
قال محتار: شو ناوية تسوين؟؟
أشرت: بنظفه لك...
قال متردد: لا... لا... بطلع أبدل... أنعدم القميص والبنطلون...
أشرت له وأنا أتصنع الإهتمام: مو مشكله هاتها بنقعها لك بالماي البارد... والله أعرف كيف ينقعوها...
همس بعصبية: لا... لا...
عضيت على شفايفي وتقدمت له وهو تراجع لوراه... حسيت وجه إنقلب أحمررر... والتوتر خلى جسمه يرتبك... مسكت ساعده وناظرت بقعة العصير على قميصه...
وبنذالة كبيرة هالمرة مسحت على البقعة وأنا أتصنع التفكير...
أشرت: تدري يا وليد... الظاهر هالبقعة ما راح تروح حتى لو نقعناها بالماي البارد...
حسيت برعشة سريعة عليه... وناظرني محتار ومرتبك... غريبة شو مقدار هالربكة إلي سوت بوليد كذا... وعلقت عيوني على عيونه وأنا كلي براءة...
قال بهمس... زين سمعته: بطلع أبدل...
سمعنا صوت كرسي تحرك بهالوقت... لفينا على عمتي إلي وجها صفر وحمر وزرق وأسود بالنهاية...
قالت بعصبية: تأخرنا ولازم نروح... يلااا نشوى...
ولما أطلعت عمتي لف وليد للسلالم وطلع... وكان الضحك مستمر وهدى تترجم لهم بكل حماس ولهفة وهي تزيد كلمة كلمتين على إلي صار... وحتى عمي سيف علق على عمتي إلي طلعت من هنا وبدون سلام...
أشرت لهم بابتسامة: بطلع أبدل...
قال عمي سيف وهو يحاول يوقف ضحكه: إحنا بنروح بعد نص ساعة لأن الأولاد بالبيت مع خالهم...
قال عمي خالد بابتسامة: شوي شوي على ولدي...
وسلمت عليهم ولما كنت أطلع سمعت جدتي تقول: هذي هي البنت السنعة إلي تشتغل لزوجها...
وتبعتني ضحكاتهم لحد الطابق الثاني...

* * * *

جنــــون 07-11-2011 03:13 AM

عضيت إبهامي بتوتر... وأنا أنزل جزمتي (تكرمون) قبل لا أدخل الجناح...مشيت بكل خفة حتى أوصل لغرفتي من دون صوت... وما حسيت إلا بإيد تمسكني وتثبتني عالجدار... كان وليد وهو مابدل لبسته أبد... شكله كان ينتظرني على جمر...
قال يصرخ يفرج عن كبته: شو يعني هالحركات السخيفة تحت؟؟!
عضيت على شفتي وابتسمت بكل براءة وأشرت: أي حركات؟!
وبطريقة مختلفة عن السحب والضرب وإطلاق الإهانات ... نقرت على كفه...
أشرت بحلاوة: ممكن يا أستاذ... عقيد وليد... تنزل يدك... أعني لو سمحت... ناظر هالثوب... جديد وأنعدم بالعصير... صرااحة عجبني كثير لما شفته بالمحل حتى إني لابسته بصباحيتي... أوه... صحيح... مو حلوه هاللبسة؟؟
سألته بلهفة وأنا أحط عيني بعينه... إرتعشت شفايفه... حلوووو... بكمل...
وأشرت مرة أسأله: حتى تصفيفة شعري خليتها على جنب... لاحظ... هذا علشان ثقب أذني إلي أنشرخ ما يبان...
وشلت (بنسة) من شعري وخليته يناظر الثقب...
وكملت بابتسامة: هااا ما قلت لي رايك بهالبسة؟!
ناظرني... بكل توتر... عيونه مره على أذني ومره على عيوني...
أشرت بصبر وإبتسامة حلوة: هااا... ما قلت لي شو رايك بلبستي؟؟
وجاني صوته هامس ومتوتر: صفوة الصفوة...
كلمة ورماها وابتسمت بكل إشراق... رغم إني أحس بخذلان برجولي وقلبي... إلا إني كملت تمثيليتي وناظرته بعيون وساع... وفمي يتسع بإبتسامة وعيوني تلمع بالنصر...
وكانت هذي الضربة القاضية إلي أفاقته من توتره وربكته...
عض على شفته ورجع يصرخ: لا تفرحي... وبعدين... بعدين حركات النذالة هذي ما تمشي علي... أنا مو طفل تلعبين عليه... فاهمك وعارف قصدك...
ابتسمت وأنا أسحب يدي منه... أشرت له بنكران وأنا أرفع حاجب: قلت لك أنا ما أقصد حاجة؟؟ شو قصدي يكون يعني..؟!
مد يده يرفع ذقني يجبرني أناظره... وهمس:أدري عن لعبتك التافه هذي... لكن إنتي سألتي نفسك إنك قدها هاللعبة أو لا؟؟؟
ضحكت وأنا ألعب بحاجبي وأشرت: أنا قدها... قدها ونص يا وليد... وإلا نسيت إني مره لعوبة... الحياء والشرف عافوا مني...
وأرتفع الدمع بعروقه... مسكني من شعري وصرخ: وهالشيء يشرفك؟!
هزيت راسي بعنف وعيوني تلمع... أشرت: أيوه يشرفني... يشرفني...
وما حسيت إلا بالصفعة من هالخد والخد الثاني... صرخت وضربت صدره بألم...
أشرت: أكرهك... أكرهك... أتركني... إنت ناسي إن الدم إلي يسريي فشراييني دم أمي؟!
ظنيته بيتركني ويطلع بعد ما يصفق بالباب لكن حساباتي أخطأت لما عدت كلماته... أخطأت لما حسبت إني بترديدي لكلامه راح ينفجر من العصبية ويطلقني... أخطأت وأخطأت...
مسكني يغرس يده على كتفي... وتنقلت لوجهي يغرسها ويطبع فيه الألم...
همس وأنفاسه تتلاحق: لا تجربيني يالخنساء... وإلا والله...
ما تركته يكمل... ومديت يدي للمرة الثانية وصفعته بكل قوة... أفرج وأسرح عن غضبي بأوامره وتوعداته إلي كرهتها... وإلي تحسسني إني نكره ما أسوى شيء...
أشرت بكل عنف وشراسة وأنا أبعد وهو يقرب مني وعيونه شرر: أنت مو تقول إني رحت برضاي لبيت خالي؟! أنت مو تقول إنها نزوة بنفسي وإني بايعة الشرف والحياء؟! أنت مو تقول إني مسؤولية انحطت على كتفك؟! أنت مو تقول إنك عايف المستعمل؟!
ورغم إني أدري إنه هددني إلا إني أشرت بكل قوة وشجاعة: خلااااص... اتركني وريح وأرتاح... طلقني... طلقني... طلقني...
جمد بمكانه... ورفع راسه... وبعيونه شرر وهو تيقظ لكل إشارة أشرت بها...
الصمت صار مرض...
والغضب أصبح دوا...
التعقل صار منسي...
والتسرع أصبح صاحب...
الوليد صار قنبلة موقوته... وأنا صرت روح هايمة... هايمة.... هايمة...
وهمس بلسعة: ما زلت عايف المستعمل... عايفه... بس... والله لذوقك من القهر إلي يسري فيني... من ألم الشرف المطعون إلي راح يحرق صدرك...
بنظرة غضب مكتوم...مسك كتوفي بإيد شرسة... يهز فيني... روح من الضيم تداعت...
وتجرد... من قيم...دعوها فسالف الزمن... بالأخلاق... وأتخذ... من العنف... صديق... ضيفه ...وأضافه... في قاموسه...
.
.
بكيت ...على جنين ... يدعوه بالمشاعر ...بأكثر الأساليب قسوة... جهض... و توسلت له ... يرأف...بمخلوق...هو يتيم...قبل كونه...وحيد ...
لكن وليد صم أذنه الغضب... وعمى عينه القهر... وأخرست فمه الإهانات...
.
.
ظلم... ليلة سودا... وحيرة... وندم على تسرع... وعيون دامية...
تكورت على نفسي...لامه فرش السرير علي... وشعري متناثر بجنون... عيوني عاصفة عنيفه ودموع ماطرة...ما عاد للدموع قدرة على الكبت... وما عادت النفس لها قدرة تدفن المحظور... كفاية ذل يا نفس...وكفاية جروح يا قلب... كفاية... كفاية...

* * * * *

جنــــون 07-11-2011 03:14 AM

السبت...
27-10-2007...
الساعة 4 الفجر...

تسحبت للحمام وأخذت لي دوش... وتوضيت وأستقبلت قبلتي... صارت يدي ترتعش وأنا أدعي للواحد الأحد إلي يحمل أسمى معاني العدل... أسأله فرج همي... ورضاه عني... أسأله السعادة بعد الشقا... وأسأله الثبات بالدنيا والآخره... وبصورة آليه حطيت خدي عالسجادة ولميت نفسي أبكي... أشاهق وأئن...
ما أدري كم بقيت على حالتي هذي... بس سمعت صوت من وراي... ما أهتميت ولا قمت من مكاني... وظليت على ما أنا عليه...
وحسيت بيد إنحطت على كتوفي...
همس مرتجف قريب مني: الــــ..ـــخنـــــ...ـــساء...
وما تحركت... ومسكني ولفني له... ورغم إن دموعي بركة إلا إني قدرت أشوف الألم والندم على وجهه... لكن أنا ما همني... ما همني أبداً... أي تعبير أو أي ندم عليه...
حاوط بيده وجهي وأنا مازلت أبكي...
همس وشفته ترتعش: الخنساء...
وسكت... رغم إن الكلمات ما تنقصه إلا إنه مو عارف شو يقول...
ورجع يهمس: أدري إني ظلمتك... ظلمتك بكل إتهاماتي... وأدري إن كلمة آسف ماتكفي... ما تصلح الوضع...
وما تحركت أبداً... رجع يناظرني وهو يمسح على شعري...
ويكمل همسه بشجون : أرجوك... أرجوك... سامحيني... سامحيني على إتهاماتي... على قسوتي... على الذل... على التجريح... على كل شيء جاك مني... أرجوك يالخنساء... أرجووووك... أرجوووك...
ودفني بحضنه وهو يرتعش وأنا صابني الصمم مقابل أسفه: آآآآآآآه يالخنساء... سامــ..ــحــ..ــيني... أرجوك...

وليد؟! وليد يعتذر؟! ولمن؟! لي؟! بغيت أصرخ... أتهمه... أصفعه... أرمي يده إلي تحاوطني... أهرب... وأترك هالإنسان...
لكن عكس كل هذا ضحكت... ضحكة ميته... ضحكة خالطها البكاء... ضحكه شابها الأنين والوجع...
أبعدني شوي وهو محتار ومتألم...
وسأل بكل توتر وعينه مرة على عيني ومرة على شفايفي إلي تصدر الضحكة مرة والبكاء مرة: الخنساء...؟! شــ..ــو فيك؟!
ولما ما جاوبته وكملت ضحكي وبكاي هزني... هزني يحاول يرجع لي صوابي... هزني علشان أتعقل... وأنا... أنا ما وقفت هالضحك حتى وفجأة رميته عني...
وقفت شوي شوي وأنا أحط عيني بعينه وأأشر: أسامحك؟! تبيني أسامحك؟! وليش؟! هو أنت غلط؟!
وجا بيتكلم إلا إني هزيت راسي بعنف ويدي ترتعش وأنا أأشر عليه: لا...لا أنت ما غلط... ما غلط... هذا حقك... هذي أنا... أنا الخنساء... إلي أتهمتني إني وطيت دار خالي وبنفسي بعت شرفي... أنا إلي أتهمتني إن مكاني فالحضيض... أنا إلي أتهمتني إني لعوبة لأني أحمل دم أمي... أنا إلي أتهمتني بأبشع أتهاماتك... أنا الخنساء إلي ذاقت المرارة منك ورغم كذا... أبقى أنا زوجتك... وأنت ما قصرت أثبت بقسوتك وظلمك لي هالشيء... عاملتني مثل السبية... الجارية... كبش أضحية... وأبقى أنا الخنساء زوجتك... فما غلط بكل هذا... لا... لا... ما غلط بأي شيء...
نزلت يدي بعنف وهو تيبس بمكانه يستوعب كل إشارة أشرت بها... وبعد صمت طويل حاول يتقرب مني...
همس بضعف وهو يمسح على شعره ووجهه: أرجوك... أرجوك يالخنساء... أنا...أنا كنت... كنت...
وغمض عيونه بعد ما تخلت عنه الكلمات... ولما فتحها أشرت...
أشرت بكره وأنا أضحك: أدري... أدري... الكبرياء أعمتك عن شوفة إني مظلومة من خالي إلي ما حافظ على حرمته... وحاول بوحشية يبيعني لأصحابه... ومن أبوي إلي تركني بسبب أنا مالي دخل فيه وهو وأمي... ومن أمي إلي رمتني ثلاث مرات لأني خرسا... ومن هالخرس إلي صابني بالهستيرية بسببك أنت... من ظلمك... من ظلمك... من ظلمك...
وصار قريب مني وخطفني لحضنه... يمسح وجهه على شعري وهو يهمس: أرجوك... أرجوك... كفاية... كفاية... أدري إني ظلمتك... أدري... أدري... والله والله أدري... أدري...
وناظرت دمعه على جفنه تعلقت ورفضت تنزل... غريب... كيف صرت أنا أقرب للقسوة والشراسة... صرت أنا بقلب جامد... وضحكت... ضحكت على توتر وليد... على ضعفه... على إنه تبدل هالمرة مية وثمانين درجة... على إنه مهزوز ومرتبك ونادم... والأهم إنه أذى مسؤولية عمه...
ودفعته عني بكل شراسه وأشرت بعزة: لا... لا تحسبني إنكسرت ...وخضعت للحزن والألم... صح أنا عاجزة ...أنا خرساء... بس أنا أقوى من الخنساء إلي فبالك... إبتسمت ببرود وأنا أمد يدي لكتفه أنقر عليه بالخفيف وكأني أفكر ... ودرت حوالينه بغباء وجنون...
ووقفت مقابل له وأنا أأشر بكل فخر وكبرياء: الورد الأبيض...البياض الناصح إلي بزفتي...تدري شو كان؟!... كان هو سلاحي إلي بغباءك وإستنتاجاتك عني ما عرفت له قيمة عندك... أنا يا وليد عفيفة... أنا يا وليد طاهرة شريفة... أنا يا وليد حرة أصيلة... وأنت... أنت...
وقفت وضحكت وأنا أكمل: وأنت سلبت حقك بكل نفس باردة...
وحط يده على فمي يوقف ضحكاتي المجنونة... وعيونه تعلقت بعيوني يرسل لي الأسف والرجاوي حتى أسامحه وإلي ما أعتبر لها أي قيمة عندي...
قال بيأس يغرس يده على شعري بكل حنان مرتجف : شو تبيني... شو تبيني أسوي لك حتى تعذريني... تعذري تسرعي... كبريائي... تعذري قسوتي... شو تبيني أسويه لك...؟! أنا حاضر... حاضر لطلبك... أمرك...
بعدت نفسي عن حضنه... وأشرت: أريد الكثير... الكثير...
سكت وبعيونه أمل... وقال بلهفة: شو تبين أنا حاضر...
أشرت بابتسامة: أريد ترجع لي أبوي...
جمد... وحل الصمت برهبة عالمكان... رهبة أخرست كل أنواع الأصوات ... إلا النفس السريع لوليد والضحكة الرنانة إلي أطلعت مني...
وأشرت وأنا أبكي: تقدر؟! تقدر ترجع لي أبوي؟!
وهو متيبس بمكانه وساكن... هز راسه يجاريني بجنوني... وكأنه يجاري طفلة عقلها تبرأ منها... يهز راسه ويهمس: لا...لا ما أقدر...
وكملت أأشر: وأنا كذا... هذا مات...
وأشرت على قلبي... ورجعت أأشر: هذا مات... ومستحيل تقدر ترجع هالي مات...
ما أكذب إنك كسرت أشياء بداخلي...
لكن إذا سألت النفس عن الحال ...
بتجاوبك إني بألف ألف خير...
وعايشة ألملم شتات نفسي...
وأبني أساسها من خفقات كرهي لك...
كرهي لك إلي يسري فشرايين دمي...
وأنتقم لإنكسار مشاعري بصمودي وعنادي...
أنت سجلت شريط حياتي معاك بكل وحشية...
دفنتي... كفنتني... ألحدتني...
وما بقى لك إلا ترويني من ماء عينك... من نزف دمعك...
ما بقى لهالروح بقايا يا وليد...
ما بقى لها... ما بقى...
.
.
حسيت به تيبس... جمد... وألمه ووجعه يبان على ملامحة... حسيت بضعفه... حسيت بإنكساره... حسيت بالصراع بداخله... ورغم كذا هزيت كتوفي...
وأشرت بدون مبالاة: صدقني ما عاد يهمني أعيش معك مثل جثة بلا روح...
وفجأة تبدلت حالي... وابتسمت بكل وجع... مشيت له وحضنته... وحسيت برعشته بين يدي... بست خده وهو جامد بمكانه...
وأشرت ببرود على مشاعر ساخرة: تصبح على خير يا زوجي الحبيب... تلاقيني قريبة منك بلياليك... ولا تخاف راح أكون بنهارك مثل الظل لأوامرك وطلباتك...
وتركته يرتمي على ركبته وهو يصرخ بوجع ولوعه...
وأنا... أنا ضحكت ضحكة ميته بدون أسف أو شفقة عليه... إلا متلذذة بلي أشوفه...

* * * * *
.
.
{{نهاية الفصل السابع.... وأترجى نقدكم وتحليلكم...
قراءة طيبة}}
***


الساعة الآن 04:38 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية