نسعى من خلال اللعب أن نحقق عددًا من الأهداف التربوية في كثير من الأحيان لا نستطيع تحقيق جميع الأهداف , خصوصًا مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون قصورًا في بعض القدرات (الجسمية أو العقلية أو الحسية أو الانفعالية) بدرجة تجعلهم بحاجة إلى تعديل بعض أنشطة اللعب ليتمكنوا من تحقيق أهدافهم التربوية، لذلك ينبغي على المربي أن يحدد أولويات كل طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بالنسبة للأهداف التي سوف يسعى لتحقيقها من خلال اللعب.
اللعب لذوي الاعاقة الحركية

في البداية ينبغي استكشاف الحالات المختلفة وتحديد المكونات الخاصة بالضرورة للعب إيجابي ممتع مفيد. ويكون ذلك بمناقشة احتياجات الطفل مع اختصاصي العلاج الطبيعي واختصاصي العلاج بالعمل.
ويمكن أن تتضمن الأسئلة التي يوجهها المربي لنفسه وللاختصاصيين الاثنين:

- ما الأوضاع التي تسمح بالحرية القصوى في الحركة مع توفير الدعم المناسب ؟

- ما الطريقة المثلى لمساعدة الطفل للانتقال من وضع لآخر؟

- ما التعديلات التي ينبغي إجراؤها على الأدوات والألعاب المختلفة ؟

- ما الأدوات المعدلة التي يحتاجها الطفل للمشاركة في اللعب ؟

- ما الأنشطة التي تسهل الحركات وينبغي على الطفل تأديتها ؟

على العموم عندما يقوم الطفل ذو الإعاقة الحركية بالمشاركة في اللعب يجب أن يكون في وضع يسمح له بالمدى الأقصى لحركة المفاصل والتحكم بالعضلات، والتواصل البصري.

وهذا يعني جعله في وضع الانبطاح على البطن أو على الجانب أو الرقود على الظهر أو في كرسي متحرك أو الجلوس على الأرض مع مراعاة عدم الإكراه على وضع معين بالقوة، حيث إن اختيار الوضع المناسب سيساعد حتمًا في منع الأداء الحركي السيئ.

إنه من الضروري بمكان وضع الطفل ذي الإعاقة الحركية في أوضاع مختلفة أثناء اللعب، حيث إن ذلك سيساعده على اكتشاف الأنشطة المختلفة من حوله.

وينبغي إزالة كل العوائق المعمارية من المكان المختار لممارسة اللعب بالنسبة للطفل ذي الإعاقة الحركية، خصوصًا تلك التي تتعارض مع مشاركته في اللعب بالشكل المناسب.

يعاني بعض الأطفال ذوي الإعاقة الحركية صعوبات في النطق والكلام

فالطفل الذي يعاني صعوبات في الأكل في مراحله الأولى قد يكون ذلك مؤشرًا لمعاناته من صعوبات في النطق لاحقًا. لذا ينبغي العمل عن قرب مع اختصاصي النطق واللغة لتحديد الألعاب التي قد تساهم في تطوير النطق واللغة.

لا بد من إتاحة الفرص للطفل ذي الإعاقة الحركية للمشاركة في الألعاب التي تستخدم العضلات الدقيقة وتدرب حاسة اللمس، مثل:
لعبة المس وتعرف

ضع (كرة وسيارة) تحت قطعة من قماش أو في صندوق، ثم اطلب من الطفل أن يخرج الكرة دونما استخدام حاسة البصر.
لعبة البحث عن اللعبة

يعبأ كرتون بقطع من الإسفنج الصغيرة، وتوضع عدة لعب داخلها (كرة، سيارة، دمية) ثم اطلب من الطفل أن يبحث عن أحدها باللمس دون النظر.

ينبغي تشجيع الطفل ذي الإعاقة الحركية

على استخدام ذراعيه ورجليه إذا كان قادرًا على ذلك، بطريقة تقطع الخط المتوسط للجسم.
لعبة معجون الأسنان الملون

تساعد هذه اللعبة على فهم ملمس الأشياء في أبعادها الثلاثة. ويكون ذلك بوضع المعجون على طاولة ذات سطح أملس ناعم ثم إضافة بعض النقاط من ملون المواد الغذائية إليه، ويقوم الطفل برسم أشكال مختلفة بالمعجون الملون باستخدام أصابع يديه، كالدوائر والمربعات والمستطيلات والمثلثات، أو رسم وجوه، حيوانات، أشجار...إلخ.
لعبة رمي أكياس الحبوب

يقوم الطفل برمي أكياس الحبوب الصغيرة (أكياس قماشية مقاس 10سم*10سم مملوءة بالحبوب) إلى مسافات مختلفة.

إذا كان الطفل ذو الإعاقة الحركية غير قادر على استخدام كلتا ذراعيه أو لديه ذراعان ضعيفان غير متناسقي الحركة ينبغي تزويده بالمساعدة الضرورية أو الأدوات المعدلة التي تساعده على المشاركة الكاملة في أنشطة اللعب، فعلى سبيل المثال عندما يعاني الطفل محدودية قدرته على المسك وحركة اليد، يمكن لصق نوع من الشريط اللاصق على قفاز وقطعة أخرى على اللعبة كدمية من القطن مثلاً، ويمكن للطفل أن يلتقط الدمية بلصق قطعتي الشريط اللاصق. كما أن الألعاب التي تعمل بالبطارية ولها مفتاح سهل التحكم به يمكن أن تكون مناسبة لمثل هذا الطفل.

أما إذا كان الطفل غير قادر على الانتقال أو استخدام يده، فيمكن تعديل العديد من الألعاب لتكون بالقدمين فقط، مثل الرسم بالقدمين ورص المكعبات بالقدمين ووضع الأجراس على القدمين واليدين أثناء الأنشطة الموسيقية. كما أن هناك العديد من الأنشطة التي يمكن أن يمارسها الطفل غير القادر على استخدام رجليه وذراعيه كالرسم بالفرشاة بعد تثبيتها إلى الرأس، كما يستطيع المشاركة مع جميع أفراد العائلة في لعبة النفخ على الريش أو البالون أو الكرات القطنية الصغيرة، أو باستخدام اللعب التي تعمل بالبطارية ويتحكم بمفتاحها بالرأس.

الخلاصة

إن للعب أهمية قصوى في نمو الطفل ذي الاحتياجات الخاصة، وفي جميع الجوانب البدنية والنفسية والاجتماعية والعقلية، إلا أن البعض يعتقد أن أهميتها أكبر للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بسبب عدم قدرتهم على التلقائية في المشاركة أثناء اللعب كأقرانهم العاديين، مما يضع المسؤولية على المربين المحيطين بهم للقيام بكل ما يلزم من تعديلات لإتاحة الفرص لمشاركتهم في الألعاب المختلفة وتحقيق النمو المتوازن.