منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=37)
-   -   آلــكاتـــبه والــــآديـبه...غادة السمان (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=33463)

جنــــون 03-07-2011 05:09 PM

آلــكاتـــبه والــــآديـبه...غادة السمان
 
http://www.love-m.com/upload/uploads...043d36fb32.gif






الحبيب الإفتراضي , غادة السمان



غادة السمان , كما يقدمها أحد المعجبين :

























" غادة السـمان "

كاتبـة .. حاضرة .. بما تكـتب


فبصمتها واضحة .. ونكهتهـا نافذة ..


فنانـة .. و مبدعـة .. صادقـة ..

ولهذا تجيء .. أعمالها متكاملـة .. لافتـة

يهتم .. بها الآخـر .. قسـرا

غادة السـمان

دائما ما يأتي عملها متكاملا .. أو شـبه متكامل ..

لكونها تأتي الى العمـل وهي مشـحونة بالمعرفـة المتكئـة على الموهبـة

التي تحدوها الرغبـة في إعطاء عمل إبداعـي .. لافت ..




آكثَر مِنْ آلالسيرة الذاتيه للاديبة المتميزة غادة السمان








http://www.love-m.com/upload/uploads...e52b41f0ad.gif








http://www.love-m.com/upload/uploads...e52b41f0ad.gif




السيرةالذاتيه للاديبة المتميزة غادة السمان



غادة أحمد السمان هي كاتبة وأديبة سورية ولدت في دمشق عام 1942 لأسرة شامية عريقة, ولها صلة قربى بالشاعر السوري الكبير نزار قباني. والدها الدكتور أحمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي وكان رئيسا للجامعة السورية ووزيرا للتعليم في سوريا لفترة من الوقت. تأثرت كثيرا به بسبب وفاةوالدتها وهي صغيرة. كان والدها محبا للعلم والأدب العالمي ومولعا بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح خشصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادا متعددة ومتنوعة. سرعان ما اصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان شديد المحافظة إبان نشوئها فيه.












أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت ان تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الاطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى افاق اجتماعية ونفسية وإنسانية.


http://www.love-m.com/upload/uploads...4e4d8b2025.gif

جنــــون 03-07-2011 05:09 PM

http://www.love-m.com/upload/uploads...043d36fb32.gif









دراستهآآآ وآعمالهآآ






http://www.love-m.com/upload/uploads...15d23e68de.gif






تخرجت من الجامعة السورية في دمشق عام 1963 حاصلة على شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي، حصلت على شهادة الماجستير في مسرح اللامعقول من الجامعة الأمريكية في بيروت، عملت غادة في الصحافة وبرز اسمها أكثر وصارت واحدة من أهم نجمات الصحافة هناك يوم كانت بيروت مركزا للأشعاع الثقافي. ظهر إثر ذلك في مجموعتها القصصية الثانية " لا بحر في بيروت" ثم سافرت غادة إلى أوروبا وتنقلت بين معظم العواصم الاوربية وعملت كمراسلة صحفية لكنها عمدت أيضا إلى اكتشاف العالم وصقل شخصيتها الأدبية بالتعرف على مناهل الأدب والثقافة هناك، وظهر أثر ذلك في مجموعتها الثالثة "ليل الغرباء" عام 1966 التي أظهرت نضجا كبيرا في مسيرتها الأدبية وجعلت كبار النقاد آنذاك مثل محمود أمين العالم يعترفون بها وبتميزها.
كانت هزيمة حزيران 1967 بمثابة صدمة كبيرة لغادة السمان وجيلها، يومها كتبت مقالها الشهير "أحمل عاري إلى لندن"، كانت من القلائل الذين حذروا من استخدام مصطلح "النكسة" وأثره التخديري على الشعب العربي. لم تصدر غادة بعد الهزيمة شيئا لفترة من الوقت لكن عملها في الصحافة زادها قربا من الواقع الاجتماعي وكتبت في تلك الفترة مقالات صحفية كونت سمادا دسما لمواد أدبية ستكتبها لاحقا.
في عام 1973 أصدرت مجموعتها الرابعة "رحيل المرافئ القديمة" والتي اعتبرها البعض الأهم بين كل مجاميعها حيث قدمت بقالب أدبي بارع المأزق الذي يعيشه المثقف العربي والهوة السحيقة بين فكره وسلوكه. في أواخر عام 1974 أصدرت روايتها "بيروت 75" والتي غاصت فيها بعيدا عن القناع الجميل لسويسرا الشرق إلى حيث القاع المشوه المحتقن، وقالت على لسان عرافة من شخصيات الرواية "أرى الدم.. أرى كثيرا من الدم" وما لبثت أن نشبت الحرب الاهلية بعد بضعة أشهر من صدور الرواية.
مع روايتيها "كوابيس بيروت " 1977 و"ليلة المليار" 1986 تكرست غادة كواحدة من أهم الروائيين والرئيات العرب. ويعتبرها بعض النقاد الكاتبة العربية الأهم حتى من نجيب محفوظ.


http://www.love-m.com/upload/uploads...4e4d8b2025.gif

جنــــون 03-07-2011 05:10 PM

http://www.love-m.com/upload/uploads...043d36fb32.gif













الجنس في أدبهاااا



http://www.love-m.com/upload/uploads...15d23e68de.gif







رغم وجود الجنس في أدب غادة السمان إلا إنه يشهد لها أنه دوما في خدمة السياق الروائي والبعد الدرامي للشخصيات ولم تنزلق أبدا إلى تقديم أدب إباحي كذلك الذي صارت بعض الكاتبات يكتبنه لاحقا من أجل الشهرة والرواج. مثال على ذلك، العجز الجنسي الذي يصيب بطل "ليلة المليار" المثقف هو رمز درامي كثيف لعجز المثقفين العرب عموما في مواجهة أزمات الأنظمة وانهيار الحلم العربي الجميل.
تزوجت غادة في أواخر الستينات من الدكتور بشير الداعوق صاحب دار الطليعة وأنجبت ابنها الوحيد حازم الذي أسمته تيمنا باسم أحد ابطالها في مجموعة ليل الغرباء. كان زواجهما آنذاك بمثابة الصدمة أو ما سمي بلقاء الثلج والنار، لما كان يبدو من اختلاف في الطباع الشخصية، كان بشير الداعوق سليل أسرة الداعوق البيروتية العريقة بعثي الانتماء ولا يخفي ذلك وظل كذلك إلى وفاته في 2007 - أما انتماء غادة الوحيد فقد كان للحرية كما تقول دوما. لكن زواجهما استمر وقد برهنت غادة على أن المراة الكاتبة المبدعة يمكن أيضا أن تكون زوجة وفية تقف مع زوجها وهو يصارع السرطان حتى اللحظة الأخيرة من حياته. أنشئت دار نشرها الخاص بها وأعادت نشر معظم كتبها وجمعت مقالاتها الصحفية في سلسة اطلقت عليها " الاعمال غير الكاملة"- في خمسة عشر كتابا حتى الآن- ولديها تسعة كتب في النصوص الشعرية. يضم أرشيف غادة السمان غير المنشور والذي أودعته في أحد المصارف السويسرية مجاميع كثيرة من الرسائل تعد غادة بنشرها "في الوقت المناسب" ولأن غادة كانت نجمة في سماء بيروت الثقافية في عقدالستينات فإنه من المتوقع أن تؤرخ هذه الرسائل لتلك الحقبة..و من المتوقع أيضا أن تكشف عن علاقات عاطفية لم تكترث غادة لإخفائها آنذاك!!! بالذات مع ناصر الدين النشاشيبي الصحفي الفلسطيني الذي كشف عن وجود رسائل عاطفية موجهة له من غادة في أواسط الستينات. من الأسماء الأخرى المرشحة لنشر رسائلها الشاعر الراحل كمال ناصر.

تجمع غادة في أسلوبها الأدبي بين تيار الوعي في الكتابة ومقاطع الفيديو-تيب مع نبض شعري مميز خاص بها. صدرت عنها عدة كتب نقدية وبعدة لغات، كما ترجمت بعض اعمالها إلى سبعة عشر لغة حية وبعضها انتشر على صعيد تجاري واسع. لا تزال غادة تنتج، صدرت لها " الرواية المستحيلة: فسيفساء دمشقية" بمثابة سيرة ذاتية عام 1997، وسهرة تنكرية للموتى عام 2003 والتي عادت فيها للتنبوء بأن الأوضاع في لبنان معرضة للانفجار.
عام 1993 أحدثت غادة ضجة كبرى في الأوساط الأدبية والسياسية عندما نشرت مجموعة رسائل عاطفية كتبها لهاغسان كنفاني في الستينات من القرن العشرين، حيث جمعتهما علاقة عاطفية لم تكن سرا آنذاك. واتهمت بسبب ذلك أن نشرها هذا هو جزء من المؤامرة على القضية الفلسطينية التي كانت تواجه مأزق أوسلو وقت النشر. تعيش غادة السمان في باريس منذ اواسط الثمانينات. ولا تزال تكتب أسبوعيا في إحدى المجلات العربية الصادرة في لندن. ترفض تماما إجراء أي حوار تلفزيوني بعد أن تعهدت لنفسها بذلك في السبعينات عندما أجرت حوارا تلفزيونيا في القاهرة واكتشفت أن المذيعة المحاورة لم تقرأ أيا من أعمالها. ينبغي التفريق بين غادة السمان وبين شاعرة سورية تحمل نفس الاسم وحاولت استغلال ذلك للترويج لنفسها وصار شائعا أن يكتب اسم الثانية "غادا فؤاد السمان" للتمييز


http://www.love-m.com/upload/uploads...4e4d8b2025.gif

جنــــون 03-07-2011 05:11 PM

http://www.love-m.com/upload/uploads...043d36fb32.gif








مؤلفاااتهاا






الاعمال غير الكاملة.


http://www.love-m.com/upload/uploads...e9c348a965.gif






1 - زمن الحب الآخر- 1978- عدد الطبعات 5.

2- الجسد حقيبة سفر- 1979- عدد الطبعات 3.

3- السباحة في بحيرة الشيطان - 1979- عدد الطبعات 5.

4- ختم الذاكرة بالشمع الأحمر- 1979- عدد الطبعات 4.

5- اعتقال لحظة هاربة- 1979- عدد الطبعات 5.

6- مواطنة متلبسة بالقراءة - 1979- عدد الطبعات 3.


7- الرغيف ينبض كالقلب- 1979- عدد الطبعات 3.

8- ع غ تتفرس- 1980- عدد الطبعات3.

9- صفارة إنذار داخل رأسي- 1980- عدد الطبعات 2.

10- كتابات غير ملتزمة- 1980- عدد الطبعات 2.

11- الحب من الوريد إلى الوريد - 1981- عدد الطبعات 4.

12- القبيلة تستجوب القتيلة- 1981- عدد الطبعات 2.

13- البحر يحاكم سمكة - 1986- عدد الطبعات 1

14- تسكع داخل جرح- 1988- عدد الطبعات 1.

15 - محاكمة حب














المجموعات القصصية


http://www.love-m.com/upload/uploads...e9c348a965.gif



1- عيناك قدري- 1962- عدد الطبعات 9.
2- لا بحر في بيروت- 1963- عدد الطبعات 8.
3- ليل الغرباء- 1966- عدد الطبعات 8.
4- رحيل المرافئ القديمة- 1973- عدد الطبعات 6.
5 - زمن الحب الآخر
6- القمر المربع















الروايات الكاملة



http://www.love-m.com/upload/uploads...e9c348a965.gif


1- بيروت 75-1975- عدد الطبعات 5.
2- كوابيس بيروت - 1976- عدد الطبعات 6.
3- ليلة المليار- 1986- عدد الطبعات 2.
4 - الرواية المستحيلة (فسيفساء دمشقية)
5 - سهرة تنكرية للموتى (موزاييك الجنون البيروتي) - 2003 - عدد الطبعات 2










المجموعات الشعرية


http://www.love-m.com/upload/uploads...e9c348a965.gif

1- حب- 1973 - عدد الطبعات9.
2- أعلنت عليك الحب- 1976- عدد الطبعات 9.
3- اشهد عكس الريح- 1987- عدد الطبعات1.
4- عاشقة في محبرة - شعر- 1995.
5- رسائل الحنين إلى الياسمين
6- الأبدية لحظة حب
7- الرقص مع البوم
8- الحبيب الافتراضي و لا شيء يسقط كل شيء !












مجموعة أدب الرحلات



http://www.love-m.com/upload/uploads...e9c348a965.gif


1- الجسد حقيبة سفر
2- غربة تحت الصفر
3- شهوة الأجنحة
4- القلب نورس وحيد
5- رعشة الحرية






أعمال أخرى


http://www.love-m.com/upload/uploads...e9c348a965.gif

23- الأعماق المحتلة- 1987- عدد الطبعات 1.
26- رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان- 1992.









الكتب التي صدرت عن حياة غادة السمان


http://www.love-m.com/upload/uploads...e9c348a965.gif




  1. غادة السمان بلا أجنحة- د. غالي شكري- دار الطليعة 1977.
  2. غادة السمان الحب والحرب- د. الهام غالي- دار الطليعة 1980.
  3. قضايا عربية في أدب غادة السمان- حنان عواد- دار الطليعة 1980.
  4. الفن الروائي عند غادة السمان- عبد العزيز شبيل- دار المعارف - تونس 1987.
  5. تحرر المرأة عبر أعمال غادة وسيمون دي بوفوار- نجلاء الاختيار (بالفرنسية) الترجمة عن دار الطليعة 1990.
  6. التمرد والالتزام عند غادة السمان (بالإيطالية) بأولادي كابوا- الترجمة عن دار الطليعة 1991.
  7. غادة السمان في أعمالها غير الكاملة- دراسة - عبد اللطيف الأرناؤوط- دمشق 1993.


http://www.love-m.com/upload/uploads...4e4d8b2025.gif

جنــــون 03-07-2011 05:12 PM

http://www.love-m.com/upload/uploads...043d36fb32.gif

ي






مقتطفات من روائع ..غادة السمان





امــرأة البحـــر


**************


رسم لي بالطبشور دائرة على الجدار

وقال لي : قفي داخلها ...

فانطلقت هاربة

إلى شوارع البحر.

* * *

غاضباً لحق بي

غاضباً زقزق في وجهي ، وقرّعني

وقال ان القضية جادة

وان "البث مباشر"

ويجب أن أعود معه إلى (الاستديو)

لأقف وسط دائرة الطباشير

وتحت دائرة الضوء

* * *

مسكينة ومبتلة

كمتسول شتائي

حاولت أن أقول له

انني انا أيضاً جادة ! ..

ولكنني (أبداً أبداً)

لن أتركه يسجنني

داخل دائرة مرسومة بالطباشير

على جدار ما .. أرض ما .. مسرح ما ..

لن أتركه يسجنني ،

لا باسمه ، ولا باسم الحب ، ولا باسم الشهرة ،

ولا باسم أحد .

* * *

آه خذ قلبي ، واقضمه كتفاحة

ولكن لا تسجنني داخل دائرة مغلقة ! ...

* * *

ها أنا ألحظ للمرة الاولى ، وبرعب

ان الحرف الأول من اسمك

هو جزء من دائرة

فلا تتابع رسمها حولي !

* * *

الساعة مستديرة

لكن رمل الزمن

صحارى من الأسرار

تسخر من الاشكال الهندسية .

وأنا أكره الدائرة ،

واكره المربع والمثلث

وسأخرج في مظارهة ضد المستطيل ومتوازي الأضلاع

وكل ما هو مغلق كالسجن ! ...

وحدها النقطة المتحركة أحبها

اما الخطان المتوازيات

فيثيران حزني لركضهما إلى الأبد دونما لقاء

ودون أن يتبدل شيء ... بينهما ... وفيهما ...

* * *

إلى شاطئ البحر أهرب منك

وأقف وحيدة

وبطبشورة الحرية

ارسم دائرة غير مغلقة ،

مفتوحة من طرفيها باتجاه البحر والافق

وأقفز داخلها ،

وأركض منها إلى البحر ..

البحر .. البحر ... البحر ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ


أشهد بليل المحطات







كنت افكر بعلاقة انسانية حقيقية

نحياها معا

في دهاليز احزاننا و خيباتنا

و نواجه بها الموت و الحزن و المجهول ...

و نتبادل خلع الاقنعة و الحب

في ليل المحطات الموحشة الماطرة



الملقبة بأيامنا ....



***
و كنت أنت تفكر بشيء اخر ...

و تخطط لاستعراض راقص

نقدمه للآخرين

على مسارح الفضول المتبادل و الثرثرة ...

***
.. و كنت أفكر بك توأما لعذابي ..

و كنت تجد اننا نصلح معا

لتكوين زوجي فكاهي استعراضي جديد..

***
كان حبي لك صادقا كالاحتضار

و كان حبك لي زبديا كالفقاعات ...

جئتك من باب الأعماق البحرية

فأخذتني الى كواليس الثرثرة الاستعراضية ..

***
اردتك السر

و اردتني النصر ...

مجرد نصر اضافي اخر

لشهريار المترع بالضجر ...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

نوارس الورق الأبيض

حينما استحضرك

واكتب عنك،

يتحول القلم في يدي

الى وردة حمراء,,,

لم يكن بوسع مجنونة مثلي

ترتدي هدوءها بكل أناقة...

- وتغلق الأزرار اللؤلؤية لثوب اتزانها البارد

على تيه غجرية عارية القدمين-،

لم يكن بوسع حمقاء مثلي

إلا أن تحب شاعرا مبدعا متوحشا مثلك..

طفولي الأنانية، غزير الخيانات والأكاذيب مثلك..!

حينما أسطر اسمك،

تفاجئني أورقي تحت يدي

وماء البحر يسيل منها

والنوارس البيض تطير فوقها..

.. وحينما ا كتب عنك

تشب النار في ممحاتي

ويهطل المطر من طاولتي

وتنبت الأزهار الربيعية على قش سلة مهملاتي

وتطير منها الفراشات الملونة ، والعصافير

وحين أمزق ما كتبت

نصير بقايا أوراقي وفتافيتها

قطعا من المرايا الفضية،

كقمر وقع وانكسر على طاولتي..

علمني كيف أكتب عنك

أو، كيف أنساك...!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتحت باب الأمواج

و سبحت صوبك

و مررت بالمحيطات السبعة لأهوالك

المفروشة بجثث عرائس البحر الجميلات

اللواتي أحببنك قبلي ...

و حين وصلت الى جزيرتك

وجدتها سرابية و مكهربة ...

و تحول صوتي الى فقاعات ...

و جسدك الى أعشاب بحرية قاتمة

التفت حولي كقيد ..

***

فتحت باب التراب

و زحفت اليك في سراديب الحمى

عبر القارات السبع لبراكينك ...

فملأت حنجرتي المشتعلة حبا

برماد شهيتك

لإذلالي و امتلاكي ...

***

و باسم " الحب "

حاولت أن تحيط عنقي بشريط هاتف

و تربطني الى ساق السرير



ككلب صغير

يقطن الانتظار

و يهذ بذيله مرحبا بك باستمرار

***
و حين فتحت باب الفضاء

و هربت الى كوكب حريتي و صدقي

رميتني بالغرور

و اليوم أحمل غروري وردة صفراء

و أغرسها في شعري

ليضيء بها طيراني

الى أعمدة العبث السبعة

***
لكنني أعترف بصدق حزين :

لقد أحببتك حقا ذات يوم

ولولا عكاز الأبجدية لانكسرت أمامك !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أميرة في قصرك الثلجي








أين أنت أيها الاحمق الغالي ؟


ضيعتني لأنك أردت امتلاكي ! ....

* * *
ضيعتَ قدرتنا المتناغمة على الطيران معاً



وعلى الإقلاع في الغواصة الصفراء ...

* * *
أين أنت ؟



ولماذا جعلت من نفسك خصماً لحريتي ،



واضطررتني لاجتزازك من تربة عمري ؟

* * *
ذات يوم ،



جعلتك عطائي المقطر الحميم ...



كنت تفجري الأصيل في غاب الحب ،



دونما سقوط في وحل التفاصيل التقليدية التافهة ..

* * *
ذات يوم ،



كنتُ مخلوقاً كونياً متفتحاً



كلوحة من الضوء الحي ...



يهديك كل ما منحته الطبيعة من توق وجنون ،



دونما مناقصات رسمية ،



أو مزادات علنية ،



وخارج الإطارات كلها ...



* * *

لماذا أيها الأحمق الغالي



كسرت اللوحة ،



واستحضرت خبراء الإطارات ؟






* * *

أنصتُ إلى اللحن نفسه



وأتذكرك ...



يوم كان رأسي



طافياً فوق صدرك



وكانت اللحظة ، لحظة خلود صغيرة



وفي لحظات الخلود الصغيرة تلك



لا نعي معنى عبارة "ذكرى" ..



كما لا يعي الطفل لحظة ولادته ،



موته المحتوم ذات يوم ...



* * *

حاولت ان تجعل مني



أميرة في قصرك الثلجي



لكنني فضلت أن أبقى



صعلوكة في براري حريتي ...



* * *

آه أتذكرك ،



أتذكرك بحنين متقشف ...



لقد تدحرجت الأيام كالكرة في ملعب الرياح



منذ تلك اللحظة السعيدة الحزينة ...



لحظة ودعتك



وواعدتك كاذبة على اللقاء



وكنت أعرف انني أهجرك .



* * *

لقد تدفق الزمن كالنهر



وضيعتُ طريق العودة إليك



ولكنني ، ما زلت أحبك بصدق ،



وما زلت أرفضك بصدق ...



* * *

لأعترف !



أحببتك أكثر من أي مخلوق آخر ...



وأحسست بالغربة معك ،



أكثر مما أحسستها مع أي مخلوق آخر ! ...



معك لم أحس بالأمان ، ولا الألفة ،



معك كان ذلك الجنون النابض الأرعن



النوم المتوقد .. استسلام اللذة الذليل ...



آه اين أنت ؟



وما جدوى أن أعرف ،






إن كنتُ سأهرب إلى الجهة الأخرى


من الكرة الأرضية ؟ ...



* * *

وهل أنت سعيد ؟



أنا لا .



سعيدة بانتقامي منك فقط .






* * *

وهل أنت عاشق ؟



أنا لا .



منذ هجرتك ،



عرفت لحظات من التحدي الحار



على تخوم الشهوة ...



* * *

وهل أنت غريب ؟



أنا نعم .



أكرر : غريبة كنت معك ،



وغريبة بدونك ،



وغريبة بك إلى الأبد .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ



متوحشة و حزينة



مثل درب جبلية تفضي الى البحر



تشتعل الغابات على طرفيها



و يهب رمادها على ريعان الموج البعيد ...



متوحشة و حزينة غادرتك ..



ولست مدينا لي



بغير فرح عرفته معك ...






***

مرصودة لحزن كبير ؟



لم أجهل هذا في أي يوم ...



سأذهب وحيدة الى الليل الأخير ؟



كنت دوما موقنة من ذلك ...



سأمضي الى البحر كأنني ساستحم



لكنني وحدي أعرف أنني ذاهبة الى القاع



لأبحر وحيدة في المياه المظلمة



وسأقفز اليها من منارة القارات



المتوجة بالأضواء ...



بينما الموت يراودني عن نفسي ...



واستسلم لحبه



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ




مرحبا











رغم أَن الحبّ ماتْ



رغم أن الذكريات



لم تعد شيئاً ثميناً



ما الذي نخسر إن نحن التقينا



إبتسمنا وانحنينا



وهمسنا : مرحبا



ومضينا



ليس يُدرى ما الذي نضمرهُ



فى خافقينا



مرحبا كاذبة نسكت فيها الناس



حتى لا يقالْ



" آه يا عيني على الأحباب



عشاق الخيالْ "



وحدنا نعلم أنّا



افترقنا



وانتهى ما كان من حبّ قديمْ



يوم قلناها معاً :



" حبنا كان خرافة "



نحن كفناه بالصمت



ضننَّا أن نريق الأَدمعا



وافترقنا



غير أن الآخرينْ



أعين مفتوحة دوماً علينا



فدعينا



نمنع الألسن أن تمضغنا



وإذا نحن التقينا



إبتسمنا








وانحنينا



وهمسنا :



مرحبا .













http://www.love-m.com/upload/uploads...4e4d8b2025.gif

جنــــون 03-07-2011 05:12 PM

http://www.love-m.com/upload/uploads...043d36fb32.gif






مقاطع من كتاب اعتقال لحظات هاربة ..


من يجرؤ على رفع ستائر النافذة ؟

وهو يعرف أن القمر رابض خلفها ..

ليوقظ أشواقه للبعيد ..

ترى أين أنت الآن ؟

وهل تراه ؟!

،،،

لا أريد حباً .. أريد حلماً

لا أريد جسداً .. أريد ظلاً

هل تعني لك شيئا هذه اللغة ؟!

أم تراكَ مثلهم جميعاً

ستقرؤها دون أن تقرأني ؟!

،،،

ولـكـنــّـكَ لـم تــُـصـدّق أنّ مـُـخـمـلَ قـلـبـي ..

يـسـتـطـيـع أن يـصـيـر فـُـولاذاً ..

وأنّ يـنــابـيـعـي الـمـتـفـجـرة في مـواطـئ قـدمـيـك ..

تـسـتـطـيـع أن تـسـتـحـيـل صـبـّـاراً نـاريـّـاً مـسـمـومـ الأشـواك ..

وأن كـلـمـة وداعـــــاً ..

صـارت تـعـنـي بـبـسـاطـة : وداعـاً !

،،،

أيـن الـمـاء ؟

فـمـي يـنـشـقّ عـن كـلـمـة وداعـاً ..

والـجـداول جفــّـــت ..

و أناوِلــُـكَ كـأس الـماء الـوحـيـدة ..

المـتـبـقــّـــية في مـديـنـة الـجـذام ..

فـتـحـطــّـمـَـهــَــا على الأرض ..

وأشــكـُـركــَ …..

،،،

لن أغفر لك أبداً

أنك جعلت المرتزقة يدنــّــسون كهفنا البحري ..

الذي كان معبداً للبخور والموسيقى ..

،،،

آه كم قلتُ لك أن الرصاصة التي تطلق لاتسترد ..

وأنّ حبي ليس مقعداً في حديقة عامة ..

تغادره متى يحلو لكَ !

وترجع إليه متى شئت ..!!

،،،

وها أنت تهرب من عالمي المسعور ..

وها أنا أركب من جديد مكنستي ..

طائرة فوق الجبال والوديان والأزمان ..

بحثاً عنك لأضيعك ..!

،،،

الصدى ..

صرختك الصامتة ..

والرصاصة تخترقك ..

بعد أن أخطو فوق جسدك ..

نحو عصفور الفرح الذهبي ..

الذي كنا نطارده معاً ..

حين اصطادوك ..

لأتابع المحاولة ..

،،،

أين مضيتَ دون أن تمضي ؟

وكيف مضيتَ دون أن تمضي ؟!!!

،،،

احزري من أنا ؟!

تظاهرتُ أنني لم أحزر ..

إنك أنتَ الذي ..

لا أريد أن يعذبه أحدٌ سواي ..

،،،

تنهدتك زمناً ..

وها أنا أطير وحيدةً من جديد ..

تحدني من الشمال الغربة ..

ومن الجنوب الغربة ..

ومن الشرق الغربة ..

ومن الغرب الغربة ..

وقد رميتَ بزمننا ..

على قارعــة النســيان ..

،،،

الحنان ..

لمسة على ألم مجهول ..

لوجه مجهول ..

في قطارٍ معتم ..

دونما مصفقين .. ودونما مقابــــل !

،،،

وقرعتُ أبواب الليل ..

آملة أن يطل وجهك القديم ..

فأطَلَّ أحد أقنعتك ..

ونــبــح في وجــهي !!



\



http://www.love-m.com/upload/uploads...4e4d8b2025.gif

جنــــون 03-07-2011 05:12 PM

http://www.love-m.com/upload/uploads...043d36fb32.gif






من كتاب : الأبدية لحظة حب







ما أجمل الفراق ..










ستبقى وسيماً وشاباً إلى الأبد في خاطري
ستظلّ تحبني وتكتب لي أعذب قصائد الحب
وسأظلّ حين أسمع اسمك أو أرى صورتك أرى النجوم تركض قرب وجهي .. نهراً متدفقاً من الضوء إلى اللانهايات
سأظل أحبك سعيدة بالتواطؤ مع خديعتك لي .. أحبك دون أن أسألك من أنت وما أنت حباً دون شروط
سيصير حبك لقاء في المسافة بين الكبرياء والكتمان والمستحيل
قمراً جديداً يضاف إلى مجرتنا .. يرصده الفلكيون بدهشة متسائلين : من أين جاء ؟؟




*******



حزني حديقتي السرية في مغاور روحي
فالحزن أعز ما تملكه الفتاة كالحريّة
ولن أشاطرك إيّاهما !
أستطيع أن أقاسمك الرغيف والكوخ .. أما الحزن والحرية فيعاقرهما قلبي وحيداً كما الموت




*******






ما ألطف العناكب !
مالذي كنت سأفعله بعد فراقك ..
لو لم يأخذ عنكبوت النسيان بيدي
ويحيك عسله حول جرحي ؟؟




*******




لا تعامل حبّنا كهاتف نقال ..
لاتعاقره على الرصيف في الزحام
لاتستعرضه في المقهى
وُلد حبنا سراً حتى عنا .. فدعه داخل صدفته في قاع البحر
لؤلؤةً سريّة ….




*******




لقد تعلمت يوماً بعد آخر ..
أن أتحول من امرأة عربية إلى رياح لا تسجنها القضبان
ويوم أرحل .. سأهديك جناحين لتزورني في خيمتي ..
وريثما نلتقي ثانية ….. لا تذكُرْني ……





*******



أحبك لأنك لا تعرف كيف تحب غير ذاتك

ولا تبذل مجهوداً لإخفاء ذلك ..
أحبك .. لأنني أحبّك ….
وقلبي يحدّثني بأنك متلفي …..
روحي فداك عرفتَ أم لم تعرفِ ……




*******




كأنني أفتقدك وأفتقد “………”
أفتقد ماذا ؟ لا أعرف الكلمة …
إذا كنت تعرفها .. أترك لك فراغاً لتكتبها هنا بخطك وحبرك …………




*******


ها أنا اليوم مثلهم .. دمية من الثلج
لكنها ما زالت تتقن فن التحول إلى بومة فضولية حين يهبط الليل .. الكبيــر ..




*******




أحبك لأنك متناقض ..
لأنك أكثر من رجل واحد ..
أحب طعناتك لأنها لم تأتِ مرّة من الخلف ..




*******


مع حبك .. الهروب هو البطولة الوحيدة الممكنة
فحبك كالطرق القروية في العالم الثالث
نصفها مسدود .. ونصفها يؤدي إلى هاوية ….




*******




حين شاهدك غاليليه .. أيقن أن الأرض تدور حول عينيك
حين شاهدك نيوتن .. أكل التفاحة وراقص الأفعى .. واكتشف قوانين جاذبيتك
حين شاهدك هاملت قال .. أن أكون معك أو لا أكون .. تلك هي المسألة
حين شاهدك “باريس” أدرك سر الحب العذري .. ولم يغرق ألف سفينة إكراماً لعيني هيلين .. بل غرق فيهما ..
ولم تقم حروب طروادة .. ولم يكتب هوميروس الإلياذة .. بل شارك أوفيد بكتابة “فن الحب”
وحين شاهدتُك … أدركت كيف يصير الفرار شجاعة …….






*******




أعرف أن كلمة ولادة هي موت مؤجل
دع حبنا يقف على حافة الحب .. ليدوم أطول وقت ممكن
الإعتراف المتبادل بالحب .. هو تحرير لصك وفاته


http://www.love-m.com/upload/uploads...4e4d8b2025.gif

جنــــون 03-07-2011 05:13 PM

http://www.love-m.com/upload/uploads...043d36fb32.gif










أعلنت عليك الحب...غاده السمان

كانت القسوة خطيئتك

و كان الكبرياء خطيئتي

و حين التحمت الخطيئتان

كان الفراق مولودهما الجهنمي

طالما قررت : حين نفترق

سأطلق الرصاص على صوتك

و أربط جسد ذكراك


إلى عمود رخامي


و أضرم فيه النار


كما كانوا يحرقون السحرة و شرورهم

و اليوم ، وقد افترقنا


أفكر فيك بحنان

و حزن مليء بالصفاء

كهمس الصحراء للسراب


فراق أو لا فراق


إني أعلنت عليك الحب

إني أعلنت عليك السلام

إني أعلنت عليك الشوق

إني أعلنت عليك الغفران

و لست بنادمة


لأنني أنفقت عليك جسدي و روحي


برد . برد

و سجادة النجاح من الجليد


وجوه الأصدقاء


حقل مزروع بالألغام

و أصابعهم خناجر

وحدك كنت


ملاذ القلب – القنفذ

و لأجلك وحدك

استحالت أشواكه سنابل


ربما لذلك

كانت طعنتك الأشد حذقا و نفاذا

قليل من الشجار


ينعش ذاكرة الحب


قليل من الشجار


ينعش قلب الحب


لكننا شربنا من خمرة الشجار


حتى ثملنا


و قتل كل منا صاحبه


و عربد على جثته


حتى دون أن يلحظ ذلك

و أيضا أغفر لك


أنك حولتني من عصفور الرحيل


إلى مسمار مثبت في تابوت الغم

كنت ممتلئة بك ، راضية مكتفية
بك
و لكن زمننا كان مثقوبا


يهرب منه رمل الفرح بسرعة


أتعذب

بسبب ما فعلته بك

بعد أن أرغمتني على أن أفعله
بك

أعلنت عليك الحب


أعلنت عليك السلام


أعلنت عليك الغفران


بقي أن تعلن على نفسك


السـلام و الغفران


أما الحب


فأنت جسده

تم كل شيء بسرعة الصاعقة


وامتزجت في حكاياتنا


شهقة الولادة


بشهقة الاحتضار

طويلاً تعثرت


في شبكة عنكبوت الحيرة

وكانت كلمة وداعاً


جسر القرار الوحيد الباقي

قاسية كضربة إزميل في رخام

وها هي ثلوج النسيان


تهطل تهطل تهطل


وعبثاً تغطي معالم حديقة حبنا

قبل أن انام


اطرد صورتك من رأسي


بكل تعاويذ العقل


وكل القوانين الاجتماعية

ولكن حبك يقطن


تلك الدهاليز في اعماقي


التي لا تطالها سلطة الملك ــ العقل


حبك يتكاثر


ويتناثر في داخلي


ويصدعني

ويتناسل دونما مبالاة بشهادات

الميلاد الرسمية

وهكذا

حين اظنيْ رحلت إلى النوم


يظل جزء مني يتابع حياته

السرية


مسكوناً بك


ممعناً في حبك

ويوقظني عند الفجر


بضربة من فأس الشوق


في منتصف رأسي

أهو صداع

أم تصدّع في روحي

أيها القريب على مرمى صرخة


البعيد على مرمى عمر


اني أعلنت عليك الحب


اني اعلنت عليك السلام


اني اعلنت عليك الغفران


رغم كل ما كان


وما قد يكون

&&&&&&


خذ من قلبي ماشئت ... فسيبقى لي منه ما يكفيني



http://www.love-m.com/upload/uploads...4e4d8b2025.gif

جنــــون 03-07-2011 05:14 PM

http://www.love-m.com/upload/uploads...043d36fb32.gif













افضل الكتب للكاتبة والاديبة غادة السمان







حب







[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3818.jpg[/IMG]






http://www.4shared.com/file/32318396/c4d476b/__-_.html











http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif














الحب من الوريد الى الوريد



[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3774.jpg[/IMG]



http://www.4shared.com/file/28433255/e02d88e3/____.html










http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif














أعلنت عليك الحب


[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3820.jpg[/IMG]



http://www.4shared.com/file/28433904...___online.html












http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif















زمن الحب الآخر


[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3757.jpg[/IMG]




http://www.4shared.com/file/28436903...___online.html









http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif














عيناك قدري



[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3800.jpg[/IMG]




http://www.4shared.com/file/28437474.../__online.html








http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif









الحبيب الافتراضي




http://www.aklaam.net/images/saman.jpg



http://www.4shared.com/file/32388336.../__online.html











http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif










اشهد عكس الريح





[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3825.jpg[/IMG]



http://www.4shared.com/file/28433547...___online.html












http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif













البحر يحاكم سمكه


[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3788.jpg[/IMG]



http://www.4shared.com/file/28412666...___online.html










http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif












القمر المربع


[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3807.jpg[/IMG]



http://www.4shared.com/file/28410023.../__online.html










http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif












الأعماق المحتله


[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3824.jpg[/IMG]



http://www.4shared.com/file/28411876.../__online.html











http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif











غربة تحت الصفر

[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3822.jpg[/IMG]





http://www.4shared.com/file/28438388...___online.html







http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif













كتابات غير ملتزمة


[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3773.jpg[/IMG]


http://www.4shared.com/file/27781436...___online.html












http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif












السباحة في بحيرة الشيطان

[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3760.jpg[/IMG]



http://www.4shared.com/file/22952733/76cd96ee/___.html













http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif












صفارة إنذار داخل رأسي

[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3772.jpg[/IMG]


http://www.4shared.com/file/32386498...__-__.html?s=1








http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif












ختم الذاكرة بالشمع الاحمر

[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3762.jpg[/IMG]


http://www.4shared.com/file/31534085..._____.html?s=1













http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif















اعتقال لحظه هاربه


[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3764.jpg[/IMG]


http://www.4shared.com/file/32385981...areba.html?s=1











http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif













الجسد حقيقه سفر

[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3759.jpg[/IMG]


http://www.4shared.com/file/32385854...nline.html?s=1










http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif













الرواية المستحيلة


[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3813.jpg[/IMG]


http://www.4shared.com/file/32389570...nline.html?s=1










http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif

















ع_غ_تتفرس



[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3770.jpg[/IMG]



http://www.4shared.com/file/32317232...nline.html?s=1












http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif













رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمّان

[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/5476.jpg[/IMG]






http://www.4shared.com/file/21393289..._____.html?s=1









http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif

















رحيل المرافئ القديمة



[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3806.jpg[/IMG]



http://www.4shared.com/file/32384494...nline.html?s=1












http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif














ليلة المليار



[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3812.jpg[/IMG]






http://www.4shared.com/file/32387427...nline.html?s=1







http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif















ليل الغرباء



[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3803.jpg[/IMG]


http://www.4shared.com/file/32384297...nline.html?s=1












http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif
















كوابيس بيروت



[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3810.jpg[/IMG]






http://www.4shared.com/file/32384973...nline.html?s=1






http://www.love-m.com/upload/uploads...157f75e5f8.gif














القبيلة تستجوب القتيلة

[IMG]http://www.adabwafan.com/*******/products/1/3783.jpg[/IMG]



http://www.4shared.com/file/32387021...___online.html













__________________


http://www.love-m.com/upload/uploads...4e4d8b2025.gif

جنــــون 03-07-2011 05:14 PM

http://www.love-m.com/upload/uploads...043d36fb32.gif







آيها البعيد كمنارة




أيها القريب كوشم في صدري
أيها البعيد كذكرى الطفولة
أيها القريب كأنفاسي وأفكاري
أحبك
أح ب ك
وأصرخ بملء صمتي :
أحبك
وأنت وحدك ستسمعني
من خلف كل تلك الأسوار
أصرخ وأناديك بملء صمتي ...
فالمساء حين لا أسمع صوتك :
مجزرة
الليل حين لا تعلق في شبكة أحلامي :
شهقة احتضار واحدة ...
المساء
وأنت بعيد هكذا
وأنا أقف على عتبة القلق
والمسافة بيني وبين لقائك
جسر من الليل
لم يعد بوسعي
أن أطوي الليالي بدونك
لم يعد بوسعي
أن أتابع تحريض الزمن البارد
لم يبق أمامي إلا الزلزال
وحده الزلزال
قد يمزج بقايانا ورمادنا
بعد أن حرمتنا الحياة
فرحة لقاء لا متناه
في السماء
يقرع شوقي اليك طبوله
داخل رأسي دونما توقف
يهب صوتك في حقولي
كالموسيقى النائية القادمة مع الريح
نسمعها ولا نسمعها
يهب صوتك في حقولي
واتمسك بكلماتك ووعودك
مثل طفل
يتمسك بطائرته الورقية المحلقة
إلى أين ستقذفني رياحك ؟
إلى أي شاطئ مجهول ؟
لكنني كالطفل
لن أفلت الخيط
وسأظل أركض بطائرة الحلم الورقية
وسأظل ألاحق ظلال كلماتك !..
.
.
أيها الغريب !
حين أفكر بكل ما كان بيننا
أحار
هل علي أن أشكرك ؟
أم أن أغفر لك ؟ ..


















ذاكرة المتناقضات


أبوح باسمك لليل الطائرة، والليل يمعن ليلاً
في فضاء اللانهايات،
فيمتلئ فمي بطعم الملح والرماد، والزجاج المسحوق،
والعسل واللوز والسكر وعذوبة الضحك البريء حتى
الطفولة.
هكذا كانت أيامي معك،
مزيجاً من المتناقضات كما في قِدْرِ الساحرات.
من جديد تولد في دمي تلك الرعشات التي لا اسم لها.
من جديد أعود حمقاء وسعيدة،
نزقة ومتأججة أدور حول كوكبك في مدارات الجنون،
يركع عقلي في محراب الهذيان المجيد والاشتعال المبارك.
أبرِّرُ جموحي بكلمة مضحكة: ما زلت عاشقة!
ها قد عدتُ ذاكرةً لا تشتهي غير أن تفقد ذاكرتها...










ذاكرة المستقبل




يوم مُتُّ،
حملوني إلى حيث لا أدري.
وحين صحوت كان التراب نذياً بالمطر، وضوء القمر
موسيقى أثيرية صار بوسعي أن أسمعها...
شعرتُ أنني أحيا حقاً للمرة الأولى.
مددت يدي بهدوء، ومحوت الهراء الذي خطّوه على شاهدة
قبري، وصرت أكتب اسمي الحقيقي، وسجّلت أن تاريخ ولادتي
هو ما يتوهمونهُ يومَ موتي...
آمل أن لا يفكّروا في تشريح جثتي، لأنهم إذا فتحوا قبري
فلن يجدوا شيئاً؛ ولن أترك لهم حتى عنواني لتحويل رسائلي
إليّ...
ولكنهم سيجدونني سطرتُ على شاهدة قبري: "لقد قضت
عمرها وهي تتعلّم الطيران، وها هي أخيراً تتقنه وتطير..."














أتذكر أيامي معك




كمن يرى الأشياء عبر نافذة قطار مسرع :
نائية وجميلة
والقبض عليها مستحيل
من وقت إلى أخر
فلنعد أطفالا
ولنحزن بلا كبرياء زائف
يوم احتضر
سافكر بتلك اللحظة المضيئة
حين وقفنا في الظلمة
على شرفة القرار
وقلت لي بحقد : أحبك
سأتذكر صوتك
وسيجيء الموت عذبا
ويضمني كرحم الفرح المنسي
وسأهمس بحقد مشابه :
آه كم أحببتك !








فراقكم مسمار في قلبي




عذاب أن أحيا من دونك
وسيكون عذابا أن أحيا نعم ..
يبقى أملي الوحيد
معلقا بتلك الممحاة السحرية
التي اسمها الزمن
والتي تمحو عن القلب
كل البصمات والطعنات
كلها ؟
اذكر بحزن عميق
أول مرة ضممتني اليك
وكنت ارتجف كلص جائع
وكنا راكعين على الأرض حين تعانقنا
كما لو كنا نصلي
اجل ! كنا نصلي ...
أذكر بحزن عميق
يوم صرخت في وجهي :
كيف دخلت حياتي ؟
آه أيها الغريب !
كنت أعرف منذ اللحظات الأولى
انني عابرة سبيل في عمرك
وانني لن املك
إلا الخروج من جناتك
حاملة في فمي إلى الأبد
طعم تفاحك وذكراه ...
أذكر بحزن عميق
انني أحببتك فوق طاقتك على التصديق
وحين تركتك
( آه كيف استطعت أن اتركك ! )
فرحت لانك لم تدر قط
مدى حبي
ولأنك بالتالي لن تتألم
ولن تعرف أبدا أي كوكب
نابض بالحب فارقت !..
فراقك مسمار في قلبي
واسمك نبض شراييني
وذكراك نزفي الداخلي السري
وها أنا أفتقدك
وأذوق طعم دمعي المختلس
في الليل المالح الطويل
لم يعد الفراق مخيفا
يوم صار اللقاء موجعا هكذا ...
وأيضا أتعذب
لما فعلته بك
بعد أن دفعتني إلى أن أفعله بك
لقد مات الأمل
ولذا تساوت الأشياء ...
واللقاء والفراق
كلاهما عذاب
و ( أمران أحلاهما مر ) ...



http://www.love-m.com/upload/uploads...4e4d8b2025.gif

جنــــون 03-07-2011 05:15 PM

http://www.love-m.com/upload/uploads...043d36fb32.gif











مقتطفات رائعة من رائعة غادة السمان ((الرقص مع البوم ))
هذه نصوص شعرية رائعه أتمنى أن تعجبكم ..










بومة تكتب عنك بالضوء
اتسخ إصبعي بالحبر فصار أسود ..
غمست اصبعي الثاني في البحر فصار أزرق ..
لامست القمر بالثالث فصار فضيا ..
هدهدت خد الغابة بالإصبع الرابع فصار أخضر .
وضعت الخامس على شفتيك كي تصمت ولاتقول لي أنك تحبني
فصار اصبعا من ضوء ..
غمسته في العسل وكتبت لك به على المرآه :حبك عيدي وعيناك قدري إلى الأبد ...
عند الفجر شاهدت المرآه وقد كتبت لي بالهباب الأسود :
يالك من كاذبه صادقة ككل الحمقى العشاق ..







بومة تكتب عنك بالظلمة ..
في قلبي متحف لأدوات القتل التي اشتهيت مرات ومرات أن أقتلك بها ..
أمشي إلى لقاءك ...
وأخفيها في صدري كمقبرة سرية لاتضم إلا قبورا لك !






بومة الحاكم المختل .!
ثمة مصاص دماء لطيف نتغزل به جميعا وندين له بالولاء
اسمه الحب ...
أصيب بالهياج في طفولته ..
وأصيب بالجنون في مراهقته .. وبالفتور في كهولته ..
أصيب بفقدان الذاكره في شيخوخته ..
لكنه مازال يحكمنا !..





بومة متملقة ..
قلت لي :الحب خط مستقيم هكذا ..
ورسمت لي خطا فوق البحر ..
ولحظتها ولد الأفق ..
للظلام فضل على حبنا ..
فلولاه لما عشقت ضوء حضورك في عتمتي ..






بومة تكتب حكاية عمر ..
تسكعت في الغابة شاهدت ضفدعا ..
قبلت الضفدع فأصبح أميرا ..
وحين فتح عينيه قال لي بإحتقار :
من أنت أيتها الضفدعة ؟





بومة قلبها في بيروت ..
مازلت أحبك رغم كل شيء ..
ففي شواطئك تعلمت كيف أشرب ضوء القمر في صدفة بحرية !





بومة تتقمص مهرة ..
أتزلج على جليد قلبك ..
ويطردني بمخالبه ذئب وحيد له وجهك ...
أتزلج على كذبك وغدرك ..
وأتظاهر بأنني لا أدري ..
وأنا أترك آثار حوافري على جليد قلبك ..
وأصهل :وداعا !




بومة غير مكابرة ..
لاتحاول إعادة الحياة إلى الموتى .. والحب القديم ..
كي لا تجد نفسك أمام مسخ مرعب .. وإذا لم تصدقني ...
إسأل "الوسيم " فرنكشتاين .. !




وأخيرا الجائزة الكبرى لبومة ..
ربحت جائزة النصيب الأكبر في العالم ..
وفوجئت أن اسمها "ممحاة النسيان "





بومة شاهده على زواج من مستفر ..
تزوجت من خيبتها ..
وأنجبت عده كتب ..ودمعة سرية ..



بومة بعينين واسعتين ..
العين ثرثارة كأرملة ضجرة ..
العين نافذه بلا ستائر ..
العين لم تسمع بكلمة الكتمان ..
العين لافته إعلانية عن أسرار القلب ..
ولذا أحرص على ارتداء نظارتي السوداء حين ألتقيك ..




تهمة تفخر بها بومة ..
اتهموني بحبك ..
وها أنا أقسم بأنني مذنبة بالتهمة بكل فخر ..
وأؤكد للمدعي العام أسوأ شكوكه ..
وأشهر حبي لك على رماح القبيلة ..
وليحكموا علي بالسجن المؤبد داخل شرايينك
أو بالنفي إلى عينيك ..



تغريد بومة ..
أنا تفاحة نيوتن
التي تمردت على قانون الجاذبية ..
وأصرت على السقوط إلى أعلـــى ..



بومة في لحظة صدق ..
أحزاني تأكل أظافرها في العتمة ..
مثل صبي خجول في ركن باحة مدرسة الأيتام ..
أتستر على أحزاني ..
مثل سكير يتستر على رائحة أنفاسه في مأتم والده !





بومة من حبر وورق
أنا قطرة حبر صارت غيمة زرقاء ..
طاولتي من ورق سريري من ورق ..حبيبي من ورق
حين أموت سيكون كفني من ورق وتابوتي من ورق ..
وحين تبكيني ..ستنتحب على الورقة البيضاء
إكراما لعمر مشترك من الخبز والملح والورق ...




بومة الرحيل ..
حبي الكبير .. آه كم عذبتني ..
تخليت لأجله عن أهلي ووطني ..
حبي الكبير ...اسمه الحريه ..
أما هديته لعشاقه الكثر مثلي فهي مقصلة الغربة ..



بومة تكشف سر اللؤلؤ
هل الأصداف دفاتر مذكرات الغرقى ؟
ولذا ينبت اللؤلؤ في بعضها ؟





اعترافات بومة .
.سأروي لك قصة حياتي بإختصار شديد ..
خوفا عليك من الضجر .
لقد اقترفت أخطاء كثيرة في حياتي ..
هي التي أنقذت حياتي ..





بومة تعشق تشردها
لقد كنت دائما زورقا من ورق
طواه طفل عابث مشاكس ..
ورمى به في البحر إلى ليل التيه والأسرار والرحيل ..
ومن يومها وأنا أبحث عنه .. ذلك الطفل الذي رسم اقداري العابثة لأشكره على ذلك !




بومة الموت السعيد
ترتجف الشمس بردا حين نفترق ..
ينتحب البدر هلعا من كسوف ليلي .
يدا بيد يمشي حزني مع فرحي ..
فالفراق موت لكن الفراق حرية والحرية حياة ..
الموت السعيد كان دائما ثمن الحرية .. !





الحب مكان موحش حتى لبومة ..
لاطفت النجوم فأهملتني .. وسخر القمر مني ..
أنشدت للشمس فغابت ..
وخلفت لي ميراثا من الغيوم المكفهرة ..
غازلت عصفورا دوريا فطار ..
وجاء الديناصور ليغازلني !
أنا بومة التوقيت الخاطيء ..
والسهم الطائش
اعترفت لحبيبي أخيرا أنني أحبه ..
لكنه كان قد استغرق في النوم ولم يسمعني ..
الحب مكان موحش ..وأنا بومة الخيبات ..
وذلك من أسرار أرقي الليلي منذ أقدم العصور ..


http://www.love-m.com/upload/uploads...4e4d8b2025.gif

جنــــون 03-07-2011 05:15 PM

http://www.love-m.com/upload/uploads...043d36fb32.gif







هــاربة من منبع الشمس

http://www.love-m.com/upload/uploads...33f6fc944b.gif









مازلت في أعماقي..

تمسح الطين عن جسدي بأهدابك !

مازلت في أعماقي...

النجوم تفور من منابت شعرك فوق الجبين الأسمر وتنهمر فوق صدرك وهديرها أبداً يناديني .. يهتف باسمي ذائباً ملهوفً ..

وأسرع في مشيتي، أشد كتبي إلى معطفي، وتظل أنت تتمطى في أعماقي، والشتاء يتأوه في قطرات المطر التي تلعق وجهي .. وتظل أنت تهتف باسمي، والريح تعول وتدور حول الأذرع الرمادية لأشجار متعبة تسندها ظلالها إلى جانبي الطريق .. والرعد يتدفق في أذني كصرخات دامية التمزق لامرأة ضائعة في صحاري شاسعة.

مازلت في أعماقي تتمطى!

وأنا أنزلق فوق ظلمة الشارع، ويخيل إليّ أن برك الماء المتجمدة قد ابتلعت أنوار الجامعة التي خرجت منها قبل قليل ..

وألتفت ورائي وكأنني أريد أن أتحقق من أنها فعلا هناك .. المكتبة، والمقاعد الخشبية في الحديقة، والنادي المزدحم حيث التقيت زرقة عينيك الضالتين أول مرة، يوم جئت تبحث عن أختك، زميلتي في الصف، وتطوعت أنا لأشاركك التفتيش عنها .. وأحسسنا بسعادة مبهمة ونحن ندور معاً من مدرج إلى مدرج ومن باحة على باحة فلا نجدها .. ونتبادل الحديث بعفوية لذيذة كأي صديقين قديمين ..

كم كانت أختك رائعة وكريمة ذلك اليوم! .. لقد اختفت .. لم نجدها بالرغم من الساعة التي قضيناها منقّبين، والتي انتقل البحث في دقائقها الأخيرة من القاعات إلى وجهينا ..

وشدتني إلى عينيك كآبة حنون، مغرية الدفء كلهيب موقد يلوح لضائع بين الثلوج من وراء زجاج نافذة .. تنهدت بارتياح لما لم نجدها، وعرضت عليّ تناول كأس من الليمون في النادي ريثما نستريح ونعاود البحث من جديد .. وجلست أمامك .. أشرب من ملامح وجهك وأخزنها في أعماقي بحرص بينما أنت تحدثني ببساطة وانطلاق عن رتابة ساعاتك .. عن جلستك البلهاء كل أمسية وراء زجاج المقهى وتشابه أيامك .. كيف أن السبت يمكن أن يكون ثلاثاء أو أربعاء بالنسبة إليك .. الأشياء التي فقدت طعمها ولونها والأيام التي أضاعت مدلولها ..

وظللت أعب من كأسي وفرحة جديدة تعربد فوق المنضدة وتنثر شعرها إشعاعات سعادة في كل ما حولنا .. حتى في نظرات زملائي المرتابة التي بدأت تنتقل من وجهي إلى وجهك بحدة وفضول ..

قلت لك ضاحكة لأخفي بعض ارتباكي: " إنهم يحدقون إلينا وكأننا .. حبيبان!! " والتقت نظراتنا بصورة غير عادية لما نطقت بكلمتي الأخيرة "حبيبان" .. لا أدري لماذا ارتعش صوتي مع انتفاضة أهدابك، بينما رددّت أنت عبارتي شبه حالم وكأن حجب الغيب قد انتهكت أمام عينيك : " كأننا حبيبان " . !

وظللت أتأملك مفتونة نشوى، وكأنني اكتشفت في أعماق عينيك مغارة مسحورة ياقوتية الجدران، تومض كنوزها المكدسة قوس قزح وديع الهدوء، يترسب في حواسي، ويغمرها بخدر لذيذ .. لا يعكره سوى همسات الزملاء الذين ركزوا اهتمامهم على التيارات اللامرئية الهادرة بين مقلتي وشفتيك .. لذا لم أتردد في للخروج معك حينما اقترحت عليّ بصوت مبهم النبرات أن نستمر في " البحث عن أختك " خارج الجامعة !

وارتمين شبه حالمة في زرقة سيارتك لنضيع معا في شوارع المدينة التي لم تبد كئيبة كعادتها .. وأدركت أنك بدأت تتسلل إلى أعماقي ..

ولما جئت مع مساء اليوم التالي، عرفت أنك لم تأت باحثاً عن أختك .. وأسندت وحشتي إلى سأمك وانطلقنا بهما إلى الغوطة حيث وأدناهما قرب خيمة ناطور أغرتنا نيرانه بالاقتراب منه وإلقاء التحية عليه .. وجلست ترقب رقصة الوميض على جانب وجهي، بينما أنا أعبّ القهوة العربية، والقمر يستند على جانب الخيمة حينا، وتختطفه أرجوحة الرياح الغمامية حينا آخر ...

مازلت في أعماقي !! .. تضحك زرقة عينيك لكآبتي . المنحنى قد غيّب الجامعة عن أنظاري .. والوحشة ترتّل أنات الفراق في دبي .. وأنا اسير إلى غرفتي الباردة وأهذي ..

أمواج المساء لم تعد تنحسر عن ضياء عينيك.

بحاري الكئيبة لم تترقب رنين مرساتك الذهبية في أبعادها السحيقة .. أسير .. وأتعثر وحيدة كطفل جائع في معبد مهجور، مازالت رائحة دم حار تسيح من جدرانه المرعبة .. وأنت .. مازلت في أعماقي ! تمسح الطين عن جسدي بأهدابك .. وصوتك الذائب، صوتك الملون مازال يعربد في عروقي مبتلا بالمطر .. مطر دافئ كان يغسل نوافذ سيارتك " الهائمة في غوطة دمشق " وتتمسك قطراته بالزجاج، وتحدق بفضول على الداخل .. إلى حيث الدفء .. إلى حيث أنا وأنت ذرّتا رمل جمعتهما العاصفة في شاطئ صخري .. وتظل حبات المطر تنزلق ببطء منصتة لهمساتنا ..

- اقتربي مني يا رندة .. اسكبي الألوان في الأشياء التي أضحت باهتة كالأشباح .. اضرمي النيران في وحشتي ففي نفسي جوع إلى النور .. ضمّي وحدتك وتشردك إلى لهفتي وفراغي ..

وأقترب منك .. ألتصق بذراعك الأيمن وأرمي بأثقال رأسي إلى كتفك :

- مذ حضرت من بلدتي الصغيرة وانتسبت إلى الجامعة ومدينتكم وحش يخيفني ..

- ماذا يخيفك فيها يا حلوتي ؟

- لكل شيء طابع لا إنساني هنا .. أسمع ضجيجا وعويلاً أرى مصدره .. تنبع من الزوايا المظلمة صرخات بلا شفاه .. تتفجر من شقوق أحجار الشارع دماء بلا جراح .. الزيف يلون كل شيء بكآبة باهتة صفراء ..

وفجأة توقف سيارتك وتلتفت إليّ وكأنما روّعتك حرقتي وأثارت حنانك .. وتتجمع قطرت المطر بفضول حول النوافذ كلها وتظل تنصت بينما أنا أهذي شبه باكية :

- كنت أخرج من الجامعة مساء، أدور في الشوارع وأبحث عبثاً عن ظلي . واكتشفت أن كل شيء في مدينتكم مزيف، حتى النور الأبيض الفاجر محروم من الظلال من الظلال التي تكسبه مسحة حزن إنساني مستكين ..

- يا غجريّتي الصغيرة الضائعة ..

- كنت أصرخ بوحشية كلما كفّنني صمت غرفتي لعلّي آنس بصدى .. ولكن الجدران بخيلة حتى بالصدى !! .. وأضربها بقبضتي .. أحاول أن أغرس أظافري في أحجارها الصلدة .. وأنشج .. وعبثاً أنتظر أي وتد حقيقي في عدمي المريع .. لا ظل .. لا صدى .. لا شيء .. لا شيء حتى وجدتك ..

وتزداد اقتراباً مني .. ويخيل غلّ أنك تريد أن تلتقط بشفتيك كلماتي المتعثرة فوق عنقي وذقني قبل أن تتناثر في فضاء السيارة الدافئ ..

- كنت أتشرد كل ليلة في دربي المقفر .. أحس بملايين الأيدي الخفية تضغط على عنقي .. تسمرني في الشوارع عارية تحت أسياخ المطر الباردة .. تحملني من شعري بقسوة وتدلي بي في البرك الموحلة .. وتظل تنقلني بين الآبار المتجمدة و أتخبط في الهواء، لا أقبض إلا على حزم الريح، لا أقبض على شيء !

لا شيء حتى وجدتك .. ولن أفقدك لأي سبب في العالم ..

وأشدد قبضتي على ذراعك بينما تتحسس يداك ظهري وتبعثان رعدة دافئة في جسدي المنهك .. وتهتف بي :

- أنت ترعبينني بهذه الأفكار ! ..

- بل إنها ترعبني أنا بالذات .. لم أجرؤ قط على الاعتراف بها لنفسي وأنا وحيدة .. أما الآن .. وأنا أمام صدرك ..

وقاطعتني هامسا بحرارة :

- بل أنت تغفين في صدري .. تتبعثرين في الدم الذي يتدفق في كل ذرة من كياني ..

ويسعدني دفء أهدابك التي تمسح الطين عم جسدي وأنا أهذي :

- كم تعثرت في برك الطين ولطختني الأوحال .. وأنا أحسن أن قطرات المطر مدببة الجوانب وخّازة الحواف .. تنغرس في خدي بينما بردها الكاوي يلهب عذابي ..

- والآن يا رندة ؟ ..

- تبزغ شمس في كل قطرة مطر ..

وأشدك إلى صدري بكل قواي .. أفتّتك ذرّات، وأسحقك ذرّات، وتنسلّ كل ذرة من إحدى مسامي إلى أعماقي .. إلى حيث ينضم بعضها إلى البعض الآخر من جديد .. وأحس أنك حي تعربد في الحنايا والضلوع .. وتهتف بنشوة :

- أيتها الغجرية الهاربة من منابع الشمس .. ألا ترين أن الصقيع أدماني ؟؟ ..

وأحدق إلى الشعيرات البيض التي تسلّلت إلى شعرك، ويخيّل إليّ أن ثلجاً لئيماً يتمسك بها .. وأحاول إذابته بشفتي الملتهبتين وأنا ألثمها شعرة إثر شعرة ...

وتبعدني عنك ضاحكا، وتمسك بوجهي بكلتا يديك، فتتألق حلقة ذهبية في بنصر يدك اليسرى طالما رأتها من قبل ..

وأسألك بكثير من اللامبالاة :

- منذ متى تزوجت ؟

- منذ سبع سنوات ..

ما يهمني سواء كنت متزوجا أم لا ؟ .. أنا وحيدة .. وحيدة .. يدي المتخبطة في فراغ الذعر لن تسأل اليد التي تعلق بها : كم عمرها ؟ لمن كانت من قبل .. حسبي أنها يد إنسان .. حسبي أنها يدك يا أغلى غال ..

ويخيّل إليّ أن ذرّات الظلام تتفجر حول شفتي، وأن قطرات المطر تقفز مذعورة عن النافذة وأنا أسألك :

- هل لك أولاد ؟؟

- صبي وبنت !!

حاولت أن أرسم في ظلمة السيارة صورة لصبي وبنت يتعلقان بثيابك كلما دخلت دارك .. وزوجة تكشف لك طبق الطعام على المائدة، ويتصاعد البخار فيغطي وجهها بينما تحوط يداك خصرها كأي زوج .. لم أستطع .. حاولت أن أخجل من نفسي أن أتذكر ما تعلمته في بلدتي المنعزلة .. لم أستطع .. خيّل إليّ أن جميع أطفال العالم قد ذهبوا في حلقات متماسكة الأيدي إلى كوكب سحيق البعد .. وأن الطعام بارد على منضدتك .. وأن زوجتك لا تغري بالتقبيل .. وأن يديك لم تخلقا إلا لتضماني هكذا .. هكذا ..

وتظل قطرات المطر تتمسح بزجاجنا منصتة .. وأبخرة الدفء تتكاثف في الداخل حتى لا تعود القطرات الفضولية ترى شيئا .. وحتى لا تعود تسمع شيئا بعد أن تخفت همساتنا، وتستحيل إلى قبل مكتومة .. فتهوي إلى التراب وتمتزج به في عناق وديع الاستسلام ..

وتنفض عن عشنا الأزرق ذرّات المطر ونحن ننطلق من جديد إلى أعماق الغوطة، إلى حيث تلوح خيمة الناطور ذي الوجه الباش والكلب الأبيض الودود .. وتوقف هدير المحرك وأنت تسألني ككل ليلة :

- ما رأيك بفنجان دافئ من القهوة ؟

ويتلوى شبابي طربا ً .. وأجيبك بفتح باب السيارة والقفز منها غير عابئة بالمطر .. وتركض يدي في يدك إلى الخيمة ونجلس أمام نيران الناطور طفلين في الغاب هربا من مذبح مرعب نذرا فيه قربانين لإله أحمر العينين .. وتتعانق نظراتنا بين أحضان اللهب الذي يزداد تأججاً .. والناطور يرقبنا ببهجة فطرية طالما افتقدتها في أعين العابرين من أهل المدينة . حتى إذا ما سرى في عروقنا دفء قهوته العربية، عدنا إلى عشنا الأزرق حيث تلتقط بشفتيك حبات المطر العالقة بأهدابي .. ويغيبنا المنحنى الرمادي .. لماذا أستعيد هذا كله الليلة مادمت قد مضيت ؟ ..

أنا أعرف أننا لن نعود نلمّ الحنين .. لن نشرب القهوة العربية عند خيمة القمر .. لن تلتقط بشفتيك حبات المطر عن أهدابي ..

مضيت .. دون أن نتشاجر مرة واحدة .. دون أن نختلف في رأي .. كان كل شيء على حاله يوم افتراقنا ..

الطريق ينزلق بهدوء تحت عجلات عشنا الأزرق .. والاطمئنان يسبل جفنيه النديين على قلبينا، وأنا أدفن قُبلي بين عنقك وياقة معطفك، وأغمغم ببساطة : لم تعد المدينة ترعبني منذ تمددت في زرقة عينيك .. ستكون لي أبداً، أنت والمطر، والقهوة عند خيمة القمر ..

- نكاد نصل يا رندة، ارتدي معطفك . لا أريد أن يصيبك البرد .

وأنهض على ركبتي، ووجهي متجه نحو المقعد الخلفي كي ألتقط معطفي الذي رميته هناك كعادتي كل ليلة .. وفجأة .. أراها هناك ! ..

فردة حذاء طفل تبسم في وجهي بسخرية ممزقة ! .. فردة حذاء طفل منسية سقطت من قدم ابنك بينما زوجتك تحمله وهي تهبط به من سيارتكما .. أجمد ! .. يغمرني خجل مذعور مفاجئ ..

وكعادتك تظل قابضاً على المقود بيدك اليسرى بينما تحوط خصري باليمني وتجذبني إلى صدرك ضاحكاً مداعباً .. لا أغمر وجهك بقبلي اللاهثة .. أظل زائغة التعبير مجمدة النظرات إلى الوراء، حيث ترمي ببصرك متسائلاً .. وتراها كما أرها .. لا شيء .. مجرد فدرة حذاء طفل تبسم بسخرية ممزقة !! ..

وأدرك أنك تفهمني تماماً .. لا حاجة بي إلى الكلام مادمت تسمع هذيان صمتي المحموم ..

توقف سيارتك ويخيل إليّ أن صوتك انبعث متعبا هدته الليالي وأنت تقول :

- لقد وصلنا .. هل أنتظرك غدا كالعادة ؟

وأجيبك ونظراتي مشدودة إلى فردة حذاء طفلك الساخرة :

- لا .. لم يعد ذلك ممكنا .. أليس كذلك ؟ ..

كان ذلك آخر نقاش دار بيني وبينك .. لكني أحسست ساعتئذ أن الرياح قد حطمت نوافذ عشنا إلى الأبد .. ونظرت على صدرك، إلى حيث تسحقني كل ليلة مودعا، وخيل إليّ أن جميع أطفال العالم عادوا منشدين من كهوفهم السحيقة، وتبعثروا على صدرك، بأطرافهم الشفافة وأجسادهم الهشة ورؤوسهم الدقيقة .. يكفي أن أحاول لمسهم حتى يتناثروا أشلاء بريئة بين أصابعي الدموية ومخالبي المرعبة .. وأردت أن تضمني مودعاً لكنني هربت .. هل كنت تريد أن نسحق صرخاتهم بين جسدينا ؟؟؟ .. أن نلطخ أكتافنا وأذرعنا بطفولتهم الشفافة الدقيقة ؟ أما يكفينا عذابنا ؟؟ ..

ومددت يدي أصافحك، وكان الصمت يهذي، وكانت أعيننا تنضح دموعها إلى الداخل .. إلى الأعماق .. وكانت ثورة شعري المبعثر تبكيك .. وكان عذابي ينشج بسكون ..

واختطفت معطفي وأنا أتحاشى النظر إلى فردة حذاء الطفل المنسية التي ظلت تبسم بوداعة دافئة حينما هبطت من العش الكسيح .. إلى الأبد ..

ولما ضمني برد غرفتي، رأيتك بين أشباح السقف تدخل دارك الدافئة .. أطفالك يتمسحون بثيابك وأنت تنحني إلى الأرض لتدخل في قدم ابنك فردة حذائه الضائعة بحنان دقيق .. وتُقبل زوجتك سمينة متدحرجة .. فتقبّل خديها اللذين تفوح منهما رائحة طعام شهي ..

ورأيتكم جميعا بوضوح .. وأدركت أنني لم أعد أستطيع انتزاعك من إطارك الحقيقي لأطير بك إلى مغاوري الفضية في جبال القمر .. لم أعد أستطيع .. ولكنك مازلت في أعماقي !

تتمطى وتحدثني وأنا أخرج من الجامعة كل ليلة .. يبتلعني بحر الظلام الكئيب وتحملني أمواجه إلى غرفتي الباردة . أدرس أحياناً، وأكتب الرسائل المطولة إلى أمي وأبي .. وأنت تنزلق بين الكلمات .. تستلقي على الحروف وتقفز فوق النقاط وتهمس بين السطور .. وأنت تتسلق الصفحات وتظل زرقة عينيك تبسم ..

مازلت في أعماقي .. تمسح الطين عن جسدي بأهدابك !

وأنا أسير وقد اختفت الجامعة تماماً .. البرق يلتمع ويضيء البقعة التي كنت تربض عندها بسيارتك منتظراً أن أصل إلى البوار ..

أسير بحذر وأشد كتبي إلى صدري والمطر يتسلل على جسدي .. وأنت مازلت في أعماقي تهمس " اقتربي يا رندة، في نفسي جوع إلى فجور النور " .. الدموع تتفجر في عيني وتضيع مع المطر المتدفق .. موضع عجلاتك الراحلة يهذي .. ينهش من قدمي وأنا أمر وأمزق الذكريات مع ضربات حذائي .. وتصرخ يدي .. تريد أن تمتد لتفتح الباب كما كانت تفعل .. وتصرخ قدماي .. تريدان الصعود على دفئك الملون .. ويصرخ جسدي حيث طحنتك ذرّات تسللت من مسامي إلى أعماقي وتتلوى نظراتي .. تحن إلى التمسح بالشلال الأزرق الهادر من العينين .. ويظل صوتك يهمس من أغوار سحيقة مرعبة : " غجريتي الهاربة من منبع النور، ألا ترين أن الصقيع أدماني ؟ " وأحسن أني ظمأى .. ظمأى لشفتيك تجمعان المطر عن أهدابي .. ظمأى لخيمة القمر وقدح القهوة الدافئ وضحكاتنا الغجرية في كبد الليالي .. أنا ظمأى إليك وأنت تتمطى في أعماقي ببساطة مرهقة !

غربان القدر تنهش عيني الناطور قرب خيمته الممزقة .. رياح الشتاء تذرو رماد نيرانه .. والأمطار تغسل الحمرة عن جمراته حيث تترسب ليالي العذاب سوداء فاحمة .. الرمال أفاع تزحف لتغطي كل شيء .. الكلب يعوي في الخواء منتحبا . وأنا هنا .. وقد عادت الأيادي الخفية تضغط على عنقي .. تسمّرني في الشارع عارية تحت أسياخ المطر .. تحملني من شعري بقسوة وتدلي بي في البرك الموحلة والآبار المتجمدة .. وأشد وشاحي إلى رأسي .. أشده .. وأظل أشعر أن الأيدي تجذبني من شعري .. وأمضي إلى غرفتي .. لا أحلم بأكثر من جدران لا تبخل على وحشتى بصدى ..

- من المجموعة القصصية "عيناك قدري" .. الصفحات 122 - 131


http://www.love-m.com/upload/uploads...4e4d8b2025.gif

جنــــون 03-07-2011 05:16 PM

http://www.love-m.com/upload/uploads...043d36fb32.gif

ش




رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان ...





http://www.love-m.com/upload/uploads...bb47773a18.gifــ





محااولـــه إهدآآ

إلى الذين لم يولدوا بعد

هذه السطور التي أهداني إياها ذات يوم وطنيّ مبدع لم يكن قلبه مضخة صدئة، أهديها بدوري إلى الذين قلوبهم ليست مضخات صدئة، وإلى الذين سيولدون بعد أن يموت أبطال هذه الرسائل

ولكن سيظل يحزنهم مثلي أن روبرت ماكسويل دفن في القدس في هذا الزمان الرديء، بدلا من أن يدفن غسان كنفاني في يافا


رسالة غير مؤرخة-لا أذكر التاريخ!....لعلها أول رسالة سطرها لي
غادة..






أعرف أن الكثيرين كتبوا إليك، وأعرف أن الكلمات المكتوبة تخفي عادة حقيقة الأشياء خصوصا إذا كانت تُعاش..وتُحس وتُنزف على الصورة الكثيفة النادرة التي عشناها في الأسبوعين الماضيين...ورغم ذلك، فحين أمسكت هذه الورقة لأكتب كنت أعرف أن شيئا واحدا فقط أستطيع أن أقوله وأنا أثق من صدقه وعمقه وكثافته وربما ملاصقته التي يخيل إلي الآن أنها كانت شيئا محتوما، وستظل كالأقدار التي صنعتنا: إنني أحبك.
الآن أحسها عميقة أكثر من أي وقت مضى، وقبل لحظة واحدة فقط مررت بأقسى ما يمكن لرجل مثلي أن يمر فيه ، وبدت لي تعاساتي كلها مجرد معبر مزيف لهذه التعاسة التي ذقتها في لحظة كبريق النصل في اللحم الكفيف...
الآن أحسها ، هذه الكلمة التي وسخوها ، كما قلت لي والتي شعرت بأن علي أن أبذل كل ما في طاقة الرجل أن يبذل كي لا أوسخها بدوري.
إنني أحبك: أحسها الآن والألم الذي تكرهينه – ليس أقل ولا أكثر مما أمقته أنا – ينخر كل عظامي ويزحف في مفاصلي مثل دبيب الموت.
أحسها الآن والشمس تشرق وراء التلة الجرداء مقابل الستارة التي تقطع أفق شرفتك إلى شرائح متطاولة...
أحسها وأنا أتذكر أنني لم أنم أيضا ليلة أمس، وأنني فوجئت وأنا أنتظر الشروق على شرفة بيتي أنني – أنا الذي قاومت الدموع ذات يوم وزجرتها حين كنت أُجلد – أبكي بحرقة.بمرارة لم أعرفها حتى أيام الجوع الحقيقي ، بملوحة البحار كلها وبغربة كل الموتى الذين لا يستطيعون فعل أيما شيء ...وتساءلت: أكان نشيجاً هذا الذي أسمعه أم سلخ السياط وهي تهوي من الداخل؟
لا..أنت تعرفين أنني رجل لا أنسى وأنا أعْرَفُ منك بالجحيم الذي يطوق حياتي من كل جانب ، وبالجنة التي لا أستطيع أن أكرهها ، وبالحريق الذي يشتعل في عروقي ، وبالصخرة التي كتب علي ّ أن أجرها وتجرني إلى حيث لا يدري أحد ...وأنا أعرف منك أيضاً بأنها حياتي أنا ، وأنها تنسرب من بين أصابعي أنا ، وبأن حبك يستحق أن يعيش الإنسان له ، وهو جزيرة لا يستطيع المنفيّ في موج المحيط الشاسع أن يمر بها دون أن....
ورغم ذلك فأنا أعرف منك أيضاً بأنني أحبك إلى حد أستطيع أن أغيب فيه ، بالصورة التي تشائين ، إذا كنت تعتقدين أن هذا الغياب سيجعلك أكثر سعادة ، وبأنه سيغير شيئاً من حقيقة الأشياء.


أهذا ما أردت أن أقوله لك حين أمسكت الورقة؟ لست أدري..ولكن صدقيني يا غادة أنني تعذبت خلال الأيام الماضية عذاباً أشك في أن أحدا يستطيع احتماله ، كنت أجلد من الخارج ومن الداخل دونما رحمة وبدت لي حياتي كلها تافهة ، واستعجالاً لا مبرر له، وأن الله إنما وضعني بالمصادفة في المكان الخطأ لأنه فشل في أن يجعل عذابه الطويل الممض وغير العادل لهذا الجسد، الذي أحتقر فيه قدرته غير البشرية على الصلابة، ينحني ويموت...

إن قصتنا لا تكتب ، وسأحتقر نفسي لو حاولت ذات يوم أن أفعل ، لقد كان شهراً كالإعصار الذي لا يُفهم ، كالمطر، كالنار، كالأرض المحروثة التي أعبدها إلى حد الجنون وكنت فخورا بك إلى حد لمت نفسي ذات ليلة حين قلت بيني وبين ذاتي أنك درعي في وجه الناس والأشياء وضعفي ، وكنت أعرف في أعماقي أنني لا أستحقك ليس لأنني لا أستطيع أن أعطيك حبات عينيّ ولكن لأنني لن أستطيع الاحتفاظ بك إلى الأبد .
وكان هذا فقط ما يعذبني ...إنني أعرفك إنسانة رائعة ، وذات عقل لا يصدق وبوسعك أن تعرفي ما أقصد: لا يا غادة لم تكن الغيرة من الآخرين.....كنت أحسك أكبر منهم بما لا يقاس ، و لم أكن أخشى منهم أن يأخذوا منك قلامة ظفرك .
لا يا غادة ....لم يكن إلا ذلك الشعور الكئيب الذي لم يكن ليغادرني ، مثل ذبابة أطبق عليها صدري ، بأنك لا محالة ستقولين ذات يوم ما قلتِه هذه الليلة.
إن الشروق يذهلني ، رغم الستارة التي تحوله إلى شرائح وتذكرني بألوف الحواجز التي تجعل من المستقبل - أمامي – مجرد شرائح....وأشعر بصفاء لا مثيل له مثل صفاء النهاية ورغم ذلك فأنا أريد أن أظل معك ، لا أريد أن تغيب عني عيناك اللتان أعطتاني ما عجز كل شيء انتزعته في هذا العالم من إعطائي . ببساطة لأني أحبك. وأحبك كثيراً يا غادة، وسيُدَمرُ الكثير مني إن أفقدك، وأنا أعرف أن غبار الأيام سيترسب على الجرح ولكنني أعرف بنفس المقدار أنه سيكون مثل جروح جسدي: تلتهب كلما هبت عليها الريح .
أنا لا أريد منك شيئاً وحين تتحدثين عن توزيع الانتصارات يتبادر إلى ذهني أن كل انتصارات العالم إنما وزِعَت من فوق جثث رجال ماتوا في سبيلها
أنا لا أريد منك شيئاً ، ولا أريد- بنفس المقدار- أبداً أبداً أن أفقدك.
إن المسافة التي ستسافرينها لن تحجبك عني ، لقد بنينا أشياء كثيرة معا ً لا يمكن ، بعد، أن تغيّبها المسافات ولا أن تهدمها القطيعة لأنها بنيت على أساس من الصدق لا يتطرق إليه التزعزع.
ولا أريد أن أفقد ( الناس) الذين لا يستحقون أن يكونوا وقود هذا الصدام المروّع مع الحقائق التي نعيشها...ولكن إذا كان هذا ما تريدينه فقولي لي أن أغيب أنا . ظلي هنا أنت فأنا الذي تعودت أن أحمل حقيبتي الصغيرة وأمضي ...
ولكنني هذه المرة سأمضي وأنا أعرف أنني أحبك، وسأظل أنزف كلما هبت الريح على الأشياء العزيزة التي بنيناها معاً..


غسان























رسالة غبر مؤرخة ، ولكن سياق الكلام فيها يدل على أنها كتبت في القاهرة أواخر تشرين الثاني (نوفمبر)وقبل 29/11/1966 بيوم أو اثنين



عزيزتي غادة..

مرهق إلى أقصى حد : ولكنك أمامي ، هذه الصورة الرائعة التي تذكرني بأشياء كثيرة عيناك وشفتاك وملامح التحفز التي تعمل في بدني مثلما تعمل ضربة على عظم الساق ، حين يبدأ الألم في التراجع . سعادة الألم التي لا نظير لها . أفتقدك يا جهنم ، يا سماء، يا بحر. أفتقدك إلى حد الجنون . إلى حد أضع صورتك أمام عيني وأنا أحبس نفسي هنا كي أراك .

ما زلت أنفض عن بذلتي رذاذ الصوف الأصفر الداكن. وأمس رأيت كرات صغيرة منها على كتفي فتركتها هناك. لها طعم نادر كالبهار ....إنها تبتعث الدموع إلى عيني أيتها الشقية. الدموع وأنا أعرف أنني لا أستحقك: فحين أغلقت الباب وتركتني أمضي عرفت ، عرفت كثيراً أية سعادة أفتقد إذ لا أكون معك. لقد تبقت كرات صغيرة من الصوف الأصفر على بذلتي ، تتشبث بي مثلما أنا بك ، وسافرت بها إلى هنا مثلما يفعل أي عاشق صغير قادم من الريف لأول مرة.


لن أنسى. كلا. فأنا ببساطة أقول لك: لم أعرف أحدا في حياتي مثلك، أبداً أبداً . لم أقترب من أحد كما اقتربت منك أبداً أبداً ولذلك لن أنساك، لا...إنك شيء نادر في حياتي. بدأت معك ويبدو لي أنني سأنتهي معك.

سأكتب لك أطول وأكثر...لقد أجلوا المؤتمر إلى 30 ولكنهم سيسفروننا غداً ، الأحد إلى غزة كي نشترك بمآتم التقسيم. يا للهول. ويبدو أنه لن يكون بوسعي أن أعود للقاهرة قبل الرابع . وسأكون في بيروت يوم 6 كانون الأول على أبعد تعديل...إلا إذا فررت من المؤتمر وأتيتك عدْواً..

حين قرأ أحمد بهاء الدين حديثك لي خطفه، بل أجبرني على التعاقد معه لأكتب له مواضيع مماثلة ......قال لي وهو يهز رأسه: أخيراً أيها العفريت وجدت من يُسكت شراستك. سينشر الموضوع في (المصور) التي علمت أنها توزع في كل البلاد العربية أعداداً هائلة وتحوز على ثقة الناس واحترامهم ...ولكنني بالطبع لا أعرف متى..

وزعت كتبك.تحدثت عنك كثيراً .فكرت بك.بك وحدك..وأنت لا تصدقين..وأنت حين (أعذب نفسي في المساء) موجودة في الماي فير مع الناس والهواتف والضحك..

حاولي أن تكتبي لي: فندق سكارابيه شارع 26 يوليو .القاهرة فسيكون أحلى ما يمكن أن يلقاني حين عودتي رسالة منك لأنني أعرف أنك لن تأتين..



آه.. يا عزيزة

غسان كنفاني













كازينو الأندلس - غزة

ANDALUS CASINO-GAZA

فندق الأندلس - غزة

EL-ANDALUS HOTEL-GAZA

فندق قصر البحر – غزة ت 603

SEA PALACE HOTEL-GAZA TEL603


كازينو هويدي – غزة ت 352

HAWAIDICASINO GAZA TEL352



غزة في 29/11/1966 Gaza



غادة

كل هذه العناوين المسجلة فوق، على ضخامتها ، ليست إلا أربع طاولات على شاطئ البحر الحزين ، وأنا ، وأنت، في هذه القارورة الباردة من العزلة والضجر. إنه الصباح، وليلة أمس لم أنم فقد كان الصداع يتسلق الوسادة كجيوش مهزومة من النمل ، وعلى مائدة الفطور تساءلت: هل صحيح أنهم كلهم تافهون أم أن غيابك فقط هو الذي يجعلهم يبدون هكذا؟ ثم جئنا جميعاً إلى هنا : أسماء كبيرة وصغيرة، ولكنني تركت مقعدي بينهم وجئت أكتب في ناحية، ومن مكاني أستطيع أن أرى مقعدي الفارغ في مكانه المناسب ، موجود بينهم أكثر مما كنت أنا.

إنني معروف هنا ، وأكاد أقول (محبوب) أكثر مما كنت أتوقع ، أكثر بكثير . وهذا شيء، في العادة ، يذلني، لأنني أعرف بأنه لن يتاح لي الوقت لأكون عند حسن ظن الناس ، وأنني في كل الحالات سأعجز في أن أكون مثلما يتوقعون مني . طوال النهار والليل أستقبل الناس ، وفي الدكاكين يكاد الباعة يعطونني ما أريد مجاناً وفي كل مكان أذهب إليه أستقبل بحرارة تزيد شعوري ببرودة أطرافي ورأسي وقصر رحلتي إلى هؤلاء الناس وإلى نفسي. إنني أشعر أكثر من أي وقت مضى أن كل قيمة كلماتي كانت في أنها تعويض صفيق وتافه لغياب السلاح وأنها تنحدر الآن أمام شروق الرجال الحقيقيين الذين يموتون كل يوم في سبيل شيء أحترمه ، وذلك كله يشعرني بغربة تشبه الموت وبسعادة المحتضر بعد طول إيمان وعذاب ، ولكن أيضا بذل من طراز صاعق.........
ولكنني متأكد من شيء واحد على الأقل، هو قيمتك عندي..أنا لم أفقد صوابي بك بعد ، ولذلك فأنا الذي أعرف كم أنت أذكى وأنبل وأجمل. لقد كنتِ في بدني طوال الوقت ، في شفتي، في عيني وفي رأسي. كنتِ عذابي وشوقي والشيء الرائع الذي يتذكره الإنسان كي يعيش ويعود...إن لي قدرة لم أعرف مثلها في حياتي على تصورك ورؤيتك..وحين أرى منظراً أو أسمع كلمة وأعلق عليها بيني وبين نفسي أسمع جوابك في أذني ، كأنك واقفة إلى جواري ويدك في يدي . أحياناً أسمعك تضحكين، وأحياناً أسمعك ترفضين رأيي وأحياناً تسبقينني إلى التعليق ، وأنظر إلى عيون الواقفين أمامي لأرى إن كانوا قد لمحوك معي، أتعاون معك على مواجهة كل شيء وأضع معك نصل الصدق الجارح على رقابهم. إنني أحبك أيتها الشقية كما لم أعرف الحب في حياتي، ولست أذكر في حياتي سعادة توازي تلك التي غسلتني من غبار وصدأ ثلاثين سنة ليلة تركت بيروت إلى هنا .

أرجوك..دعيني معك. دعيني أراك.إنك تعنين بالنسبة لي أكثر بكثير مما أعني لك وأنا أعرف ولكن ما العمل؟ إنني أعرف أن العالم ضدنا معاً ولكنني أعرف بأنه ضدنا بصورة متساوية، فلماذا لا نقف معاً في وجهه؟ كفي عن تعذيبي فلا أنا ولا أنت نستحق أن نسحق على هذه الصورة. أما أنا فقد أذلني الهروب بما فيه الكفاية ولست أريد ولا أقبل الهروب بعد. سأظل، ولو وُضع أطلس الكون على كتفيّ، وراءك ومعك. ولن يستطيع شيء في العالم أن يجعلني أفقدك فقد فقدت قبلك ، وسأفقد بعدك ، كل شيء.

(إنني لا أستطيع أن أكرهك ولذلك فأنا أطلب حبك) ..أعطيك العالم إن أعطيتني منه قبولك بي..فأنا، أيتها الشقية، أعرف أنني أحبك وأعرف أنني إذا فقدتك فقدت أثمن ما لديّ ، وإلى الأبد..

سأكتب لك وأنا أعرف أنني قد أصل قبل رسالتي القادمة، فسأغادر القاهرة يوم 5 كانون وتأكدي : لا شيء يشوقني غيرك.



غسان كنفاني
























20/1/1967

عزيزتي غادة

صباح الخير..

ماذا تريدين أن أقول لك ؟ الآن وصلت إلى المكتب ، الساعة الثانية ظهراً ، لم أنم أبداً حتى مثل هذه الساعة إلا أمس ودخلت مثلما أدخل كل صباح : أسترق النظر إلى أكوام الرسائل والجرائد والطرود على الطاولة كأنني لا أريد أن تلحظ الأشياء لهفتي وخيبتي. اليوم فقط كنت متيقناً أنني لن أجد رسالة منك ، طوال الأيام ال17 الماضية كنت أنقب في كوم البريد مرة في الصباح ومرة في المساء . اليوم فقط نفضت يدي من الأمر كله، ولكن الأقدار تعرف كيف تواصل مزاحها . لقد كانت رسالتك فوق الكوم كله، وقالت لي: صباح الخير ! أقول لك دمعتُ

منذ سافرتِ سافرت آني ، وإلى الآن ما تزال في دمشق وأنا وحدي سعيد أحياناً ، غريب ٌ أحياناً وأكتب دائماً كل شيء إلا ما له قيمة ...حين كنتِ على المطار كنت أعرف أن شيئاً رهيباً سيحدث بعد ساعات: غيابك وتركي للمحرر، ولكنني لم أقل لك. كنتِ سعيدة ومستثارة بصورة لا مثيل لها وحين تركتك ذهبتُ إلى البيت وقلت للمحرر أن كل شيء قد انتهى.

إنني أقول لك كل شيء لأنني أفتقدك. لأنني أكثر من ذلك ( تعبت من الوقوف) بدونك.. ورغم ذلك فقد كان يخيل إلي ذات يوم إنك ستكونين بعيدة حقاً حين تسافرين.

ولقد آلمتني رسالتك. ضننت عليّ بكلمة حارة واحدة واستطعت أن تظلي أسبوعاً أو أكثر دون أن أخطر على بالك، يا للخيبة! ورغم ذلك فها أنا أكتب لك: مع عاطف شربنا نخبك تلك الليلة في الماي فير وتحدثنا عنك وأكلنا التسقية بصمت فيما كان صاحب المطعم ينظر إلينا نظرته إلى شخصين أضاعا شيئاً.

متى سترجعين؟ متى ستكتبين لي حقاً؟ متى ستشعرين أنني أستحقك؟ إنني انتظرت ، وأنتظر ، وأظل أقول لك : خذيني تحت عينيك..


غسان




http://www.love-m.com/upload/uploads...4e4d8b2025.gif


الساعة الآن 06:07 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية