منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=37)
-   -   ديوان أبزون العماني (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=42586)

جنــــون 08-03-2011 11:46 PM

ديوان أبزون العماني
 
أبزون بن مهمرد الكراني، أبو علي الكافي العماني.
شاعر عماني، اختلف كثيراً في اسمه واسم أبيه، عاش في جبل من جبال عمان، ويقول حاجي خليفة أنه كان يعيش في نزوى. ومن خلال شعره نرى أنه كان يتردد على العراق أحياناً، وفي شعره أيضاً إشارة إلى أيام له أمضاها بجرجرايا، وهي بلدة من أعمال النهروان الأسفل بين واسط وبغداد


جنــــون 08-03-2011 11:47 PM

هل في مَودَّةِ ناكثٍ من راغبِ

هل في مَودَّةِ ناكثٍ من راغبِ
أم هل على فقدانها من نادبِ
أم هَل يُفيدُكَ أن تُعاتِبَ مُولعاً
بتَتَبُّعِ العثراتِ غير مُراقبِ
جعل اعتراضك للسَّفاهَةِ ديدناً
والذئبُ ديدنهُ اعتراضُ الراكبِ
نفرٌ تُعاقبُهم بعفوكَ عنهمُ
كم بالغٍ بالعَفو فِعلَ مُعاقبِ
ولربَّما صادفتَ أعصَى مُذنبٍ
مُتَبَختِراً في ثوب أطوعِ تائبِ
يُوليك نُصحاً من لسان مُسالمٍ
وًَيُسِرٌّ كيداً في ضمير
مُحاربِ
والحزمُ تصديقُ العدوّ المدّعي
وُدّاً وإرضاءُ الصديق العائب
إنَّ الفتوَّةَ علَّمتني شيمةً
تُهدي الضياَء الى الشهاب الثاقبِ
أرعى ذمامَ موافقي ومخالفي
وأصونُ غيبَ مُعاشِري ومُجانبي
وتعلّلي بحديث أيّامِ الصِّبا
من عُظم لذّاتي وجُلّ أطايبي
ما زال يسلبُ كلَّ من حمل الظُّبا
قلمي وأحداقُ الظِّباءِ سوالبي
فهوى التصرُّفِ والتصرفُ في الهوى
دفنا شبابي في قذالي الشائب
فتظلّمي من ناظرٍ أو ناظرٍ
وتألُّمي من حاجبٍ أو حاجبِ
تالله لم يخطر ببالك أن ترى
ذا الجدِّ يخطر في شمائل لاعبِ
وعزيمةُ البطل المُعانقِ قرنَهُ
تَصدى فيجلُوها عناقُ الكاعبِ
مارَستُ هذا الدهرِ حتّى انَّه
لضرائرٌ أحداثهُ وتجاربي
ووجدتُه كالسيفِ ليس بفارقٍ
بين الأُلى ضربوا بهِ والضاربِ
وقبلتُ عُذرَ بني الزمان لانَّهم
سلكوا طريقَ بني الزمان الذاهبِ
جُبلُوا على رفض الوفاء لغيرهم
وتَمسَّكوا بالغَدرِ ضربةَ لازبِ
ومركّبٌ في طبع كلّ مُكلَّفٍ
حمل الرجاء طلابُ فوقِ الواجب
والرزقُ يطلع من رفاهة قاعدٍ
لطلوعه من سعي آخر طالبِ
وسجيَّةُ الأيّام ستر فضائلي
عن عَينِ رامقِها وبثّ مثالبي
أيّامُ عمري في تلوّن جريها
تحكي الرياح فهل لها من عاتب
الحال تهزل بين جذب شمائلٍ
منها وتَسمَنُ بينَ خضب جنائب
قُسِمَت وتلك غنيمةٌ بحظوظهم
ورموا وراَءهُمُ بحظِّ الغائبِ
لو نلتُ عزَّ متوّجٍ في توّج
لم أخل من دلّ وظنٍ كاذب
ما إن أسأتُ الاختيار وإنَّما
قاد الضّلالُ الى اللئام ركائبي
نَهبوا ولجوّا في اقتضاء مديحهم
وقضيَّةٌ شنعاء مَدحُ الناهب
من دأبهم منع الحقوق فهل لهم
منع اللسان عن الملام الذاهب
الآن ما بيني وبين بصيرتي
رُفع الحجابُ فالنجاح مآربي
أكفى المؤنةَ في مذمَّةِ مانعٍ
نفسي وفي لمنَّةِ واهب
ها انّ أرضَ عمانَ أنفَسُ بقعَةٍ
ومؤيَّدُ السلطان أكرم صاحبِ
ما زال إمّا في صدور مجالسٍ
يبني العُلا وفي قلوب مواكبِ
والى أياديه صرفتُ مطامعي
وعلى مَعاليه وقفتُ مطالبي
أأُعاتبُ الأخوان في استبدادهم
دوني بها فأكون شرّ معاتبِ
لبسوا بخدمتهم لديه مواهباً
لا كالمواهبِ طُرِّزَت بمراتبِ
فاذا آمالهم بصِلاتِه
فصِفِ التقاء أجنَّةٍ بجنائب
قمرّ سرادقُه لِلَحظِك بُرجهُ
يرمي العداء بعزائمٍ ككواكبِ
فَلَهُ المنابرُ والمحاربُ حَبَّذا
من كان رَبَّ مآثرٍ ومَحاربِ
وأهلّه الرايات تطلع تحتها
أبَداً نجومُ أَسِنَّةٍ وقواضبِ
والخيل مازالت تشبّهُ والعدا
بالليل أن طلبتهمُ والهارب
فالأرض تشكو ركضَها من جانبٍ
والجوّ يشكو نقعها من جانبِ
وسرى السرايا تحت كلّ دجُنَّةٍ
كُسِيَ الخيالُ هناك ثوبَ الهائب
من كلّ أروع للحياة مُطَلِّقٍ
تحت العجاج وللحميَّةِ خاطبِ
ما زال يجمعُ بين بأسٍ صادقٍ
يجلى به الجُلّى ورأيٍ صائبِ
والمشرفيّاتُ التي بشفارها
هلكت ملوكُ أعاجمٍ وأعارب
طُبعَت شُموساً فَهيَ في أغمادها
والهام بين مشارقٍ ومغاربِ
تنقادُ أبكار البلاد لحدِّها
بعد النشوز وبعد منع الجانب
ومناقبٌ ودَّت مَصابيحُ الدُّجى
حَسَداً لها لو لُقِّبَت بمناقبِ
وغرائب الكَرَم التي إن فتشت
في آل مُكرم فَهيِ غيرُ غرائب
والملك يشهد انّهم بولائهم
يكفون شرَّ الخالع المتشاغب
أنصارُهُ في كُلّ خطبٍ فادحٍ
وحُماتُه في كُلّ أمرٍ حازبِ
هذا العُلى حقاً فهل من شاعرٍ
يصف العُلى وصفي لها أم كاتب

جنــــون 08-03-2011 11:48 PM

الزَم جفاءك لي ولو فيه الضَّنا

الزَم جفاءك لي ولو فيه الضَّنا
وارفع حديثَ البين عَمّا بيننا
فسمومُ هجرِكَ في هواجرِه والأذى
ونسيمُ وَصلِكَ في أصائِله المُنى
ليسَ التلوُن من امارات الرضا
لكن إذا مَلَّ الحبيبُ تَلَوَّنا
تُبدي الاسادة في التيقُّظِ عامداً
وأراك تُحسِنُ في الكرى أن تُحسِنا
ما لي إذا استعطفتُ رأيك رمتَ لي
عيباً جديداً من هناك ومن هنا
مُثنِ عليك وما استفاد رغيبةً
عجبٌ ومعتذرٌ اليك وماجنا
ما جرَّ هذا الخطب غير تَغَرُّبي
ومن التغرُّب ما أذلّ وأهونا
أزكى بقاع الأرض وهي فسيحةٌ
ما كان سِربُ العيش فيها آمنا
والرزقُ أنواعٌ فما صادفتَهُ
أخَلى من التبعات أحلَى مُجتَنى
والدهرُ لا يفشي غوامضَ سِرِّهِ
إِلاّ الى ذي الفقر من بعد الغنى
أدمِن مُصاحبةَ الرجال فلم يخب
سعي امرىءٍ صحب الرجال فأِّدمَنا
لا تغرّر بالمانعين قلوبَهم
إن سالموا والمانحين الألسنا
الحرُّ أدنى ما يكون اذا نأى
والوغد أنأى ما يكون أذا دنا
وإذا الأماني لم تنلها مُعرِقاً
فاثن العنان وسر تَنَلها مُعمِنا
أوصالَ سلطانُ الحوادث فارمِهِ
بمؤيد السلطان حتى يذعنا
مَلِكٌ مُنى فلك السماء لو انّهن
بجلاله بدل الكواكب زُيِّنا
ألِفَ العُلوَّ فكاد يأبى حُلّةً
إِلا السناء وحِلّة الاّ السَّنا
سائلتُ بعد اللائذين بظلِّه
عَنهُ فقال لي المقال البيِّنا
كم ترسلون اعنَّة الهجرانِ
فقدُ الحياة وَفقدكُم سيّانِ
فصلوا جناحي بالوصال فَمُنكَرٌ
إِخلالُ أهلِ الفضلِ بالخلاّن
انّي أغارُ عليكم أن تسلكوا
في الودِّ غيرَ طرائق الفتيانِ
وأخافُ مُرَّ عِتابكم ما لم أَخَف
تحت العجاج عواليَ المُرَّانِ
لم أجن فاستعطفتكم لكنَّ بي
شوقاً الى استعطافكم الجاني
وهبوني الجاني ألَستُ شقيقكم
هلاّ غفرتم للشقيق الجاني
غَطُّوا بأذيال التجاوز منكم
صفحات جانٍ للندامة جاني
ولربّما كرهَ العقوبةَ حازمٌ
كيما يفوز بلذَّةِ الغُفران
ما كان أيمن طائري بلقاكُم
ايام عودي أنضر العيدان
لولا الفراق لما فرقت ولو هوى
نجم الهوى أمن الجنون جناني
ببعادكم أبغضت دار كرامتي
وبقربكم أحببتُ دارَ هواني
فاستأنفوا بتعهدي احسانكم
انَّ التعهُّدَ صيقلُ الاحسانِ
وتبيّنوا انّي بليتُ بمعشرٍ
طلبُ التملّس منهم ايلاني كذا
حتى أعود من المسرَّة ناسياً
أن كنت يوماً من بني الأحزان
ويعود بعد اليأس فكري طامعاً
في كُلِّ بكرٍ للمنى وعَوانِ
ويشوقني بعد السلوّ عن الصّبا
حَدَقُ المها وسوالفُ الغزلان
للهِ درُّ المكرميّين الأُلى
خَرَّ الكرامُ لهم على الأذقانِ
الناصحين الملك علماً منهمُ
ان النصيحة حليةُ الإيمان
والسالكين بحُبِّ آل محّمدٍ
سُبُلَ الهدى في السرِّ والاعلان
فمديحهم سَبَبٌ إلى نيل العُلا
وولائهم من الحدثانِ

جنــــون 08-03-2011 11:48 PM

كم ذا يُناصِحُ في الهوى ويُخادعُ

الكامل
كم ذا يُناصِحُ في الهوى ويُخادعُ
سَكَنٌ يُواتي مَرَّةً ويمانعُ
جزت الخيام وقد أحاط بها الدجى
فَجلا الدجى قمرُ الخيام الطالعُ
فدنوتُ منه فاعترته نفرةٌ
فمضى يقول وليس غيري سامعُ
وذمام قومي يلا رجعتُ ولا الكرى
يوماً إِلى أجفان عينيك راجعُ
فأجبتُهُ والدمع يخدمُ لوعتي
ولكُلِّ عضو لي هناك مدامعُ
يا ربّةَ الخدر الذي بفنائه
أبداً لافئدة الرجال مصارعُ
فاخرتُ قومك فاعتقدت ضغينةً
بِرُماتها من لحظ عينك ساطعُ
لا تُضمري حِقداً عليَّ فاننّي
لكلاب حبّك دون قومك تابعُ
أخليتَ صدرك من هواي كأنني
في صدر بِرِّك عند ذكرك دافعُ
ومللتني حتى كأن لم تعلمي
انّي لمفترق المحاسن جامعُ
لّما مَنَعتِني الوداد فبعدما
حكم التطوُّل أن يذمّ المانعُ
أوضاع دمعي في هواك فطالما
أنا بين أرباب الممالك ضائع
فدنَت تقبلُّني وتَمسَحُ عَبرتي
وتقول لي مذعورةً وتُطالع
أنأى القلوب الجازعاتِ إصابةً
قلبٌ على لم يَفُتهُ جازعُ
مهلاً فقد تكبو الزناد وحشوُها
نارٌ وقد يَنبو الحُسامُ القاطع
والمرءُ يُولَعُ بالمُنى وبلوغها
والدهرُ يأبى ذاك ثُمَّ يُطاوع
لك في معاتَبةِ الملوك طرائقٌ
هي للخدود إلى السعود سوافع
ومؤيَّد السلطانُ يلبسك الغنى
فلباسُ موعِدِه الوفاء الناصع
قد كان منكَ اليه ما هو سائرٌ
في الأرض تنقلهُ الرواةُ وشائع
وبعَقبِ هذا الرشّ سيلٌ دافعٌ
ووراء هذا النثّ روضٌ يانعُ
وكذا الكتائب تلتقي لقراعها
ولها أمام الالتقاء طلائع
فشكرتُ عطفَتَها وما كشفَتهُ لي
بِحَديثها فكلامُها لي نافعُ
ورجنعتُ موفوراً وجأشي ساكنٌ
وهجعتُ مَسروراً وقلبي وادعُ
وعلمتُ أن سَيُفيقُ لي غبَّ الكرى
بمؤيَّد السلطان جدٌّ هاجع
ملك غداء العَدل منه والنَّدى
شكر الرعية والمديح الرابع
جُعِلَت مُرَوَّتُهُ ضجيعَةَ فكرهِ هِمَمٌ لها هامُ النجوم مضاجعُ
صولاتُه للنائبات مآفلٌ
وصِلاتُهُ للمأثرات مَطالعُ
ولذكرِ ما صنعَت قديماً خيلُهُ
قبلَ الوقائعِ في النفوس وقائع
والنصر حيثُ ترى هلالَ لوائهِ
لك طالعاً وسط العجاجة طالعُ
وله إذا صرع العَزائمَ حادثٌ
لألأُ عَزمٍ للحوادث صارعُ
ومكيدةٌ في الروع سُلطانيَّةٌ
هي هقبل نَقعِ الخيل سَمٌّ ناقعُ
وطريقةٌ في المكرمات غريبةٌ
حُمِدَ الحريصُ بها وذُمَّ القانعُ
يولي صنائعَهُ الرجال وعندَهُ
علَلُ السؤال إِذا فصلن صنائعُ
وأجلّهم حَظّاً وقد وسعتهمُ
من لا يُزايِلُهُ الرجالءُ الواسعُ
فكأنّما كانت لدى آبائه
قدماً لآباءِ العُفاة ودائعُ
شِيَمٌ لو اتَّبع الأكابرُ هَديَها
لغَدَت هوادي الكبر وهي توابعُ
والفعلُ ما لم ينتفع في سيرةٍ
برياضَةِ الانصافِ فعلٌ طالعُ
لم يعتمد هذا الزمان مساءتي
حنقاً عليَّ بل اتفاقٌ واقعُ
ما كان ينأى أن يُصانعنى الرضا
لو كان يَدرني كُنهَ ما هو صانعُ
أفنى الاعزَّةَ غير كلّ مُسَربَلٍ
بالعجز يركبُ أخدعيه الخادع
يبكي إذا سجع الحمامُ صَبابةً
نجوى فيُسعِدُه الحمامُ الساجعُ
وتذكرّ الأوطان أمرٌ فادحٌ
وتشوُّق الاخوان خَطبٌ فاجع
وكذاك عُمرانُ الديارِ إِذا خَلَت
ممَّن تُحِبُّ فانَّهنَّ مَسامع
أمؤيّد بالسلطانَ عاوَِد نظرةً
بمكانها يدنو المكان الشاسعُ
واسمع مُحَبَّرَةً إِذا هي أنشِدَت
وَدَّ الجوار انهنَّ مسامع
ارسلتُها كيما تكونُ ذريعةً
وقصائدي حيث اتجهن ذرائعُ
ولئن بقيتُ لتأتَينكَ غرائبٌ
تَسبي عقول رُواتها وبدائع
بل لا يُطيقُّ صفاتَ مجدك واصفٌ
ما لم يُطق ذرع البسيطة ذراع
فذراك للأموال فيه مناهبٌ
أبداً وللآمال فيه مراتع

جنــــون 08-03-2011 11:48 PM

وأعزّةٌ عَزَّيتُ بعد فراقهم

وأعزّةٌ عَزَّيتُ بعد فراقهم
باليأس قلبي أن يكون لقاءُ
أشتاقُهم والى الترنُّمِ مَفزعي
والى الترنُّم يفزعُ الادباءُ
ولربّما شَبَّعته بتنفُّسٍ
فيكاد يَصدَع قلبيَ الصعداءُ
فإذا أضفتُ الى التنفس عَبرةً
فالجوُّ نارٌ والبسيطة ماءُ
كم أندبُ القُرناء شَجواً والصِّبا
فاتَ الصِّبا وتفرَّقَ القُرناءُ
والجمع مَع فقد الشَّبيبة بيننا
قبل الممات مُرُوَّةٌ عذراءُ

جنــــون 08-03-2011 11:48 PM

وُعودُ وصالها عادَت نَسايا


وُعودُ وصالها عادَت نَسايا
وعاد نوالُها الميسورُ وايا
إِذا أنشدتُ في التعريض شِعراً
تَلَت من سُورة الإعراض آيا
ولستُ أخافُ حَيفَ الدهر ما لم
تُبَدِّلُ دارُها بالقُربِ نايا
ورُبَّ قَطيعةٍ كَانَت دلالاً
وكم في الحُبِّ من نُكَتٍ خَفايا
شَكَت فعلي إِليَّ فآنسَتني
وبعضُ الأُنس في بعض الشكايا
فلا مَلَّت مُعاتبتي فانّي
أُعُدُّ عتابَها إحدى الهدايا
ألا يا حبَّذا يوماً جَرَرنا
ذيولَ اللهو فيه بجرجرايا
ويومَ مَشَت تميلُ من التصابي
وتضحك بين أترابٍ صبايا
ثَنَينا السوَء عن ذاك التثنِّي
وأَثنَينا على تلك الثنايا
ألَمَّ خيالُها وَهناً فَحَيّا
باحسنَ ما يكونُ من التَّحايا
وقال صُنِ وَصِيَّتَة بنُصحٍ
فانَّ النُّصح حَليٌ للوصايا
وما استتمتُ رؤيا الطيفِ حتى
تَرَنَّم بالسُّرى حادي المطايا
وفاضَ الدمعُ في أثناءِ جَفنٍ
تردَّد للكرى فيه بقايا
وما خُلِقت عيونُ العِين إمّا
نَظَرتَ سوى بلايا للبرايا
فمنها ما يبيحُ لكَ الأماني
ومنها ما يُتيحُ لكَ المنايا
ألا يا صاحبيَّ دعا كلامي
فليس الَّلومُ من كَرَمِ السَّجايا
إِذا طرقَتنيَ الأشواقُ ليلاً
فَرَشتُ لُهنَّ أفكاري خبايا
وفي بعض القُلوبِ عيون فكرٍ
بِكُنهِ عواقب الدنيا جَلايا
وأوضحَ لي طريقَ العيش شُغلي
بمدح أغرَّ وضّاح العشايا
ومن شاع اسمه بالعدل حتى
أَمُرَّ به الأعادي والولايا
ومن رضي التُّقى خُلُقا فأَرضَى
قوامَ الدين بالخُلق الرضايا
عميدَ جيوشِه عزماً وبأساً
وحارس ملكِه حَزماً ورايا
تُرجِّيه على بُعدٍ فيكفي
بما يرجوه أسبابَ البلايا
ونقصِدُه فلا جَهمَ المحيّا
نُصادِفُه ولا نَزرَ العطايا
نصاحبُ كلّ مجدٍ صاحبيِّ
مزيَّتُه تتيهُ على المزايا
لنا منهُ إِذا سرنا إليه
سناء الذكر والخلعُ السَّنايا
على أيدي الملوك عَلَت يداهُ
علوّ الباسقات على الودايا
لقد نُظمت لاعناق المعالي قلائدُ من خلائقه الرَّضايا
وايُّ فَضيلةٍ جُعِلَت لقومٍ
له المرباعُ منها والصَّفايا
أقول لمن خراسانٌ ومصرٌ
بأيديهم وأنفُسُهم دَنايا
دنا نَبشُ الخبايا فاستنيموا
إِلى قولي دنا نبش الخبايا
أزيلوا الشكَّ وانتظروا وشيكاً
سُرى يقظان ميمون السَّرايا
سيرمي أرضكم بجنود صدقٍ
فوارسُكم لرجلهم رمايا
وتأخذكم سيوفهم فتقضي
على هاماتكم نَثر القضايا
رجالٌ كُلَّما غنموا فآبوا
رؤوس الخالعين لهم سَبايا
رأوا ان الاصابةَ في رداهم
كأنَّ حياتهم احدى الخطايا
ألا يا صاحب الأصحاب أنِّي
أرى الايمان باسمك لي ألايا
وإنَّ من الجنايات التقاطي
سوى ثمرات أنعُمك الجنايا
فعند أبيك عاينتُ الأماني
فخانتني بَكاياها مرايا
ورُبَّ فتىً ينالُ النجح لكن
إِذا عادَت ركائبه ردايا
وأنتم معشرٌ خُلِقُوا لتبقى
على الدنيا أكُفّهُم السَّخايا
تُقَبّل بسطَكم قِدماً فَقِدماً
يعيشُ ببسط عدلكم الرعايا
فقايسكم إِلى نفرٍ سواكُم
يقيس الزاخرات إِلى الركايا
وحظّكم الصدور من النوادي
وحظّ سواكم منها الزوايا
وفيكم سار لا في الغير شعري
وكيف تسير في البرِّ الخلايا

جنــــون 08-03-2011 11:49 PM

أتذيلُ دَمعك كُلُّه إن بانوا




أتذيلُ دَمعك كُلُّه إن بانوا
صُن بعضَهُ فوراك الأوطانُ
حَقّ الديار كحقِّ من عاشرتَهُم
فيها كذا حكَمت به الفتيانُ
سَلني أقفك على الهوى وشروطهِ
لا عار أن يستسقي الظمآنُ
أُبدي السُلوَّ عو الأحبَّة إن نأوا
عمداً وأنأى منهمُ السلوانُ
غالطتُ عاذلتي بذاك ولم يزَل
لي في مُغالطةِ العواذل شانُ
ومن البليَّةِ انّ كتمانَ الهوى
دأبي وإن اودي بيَ الكتمانُ
ومَلولةٍ ألِفَت فنافعُ بذلها
شرٌ وضائرُ مَنعِها إعلانُ
وقف الجنون على جنان مُحبّها
انّ المجانةَ عندها مجَّانُ
غازلتُها سَحَراً وقلتُ لها اسحري
قد طالما سَحَرَتني الغزلانُ
عِينُ الصَّريم عُيونُهنَّ صوارمٌ
مسلولةٌ أجفانها الأجفانُ
فَخُذي الى ديوان عطفِك وقّعي
يُكتَب لنا من مُقلتيك أمانُ
أمن الحبيب تعلُّلٌ وتعزّزٌ
ومن الرقيب تهدُّدٌ وهوانُ
فتبسَّمَت واستعجلَتها عَبرةٌ
واضاء دُرٌّ واستهلَّ جُمانُ
وقفَت تعضُّ على الوشاة بَنانَها
فاخُطُّ خدّي والدموعُ بَنانُ
تشكو الصَّبابةَ بامتداد تَنَفُّسٍ
تشكو غوائل حرِّه النيرانُ
حَرٌّ لو انَّ المشركين بلوا به
فيما مضى لم تعبدِ الأوثانُ
فكم التصبّرُ والوداع حقيقة
وكم التجلّدُ والفراق عيانُ
وكم امتعاضُ الكاشحينَ من النَّوى
كانوا هُمُ سَبَبُ النوى لا كانوا
وأعِزَّةٍ قد كنتُ دِنتُ بحبّهم
ولذاك سائرهم بحبّي دانوا
كنتُ المُفَدَّى بينهم ولديهم
بحياةِ رأسي كانت الإيمان
فَسَعى الأعادي بالنمائم بيننا
حتى تنافرنا فبنتُ وبانوا
نَأَت المسافةُ والتذكّر حظّهُم
منّي وحظي منهُمُ النسيانُ
دعوى الاخاء على الرجاء كثيرةً
بل في الشدائد تعرف الأخوانُ
الدمعُ وافٍ إن وفوا أو أخلَفوا
والشوقُ راعٍ إن رَعَوا أو خانُوا
مالي على الأيّام إن بخلوا يدٌ
وعلى الزمان اذا نبوا سُلطان
كالموج اثر الموج ليس بفاترٍ
فقدانُ إلفٍ اثرَهُ فقدانُ
ولقد فرى حالي بمخلب ضيمه
ليثٌ خلى عن مثله خفَّانُ
يُبدي الشجاعةَ في اقتناص ذوي النُّهى
وعن اقتناص المقترين جَبانُ
نَزع الغني عنّي ليصدأ شيمتي
عَجَباً له هل يصدأ العِقيانُ
وأهانني والمسكُ طيبُ نسيمِه
يزداد تحت السحق حين يُهان
لمّا حُرِمتُ به الثَّراَء حَرَمتُهُ
منّي الثناَء فَعَمَّنا الحرمانُ
أربِح بصفقة تاجرٍ يبتاعني
ولمن سعى في بَيعي الخسرانُ
مثلي يُضَنُّ به ويحمل جاهُه
طوعاً على حَدَقِ العُلى ويُصان
وأنا الذي أضنَتهُ هِمَّةُ نَفسِه
لا الهَمُّ أضناهُ ولا الاحزانُ
عطل المروَّةِ خَانَهُ إمكانُه
إنَّ المروَّة حَليُها الامكانُ
واذا أَحَبَّتني العراقُ فَهَيِّنٌ
عندي إِذا نشزَت عليَّ عمانُ
سَيُعيدُ أيامي كأيّام الصِّبا
حُرٌّ أعَزُّ من الملوك هجانُ
قمراً يُسامرُ فكره تحت الأجى
في المكرمات هجانُ
وينام حين ينام غِبَّ سُهادِه
والمجدُ بين ظلوعه يقضان
أرضى ملوك بني بُوَيه بِنُصحِه
والنجحُ جسمٌ روحُه الايمان
ولو انّ أمر الملك نيطَ بغيره
أبت الاسرَّةُ والتِّيجانُ
بَشَّرتَ آمالي ببشرك انَّه
لكتاب ادراك الغنى عنوانُ
أيّامُ فخر الملك أكثر بهجةً
من أن يقومَ بوصفهنَّ لسانُ

جنــــون 08-03-2011 11:49 PM

وقومٍ أخَلُّوا بالذمام لمن رَعى




وقومٍ أخَلُّوا بالذمام لمن رَعى
لَهُم ونسوا حفظَ المودَّةِ في القُربى
مَحضنا لهم نُصحاً فجاءوا بغَدرَةٍ
وكُنّا لهم سِلماً وكانوا لنا حَربا
ولم نجزهم بالسُّوءِ سُوءاً ولم نَلُم
ولم نُظهرِ الشكوى ولم نُظهر العُتبا
وقُلنا عَسى أن يَنتهوا عن فعالِهم
فيستَوجِبوا منَّا لأن نغفِرَ الذَّنبا
فلمّا أبوا إِلاّ اعتماداً لشرِّهم
وبَغياً جَذَبناهم الى شَرِّنا جَذبا
وقلنا لهم ذُوقوا وبال أموركم
فمن يَسق مُرَّ الماءِ لا يشرب العَذبا

جنــــون 08-03-2011 11:49 PM

أفي الركب قَلبي أم ترى سَبَقَ الرَّكبا




أفي الركب قَلبي أم ترى سَبَقَ الرَّكبا
فلست أرى ما بين أحشائي القلبا
هوى إثر من يهوى فأودى وإنّما
لسائر أعضائي على إثره العُقبى
وقالوا ادعيتَ الحقَّ غير مُسَهَّدٍ
ولا يستلذُّ النوم من عالج الحُبّا
فقلتُ لهم لو كنتُ اعلم انّني
على يقظتي أو في الكرى لم أكن صَبّا
يذكّرني عهدَ الصِّبا ونسيمَهُ
نسيمُ الصَّبا من نحو نجدٍ إذا هَبّا
وماضي شباب ينثُر الدمع كُلّما
تصوَّرتُه في النفس أو ينظم الكربا

جنــــون 08-03-2011 11:49 PM

عَسى وعَسى من بعد طولِ التفرُّقِ

عَسى وعَسى من بعد طولِ التفرُّقِ
على كُلّ ما نرجوا من العَيش نَلتَقي
ولو ظَفِرت عيني بشخصِكَ ساعة
لكنتُ على عيني من العين أتَّقي
فيا ليتَ شعري كيف انت أَشَيِّقٌ
فؤادك كالمعهود أم غير شَيِّقَ
فما روضُ عهدي في ضميري بمجدوبٍ
ولا رَبعُ وُدِّي في فؤادي بمخلقِ
فيا حبّذا عصر الصِّبا
عذارى أمانينا وناهيهِ لو بَقي
زمانٌ نَظَمنا عقد كُلّ تَيَسُّرِ
به وحَلَلنا عَقدَ كل تَعَوُّقِ

جنــــون 08-03-2011 11:50 PM

عَصرُ الصِّبا عُد فالهوى


عَصرُ الصِّبا عُد فالهوى
باقٍ وركبُ الشوقُ طارق
ما كنتَ الاّ رَجعَ طَرفٍ
لا بثاً أو لَمحَ بارِق
سَوَّدتَ من عَجَلٍ أما
نينا وَبيَّضتَ المفارق
ومضَيتَ باللذّاتِ مُر
تجلاً وخَلَّفتَ العوائق
ما هكذا كُنّا نظنّ
وأيُّ ظنٍ فيك صادق
فارقتُ أربَعةً لها
يهوى المنيَّة من يُفارق
شرخَ الشبيبة والغنى
وعُمانَ والإلفَ الموافق
هذا على انّي قديماً
كنتُ مفتاح المغالق
وبلغتُ غاياتِ العُلى
سبقاً وصلتُ على البوائق
زَمَنٌ خلا وعيون حُس ّادي
الى نِعَمي روامق
أيّام رَيبُ الدهر عنِّي
ساكتٌ والعيشُ ناطق
يا سادةً نكثوا العهودَ
على النَّوى ونسوا المواثق
الحزنُ معتقلٌ لديّ
ببُعدكم والصَّبرُ آبق
أَنا من بَلَوتُم فِعلَهُ
وخلائقي تلك الخلائق
فكما علمتم في معا
تبة الأَحِبَّة لا أُضايق
حاشاكُمُ أن تذنبوا
الذنبُ للزمن المنافق
ما الغَدرنُ من أخلاقكم
لكن قضاء الله سابق

جنــــون 08-03-2011 11:50 PM

فرِق الفراقُ لطولِ ما نَتَلاقى

فرِق الفراقُ لطولِ ما نَتَلاقى
من أن أصُبَّ على الفراق فراقا
فعلام تحسبُني الوشاة مُنَزَّها
في الشوق عما يتلفُ المشتاقا
أوَ ما يرونَ الجفَنَ خاطب لوعةٍ
بكرٍ وقد بذل الدموع صداقا
يا عين إن لم يكفهم أن تسكبي
دمعاً فذوبي واسكبي الآماقا
تَرَك اصفراري والنحولُ كلاهما
في العشق جسمي يُنذِرُ العَشَّاقا
فكأنَّهُ أَلِفٌ بِخَطٍ مُذهَبٍ
جَعَلَ الدُّجى أرقي له ورّاقا
لام الحسودُ وقالَ دَع عنكَ الهوى
ليزيدني بملامِه أشواقا
وعزيزةٍ قالت مقال مُجَرّبٍ
ساوى الحكيمَ بفَهمِه أو فاقا
كم مُضمرٍ كيداً إِذا جالَستَهُ
أبدى الخُنُوَّ وأظهر الإشفاقا
والنار نورٌ ملء عينيك ساطعٌ
لو لم تجد في طبعها الاحراقا
ومن الضَّلالةِ أن تُعاشِرَ مَعشراً
ساقوا الى سُوقِ النِّفاقِ نفاقا
تَسعَى ولو اعطيتَ سَعيَكَ حقَّهُ
لبلَغتَ ما أمَّلتَهُ استحقاقا
فمؤيَّدُ السلطان زُر ودع الورى
وعمانَ يَمِّم واهجُرِ الآفاقا
فيه يروقك وجهُ جاهِك منظراً
وبها تطيبُ لك الحياةُ مَذاقا
عاود بلادك واقصد الملك الذي
يكسو دُجى آمالك الاشراقا
مَلِكٌ اذا لسعَتك يوماً نكبةٌ
صادفتَ من إنعامِه دِرياقا
يستعذبُ الاطلاق حتى انَّه
ليرى غذاَء سماحِهِ الاطلاقا
لو سرتَ فُزتَ من اليسار بطائلٍ
تسرو به عن قومك الاملاقا
هذا وقلتُ لعاذلٍ لك عندما
تهبُ الهباتِ فتكثر الانفاقا
يا مَن يلوم على السَّماح رفيقه
رفقا فلم أَرَ كالغنى إرفاقا
فلئن رآك اطوعَ خادمٍ
إن حَلَّ راق وإن ترحَّلَ شاقا
لو حُمِّلَ الأمرَ الجسيمَ وفَا بهِ
أو حُمِّلَ العبَء الثقيلَ أطاقا
في السِّلم يخدم باللسان وفي الوغى
بالسيف ليس بهائبٍ ما لاقى
فعلمتُ انّي إن اخذتُ برأيها
لم أعدُ في ترك الخلاف وفاقا
ووجدتُ من قبل الرَّحيل جوارحي
يُرهِقنَ عزمي في السُّرى ارهاقا
حُبّاً لطلعة ذلك القمر الذي
لا يكتسي غبَّ التماممُحاقا
ومصالح الاقليم في قلمٍ لهُ
يتكفَّلُ الآجال والارزاقا
يقظان يرعى المكرماتِ كأنَّه
وجد الرقادَ أمَرَّ شيءٍ ذاقا
ويُطالع العلياَء حتى أنَّه
عند الرَويَّة يكرهُ الاطراقا
وتخالُ تحت الليل ضوَء جبينهِ
صُبحاً يَمُدُّ على الظلام رواقا
ويكاد من فرط التناهي في العُلى
يَرقَى مع الهِمَمش التي تتراقى
وسيوفُهن في كُلِّ يوم كريهةٍ
تَسقى العدى كاسَ الحمام دهاقا
ما في خلائقها هنالك رقَّةٌ
لكن مضاربها خُلِقنَ رقاقا
ولو استطاع الناسُ يومَ ركوبهِ
فرشوا لِوَاط جيادِه الاحداقا
ولقد نذرت لئن رأيت وقد حدا
بركائبي حادٍ اليه فَساقا
لا زوِّجَن بنت السرور بخاطري
ولاعطيَن بنت الهموم طلاقا
ولا غِفرَن للدهر سالف ذنبهِ
ولا وسِعَن من عُذره ما ضاقا
ولا منحَن ما عشتُ هجري غُصَّةً
جعلوا بغَدرهم الزلال زُعاقا
وكأنّما أخَذَ الإِلهُ عليهم
ميثاقَه أن ينقضُوا الميثاقا
ما أن دَهاني قَطُّ مكرٌ سَيّىءٌ
إِلاّ رأيتُ باهِله قد حاقا
يا أيُّها الملك الذي عزماتُه
تركَت زئير الخالعين نُهاقا
طَرَّزتَ خُلقك بالعفاف وحبَّذا
من بالعفاف يُطرِّزُ الاخلاقا
وجعلتَ عفوكَ حَليَ سطوتك التي
من دأبها أن تضربَ الاعناقا
فلذاك لم يسمع بذكرك خالعٌ
إِلاّ صحا من ذكره فأفاقا
لا زلتَ مثل أبيك أوحد دهرِهِ
سبقاً الى أمد العُلى سَبّاقا

جنــــون 08-03-2011 11:50 PM

يقولون لي ألفاظُ هجوك عندنا

يقولون لي ألفاظُ هجوك عندنا
إلى القَلبِ من ألفاظِ مدحِك أسبَقُ
فقلت لهم كذبٌ مديحيَ فيكُمُ
وهجوي لكم صِدقٌ وللصدقِ رَونَقُ

جنــــون 08-03-2011 11:50 PM

رقَّ خلق الزمان واعتدل الجوّ

رقَّ خلق الزمان واعتدل الجوّ
اعتدالاً وخفَّ وزنُ الماءِ
وترى الأرض بعدما هرمت عادت
الى سنِّ كاعبٍ حسناءِ
فتحارُ العيونُ في كلّ روضِ
نَسَجَت وَشيَهُ يدُ الانواءِ

جنــــون 08-03-2011 11:50 PM

إذا الجدّ لم يُسعد فجدّ الفتى لعب


إذا الجدّ لم يُسعد فجدّ الفتى لعب
وابطل سَعيٍ سَعيُ من جدّ في طَلَب
فكم ضيعةٍ ضاعت وكم خلّةٍ خَلَت
وكم فضّة فضّت وكم ذهبٍ ذَهَب

جنــــون 08-03-2011 11:51 PM

أنتِ يا نرجسة الروض


أنتِ يا نرجسة الروض
لما في الروض سِتُّ
ودليل القول فيه
انّ اوراقك سِتُّ


جنــــون 08-03-2011 11:51 PM

ليهنِك أنَّ ملككَ في ازديادِ

ليهنِك أنَّ ملككَ في ازديادِ
وانّ عُلاكَ واريةُ الزنادِ
وأنّك مَن اذا وصف المُوالي
مناقِبَهُ أقرَّ به المعادي
حديثُ قِراك مَتَّع كلَّ سَمعٍ
وذكرُ نداك عَطَّر كلَّ نادِ
وينقاد الملوكُ لك اعتقاداً
وما انقادوا لغيرك باعتقاد
ملكتَ رقابهم بأساً وجوداً
فهم مِلكُ السيوف أو الأيادي
إذا استعرضت جيش الرأي ليلاً
جعلتَ عطاَءهُ طول السُّهادِ
إِذا ادَّرعوا الدُّجى والهولُ بادٍ
سروا ونجومُهم غُررُ الجيادِ
فبالسُّمرِ الِّلان إِذا تماروا
ألنتهُمُ وبالبيض الحداد

جنــــون 08-03-2011 11:51 PM

سَكَنٌ ساكنُ سوادَ الفؤادِ


سَكَنٌ ساكنُ سوادَ الفؤادِ
ملَّ قُربي ومال نحو بعادي
قال لم لا تنام قلت لا عرا
ضك وهو الخلافُ للمعتادِ
إنّما اشتهي الكرى لأَرى
طيفَكَ فيه وأنت سَهلُ القيادِ
فإذا لم يَزُر خيالك إلاّ
مُغضباً فالكرى فداء السُّهادِ


جنــــون 08-03-2011 11:51 PM

متى أردت أيادي راحتيك كَسَت

متى أردت أيادي راحتيك كَسَت
حَيا الغوادي حياَء الغادةِ الرودِ
فكان عيشٌ على السرّاءِ مُطَّرِدٌ
يُزري بِهَمٍ عن الاحشاءِ مطرودِ

جنــــون 08-03-2011 11:52 PM

أفدي الذي زارني والليلُ معتكرٌ


أفدي الذي زارني والليلُ معتكرٌ
والأفقُ ممّا اكتسى من عُرفِه عَطِرُ
فلم نَزَل نتجارى في العتاب معاً
أشكو اليه جفاهُ وهو يعتذرُ
حتى إذا ما اعتنقنا واستتبَّ لنا
على ارادتنا عيشٌ له خَطَرُ
ناديتُ ياليل دُم ليلاً بلا سَحَرٍ
فقال ليلك هذا كلَّه سَحَرُ

جنــــون 08-03-2011 11:52 PM

كنتُ أرجوك للبلوى إذا عرضت


قد كنتُ أرجوك للبلوى إذا عرضت
فصرتُ أخشاك والأيامَ للغِيَرِ
أخشى وحكميَ أن ارجو ولا عجب
وربَّما يتأذَّى الروضُ بالمَطَرِ

جنــــون 08-03-2011 11:52 PM

وصحراَء رَدَّتها الظِّباءُ حفائراً

وصحراَء رَدَّتها الظِّباءُ حفائراً
بأظلافها أَحسِن بها من حفائرِ
فَهَبَّت رياحٌ للصيّا فطممنها
بمسكٍ فعادت نُزهة للنواظر

جنــــون 08-03-2011 11:52 PM

جاء الربيعُ وبحرك الفيّاضُ


جاء الربيعُ وبحرك الفيّاضُ
فَغَدَت فقارُ الأرضِ وهي رياضُ
والروضُ أصبحَ بعد صفرةِ لونهِ
وبوجنتيه حمرةٌن وبياضُ
وكأنَّ نوارَ الحدائقِ في الضُّحى
حَدَقٌ لدى عُشّاقهنَّ مراض
فانظر ترى الدنيا عروسَ منصَّةٍ
يصيبك بُردُ شبابها الفضفاضُ
والمزعجاتُ جفونهنّ غضيضةٌ
والمبهجاتُ غصونهنّ غضاض
بنداك يصبغ ثوب شرَّته الغنى
أبداً ويصبغ صبغه الايقاض

جنــــون 08-03-2011 11:53 PM

تأبى قبولي أيُّ أرضٍ زرتها


تأبى قبولي أيُّ أرضٍ زرتها
قدمي رجائي وافتقاري سائقي
فكأنّما الدنيا يدا متحرِّزٍ
وكانني فيها وديعةُ سارق

جنــــون 08-03-2011 11:53 PM

بأبي حبيبٌ كلّما عانقته

بأبي حبيبٌ كلّما عانقته
عادت اليّ شبيبتي بعناقهِ
كالراح يجمع بين طيب نسيمه
وبهاء منظره وطيب مذاقه
أخلاقه نُزهُ القلوب وبالحَرِي
أن يستعير الروض من اخلاقه
أيقنتُ أن لا عيش غيرُ لقائه
أبداً وأن لا موتَ غيرُ فراقه

جنــــون 08-03-2011 11:53 PM

ويلك يا ثابت ما أخملك


ويلك يا ثابت ما أخملك
ولّلذي يعلوك ما أحملك
ما كان من فألٍ جميلٍ فلي
أو فَلَكٍ دار بنحسٍ فَلَك

جنــــون 08-03-2011 11:53 PM

لثبات حكمك كاد يذبل يذبلُ

لثبات حكمك كاد يذبل يذبلُ
ويشمّ رائحة الزوال شمامُ
وإذا كتائبهُ انبرت أو كتبه
فُلِقَت هناك الهامُ والأوهامُ

جنــــون 08-03-2011 11:53 PM

أراك على العِلاّت غيرَ موفّقٍ

أراك على العِلاّت غيرَ موفّقٍ
وما أحسنَ التوفيق حيث تكونُ
تريدُ تلافي الأمر من بعد فوتهِ
ولو شئتَ كان الصعب منه يهون
كبلهاء قومٍ حين بلّت طحينها
بدت تنخل المبلول وهو عجين

جنــــون 08-03-2011 11:54 PM

يا حسن عاطلةٍ بالحسن حاليةٍ


يا حسن عاطلةٍ بالحسن حاليةٍ
سوداء يشفي بنيها الدهرُ من فيها
لكن بنوها إذا قيست طبائعهم
الى طباع بني الدنيا نبوا فيها
يلقون إن أُرضِعوا كداً وإن فُطموا
كان الفطامُ لهم في الحال يرقيها
خرسٌ إذا رَعَفَت آنافُهم نطقوا
فأحسنوا صفة الدنيا وما فيها

جنــــون 08-03-2011 11:54 PM

إلى ملكٍ يجلو بثاقب رأيهِ


إلى ملكٍ يجلو بثاقب رأيهِ
صدا الخطب والصادي برؤيته يروى
فكم من أخى فقرٍ نفى باسمه الطوى
وكم مَهمَهٍ قَفرٍ إلى بابه يُطوى

جنــــون 08-03-2011 11:54 PM

أيّها العاذلُ مهلاً


أيّها العاذلُ مهلاً
ليس هذا العذلُ شيّا
لا تُكَلِّفني سُلُوَاً
إنّ ذا لا يَتَهيّا


الساعة الآن 06:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية