منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   >>عضـــو وشخصيه اسلاميه<<.. (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=48203)

مالي شبيه 11-27-2011 05:54 PM

>>عضـــو وشخصيه اسلاميه<<..
 
بسم آلله آلرحمن آلرحيم


عندي فكره



علئ حكم هكرورك فيني تبي موضوع لقسمها الحلو وتحريكه






آعزائي عضوات و أعضآآء منتدانا الغالي {قصايدليل}



أدعوكم هنا



بـُ مووؤضوؤع عضوؤ وشخصيه اسلآميه http://www.ba9bnat.com/vb/images/smilies/ta7a_47.gif



نتعرف بها على شخصيات إسلامية عظيمة تركوآ بصمتهم وآمجآدهم لنآ لكي نقتدي بهم



بـ ُ موضوؤع عضوو وشخصيه إسلآميه



يجب علينآ آن نتعرف عليهم وعلى بطولآتهم وسيرتهم كي يصبحوآ خير منهج نحتذي به ونسرده لآجيآلنآ ليتعرفوا اكثر على هذه الشخصيات آلتي جعلت ملوك كسرى تنحني لهآ



والفكرة هى انى سأختار عضو/هـ من المنتدى واطلب منها أن تأتيتي او ياتي



بمعلومات عن شخصية اسلامية تاريخية ويسردهآ هنآ ومن
ثم ساختار عضو جديد

ملاحظة:
اذا لم يلبى آلعضو آلدعوه لمده 5 ايام سادعو عضو اخر أرجو التفاعل http://www.ba9bnat.com/vb/images/smilies/ta7a_16.gif



اتمنى ان تنال اعجابكم
۩۞۩

دمتم بحفظ الرحمن ..

اختار


صاحبة القسم

هكروك ياقلبي


نظرة الحب 11-27-2011 07:09 PM

فكره حلوه مالي شبيه

وان شاء الله نشوف كل شي جديد

البرق النجدي 11-27-2011 11:52 PM

فكره رااائعه يالغلا

وبارك الله فيك وجزيتي خيرا

وننتظر الغاليه هكرووووك

جنــــون 11-28-2011 09:57 AM

ارسلي لها
وتسلمين ع الموضوع واذا فيه تفاعل يتثبت

جروح العمر 11-28-2011 08:44 PM

الفكره جميله جدا

والى جانب تحريك القسم

فيها تذكير بشخصيات اسلاميه

مهمه في تاريخنا

NoOoDy 11-28-2011 10:03 PM

فكره مرا حلوووه
وراح نستفيد بالموضوع هذا
و ي رب نشوف تفاعل

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ 11-28-2011 11:45 PM

يعطيكـ الف عافيه على الطرح الرائع ..
لا حرمنا من إبداعكـ ..
بإنتظار جديدكـ المتميز ..
لقلبَكـ طُوق الياسمين ..
موضوع مميز يً الغلا
تستاهلي احلى تقييييم

ولي بأك مع اجابتيً

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ 11-28-2011 11:49 PM

بااااااكً

.



التاريخ العالمي والإسلامي

عمر الخطـــــاب


عمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاء الراشدين

و أول من نودي بلقب أمير المؤمنين فكان الصحابة ينادونه أبو بكر الصديق بخليفة رسول الله وبعد تولي عمر الخلافة نودي عمر بخليفة خليفة رسول الله فأتفق الصحابة على تغيير الاسم إلى أمير المؤمنين ، كان من أصحاب محمد بن عبد الله رسول الإسلام صلي الله عليه و سلم، اسمه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي. وفي كعب يجتمع نسبه مع نسب محمد بن عبد الله رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم. أمه حنتمة بنت هشام المخزومية أخت أبي جهل. هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهادهم. أول من عمل بالتقويم الهجري.
لقبه الفاروق. وكنيته أبو حفص، وقد لقب بالفاروق لأنه كان يفرق بين الحق والباطل

-الهجرة إلى المدينة:-
كان إسلام عمر بن الخطاب في ذي الحجة من السنة السادسة للدعوة، وهو ابن ست وعشرين سنة، وقد أسلم بعد نحو أربعين رجلاً، ودخل عمر في الإسلام بالحمية التي كان يحاربه بها من قبل، فكان حريصًا على أن يذيع نبأ إسلامه في قريش كلها، وزادت قريش في حربها وعدائها لمحمد وأصحابه؛ حتى بدأ المسلمون يهاجرون إلى المدينة فرارًا بدينهم من أذى المشركين، وكانوا يهاجرون إليها خفية، فلما أراد عمر الهجرة تقلد سيفه، ومضى إلى الكعبة فطاف بالبيت سبعًا، ثم أتى المقام فصلى، ثم نادا في جموع المشركين: "من أراد أن يثكل أمه أو ييتم ولده أو يرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي".
وفي المدينة آخى النبي (صلى الله عليه وسلم) بينه وبين "عتبان بن مالك" وقيل: "معاذ بن عفراء"، وكان لحياته فيها وجه آخر لم يألفه في مكة، وبدأت تظهر جوانب عديدة ونواح جديدة، من شخصية عمر، وأصبح له دور بارز في الحياة العامة في المدينة.
-خلافة أبو بكر:-
تمت البيعة لأبى بكر، ونجح المسلمون: الأنصار والمهاجرون في أول امتحان لهم بعد وفاة الرسول ، لقد احترموا مبدأ الشورى، وتمسكوا بالمبادئ الإسلامية، فقادوا سفينتهم إلى شاطئ الأمان. وها هو ذا خليفتهم يقف بينهم ليعلن عن منهجه، فبعد أن حمد الله وأثنى عليه، قال: "أيها الناس، إني قد وليت عليكم ولستُ بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني (ردوني عن الإساءة)، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوى عندي حتى آخذ له حقه، والقوى ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق إن شاء الله تعالى، لا يدع أحد منكم الجهاد، فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله" كان الإسلام في عهد النبي قد بدأ ينتشر بعد السنة السادسة للهجرة، وبعد هزيمة هوازن وثقيف بدأت الوفود تَرِد إلى الرسول معلنة إسلامها، وكان ذلك في العام التاسع!
-خلافته:-
الاختيار: رحم الله أبا بكر، لقد قال فيه عمر يوم أن بويع بالخلافة: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده. ولقد كان عمر قريبًا من أبى بكر، يعاونه ويؤازره، ويمده بالرأي والمشورة، فهو الصاحب وهو المشير. وعندما مرض أبو بكر راح يفكر فيمن يعهد إليه بأمر المسلمين، هناك العشرة المبشرون بالجنة، الذين مات الرسول ( وهو عنهم راضٍ. وهناك أهل بدر، وكلهم أخيار أبرار، فمن ذلك الذي يختاره للخلافة من بعده ؟ إن الظروف التي تمر بها البلاد لا تسمح بالفرقة والشقاق؛ فهناك على الحدود تدور معارك رهيبة بين المسلمين والفرس، وبين المسلمين والروم. والجيوش في ميدان القتال تحتاج إلى مدد وعون متصل من عاصمة الخلافة، ولا يكون ذلك إلا في جو من الاستقرار! إن الجيوش في أمسِّ الحاجة إلى التأييد بالرأي، والإمداد بالسلاح، والعون بالمال والرجال، والموت يقترب، ولا وقت للانتظار، وعمر هو من هو عدلا ورحمة وحزمًا وزهدًا وورعًا، فكان عمر بن الخطاب. فلِمَ لا يختاره أبو بكر والأمة تحتاج إلى مثل عمر؟! ولم تكن الأمة قد عرفت عدل عمر كما عرفته فيما بعد، من أجل ذلك سارع الصديق -رضي الله عنه- باستشارة أولى الرأي من الصحابة في عمر، فما وجد فيهم من يرفض مبايعته، وكتب عثمان -رضي الله عنه- كتاب العهد، فقرئ على المسلمين، فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا. إنه رجل الملمات والأزمات، لقد كان إسلامه فتحًا، وكانت هجرته نصرًا، فلتكن إمارته رحمة، ولقد كانت؛ قام الفاروق عمر بالأمر خير قيام وأتمه، وكان أول من سمى بأمير المؤمنين.

-عمر كخليفة للمسلمين:-
كان "عمر بن الخطاب" نموذجًا فريدًا للحاكم الذي يستشعر مسئوليته أمام الله وأمام الأمة، فقد كان مثالا نادرًا للزهد والورع، والتواضع والإحساس بثقل التبعة وخطورة مسئولية الحكم، حتى إنه كان يخرج ليلا يتفقد أحوال المسلمين، ويلتمس حاجات رعيته التي استودعه الله أمانتها، وله في ذلك قصص عجيبة وأخبار طريفة، من ذلك ما روي أنه بينما كان يعس بالمدينة إذا بخيمة يصدر منها أنين امرأة، فلما اقترب رأى رجلا قاعدًا فاقترب منه وسلم عليه، وسأله عن خبره، فعلم أنه جاء من البادية، وأن امرأته جاءها المخاض وليس عندها أحد، فانطلق عمر إلى بيته فقال لامرأته "أم كلثوم" ـ هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ فقالت: وما هو؟ قال: امرأة غريبة تمخض وليس عندها أحد ـ قالت نعم إن شئت فانطلقت معه، وحملت إليها ما تحتاجه من سمن وحبوب وطعام، فدخلت على المرأة، وراح عمر يوقد النار حتى انبعث الدخان من لحيته، والرجل ينظر إليه متعجبًا وهو لا يعرفه، فلما ولدت المرأة نادت أم كلثوم عمر يا أمير المؤمنين، بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الرجل أخذ يتراجع وقد أخذته الهيبة والدهشة، فسكن عمر من روعه وحمل الطعام إلى زوجته لتطعم امرأة الرجل، ثم قام ووضع شيئًا من الطعام بين يدي الرجل وهو يقول له: كل ويحك فإنك قد سهرت الليل!
وكان عمر عفيفًا مترفعًا عن أموال المسلمين، حتى إنه جعل نفقته ونفقة عياله كل يوم درهمين، في الوقت الذي كان يأتيه الخراج لا يدري له عدا فيفرقه على المسلمين، ولا يبقي لنفسه منه شيئا.
وكان يقول: أنزلت مال الله مني منزلة مال اليتيم، فإن استغنيت عففت عنه، وإن افتقرت أكلت بالمعروف.
وخرج يومًا حتى أتى المنبر، وكان قد اشتكى ألمًا في بطنه فوصف له العسل، وكان في بيت المال آنية منه، فقال يستأذن الرعية: إن أذنتم لي فيها أخذتها، وإلا فإنها علي حرام، فأذنوا له فيها.

-إنجازات عمر الإدارية والحضارية:-
وقد اتسم عهد الفاروق عمر بالعديد من الإنجازات الإدارية والحضارية، لعل من أهمها أنه أول من اتخذ الهجرة مبدأ للتاريخ الإسلامي، كما أنه أول من دون الدواوين، وهو أول من اتخذ بيت المال، وأول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما كان يطلق عليه "تمصير الأمصار"، وكانت أول توسعة لمسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) في عهده، فأدخل فيه دار "العباس بن عبد المطلب"، وفرشه بالحجارة الصغيرة، كما أنه أول من قنن الجزية على أهل الذمة، فأعفى منها الشيوخ والنساء والأطفال، وجعلها ثمانية وأربعين درهمًا على الأغنياء، وأربعة وعشرين على متوسطي الحال، واثني عشر درهمًا على الفقراء.
هذا حسب المنظور السني أما الشيعة فيجدون عليه الكثير من الأمور كتقدم الخليفة الشرعي بعد رسول الله وهو علي بن أبي طالب حسب عقيدتهم ، وغلظته ،و استبداده ، وفتحه لبلاد فارس التي ينحدر ويرجع لها الشيعة(أو ما يسمون بالروافض) واعتدائه على بيت رسول الله ولا يرون فيه تلك الشخصية المرموقة الرائعة العفيفة كما عند أهل السنة ...فتحت في عهده بلاد الشام و العراق و فارس و مصر و برقة و طرابلس الغرب وأذربيجان و نهاوند و جرجان. و بنيت في عهده البصرة والكوفة. وكان عمر أوّل من أخرج اليهود من الجزيرة العربية إلى الشام.
-أولاده:-
*أنجب اثني عشر ولدا، ستة من الذكور هم:-
-عبدا لله
-عبد الرحمن
-زيد
-عبيد الله
-عاصم
-عياض،
*وست من الإناث وهن:-
-حفصة
-رقية
-فاطمة
-صفية
-زينب
-وأم الوليد.
-مماته:-
وعاش عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله -عز وجل-، فقد صعد المنبر ذات يوم، فخطب قائلاً: إن في جنات عدن قصرًا له خمسمائة باب، على كل باب خمسة آلاف من الحور العين، لا يدخله لا نبي، ثم التفت إلى قبر رسول الله ( وقال: هنيئًا لك يا صاحب القبر، ثم قال: أو صديق، ثم التفت إلى قبر أبي بكر-رضي الله عنه-، وقال: هنيئًا لك يا أبا بكر، ثم قال: أو شهيد، وأقبل على نفسه يقول: وأنى لك الشهادة يا عمر؟! ثم قال: إن الذي أخرجني من مكة إلى المدينة قادر على أن يسوق إليَّ الشهادة. واستجاب الله دعوته، وحقق له ما كان يتمناه، فعندما خرج إلى صلاة الفجر يوم الأربعاء (26) من ذي الحجة سنة (23هـ) تربص به أبو لؤلؤة المجوسي، وهو في الصلاة وانتظر حتى سجد، ثم طعنه بخنجر كان معه، ثم طعن اثني عشر رجلا مات منهم ستة رجال، ثم طعن المجوسي نفسه فمات. وأوصى الفاروق أن يكمل الصلاة عبد الرحمن بن عوف وبعد الصلاة حمل المسلمون عمرًا إلى داره، وقبل أن يموت اختار ستة من الصحابة؛ ليكون أحدهم خليفة على أن لا يمر ثلاثة أيام إلا وقد اختاروا من بينهم خليفة للمسلمين، ثم مات الفاروق، ودفن إلى جانب الصديق أبي بكر، وفي رحاب قبر المصطفى.

مالي شبيه 11-29-2011 10:39 AM

الله يسلمكم ويعاافيكم

منوووورين لاعدمتكم

هكروك اختاري احد بعدك

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ 11-29-2011 01:21 PM

اختار ..جمانه..
أوكي الحين ارسل لها الرابط
##
تـــــــمً تـــثـــبـــيـــت الــمــوضــووعًً
##

جُمَانه 11-29-2011 02:03 PM

,



مآلكْ شبيه :004:
شُكراً من آلآعمآقْ لطرحك آلجميلْ وَ آلقيمْ
لقلبك آلسعآده :004:
هكروك يآقلبيْ
شُكراً على آختيـآركْ لي
وَ لي عوده قريباً لـ آلرد :004:

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ 11-29-2011 02:16 PM

ننضرگ ي الغلا

مالي شبيه 11-30-2011 11:10 PM

العفوو

جموووونتي

بانتظارك


جنــــون 12-08-2011 10:58 AM

بااانتظاااااااااارك

جُمَانه 12-08-2011 03:16 PM

,




يآآآآآآوك .. عُذراً من آلآعمآآآآآآقْ :blushing:
نسيتْ آلموضوع .. :blushing:
شُكراً لـ آلتذكير وَ عُذراً مره اُخرى :blushing::31:
رآجعه آليومْ آرد بـ إذذذذذذذذنه :31:

جُمَانه 12-09-2011 02:36 AM

,


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة



سعد بن أبي وقاص
إنه الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة.
وكان سعد قد رأى وهو ابن سبع عشرة سنة في منامه أنه يغرق في بحر الظلمات، وبينما هو يتخبط فيها، إذ رأى قمرًا، فاتبعه، وقد سبقه إلى هذا القمر ثلاثة، هم: زيد بن حارثة، وعلي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، ولما طلع الصباح سمع أن رسول الله ( يدعو إلى دين جديد؛ فعلم أن هذا هو القمر الذي رآه؛ فذهب على الفور؛ ليلحق بركب الساقين إلى الإسلام.
وتظهر روعة ذلك البطل عندما حاولت أمه مرارًا أن ترده عن طريق الإيمان عبثًا، فباءت محاولاتها بالفشل أمام القلب العامر بالإيمان، فامتنعت عن الطعام والشراب، ورفضت أن تتناول شيئًا منه، حتى يرجع ولدها سعد عن دينه، ولكنه قال لها: أماه إنني أحبك، ولكن حبي لله ولرسوله أكبر من أي حب آخر.
وأوشكت أمه على الهلاك، وأخذ الناس سعدًا ليراها عسى أن يرق قلبه، فيرجع عما في رأسه، فيقول لها سعد: يا أمه، تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسًا نفسًا، ما تركت ديني فإن شئت كلي، وإن شئت لا تأكلي، وعندها أدركت الأم أن ابنها لن يرده عن دينه شيء؛ فرجعت عن عزمها، وأكلت، وشربت لينزل وحي الله -عز وجل- يبارك ما فعل سعد، قال تعالى: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) [لقمان: 15].
ولازم سعد -رضي الله عنه- رسول الله ( بمكة حتى أذن الله للمسلمين بالهجرة إلى المدينة المنورة، فهاجر مع المسلمين ليكون بجوار رسول الله ( في محاربة المشركين، ولينال شرف الجهاد في سبيل الله، وحسبه أنه أول من رمى بسهم في سبيل الله وأول من أراق دماء الكافرين، فقد بعث رسول الله ( سرية فيها
سعد بن أبي وقاص إلى مكان في أرض الحجاز اسمه سابغ، وهو من جانب الجحفة، فانكفأ المشركون على المسلمين، فحماهم سعد يومئذ بسهامه، فكان أول قتال في الإسلام.
ويوم أحد، وقف سعد يدافع عن رسول الله (، ويحارب المشركين، ويرميهم حتى نالته دعوة الرسول (، حين رآه فسر منه وقال: "يا سعد، ارم فداك أبي وأمي" [متفق عليه]، فكان سعد يقول: ما جمع رسول الله ( أبويه لأحد قبلي، وكانت ابنته عائشة بنت سعد تباهي بذلك وتفخر، وتقول: أنا ابنة المهاجر الذي فداه رسول الله ( يوم أحد بالأبوين.
وذات يوم، مرض سعد، فأتاه رسول الله ( ليزوره، ويطمئن عليه؛ فتساءل سعد قائلاً: إن قد بلغ بي من الوجع، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ فقال له النبي (: لا، فقال سعد: بالشطر (نصفه)، قال النبي ( لا. ثم قال (: "الثلث، والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في فيّ (فم) امرأتك" [متفق عليه]، وقد رزق الله سعدًا الأبناء، فكان له إبراهيم، وعامر، وعمر، ومحمد، وعائشة.
وقد كان رسول الله ( يحب سعدًا، فعن جابر قال: كنا مع رسول الله (، إذ أقبل سعد، فقال (: "هذا خالي، فليرني امرؤ خاله" [الترمذي والطبراني وابن سعد].
وكان سعد مستجاب الدعوة أيضًا، فقد دعا له النبي ( قائلا: "اللهم استجب لسعد إذا دعاك" [الترمذي].
وعين سعد أميرًا على الكوفة، أثناء خلافة الفاروق عمر -رضي الله عنه- الذي كان يتابع ولاته ويتقصى أحوال رعيته، وفي يوم من الأيام اتجه عمر -رضي الله عنه- إلى الكوفة ليحقق في شكوى أهلها أن سعدًا يطيل الصلاة، فما مر عمر بمسجد إلا وأحسنوا فيه القول، إلا رجلا واحدًا قال غير ذلك، فكان مما افتراه على سعد: أنه لا يعدل في القضية، ولا يقسم بالسوية، ولا يسير بالسرية -يخرج بالجيش- فدعا سعد عليه قائلاً: اللهم إن كان كاذبًا، فأعم بصره، وأطل عمره، وعرضه للفتن، فكان ذلك الرجل يمشي في الطريق، ويغمز الجواري، وقد سقط حاجباه من عينيه لما سئل عن ذلك قال: شيخ مفتون، أصابته دعوة سعد.
وذات يوم سمع سعد رجلاً يسب عليّا وطلحة والزبير، فنهاه فلم ينته، فقال سعد للرجل: إذن أدعو عليك؛ فقال الرجل: أراك تتهددني كأنك نبي؛ فانصرف سعد، وتوضأ، وصلى ركعتين، رفع يديه، وقال: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سب أقوامًا سبقت لهم منك الحسنى؛ وأنه قد أسخطك سبه إياهم؛ فاجعله آية وعبرة؛ فلم يمر غير وقت قصير حتى خرجت ناقة هوجاء من أحد البيوت، وهجمت على الرجل الذي سب الصحابة؛ فأخذته بين قوائمها، وما زالت تتخبط حتى مات.
وحينما اشتد خطر الفرس على حدود الدولة الإسلامية أرسل إليهم الخليفة
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جيشًا بقيادة سعد بن أبي وقاص، ليقابلهم سعد في معركة القادسية، واشتد حصار المسلمين على الفرس وأعوانهم، حتى قتل الكثير منهم، وعلى رأسهم القائد رستم، ودب الرعب في باقي جنود الفرس، فكان النصر العظيم للمسلمين يوم القادسية، ولم يكن لسعد هذا اليوم فقط في قتال الفرس، بل كان هناك يوم مجيد آخر للمسلمين تحت قيادته، في موقعة المدائن؛ حيث تجمع الفرس في محاولة أخيرة للتصدي لزحف المسلمين، وأدرك سعد أن الوقت في صالح الفرس، فقرر أن يهاجمهم فجأة، وكان نهر دجلة قد امتلأ عن آخره، في وقت الفيضان، فسبحت خيول المسلمين في النهر وعبرته إلى الضفة الأخرى لتقع المواجهة، ويحقق المسلمون نصرًا كبيرًا.
وعندما طعن أبو لؤلؤة المجوسي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، اختار عمر ستة من المسلمين ليتم اختيار خليفة منهم، وأخبر عمر أن الرسول ( مات وهو عنهم راض، وكان من هؤلاء الستة سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، حتى قال عمر: لو كنت مختارًا للخلافة واحدًا، لاخترت سعدًا، وقال لمن حوله: إن وليها سعد فذاك، وإن وليها غيره فليستعن بسعد، فكان عثمان بن عفان يستعين به في كل أموره.
وحدثت الفتنة آخر أيام الإمام علي -رضي الله عنه- فكان سعد بعيدًا عنهم؛ واعتزلها، وأمر أهله وأولاده ألا ينقلوا إليه شيئًا من أخبارها.
وعندما جاءه ابنه عامر يطلب منه أن يقاتل المتحاربين ويطلب الخلافة لنفسه، قال سعد في شفافية المسلم الصادق: أي بني، أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسًا؟ لا والله حتى أعطي سيفًا، إن ضربت به مسلمًا نبا عنه (أي لم يصبه بأذى)، وإن ضربت به كافرًا قتله، ولقد سمعت رسول الله ( يقول: "إن الله يحب الغني الخفي التقي" [أحمد ومسلم].
وفي سنة (55هـ) أوصى سعد أهله أن يكفوه في ثوب قديم، كان عنده، وياله من ثوب يشرف به أعظم أهل الأرض، قال لهم: لقد لقيت المشركين فيه يوم بدر، ولقد ادخرته لهذا اليوم.
وتوفي رحمة الله عليه بالعقيق، فحمل على الأعناق إلى المدينة، ودفن بها ليكون آخر من مات من العشرة المبشرين بالجنة وآخر من مات من المهاجرين -رضي الله عنهم-.






هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ 12-13-2011 10:06 AM

ج زاك الله الف خير جمانهً

العضو الثانيً >> نوديً

NoOoDy 12-13-2011 11:07 AM

عبدالله بن عباس
حبر هذه الأمة
رضي الله عنه وأرضاه


اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل
رسول الله صلى الله عليه وسلم

اللهم علمه الحكمة
رسول الله صلى الله عليه وسلم

اللهم بارك فيه وانشر منه
رسول الله صلى الله عليه وسلم

والله انك لاصبح فتياننا وجها، واحسنهم عقلا، وأفقههم في كتاب الله عز وجل
عمر بن الخطاب

ما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثله، ولو سمعته فارس والروم لأسلمت.
شقيق




هنالك، جعل من نفسه علامة استفهام دائمة.. فلا يسمع أن فلانا يعرف حكمة، أو يحفظ حديثا، الا سارع اليه وتعلم منه..

وكان عقله المضيء الطموح يدفعه لفحص كل ما يسمع.. فهو لا يعنى بجمع المعرفة فحسب، بل ويعنى مع جمعها بفحصها وفحص مصادرها..

يقول عن نفسه:

" ان كنت لأسأل عن الأمر الواحد، ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم".


مواصلة القراءة





ما بلغني عن أخ مكروه قط إلا أنزلته إحدى ثلاث منازل: إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان نظيري تفضلت عليه، وإن كان دوني لم أحفل به. هذه سيرتي في نفسي، فمن رغب عنها فأرض الله واسعة



لأن أقرأ البقرة في ليلة وأتفكر فيها أحب إلي من أن أقرأ القرآن هذرمة



يا صاحب الذنب لا تأمنن سوء عاقبته، ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته. قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذنب الذي صنعته، وضحكك، وأنت لا تدري ما الله صانع بك، أعظم من الذنب. وفرحك بالذنب إذا عملته أعظم من الذنب، وحزنك على الذنب، إذا فانك، أعظم من الذنب، إذا ظفرت به، وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب إذا عملته



لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرا أو جمعة أو ما شاء الله، أحب إلي من حجة بعد حجة، ولطبق بدانق أهديه إلى أخ لي في الله أحب إلي من دينار أنفقه في سبيل الله عز وجل



: خذ الحكمة ممن سمعت؛ فإن الرجل ليتكلم بالحكمة وليس بحكيم، فتكون كالرمية خرجت من غير رام.

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ 12-13-2011 11:38 AM

جزاك الله الف خير نوديً

العضوه <<غراااام>>

jojo 12-13-2011 06:58 PM

لك بااااك ان اشااء الله
:)

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ 12-13-2011 08:18 PM

ننتضرك ي الغلا

jojo 12-16-2011 10:38 PM

أبو بكرالصديق رضي الله عنه


صاحبُ الشّمائل الطيّبة.... والنّفس النقيّة... واللسان الصّادق.. ذو العقل الذي يتكلّل بالوقار، والروح التي تُفيض عذوبةً ومحبّة.. إنّه أعظم البشر بعد الأنبياء، وصاحب رسول الله ورفيقه إلى أعظم هجرة. وثاني اثنين إذهما في الغار...

اشتُهر بقوّة العزيمة وحُسن الرأي، والحلم والتواضع.. والشّجاعة، والعطف على الفقراء.

كان كريماً لا يردّ السّائل والمحتاج، وبسّاماً لا يَعْبِسُ في وجوه الآخرين، ومتواضعاً ومتعاونا يعطف على الصغار ويوقّر الشيوخ الطاعنين في السنّ.

ثمّ ألا يكون صحابي هذه صفاته مبشراً بالجنّة ؟ بلى.. إنه من المبشّرين بالجنّة

نعم هو عبد الله بن أبي قُحافة التيميّ القرشيّ الذي وُلد بمكة سنة إحدى وخمسين قبل الهجرة.

- وهو أول من أسلم من الرجال، كما أسلمَ على يده الكثير من الصّحابة.
- والد أم المؤمنين عائشة، والصحابية الجليلة أسماء ذات النطاقين.

- كان ماشياً ذات يومٍ في طرقات مكّة فأبصر أميّة بن خلف يعذّبُ بلالاً تعذيباً لا يُطاق، فقال لأميّة: "ألا تتّقي الله في هذا المسكين؟ قال: أنت الذي أفسدتَه فأنقِذه مما ترى، فقال أبو بكر: أفعلُ، عندي غلام أسود أجلَد منه وأقوى، على دينك، أعطيكه به، قال: قد قبلت، فقال: هو لك، فأعطاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه غلامه ذلك، وأخذه فأعتقه".

- لقّبَ بالصّديق لأنه صدّق الرسول برسالته، وصدّقه في خبر الإسراء والمعراج.
- لما أخبره رسول الله أنه انتفع بماله كثيراً، بكى وقال: أنا ومالي لك يا رسول الله!
- تولّى خلافة المسلمين بعد رسول الله.
- فأرسلَ جيش أسامة لقتال الروم في بلاد الشام.
- وقاتلَ المرتدّين، وانتصرّ عليهم.
- ثمّ أمر بجمع القرآن خوفاً عليه من الضّياع.
- وليس ذلك فحسب ولكنّ الفتوحات الإسلامية في العراق والشام بدأت في عهده

- ويكفيه فخراً أنّ عليّا عندما سُئلَ من خيرُ الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلّم

أشار إليه رضوان الله عليهم أجمعين..

هذه هي أبرزُ أعمال الغصن المزهر والقلب العاطر والداعية الحكيم والصّادق الصّدوق أبو بكر الصّديق.. الذي قدّم للإسلام أسمى وأغلى مايملك... وقدّم في سبيل صاحبه رسول الله كلّ غالٍ ونفيس.. وظلّ يمضي الصحابي الجليل في رحلة النور حتى وافته المنية عام ثلاث عشرة للهجرة،
ودُفن بجوار المصطفى صلى الله عليه وسلّم عن عمر يناهز ثلاثة وستين عاماً.
رضي الله عن أبي بكر، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء

وتظل هذه نبذه من حياته
والحديث يطول في أفضاله رضي الله عنهـ


واسفهـ على التاخير :)


هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ 12-16-2011 10:52 PM

جزاك الله الف الف خير غرومه
عضواتناالجديده >>صاحبه الموضوع<<
مالي شبيه

مالي شبيه 12-17-2011 09:30 PM

بااااااااك



عثماان بن عفاان:0353404::0353404:

نسبه

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهر العدوي القرشي.

أمه: أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وأمها: أم حكيم بنت عبد المطلب بن هاشم، وهي البيضاء توأمة عبد الله بن عبد المطلب فهي عمة الرسول صلى الله عليه وسلم. وأم أم حكيم: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وهي جدة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لقبه

http://www.islamstory.com/images/sto...4_image002.jpgلُقب عثمان بن عفان رضي الله عنه بذي النورين، والمراد بالنورين ابنتا النبي صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما؛ حيث زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقية، وحين توفيت زوجه ابنته الثانية أم كلثوم رضي الله عنهما، وفي ذلك يقول عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي: قال لي خالي حسين الجعفي: يا بني، أتدري لما سمي عثمان ذا النورين؟ قلت: لا أدري. قال: لم يجمع بين ابنتي نبي منذ خُلِق آدم إلى أن تقوم الساعة غير عثمان بن عفان، فلذلك سمي ذا النورين.

كنيته

كان يكنى في الجاهلية أبا عمرو، فلما ولد له من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام سماه عبد الله، واكتنى به، فكناه المسلمون أبا عبد الله.

مولده

ولد في مكة بعد عام الفيل بست سنين على الصحيح

صفته الخلقية

كان رضي الله عنه رجلاً ليس بالقصير ولا بالطويل، رقيق البشرة، كث اللحية عظيمها، عظيم الكراديس[1]، عظيم ما بين المنكبين، كثير شعر الرأس، يصفر لحيته، أضلع[2] أروح الرجلين[3] أقني[4، خدل الساقين[5] طويل الذراعين، شعره قد كسا ذراعيه، جعد الشعر أحسن الناس ثغرًا، جمته[6]أسفل من أذنيه، حسن الوجه، والراجح أنه أبيض اللون، وقد قيل أسمر اللون.

زوجاته وأبناؤه

تزوج عثمان رضي الله عنه ثماني زوجات كلهن بعد الإسلام وهنّ: رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أنجبت له عبد الله بن عثمان، ثم تزوج أم كلثوم بنت رسول الله بعد وفاة رقية، وتزوج فاختة بنت غزوان، وهي أخت الأمير عتبة بن غزوان، وأنجبت له عبد الله الأصغر، وتزوج أم عمرو بنت جندب الأزدية، وقد أنجبت له عمرًا وخالدًا وأبان وعمر ومريم، وتزوج فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة المخزومية وأنجبت له الوليد وسعيد وأم سعد، وتزوج أم البنين بنت عيينة بن حصن الفزارية، وأنجبت له عبد الملك، وتزوج رملة بنت شيبة بن ربيعة الأموية وأنجبت له عائشة وأم أبان وأم عمرو، وقد أسلمت رملة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتزوج نائلة بنت الفَرافصة الكلبية وكانت على النصرانية وقد أسلمت قبل أن يدخل بها وحسن إسلامها.

أبناؤه: كانوا تسعة أبناء من الذكور من خمس زوجات، وهم:

- عبد الله: ولد قبل الهجرة بعامين، وأمه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي أوائل أيام الحياة في المدينة نقره الديك في وجهه قرب عينه، وأخذ مكان نقر الديك يتسع حتى مات في السنة الرابعة للهجرة، وكان عمره ست سنوات.

- وعبد الله الأصغر: أمه فاختة بنت غزوان.

– وعمرو: وأمه أم عمرو بنت جندب، وقد روى عن أبيه وعن أسامة بن زيد وروى عنه علي بن الحسين وسعيد بن المسيب وأبو الزناد، وهو قليل الحديث، وتزوج رملة بنت معاوية بن أبي سفيان، توفي سنة ثمانين للهجرة.

- وخالد: وأمه أم عمرو بنت جندب.

- وأبان: وأمه أم عمرو بنت جندب كان إمامًا في الفقه يكنى أبا سعيد، تولى إمرة المدينة سبع سنين في عهد الملك بن مروان، سمع أباه وزيد بن ثابت، له أحاديث قليلة.

- وعمر: وأمه أم عمرو بنت جندب.

- والوليد: وأمه فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة المخزومية.

- وسعيد: وأمه فاطمة بنت الوليد المخزومية، تولى أمر خراسان عام ستة وخمسين أيام معاوية بن أبي سفيان.

- وعبد الملك: وأمه أم البنين بنت عينية بن حصن، ومات صغيرًا.

وأمَّا بناته فهن سبع من خمس نساء، منهن: مريم: وأمها أم عمرو بنت جندب، وأم سعيد: وأمها فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس المخزومية، وعائشة: وأمها رملة بنت شيبة بن ربيعة، ومريم: وأمها نائلة بنت الفرافصة، وأم البنين: وأمها أم ولد.

زواجه من رقية بنت رسول الله

وقصة ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد زوج رقية من عتبة بن أبي لهب، وزوج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت سورة المسد: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}[المسد: 1-5]. قال لهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية: فارقا ابنتي محمد. ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما، كرامةً من الله تعالى لهما، وهوانًا لابنَيْ أبي لهب.

وما كاد عثمان بن عفان رضي الله عنه يسمع بخبر طلاق رقية حتى استطار فرحًا وبادر، فخطبها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزوجها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم منه، وزفتها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، وقد كان عثمان من أبهى قريش طلعة، وكانت هي تضاهيه قسامة وصباحة، فكان يقال لها حين زفت إليه:

أحسن زوجين رآهما إنسان رقية وزوجها عثمان.

زواجه من أم كلثوم بنت رسول الله

عرفت أم كلثوم -رضي الله عنها- بكنيتها، ولا يعرف لها اسم إلا ما ذكره الحاكم عن مصعب الزبيري أن اسمها (أمية)، وهي أكبر سنًّا من فاطمة رضي الله عنها.

قال سعيد بن المسيب: "تأيم عثمان من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتأيمت حفصة بنت عمر من زوجها، فمر عمر بعثمان، فقال: هل لك في حفصة؟ وكان عثمان قد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها فلم يجبه، وذكر ذلك عمر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هَلْ لَكَ فِي خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ أَتَزَوَّجُ حَفْصَةَ وَأُزَوِّجُ عُثْمَانَ خَيْرًا مِنْهَا: أُمَّ كُلْثُومُ".

وعن أم المؤمنين بنت الصديق -رضي الله عنها- قالت: لما زوج النبي ابنته أم كلثوم قال لأم أيمن: "هَيِّئِي ابْنَتِي أُمَّ كُلْثُومٍ، وَزِفِّيهَا إِلَى عُثْمَانَ، وَاخْفِقِي بَيْنَ يَدَيْهَا بِالدُّفِّ". ففعلت ذلك، فجاءها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الثالثة، فدخل عليها فقال: "يَا بُنَيَّةُ، كَيْفَ وَجَدْتِ بَعْلَكِ؟" قَالَتْ: خَيْرَ بَعْلٍ".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، "أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف عند باب المسجد فقال: يَا عُثْمَانَ، هَذَا جِبْرِيلُ أَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ قَدْ زَوَّجَكَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِمِثْلِ صَدَاقِ رُقَيَّةَ، وَعَلَى مِثْلِ صُحْبَتِهَا". وكان ذلك سنة ثلاث من الهجرة النبوية في ربيع الأول، وبنى بها في جمادى الآخرة.

ولما توفيت أم كلثوم -رضي الله عنها- في شعبان سنة تسع هجرية تأثر عثمان رضي الله عنه، وحزن حزنًا عظيمًا على فراقه لأم كلثوم، "ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وهو يسير منكسرًا، وفي وجهه حزن لما أصابه، فدنا منه وقال: لَوْ كَانَ عِنْدَنَا ثَالِثَةٌ لَزَوَجَّنَاكَهَا يَا عُثْمَانُ".

وهذا دليل حب الرسول صلى الله عليه وسلم لعثمان، ودليل وفاء عثمان لنبيه وتوقيره، وفيه دليل على نفي ما اعتاده الناس من التشاؤم في مثل هذا الموطن، فإن قدر الله ماضٍ وأمره نافذ، ولا راد لأمره.

كان رضي الله عنه في أيام الجاهلية من أفضل الناس في قومه، فهو عريض الجاه ثري، شديد الحياء، عذب الكلمات، فكان قومه يحبونه أشد الحب ويوقرونه، لم يسجد في الجاهلية لصنم قط، ولم يقترف فاحشة قط، فلم يشرب خمرا قبل الإسلام، وكان يقول: إنها تذهب العقل، والعقل أسمى ما منحه الله للإنسان، وعلى الإنسان أن يسمو به، لا أن يصارعه.

يقول عن نفسه رضي الله عنه: "مَا تَغَنَّيْتُ وَلاَ تَمَنَّيْتُ، وَلاَ مَسَسْتُ ذَكَرِي بِيَمِينِي مُنْذُ بَايَعْتُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلاَ شَرِبْتُ خَمْرًا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ إِسْلاَمٍ، وَلاَ زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ فِي إِسْلاَمٍ".

وكان رضي الله عنه على علم بمعارف العرب في الجاهلية ومنها: الأنساب والأمثال وأخبار الأيام، وساح في الأرض، فرحل إلى الشام والحبشة، وعاشر أقواما غير العرب، فعرف من أحوالهم وأطوارهم ما ليس يعرفه غيره. واهتم بتجارته التي ورثها عن والده، ونمت ثروته وأصبح يعد من رجالات بني أمية الذين لهم مكانة في قريش، فقد كان المجتمع المكي الجاهلي الذي عاش فيه عثمان يقدر الرجال حسب أموالهم، ويُهاب فيه الرجال حسب أولادهم وإخوتهم وعشيرتهم وقومهم، فنال عثمان مكانة مرموقة في قومه، ومحبة كبيرة.

يروي ابن إسحاق: لما أسلم أبو بكر رضي الله عنه أظهر إسلامه، ودعا إلى الله وإلى رسوله، وكان أبو بكر رجلاً مؤلفًا لقومه محببًا سهلاً، وكان أنسب قريش، وكان رجلاً تاجرًا ذا خُلُق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجارته، وحسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الله وإلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم بدعائه عثمان بن عفان، والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله، فانطلقوا ومعهم أبو بكر، حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهم الإسلام، وقرأ عليهم القرآن، وأنبأهم بحق الإسلام وبما وعدهم الله من الكرامة، فآمنوا وأصبحوا مقرين بحق الإسلام، فكان هؤلاء النفر الثمانية -يعني مع علي وزيد بن حارثة- الذين سبقوا إلى الإسلام، فصلوا وصدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا بما جاء من عند الله تعالى.

كان عثمان رضي الله عنه قد ناهز الرابعة والثلاثين من عمره حين دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام، ولم يعرف عنه تلكؤًا أو تلعثمًا بل كان سبَّاقًا أجاب على الفور دعوة الصديق، فكان بذلك من السابقين الأولين، فكان بذلك رابع من أسلم من الرجال، ولعل هذا السبق إلى الإسلام كان نتيجة لما حدث له عند عودته من الشام، وقد قصه رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل عليه هو وطلحة بن عبيد الله، فعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن، وأنبأهما بحقوق الإسلام، ووعدهما الكرامة من الله، فآمنا وصدقا، فقال عثمان: "يا رسول الله، قدمت حديثًا من الشام، فلما كان بين معان والزرقاء، فنحن كالنيام فإذا منادٍ ينادينا: أيها النيام هبُّوا، فإن أحمد قد خرج بمكة. فقدمنا فسمعنا بك".

لا شك أن هذه الحادثة تترك في نفس صاحبها أثرًا عجيبًا لا يستطيع أن يتخلى عنه عندما يرى الحقيقة ماثلة بين عينيه، فمن ذا الذي يسمح بخروج النبي قبل أن يصلي إلى البلد الذي يعيش فيه، حتى إذا نزله ووجد الأحداث والحقائق تنطق كلها بصدق ما سمع به، ثم يتردد في إجابة الدعوة؟ فقد تأمل في هذه الدعوة الجديدة بهدوء كعادته في معالجة الأمور، فوجد أنها دعوة إلى الفضيلة ونبذ الرذيلة، دعوة إلى التوحيد وتحذير من الشرك، دعوة إلى العبادة وترهيب من الغفلة، ودعوة إلى الأخلاق الفاضلة وترهيب من الأخلاق السيئة، ثم نظر إلى قومه فإذا هم يعبدون الأوثان ويأكلون الميتة، ويسيئون الجوار، ويستحلون المحارم، وإذا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم صادق أمين يعرف عنه كل خير ولا يعرف عنه شر قط، فلم تُعهد عليه كذبة، ولم تحسب عليه خيانة.

أسلم رضي الله عنه على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ومضى في إيمانه قدمًا، قويًّا هاديًا، وديعًا صابرًا عظيمًا راضيًا، عفوًّا كريمًا محسنًا رحيمًا سخيًّا باذلاً، يواسي المؤمنين ويعين المستضعفين، حتى اشتدت قناة الإسلام.

صبره على التعذيب وهجرته إلى الحبشة

أوذي عثمان وعُذب في سبيل الله تعالى على يد عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية الذي أخذه فأوثقه رباطًا، وقال: أترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث؟ والله لا أحلك أبدًا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين. فقال عثمان: والله لا أدعه أبدًا، ولا أفارقه. فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه، وكان ممن هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الأولى والثانية، ومعه امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عـــودالليل 12-18-2011 01:32 AM

جزاكم الله خير
واصلوا

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ 12-18-2011 03:02 PM

ماليً شبيهً الله يجزاكً الف خيرً

عـود اليلً مشكور على المرور. والله يعطيك الف عافيهً

العضوً التاليً :: سعودي وافتخر ::

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ 12-22-2011 02:12 AM

بماً ان. اخوناً سعوديً تأخر
نختار عضو. ثاني

غاليتنا::جنووون::

جنــــون 12-23-2011 03:57 PM

اي شخصيه اتكلم عنها ؟

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ 12-23-2011 04:53 PM

ايوه حبيبتي اي شخصيهً تبينهاً
ننتضرك ي ذووووقً

جنــــون 12-23-2011 05:04 PM

طيب


ثواني وراجعه

جنــــون 12-23-2011 05:20 PM

محمد صلى الله عليه وسلم ...،
 
مولده واسمه ونسبه :
ولد محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام 571 م،ويعرف عام مولده بعام الفيل وهو العام الذي حاول فيه أبرهة الحبشي أن يهدم الكعبة فأهلكهم اللّه كما ثبت ذلك في سورة الفيل.
والده: عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف مات قبل أن يولد النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك ولد يتيماً صلى الله عليه وسلم
وأمه: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة.
فلما ولدته أمه أرسلت إلى جدِّه تبشره بحفيده، فجاء فحمله ودخل به الكعبة ودعا له وسماه محمداً. قال تعالى: { ومُبَشِراً بِرَسُولٍ يَأتِي مِنْ بَعْدِي اسْمهُ أَحْمَدُ } (1).
فنسبه صلى الله عليه وسلم من جهة والده هو: (محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان) وعدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ويلتقي نسب أبيه مع أمه في كلاب بن مرة.

رضـاعتـه :
كان من عادة أشراف قريش أن يدفعوا بأطفالهم إلى مراضع من البادية ليعيش الطفل في هواء البادية الصحي في السنوات الأولى من عمره، فيقوى جسمه لذلك التمس عبد المطلب المراضع لمحمد صلى الله عليه وسلم حينما قدم من بني سعد نسوة إلى مكة يلتمسن الرضعاء، وكان من بينهن حليمة السعدية، فما بقيت واحدة منهن إلا أخذت طفلاً إلا حليمة فلم تجد سوى محمد صلى الله عليه وسلم فامتنعت عن أخذه لأنه يتيم الأب أولاً، ولكنها كرهت أن ترجع من غير رضيع مما جعلها تأخذه إذ لا يوجد سواه. فلما أخذته وجدت من بركته صلى الله عليه وسلم شيئاً كثيراً، فمكث صلى الله عليه وسلم في بني سعد سنتين، مدة الرضاعة. ثم ذهبت به حليمة إلى أمه لتطلب منها أن يبقى عندها مدة أخرى. ولما بلغ الخامسة من عمره وقعت حادثة شق الصدر. فقد جاء جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان فأخذه وصرعه وشق صدره واستخرج قلبه واستخرج منه علقة ، فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم أعاده كما كان.
قال أنس راوي الحديث "وقد كنت أرى أثر المخيط في صدره" (2) فلما علمت حليمة بهذه الحادثة خافت عليه فأرجعته إلى أمه.
موت أمه وكفالة جده:
أصبح صلى الله عليه وسلم عند أمه بعدما أرجعته حليمة إليها، فلما بلغ السادسة من عمره ذهبت به إلى يثرب لزيارة أخواله من بني النجار ومعها حاضنته أم أيمن، وفي طريق العودة ماتت أمه في مكان يسمى (الأبواء) بين مكة ويثرب فرجعت به أم أيمن إلى مكة فكفله جدُّه عبد المطلب.

كفالة عمه أبي طالب ورحلته الأولى إلى الشام
بقي صلى الله عليه وسلم في كفالة جدِّه عبد المطلب حتى بلغ الثامنة من عمره، فتوفي جده وقبل وفاته أوصى عمَّه أبا طالب بكفالته صلى الله عليه وسلم، لأنه يعلم حُبَّ أبي طالب لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وقد ساعد عمه في العمل بالتجارة، وصحبه في رحلته إلى بلاد الشام، وكان صلى الله عليه وسلم في الثانية عشرة من عمره، وفي مكان يسمى بُصْرى- بين الشام والحجاز- قابلا راهباً يُدْعى بُحَيْرَا الذي عرف محمداً صلى الله عليه وسلم بخاتم النبوة بين كتفيه، وأنه يتيم وأمر عمَّه أن يرجعه إلى مكة خوفاً عليه من اليهود.
زواجه بخديجة رضي اللّه عنها :
عرفت خديجة رضي اللّه عنها عن محمد صلى الله عليه وسلم الصدق والأمانة فطلبت منه أن يتاجر لها، فوافق صلى الله عليه وسلم فذهب بتجارة لها إلى بلاد الشام وعاد من هذه الرحلة بربح كبير، وحكى لها مَيْسَرَةُ غلامها ما رآه من حُسْنِ خُلُق النبي صلى الله عليه وسلم إذ كان معه في هذه الرحلة فأعجبت به فخطبها إليه عمه أبو طالب وزوجه إياها، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم حينذاك في الخامسة والعشرين من عمره، بينما هي في الأربعين من عمرها، وهي أُوْلَى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ولدت له من البنين- القاسم وبه كان يكنى، وعبد الله الذي يلقب (بالطيب والطاهر) ومن البنات زينب ورقية وفاطمة وأم كلثوم.
البعثة (الرسالة)

عُرِفَ محمد صلى الله عليه وسلم في مكة بالأمانة والصدق والرأي السديد انصرف عن حياة الجاهلية، فلم يشرب الخمر، ولم يسجد لصنم ولم يحلف بالآلهة، وقد حُبّبَ إليه الخَلْوةُ والعُزْلَةُ والتفكير والتدبر في غار حراء الليالي ذوات العدد، كل ذلك قبل البعثة.
ولما بلغ صلى الله عليه وسلم الأربعين من عمره أُوحِيَ إليه، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح (وهي الرؤيا الصادقة) وكان هذا أول ما بدئ من الوحي.
وفي يوم الاثنين من شهر رمضان فجأه جبريل لأول مرة داخل الغار فقال له: اقرأ. فقال صلى الله عليه وسلم : "ما أنا بقارئ. فأخذه فغطّه حتى بلغ منه الجهد ثم أرسله فقال: اقرأ. فقال صلى الله عليه وسلم : ما أنا بقارئ. فأخذه فغطّه الثانية ثم أرسله فقال له: اقرأ: فقال ما أنا بقارئ فأخذه فغطه ثم قال له: {اقْرأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَق } (1). فرجع بها ترتعد بوادره حتى دخل على خديجة رضي اللّه عنها. فقال: زَمِّلُوني. زَمِّلُوني. فزملوه حتى ذهب عنه الخوف. ثم أخبرها الخبر. فذهبت معه إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان عنده علم من النصرانية فأخبره "أن هذا المَلَك الذي نزل على موسى".
وكان هذا أول ما نزل من القرآن الكريم، ثم انقطع عنه الوحي فترة من الزمن فحزن الرسول صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً، ثم نزلت عليه سورة المدثر، فأخذ صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى التوحيد، ويحذرهم من الشرك.
فكان أول من آمن به من النساء خديجة رضي اللّه عنها. ومن الرجال أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه ومن الصبيان علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه. وأول من آمن من الموالي زيد بن حارثة رضي اللّه عنه. وممن أسلم في وقت مبكر أهل بيت أبي بكر، وسعد بن أبي وقاص، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد اللّه والزبير بن العوام وخالد بن سعيد بن العاص.
مراحل الدعوة:
بعد أن نزل عليه صلى الله عليه وسلم قوله تعالى{يَا أَيُّها الْمُدَّثِرُ. قُمْ فَأَنذِر } (2)
أخذ صلى الله عليه وسلم يدعو سراً فبدأ يدعو من يثق بهم واستمر على ذلك ثلاث سنوات.
ثم أُمِرَ صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة إذْ نزل عليه قوله تعالى:{ وأَنذر عشيرتك الأقربين}(3).

http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/...GIF%20copy.gif
شكل رقم (2) جبل النور الذي يقع فيه غار حراء


فصعـد النبي صلى الله عليه وسلم على جبل الصفا فصاح. ياصباحاه. فاجتمعت إليه قريش فقـال: يابني فلان، يابني عبـد منـاف. يابني عبـد المطلب "أرأيتكـم لو أخبـرتكـم أن خيلاً تخـرج بسفـح هذا الجبـل. أكنتم مصدقي؟ قالوا: ماجَرَّبنا عليك كذباً. قال: فإني نذير لكـم بين يدي عذاب شديد.

فقام إليه عمه أبو لهب فقال له تباًّ لك. ألهذا جمعتنا فنزل قوله تعالى:{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ }


الهجرة إلى الحبشة


بعد أن جهر الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة اشتدّ عليه أذى المشركين فناصبوه العداء بوسائل مختلفة منها: الافتراءات الكاذبة والتهم الباطلة فوصفوه بأنه ساحر وأنه مجنون وأنه كاهن. وكذلك طعنوا في القرآن الكريم فقالوا إنه أساطير الأولين. وكذلك اشتدّ العذاب على المسلمين فأمرهم صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة لأنْ فيها ملكاً لا يُظْلَم عنده أحدٌ فكانت الهجرة إلى الحبشة.
1- هجرة الحبشة الأولى:
وكانت في السنة الخامسة من البعثة وبلغ عدد المسلمين أحد عشر رجلاً وأربع نسـوة وكان عثمان بن عفان رضي اللّه عنه وزوجته رقية بنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من أصحاب الهجرة الأولى.
2- هجرة الحبشة الثانية:
سمع أهل هجرة الحبشة "الأولى" أن أهل مكة دخلوا في الإسلام فرجعوا إلى مكة ومنهم عثمان بن مظعون فلم يجدوا الخبر صحيحاً فرجعوا مرة أخرى إلى الحبشة وسار معهم جماعة من المسلمين حتى بلغ عددهم ثلاثة وثمانين رجلاً وثماني عشرة امرأة فأرسلت قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة إلى النجاشي ملك الحبشة تطلب منه أن يردهم إليها في مكة ولكنه رفض بعد أن تبين له صدق المسلمين



خريطة رقم (3) موقع الحبشة من الجزيرة العربية


وقد هاجر معظم مهاجرة الحبشة إلى المدينة بعد استقرار الإسلام فيها وتأخر جعفر بن أبي طالب ومن معه إلى فتح خيبر في السنة السابعة للهجرة .

رحلته صلى الله عليه وسلم إلى الطائف
في العام العاشر للبعثة مات أبو طالب الذي كان يحمي الرسول صلى الله عليه وسلم من كفار قريش وماتت زوجه خديجة رضي اللّه عنها. التي كانت خير مُعين للنبي صلى الله عليه وسلم .
ونتيجة لذلك ازداد أذى المشركين على الرسول كيف حتى من أقرب الناس إليه فبدأ يتصل بالقبائل المجاورة لمكة فذهب إلى الطائف لدعوة قبيلة ثقيف ومعه مولاه زيد بن حارثة رضي اللّه عنه لكنه لم يجد استجابة لدعوته، بل وجد منهم عذاباً وتكذيباً أشد مما وجده من قبيلة قريش فعاد إلى مكة مرة أخرى فدخلها في جوار المطعم بن عدي.
الإسراء والمعراج :بعد أن تعرض صلى الله عليه وسلم لكثير من الأذى، والمِحَن، والشدائد، في سبيل الدعوة إلى اللّه سبحانه وتعالى، فكذبه قومه وَوَجَدَ ما وجد من قبيلة ثقيف من العذاب، جاءت حادثة الإِسراء والمعراج، تثبيتاً له صلى الله عليه وسلم ، ورفعاً لمكانته، ولقد أسرى به صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماء، قال تعالى: { سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بعَبْده لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنا حَوْلَهُ لَنُرِيَهُ مِنْ آياتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (1)
وفي هذه الرحلة المباركة فرضت عليه الصلوات الخمس، فقد فرضت عليه أولاً خمسون صلاة ثم سأل ربه التخفيف حتى صارت خمس صلوات وأجرها بخمسين صلاة، وقد أسري به صلى الله عليه وسلم يقظة بجسده وروحه.

دعوة القبائل في موسم الحج:
أخذ صلى الله عليه وسلم يعرض الإسلام على القبائل في موسم الحج وفي العام الحادي عشرِ للبعثة التقى صلى الله عليه وسلم ستة رجال من يثرب من قبيلة الخزرج فدعاهم للإسلام فأسلموا ووعدوه أن يعرضوا الإسلام على أهليهم إذا رجعوا إليهم.
بيعة العقبة
أولاً: بيعة العقبة الأولى:
في العام الثاني عشر للبعثة التقى النبي صلى الله عليه وسلم اثني عشر رجلاً من يثرب وبعد أن دخلوا في الإِسلام بايعوه على :
1- ألا يشركوا باللّه شيئاً.
2- أن يأتمروا بما أمر اللّه به.
3- أن ينتهوا عما نهى اللّه عنه.
وأرسل معهم الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وعمرو بن أم مكتوم رضي اللّه عنهما ليعلِّموا الناس أمور الدين الإسلامي وقراءة القرآن والصلاة وغيرها.
ثانياً : بيعة العقبة الثانية:
في العام الثالث عشر للبعثة جاء مصعب بن عمير رضي اللّه عنه ومعه من الذين أسلموا من أهل يثرب ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان (نسيبة بنت كعب وأسماء بنت عمرو بن عدي) والتقوا الرسول صلى الله عليه وسلم عند العقبة ليلاً وجاء مع النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس بن عبد المطلب وكان مشركاً إلا أنه أراد أن يأخذ عليهم الأمان لابن أخيه، وكان العباس أول متكلم، ثم تكلم الرسول صلى الله عليه وسلم فتلا القرآن ودعا إلى اللّه ورغّب في الإِسلام، فبايعوه على :
1- السمع والطاعة في المنشط والمكره.
2- النفقة في العسر واليسر.
3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4- ألاَّ تأخذهم في اللّه لومة لائم.
5- أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم.
وبعد البيعة رجع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة، واستمر في الدعوة، فاشتد أذى قريش على المسلمين، فأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى يثرب، فهاجر المسلمون فرادى وجماعات سراً، حتى لا يعلم المشركون بالهجرة، وكان أول من هاجر أبو سلمة بن عبد الأسد ومصعب بن عمير وعمرو بن أم مكتوم، ثم بلال بن رباح وسعد بن أبي وقاص وعمار بن ياسر وعمر بن الخطاب في عشرين من الصحابة، وبقى صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعلي بن أبي طالب وبعض الصحابة.
الهجرة إلى المدينة المنورة
مؤامرة دار الندوة:
رأى صلى الله عليه وسلم في النوم أن دار هجرته هي المدينة، فأمر أصحابه بالهجرة إليها.
ثم أُذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة، فاجتمع المشركون في دار الندوة لمنعه صلى الله عليه وسلم من الهجرة، واتفقوا على أن يأتوا بشاب قوي من كل قبيلة فينتظرون محمداً صلى الله عليه وسلم أمام داره فإذا خرج ضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل، فلا يكون أمام بني هاشم إلا قبول الدّية، قال تعالى: { وإذْ يَمْكُرُ بكَ الّذِينَ كَفَروا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّه والله خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } (1).
فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بأمرهم، فأمر صلى الله عليه وسلم علياً أن ينام في فراشه، وخرج إلى بيت أبي بكر وأخبره أن اللّه أذن له بالهجرة، فقال أبو بكر: "الصحّبة يا رسول اللّه " ثم عاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيته وخرج منه وشباب المشركين ينتظرونه، فأخذ حفنة من التراب ونثره على رؤوسهم وهو يتلو آيات من سورة "يس " من أولها إلى قوله تعالى:{وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيِهمْ سَداً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ }(2)
ثُم ذهب إلى بيت أبي بكر وخرجا إلى غار ثورٍ ، قال تعالى: { ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُمَا في الْغَارِ إذْ يَقُولُ لِصَاحِبهِ لا تَحْزَنْ إنَّ الله مَعَنَا. فَأَنْزَلَ اللّه سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجِنودٍ لَم تَرَوْهَا} (3) واختفيا فيه لمدة ثلاثة أيام. وبعد أن عرفت قريش أن محمداً صلى الله عليه وسلم خرج وأن النائم على فراشه هو عليّ. أخذوا يبحثون عنه في كل مكان، لكن اللّه أخفاه عن العيون، ثم جعلت قريش مائة ناقة لمن يأتي به هو وصاحبه حياً أو ميتاً.
صوله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة :
خرج صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه والدليل عبد اللّه بن أُرَيْقِط- وكان رجلاً خِرِّيتاً أميناً (4)- من غار ثور، وفي الطريق عرض لهم سراقة بن مالك رغبة في الحصول على الجائزة، إلا أنه لم يستطع ذلك ورجع حامياً لهم بعد أن كان طالباً لهم في أول النّهار. واستمروا في السير فوصلوا إلى قباء يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، ونزل صلى الله عليه وسلم في قباء على بني عمرو بن عوف، وأقام في قباء مدة أربعة عشر يوماً أسس خلالها مسجد قباء.
ثم سار صلى الله عليه وسلم وصحبه إلى المدينة، وكلما مرَّ بدار من دور الأنصار طلبوا منه النزول عندهم، وهو يقول "دعوها فإنها مأمورة"- أي الناقة-


http://www.iu.edu.sa/web/spages/edu/syukbah/si34.gif
شكل رقم (4) جبل ثور..جنوب شرقي مكة


فسارت حتى بركت في مكان مسجده الآن ، ثم نزل في المدينة على أبي أيوب الأنصاري مدة سبعة أشهر حتى بنى مسجده وحجرات أمهات المؤمنين .
ونظراً لأهمية المسجد في الإسلام ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم بدأ به سواء في قباء أم في المدينة لأنه هو مكان اجتماع المسلمين وهو المدرسة الأولى في الإسلام ولا يزال كـذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

ما بعـد الهجرة :
بعـد الهجـرة سُمي من جاء من مكة من المسلمين المهاجرين وسُمي من أسلم من أهل المدينة الأنصار . وسميت يثرب دار الهجرة، والمدينة النبوية، ومدينة الرسول.
غزوة بدر الكبرى (1)
(رمضان من السنة الثانية للهجرة)
سبب الغزوة:
رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقطع على قريش طريق قوافلهم التجارية مع بلاد الشام ليضعفهم مادياً، فعلم صلى الله عليه وسلم أن قافلة تجارية بقيادة أبي سفيان ابن حرب قادمة من بلاد الشام تحمل أموالاً عظيمة ويحرسها ثلاثون أو أربعون رجلاً، فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه "هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل اللّه أن ينفلكموها" (2).
فخرج صلى الله عليه وسلم من المدينة ومعه 314 رجلاً من الصحابة ومعهم سبعون بعيراً يتعاقبون ركوبها وَفَرَسان، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو لبابه وعلى بن أبي طالب يتعاقبون على بعير واحد، وكان صلى الله عليه وسلم لا يريد قتالاً.
خبر القافلة:
لما علم أبو سفيان بخروج المسلمين غيَّر طريق سَيْره إلى الساحل وأرسل إلى قريش ضمضم بن عمرو الغفاري يطلب منهم الخروج للمحافظة على تجارتهم وحماية رجالهم، عند ذلك أعدت قريش جيشاً من ألف رجل ومعهم سبعمائة بعير ومائة فرس، ثم أرسل إليهم مرة أخرى يخبرهم بأنه نجا بقافلته إلا أن قريشاً استمروا في سيرهم حتى وصلوا إلى بدر.

الاستعداد للقتال:
عندما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بخروج قريش لقتاله استشار أصحابه إذ أنه لم يخرج للقتال، قال تعالى:{ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُون} (3).
وقال تعالى: { وإِذْ يَعِدُكُمُ اللّه إِحْدىَ الطَّائِفَتَيْن أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ الله أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ ويَقْطَعَ دَابِرَ الكَافِرين}(4). فوجد منهم استعداداً للقتال وأنهم باعوا أرواحهم للّه فأخذ صلى الله عليه وسلم ينظم الصفوف ويبشرهم بإحدى الحسنيين النصر أو الشهادة.
بداية المعركة:
في يوم الجمعة السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة التقى الجيشان في بدر، وقد بدأت المعركة بالمبارزة، فقد خرج ثلاثة من المشركين وطلبوا المبارزة وهم: عتبة بن ربيعة وابنه الوليد وأخوه شيبة بن ربيعة، فخرج إليهم من المسلمين: عبيدة بن الحارث وعلي ابن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب رضي اللّه عنهم، فبارز عبيدة الوليد. وبارز حمزة عتبة فقتله، وبارز علي شيبة فقتله، أما عبيدة والوليد فقد ضرب كل منهما الآخر، ثم اجتمع حمزة وعلي على الوليد فقتلاه وحملا عبيدة إلى معسكر المسلمين، ثم التحم الجيشان وأمدّ اللّه المسلمين بالملائكة وكتب لهم النصر.

نتائج المعركة:
1- انتصر المسلمون وهُزِمَ المشركون، قال تعالى: { وَلَقدْ نَصَرَكُمْ الله ببَدْر وأنتُمْ أذِلَّةٌ فَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }(5).
2- اسَتشهد من المسلمين أربعة عشر رجلاً.
3- غنم المسلمون غنائم كثيرة.
4- قُتِلَ من المشركين سبعون. واُسِرَ منهم سبعون وممن قتل أبو جهل، فرعون هذه الأمة.
5- عرف المشركون أن المسلمين أصبحوا قوة عظيمة.

معركة أحد (1)
(يوم السبت النصف من شوال سنة 3هـ)
سبب المعركة:
رغب كفار قريش في الثأر لهزيمتهم في غزوة بدر، واسترجاع مكانتهم بين العرب، التي فُقدت في بدر وتأمين طرق قوافلهم التجارية القادمة من بلاد الشام، فأعدّوا جيشاً بلغ ثلاثة آلاف رجل خرجوا به من مكة حتى وصلوا إلى المدينة، وعسكروا قرب جبل أحد.
خروج المسلمين من المدينة:
لما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بخروج قريش استشار أصحابه في البقاء في المدينة أو الخروج لقتال المشركين عند جبل أحد، فأشار أكثرهم بالخروج وخاصة الذين فاتهم الخروج لغزوة بدر، فخرج صلى الله عليه وسلم وتبعه المسلمون، وكان عددهم ألف رجل، وفي منتصف الطريق عاد عبد اللّه بن أبي بن سلول بثلث الجيش.
بداية المعركة:
عندما وصل المسلمون إلى جبل أحد قسم الرسول صلى الله عليه وسلم جيشه قسمين، فجعل قسماً على جبل- عُرفَ بجل الرُّماة- لحماية المسلمين مِنْ خَلْفِهم، وأمرهم بعدم النزول من أماكنهم، والقسم الآخر أمام المشركين، ثم بدأت المعركة وقاتل المسلمون قتالاً شديداً حتى فر المشركون وتركوا الغنائم، فنزل الرّماة لمشاركة إخوانهم في جمع الغنائم ظناً منهم أن المشركين قد ولوا الأدبار وابتعدوا عنهم، فالتف خالد بن الوليد من خلف المسلمين وتغيرت أحداث المعركة، وكان مما حدث:

1- استشهد من المسلمين سبعون رجلاً منهم حمزة بن عبد المطلب رضي اللّه عنه عمّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ومصعب بن عمير رضي اللّه عنه.

2- جرح رسول اللّه صلى الله عليه وسلم .
3- قتل من المشركين اثنان وعشرون رجلاً.
وأصدق مصدر تستمد منه المعلومات عن هذه الغزوة القرآن الكريم وذلك في سورة آل عمران، قال اللّه تعالى: { وإذْ غَدَوتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّؤ المُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتالِ واللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (2).
وقال تعالى: { إِنْ يَمسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثلُهُ وَتلْكَ الأيَّامُ نُدَاولُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ الله الَّذينَ آمَنواْ وَيَتَّخِذَ مِنْكُم شُهَدَاءَ وَالله لا يُحب الظَّالِمينَ } (3).
وقد اشتملت هذه الغزوة على كثير من الحِكم منها:
1- تنبيه المؤمنين على سوء عاقبة المعصية ومخالفة أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله علية وسلم .
2- أن الأنبياء قد يُبْتَلون ويضاعف لهم الأجر كما ثبت في الصحيح "أشد الناس بلاءً الأنبياء".

غزوة الأحزاب 5 هـ
سبب تسميتها بهذا الاسم:
لاشتراك قبائل كثيرة فيها من المشركين واليهود لحرب المسلمين، وقد جاءت تفاصيل هذه الغزوة في القرآن الكريم في سورة الأحزاب، قال تعالى: { يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اْذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إذْ جَاءَتْكُم جُنُودٌ فَأَرسَلْنَا عَلِيْهم رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ الله بمَا تَعْمَلُونَ بَصيراً} (1).
عدة الفريقين:
بلغ عدد الأحزاب عشرة آلاف رجل، بينما كان عدد المسلمين ثلاثة آلاف رجل.
حفر الخندق:
تسمى هذه الغزوة الخندق وذلك لأنه عندما علم المسلمون بقدوم الأحزاب أشار سلمان الفارسي رضي اللّه عنه على الرسول صلى الله عليه وسلم بحفر خندق حول المدينة ليصعب على الأحزاب دخولها، وعندما وصل الأحزاب إلى المدينة وجدوا الخندق أمامهم فعسكروا أمامه أكثر من عشرين يوماً.

هزيمة المشركين :
أرسل اللّه سبحانه وتعالى على الأحزاب ريحاً شديدة قلعت خيامهم وقذفت الرعب في قلوبهم فتفرقوا وعادوا إلى ديارهم، قال تعالى: { وردّ الله الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهم لم يَنَالُوا خَيْراً وَكَفى اللّه المُؤْمِنِينَ القِتَالَ وَكَانَ الله قَوياً عَزِيزَاً } (2)
وبعد غزوة الأحزاب تغيّرت الخطط العسكرية الإسلامية من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم.

صلح الحديبية 6 هـ (1)
في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة خرج صلى الله عليه وسلم من المدينة ومعه ألف وأربعمائة من المسلمين قاصداً مكة للعمرة، ولما وصل إلى الحديبية علم أن قريشاً ستمنعه من دخول مكة.
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي اللّه عنه إلى مكة ليخبر قريشاً أنه لم يأت لقتال.
فبعثت قريش سهيل بن عمرو إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فتم الاتفاق على صلح عُرِفَ بصلح الحديبية، وقد تحدّث القرآن الكريم عن هذا الحدث في سورة الفتح قال تعالى: { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} (2).
وكانت شروط الصلح هي:
1- أن توقف الحرب بين الطرفين لمدة عشر سنوات.
2- أن يرد المسلمون كل شخص يأتيهم من قريش مسلماً بغير إذن قريش.
3- أن لا تَرُدَّ قريش من يعود إليها من المسلمين.
4- من أراد من القبائل أن يدخل مع المسلمين دخل معهم ومن أحب أن يدخل مع قريش دخل معها، فدخلت خزاعة مع المسلمين ودخل بنو بكر مع قريش.

5- أن يعود المسلمون في هذا العام ويأتوا للعمرة في العام القادم. بشروط هي:
(أ) أن يدخلوا مكة معتمرين بدون سلاح إلا السيوف في أغمادها.
(ب) أن يدخلوها بعد أن تخرج منها قريش.
(جـ) ألاَّ تزيد إقامتهم على ثلاثة أيام.
وكانت نتائج الصلح:
1- تفرُّغُ الرسول صلى الله عليه وسلم لحرب اليهود وفتح خيبر.
2- تفرُّغُ الرسول صلى الله عليه وسلم لنشر الدعوة ومكاتبة الملوك والأمراء.
3- اعتراف قريش بالمسلمين وأثر ذلك في القبائل العربية الأخرى.
4- حصول المسلمين على المغانم، كما قال تعالى: { وَعَدَكُمُ الله مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هِذِهِ وَكَفَّ أيدي النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً للْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً} (3).

5- خروج شباب من قريش إلى المدينة بعد أن أسلموا فلم يسمح لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالبقاء فيها، فذهبوا واستقروا بالعيص وقطعوا طريق التجارة بين مكة وبلاد الشام، فطلبت قريش من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يسمح لهم بالإقامة في المدينة،

موقف النبي صلى الله عليه وسلم من اليهود
لما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة كان بها ثلاث قبائل من اليهود هم بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة، واليهود من طبعهم الغدر والخيانة فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأمن خيانتهم فعقد معهم معاهدة أَمْنٍ وتعاون، إلا أنهم سرعان ما خانوا هذه المعاهدة.
أولاً: خيانة بني قينقاع :
وهم أول من خان العهد من اليهود وذلك بسبب إخلالهم بالأمن ومجاهرتهم بالعدوان بعد انتصار المسلمين في غزوة بدر، فجمعهم الرسول صلى الله عليه وسلم في سوقهم وقال لهم "يا يهود أسلموا قبل أن يصيبكم ما أصاب قريشاً في بدر فقالوا له إنك قابلت أناساً لا يعرفون القتال ولو قاتلتنا لعرفت إنا نحن الرجال " (1). فأظهروا العداء للمسلمين، فسار إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية من الهجرة وحاصرهم خمسة عشر يوماً حتى قذف اللّه الرعب في قلوبهم. فنزلوا على حكم النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بإخراجهم من المدينة، فخرجوا إلى بلاد الشام.
ثانياً: خيانة بني النضير:
ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم يطلب مساعدتهم في دفع دية قتيلين قتلهما عمرو بن أمية الضمري خطأ، فقالوا: نعينك يا أبا القاسم، ثم تآمروا على قتله بإلقاء حجر عليه من على سقف منزل كان يجلس إلى جنب جداره فأخبره اللّه بذلك، فرجع إلى المدينة وجمع المسلمين ثم سار إليهم وكان ذلك في السنة الرابعة من الهجرة وحاصرهم فامتنعوا بحصونهم ولكن اللّه قذف في قلوبهم الرعب فوافقوا على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسألوه أن يسمح لهم بالخروج ويترك لهم أموالهم ودماءهم وما حملت الإبل. ففعل الرسول صلى الله عليه وسلم فخرجوا من المدينة بعد أن خرّبوا بيوتهم بأيديهم، إلى خيبر وبلاد الشام قال تعالى: { هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِين كَفَروا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مِن ديارِهِمْ لأوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظنَنتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِنَ اللهِ فَأَتاهُمُ اللُه مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهُمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنينَ فَاعْتَبِروا يا أُولي الأبْصَارِ }(2).

ثالثاً: خيانة بني قريظة:
وذلك باتفاقهم مع الأحزاب على مهاجمة المسلمين من الخلف،وبعد نهـاية غزوة الأحزاب أمر اللّه سبحانه وتعالى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمسير إلى بني قريظة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم للذين معه "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة" فساروا إليهم وحاصروهم خمساً وعشرين ليلة حتى أتعبهم الحصار وشق عليهم، ثم نزلوا على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان ذلك في شهر ذي القعدة من السنة الخامسة للهجرة. فشفعت لهم الأوس، فقال صلى الله عليه وسلم : يا معشر الأوس "ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم " قالوا: بلى فقال الرسول صلى الله عليه وسلم " فذلك إلى سعد بن معاذ ". فجيء بسعد رضي اللّه عنه، وقد أصيب بسهم في غزوة الأحزاب، فقال: إني أحكم فيهم:


1- أن تقتل الرجال 2 - وتقسم الأموال.
3- وتُسْبي الذراري والنساء فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (لقد حكمت فيهم بحكم اللّه من فوق سبع سماوات) وبذلك انتهى وجود اليهود في المدينة.

غزوة خيبر في المحرم سنة 7 هـ
موضع خيبر ومكانتها الاقتصادية:
خيبر واحة زراعية تقع شمال المدينة المنورة، وتبعد عنها حوالي 165كم وامتازت خيبر بخصوبة أرضها ووفرة مياهها فاشتهرت بكثرة نخيلها، وما تنتجه من الحبوب والفواكه لذلك كانت توصف بأنها قرية الحجاز ريفاً ومنعة، وكان بها سوق يعرف بسوق النَّطاة تحميه قبيلة غطفان التي تعتبرخيبر ضمن أراضيها، وكان بها نشاط واسع للصيرفة.
سبب غزوة خيبر:
بعد صلح الحديبية وجد صلى الله عليه وسلم الوقت المناسب لحرب اليهود لأنهم أظهروا العداء للمسلمين ودخلوا مع الأحزاب في حرب المسلمين في السنة الخامسة من الهجرة، قال تعالى: { وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ، وَمَغَانِمَ كَثِيرةً يأْخُذُونَهَا وَكَانَ الله عَزِيزاً حَكِيماً } (1).
فتح خيبر:
سار إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم في المحرم من السنة السابعة للهجرة ومعه الذين كانوا في صلح الحديبية، فصلى الصبح بخيبر، وقد خرج عدد من اليهود إلى مزارعهم فلما رأوا المسلمين هربوا إلى ديارهم، فقال صلى الله عليه وسلم "اللّه أكبرخربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ". وحاصر صلى الله عليه وسلم يهود خيبر وقاتلهم قتالاً شديداً حتى تم للمسلمين فتح خيبر.

بقاء اليهود في خيبر:
عندما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم إخراج اليهود من خيبر طلبوا منه البقاء فيهاعلى أن يدفعوا للمسلمين نصف ما تنتجه الأرض، فقبل صلى الله عليه وسلم ، بشرط أن يخرجهم المسلمون منها متى أرادوا، وقد وافقهم الرسول صلى الله عليه وسلم طمعاً في إسلامهم فقال لعلي رضي اللّه عنه " فو اللّه لأن يهدي اللّه بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النّعم " وتمّ إخراجهم منها في عهد عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه.
النتائج:
1- استشهد من المسلمين عشرون رجلاً.
2- قُتِلَ من اليهود ثلاثة وتسعون.
3- غنم المسلمون غنائم كثيرة وأزالوا خطر اليهود الذي كان يهددهم.
4- مسارعة أهل فدك في شمال خيبر إلى طلب الصلح. فكانت خالصة لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم .

فتح مكة 8 هـ
سبب فتح مكة :
في العام الثامن للهجرة نقضت قريش صلح الْحُدَيْبِيَة وذلك عندما أمدت بني بكر بالمال والسلاح للاعتداء على خزاعة الذين دخلوا مع المسلمين في صلح الحديبية.
فقدم عمرو بن سالم الخزاعي إلى المدينة وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن قريشاً خانوا العهد.
خروج المسلمين إلى مكة :
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستعداد سراً حتى لا تعلم قريش بذلك، فاجتمع إليه عشرة آلاف رجل، سار بهم صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة حتى (مَرُّ الظهران) قريبا من مكة الذي يسمى الآن بوادي فاطمة.
خروج أبي سفيان وإسلامه :
خرج أبو سفيان (صخر بن حرب) من مكة يتحسَّس الأخبار فالتقاه العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم وسار به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وطلب له الأمان فأمنه صلى الله عليه وسلم ودعاه إلى الإِسلام فأسلم، ثم قال: العباس للنبي صلى الله عليه وسلم " إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً" فقال صلى الله عليه وسلم "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن " ولم يسمح الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي سفيان بالعودة إلى مكة حتى يرى جيش المسلمين، ولما رجع أخبر قريشاً أن محمداً قد جاءهم بما لا قدرة لهم على مقاومته.

دخول المسلمين مكة:
بعد ذلك قسّم الرسول صلى الله عليه وسلم جيشه أربع فرق وجعل على كل فرقة قائدا.
1- الفرقة الأولى بقيادة الزبير بن العوام تدخل مكة من أعلاها.
2- الفرقة الثانية بقيادة خالد بن الوليد تدخل مكة من أسفلها.
3- الفرقة الثالثة بقيادة أبي عبيدة بن الجراح تدخل مكة من الشرق.
4- الفرقة الرابعة بقيادة قيس بن سعد بن عبادة تدخل مكة من الجهة الأخرى.
فدخلوا جميعاً مكة دون مقاومة، وتم للمسلمين فتح مكة.
ودخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة، متواضعاً للّه، وهو يردد سورة الفتح حتى وصل إلى البيت، وطاف بالكعبة سبعة أشواط واستلم الركن بمِحْجَنِه كراهة أن يزاحم الطائفين وتعليماً لأمته. وأخذ يكسر الأصنام وكان عددها ثلاثمائة وستون صنماً وهو يتلو قوله تعالى: { وَقُلْ جَاءَ الْحقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إنّ الْبَاطِلَ كانَ زَهُوقاً} (1). ثم دخل صلى الله عليه وسلم الكعبة وصلى بها .

ما بعد الفتح:
بعد أن صلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالكعبة وقف على بابها وقريش صفوف في المسجد ينتظرونه، ثم قال: "يا معشر قريش ما تظنون إني فاعل بكم " قالوا: خيراً. أخ كريم وابن أخ كريم، فقال: صلى الله عليه وسلم "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
وبقي صلى الله عليه وسلم بمكة تسعة عشر يوماً، بعث خلالها السرايا لتحطيم الأصنام ونشر الإسلام.
وكان لفتح مكة أثر كبير في نفوس العرب فقد شرح اللّه صدر كثير منهم للإِسلام وصاروا يدخلون في دين اللّه أفواجا. قال تعالى: { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللّه والفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِين اللّه أَفْوَاجا. فَسَبحْ بِحَمْدِ رَبكَ واسْتَغْفرْه إِنَّهُ كَانَ تَواباً } (2).

غزوة حُنَيْن 8 هـ
سبب الغزوة :
بعد فتح مكة دخل الناس في دين اللّه أفواجا، إلا بعض القبائل ومنها قبيلة هوازن، فقد قام سيدها مالك بن عوف النضري يدعو لحرب النبي صلى الله عليه وسلم ، فأجابته قبيلة ثقيف من الطائف فخرج بالقبيلتين وساق معه النساء والأطفال ليقاتل كل رجل بقوة عن أهله، وسار بهم حتى وصل إلى وادي حنين.
خروج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حنين :
لما علم صلى الله عليه وسلم بذلك خرج من مكة ومعه عشرة آلاف من الذين خرجوا معه من المدينة وألفان من أهل مكة، حتى وصل إلى حنين في العاشر من شوال سنة ثمان من الهجرة.
بداية المعركة:
سبق المشركون إلى وادي حنين وتفرقوا في شعاب الوادي وجباله واستعدوا للحرب، فوصل المسلمون ودخلوا الوادي قبل طلوع الشمس، فبدأت المعركة بهجوم من المشركين فتراجع المسلمون إلى الخلف.

ثبات النبي صلى الله عليه وسلم:
عندما تراجع المسلمون ثبت النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه ومعه عدد قليل من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وعلىّ والعباس، ثم أمر صلى الله عليه وسلم عمه العباس أن ينادي يا معشر الأنصار والمهاجرين فاجتمعوا مرة أخرى، فأخذ صلى الله عليه وسلم حفنة من التراب ورمى بها إلى الأعداء وقال "اللهم أنزل نصرك " فبدأ القتال وشد المسلمون على المشركين ففروا وتركوا خلفهم الغنائم والنساء والأطفال، وفي ذلك نزلت قوله تعالى: { لَقَدْ نصَرَكُم الله فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَة وَيَوْمَ حُنَينٍ إِذ أَعْجَبَتْكُم كَثرَتُكُم فَلَمْ تُغن عَنكُم شيئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرضُ بمَا رَحُبَت ثُمَّ وَليتم مُدبِرِينَ ثم أَنزلَ اللّه سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولهِ وَعَلَى الَمُؤمِنينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوهَا وَعَذَّبَ الذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ } (1).
وأمر الرسولُ صلى الله عليه وسلم بالغنائم والسَّبي أن تجمع في الجعْرانة، وكان عدد شهداء المسلمين في هذه الغزوة أربعة رجال.

غزوة الطائف
بعد انتصار المسلمين في حنين فرّ المشركون إلى الطائف وأغلقوا عليهم أبوابها، فتبعهم المسلمون وحاصروهم أكثر من خمسة عشر يوماً، ثم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بالرجوع إلى الجِعْرانة، فأخذ يوزع الغنائم فَقَدِمَ عليه وفد من قبيلة هوازن يطلبون النساء والأطفال، فرد عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم النساء والأطفال بعد إسلامهم ثم قدم مالك بن عوف مسلماً فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم أهله وماله وأكرمه بمائة من الإبل وأمّره على قومه (1). ثم اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ودخل مكة، ومنها خرج إلى المدينة بعد قضاء عمرته
حجة الوداع 10 هـ
الحج هو الركن الخامس من أركان الإِسلام فُرِضَ في السنة التاسعة من الهجرة، فأمر صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يحج بالناس في هذا العام، - ويجب الحج والعمرة مرة في العمر على المسلم البالغ العاقل الحر إذا استطاع إليه سبيلا- وفي العام العاشر من الهجرة عزم نجد على الحج وأعلن للناس أنه حاج فبلغ عدد من حج معه قرابة مائة ألف حال.
خروجه صلى الله عليه وسلم :
خرج صلى الله عليه وسلم للحج في اليوم الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة، ووصل إلى مكة في اليوم الرابع من شهر ذي الحجة، وطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة، وأمر الذي لم يكن معه هدي بالتحلل.
أعمال الحج:1- وفي اليوم الثامن من شهر ذي الحجة (يوم التروية) (1) خرج من مكة إلى منى وصلى بها الصلوات المفروضة قصراً دون جمع..
2- بعد شروق شمس اليوم التاسع توجه صلى الله عليه وسلم إلى عرفات وكان يوم جمعة. فلما زالت الشمس خطب وهو على راحلته خطبة عظيمة قرر فيها قواعد الإسلام وهدم قواعد الجاهلية، وقرر تحريم الدماء والربا والأموال وأوصاهم بالنساء خيرا، وفي ذلك اليوم نزلت عليه قوله تعالى.{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ } (2). ووقف صلى الله عليه وسلم في عرفة حتى غربت الشمس بعد أن صلى بها الظهر والعصر جمع تقديم، ثم سار صلى الله عليه وسلم إلى مزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء جمع تأخير.

3- وقبل شروق شمس اليوم العاشر خرج صلى الله عليه وسلم إلى منى فرمى جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات ثم نحر الهدي ثم حلق رأسه وأفاض إلى مكة فطاف طواف الإفاضة ثم رجع إلى منى.
4- أيام التشريق: بعد أن رجع إلى منى بات فيها ليلة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر. فكان يرمي الجمرات الثلاث في كل يوم بعد الزوال.
5- بعد نهاية مناسك الحج طاف صلى الله عليه وسلم طواف الوداع وخرج من مكة إلى المدينة بعد أن علّم الناس مناسك حجهم.

وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
بداية المرض:
بعد أن رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحج ظهرت عليه علامات التعب. وفي أواخر شهر صفر من السنة الحادية عشرة للهجرة مرض صلى الله عليه وسلم . وقد بدأ مرضه في بيت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي اللّه عنها.
الرسول صلى الله علية وسلم يصرف أمور المسلمين في مرضه :
عندما كان صلى الله عليه وسلم في مرضه كان يُصرف أمور المسلمين ومن ذلك تجهيز جيشه أسامة بن زيد رضي اللّه عنه لحرب الروم. وكان ينتقل في كل ليلة إلى بيت من بيوت أزواجه.
الرسول صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة:
لما اشتد عليه مرضه استأذن نساءه أن يُمرَّضَ في بيت أم المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها فَأَذِنَّ له.
دخل صلى الله عليه وسلم بيت أم المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها فلما حان وقت صلاة العشاء ثقل عليه المرض حتى أنه لم يستطع الخروج للمسجد. فكان يقول "أصلى الناس " ويقولون لا هم ينتظرونك يا رسول اللّه. فأغمى عليه وعاوده الإِغماء ثلاث مرات وفي كل مرة يسأل "أصلى الناس " ويقولون له لا هم ينتظرونك يا رسول اللّه.
صلاة أبي بكر بالناس :
لمّا لم يستطع أن يصلي صلى الله عليه وسلم بالناس أمر أبا بكر أن يصلي بالناس. وفي أحد أيام مرضه خرج صلى الله عليه وسلم على الناس وهو بين رجلين لصلاة الظهر فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأشار إليه أن يبقى مكانه فصلى أبو بكم قائماً والرسول صلى الله عليه وسلم جالساً .
وفي يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول خرج صلى الله عليه وسلم على الناس فنظر من تحت ستر حجرة عائشة رضي اللّه عنها، وأبو بكر يصلي بهم وهم صفوف خلفه في المسجد فتبسم صلى الله عليه وسلم ثم دخل الحجرة وأرخى الستار.
وفي نصف النهار من يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشر صلى الله عليه وسلم توفي في مثل الوقت الذي دخل فيه المدينة.
موقف أبي بكر رضي الله عنه :
لما سمع الصحابة خبر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصدق أكثرهم بذلك، وكان أبو بكر رضي اللّه عنه في مسكنه بالسنح فجاء فدخل حجرة عائشة وكشف عن وجه الرسول صلى الله عليه وسلم وقبله ثم قال: "بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتاً" ثم خرج إلى الناس وخطب الناس فقال: بعد أن حمد اللّه وأثنى عليه، أما بعد: فمن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كار يعبد اللّه فإن اللّه حي لايموت، ثم تلا قوله تعالى: { وَمَا مُحَمَّدٌ إلاَّ رَسولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُل أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ علَى عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ الله شَيْئاً وَسَيَجْزى اللّه الشَّاكِرينَ } (1) . عند ذلك عرف الناس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات. ثم غُسلَ وكُفن ودُفن في حجرة أم المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها في المكان الذي قبض فيه.

جنــــون 12-23-2011 05:23 PM

الشخصيه اللي تكلمت عنها هو سيد الخلق / محمد عليه افضل الصلاه والسلام

والف شكر على دعوتكم لي ..،

احترامي

http://i1.tagstat.com/image02/e/db4f/002B002bJJf.gif

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ 12-23-2011 05:55 PM

الله عليك جنوووونً
الله يجزاك الف الف خيييييير
جداً طرحك رااااااقً لي ي مبدعه
شكرًا من الاعمااااااق. ي ضيً

http://www.up.t-kjool.com/upfiles/PuI80806.gif

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ 12-23-2011 05:56 PM

العضوًه الجديدْه :: انفاسگ دفآي ::

*http://www.up.t-kjool.com/upfiles/PuI80806.gif

أنفاسك دفاي 12-24-2011 09:03 AM

يسلمو ع الموضوع الرائع
و ع الإستضاف الحلوة
ولـي بـــــاك بإذن الله

أنفاسك دفاي 12-24-2011 05:46 PM

http://www.alnabkvb.net/vb/uploaded/1073_1193307575.jpg
نسب سعد وحياته

هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرؤ القيس بن زيد بن عبد الاشهل, كنيته: اباعمرو , وامه كبشه بنت رافع بن معاويه ابن الابجر , زوجته: هند بنت سماك بن عتيك بن رافع بن امرؤ القيس بن زيد بن عبد الاشهل وهي عمة( اسيد الخضر ) الصحابي المعروف واحد سادات الاوس.

مولده: ولد سعد في السنه التاسعه عشرة قبل البعثه وهو اصغر من الرسول عليه الصلاة والسلام باحدى وعشرين سنه.

اسلامه: اسلم على يد مصعب بن عمير قبل الهجرة بعامين وقال لبني عبد الأشهل كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام0

صفاته: كان سعد بن معاذ رضي الله عنه جسيما جميلا طويلا ابيض اللون, مححب الى النفس وكان هادئا قليل الكلام.عندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة آخي بين سعد بن معاذ ، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

سعد بن معاذ في غزوة بدر: حمل رضي الله عنه لواء الأنصار ، وخطب أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم وحث على الجهاد وقال : "فوالذي بعثك بالحق نبياً لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك" . بنى - رضي الله عنه - في بدر عريشاً للنبي صلى الله عليه وسلم ليشرف منه على المعركة ، وقام على باب العريش شاهراً سيفه دفاعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم .

سعد بن معاذ في غزوة احد:كان رضي الله عنه من الأبطال ، وكان في طليعة المجاهدين ، وعندما اضطرب الموقف ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل دونه.

سعد بن معاذ في غزوة الخندق: أصيب سعد رضي الله عنه، فكانت إصابته طريقاً إلى الشهادة إذ لقي ربه بعد شهر متأثراً بجراحه ولكنه لم يمت حتى شفي صدراً من بني قريظة حيث حكّمه رسول الله صلــى الله عليه و سلم فيهم فحكم بأن يقتل مقاتليهم وتسبى ذراريهم. وتقسم أموالهم0 فقال رسول الله صلــى الله عليه و سلم:" لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع" أي سبع سموات.

وفاته: عندما انقضى شأن بني قريظة انفجر بسعد بن معاذ جرحه واستجاب الله لدعوته , وقد شهد مصير بني قريظة وجعلها الله له شهادة وقد ذكر ان النبي عليه الصلاة والسلام قال وقد ذكر الحمى: من كانت به فهي حظه من النار, فسألها سعد ربه, فلزمته فلم تفارقه حتى فارق الدنيا, واجابه الله على سؤاله وسمع دعائه.

اعيد سعد الى قبته التي ضربها له رسول الله في المدينه, فحضره رسول الله عليه الصلاة والسلام وابو بكر وعمر , قالت عائشه: فو الذي نفس محمد بيده اني لاعرف بكاء ابي من بكاء عمر وانا في حجرتي. واخذ الرسول عليه الصلاة والسلام راس سعد ووضعه في حجره , وسجي بثوب ابيض , فقال رسول الله: اللهم ان سعدا قد جاهد في سبيلك, وصدق رسولك,وقضى الذي عليه, فتقبل روحه بخير ماتقبلت به روحاً.فلما سمع سعد كلام رسول الله فتح عينيه ثم قال : السلام عليك يارسول الله, اما اني اشهد انك رسول الله , ولما راى اهل سعد ان رسول الله قد وضع راسه في حجره ذعروا واعتقدوا ان اجله قد حان , وقال سعد: جزاك الله خيراً يارسول الله من سيد قوم , فقد انجزت الله ماوعدته , ولينجزنك الله ماوعدك.

وقد روي ان جبريل عليه السلام اتى رسول الله عليه الصلاة والسلام حين قبض سعد من جوف الليل معتمرا بعمامة من استبرق , فقال: يامحمد من هذا الميت الذي فتحت له ابواب السماء واهتز له العرش؟ فقام الرسول عليه الصلاة والسلام يجر ثوبه الى سعد فوجده قد مات.
وكانت امه تبكي وتقول:
ويل سعد سعدا صرامة وحدا
وسؤددا ومجدا وفارسا معدا
سد به مسدا يقد هاما قدا

فقال عمر بن الخطاب : مهلا ام سعد لا تذكري سعداً فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : كل نائحة تكذب الا نائحة سعد بن معاذ

وحمل الناس جنازته و فوجدوا له خفة مع انه كان رجلا جسيما فقالوا ذلك , فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: ان له حملة غيركم, والذي نفسي بيده , لقد استبشرت الملائكه بروح سعد واهتز له العرش. فلما دفن سعد تغيروجه الرسول عليه الصلاة والسلام فسبح, فسبح الناس معه ثم كبر وكبر الناس معه فقالوا: يارسول الله مم سبحت؟ قال: لقد تضايق على هذا العبد الصالح قبره حتى فرجه الله عنه.

وروت عائشة رضي الله عنها ان الرسول عليه الصلاة والسلام قال:ان للقبر لضمة لو كان احد منها ناجياً لكان سعد بن معاذ. وقال الرسول عليه الصلاة والسلام لام سعد:الا يرقأ دمعك ويذهب حزنك ان ابنك اول من ضحك الله له واهتز له العرش. واتى رسول الله عليه الصلاة والسلام بثوب من حرير فحعل اصحابه يتعجبون من لينه فقالل الرسول عليه الصلاة والسلام : لمناديل سعد بن معاذ في الجنه الين من هذا .

وروي عن الرسول عليه الصلاة والسلام انه قد حضر جنازة سعد بن معاذ سبعون الفاً من الملائكه نزلوا الى الارض لاول مره . وذكر من حضر قبره ان رائحة المسك كانت تفوح من ذلك التراب .

دفن رضي الله عنه بالبقيع وكان عمره سبعا وثلاثين سنة في سنه خمس من الهجره

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ 12-24-2011 08:18 PM

چ ـزآگ الله الفْ خير ي الغلا
بارك الله فيك على هالرد

http://www.up.t-kjool.com/upfiles/PuI80806.gif

هہكروكہ يہأإأقہلہبہيہ 12-24-2011 08:19 PM

عضوتناً الجديدهْ ...؟!

** جروح العمر **

http://www.up.t-kjool.com/upfiles/PuI80806.gif

جروح العمر 12-24-2011 08:46 PM

لي عودة قريبه

باذن الله

جروح العمر 12-25-2011 08:58 PM

سعد بن ابى وقاص

سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ مَالِكِ بنِ أُهَيْبٍ الزُّهْرِيُّ
وَاسْمُ أَبِي وَقَّاص هوٍ: مَالِكُ بنُ أُهَيْبِ
أَحَدُ العَشَرَةِ، وَأَحَدُ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ، وَأَحَدُ مَنْ شَهِدَ بَدْراً، وَالحُدَيْبِيَةَ، وَأَحَدُ السِّتَّةِ أَهْلِ الشُّوْرَى.

اسلامه
كان سعد بن أبى وقاص من أوائل من أسلم بالله و رسوله
عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ: سَمِعْتُ سَعْداً يَقُوْلُ:
مَا أَسْلَمَ أَحَداً فِي اليَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَ لَيَالٍ، وَإِنِّي لَثُلُثُ الإِسْلاَمِ

ثورة أمه
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ: أَنَّ سَعْداً قَالَ:
نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِيَّ: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا}
قَالَ: كُنْتُ بَرّاً بِأُمِّي، فَلَمَّا أَسْلَمْتُ، قَالَتْ:
يَا سَعْدُ! مَا هَذَا الدِّيْنُ الَّذِي قَدْ أَحْدَثْتَ؟ لَتَدَعَنَّ دِيْنَكَ هَذَا، أَوْ لاَ آكُلُ، وَلاَ أَشْرَبُ حَتَّى أَمُوْتَ، فَتُعَيَّرَ بِي، فَيُقَالُ: يَا قَاتِلَ أُمِّهِ.
قُلْتُ: لاَ تَفْعَلِي يَا أُمَّهُ، إِنِّي لاَ أَدَعُ دِيْنِي هَذَا لِشَيْءٍ.
فَمَكَثَتْ يَوْماً لاَ تَأْكُلُ وَلاَ تَشْرَبُ وَلَيْلَةً، وَأَصْبَحَتْ وَقَدْ جُهِدَتْ.
فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، قُلْتُ: يَا أُمَّهُ! تَعْلَمِيْنَ - وَالله - لَوْ كَانَ لَكِ مَائَةُ نَفْسٍ، فَخَرَجَتْ نَفْساً نَفْساً، مَا تَرَكْتُ دِيْنِي، إِنْ شِئْتِ فَكُلِي أَوْ لاَ تَأْكُلِي.
فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ، أَكَلَتْ.

أول سهم فى الاسلام
قَالَ سَعْدُ بنُ مَالِكٍ:
وَإِنِّي لأَوَّلُ المُسْلِمِيْنَ رَمَى المُشْرِكِيْنَ بِسَهْمٍ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَابِعَ سَبْعَةٍ، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلاَّ وَرَقَ السَّمُرِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الإِسْلاَمِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذَنْ وَضَلَّ سَعْيِي.
عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ:
أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيْلِ اللهِ: سَعْدٌ، وَإِنَّهُ مِنْ أَخْوَالِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَرِيَّةً فِيْهَا سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَى جَانِبٍ مِنَ الحِجَازِ، يُدْعَى: رَابِغٍ، وَهُوَ مِنْ جَانِبِ الجُحْفَةِ، فَانْكَفَأَ المُشْرِكُوْنَ عَلَى المُسْلِمِيْنَ، فَحَمَاهُمْ سَعْدٌ يَوْمَئِذٍ بِسِهَامِهِ، فَكَانَ هَذَا أَوَّلُ قِتَالٍ فِي الإِسْلاَمِ.
فَقَالَ سَعْدٌ:
أَلاَ هَلْ أَتَى رَسُوْلَ اللهِ أَنِّي * حَمَيْتُ صَحَابَتِي بِصُدُورِ نَبْلِي
فَمَا يَعتَدُّ رَامٍ فِي عَدُوٍّ * بِسَهْمٍ يَا رَسُوْلَ اللهِ قَبْلِي

( إرم فداك أبى و أمى )
عَنْ بَعْضِ آلِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ: أَنَّهُ رَمَى يَوْمَ أُحُدٍ.
قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُنَاوِلُنِي النَّبْلَ وَيَقُوْلُ: (ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي).
حَتَّى إِنَّهُ لَيُنَاوِلُنِي السَّهْمَ مَا لَهُ مِنْ نَصْلٍ، فَأَرْمِي بِهِ.
قَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: كَانَ سعد جَيِّدَ الرَّمْي، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: جَمَعَ لِي رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ.
قَالَ عَلِيٌّ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْمَعُ أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ غَيْرَ سَعْدٍ.
عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ: سَمِعْتُهَا تَقُوْل: أَنَا ابْنَةُ المُهَاجِرِ الَّذِي فَدَاهُ رَسُوْلُ اللهِ يَوْمَ أُحُدٍ بِالأَبَوَيْنِ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ: لَقَدْ رَأَيْتُ سَعْداً يُقَاتِلُ يَوْمَ بَدْرٍ قِتَالَ الفَارِسِ فِي الرِّجَالِ.

مكانته عند رسول الله
عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدٍ، قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَنْ أَنَا؟
قَالَ: (سَعْدُ بنُ مَالِكِ بنِ وُهَيْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافِ بنِ زُهْرَةَ، مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَعَلَيْهِ لَعنَةُ اللهِ).
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
أَرِقَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ لَيْلَةٍ
فَقَالَ: (لَيْتَ رَجُلاً صَالِحاً مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ).
قَالَتْ: فَسَمِعْنَا صَوْتَ السِّلاَحِ.
فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ: (مَنْ هَذَا؟).
قَالَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَا يَا رَسُوْلَ اللهِ! جِئْتُ أَحْرُسُكَ.
فَنَامَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيْطَهُ.
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:
كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ أَقْبَلَ سَعْدُ بنُ مَالِكٍ.
فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (هَذَا خَالِي، فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ).
قُلْتُ: لأَنَّ أُمَّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زُهْرِيَّةٌ، وَهِيَ: آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ، ابْنَةُ عَمِّ أَبِي وَقَّاصٍ.
قَالَ سَعْدٌ بن ابى وقاص: اشْتَكَيْتُ بِمَكَّةَ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعُوْدُنِي، فَمَسَحَ وَجْهِي وَصَدْرِي وَبَطْنِي، وَقَالَ: (اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْداً).
فَمَا زِلْتُ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنِّي أَجِدُ بَرْدَ يَدِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى كَبِدِي حَتَّى السَّاعَةَ.

رجل من أهل الجنة
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:
كُنَّا جُلُوْساً عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (يَدْخُلُ عَلَيْكُم مِنْ هَذَا البَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ).
فَطَلَعَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ.

الدعوة المجابة
عَنْ قَيْسٍ، أَخْبَرَنِي سَعْدٌ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ إِذَا دَعَاكَ).
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: (اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ) ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
عَنْ إِسْحَاقَ بنِ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، حَدَّثَنِي أَبِي:
أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ جَحْشٍ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: أَلاَ تَأْتِي نَدْعُو اللهَ -تَعَالَى-؟
فَخَلَوْا فِي نَاحِيَةٍ، فَدَعَا سَعْدٌ، فَقَالَ:
يَا رَبّ! إِذَا لَقِيْنَا العَدُوَّ غَداً، فَلَقِّنِي رَجُلاً شَدِيْداً بَأْسُهُ، شَدِيْداً حَرَدُهُ، أَقَاتِلُهُ وَيُقَاتِلُنِي، ثُمَّ ارْزُقْنِي الظَّفَرَ عَلَيْهِ حَتَّى أَقْتُلَهُ، وَآخُذَ سَلَبَهُ، فَأَمَّنَ عَبْدَ اللهِ.
ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي غَداً رَجُلاً شَدِيْداً بَأْسُهُ، شَدِيْداً حَرَدُهُ، فَأُقَاتِلُهُ وَيقَاتِلُنِي، ثُمَّ يَأْخُذُنِي فَيَجْدَعُ أَنْفِي وَأُذُنِي، فَإِذَا لَقِيْتُكَ غَداً قُلْتَ لِي: يَا عَبْدَ اللهِ! فِيْمَ جُدِعَ أَنْفُكَ وَأُذُنَاكَ؟
فَأَقُوْلُ: فِيْكَ وَفِي رَسُوْلِكَ.
فَتَقُوْلُ: صَدَقْتُ.
قَالَ سَعْدٌ: كَانَتْ دَعْوَتُهُ خَيْراً مِنْ دَعْوَتِي، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ آخِرَ النَّهَارِ، وَإِنَّ أَنْفَهُ وَأُذُنَهُ لَمُعَلَّقٌ فِي خَيْطٍ.
عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، قَالَ:
شَكَا أَهْلُ الكُوْفَةِ سَعْداً إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا:
إِنَّهُ لاَ يُحْسِنُ أَنْ يُصَلِّي.
فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَّا أَنَا، فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بِهِم صَلاَةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلاَتَي العَشِيِّ، لاَ أَخْرِمُ مِنْهَا، أَرْكُدُ فِي الأُوْلَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ.
فَقَالَ عُمَرُ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ.
فَبَعَثَ رِجَالاً يَسْأَلُوْنَ عَنْهُ بِالكُوْفَةِ، فَكَانُوا لاَ يَأْتُوْنَ مَسْجِداً مِنْ مَسَاجِدِ الكُوْفَةِ إِلاَّ قَالُوا خَيْراً، حَتَّى أَتَوْا مَسْجِداً لِبَنِي عَبْسٍ.
فَقَالَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو سعدَةَ: أَمَا إِذْ نَشَدْتُمُوْنَا بِاللهِ، فَإِنَّهُ كَانَ لاَ يَعْدِلُ فِي القَضِيَّةِ، وَلاَ يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَلاَ يَسِيْرُ بِالسَّرِيَّةِ.
فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ.
قَالَ عَبْدُ المَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ يَتَعَرَّضُ لِلإِمَاءِ فِي السِّكَكِ، فَإِذَا سُئِلَ كَيْفَ أَنْتَ؟
يَقُوْلُ: كَبِيْرٌ مَفْتُوْنٌ، أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ.
و يروى أَنَّ سَعْداً خَطَبَهُمْ بِالكُوْفَةِ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ! أَيُّ أَمِيْرٍ كُنْتُ لَكُم؟
فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُكَ لاَ تَعْدِلُ فِي الرَّعِيَّةِ، وَلاَ تَقْسِمُ بِالسَّوِيِّةِ، وَلاَ تَغْزُو فِي السَّرِيَّةِ.
فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَعَجِّلْ فَقْرَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ.
قَالَ: فَمَا مَاتَ حَتَّى عَمِيَ، فَكَانَ يَلْتَمِسُ الجُدُرَاتِ، وَافْتَقَرَ حَتَّى سَأَلَ، وَأَدْرَكَ فِتْنَةَ المُخْتَارِ، فَقُتِلَ فِيْهَا.
خَرَجَتْ جَارِيَةٌ لِسَعْدٍ، عَلَيْهَا قَمِيْصٌ جَدِيْدٌ، فَكَشَفَتْهَا الرَّيْحُ، فَشَدَّ عُمُرُ عَلَيْهَا بِالدِّرَّةِ، وَجَاءَ سَعْدٌ لِيَمْنَعَهُ، فَتَنَاوَلَهُ بِالدِّرَّةِ.
فَذَهَبَ سَعْدٌ يَدْعُو عَلَى عُمَرَ، فَنَاوَلَهُ الدِّرَّةَ، وَقَالَ: اقْتَصَّ.
فَعَفَا عَنْ عُمَرَ.
عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ:
أَنَّ رَجُلاً نَالَ مِنْ عَلِيٍّ، فَنَهَاهُ سَعْدٌ، فَلَمْ يَنْتَهِ، فَدَعَا عَلَيْهِ، فَمَا بَرِحَ حَتَّى جَاءَ بَعِيْرٌ نَادٌّ، فَخَبَطَهُ حَتَّى مَاتَ.

القادسية
وَمِنْ مَنَاقِبِ سَعْدٍ أَنَّ فَتْحَ العِرَاقِ كَانَ عَلَى يَدَيْ سَعْدٍ، وَهُوَ كَانَ مُقَدَّمَ الجُيُوْشِ يَوْمَ وَقْعَةِ القَادِسِيَّةِ، وَنَصَرَ اللهُ دِيْنَهُ.
وَنَزَلَ سَعْدٌ بِالمَدَائِنِ، ثُمَّ كَانَ أَمِيْرَ النَّاسِ يَوْمَ جَلُوْلاَءَ، فَكَانَ النَّصْرُ عَلَى يَدِهِ، وَاسْتَأْصَلَ اللهُ الأَكَاسِرَةَ.
وَكَانَ فِي جَسَدِ سَعْدٍ قُرُوْحٌ، فَأَخْبَرَ النَّاسَ بِعُذْرِهِ عَنْ شُهُوْدِ القِتَالِ.
ودخل سعد بن أبي وقاص ايوان كسرى وصلى فيه ثماني ركعات صلاة الفتح شكرا لله على نصرهم

إمارة العراق
و بعد هذا النصر الكبير ولاه عمر بن الخطاب على العراق
و لكن أهل الكوفة اشتكوه الى عمر بن الخطاب
عن جَابِرَ بنَ سَمُرَةَ، قَالَ:
قَالَ عُمَرُ لِسَعْدٍ: قَدْ شَكَوْكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فِي الصَّلاَةِ.
قَالَ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أَمُدُّ فِي الأُوْلَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ، وَمَا آلُو مَا اقْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ صَلاَةِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ، أَوْ كَذَاكَ الظَّنُّ بِكَ.

الشورى
عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ، عَنْ عُمَرَ:
أَنَّهُ لَمَّا أُصِيْبَ، جَعَلَ الأَمْرَ شُوْرَى فِي السِّتَّةِ. الذين مات النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راض و أحدهم سعد بن أبي وقاص
وَقَالَ عمر: مَنِ اسْتَخْلَفُوْهُ فَهُوَ الخَلِيْفَةُ بَعْدِي، وَإِنْ أَصَابَتْ سَعْداً، وَإِلاَّ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ الخَلِيْفَةُ بَعْدِي، فَإِنَّنِي لَمْ أَنْزَعْهُ -يَعْنِي: عَنِ الكُوْفَةِ- مِنْ ضَعْفٍ وَلاَ خِيَانَةٍ.

الفـتــنـة
اعتزل سعد بن أبى وقاص الفتنة و نأى بنفسه و دينه عنها و لم يكن مع أى الفريقين فلا حضر الجَمَلَ،ولا صِفِّيْنَ، ولا التحكيم، و لقد كان أهلاً للإمامة كبير الشأن - رضى الله عنه و أرضاه

عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
نُبِّئْتُ أَنَّ سَعْداً قَالَ: مَا أَزْعُمُ أَنِّي بِقَمِيْصِي هَذَا أَحَقُّ مِنِّي بِالخِلاَفَةِ، جَاهَدْتُ وَأَنَا أَعْرَفُ بِالجِهَادِ، وَلاَ أَبْخَعُ نَفْسِي إِنْ كَانَ رَجُلاً خَيْراً مِنِّي، لاَ أُقَاتِلُ حَتَّى يَأْتُوْنِي بِسَيْفٍ لَهُ عَيْنَانِ وَلِسَانٌ، فَيَقُوْلَ: هَذَا مُؤْمِنٌ، وَهَذَا كَافِرٌ.

عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ:
أَنَّ أَبَاهُ سَعْداً كَانَ فِي غَنَمٍ لَهُ، فَجَاءَ ابْنُهُ عُمَرُ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: أَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ.
فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ، قَالَ: يَا أَبَةِ أَرَضِيْتَ أَنْ تَكُوْنَ أَعْرَابِياً فِي غَنَمِكَ، وَالنَّاسُ يَتَنَازَعُوْنَ فِي الملْكِ بِالمَدِيْنَةِ.
فَضَرَبَ صَدْرَ عُمَرَ وَقَالَ: اسْكُتْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (إِنَّ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِيَّ، الغَّنِيَّ، الخَفِيَّ).

و روى أَنَّهُ جَاءهُ ابْنُهُ عَامِرٌ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ! أَفِي الفِتْنَةِ تَأْمُرُنِي أَنْ أَكُوْنَ رَأْساً؟ لاَ وَاللهِ، حَتَّى أُعْطَى سَيْفاً، إِنْ ضَرَبْتُ بِهِ مُسْلِماً نَبَا عَنْهُ، وَإِنْ ضَرَبْتُ كَافِراً قَتَلَهُ.
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الغَنِيَّ، الخَفِيَّ، التَّقِيَّ).

عَنْ حُسَيْنِ بنِ خَارِجَةَ الأَشْجَعِيِّ، قَالَ:
لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، أَشْكَلَتْ عَلَيَّ الفِتْنَةُ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ أَرِنِي مِنَ الحَقِّ أَمْراً أَتَمَسَّكُ بِهِ.
فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ بَيْنَهُمَا حَائِطٌ، فَهَبَطْتُ الحَائِطَ، فَإِذَا بِنَفَرٍ، فَقَالُوا: نَحْنُ المَلاَئِكَةُ.
قُلْتُ: فَأَيْنَ الشُّهَدَاءُ؟
قَالُوا: اصْعَدِ الدَّرَجَاتِ.
فَصَعَدْتُ دَرَجَةً، ثُمَّ أُخْرَى، فَإِذَا مُحَمَّدٌ، وَإِبْرَاهِيْمُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا - وَإِذَا مُحَمَّدٌ يَقُوْلُ لإِبْرَاهِيْمَ: اسْتَغْفِرْ لأُمَّتِي.
قَالَ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُم اهْرَاقُوا دِمَاءهُم، وَقَتَلُوا إِمَامَهُم، أَلاَ فَعَلُوا كَمَا فَعَلَ خَلِيْلِي سَعْدٌ؟
قَالَ: قُلْتُ: لَقَدْ رَأَيْتُ رُؤْيَا، فَأَتَيْتُ سَعْداً فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، فَمَا أَكْثَرَ فَرحاً، وَقَالَ:
قَدْ خَابَ مَنْ لَمْ يَكُنْ إِبْرَاهِيْمُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- خَلِيْلَهُ.
قُلْتُ: مَعَ أَيِّ الطَّائِفَتَيْنِ أَنْتَ؟
قَالَ: مَا أَنَا مَعَ وَاحِدٍ مِنْهُمَا.
قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي؟
قَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ غَنَمٍ؟
قُلْتُ: لاَ.
قَالَ: فَاشْتَرِ غَنَماً، فَكُنْ فِيْهَا حَتَّى تَنْجَلِي.

دَخَلَ سَعْدٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَلَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِ بِلقب أمير المؤمنين.
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَوْ شِئْتَ أَنْ تَقُوْلَ غَيْرَهَا لَقُلْتَ.
قَالَ: فَنَحْنُ المُؤْمِنُوْنَ، وَلَمْ نُؤَمِّرْكَ، فَإِنَّكَ مُعْجَبٌ بِمَا أَنْتَ فِيْهِ، وَاللهِ مَا يَسُرُّنِي أَنِّي عَلَى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، وَأَنِّي هَرَقْتُ مِحْجَمَةَ دَمٍ.

وفاته
عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ قَالَ:
كَانَ رَأْسُ أَبِي فِي حجْرِي، وَهُوَ يَقْضِي، فَبَكَيْتُ.
فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ! مَا يُبْكِيْكَ؟
قُلْتُ: لِمَكَانِكَ، وَمَا أَرَى بِكَ.
قَالَ: لاَ تَبْكِ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يُعَذِّبُنِي أَبَداً، وَإِنِّي مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ.
قُلْتُ: صَدَقَ وَاللهِ، فَهَنِيْئاً لَهُ.
و روى أَنَّ سَعْدَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ لَمَّا احْتُضِرَ، دَعَا بِخَلَقِ جُبَّةِ صُوْفٍ، فَقَالَ:
كَفِّنُوْنِي فِيْهَا، فَإِنِّي لَقِيْتُ المُشْرِكِيْنَ فِيْهَا يَوْمَ بَدْرٍ، وَإِنَّمَا خَبَأْتُهَا لِهَذَا اليَوْمِ.
وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ:
لَمَّا مَاتَ سَعْدٌ، وَجِيْءَ بِسَرِيْرِهِ، فَأُدْخِلَ عَلَيْهَا، جَعَلت تَبْكِي وَتَقُوْلُ:
بَقِيَّةُ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
النُّعْمَانُ بنُ رَاشِدٍ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ، قَالَ:
كَانَ سَعْدٌ آخِرَ المُهَاجِرِيْنَ وَفَاةً.


الساعة الآن 08:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية