منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   (بلغوا عني ولو آية موضوع) >>>حصري على منتديات قصائد ليل .. (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=26137)

[/table1]
البرق النجدي 10-20-2010 12:49 AM

(بلغوا عني ولو آية موضوع) >>>حصري على منتديات قصائد ليل ..
 
[table1="width:95%;background-color:black;border:4px double red;"]


...ياباغي الخير اقبل ...
بسم الله الرحمن الرحيم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مسائكم صباحكم ورد وجوري ممزوج بماء الورد والكادي



كيف حال الأعضاء والعضوات الكرام





إن شاء الله تمام



ادخل بالموضوع:




خطرة لي هذه الفكره وحبيت اطرحها لكم كموضوع راغبة في



نشر الفائدة بيننا لكي نعيش لحظات نافعة وهو يتعلق بتعلم



القرآن الكريم بطريقه سهله ومفيدة . وفيها أجر عظيم .



لكل من يقرأ أو يشارك.



كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم



(خيركم من تعلم القرآن وعلمه).



فارجوا من كل عضو وعضوه في هذا المنتدى الراقي



(قصائد ليل )



أن يشارك بوضع سوره من القرآن الكريم أو آية من



أحد السور في القرآن الكريم ويرفق سبب نزول السورة أو الآية



التي طرحها مرفقه بتفسيرها .



مع تحري الدقة في كتابة الآيات والاستعانة بالمراجع المعتمدة



للتفسير من أهل السنة والجماعة.



قال الرسول صلى الله عليه وسلم



(بلغوا عني ولو آية)



. إن شاء الله وضحت الفكرة.



ما فيه عذر لأي عضو أو عضوه بعدم المشاركة لأني أعلم إنكم



سباقون للخير ومحبين له .



آمل تفاعلكم وأنا سأبدأ المشاركة


لاتنسونا من صادق الدعاء

البرق النجدي 10-20-2010 12:51 AM

بسم الرحمن الرحيم
((وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى))

[طه:124-126]

تفسير ابن كثير


{ ومن أعرض عن ذكري } أي خالف أمري وما أنزلته على رسولي أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه { فإن له معيشة ضنكا } أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشرح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة



قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { فإن له معيشة ضنكا } قال : الشقاء وقال العوفي عن ابن عباس : { فإن له معيشة ضنكا } قال : كلما أعطيته عبدا من عبادي قل أو كثر لا يتقيني فيه فلا خير فيه وهو الضنك في المعيشة وقال أيضا : إن قوما ضلالا أعرضوا عن الحق وكانوا في سعة من الدنيا متكبرين فكانت معيشتهم ضنكا وذلك أنهم كانوا يرون أن الله ليس مخلفا لهم معايشهم من سوء ظنهم بالله والتكذيب فإذا كان العبد يكذب بالله ويسيء الظن به والثقة به اشتدت عليه معيشته فذلك الضنك وقال الضحاك : هو العمل السيء والرزق الخبيث وكذا قال عكرمة ومالك بن دينار


وقال سفيان بن عيينة عن أبي حازم عن أبي سلمة عن أبي سعيد في قوله : { معيشة ضنكا } قال : يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فيه وقال أبو حاتم الرازي : النعمان بن أبي عياش يكنى أبا سلمة وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة حدثنا صفوان أنبأنا الوليد أنبأنا عبد الله بن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل { فإن له معيشة ضنكا } قال : ضمة القبر له والموقوف أصح وقال ابن أبي حاتم أيضا : حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا أسد بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج أبو السمح عن ابن حجيرة واسمه عبد الرحمن عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ المؤمن في قبره في روضة خضراء ويفسح له في قبره سبعون ذراعا وينور له قبره كالقمر ليلة البدر أتدرون فيم أنزلت هذه الاية { فإن له معيشة ضنكا } أتدرون ما المعيشة الضنك ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التنين ؟ تسعة وتسعون حية لكل حية سبعة رؤوس ينفخون في جسمه ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم يبعثون ] رفعه منكر جدا


وقال البزار : حدثنا محمد بن يحيى الأزدي : حدثنا محمد بن عمرو حدثنا هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ابن حجيرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل : { فإن له معيشة ضنكا } قال [ المعيشة الضنك الذي قال الله إنه يسلط عليه تسعة وتسعون حية ينهشون لحمه حتى تقوم الساعة ] وقال أيضا : حدثنا أبو زرعة حدثنا أبو الوليد حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم { فإن له معيشة ضنكا } قال : [ عذاب القبر ] إسناد جيد


وقوله : { ونحشره يوم القيامة أعمى } قال مجاهد وأبو صالح والسدي : لا حجة له وقال عكرمة : عمي عليه كل شيء إلا جهنم ويحتمل أن يكون المراد أنه يبعث أو يحشر إلى النار أعمى البصر والبصيرة أيضا كما قال تعالى : { ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم } الاية ولهذا يقول : { رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا } أي في الدنيا { قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى } أي لما أعرضت عن آيات الله وعاملتها معاملة من لم يذكرها بعد بلاغها إليك تناسيتها وأعرضت عنها وأغفلتها كذلك اليوم نعاملك معاملة من ينساك { فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا } فإن الجزاء من جنس العمل فأما نسيان لفظ القرآن مع فهم معناه والقيام بمقتضاه فليس داخلا في هذاالوعيد الخاص وإن كان متوعدا عليه من جهة أخرى فإنه قد وردت السنة بالنهي الأكيد والوعيد الشديد في ذلك قال الإمام أحمد : حدثنا خلف بن الوليد حدثنا خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد عن رجل عن سعد بن عبادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ ما من رجل قرأ القرآن فنسيه إلا لقي الله يوم يلقاه وهو أجذم ] ثم رواه الإمام أحمد من حديث يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر مثله سواء

نظرة الحب 10-20-2010 01:28 AM

يسلمو ياقلبي عالطرح

وربي طرح اكثر من رائع وهذه عادتك

وماتعودناه منك ومن وجودك معنا

ربي يرعااااااااااااااااااااااااك

نظرة الحب 10-20-2010 01:29 AM

تثبيت وتقيييم

نظرة الحب 10-20-2010 01:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم



الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا ، والصلاة والسلام على النبي العربي الهادي المصطفى وكفى ، أما بعد ،

أيها الاخوة والاخوات الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
يقول الله جل جلاله : { { وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11 }( القرآن المجيد ، الضحى ) .

اهتم الاسلام العظيم بالانسان اليتيم منذ غابر الازمان وحث أبناء الامة الاسلامية على تقديم العون والمساعدة له ، ويستوي في ذلك العون المادي والعيني والمعنوي لما لذلك من اثر وتاثير طيب على نفسية الاطفال من جهة وعلى نفسية المجاهدين المسلمين من جهة ثانية . فعندما كانت عملية نشر الدعوة الاسلامية عبر الجهاد في بداياتها قدم المسلمون الشهيد تلو الشهيد لاحقاق الحق وازهاق الباطل ، وقد توالت قوافل شهداء المسلمين وبذلك فانهم كانوا يخلفون ورائهم الاطفال اليتامى الذين فقدوا المعيل لهم . وبهذا سبق الإسلام يوم اليتيم العربي الذي حدد في 4 نيسان سنويا .
والاسلام حض وحث على الاهتمام بهذه الفئة من ابناء الامة ، إنهم اليتامى او الايتام ، وكذلك حيث على رعاية الأرامل اللواتي فقدن المعيل وولي الأمر ، فأمر الله عز وجل في القرآن الكريم بالاحسان الى اليتيم وامر بتخصيص نسبة معينة من الاموال لهم من اموال المسلمين العامة والخاصة على حد سواء : من الغنائم والزكاة والصدقات والتبرعات وما اليها . ولم ينسى الإسلام الاهتمام بالأرملة ، وهي المرأة التي توفي معيلها لسبب أو لآخر ، جاء بصحيح البخاري - (ج 16 / ص 429) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ " . والأطفال الأيتام هم من فئة المساكين الصغار الذين تضرروا بفقدان الأب أو الأم أو كليهما فيكون المصاب جلل أكثر والهم كبير ولهذا لا بد من رعايتهم الرعاية الكاملة المتقنة القائمة على العدل والمساوة بينهم وبين أترابهم في الحياة .
على أي حال ، لقد ورد ذكر اليتيم او الايتام على صيغة المفرد والمثنى والجمع في القرآن العظيم بضع وعشرين آية قرآنية كريمة ( 23 آية ) ، وهي : سورة الانعام آية 152 ، سورة الإسراء آية 34 ، سورة الفجر آية 17 ،سورة الضحى ألآيتين 6 ، 9 ، سورة الماعون آية 2 ، سورة الانسان آية 8 ، سورة البلد آية 15 ، سورة الكهف آية 82 ، سورة البقرة الآيات ( 83 ، 177 ، 215 ، 220 ) سورة النساء الآيات ( 2 ، 3 ، 6 ، 8 ، 10 ، 36 ، 127 ) سورة الانفال الآية 41 سورة الحشر الاية 7 .

من هو اليتيم ؟

اليتيم هو الطفل الصغير السن الضعيف الذي فقد لم يبلغ 18 سنة من عمره ،وفقد اباه بالوفاة الطبيعية او الاستشهاد في سبيل الله دفاعا عن الارض والوطن فلا معيل له ، ويشمل اليتيم الجنسين الذكر والانثى . ويسمى اليتيم من لم يبلغ سن الرشد او القدرة على الكسب والعمل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يتم بعد حلم " .

الايتام في القرآن المجيد


كما اشرنا آنفا ، ورد ذكر اليتيم في القرآن الكريم في ثلاث وعشرين آية قرآنية كريمة ، كما يلي :
اولا: اليتامى في سورة البقرة : اربع آيات : يقو لالله جل جلاله : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) } ( البقرة ) . ويقول الله العزيز الحكيم : { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)}( البقرة ) . ويقول الله الغفور الودود : { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215)}( البقرة ) . ويقول الله الحي القيوم : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220)}( البقرة ) .
ثانيا : اليتامى في سورة النساء :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا (3) وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا (4) وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (5) وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (6) لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (7) وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (8) وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9) إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10)}( النساء ) . والمقصود هنا ان من اراد ان يتزوج فتاة يتيمة فليعطها الصداق والمهر كغيرها من الفتيات ولا يستغل ضعفها بل يتم العدل في حقوقها . والمراد هنا قسمة او توزيع الميراث . ويقول الله سبحانه وتعالى : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (37)} ( النساء ) . ويؤكد الله الحميد المجيد على الاهتماب اليتامى ، فيقول : { وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127)}( النساء ) .
ثالثا : الأيتام في سورة الأنعام :
يقول الله سبحانه وتعالى : { قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) } ( الأنعام ) .
رابعا : الأيتام في سورة الإسراء : يقول الله جل شأنه :
{ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35) }( الإسراء ) .
خامسا : سورة الكهف : يقول الله تعالى :
{ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)}( الكهف ) .
سادسا : الأيتام في سورة الأنفال :
يقول الله العظيم الحليم : { وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)}( الأنفال ) .
سابعا : : الأيتام في سورة الحشر .
يقول الله تبارك وتعالى : { وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)}( الحشر ) . ثامنا : الأيتام في سورة الفجر : { كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23)}( الفجر ) .
تاسعا : الأيتام في سورة البلد :
يقول الله عز وجل : { فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20) } ( البلد ) .
عاشرا : الأيتام في سورة الضحى :
يقول الله جل شأنه مخاطبا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم { وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11 }( الضحى ) .
حادي عشر : الأيتام في سورة الماعون : { أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)} ( الماعون ) .
ثاني عشر : الأيتام في سورة الإنسان :
يقول الله الرزاق ذو القوة المتين : { إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)}( الإنسان ) .

الايتام في الحديث النبوي الشريف

كان رسول الله القدوة الحسنة لنا كأمة إسلامية ، يهتم برعاية شؤون الأطفال الأيتام فيطعمهم مما يأكل ويهتم بلباسهم ومنظرهم اللائق ويحاول توفير المستلزمات المالية والمادية إضافة إلى الحنان الأبوي لهم ، وقد خصص لهم مقتطعات ومخصصات مالية من بيت مال المسلمين ، وهذه الفئة هي الفئة الأكثر رعاية لدى الحبيب المصطفى ، فكونوا سائرين على دربه القويم ، والصراط المستقيم فلا تبخلوا على الأيتام بأي شيء ، بل انفقوا عليهم عن طيب خاطر والانفاق عليهم هو انفاق في سبيل الله ذو الجلال والإكرام ، ولا تنسوا أبناء الشهداء والأسرى والجرحى فكلموهم بالكلام الطيب والمعاملة الحسنة ولا تكلفوهم ما لا يطيقون ، فهذه الفئات بحاجة لأموالكم وحنانكم وعطفكم ورعايتكم الرعاية الكريمة اللائقة دون منة أو أذى .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث على رعاية الايتام وملاطفتهم كما جاء بصحيح البخاري - (ج 9 / ص 315) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ قَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ " . فانظروا إخواني وأخواتي ما اروع الإسلام وما أطيب الحديث النبوي الشريف الذي يعتبر التعدي على حقوق الأيتام من السبع الموبقات التي توبق الإنسان بالذنوب الكبرى فحرم على الناس أكل مال اليتيم القاصر الذي لا حول له ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . فهل بعد هذا إهتمام ورعاية ؟ بالتأكيد لا ، ولكن ما نلاحظه في هذه الأيام أن بعض الكبار الذين اصبحوا أوصياء على الأطفال الأيتام يأكلون أموال الأطفال بالباطل دون وجه حق وهذه كبيرة من الكبائ روموبقة من سباعيات الأمور المنهي عنها في مبادئ الإسلام العظيمة . فاجتنبوا هذه الموبقات وفي مقدمتها الإعتداء على أموال الأيتام المساكين الذين فقدوا معيلهم كالأب أو الأم . فيا أيها الأب عامل الأيتام كما تحب أن تعامل اطفالك ، ويا أيتها الأم الرؤوم عاملي هؤلاء الأطفال الأيتام كما تحبين أن تعاملي أولادك الذين انجبتيهم ، فكل هؤلاء هم أبناؤنا ويجب أن نوفر لهم سبل العيش الكريم ونمنحهم الحنان والحب والمودة والصداقة الصادقة ليعيشوا سعداء لا أشقياء فجناحهم خفيض فلنك لهم خير معين ، ليتجنبوا الحياة القاسية ، فلنخفف عنهم ما استطعنا لذلك سبيلا ، ونتظر الجزاء الأوفى من رب العباد جميعا فهو خالقنا ورازقنا ، ولا تبخلوا على الأيتام بالمال فالمال مال الله في أرض الله لعباد الله كان وما زال وسيبقى .
وفي ليلة الإسراء والمعراج سئل رسول الله ( ص ) عن الأشياء التي رآها فقال : " إنطلق بي الى خلق من خلق الله كثير ، رجال كل رجل منهم له مشفر كمشفر البعير ، وهو موكل بهم رجال يفكون لحاء أحدهم ، ثم يجاء بصخرة من نار فتقذف في في ( فم ) أحدهم حتى يخرج من اسفله ولهم جؤار وصراخ ، قلت : يا جبريل من هؤلاء ؟ قال هؤلاء الذين ياكلون اموال اليتامى ظلما إنما ياكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيرا " ، وكما ورد في تفسير القرآن العظيم لابن كثير ، " وقال احدهم وهو السدي ان الله ( يبعث آكل مال اليتيم يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه ومن مسامعه وانفه وعينية ، يعرفه كل من رآه بآكل مال اليتيم ) ."
ودعا الاسلام الى كفالة الايتام والانفاق عليهم وان جزاء ذلك جنة الخلود ، جاء بصحيح البخاري - (ج 18 / ص 417) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى " . أي قارب بين اصبعية السبابة والوسطى ، وكافل اليتيم : القائم على امره . وفي رواية أخرى ، جاء بموطأ مالك - (ج 6 / ص 8) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ إِذَا اتَّقَى وَأَشَارَ بِإِصْبُعَيْهِ الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ " . وجاء بمسند أحمد - (ج 39 / ص 25) قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " منْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ وَمَنْ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا كَانَ فَكَاكَهُ مِنْ النَّارِ يُجْزِي بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنْ النَّارِ " .
وورد في المعجم الكبير للطبراني - (ج 11 / ص 19) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ أَحَبَّ الْبُيُوتِ إِلَى اللَّهِ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ مُكْرَمٌ " . وجاء بمسند أحمد - (ج 45 / ص 127) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ مَسَحَ رَأْسَ يَتِيمٍ لَمْ يَمْسَحْهُ إِلَّا لِلَّهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ حَسَنَاتٌ وَمَنْ أَحْسَنَ إِلَى يَتِيمَةٍ أَوْ يَتِيمٍ عِنْدَهُ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ وَفَرَّقَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى " . وقال السلف الصالح إياكم وبكاء اليتيم فإنه يسري في الليل والناس نيام .
اعزاءنا وفي فلسطين ، نشات العديد من المؤسسات الاسلامية والاجتماعية العامة لكفالة الايتام منها لجان الزكاة وجمعيات اليتيم العربي في القدس وطولكرم وسواها حيث توفر لهم في بعض الاحيان التعليم المجاني والاقامة والمأكل والملبس ، فجزى الله هذه المؤسسات خير الجزاء . وهناك حاجة ماسة لكفالة أيتام وأطفال فلسطين الغلابى ، كفالة مالية وحياتية عامة وتوفير التعليم العام والعالي لهم وخاصة في ظل قوافل الشهداء التي تزف يوميا جراء العدوان والحصار والإغلاق الصهيوني اليهودي الغاشم الذي لا يفرق بين كبير وصغير بين رجل وامراة بين طفل وشاب ، فالكل تحت السكين الاحتلالي .
ايها الاخوة والاخوات ... وعن ثواب أم الايتام التي توفي عنها زوجها وترك لها اطفالا تصبر على رعايتهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا أول من يفتح باب الجنة إلا أني أرى امرأة تبادرني فاقول لها مالك ؟ ومن أنت ؟ فتقول : أنأ امرأة قعدت على أيتام لي " ، رواه ابو يعلى .
وبهذا نرى اهتمام الإسلام العظيم بهذه الفئة من الأطفال المحرومين ، من حنان الأب أو الوالدين ، حرموا من الحنان والعاطفة والحب والمداراة واللطف والملاعبة والكلمة الطيبة والاصطحاب إلى البقالة والشراء للطفل ما يشاء وما يطلب ، فلم ينسى الإسلام هذا النوع من الطفولة بل طلب وبأمر إلهي وحض نبوي شريف على تركيم الأطفال الأيتام ليس في وم واحد كيوم اليتيم بل في جميع أيام وأسابيع وشهور وفصول السنة . وقد وعد الله سبحانه وتعالى من يهتم بالأطفال الأيتام ذكورا وإناثا بالثواب الجزيل ودخول جنة المأوى والنعيم المقيم ، كيف لا وهؤلاء الأطفال بحاجة إلى من يرعاهم ويسهل شؤون حياتهم . وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيم الأب ثم يتيم الأم فكفله جده أبو طالب ، وقد أحبه حبا جما ورعاه .
على أي حال ، إن الإسلام بشموليته وكماله وجماله لا يستثني فئة من فئات المجتمع الإسلامي إلا وحدد لها حقوقا لكي لا تظلم فتيلا أو نقيرا ، وكان اهتمامه بالأطفال الأيتام اهتماما عظيما متزايدا فعين لهم نصيبا من المال ونصيبا من الحنان والألفة والمودة ودعا إلى رعايتهم الرعاية الكافية وكفالتهم على أحس وجه من الكفالة ، والكفالة تعني التربية الحسنة والتنشئة الاجتماعية الإسلامية السوية وإغداق المال عليهم وتوفير حاجياتهم الدنيوية من الطعام والشراب واللباس والاحترام والتوقير والإحسان الجزيل إليهم . وبهذا لم يأت أحد بأفضل مما جاء الإسلام به في اصطحاب هذه الفئة من الأطفال الذين فقدوا معيلهم وبالتالي وضع نظاما خاصا بهم لتدليلهم ورعايتهم افض رعاية نفسية وجسدية ومالية في جميع الأوقات ، وكذلك حث على الإنفاق عليهم من مالهم إن كانوا ورثوا تركة مالية أوعقارية أو تخصيص جزء من المال يقتطع لصالحهم إن لم يكن لهم ورثة مالية أو عقارية أو نقدية سائلة . فما أروع الإسلام الذي ينظم شؤون هذه الفئة المغلوبة على أمرها للوقوف معها في المحن والمصائب وتقديم كل التسهيلات المادية والمعنوية لهم حبا فيهم ورغبة في تكريم آبائهم الذين استشهدوا وتركوهم أو ماتوا موتا طبيعيا .
وهناك من يقول ، إن اليتيم هو يتيم الأب ، والبعض يقول إن اليتيم هو يتيم الأم الذي فقد أمه ، والبعض الثالث يقول أن اليتيم الأكثر تاثرا هو الذي فقد ابيه وأمه مع بعضهما البعض ، فانظر أخي الكريم ، أختي الكريمة ، كيف سيعيش هؤلاء الأطفال الذين فقدوا ىبائهم وأمهاتهم في حادث طرق أو في حرب معينة أو في عدوان احتلالي أو تعرضهم لقطاع طرق ولصوص فسلبوا مالهم وقتلوا والديهم ، هذه المسألة نظر لها الإسلام بعيون العطف والحنان ولم يتركهم يهيمون على رؤوسهم لا معيل لهم بل حض وأمر برعايتهم حق الرعاية الطبيعية . وغني عن القول ، إن رعاية هؤلاء الأطفال اليتامى لا يعوضهم عن فقد آبائهم أو أمهاتهم بل يقلل من هول الصدمة ويوفر لهم الحد الأدى من الكفالةوالرعاية والاهتمام الذي يليق بأطفال أبرياء تعرضوا لنكبة طبيعية أو ذهبوا ضحية حرب عدوانية ضد المجتمع الإسلامي .
وأخير نقول ، لا تنسوا الأيتام من إحسانكم ، الإحسان العاطفي والحنان الأبوي والأمومة الصادقة ، وكذلك لا تنسوهم من الإنفاق المالي المناسب ، من الزكاة الإسلامية والصدقات والتبرعات ، ولا تتركوهم لوحوش الحياة القاهرة ولا تستغلوهم أي نوع من الإستغلال فطلباتهم وتظلماتهم مجابة عند خالقهم رب العالمين جميعا ، والظلم ظلمات سوم القيامة فلا تظالموا وكونوا عباد الله إخوانا . فإذا كنت أخي الكريم مقتدرا ولا تكفل طفلا يتيما فبادر لذلك الآن قبل الغد وكذلك أنت أختي الكريمة إذا كنت مقتدرة فبادري لكفالة يتيم الآن وليس غدا . وجزاكم الله خير الجزاء سلفا .



والله ولي التوفيق .
نترككم في أمان الله ورعايته .
طبتم بما أسلفتم في الأيام الخالية .
سلام قولا من رب رحيم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

اخـــراحساس 10-20-2010 06:40 AM





طرح فى غاية الروعه




يـعطيك العافيه لماتاتى به لنستفيد


وجزاك الله الف خير

وجعله فى ميزان حسناتك






جنــــون 10-20-2010 10:41 AM

يابعد قلبي والله
موضوع حييييييل مهم ويستاهل التثبيت والتقييم
ومن عيوننا رااااح نشاااارك معاااك

يعطيك الف عافيه
وعساك ع القوه

جنــــون 10-20-2010 10:44 AM

قال تعالى : (إنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ويُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) [ سورةالإسراء : 9]
.. ومن هدي القرآن الذي هو أقوم ؛ هديه إلى أن التقدم لا ينافي التمسك بالدين ، فما خيله أعداء الدين لضعاف العقول ممن ينتمي إلى الإسلام من أن التقدم لا يمكن إلا بالانسلاخ من دين الإسلام باطلٌ لا أساس له ، والقرآن الكريم يدعو إلى التقدم في جميع الميادين

التي لها أهـمية في دنيا أو دين ، ولكن ذلك التقدم في حدود الدين ، والتحلي بآدابه الكريمة ، وتعاليمه السماوية
، قال تعالى : ( وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ) ، وقال : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ )

يدل على الاستعداد لمكافحة العدو في حدود الدين الحنيف ، وداود من أنبياء ( سورة الأنعام) المذكورين فيها في قوله تعالى ( ومِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ ) ، وقد قال تعالى مخاطباً لنبينا -صلى الله عليه وسلم- وعليهم بعد أن ذكرهم : ( أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) .

وقد ثبت في " صحيح البخاري " عن مجاهد أنه سأل ابن عباس- رضي الله عنهما- : من أين أخذت السجدة في " ص " ؟ ، فقال : أو ما تقرأ : ( ومِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ ... أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) ، فسجدها داود ، فسجدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
فدل ذلك على أنا مخاطبون بما تضمنته الآية مما أمر به داود . فعلينا أن
نستعد لكفاح العدو مع التمسك بديننا ، وانظر قوله تعالى : ( وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ) ، فهو أمر جازم بإعداد كل ما في الاستطاعة من قوة ولو بلغت القوة من التطور ما بلغت . فهو أمر جازم بمسايرة التطور في الأمور الدنيوية ، وعدم الجمود على الحالات الأُول إذا طرأ تطور جديد ، ولكن كل ذلك مع التمسك بالدين .

" أضواء البيان " - للشيخ الشنقيطي (3 / 396 - 397) .

عـــودالليل 10-20-2010 11:18 AM

الله يعطيك العافيه
طرح راقي من شخص راقي

الف شكر ولايكفون

البرق النجدي 10-20-2010 05:01 PM

شاكره لكم تجاوبكم ومروركم احبتي

ولاحرمك الله لاجر يارب العالمين

البرق النجدي 10-20-2010 05:02 PM


البرق النجدي 10-21-2010 01:43 PM

\\\ بسم الله الرحمن الرحيم \\\

\\\\ ان كيدكـــــــــــــــــــن عظيــــــــــــــــــــم \\\\

سورة يوسف





وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَآءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مّنْ أَهْلِهَآ إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصّادِقِينَ * فَلَمّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنّهُ مِن كَيْدِكُنّ إِنّ كَيْدَكُنّ عَظِيمٌ * يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ
يخبر تعالى عن حالهما حين خرجا يستبقان إلى الباب: يوسف هارب, والمرأة تطلبه ليرجع إلى البيت, فلحقته في أثناء ذلك فأمسكت بقميصه من ورائه, فقدّتْه قداً فظيعاً, يقال: إنه سقط عنه واستمر يوسف هارباً ذاهباً, وهي في أثره, فألفيا سيدها وهو زوجها عند الباب, فعند ذلك خرجت مما هي فيه بمكرها وكيدها, وقالت لزوجها متنصلة وقاذفة يوسف بدائها {ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً} أي فاحشة {إلا أن يسجن} أي يحبس, {أو عذاب أليم} أي يضرب ضرباً شديداً موجعاً. فعند ذلك انتصر يوسف عليه السلام بالحق, وتبرأ مما رمته به من الخيانة, و{قال} باراً صادقاً {هي راودتني عن نفسي} وذكر أنها اتبعته تجذبه إليها حتى قدت قميصه {وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قدّ من قبل} أي من قدامه {فصدقت} أي في قولها إنه راودها عن نفسها, لأنه يكون لما دعاها وأبت عليه دفعته في صدره, فقدّت قميصه فيصح ما قالت {وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين} وذلك يكون كما وقع لما هرب منها وتطلبته, أمسكت بقميصه من ورائه لترده إليها فقدت قميصه من ورائه, وقد اختلفوا في هذا الشاهد: هل هو صغير أو كبير ؟ على قولين لعلماء السلف, فقال عبد الرزاق, أخبرنا إسرائيل عن سماك, عن عكرمة, عن ابن عباس {وشهد شاهد من أهلها} قال ذو لحية, وقال الثوري, عن جابر, عن ابن أبي مليكة, عن ابن عباس: كان من خاصة الملك, وكذا قال مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والسدي ومحمد بن إسحاق وغيرهم: إنه كان رجلاً. وقال زيد بن أسلم والسدي: كان ابن عمها. وقال ابن عباس: كان من خاصة الملك. وقد ذكر ابن إسحاق أن زليخا كانت بنت أخت الملك الريان بن الوليد.
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال: كان صبياً في المهد, وكذا روي عن أبي هريرة وهلال بن يساف والحسن وسعيد بن جبير والضحاك بن مزاحم أنه كان صبياً في الدار, واختاره ابن جرير: وقد ورد فيه حديث مرفوع فقال ابن جرير: حدثنا الحسن بن محمد, حدثنا عفان, حدثنا حماد هو ابن سلمة, أخبرني عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تكلم أربعة وهم صغار» فذكر فيهم شاهد يوسف, ورواه غيره عن حماد بن سلمة, عن عطاء, عن سعيد, عن ابن عباس أنه قال «تكلم أربعة وهم صغار: ابن ماشطة بنت فرعون, وشاهد يوسف, وصاحب جريج, وعيسى ابن مريم». وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد: كان من أمر الله تعالى, ولم يكن إنسياً وهذا قول غريب.
وقوله: {فلما رأى قميصه قدّ من دبر} أي لما تحقق زوجها صدق يوسف وكذبها فيما قذفته ورمته به {قال إنه من كيدكن} أي إن هذا البهت واللطخ الذي لطخت عرض هذا الشاب به من جملة كيدكن {إن كيدكن عظيم}, ثم قال آمراً ليوسف عليه السلام بكتمان ما وقع {يوسف أعرض عن هذا} أي اضرب عن هذا صفحاً, أي فلا تذكره لأحد.
{واستغفري لذنبك} يقول لامرأته وقد كان لين العريكة سهلاً أو أنه عذرها لأنها رأت ما لا صبر لها عنه فقال لها: استغفري لذنبك أي الذي وقع منك من إرادة السوء بهذا الشاب ثم قذفه بما هو بريء منه {إنك كنت من الخاطئين}.


المصدر \\\ تفسير لاابن كثير \\\

ღ أسيرة هواهـ ღ 10-21-2010 03:08 PM

جزاكِ الله كل خير وبارك فيكِ ونفعنا جميعاً بما طرحتي ان شاءالله

تحيتي وتقديري لجهودكِ وعطائكِ

دمـتـِ بـود

غرور انثى 10-21-2010 06:24 PM


غرور انثى 10-21-2010 06:36 PM

سبب نزول الاية
قوله تعالى ‏{‏ما كانَ لِلمُشرِكينَ أَن يَعمُروا مَساجِدَ اللهِ‏}‏ قال المفسرون لما أسر العباس يوم بدر أقبل عليه المسلمون فعيروه بكفره وقطيعة الرحم وأغلظ علي له القول فقال العباس‏:‏ ما لكم تذكرون مساوينا ولا تذكرون محاسننا فقال له علي‏:‏ ألكم محاسن قال‏:‏ نعم إنا لنعمر المسجد الحرام ونحجب الكعبة ونسقي الحاج ونفك العاني فأنزل الله عز وجل رداً على العباس ‏{‏ما كانَ لِلمُشرِكينَ أَن يَعمُروا‏}‏ الآية‏.‏

انفاس الورد 10-21-2010 09:45 PM


البرق النجدي 10-22-2010 01:23 AM

بارك الله فيك كيونه

البرق النجدي 10-22-2010 01:25 AM

بارك الله فيك غرور انثى على المرور

البرق النجدي 10-22-2010 01:26 AM

جزيت خيرا على مرورك انفاس الورد

البرق النجدي 10-24-2010 01:29 AM

أسرار آية الكرسي!!

الموضوع:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
آية الكرسى ( البقرة 255)


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

http://www.muslimedia.net/images/d/d..._aya_2_255.png

صدق الله العظيم


صدق الله العظيم

* هى القاعدة الأساسية للدين لما فيها من توحيد خالص.‏

* ‏ وهى أشرف آية فى القرآن.‏

‏* بها خمسون كلمة ... وفى كل كلمة خمسون بركة.‏

* ‏ وهى تعدل ثلث القرآن.‏

* ‏ هى آية جمعت أكثر من 17 أسم من أسماء الله الحسنى.‏

* وهربت الشياطين.‏

* الكرسى هو أساس الحكم وهو رمز الملك.‏

* ‏ وهى الدالة على الألوهية المطلقة .‏

*‎ ‎رفعها الله فى بدايتها باسمه (الله) وفى نهايتها باسمه (العلى العظيم).‏

‏* وهى ترفع معها كل من تعلق بها واستمسك بها .‏

‏* ومن حفظها حفظته ورفعته معها إلى أعلى مقام واسمى منزلة. ‏

( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ )‏

‏ ( لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ ‏الْكُرْسِيِّ )‏

* هذه آية أنزلها الله جل ذكره وجعل ثوابها لقارئها عاجلاً واجلاً

* لمن قرأها فى زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسه وتخرج منه الشيطان.‏

* ‏ لمن قرأها على منزلة قبل السفر فمنزله فى حفظ الله من السرقة ومن كل المصائب.‏

* ‏ لمن قرأها ليلا خرج الشيطان من البيت ولايدخله حتى يصبح و آمنه الله على نفسه ‏وجاره وجار جاره والبيوت التى حوله.‏

* فى الفراش قبل النوم لنفسة أو لأولاده يحفظهم الله لا يقربهم شيطان حتى يصبحوا ويبعد ‏عنهم الكوابيس والأحلام المزعجة.‏

* ‏ فى الصباح قبل أن يخرج من منزلة ويقول ياحفيظ ثلاث مرات كان فى حفظ الله حتى ‏يعود.‏

* ‏ ليلا أو نهارا وبأى عدد أقلها ثلاث مرات فهى علاج ووقاية من كل أنواع الأمراض و ‏الآفات، وشرح للصدور، وكشف للهم والغم والكرب، وحفظ للنفس والمال والأولاد.‏‎ ‎

لمن قرأها دبر كل صلاة يتولى قبض روحه الله ذو الجلال والإكرام.‏

* ‏ وكان كمن قاتل مع أنبياء الله حتى يستشهد.‏

* ‏ أعطاه الله ثواب عمل الأنبياء وأعمال الصديقين.‏

‏* أعطاه الله فوق ما أعطاه للشاكرين.‏

* ‏ وبسط الله عليه يمينه بالرحمة.‏

* هو اسم الذات العليا ويقال أنه الأسم الأعظم.‏

* ‎ ‎وكل الأسماء تابعه اليه على سبيل الوصف (ولله الأسماء الحسنى).. ‏


بعض الفتاوى بخصوص الآية:


*‏ اسم يتحدى بها الله أن يُسمى به سواه

الفتوى:

بعض المعلومات التي ذكرتا صحيحه وبعضها لا يصح ومن ذلك :

1- أن في كل كلمة خمسين بركة
2- لمن قرأها فى زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسه وتخرج منه الشيطان.‏
3- ‏ لمن قرأها على منزلة قبل السفر فمنزله فى حفظ الله من السرقة ومن كل المصائب
4- أن الله يتولى قبض روحه .

هذه وغيرها تحتاج إلى نصوص شرعية
ومع أن فضلها عظيم لكونها حرز وكونها تقرأ دبر كل صلاة وفي أورادالصباح والمساء وعند النوم
وكونها أعظم آية في القرآن ، وهذا كله لها بل ولها غير ذلك .
لكن فضلها لا يعطى صفة غير الصفة التي أعطاها الله تعالى إياها .
فأشكركم على هذا الموضوع الرائع مع التنبه لما ذكرته لكم
وفقكم الله وبارك
فيكم

الشيخ محمد العويد






سيدة آي القرآن






السؤال:

ما صحة هذا الموضوع

تعرّف أكثر على سيدة آي القران
( أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم )

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
( اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي
يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ
كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )

آية الكرسي
لماذا هي سيدة آي القران ؟
هي القاعدة الأساسية للدين لما فيها من توحيد خالص وهى أشرف آية في القرآن

بها خمسون كلمة ... وفى كل كلمة خمسون بركة

وهى تعدل ثلث القرآن

هي آية جمعت أكثر من 17 أسم من أسماء الله الحسنى.

متى نزلت ؟

نزلت ليلا ولما نزلت خر كل صنم في الدنيا وكذلك خر كل ملك في الدنيا، وسقطت التيجان عن رءوسهم وهربت الشياطين

لماذا سميت أية الكرسي ؟

الكرسي هو أساس الحكم وهو رمز الملك وهى الدالة على الألوهية المطلقة
رفعها الله في بدايتها باسمه ( الله ) وفى نهايتها باسمه ( العلى العظيم ) وهى ترفع معها كل من تعلق بها واستمسك بها ومن حفظها حفظته ورفعته معها إلى أعلى مقام وأسمى منزلة.

ماذا قال عنها رسول الله - صلى الله علية وسلم - ؟
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ )
( لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ )

هل تعلم فضل أية الكرسي ؟
هذه آية أنزلها الله جل ذكره وجعل ثوابها لقارئها عاجلاً واجلاً
فأما في العاجل
لمن قرأها فى زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسه وتخرج منه الشيطان
لمن قرأها ليلا خرج الشيطان من البيت ولا يدخله حتى يصبح و آمنه الله على نفسه. و هي لمن قرأها
في الفراش قبل النوم لنفسه أو لأولاده يحفظهم الله لا يقربهم شيطان حتى يصبحوا ويبعد عنهم الكوابيس والأحلام المزعجة.

أما فى الآجل
لمن قرأها دبر كل صلاة يتولى قبض روحه الله ذو الجلال والإكرام.

------------

( الله )
هو اسم الذات العليا ويقال أنه الاسم الأعظم. وكل الأسماء تابعه إليه على سبيل الوصف ( ولله الأسماء الحسنى ).. اسم يتحدى بها الله أن يُسمى به سواه.

( لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ )
هي شهادة منا بالتوحيد الخالص ومحلها القلب. ولقد أرسل الله جميع الأنبياء عليهم السلام برسالة التوحيد. جاء النفي في الأول حتى نتخلى عن الكفر والشرك وننظف قلبنا من جميع الآفات لكي توضع كلمة الله على أساس صحيح طاهر خالي من الدنس.

كل حركة في الحياة تؤدى إلى عمار الأرض فهى عبادة والإيمان القوى يثبت أقوال المؤمن وأفعاله فلا تهتز بعد ذلك مع تقلبات الحياة



الجواب:


1 – ما جاء في التفسير مِن تسمية آية الكرسي " سيدة آي القرآن " وَرَد فيه حديث ضعيف ، رواه الترمذي وضعَّفَه بِقوله : هذا حديث غريب لا نَعرفه إلاَّ مِن حديث حكيم بن جبير ، وقد تَكَلَّم شُعْبة في حَكيم بن جبير وضَعَّفَه . اهـ .
وضعَّفَه الألباني في " ضعيف جامع الترمذي " وفي " ضعيف الترغيب والترهيب " .

وثَبَت أنَّ آية الكرسي أعْظَم آية في القرآن .
روى مسلم مِن حديث أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا المنذر أتدري أيّ آية مِن كتاب الله معك أعظم ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : يا أبا المنذر أتدري أي آية مِن كتاب الله معك أعظم ؟ قلت : الله لا إله إلا هو الحي القيوم . قال : فضرب في صدري ، وقال : والله ليهنك العِلْم أبا المنذر .
وروى ابن بطَّـة مِن حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : دَخَلْتُ المسجد الحرام ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده فَجَلَسْتُ إليه ، فقلت : يا رسول الله أيّ آيَة نَزَلَتْ عليك أفْضَل ؟ قال : آيَة الكُرْسي ؛ مَا السَّمَاوات السَّبْع في الكُرْسي إلاَّ كَحَلْقَة في أرْض فَلاة ، وفَضْل العَرْش على الكُرْسِيّ كَفَضْل تِلك الفَلاة على تِلك الْحَلْقَـة .
وصَحَّحه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة .

2 – ما قيل في أنها تعدل ثلث القرآن . لا دَليل عليه .

3 – والقول بأنها نزلت ليلاً ، وأنها لَمَّا نزلت خَرّ كل صنم في الدنيا . وكذلك خَر كل ملك في الدنيا ، وسقطت التيجان عن رءوسهم ، وهربت الشياطين .
هذا مِمَّا لا دَليل عليه ، ولذا فإن الإمام القرطبي لَمَّا أوْرده قال : روي عن محمد بن الحنفية أنه قال ... فَذَكَرَه .
ومحمد بن الحنفية هو محمد بن علي بن أبي طالب ، وهو تابعي .

4 – والقول بأن " الكرسي هو أساس الحكم ، وهو رمز الملك " هذا تأويل غير مَرْضِيّ عند أهل السنة .
فأهل السنة يُثبِتُون الكُرسي ، ولا يتأوّلونه .
وفي الحديث : مَا السَّمَاوَات السَّبْع في الكُرْسِيّ إلاَّ كَحَلْقَة في أرْض فَلاة ، وفَضْل العَرْش على الكُرْسِيّ كَفَضْل تِلك الفَلاة على تِلك الْحَلْقَـة " رواه ابن أبي شيبة العبسي في كِتاب " العَرْش " ، وابن حبان ، وأبو الشيخ في كِتاب " العَظَمَة " ، وابن بطَّة في " الإبانة الكبرى " .
وقال ابن حجر : وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في التفسير بِسَنَدٍ صَحِيح عنه .
وصَحَّحه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة .
وهذا الحديث دالّ على عَظَمة الكُرسي .
وقد فسَّر السلف الكرسي بأنه موضع القدَمَين .
رَوى عبد الله بن الإمام أحمد في كِتاب " السُّـنَّـة " وابن بَـطَـة عن ابن عباس في تفسير آية الكرسي قوله : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) . قال : مَوْضِع القَدَمَـيْن ، ولا يُقْدَر قَدْر عَرْشِـه .
وهذا الأثَر صَحَّحه غير واحد مِن أهل العْلِم .

5 – [ ماذا قال عنها رسول الله - صلى الله علية وسلم - ؟
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ )
( لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ) ]
لا يَجوز نِسبة الأحاديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دُون التحقق مِن صِحّتها .
فالحديث الأول رواه الحكيم الترمذي ، وهو حديث ضعيف .
والثاني سبق بيان ضعْفِه .

6 - لمن قرأها في زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسة ، وتُخْرج منه الشيطان .
جاء هذا عن بعض السَّلَف ، فقد جاء عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه إذا دخل بيته قرأ آية الكرسي في زوايا بيته الأربع .
قال القرطبي : معناه كأنه يلتمس بذلك أن تكون له حارسا مِن جوانبه الأربع ، وأن تَنْفِي عنه الشيطان مِن زَوايا بَيته .
وهذا الذي ذَكَره عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه رواه ابن أبي شيبة من طريق عُبيد بن عمير قال : كان عبد الرحمن بن عوف إذا دخل مَنْزِله قرأ في زواياه آية الكرسي .
وفِعْل الصحابي حُجَّة على الصحيح .
فلا يَصِحّ اعتبار هذا مِن البِدَع .

7 – [ لمن قرأها دبر كل صلاة يتولى قبض روحه الله ذو الجلال والإكرام ]

قال القرطبي : وفي الخبر : مَن قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة كان الذي يَتَوَلَّى قَبض رُوحه ذو الجلال والإكرام ، وكان كَمَن قاتَل مع أنبياء الله حتى يُسْتشهد .
وهذا الذي أشار إليه القرطبي ضَعيف .

والله تعالى أعلم .


الشيخ عبد الرحمن السحيم

جنــــون 10-24-2010 08:31 PM

من نعم الله جل و علا على الأمة المحمدية أن منّ عليها بالقرآن الكريم ، و ما أنزله الله ليُقرأ بدون فهم بل أمرنا بتدبر آياته الجليلة لنعمل بها ، و من العجيب أن تمر علينا آيات كثيرة في قصار السور تحمل معان عظيمة، نرددها مرارا و تكرارا دون أن نفقه معناها رغم أن التفاسير الميسرة متعددة و متوفرة في أيامنا، فعلى المسلم أن يعتني بهذا الجانب من فهم كتاب الله سبحانه، و تكون البداية بفهم قصار السور فهي غالب ما يٌحفظ حفظا متقنا.

و الآيات في قصار السور عديدة اقتطفت منها واحدة من سورة الماعون و هي آخر آية في هذه السورة التي يذكر فيها عز و جل صفات المكذبين بالدين أي بالبعث و الجزاء، صفات ذميمة يجب على المسلم أن يبتعد عنها كل البعد فلا يتصف بأي منها ، و من هذه الصفات منع الماعون و به سميت "سورة الماعون" ، فما هو الماعون يا تُرى ؟!

(( و يمنعون الماعون ))

قال الطاهر بن عاشور في التحرير و التنوير :

و { الماعون }: يطلق على الإِعانة بالمال، فالمعنى: يمنعون فضلهم أو يمنعون الصدقة على الفقراء. فقد كانت الصدقة واجبة في صدر الإِسلام بغير تعيين قبل مشروعية الزكاة.

وقال سعيد بن المسيب وابن شهاب: الماعون: المال بلسان قريش.

وروى أشهب عن مالك: الماعون: الزكاة، ويشهد له قول الراعي:
قوم على الإِسلام لمّا يمنعوا ماعونهم ويضيِّعوا التهليلا
لأنه أراد بالتهليل الصلاة فجمع بينها وبين الزكاة.

ويطلق على ما يستعان به على عمل البيت من آنية وآلات طبخ وشدّ وحفر ونحو ذلك مما لا خسارة على صاحبه في إعارته وإعطائه. وعن عائشة: الماعون الماء والنار والملح.

و جاء في صحيح أبي داود(و غيره) عن عبد الله بن مسعود أنه قال : كنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدلو ، والقدر

ففي هذه الآية حث على بذل الأموال الخفيفة، كعارية الإناء والدلو والكتاب و نحوهم أو على سبيل الهبة، لأن الله ذم من لم يفعل ذلك، وهذا ذم له بمنتهى البخل.

فنعوذ بالله أن نكون ممن يمنعون الماعون !


المصدر : ملخص من بعض من التفاسير.

جنــــون 10-24-2010 08:32 PM

قال تعالى : (إنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ويُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) [ سورةالإسراء : 9]
.. ومن هدي القرآن الذي هو أقوم ؛ هديه إلى أن التقدم لا ينافي التمسك بالدين ، فما خيله أعداء الدين لضعاف العقول ممن ينتمي إلى الإسلام من أن التقدم لا يمكن إلا بالانسلاخ من دين الإسلام باطلٌ لا أساس له ، والقرآن الكريم يدعو إلى التقدم في جميع الميادين

التي لها أهـمية في دنيا أو دين ، ولكن ذلك التقدم في حدود الدين ، والتحلي بآدابه الكريمة ، وتعاليمه السماوية
، قال تعالى : ( وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ) ، وقال : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ )

يدل على الاستعداد لمكافحة العدو في حدود الدين الحنيف ، وداود من أنبياء ( سورة الأنعام) المذكورين فيها في قوله تعالى ( ومِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ ) ، وقد قال تعالى مخاطباً لنبينا -صلى الله عليه وسلم- وعليهم بعد أن ذكرهم : ( أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) .

وقد ثبت في " صحيح البخاري " عن مجاهد أنه سأل ابن عباس- رضي الله عنهما- : من أين أخذت السجدة في " ص " ؟ ، فقال : أو ما تقرأ : ( ومِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ ... أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) ، فسجدها داود ، فسجدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
فدل ذلك على أنا مخاطبون بما تضمنته الآية مما أمر به داود . فعلينا أن
نستعد لكفاح العدو مع التمسك بديننا ، وانظر قوله تعالى : ( وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ) ، فهو أمر جازم بإعداد كل ما في الاستطاعة من قوة ولو بلغت القوة من التطور ما بلغت . فهو أمر جازم بمسايرة التطور في الأمور الدنيوية ، وعدم الجمود على الحالات الأُول إذا طرأ تطور جديد ، ولكن كل ذلك مع التمسك بالدين .

" أضواء البيان " - للشيخ الشنقيطي (3 / 396 - 397) .

جنــــون 10-24-2010 08:32 PM

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ)
سورة النساء (135)
- يَأْمُر تَعَالَى عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَكُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ أَيْ بِالْعَدْلِ فَلا يَعْدِلُوا عَنْهُ يَمِينًا وَلا شِمَالا وَلا تَأْخُذهُمْ فِي اللَّه لَوْمَة لائِم
وَلا يَصْرِفهُمْ عَنْهُ صَارِف وَأَنْ يَكُونُوا مُتَعَاوِنِينَ مُتَسَاعِدِينَ مُتَعَاضِدِينَ مُتَنَاصِرِينَ فِيهِ

- وَقَوْله " شُهَدَاء لِلَّهِ " أَيْ أَدُّوهَا اِبْتِغَاء وَجْه اللَّه فَحِينَئِذٍ تَكُون صَحِيحَة عَادِلَة حَقًّا خَالِيَة مِنْ التَّحْرِيف وَالتَّبْدِيل وَالْكِتْمَان .

- وَلِهَذَا قَالَ " وَلَوْ عَلَى أَنْفُسكُمْ " أَيْ اِشْهَدْ الْحَقّ وَلَوْ عَادَ ضَرَرهَا عَلَيْك وَإِذَا سُئِلْت عَنْ الْأَمْر فَقُلْ الْحَقّ فِيهِ وَلَوْ عَادَتْ مَضَرَّته عَلَيْك فَإِنَّ اللَّه سَيَجْعَلُ لِمَنْ أَطَاعَهُ فَرَجًا وَمَخْرَجًا مِنْ كُلّ أَمْر يَضِيق عَلَيْهِ.

- وَقَوْله " أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ " أَيْ وَإِنْ كَانَتْ الشَّهَادَة عَلَى وَالِدَيْك وَقَرَابَتك فَلَا تُرَاعِهِمْ فِيهَا بَلْ اِشْهَدْ بِالْحَقِّ وَإِنْ عَادَ ضَرَرهَا عَلَيْهِمْ فَإِنَّ الْحَقّ حَاكِم عَلَى كُلّ أَحَد.

- وَقَوْله " إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاَللَّه أَوْلَى بِهِمَا " أَيْ لَا تَرْعَاهُ لِغِنَاهُ وَلَا تُشْفِق عَلَيْهِ لِفَقْرِهِ وَاَللَّه يَتَوَلَّاهُمَا بَلْ هُوَ أَوْلَى بِهِمَا مِنْك وَأَعْلَم بِمَا فِيهِ صَلَاحهمَا.

- وَقَوْله " فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا أَيْ فَلَا يَحْمِلَنكُمْ الْهَوَى وَالْعَصَبِيَّة " وَبُغْض النَّاس إِلَيْكُمْ عَلَى تَرْك الْعَدْل فِي أُمُوركُمْ وَشُؤُونكُمْ بَلْ اِلْزَمُوا الْعَدْل عَلَى أَيّ حَال .

- وَمِنْ هَذَا قَوْل عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة لَمَّا بَعَثَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُص عَلَى أَهْل خَيْبَر ثِمَارهمْ وَزَرْعهمْ فَأَرَادُوا أَنْ يُرْشُوهُ لِيَرْفُق بِهِمْ فَقَالَ : وَاَللَّه لَقَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْد أَحَبّ الْخَلْق إِلَيَّ وَلَأَنْتُمْ أَبْغَض إِلَيَّ مِنْ أَعْدَادكُمْ مِنْ الْقِرَدَة وَالْخَنَازِير وَمَا يَحْمِلنِي حُبِّي إِيَّاهُ وَبُغْضِي لَكُمْ عَلَى أَنْ لَا أَعْدِل فِيكُمْ . فَقَالُوا : بِهَذَا قَامَتْ السَّمَوَات وَالْأَرْض . .

- وَقَوْله " وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا " قَالَ مُجَاهِد وَغَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف تَلْوُوا أَيْ تُحَرِّفُوا الشَّهَادَة وَتُغَيِّرُوهَا وَاللَّيّ هُوَ التَّحْرِيف وَتَعَمُّد الْكَذِب . وَالْإِعْرَاض هُوَ كِتْمَان الشَّهَادَة وَتَرْكهَا . .

-وَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " خَيْر الشُّهَدَاء الَّذِي يَأْتِي بِالشَّهَادَةِ قَبْل أَنْ يُسْأَلهَا " وَلِهَذَا تَوَعَّدَهُمْ اللَّه بِقَوْلِهِ " فَإِنَّ اللَّه كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا " أَيْ وَسَيُجَازِيكُمْ بِذَلِكَ ..

المصدر تفسير ابن كثير .

جنــــون 10-24-2010 08:33 PM

( الحَجُ أشهرٌ مّعلوماتُ فَمَن فَرَضَ فِيهِنّ الحَجّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوق ولا جِدَالَ فِي اْلحَجِ وَمَا تَفعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اْللهُ وَ تَزَوَّدُ فَإِنَّ خَيْرَ اْلزَّاد اْلتَّقْوَى وَاْتَّقُونِ يأُوْلِى أْلأَلباَب ) سورة البقرة آية 197
عن ابن عباس وجابروبهعن ابن عباس وجابروبه يقول عطاء وطاوس ومجاهد رحمهم الله في قوله الحَجُ أشهرٌ مّعلومتُ ) وظاهرهوظاهره التقدير الآخر الذي ذهب إليه النحاة وهو أن وقت الحج أشهر معلومات فخصصه بها من بين سائر شهور السنة فدل على أنه لا يصح قبلها كميقات الصلاة.
وقال الشافعي رحمه الله:عن ابن عباس أنه قال: لا ينبغي لأحد أن يحرم بالحج إلا في شهور الحج من أجل قول الله تعالى (الحَجُ أشهرٌ مّعلومتُ ) .
قال البخاري قال ابن عمر هي شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة وهذا الذي علقه البخاري بصيغة الجزم.
وقوله ( فَمَن فَرَضَ فِيهِنّ الحَجّ )أي أوجب بإحرامه حجا - فيه دلالة على لزوم الإحرام بالحج والمضي فيه. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يقول من أحرم بحج أو عمرة.
وقوله ( فَلاَ رَفَثَ )أي من أحرم بالحج أو العمرة فليجتنب الرفث وهو الجماع كما قال تعالى "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم" وكذلك يحرم تعاطي دواعيه من المباشرة والتقبيل ونحو ذلك وكذلك التكلم به بحضرة النساء.
وقوله (وَلاَ فُسُوق )قال مقسم وغير واحد عن ابن عباس هي المعاصي.
في قوله ( ولا جِدَالَ فِي اْلحَجِ ) قال: أن تماري صاحبك حتى تغضبه في وقت الحج في مناسكه .
وقوله( وَمَا تَفعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اْللهُ ) لما نهاهم عن إتيان القبيح قولا وفعلا حثهم على فعل الجميل وأخبرهم أنه عالم به وسيجزيهم عليه أوفر الجزاء يوم القيامة.
وقوله( فَإِنَّ خَيْرَ اْلزَّاد اْلتَّقْوَى ) لما أمرهم بالزاد للسفر في الدنيا أرشدهم إلى زاد الآخرة وهو استصحاب التقوى إليها
تفسير ابن كثير

جنــــون 10-24-2010 08:33 PM

قال تعالى:( ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فئاتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير)0

هذا مثل المؤمن المنفق ابتغاء مرضات الله وهو متحقق ومتثبت أن الله سيجزيه أوفر الجزاء 0ويوافق ذلك(من صام رمضان إيمانا واحتسابا)0
الحديث أي يؤمن أن الله شرعه ويحتسب عند الله ثوابه0أي تصديقا ويقينا0(كمثل جنة بربوة)أي بستان مرتفع عن الارض وتجري فيه الانهار(أصابها وابل)المطر الشديد فآتت أكلها أي ثمرتها(ضعفين)أي بالنسبة إلىغيرها من الجنان (فإن لم يصبها وابل فطل)وهو الرزاز اللين من المطر أي هذه الجنة بهذه الربوة لا تمحل لأنهاإن لم يصبها وابل فطل وأياما كان فهو كفايتها وكذلك عمل المؤمن لا يبور أبدا بل يتقبله الله ويكثره وينميه كل عامل بحسبه فهو تعالى لا يخفى عليه من أعمال عباده شىء0

نظرة الحب 10-24-2010 08:34 PM

يقول الراي : معنى { ملكت أيمانكم } : أي : ما ملكتم من الإماء والجواري .
وقال الله تعالى : { يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما ) الأحزاب / 50 .
وقال : { والذين هم لفروجهم حافظون . إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين . فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } المعارج / 29 – 31 .
قال الطبري :
يقول تعالى ذكره : { والذين هم لفروجهم حافظون } ، حافظون عن كل ما حرم الله عليهم وضعها فيه ، إلا أنهم غير ملومين في ترك حفظها على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم من إمائهم .
” تفسير الطبري ” ( 29 / 84 ) .
قال ابن كثير :
وكان التسري على الزوجة مباحاً في شريعة إبراهيم عليه السلام وقد فعله إبراهيم عليه السلام في هاجر لما تسرى بها على سارة .
” تفسير ابن كثير ” ( 1 / 383 ) .
وقال ابن كثير أيضاً :
وقوله تعالى : { وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك } الأحزاب / 50 ، أي : وأباح لك التسري مما أخذت من المغانم ، وقد ملك صفية وجويرية فأعتقهما وتزوجهما وملك ريحانة بنت شمعون النضرية ومارية القبطية أم ابنه إبراهيم عليهما السلام وكانتا من السراري رضي الله عنهما .
” تفسير ابن كثير ” ( 3 / 500 ) .
وقد أجمع العلماء على إباحته .
قال ابن قدامة :
ولا خلاف في إباحة التسري ووطء الإماء ؛ لقول الله تعالى : { والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } .
وقد كانت مارية القبطية أم ولد النبي صلى الله عليه وسلم وهي أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم التي قال فيها ” أَعِتَقَها ولدُها ” ، وكانت هاجر أم إسماعيل عليه السلام سُرِّيَّة إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام ، وكان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أمهات أولاد أوصى لكل واحدة منهن بأربعمائة ، وكان لعلي رضي الله عنه أمهات أولاد ، ولكثير من الصحابة ، وكان علي بن الحسين والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله من أمهات الأولاد . يعني أن هؤلاء الثلاثة علي والقاسم وسالم كانت أمهاتهم من الإماء .
” المغني ” ( 10 / 411 ) .
وأم الولد : هي الأمَة التي تلد من سيدها.
وقال الشافعي رحمه الله تعالى :
قال الله تعالى : { والذين هم لفروجهم حافظون – إلى قوله – غير ملومين } ، فدل كتاب الله عز وجل على أن ما أباحه من الفروج فإنما أباحه من أحد الوجهين النكاح أو ما ملكت اليمين .
” الأم ” ( 5 / 43 ) .
ولا رأي للزوجة لا في ملك زوجها للإماء ولا في جماعه لهن .
والله أعلم .

البرق النجدي 10-26-2010 07:48 PM

http://www.sahm-ahsas.com/vb/images/myframes/1_cur.gifhttp://www.sahm-ahsas.com/vb/images/myframes/1_cul.gif{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ }
http://www.sahm-ahsas.com/vb/images/myframes/1_cdr.gifhttp://www.sahm-ahsas.com/vb/images/myframes/1_cdl.gif



{ بِسْمِ اللَّهِ } أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى, لأن لفظ { اسم } مفرد مضاف, فيعم جميع الأسماء [الحسنى]. { اللَّهِ } هو المألوه المعبود, المستحق لإفراده بالعبادة, لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال.
{ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء, وعمت كل حي, وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة, ومن عداهم فلهم نصيب منها.

واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها, الإيمان بأسماء الله وصفاته, وأحكام الصفات.

فيؤمنون مثلا, بأنه رحمن رحيم, ذو الرحمة التي اتصف بها, المتعلقة بالمرحوم. فالنعم كلها, أثر من آثار رحمته, وهكذا في سائر الأسماء. يقال في العليم: إنه عليم ذو علم, يعلم [به] كل شيء, قدير, ذو قدرة يقدر على كل شيء.

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ } [هو] الثناء على الله بصفات الكمال, وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل, فله الحمد الكامل, بجميع الوجوه. { رَبِّ الْعَالَمِينَ } الرب, هو المربي جميع العالمين -وهم من سوى الله- بخلقه إياهم, وإعداده لهم الآلات, وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة, التي لو فقدوها, لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة, فمنه تعالى.

وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.

فالعامة: هي خلقه للمخلوقين, ورزقهم, وهدايتهم لما فيه مصالحهم, التي فيها بقاؤهم في الدنيا.

والخاصة: تربيته لأوليائه, فيربيهم بالإيمان, ويوفقهم له, ويكمله لهم, ويدفع عنهم الصوارف, والعوائق الحائلة بينهم وبينه, وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير, والعصمة عن كل شر. ولعل هذا [المعنى] هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب. فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.

فدل قوله { رَبِّ الْعَالَمِينَ } على انفراده بالخلق والتدبير, والنعم, وكمال غناه, وتمام فقر العالمين إليه, بكل وجه واعتبار.

{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } المالك: هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى, ويثيب ويعاقب, ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات, وأضاف الملك ليوم الدين, وهو يوم القيامة, يوم يدان الناس فيه بأعمالهم, خيرها وشرها, لأن في ذلك اليوم, يظهر للخلق تمام الظهور, كمال ملكه وعدله وحكمته, وانقطاع أملاك الخلائق. حتى [إنه] يستوي في ذلك اليوم, الملوك والرعايا والعبيد والأحرار.
كلهم مذعنون لعظمته, خاضعون لعزته, منتظرون لمجازاته, راجون ثوابه, خائفون من عقابه, فلذلك خصه بالذكر, وإلا, فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام.



وقوله { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } أي: نخصك وحدك بالعبادة

والاستعانة, لأن تقديم المعمول يفيد الحصر, وهو إثبات الحكم للمذكور, ونفيه عما عداه. فكأنه يقول: نعبدك, ولا نعبد غيرك, ونستعين بك, ولا نستعين بغيرك.

وقدم العبادة على الاستعانة, من باب تقديم العام على الخاص, واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده.

و { العبادة } اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال, والأقوال الظاهرة والباطنة. و { الاستعانة } هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع, ودفع المضار, مع الثقة به في تحصيل ذلك.

القيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية, والنجاة من جميع الشرور, فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما. وإنما تكون العبادة عبادة, إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصودا بها وجه الله. فبهذين الأمرين تكون عبادة, وذكر { الاستعانة } بعد { العبادة } مع دخولها فيها, لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى. فإنه إن لم يعنه الله, لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر, واجتناب النواهي.

ثم قال تعالى: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } أي: دلنا وأرشدنا, ووفقنا للصراط المستقيم, وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله, وإلى جنته, وهو معرفة الحق والعمل به, فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط. فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام, وترك ما سواه من الأديان, والهداية في الصراط, تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا. فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته, لضرورته إلى ذلك.

وهذا الصراط المستقيم هو: { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. { غَيْرِ }{ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم. وغير صراط { الضَّالِّينَ } الذين تركوا الحق على جهل وضلال, كالنصارى ونحوهم.

فهذه السورة على إيجازها, قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن, فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية يؤخذ من قوله: { رَبِّ الْعَالَمِينَ }

وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة, يؤخذ من لفظ: { اللَّهِ } ومن قوله: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } وتوحيد الأسماء والصفات, وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى, التي أثبتها لنفسه, وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه, وقد دل على ذلك لفظ { الْحَمْدُ } كما تقدم. وتضمنت إثبات النبوة في قوله: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.

وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله: { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } وأن الجزاء يكون بالعدل, لأن الدين معناه الجزاء بالعدل.

وتضمنت إثبات القدر, وأن العبد فاعل حقيقة, خلافا للقدرية والجبرية. بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع [والضلال] في قوله: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } لأنه معرفة الحق والعمل به. وكل مبتدع [وضال] فهو مخالف لذلك.

وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى, عبادة واستعانة في قوله: { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } فالحمد لله رب العالمين.



البرق النجدي 10-27-2010 01:06 PM

أسرار آية الكرسي!!

الموضوع:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
آية الكرسى ( البقرة 255)


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

http://www.muslimedia.net/images/d/d..._aya_2_255.png

صدق الله العظيم


صدق الله العظيم

* هى القاعدة الأساسية للدين لما فيها من توحيد خالص.‏

* ‏ وهى أشرف آية فى القرآن.‏

‏* بها خمسون كلمة ... وفى كل كلمة خمسون بركة.‏

* ‏ وهى تعدل ثلث القرآن.‏

* ‏ هى آية جمعت أكثر من 17 أسم من أسماء الله الحسنى.‏

* وهربت الشياطين.‏

* الكرسى هو أساس الحكم وهو رمز الملك.‏

* ‏ وهى الدالة على الألوهية المطلقة .‏

*‎ ‎رفعها الله فى بدايتها باسمه (الله) وفى نهايتها باسمه (العلى العظيم).‏

‏* وهى ترفع معها كل من تعلق بها واستمسك بها .‏

‏* ومن حفظها حفظته ورفعته معها إلى أعلى مقام واسمى منزلة. ‏

( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ )‏

‏ ( لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ ‏الْكُرْسِيِّ )‏

* هذه آية أنزلها الله جل ذكره وجعل ثوابها لقارئها عاجلاً واجلاً

* لمن قرأها فى زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسه وتخرج منه الشيطان.‏

* ‏ لمن قرأها على منزلة قبل السفر فمنزله فى حفظ الله من السرقة ومن كل المصائب.‏

* ‏ لمن قرأها ليلا خرج الشيطان من البيت ولايدخله حتى يصبح و آمنه الله على نفسه ‏وجاره وجار جاره والبيوت التى حوله.‏

* فى الفراش قبل النوم لنفسة أو لأولاده يحفظهم الله لا يقربهم شيطان حتى يصبحوا ويبعد ‏عنهم الكوابيس والأحلام المزعجة.‏

* ‏ فى الصباح قبل أن يخرج من منزلة ويقول ياحفيظ ثلاث مرات كان فى حفظ الله حتى ‏يعود.‏

* ‏ ليلا أو نهارا وبأى عدد أقلها ثلاث مرات فهى علاج ووقاية من كل أنواع الأمراض و ‏الآفات، وشرح للصدور، وكشف للهم والغم والكرب، وحفظ للنفس والمال والأولاد.‏‎ ‎

لمن قرأها دبر كل صلاة يتولى قبض روحه الله ذو الجلال والإكرام.‏

* ‏ وكان كمن قاتل مع أنبياء الله حتى يستشهد.‏

* ‏ أعطاه الله ثواب عمل الأنبياء وأعمال الصديقين.‏

‏* أعطاه الله فوق ما أعطاه للشاكرين.‏

* ‏ وبسط الله عليه يمينه بالرحمة.‏

* هو اسم الذات العليا ويقال أنه الأسم الأعظم.‏

* ‎ ‎وكل الأسماء تابعه اليه على سبيل الوصف (ولله الأسماء الحسنى).. ‏


بعض الفتاوى بخصوص الآية:


*‏ اسم يتحدى بها الله أن يُسمى به سواه

الفتوى:

بعض المعلومات التي ذكرتا صحيحه وبعضها لا يصح ومن ذلك :

1- أن في كل كلمة خمسين بركة
2- لمن قرأها فى زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسه وتخرج منه الشيطان.‏
3- ‏ لمن قرأها على منزلة قبل السفر فمنزله فى حفظ الله من السرقة ومن كل المصائب
4- أن الله يتولى قبض روحه .

هذه وغيرها تحتاج إلى نصوص شرعية
ومع أن فضلها عظيم لكونها حرز وكونها تقرأ دبر كل صلاة وفي أورادالصباح والمساء وعند النوم
وكونها أعظم آية في القرآن ، وهذا كله لها بل ولها غير ذلك .
لكن فضلها لا يعطى صفة غير الصفة التي أعطاها الله تعالى إياها .
فأشكركم على هذا الموضوع الرائع مع التنبه لما ذكرته لكم
وفقكم الله وبارك
فيكم

الشيخ محمد العويد






سيدة آي القرآن






السؤال:

ما صحة هذا الموضوع

تعرّف أكثر على سيدة آي القران
( أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم )

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
( اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي
يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ
كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )

آية الكرسي
لماذا هي سيدة آي القران ؟
هي القاعدة الأساسية للدين لما فيها من توحيد خالص وهى أشرف آية في القرآن

بها خمسون كلمة ... وفى كل كلمة خمسون بركة

وهى تعدل ثلث القرآن

هي آية جمعت أكثر من 17 أسم من أسماء الله الحسنى.

متى نزلت ؟

نزلت ليلا ولما نزلت خر كل صنم في الدنيا وكذلك خر كل ملك في الدنيا، وسقطت التيجان عن رءوسهم وهربت الشياطين

لماذا سميت أية الكرسي ؟

الكرسي هو أساس الحكم وهو رمز الملك وهى الدالة على الألوهية المطلقة
رفعها الله في بدايتها باسمه ( الله ) وفى نهايتها باسمه ( العلى العظيم ) وهى ترفع معها كل من تعلق بها واستمسك بها ومن حفظها حفظته ورفعته معها إلى أعلى مقام وأسمى منزلة.

ماذا قال عنها رسول الله - صلى الله علية وسلم - ؟
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ )
( لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ )

هل تعلم فضل أية الكرسي ؟
هذه آية أنزلها الله جل ذكره وجعل ثوابها لقارئها عاجلاً واجلاً
فأما في العاجل
لمن قرأها فى زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسه وتخرج منه الشيطان
لمن قرأها ليلا خرج الشيطان من البيت ولا يدخله حتى يصبح و آمنه الله على نفسه. و هي لمن قرأها
في الفراش قبل النوم لنفسه أو لأولاده يحفظهم الله لا يقربهم شيطان حتى يصبحوا ويبعد عنهم الكوابيس والأحلام المزعجة.

أما فى الآجل
لمن قرأها دبر كل صلاة يتولى قبض روحه الله ذو الجلال والإكرام.

------------

( الله )
هو اسم الذات العليا ويقال أنه الاسم الأعظم. وكل الأسماء تابعه إليه على سبيل الوصف ( ولله الأسماء الحسنى ).. اسم يتحدى بها الله أن يُسمى به سواه.

( لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ )
هي شهادة منا بالتوحيد الخالص ومحلها القلب. ولقد أرسل الله جميع الأنبياء عليهم السلام برسالة التوحيد. جاء النفي في الأول حتى نتخلى عن الكفر والشرك وننظف قلبنا من جميع الآفات لكي توضع كلمة الله على أساس صحيح طاهر خالي من الدنس.

كل حركة في الحياة تؤدى إلى عمار الأرض فهى عبادة والإيمان القوى يثبت أقوال المؤمن وأفعاله فلا تهتز بعد ذلك مع تقلبات الحياة



الجواب:


1 – ما جاء في التفسير مِن تسمية آية الكرسي " سيدة آي القرآن " وَرَد فيه حديث ضعيف ، رواه الترمذي وضعَّفَه بِقوله : هذا حديث غريب لا نَعرفه إلاَّ مِن حديث حكيم بن جبير ، وقد تَكَلَّم شُعْبة في حَكيم بن جبير وضَعَّفَه . اهـ .
وضعَّفَه الألباني في " ضعيف جامع الترمذي " وفي " ضعيف الترغيب والترهيب " .

وثَبَت أنَّ آية الكرسي أعْظَم آية في القرآن .
روى مسلم مِن حديث أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا المنذر أتدري أيّ آية مِن كتاب الله معك أعظم ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : يا أبا المنذر أتدري أي آية مِن كتاب الله معك أعظم ؟ قلت : الله لا إله إلا هو الحي القيوم . قال : فضرب في صدري ، وقال : والله ليهنك العِلْم أبا المنذر .
وروى ابن بطَّـة مِن حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : دَخَلْتُ المسجد الحرام ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده فَجَلَسْتُ إليه ، فقلت : يا رسول الله أيّ آيَة نَزَلَتْ عليك أفْضَل ؟ قال : آيَة الكُرْسي ؛ مَا السَّمَاوات السَّبْع في الكُرْسي إلاَّ كَحَلْقَة في أرْض فَلاة ، وفَضْل العَرْش على الكُرْسِيّ كَفَضْل تِلك الفَلاة على تِلك الْحَلْقَـة .
وصَحَّحه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة .

2 – ما قيل في أنها تعدل ثلث القرآن . لا دَليل عليه .

3 – والقول بأنها نزلت ليلاً ، وأنها لَمَّا نزلت خَرّ كل صنم في الدنيا . وكذلك خَر كل ملك في الدنيا ، وسقطت التيجان عن رءوسهم ، وهربت الشياطين .
هذا مِمَّا لا دَليل عليه ، ولذا فإن الإمام القرطبي لَمَّا أوْرده قال : روي عن محمد بن الحنفية أنه قال ... فَذَكَرَه .
ومحمد بن الحنفية هو محمد بن علي بن أبي طالب ، وهو تابعي .

4 – والقول بأن " الكرسي هو أساس الحكم ، وهو رمز الملك " هذا تأويل غير مَرْضِيّ عند أهل السنة .
فأهل السنة يُثبِتُون الكُرسي ، ولا يتأوّلونه .
وفي الحديث : مَا السَّمَاوَات السَّبْع في الكُرْسِيّ إلاَّ كَحَلْقَة في أرْض فَلاة ، وفَضْل العَرْش على الكُرْسِيّ كَفَضْل تِلك الفَلاة على تِلك الْحَلْقَـة " رواه ابن أبي شيبة العبسي في كِتاب " العَرْش " ، وابن حبان ، وأبو الشيخ في كِتاب " العَظَمَة " ، وابن بطَّة في " الإبانة الكبرى " .
وقال ابن حجر : وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في التفسير بِسَنَدٍ صَحِيح عنه .
وصَحَّحه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة .
وهذا الحديث دالّ على عَظَمة الكُرسي .
وقد فسَّر السلف الكرسي بأنه موضع القدَمَين .
رَوى عبد الله بن الإمام أحمد في كِتاب " السُّـنَّـة " وابن بَـطَـة عن ابن عباس في تفسير آية الكرسي قوله : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) . قال : مَوْضِع القَدَمَـيْن ، ولا يُقْدَر قَدْر عَرْشِـه .
وهذا الأثَر صَحَّحه غير واحد مِن أهل العْلِم .

5 – [ ماذا قال عنها رسول الله - صلى الله علية وسلم - ؟
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ )
( لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ) ]
لا يَجوز نِسبة الأحاديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دُون التحقق مِن صِحّتها .
فالحديث الأول رواه الحكيم الترمذي ، وهو حديث ضعيف .
والثاني سبق بيان ضعْفِه .

6 - لمن قرأها في زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسة ، وتُخْرج منه الشيطان .
جاء هذا عن بعض السَّلَف ، فقد جاء عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه إذا دخل بيته قرأ آية الكرسي في زوايا بيته الأربع .
قال القرطبي : معناه كأنه يلتمس بذلك أن تكون له حارسا مِن جوانبه الأربع ، وأن تَنْفِي عنه الشيطان مِن زَوايا بَيته .
وهذا الذي ذَكَره عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه رواه ابن أبي شيبة من طريق عُبيد بن عمير قال : كان عبد الرحمن بن عوف إذا دخل مَنْزِله قرأ في زواياه آية الكرسي .
وفِعْل الصحابي حُجَّة على الصحيح .
فلا يَصِحّ اعتبار هذا مِن البِدَع .

7 – [ لمن قرأها دبر كل صلاة يتولى قبض روحه الله ذو الجلال والإكرام ]

قال القرطبي : وفي الخبر : مَن قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة كان الذي يَتَوَلَّى قَبض رُوحه ذو الجلال والإكرام ، وكان كَمَن قاتَل مع أنبياء الله حتى يُسْتشهد .
وهذا الذي أشار إليه القرطبي ضَعيف .

والله تعالى أعلم .


الشيخ عبد الرحمن السحيم

نظرة الحب 10-27-2010 01:16 PM

I LOVE ISLAM يقول الله سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات:13]. (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى ))، أي: من آدم وحواء، أو من ماء الذكر من الرجال ومن ماء الأنثى من النساء، وفي ذلك إشارة إلى خلق كل بني آدم من ذكر وأنثى، أي أن كل مولود من بني آدم يأتي من أب وأم كما قال سبحانه وتعالى: وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ [السجدة:7-8]. فما منكم أحد إلا وهو يدلي بمثل ما يدلي به الآخر سواءً بسواء، وما منكم أحد يقدم على أحد في عنصره أو في أصله، بل كلكم ترجعون إلى آدم، وآدم خلق من تراب. فلا وجه للتفاخر والتفاضل في الأنساب؛ لأن هناك وجه ارتباط بين هذا الخطاب في هذه الآية الكريمة وبين ما قبلها، فإنه سبحانه وتعالى بعدما نهى عن الغيبة وعن احتقار الناس بعضهم لبعض وسخرية بعضهم من بعض، نبه على أنه لا يسوغ لأحد أن يحتقر أخاه أو أن يسخر منه؛ لأنهم متساوون جميعاً في البشرية، فقال الله عز وجل: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا )). فلا وجه للتفاخر والتفاضل في النسب؛ لأن النسب ليس إرادياً وليس يملكه الإنسان، وإنما كل يدلي من حيث يدلي به الآخر إلى ذكر وأنثى وإلى آدم وحواء. (( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ))، قال الإمام ابن جرير رحمه الله تعالى: وجعلناكم متناسبين، فبعضكم يناسب بعضاً نسباً بعيداً، وبعضكم يناسب بعضاً نسباً قريباً، ليعرف بعضكم بعضاً في قرب القرابة منه وبعده، لا فضيلة لكم في ذلك وقربة تقربكم إلى الله، بل كما قال الله سبحانه وتعالى: (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )) أي: أشدكم اتقاءً له وخشية، بأداء فريضته واجتناب معاصيه، لا أعظمكم ملكاً ولا أكثركم عشيرة. فلما تساوى البشر كله في البشرية، ذكر الله سبحانه وتعالى أن ناساً إن كان بعضهم يتفاخر على بعض بنسب وحسب، فإن هذا لا اعتبار له عند الله سبحانه وتعالى، وإنما الاعتبار بالعمل الصالح والتقوى: (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه). (( إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ))، أي: بظواهركم وبواطنكم، وبالأتقى والأكرم وغير ذلك، لا تخفى عليه سبحانه وتعالى خافية.



ذكر التدرج في أسماء القبيلة حسب الكثرة والقلة



حكى الثعالبي في فقه اللغة في تدريج القبيلة من الكثرة إلى القلة عن ابن الكلبي عن أبيه: أن الشعب أكبر من القبيلة، ثم يليها العمارة، ثم البطن، ثم الفخذ. وعن غيره قال: الشعب، ثم القبيلة، ثم الفصيلة، ثم العشيرة، ثم الذرية، ثم العشرة، ثم الأسرة. وقال الشيخ ابن بري : الصحيح في هذا ما رتبه الزبير بن بكار وهو الشعب، ثم القبيلة، ثم العمارة، ثم البطن، ثم الفخذ، ثم الفصيلة. وقال أبو أسامة : هذه الطبقات على ترتيب خمس الإنسان، فالشعب أعظمها مشتق من شعب الرأس، ثم القبيلة من قبيلة الرأس باجتماعها، ثم العمارة وهي الصدر، ثم البطن، ثم الفخذ، ثم الفصيلة وهي الساق. وزاد بعضهم العشيرة، فقال: اقصد الشعب فهو أكثر حـي عدداً في احتواء ثم القبيلة ثم يتلوهما العمارة ثم الـ بطـن والفخذ بعدها والفصيلة ثم من بعدها العشيرة لكـن هي في جنب ما ذكرنا قليلة فخزيمة شعب، وكنانة قبيلة، وقريش عمارة، وقصي بطن، وهاشم فخذ، والعباس فصيلة. وسميت الشعوب لأن القبائل تتفرق منها، والشعوب جمع شعب بفتح الشين. وفي هذه الآية الكريمة الاعتناء بالأنساب، وأنها شرعت للتعارف، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اعرفوا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم)، فإذاً: هذه الآية تفيد الاعتناء بالأنساب والاهتمام بمعرفتها؛ لأن الهدف من تنوعها هو التعارف

دلالة الآية على النهي عن التفاخر بالأنساب



وفي الآية أيضاً ذم التفاخر بها قال تعالى: (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ))، فلا تتفاخروا بنسب التكريم عند الله بالتقوى. ففي الآية ذم التفاخر بالأنساب، وأن التقي غير النسيب يقدم على النسيب غير التقي، فيقدم الأورع في الإمامة على النسيب وغيرهما. وعن ابن وهب قال: سألت مالكاً عن نكاح الموالي العربية؟ فقال: حلال، ثم تلا هذه الآية: (( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ))، فلم يشترط في الكفاءة الحرية. وقال ابن كثير: استدل بالآية من ذهب إلى أن الكفاءة في النكاح لا تشترط، ولا يشترط سوى الدين. وقد أشرنا مراراً إلى أن أمثال هذه التعبيرات الدقيقة للعلماء ينبغي ألا نتجاوز بها حدها، فقوله: واستدل بالآية من ذهب إلى أن الكفاءة لا تشترط في النكاح، ولا يشترط سوى الدين. يعني: أنها دليل لمن قال ذلك، ولكن تحقيق المسألة له موضع آخر، سواء كان هذا هو الراجح أو غيره، لكن هذه العبارات تأتي بصورة عابرة للإشارة إلى أن هذه قد استدل بها بعض العلماء على مسألة معينة. وقوله تبارك وتعالى: (( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ))، أفاد حصر حكمة جعلهم شعوباً وقبائل فيه، أي: إنما جعلناكم كذلك ليعرف بعضكم بعضاً: فتصلوا الأرحام وتبينوا الأنساب، لا للتفاخر بالآباء والقبائل؛ فمعرفة الأنساب لها ارتباط وثيق جداً بأحكام الثوارت وغيرها، فجعلها الله كذلك لأجل هذه المنفعة وهذه الحكمة، وليس للتفاخر بالآباء والقبائل. فالحصر هنا مأخوذ من التخصيص بالذكر، فلما خص هذه الحكمة (لتعارفوا) بالذكر، دل ذلك على التخصيص، لأنه سكت عما عداه في معرض البيان، فهذا هو الذي أفاد الحصر في هذه الفائدة. وقال القاشاني : معنى قول الله تبارك وتعالى: (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ))، أي: لا كرامة بالنسب بتساوي الكل في البشرية المنتسبة إلى ذكر وأنثى، والامتياز بالشعوب والقبائل إنما يكون لأجل التعارف بالانتساب، لا للتفاخر فإنه من الرذائل، والكرامة لا تكون إلا بالاجتناب عن الرذائل الذي هو أصل التقوى، ثم كلما كانت التقوى أزيد نسبة كان صاحبها أكرم عند الله تبارك وتعالى، وأجل قدراً. فالمتقي عن المناهي الشرعية التي هي الذنوب في عرف ظاهر الشرع أكرم من الفاجر، وعن الرذائل الخلقية كالجهل والبخل والشره والحرص والجبن أكرم من المجترئ على المعاصي الموصوف بها.


ذكر الأدلة على تحريم التفاخر وأن التقوى ميزان التفاضل



روى البخاري رحمه الله تعالى بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أكرم؟ قال: أكرمهم عند الله أتقاهم. قالوا: ليس عن هذا نسأل، قال: فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله. قالوا: ليس عن هذا نسأل، قال: فعن معادن العرب تسألوني؟ قالوا: نعم، قال: فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا). فقد يكون الإنسان غير مسلم لكن استعداداته الشخصية فيها خير، بحيث إذا عرض عليه الحق انقاد إليه ودخل في الإسلام بسبب هذه السمات الشخصية التي كان يتحلى بها في الجاهلية. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله)، فهو يوسف عليه السلام ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، ومع ذلك لم ينتسب يوسف إلا بما فضله الله سبحانه وتعالى من الأخلاق الكريمة: قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ [يوسف:55]، لم يقل: إني أوتيت شطر الحسن ولم يفتخر بنسبه، وإنما زكى نفسه بما ميزه الله سبحانه وتعالى به: (( إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ )). وروى مسلم عنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)، فالعبرة عند الله سبحانه وتعالى، والحساب عند الله، والمفاضلة بين الناس لا تكون بالنظر إلى الصور ولا إلى الأعراض والأموال، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم. وروى الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: انظر فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى الله). وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلكم بنو آدم، وآدم خلق من تراب، ولينتهين أقوام عن فخرهم بآبائهم أو ليكونن أهون على الله تعالى من الجعلان). يعني: أن البشر جميعاً متساوون في البشرية والانتساب إلى آدم عليه السلام، ومقتضى هذا أنه لا يحق لأحد أن يفخر على أحد بنسب ولا حسب. قوله: (ولينتهين أقوام عن فخرهم بآبائهم)، في بعض الروايات: (لينتهين أقوام عن فخرهم بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم حطب جهنم)، فبعض الناس يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا على الكفر والعياذ بالله، فلا يجوز لمسلم أن يفتخر بآباء أو بأجداد ماتوا على الكفر كما سيأتي في الحديث أيضاً: يقول صلى الله عليه وسلم: (من انتسب إلى تسعة -يعني ممن ماتوا على الكفر- فهو عاشرهم في النار) أو كما قال النبي صلى الله عليه وآله، فلا يجوز للمسلم إذا كرمه الله بالإسلام أن يفتخر بآبائه إذا كانوا مسلمين، فما بالك إذا كانوا كافرين، كما يفتخر بعض الناس بالقدماء المصريين المشركين الوثنيين. وروى عبد بن حميد و ابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم فتح مكة: (أيها الناس! إن الله تعالى قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بالآباء، فالناس رجلان: رجل بر تقي كريم على الله تعالى، ورجل فاجر هين على الله تعالى، إن الله عز وجل يقول: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ))). فغبية الجاهلية: يعني: افتخارهم بآبائهم، فهذه من سمات وأخلاق الجاهلية التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم تحت قدميه، فقد خطب في حجة الوداع فقال: (ألا كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي)، سواء كان حمية الجاهلية أو حكم الجاهلية، أو تبرج الجاهلية، أو ربا الجاهلية، أو ظن الجاهلية، وكل ما ينسب إلى الجاهلية وهو من خصائصها، فانظر كيف وضعهم النبي صلى الله عليه وسلم!


about 10 months ago

جنــــون 10-28-2010 08:40 AM

يقول الله تبارك وتعالى :
(إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ)(اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )(الزمر:41-42)

[41] يبين الله جل وعلا في الآية الأولى الهدف من إنزال القرآن الكريم , ومهمةَ الرسول صلى الله عليه وسلم , فيقول تعالى : إنا أنزلنا عليك أيها الرسول القرآن من أجل هداية الناس بالحق إلى الطريق المستقيم, فمن اهتدى بنور هذا القرآن وطبق مافيه من أحكام وتوجيهات فإنما ينفع بذلك نفسه لأنه يظفر بسعادة الدارين , ومن انحرف عن الهدى فإنما يضر نفسه لما ينتظره من المصير السيء في الآخرة, وماأنت أيها الرسول عليهم بوكيل فلست مكلفا بتوفيقهم إلى الإيمان , وإنما أنت مبلغ عن الله تعالى .
[42] والله جل وعلا هو الذي يقبض الأنفس بالموت حين يأتي أجلها , وهذه هي الموتة الكبرى, والأنفس التي لم يَكتب عليها الوفاة الكبرى يقبضها في منامها بالنوم , وهذه هي الموتة الصغرى, فإذا قضى عليها الموتة الكبرى أمسكها عنده ولم يعدها إلى جسدها , أما في حال الوفاة الصغرى وذلك بالنوم فإنه تعالى يعيد الأنفس إلى أجسادها إلى أن يحين أجلها المحدد للوفاة الكبرى, وإن في قبض النفسين في حال الموت والنوم , ثم في إعادة النفس إلى الجسم في حال النوم وعدم إعادتها إليه في حال الموت لعلاماتٍ واضحةً لمن تفكر واعتبر , فليتعظ المسلم في مروره بحال الوفاة الصغرى كل يوم وليتزود بما ينفعه بعد الوفاة الكبرى من الإيمان والعمل الصالح .

جنــــون 10-28-2010 08:41 AM

يقول الله تبارك وتعالى : (أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلَا يَعْقِلُونَ ) (قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )(الزمر:43-46) .

[43-44] ينكر الله جل وعلا على المشركين الذين يزعمون بأنهم إنما عبدوا الأوثان لأنها تشفع لهم عنده تعالى , فقل لهم أيها الرسول : أتتخذون هذه الأوثان شعفاء عند الله سبحانه ولو كانوا لايملكون شيئا من الشفاعة ولاغيرها ولايفقهون شيئا من عبادة عابديهم ؟! بل لله عز وجل الشفاعة جميعا فليس لأحد منها شيئا إلا أن يكون الشافع ممن يرضاه الله والمشفوع له ممن يأذن الله بالشفاعة له .
[45 – 46] ثم ذكر الله سبحانه حال المشركين في نفورهم من توحيد الله تعالى وترحيبهم بالشرك به , فإذا ذُكر الله وحده انقبضت قلوب الذين لايؤمنون بالآخرة , ولو كانوا يؤمنون بها لتغيرت حالهم تماما , لأنهم سيوقنون بأن سعادتهم في الآخرة في الإيمان بالله تعالى وحده , وإذا ذُكر الذين يُعبدون من دونه من الأوثان إذا هم يفرحون لأن ذلك يوافق أهواءهم , ولقد كان الشرك في الذين خاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم متمثلاً في عبادة الأصنام كاللات والعزى , ومدلول الآية يشمل كل أنواع الشرك فالذين يشركون غير الله معه في الطاعة فيحكمون بغير شريعته إذا دُعوا إلى تحكيم الإسلام وحده ورفْضِ القوانين البشرية اشمأزوا من ذلك ووضعوا العراقيل دون تحكيم شريعة الله تعالى , وإذا دعوا إلى تحكيم القوانين الوضعية هشوا لذلك واستبشروا , فقل لعموم المشركين أيها الرسول : اللهم ياخالق السموات والأرض عالم السر والعلانية أنت تفصل بين عبادك يوم القيامة فيما اختلفوا فيه فتجازي المحسن بإحسانه وتعاقب المسيء بإساءته , فيتبين الحق لمن لم يتبين له قبل ذلك .

جنــــون 10-28-2010 08:41 AM

يقول الله تبارك وتعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ)(أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (الزمر :21- 22 )
[21] يذكر الله جل وعلا أمثلة من قدرته العظيمة وصنعه البديع , وذلك في تكوين الماء وإيجاده على هذا النحو النافع لكل حي في هذه الأرض , ثم في إنزاله من السحاب وحفظه في الأرض في نسبة من الانخفاض معتدلة , فلو كان غائرًا في طبقات الأرض السفلي لما أمكن خروجه ولا استخراجه , ثم في إخراجه من الأرض في ينابيع تكون منها الأنهار والعيون الجارية , ثم إذا نزل الماء على الأرض من المطر أو سُقيت به الأرض أخرج الله به نباتا مختلفا ألوانه وأنواعه وأحجامه, ثم إذا انقطع عنه الماء يبس بعد رطوبته , واصفر لونه بعد خضرته ونضارته , ثم تحول إلى حطام متفتت , إن في ذلك الخلق والتقدير من الله تعالى لموعظةً لأصحاب العقول السليمة , حيث إن في ذلك مثلا بليغا للدنيا , فإن حالها كحال هذا النبات في نضارته المحدودة وبهجته المؤقتة , ثم في سرعة ذبوله وفنائه .
[22] ثم يبين الله تعالى الفرق الشاسع بين أهل الهداية وأهل الضلالة , فهل مَنْ وسَّع الله صدره وأناره بقبول الإسلام وتطبيق تكاليفه , فأصبح على نور يفيض عليه من ربه , كمن كان ضيق الصدر بالإسلام منطويا على ماهو فيه من غواية وضلالة ؟!
لايستوون عند الله تعالى , فالهلاك والمصير السيء للكافرين الذين تحجرت قلوبهم فأعرضوا عن ذكر الله جل وعلا والإيمان به , فإنهم في ضلال واضح عن الطريق المستقيم .

جنــــون 10-28-2010 08:42 AM

يقول الله تبارك وتعالى :
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ) (الزمر :23- 24 )
[ 23] يبين الله سبحانه شيئا من مزايا القرآن العظيم وأثره على المؤمنين عند تلاوته , فالله تعالى هو الذي نزل هذا القرآن الذي هو أحسن الحديث , وسماه جل وعلا حديثا من باب أن النبي صلى الله عليه وسام كان يحدث به قومه , ووصفه الله تعالى بأنه متشابه وذلك في الحسن والإحكام والبلاغة, وأنه مثاني بمعنى أنه تثنى فيه القصص والأحكام من غير أن يكون فيه تناقض , وأنه من قوة تأثيره على سامعه تقشعر منه جلود المؤمنين الذين يعظمون ربهم ويخافونه لما فيه من وعيد وترهيب وعبر, ثم تلين جلودهم وقلوبهم حينما يتذكرون رحمة الله تعالى وقربه من أوليائه وفرحه بتوبتهم وإنابتهم, وهذا التأثر بالقرآن من توفيق الله تعالى لمن يشاء من عباده , لتوجه قلوبهم نحو الهداية , ومن يضلله عن التأثر بالقرآن والإيمان به لجنوحه نحو هوى نفسه فماله من هاد يوفق قلبه للإيمان .
[24] ثم يذكر الله جل وعلا مشهدًا من مشاهد الضالين يوم القيامة , حيث يردون النار وقد غلت أيديهم , فهم يتقون حرها بوجوههم , فهل هؤلاء خير أم المهتدون الذين يكونون يوم القيامة آمنين من عذاب الله تعالى سعداء بنعيمه في الجنة ؟ حيث يقال للكفار في ذلك اليوم- على سبيل التوبيخ والتحسير – ذوقوا من عذاب النار جزاء أعمالكم السيئة التي قدمتموها في الدنيا .

جنــــون 10-28-2010 08:42 AM

ول الله تبارك وتعالى: (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ.وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ )[الزمر : 7 – 8].
[7] يبين الله جل وعلا سعة ملكه وأنه غني عن الناس سواء كفروا به أو آمنوا فإيمانهم لايزيد في ملكه , وكفرهم لاينقص منه , ولكنه جل وعلا لايرضى لعباده الكفر ولايحبه منهم , بل الذي يرضيه منهم ويبلغ محبته أن يشكروه بالإيمان به وطاعته , فإن كفروا بالله تعالى ولم يشكروه فإنهم محاسبون ومجازون على سوء أعمالهم , وكل واحد منهم مسؤول عن نفسه ومحاسب على كسبه, فلا تحمل نفس آثمة إثم نفس أخرى , فلا يغتر الأتباع في الضلال بكونهم تابعين وأن المسؤولية تقع على من أضلهم , فإن مرجعهم جميعا إلى الله تعالى فيطلعهم على أعمالهم ويحاسبهم عليها , إنه عليم بما تضمره القلوب وتخفيه فكيف بما تظهره ؟
[8] وفي الآية الثانية يبين الله جل وعلا طبيعة الإنسان حينما يتجرد من الإيمان بالله تعالى , وتصبح نفسه مرتعا لشياطين الإنس والجن , فهو في هذه الحال يكون مع الله تعالى إذا أصابه بلاء وشدة وشعر بحاجته إلى ربه فيرجع إليه ويستغيث به لكشف ضره لأنه في هذه الحال تنقشع عنه الحجب التي تحول بينه وبين ربه جل وعلا , فإذا انكشف عنه الضر وتمتع بنعمة الله تعالى عادت إليه الحجب الكثيفة وغلبه هوى النفس الأمارة بالسوء ووساوس الشياطين فنسي تضرعه إلى الله تعالى في حال الشدة وخضع لعبادة الأوثان سواء في ذلك الأصنام أو طغاة البشر الذين يزينون له طاعتهم في معصية الله جل وعلا , وأصبح في شركه هذا داعيا إلى الانحراف عن سبيل الله القويم, فالله تعالى يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهذا الكافر : تمتع بكفرك قليلا من الوقت حتى يحين أجلك فإنك من أهل النار المخلدين فيها .
ويقول الله تبارك وتعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ.قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر : 9 – 10] .
في الآية الأولى يقارن الله جل وعلا بين ذلك الكافر الذي لايعرف ربه إلا في الشدائد وبين المؤمن العابد لربه الذي يقضي ساعات الليل في القيام لله سبحانه والسجود له , وهو في كل أحواله بين مقامي الخوف من عذاب الله تعالى والرجاء بنعيمه , لافرق في حياته بين حالتي السراء والضراء, فقل يارسول الله لهؤلاء الذين لايؤمنون بالله واليوم الآخر : هل يستوي الذين يعلمون عظمة ربهم والصراط المستقيم الموصل إلى رضوانه وجنته والذين لايعلمون ذلك ؟ لايستوون عند الله , إنما يَعتبر ويتعظ أصحاب العقول السليمة الذين لم ينقادوا لأهوائهم المنحرفة .
[10] وفي الآية الثانية يأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يقول لعباد الله المؤمنين اتقوا سخط ربكم وعذابه وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه , وقل لهم : للذين أحسنوا إلى أنفسهم في هذه الحياة الدنيا بطاعة ربهم واجتناب معصيته الجزاء الحسن في الآخرة وذلك بالخلود في نعيم الجنة , فاستقيموا على أمور دينكم , وإذا كنتم لاتستطيعون ذلك في بلادكم فهاجروا منها إلى بلاد تتمكنون فيها من إقامة أمور دينكم فإن أرض الله واسعة , واصبروا على مايصيبكم في سبيل الله من مصائب فإنما يعطَى الصابرون ثوابهم في الآخرة كاملا لايَتصور أحد أن يحصيه من كثرته , وفي هذه الآية حث ظاهر على الصبر على أقدار الله المؤلمة , حيث ترتب عليه هذا الثواب الجزيل , والصبر على كمال العقل لأن عدم الصبر لايرفع المصيبة , فالصابر يظفر بالأجر الكبير , والمتضجر يخسر ذلك الأجر ويبوء بالإثم فتجتمع عليه مصيبتان , مصيبة الدنيا ومصيبة الآخرة .

نظرة الحب 10-28-2010 03:08 PM

تفسير الآية الكريمة( إنما يخشى الله من عباده العلماء )

الشيخ بن باز رحمه الله :

هذا ثناء من الله سبحانه على العلماء وبيان لعظمة منزلتهم ولعظم فضلهم على الناس .

والمراد بذلك العلماء بالله علماء الشريعة علماء القرآن والسنة الذين يخافون الله ويراقبونه هم المرادون هنا يعني الخشية الكاملة إنما يخشى الله يعني الخشية الكاملة خشيتهم أكمل من خشية غيرهم وإلا فكل مؤمن يخشى الله كل مسلم يخشى الله لكنها تتفاوت فليس خشية العلماء المتبصرين علماء الحق علماء الشريعة ليست خشيتهم مثل خشية عامة المسلمين بل هي أكمل وأعظم.

ولهذا يراقبون الله ويعلمون عباد الله ويقفون عند حدود الله وينفذون أوامر الله فأعمالهم تطابق أقوالهم وتطابق علمهم فهم أكمل الناس خشية لله عز وجل وليس معناها أن المؤمن لا يخشى الله لا، مراد الرب جل وعلا حصر الكمال مثل ما قال جل وعلا إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الآية ليس معناها أن الذي لا يوجل قلبه عند ذكر الله أو لا يزداد إيمانه عند ذكر الله ليس بمؤمن لا، بل المراد أن هؤلاء هم المؤمنون الكمل هم المؤمنون الذين لديهم كمال إيمان وقوة إيمان .

وهكذا قوله جل وعلا إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون معناها المؤمنون الكمل الذين كمل إيمانهم وليس معناها أن من لم يجاهد فلا إيمان له بل له إيمان بقدره على حسب حاله وقدرته فالمقصود من ذلك كله بيان الكمال كمال خشية الله وكمال الإيمان وإلا فالمؤمنون جميعا رجالا ونساءا وإلا لم يكونوا علماء عندهم خشية الله وعندهم إيمان عندهم تقوى لكن المجاهدين والذين عندهم علم بالكتاب والسنة أكمل من غيرهم إيمانا وأعظم إيمانا لما حصل في قلوبهم من الخير العظيم والخشية العظيمة التي حملتهم على أن علموا الناس الخير وعملوا به وصدقوا أقوالهم بأعمالهم وحملتهم خشيتهم لله على البدار بالجهاد في سبيله والصبر على تقديم أنفسهم للشهادة لأنهم يعلمون أن هذا طاعة لله ولرسوله.

منقول من موقع الشيخ بن باز رحمه الله ..

نظرة الحب 10-28-2010 03:09 PM

قال الله تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا )) الاحزاب 59 .

][®][^][®][تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله][®][^][®][


يقول تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم تسليما أن يأمر النساء المؤمنات المسلمات - خاصة أزواجه وبناته لشرفهن - بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الإماء والجلباب هو الرداء فوق الخمار قاله ابن مسعود وعبيدة وقتادة والحسن البصري وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وعطاء الخراساني وغير واحد وهو بمنزلة الإزار اليوم قال الجوهري الجلباب الملحفة قالت امرأة من هذيل ترثي قتيلا لها : تمشي النسور إليه وهي لاهية مشي العذارى عليهن الجلابيب قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أمر الله نساء المومنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة وقال محمد بن سيرين سألت عبيدة السلماني عن قول الله عز وجل " يدنين عليهن من جلابيبهن" فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى وقال عكرمة تغطي ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو عبد الله الطبراني فيما كتب إلي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن خيثمة عن صفية بنت شيبة عن أم سلمة قالت لما نزلت هذه الآية " يدنين عليهن من جلابيبهن" خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثنا يونس بن يزيد قال وسألناه يعني الزهري هل على الوليدة خمار متزوجة أو غير متزوجة ؟ قال عليها الخمار إن كانت متزوجة وتنهى عن الجلباب لأنه يكره لهن أن يتشبهن بالحرائر المحصنات .



][®][^][®][تفسير الجلالين][®][^][®][



"يَا أَيّهَا النَّبِيّ قُلْ لِأَزْوَاجِك وَبَنَاتك وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبهنَّ" جَمْع جِلْبَاب وَهِيَ الْمُلَاءَة الَّتِي تَشْتَمِل بِهَا الْمَرْأَة أَيْ يُرْخِينَ بَعْضهَا عَلَى الْوُجُوه إذَا خَرَجْنَ لِحَاجَتِهِنَّ إلَّا عَيْنًا وَاحِدَة "ذَلِكَ أَدْنَى" أَقْرَب إلَى "أَنْ يُعْرَفْنَ" بِأَنَّهُنَّ حَرَائِر "فَلَا يُؤْذَيْنَ" بِالتَّعَرُّضِ لَهُنَّ بِخِلَافِ الْإِمَاء فَلَا يُغَطِّينَ وُجُوههنَّ فَكَانَ الْمُنَافِقُونَ يَتَعَرَّضُونَ لَهُنَّ "وَكَانَ اللَّه غَفُورًا" لِمَا سَلَفَ مِنْهُنَّ مِنْ تَرْك السِّتْر "رَحِيمًا" بِهِنَّ إذْ سَتَرَهُنَّ .



][®][^][®][تفسير القرطبي][®][^][®][ [/align
]


القول في تأويل قوله تعالى : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين , لا يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن , فكشفن شعورهن ووجوههن , ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن , لئلا يعرض لهن فاسق , إذا علم أنهن حرائر بأذى من قول , ثم اختلف أهل التأويل في صفة الإدناء الذي أمرهن الله به , فقال بعضهم : هو أن يغطين وجوههن ورءوسهن , فلا يبدين منهن إلا عينا واحدة . ذكر من قال ذلك : 21861 - حدثني علي , قال : ثنا أبو صالح , قال : ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس , قوله : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب , ويبدين عينا واحدة . 21862 - حدثني يعقوب , قال : ثنا ابن علية , عن ابن عون , عن محمد , عن عبيدة في قوله : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } فلبسها عندنا ابن عون , قال : ولبسها عندنا محمد , قال محمد : ولبسها عندي عبيدة ; قال ابن عون بردائه , فتقنع به , فغطى أنفه وعينه اليسرى , وأخرج عينه اليمنى , وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا من حاجبه أو على الحاجب . 21863 -حدثني يعقوب , قال : ثنا هشيم , قال : أخبرنا هشام , عن ابن سيرين , قال : سألت عبيدة , عن قوله : { قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } قال : فقال بثوبه , فغطى رأسه ووجهه , وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه . وقال آخرون : بل أمرن أن يشددن جلابيبهن على جباههن . ذكر من قال ذلك : 21864 - حدثني محمد بن سعد , قال : ثني أبي , قال : ثني عمي , قال : ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس , قوله : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } .... إلى قوله : { وكان الله غفورا رحيما } قال : كانت الحرة تلبس لباس الأمة , فأمر الله نساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن ; وإدناء الجلباب : أن تقنع وتشد على جبينها. 21865 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , قوله : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين } أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يقنعن على الحواجب { ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين } وقد كانت المملوكة إذا مرت تناولوها بالإيذاء , فنهى الله الحرائر أن يتشبهن بالإماء .


][®][^][®][تفسير القرطبي][®][^][®][


قل لأزواجك وبناتك " قد مضى الكلام في تفصيل أزواجه واحدة واحدة . قال قتادة : مات رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تسع . خمس من قريش : عائشة , وحفصة , وأم حبيبة , وسودة , وأم سلمة . وثلاث من سائر العرب : ميمونة , وزينب بنت جحش , وجويرية . وواحدة من بني هارون : صفية . وأما أولاده فكان للنبي صلى الله عليه وسلم أولاد ذكور وإناث . فالذكور من أولاده : القاسم , أمه خديجة , وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم , وهو أول من مات من أولاده , وعاش سنتين . وقال عروة : ولدت خديجة للنبي صلى الله ليه وسلم القاسم والطاهر وعبد الله والطيب . وقال أبو بكر البرقي : ويقال إن الطاهر هو الطيب وهو عبد الله . وإبراهيم أمه مارية القبطية , ولد في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة , وتوفي ابن ستة عشر شهرا , وقيل ثمانية عشر ; ذكره الدارقطني . ودفن بالبقيع . وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن له مرضعا تتم رضاعه في الجنة ) . وجميع أولاد النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة سوى إبراهيم . وكل أولاده ماتوا في حياته غير فاطمة .

وأما الإناث من أولاده فمنهن : فاطمة الزهراء بنت خديجة , ولدتها وقريش تبني البيت قبل النبوة بخمس سنين , وهي أصغر بناته , وتزوجها علي رضي الله عنهما في السنة الثانية من الهجرة في رمضان , وبنى بها في ذي الحجة . وقيل : تزوجها في رجب , وتوفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بيسير , وهي أول من لحقه من أهل بيته . رضي الله عنها .

ومنهن : زينب - أمها خديجة - تزوجها ابن خالتها أبو العاصي بن الربيع , وكانت أم العاصي هالة بنت خويلد أخت خديجة . واسم أبي العاصي لقيط . وقيل هاشم . وقيل هشيم . وقيل مقسم . وكانت أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم , وتوفيت سنة ثمان من الهجرة , ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبرها .

ومنهن : رقية - أمها خديجة - تزوجها عتبة بن أبي لهب قبل النبوة , فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه : " تبت يدا أبي لهب " [ المسد : 1 ] قال أبو لهب لابنه : رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته ; ففارقها ولم يكن بنى بها . وأسلمت حين أسلمت أمها خديجة , وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وأخواتها حين بايعه النساء , وتزوجها عثمان بن عفان , وكانت نساء قريش يقلن حين تزوجها عثمان : أحسن شخصين رأى إنسان رقية وبعلها عثمان وهاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين , وكانت قد أسقطت من عثمان سقطا , ثم ولدت بعد ذلك عبد الله , وكان عثمان يكنى به في الإسلام , وبلغ ست سنين فنقره ديك في وجهه فمات , ولم تلد له شيئا بعد ذلك . وهاجرت إلى المدينة ومرضت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهز إلى بدر فخلف عثمان عليها , فتوفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر , على رأس سبعة عشر شهرا من الهجرة . وقدم زيد بن حارثة بشيرا من بدر , فدخل المدينة حين سوى التراب على رقية . ولم يشهد دفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومنهن : أم كلثوم - أمها خديجة - تزوجها عتيبة بن أبي لهب - أخو عتبة - قبل النبوة , وأمره أبوه أن يفارقها للسبب المذكور في أمر رقية , ولم يكن دخل بها , فلم تزل بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلمت حين أسلمت أمها , وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أخواتها حين بايعه النساء , وهاجرت إلى المدينة حين هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما توفيت رقية تزوجها عثمان , وبذلك سمي ذا النورين . وتوفيت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة تسع من الهجرة . وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرها , ونزل في حفرتها علي والفضل وأسامة . وذكر الزبير بن بكار أن أكبر ولد النبي صلى الله عليه وسلم : القاسم , ثم زينب , ثم عبد الله , وكان يقال له الطيب والطاهر , وولد بعد النبوة ومات صغيرا ثم أم كلثوم , ثم فاطمة , ثم رقية . فمات القاسم بمكة ثم مات عبد الله .

لما كانت عادة العربيات التبذل , وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء , وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن , وتشعب الفكرة فيهن , أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمرهن بإرخاء الجلابيب عليهن إذا أردن الخروج إلى حوائجهن , وكن يتبرزن في الصحراء قبل أن تتخذ الكنف - فيقع الفرق بينهن وبين الإماء , فتعرف الحرائر بسترهن , فيكف عن معارضتهن من كان عزبا أو شابا . وكانت المرأة من نساء المؤمنين قبل نزول هذه الآية تتبرز للحاجة فيتعرض لها بعض الفجار يظن أنها أمة , فتصيح به فيذهب , فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت الآية بسبب ذلك . قال معناه الحسن وغيره .

الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ

الجلابيب جمع جلباب , وهو ثوب أكبر من الخمار . وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنه الرداء . وقد قيل : إنه القناع . والصحيح أنه الثوب الذي يستر جميع البدن . وفي صحيح مسلم عن أم عطية : قلت : يا رسول الله . إحدانا لا يكون لها جلباب ؟ قال : ( لتلبسها أختها من جلبابها ) .

واختلف الناس في صورة إرخائه ; فقال ابن عباس وعبيدة السلماني : ذلك أن تلويه المرأة حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها . وقال ابن عباس أيضا وقتادة : ذلك أن تلويه فوق الجبين وتشده , ثم تعطفه على الأنف , وإن ظهرت عيناها لكنه يستر الصدر ومعظم الوجه . وقال الحسن : تغطي نصف وجهها

نظرة الحب 10-28-2010 03:10 PM

( يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ( 33 ) إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ( 34 ) )

( يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي ) لا يقضي ولا يغني ( والد عن ولده ولا مولود هو جاز ) مغن ( عن والده شيئا ) قال ابن عباس : كل امرئ يهمه نفسه ، ( إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ) يعني الشيطان . قال سعيد بن جبير : هو أن يعمل المعصية ويتمنى المغفرة . ( إن الله عنده علم الساعة ) الآية نزلت في الوارث بن عمرو بن حارثة ، بن محارب ، ابن حفصة ، من أهل البادية أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن الساعة ووقتها وقال : إن أرضنا أجدبت فمتى [ ص: 295 ] ينزل الغيث ؟ وتركت ، امرأتي حبلى ، فمتى تلد ؟ وقد علمت أين ولدت فبأي أرض أموت ؟ فأنزل الله هذه الآية ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ) وقرأ أبي بن كعب : " بأية أرض " ، والمشهور : " بأي أرض " لأن الأرض ليس فيها من علامات التأنيث شيء .

وقيل : أراد بالأرض المكان : أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله ، أخبرنا إبراهيم بن ساعدة عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " مفاتيح الغيب خمس : إن الله عنده علم الساعة ، وينزل الغيث ، ويعلم ما في الأرحام ، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ، وما تدري نفس بأي أرض تموت " . ( إن الله عليم خبير )

نظرة الحب 10-28-2010 03:11 PM

يقول الله تعالى في محكم تنزيله من سورة النمل :
{امن جعل الارض قرارا و جعل خلالها انهارا و جعل لها رواسي و جعل بين البحرين حاجزا ا إله مع الله بل اكثرهم لا يعلمون }
يقول : { امن جعل الارض قرارا } اي قارة ساكنة ثابتة لا تميد و لا تتحرك لاهلها و لا ترجف بهم فانها لو كانت كذلك لما طاب عليها العيش و الحياة بل جعلها من فضله و رحمته مهادا بساطا ثلبتة لا تتزلزل و لا تتحرك كما قال في الآية الاخرى : {الله الذي جعل لكم الارض قرارا و السماء بناء }
{وجعل خلالها انهارا } اي جعل فيها الانهار العذبة الطيبة تشقها في خلالها و صرفها فيها ما بين انهار كبار و صغار و بين ذلك و سيرها شرقا و غربا و جنوبا و شمالا بحسب مصالح عباده في اقاليمهم و اقطارهم حيث ذراهم في ارجاء الارض سير لهم ارزاقهم بحسب ما يحتاجون اليه .
{وجعل بين البحرين حاجزا }
اي جعل بين المياه العذبة و المالحة حاجزا اي مانعا يمنعها من الاختلاط لئلا يفسد هذا بهذا و هذا بهذا فان الحكمة الالهية تقتضي بقاء كل منهما على صفته المقصودة منه فان البحر الحلو هو هذه الانهار السارحة الجارية بين الناس . و المقصود منها ان تكون عذبة زلالا تسقي الحيوان و النبات و الثمار منها . و البحار المالحة هي المحيطة بالارجاء و الاقطار من كل جانب و المقصود منها ان يكون ماؤها ملحا اجاحا لئلا يفسد الهواء بريحها كما قال تعالى: {و هو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات و هذا ملح اجاج و جعل بينهما برزخا و حجرا محجورا } و لهذا قال : { اإله مع الله } اي فعل هذا ؟ او يعبد ؟
{بل اكثرهم لا يعلمون } اي في عبادتهم غيره.
{امن يجيب المظطر اذا دعاه و يكشف السوء و يجعلكم خلفاء الارض اإله مع الله قليلا ما تذكرون }
ينبه تعالى انه هو المدعو عند الشدائد المرجو عند النوازل كما قال تعالى : {واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعوه الا اياه} و قال تعالى : { ثم اذا مسكم الضر فاليه تجارون } و هكذا قال ههنا : { امن يجيب المضطر اذا دعاه } اي من هو الذي لا يلجا المضطر الا اليه و الذي يكشف ضر المضرورين سواه.
قال الامام احمد : حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا خالد الحذاء عن ابي تميمة الهجيمي عن رجل من بلهجيم قال : قلت : يا رسول الله الام تدعوا ؟ قال : " ادعوا الى الله وحده الذي ان مسك الضر فدعوته كشف عنك و الذي ان اضللت بارض قفر فدعوته رد عليك و الذي ان اصابتك سنة فدعوته انبت لك " . قال : قلت : اوصني . قال : " لا تسبن احدا و لا تزهدن في المعروف و لو ان تلقى اخاك و انت منبسط اليه وجهك و لو ان تفرغ من دلوك في اناء المستقي و اتزر الى نصف الساق فان ابيت فالى الكعبين و اياك و اسبال الازار فان اسبال الازار من المخيلة و ان الله _تبارك و تعالى_ لا يحب المخيلة ".
و قال ابن ابي حاتم : حدثنا ابي حدثنا علي بن هاشم حدثنا عبدة بن نوح عن عمر بن الحجاج عن عبيد الله بن ابي صالح قال : دخل علي طاوس يعودني فقلت له : ادع الله لي يا ابا عبد الرحمن فقال : ادع لنفسك فانه يجيب المضطر اذا دعاه .
و قوله تعالى : {ويجعلكم خلفاء الارض} اي يخلف قرنا لقرن قبلهم و خلفا لسبف كما قال تعالى : {ان يشا يذهبكم و يستخلف من بعدكم ما يشاء كما انشاكم من ذرية قوم آخرين} و قال تعالى : { وهو الذي جعلكم خلائف الارض و رفع بعضكم فوق بعض درجات} {و يجعلكم خلفاء الارض} اي امة بعد امة و جيلا بعد جيل قوما بعد قوم و لو شاء لاوجدهم كلهم في وقت واحد و لم يجعل بعضهم من ذرية بعض بل لو شاء لخلقهم كلهم اجمعين كما خلق آدم من تراب و لو شاء ان يجعلهم بعضهم من ذرية بعض و لكن لا يميت احدا حتى تكون وفاة الجميع في وقت واحد فكانت تضيق عليهم الارض و تضيق عليهم معيشتهم و اكسابهم و يتضرر بعضهم ببعض و لكن اقتضت حكمته و قدرته ان يخلقهم من نفس واحدة ثم يكثرهم غاية الكثرة و يذراهم في الارض و يجعلهم قرونا بعد قرون و امما بعد امم حتى ينقضي الاجل و تفرغ البرية كما قدر ذلك تبارك و تعالى و كما احصاهم و عدهم عدا ثم يقيم القيامة و يوفى كل عامل عمله اذا بلغ اجله و لهذا قال تعالى : {امن يجيب المضطر اذا دعاه و يكشف السوء و يجعلكم خلفاء الارض ا إله مع الله } اي يقدر على ذلك او اله مع الله يعبد و قد علم ان الله هو المتفرد بفعل ذلك { قليلا ما تذكرون} اي ما اقل تذكرهم فيما يرشدهم الى الحق و يهديهم الى الصراط المستقيم.
{امن يهديكم في ظلمات البر و البحر و من يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته اإله مع الله تعالى الله عما يشركون}
يقول : {امن يهديكم في ظلمات البر و البحر} اي بما خلق من الدلائل السماوية و الارضية كما قال :{وعلامات و بالنجم هم يهتدون} و قال تعالى : {و هو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر و البحر...} الاية.{و من يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته} اي بين يدي السحاب الذي فيه مطر يغيث الله به عباده المجدبين الازلين القانطين.
{امن يبدؤ الخلق ثم يعيده و من يرزقكم من السماء و الارض اإله مع الله قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين}
اي هو الذي بقدرته و سلطانه يبدا الخلق ثم يعيده كما قال تعالى في الاية الاخرى : {ان بطش ربك لشديد انه هو يبدئ و يعيد} و قال : {وهو الذي يبدا الخلق ثم يعيده و هو اهون عليه}{ومن يرزقكم من السماء و الارض} اي بما ينزل من مطر السماء و ينبت من بركات الارض كما قال تعالى : {و السماء ذات الرجع و الارض ذات الصدع} و قال : {يعلم ما يلج في الارض و ما يخرج منها و ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها} فهو تبارك و تعالى ينزل من السماء مباركا فيسكنه في الارض ثم يخرج به منها انواع الزروع و الثمار و الازاهير و غير ذلك من الوان شتى {كلوا و ارعوا انعامكم ان في ذلك لآيات لاولي النهى}و لهذا قال : {اإله مع الله} اي فعل هذا و علىقول الاخر يعبد ؟ {قل هاتوا برهانكم} على صحة ما تدعونه من عبادة آلهة اخرى {ان كنتم صادقين} في ذلك و قد علم انه لا حجة لهم و لا برهان كما قال تعالى : {ومن يدع مع الله الها آخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون}.{قل لا يعلم من في السماوات و الارض الغيب الا الله و ما يشعرون ايان يبعثون بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها يعمهون}
يقول تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه و سلم ان يقول معلما لجميع الخلق انه لا يعلم احد من اهل السموات و الارض الغيب الا الله. و قوله : {الا الله} استثناء منقطع اي لا يعلم احد ذلك الا الله عز و جل فانه المنفرد بذلك وحده لا شريك له كما قال تعالى : {وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو...} الاية و قال : {ان الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الارحام و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و ما تدري نفس باي ارض تموت ان الله عليم خبير} و الآيات في هذا كثيرة. و قوله : {و ما يشعرون ايان يبعثون} اي و ما يشعر الخلائق الساكنون في السموات و الارض بوقت الساعة كما قال : {ثقلت في السموات و الارض لا تاتيكم الا بغتة} اي ثقل علمها على اهل السموات و الارض . و قال ابن ابي حاتم : حدثنا ابي حدثنا علي بن الجعد حدثنا ابو جعفر الرازي عن داود بن ابي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت : من زعم انه يعلم _ يعني النبي صلى الله عليه و سلم _ ما يكون غد فقد اعظم على الله الفرية , لان الله تعالى يقول : {لا يعلم من في السموات و الارض الغيب الا الله}.
و قوله : {بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها } اي انتهى علمهم و عجزهم عن معرفة وقتها و قرا آخرون : " بل ادرك علمهم" اي تساوى علمهم في ذلك كما في الصحيح لمسلم : ان رسول الله عليه و سلم قال لجبريل و قد ساله عن وقت الساعة : " ما المسؤول عنها باعلم من السائل " اي تساوى في العجز عن درك ذلك علم المسؤول و السائل .
{بل هم منها عمون} اي في عماية و جهل كبير في امرها و شانها .
من تفسير ابن كثير
اسال الله تعالى ان يوفق الجميع لما يحبه و يرضاه

البرق النجدي 10-29-2010 10:23 PM

تفسير سورة الإخلاص
للشيخ عبد العزيز بن محمد السعيد

http://www.alamalnet.com/vb/images/s.../star16aj5.gif

http://i388.photobucket.com/albums/o..._al2ekhlas.jpg

أنقر هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي


http://www.alamalnet.com/vb/images/s.../star16aj5.gif

هذه السورة يسميها بعض العلماء: نسبَ الله -جل وعلا-، وقد جاء في حديث، حسنه بعض العلماء بمجموع طرقه، أن المشركين قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: انسب لنا ربك وفي رواية: صف لنا ربك فأنزل الله -جل وعلا- هذه السورة.

وهذه السورة تشتمل على توحيد الله -جل وعلا- في أسمائه وصفاته، ولهذا كان بعض العلماء يشرح قول النبي -صلى الله عليه وسلم- عن هذه السورة بأنها تعدل ثلث القرآن، يقول: إن القرآن أحكام، ووعد ووعيد، وتوحيد في الأسماء والصفات، وهذه السورة توحيد في الأسماء والصفات، إذن فهي ثلث القرآن.

فأمر الله -جل وعلا- نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يقول لهم: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يعني:أن الله -جل وعلا- أحد، لا يشاركه شيء من خلقه لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا في أسمائه، ولا في أحكامه وتدبيره.

فهو -جل وعلا- واحد لا مثيل له ولا نظير له -جل وعلا- فهو المتفرد بالألوهية فلا يستحق العبادة سواه، وهو المتفرد بالربوبية فلا يخلق ولا يبدل إلا هو -جل وعلا-، وهو -جل وعلا- الواحد في أسمائه وصفاته فلا أحد من خلقه يُشبهه.

كما أنه -جل وعلا- لا يُشبه أحدا من خلقه، بل هو -جل وعلا- المتفرد بصفات الكمال، ونعوت الجلال والأسماء البالغة غاية الحسن والجمال.

ثم قال -جل وعلا-: اللَّهُ الصَّمَدُ يعني: أنه -جل وعلا- السيد الذي قد كمُل سؤدده، وأنه الصمد الذي تصمد إليه الخلائق في حاجاتهم؛ لأن شريف القوم وسيدهم يلجأ إليه أهل قبيلته وأهل عشيرته في حوائجهم، والله -جل وعلا- هو الذي له السؤدد الكامل على خلقه.

فلذلك الخلق أجمعون يصمدون إليه -جل وعلا- لحوائجهم، وكذلك -جل وعلا- لما كان الخلق يصمدون إليه ويلجئون إليه، وهو المتفرد بكمال السؤدد، كان -جل وعلا- هو الباقي؛ فخلقه يهلكون، وهو -جل وعلا- يبقى.

وهذا ما يدور عليه معنى الصمد في تفاسير العلماء، وكلها حق، ثابتة لله -جل وعلا-، ويزيد بعضهم بأن الصمد هو الذي لا جوف له، بمعنى أنه لا يحتاج إلى طعام ولا إلى شراب، وهذا -أيضا- حق؛ كما قال الله -جل وعلا-: مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ .

فالله -جل وعلا- لكونه متفردا بصفات الكمال كان له السؤدد المطلق، وكانت الخلائق تلجأ إليه، وكان -جل وعلا- لا يحتاج إلى خلقه، بل الخلق هم المحتاجون إليه، والطعام والشراب من خلق الله، فلذلك لا يحتاج ربنا -جل وعلا- إلى طعام ولا إلى شراب.

ثم قال -جل وعلا-: لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ أي: أن الله -جل وعلا- لم يلد أحدا؛ لأنه -جل وعلا- ليست له صاحبة، كما قال -جل وعلا-: بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .

وفي هذه الآية رد على المشركين، وعلى اليهود والنصارى الذين زعموا أن لله ولدا؛ كما قال الله -جل وعلا- إخبارا عن اليهود والنصارى: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ" "

وقال -جل وعلا- في شأن المشركين: "فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ فهذه الآية رد عليهم؛ لأن الولد يخرج من شيئين متماثلين أو متقاربين، والله -جل وعلا- لا يماثله شيء، ولا يقاربه شيء، فلهذا لم تكن له صاحبة ولم يكن له ولد"

ثم أخبر -جل وعلا- أنه: وَلَمْ يُولَدْ بل هو -جل وعلا- الخالق للخلائق، والمولود مخلوق، والله -جل وعلا- هو الخالق فلهذا لم يولد -جل وعلا-.

وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أي: أن الله -جل وعلا- ليس له نظير، ولا مماثل، ولا شبيه لا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا في خلقه، ولا في تدبيره، ولا في حكمته، ولا في مشيئته، ولا في علمه، ولا في ألوهيته ولا ربوبيته، ولا في أي شيء من صفاته وأسمائه، بل له -جل وعلا- الكمال المطلق كما قال الله -جل وعلا-: "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "

وقال -جل وعلا-: "هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" وهذه السورة تضمنت إثبات الكمال لله -جل وعلا- ونفي النقائص عنه -جل وعلا-.

وهذا هو مدار توحيد الأسماء والصفات؛ فتوحيد الأسماء والصفات أن يُثبت العبد الكمال لله، وأن ينفي النقص عن الله -جل وعلا-، فقوله -جل وعلا-: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ هذا فيه إثبات الكمال لله.

وقوله -جل وعلا-: لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ هذا فيه نفي النقائص والعيوب عن الله -جل وعلا-.

ولهذا أهل السنة مستمسكون بهذه السورة في باب توحيد الأسماء والصفات، فيثبتون لله -جل وعلا- ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسوله -صلى الله عليه وسلم- إثباتا يليق بجلاله، وينفون عن الله ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله -صلى الله عليه وسلم- على حد هذه السورة وما يماثلها من الآيات.

http://www.alamalnet.com/vb/images/s.../star16aj5.gif

البرق النجدي 10-30-2010 04:54 PM

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }


{183-184-185} سورة البقرة


التفســـــير:

يخبر تعالى بما منَّ به على عباده, بأنه فرض عليهم الصيام, كما فرضه على الأمم السابقة, لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان.

وفيه تنشيط لهذه الأمة, بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال, والمسارعة إلى صالح الخصال, وأنه ليس من الأمور الثقيلة, التي اختصيتم بها.

ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى, لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه.

فمما اشتمل عليه من التقوى: أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها, التي تميل إليها نفسه, متقربا بذلك إلى الله, راجيا بتركها, ثوابه، فهذا من التقوى.

ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى, فيترك ما تهوى نفسه, مع قدرته عليه, لعلمه باطلاع الله عليه، ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان, فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم, فبالصيام, يضعف نفوذه, وتقل منه المعاصي، ومنها: أن الصائم في الغالب, تكثر طاعته, والطاعات من خصال التقوى، ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع, أوجب له ذلك, مواساة الفقراء المعدمين, وهذا من خصال التقوى.

ولما ذكر أنه فرض عليهم الصيام, أخبر أنه أيام معدودات, أي: قليلة في غاية السهولة.

ثم سهل تسهيلا آخر. فقال: { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } وذلك للمشقة, في الغالب, رخص الله لهما, في الفطر.

ولما كان لا بد من حصول مصلحة الصيام لكل مؤمن, أمرهما أن يقضياه في أيام أخر إذا زال المرض, وانقضى السفر, وحصلت الراحة.

وفي قوله: { فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ } فيه دليل على أنه يقضي عدد أيام رمضان, كاملا كان, أو ناقصا, وعلى أنه يجوز أن يقضي أياما قصيرة باردة, عن أيام طويلة حارة كالعكس.

وقوله: { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ } أي: يطيقون الصيام { فِدْيَةٌ } عن كل يوم يفطرونه { طَعَامُ مِسْكِينٍ } وهذا في ابتداء فرض الصيام, لما كانوا غير معتادين للصيام, وكان فرضه حتما, فيه مشقة عليهم, درجهم الرب الحكيم, بأسهل طريق، وخيَّر المطيق للصوم بين أن يصوم, وهو أفضل, أو يطعم، ولهذا قال: { وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ }

ثم بعد ذلك, جعل الصيام حتما على المطيق وغير المطيق, يفطر ويقضيه في أيام أخر [وقيل: { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ } أي: يتكلفونه، ويشق عليهم مشقة غير محتملة, كالشيخ الكبير, فدية عن كل يوم مسكين وهذا هو الصحيح]

{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } أي: الصوم المفروض عليكم, هو شهر رمضان, الشهر العظيم, الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم، وهو القرآن الكريم, المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية, وتبيين الحق بأوضح بيان, والفرقان بين الحق والباطل, والهدى والضلال, وأهل السعادة وأهل الشقاوة.

فحقيق بشهر, هذا فضله, وهذا إحسان الله عليكم فيه, أن يكون موسما للعباد مفروضا فيه الصيام.

فلما قرره, وبين فضيلته, وحكمة الله تعالى في تخصيصه قال: { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } هذا فيه تعيين الصيام على القادر الصحيح الحاضر.

ولما كان النسخ للتخيير, بين الصيام والفداء خاصة, أعاد الرخصة للمريض والمسافر, لئلا يتوهم أن الرخصة أيضا منسوخة [فقال] { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } أي: يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة إلى رضوانه أعظم تيسير, ويسهلها أشد تسهيل، ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده في غاية السهولة في أصله.

وإذا حصلت بعض العوارض الموجبة لثقله, سهَّله تسهيلا آخر, إما بإسقاطه, أو تخفيفه بأنواع التخفيفات.

وهذه جملة لا يمكن تفصيلها, لأن تفاصيلها, جميع الشرعيات, ويدخل فيها جميع الرخص والتخفيفات.

{ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ } وهذا - والله أعلم - لئلا يتوهم متوهم, أن صيام رمضان, يحصل المقصود منه ببعضه, دفع هذا الوهم بالأمر بتكميل عدته، ويشكر الله [تعالى] عند إتمامه على توفيقه وتسهيله وتبيينه لعباده, وبالتكبير عند انقضائه, ويدخل في ذلك التكبير عند رؤية هلال شوال إلى فراغ خطبة العيد.


الساعة الآن 08:06 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية