قال جرير عندما مات الفرزدق -وقد كان ما كان من الهجاء بينهما-:
أطفأ موتُ الفرزدق جمرتي، وأسالَ عبرتي، وقرَّب منيّتي، ثمّ رثاهُ بمطوّلةٍ جاءَ فيها:
لعَمْري لقد أشجى تميمًا وهدّها
على نكَباتِ الدهرِ موتُ الفرزدقِ.

وعاش بعده 40 يومًا (وفي رواية ثمانين)، ومات رحمهما الله.

سَيبعدُ اللّٰهُ همًّا كَان يُشقينا
‏ويملأُ القَلب أفراحًا ويُرضِينا
‏فكُلَّما اشتدَّ هـٰذا اللَّيل مِن ألَمٍ
‏أتاهُ فَجرٌ جديدٌ مِن أمَانِينا

ابحرت بأحلامي وراحت بي بعيد
لاطلت شيء ولارجعت لمكاني

ليت الزمن يرجع ولوكسر القيد
الله لو ترجع ورا يازماني

وتعيد لحظات الصبا والاناشيد
اطفال امال وطموح واماني

إذا ضاقتْ بِكَ الأبوابُ أرْضَاً
فَبَابُ اللهِ دَوْماً لا يَضيـقُ
فَقُمْ للبابِ وابْتَهلِ اضطراراً
بإخلاصٍ كَما يدعو الغَريقُ
وأبْشِرْ سَوفَ تَنْهَمِرُ العطايا
فَمَنْ تدعوهُ مَنَّانٌ رَفِيـقُ !

‏.

‏حتى وإن بَدَت السماءُ بعيدةً
‏إنّ الذي فوقَ السماءِ قريبُ

‏فارفع يديكَ إلى الإلهِ مُناجيًا
‏إنّ الجروح مع الدعاءِ تطيبُ
‏.

‏"ورُبّ تنهيدةٍ من وجدِ صاحبها
‏تكادُ من هولها الأضلاع تنكسرُ"

ابحرت بأحلامي وراحت بي بعيد
لاطلت شيء ولارجعت لمكاني

ليت الزمن يرجع ولوكسر القيد
الله لو ترجع ورا يازماني

وتعيد لحظات الصبا والاناشيد
اطفال امال وطموح واماني

يا واسعَ اللطفِ إن الحالَ تعلمهُ
ربّي لكَ الحمدُ في صفوٍ وفي كدَرٍ.


قبس..

‏" كلُّ الأماني على الرزّاق هينةٌ
‏ فارفع يديكَ فإن الواهبَ اللهُ " .