عسى غرّ السحايب يوم تقبل بالحيا والخير
‏ما تقفي لين تروي دارهم و تربّع فياضه .

واسيرُ وحدي والحياةُ كأنها
‏نغماتُ حزنٍ صامتٍ بفؤاديَ
‏طال الطريقُ وبالطريقِ حكايةً
‏بدأت بفرحي وانتهت بسُهادي.

ابن خفاجة
وَعَشِيِّ أُنسٍ أَضجَعَتني نَشوَةٌ

فيهِ تُمَهِّدُ مَضجَعي وَتُدَمِّثُ

خَلَعَت عَلَيَّ بِهِ الأَراكَةُ ظِلَّها

وَالغُصنُ يُصغي وَالحَمامُ يُحَدِّثُ

وَالشَمسُ تَجنَحُ لِلغُروبِ مَريضَةً

وَالرَعدُ يَرقي وَالغَمامَةُ تَنفُثُ

سيأتيك الذي ترجوهُ يوماً
‏فلا تعجَل عليهِ وإن تأخّرْ
‏وإن كبُرَت همومكَ لا تُبالِ
‏ فلُطفُ الله في الآفاقِ أكبر��

وَما مِن شِدَّةٍ إِلّا سَيَأتي لَها
مِن بَعدِ شِدَّتِها رَخاءُ لَقَد
جَرَّبتُ هذا الدهر حتى
أفادتني التَجارِبُ وَالعَناءُ
— أبو تمام

قدْ تَسهرُون وقدْ تُبْلون بالأرقِ
‏ولا تَنامُون من همٍّ ومنْ قلقِ
‏وقدْ تَبِيتُونَ والأشواقُ لاهبةٌ
‏والروحُ متعبةٌ بالنزفِ والحُرَقِ
‏إنّ الهُمومَ التي آذَتك شِدّتُها
‏يُزِيلُها عنكَ ربُّ الناسِ والفلقِ.

‏وغداً سيجري دمع عينك فرحةً
‏وترى السحائب بالأماني أمطرت
‏وترى ظروف الأمس صارت بلسماً
‏وهي التي أعيتك حين تعسّرت
‏وتقولُ سبحان الذي رفع البلا
‏مِن بعد أن فُقد الرجاء تيسرت