"فَاعلَم أنَّ اللهَ تعالَى مُطّلعٌ علَى ضميرِك، ومُشرفٌ على ظاهرِك وباطنِك، ومحيطٌ بجميعِ لحظاتِك، وخطراتُك، وخطواتُك، وسائرِ سكناتِك وحركاتِك؛ وأنّك في مُخالطتِك وخلواتِك مُتردّدٌ بينَ يديْه، فلَا يسكنُ في المُلكِ والملكوتِ ساكنٌ، ولا يَتحرّكُ متحرّكٌ، إلّا وجبّارُ السّماواتِ والأرضِ مُطّلعٌ عليهِ، يعلمُ خائنةَ الأعينِ ومَا تُخفِي الصّدورُ، ويعلمُ السّرَّ وأخفَى، فتأدَّب أيّها المسكينُ ظاهرًا وباطنًا بينَ يدي اللهِ تعالَى تأدُّبَ العبدِ الذّليلِ المُذنبِ في حضرةِ الملكِ الجبّارِ القهّارِ، واجتهِد ألّا يراكَ مولاكَ حيثُ نهاكَ، ولا يَفقدكَ حيثُ أمركَ."

بداية الهداية || للغزاليّ

"‏لكُلّ إنسان في هذه الحياة وجهته، ولكُلّ حياة مُعطياتها وتفاصيلها واختلافها، فلا حياة تشبه تمامًا حياة أخرى، كما أن لا إنسان يُطابِق بدقّة إنسان آخر، و"كُلٌ مُيَسَّر لما خُلِقَ له" ؛ عندما ندركُ ذلك جيّدًا ستتغيّر أحكامنا وتعاملنا مع الكثير من الأمور من حولنا"


قبس..

‏الصديقُ من ماشى أخاه على عرَجه، إن رأى سَيِّئَة وَطِئَها بالقدم، وإن رأى حَسَنَة رفعها على عَلَم.
— ابن الأثير الشيباني

‏«أرِح قلبك بالتقبل، وأرخِ يديك بالإفلات، ودعْ كل ما حولك يأخذ مجراه المقدر له، فأحيانًا لا طاقة لك إلا بالتسليم، ولا علم لك سوى إدراك أن لكل شيء حكمة»


قبس..

سبحان الله وبحمده.

ثمّة سكينة تتخلل دهاليز خوفك حينما تضع يدك اليمنى على اليسرى وتذهب في ملكوت الله لا بخيالك إنما بقلبك وتقرأ: الحمد لله رب العالمين!
ثمة طمأنينة تزور قلبك ويطول مكثها حينما تهوى ساجدا فتسّاقط معك الهموم والأوجاع!

إنّنا يا هذا لا نقوى على مواجهة الليل الطويل ظلامه الكثير شجنه وحدنا، ولا نحسن ملاقاة ما في النهار وحدنا، ولا نستطيع التحدي دون قوة تدعمنا وتشد بأزر قلوبنا..

قد طال غيابك، وطال معه ألمك وثقل الحمل على كتفيك..
ذاك الطريق، فهلُمّ!


قبس..

‏«قيل لأعرابي من العذريّين: ما بال قلوبكم كأنَّها قلوب طير تنمَاث-أي تذوب- كما ينمَاث الملح في الماء؟ أما تتَجَلَّدون؟! قال: إنّا لننظر إلى مَحَاجر أعْيُنٍ لا تنظرون إليها.»


قبس..

"يؤجرُ المَرء رغْمَ أنفه!
وَلَا تَأْتِي كُلّ الأُجُور بِمتعَةِ الطَّاعَات، بَل كَثِيرًا مِنهَا يَأْتِي مِن قَهر الضيم، وَمَشَقّة السَّير، وَسَهر الهَم، وَمرَارَة الغُرْبَة، وحُزْن الفَقْد، وحُسْن التّسْلِيم والاحْتِسَاب، وَتَعَب المُجَاهَدة، وَمُغَالبة الهَوَىظ°؛ فَاصْبِر وَصَابِر وَاصْطَبِر.


قبس..