![]() |
../ أول شيء أقري الكرت ؟ نظَرت إلى الكرت الوردي المربوط أعلى عُقدة الهدية " مبرووووك يا أجمل و أحلى وأخف و أنحف و .... عروسة بالدنيا .. إلي يحبونك ريم و ..... خدووووووووووووووووووووووج " همست لها ريم بإستياء ../ أدري الكرت خاايس سلامتك .. بس هاذي خديجة وذوقها في الكلام .. رفعت خديجة حاجبيها بقهر وهي تقول ../ أحمدي ربك خرجت معاااكِ لـسوووق .. قلت بإهتمام ../ خدوج .. عييب .. هاذي عمّتك وضَعت ريم يدها على خصرها وهي تقول بسخرية ../ ذي تعرف عمّتك ولا جدّتك .. ما تحشم أحد فتحت خديجة عينيها على آخرها .. /أنااااااااااا كذااااا .. طيب طيب .. إلي يشترك معاك بشغلة مرة ثانية قّلبت شفتيها بلامُبالاة ../ أحسسسسن .. هديل وش رايك بذوقي قفزت خديجة أمامها ../ لاآآآآآآآآآآآآ .. تكذب ترا الهدية من ذوقييي .. أنا حتى هي من قوة ما عجبها .. أشترت اللون الثاني من وراي نظَرت إليها " ريم " بصدمة : ../ وششششششش عرفففففففففك .. يالداهية لكزتها هديل وهي تبتسم لهم ../ بسم الله عليها .. وبعدين معكم .. يعني وشلون أفتحها ولا ..؟ خديجة بمرح .../ إيه إيه .. يالله .. أفتحيها حّركت هديل يدها لتفتح العقدة الجميلة المثبتة بإحكام ثم أمسكت بها " خديجة " وهي تقول بسرعة ../ أساااعدك أحسسسسسن .. ضَربت ريم يدها ../ أبعدي يدّك .. خليها هي تفتحها نجحت في إزالتها وهي تفتح الغلاف فتحت الصندوق الصغير لتفاجئ بكيس أسود رفعته أمامها وفتحت " السحاب " الطويل وذهلت .. مما رأت .. فستان عودي نااااعم للغايــة لم تتأمله طويلاً لأن جسد خديجة حجب عنها الرؤيا وهي تحمله أمامها وتلقيه على السرير ../ شوفيه زيــــن .. تأملته وشيء ما يغشّي عينيها .. ../ كلفّتوا على أنفسكم .. شُكراً ضربت بيدها على ذراعها .. ../ يا حليلك .. عمتوو شفتي وجهها يوم شافته .. يوه وش فيييييييك ؟ أحتضَنتها ريم بقّوة وهي تهمس في أذنها بصدق ../ " الله يوفـــقك .." " ذكرى حمراء قانية كلون الفستان .. جميــل للغاية .. لكَن قلبها البارد .. قتل كُل شعور قد تشعر به حينها .. لم تكِل من النظَر إليه .. و هي سعيدة بذلك هو جميل ويستحق أن ترتديه أمرأة أكثر سعادة منها وضَعت رأسها على ركبتيها وهي تحيطها بيديها لم تَنم طيلة الساعات الماضيّة .. ترجو القليل منه فقط لكَن لا شيء منه قد ألتهم عينيها .. يأست من النوم فنهضَت لمحرابها .. فالجميع مشغولون بسعادتهم القصير ة وهي مشغولة بتعاسة لا تنقضَي فليس لها سوى الصلاة .. تؤنسها في وحشَة الأسوداد البرتقالي .. من حولها صَلت مقاميـن او أكثر ربما .. حين شعرت وهي على نهاية صلاتها بأحدهم يدلف الغرفة بقوة .. أنتهت من صلاتها ثم ألتفتت مُباشرة الذي أشعل الإضاءة .../ يووووووووووووو .. وش ذا .. ما سويتي بنفسك شيء ؟ تؤلمها جُمل خديجة دائماً .. لكَنها تجعلها تَشعر أنها أكثر فقراً منها مُذنبة قالت بسرعة ../ طيب جهّزي نفسك .. بتنزل لك الكوفيرا اللحين حّركت رأسها ببطء .. وهي تخلع جلالها بدون أن تجيب ثم سألتها ../ ليش ما لبستي ؟ ابتسمت لها وهي تجلس إلي جوارها ../ مخليته مُفاجأة .. دقائق طرقت بعدها دلفت بعدها الخادمة تتبعها إمراءة بدينة .. علمت أنها " المُزينة " بدأت تعمَل في وجهها .. وقلبها يطرق بقوة في إذنيها فساعة الصفر قد أقتربت كثيراً أستأذنتهم خديجة و خرجت لتكمَل زينتها و ترجع بينما بقيت هي .. تنتقل عبثاً بين يدي تلك المزينة مّرت ساعة و أخرى و قد أنتهت من تصفيف شعرها تظُنها قد سألتها كثيراً .. و تظَن أنها أكتفت بهّز رأسها في أغلب الأمر لتهرب من عناء لفظ الإجابة انتهت الأولى منها وهي تزفّها أمامها نحو فُستانها بعبارات إطراء لم تسمعها كُلها .. وقلبها يخفق فهل هي جميلة حقاً .. لتكون كما تقول كانت في شغف لتأمل شكلها في المراءة لكَنها منعتها وهي تقول ../ لاآآآآ .. شوفي نفسك بالفستان مرة وحدة أنصاعت لأوامرها .. و أرتدته لكَن ملمسه هذه الليلة كان مختلفاً عن أول مرة .. أكثر برودة ونعومَة خرجت لها وهي تجر ذيله الطويل من خلفها حتى وصَلت إليها وهي تقف على مقربة من المرايا نظَرت إلى شكلها ذهول اعتراها وهي تشعر بتلك القشعريرة الباردة تسري من أول عنقها حتى أخمص قدميها وببلاهَة محضَة نطقت ../ هاذي أنـآ .. أحياناً .. نرتدي أقنعَة .. لنكذب بها أمام الأخرين فنصدق نَحن تلك الكذبَة .. جلست على السرير القابع أمام مراءه لتتأمل نفسها وحسب .. بدت كسيدَة أسطوريّة من العصور الوسطى .. بتسريحة شعرها التي رفعَت أغلبه فتوسط رأسها لا أعلاه .. قصّرت كثيراً من غّرتها لتغطّي جبينها فحَسب .. بينما بدآ مكياجها غاية في الجمال .. لكنها لا ترى كُل تلك التفاصيل دخَلت عليها .. " خديجة " التي كان ترتدي فُستان عودي أيضاً .. لكَنه بدا لها قصيراً و عاري للغاية والتي أطلقت صفيراً .. مرتفعا عندما رأتها ../ وآآآآآآآآآآآآآآآآآآو .. هديل تجننين .. قرصتها وهي تقول ../ أرخي صوووتك .. وضَعت يدها على فمها وهي تقول .../ وي .. نسيييت .. البيت ملياااان ناس .. و أبيك تطلعين فوق .. ../ ليييش ؟ ../ لأن الزفة من فوق .. فركت جبينها بأناملها وهي تقول ../ وش بنسوي ؟ أجابتها ../ بنطلع من باب الحديقة من ورا .. بس ياليتك مالبستي الفستان .. همست ../ بس مشوار من الدرج إلي ورا .. إلين غرفة عمتي حّركت رأسها بالنفي ../ لاآآ .. بندخل غرفة أبلة أسيل .. تجاهلت ذلك اللقب .. وهي تنهَض لتتبعها هل ستدخُل حجرتها حقاً ..؟ هل سترى صومعة توأمها مجدداً .. تفتقدها بشَدة .. و هي على يقين بتهربها أوصَدت على عقلها وقلبها وهي تشَد من قبضَتها التي تمسح كومة من الفستان لترفعه عن الأرض و سريعاً.. كانتا في الأعلى لم تكُن في الحجرة أبداً ليس سوى ريم التي بدت كأميرة في لباسها .. ابتسمت وهي تتأمل فستانها الفيروزي لتقول خديجة بإستهزاء ../ شوووفوا التقليد يا نااااااس .. حّركت ريم يدها امامها وهي تصرخ لها بغضب ../ أسكتي لا أكفّخك .. أخلاقي واصلة للسطح .. ثم التفتت لـهديل التي جلست إلي جوارها ../ ها هديل .. كيف النفسّية ؟؟؟ أمالت شفتيها بلامُبالاة باردة عكَس ما يخفيه جوفها ../ عااادي .. وإنتي ؟ اتسعت عينا ريم بدهشة لثواني , بعدها أدركت معنى شعور الأخرى لتخفض بصرها أمامها وهي تقول بخوف .../ خااااايفة حيييييل .. وقلبي يضرب فإذني ابتسمت لها هديل دون أن تجيب هل لها الحق أن تشعر بذات الشعور .. حتى حُمرت الخجل التي تعتلي وجنتّي الريم لا تنعكس سوى أصفرار ما في وجهها هي ليست عروس تُزف لخدرها أول مرة ..... وهكذا أقنعت نفسها تماماً نقرات عدّة على الباب.. بعدها دلفت " فاتن " إبنة عم هديل وهي تبعد خصلات غُرتها من أمام عينيها تتوقف بمفاجأة أمام جسد هديل .. التي أشاحت بنظرها بعيداً عنها بخجَل من حدة نظراتها وهي تسأل بذهول ../ من ذي ؟؟؟؟؟؟؟؟ لكَزتها خديجة وهمست لها .. فازدرد ريقها و اختفى لون وجهها فجأة وهي تقترب من الريم وتهمس لها ذلك الهمس أفلتت بعض جُمله لتصَل لهديل " و من قال إنها بتنزف معك .. زين يا ويلك من أمي ..بنشوف " خرجت و اختفت لدقائق بعدها عادت بدفتر وقعت " ريم " و تتلوها " هديل " وقعت على ذلك السجَل وعيناها تلتهم موضع يدها فقط .. بلا شعور أبداً ثم ابتعدت عنها وهي تقول ../ برجع الدفتر و بجيكم .. أبيكم توقفون هنا .. لين تسمعون دقة الزفة فنبدأ ننزل .. ابتسمت خديجة وهي تقف أمامنا ومّلوحة بيدها .../ بنزل أتأملكم من زاوية الحضور ... خخخخخخ سلام ضحَكت الريم باضطراب .. و ابتسمت هديل نهضَت الريم و أمسكت بيد الأخرى لتساعدها على النهوض فقد كانت كُل أطرافها..... نااائمة تماماً ويدها قالب من جليد شّدت ريم من قبضَتها على يدها وهي تبتسم لها مُشجّعة حينما تنَهى إلى مسامعهم صوت الطبول .. التي بانت وكأنها تقرع في داخل قلبها هي و خطوات باردة ميتة من قدمها على الدرج و دهسها المُستمر للورد المفروش في طريقها .. يحطّم قلبها أكثر إلتمعت وجوه الحاضرين أمامها فبدوا متشابهين بالنسبَة لها .. اقتربت من المنصَة و هي تسمع همساتهم في عقلها " وآآآآو .. ياليت لو خطبناها هي لأخوي " " شوفوا ذيك أم العودي .. بالله مو أحلى ..؟؟ " "إيه واضح .. لجل كذا أكره الزواجات الجماعية .. خخخخخ " "من ذي أم العودي ... تقرب لكم " |
دمعَة حمقاء صغيرة تعّلقت في عينيها .. وهي تستوي جالسة بجوار عمتها تشعر بالخيانة .. دون أن تفعَل أي شيء ؟ أشكال كثيرة لا تعرفها أبداً.. أعينهم المتلصصة تراقبها هي فقط بدأ الرقص و الحركة المستمرة .. حتى شعرت أن شيء ما سيتداعى هُنا كُل من يُسّلم على الريم .. وقف يصافحها و يتأملها ببرهَة همهمات العجائز تصلها " الله يحفظ لتس جمالتس " , " تبارك الرحمن رضّي والدين من هو بيضويبتس " و ابتسامة مقوسَة علت شفتيها حينما أعلنوا أن العريسين سيدلفان معاً وكان ذلك مع تفرق جموع النساء للعشاء ... وبقاء القليل منهن .. نظَرت بتوتر نحو الريم .. وهي تهمس ب ../ مو هذا إلي أتفقنا عليه فتحولت ابتسامتها لضَحك وهي تقول بمرحْ ../ هذي المفاجأة إلي قلت لك عنها ..؟ ../ ريييم أنطقي وش إلي بيصير ؟؟؟؟؟؟؟؟ ../ هديل .. كِل إلي داخلييين محارمك و غرق عقلها في ظَلام الجملة الأخيرة أتساقطُ أوراقًا عُرْيُها الأشجارُ لأرافقَكِ إلى حيثُ لا عُمقَ ولا صدى أيَّتُها الدموع.* ( سوزان ) دآمّ أنّت آدّرْى بالّمْعاَليّق .. وادرّىْ ...... بان " الأمآنْ " الّيوْم فّارْد .... جّناحْه ! أرجّوْگ خّل الَجرحّ بْاّلقّلْبَ .. ذگرْى ...... بعّض الجّروْح آحّس فْيّها ...... بّرآحْه ! اللذة الرابعة و العشرين ../ إنتي تعرفيني زين .. والله ما سويت هالشيء إلا عشااان مصَلحتك ضَغطت بأناملها المُتعَبة رأسها وهي تسأله برجاء للمرة العاشرة ../ حُساام يا حبيبي .. والله أدري إن كُل شيء تسّويه هو لمصَلحتي .. بس وش سويت بالضبط زفر هو بتعب فقد أطال الحديث وأنشغَل عن واجبه ../ بتعرفين .. بس مو اللحين .. كُل شيء بوقته حلو .. و يالا يا أختي الحبيبة قومي سّوي شغلك .. وأنا بقوم أشوف المَرضى .. و هالله هالله بنفسك ابتسمت بألم قسراً هذه المَرة وهي تتجاهل حديثهم الطويل حول موضوع لا تعرف تفاصيله ../ زين .. وإنت بعد أنتبه لنفسك .. و خلي ورقة تعريفك دايماً في جيبك .. أستودعتك عند الله .. سلام أغلقت الهاتف وعينها تتأمل دقائق المُكالمة ثم رفعت نظرها لكُل هذه الضوضاء المُحيطَة بها أعتادت النوم بين هذه الأصوات .. بين صُراخ الممرضين وأنين الجرحى .. تُقسم ان الحياة هُنا غيّرتها كثيراً حتى أن لباس الممرضات لم تُبدّله منذ أن قدمت إلى هُنا لكَن الحياة قاسيّة جداً .. بما يكفيها أن تقول حتى المؤن نفذ الكثير منها .. الطعام تجده يوماً وتفقده لأيام لا تهتم لنفسها أبداً .. وهي تشاهد الأطفال يبكون جوعاً .. و العجائز يواسونهم بدموعهم زفرت بتعَب وهي تنهض من الغٌرفة الجديدة الضّيقة التي أنتقل لها طاقم التمريض مُؤخراً بأمر من فيصَل الغائب في مُهمة جلب موؤن فتحت الباب المُطل على المدخَل الرئيسي مُباشرة لتصَدم عينيها بذلك المشَهد ففغرت فاهها بصَدمة جسَد إحدى الممرضات يطلق نحوها بُسرعة لتدفعها عن موقعها وتأمر كُل ذلك الكم من النساء والأطفال بالدخول إلى حُجرتهم الصغيرة تلتفت بإرتباك و ذلك الفوج يدافع للدخول أنسّلت بجسَدها وهي تحاول ترتيب حجابها أكثر و تقترب من " مُدبرة المنزلة " ../ أستاذة نعمَة .. وش صاير ؟؟؟ تبتسم بإبتسامة لا تُغادر شفاهها أبداً و هي تقول بود ../ مش صاير إلا كُل خير .. أنت روئي يا بنتي عقَدت حاجبيها بغضب وهي تهمس ../ شف وش أقولها .. و وش تقولي ثم رفعت صوتها وهي تقف أمام وجهها مُباشرة ../ لييش كُل الحريم و العيال ذولي جوا هنا .. ما فيه مكان .. يالله نقدر نحشَر المرضى هنا . أزدرت الأولى .. ريقها بصعوبة وهي تهمس لها ../ لك يا بنتي .. النااس مرعوبه .. و اليوم راح يصير ئصف .. فبيكونوا هيك ئريبين من الطائم الطّبي .. و اغلبيتون بيوتون أنهدمت بوسط بيت لاهيا ذهول خيّم على كيانها فأطَبع على ملامحها أصفراراً وهي تهمس ب ../ و ... وش بنسّوي بالمرضى وين بنخليهم ؟ أمسكت بمعصَمها و أبعدتها عن أعيّن النساء المتلصصات على حديثَهن وفِي رُكِن المكان ../ راح نغير طريئتنا.. و بما إني خبرتك فأنتِ المسؤولة .. راح توجهي بئيه الممرضات التانيين .. لأني لازم فل بعد يومين من هون لمْ تجد وقَت لتعّلق على جملتها الأخيرة |
لتزفَر الأُخرى وهي تتابع ../ الي بتمرضوهن طلعوهن من هون على طول .. إذا كانوا رجال من 15 وما فوئ .. بِذهُول لا يقل عن سابقه ../ حتى لو بوه جروح عميقة ولا كسّور..؟ زفَرت الأخُرى بتعب وهي ترد بصَبر ../ لو جروح ضّمتيها و ئوميه .. ولو كسَور جبّريا ثم استدارت قليلاً وهي ترفَع سبابتها نحو الباب ../ وبعدا .. خلّيه يفل من هونيك غصّة كبيرة متكّورة و مسننة في منتصَف حنجرتها جعَلت دمعَة تنفَر من طرف عينها اليُمنى وهي تهّز رأسها بالأيجاب فربتت الأُخرى على كتفيها وهي تتنهد بصبر لا يفرغ أبداً ../ لازم نخّلي المكان للحريم و الأطفال .. ولو زاد عددهن .. بنطّر نغيّر المكان ../ كُلنا بنروح من هنا ؟ ../ لاآ .. بس نحنا الطائم الطّبي .. و بنتروك معهن ممرضَة وحدة أو تنتين .. ما بعرف على حسب مابيؤمر الدكتور فيصل .. ماتخافي .. الله معنا .. أمسكَت بطرف أكمام ثوبها وهي ترفعها لأستعدادها للوضوء .. أبتعَدت عنها ومازالت هُناك دمعَة نافرة و إبتسامة مُعلّقَة * و أحياناً .. تتنبأ عقولنا بأمر ما .. قبل حدوثه ربما بسنة , أو شهر ، يوم ، وربما ثواني وهذا ما حدث فعلاً .. ثواني فقط حين أضيئت شاشة هاتفها من جديد برسالة جديدة من ....................." وافي" لكَنها لمن تكَن رسالة نصية قصيرة ... بل رسالة وسائط تحمَل مقطع فيديو قصير جداً .. و ما يحويه .... جعلها تصَرخ بذهول ................................. وصدمة كاملين , حقيقة ما تُكّنه مشاعرها اتجاه من يرونه زوج لها هي من أسود للأكثر اسودادا .. تتحامل على رُوحها لتُبقي على القليل من الصبر المُتبقي داخلها .. أنفاسها لاهثَة دائماً .. حتى حين استيقاظها من نومها كُل ما حولها يُعَلن أن لا مَفر من نهاية .. قاومتها كثيراً .. إنتقَل بصَرها لصغيرتها الراقَدة على ذراعها فقد تسّرب الحليب .. من شفاهها .. وبدأت برفضَه أبعدته عنها ووضَعتها أمامها أسندَت يدها على خدّها و سَرحَت بألمها من جديد عينان ضّيقتان لفّهما الإهتمام لحال بكَرها و عقَلها ينطِق بألف شك .. لا تستطيع إبعادهُ عنها نطَقت بعد صَمت طَال ../ وش فيك يمّه ..؟ .. كُل ما تجلسين كّنك تهوجسين .. ولا بوه شيء شاغل مخّك .. وافي قال شيء رفعَت رأسها لها .. و هي تلمح القلق جلياً على مُحياها الحَبيب على روُحها .. علّقت ابتسامة صفراء بتَعب على شِفاهها .. من أجَلها ../ لا .. سلامتك يمّه .. خايفَة على بنتَي ضاقت عيناها أكثّر وهي تتفرسّ ملامحها .. وصوتها ينطَق بشَك أشبَه باليقين ../ بنّتك مسكتها الحُمى أول أمس .. و اليوم زينة وما عليها باس .. ادري بك تمشّيني بالكلام هذا بس أتسعَت عيناها بألم .. وهي تنهَض سريعاً لتٌقبّل رأسها تقديراً و أحتراماً لذاتها ../ حشّى علّي .. و الله إنها في بالي و مازلت قلقانة .. لكَن صح عليك .. فيه مويضيع صغّير شغالن بالي معه أتكَئتْ على يمينها وهي تسألها بأهتمام ../ وش هو هالمويضيع ؟ زفرت .. وهي تَشْتُم روحها .. على كذَبة ارتجالية لمْ تَحسُب حِسابها ضغطَت على جميع مشَاعرها .. وهي تشعَل بثقَل السَر داخلها .. فلا سبيل أمامها سوى أن تُصّرح بما خبأته ../ سحر .. عقدُت الُأخرى حاجبيها و علامة إستفهام كَبيرة تُحلّق على ملامحها لتزدرد بُجرعة أكَبر ريقها و تَقُول ../ ز زوجَة وافـ قاطعتها بقّوة ووهي تعَتدل في جلستها ../ إيييييييه .. وش فيهاا ؟ زاد الارتباك داخلها لسبب تجَهله .. وشيء ما صَلب بدأ ينهار داخلها .. أخفضت بصَرها وهي تعضّ على شفتيها ../ أحسّ ما يصَير أقووول .. بس اتسعت عينا الام بذهول .. فإبنتها تخُفضَ رأسها خجلاً لذِكَر أمر ما لا تَعَلمه .. زاد قلقها وهي تقترب منها و تسألها ../ وش إلي صار ..؟ قلقتيني يا يمه .. تكّلمي بسَرعة رفعَت رأسها بينمَا لازَال بصَرها خاضعاً .. وهي تُلطّف عباراتها .. و تحاول أزاحت الغشوة التي غطّت عينيها ../ سَحر أرسلت لي مقطَع فديو .. مّرة ... يعني مّرة رفعَت رأسها عالياً وهي تطَلق أنفاسها و تبحَث عن عبارة ما لائقة لتذكرها أمام والدتها التي راحت تنظَر إلى وجهها بقلق شديد .. ، جعَل الأولى تَختم حديثها ../ مّــرة .. قليل أدَب ظّلت الأٌم تتأملها لدقائق أخفضَت نظَرها هي .. ويدها تمسَح دموع انهارت أخيراً فهي لمَ تَبكي طوال الفتَرة السابقَة تماسكت بصعوبَـة .. لتنهار أمام والدتها من جديد رفعَت نظَرها لها عندما شعرت بنهوضَها و أصطدم بصَرها بملامحها التي تحولت لغضَب هائل وصوتها يصَرخ عالياً ../ عـــــــــلي ... علــــــي .. قفزت دُعاء معها وهي تقول بتوتر شديد ../ يمّه .. أذكري الله .. وش ناوية عليه ؟؟؟ لكَنها تجاهلتها وهي تتجه إلى الأعلى بخطوات قّوية وتصَرخ على أبنها .. لتظَهر بعدها سُمية وهي تُمسك بكتابها و تقول بخوف ../ وش فيكم ..؟ يمه علي خارج له ساعة .. وصَلت والدتها إلى جوارها وهي تقول بحدّة ../ دُقّي على السواق خلّيه يجّهز السيارة أجل .. عندي حساب .. أقســــم لا أصفّيه مع أم وافي .. يا يطّلق بنيّتي يـــآ تخَلعَه لتهتز أكُفهم برعُب حقيقي لكلماتها القويّة بينما هوى قلب دُعاء أسفَل منها فهي تقف لتَشهد مسرحية النهاية .. صنعتها هي و ستُقنع نفسها بها تَماماً |
* الساعة هي الثانية بعد مُنتصَف الليل .. لا سُكُون هنا لكَن هذه الضوضاء تراها سكُوناً بحتاً .. أمام ضجّة الذروة الدائمَة تقف هي و " نسرين " في الفناء .. ؛ ففيصَل و الأخرين سيصلون اليوم من المقَر الرئيسي لا تدري لم تقف في هذه العُتمَة الشديدة تشعُر أنها تود أن ترى فيصَل .. ففي عينيه يقبع حُسام تبرئ تَفكيرها من كُل نقصَ أو عيب فالوضَع هُنا لا يسَمح لها بمُتابعة مُسلسل الحُب التي كانت تُجيد تمثيله .. أو رُبما أنها أصبحت تُحِب نسرين حقاً .. فهي لم تُبارح عادتها في إنتظار كُل من ذهب .. من أجل مقّرها تلتفت لها و تتأمل جانب وجهها الهادئ .. و على ذلك البصيص كان يفكيها لترى ملامحها المُنيرة سيدة أربعينّية .. تُحّرك شفتيها بِذكَر الله في كُل حين حتى وسط هذا المكَان .. صَبرها و مُثابرتها جعَلها تشعُر حقيقة بانها تود تقبيل يدها كوالدتها شيء ما كالجاذبيّة فيها .. جَعل سلمَى تتكأ براسها على كتفها لتَبتسم الأخرى لها .. بإبتسامة لا تُغادرها مُطلقاً دافئَة حنونة .. قسَراً أحاطتها بذراعيها فمسَحت " نسرين " بيدها على ظهرها لتقول سَلمى بهدوء .. وملامح ساهمة ../ تذكّريني بأمّي .. لمْ تُعّلق الأخرى .. لكَنها أكتفت فقط بأنه مُجرد تبرير لفعَلتها .. لكَن سلَمى لم تصمُت .. لأنها تفتقد جُزء كبير من روحها .. تَركته هُناك في موطنها ورحَلت عنه باستسلام كامَل .. مِنها ../ بس أمي .. ما تشَبهك .. ولا في شّيء .. بس يمَكن هذا هو حنان ألام إلي يتكلمون عنّه .. كأني حسّيته فيك .. ثُم ابتسمت بلا داعي .. ابتسامة شَبه مقّوسَة مؤلمَـة جداً وصَلتها كلمات نسرين .. بفَخرها أن لها إبنة مَثلها و لكّنها تركت عينيها تسَرح في الفضااء البعيد .. وهي تَشعر أن بضَعاً من السعادة .. حلّق إلى قلبها سمَعت نسرين تنطَق ب ../ كأنوا في صــــوت .. رفعَت رأسها المُرهق وهي تسأل ببطء ../ وين ...؟ ثُم ظهَرت أجسَاد ثلاث رجَال من عُتمة فجأة جعَلت سلمَى تشَهق بفجعَة .. وهي تقفز من مكانها أبتعَدت و نسرين تتبعها دخَلن لحيث المَقر الصّحي .. و هُم خلفها الإثنين جُدد لا تعرفهم و الثالث فيصَل بالطَبع وقف هو ونسرين .. و الأخريين وبدأ بتعريفهم بها .. فعَلمت سَلمى أنهم أطبّاء مصريين أتوا كبعثَة طبيّة إلى هُنا .. أبتسَمت بحُب وهي ترى السعادة تُشرق على وجه نسرين المُحبب إلى روحها فأبتسم قلبها قسراً لهذه الإنسانة المُتفانية في العطاء رفعَت يدها لتدٌخل خصلات من شعرها النافر بجانب وجهها وعينيها مُنخفَضة عل موطئ قدميها لكَن شخصَ ما وقف أمامها ليخفّض جسَده من الحِزم الضوء الساقط عليها .. وقَدمه و قفت قريبة جداً من قدمها .. رفعَت عينيها ببطء وهي تحفظ تضاريس هذا الشخص عن ظهر قلب .. لتصَطدم عيناها بعينيه .. رغبَة حمقاء إنتفضَت داخلها جعَلت شفتيها تميل بإبتسامة مٌرتبكَة وهي تلتصق في الجدار خلفها و تردد بإرتباك ../ أ أي .. أيي خـ ـدمة ؟؟؟ بقيت عيناه تأكل ملامحها بِجُرأة لم تعتادها فأستيقظ شعور آخر مٌختلف داخلها .. جعَلها تحاول الزحف إلى الخلف مُبتعدة عن مُحيط أنفاسه القريب منها لكَن يده التي إحتضَنت مفصَلها كانت كالكقشة التي قصَمت ظهر البعير .. فأنتفضَت بعنف و هي تحاول الإبتعاد ليعود ويسمك بها بقّوة و هو يقول بهمس ../ أصَبري .. بعطيك شيء .. أرسَله حُسام لكَ بَرودة سرت على كُل جسَدها .. لذكِر اخيها لتعود لحيث هُو بهدوء .. و قلبها يُقسم أن شيئاً ما يحدُث .. إحتضَنت يدها اُختها وهي تقترب منه وتسأله بقلق ../ أسألك بالله ... حُسااام فيه شيء ؟؟ في تِلك اللحظَة كانت عينيها تجول في بحر عينيه كانت الأخيرة مُختلفة جداً .. مُختلفة كما لو أن هذه الرجُل قد ارتدى اُخرى .. أخفضَ بصَره اخيراً .. وهو يمّد كيس كبير تلاحظَه الآن لأول مرة .. إلتقطَته بَسُرعة وهي تفتح وكأنها تبحث عن إجابة لسؤالها داخله ثياب .. وكُتب .. وساعتها .. " إحتضَنتها بلا وعي منها .. و هي تهمس ب الحمد لله إرتفع بصَرها مجدداً للذي بقّي هُناك يتأملها عقدت حاجبيها وهي تبتعد بخجَل مُفرط .. من نظراته الغريبة .. فالمذي أصابه ؟؟ وقبل أن تبتعد سَمعت أو يخّيل لها أنه قال ../ سلـــمى ليهبّط الظلام على المكَان فجأة .. إقتربت من الجدار سريعاً وهي تتحسس طريقها لكَنها وقفت وهي تحاول أن تعتاد الظلام .. حتى تتمكن من المُتابعة .. إرتفعت الأصوااات في المكَـــآن بحدَة و ألتقطت إذناها صوت نسرين .. " يصَرخ " على الطَاقم الطبـــي .. / فتـــحت الأبوآآآآآب .. يالله أنزلوا للقبـــو يالله .. فهَمت ما يجب عليها فَعَله فتركت كيسها و أنطَلقت بإتجاه مصَدر الصوت .. رأت مجموعة من الأطفال ملتمين حول أنفسهم بخوف فنطَقت بسًرعة .. ولطَف لكي لا تُخيفهم ../ يالله يا ماما .. انزلوا .. يالله قوموا .. تحّرك الأطفال .. فبدأت في جمَع أكبر قدر منهم ثم أتجهت لـ حيثما تعتقد أن " القبو " قد يكون فهي لم تحفظ الطريق إليه أبداً .. صَرخت بقّوة ../ نــــسريــــن .. ليظَهر صوته من خلفَهــآ ../ وش فيــــــك ؟ قفزت برعُب وهي تقول ../ بســـم الله .. إنت هنا ؟؟ بقي واقفاً في مكانه و هي ترى ملامحه بصعوبة الظَلام بدآ مُمسكاً بيد طفلتين بجواره .. فزفرت هي بهدوء ../ مو عارفة .. وين القبو أصلاً بدآ وكأنه أبتسَم .. وهو يقول بحَزم ../ ما شيّة بالعيال .. و إنتي ما تدري وين موديَتهم .. هه و الله حالة رفعَت حاجبيها بإستغراب .. فغروره .. جم ْ .. كما ترى وصَلوا للإنحناء الأخير حيث درجات للقبو بالأسفل و نسرين تقف عند المدخَل .. لكَن صوت ما جعَلها تقف .. ثم تكرر فتأكدت منه سمعت نسرين تصَرخ عليهم ../ يالله يا دكتور إنتوا آخر نااااس يالله .. لكَنهّا دفعَت الأطفال أمامها وهي تعود أدراجها سَمعته يسأل ../ على وين ؟؟؟ ../ خذهم .. باقي أحد ما أخذناااه .. أنتظروني و غَرقت في الظَلام بدأت إذناها تلتقط الصوت .. و عندما يهدأ تصَرخ هيا ../ يـآ ولــد ... ويـــنك ؟؟ ليجيبها ../ فيــــن ماما .. ؟ أنا هوووون .. إنتي ميـــن؟؟ و على صوته وصَلت للغُرفة الضيقَة .. حيث رأته يجَلس على إحدى الكَراسي المُتحركة على جانب الغُرفة .. وصَلت إليه و هي تدَفعَه سريعاً أمامها وهو يسألها بهدوء .. /إنتي ميـن ؟؟ الدكتورة .. ../ إيييه .. ../ فين ماما راحت ؟؟ تأملت جسَده الضئيل .. حتى وزنه الخفيف على كُرسي فهي ليست على يقين من أنها تدفع إنسان ما على كُرسي مُتحرك من خفّته وصَلت للممر المُحاذي .. للبهو الرئيسي حينما دوى صوت مُرتفَع يصّم الأذآآآن .. و هّز أركان المكان جعَلها تتعثّر و تسقطَ و تشعَر بالكُرسي يسقُط بجوارها بقيت في حالة صَدمة لدقائق .. أختنقت فيها بالغُبار الذي أعتلى المكَان وهو يتقول ../ ياربي .. سَترك سعَلت بشّدة .. محاولة إخراج التُراب الذي علّق في حُنجرتها .. ثم تذّكرت الصغير فالتفتت حولها تبحَث كالمجنونة .. عنه و أذهلها تحّول جُغرافيا المكان ..أصبَح مُهدّم من جانب .. و تحطّم زُجاج الشُرفة الأمامية سمَعت صوته خلفها يقول ببراءة عذبة ../ تدري وش هاد ؟؟ .. قُـــنبَلــة أقتربت منه حيث كُان مٌلقى على جانبه الأيمن حمَلت بخفّة وأنطَلقت خطواتها إتجاه القبو .. لكّن الصدمَة لم تُمهلها طويلاً حتى عاد لها من جديد فالممر مَسدود بحجر تساقط من السقف .. فتحَة في الأعلى صغيرة تستطيع أن تتسلّق إلى الأعلى و تنحَشر منها لكَن وحدها دون ما تحمَله بين يديها أخفظَت رأسها و تأملته وهو يقضّم أظافره بنهم عقَدت حاجبيها وهي تسأله .../ كم عمرك ..؟؟؟ ليجيبها بإبتسامة فَخر ../ عُمري .. ميّــــة .. إتكأت على الصخور خلفها وهي تتخذ قرارها ستبقى هُنا من أجله .. وستدعوا الله أن يلطُف بها و به إبتسمت من اجله و هي تقول بحنان .../ ميّــة .. يا فرحتك لكَن فرحته ناقصَة كفرحتها تماماً .. عندما أعتلى المكان وميــض أبيض تلاه صوت حــآد أقوى .. و أكثر حدّة و حرارة إهتزّ المكان عن بكَرة أبيـه و اهتزت الصخور خلفها و و الأرض أسفل منها .. و أختنقت بالغُبار من حولها .. آلمها أصطدام بعض الحصَى الكبير بيدها .. لكَن شيء ثابت تلقفّها فالتصقت به شعرت بالصغير يُفلت من بين يديها .. فدعت الله أن يحفظَه .. أما هيا فتشبّثت بالجدار القريب منها سكَن كُل شيء حولها فجأة .. و عادت ذرات الغُبار تنخفضَ نحو الأرض كما كانت .. سعَلت لمَرة أو أثنتين ودمَعة تنزلق رغُما عنها من عينيها فقلبها حَدث ولا حرج قدّ وزع نبضَه على كُل أعضائها و بقي هو مُتفّرج على خوفها شيئاً فشيئاً .. عاد لها إستيعابها .. و صوت نبضات مُختلفَة و مؤاتيّة يتصدر مما تظُنه عموداً فأمسكت به هكذا صوت الطفَل يقول مكرراً .. ../ تعرف إش هذا ... بوووووووم .. هههه ههه وضَحك .. فتحت عينيها وهي ترفع بصَرها للأعلى لتصطَدم بوجهه هو .. إرتجفَت بقّوة وهي تحاول السيطَرة على السيل الجارف .. القادم نحو عينيها تكَره شعور كونها مُرهفة لهذا الحد .. لا تُريد أن تبكي أمام أياً كان .. ولكن هُنا كانت مُضطَرة .. فقد أحرجها وبشّدة راقب هو وجومها .. و من ثم إنهيارها فأبتسم بسعادة رغُم كُل ما يحيط بهما فقّربها إليه مُجدداً وهو يهمس في إذنها ../ تراي زوجك .. لاتصـيــحيــــن |
، أحياناً و عندما نتمنى أمنية فإنها لن تتحقق لأننا نركض خلفها و بمجرد أن نستدير نجدها قد التصقت بنا .. ، الليلُ عادلٌ لا يفرِّقُ بينَ بحرٍ ،وسماء بينَ عصفورٍ غريبٍ عن الشرفةِ .وإنسانٍ غريبٍ عن البلادْ الليلُ عادلٌ .في السوادْ * بداخلِ كُلٍّ منَّا عصفورٌ يبحثُ عن مقهاه ويضيعُ العمرُ .ولا يلقاه * سوزان اللذة الخامسة والعشرين ../ وش فيكم ..؟ يمه علي خارج له ساعة .. وصَلت والدتها إلى جوارها وهي تقول بحدّة ../ دُقّي على السواق خلّيه يجّهز السيارة أجل .. عندي حساب .. أقســــم لا أصفّيه مع أم وافي .. يا يطّلق بنيّتي يـــآ تخَلعَه لتهتز أكُفهم برعُب حقيقي لكلماتها القويّة بينما هوى قلب دُعاء أسفَل منها فهي تقف لتَشهد مسرحية النهاية .. صنعتها هي و ستُقنع نفسها بها تَماماً دارت مشاعرها حول حلقَة مُفرغَة كحيّة تراقب نهاية جَسدها النحيل .. سُميّة تتأمل ملامحها بحُزن رُغم إنها لا تعلم بتفاصيل القضّية .. لكَن يكفيها كُل ذلك الألم المُتفجر في وجهها الواهَن بإفراط ترى أن ما تفعَلهُ والدتها ليس حلاً .. فهي تَجُزم بكُل ما أوتيت من قوة أن " دُعاء " تُحِبه .. و فرصتها الأخيرة للبقاء مَعه بعيداً عن هذه الأضواء و الأعين .. ثم ستقسم هي أنها تعيش بسعادة مُدّوية إلتفتت على والدتها التي تحاملت على ذاتها حتى بلغَت نهاية السًلم أخيراً ترتدي عبائتها و تلفّ نقابها العتيق على مُحيّاها الغاضب وهي تزفر بغضب يتعاظَم كُل ثانية ../ سميّة تحّركي من قدّام وقربي لي التليفون .. أما هي فقد وقفت بقوى خائرة تحاول الطبطبة على ما يُسمى قلبها تهدّلت يداها إلي جوارها وهي تسمع لقفل الباب يٌفتح و يدخَل " علي " بطوله الفارع .. ليتوسط المكان ثم يستوى أمام والدته كلمات قليلة نطقها بهدوء شديد و إحترام ../ يمّه و ين رايحة .. عسى ما شر ؟؟ لتجيب تلك بقّوة عجيبة ../ إلا الشر و أهله كُلهم .. بروح لأم وافي .. و بخلّي وافي يطّلق بنيّتي غصب عنّهم .. و لا أنا خارجة من عنّدهم إلا بورقتها كلماتها قّوية تخدّشها بعُنف في الصميم حتى حق الصُراخ بكرامة لا تُجيده .. و لذا هو ليس لها بتاتا شكَل الأخير وهو يقترب من والدته و يجلس أمام قدميها وهو يطَلب برجاء حار و نبرة حنونة مٌرهق لأبعد الحدود .../ الله يهديك يمّه .. مو كذا يحلّون المشاكل .. رمقَته بنظَرة .. فحّول حديثَه بعدها بذكاء محاولاً إمتصاص غضبها ../ لكَن كلمّيهم بالتليفون اللحيـن .. و بعدين يصير خير رفعت كفّها أمام وجهه وهي تحّركها بالنفي القاطع ../ لا .. ذي سالفة ما ينسكِت عنها .. ما ينسكت عنها أبد .. ولازم أروح لها وأكلمها وجهي بوجهها هي وولدها عقد حاجبيه وهو يلتفت نحو دُعاء التي إستندت على الحائط بجوارها ، ليألمه وجهها الغارق في الدموع قفّز إلى حيث تقف بسُرعة وهو يهتف بقلق مجنون ../ أفا يـا أم معاذ تبكين وأنا هنا .. وش إلي صاير ؟ .. قولي لي .. ثم أبشري بعّزك .. أكتفت بترك عينيها مُسبلتان بألم فأخر ما توده هو أن تنطَق بما رأته من قذارة أمام أخيها الأصغر .. لكَن والدتها أدركت حرجها فوراً .. فزداد غضَبها وهي تهتف بعنف ../ سميــــة .. وين راحت ذي هذا كُله تقّرب التليفون .. ؟؟؟ .. سميــــة يــآ بنــــت إزداد إنعقاد حاجبّي الأخير وهو يهمس بغضَب مُتفاقم ../ وبعديـن يعني .. بتطّلعوني مثل الأطرش بالزفة .. وش إلي صاااايـــر..؟؟؟؟؟؟؟؟ هٌنا .. آثرت هي أن ترحل لـمكمنها وتترك لوالدتها مهمة إنهاء هذا الأمر فهي لا تستطيع الآن سوى الأستلقاء على وجهها و الدٌعاء أن يُيسر الله هذا الألم ويخففه على روحها .. ثم تركت أمها تشرح القضّية بإختصار على مسامع أخيها .. الغـآضٍـب بقوة * على الذكَرى القديمَة .. حُفرت على ملامح وجهها حُزن مًستطير .. تجلس وحيدة في الغُرفَة الكبيرة .. و التي لا تحمل سواها تتنهد بألم بين الفينة و الأخرى .. و هي تُقول بصوت لا يسمعه سواها ../ يالله محد فيهم .. مفرّحني .. محد فيهم أبد أرتشفت من فنجان القهوة المُر .. كطعم الذكريات في قلبها و عقلها يعود للوراء بِسُرعة خرافية مصّوراً لها المشَهد وكانها تعيشه من جديد ( ../ وش ذا .. من ذي إلي جايبها معك .. |
عيناها المُتسعتان تحاول أن تفكَر بأي شيء عدا ما يُلح أن يكون هو السبب .. ولأنه مُتوقع أجابها بصوت ثقيل ../ هذي زوجتي يمّه .. طيف أسود قصير يختبأ خلف طوله الشامخ .. و كأنها لا تود لهذه العجوز المحملقَة ان تراها إقترب إبنها وجلس والطيف يتبعه كظله و جلست بقربه ضَربت خدّها بألم وهي تهمس بصوت حزين ../ زين يا ولدي .. دّلها على غرفتها . ثم تعال لي أبيك بكلمة لا تحمل كُل تلك القسوة لـ تعاتبه أمامها .. لكَن أبنها الغائب بإستمرار أمامها الآن ..و لن تجعله يغيب بعدها وأوصلها و عاد بملامح جامدة كئيبة تماماً وهو يراها تميل نحوه وتهمس له بألم ../ وشوله تتزوج كذا .. مهوب حرام عليك نفسك وبنت الناس ذي .. من وين جايبها ؟ قال وكأنه يتلذذ بقوله ../ هاذي تقرب لأبوعدنان .. اتسعت عيناها بصَدمة مُطلقَة ../ تقرب للمُزراع يا حسن .. يعني مهيب سعودّية .. بذات الجمود ../ لا .. بس عاشت هنا فترة طويلة .. و انا مختارها بكيفي وراضي عنها .. إطلاقه للجملة الأخيرة .. تعني لها " أن أصمتي " فصمتت قليلاً ليشتعل قلبها بألم من جديد ../ و الله يا ولدي ودّي براحتك قبل كُل شيء .. لكَن إنت إلي تبي الشقا .. بكيفك روح لها اللحين الله يوفقك .. ويجعلها بنت حلال .. نهض وهو يبتعد عنها بهدوء و يقول بصوت واثق بارد ../ منّا قاعدين هنا .. بروح لبيتي .. و بلهفًة لا تخلو من الدهشَة ../ بيت .. أي بيــــت .. ؟؟ إلتفت قليلاً ليظهر جُزء من وجهه ../ بيتي .. حيث آمر وأنهى بكيفي .. قضَمت شفتيها بقّوة تقاوم الألم المُنتفض في روحها و تدعه يرحل بطَيفه أمام عينيه .. دون أن تدعوه حتّى لكي يودّعها .. ......... ) هكذا كان هو .. بطبعه يعشَق التسّلط بشتّى و سائله و لأن الطبع يغلب التطَبع .. تركته .. فودّعها .. طالبها بالسمح .. و قد سامحته أصلاً ورحل أمام عينيها .. بكَت لفراقه طويلاً .. لكَنه ترك بين يديها صغيرة تُربيّها .. لا تٌشبهه أبداً جميلة في كُل حركتها ربّتها كما كانت تُريد .. ثم رحَلت عنها بضَربة أشَد أيلاَماً من غيريها عضّت طرف جلالها .. كعادة لا تتركُها وقلبها يهتز شوقاً للأخيرة .. و منّت نفسها برجاء في إبنها التالي .. أسعدها طويلاً .. بثقَته .. و بّره .. رجولته .. لكَـن هو الأخر أراد أن يكُدّرها .. و يظَلم إبنت عمَه أمام عينيها زفرت في محاولة منها لتزيح كُل ذلك الكم من السواد الذي غشّى كيانها ../ يالله .. إنــك تهــديــه إرتفَع رنين الهاتف بجوارها .. فأنحنت و للأتقاطه وقبل أن تهمس بشيء بعد السلام حتّى عالجها صوتها الغاضَب ../ و عليـــكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أم وافي أنا بقَصر الهرج معك ... و بختصَره بكلمتين .. بنتي ما عاد تبي ولدكم .. خلاآآآآص عافته .. أبيك تكّلمينه أنتي وهو أكيد إنه بيسمع كلامك ويجيك .. و قوليله يطّلقها عقدت حاجبيه فأخر ما تتمناه " هي " هذا ../ آفـــآ يا أم علي يعني خـ قاطعتها بصرامة مٌفرطَة ../ خلاص يا ختي فُضّيها من سيرة .. و بنتي ما عااااد تباااه ..ولا ترديني يا أم وافي قّوية كلامتها .. تسحقها أكثر و أكثر قلبها العجوز لم يعُد يتحمّل كُل تلك الضغوط ألم تنميل ينحر قلبها ببطء يجعلها تختنق شيئاً فشيئاً وصوتها المخنوق يقول بوهن ../ والله ما أردك يا أم علي .. بس الشور براس وافي .. لو عنّد ما بقدر عليه صوتها المتعَب أذاب شيء كبير من الغضَب في قلبها لتهدئ نبرتها وهي تجيبها ../ إيـــه .. لا سمعها منّك بيليــن وبيطّلق .. و لدك تزوج من مرة ما ربّوها أهلها ولا هاذي سواة تسّويها ببنتي .. لا تقوى على سؤالها عن ما قامت به زوجة أبنها الطفَلة في نظَرها .. ../ أبــشري .. بكّلمه اللحيـن أنا .. ما يصير خاطرك إلا طيب .. أغلقت الهاتف .. و برودة تعتري أطرافها عرق بارد و همي يتصّفد من جبينها المُجعّد .. و قلبها يشتعل ناراً في جوفها .. هو الأخر يريد أن ينهيها .. نادت بصوت واهن ../ وعــــــد .. كّررت النداء علّها تسمعها .. فقد تركتها على مُقربة منها تعب شديد يتسلل لأطرافها نهضت بتعب فزاد ألمها دارت الدُنيا في عينيها .. و أختلطت الألوان والصور في عقلها وسقطَت أرضاً تقضُم أظافرها .. و رائحة الجزنبيل الأخضَر تخنقها .. لكَنها ألفت تلك الرائحَة حتى أدمنتها وقفت وهي تنظَر من خلال النافذة إختفائه المُفاجأة هذا .. أدهشها ..... و أسعدها قليلاً تتذكَر منظَر عينيه المُرهقَة ويده المُجبرة ثم منظَر الغارق في القذارة .. عند أول لقاء لها معه يستفّز داخلها شعور كريه إتجاهه .. و رغبَة عارمَة بمقاومته مهما حصَل لها .. لكَن أي تعاسَة ستستمر هي بمقاومتها .. فهي ضعيفَة أشبه بميّتة في نظَر الجميع .. وهو على النقيض منها معادلة مخروقة إحدى الأطراف .. ومسألة حّلها مُستحيلة .. فلا تكافئ بينهما أبداً رأت خيال أسود لشخص ما يقترب من المكان إرتجّ قلبها في داخلها و هي تتفرس في ذلك الظَل القادم من الظلام لـ كوخها .. هذا العرض و تلك الخطوة ذلك الشيء الملفوف داخل قبضَته المحررة إبتعدت سريعاً وعيناها تتأمل أنحاء الغٌرفَة بهلع إقترب من " الدولاب " الخشبي الكبير فتحت إحدى أبوبه وأغلقته خلفها خنقتها رائحة الخشب .. و أغمضَت عينيها ترتجف من رأسها و حتى أخمص قدميها و قلبها ينتفض في داخلها بخوف مدّوي لا تقَدر على إسكاته صوت مقبض الباب وهو ينزلق سامحاً له بالدخول وصوته يهمس ../ صبــــــــآ إبتعد .. و كانت على يقين أنه ذهب يبحث عنها بالحمّام أو المطَبخ لا غيرهم ثم سمعت خطواته الحديديّة .. تعود و تفتش في أنحاء الغُرفَة .. أنفاسه المُرتفعَة .. تتناهى إلى أذنيها إرتفع رنين هاتفه بشكَل مزعج أخافها أكثر وأجاب وهو مازال يبحث عنها بعينيه ../ هلا بندر .... لييييش ؟؟؟؟؟ ..... وش فيــــها ؟؟ بنبرة قّوية جداً و مرتفعَة أدركت هي أنه قد إقترب منها .. و أوشكَت على السقوط مُغمى عليها وهي تسمعه يفتَح إحدى الأبواب المجاورة لها صوته يتحدث بقوة .. وأمام بابها مُباشرة ليمسك به و يفتحه قليلاً وهو مازال يقف خلفه ويستطع الضوء على جُزء من وجهها ../ وااااافي الكـــلــ*** .. ما يجيب لنا إلا المصايب .. أصبر شغله معااااياااا ..... و علي خلّه عليّ كتمت أنفاسها .. شدّت على قبضَتيها المُمسكة بموضع قلبها .. وتركت رأسها يتكأ على الخشب خلفها عندما هدأ كُل شيء .. لـفترة عاد الشعور فيها لقلبها اللاهث و أدركت أن رائحة الخشب ما زالت حولها و أن المكان هادئ تماماً .. |
فقد رحَل وتركها .. تستعيد أنفاسها في مخبئها * يداه مكّورة بغضب مجنون .. يحاول كبته وهو يجلَس بجوار " صقر " بتحفّز للهجوم إلتفت له الأخير وهو يربّت على ركَبته بيده السليمة ../ هدّي نفســك .. يا بو حسن .. و إلي تبيه بيجيك .. بس أصبر إنت .. حرمة عمّك تعبانة .. و هالعصبية مو وقتها أبد لو لم يكُن المُتحدث " صقر " لـضَربه من فرط غضَبه لكَن لعلمه بهيبة الأخير في قلب كُل فرد من أفراد هذه العائلة .. أزاح رغبتَه جانباً و حّفز الاحترام في داخله وهو يصّر على أسنانه بقلّة صبر ../ ما عاد فيني صبر .. أشوف أختي تبكي بذا الطريقَة قدّامي وأسكت .. و الله ما تشوف الظيم وأنا حي .. عقد الأول حاجبيه وهو يسأل بحزم .. ../ وش عرفك إنها مظيومة .. يمكن مشكلَة بسيطة بينها وبينه .. و إنت مكبّرها و لا إنت فاهم إلتفت له وهو يرمقَه بسخريّة ../ إنت إلي وش عرفّك .. إختي ما تبكي كذا عبث إلا وبوه شي كايد .. وأمي معصّبة .. بشكَل أول مرة أشوف عليها .. فسأله بذات الحزم ../ و قالولك وش إلي صار . . أجابه بهمس غاضب أشبه بالفحيح ../ لا السالفة ما تنقاااال .. من عيبها .. ما تنقااال إتسعت عينا الأول بصَدمة وكل التخمينات تُحلل في رأسه بقَوة وهو يتابع " علي " الذي ينطق بغضب ../ يا أختي يا البزر .. ظهَر " وافي" أخيراً في الساحة .. و القلق يعتري ملامحه .. وفكّه موصَد بقّوة يخبأ خلفها قهره .. إذاً فقد عَلم بتفاصيل القضيّة إقترب منه ليصافحه فلم يبادله الأخر المصافحة .. ليكمَل هو مصافحَته لـ صقر الذي نطَق ../ علي .. أستهدي بالله .. اجلــس عقد وافي حاجبيه وقلقه يتعاظَم .. داخله وطرح سؤاله ../ وش فيــــه يا علــــي .. العيال فيهم شيء دعاء فيها شيء ؟؟ إذاً .. هو لا يعَلم بالأمر جيداً .. أو ربما يتغابى رفع " علي " إحدى حاجبيه وهو يعقد ذراعيه أمام صدره في محاولة منه ليكبت رغبته في صفعه ... / لا والله .. دامك خاااايف على العيال و أمهم .. تكون هاذي سواتك .. بالله عليك إنت ما تستحي على وجهك .. تارك جوالك بيد البزر .. و إلي ترسل رسايل عوجا لأختي .. أعتلت الدهشَة ملامحه بقّوة .. و الصدق يخَرج صادقاً بنفسَه هذه المَرة .. و بدون أن يتحدث رفع هاتفه .. و عبث به قليلاً .. ثم ناوله له وهو يقول بحزم .../ ويــــن إلي تقـــــول عنّه .. خذ و فتشّ الجوال .. ما فيــــه شيء .. أكيـــد إنك فاهم السالفة غلط .. لكَن الثقة لم تُبارح صوته وهو يجيبه ../ وافي ... أنـآ مو جاي أضاربك .. لكَن هي كلمة .. وخلال أسبوع .. وكثيرة عليك .. ورقة أختي توصَلها .. لو ظّلت البزر على ذمّتك .. و تجاوز بعد أن دفع بإصبعيه أعلى كتفه و غـــآدر .. ألــقَــى " وافي " بهاتفه الممدود أمامه وهو يزفر بغضَب ../ يـــــآ ذي السالـــفة إلي موب خــالصيـن منها .. * وافي بعد ذلك بدقائق بالداخل جلس هو بجوارها .. بينما وقف الأخرين خلفه يُتابعانها وهي ترتشف كوب الماء وتمسح بيدها الأخرى دموعها إقترب منها وقبّل رأسها وهو يقول برجاء حار ../ يمّه سامحيني .. إن كان أنا السبب .. بس إنتي هدّي نفسك مو زيـن لك .. الغضب حّركت رأسها لتنطَق أخيراً ../ ما نيب غضبانة عليك يا ولدي .. بس عتبانة .. حييييل عتبانة .. عاد ليقبّل رأسها ويديها .. وهو يهمس مجدداً ../ إلا تبينه بيصير .. أبشري " طلق دٌعاء يا وافي ... " نطَقتها بزفرة .. وكأنها بذلت جُهداً خرافياً لتقولها .. شهقَة وعد من خلفهَم و صَلتهم فأرهقتها أكثر تُعيدها على مسامعه .. كما قال ذلك المُتأجج في الخارج قبلاً لكَنه لن يفعَلها .. لن يحررها .. ويتركها لن تبقى بعيدة عنه كأمل لا يستطيع أن يناله ../ لك إلي تبــين يمّه .. بطّلق سحـــر حّركت رأسها بنفي وهي تعود لتكررها ../ " دُعاااء " .. كلامي واضَح بل هو يريد أن تكون سحَر .. فالأخرى أحبها كأمنيَة يستطيع أن يعبث بها فيخرق بذلك قانون الأمنيات ويمارس قوته عليها نظَرت لملامحه المُصّرة .. و عندها نطق بحزم وصرامَة كامليـن ../ موافق بس أول أعرف .. وش إلي خلاّها تطَلبه ؟علي يقول إن لسحر يد في السالفة .. و أنا بعرفها من دعاء نفسها .. إسندت رأسها وأذنها تلتقط نبرة الثقة و الجمود ذاتها .. " حســن " .. يعود لتسلق سقف عقلها .. نطَقت بتعب و الدواء يقوم بفعاليتَه ../ روح لها .. بس خذ معك وعد .. فخرج الاثنان وبقي هو يتأملها .. حتى تيقّن أنها رقَدت تماماً ونهض لحيث الباب .. و عقله يفكك كُل التفاصيل , ../ وشــووووووو .. المزرعة .. لاآآ مُستحيـــل عقدت ذراعيها امام صدرها وهي تَرد بهدوء ../ وليـــش .. لاآ .. أمي تعبانة .. وهي تحب إنها تروح المزرعَة .. عشان تّروح عن نفسها شوي إزدرد ريقَه بصعوبة وهو يحّرك رأسه بالنفي ../ لاآآ .. لاآآآ المرزعة فيهااا مشاكل .. آآآ قصدي .. ../ مشــآكل إيـــش ؟ وأخذ يبحث عن عُذر .. ليجد شيئاً قاله فوراً ../ إيــه .. فيها تصليحااات .. وكذا مطت شفتيها بملل وهي تُدرك سبب رفضَه ../ تصليحات أكيـد مو في الفيلاً .. و أسمع يا بندر .. لو ما تبي توديها أنا بخّلي أمجد .. يودّينـآ بُكرا لها تفهَم ولا لا .. نفذت الخيوط من يديه .. وتبقّت والدته فقط لترفض الذهاب إلى هُناك فهي تعَلم .. ما المُصيبة التي ألقت بها هناك بلا قلب ../ لاآ .. تروحين كُل ذا المشوار مع أمي والسواق لوحدكم لاآ .. خلاص بكرا إنتي قولي لها .. ولو رضَت بوديكم أنــآ تركتَه هي ورحلَت من حيث ظَهرت أمامه و أتجه هو لمنزله .. وعقَله يعمَل بسرعة خارقَــة من المؤكد أن ترفض والدته للفكَرة .. بل من الواجب عليها أن تفعَل .. * |
إستلقَت على البلاط البارد .. براحَة وهي تتلذذ ببرودته التي تتوغَل .. لـ قدميها المُلتهبين بحرارة .. بعد " جلَدها " مُتألمَة بشَدة .. لم تكن تلك الراحَة التي تنالها تسوي شيئاً يسيراً .. أمام حجم الندم التي يأكُل ضميرها بينما جَلست الأخرى تتأملها بحُزن من على سريرها المُهترئ من طول المكوث عليَه و خرج صوت الأخيرة بسؤال فجّر الألم المُنهمر أكثر في قَلب الأخرى ../ نويّر .. وش هي حكايتك ..؟. لم تُجبها الأخرى .. بل عضّت شفتيها المُتشققة بقّوة تُخرج فيها حرارة البراكين المُستعرة داخلها ولم تُعلَق .. فتُكمَل الأخرى بإصرار .. خططت له طويلاً ../ يعني .. أحسّك لغز ... مو أنا بس .. كِلنـآ .. يعني إلي يعرفوك .. مدري ليه تتهربين و ما تبين تقولين لنا .. مع إننا في الهوا سوا .. وأكيــد قضيّتك مو أهون عننا عقَدت حاجبيها .. و تحولت ملامحها لـ غضَب لكَنه ليس غضباً على الأطلاق .. بل أحياناً نستمد القوة من ملامحنا فقط بذلت مجهود خارق و هي تستدير بصعوبَة للجانب الأخر بحيث تُعطي ظهرها المُنسَلخ لـ " نور " وهي تقول بصوت أجش .. ../ تدريــن .. وش هي قضّية رجسَة ؟ وما شأن رجسَة .. ؟ سألتها عن نفسها .. فلم علّقت الأخيرة في الحوار هذا ما دار في عقَل نور وهي تعقَد حاجبيها وتلتقط الوسادة المُهترئَة وتحتضَنها لم تُمانع في مواصَلة الحديث .. لأنها أحرزت إنجازاً .. لأن نويّر ستتكَلم بالقرب من موضوعها رٌبما ../ لاآ .. والله .. ما أعرف .. ما سألت .. بس وش دخّل رجسة بسؤالي ..؟ وصورة " رجسة " تلك الفتاة المولعة بالتنظيف تطال عقلها حجمها الصغير .. يعطيها منظَر طفلَة في أواسط العقد الثاني من العمُر نطَقت " نويّر " أخيراً ../ تدري وش جريمتها .. قتَـــــل .. رجسَة قتلت واحد رجّال يفوق حجمها بأضعاف .. و هو صاحي وواعي .. الذهول كان سيّد المشاعر في أنحاء " نور " لتقول بنبرة مُندهش ../ وشووووووووو .. رجسَة قتلت .. مو معقَوووول ابتسمت الأخرى ابتسامة في غير محلّها ولأنها كذلك .. بدت ميّتة وواهنة بشكَل كبير ../ تخيّلــــي .. مسكوها تنّظف الدم .. ببرود صَرخت بذهوووووول شديد و أناملها غطّت فاها المفتوح على آخره بصدمة وهي تقول ../ عشـــآن كـــذآ .. هي بس تنــ اومئـت لها الأخرى بهدوء وعيناها تَسرح لمكان بعيـــد .. لا تعَلمه بينما بقيت الأخرى تُلملم شتات أفكارها .. و مشاعرها فالحكاية صَدمتها .. كثيــــراً .. لـ وقت أنقضَـــى بينهَم ثُم سألت نور بحَزم .. كدليل على أنها لم تنَسى سؤالها الأول ../ بــــس ما قلتي لي .. وش هي قضّيتَك يا نوير؟ حينها إستدارت بوجهها المُصفّر تعباً لها .. وهي تقول بحُزن مٌبطَن في حروفها الواثقة .../ هه .. إذا قضّيـت رجسَـــة سوت بك كذا .. أجل قضّيتي وش بتسوي بـــك هكذا نحن دائماً نتهَكم بألمنـآ أو نبحث عن مُتهكمون لنشعر أنها أصغر حجما ً مما نتخيّل ,’ مسگيّن منْ هُو لآ نوى " يضحَـگ " .................................منْ أحزآنُـه شرَقّ .. حتَى إقتنَـع بإنْ [ الفرَح ] ..........................لُه شَيء لآ يُمگـن يليّق ..!؟ اللذة السادسة و العشرين و ابتسامة مقوسَة علت شفتيها حينما أعلنوا أن العريسين سيدلفان معاً وكان ذلك مع تفرق جموع النساء للعشاء ... وبقاء القليل منهن .. نظَرت بتوتر نحو الريم .. وهي تهمس ب ../ مو هذا إلي أتفقنا عليه فتحولت ابتسامتها لضَحك وهي تقول بمرحْ ../ هذي المفاجأة إلي قلت لك عنها ..؟ ../ ريييم أنطقي وش إلي بيصير ؟؟؟؟؟؟؟؟ ../ هديل .. كِل إلي داخلييين محارمك و غرق عقلها في ظَلام الجملة الأخيرة لم تُكمل إستيعابها .. حين تغيّرت النغمات المُرسَلة في الهواء وحينما بدأت ريم في الإبتعاد عن المَنصَة والهبوط لـمنتصف الممر .. و دخَل شخص ما .. لا يشبهها أبداً وعدا أن أسيل تسير ممسكَة بيده .. لفّرت هاربَة من المكان بقيت مُتجمَدة في مكانها وهي تتأملهما سوياً إبتسامَة أسيل وإبتسامته .. لم تعتد عيناها النظَر إلى وجهه بعد .. بل بقيّت في أكثر نظرها لـ أسيل الضاحَكة .. و ريم الخجولة أخذَها .. و أستدار .. للخارج تاركيـن الجميع في تصفيقهم الحار .. وسعادتهم من أجلهم أمّا أسيل فقد أختفت عن ناظريها بين الجموع لأنها تعَلم أن عين " هديل " كسيرة ؛ لا تتقن بها النظَر المُتمّلق في وجوه الجميع ..؛ للبحث عنها أرخَت نظَرها وهي تحاول تهدأت أنفاسها .. |
ثم سمعَت إسمها بصوت تًحبَه .. ../ سّمـــي يمّه ..! إقتربت منها جدّتها و أمسكَت بيدها وهي تقول بصوت خفيض .../ يمّه .. تركي ما وده يدخَل .. بأخذك له اللحيـن إزدردت ريقها بصعوبَـة وهي تومئ لها ../ إيه .. يالله و أخذَتها نحو " والدة تركي " التي وقفت كبديل عن إبنها في مُنتصَف الطريق لـتقودها هي .. نحو الخارج و أختفت الضوضاء .. إلا من أثارها و بدأت تمشي في زوايا الفيلا التي تحفظَها عن ظهَر قلب تنهَدت بيأس من أفكارها المٌتأججة و زوجة عمّها تمسك بأطراف أناملها .. لتقودها نحو زوجها تلك الطريقة في إمساك يدها هي دليل على مدى تَقزز الأخيرة منها وليست نعومة تتبعها أبداً وصلوا للغرفة .. و هي تدَخل بخُطَى وئيدة جداً فلا حاجة لكّي تتعجّل مقابلته أشارت إليها بالجلوس على إحدى المقاعد البعيدة ؛ وكأنها تأمُرها فجَلست بينما طرف عينها تلمح خيالاً لشخَص حفظت تضاريس وجهه سابقاً عن ظهر قلب خرجت والدته و هي تصَفق الباب خلفها بقوة مُدّوية جعلتها تلتفت نحوه لا أرادياً فرأت ملامح لم تتوقع رؤيتها .. نظَرة لا تستطيع تفسيرها أبداً أشاحت بوجهها عنه وعبرة تَعلوا حنجرتها شعَرت به يجلس بجوارها و ملاصق لها ضاقت أنفاسها برائحة العود القوية التي ألتصقت بها حتى هذه الأخيرة تعرفها مُسبقاً عنه صوت خرج بهدوء ليصَلها ../ مبـروك لك يا عرووس ألتمعَت عيناها وهي تتأمل يدها الخالية فوقها بينما عيناه تتفَرس في ملامحها بأريحية عجيبة الاحمرار الذي ألتهم وجنتيها أستّفزه ليمد يده لذقنها و يعّر ض وجهها لعينيه وهو يقول بنبرة حانية ../ وش فيك ؟ رغَم خشوع عينيها نحو الأرض .. لمعَت الدموع ظهرت بقّوة لم تلبث بالإنسكاب ليمسحها بيده الأخرى وهو يكرر بجدّية و حزم ../ ما تسمعين .. وش فيــك ؟؟ صوت عالي مُرتفَع يصَرخ في قلبها بشّدة تُزلزلها فسَرت قشعريرة قّوية في كُل أطرافها ليصَله إرتجافها لن تصَنع أملاً بحياة سعيدة بعيداً حتى عن سواد ماضيها خاصَة مع رجُل كهذا رفعَت عينيها له وهي تراه ينهض ليجلب صندوقاً صغيراً ينطَق بكلمتين لم تسمعهما جيداً ثم يُلبسها خاتمها وهي مُستسلمة لكُل ما يفعَل يقبّل رأسها و خدّيها ثم يطَلب منها أن تُلبسَه خاتمه بقيت لدقائق تتأمل الأخير بتشَتت بعدها حاولت رفع يدها اليُمنى لكَنّها خانتها فأمسكت الصندوق بيسرى ترتجف أخرجت الخاتم .. ليطَير عقَلها لذكَرى ليست في موعدها أبداً " ملابس تكَشف عن أطراف بطَنها شعرها الأسود القصير مُحرر إلي رقبتها و طلاء الأظافر يعكَس بقوة على بياض أصابعها .. تُمرر لسانها على شفتيها وهي تضَحك بإستفزاز أمام منظَر " ناصر" الهائم من بعيد وهي تعَلم أن جلوسها هُنا يُطلَ وبوضوح على مجلس الرجّال .. تراه يقطَف من أوراق الشجيرات المسّورة للمكان و يقذفها من بعيد لها ليشَعرها أنها يراها فتلتفت نحوه بغرور ثم تشيح بنظَرها بتقَزز تتعمدَه لتغيظه فقط نهضت مُبتعدة للداخل .. فقد ملت الأخير ونظراته الحمقاء مررت أطراف أصابعها على يدها .. ثم استدارت سريعاً وعيناها تتأمل الأرضية فقد فقدت خاتمها تتأمل بخوف دون أن تعي إلى أين أخذتها أقدامها فيصطدم رأسها المُنحني بصَدر أحدهم فيترتفع رأسها وهي تهُم بالصراخ .../ عمــــى مـ ـ حينها عاجلتها صفعة أخرسها تأملت ملامحه التي تشَتعل غضباً فتزيده اسمرارا وهو يصّر بين أسنانه ../ أنقلعي داااخل يا كلبة .. بتفضَحينا عند الرجال و لكَن هديل وقتها لم تكُن كما الآن أبداً فقد أستيقظت من ألم الصفعة سريعاً وهي تنطَق بإستهتار تعمدته ../ ليش يا حبيب الهنوووف .. ؟ خااايف على سُمعتك .. و إنت أصلاً بكبرك مـ .... ليمسك بشعرها بقوة و يجرها نحو الداخل يلقيها في ظُلمة الحديقة الخلفيّة ثم يبتعد عنها و أخيراً ليتفتت لها و الشرر يتطاير من عينيه ../ أُقسم بالله .. لو شفت وجهك ولا لمحتك قدّام أي واحد من الرجال هنا .. أقسم لا أقتلك تفهميييين " لا تَدري كيف أنتهت من هذا كُله فخاتمه قد أستقر في يده .. لا تَعلم إن كانت قد ألبسته هو حقاً أو قد ملّ منها و أرتداه بنفسَه هاهي تشِيح بوجهها بعيداً عنه و تتمنى بحق أن يختفي كٌل هذا و تعود لغرفتها المُظلمة بلا ضوء برتقالي حتّى نهض هو الأخر وأبتعد عنها و من ثم نطَق بهدوء دون أن يلتفت لها ../ جّهزتي شنطَتك وأغراضْك .. عقدَت حاجبيها لوهلة بعدها أغمضَت عينيها وهي تُدرك وأخيراً أنها سترحل معه حّركت رأسها بلإيجاب بصعوبة مٌفرطَة حينما طُرق الباب و دخَلت " خديجة" سّلمت على أخيها وضَحكت معه قليلاً ثم جلست بجوار هديل وأمسكت بيدها حينها دخَلت الجَدة وباركت لتُركي ولهديل مّرة أخرى وهي تتأمل ملامح الأخيرة بحُزن يعتصر قلبها فحبيبتها تعيش وحيدة رغُم فرح الجميع وهاهي سترحل عن عينيها فلا تُدرك أي أسى ستتذوقه بعيداً عنها جُلبت الحقائب و اُحضَرت عبائتها أرتدتها ببطء وصمت .. ولم تُعٌلق أو تطَلب أي شيء تشعر بشَدة أن هُناك شبه عميق بين اليوم و يوم تقييدها سجينَة .. عدا أنها دخَلت للأخيرة بشيء من السعادة ... تحتفظ بها وصَلت للسيّارة و أجلسوها أختفى الجميع .. و هي تتذكر كلمات جدّتها المُصّبرة المُعّزية لحالها أستوى الأول بجوارها و والده يحادثه من نافذته وأخيراً .. يوصّيه عليها مطّت شفتيها وكأنها تبتسم و دمعَة حمقاء تُمر من خلالها .. لتثَبت دائماً بأن السعادة ليست سوى حُزن خرق القاعدة لم تقابل أي من ذاك المدعو خالها ولا حتى ريم .. ولا خديجة حتى .. هل فرحوا وأخيراً لرحيلها ؟ هل هم سعداء لتحررهم منها ؟ رٌبما إذاً ليست في حاجة لتسأل عنهم بعد الآن ... أبداً أراحت رأسها على المقعد خلفها و السيارة تحمَلها بسوادها و بياضها لتلقيها بعيداً .. في مَزبلة تُقسم أنها ستصنعها بنفسها * ../ حجرة ورقة مقص .. حجرة ورقة مقص كّورت قبضَتها .. بينما فّرق هو أصابعَه فضَحكت بخفة ../ ههههههه .. فُزت ../ لاآآ . أنا إللي فُزت .. الورقَـة تغلب الحجرة .. عَقدت حاجبيها و الإبتسامة ما زالت معلقة على شفتيها و كّورت قبضَتها وهي تقول ../ خطأ .. الحجر يسَحق الورقَة .. ../ زيـن .. أختلفوا العلماااء .. اعتدلت في جلستها و عيناها تجولان في المكان قبو متهالك .. لكَن كبيــر .. مكتوم و معبأ بالغبار و الأتربة عدا أن هُناك فتحات تهويّـة .. قليلة قد نُسجت عليها خيوط العنكبوت .. بينما جَلسـت هي و الطفَل ابن الست سنوات بالقرب من الباب الحديدي المُفضَي إلى الطابق الأعلى المُتهدّم و نسرين قد أرخَت رأسها على ذراعها و ربما نامت أصوات همهمات خافتَة تصَدر من عُتمة القبو و التي تضيئها بعض فوانيس زيتية قديـمَة همّها أن تضيئ فجوة الفراغ حولها فقط .. وتترك الأخرين غارقين في ظُلمَـة أسندت رأسها إلى الجدار المًتشقق خلفها و أسنانها تَلمَع إثر إبتسامَة طالتها قسَراً لأن قلبها مضيئ/ متلئلئ كما لم تشعر في حياتها من قبل .. و تخجَل من أن تبدو هكذا أمامه فقد تصّنعَت الصَدمة .. و الزعَل لكَن الحقيقة أن قلبها يتراقص من شدة سعادته رغُم أنه تركها و الصغير بعدها هُنا ورحَل شعرت أنها تود اللحاق به .. و البقاء معَه بالخارج أو حتى تسأله أن يبقى بخير من أجلها على الأقل لكَن حيائها يُحسِن إليها لأول مرة في تاريخَه و يتركها تتقَلب هُنا شوقاً .. و تبتسم لمَحها ذلك القريب منها فقال بنبرة مُرتفعَة نوعاً ما ../ شو بكي عَم تتضّحكي ؟؟ لملمت ابتسامتها و نحّتها جانباً وهي تقول بهدوء ../ لييش فيها شيء ؟ ؟ أتكأ عليها وهو ينظَر للباب .. ../ إِمتى بيرجعو الرجال .. أبا كرسيّ .. حزنت من أجلَه .. فبدا جلياً .. أنه يبذل مجهود خرافي ليبقَى مُستلقي على هذه الأرض الصلبَـة أسندته إليها وهي تُربّت على كتفِه ../ راجعــيـن .. بإذن الله راجعيــن و كأنها كانت مع موعِد بهِم .. إذ فُتح الباب بقّوة وهبّت نسرين بُسرعة من مكانها و وقفت هي الأخرى خلفها لكَن القادم .. لم يكُن أياً من رجالهم بل مُجَرد .. جُنود إسرائليين * |
تماماً .. كَ أسوأ إحتمال قد تصَفه لنا عُقولنا أستندت للجدار خلفها .. وسمحت لقدميها المسلوختين بالإسترخاء قليلاً أمامها عينها تتأمل تجاويف الجدار المُتأكِل أمامها و صوت الأخرى يخترق ضجّة رهيبة قائمة داخل فؤادها ../ بس أكــــيـــد مـــو قتل أستغرقت بضع من الوقت لكّي تعيد ترتيب أفكارها وهي تحاول ان تبّسط الأمر على روحها اولاً ../ لا مو قتل .. جيّد جداً ..، دائماً هُناك ما هو أقسَى من الآمِنا لدى أشخاص نعشق أن نقارن أنفسنا بهم علّنا نحرر شيء من الخواء الذي يحتضَننا .../ بس أنا ... دخَلت بُتهمة .. ههههه . بلاش ما أقول تُهمة لأنني ما اٌتهمت في شيء .. أنا سلّمت نفسي بنفسي لفّت أناملها الطويلّة محاول احتضان فكّها لكي لا تفغره من دهشَتها وهي تُردد بذهول خرج في صوتها قسراً ../ إنتي سّلمتي نفـــسـك ..!! و كأنها لم تَنتبه لـ تعجّب الأخرى لتُتابع بجُهد ../ كان لازم آخِذْ جزاي ... رٌبما هي تواسي نفسها .. أو هكذا شعرت " نور" الذاهلة فقالت تَحُثّها ../ طّيب .. إنتي دخَلتي عشان قضية زنـ .. قصدي يعني قضّية أخلاقيّة .. إلتفتت نحوها ببطء وشبه إبتسامة متهدلة على طرف شفتييها مما حثّ الأخرى على المواصَلة وهي تقترب منها ../ كان زين .. سكتّي على نفسِك .. و قاطعَتها بحَزم مُرهق ../ لاآآآ .. أنا قٌلت كان لازم أخذ جزاي ../ أنا قصدي لو كان غصَب إلي صار لك فـ.. ../ مــــوغصـــب .. مــآ كان غصــب .. كان بكيفي .. أنا رحت له برجليني .. محد منعني .. محــد وقفّني .. حتى بعد ما رجعَت .. محد أفتقدني .. وحــتى لمّا دريـــت بحملـي .. وسكَت عليــه محد حسّ فيني أو فِ تعبي .. سكتت لأن شهقَة كبيّرة خَرجت منَها ويدها تمسَح الدموع بقسوة من على خدّيها ../ بس ... بس أنـ ـا .. قلت مادام إنها بتكون فضيحَة ف فضيحَة .. خليني أتعاقب و أنجَلد .. حتّى ... حتّي لما دخَلت السجن .. بعد 3 أيام خّرجوني لغرفة الإدارة .. فرحت .. قلت يمكن أحد تذّكرني .. بس طلع أبوي .. أكلمه بس ما يرد عليّ أطلَبه يسامحني .. ما يرد عليّ .. صارخت عليه إنه هو والسبب .. سكّر الخط بوجهي .. هههههههههههههه فجأة إخترق حديثها الأليم ضَحك ضَحكت بهستريا .. فأمسكت بكتفيها نور تحاول تهدئتها .. وصوت الأولى يتابع ../ هههههههههههه .. تدرين هههه .. كان متصَل ليه .. هههههههههه .. موب داري وش هي فعَلتي .. و بيعرف ينفع أطلع بكفالة أو لا ههههههههههههه.... تعرفي ليــه .. هههههههه عشـــآن يســتر على نـفسـه .. و ما تنهزّ سمعَتـه ثم تقّوست شفتيها بـألم قّوي .. و ملامحها تتمعّر لعِظَم الخطيـئة ! ../ وأنـــآ .. وأنـــــآ .. محـــد لــي لكن لا .. الله فوووق و هو معـي .. عارف إنّي تُبت و هّو بيقبلها منّي و أنخرطَت في بُكاء مرير مُوجَع .. لسامعَـه و ضّجت العنابر الأخرى بصداه حتّى تعالي نحيب الآخرين لنشيجها و بكَـت نور .. حكاية صديقتَـها هكـذا هُم بعضُهم .. يُكّلف على نفسَه قليلاً حينما يُقرر أن يُنجب أبناء و يتكّلف كثيراً .. حينما يتركهُم , بلا تَربية ! * ... / لا والله .. دامك خاااايف على العيال و أمهم .. تكون هاذي سواتك .. بالله عليك إنت ما تستحي على وجهك .. تارك جوالك بيد البزر .. و إلي ترسل رسايل عوجا لأختي .. أعتلت الدهشَة ملامحه بقّوة .. و الصدق يخَرج صادقاً بنفسَه هذه المَرة .. و بدون أن يتحدث رفع هاتفه .. و عبث به قليلاً .. ثم ناوله له وهو يقول بحزم .../ ويــــن إلي تقـــــول عنّه .. خذ و فتشّ الجوال .. ما فيــــه شيء .. أكيـــد إنك فاهم السالفة غلط .. لكَن الثقة لم تُبارح صوته وهو يجيبه ../ وافي ... أنـآ مو جاي أضاربك .. لكَن هي كلمة .. وخلال أسبوع .. وكثيرة عليك .. ورقة أختي توصَلها .. لو ظّلت البزر على ذمّتك .. و تجاوز بعد أن دفع بإصبعيه أعلى كتفه و غـــآدر .. ألــقَــى " وافي " بهاتفه الممدود أمامه وهو يزفر بغضَب ../ يـــــآ ذي السالـــفة إلي موب خــالصيـن منها .. ثم دلف " بندر " للمكان وهو يهمِس ../ وط صوتك .. صاير ما تستحي ... أمسك بكوب الشاهي الساخَن و أخذ يشَربه بقّوة ../ بنَدر أقصر الشر .. و أنقلع من وجهي .. و لا بيجيك إلي ما يسَرك صّر الأول على أسنانه ليكتُم غيظَه و جلس بجوار صقِر الذي قال ../ و متى بتروح لهم .. ؟؟ ../ بكُرة إن شاء الله تدخّل بندر ../ و سحـر .. وش بتسّوي فيها ؟ ../ بضَربها و أرميها من الشباك ثم نظَر نحوه بقّوة .. جعَلت الأول يعقد حاجبيه والأخر يكمل ../ مو هذا إلي تبونه .. هه .. المتهم برئ حتى تثبت إدانته زفر " بندر " بغيظ ../ أعوذ بالله منّك فتدخّل هنا صقر ../ المهم لا تخلّي السالفة معلقة ولا تعقّدها .. وشف لك حّل مرت الأولى .. إذا هي إلى منها الإزعاج طّلقها .. وتذكّر العيال إلي بينكم .. و لا أقول لك خذهم وخليهم عند الثانيّـة .. عقد " وافي " حاجبيه وهو يرد على الأخر بقوة ../ لاآآآ .. خلّك إنت وحلولك .. أنا بتصّرف مع دعاء ثم إلتفت بندر نحو صقر وهو يقول وهو يلتفت نحو صقر ويهمس له ../ أقول .. ترا بحط علم في راسك .. يمكن أمّي تقرر تروح للمزرعـة أسّود وجهه " صقر " و أختلفت تعابيره ليتابع الأخر ../ هي عارفَة إنها حاطّـه البنيّـة .. هناك .. بس إلي ما تعرفه .. ويـن وش حالها .؟؟؟ نظَر له بقّوة وهو يحاول أن يبدو طبيعياً ../ وش قصَدك ؟؟ ../ إنت فاهم قصدي ..؟ ترا ما تعرف إنك تزوجتها .. شَرق الأخر بشرابه .. و أخذ يسعُل بشِدة .. و الآخران ينظران نحوه ببرود و كُل منهك غارق بأفكاره .. ليقطعها عليهم ../ يا ذا العِلم إلي نسيته .. بتقَتل أمي لو دَرت عن سواتك .. إنت قلت لـأبوك ؟؟ حّرك " صقر " بعد بٌرهَة .. رأسه نافياً وهو يقول ببطء ../ لا .. بس أبـوي حاس يعني لو قلت له ما بيتفاجأ إن تـ قاطعَه " بندر " ../ لاآ .. بيتفـآجأ لو عِرف من هي إلي ما خذها ... بتجَلطَه .. بس لازم ينتشَر الخبر .. و عمّي إلي هو أبوك .. خلّي إختك تقول له ..و شوي شوي ... نجلس كلنا مع أمي و نفهمها زفر " صقر " بقوة ../ زيـن .. تكفى يا بندر .. حاول إنها ما تجي .. على الأقل في هذه الفترة .. صبا بحاجَـة لتأديب .. و إعادة تأهيل قبل ما نطَلقها للناس .. فـــآهم قصدي إنت حّرك رأسه بالإيجاب بينما ألتزم وافي الصمت و خرج سامحاً لهُم بالرحيـل و ترك لأفكاره الفوضَى على أمل أن يُرتبها بعد حين ، في الطريق نحو المزرعَة إنطَلق صوته حازماً في غمرة الهدوء المحيط به ../ مهوب شغَلي .. أكيـد بعد ما بصكّ الخط منّك .. بيسألك عنّي .. قولي له .. إني تزوجَت صبا أشتدّت قبضَتها هي على هاتفها .. و عينا والدها سارحَة للبعيـد ../ ماشاء الله عليك .. إنت إلي تسّوي المصيبة وأنا إلي أوقف في وجهه المدفَع .. تدري .. منيب قايلــة له و لا شيء .. لين توعدني إنك تأخذني لها .. لا يُريد هو أن يفعَل .. الكُل يطَلب مشاركته وهو يتمنّى أن يستفرد بها .. حتى ولو لأيام نطق بحزم ../ أوعدك .. بس قولي له بأسلوب هادئ .. وعادي كأنك تفتنّين علي .. مو كأني مرسـلك .. يعني أ قاطعَته بسُرعة ../ فااهمَـــة .. وأعرف أتصَرف و أغلقت الخط على وجهه ألقى هاتفه إلى جواره .. وهو يشعل سجارته الخامسَة لهذا المساء .. و يداه تقودانه نحوها .. ليتابع ما بدأه .. سريعاً قبل أن يكُشف كٌل شيء * حتى في السجن الإنفرادي .. لم تكُن وحيدَة أبداً لكَن هنا .. تعذيب من نوع مُختلف .. تستلقي بملل في كُل مكان .. حتى تشعَر بالغثيان من كُل ما يحدث حولها .. وقفت لساعات طويلة أمام النافذَة تنتظَره .. و تعود بنظَرها نحو الحبل الذي تركه أرضاً أمسكت به .. وربطَت يديها به ووقفت أمام المَرايا تتأمل نفسها ابتسمت وهو تحدّث نفسها بصوت مسموع ../ لــو ربطَني .. بأقتله مع علمها أنها أكثر ضعفاً من أن تفعَل ذلك .. ثم داهم عقَلها صوت .. وكأنها تتوهم خطواته الصَلبة .. و التي تُهشّم الحشائش من تحتها و عندما زادت إرتفع الصوت .. و سمعَت صوت الباب الخارجي يُفتَح .. أيقنت بقدومَـه .. عاد نظَرها بإتجاه الدولاب .. الذي أحتضناها قبلاً تركت الحبَل و أبتعَدت بهدوء عن الباب حينما ظَهر أمام عينيها الآن شعرت بصوت قلبها يجلجل بصراخته داخلها لكَن جّربت كُل الطُرق .. ولا شيء سيمنعه شعرت به يقترب .. وعيناها عاجزة عن قرأت ما يدور في ملامحه .. يدَه السليمَة أحاطَت بها .. و أنفها يشَتم رائحة السجائر الفاخرة التي يقتاتها .. خارت قواها فأمسك بها بقّوة و جّرها نحو السرير .. هو الأخر مُرتبك لأخر قطَرة من العرق الذي راح يتساقط منه ثبّتها على السرير .. و أبدأ في ربطَها وهي مُستسلمَـة .. لكُل حركة يصَدرها شيء ما أشبه ببرودة تتسرب إلى قلبها وعيناها تشتتان النظَر في كُل ما حولها في الجٌزء البارز من خلفيّة السرير راح يربطَها وهو يجلس خلفها ليثبّتها بقربه هكذآ .. يريد أن تمارس هي الحُب أيضاً ولو بتمثيلية حتى لو قيّداها .. لينال مطَلبَه لكَن إستسلامها .. أخافَه .. نطَق بصوت قاسي بارد عكَس ما يُكَن في جوفَه تماماً ../ وش فيــك .. ما ترافسيـن مثل العادَة و ما فـآجأة هو إجابتها الساخرة .. بصوتها المُحبب ../ وش وله المرافس مع .. حقيـر مثَلك أغمض عينيه بقّوة .. مُبتلعاً الأهانـة فهو يستَحق ما هو أكثر .. لكَن يبدو انها فطَنت انها لا تقوى عليه .. إذاً لا حاجَة لتقييدها لكَن لرغبَة في نفسَه قيّدها .. وأشعَل سجارته وهو يجَلس على الأريكَة أمامها أمتلئت الغُرفَة بالدُخان المُلوث .. إثر ما يحَرقه و أما هي فقد أدركت أنها تصّنعت التجاهل كثيراً فبدأت تسعَل وهي تقول ../ كتمتني الله يأخ*** .. أنقلع من هنا .. |
الساعة الآن 09:40 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية