وإِذَا رأَيْتَ اليُسْرَ تَغْرُبُ شَمْسُهُ
فَاعْلَـمْ بِأنَّ شُــــرُوْقَهُ سَـــيَلُوْحُ

فالـهَمُّ فِـي هَذِي الـحَيَاةِ مُسَـافِرٌ
كالضَّيْفِ يَأْتِـي فَـتْـرَةً ويَـرُوْحُ

وقُل للروحِ نامي واطمَئِنِّي
وإنْ بلَغَتْ مواجِعُها مَداها
سيجبُرُ كسرَها ربٌّ لطيفٌ
ويمنحُهَا بِرحمَتهِ مُنَاها

يا نفسُ إن لم تصبِري فتصبّري
وتذكّري أنّا خُلقنا في كبَدْ

والخلْد في الفِردوس لا أمدٌ لهُ
والكربُ في دارِ الفناءِ إلى أمدْ

فدعِي التشكّي للعِبادِ وردّدي
تحت المواجِع كلّها: أحدٌ أحد.

شَكَوتُ، وَما الشَّكوى لِنَفسِيَ عادَةٌ
وَلَكِن.. تَفيضُ النَّفسُ عِندَ امتِلائِها.

وترى ظُروفَ الأمسِ صارت بلسَماً
وهي التي أَعيَتْك حينَ تعسّرتْ
وتقولُ سبحانَ الذي رفعَ البلا
مِن بعد أن فُقد الرجاءُ تيسرتْ

‏وَقَالَ العَقلُ دَعهُ وَلَا تَزُرهُ
وَقَالَ القَلبُ فَلتَذهَب إِلَيهِ

حَدِيثُ العَقلِ مَوضُوعٌ وَلَكِن
حَدِيثُ القَلبِ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

سلوى المحب لخير الخلق في الأرض
الطاهر المصطفى الموعود بالحوضِ

أن الصلاة على المختار تبلغهُ
من جانب القبر أو من آخر الأرض

بعضُ الغيابِ حضورٌ في مشاعرِنا
كم يسكنُ القلبَ أقوامٌ وإن غابوا

• الرافعي

أَتَيتَ وَالناسُ فَوضى لا تَمُرُّ بِهِمْ
إِلا عَلى صَنَمٍ قَـد هـامَ في صَنَمِ

وَالخَلقُ يَفتِكُ أَقواهُمْ بِأَضعَفِهِمْ
كَاللَيثِ بِالبَهْمِ أَو كَالحوتِ بِالبَلَمِ

أحمد شوقي في مدح النبي صلى الله عليه وسلم..

الحمدُ للهِ في قلبي أُردِّدُها
والشكرُ للهِ نُطقًا دام بلساني
كم نعمةٍ لستُ أعلمُها فأشكرها
ناهيكَ عن ما طواهُ الذِّكرَ نِسياني

‏"فهَبْكَ ملكتَ أهل الأرض طُرًّا
ودانَ لكَ العِبادُ .. فكانَ ماذا؟

أليسَ تصيرُ في لحدٍ عميقٍ
ويَحثو التُّرب هذا ثم هذا؟"

‏‎للهِ سلَّمتُ أمرًا لستُ أَعلمهُ
مالي على حِملِه لكن سَأرضاهُ

ربّـاهُ لولاكَ لا سندٌ و لا أحدٌ
فأنتَ حَسبي وَحَسْبِي أنّكَ اللهُ

صَدرِي مناجمُ فحمٍ في حرائِقها
‏فكيفَ أكتبُ نصًا يُثلجُ الصّدرا؟
‏
لا شيءَ عندي سِوى جرحٍ أُرتِّلهُ
‏يُصفِّقُ الناسُ لي والجرحُ لا يبرا.

لا تيأسنّ ففي الآمالِ مُتسعٌ
وفي الغيوبِ تباشيرٌ وأفراحُ
سيطلعُ الفجرُ لا تعجَل نسائمهُ
فالليلُ مهما تمادى سوف ينزاحُ..

يا من أحاط بكل شيءٍ علمُه
يا خالقي ! ما خاب من ناداك …
يا رب لست أراك لكني أرى
عظم الوجود فأنحني لعُلاك …

بين حظ لك عليه و بين نفس قلقه
‏ضاعت الاحلام والايام من يا منها

‏عَلَىظ° ثِقَةٍ بِوَعدِ اللَّـه عِشْنَا،
بِلَا يَأْسٍ وَمَا زِلنَا نَعِيشُ
تَجِيشُ قُلُوبُنَا حُزنًا وَلَكِن،
بِذِكرِ اللَّـه يَهدَأ مَا يَجِيشُ
وَمَا غَيرُ الدُّعَاءِ إذَا عَجَزنَا،
فَإِنَّ سِهَامَهُ لَيسَتْ تَطِيشُ"

إِنَّ الغَنِيَّ هُوَ الغَنِيُّ بِنَفسِهِ
وَلَوَ أَنَّهُ عاري المَناكِبِ حافِ
.
ماكُلُّ مافَوقَ البَسيطَةِ كافِياً
فَإِذا قَنِعتَ فَكُلُّ شَيءٍ كافِ
.
•أبو فراس الحمداني

‏قُل لِمن كَم باتَ يشكو
في ظلامِ اللّيلِ همّهْ

نَم قرير العينِ واصبر
إنّ خلفَ الهمّ حِكمة

رُبّما ما أنتَ فيهِ
كان حِفظًا مِن مُلِمّة

قد يكونُ الحُزنُ بابًا
لانفراجٍ بعد غُمّةْ

قد يكون الكسرُ جبرًا
وابتلاءُ الأمسِ نِعمةْ

كُلُّ ما يجري علينا
مِن إلهِ الكونِ رحمة

رفعتُ إلى رَبِّ الأنام مطالبي
ووجهت وجهي نحوه ورغائبي

كُـلٌّ لَـهُ حـُلْـمٌ... وَحـُلْمُي جَنَّةٌ
بِـمُحَمَّدٍ... فِيـْهـَا يَـكُـوْنُ لِـقَـاءُ

يَا رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ مَا لَثَمَ الثَّرَى
غَـيْثٌ... وَغـَنَّتْ لِلنَّدَى وَرْقَـاءُ..

‏يَا أيّها الصبحُ قلْ للشَمسِ معذِرَةً
فـمَـا ضياؤكِ أبــهَىظ° من مُحَيَّاهَـا

‏للصمت ِ في لغة الهوى أسبابُ !!
والصمتُ عن بعض العتابِ عتاب ُ

هذا أنا أصداء جرحٍ غائرٍ
في مذبحي يتبخترُ القصّابُ

وما شِبتُ مِن طولِ السِنينَ وإِنَّما
غُبارُ حُروبِ الدَّهرِ غَطّى سَوادِيا"

- الشريف الرضي.

ما غَابَ عنِّي وَكلُّ الناسِ غائبةٌ
منْ يَسكُنِ القلبَ يبقى دائمًا فيهِ

‏أمّا أنا سأظلُّ ألتَحِفُ الرضا
وأعيشُ بالأملِ النقيِّ وأُورِقُ

أرنو إلى الفجرِ الجميلِ وأستقي
مِن فيضِ ربي رحمةً تتدفّقُ

وأسيرُ في هذي الحياةِ كأنّ لي
في كلّ جارحةٍ لِسانًا يَنطِقُ:

مُتفائِلٌ مُتفائِلٌ مُتفائِلٌ
حتى أرى وعدَ الإلهِ يُحقّقُ

صلى عليكَ إلهي كلما خفقت
شوقًا للقياكَ أرواحُ المُحِبِّينا

لي ألفُ معصيةٍ والذنبُ ملءَ دمي
و لا سواك إلهي يرتضي ندمي

فثقلُ ذنبي يساوي ألفَ قافلةٍ
لما سجدتُ تلاشى الثقلُ للعَدَمِ

وأسعدُ النَّاسِ ما بين الورى رَجل
عليه من أعين المولى عنايات
.
ساعٍ على قدم بالخير ما برحت
تُقضى على يده للناس حاجات

الحمدُ للهِ في قلبي أُردِّدُها
والشكرُ للهِ نُطقًا دام بلساني
كم نعمةٍ لستُ أعلمُها فأشكرها
ناهيكَ عن ما طواهُ الذِّكرَ نِسياني

‏إن كان في صُدَفِ الأزمانِ رائعةٌ
‏فإنّك خيرُ ما جادتْ به الصُّدَفُ

قَد وَزَّع اللهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
لَم يَخلُق اللهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

•ابن زريق البغدادي