![]() |
لو أنكم معنا !
لغيَّرنا اتجاه الريحِ ، واخضرَّت صحارٍ قاحلةْ . وغدا المِزاجُ العامُّ شرق البحر معتدلاً وقرت أعينٌ متسائلةْ . وتفتحت من حولنا كل الزهور الذابلةْ . لو أنكم معنا .. لصرنا وحدة متكاملةْ . ولما مشينا وحدنا ، في الليل ، ننظر خلفنا كي نطمئن على مسير القافلةْ . كنا حملناكم على الأكتاف حباً في سياستكم وليس مجاملةْ . وتحولت تلك الكراهية الشديدة بيننا لمحبةٍ متبادلةْ . ولأصبحت كل النفوس من المحيط إلى الخليج سعيدة متفائلةْ واستيقظ البحر المطلُّ على طفولتنا وقد عدنا له ، ثم استعدنا ساحله. وتوقف الزمنُ اليهوديُّ الرديءُ ، ودقت الساعات معلنةً نهاية مرحلة . ولأصبح الحلمُ الفلسطيني شيئاً واقعاً ، بالفعل ، نَلْمَسهُ ، ولا نحتاجُ أن نتخيَّلَه . كنا فعلنا ما نريدُ ، وما تمنينا طوال حياتنا أن نفعلهْ . وعلى الجميع ، وكلنا ثقة ، قلبنا الطاولةْ . لكنكم مَعَهم علينا .! تنصِبون لكل حرٍّ مِقْصَلةْ . وكأنما هي أرضنا محتلةٌ منكُمْ وتلك المشكلة . واللهِ ... أكبرُ مشكلـةْ .! |
كليك ( click )
- اُدخلْ هنا . وانقر على هذي الخريطةِ مرتينْ . ثم انتظر .. لهنيهةٍ ، أو لاثنتينْ . والآن قل لي ما ترى ؟ - مصراً وهذا نيلها ، وأرى بلاد الرافدينْ . - هذا هو اليمن السعيدُ ، وهذه دولُ الخليجِ ، وتلك سوريَّا ، وهذا المغربُ العربيُّ ، والسودانُ ، والأردنُّ ، وانظر ها هنا لبنانُ ، ثم أشرْ بسهمك واتَّجهْ ، نحو الجنوب على مسافة بوصتينْ . وانقُرْ على هذا المثلث نقرتينْ . - هذي فلسطين الحبيبة زانَها ، مسرى رسول الله أولى القبلتينْ . وأرى هنا بقعاً بلون الزهر تفصلُ ، بين كل مدينتينْ . هل هذه المستوطناتْ ؟! - وكما ترى هي بالمئاتْ . - لكن هنا ستقوم دولتنا ! فكيف إذن وأينْ ؟ ولقد رأيت بأم عيني لا مكانَ لدولتينْ .! .. يا أيها الوطن الذي ، مازال حبُّك فرضَ عينْ . نهجو بلادَك تارةً ، ونفر منها ، تارةً أخرى ، ونغسل من بقاياها اليدينْ . .. لكننا في الحالتينْ . نهواك من أعماقنا ، وعلى بلادك كلها نبكي ونذرف دمعتينْ . نهواك يا ابن الـ .. لن أقول وأكتفي بالنقطتينْ ! " لحظات صمتٍ لا تطاقْ . " - اُنقرْ هنا فوق العراقْ . ! - أرجوكَ يكفي اليومَ ، لا تفتح جروحي كلها ، في ساعتينْ . كي لا أُصاب بذبحةٍ ، فيقالَ ماتَ ، بضغطةِ " كليكٍ " ، على أيقونتينْ .! |
ثلاثُ سنين
أعودُ لأقرأَ ما قلتُهُ عنكِ ، قبل ثلاثِ سنينَ هنا . وأسألُ نفسي إذا كنتُ قد قلتُ ذاكَ الكلامَ الجميلَ ، أنا .! وكنتُ مجرَّدَ هاوٍ ، فكيفَ ، فرضتِ عليَّ احترافَ الغِنا .؟! وكيف دخلتِ لقلبي وفيهِ ، تربَّعتِ ، من دون أن آذنا .؟ وفجَّرتِ كلَّ العواطفِ فيَّ ، وما كان في داخلي كامنا .؟ وكيفَ اقتحمتِ عليَّ حياتي ؟ فصرتِ حياتي ، وصرتِ المُنى .! *** ثلاثُ سنينَ ، ونحنُ نحبكِ ، أكثرَ من كلِّ أحبابِنا . نخافُ عليكِ من النَسَماتِ ونخفيكِ ما بين أهدابِنا . و " بالروحِ ، بالدمِّ نفديكِ " ، تهتفُ ، كلُّ الملايينِ من شعبِنا . فأنتِ التي لدروبِ الشهادةِ والعزِّ ، سِرْتِ ، وطِرتِ بِنا . وأنتِ التي صرتِ مبعث فخرٍ لنا ، ومثاراً لإعجابنا . وأصبحْتِ نبضاً نعيشُ بهِ وحساً يعيشُ بأعصابنا . فكيف سنقبلُ أن يقتلوكِ وأن يصلبوكِ على بابنا ؟! مُقابلَ إعطاءِ " كَذَّابهم " مجرَّد وعدٍ ، لِـ " كذَّابنا " .؟! وكيف سنخلعُ أجملَ ثوبٍ لبسناهُ من بين أثوابِنا . ؟! مجانينُ !! كلُّ اتفاقٍ لهم سندوسُ عليه بقبقابنا .! وإن قيلَ جئنا لنرهبهم ، بكِ أنتِ ، فمرحى ، بإرهابنا .! *** ثلاثُ سنينَ ، ونحنُ نخافُ عليكِ ، ونعقدُ آمالَنا . صنعنا ، بكِ ، المعجزاتِ وصرنا نهدِّد ، في العمقِ ، محتلَّنا . وأصبحَت الأرضُ تروي الأساطيرَ عنَّا وتذكر أفعالنا . فمَن دلَّنا ، يا انتفاضةُ ، غيرُكِ أنتِ على الدربِ ، من دلَّنا ؟! ومَن جاءنا كالشرارة لمَّا رآنا رماداً ، فأشعلنا .؟ ومَن قال ، غيرُك ، للموتِ : صِرْ حياةً ، فصار حياةً لنا ؟! فكيف فعلتِ بنا كلَّ هذا ؟! وغيَّرْتِها ، كيفَ ، أحوالَنا ؟! . *** ثلاثُ سنينَ ، ونحن نموتُ ، ونرسلُ للموتِ أولادَنا . ونحميكِ من كل سوءٍ ونعطيكِ ، أغلى وأفضلَ ما عندنا . ثلاثُ سنينَ ، ونحن نفجِّرُ ، في أرذل الناس ، أجسادَنا . ونصرخُ : أين الملايينُ أينَ ؟! وهل تركونا هنا وحدنا .؟! ندافع عن أمةٍ ما عرفنا : ترى معنا ، هيَ ، أم ضدنا ؟! *** ثلاثُ سنينَ ونحن نَعدُّ الليالي ونحسب أيامَنا . ونهتف باسمكِ أن تستمري ! إلى أن نحقق أحلامَنا . ونصنعَ دولتنا ، رغم أنف الجميعِ ، وننصرَ إسلامَنا . وفوق مآذن مسرى النبيِّ محمَّدَ ، نرفعَ أعلامنا . فسيري ! لعامٍ جديدٍ ، ومنَّا خذيها : دمانا وأعوامَنا . |
رسالة للعم جمال
في كل أسبوعٍ كعادتها الجميلةِ منذ أعوامٍ ، تراسلني " دلالْ ". وتقول لي .. بعض التفاصيل التي عبرَ الأثير وفي الصحافة لا تُقالْ . وأنا أحبُّ سماعَ أخبارِ الذين أحبُّهم وألحُّ دوماً في السؤالْ .. عن حالهم ، وأقول سبحان الإلهِ ، مُغيِّر الأحوال من حالٍ لحالْ . وصلت رسالتُها الأخيرةُ منذ أيامٍ ، وفيها ما يلي : عمِّي " جمالْ " : ـ إن كنتَ يوماً في الجنوب وفجأةً اشتدَّ شوقُك للأحبة في الشَّمالْ . وأتاك من طرف الحبيب الأمرُ أنْ : هيَّا تعالَ ، بسرعةٍ ، هيَّا تعالْ . وتحركت فيك المشاعر والحنين لما مضى والدمع من عينيك سالْ . وعبرتَ شط الذكرياتِ بحلوها وبمرِّها ، وسبحتَ في بحر الخيالْ . وحزمتَ أمرك أنْ ستُقفِل راجعاً مهما يكنْ ، وتشد للأهل الرحالْ . ثم اكتشفتَ بأنَّ ما قد خِلتُهُ سهلاً ، غدا متعذراً ، صعب المنالْ . وبأن رؤية من تحب كأنها حلم من الأحلام أو شيء محالْ . ثم انفعلت بشدةٍ ، وبدت على قسماتِك السمراءِ ، شدةُ الانفعالْ . وصرختَ : هل نحيا بعصر سابقٍ ؟ حيث الدوابُ غدت وسيلةَ الانتقالْ . ؟ وهناك آلاف الحواجز لم تزل وهناك حظرٌ للتجول لا يزالْ . ؟ وهناك شيءٌ لا شبيهَ له ولا في هذه الدنيا له أبداً مثالْ . يُدعى احتلالاً ـ يا لَخيبةِ عالَمٍ مازال معترفاً بدولة الاحتلالْ . ؟! ـ ورفعتَ كلتا قبضتيك وقلت : " لا باقون نحن .. والاحتلال إلى زوالْ ". ثم اندفعتَ وفي عيونك نظرةٌ وكأنها جمرٌ ، على وشك اشتعالْ . فإذا المدارس غُلِّقت أبوابُها إلا " الشهادةُ " بابُها يَسَعُ الجِمالْ .! وإذا الشوارع شبه خاليةٍ وما من " حَطَّةٍ " ، فوق الرؤوس ولا " عِقالْ " . أين الرجالُ ؟ سألتَ ، قيل : استشهدوا وغدوا مناراتٍ على درب النضالْ . وهناك مفقودونَ .. أو جرحى ومن في السجن ، والباقون فروا للجبالْ . *** ـ هذا غدا .. يا عمُّ حال رجالنا قلْ لي .. أيوجد عندكم أنتم رجالْ ؟! ـ |
ما أروعك
ما أروعكْ . ! رفع الجميع الرايةَ البيضاءَ من زمنٍ ، وأنت بقوةٍ ، ما زلتَ ترفع إصبعيك ومِدفَعَكْ . ذهب الجميع إلى مخادعهم وناموا بينما ، لم تغفُ أنت للحظةٍ ، وبقيت تهجر في الليالي مَخْدَعَكْ .! عزفوا مقاطعهم عن " الإرهابِ " ثم " الإنتحاريينَ " لكن ، ما اكترثت ورحت تعزفُ ، للشهادة والخلود مقاطعكْ . يتساءلون لِمَ " انتحرتَ " ؟! وأنت تسخر من تساؤلهم ، وقدرتِهم على استيعاب شرحكَ ، إنْ شرحتَ دوافعَك . هل يفهم السفهاء ما معنى الشهادةِ في سبيل اللهِ ، أو لِمَ نيلُها ، أضحى مُنَاك ومطمعك . ؟! دعهم .! فقد ضلوا كما الأنعام بل صاروا أضلَّ ومثلُهم لن ينفعكْ . ما أروعكْ . ! كم حاصروك وطاردوكَ ، وأوقفوك وقهقهوا ..! متوهمين بأن ذلك كلَّه قد أخضعكْ . كم عذبوك وما اعترفت سوى بحبك للتراب وكم ، بكيت وكنت في صمتٍ ، تكفكف أدمعكْ . أذهلتهم .! بتوازن الرعب الذي أوجدتهُ ، لمَّا وضعتَ على حزامك إصبعك .! لم تستطع كل الحواجز ، إنْ أردت النيل من قطعانهم ، أن تمنعكْ . علمتهم كيف الحياة تصير موتاً ، كيف تغدو أنت حياً في الأعالي حين تلقى مصرعكْ . لم يفهموك .. وكلهم يسعى بجدٍ ، كي يُضيِّع تضحياتِك هكذا .. ويضيِّعك . والآن قل .. قل ما تريدُ ، فمن سيجرؤ أن يحدق في عيونك لحظةً ويقاطعَكْ !؟ قل ما تريد فأنت سيدهم ، وكلُّ حلولهم هي كالسراب بِقِيعةٍ ، ومتى استطاع سرابهم يا سيدي أن يخدعك ؟ّ! ما أروعكْ . ! حسبوك وحدك عندما ، وجدوك في الميدانِ ، لم يدروا ، بأن الله يا شعبي معك.! |
عنزة ولو طارت .!
إلى من يقولُ بأن هناك يداً ، شِبْهَ ممدودةٍ .. وتُرى . ويزعمُ أنَّ الذي لا يراها قصيرُ النظرْ . ويطلب منا ، إذا لزم الأمرُ ، أن نحمل المِجهرا. لِنُبصِر منها ولو إظفرا . ألا تبصرونَ ؟ يقولُ ، إذن فاتركوني أصافحها وارجعوا أنتم القهقرى . سآتي لكم بالذي تشتهونَ ، وأجعل أيامكم سُكَّرا . ومن دون أن تطلقوا طلقةً ، ومن دون أن تقذفوا حجرا . فهاتوا بنادقكم لا نريد جنوداً ولا عسكرا . فعالمُنا اليومَ ، عالمُ ما بعد سبتمبرٍ ، ولم ينسَ للآن سبتمبرا .! (( يمد يديه ، وللمرة الألفِ ، لكنه لا يراها يداً ، مثلما ظنَّ ، بل خنجرا .! )) فهل سيُكذِّبُ عينيهِ ؟ ، لا ، فلماذا يقول إذن ، " عنزةٌ تلكَ حتى ولو طارتِ الآنَ ، أو ظنها بعضُكم طائرا " .!؟ ألا يستطيع " الشريفُ " حياةً ، إذا أكل الخبزَ والزيتَ والزعترا .؟! وما شهرةُ المرءِ ؟ حتى ولو أصبح الأَشْهرا .؟! إذا ما أحال إلى يابسٍ ، كلَّ ما كان من حوله أخضرا .؟! وإنْ قيل يوماً " فلانٌ فقيرٌ " ، فذلك أهونُ من أن يقالَ " غَدَا سلعةً ، بين أيدي اليهودِ ، وصار يُباع كما يُشترى . وأصبحَ ، في قومهِ ، مُنْكرا .! *** تطير الحماماتُ ، تعبر كل المحيطات والأبحرا ولكننا .. لن نموت من الجوع مهما جرى . ولسنا نقول سلاماً لمن لا يريد السلامَ ولسنا نصدق ما لا نَرى .! |
أفضلُ للجميعْ
مُذ جئتموا ، ما عاد في زماننا ربيعْ . لن نستطيعَ هضمَكم ولا قَبولَ رأيِكم لن نستطيعْ . أوراقُكُم مكشوفةٌ وأمركم فظيعْ . وثوبكم ممزقٌ مُرقَّعٌ ومخجلٌ ، من كثرة الترقيعْ . وذيْلُكم هيهات أن تُقوِّمَ اعوجاجَهُ ، إعادةُ التصنيعْ .! يا ثغرةً مفتوحةً في حصننا المنيعْ . ويا دعاة " السلمِ " و" السلامِ " و"التطبيعْ ". أفضلُ للجميعْ . أن توقفوا جهودكم وتَلزَموا حدودكم وحاذروا أن تقربوا حدودنا ماذا لديكم عندنا ؟ تطاردون جندنا وتوقفون مدَّنا لا تعملون ضدهم بل ضدنا ! حتى غدوتم عندهم كأنكم قطيعْ .؟! .. أفضلُ للجميعْ . أن تذهبوا وتتركونا وحدنا فقد أضعتم جهدنا وتضحياتِنا سدىً وكلُّ ما نملكهُ ، يوشك أن يضيعْ . .. أفضلُ للجميعْ . أن تبحثوا عن مهنة شريفةٍ ، ولقمةٍ نظيفةٍ كي تطعموا أولادكم وحينها ، تلقون منَّا الدعم والتشجيعْ .! من قال إنكم تمثِّلوننا ؟ أو أنكم موكَّلون كي تبيعوا حقنا ؟ والشعب لا ولن يبيعْ . أفضلُ للجميعْ . ألاَّ توقِّعوا على وثيقةٍ ، أو هدنةٍ ، أو أي صلحٍ بِاسمِنا فنحنُ ( إنْ وقَّعتموا ) سنرفض التوقيعْ . |
أهذا سيعطيك دولة ؟!
أَعِدْ ليَ آخرَ جُملةْ . وقل ما تحاول قولهْ . بصوتٍ قويٍ ، فقد قامَتِ الطائراتُ بجولةْ . ودوَّى انفجارٌ عنيفٌ فهز المخيم كلَّهْ . وسمْعي خفيفٌ وقد زادَ ، ذلك في الطين بِلَّة . كأني سمعتُك قد قُلتَ شيئاً ، فهل قلتَ : " دولة " ؟ أمَ انِّي تخيلتُ هذا فقط ولأول وهلة . ؟ ومن سوف يعطيك دولةْ ؟ *** أتُعطَى البلادُ ، أتُهدى كباقة وردٍ .. كفُلَّةْ . ؟ أتُطبع فوق جبينٍ ، كما يطبع المرء قُبْله ؟ أتُشحَذُ مثل رغيفٍ ، وحبةِ تمرٍ ، وفِجلةْ .؟ وإن كان هذا صحيحاً ، أيستغرق الأمر ليلة ؟! لماذا إذن قد أضعنا على أخذها العمر كله ؟! بذلنا الذي قد بذلنا ، وعشنا حياةً مُذِلَّة . ونحن نفتش عنها ، هباءً .. ولم نك قِلة . ألم نَدر أن الوسيلَةَ كانت لذلك سهلة ؟! إذنْ فهنالكَ " إنَّ " ، و " كيفَ " و " هلْ " و " لعلَّهْ " . فدولتهم دون قدسٍ ، كما أنها دون قِبلة وليست كما صَوَّروها لنا .. دولةً مستقلِّة . ! *** بل اسمٌ له ألف شكلٍ ، نحار لنعرف شكله ؟ كحفل زفاف ولكن ، بدون عريسٍ وطبلةْْ. كزهر بدون رحيقٍ ، يفتش عن طيف نحلة . كعين بلا بؤبؤ أو رموشٍ ومن غير مُقلة . تُرى هل عدوُّك أضحى بحبك أنت مُولَّهْ ؟ أصرتَ له مثل الابن الصغير الحبيب المُدله ؟ فجاء لأجل سواد عيونك يعطيك دولة ؟ لماذا تُصدِّق ما لا يُصَدَّقُ ، هل أنت أبله ؟ *** أيرحل من قال إنَّ محلَّك صار محله ؟ ومَن أهلَك الحرثَ والنسل ، ظُلماً ولم يُبق نخلة ؟ وذبَّح بالأمس واليومَ عشرين طفلاً وطفلة ؟ ودكَّ المخيّمَ بالطائراتِ وشرد أهله ؟ أهذا سيعطيك دولة ؟ لماذا تجرّب كلَّ المُجرَّبِ ؟ من دون علة ؟ ألم تكفِ عشرُ سنين ، لتعطيك أقوى الأدلة ؟ بأن اليهوديَّ ليست له في الحقيقة مِلَّة . يماطلُ في كل شيءٍ ، ليكسب وقتاً ومهلةْ . لينقض يوماً علينا وإذْ نحن عنه بغفلة . أما آن أن نستفيقَ إليه ونكسر رجله .؟ ألم تر أن سلاح الشهادة " طيَّر عقله " ؟! سنأتيه من كل وادٍ ، ومن كل سهل وتلة . وننتزع الأرض منه وفيها نشتت شمله . ونجعله وهو يمشي ، يظَل يخاطب ظِلَّه . ونَتبَعه حيث يمضي ونقتله شر قتلة . ومن دمنا وهو نورٌ ، ونار تضيء وشعلة . لأروعِ شعبٍ على الأرضِ ، نصنع أروع دولة .! |
العرَّاب
هواكِ في القلب جمرةْ وحرقةٌ مستمرةْ وأنتِ ، في الجسم ، روحٌ حلَّتْ ، وفي العقل فكرةْ ولا نحبكِ سراً بل نعلنُ الحبَّ جهرةْ من أجل عينيكِ نهوى وفي سبيلك نكره نموت حتى تعيشي أيا فلسطينُ ، حرةْ متى نراكِ ونحظى من ناظِرَيك ، بنظرةْ ؟! والعمر جد قصيرٌ يذوي سريعاً كزهرةْ وقد يُضيِّع غِرٌ عمراً لشعبٍ ، وعمرَه فبَعْدَ عَشرةِ " أوسلو " من أين نأتي بعَشرةْ .؟! *** وللذي عاش وهماً تبدو الحقيقة مُرَّة والمرء يُولد حراً ومؤمناً بالفطرةْ وقد يصير كعبدٍ من أجل مالٍ وشهرةْ وكم رأينا رموزاً لنا ، وقادةَ ثورةْ باعوا بلاداً ، وباعوا مسرىً ، وقبةَ صخرةْ قالوا : السياسةُ علمٌ يحتاج فنَّاً وخبرة وفي الحياة دروسٌ لمن يشاءُ ، وعبرة وبينما من جحرٍ قد يُلدغُ المرءُ مَرةْ يعود عرَّابُ " أوسلو " حتى يعيدَ الكَرَّة .! *** وهكذا بيديهِ ، قد يحفِرُ المرءُ قبره بين الجنونِ ، صحيحٌ والعبقريةِ ، شعرةْ .! |
رسمة ..
جَلَسَتْ على الأنقاض تنظر حائرةْ . يا للبراءةِ .. في العيون الناظرةْ . هم هكذا الأطفالُ ، نُؤسَرُ عادةً لمَّا نراهم ، فالطفولةُ آسرةْ . جلست وفي يدها الصغيرة رسمةٌ وأمامها الأدواتُ شبه مبعثرةْ . قلمٌ وممحاةٌ ومبراةٌ وفرجارٌ وألوانٌ ، هناك ومسطرةْ . كم عمرُها ؟ سبعٌ ؟ ثمانٍ ؟ قلتُ : لم تبلغْ ، لنفسي ، بعدُ سنَّ العاشرةْ . ـ " عمُّو " .! التفتُّ وقد سمعتُ نداءها وسألتُ : هل ناديتِني يا " شاطرةْ " ؟ قالت : نعمْ ، وإذا سمحتَ دقيقةً سأكون من أعماق قلبي شاكرةْ . وأتت إلىَّ بسرعةٍ ، فلمحتُ في العين الصغيرةِ دمعةً متحجرةْ . مدت برسمتها إليَّ وأردفت : " قلْ لي ، ولا تكذبْ ! ألستُ بماهرةْ " ؟ شاهدتُ ما صنعتْ ، فقلتُ : بلى ، وكم هي رسمةٌ ممتازةٌ ومعبِّرةْ !. ثم التفتُ لها ، وقلتُ وقد بدت من فرط إعجابي بها ، متأثرةْ : هل هذه دبَّابةٌ يا حلوتي ؟ قالت : نعم وهنا رسمتُ الطائرةْ . حمراءَ .. لوَّنْتُ السماءَ وتلكم الشمسُ اختفت خلف الغيوم العابرةْ . ورسمْتُ عمِّي ، وهو حيٌ في جِنانِ الخلد في تلك الحياة الآخرةْ . وعمارةً من طابقين لجارنا مهدودةً ، مجروفةً ، ومدمرةْ . لم أنس شيئاً ، كلُّ ما في رسمتي هو صورةٌ عمَّا جرى ومصغَّرة . جاء اليهود هنا ، وكنتُ أنا على الشبَّاكِ ، وقت وقوع تلك المجزرةْ . لِمَ يقصفونَ بيوتَنا وخيامنا ؟ وكأنهم حُمُرٌ غدت مُستنفِرةْ . لِمَ يزرعون الكره فينا عنوةً نحن الصغارَ ، ذوي القلوبِ الطاهرةْ .؟ هل يرغبون العيش مع أشباحنا ؟ تباً لهم ! متوحشون برابرةْ . أمخيمٌ ؟، هذا الذي نحيا به ؟ أُنظُرْ له ! فلقد غدا كالمقبرةْ . لكننا باقونَ ، رغم أنوفهم ماذا لدينا نحن حتى نخسرَه .؟ غير الحياةِ ، وهذه صارت بلا طعمٍ ولا لونٍ ، وصارت مسخرةْ ! حاولتُ جهدي أن أقاطعها فلم أسطِعْ ، وأعصابي غدت متوترة . هل غبتُ عن وعيي قليلاً ربما ؟ هل بُحَّ صوتي ؟ هل فقدتُ السيطرةْ ؟ أم أنها الكلماتُ من عجزٍ بها ترتدُّ للقصباتِ أو للحنجرة ؟. مرت ثوانٍ .. ثم دوَّى صوتُها المتهدِّج المجروحُ ، مثل الصافرةْ . ـ " عمُّو " .. أتسمعني ؟! فقلت لها : نَعَمْ ما مات شعبٌ ، فيه تحيا الذاكرة .! كلُّ الطيور تعودُ إنْ هيَ هاجرت وطيور شعبي ، لن تظلَّ مهاجرةْ .! |
الساعة الآن 11:32 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية