منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=37)
-   -   ديوان الشاعرالعراقي عدنان الصائغ (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=40633)

جروح العمر 06-24-2011 07:51 PM

الظل الثاني


وقفتُ أمام البنايةِ

مرتبكاً
يتعقبني ظلُّه من وراء الجريدةِ
لفَّ معي الطرقاتِ
وقاسمني مطعماً في ضواحي المدينةِ
والباصَ
والمكتباتِ اللصيقةَ
حتى انتهينا إلى دورةٍ للمياهِ
وقاسمتهُ هلعي في القصيدةِ، منكمشاً
أتحسسُّ طياتها من خلالِ التصاقِ القميصِ بنبضي الذي يتسارعُ
والعجلات التي تتسارعُ
والقبلات التي تتسارعُ خلف الغصون
تحسسَ - حين استدارَ - انتفاخَ مؤخرةِ البنطلونِ
فأبصرتُ فوهةً تترصدني……
………
ولم نفترقْ
قاطعتنا الشوارعُ
لم نفترقْ
قاطعتنا أغاني المقاهي التي سيحطُّ الذبابُ على لحنها ويطيرُ إلى الشاي، سيدةٌ بالثيابِ القصيرةِ تهبطُ من سلّمِ الباصِ تقرصها النظراتُ المريبةُ من فخذيها.. فتجفلُ، موجُ الزحامِ الذي يتلاطمُ فوق ضفافِ المحلاتِ منحسراً أخرَ الشهرِ نحو البيوتِ التي ستجففُ أيامَ

جروح العمر 06-24-2011 07:52 PM

النوافيرُ…
ساحةُ بيروت…

لمْ نفترقْ…
………
دلفتُ إلى البارِ
كان ورائي
يمد مخالبَهَ في ظلالي وكانَ الوطنْ
على بعدِ منفى وكوبٍ من الشاي
يقرأُ في صحفِ اليوم آخرَ أخبارِهِ
نافثاً في الزجاجِ المضبّبِ دخانَ سيجارةِ اللفِّ
يبصقُ..
[ .. حين أصافحهُ، سيمدُّ يداً بترتها الشظايا، يشيرُ... (لصورةِ جلادهِ ساخراً تتربعُ أعلى الجريدةِ مزدانةً بالنياشينِ ـ كمْ نفختهُ الجرائدُ ـ يتبعهُ الدبقُ، الحشدُ والكامراتُ) .. أشيرُ إلى المطرِ المتساقطِ من غيمِ أجفانِهِ وهو يرنو لجوعِ شوارعهِ والعماراتِ
تمصُّ دماه وتعلو…]
.. يرى الحافلاتِ التي تتدافعُ
والخطوات التي تـتـ....
.. إلى أين يلهثُ هذا القطيعُ ؟
احتسيتُ ـ على قلقٍ ـ نصفَ كوبي
فبادلني النظراتِ
التفتُّ
رأيت الذي كان يرقبني
قابعاً خلف نظارتيهِ وظهري
يقرّبُ أذنيهِ من طرفِ الطاولةْ
نحنُ لمْ نتبادلْ سوى جملٍ نصف مبتورةٍ
فماذا يسجّلُ فأرُ الحكومةِ في أذنِ صاحبِهِ
ويُهيّيءُ- خلفَ التقاريرِ والمعطفِ الجلدِ - طلقتَهَ القاتلةْ

جروح العمر 06-24-2011 07:53 PM

نصوص رأس السنه


(1)

يسقطُ الثلجُ
على قلبي
في شوارعِ رأسِ السنةِ
وأنا وحدي
محاط بكلِّ الذين غابوا

جروح العمر 06-24-2011 07:53 PM

كلَّ عامٍ
الأذرعُ تتعانقُ

وأنا أحدّقُ
عبرَ نافذةِ المنفى
إلى وطني
كعصفورٍ يرمي نظرتَهُ الشريدةَ
إلى الربيعِ
من وراءِ قضبانِ قفصِهِ

جروح العمر 06-24-2011 07:53 PM

كلَّ عامٍ
يقفُ بابا نوئيل

على بابِ الوطنِ
ويدقُّ
يدقُّ
لا أحد
الآباءُ بكّروا إلى مساطرِ الحرب
الأمهاتُ هرمنَ في القدورِ الفارغةِ
الجنرالاتُ ذهبوا إلى الإذاعةِ
يلقون الخطبَ والتهنئات
والأطفالُ يئسوا
فناموا قرب براميلِ القمامةِ
يحلمون بهدايا
تليقُ بطفولاتهم المؤجلة

جروح العمر 06-24-2011 07:54 PM

بيادق



بيدقني السلطانْ
جندياً في حربٍ لا أفقهها
لأدافعَ عن رقعةِ شطرنجٍ - لا أدري -
أم وطنٍ أمْ حلبةْ
ولهذا أعلنتُ العصيانْ
لكنَّ الجندَ الخصيانْ
قادوني معصوبَ العينين إلى الخشبةْ
وأداروا نحوي فوْهاتِ بنادقهم
فصرختُ: قفوا
ستُجرّونَ على هذي الرقعة،
كبشاً كبشاً
كي تعلو - فوق سلالمِ أشلائِكمُ – التيجانْ



جروح العمر 06-24-2011 07:54 PM

الي ....



الذي كان لي صاحباً قبل أن نفترقْ
في شجون القصيدةْ
والذي ظلَّ في الظلِّ منكمشاً
خوف ضوء النهارِ ونأي الطرقْ
ومضيتُ إلى الشمسِ
ما همّني أحترقْ
أو أهيم بسْحبِ الأماني البعيدةْ
الذي كان لي صاحباً..
لم يعدْ همُّهُ
غير أن يتعقبني في الدروب كظلِّي
ويشتمني في الجريدةْ



جروح العمر 06-24-2011 07:55 PM

وراءَ زجاجِ احدى المكتبات
ظلَّ صاحبي يختلسُ النظراتِ إلى وجهِ رجلٍ

كان يقلّبُ كتاباً
حين وقعتْ عيناهُ - على مؤخرةِ بنطلونِ صاحبي - ارتبكَ
هل خافني الرجلُ؟
سألتُ صاحبي، فلكزني بحذرٍ
أن أسكتَ
لكن الرجلَ الذي التفتَ فجأةً إلي ورآني
اصفّرَ وجهُهُ
تركَ الكتابَ
وانسلَّ مسرعاً بين الزحامِ
تاركاً صاحبي
يبحثُ عنه بغضبٍ

جروح العمر 06-24-2011 07:56 PM

ذات مساء
وبينما كان المطرُ ينهمرُ

في شوارعِ المدينةِ
أخرجني من دفءِ جيبهِ
حركني ببرودِ أعصابٍ
ووجهني إلى ظهرِ رجلٍ
كان منحنياً لالتقاطِ شيءٍ لمْ أرْهُ
إذ تكوّمَ الرجلُ فوقه فجأةً
بينما اتسعتْ خطواتُ صاحبي

جروح العمر 06-24-2011 07:57 PM

بين كومةٍ من عظام وأشلاء حديدية
التفتُ بحذرٍ

رأيتُ حولي عشراتٍ من زملاء المهنة
بهيئاتٍ وحشرجات مختلفة
تبادلنا أطرافَ الأحاديثِ قبلَ أنْ ننامَ
عن جولاتِنا الليليةِ
عن العيونِ التي أطفأنا فيها البصيصَ
عن الأعناقِ التي كنا نراها مزهوةً
ونعجبُ
كيف ترتجفُ أمامنا فجأةً
وتتلوى كسنابل في الريحِ،
بينما كنا نضحكُ
عن تلك الحياة الشاسعة التي.....
لم تكن تعني لنا سوى ضغطةِ زناد


الساعة الآن 08:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية