![]() |
http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(200).gifhttp://forums.graaam.com/images/smil...am%20(200).gif
(((((((((((((((((الفصل الثامن))))))))))))))) ~~**رويتكي من ماء عيني...**~~ بعد أقل من ساعة... وقفت قدام المرآية جامدة وشاردة... أناظر الجرح إلي على رقبتي وإلي لاحظته إلحين... وآثر صفع وليد على خدودي... غمضت عيوني... وشريط أحداث الليلة تمر علي وتألمني... تألمني وتزيد قلبي طعنات... وبلحظة ضعف........... طحت على ركبتي... وبكيت... بكيت وشاهقت... وأنا أسند جبيني على الدولاب... ما دريت يالخنساء... مادريت إن بك هالقساوة... هالجمود... هالضحكات اليائسة المجنونة... مادريت إنك بلحظة تجردتي من الشفقة... من التسامح... من التعاطف... وكله... كله... لأن وليد أخذ حقه... :آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه.... ضميت يدي لحضني وأنا أحس بدوخة... أحس بالدوار بسبب البكاء إلي ما وقفته... وليد صح أخذ حقه... لكن أبقى أنا أنطعت منه... أنطعنت بأنوثتي... أنطعنت بكل قسوة ووحشة... ومستحيل... مستحيل أسامحه... مستحييييل... : آآآآه... حطيت يدي على فمي أكبت هالشهقات والآهات... كفاية يالخنساء... أكبتي هالبكاء وهالشهقات... البكاء ماراح ينفعك... ماراح يصلح الوضع... مديت يد مرتعشة أغرسها على شعري وأنا أتأوه وأبكي وأرجع أستند عالدولاب... كفاية هالدموع... كفاية... سمعت صوت وراي... وبقيت مثل ما أنا أحس ببرودة الخشب على جبيني... أكيد هو... أكيد جا يطلب السماح والغفران... يطلبه لأنه نادم على إنه حسب وحسب... وكان غلطان... يطلبه لأنه آذى المسؤولية إلي حملها له عمه... غريب... غريب كيف ندمه وإعتذاراته ما أثرت فيني... غريب... وقفت شوي شوي ألملم رجولي أوقف على حيلي... وطاحت عيني على إنعكاس صورة وليد بالمراية وإلي واقف إلحين بوسط الغرفة... وبسبب نور الغرفة الخفيف وجهه ما بين... ما أهتميت له... ورجعت أناظر الجرح برقبتي وأنا أجلس عالكرسي... سحبت دولاب أدور على مناديل أو أي شيء أنظف فيه هالجرح... وما حسيت إلا بيد أنحطت على كتفي... رفعت أنظاري له من المرآيه... وتعلقت أعينا لثواني... نزلت نظري لحظة... لحظتين... أستجمع قوتي... ورجعت أرفعها أبتسم بكل توجع... ولما حاول يتكلم سبقته... وأشرت بابتسامة: ما بقى على دوامك غير ساعتين... تبيني أحضر لك فطور من مطبخ الجناح؟! ارتعشت شفايفه وناظرني مشتت... ما قدر يتكلم... ولا تكلم... وقمت بكل ثقل ونسيت جرحي... وقفني لما مسكني ورجعني أجلس على الكرسي... قال بضعف يدفن راسه بحضني: الخنساء...آآآآآه يا الخنساء... أرجوك أسمعيني... أسمعيني... أدري والله إني غلطاااااااااان... غلطااااااااااان بحقك ... لكن... لكن... أرجوك... سامحيني... ولا تعذبيني أكثر من كذا... كل ثانية وكل لحظة... أحس فيها إني قتلت نفس... أحس إني خنت عمي... خنته وهو إلي أمني عليك... هو إلي ترجاني... وبكى علشان أوافق عليك... أرجوووك ... أرجوووك... سامحيني... سامحيني... ناظرت بشرود لشعره الأسود وهو بحضني... ودمعت عيني... أبوي بكى وترجى حتى يتزوجني وليد؟!... وليد إلي حسبني بعت شرفي وافق يتزوجني فدى لأبوي... وافق وهو مقتنع بأخلاقي الوسخة... وإلحين... إلحين... لما عرف الحقيقة... هو ندمان لأنه خان ثقة عمه... خان وصية عمه... هو ماهمه شو مقدار ألمي... همه بس إنه ندم لأنه خان وصية عمه... همه يريح باله... فخلاااااص... خلااااص يالخنساء... هذا هو وليد... ضعيف ومهزوز... كفاية يالخنساء... ريحي ضميره... وطمنيه إنه ما آذى مسؤولية عمه... ما آآآذاها... غريبة... غريبة يكون وليد بهالضعف... من يوم عرفت وليد ما تخيلته إنه بيوم راح يكون بمثل هالضعف... ورغم كذا... قلبي ما حن... ما رحم... الحرقة بصدري ترفض... الكبرياء المجروحة إلي أفتخر فيها وليد من قبل صارت دوري إلحين... الأدوار أنقلبت... أنثوتي إلي طعنها وليد ترفض أسامح وأنسى... مسحت على شعره ورفع راسه يناظرني بأمل... ينتظرني بلهفة كلمة تريحه... ابتسمت بحلاوة وأشرت: وليش تبي مني السماح؟! ليش تبي مني كلمة؟! أنا قلتها لك من قبل... راح أكون لك نعم الزوجة إلي تبيها... جارية... خادمة... ظلك... أو طيفك... سمني شو تحب وراح أكون لك... أنت أشر بإيدك وتلقيني عند رجولك أنفذ أوامرك وطلباتك... وما يحتاج تعتذر لي... ما يحتاج أبدا... أرتعش جسمه وناظرني محتار متألم... وقفت وتركته رايحة المطبخ وهو يضرب الكرسي بكل قوته... حضرت الفطور عالسريع... وجلست على كرسي طاولة الأكل أنتظر وليد يجي... بعد تقريبا ربع ساعة دخل وليد... كان بلبس الشرطة... شعره مبلول وجسمه مشدود والألم باين على وجهه... ناظرني لحظة بصمت وجلس مقابل لي... قدمت له الأكل وصبيت له الحليب... ما حاول يتكلم... عرف إنه ماتت فيني الرحمة أو هذا إلي فكر فيه... وقف بعد دقايق وهو ما أكل حاجة غير قطعة صغيرة... سألته بأهتمام: ما أكلت حاجة... تبيني أحضر لك شيء ثاني؟! ناظرني وقال بسرعة: أريد كلمة منك يالخنساء تريحيني فيها... ابتسمت بألم: وهذا شيء صعب مالي قدرة فيه... عض على شفايفه بألم ولف طالع... تذكرت ومشيت له... مسكت ساعدة... أأشر: وليد... ناظرني محتار وعيونه بها بريق أمل... أشرت أحبط آماله: أريدك تتصل بعمي سيف... خبره إني ما أقدر أستقبل التوائم هاليوم... أعتذر له عني... همس: ليش؟! أشرت أسخر منه وأنا أأشر على جروح رقبتي وآثار الضرب على خدودي: وهذا شو؟! تظن إنهم ما بيسألوني عنه؟! يكفيني الجدة وعمي خالد... غمض عيونه يكبت موجة ألم وهز راسه موافق... وطلع... ولأني قدرت أغطي آثار خدودي بطبقة من بودرة الخدود... نزلت لجدتي وسمعتني كم كلمة... على قولتها شو هالخرابيط بوجهي... ابتسمت لها بوجع وأنا أسمعها تتكلم عن زمان أول... وحريم أول... ومر اليوم طويل وممل علي بشكل كبير ... حتى بدون ما أشوف وليد للساعة 8 بالليل... ولأني رحت غرفتي أريح ماحسيت إلا وأنا نعسانة... وما سمعته لما طلع باليوم الثاني... * * * * * |
الأحد...
28-10-2007... الساعة 11 بالليل... كنت جالسة بالصالة مع جدتي وعمي خالد... وكان عمي وهو يمشي يرفع موبايله يطلب رقم على كل دقيقتين... قال عمي: مدري؟! مدري وين هالولد...؟! ما يرد علي... قالت جدتي وهي وحدها قلقانة: صلي عالنبي يا ولدي... رد عمي وهو يجلس: اللهم صلي عليه وسلم... يا خالة أحس بقلق... أحس بنغزة تأكد لي إن وليد فيه شيء... اليوم بطوله من الصباح ما رجع... حتى أتصال يطمنا فيه ما أتصل... كتبت لعمي: يمكن يكون بدوريه... أتصلت على مكتبه؟! رد عمي: ما في من يرد على المكتب هالحين... وموبايله مسكره... حتى ربعه يقولون ما يدرون عنه... تساءلت وين يكون وليد بهالوقت؟! عمي يقول مو من عادته ما يقول له عن تأخيره بدورياته... كتبت: يمكن تكون دورية مفاجأة... تنهد عمي وهو يقول بتوتر: آآآه يا بنتي... ما كنت أبيه يشتغل هالشغلة الخطيرة... بس وليد عنيد ويقول نفسي فدى وطني... وكم مرة يجينا من دورياته إما مجروح أو مضروب... حسيت إلحين بخوف على قلق... وأنتظرت معهم نسمع خبر... حتى وصلت الساعة وحدة وتحركت جدتي بضيق... قالها عمي: يا خالة روحي نامي وبنطمنك على وليد... هزت راسها وهي تعبانة: حاشا لله... ولدي ما فالبيت تبيني أرتاح وأنام؟! قال عمي يحاول فيها: أنتي تعبانة والساعة إلحين وحدة... ياللااا يا خالة... روحي نامي وبخبرك لما يوصلنا بالجديد... وبعد ما أقنعها عمي تروح تنام بغرفتها ويطمنها على وليدطلعت وهي تدعي بصوت مسموع... دعاها زادني رهبة على أمل برجعة وليد... شعوري كان مهزوز ممزق... كنت جامدة بجلستي والخوف جمدني... وبعد ربع ساعة حسيت بالنعاس يجافيني ونمت على جلوسي بالكنبة... سمعت صوت يناديني: الخنساء يا بنتي... قومي... كان صوت عمي خالد... قمت نعسانة وتذكرت...قفزت وكتبت بسرعة: رجع وليد؟! هز راسه وقال بوجع: لا... ما رجع... لكن... مسكت يده وأنا أحس بشيء غريب... كتبت: شو فيه يا عمي؟! صاير لوليد شيء؟! قال وهو يمسح على شعري: لا تخافي يا بنتي... كان بدورية مفاجأة وواحد من الحثالة غرس بصدره زجاجة خمر... أرتعش جسمي... وبلعت ريقي... رغم كرهي لوليد ومعاملتي له يبقى هو ولد عمي... من لحمي ودمي... وحزن عمي من حزني... وحتى الوجع بعدوي ما أرضاه له... كتبت: الساعة كم إلحين؟! ووين هو إلحين؟! قالي يوقفني: الساعة 3 الفجر... وهو إلحين بالمستشفى... يلاااا يا بنتي روحي ألحين أرتاحي... أنتي تعبانة... بروح له الصباح وبطمنك على حالته... كتبت: بروح معك... قال: الزيارات تفتح العصر... كنت بعترض لكنه قالي بتعب: يا بنتي هو كلمني يقول إنه بخير... وإذا بتجون تعالوا العصر... والصباح الزيارات مغلقة... هزيت راسي وجسمي متكسر من نومتي عالكرسي... وطلعت أريح بغرفتي... أرتميت على السرير أتنفس بقوة... ما فهمت مشاعري... ما فهمت خوفي... قلقي... وألمي... ما فهمت هالمشاعر... مديت يدي للمصحف أحاول أهدي دقات قلبي وأقرأ الكلمات إلي تطمني وتنساب بعروقي أنسياب الماء... رجعت راسي وأسندته وحضنت المصحف لي... يارب يرجع وليد بخير... لأبوه وجدته وأهله... أدري إني ما زلت شايلة عليه بس ما أتمنى له يصير له مكروه... أهله محتاجين له... محتاجين لوجوده بس أنا... أنا مازلت رغم كذا متألمه منه... * * * * * |
الأثنين...
29-10-2007... الساعة 4 العصر... أول ما أنفتحت الزيارات بالمستشفى كنت مع عمي وجدتي بالسيارة... ولما قربنا من الغرفة دق قلبي بقوة... وخانتني شجاعتي أدخل... وقفت عند الباب مترددة... لا تسألوني عن سبب ترددي وربكتي... بس حسيت بهالمشاعر ولفيت بسرعة لوراي أدور على عمي... وأنقذني عمي من ربكتي و مسكني ودخلني معاه... وهو يهمس بطيبة: خلك شجاعة ما فيه إلا الخير... ودخلت شوي شوي... وشفت بالغرفة هدى وعمي سيف... وكانت جدتي واصلة له وتحضنه ومنها ماقدرت أتبين ملامحه... جدتي هامست بدعاوي وعتاب مرة وحدة: الله يحفظك يا أبوي... الله يطمني وتقر عيني بشوفتك صحيح ومعافى... ما كان أحسن لك تهجع (تجلس) بالبيت... بدل ما ترهب هالبنت الضعيفة عليك؟! وتخليها قلقانة عليك نهار وليل؟! ضحك وليد شوي وطمن جدتي: يمه هذا شغلي... ومستحيل أستغنى عنه... ولف لي وبعيونه أكبر سؤال... أكيد يتساءل عن قلقي الغريب... وألتقت أعينا لحظات... أرتبكت وأنا أحس بأحساسيس مو المفروض أحس فيه... أحاسيس محظورة بالنسبة لي... قالت هدى بدفاشة: سلمي على زوجك... وناظرتني متوترة لأنها شافت فيني التردد والألم... تنهدت بالخفيف ومشيت لوليد بكل ثبات... كان مربط بالشاش من صدره وكتفه اليمين... أرتعشت شفايفي وقربت أكثر... أستجمعت شجاعتي وبست خده أتحمد له بالسلامة... أشرت: كيفك إلحين؟! همس: بخير... كيفك أنتي؟! أشرت: بخير الحمد لله... وسكتنا... ما كان عندنا كلام علشان نقوله... فبقيت بالظل حتى جات عمتي وبنتها نشوى وطلعتني من ظلي... قالت تناظرني بحقارة: وهذي شو فايدتها هنا؟! ما أظـــ.... سكتها عمي سيف بصرخة فاجأتنا: سلمى والله... والله إذا تكلمت زيادة بتشوفين.... وسكتت عمتي منفوخة من القهر... همس وليد وقال: الخنساء صبي لي كوب ماي... صبيته له ومن باب الدور الزوجي شربته الماي... عمتي قالت تهامس: من يشوفها يقول وحدة مهتمه فاهمة وإلا هي بالأصل جاهلة... متخلــــ... وهنا مو عمي إلي صرخ... وليد إلي همس بشرر: عمتي الله يخليك هالكلام ما أبي أسمعه مرة ثانية... أنتفخت أكثر وطلعت حرتها على بنتها تقول لها بصرخة: أعطيني كوب ماي... عضيت على شفايفي... وكنت بضحك... والله موقفها ضحكني... ولما شافتني أبتسم عصبت وأحمرت ... وما شفناها إلا وهي طالعة من الغرفة ساحبة بنتها الظل... ضحك عمي سيف وقال: تستاهل... خلها تتأدب وتثمن كلمتها قبل لا تطلقها... : ههههههه... أمففف... كبت ضحكتي من موقف عمتي... ولفيت لوليد ... وفجأة سكنت لما شفت نظرات وليد علي... مازال بوجهه سؤال محيره... طولنا بالنظرات وما حسيت إلا عمي سيف يتمسخر علينا... يقول بدفاشة: هلووووو إحنا هنا... ممكن نتعرف؟!... ضحكنا كلنا على تعليقه... ولفيت منحرجة أسكن دقات قلبي... قالت هدى معصبة عليه: سياف أقول خلنا نطلع... نفسي بعصير ينشف ريقي... وسحبته معاها للخارج... أما عمي خالد فقال بكل هدوء: أنا بخليكم تاخذون راحتكم... يمه تطلعين معي؟! وقفت الجدة بصعوبة وقال: إيه يا ولدي... خلي العرايس بروحهم... وطلعوا بكل بساطة... وبكل بساطة وقفت بوسط الغرفة وخدودي حمر من الحرج... أنا مو محتاجة أجلس مع وليد... لفيت بطلع بلحظة جنون ورا أهلي... لكني سممعته يهمس: ما يهمك يالخنساء؟! ما يهمك تسمعي شو أخباري؟! بلعت ريقي ورجعت أناظره وسكت ومارديت عليه... رجع يسأل محتار: عيييل شو هالقلق إلي سمعته من جدتي؟! ما عرفت شو أرد عليه إلا وأنا أأشر بغباء: أنت ولد عمي إذا كنت ناسي... تنفس بقوة وشفت يده تنضرب بكل قوة على السرير يكبت قهره... تنهدت وسألته بالإشارات بعد ما رجعت أمشي بكل بطء... أحاول أبين له أهتمامي: شو صار لك؟! ناظرني بأسف وإحباط... وقال وهو شارد: واحد من هالحثالة فاجأني وأنا أقتحم عليهم المكان بزجاجة خمر مكسورة... غرسها أسفل كتفي... وأشر على كتفه وأنا بلعت ريقي بخوف... وأشرت برجفة: وليد...ليش... ليش رميت نفسك بهالمهمة؟! مسح على شعره وقالي بصوت خفيف: أقربي يالخنساء... تعالي هنا... وقفت مرتبكة وهو يأشر على حافة السرير... طلب مني للمرة الثانية: تعالي... ترددت ثانيتين... و بالأخير قربت وجلست محتارة... قالي يمسك بيدي ويهمس: تدرين ليش رميت نفسي من هالمهمة؟!... من قهري... من ألمي... من رفضك لي ولأعتذاراتي... من إحساسي بكرهك إلي يسمني... رميت نفسي بدون تفكير... سحبت يدي وقلبي يدق بكل قوة... وناظرت لبعيد وأنا أفكر... كفاية عذاب يالخنساء... ريحيه وسامحيه... لكن... ليش بنفسي هالقد من حب تعذيبه... حب تذويقه من كاسة الألم...؟! رجع يقول: الخنساء... ناظريني... رجعت أناظره وهمس بأمل: قولي إنك سامحتيني... سامحتيني على كل شيء... قوليها... تعلقت أعينا لحظات... وابتسمت بوجع... بوجع أأكد له إني مازلت قوية... مازلت مسجونة عنده... وهو سجاني إلي ظلمني... وهزيت راسي بالرفض... غمض عيونه يكبت موجات الألم... ويغرس راسه على السرير... فتحها بسرعة وتنفس بكل قوة: ما عدت قادر يالخنساء... ما عادت تكفيني الكلمات... وقفت ولفيت معطته ظهري ونزلت دمعة يتيمة لخدي... ليش كل ما رفضت طلبه تنغرس طعنات الألم بقلبي؟! * * * * * |
الثلاثاء...
30-10-2007... الساعة 4 العصر... استقبلت أنا وجدتي وليد عند باب البيت... كان يبان عليه ضعيف وشاحب من الألم... ويغتصب أبتسامة لجدتي وعمي كل ثانية وإلحين... وبعد ما حصل بوسات ودعاوي من جدتي...سندته مع عمي نوصل للمصعد ونطلع لجناحنا... قال عمي يعاتب: شفت يا ولدي عاقبت كلامك وعنادك... فهالمرات سلمت... لكن... لف وليد لعمي يقاطعه وإلي حسيت فيه هادي بشكل كبير: أرجوك يا أبوي... ما بي بهالوقت عتاب... ما أبي إلا أرتاح... تنهد عمي وسكت... دخلنا الجناح وقال وليد لأبوه: لا تتعب حالك بنام وبشبع نوم... بس أنت لا تهتم... ولا تكدر نفسك... طيب؟! قال عمي: وكيف ما تبيني أهتم وأتكدر؟! الخنساء يا بنتي أهتمي فيه... ما أوصيك... وهذي أدويته... إذا زاد الألم خبريني... تمام؟! هزيت راسي وطلع هو من الجناح... ارتمى وليد على الكنب بتعب... أشرت له: تبيني أحضر لك شيء تاكله؟! هز راسه بلا وقام على حيله يمشي متسحب للغرفة... وقفت بمكاني أغمض عيوني متألمة... ورجعت أفتحها أتنهد وطلعت لوليد... شفته رامي نفسه على السرير وهو مغمض عينه... أخذت الغطا وغطيته... همس وهو ما تحرك ولا فتح عينه: ما كفاك تعذبيني بهالطريقة؟! تراجعت بدون كلمة وطلعت من الغرفة... . . تقريباً على الساعة 2 الفجر ... قمت من نومي مفزوعة... حسيت بنغزة بصدري... ما أدري السبب وتميت أناظر السقف... وبالأخير إستسلمت وقمت رايحه للغرفة الزرقا... فتحت الباب شوي وبعدها دخلت... المكان بارد مرة... مشيت للسرير... ولاحظت بضوء اللمبه إن وليد مرتمي عالسرير بإهمال... كان نايم ببنطلون البيجامة والقميص مرتمي عالأرض... والفرشمعفوس ومرماي على جنب... قربت من وليد ولاحظته يتنفس بصعوبة... المكان بارد وهو بدون غطا وبدون قميص... خليت يدي على جبينه... ولاحظتها حارررة مرة... عرفت وقتها إن الحمى صابته... جلست على طرف السرير أفكر شو بسوي... أنزل وأقوم عمي أو شو؟!... بس بالأخير رحت طفيت التكيف... وجبت منشفة وبللتها وحطيتها على جبينه ...وصرت لساعة كاملة أغير له الكمادات... كان يهذي بكلام مو مفهوم أبداً طول ما أنا جالسة أناظره... وتبلل من العرق... الدنيا برد وهو جسمه حارررر... ونفسه سريع... مسحت على شعره بشرود... رغم كل لحظة تمر علي أحس بطعنات بقلبي... لكني حاولت أكون قوية... قمت أجهز شوربة... وأخذتها له... لاحظت من بين الأدوية إلي حطها عمي بالصالة حبوب خافض الحرارة ...كان تنفسه بدا ينتظم شوي... ضربت خدوده بهدوء أريده يقوم... وبعد محاولات فتح نص عين... حطيت وسادة وراه وهو يأن من الألم لأنه تحرك مو مرتاح...وجلست على طرف السرير مقابل له... وبدفعات صغيرة أحاول أشربه من الشوربة... بعدها قال لي والحمى سكرته: كفاية... ما عدت قادر أبلع... بعدت الصحن وأخذت الحبوب وأعطيتها له وشرب الماي ومنها غط بالنوم... ولساعة ثانية تميت أغير الكمادات حتى إني نمت على طرف السرير من السهر... . . سمعت صوت الآذان يصدح ويعلو... وخاصة إن المكان هادي... حطيت يدي على جبينه ولاحظت إن الحرارة إنخفظت... وقمت تسحبت أصلي... ورجعت له وضربت خدوده بلطف حتى يصحى... رفرف بعينه وفتحها يقاوم النعاس... أشرت له: أذن الفجر يا وليد... حاول يقوم وهو يحس بجسمه متخدر... أسندته حتى يجلس... سمعته يقول بهمس: أكيد الشاش مليان دم... وصحيح لاحظت بقعة دم كبيرة على أعلى صدره... وأكيد السبب تحركه السريع بنومه وضيقه من الحمى... أشرت له: بجهز لك الحمام... خذلك دوش ساخن بيفيدك وخاصة بتنزل الحرارة أكثر... وبربط لك الجرح مرة ثانية... ما جاوبني لأن كل همه يقاوم سكر الحمى والألم... رحت وجهزت الحمام (تكرمون) ورجعت له وأنا أسنده... أشرت له: حاسب لا تصب الماي بالجرح... إنتظرته لعشر دقايق وبعدها طلع وليد وهو لاف منشفة حوالين خصره ومنشفة رامنها بإهمال على كتفه ويبان عليه بدا يصحصح شوي... أشرت له بعصبية وطلعت مني عفوية: وليد ...المكان بارد وأنت طالعة كذا متبلل... دخلت الحمام وأخذت منشفة أكبر هالمرة ولفيتها على كتفه... ورحت لغرفة التبديل وأخذت بيجامة... طلعت له وأعطيته ورجعت للحمام أخذ مقص من الصندوق... بعدها طلعت وشفته جالس عالكنبة ولابس البطلون والقميص بيده... شكل الحركة تعبته... هزيته شوي بعيد عن كتفه... وفتح عيونه يناظرني... أشرت له: بنظف لك الجرح... همس: لا... بنظفه لوحدي... كفاية ...روحي نامي... أشرت: وكيف بتلف الشاش عليه؟؟ قال بتعب: روحي يالخنساء... لا تتعبين حالك.. أشرت له بعنف: لا... أجلس ساكن علشان ألف الشاش... وجلست جنبه بعد ما جبت الشاش والمعقم... وبديت أقص الشاش القديم وهو سكن... يمكن لأنه يدري إنه ما بقدرته ينظفه لوحده أو لأن التعب خدره... ولما فكيته فتحت عيوني مذهولة من ثغرات الجروح... بلعت ريقي متألمة... حطيت المعقم ولفيت له الشاش وضبطته... وساعدته بلبس القميص...وأسندته ليتوضى وتركته بعدها يصلي... رحت للمطبخ... وجهزت عصير برتقال طازج حتى يستفيد من الفيتامين... ورجعت له وحصلته يطوي السجادة... ساعدته ينام عالسرير براحة أكثر... أشرت له: إشرب هالعصير راح يفيدك... هز راسه بتعب... كان مفعول الدواء بدا يقل ...فجلست على طرف السرير... وصرت أشربه بجرعات حتى هز راسه رافض... غطيته بالفراش وناظرته لدقايق وهو يصارع النعاس... قال لي بهمس أرهبني: ما كفاك... حتى... بكل... نفس... باردة... تداويني...؟! وما كمل كلامه لأنه غط بالنوم... طلعت حاملة العصير والكمادات وجلست بطاولة المطبخ... وحطيت راسي على الطاولة وبكيت... والله من كثر ما أبكي أحس بعيني تألمني... وبراسي يدوخ... والله ... ما كنت باردة لما داويته... لما كنت معاه طول هالوقت... كنت كل لحظة أحس بألمه ووجعه وأحاول أسكن هالألم بمداواته... وأهتمامي فيه... تنهدت بألم... ورغم كل إلي صار قمت وتسحبت لغرفتي ونمت... * * * * * . . ((يتبع)) |
http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(169).gif
الأحد... 4-11-2007... ناظرت الساعة 2 الظهر... عمي خالد عنده شراكة شركة للأقمشة هو وعمي سيف... ورغم كذا يحب يتواجد على الغداء بالبيت... عكس وليد إلي رجع لشغله بالأمس... بعد مناقشات حادة مع أبوه... رجع يرمي نفسه بمهماته وشغله... ورغم كذا ما وقفت نظرات الإعتذار منه... إلا إني مازلت بقلب متجمد... كل إلي مر بوليد هو نغزة ألم وقلق عليه لأنه يبقى ولد عمي... بس إلحين أستمديت من بعدي عنه قوتي... ورجعت أعامله ببرود وجمود... هزيت راسي أنفض أفكاري... وقمت أجهز السفرة لي ولعمي لأن جدتي اليوم طالعة تزور أخوها المريض... وكنت بشغلي لما سمعت صوت باب البيت ينفتح... ناداني عمي: الخنساء يا بنتي... في ضيوف معي... ألبسي شيلتك وتعالي... قمت وشلت شيلتي ولبستها... كنت لابسه جلابية بلون ليموني ووردي وتطريزها إبداع... ورحت لعمي بالصالة... شفت مع عمي شاب طويل لابس دشداشة سودا وبلا كمه... شعره مسرح بعناية... وكان يلبس نظارات طبية... بس وجهه ما كان غريب عني كثير... والثاني كان يلبس بنطلون وقميص أسود... وكان يلعب بموبايله... ووجهه كمان مو غريب علي كثير... قال عمي بابتسامة: يا بنتي... تعالي... قربي لا تستحين... مشيت لهم وقربت... وقف الشاب صاحب الموبايل بعد ما رماه عالكنبه... وقال وعينه علي: السلام عليكم... كيف حالك الخنساء؟! هزيت راسي بالسلام وأنا متحيرة... وكمل عليه صاحب الدشداشة بلغة الإشارات: شو أخبارك يالخنساء؟! ومبروووك الزواج... فتحت عيوني مدهوشة... منو هذولا... ؟! وهذا بعد يعرف لغة الإشارات...؟! قالي عمي خالد يجاوب على أفكاري: هذا جلند أخو هدى... خال وليد... وأشر على صاحب الدشداشة... وأشر بعدها على الثاني: وهذا ولد عمتك سلمى... طلال... ابتسمت بالخفيف وأنا أقول بفكري إنهم مو غريبين علي... طلعوا أهلي... قال جلند: تفضلي يالخنساء... وعينه تعلقت بعيني ووجهي... استحيت بسبب نظراته... وجلست بدون راحة... تكلم عمي: جلند وطلال كانوا يدرسوا بنيوزلاندا... وكمل طلال: بجامعة أوكلاند... أحمرت خدودي لهالمسميات الغريبة علي... أشرت وأنا أحس بخجل من نظراتهم: أعذروني أنا ما قد سمعت مثل هالمسميات... هي طلاسم بالنسبة لي... قال جلند بسرعة: ما عليك من جامعتنا... إحنا خلصنا وتخرجنا... وجينا عالبلد بعد غيبة طويلة... وصلنا صباح هاليوم وقلنا نجي نشوف قريبتنا إلي تفاجأنا بوجودها ونسلم عليها... وابتسم طلال يكمل: ونبارك لها... ونكتشف قريبتنا إلي خطفت وليد وقدرت تقنعه بالزواج... أشرت بطيبة وأنا خجلى: مشكورين... ما تقصروا... والله يبارك فيكم... والعقبى لكم... ترجم جلند وقال طلال يضحك: ههههههه... وليد... شيخ العزابية وتزوج... مابقى غير هالأخ إلي جالس هنا... ناظره جلند بنص عين: والأخ إلي جالس جنبي ليش ما ذكرته؟! وإلا هو ولد البطة السودا؟! قال طلال يتمسخر عليه: لا يابوك... وشو أبي بالزواج؟! تبني أنجلط وأموت وأنا بعز شبابي؟! زوجة تزعجني ليل ونهار... ودزينة أطفال يركضون وراي... ونعم الحياة صراحة... هذي مخليها لك يا أخوي... ضحكت على مزاحهم الخفيف... وحسيت بعيون جلند علي وسكت بسرعة... وناظرت عمي خالد إلي قال: إن شاء الله زواجكم بيوم واحد... أنتو أشروا وإحنا بنخطب لكم... طلال وهو يجلس على طرف الكنبة ويقول متحمس: تصدق خالي أعطيتني فكرة حلوووة... جلند... شو رايك نتزوج خوات ؟! وقتها بينخفض سعر المهر للنص؟! خذ وحدة وأحصل على الثانية مجاناً... ضحكت وكممت يدي بفمي أكبت هالضحكات... والله إن هالإنسان غيييير عن أمه... من يصدق إن عمتي سلمى هي أمه؟!... ونشوى هي أخته؟! وقف جلند يضحك: ههههههه الله يقطع بليسك... أسكت بس وخلنا نروح... يلااا عمي بنترخص (بنطلع)... وقف عمي: وشو تروحون؟! أجلسوا تغدوا... يمكن وليد بيجي هالحين... قال طلال وهو يناظر الساعة : صحيح إحنا ما إلتقينا بوليد... هذا مدري وين يتخبى... بس مواصلين ما نمنا من... وسمعنا صوت الباب... ودخل وليد... قال جلند بإبتسامة كبيرة: الطيب عند ذكره... ناظرنا وليد مستغرب متفاجأ... وطاحت عينه بعيني فترة طويلة... ورجع أهتمامه للشباب مو مصدق... يضم جلند إلي جاه... وقال له: هلاااااااااااا والله بالعقيد... هلااااااا بالغالي إلي تزوج وما أعطانا خبر... قال له وليد مستغرب: أنتو متى جيتو؟! جاوبه طلال وهو يسحب جلند من حضن وليد ويحضنه: والله وصلنا اليوم الصباح... وقلنا نجي نبارك لك على زواجك السريع... وضحك عليه يمزح: هههههههه بنبدل لقبك من شيخ العزابية لشيخ المتزوجين... ضربه وليد على كتفه بالخفيف وهمس بفرحة بعد ما أستوعب وصولهم: ليش ما أعطيتوني خبر بوصولكم...؟! قلتوا بتوصلوا بآخر الشهر؟! ضحك طلال وقال: إحنا خلصنا ومابقت لنا إلا الإجراءات إلي سرعنا فيها... وقلنا نسويها لكم مفاجأة... حتى أهلنا ما كانوا يدرون... ابتسم وليد لهم وسألهم عن أحوالهم وأخبارهم وهم يرجعون للكنب... وقفت مع تنهيده قصيرة ورفع وليد نظره لي... نظرته كانت مترددة... ابتسمت ولفيت بروح المطبخ... ولاحظت وقتها جلند إلي ما فاتته هالنظرات... زدت عدد الصحون والملاعق... ورجعت للصالة أأشر لوليد بإبتسامة مقصودة: وليد... خلي ضيوفك يقربوا للسفرة... الغدا جاهز... ولما جلسنا عالسفرة... ناظرت وليدبإهتمام وأشرت وأنا أبتسم: تبي عصير عنب أو أكتفيت منه؟! هز راسه وهمس: لا... صبي لي عصير برتقال... وعرفت إنه يدري إن تمثيلتي هذي هي وحدة من مهماتي الزوجية إلي قررتها بنفسي... وجلست كل وقتي مستمعة لسوالفهم... وإلي قدرت أتبين حب هالشابين لوليد... حتى إنهم ينادوه بالعقيد أو بالشيخ دليل على إحترامهم له... رغم إن أعمارهم بين 24 و26 إلا إنهم متعلقين بوليد... ولاحظت بنفس الوقت نظرة جلند إلي تتنقل بين وليد وبيني... غريب هالإنسان شو سبب هالنظرات؟! عرفت إنها ما نظرة أعجاب لأني تأكدت إنها نظرة فضول... أحسه مثل أخته هدى عيونه تطاردك بتساؤلات... قاطع أفكاري طلال وهو يحكي: تدري يا عقيد؟!... أستغربت أنك مداوم... توك معرس... خذلك إجازة وروح لشهر العسل... أو حتى أسبوع العسل هذا... ضحك جلند وكمل عليه: صحيح والله... بنشر بالجرايد إنك تزوجت علشان أصحاب الممنوعات ياخذولهم فترة راحة... وكانت ردت فعل عمي خالد إنه عبس: إيه يا شباب أقنعوه... أنا عييت أقوله... يرد علي... ما أقدر شغلي... شغلي... يا أبوي الشغل ما بيخلص... وهذاك إلي جاك الأسبوع الماضي مو سهل... تنهد وليد وناظرني شوي ورجع يناظر أبوه يبتسم بالخفيف: هذا شغلي... وما أقدر أسافر خارج البلاد يا أبوي... لازم أكون متواجد قريب... هز عمي كتفه بقلة حيله ورد عليه: شو أرد عليك؟! مدري... والخنساء؟! أكيد ما سألتها وين تبي تروح...؟! شفت وليد ينزل نظره شوي ويرجع يناظر أبوه ويرد: لا... سمعت صوت جلند يقول: أنا عندي فكرة... ناظرناه كلنا وكمل يقول وعيونه تلمع: شرايكم بما إنا وصلنا ومن زمان عن بلدنا الحبيب... يوم الخميس الفجر نطلع من مسقط متوجهيين للجبل الأخضر ونمر على كهف الهوته... بتكون رحلة عائلية أكثر منها أيام عسل لكم... أحمرت خدودي ونزلت أنظاري... وكمل طلال وهو يترك ملعقته: حماااااس... والله من زمان وأنا نفسي أطلع الجبل... أقول يالأخو وافق وخلنا نطلع برحلة حلوة بعد هالغيبة... ناظرني وليد متردد... وسأل: شو رايك؟! أرتعشت شفايفي... لكني هزيت راسي وأنا أبتسم... وأشرت: أنا ما رحت من قبل للجبل... سمعت عنه من جدي كثير... بس ما قدر رحت له من قبل... ابتسم جلند وهو يقول: حلوووو... بيكون لك وليد مرشد سياحي ممتاز... وكانت لوليد نظرة طويلة علي وبعدها قال: أوكي... تم... * * * * * |
طلعت غرفتي تاركه الرجال تحت يخططون لهالرحلة... يا الله كيف بتصرف بيومين مع وليد وقدام أهلي... تنهدت بحيرة... أحس بنظرات جلند الحادة علينا... وأكيد هدى أخته بتلاحظ الفتور بيني وبين وليد... وهذا غير عمتي وبناتها... والقهر أخواني الصغار ما شفتهم وماراح يكونوا موجودين معنا...
مشيت بأسف وأرتميت على الكنبة وأنا أفكر... ما بقدر أعترض... وحسيت بالنعاس... تثاوبت وناظرت السقف أفكر... أمممممم... بخبر عمي يحاول مع أرملة أبوي علشان تسمح لخواني يكونوا معي... ورجعت أتثاوب... أخخخ... نعسانة وما يخلصني أروح للغرفة... ونمت... ولأن نومي خفيف حسيت بأحد يشيلني... ما حسيت بردة فعلي ذاك الوقت... إلا إني فتحت عيني مفزوعة ورفست برجلي... وضربته على صدره أصرخ... نزلني وليد على رجولي... كان قلبي يدق بكل قوة... أهتزت شفايفي وأرتعش جسمي... ومد يده يحاول يهديني... يقول بتوتر: أهدي... أهدي يالخنساء... أهدي... تنفست بقوة وأشرت: أنت شو تبي؟! أتركني... أبعد أيدك عني... أبعدها... ناظرني محتار... ورجع يمد يده على كتفي... وكانت ردة فعلي إني قفزت ولفيت أهرب... مسكني من خاصرتي وأنا أصارعه... صرخت بوجع ولوعه حتى يتركني... قال بألم ووجع: الخنساء... الخنساء... أهدي... أهدي... أنا ما كنت أبي إلا أشيلك لغرفتك... شفتك نايمة على الكنبة وباين عليك مو مرتاحة... سكنت حركاتي بالتدريج... وتنفست بكل قوة... نزلت عيوني للأرض وأنا ظهري لوليد... وأرتعشت... الشجاعة خذلتني... خذلتني بردة فعلي بهالموقف... وعرفت... عرفت إني ما زلت أخاف من وليد... مازلت رغم كل شيء أخاف منه... وبكيت... بكيت لهالشيء إلي أعترفت فيه بقرارة نفسي... لفني له وأنصدم من دموعي... أرتجفت شفايفه وهمس: الخنساء... سحبت يدي وأشرت بوجع: كفاية... كفااااية أتركني... لا تلمسني... لا تلمسني... وما سمع لي مسك وجهي بين يديه وأرتعشت... قال بنظرة متألمة: تبكين؟! تبكين؟! الخنساء أنا... أرجوووك... أرجوووك لا تبكين... أشرت وجسمي يرتعش: أتركني... أتركني... لكنه رفض وضمني له وهمس بشجون: الخنساء... أنسي... حاولي تنسي... حاولي حتى نبدا من جديد... نبدا بصفحة جديدة... جمدت بمكاني وأنا مازلت أبكي... دريت وقتها إني بصدمة... بصدمة إكتشافي إني مازلت أخاف من وليد... وإن شجاعتي تركتني بدون أسلحة... قال يمسح على شعري: أعيدها لك... أعيدها إني غلطان وأعترف... وما أطلب منك إلا السماح... سامحيني يالخنساء وريحيني... فجأة تحولت شهقاتي وأنتحاباتي لضحكات ضعيفة وبعدها لعالية... يطلب مني أريحه؟!... أريحه؟!... ومديت يدي ودفعته عني بكل قوه... أشرت بعنف وأنا أبعد عنه: تبي مني أريحك؟! أريحك يا وليد؟ليش؟! ليش؟! أنت مو مرتاح؟!... وبعدين إحنا خلاص فتحنا هالصفحة الجديدة... أنا زوجتك ولك إلي تبيه مني... وضحكت ورجعت أقرب منه بجنون وأنا أأشر بحلاوة: لا...لا... أنسى ردة فعلي إلي قبل... ورفضي الغبي... تذكرت إني زوجتك ولك حق علي... أنا جاريتـــــ... قاطعني بشراسه وهو يتنفس بسرعة ماسكني من كتوفي: كفاية... كفاية تذكريني بمكانتك عندي... كفاية يالخنساء... كفاية... دفعته وأنا أصرخ بخفوت أأشر بجنون: وأنا؟! أنا لما قلتها لك من قبل... كفاية قسوة... كفاية إتهامات... كفاية جروح... سمعتني؟! سمعتني؟! وهزيت راسي بأسف وبكل عنف: لا... لا ماسمعتني ولا لفت لي أبداً... وإلحين أقولها لك... كفاية تحاول تاخذ مني كلمة سامحتك... كفاية... لأني وحتى وبفراش الموت ماراح أسامحك... ما راح أسامحك... تركني وكور يده وهو يغمض عيونه بألم ووجع... ورغم كذا فتحها يناظرني بنظرات مترجية ومتأسفة... أنا كنت بالسابق أكثر منك أذوق هالعذاب يا وليد... أذوقه أكثر منك... وإلحين أشربك من كاستي... أشربك منها... عض على شفايفه وخطفني يدفني لحضنه يهمس ويهمس بإعتذار... يهمس وأنا على كل همسه أكبت رعشه ألم... لكني أبد ما كنت بموقف ضعيف... أبد... هو يحاول بهمس أعتذاراته وأنا صرت صماء... حتى حس بالهزيمة وتركني يناظرني... أشرت بجنون: لا تحاول... أنا ميته المشاعر وهمساتك هذي ما تنفعني... فاجأني لما ضرب الجدار بقبضته... وصرخ بوجع: أنتي ما تفهمين؟! ما تفهمين؟! وشد على شعره بقوة ورجع يصرخ وهو يصارع الكلمات: أنا... أنا... لا... لا... كفاية... ما عدت أتحمل أكثر... وبكل حرة طلع من الجناح يصفق بالباب... وأرتميت على ركبتي... أعض على شيلتي أكبت ضحكة مجنونة مرة... وبكاء مؤلم مرة... ليش؟! ليش؟! صرت بهالشكل؟! أنا شو صابني؟! شو صابني وأصير بشخصيتين ممزقة؟! ليش أصنع لنفسي الألم؟! ليش؟! * * * * * |
الخميس...
8-11-2007... تأكدت من أغراضي... وشنطتي... وليد بالأمس قالي بكل برود لازم أجهز بعد الصلاة بنطلع بعد ما يرجع هو وعمي من المسجد... أممممم ما نسيت شيء؟!... رجعت أتأكد من الأشياء... سمعت صوت وليد يناديني: الخنساء... طلعت له وبيدي عبايتي وشنطتي... أخذ الشنطة مني ولبست عبايتي... همس ببرود: بنطلع لبيت عمي سيف بالأول... هزيت راسي ومشيت وراه... كان لابس دشداشه رمادية وحامل شنطتين ويمشي بكل هيبة... والبرود يحاوطه... وهذي حالة وليد من موقفنا الأخير... بارد وهاديء وما يصارخ أبد... حتى إنه توقف عن إعتذاراته... مثل ماتوقفت نظرات التردد والأسف... وطبعاً ضحكت على هالمشاعر الباردة... تأكدت إن همسات الأعتذار كانت زايفة... وإلحين ما همه إذا أنا سامحته أو لا... وأنا طبعاً ما أهتميت... إذا صارت بينا مواقف أجرحه وأسخر منه وهو يناظرني ببرود ويطلع تارك لي المكان... وبعدين أعاتب نفسي وألومها... ويرجع المشهد يتكرر وينعاد... وصلنا بيت عمي سيف... نزلت من السيارة وأنا أشوف الكل متجمع حوالين السيارات... طبعاً علشان إننا بنروح للجبل فأأمن يكون بسارات دفع رباعي... كانت عمتي تتذمر: مدري ليش وافقت أرافقكم...؟! أووووف... ملل من إلحين... قال زوجها (محمد) إلي لأول مرة أسمعه يتكلم بحدة: يا سلمى أقصري حسك... وإلا إذا تبنيا نرجع مو مشكلة عندي... قالت لجين بصوت خفيف: لا يا أبوي... ما صدقنا على الله نطلع تبي تكنسل هالرحلة...؟! ما عرفت لجين أبد من قبل بس لمحات عنها... هي طالبة بالثانوية العامة... هادية مرة ومزعجة مرة... وهذا على حسب المزاج... جانا طلال يقول: هاااا إلحين أكتملنا؟!... أووووه الخنساء بنت خالي هنا؟! كيف حالك ؟! على قولة الزنجباريين "خباري ياكو؟!"... وقولة أخوانا البلوش"شوتوري؟"... ضحكت لهالترحيب إلي فهمت نصه ونصه الثاني لا... أما عمتي أنقهرت من ولدها... أشرت أقهرها زود: أنا ما أفهم هاللغات... ما شاء الله متعلم... ضحك طلال يقول: والله ربعي معظمهم يعلموني... أخذ كورسات من أيام الثانوية... وسمعت جلند يقول: الأخ قصده كان من دون ما يتعلم الأنجليزية ويفلح بالعربية... كان يكتب بآخر دفاتره كلمات بلوشية وسواحلية ويترجمها بالعربي... ضحكنا كلنا عليهم... هالثنائي عجيب... من يوم رجع وهو ينكت ويضحك أهله... قالت هدى وهي تناظر أخوها: وأنت؟! ضحك جلند وقال: أنا؟! ما أعرف سواحيلي غير... خباري ياكو؟! "كيف حالك؟"... ومزوري "بخير" ... وأنتظر طلول يعلمني بلوشي... قال طلال ساخر: لا والله هذا إلي تعرفه... عز الله فلحت إذا علمتك... قال وليد بابتسامة: كفاية سوالف... وين عمي سيف؟! ما رجع؟! هدى: أيوه وصل مع الأطفال داخل... يعطيهم درزينة نصايح... وبهالوقت طلع عمي سيف والتوائم وراه... وتفاجأت لما شفت علاء وعماد وطارق وراهم... رحت لهم ركض أبوسهم... والإبتسامة شاقة الحلق... أشرت على عمي: عمي؟! أنت جبتهم؟! كيف وأرملة أبوي؟! قال عمي سيف: أنا ما سويت إلا إني جبتهم... وليد زوجك هو إلي أقنع أرملة أحمد تخليهم يجون معنا... أرتجفت شفايفي ولفيت أناظر وليد... إلي كان يناظرني وعيونه تلمع... أشرت بفرحة كبيرة ونسيت كل إلي بينا: مشكووور... هز راسه بإبتسامة خفيفة ولف لأبوه يتكلم معاه... أما أنا أنشغلت بأخواني... فرحتي بوجودهم كبيرة... تمنيت ليلى لو كانت معنا بس للأسف هي طفلة وأمها راح ترفض بشدة تكون معنا... وطلعنا لسياراتنا... أنا وعمي خالد ووليد وأخواني بسيارة... وعمي سيف وجلند وهدى والتوائم بسيارة... وعائلة عمتي بسيارة... وأنا جلست ورا مع أخواني أسمع سوالفهم وهم يحكون... يسولفوا لي على كل شيء... ضحكت لمعظم سوالفهم... وحزنت لأنهم يذكروني كم مرة إنهم بيرجعوا يسكونوا بصحار... قال علاء: الخنساء... أنتي طلعتي الجبل؟! أشرت لا... قال عماد وهو يضحك: إحنا طلعناه من قبل مرتين مع أبوي وعمامي... لكن الكهف يخوووف ما دخلناه غير مرة وحدة... الكهف يخوووووف... وقلب بعينه... أبتسمت لعماد وعاتبته بنظرة وأنا أشوف طارق هادي... كتبت لعلاء: ليش طارق هادي؟! علاء ضحك: هذا عماد أمس بالليل يحكيله عن الكهف... أما أنا ماقلت له شيء... لفيت يدي حوالين طارق أطمنه وكتبت لعلاء علشان يعاتب عماد ويسكت عن أخوه... . . وصلنا لولاية "الحمراء" على الظهيرة... وكان بناخذ جولة على كهف الهوته لمدة ساعة تقريبا... نزلنا وإحنا نحس بالتعب من جلوسنا بالسيارة... خاصة إن الأطفال كان يركضون هنا وهناك بعد هالفرج... وقفت مع هدى وعمتي وبناتها لما الرجال راحوا يتشاورون و يدفعون الرسوم... سمعت عمتي تتمسخر علي: والله ونعم رحلة شهر العسل... الناس تروح أوروبا... أمريكيا... مو تجي لهالكهوف والجبال... ناظرت عمتي وأنا رافعه حاجب... سمعت لجين تقول لها: ماما... الله يخليك خلنا نتهنا بهالرحلة... لازم يعني هالسوالف؟! ناظرتها عمتي بنظرة تسكتها... وقالت هدى بفخر: الأولى بلدنا نترحل فيها وبعدها نسافر للخارج... وبعدين هالكهف والجبال متعة... وجمال ما ينمل منه... قالت عمتي: يوووووه هدى بتصيريلنا مرشدة سياحية... يكفينا إلي بنلاقيه بعدين... لفيت عن عمتي إلي غاظني كلامها و ناظرت للرجال وهم يقربوا مننا... قال عمي سيف: يلااااا بندخل... وين الأولاد؟! وجمعهم طلال وهو يقول: يلااااا بدون إزعاج وراي.... وما أبي واحد منكم ينطق بكلمة... مازن... خلي مزون بأول السيد هي البنت الوحيدة بينكم يالعفاريت... يلااااا... سر... ابتسمت وأنا أمشي مع المجموعة... كانت هذي المرة الأولى إلي أطلع فيها برحلة مثل هذي... مع أهل... عائلة... وزوج... ناظرت وليد إلي يمشي مع أبوه ويكلمه... وفجأة وقف ولف لي... قرب ومسكني من يدي ومشى قربي... قال بهدوء: مثل ما قال لك جلند بكون لك مرشد... أشرت وأنا أرفض أحط عيني بعينه: مشكووور... هز كتوفه وكملنا مشي... دخلنا من بوابة الكهف... كان المكان مضاء ويبين كل شيء فيه... قال وليدبصوت ما يسمعه إلا أنا: أمممم... هالكهف يسمى بكهف "الهوته" وهو يعتبر ثاني أكبر كهف في السلطنة وهذا طبعاً بعد كهف "مجلس الجن"... أشرت: ليش سموه بكهف الهوته؟ جاوبني: في قرية قريبة منه أسمها الهوته وسمي بأسمها... وكمل: طبعاً الكهف ممكن نوصفه إنه وادي متطور... ويقولون إن البحيرة الموجودة بالكهف تمتد لوادي تنوف "بنزوى"... لاحظي هنا عند المدخل... وأشر على صخور بألوان مختلفه... وأعمدة بأشكال مخروطية وأعمدة نازلة... وكمل وأنا أسمعه بنهم : هذي الصخور بألونها تدل على أجيال مختلفة... طبعاً هالكهف طوروه حتى يقدروا السياح يمشوا فيه براحة... جسور ومممرات ومكتب أستقبال... تعالي بنشوف متحف صغير عن الإستقبال... وناظرت بفضول لصخور ومعادن معروضه بالمتحف... كمل وليد وهو يأشر: شوفي هناك فيه قاعة يسموها قاعة العرض... يعرض فيها أفلام وثائيقية... وهذيك قاعة الإنتظار وانطلاق القطار... تعالي بنركب القطار... مشيت وراه وأنا أقل ما يقال عني مسحورة... وكنا أنفصلنا عن أهلي أنا ووليد... القطار فيه ثلاث مقصورات... وركبت مع وليد بالمقصورة الأخيرة... مرينا أول بنفق بديع... والمرشد كان يتكلم بصوت عالي يأشر على كل شيء ويحكيلنا عنه... وبعدين وصلنا للمكان إلي أذهلني... مسكت يد وليد وأنا أأشر برهبة على البحيرة: وليد... ناظر... فيه أسماك... ناظرني شوي وأبتسم يقول: هذي الأسماك عمياء... لاحظي فبعضها عيون صغيرة بس رغم كذا عندها شعيرات تقدر تتوصل لأكلها... ولاحظي بعد ألوانها كئيبة لأنها تعيش فمكان مظلم... ووصلنا لنقطة النهاية... نزلت ووليد يساعدني... وأنا أحس بأحاسيس غريبة... فرحة على سعادة على فضول وأكتشاف شيء بديع... قال بصوت غريب علي: عجبك المكان؟! هزيت راسي أأكد له إني فرحت بهالمكان وتناسيت بهاللحظات أحزاني وأنا مع هالطبيعة الساحرة... حسيت براحة تغمرني... بهدنة بيني وبين وليد... أشرت له بكل مصداقيه وأنا ما أحس بنفسي: سحر هالمكان غير طبيعي... بديع... وغريب... ناظرني وليد مدة طويلة وبعدها ابتسم ولفني أمشي معاه وهو يقول: وبيعجبك الجبل الأخضر... أشرت لنا هدى: وليد... الحنساء... هنا... هاااا الخنساء كيف المكان عجبك؟! هزيت راسي بحماس وجلست أسولف لها عن إلي شفته... قال عمي سيف: يلااا يا شباب خلونا نطلع... قال محمد: ياللاا لازم نوصل الجبل ونسأجر شقق... ومشيت وراهم وكنت بالفعل مسحورة من كل إلي شفته... أعجبني المكان وأعجبني شرح وليد... مثل ما أعجبتني هالراحة إلي تغمرني... * * * * * |
بعد ساعتين من طلوعنا للجبل ودوارتنا لشقق نبيت فيها الليلة... نزلت من السيارة وأنا نعسانة...
أشرت لوليد: الأولاد نامو... قال: مو مشكلة بصحي علاء وعماد وبشيل طارق... أطلعي شوفي الشقة... وخذي هذي... مسكت شنطتي وكمة ونظارة وليد... وطلعت مع هدى... قالت لي: أخخخخ والله جوعااااانه بس فيني نووووم... ابتسمت لها وأنا أتركها عند باب شقتها... كانت الشقة الأولى لعائلة عمتي... والثانية لعمي سيف وزوجته وأولاده... والثالثة لعمي خالد وجلند وطلال وأخواني... والرابعة لي ولوليد... من نعاسي ما لاحظت إلا إنها شقة بغرفتين الأولى بسرير كبير والثانية بسريرين صغار... وصالة وحمامين(تكرمون) ومطبخ... تركت الأغراض عالكنب... وتثاوبت طالعة للغرفة الواسعة... رميت عبايتي وشيلتي على الكرسي... وأرتميت على السرير وقامت النعاس... لكني ما قدرت ونمت... . . وقمت بعدها وأنا مفزوعة من المكان... تنفست بقوة وقمت جالسة على السرير... حس فيني وليد إلي الظاهر كان يريح من تعب السياقة... قام شوي وسأل: شو فيك؟! دق قلبي بقوة من الفزعة إلي قمتها وأشرت: الساعة كم؟! ناظرني شوي بكل بطء وقال: الساعة خمس... كنت أنتظرك تقومي علشان نتغدى... وقام على حيله ومشى بهدوء للباب... ناظرته وأنا أغرس يدي على شعري والكسل ملازمني... قال رافع حاجبه: يلاااا الخنساء... أشرت وأنا أرد أرتمي عالسرير: أبي أنام... غمضت عيوني... وما حسيت إلا وهو فوق راسي... جاني صوته هادي: أهلنا أطلعوا للجبل... وكلهم تغدوا... وبنلاقيهم بمكان حددناه علشان نسهر الليل ونشوي... وفتحت عين وأشرت بتعب: خلني أنام... ما أبي أطلع... هزني من كتفي: يلااا الخنساء ما بقى غيرنا... غمضت عيوني متجاهله كلامه... فيني تعب غير طبيعي... وأبي أنام... همس: الخنساء بروح أجيب الغدا... وألقاك وقتها قايمة من النوم... طيب؟! وما سمعت غير خطواته تبتعد... ولفيت على جنبي وكملت نومي... ولأن نومي خفيف فسمعت صوت خطواته... وصوت همسه المدهوش: الخنساء؟! بعدك... وما حسيت إلا وهو وشايلني... فتحت عيني مفزوعة... هذا وين شايلني؟!... رفست برجولي وضربت صدره... وكلها ثانيه وأشوف نفسي تحت الدوش الدافي... صرخت وأنا أضرب برجولي بعد ما تخرست (تبللت) بالماي... هذا شو سوا؟! ناظرت نفسي ورجعت أناظره... وأشرت: أنت شو سويت؟! قال وبشفايفه بسمة لأول مرة أشوفها بسمة حقيقية: أمممم هذا لأنك ما سمعتي كلامي... عصبت عليه... ومسكت علبة صابون كانت قريبة مني ورميتها عليه لكنه قدر يبتعد... ضحك وصرخت معصبة... ومشيت له وأنا مقهورة من حركته... أشرت: وليش أسمع كلامك؟! بكيفي أبي أنام... أنام... مالك خص فيني... وضربته على صدره... وكملت أأشر: تبي تروح تمزح وتضحك روح لعمتك وبنتها الظل... عبس وهو يناظرني: وليش وأنا عندي زوجة؟! تسمعني وتسولف لي... صرخت بقهر... وأشرت: أسولف لك؟! أسولف؟! وكيف تبيني أسولف؟! أرتجفت يدي وكملت أأشر وأنا أرتعش: تبيني أسولف لك بشو؟! بحركات يدي إلي تعتبرها عمتي مجنونة...؟! روح لنشوى وبتسولف لك بلسانها... وبلاش تبتلش بخرساء... ضاقت عينه وهو يتمعن بنظرته فيني... وتراجع... ظنيت بيطلع لكنه فتح شنطتي وطلع منشفتي ولفها علي... وردة فعلي كانت إني رميت المنشفة وضربت برجلي من القهر... ليش أنقلبت الأدوار مرة ثانية؟! ليش صرت إلحين أحس بالخوف؟! وليش وليد أحس فيه هادي بشكل غير طبيعي؟! أشرت بكل عنف: أنا أكرهك... أكرهك... روح لها وريح قلبك... ومشيت للسرير وأرتميت عليه متجاهلة إني خرسانة بالماي... شفته يشيل المنشفة ويجيني للسرير... ورجع يلفها علي... قال بهدوء: بتمرضي إذا ما بدلتي ملابسك... الجو هنا بارد بالليل... تنزل عن الدرجة العادية بالظهيرة بـ 10 درجات... حاولت أتخلص من يده لكنه أصر... صرخت وأشرت: شو تبي أنت؟! ناظرني بنظرات طويلة وهمس بصوت مشجون: ما أبي إلا تمنحيني فرصة... نقدر فيها نبدا من جديد... أنتي شفتي التوافق بينا لما كنا بالكهف... حياتنا ممكن تكون كذا وأكثر إذا منحتيني هالفرصة...أعذري فيني القساوة والألم إلي شهدتيه مني... أعذري فيني التسرع وأرحمي الندم إلي يسري فيني...أرجوك ما أبي منك إلا كلمة سامحتك نابعة من هنا... سكنت حركاتي بلحظة صمت... وزادت دقات قلبي سرعة وهو يأشر على قلبي... وكمل وهو يضمني: أبيها نابعة من قلبك... وليد رجع لإعتذاراته؟!... رجع لها...؟! بعد البرود إلي ظنيته يعاملني فيه رجع لإعتذاراته؟! لكن... لكن... أكيد كل هذا علشان هو يرتاح... يرتاح... بعدت عنه وسألته مسحورة بالهدوء الغريب وأنا أحس بقلبي مدموم: ليش تكرر أعتذاراتك؟! ليش؟! كل هذا علشان يرتاح ضميرك من جانب وصية أبوي؟! زاد ضغطه علي وهمس: من قال؟! من قال يالخنساء؟! من قال إني ما أبي إلا أريح ضميري؟!... أرجوك كفاية... عتاب... كفاية آلآم... وكفاية جروح... أنا كنت غلطان بحقك ونادم... تدرين شو يعني نادم؟! دمعت عيني... وأنا؟! أنا أحس نفسي إني مشتته... أبي أسامحك لكن... لكن... هزيت راسي وكبريائي المجروحة ترفض... غرس يده على شعري وسند جبينه بجبيني يهمس: أرجووووك... أرجووووك يالخنساء... إذا مو لي هالسماح فلعمي... لعمي إلي سوا المستحيل قبل موته علشانك... أرتعشت بين يديه وأنا تدمع عيني أتذكر أبوي... أبوي إلي بكى... وترجى وليد علشان يتزوجني... سبحان الله سوى هالشيء وبنظرته إني بقدر أشوف طريقي وأتلمسه بالظلام مع وليد... أبوي ما أختار أي أحد غير وليد... ورغم إنه يدري أن وليد شافني فبيت خالي إلا إنه هو إلي أختاره أبوي لي... كانت هذي حكمته ورغبته... وكانت هذي رجاويه ووصيته... مسح على دموعي وهو يكمل: الخنساء...؟! ممكن ننسى؟! ممكن نبدا من جديد؟! ممكن نحط كل آلآمنا ورانا؟! ممكن يالخنساء؟!... ممكن؟! نزلت أنظاري لتحت وأنتحبت... وما حسيت إلا وأنا أقرب من حضنه أبكي... أبكي فقد جدي... أبكي موت أبوي... أبكي نبذ أمي لي... أبكي جروح أنوثتي المطعونة... وأبكي أطالب براحة ولو كانت قصيرة... ولو كانت قصيرة... قال بهمس يبعدني ويسأل مترجي بلهفة... يترجي كلمة مني: الخنساء...؟! تأوهت بصوت مسموع وهزيت راسي ودموعي تسيل... أهز راسي موافقة... أهز راسي وأطلب هدنة ولو قصيرة مع السعادة... زاد تشبثه فيني وهمس بأذني وأنا أحس بصوته مشحون بالمشاعر: هذا هو الحل يالخنساء... صدقيني... صدقيني نقدر نبدا من جديد... بس... خلني أكون... لك... محل ثقة... محل ثقة يالخنساء... محل ثقة...... * * * * * . . {{ نهاية الفصل الثامن... و... قراءة طيبة وممتعة...}} |
(((((((((((((((((((الفصل التاسع))))))))))))))))
~~**أين ترتحلين تسكن النبضات..**~~ الذكرى الأولى}}... كانت ألم بالنسبة لي... جونو ... فقد جدي... ونبذ أمي لي آلمني... أخذ مني كل فتات أفراحي... صار الحزن هو سيدي...و البكاء هو ونيسي... .. و عشت بين ... صرخات الصمت}}... ضياع ونبذ جابهته من أبوي بكل شجاعة... وخالي ما ترك لي خيار... جرحني بشرفي... وصدمني بأفعاله... .. و... من بين آهاتي و آهاتي}}... أنتشلني أمل مجروح من شهامة أبوي... عشت منبوذة بينهم... وما لاقيت إلا الذل من زوجة أبوي... والجحود من أهلي... .. وبلحظة.... تسجل شريط حياتي... هو بقسوته... بشراسته... بقوته... بهدوءه... وشهامته... سجلها... .. أخفض أجنحتي}}... منعني أطير وأحلق لبعيد... وثقني فيه وشد على الوثاق... وختمني بختم خاص به... وصرت ملكه... آلمني... أوجعني... وهز كياني... أتعبتني مواجهاته...وأرقتني... .. وبليله حالكه... قرر مصيري... شال معوله على كتف... وحملني بين يديه... ومشى بكل برود وهدوء لمصيري... غسلني بدموعه}} ..كفني بأضلعه}} ..ألحدني بينه وبين أطواق الياسمين}} ...رواني من ماء دمعه}} ونزف دمه... تركني أتخبط وحدي... وترك للضياع مصيري... إلا مو للضياع... للقبر... .. وبلحظات... أنتشلني... يصافحني... وينفض الألم عني... ويرويني من الأمل... حسبته يفتح جروحي... ويزيد ذرف دمعي... ويقتل كل نبض فيني... لكن... زرع بنفسي شعور غيير... شعور صعب علي فهمه... وتركت للقدر تسميته... طلب مني أسامحه... أفهمه... نفتح صفحة بيضا ونسطر حروفها بأنفسنا... ووافقت... وافقت...أنتظر منه بلهفة بداية تسطير أول حرف بهالصفحات... ... .. . ((يتبع)) |
بعد مجرد دقايق...
تنهدت بكل بطء... وأنا أحس براحة تغمرني... سكنت دقات قلبي المتسارعة... وجفت دموعي على خدي... رفعت راسي شوي شوي... وألتقت أعينا بأسئلة كثيرة... أسئلة رميناها بالوقت الحالي نحاول ننعم بهالراحة والإستقرار إلي لأول مرة يجمعنا... غرس يده بشعري وأجبرني أناظره... قالي يبتسم: مو كفاية هالدموع يالخنساء؟! مد إبهامه يمسح دمعاتي... ويهمس: من يوم ورايح ما أبي هالدموع... كفاية إلي ذرفتيه... خجلت من نظراته الجديدة إلي سارعت من دقات قلبي... وحاولت أبعد من حضنه... لكنه مسك يدي... وكمل يقول بلهفة: صدقيني قرارنا هذا هو عين الصواب... هزيت راسي مترددة... رفع ذقني وقال: يلااا بدلي لبستك وتعالي المطبخ... بيصير غدانا عشا... أشرت له بتوتر: إن شاء الله... وطلع تاركني... وقفت أسكن دقات قلبي الجنونية... ما فهمت أي مشاعر تتضارب بقلبي إلا مشاعر الراحة والهدوء... وإلي أكثرها همتني... وقفت على حيلي وأخذت لي تنورة خضرا خفيفة لنص الساق... وبلوزة بأكمام ضيقة لونها أبيض مع بنطلون أبيض... سرحت شعري وأسدلته ... ترددت شوي وبعدها أخذت كحل أخضر وجلوس وحطيته بتردد... تعطرت وطلعت بكل ربكة للمطبخ... ترددت أدخل بس بالأخير وصلت عند العتبة... شفت وليد جالس على الكرسي يناظر بشرود ويده على ذقنه... لاحظني وابتسم إبتسامة أربكتني... إبتسامته لي شيء مختلف... أسعدتني مثل ما أربكتني... قالي: أقربي الغدا برد... ومن ربكتي جلست على حافة الكرسي... لاحظ ربكتي وأخذ ملعقته يقول: يلااا سمي بالله... وأنغمس بأكله... أما أنا فمسكت ملعقتي وتجرعت ريقي وأنا أناظر الأكل... أخذت آكل من السلطة وشوي من الرز وتحاشيت صالونة (مرقة) الدجاج... كنا نلملم الأكل الباقي لما قال وليدوهو يناظر ساعته: الخنساء... أكيد أهلنا يسألوا عنا... يلااا خلينا نطلع... وهو عند الباب لف لي وقال: أيوه صحيح... لا تنسي تاخذي لك الجاكيت... الجو بالخارج بارد... طلعت وراه وأخذت عبايتي وشيلتي ولبستهم ومسكت الجاكيت وشنطتي بيد وطلعت لوليد بالصالة... كان هو لابس بنطلون أسودوقميص أرزق... وجاكيته على يده... ابتسم: يلااا مشينا... . . كان الظلام يغطي المكان فما قدرت أتبين معالم الجبل بوضوح... وقفنا بعدها عند منطفة صح موحشة بظلامها لكنها خلابة... قال وليد وهو يأشر على مكان أهلنا: هذي المنطقة تسمى "حيل المسبت" ... وهنا المكان صح بارد بس بديع... وطبعاً هالمكان مناسب الواحد يسهر ويشوي فيه... حسيت بالبرد أول ما نزلت من السيارة... أخذت الجاكيت ولبسته... وليد قال هالمكان بارد تنزل درجة الحرارة لـ 5 درجات تحت الصفر بالشتاء... وحتى بالصيف توصل درجته لـ 10 درجات... وأنا من إلحين أحس بالبرد... حسيت بوليد وراي... ولف يده على كتفي وضمني شوي له... قال يبتسم: يلااا نمشي لأهلنا... كان الكل متجمع حوالين النار إلي مشعلينها... نار خذت مساحة حتى يشوون فيها ونحس بالدفء منها... وحسيت بقمة الحرج لما تركزت نظرات أهلي علينا... قال طلال يغمز: هاااا... المعاريس وصلوااا أخيراً... وعاد تعالوا شوفوني شو صرت... تخبيت من الحرج ورا وليد... قال وليد يبتسم: أركد بس... أقول جلند مو كأن هالنار محتاجة زيادة خشب... قام جلند وهو شايل موبايله وعينه عليه: تمام... بدور هنا وهناك... وقف طلال ومشى وراه وهو يقول: وأنا بجي معاك... يا أولاد تعالوا بتنفعونا شوي... وقاموا الأولاد تلحقهم مزون وهي تصارخ تضرب رجول طلال... ليش لأنها بنت وهو يناديهم يا أولاد كل مرة... وجلست أنا جنب هدى ونشوى ولجين... قالت هدى تهمس بنص عين: أممممم... أشم ريحة حدث طازج... أشبعوا فضولنا يا عرب... ضحكت بصوت عالي... ولفوا لي أهلي... أبتسموا كلهم عدا عمتي إلي ناظرتني بتقزز وبنتها نشوى إلي كانت عيونها مشتته علي مرة وعلى وليد مرة... قالت عمتي تهامس: عظمة تطبق لك فبلعـــومك... ما أحد سمعها غيري بحكم إني خرساء وحاسة السمع عندي أفضل من البقية... وطبعاً سمعها زوجها الجالس جنبها وعمي سيف... وقف محمد قبل لا يصرخ عمي سيف وقال: سلللمى... قومي أشوف... أريدك بكلمة راس... أسود وجهها... ووقفت ماشيه وراه... ناظرها عمي سيف بنظره مغتاظة وقال: صدق لسانها تبرأ منها... ورجع لاف لي وهو يقول: هااا الخنساء شو إلي يضحكك؟! ناظرته شوي وأشرت: ما في شيء... بس هذي زوجتك أذتني أبعدها... قرصتني هدى على يدي وهي تهامس: أنا مأذتك؟!... أقول ياللاا تكلمي... ما فيش حاجة يختي بتتخبى علي... رجعت أضحك وأنا أأشر: لا... ماراح أقول لك... بس صدقيني ما كنت سعيدة بحياتي قد هاليوم... رفعت أنظاري لوليد إلي عيونه كانت مسمرة على وجهي الضاحك... نزلت راسي وسكنت... قالت هدى تهمس وبعيونها دمعة فرح: الحمد لله... الله يديم فرحتك وسعادتك مع وليد... أشرت: وكيف عرفتي إن سعادتي هي مع وليد؟! ابتسمت وعيونها تلمع: يا ماما أنا محدش قدي... أدري... أدري وبس... ابتسمت أضحك عليها: أكيد تدرين مو خالتنا العجوز؟! رجعت هدى تقرصني وهي تقول: أنا عجوز يا بنت؟!... محد عجوز غير زوجك... ضحكت بقوة وأنا أحاول أبعد عنها... ورجعت أناظر وليد وهو مازال يناظرني... قال وليد فجأة: هدى أتركي زوجتي لحالها... رفعت هدى صوتها شوي وقالت: يالله يا زمان أول... كنت خالته... وإلحين هدى حاف منتف... ضحكنا عليها... وقال وليد: ومن متى سميتك خالتي؟! أصغر مني بسنتين وتبيني أناديك خالتي...؟! قالت بغرور متصنع: ولوووو خالتك... وبتناديني خالتي... ضحك عمي خالد وقال: من يومكم صغار وهو يرفض يناديك خالتي جيتي على وهو بالثلاثين تبينه يناديك خالتي؟! وكمل عليه عمي سيف: لاااا وبعد لما تزوج... قالت هدى منغاظة: خلاص... خلاص... ما نبيها... وأصلا أنا بعدني بعز شبابي... قال عمي سيف يأيدها: وهي الصادق... ضحك وليد وقال: ترى قالوها القرد بعين أمه غزال... رمت هدى عليه كوب ورقي: أنا مقرودة؟ أنا؟! ! تمااااام يا ولد سارة... تماااااام... ضحك وليد بصوت عالي... بصوت مشبوب بحيوية الشباب... صوت تخلخل بكياني... أناظره وأنا أحس بأحاسيس عظيمة تتراقص بقلبي... تيقظت لما سمعت صوت همس الأخوات إلا كانن جالسات على طرف الحصير (البساط)... لجين بهمس: إييييه أنتي بسك... همست نشوى وهي تسمر نظراتها على وليد: وشو بس؟! لجين همست: نزلي عينك قبل لا تطيح... ضربتها نشوى على يدها: اسكتي بس... قالت لجين بهمس أخف ما سمعت منه غير: أتحداك إذا هو بس يفكر فيك... ناظرتها نشوى شوي ووقفت تقول مغتاظة: أنا بمشي ورا أمي... ومشت تاركتنا... قال عمي خالد بحب: هااا لجين... كيف الثانوية معاك؟! قالت لجين بابتسامة: حلووه يا خالي... الحمد لله... سأل وليد بإهتمام: وشو المواد إلي ماخذتها؟ قالت لجين تناظرني وتناظر وليد: لا هي مواد علمية ولا هي مواد أدبية... على قولتهم علمي متأدب... نصه أدبي ونصه علمي... وليد: وكيف الدراسة معك؟! قالت بابتسامة: الحمد لله... صراحة أتمنى أدخل كلية الآداب وآخذ ترجمة... قال وليد ناصح: إن شاء الله... خلك متفوقة وجيبي النسبة العالية إلي تدخلك هالتخصص... شدي حيلك بس وبتحصلي إلي تبينه... هزت راسها: إن شاء الله... مشكورر يا ولد الخال... وناظرتني شوي وفأجتني بسؤالها: وأنتي الخنساء ما ودك تكملين دراستك؟! ابتسمت لها وأنا أأشر... أتعرف على لجين أكثر: لا... راحت علينا... أصلا أنا ما درست علشان أكمل... ابتسمت لجين: بس حلووه الدراسة... أنتي بنفس عمري... 18 صح؟!... وإنتي ما شاء الله باين عليك ذكية وتعرفي معلومات أكثرمن المتعلم تقدري تمتحني وبيرفعوك... ابتسمت وأشرت: جدي كفى ووفى... كان هو معلمي إلي ماله مثيل... وبكذا كملنا سوالفنا أنا وهدى ولجين... وقدرت أتعرف على نفسية لجين الحلوة... ومزاحها وآرآها إلي تؤمن فيها وتحاول تقنع غيرها... وكانت هي بعد مختلفة عن أمها وأختها... صحيح خصلة من شعرها البني تنسدل على جبينها بكل جرأة لكنها كانت طيبة وحبوبة... * * * * * |
الساعة... 11 بالضبط...
بعد ما خلصوا الرجال شوي... قربت الصحون وبدينا نآكل... وللمرة الثانية أتجرع ريقي وآكل السلطة والخبز وأتحاشى المشاوي... وقفت أمشي شوي بعيد لما كانوا الرجال يلملموا الأكل ويشربوا الشاي الأحمر... قال لي وليد إن إلي يميز الجبل هو طبيعته الخلابة... وطبعا الجبل هو المكان الوحيد إلي تنمو فيه شجرة "العلعلان القديمة" بشكل واسع وكبير... وهالأشجار الضخمة رائحتها زكية ومنعشة وبالأخص وقت الصيف... وقفت ورا شجرة أتمتع بالمنظر والهدوء لما سمعت وراي أصوات مميزة... لفيت شوي وشفت جلند واقف ولجين مقابله... ما كان ودي أتنصت بس هم أجبروني لما سمعت صوتهم الحاد... شكلهم يتنازعون... لجين بعصبية: أيييييه ما أسمح لك... أنت من علشان تقولي غطي شعرك؟! إذا أبوي أبوي ما قالي غطي شعرك... تجي أنت تقولي غطيه؟! وبعدين أنا وأختي نشوى نفس الستايل... وجيت علي أنا تكلمني؟!... قال جلند مناظرها بنص عين: أحشمي نفسك يا لجين وهذي السوالف كبرنا عليها... أنا جيت أكلمك أنتي بدل لا أكلم أختك... ضحكت ساخرة وهي تكتف يدها: لاااااااااا والله... حلو وشو شايفني أنا؟! وبعدين طلال ولا مرة قالي هالخرابيط إلي تقولها أنت... قال معصب من حركاتها: العتب مو عليك علي أنا إلي جاي ومكلمك... كنت أحسبك كبرتي وعقلتي... ومالك بسوالف أختك... كنت بلف وأرجع لكني سمعت كلماته الأخيرة وإلي لفتت سمعي... ووقفت ساكنة وأنا مشتته بين أمشي وأتركهم أو أتم أتسمع... قالت لجين مدهوشة: شو قصدك؟! قال: قصدي واضح... وانتي فاهمته... خبري أمك بالأول... وأختك نشوى إن مالها فوليد نصيب... ولا حتى بأحلامها... همست لجين: وأنت... أنت شو إلي يخليك متأكد؟! قال: أنتي ما عليك وصلي هالكلام لأمك وأختك وخليهم يتركوا وليد والخنساء لحالهم... لجين بفضول: لحظة... لحظة... أنت شو بالضبط جاي تكلمني عليه؟! أول شيء تقولي غطي شعرك... وبعدين تجي وتقولي خبري أمك وأختك يبعدون عن وليد وزوجته... أنت بالضبط شو قصدك من هالنصايح؟! رفع حاجب: شو قصدي؟! لجين عصبت لأنه يقهرها: يعني بالعربي يا فالح... أنت شو موقعك بهالأحداث بالضبط؟! ناظرها جلند بنص عين: والله وأنا محترمك لأنك أخت طلال ربيعي وصديقي وأخوي... أصلك ما تستاهلين أحد يكلمك بإحترام... من غيظ لجين شاتت حصاة صغيرة وضربت برجله... ناظرها بعصبية وكانت هي ماتقل عنه بهالعصبية... وهمست: أحترم نفسك... ولا تقول هالكلام... ضحك جلند وقال: وإذا قلته؟! صرخت: بخبر طلال عن سوالفك... وكمل جلند ضحكه: جربي... وبعدين إذا ما تذكرين طلال ما كان حلقة فبلعومنا... أرتعشت وأنغاظت زود وجات بترمي عليه حصاة ثانية... وهي تهامس بعصبية: أكرهك... أكرهك... قال وهو يعض على شفته يكبح ضحكاته: ما كان هذا كلامك قبل ثلاث سنوات... همست وشفايفها ترتجف: كنت غبية... طفلة وعمري ما تجاوز 16 سنة ...جاهلة... ما كنت أعرف إنك نذل بهالشكل... إنك بـ... بـ.. وكمل عليها: إني أتركك... نزلت راسها شوي ورجعت ترفعه: إيوه... بعد علاقة دامت سنتين بالموبايل والماسنجر... والأكاذيب الحقيرة والتافهة إلي كنت تضحك فيها علي... وكملت مشمئزة: وكلمتك التافهه ... بتزوجك... أتزوجك لما تكبرين... كانت كذبة دمرتني وعدت بسببك سنة من دراستي... حسيت بالجو ما بينهم تكهرب وحتى وأنا واقفة متسمرة بمكاني... وبالأخير تكلم جلند يقطع هالصمت: وإذا قلت لك إني بتزوجك... شو بيكون ردك؟! حاولت أشوف ردة فعل لجين إلي وقفت متسمرة تناظره بغباء... فجأة ضحكت : هههه... أقول يالــــ... دور لك على وحدة تضحك عليها لأني كبرت على هالأكاذيب يا حقيــــ... همس جلند معصب: أسسسسكتي يا لجين... وبعدها ناظرها من فوق لتحت: المهم... بخطبك رسمي من أبوك... وموافقتك أبيها إلحين... ضربت الأرض برجلها وقالت: لا... لا... لا... إنت شو تخربط؟! شو تقول؟! تجي تعاتبني وتهددني بأمي وأختي وإلحين ترغمني أتزوجك... شو أنا؟! غبية؟! هايمة مالي رب؟!... أحلم بس تطب رجولك باب بيتنا... همس جلند وهو يناظرها معصب: قولي موافقة وبلا هالدلع والرفض... أنا عارفك... وعارف زين إلي بقلبك... صرخت لجين وقالت بشراسة: وليش؟! علشان تذلني؟! علشان تثبت لي أنك شهم وقد كلمتك؟! وإلا علشان إني رافضتك؟! قال وعينه تلمع: بحتفظ بجوابي لنفسي... وصدقيني... صدقيني يا لجين... رفضك ما يودي ولا يجيب... ومصيرنا لبعض... صرخت عليه: نذل... والله إني ما بوافق... وما في أحد يجبرني عليك... قال يضحك بشر: بنشوف يا لجين... مصيرك بتكونين لي وما لغيري... وما شفت إلا لجين تجري بعيد... وهي تبكي... وقف جلند لحظات يناظر طيفها... ورجع لوين ما جالسين أهلي بعد ما مسح على وجهه... وقفت بمكاني أحاول أستوعب الكلام إلي إنقال... غريب شو سر هالإثنين؟! ما فهمت إلا قليل... أتكيت على الشجرة وجلست أفكر بكل إلي قالوه... صح كانت غلطة كبيرة أتسمع لكلامهم بس فضولي كان عذري... : شو مجلسك هنا؟! انتفضت بخوف... وشفت وليد واقف يناظرني... تجرعت ريقي وتنفست بقوة من الفزعة... أشرت: الله يسامحك... خوفتني... سألني وصوته تغير علي: كنتي هنا لوحدك؟! أشرت أناظره: أيوه... ناظرني بنظرات غريبة... ورجعت أأشر: شو فيه وليد؟! همس وهو يتنهد شارد: ما في أي شيء... تعالي خلنا نرجع إنتي بعدتي كثير... مشى شوي ورجعت ماسكه ساعده... أشرت: وليد... وقف مقابل لي... وعيونه بعيوني... وبدون سؤال جاوبني... قال بتردد: شفت جلند جاي من هالمكان و... وماكمل... ضغط على يده وأنا أناظره بألم... أشرت: وليد... أنت... أنت... أرتعشت يدي وأشرت على نفسي مو مصدقة: تشك فيني؟! تشك؟! ما تكلم ورجعت أأشر وراسي رافعته فوق: مشكووور... ما تقصر... ولفيت عنه لكني رجعت أأشر مرة: هذي هي الصفحة البيضا إلي تبينا نسطرها...؟! هذي هي نوعية الحياة إلي تبيها تكون مابينا...؟! قال بهمس: الخنساء... أنا ما قلت أي حاجة... لا تفسري كلامي بشكل ثاني... ضربت الأرض برجلي وأنا أصرخ: وشو تبيني أفسرها؟! كلامك واضح... وبعدين هذا خالك قبل لا تشك فيه... ومن قهري ضربت صدره: وأنا؟! أنا إلي عرفتها... عرفتها زين... تجي تشك فيني للمرة الثانية... مسك يدي وقربني وهو يقول بعصبية: الخنساء أركدي... وقبل لا تقولي أي كلمة زيادة... أنا سمعت آخر الكلام إلي إنقال بين جلند ولجين... جمدت لحظات بعد ما أستوعبت كلامه... ونزلت راسي أتجرع ريقي... يا ربي خليت نفسي بموقف حرج... وجيت لافه بهرب منه... لكنه رفض وأجبرني أناظره... قال بكل هدوء: ومن قال إني أشك فيك؟! ما عاش من يشك فيك يالخنساء... نزلت نظري وسمعته يغايظني: سبحان الله... كلمة مني وتستحين وتنزلين راسك... وتوك تضربيني من قهرك علي... رفعت عيني له... وعصبت من كلامه ورجعت أحاول أضربه... لكنه مسك يدي ... همس: والله ترى الجرح بكتفي يصرخ وجع من كثر هالضرب إلي يجيني منك... أشرت بخوف: آسفة... مو قصدي... أنا... أنا نسيت... لف يده على كتفي ومشينا: على قلبي أحلى من العسل بس أنتي خفي شوي... ضحكت بخجل وأشرت: ما طلبت شيء... المرة الجاية على الكتف السليمة... ضرب خدي بأصبعه بكل لطف وهمس: لا تتحسسين بسرعة من أي كلمة أقولها... تمام؟! صعب إني ما أتحسس وخاصة إني لازلت خايفة من القادم... من مصيري مع وليد... من خوفي إني أعطيه ثقتي ويجي يوم وأنصدم... غمضت عيوني لحظة... إذا ما خاطرت بحياتي ما بيكون فيها أي تغير...بالنهاية هزيت راسي بخجل كبير وخاصة إنا قربنا من أهلنا... سمعت طلال يعلق علينا: ياهوووو... في أطفال هنا... ناظر وليد الحصير وقال: الأطفال نايمين... وإلا قصدك إنك إنت الطفل؟! قال عمي سيف: إيوه وهو الصادق... محد طفل غيرك يا طلالوه... ضرب طلال على صدره وقال متصنع الدهشة: أنا؟! أنا يا خالي يا عزيزي...؟! أمسكوني بس قبل لا أرطم خدودي وأشئـــ هدومي... ضحكنا عليه وعلق عمي خالد: الله يغربل بليسك بس... من زمان وما ضحكنا كذا... كملت هدى: إيوه والله كنا مفتقدينكم لما سافرتوا... قال جلند بهدوء غريب وعينه معلقه على لجين إلي متخبيه ورا أبوها: وهذا إحنا رجعنا... وظيفة وكلها أيام وبنحصلها... وبنوقف على قلوبكم وبتملوا منا وقتها... ضربته هدى على كتفه وقالت: شو هالكلام الغامض يا خوي؟! أوقفوا على قلوب زوجاتكم... شدوا حيلكم بوظايفكم وبندور لكم على عرايس... ناظرها جلند شوي وقال فجأة: وليش تدورين عليها وهي موجودة؟! سكتنا كلنا وناظرناه مدهوشين... أفكارنا انا ووليد وحدة لأنا نعرف من هي... لكن البقية كانت بنظرتهم فضول كبير... ولهفة حتى يعرفوا من هي... قالت هدى بفضول: من هي؟! سكت فترة... وتكلم وهو يبتسم لـ (محمد): عمي... هذا أنا قدامك... أنت تعرف إني يتيم ومالي إلا أتكلم بنفسي... أدري العم خالد وسيف ووليد ما بيقصروا بس أنا أتقدم بكل شرف وعزة نفس إني أكون لك سند... وأخطب بنتك لجين... لحظات قصيرة وساد المكان الصمت... وما سمعنا غير شهقة لجين وصرختها العظيمة: لا... لا... وحل الصمت للمرة الثانية وإحنا نشاهد هالمسرحية الواقعية إلي أقطعت أنفاسنا... محمد ناظرها مستغرب: لجين؟! وكملت عمتي وهي تناظرها بنظرات غريبة: شو فيك يا بنت تكلمي؟! تنفست لجين بقوة وهي تقول بصوت مقطوع: ما أبيه... ما أبيه وبس... كنا نسمع بصمت... وبدون صوت... نترقب ردة فعل جلند... وإستغربنا من جلند وهو يبتسم بكل حيوية ويقول: وشو فيني يعني؟! مزيون وكشيخ... بس علتي هالنظارات إلي ما تفارقني... وإلا لأني وحيد ويتيم ترفضيني يا لجين؟! ناظرناه والإبتسامة حزينة عليه... وما حسينا إلا ولجين توقف وشفايفها ترتجف... قالت تكبت دموعها: رجعوني الشقة... أبي أرجع... أبي أرجع... وقف عمي خالد ولف يده حوالين كتفها وضمها يقول: خلاااص إنتهى الموضوع... يلاااا شباب قوموا شيلوا الأغراض... جلند أبيك بكلمة راس بعد ما نوصل الشقة... وبدا الكل يشيل أغراضه... لاحظت جلند واقف مع محمد وطلال ووليد قبل لا يطلع الكل بالسيارة... بعد ما وصلنا الشقة... أرتميت على الكنبة لما وليد طلع لـجلند... جلند ولجين قصة غامضة أحتلت أفكاري... عرفت إن أهلي مع جلند لأنه أختار كلمة هزت كيانهم... " وإلا لأني وحيد ويتيم ترفضيني؟!"... سؤال قدر فيه جلند يخترق فيها طيبة محمد... موقف ورفض لجين أدهش الكل... وخاصة إن الرفض جا بكل سرعة وهذا إلي أكد لهم إن ما بين الإثنين سالفة... لازلت مو مستوعبة إن هالخطوبة والرفض صاروا بنفس اللحظة... سبحان الله... هذا وأنا مريت بكل إلي صار لي... أشوف العجب عند غيري... الحمد لله على كل حال... حالنا أحسن من غيرنا... * * * * * . . ((يتبع)) |
الجمعة...
9-11-2007... الساعة 8 الصباح... قمنا بكير بهاليوم علشان نقدر نزور القرى فالجبل وبعدها بالعصر نرجع لبيوتنا... توجهنا بالبداية لقرية "الشريجة" وهذي القرية مشهورة بالمدرجات الخضراء على الجبال... مدرجات بديعة تمتد هنا وهناك... مزروعة بأنواع كثيرة من الفواكة... أشرت لوليد وانا أوقف جنبه أناظر هالمناظر: وليد... شو أنواع الفواكة إلي يزرعوها بالجبل؟! ابتسم وهو يقول: كثيرة... عندك التفاح والرمان والخوخ والمشمش واللوز والجوز والتين والكمثرى والبرقوق والسفرجل وغيرها... وتقريباً موسمها بدا من شهر ويستمر لحد شهر 8... وطبعاً طعمها لذيذ وغير ... وخاصة إنها مو مضروبة بأبر أو مصدرة من الخارج... وإحنا نطلع للسيارة صادفنا أطفال يبيعون فاكهة "البوت" (التوت حالياً)... وطبعاً وين مارحنا حصلنا أطفال أو رجال شيوخ يبيعون هالفاكهة اللذيذة... قال وليد: نقدر نجني هالـ "البوت" من أي مكان بالجبل... هي ملك للكل وخاصة إن هالأشجار متوفرة بكميات كبيرة بالجبل... وبعدها مرينا على قرية "وادي بني حبيب" و"العين" و "العقر" و"المناخر" و"سلوت" و"حيل اليمن"... وكل هالقرى متناثرة هنا وهناك بين السفوح... والجمال الحقيقي إلي أبهرني هو لما شفت بيوت من طين مبناية على الجبال والسفوح... بيوت قديمة بشكل حتى إني أستغربت وجودها... أشرت لوليد وأنا مستغربة: ياربي... وليد ناظر... سبحان الله... شوف هالبيت مبناي من طين لا وشكله جاي مايل... كيف يقدروا يعيشون فبيوت مثل هذي؟! وليد... وليد... ناظر هناك... شوف هالحرمة كيف تشيل هالصينية وأغراض ثقيلة فوق راسها... وهالأطفال المساكين يرعون الغنم تحت الشمس... كيف يقدروا يعيشوا مثل هالعيشة؟! ابتسم وهو يضغط على يدي: لحظة... لحظة...هههههههههه... شوي...شوي يالخنساء... صح عيشتهم بسيطة ويمكن نسميها متقشفة... لكن والله مثل مالاقيت مثل هذولا الناس لاقيت المتعلم والذكي ما بينهم... هذي طريقة عيشتهم وهم تعودا عليها من ولادتهم... ومسك يدي وقربني وهو يقول: تعالي براويك شيء بيعجبك... وأخذني ننزل تلة وهو يقول: حاسبي... وصلنا لأربع بيوت قريبة من بعض وكان فيه مجموعة حريم بعضهم يشتغلون بالنسيج وبعضهم يلملموا ورود بقطعة قماش ويشيلوها برؤوسهم... شهقت وأشرت لوليد: شو بيسوون بهالورود؟! قال وليد: يعملون فيه "ماء الورد" وهذي أهم المنتوجات بالجبل... طبعاً يستخدموا طرق تقليدية توارثوها عبر أجيال وأجيال... أفضل فصل ينتجون فيه ماء الورد بفصل الربيع... لأنها تتميز برائحه زكية فواحة تنعش الواحد... بجانب ورود تنمو وتزرع بالجبل مثل الآس والزعفران والنرجس... رجعت أأشر: وكيف يصنعوا ماء الورد؟! ابتسم وهو يجاوبني: صعب الواحد يذكر هالمعلومة...بس ممكن أقولك إياها ببساطة... هي طريقة طريفة و ممتعة في نفس الوقت... لكن المشقة والتعب فيها لما يحاول صاحب الحرفة يحصل على ثمرة جهده على ماء الورد المقطر الصافي... وأمممم كيف يحصل عليها؟! أفضل شهر في ابريل لما تتفتح زهور الورد... المزارع أو الحرفي يقطع زهور الورد و يأخذها لمصنع إما إنه يكون مصنع حديث او قديم... والقديمة تكون مبنايه من الطين والحصى وفيهاباب صغير وهي على شكل فتحة ويوضع عليها غطا مصنوع من الفخار ويكون عددها زوجي يتناسب مع كمية الورد المصنع وهذه الحرفة تسمى "بالدهجان"... مشيت معه للسيارة وأنا أأشر: حياتهم صعبة.. بدائية... لكن والله صدق عايشين حياتهم... بدون هم بدون أحزان... لف لي وقال يوقفني: الخنساء... ابتسمت أنفض أفكاري الحزينة وأشرت: ما عليك... وين بنروح إلحين؟! ناظرني ثواني ساكت وبعدها قال: بنروح لقرية "سيق"... بيعجبك هالمكان... إبداع وجمال عجيب... نزلنا لقرية سيق... وإلي كانت مثل غيرها من القرى لكن إلي يميزها هو السلالم الحجرية إلي تمتد للمزارع تحت... نزلنا بالبداية بكل سهولة... ووقفنا نشوف مستغربين ثمار اللوز والجوز... أشرت لهدى: ناظري كيف يطلع اللوز من الثمرة... تصدقي هذي المرة الأولى إلي أعرف فيها إن ثمارها كبيرة... ضحكت هدى وقالت: دائماً إلي يشوف هالأشياء بالجبل يعجب فيها ويستغرب... قالت لجين وهي تبتسم ببساطة: تعالوا عمي خالد ينادينا نطلع... وتقدمونا الرجال وهم يحثون الأطفال يمشون معهم... بالأخير طلعوا ومنهم إلي شايل ولده ومنهم من شايل معه ثمار اللوز والجوز... وقفنا عند السلالم إحنا الثلاث وبدينا العد التصاعدي بالصعود... صراحة كان صعود السلالام صعب مرة وخاصة إن هالسلالم كبيرة وكثيرة... ضحكت وأنا أشوف هدى وقفت بنص الطريق وجلست من التعب... قالت تلهث: أوووووف تعبت... ليش نزلت؟! مو أحسن رفضت أنزل مع سلمى ونشوى... لجين: ويفوتك إلي شفتيه؟! وجلست جنبها وهي تلهث: بس والله تعببببب... ليتني طفلة ويشيلوني مثل مزون... : ما طلبتي شيء... فديتك أنا بشيلك... لفتنا لورانا وحصلنا جلند واقف يناظر لجين بكل جرأة... وقفت لجين وصرخت: أيا قليل الأدب... صدق ما تستحي... من الصباح والواحد منهم يتجاهل الثاني وما كان هذا صعب بس إلحين... شكل جلند بنيته أشياء وأشياء... أحس هالإنسان غامض وخاصة إني تلقيت منه نظرات غريبة بأول لقاءنا... ولازلت أجهل سبب هالنظرات إلي توقفت فجأة... والغموض الثاني هو معاملته للجين بهالطريقة... قال يبتسم بشرانيه: والله ساكت لأنك مو محرم لي... بس صدقيني أول ما ينكتب كتابنا بردها لك... أحمر وجه لجين وصرخت وهي تركض لفوق: اكرهك... اكرهك... ضحك بصوت عالي وهو يقول: حاسبي لا تطيحين... ما أبي عروس مكسرة... هدى ناظرته بنص عين وهي تلوي أذنه بلطف: جلند... تعال... تعال...أنت شو سالفتك معها؟! أمس رفضت تتكلم واليوم غصب عنك بتتكلم... قال جلند يبعد عنها: ما في أي سالفة... ياللاااا أهلنا أطلعوا قبلنا... قالت هدى بعصبية: جلند... لا تغير الموضوع... أمس طريقتك لما خطبتها كانت غلط... واليوم بعد طريقتك لما كلمتها غلط... ابتسم جلند بشرود: أي غلط يا هدى؟! أنا ما سويت شيء غلط... هدى بعصبية: وأنت ما عندك كرامة لما رفضتك قدام الكل؟! كيف ترضى... عض جلند على شفايفه وهمس يقاطعها: أيوه أنجرحت بالصميم... بس والله حلفت أردها لها... صدقيني ما راح تكون لغيري... ضربت هدى كتفه بكل حزن: جلند... والله لما رجعت من السفر صرت ما أفهمك... شو أنت ناوي عليه؟! ابتسم بحزن وهو يقول: على أشياء واشياء... ولا تحاولي مو مخبرك... ولف تاركنا... تنهدت هدى وهي تقول: والله ومو عارفه شو صاير بهالجيل... ولفت لي تقول بعصبية: ياللااا الخنساء خلنا نطلع... لا حول ولا قوة إلا بالله... ومشيت وراها ونسينا تعب السلالم وكل منا غارق بأفكاره... ليش جلند يعامل لجين بهالطريقة؟! معقولة يحبها ويبيها مثل ما يقول لنفسه؟! أو لأنه رفضته لما خطبها قدام الكل؟! أو لسبب بالماضي؟!كل هالأفكار تتصارع براسي لهالإثنين إلي أثاروا إهتمامي... |
كنت بآخر درجة لما طلعتها وأنا ألهث... وقفت أخذ نفس طويل... وأنقطع بكل قساوة لما شفت نشوى واقفة تكلم وليد... شهقت... لااااا... وبعد يكلمها تحت الشجرة... عصبت... ودخنت... وما حسيت إلا وأنا أمشي بكل سرعة لوين ما واقفين...
سمعتها تقول بكل مياعة ودموع التماسيح أربع أربع: أدري... أردي... من يوم تزوجت نسيت إن عندك بنت عمه... حتى وظيفة تتوسط فيها لي رفضت... وأدري إنها ساحرتك ومتعذب من هالخرساء... دوم كنا لبعض... دوم أسمنا مقرون لبعض... وإلحين... بسبب هالإنسانة الخرسا تركتني... كفاااية... لهنا وكفاية... وقبل لا أشوف ردة فعل وليد صرخت بكل شراسة... وما حسيت إلا وأنا أضرب الأرض بقوة... كتفت يدي وهم يلفون لي... ناظرني وليد مستغرب... ومتردد لثواني... قال لنشوى: روحي ولي يعافيك لأمك... وما عندي واسطات أتوسطها لك... وما أنتظرتها تروح... لفيت أنا بشراسة وجريت للسيارة... دخلتها وسكرت الباب بكل قوة أنسمع صداه... عمي خالد أنتفض ولف لي: بسم الله الرحمن الرحيم... شو فيك يا بنتي؟! وما رديت لأني كنت بأقصى عصبيتي... وشفت وليد وقتها جاي... وبدينا نرجع أدراجنا لمسقط...رفضت أرفع عيوني لوليد وتميت بهالصورة لحد ما نزلنا بمطعم وتغدينا... . . حسيت بيد تمسكني بعد ما غسلت يدي... أصلا ما أكلت حاجة كله ناظرت الأكل شاردة ومالي نفس فيه... قالي: الخنساء تعالي... أبي أتفاهم معاك... أشرت: لا... أتركني ما في تفاهم بينا... روح للي تحبك وهايمة فيك... وبلاش تبتلش فيني أنا الخرسا الساحرة... عصب وخاصة إنا كنا بمكان عام... وقاطعنا وقتها علاء يقول: وليد... عمي خالد يبيك... ناظرني لحظة وقال: هذا المكان ما ينفع نتكلم فيه... بس بنتفاهم لما نوصل البيت... وبالفعل لما وصلنا للبيت على المغرب... طلعت ركض للجناح... وبعصبية قفلت باب الغرفة الحمرا.... وصرت أدور على الغرفة مثل المجنونة... لا... لا... اكرهه.. وأكره نشوى... بس أنا مو المفروض أبين له إني أغار من نشوى هذي... أغار؟!... شو هالتفكير يالخنساء؟! تغارين؟! تغارين؟!... إذا أنا أغار يعني هذا إني أحب وليد... أحبه؟!... لا... لا... الغيرة مو معناها إني أحبه... معناها إن وليد زوجي... ملكي أنا... مو لنشوى... سمعت صوت طرق عالباب... وصوت وليد: الخنساء أفتحي... هزيت راسي رافضة كأنه يشوفني... وسمعت للمرة الثانية صوته جاني معصب: الخنساء أفتحي الباب... ورفضت أفتحه وأرتميت على السرير... وبعد فترة ما سمعت صوته... رحت أفتح دولابي ومن بين الملابس خرجت صندوق الموبايل إلي إشتراه لي وليد... صرت أفتح الموبايل خطوة خطوة مثل ما علمتني إياه هدى... وحاولت أعبيه عالكهرباء... حتى إني توهقت كم مرة... بس عموماً قدرت أفتحه... جلست على الأرض جلسة القرفصاء... وأنا منكبه على الموبايل... رحت الصندوق الوارد وبديت أكتب بكل بطء... يمكن لعشرين دقيقة أكتب هالرسالة (بنام... ما أبي غدا)... ولأني حافظه رقم وليد فرسلت له... فرحت بكل غباء لما راحت الرسالة... تمام يا وليد... أنا مو لعبة بين يديك... رميت الموبايل على جنب... وأرتميت على السرير... سمعت صوت موسيقى لفيت للموبايل وشفت رسالة وصلت... كانت من وليد... وليد: (أفتحي الباب). كتبتhttp://forum.brg8.com/images/smilies/frown.gif لا).. وليد: (أفتحي الباب يالخنساء وإلا بكسره). كتبت: (ما يهمني... ما بفتحه). وليد: (بخليك إلحين وأروح أجيب جدتي... لكن قسم بالله إذا رجعت وما لقيتك فاتحة الباب بكسره... وفسري وقتها لأبوي شو السبب). ما سمعت تهديده وما أهتميت... وسمعت صوت باب الجناح يتسكر بكل قوة... . . بعد عشر دقايق حسيت بالعطش قمت أفتح الباب وأنا متأكدة إن وليد مو راجع إلحين... طلعت للمطبخ وأخذت لي كوب ماي... وبهالوقت سمعت رنين الموبايل... رفعت يدي لكن ما كان موبايلي... تنبهت الصوت جاي من الصالة... وشفت موبايل وليد... غريب نسى موبايله... مسكت موبايله ومن فضولي صرت أفرفر فيه... فتحت الصندوق الوارد بفضول وأنا أجلس على الكنبة... ودخلت لأول رسالة كانت من فلان والثانية فلان... والثالثة كانت من رقم مسجل بأسم "عمتي سلمى"... وكانت رسالة شوق وورد وخرابيط وفالنهاية بين قوسين واضحين "نشوى"... أرتجفت يدي ونزلت لكل الرسايل إلي مسجلة برقم عمتي... وكلها رسايل شوق وورد... وشفت رسالة برقم غريب وأنا أنزل للرسايل القديمة... كانت مسجلة بتاريخ يوم زواجنا... لا وبعد الساعة 3 الفجر... لا... لا... هذي زودتها... صدق إنها ما تستحي... كانوا رسايل مسلسلة من هالقبيل... (أدري مغصوب تتزوج الخرساء... أتركها وأنا تحت أمرك)... (أدري مو مرتاح... صدقني مصيرنا لبعض)... (مصيرنا لبعض يا وليد... أنا ما أنتظرت هالسنوات كلها علشان بالنهاية تتزوج هالخرساء الساحرة)... (الشفقة هي الكلمة الوحيدة إلي تعزيني لأنك إلحين مو لي... بس صدقني مردك لي)... طاح الموبايل من يدي... وتميت ساكنه بدون حراك... خرسا... وشفقة... هي الكلمتين إلي أنطبعت بتفكيري... وبكل ألم نزلت دمعة يتيمة لخدي... وتبعتها دموع صامته... فترة تميت أحاول أقاوم بكاي... رجعت أمسح دموعي بكل شجاعة... ومسكت بالموبايل وأنا أدور حوالين نفسي أفكر بطريقة أرد الصاع صاعين لوليد... وقتها سمعت صوت الباب ينفتح... وقف وليد وهو يناظرني من العتبة: إلحين بنتفاهم... أشرت بعصبية: ما في تفاهم... جاني يقول: الخنساء أسمعيني... أرتعشت من العصبية وأنا أأشر: لا... لا... ما أبي أسمع ولا كلمة... وغطيت أذني بيدي وأنا أهز راسي بالرفض... نزل يدي بسهولة... وقال بعصبية: ما ينفع كذا الخنساء هذي مو طريقة تــــ... سحبت يدي وضربته على صدره من غيظي... وأشرت بقهر: تبي ترتاح أقولها لك... أبوي ما بيتقلب بقبره إذا رميتني أو طلقتني... مسك يدي الثنتين وقيدهم وهو يسأل معصب: شو هالكلام؟! الخنساء... تلويت بين يديه وأنا أقاومه... تركني لحظات يشوف إشاراتي... أشرت بكره: تبيها روح لها... روح وريحها...وإلا أنا مو لعبة بينكم... همس بعصبية: شو فيك؟! ليش كذا إنقلبتي مرة وحدة؟! كل هذا علشان إلي صار بـ "سيق"... قاطعته وأنا أصرخ... وأشرت: أيوه... وعلشان الكذب إلي لفقته... تأكد بس أنا مو لعبة تحركها بيدك وترميها متى ما مليت منها... صرخ: الخنساء... بلااا هالكلام الفاضي... السالفة أكبر من هذي... أشرت بألم وأنا أتمسخر عليه وأضحك بقهر: أيوه أكبر... تحب أذكرك؟ تحب؟!... "أدري مغصوب تتزوج هالخرسا... أدري مو مرتاح... مردك تكون لي... أنا ما أنتظرت كل هالسنوات علشان تتزوج هالخرساء..." الكلام قريته كله بموبايلك... ولا تحاول تنكر... لا تحاول... شفته تقرب مني ورجعت لوراي أأشر: روح لها وريحها... شكلها متعذبة من بعدك عنها... وأرتااااح أنا مو محتاجة لشفقة منك... مو محتاجة... قيدي يدي وهو يصرخ مردد: شفقة؟! رميت بيده وأشرت: أيوه شفقة... شفقة... وأدري أنا بهالشيء... أدري مغصوب بسبب وصية أبوي... أدري فيك تخجل لأنك متزوج من خرساء... أدري... وكملت بكل حقد وكره: طلقني وريح إلي معذبها حبك... نشوى الكريهة الهايمة بحبك... خطفني يضغط بيده على زندي... تلويت بين يديه وأنا أقاومه بشراسه... صرخ يقول: الخنساء إياني وإياك تقولين هالكلام مرة ثانية... فاهمة؟! هزيت راسي بلا... أيوه ما يرضى عليها... وتركني حتى يشوف إشاراتي... وأستغليت الفرصة ولفيت بهرب منه وما حسيت وإلا هو رامني على الكنبة... صرخت بغيظ... وأشرت: بينت حقيقتك الكريهه... إنسان نذل واطـــ... وما حسيت إلا بالصفعة على وجهي... صرخت وشهقت بألم... ناظرته من بركة دموعي متسمر بوقفته يناظرني... دفنت وجهي على الكنبة وأنا أبكي... شاهقت بصوت مسموع... حسيت فيه قريب مني... مسك وجهي بين يديه وأجبرني أناظره... همس: الخنساء... أنا آسف... بس إنتي أجبرتيني... شاهقت وأشرت: خلاااص... خلاااص أنت مو مجبور تعيش مع خرسا... طلقني وأرتاح... وروح تزوج إلي تحبها... مسك يدي يقاطعني: ومن قال إني مجبور أعيش معك... هذا الشيء ما جا إلا برضاي... أنا بإقتناع وافقت عليك... وبإقتناع إتفقنا نبدا صفحة جديدة... أشرت بوجع: عيييل ليش رسايلها موجودة بموبايلك؟! ليش؟! جلسني جنبه وقال: أمسحي دموعك وناظريني... خلني أفهمك... أشرت بنحيب: شو تفهمني عليه؟! تنهد يقول بتعب: لما كنت توني بأوائل العشرينات... كانت عمتي دوم تعلقني ببنتها... ودوم تذكر بجمعات أهلنا إنها من نصيبي... أنا ما تكلمت بحكم إني قلت نزوة وبتنساها مع الأيام... نشوى ضعيفة ومهزوزة الشخصية وهي تابع وظل لأمها... كسرت خاطري حتى أرد عليها ومع مرور السنوات حاولت قدر ما أقدر أبتعد عن عمتي وبنتها... رسايلها هذي ما كانت إلا محاولة منها بس أنا أصدها بسكوتي... أدري المواجهة ما راح تنفع... وحتى إذا كلمت محمد... لأن المشاكل إلي بينهم تكفي... أشرت أسأل: وليش ما مسحت هالرسايل؟! مد يده يمسح دمعات تعلقت على خدي وضحك: وإنتي حارتنك هالرسايل؟! نزلت وجهي ورجعت أرفعه أغير الموضوع: يعني ما تزوجتني شفقة؟! همس: لا... أكيد لا... ورجعت أقول: أمسح هالرسايل من موبايلك... ضحك وهو يبوس جبيني: ما يصير خاطرك إلا طيب وبعدين هالرقم ما أستخدمه كثير... أشرت بألم: وليش كنت تسمع لنشوى بالجبل؟! وحتى إنك ما دافعت عني... ابتسم وهو يقول: وأنتي أعطيتيني فرصة أتكلم؟! تنهدت بوجع وأشرت: وليد أنا... أنا خايفة... ناظرني لحظة... لحظتين وسأل: شو إلي يخوفك؟! أشرت وأنا أحس بالألم: خايفة من شو مصيري معك... خايفة يجي يوم وأنصدم... وأنصدم من... نزلت يدي بكل ضعف... ضمني له وهو يهمس: إذا ما مديتي يدك لي ما بنقدر نغير من حياتنا... ثقي فيني وهذا هو إلي أطلبه منك... ثقي فيني يالخنساء... هزيت راسي وأنا أسلم له مفاتيح قلبي... أمد يدي له بكل ثقة حتى يغير من حياتي... يغيرها للأحسن والأحسن... * * * * * |
الأربعاء...
21-11-2007... الساعة 2 الظهر... تركتني هدى عند باب البيت ورجعت لبيتها.. مشيت بكل رجفة للجناح والظرف الأصفر بين يدي... وبصورة آلية بدلت لبستي ولبست بنطلون ماسك وقميص أصفر شاحب فضفاض... وتركت شعري إلي طال لخصري مسدول بكل حرية... وأرتميت على السرير... رجعت أمسك الظرف الأصفر بين يدي... أرتعشت يدي وأنا أرجع أناظر إلي بداخل الظرف... خوف أنرصد بقلبي... خوف غير طبيعي حسيته يحوم حواليني... أخاف أقول له يعصب... يشمئز... يتذمر... أو يصارخ علي... عذبت تفكيري لحظات بشكل وليد المعصب... ورجعت أهز راسي... لا... لا... ما راح يعصب... ليش أنا أستبق الأحداث؟! بخبره ووقتها بشوف شو بيكون ردة فعله... بس أخاف... أخاف يرفضه... أخاف أنصدم بردة فعله... بس لا... هو من طريقة معاملته لي الأسابيع الفايته يبين إنه مرتاح معي... عشنا أيام براحة تامة وبدون ما يتدخل أي فرد براحتنا... فترة عشناها أنا ووليد كل منا يحاول يرضي الثاني... يسعده... ويرسم البسمة بشفاته... وكان هذا قمة الأستقرار إلي كتبت لنا... صحيح هو يحاول يبين لي شو كثر أنا مرغوبة بس أبقى خايفة من ردة فعله هذي... سمعت صوت باب الجناح ينفتح... تجرعت ريقي ووقفت مرتعشة... ناظرت الظرف لحظة... ولما حسيت بخذلان شجاعتي رميته بالدولاب... وطلعت لوليد إلي كان عند باب الغرفة... ابتسم لما شافني... وباس خدي وهو يقول: هااا كيف فرفرتي أنتي وهدى بالسوق؟! وناظر وراي يتوقع يشوف الأكياس... ناظرني مستغرب لأنه ما شافها... أشرت بتردد: ما عجبني شيء... ضحك وهو يرمي كاب العمل: صدق حريم... ذوقكم مرة صعب... ابتسمت أتناسى موضوع الظرف وأنا أأشر: رجع عمي خالد؟! طلعت لبسة له وأنا أسمعه يقول: أيوه رجع بس يقول ما يبي أكل... مو عاجبتني صحته هالأيام... أشرت بقلق: ولا أنا... كله لما أسئله يرد علي تعبان وما يبي أكل... ولما يآكل يآخذ الشيء البسيط... قال وليد: ببدل وبطلع أشوفه... وبغصبه نروح المستشفى... أشرت: تمام بنزل لجدتي وبجهز الأكل بغرفة الطعام... لحد ما تقنع عمي يتغدا معنا... نزلت لجدتي بغرفتها وهي تسبح بمسباحها... بست راسها وجلست أسمع سوالفها... وطلعت بعد دقايق أجهز الأكل... أشرت للخدامة تجيب العصير لحد ما أطلع لعمي خالد... أكيد وليد عنده إلحين... وأنا بالسلالم سمعت صوت صرخة عظيمة... انتفضت بخوف وركضت وأنا ما أدري ليش أحس إن هالصوت جا من غرفة عمي خالد... زادت دقات قلبي وأنا أدخل للغرفة... شفت وليد مايل على عمي... ركضت لهم وجلست عند السرير... أشرت: وليد... شو فيه عمي؟! حسيت بوليد يرتجف وهو يحاول يتسمح صوت دقات قلب عمي... وتجاهل سؤالي... فاجأني لما صرخ: أركضي للجناح وجيبي مفتاح سيارتي... يلاااا بسرعة... وقفت بسرعة وأنا أحس بالربكة... من ربكتي طلعت السلالم ركض وأنا أحس بخوف على عمي... دخلت الجناح وأخذت مفاتيح وليد ونزلت بسرعة حتى كنت بطيح... بس مسكت بالدرابزين وصرت ألهث... ورجعت أركض لعمي... وكان وليد وهو والبواب يشيلون عمي للباب... صرخ وليد: افتحي الباب... جاتنا جدتي وشهقت تضرب صدرها: اللهم بسترك يا رب... وش فيه أبوك يا ولدي؟! تجاهلنا جدتي وركضت أفتح الباب... وفتحت السيارة ولما حسيت بوليد يحاول يطلع... أشرت: أنتظرني... بروح معك... صرخ بعصبية وهو يناظر أبوه: لا... أجلسي مع جدتي... وما أنتظرني أبعد عن السيارة وطلع... رجعت بخوف لوراي... ومن صدمة الموقف طحت على ركبتي أبكي... رجعت بعدها لجدتي وهي تلطم خدودها وتبكي... تقول بخوف: اللهم أسألك العافية لولدي... أسألك العافية لولدي... ما ادري وش صار لأولادي حتى يمرضون مرة وحدة؟!... لا حول ولا قوة إلا بالله عليه العظيم... برحمتك يا رب... جلست جنبها وما حسيت إلا وأنا أبكي وأسند جبيني على ركبتها... حسيت بالألم بكل جسمي... بالألم ببطني وظهري... فكرة وحدة تخلخلت بتفكيري... وهي إلي تجاوب على سؤال جدتي... أحس إني مسؤولة عن إلي يصير لعمي ووليد... من يوم جيت لهالبيت والألم والحزن يلاحقنا... . . ما جانا أي خبر من وليد... مرت تقريباً ساعتين وما في أي إتصال من وليد... بالأخير قمت أدور على الموبايل وأتصلت بهدى تكلمها جدتي... سمعت جدتي تقول وهي تبكي: إلحقوا فيهم يا بنتي... خلي سيف يلحق فيهم... ما ندري عن إلي صار لهم... وبعد دقايق جاتنا هدى تدخل البيت وهي تدعي: اللهم أجعله خير... السلا م عليكم... أشرت لها: وعليك السلام... منو جابك؟! قالت: سيف وصلني قبل لا يتبع وليد بالمستشفى... شو صار؟! أشرت بكل خوف ورعشة بلي صار... جلست تقول تطمنا: لا تخافوا إن شاء الله ما فيه إلا العافية... وقفت وطلبت رقم وأتصلت تقول: أيوه جلند هذا إلي صار... ألحق بوليد وسيف... ما ندري شو صار لهم... بس الله يخليك طمنا عليهم... جلسنا على الكنب وكل وحدة تناظر الثانية وتطمنها... مرت دقايق مثل الساعات علينا... حسيت بدموعي تحرق عيوني... سمعنا صوت من ورانا... لفتنا وقفزت أحسبه وليد أو جلند أو أحد يطمنا على عمي خالد... لكنها كانت لجين واقفة عند الباب ودموعها ماليه خدودها... همست وهي تنتحب: شو... صار... لخالي خالد؟! رحت لها بعد ما آلمتني حالتها... حضنتها ومشيت بها للكنبة وجلستها عليها... وأنا بنفسي أحس بخفقان قلبي طبول... قالت هدى: من جابك؟! همست وهو تبكي: أبوي... قلت له يوصلني هنا بعد ما رفض ياخذني معه للمستشفى... هدى... خبريني شو فيه عمي خالد...؟! قالت هدى: والله مدري... مدري... هذا إحنا قلقانين وما ندري عن شيء... خلنا ننتظر إتصال من واحد من الرجال... وتمينا جالسين حتى العصر... رحت أصلي ورجعت متسمرة جالسة عند التلفون أنتظر إتصال من جلند... حسيت بألم حاد بجسمي... وقفت وصرت أمشي بعصبية بالصالة... أشرت لهدى: أتصلي مرة بجلند... جربت هدى بدون كلام وكان يعطيها خارج الخدمة... ومرت نص ساعة لما سمعنا صوت موبايل هدى يرن... كان جلند... تجمعنا حواليين الموبايل بعد ما عملته هدى على الصوت المسموع ((خخخ أقصد سبيكر))... قال جلند: الحمد لله... أطمنكم ما فيه إلا العافيه... إغمى عليه بسبب إنخفاض بالضغط ونقص السكر... أنتفضت وأنا أتذكر عمي يرفض يآكل بالأيام الأخيرة... أكيد السكر بينزل عنده... قالت هدى: وهو إلحين بخير؟! مستوعب؟! جلند: أيوه بخير... أستوعب قبل دقايق بس رجع ينام... أشرت لهدى تسأل عن وليد... قالت هدى: ووين وليد إلحين؟! قال جلند: مع الدكتور... أنا بسكر إلحين... أسمعوا أرتاحوا ولا تحاتوا... عمي ما فيه إلا العافية... تنهدت وأنا أجلس على الكنب وأرتمي عليها بتعب... تقلصت عضلاتي من الألم... جاتني هدى وهي تهمس: الخنساء... قومي إرتاحي باين عليك تعبانة... قلتي لوليد... لفت للجين إلي كانت جالسة مع الجدة وكل وحدة تطمن الثانية... كملت هدى: خبرتيه عن الجنين؟! غمضت عيوني وتنهدت... أشرت: لا... ما ناسبنا الوقت... قالت هدى: تمام... أطلعي إرتاحي... واستخدمي المصعد... فاهمة؟! هزيت راسي وأنا أمشي بكل تعب للمصعد... وأحس بجسمي متكسر... تعباااانة بشكل ما يوصف... أرتميت على السرير ولفيت الفرش علي وأنا أبكي... مدري ليش أحس إني المذنوبة... مدري ليش أحس إني سبب كل إلي يصير لعمي ووليد... * * * * * |
.
{{... حاولت أداري حرقة الشوق فيني... ..وأسكت عن أحساسي ولا قول مشتاق لكن "شوقك" دايمآ يحتويني!! ويفرض علي أبوح بكل الأشواق... ... لو بك شوق ولهفة حنيني,, أنا بخفوقي (نار) ما عاد تنطاااق... ما عاد تنطااااااااق...}} "مـ ـنـ ـقـ ـو ل"... * * * * * |
الساعة 4 العصر...
طلب مني وليد أجلس مع جدتي بالبيت لأنه هو بيجيب عمي من المستشفى... كانوا هدى ولجين أول الواصلين... وبعدها جُلند وطلال... جلسنا متجمعين بالصالة ننتظر وصول وليد وعمي سيف مع عمي خالد... أرتمى جُلند على الكنب وتأوه يقول: أخخخ نعسااان... لف طلال له: ليش؟! أنت ما نمت الصباح والظهر؟! جُلند: لا ما جاني نوم... وأمس لأن المكان مستشفى وغريب علي ما نمت إلا بعد صلاة الفجر... وبعد نوم متقطع... قالت هدى: أوكي قوم وروح غرفة الضيوف ريح لحد ما يوصلون... هز راسه بلا: بنتظرهم... وصلح جلسته لما دخلت لجين... مشت شوي وتخبت جنب جدتي وهدى... ولاحظت وقتها نظرات جُلند إلي ما فاتتني وهي تلاحق لجين... وجلست لجين بكل هدوء وبدون صوت غير عن عادتها... جلسنا دقايق وسمعنا صوت الباب ينفتح... دخل عمي سيف وهو يسند عمي خالد... إلتمينا عليهم وإحنا نتحمدله بالسلامة...بالبداية باس راس جدتي وهو يطمنها وهي تدعي له بالعافية... تقول وعيونها تلمع: سلامتك من المرض والطيحات يا ولدي... هذي سوات قلة الأكل... الله يهديك بس... الله يهديك... ما تشوف شر يا ولدي... اليوم أنا والشغالات محضريلك الأكل الزيين... همس لها عمي وهو يضحك: يمه... هالطيحة مو من قلة الأكل و... قاطعته وهي تهدد: لا وليد خبرني عن وش الأكل إلي زين لك ومو زين؟! وأنا بنفسي إلي بطبخه... باسها عمي على راسها وهو يقول: الله يخليك لي يا يمه... وجا دوري بعد جدتي... حضنت عمي وأنا أبكي... ريحته من ريحة أبوي... ووجوده بلسم بحياتنا أنا ووليد وجدتي... قالي بإبتسامة شاحبة: كيفك يا بنتي؟! أشرت: بخير... بخير... وأنت؟! وجهك شاحب... ابتسم: أنا الحمدلله بخير وعافية ألم بسيط وبيروح... سمعت لجين تقول وهي تنقر على كتفي: الخنساء كفاية أتركي خالي شوي... ولما انسحبت أرتمت لجين عليه تبكي... ضحك عمي عليها وهي تشاهق... هدهدها وهو يهمس: يلللاا يا لجين... وقفي بكى... ههههه كل هالبكى لي أنا؟! همست وهي تشاهق: أيوه... أيوه... إذا صار لك شيء أنا بموت... أنا من لي غير خالي خالد؟! ضحكنا عليها ودمعت عينا بنفس الوقت... قال عمي سيف يضحك: وأنا يا لجينووووه مو مالي عينك؟! مسحت لجين دموعها وهي تقول: أنت مالي عيون زوجتك بس خالي خالد ما يملي غير عيوني أنا... رجعنا نضحك عليها بنفس الوقت دخل وليد ومعاه عمتي وبنتها نشوى... قال: السلام عليكم... اختفت إبتسامتي لما شفت ست الحسن والدلال... الإبتسامة شاقة وجهها من ذي الأذن لذي الأذن وهي تتمخطر جنب وليد... سلمت على عمي بدون مبالاة... سبحان الله غير هالإنسانة... جلست جنب أمها وهي تتدلع... قالت وعيونها تتسمر على وليد: سلامتك يا خالي ما تشوف شر... قال عمي يبتسم بضعف: الله يسلمك... الشر ما يجيك... جلس وليد جنب جُلند وبدوا يتهامسون وأنا ركزت على الأخت نشوى وعمتي... قالت عمتي: إيه والله قلبنا قفز من مكانه لما سمعنا إنك طحت عليهم... ابتسم عمي مرة وهو يقول: الحمد لله ما فيني إلا العافية... كان ألم بسيط وراح... قالت عمتي بصوت خفيف وهي تناظرني: ترى شو بيجي من هالإنسانة غير النكد؟! ابتسمت لها فوجهها وعمي سيف يصرخ عليها: سلمممى خلك من هالكلام... وإلا... قاطعته وهي تتأفأف: أووووف... ما قدرنا نقول حاجه غير قفز بوجهي... شو أنت محاميها؟! عمي سيف بعصبية: إيوه... مو عاجبك؟! إرتجفت بقهر وخاصة إنها تفشلت قدام أولادها... وشالت عمرها وقامت طالعة تكلم على قولتها بالموبايل... همست لي هدى: أخخخخ عرف سيف كيف يأدبها... لكن أنا ما كنت منتبه لها كل تركيزي على الأخت إلي عيونها بطيح وهي تناظر وليد... لا إلا هذي... كان نفسي أقوم وأمرر أظافري على وجهها بكل برود ولذة... بس جلست شوي وقمت فجأة بعد ما طفح الكيل... كان وليد جالس وعلى يمينه جلند بكنبة لثلاث... وسع لي وهو يناظرني جايه لعنده... جلست ساكنه لحد ما جات عمتي وجلست... وبعدها تحركت وأنا أنقر على ركبة وليد... لف لي وناظرني متساءل... أشرت بدلع: وليد... مو وقته نبشر أهلنا؟! ابتسم جلند وهو يناظرنا: هااااا... بشو تبشرونا؟! قفزت هدى بالنص وهي تبتسم إبتسامة حلوه: إييييه والله صح تذكرت... ناظرها جلند يقول: وأنت تدرين بالبشارة؟! هزت راسها بحماس... قال طلال وهو يضحك: خلاص... خلاص عرفت... ما يبيلها تفكير... قالت جدتي وهي شوي وتقفز: أنا عرفت وش هو... أكيييد حامل... ضحكت بخجل وخاصة إن الكل ناظرني... شفت البسمة والفرحة ترتسم على عيونهم وشفايفهم إلا ثنتين أصطملوا وسكتوا... قال وليد يضحك بحلاوة: أيوووه يا جدتي... بيشرفنا طفل صغيرون أخيراً بهالبيت بعد 30 سنة... هزت جدتي راسها وعيونها تلمع: إيه والله ياولدي... إشتقت لطفل يحبي ويتراكض بهالبيت... ضحكت وأنا شوي وأبكي ... ووقفت بنفس الوقت إلي وقف فيه وليد ورحنا لجدتي وحضناها وهي تبكي... قال وليد: يمه... وأخيراً تحققت منيتك... تبكين؟! مسحت دموعها بطرف شيلتها وهي تقول: إيه والله أمنيتي أشوف ولادك قبل لا أفارق هالدنيا... قال وليد: بعد عمر طويل يا يمه... وأنتقلت لعمي خالد وهو يقول بكل فرحة: ليش ما خبرتوني بهالبشارة؟! قال وليد: ههههه... وحدة وحدة يا أبوي... شفت عمتي وبنتها يتهامسن وهن بعدهن مصدومات... وأبتسمت بكل برود وتريقة... ما إهتميت وجاتني لجين وهي تقول: مبرووووووووووووك... إذا جات بنت سميها لجين... أوكي؟! ضحكت وأنا أهز راسي بلا وأشرت: لا حبيبتي تبيني أسميها عليك وبتجي رجه مثلك؟!... لا بنتي إبيها هادية... ضحكت وهي تقول بغرور: يحصلها تكون مثلي... لا يا حبييتي ما بخليك... غصباً بتسمونها علي... هزيت راسي بلا... وضحكت وهي تهمس: بنشووووف يالخنساء... والله بحش راس جدتي تسميها علي... ضحكت عليها وسكنت مرة وحدة خجل وانا أتلقى الإبتسامات والتبريكات من عمي سيف وطلال وجلند... طلال: إية ولله وكبرنا... أقول الخنساء... إذا جا ولد سميه علي... قال وليد: هالي ناقص؟! ضحكنا عليهم... قال طلال: أخخخخ... تحطيم من البداية يا ولد الخال؟! قال وليد يضحك: أكيد... وشو أنا مجنون أسمي ولدي بأسمك... عز الله عيل بيركد هالبيت إذا طلع عليك... أبيه على أسم أبوي... خالد بن وليد... مو أسم كشخة؟! قال عمي سيف يجرب: فكر بولدك إذا تزوج وخلف بيسميه وليد... والسلسلة متابعة... وليد بن خالد بن وليد بن خالد...كذا ما بنخلص... قال جُلند يضحك: لا بصراحة حلو كذا... أما إذا جات بنت فسمها... قاطعه عمي خالد يقول بإبتسامة: سميها سارة... على إسم أمك الله يرحمها... سكتنا مرة وحدة لما شفنا نظرة وإبتسامة الحزن على عمي... أشرت بكل حلاوة وأنا أبوس يد عمي: ما يصير خاطرك إلا طيب يا عمي... أسم سارة حلووو وعجبني... ابتسم عمي خالد... ولمعت إبتسامة فرح على عيونه... رجعت أناظر عمتي وبنتها... أبتسمت وأشرت: مو مباركين لي يا عمه؟! ناظرتني بشر وهمست: على شو يا حسرة؟! على خرسـ... سكتها وليد بكل قوة حتى إنه فاجأني: عمتي... سكتت عمتي بحرة أما أنا تساءلت شو كانت تبي تقول بس ما أهتميت... ورجعت أمسك يد وليد بكل تملك قدام عيون نشوى... * * * * * . . . ((يتبع)) |
الأربعاء... 19-12- 2007... صرخ وليد: الخنساااااااااااااااء... وينك؟! يلااا تأخرنا... جيت أمشي وبيدي المبخرة... نزلتها على الطاولة... وقال: يلااا تأخرناعلى صلاة العيد... أشرت: أوووف أنت ما فيك صبر؟! وجلست على الكنب من التعب... من الفجر وأنا أحوم بالبيت... من المطبخ للمجالس... ومن المصعد للجناح... جلس وليد جنبي... همس بحلاوة: شو فيك؟! تحسي بآلآم الـولادة... ابتسمت وأنا أضربه على يده... أشرت: تتمسخر حضرتك ؟! بعدني بالشهر الثاني... قال يضحك: إيوه والله... الموعد بعيد... السنة الجاية... ضحكت وأشرت على المبخرة: هالمبخرة وصلت بعد صراخك... وإلحين جالس تتمسخر علي؟! ضمني وهو يبوس راسي وقال: كوني جاهزة على الساعة 7... بجي بعد صلاة العيد... عمي سيف مهددني من أمس إذا ما جيبته قبل 8 بياكل لحم المشاكيك لوحده... ضحكت وأنا أأشر: وهددتني هدى تقول إذا ما جيناها لحم الشوا من نصيب بيتهم... قفز وليد يقول: هالي ناقص بعد... إلا لحم الشوا... وشافني أبتسم وهو يتبخر بالعود... همس: شو إلي يبسمك؟! أشرت: تدري؟! تذكرت العيد إلي فات... كنت أتمنى بغباء كلمة عيدمبارك منك... قرب وباس جبيني وقال: وهذي عن إلي راحت... عيدك مبارك وسعيد ووليد... ضحكت بكل حلاوة... وضحاتي ترن بالصالة الواسعة... ووقتها شفت نظراته تتركز على ضحكاتي... همس: الله لا يحرمني من هالضحكات... رديت عليه وأنا أبوس خده... حياتنا إلي مرت خلال هالشهرين كانت بلسم لجروحنا السابقة... وليد بكل عفويته قدر يزرع الثقة والحب الكبير بقلبي... وأنا أقل ما أقدر أسمي مشاعري... بنشوة الفرح... الحمدلله... أتمنى ما يصير لنا أي حاجة تنكد علينا... أتمنى حياتنا تسمو بالإحترام والحنان... ورغم كل تفاؤلي أبقى أحس بقلق بعض الأحيان... كبت قلقي عن وليد وحاولت إني ما ابين له هالشعور وبكذا مرت أحلى أيامنا حتى إن جدتي وعمي خالد وكل أهلي حسوا بهالشيء... بعدها تجمعنا فبيت عمي سيف... هذا لأن عمي سيف عنده ورا الحوش "تنور الشوا" (حفرة مبطنة بإسمنت"الجديدة" بس بالأصل تكون مبطنة بالطين"القديمة والتراثية")... كانوا الرجال يقصون اللحم وأنا وهدى نمسك لهم اللحم ونسولف من صوب... سمعنا صوت شهقة: لاااااااااا والله بادييين عنا؟! كانت لجين واقفة ويدها على خصرها... وطلال وراها... بعدها أخوها عن طريقه... وجلس على الحصير... قال: يا بنت أهجعي (أركدي)... قومي جيبي الحلوى من داخل... بتحصلي كرتون بالمطبخ طلعي وحدة وجيبيها... راحت لجين وقالت هدى مستغربة: أوه..أوه... أوه... ما شاء الله... وعارف وين مكانها... قال طلال وهو يختار سكين له: إيه والله يا زوجة خالي ما في أحلى من الحلوى... عشقي الحلوى وبس بالعيد... وبعدين وين بتكون غير بالمطبخ؟! صحيح وين جلند؟! قالت هدى: مدري عنه... أتوقع بالمطبخ يدور على سكين تناسبه... جلسنا دقايق وبعدها قالت هدى: أشوف لجين ما جات... قومي الله لا يهينك يا الخنساء... بتحصليها بالدولاب على اليسار... قمت ومشيت للمطبخ... ووقفت عند الباب لما سمعت صوت جلند ولجين.. يوووه وأنا ما أتنصت إلا لهالإثنين؟! قمت برجع لكن مدري شو إلي غير راي فجاة ودخلت... شافوني جاية فسكت جلند وباين إنه معصب... رمى كوب بكل قوة من العصبية بالمغسلة... حتى إنا سمعنا صوت الكوب تكسر وطلع هو طيران بدون ما يهتم... كانت لجين ترجف وتشهق بخفيف... والكحل بدا يخط على خدودها مجرى... ما حبيت أسألها شو صار؟! ولا شو فيها؟! لأني متأكدة إنها ما بتتكلم... رحت للدولاب وسحبت الكرتون وطلعت الحلوى... أخذت وحده وأعطيتها لجين... ناظرتني لجين لحظتين كأنها تيقظت فجأة من النوم... تركت الحلوى وراحت للمغسلة وشالت الكوب ورمته بالزبالة (تكرمون)... ونظفت المكان وصلحت الكحل... وأخذت نفس طويل... شالت الحلو بيدها وهي تقول: والله... لخليه... يعرف... منو هي لجين... ابتسمت وأنا أمشي وراها... مدري رغم الأسرار إلي بين هالشخصين إلا إني أحبهم مثل أخوتي وأتمنى لهم الخير... أتمنى يتركوا العناد ويناظروا وين الحقيقة بكل هالمعمعة إلي عايشين فيها... رجعت لأهلي وجلست جنب وليد وهو يقطع اللحم... أبتسم وهو يقول: يلااا الخنساء سولفي لي... غثني هالطلال بسوالفه... رفع طلال سكينه وهو يقول بشهقة: يا ويلك يا وليدمني... السكين بيدي... حاسب... أشرت بخوف: طلال بعد هالسكين عن زوجي... ضحك طلال وهو يقول: شو تبيله؟! خلني أريحك منه... شهقت وأنا أضرب صدري: شو تقول أنت؟! ناظرني وليد بحب وهو يقول: تخافين علي؟! أشرت بخجل: أكيد... إذا ما خفت عليك أخاف على من؟! قالت هدى: يوووووه... يا حلوين ترى في ناس هنا... قال وليد متأفأف: وهالناس ما عندها غير تغث غيرها... ضحك عمي خالد وقال: الله يخليكم لبعض يا ولدي... بس حاسب وأنت تقطع اللحم وشوي وتقطع يدك معه... ناظرت وليد واللحم وأصابعه بخوف... ومسكت اللحم معاه وهو يقطعه... قالي يهمس: خلك منهم... يالللا سولفي لي وأتركي هاللحم من يدك... هزيت راسي لا... وتركت اللحم وأشرت: لا ... إذا أشرت لك بتناظرني وبتقطع يدك وأنت ما همك... قال يهمس: فداك يدي وكلي... ضحك جلندوهو يسمع سوالفنا: خف... خف عالبنت يا وليد... ضحك علينا ونزلت راسي خجل ورفضت أترك اللحم... رد وليد: وأنت لو سمحت عينك عاللحم... وبعد الغدا إلي كان هم بعد لحم... جلسوا الرجال يحزمون الخسفة (ههه أدري أسم غريب بس هي مصنوعة من خوص النخيل ويمكن يكون لها مسميات ثانية بس مدري عنها) وقبل كذا يغمسون قطع اللحم الكبيرة بخليط الثوم والبهارات... ويلفونها بورق الموز ويحشون الخسفة باللحم الملفوف بورق الموز وكذا بشكل متابع... حتى حزموها ورموها بالتنور إلي كانوا مشعلين فيه النار ... وغطوها بخشبة ثقيلة... طبعاً النار راح تنطفي أول مايرمى عليها الخسفة... وبسبب الحرارة راح ينطبخ اللحم... ولأن هالتنور صغير ولخسفة وحدة فاللحم يستغرق طبخه تقريباً يوم أو أقل... بس عالعموم لما كنت بالعامرات كنا أنا وجدي بالأعياد نعمل الخسفة مع جيرانا... ونرميها بالتنور الكبير إلي لأهل القرية كاملة... ونطلعها فجر يوم ثالث العيد... وكذا تجرى العادة عند بقية البلدان... أشرت لوليد: متى بطلعون اللحم من التنور؟! قال وليد وهو يمشي معي لغرفة الضيوف إلي كانت لنا: يقول عمي سيف ما يحتاج لها وقت كثير... أشرت وأنا أدخل الغرفة: وبكرة ما شاء الله المشاكيك؟! رد: لا بنسويها العكس... من حبي للشوا خليت عمي نعمله اليوم وبكره ناكله... والمشاكيك ثالث يوم... ضحكت وأشرت: أمممم يعني أنت إلي عكست القاعدة؟! تمدد يقول: إيوه... أحلى شيء لما تكسري القاعدة... أخخخ خلاص تعبت... ولاحظني جالسة على الكنب بكل شرود... سأل: ما ودك ترتاحين؟! أحيدك تموتين بالنوم من يوم حملتي؟! ضحكت شوي وأنا أسحب نفسي من جو الشرود وقلت: لا... قبل لا نتغدى ريحت... أنا بطلع لهدى أساعدها أقاربنا بيجيوا اليوم الليل... كنت بقوم لكن هو قفز وجاني جلس جنبي سأل: شو فيك؟! ما قدرت أكبت وأشرت برجفة: أشتقت لخواني الصغار... حسيت بيده أنحطت على راسي ومسح على شعري... وهمس: وهالي مخليك شاردة كذا؟! تنهدت وأشرت: أريد أشوفهم... هاليوم عيد وماشفتهم... هذا... هذا غير إنهم قريب بتاخذهم أرملة أبوي لصحار... ونزلت دمعه وأنا أكمل: صعب علي أشوف بيت أبوي إلي بجهده وعمره بناه ينباع لشخص غريب...صعب وقتها أشوف أخواني إذا أشتقت لهم... صعب نسافر ميات الأميال من مسقط لصحار... قال وليد: أفأ الخنساء وأنا وين رحت؟! أشرت: أنت موجود جبني وهذا إلي يهمني... بس... همس: لا تبسبسين ولا أي شيء... صحيح ما أقدر أعارض أرملة عمي بقرارها... لكن أقدر... أقدر آخذك لصحار متى أشتقتي لخوانك... بكيت بسبب حنانه الكبير إلي يغمرني فيه وليد... أحمد ربي وأشكره على إني سامحت وليد ووافقت نبدا صفحة جديدة... على إنا فتحنا هالصفحة وحاولنا قدر مانقدر نمليها بسعادتنا... أبد مو ندمانه على إني حطيت ثقتي بوليد... الثقة إلي بالبداية زرعها بنفسي... وإلي ساعدتني علشان أثق فيه... مسح وليد دمعتي وقال: يلااا أمسحي دمعاتك لأني محضر لك مفاجأة... ناظرته وأنا أمسح دمعة متمردة: شو هالمفاجأة؟! ابتسم وقال: أمممم أقولك بوقتها أحسن... يلااا تعالي إرتاحي لك دقايق قبل لاتنزلين لهدى... * * * * * |
الأحد... 3-2-2008... الساعة 5 العصر... قمت من السرير بكل ثقل... وبكل ثقل تسحبت للحمام... أخذت لي دش ولبست لبسة فضفاضه... وطلعت للمصعد... رحت لجدتي وعمي خالد ووليد إلي كانوا بالصالة... رفع وليد أنظار من الورق إلي ملا الطاولة والكنبة وأنا أقرب منهم... قال يغايض: أووووه الخنساء... شو إلي قومك بهالوقت؟! ما كان يحتاج تقومين أبداً... جلست جنبه وأنا أأشر: وليد ما فيني خلق لمزاحك... قال: أشوف المزاج متعكر... شو فيك؟! تثاوبت ورجعت أأشر: ودي أنام... ناظرني محتار: والله إنك غريبة... على كثر النوم إلي تناميه مو مكفنك... قال عمي خالد: وأنت شو حارقك؟! خلها تنام براحتها... همس لي وليد: ناقصني وجودها معي... أشرت بحب وانا أتثاوب: تسلم... ضحك وهو يضرب خدي بكل لطف: بسك يالنوامة... صحصحي معاي شوي... سمعنا جدتي جايه تقول: وليد... خذ التلفون هذا وأتصل على نورة أبغي أكلمها... قال وليد: حاضر يا يمه... جلست جدتي وقالت تكمل بالوقت إلي وليد يطلب الرقم: وش تبي تسافر؟! تشيل الأطفال معها آخر الدنيا... لا وتبي تبيع البيت... (تنهدت)... لا حول ولاقوة إلا بالله عليه العظيم... إلي راسه يابس يابس... قال وليد: يا يمه نورة عالخط... أخذت جدتي الموبايل وجلست تعاتب نورة وتدعيلها وتنصحها من صوب... وتهددها من صوب ثاني... يعني بإختصار كلامها كان حلبة صراع... أشرت لوليد بعد ما تذكرت أخواني: متى بيسافروا أخواني؟! قال وليد وهو يعطيني كل إهتمامي: مو مسافرين خلال هالشهر... الاولاد دراستهم هنا بهالوقت... أتوقع بتسافر على شهر 5 أو 6... أشرت برجفة: يعني مازال الوقت بعيد؟! ابتسم: ومازلت أحاول بأرملة أبوك تترك سالفة بيع البيت... أشرت بحزن وأنا خلاص ما عدت أقدر أسوي أي شيء: ما بيدنا أي حاجة نعملها يا وليد... خلاص هذا هو نصيبنا... ابتسم لي وليد وهو يلف يده على كتفي: وأنا بعدني متفائل... أشرت: بشو؟ تنهد وقال: بأشياء كثيرة... ما عرفت وقتها شو كان وليد يريد... بس تأكدت إني أقدر أوثق فيه... طفى عمي التلفزيون وقال يناظرنا: وليد... ما خبرت الخنساء عن الموضوع؟! ناظرت عمي ووليد وأشرت: شو يخبرني؟! ابتسم وليد: عن التركة إلي توزعت... والورث إلي جاك من عند أبوك... أشرت بحزن: ما أبي أي ورث يا عمي... أعطوه لخواني الصغار... مستقبلهم ما أحد يدري عنه... وهم محتاجين أكثر مني... زاد وليد شد على كتفي وقال: أصيلة يا الخنساء... ما في منك أثنين... بس هالورث من نصيبك... أشرت بدون مبالاة: وشو ورثت؟! قال وليد: مو كثير... أرضين ولك حق بالبيت وطبعاً أموال موصاية لك... أشرت: هذا كثير... وكمل عمي خالد لما فاجأني: هذا مو كثير... في شيء ما ذكره وليد؟! ناظرت وليد إلي أبتسم بتردد... وأشرت: شو؟! قال عمي خالد بابتسامة: شركة أبوك إلي تركها كان كاتبها بإسمك قبل لا يموت بشهر... صدمني كلامه وقفت بربكة وأشرت: وليش؟! قالت جدتي إلي كانت معنا من البداية: وش ليش يا بنتي؟! هذا نصيبك... وهذا إلي تركه أبوك لك... أشرت برجفة: لكن الشركة هذي المفروض تكون لأخواني... قال وليد بكل هدوء: إلا هي لك... وإنتي إلحين الآمر والناهي فيها... أشرت: وأرملة أبوي؟! قال وليد: وشو فيها؟! أشرت: شو كان ردة فعلها؟! ضحك وليد شوي وقال: مذكر غير إنها قالت إنك ساحرة... صدق هالخرابيط ما إنشالت من راسها... إنتي لا تهتمي... أشرت وأنا أهز راس بالرفض: كيف ما أهتم؟! وهذا حق أخواني وأنا... قاطعني وليد: هذا حقك... أشرت بلااا ورجعت أقول: أرجوووك وليد... خلني أكلم أرملة أبوي... خلني أتفاهم معها أكيد هي مو فاهمة حاجة... عبس وليد: وشو تتفاهمين معها؟! أشرت: أتفاهم معها عن الورث... أنا لازم ألاقيها... مسكني وليد وجلسني يقول: خلك عاقلة وأفهمي إلي أقوله... هذي الشركة مكتوبة بإسمك قبل وفاة أبوك يعني هي ملكك إنتي مو لزوجة أبوك أو إخوانك... أشرت مو مصدقة: لكن.. .لكن كذا أبوي ما أنصفنا... وأخواني... قال عمي خالد: أبوك كان يدري شو كان يعمل... وهذي هي وصيته ورجاويه... أرتعشت فجلستي وانا ما أسمع أي كلمة منهم بعد هالكلام... لكن كيف كذا؟! أخواني محتاجين أكثر مني... أنا متزوجة وأبوي هو إلي زوجني من وليد بدون موافقتي... وهو يدري إني بيكون لي دخل من زوجي... لكنه كتب الشركة بإسمي... وأخواني؟!.. أكيد أرملة أبوي تنازعت على هالشيء... أكيد... أنا لازم ألاقيها وأتفاهم معها... حتى ولو وليد مو راضي... أخاف خواني لما يكبروا يحقدون علي... يقولون إني أخذت حقهم وهو لهم... * * * * * |
السبت... 9-2-2008... الساعة 9 الصباح... لبست عبايتي وتعدلت ونزلت لهدى إلي كانت تنتظرني تحت بسيارتها... سألتها قبل يومين تاخذني لنورة وهي طبعاً رفضت... رفضت من البداية تاخذني لها بس أنا أصريت... مشيت بكل بطء وأنا أفكر شوي بيدي أعمل... وكيف بيكون لقاي بنورة... زيارتي هذي لو عرف عنها وليد كان بيعصب بس أنا لازم أوضح الأشياء... رحت لهدى بالسيارة... قالت لي وهي تسوق: يا ويلك من وليد... لو مخبرته عالأقل... أشرت: هو يعرف إني أريد ألاقيها... قالت هدى: وشو تبيلها يا الخنساء؟! مو أحسن لك تسلمين من شرها وتبعدين عنها...؟! أشرت: يهمني إلحين نوصل وأتفاهم معها... قالت هدى بقهر: والسؤال هنا يروح ويجي شو تتفاهمين معها؟! هذا حقك مالأحد دخل فيه... رفضت أرد وبقيت هادية... أدري إنهم يقولون الحقيقة بس رغم كذا أحس نفسي إني أخذت حق أخواني... مدري أفكر بغباء إني أريد رضاها أو غيره... بس المهم أروح لها... نزلت من السيارة ومشيت للباب... لاحظت سيارة كانت غريبة برا البيت... ما أعطيتها أهتمام ودخلت بسرعة للصالة... سمعت أصوات جايه من الصاله الداخلية... مشيت بسرعه وكانت نوره مع عمتي سلمى وأختي ليلى ورجال غريب... وقفت نوره مصدومة لما شافتني وصرخت: إنتي شو جيبك؟ ودخلت وراي هدى... وقفت هدى لما لاحظت في رجال غريب... سألت: منو هذا نوره؟ أرتبكت نوره لكن عمتي قالت: ماتعرفونه... رجعت هدى تسأل: منو هذا؟ قالت نوره وكأنها مغصوبه تقول: هذا عمر... ناظرت على هالعمر... كان تقريبا بعمر وليد أو يكبره بسنتين أو ثلاث... كان لابس دشداشه بيج وكمته بيج... رغم إني أول مره أشوف هالإنسان إلي إن ملامحه مو غريبه وطبعا ما أرتحت له... وقبل لا تسأل هدى منو هالعمر قالت نوره وهي تناظرني بشراسه: عمر واحد من إلي جوا يعاينون البيت... وأنتي يا الخرساء... شو يجيبك فبيتي؟! أشرت لها: وليش تبين تبيعي بيت أبوي؟ صرخت نوره: أنتي ما يخصك فبيتي فاهمة؟ أكلتي الورث والشركه.. أكلتيهم يالساحره.. وجات عمتي تكمل عليها: يالخرسا الساحره إحنا من البداية جيتك لنا كانت معروفه.. لعبتك إلي تلعبينها أنتي وأمك فاهمينها... أشرت: أي لعبه أي سحر؟ أنا ما طلبت من أبوي يكتب الشركه بإسمي... ضحكت نوره بغيظ: لاااا والله؟! تصدقي صدقتك يالمحتاله... وصرخت فجأه: فلوس ولادي اليتامى أكلتيهم يالمتسوله... صرخت بقهر وأشرت: أنا ما أكلت فلوس أخواني... وإذا نسيتي أنا بعد يتيمه... حسيت فيها تحمر من العصبية ووقفت جايتني: طلعي من بيتي... طلعي.. طلعي... أشرت: أبي أشوف أخواني... صرخت: إنسي إن عندك أخوان... ما بسمح لك تشوفينهم من يوم ورايح... قالت هدى: نوره أستهدي بالله... شو هالكلام؟! قالت عمتي: كلام حق... هذي الخرسا شو جابت غير النكد علينا... أشرت بقوة لعمتي: أنا ما جبت النكد لأحد يا عمة... ورجعت أناظر الرجال إلي كان ساكت وما يتكلم بس نظراته الكريه مره علي ومره على نوره... أشرت: بيت أبوي ما ينباع... وإذا على الشركه أنا مستعده أكتبها بأسم أخواني... بس بيت أبوي ماينباع... وبهالوقت حس الرجال بنفسه وقام واقف وطلع من باب البيت وهو ما وده... كانه كاره يترك لهالمسرحية إلي قاعدة تصير بهالمكان... صرخت نوره بعصبية: خليتي الرجال يطلع بغباءك ... وبعدين ما علينا هالكلام التافه يا حقيره... شهقت وردت هدى: بلا هالكلام الفاضي يا نوره.. الخنساء نيتها طيبه جايتك علشان تتفاهمون على البيت والشركه... ضحكت عمتي: أي نية طيبة أي خرابيط؟! هدى خلك على جنب أحسن... ترى ما بيجيك إلا النكد من هالإنسانة... عصبت منها وكرهتها من خاطري هالعمه... مدري شو شايفتني... شو هالنكد إلي مسمتنه فيني... أشرت بكل كره: أنتي يا عمتي آخر وحده تتكلم... حسيت فيها عصبت وهدى تترجم لها الكلام الأخير... وجاتني تصارخ... مسكتني ودفعتني لوراي من غيظها... صرخت: أنا تسكتيني يا الحقيره... الحشره... المتشرده... كرهت كلامها إلي يحقر من ذاتي... وبلحظة... الأخلاق والآدآب تعثرت... والقيودوالدم أنخرسوا... ما حسيت إلا وأنا أرفع يدي أحاول بدون وعي مني أصفع عمتي... ناظرتني وبعيونها جمر تشتعل... شهقت ورجعت وراي ويدي ترتعش بعد ما أستوعبت إلي كنت بعمله... وماسمعت إلا صرخاتها تملي المكان: أنا يالحقيرة الخرساء تحاولي تمدين يدك علي...؟! أنا؟! وبدت تصارخ بهستيريا وكلامها كان فظيع لدرجة إنها قربت ترد لي الصاع صاعين... ومن خوفي على نفسي والجنين رجعت وراي... شفتها تجيني وتهزني قبل لا توصل لي هدى... صرخت لما حسيتها بتضربني على بطني... لكن كل شي توقف فجأة لماسمعنا صوت جاي من الباب... صوت خشن وواضح: سللمممى... وقفنا متسمرين وعيونا تعلقت بالقادم... كان محمد واقف يناظر زوجته بكل حره... ومرت ثواني بدون أي صوت إلا نفسنا المخنوق... سكون قطعه محمد بكلمتين ثقيلتين عالسمع: سلمى إنتي طالق... طالق... وأنتهى كل شي فجأه... بشهقة مني ومن هدى ونورة... وصرخة هستيرية من عمتي سلمى... ***** |
الساعة 12الظهر... رجعت عالبيت وأنا أتعثر بمشي... أرتميت على السرير وأنا أرجف... أرجف من الخوف... ما توقعت أكون سبب بلي صار لعمتي... تغطيت بالفرش وأنا أبكي... صح... صح لما قالت عمتي إني من يوم جيت لأهلي صرت نكد عليهم... المصايب بدت تنزل عليهم... لا... لا... أنا ما سويت أي حاجة... ماسويت أي غلط... هذي عمتي هي السبب... وهي إلي أستحقت جزاها... أستحقته... تميت بفراشي ويمكن نمت من البكى... لأني حسيت بيد تهز كتفي... شهقت وقفزت بخوف وقلبي يدق بكل قوة... ناظرني وليد: الخنساء... بسم الله عليك... شو فيك؟! ناظرته لحظة لحظتين أستوعب إن هالشخص إلي واقف قدامي هو وليد... أرتعشت شفايفي وما قدرت ألجم نفسي وبكيت... تقرب مني وضمني وهو مستغرب شو صابني... سألني والقلق باين على وجهه: شو فيك؟! الخنساء... ليش تبكين؟! تمسكت فيه بكل قوة وأنا أرفض أرفع نظري... أخاف يكره تصرفي... أخاف يعاتبني... وزدت ضغط عليه نسيانه وجود جنين بأحشائي... همس: الخنساء... حاسبي... ورجعت أشهق أكثر لما تذكرت إن عمتي كانت بتحاول تضربني على بطني... لهالدرجة وصلت فيها الدناءة تأذيني... تأذي طفلي...؟!! بعدني وليد بعد جهد وهو يسأل: شو صاير؟! شو فيك؟! أشرت برجفة: عمتي تطلقت... ناظرني مصدوم... وسأل: شو تقولين؟! رجعت أأشر: العم محمد طلق عمتي... مسح دموعي وأجبرني أسمعه: خبريني شو السبب؟! وأنتي كيف عرفتي؟! شو صاير يالخنساء؟! بديت بكل ألم ووجع أأشر له بكل إلي صار... ما تجاهلت أي شيء... خبرته كل إلي صار حتى محاولتي أمد يدي على عمتي لو إني أستوعبت باللحظة الأخيرة إني أتمرد على الاخلاق... والشاري المسمى بعمر وعمي محمد إلي دخل فجأة ورمى يمين الطلاق... وبالنهاية تركني وليد ومشى بعيد يغرس يده بشعره... أرتجفت بخوف وأنا أتخيل ردة فعله إلي أكيد بيعصب فيها علي... رجعت أنتحب وأبكي... لف لي وأشرت: أدري... إنك بتعاتبني... إلحين تأكدت إن كلام عمتي فيه شيء من الصح... ناظرني محتار وسأل عابس: أي كلام؟! أشرت وأنا أنزل عيني: إني إنسانة ما جيب إلا الهم لأهلي... حسيت فيه يغرس يده على كتوفي ويجبرني أناظره... همس بعصبية: ما أبيك تقولين هالكلام مرة ثانية يالخنساء... إنتي إنسانة مالك مثيل بالطيبة وحب الناس... وهالكلام هي خرابيط عمتي... أشرت بألم: لكن... مسك يدي وهز راسه بلا ورد: ومن قال إني بعاتبك على شيء أنتي مالك دخل فيه؟! ناظرته برجفه وأنا أحاول أسمع شو يحاول يوصل لي... كمل بحنان: رغم إني رفضت تروحين لنورة إلا إني ما أعاتبك بمحاولتك تكسبين رضاها... مو معاتبك ولا أتهمك إنك سبب إلي صار... هذا محمدوقراره ما جا إلا بلحظة كنتي فيها... أشرت: ورغم كذا ما يهون علي... عمتي بهالسن تتطلق... جلس جنبي وضمني يقول: ما أكذب عليك كم مرة لاحظت التمرد مرسوم على عمتي... وخاصة إني تزوجتك وهي إلي كانت تتمنا بنتها تكون مكانك... زادت تمردها حتى إن محمد فاض فيه الكيل وكان قراره يمكن بلحظة تسرع لكن جات بوقت متأخر... بقيت ساكنه بحضنه وأشرت: وليد... ناظرني ورجعت أأشر: شو بيصير لعمتي؟! شو بيصير لأولاد عمتي؟! مايهونون علي... ابتسم وليد بحزن وقال: أولادها كبار وما أظن هالخبر بيكون صدمة لهم... صدقيني كم مرة طلال يردد لي إن بيجي يوم أبوه بيطلع كل إلي كابتنه من تصرفات أمه... وصدق إلي قاله... هو يعرف أمه زين... ولجين مو صغيرة ما تعرف إلي بين أبوها وأمها... ونشوى أنتي أدرى بحالها... رجعت أأشر: لكن... شو بيصير لعمتي؟! أكيد إلحين هي منهارة... قال وليد بكل حنان: لا تحاتي بوصي طلال يناظر حالها... ولجين ما بتقصر... كان بيقوم يكلم بالموبايل بس أنا مسكته وأشرت: وليد... أنا آسفة... آسفة لأني رحت بيت أبوي بدون ما أخبرك... ناظرني وليد وأبتسم وهو يمسح على شعري: كنت متأكد إنك بتنفذي إلي براسك وتروحين لها... ووصيت هدى ترفض بس إصرارك خلاها توافق بعد ما سألتني... بس الأحداث هذي ما توقعتها تصير... أشرت برجفة: أنا آسفة... رفع ذقني وقال: يلاااا أمسحي هالدموع وخلك قوية... ووقف وقام يكلم بالموبايل... أما أنا فبقيت بالسرير أحاول أداري دمعاتي... صح كرهت عمتي بمواقف بس ما اتمنالها يصير لها إلي صار... أتمنى بس طلال ولجين ما يحقدون علي... * * * * * |
كنت جالسة لحالي بالصالة... جدتي دخلت غرفتها تريح... وهذا بعد ما رمت كم تعليق عن عمتي... على قولها إنه كان المفروض تتأدب من البداية وتترك عنها هالتمرد... وهذي هي إستحقت إلي صار لها... عمي خالد طلع وهو يكلم عمي سيف... كانوا يتناقشون بهالشيء وطبعاً على كل إلي صار هم يذنبون عمتي... تميت جالسة أتنهد وأتأسف لكل إلي صار... أتمنى محمد يرجع عمتي... ما أبي العائلة تتفكك بسببي... سمعت صوت باب البيت ينفتح... لفيت وشفت وليد... قال: ألبسي شيلتك الخنساء في شخص يبي يقابلك... أشرت: منو؟! وما جاوبني وليد إلا دخل محمد ووراه عمامي وجلند ووراهم طلال ومعاه لجين... جاتني لجين ومسكت بيدي: الخنساء... أدري... أدري إنك طيبة... أرجوك... أرجووك سامحي أمي... سامحيها... أشرت متساءله: شو فيه؟! قال عمي خالد وإحنا نجلس على الكنب: هذا هو محمد بيكلمك... أشرت لمحمد يتكلم... قال بتنهيدة تعبانه: أنا آسف يا بنتي... قاطعته: عن شو؟! انا... رد محمد يقول: عن كل إلي سلمى كانت تحاول تأذيك فيه... هزيت راسي وأشرت: محشوووم يا عمي... لا تتأسف... رد يقول بابتسامة: أدري فيك بنت طيبة... تربية جدك أصيلة... أنا موافق أرجع سلمى بس شرط على عمومتك إني ماراح أرجعها إلا بموافقتك أنتي ومسامحتك لها... تفاجأت لهالكلام وناظرت عمامي إلي كانوا هادين... ووليد إلي هز راسه يطالبني أرد... وطلال الساكن مو مثل عادته بمكانه... ولجين إلي كانت تبكي... أشرت بكل سرعة: مو محتاجة لكلام يا عمي... ما تهون علي عمتي... وإذا على من يتأسف فهي أنا... ابستم طلال فجأة وهو يقول لأبوه: هااا يبه... مو قايل لك الخنساء ما بترفض؟! قفزت لجين وجاتني تقول بإبتسامة مخلوطة ببكى: الخنساء... مشكووورة... مشكووورة... أنا... أنا... الكلمات خانتها فابتسمت لها وطلعت للمطبخ أحضر العصاير... على رغم كل إلي سوته عمتي ما أتمنالها تعيش مشتته وهذا غير الحزن على حالة لجين وطلال... أتمنى الأحوال تتصافى ونعيش بدون هموم... أتمنى عمتي تتفهم... أتمنى تتركني هي وبنتها لحالي... كلها أمنيات أدري فيها صعبة وخاصة إن عمتي بتحقد علي أكثر بعد إلي صار هاليوم... * * * * * . . . ((وكمان يتبع)) |
السبت... 9-2-2008... الساعة 9 الصباح... لبست عبايتي وتعدلت ونزلت لهدى إلي كانت تنتظرني تحت بسيارتها... سألتها قبل يومين تاخذني لنورة وهي طبعاً رفضت... رفضت من البداية تاخذني لها بس أنا أصريت... مشيت بكل بطء وأنا أفكر شوي بيدي أعمل... وكيف بيكون لقاي بنورة... زيارتي هذي لو عرف عنها وليد كان بيعصب بس أنا لازم أوضح الأشياء... رحت لهدى بالسيارة... قالت لي وهي تسوق: يا ويلك من وليد... لو مخبرته عالأقل... أشرت: هو يعرف إني أريد ألاقيها... قالت هدى: وشو تبيلها يا الخنساء؟! مو أحسن لك تسلمين من شرها وتبعدين عنها...؟! أشرت: يهمني إلحين نوصل وأتفاهم معها... قالت هدى بقهر: والسؤال هنا يروح ويجي شو تتفاهمين معها؟! هذا حقك مالأحد دخل فيه... رفضت أرد وبقيت هادية... أدري إنهم يقولون الحقيقة بس رغم كذا أحس نفسي إني أخذت حق أخواني... مدري أفكر بغباء إني أريد رضاها أو غيره... بس المهم أروح لها... نزلت من السيارة ومشيت للباب... لاحظت سيارة كانت غريبة برا البيت... ما أعطيتها أهتمام ودخلت بسرعة للصالة... سمعت أصوات جايه من الصاله الداخلية... مشيت بسرعه وكانت نوره مع عمتي سلمى وأختي ليلى ورجال غريب... وقفت نوره مصدومة لما شافتني وصرخت: إنتي شو جيبك؟ ودخلت وراي هدى... وقفت هدى لما لاحظت في رجال غريب... سألت: منو هذا نوره؟ أرتبكت نوره لكن عمتي قالت: ماتعرفونه... رجعت هدى تسأل: منو هذا؟ قالت نوره وكأنها مغصوبه تقول: هذا عمر... ناظرت على هالعمر... كان تقريبا بعمر وليد أو يكبره بسنتين أو ثلاث... كان لابس دشداشه بيج وكمته بيج... رغم إني أول مره أشوف هالإنسان إلي إن ملامحه مو غريبه وطبعا ما أرتحت له... وقبل لا تسأل هدى منو هالعمر قالت نوره وهي تناظرني بشراسه: عمر واحد من إلي جوا يعاينون البيت... وأنتي يا الخرساء... شو يجيبك فبيتي؟! أشرت لها: وليش تبين تبيعي بيت أبوي؟ صرخت نوره: أنتي ما يخصك فبيتي فاهمة؟ أكلتي الورث والشركه.. أكلتيهم يالساحره.. وجات عمتي تكمل عليها: يالخرسا الساحره إحنا من البداية جيتك لنا كانت معروفه.. لعبتك إلي تلعبينها أنتي وأمك فاهمينها... أشرت: أي لعبه أي سحر؟ أنا ما طلبت من أبوي يكتب الشركه بإسمي... ضحكت نوره بغيظ: لاااا والله؟! تصدقي صدقتك يالمحتاله... وصرخت فجأه: فلوس ولادي اليتامى أكلتيهم يالمتسوله... صرخت بقهر وأشرت: أنا ما أكلت فلوس أخواني... وإذا نسيتي أنا بعد يتيمه... حسيت فيها تحمر من العصبية ووقفت جايتني: طلعي من بيتي... طلعي.. طلعي... أشرت: أبي أشوف أخواني... صرخت: إنسي إن عندك أخوان... ما بسمح لك تشوفينهم من يوم ورايح... قالت هدى: نوره أستهدي بالله... شو هالكلام؟! قالت عمتي: كلام حق... هذي الخرسا شو جابت غير النكد علينا... أشرت بقوة لعمتي: أنا ما جبت النكد لأحد يا عمة... ورجعت أناظر الرجال إلي كان ساكت وما يتكلم بس نظراته الكريه مره علي ومره على نوره... أشرت: بيت أبوي ما ينباع... وإذا على الشركه أنا مستعده أكتبها بأسم أخواني... بس بيت أبوي ماينباع... وبهالوقت حس الرجال بنفسه وقام واقف وطلع من باب البيت وهو ما وده... كانه كاره يترك لهالمسرحية إلي قاعدة تصير بهالمكان... صرخت نوره بعصبية: خليتي الرجال يطلع بغباءك ... وبعدين ما علينا هالكلام التافه يا حقيره... شهقت وردت هدى: بلا هالكلام الفاضي يا نوره.. الخنساء نيتها طيبه جايتك علشان تتفاهمون على البيت والشركه... ضحكت عمتي: أي نية طيبة أي خرابيط؟! هدى خلك على جنب أحسن... ترى ما بيجيك إلا النكد من هالإنسانة... عصبت منها وكرهتها من خاطري هالعمه... مدري شو شايفتني... شو هالنكد إلي مسمتنه فيني... أشرت بكل كره: أنتي يا عمتي آخر وحده تتكلم... حسيت فيها عصبت وهدى تترجم لها الكلام الأخير... وجاتني تصارخ... مسكتني ودفعتني لوراي من غيظها... صرخت: أنا تسكتيني يا الحقيره... الحشره... المتشرده... كرهت كلامها إلي يحقر من ذاتي... وبلحظة... الأخلاق والآدآب تعثرت... والقيودوالدم أنخرسوا... ما حسيت إلا وأنا أرفع يدي أحاول بدون وعي مني أصفع عمتي... ناظرتني وبعيونها جمر تشتعل... شهقت ورجعت وراي ويدي ترتعش بعد ما أستوعبت إلي كنت بعمله... وماسمعت إلا صرخاتها تملي المكان: أنا يالحقيرة الخرساء تحاولي تمدين يدك علي...؟! أنا؟! وبدت تصارخ بهستيريا وكلامها كان فظيع لدرجة إنها قربت ترد لي الصاع صاعين... ومن خوفي على نفسي والجنين رجعت وراي... شفتها تجيني وتهزني قبل لا توصل لي هدى... صرخت لما حسيتها بتضربني على بطني... لكن كل شي توقف فجأة لماسمعنا صوت جاي من الباب... صوت خشن وواضح: سللمممى... وقفنا متسمرين وعيونا تعلقت بالقادم... كان محمد واقف يناظر زوجته بكل حره... ومرت ثواني بدون أي صوت إلا نفسنا المخنوق... سكون قطعه محمد بكلمتين ثقيلتين عالسمع: سلمى إنتي طالق... طالق... وأنتهى كل شي فجأه... بشهقة مني ومن هدى ونورة... وصرخة هستيرية من عمتي سلمى... ***** الساعة 12الظهر... رجعت عالبيت وأنا أتعثر بمشي... أرتميت على السرير وأنا أرجف... أرجف من الخوف... ما توقعت أكون سبب بلي صار لعمتي... تغطيت بالفرش وأنا أبكي... صح... صح لما قالت عمتي إني من يوم جيت لأهلي صرت نكد عليهم... المصايب بدت تنزل عليهم... لا... لا... أنا ما سويت أي حاجة... ماسويت أي غلط... هذي عمتي هي السبب... وهي إلي أستحقت جزاها... أستحقته... تميت بفراشي ويمكن نمت من البكى... لأني حسيت بيد تهز كتفي... شهقت وقفزت بخوف وقلبي يدق بكل قوة... ناظرني وليد: الخنساء... بسم الله عليك... شو فيك؟! ناظرته لحظة لحظتين أستوعب إن هالشخص إلي واقف قدامي هو وليد... أرتعشت شفايفي وما قدرت ألجم نفسي وبكيت... تقرب مني وضمني وهو مستغرب شو صابني... سألني والقلق باين على وجهه: شو فيك؟! الخنساء... ليش تبكين؟! تمسكت فيه بكل قوة وأنا أرفض أرفع نظري... أخاف يكره تصرفي... أخاف يعاتبني... وزدت ضغط عليه نسيانه وجود جنين بأحشائي... همس: الخنساء... حاسبي... ورجعت أشهق أكثر لما تذكرت إن عمتي كانت بتحاول تضربني على بطني... لهالدرجة وصلت فيها الدناءة تأذيني... تأذي طفلي...؟!! بعدني وليد بعد جهد وهو يسأل: شو صاير؟! شو فيك؟! أشرت برجفة: عمتي تطلقت... ناظرني مصدوم... وسأل: شو تقولين؟! رجعت أأشر: العم محمد طلق عمتي... مسح دموعي وأجبرني أسمعه: خبريني شو السبب؟! وأنتي كيف عرفتي؟! شو صاير يالخنساء؟! بديت بكل ألم ووجع أأشر له بكل إلي صار... ما تجاهلت أي شيء... خبرته كل إلي صار حتى محاولتي أمد يدي على عمتي لو إني أستوعبت باللحظة الأخيرة إني أتمرد على الاخلاق... والشاري المسمى بعمر وعمي محمد إلي دخل فجأة ورمى يمين الطلاق... وبالنهاية تركني وليد ومشى بعيد يغرس يده بشعره... أرتجفت بخوف وأنا أتخيل ردة فعله إلي أكيد بيعصب فيها علي... رجعت أنتحب وأبكي... لف لي وأشرت: أدري... إنك بتعاتبني... إلحين تأكدت إن كلام عمتي فيه شيء من الصح... ناظرني محتار وسأل عابس: أي كلام؟! أشرت وأنا أنزل عيني: إني إنسانة ما جيب إلا الهم لأهلي... حسيت فيه يغرس يده على كتوفي ويجبرني أناظره... همس بعصبية: ما أبيك تقولين هالكلام مرة ثانية يالخنساء... إنتي إنسانة مالك مثيل بالطيبة وحب الناس... وهالكلام هي خرابيط عمتي... أشرت بألم: لكن... مسك يدي وهز راسه بلا ورد: ومن قال إني بعاتبك على شيء أنتي مالك دخل فيه؟! ناظرته برجفه وأنا أحاول أسمع شو يحاول يوصل لي... كمل بحنان: رغم إني رفضت تروحين لنورة إلا إني ما أعاتبك بمحاولتك تكسبين رضاها... مو معاتبك ولا أتهمك إنك سبب إلي صار... هذا محمدوقراره ما جا إلا بلحظة كنتي فيها... أشرت: ورغم كذا ما يهون علي... عمتي بهالسن تتطلق... جلس جنبي وضمني يقول: ما أكذب عليك كم مرة لاحظت التمرد مرسوم على عمتي... وخاصة إني تزوجتك وهي إلي كانت تتمنا بنتها تكون مكانك... زادت تمردها حتى إن محمد فاض فيه الكيل وكان قراره يمكن بلحظة تسرع لكن جات بوقت متأخر... بقيت ساكنه بحضنه وأشرت: وليد... ناظرني ورجعت أأشر: شو بيصير لعمتي؟! شو بيصير لأولاد عمتي؟! مايهونون علي... ابتسم وليد بحزن وقال: أولادها كبار وما أظن هالخبر بيكون صدمة لهم... صدقيني كم مرة طلال يردد لي إن بيجي يوم أبوه بيطلع كل إلي كابتنه من تصرفات أمه... وصدق إلي قاله... هو يعرف أمه زين... ولجين مو صغيرة ما تعرف إلي بين أبوها وأمها... ونشوى أنتي أدرى بحالها... رجعت أأشر: لكن... شو بيصير لعمتي؟! أكيد إلحين هي منهارة... قال وليد بكل حنان: لا تحاتي بوصي طلال يناظر حالها... ولجين ما بتقصر... كان بيقوم يكلم بالموبايل بس أنا مسكته وأشرت: وليد... أنا آسفة... آسفة لأني رحت بيت أبوي بدون ما أخبرك... ناظرني وليد وأبتسم وهو يمسح على شعري: كنت متأكد إنك بتنفذي إلي براسك وتروحين لها... ووصيت هدى ترفض بس إصرارك خلاها توافق بعد ما سألتني... بس الأحداث هذي ما توقعتها تصير... أشرت برجفة: أنا آسفة... رفع ذقني وقال: يلاااا أمسحي هالدموع وخلك قوية... ووقف وقام يكلم بالموبايل... أما أنا فبقيت بالسرير أحاول أداري دمعاتي... صح كرهت عمتي بمواقف بس ما اتمنالها يصير لها إلي صار... أتمنى بس طلال ولجين ما يحقدون علي... * * * * * |
الساعة 8 بالليل... كنت جالسة لحالي بالصالة... جدتي دخلت غرفتها تريح... وهذا بعد ما رمت كم تعليق عن عمتي... على قولها إنه كان المفروض تتأدب من البداية وتترك عنها هالتمرد... وهذي هي إستحقت إلي صار لها... عمي خالد طلع وهو يكلم عمي سيف... كانوا يتناقشون بهالشيء وطبعاً على كل إلي صار هم يذنبون عمتي... تميت جالسة أتنهد وأتأسف لكل إلي صار... أتمنى محمد يرجع عمتي... ما أبي العائلة تتفكك بسببي... سمعت صوت باب البيت ينفتح... لفيت وشفت وليد... قال: ألبسي شيلتك الخنساء في شخص يبي يقابلك... أشرت: منو؟! وما جاوبني وليد إلا دخل محمد ووراه عمامي وجلند ووراهم طلال ومعاه لجين... جاتني لجين ومسكت بيدي: الخنساء... أدري... أدري إنك طيبة... أرجوك... أرجووك سامحي أمي... سامحيها... أشرت متساءله: شو فيه؟! قال عمي خالد وإحنا نجلس على الكنب: هذا هو محمد بيكلمك... أشرت لمحمد يتكلم... قال بتنهيدة تعبانه: أنا آسف يا بنتي... قاطعته: عن شو؟! انا... رد محمد يقول: عن كل إلي سلمى كانت تحاول تأذيك فيه... هزيت راسي وأشرت: محشوووم يا عمي... لا تتأسف... رد يقول بابتسامة: أدري فيك بنت طيبة... تربية جدك أصيلة... أنا موافق أرجع سلمى بس شرط على عمومتك إني ماراح أرجعها إلا بموافقتك أنتي ومسامحتك لها... تفاجأت لهالكلام وناظرت عمامي إلي كانوا هادين... ووليد إلي هز راسه يطالبني أرد... وطلال الساكن مو مثل عادته بمكانه... ولجين إلي كانت تبكي... أشرت بكل سرعة: مو محتاجة لكلام يا عمي... ما تهون علي عمتي... وإذا على من يتأسف فهي أنا... ابستم طلال فجأة وهو يقول لأبوه: هااا يبه... مو قايل لك الخنساء ما بترفض؟! قفزت لجين وجاتني تقول بإبتسامة مخلوطة ببكى: الخنساء... مشكووورة... مشكووورة... أنا... أنا... الكلمات خانتها فابتسمت لها وطلعت للمطبخ أحضر العصاير... على رغم كل إلي سوته عمتي ما أتمنالها تعيش مشتته وهذا غير الحزن على حالة لجين وطلال... أتمنى الأحوال تتصافى ونعيش بدون هموم... أتمنى عمتي تتفهم... أتمنى تتركني هي وبنتها لحالي... كلها أمنيات أدري فيها صعبة وخاصة إن عمتي بتحقد علي أكثر بعد إلي صار هاليوم... * * * * * . . . ((وكمان يتبع)) |
الثلاثاء... 25-3-2008... اليوم تجمع الأهل فبيتنا... عمي خالد مسوي عزيمة علشان جمعة الأهل إلي توقفت بعد وفاة أبوي... طلعت لي لبسة عبارة عن ثوب خليجي مطرز بشك بديع وكان طبعاً فضفاض يناسب حملي إلي بدا يوضح... لبست معاه شيلة وردية ولفيتها وجيت بطلع من الغرفة فاجأني وليد وهو داخل... أشرت: ما نزلت لأهلنا؟! قال: لا... وناظرت لظرف بيده... سألته: شو هذا؟! قال بابتسامة: هذي مفاجأتي لك... إلي وعدتك فيها من أول يوم العيد... صح تأخرت بس... أممم مو مشكلة بالنهاية وصلت... أشرت بحلاوة: شو هي؟! ضحك وقال: قبل أي شيء أبي عصير كوكتيل من يدك... ضحكت وقلت: ما طلبت شيء بسويه لك من عيوني... قال وهو يمسك يدي: أضحك عليك... ما أبي إلا سعادتك يالخنساء... ابتسمت له بحب... وسحبت يدي شوي وأشرت: وأنا ما أبي إلا حبك لي يزيد... ضحك وباس جبيني: وأنا بعد يالغلا... ها... يلااا لا تخربين المفاجأة الحلوة... أشرت: شو هي؟! مد لي الظرف وطلب مني أفتحه... فتحته شوي وقريت أول الكلام المكتوب فوق الورقة... أرتعشت يدي ورفعت أنظاري لوليد... ورجعت أنزلها للورقة... ورفعته للمرة الثانية بعد ما طاحت الأوراق من يدي... دمعت يدي وأشرت: ليش يا وليد؟! مسك يدي إلي ترتعش وأخذني لحضنه وهمس: لأني أحبك أريدك تكوني سعيدة بحياتك معي... لأني أحبك أريد أثبت لك كثر هالحب إلي بقلبي... لأني أحبك حاولت أشتري بيت عمي... حاولت بكل طريقة... مازال البيت مو لك لكن صار بقبضتي... وبعد محاولات من أرملة عمي تزيد السعر إلا إني بالنهاية حصلت على صك الشراء... بست يده وأشرت: أكيد غلت سعره فوق المعقول... همس بقول: يا حلوتي مو كل شيء بهالدنيا يسري كذا... المحامي والمختصين كان لهم دور بكل إلي صار... أشرت: ليش ما قلت لي إنك بتشتري البيت لكنت عالأقل ساهمت... قاطعني يقول: ههههه وأخرب المفاجأة؟ أشرت بحلاوة: أحلى مفاجأة.... رد يبوس جبيني: إنتي مرتاحة معي يالخنساء؟ رديت أأشر وعيوني تفضح شعوري: وهذا يبيلها سؤال... أكيد مرتاحة... أكيد... وهالمفاجأة ما أدري كيف أعبر لك فيها عن... عن... قاطعني يقول:يكفيني حبك وراحتك... ابتسمت بكل حلاوة... حياتنا من يوم ليوم تزيد تفاهم... حب وعطاء... من يوم ما محمد رجع عمتي ما عدت شفت عمتي غير مرتين وكلها عالسريع... وهذا غير إني أحس بركودها هي وبنتها إلا إن نظراتهم صارت شيء ما اقدر أوصفه إنه شيء شرير إلا الشر نفسه... صرت أخاف منهم واحاول ابعد عن طريقهم بكل إلي أقدر عليه... ما هو حتى أتجنبهم وبس إلا لأني ما أبي أفتعل مشاكل أنا ما أريدها تكون بيني وبين وليد... أريد انعم براحة البال... وأريد أعيش حياتي بدون ألم وأحزان... وطبعاً بهالعزيمة ما فاتتني نظرات الكره إلي تفيض من عمتي ونشوى... والتمر إلي وأستغربت منه زاد بعمتي... كلامها الحاد هي وبنتها زاد فظاعة وخاصة لما أكون لوحدي معهن... صدق لما قالوا أبو الطبع ما يخوز عن طبعه... وحاولت أتجاهل هالشيء قدر قدرتي... وأتذكر بهالعزيمة شيء أشغل تفكيري... كنت رايحة المطبخ وشفت هناك هدى ولجين يعابلون بالدواليب... أشرت لهدى: شو تدورون؟! قالت هدى: ندورر الله يسلمك على علب البلاستيك الشفافة... أشرت لفوق: هناك بالدولاب إلي فوق... ليش ما سألتوا الشغالة كانت بدلكم...؟! همست هدى: أسكتي عمتي مريم مسويتنا سالفة كبيرة من أصل لاشي... تقول جيبوا هالعلب هالحين... قالت لجين وهي تطلع فوق الكرسي: يوووووه بعيد ما أقدرلهم... وحاولت تطلع فوق كرسي صغير فوق الكرسي الكبير... وكانوا شوي يترنجحوا على بعض... قالت هدى: حااااسبي يا بنت... لجين بضحكة: لا تخااافي... أمممم شوي وأوصل لهم... أشرت لهدى: هذي مجنونة... خلها تنزل وبنادي الشغالة تجيب كرسي أكبر... ردت هدى : أدري فيها مجنونة... لجينوه أنزلي... أما لجين فما سمعتنا وبدت تنزل كل العلب... ولما خلصت قالت: أووووف خلاص هذي آخر وحدة... ونزلت شوي شوي... وكانت عند الكرسي الكبير لما حاولت تنزل وسمعنا صوت جاي من الباب... : شو هالجنون؟! تخرطفت لجين وطاحت على الأرض... ألتمينا عندها وهي تتأوه... قالت لجين تتحلطم: الله لا يبارك فمن كان السبب... أنت مجنون كذا تصرخ علي؟! قال جلند بعصبية: وأنتي مجنونة تطلعين فوق هالعمارة إلي تترنجح وشوي وتطيح؟! قالت بقهر: كيفي... أنت شو يخصك؟! ووقفت على رجولها وهي تناظره بنظرات محتقرة... شفناه يرفع حاجب ويقول: صدق إنك غريب... يخصني ونص... أبيك قطعة كاملة فزفتك... كان فيه كرتون مناديل جنبها ورمته عليه لكنه قدر يتلاشاه وصرخت بغيظ... قالت: قليل الأدب... صدق الحياء منزوع منك... ضحك وهو يقول: ثمني كلامك يالطيبة وإلا ما يصيرلك خير مني... شهقت ولفت تهرب... وقبل لا تحاول هدى تتكلم مع أخوها كان هو عند باب المطبخ... صرخت هدى: جلند لحظة... شو هالـ.... وما كملت إلا وهو شرد خارج المطبخ... تأففت تقول: والله هالإنسان معذبني مو كأني أخته... وطلعت وهي تاخذ العلب... مشيت للكراسي وحاولت أصلحهم بهالوقت إلي سمعت صوت حاقد من وراي... : أقول الخرسا... إلحين أنتي بأي شهر؟! لفيت بقوة وأنا أشوف نشوى واقفة وراي... أشرت بقهر: وأنتي شو تبين مني؟! ضحكت نشوى وهي تدلع: يوووووه أنا ما أفهم هالحركات السخيفة... صدق اللسان نعمة... وباست يدها ظاهر وباطن وقالت: الحمد لله والشكر على هالنعمة... يالله تدرين والله أشفق عليك... مسكينة هالخرس لازق فيك من يوم ما أنولدتي... أشرت بدون أهتمام: وأنتي شو حارقك؟! ناظرتني بحقارة ورمت كلماتها قبل لا تطلع: الله يعلم هالأطفال شو بيكونوا... خرسين بدون أصوات... خرس بالوراثة مو بسيط... شو قصدها بهالكلام... الظاهر هالغبية على بالها إني خرساء بالوراثة... في النهاية ما أهتميت لكلامها ورجعت لأهلي بالصالة... * * * * * |
الخميس... 29-5-2007... الساعة 4 العصر... مشيت بكل ثقل للمصعد... ونزلت للصالة... تقول الشغالة فيه ضيفة جايه... جدتي مو موجودة ووليد وعمي خالد هم بعد طالعين... كان فيه حرمة معطتني ظهرها... ظنيتها وحدة من الجارات... مشيت لها وأنا أبتسم وماتت البسمة على شفايفي والحرمة هذي تواجهني... تيبست بمكاني وأنا أناظر أمي واقفة تناظرني من فوق لتحت... غريب... شو ذكر هالإنسانة فيني؟! مشيت شوي وقربت من الكنب... أخذت مسودة من على الطاولة وأشرت لها تجلس... وجلست أمي وهي تقول بصورة ملتوية: ما شاء الله شو كبر هالبيت... لاااا وملابسك بعد... وكلك على بعضك باين غرقانة بالفلوس... تجاهلت كلامها وأشرت: شو ذكرك فيني؟! قالت بملامح معفوسة: لا تفرحي مو الشوق إلي ذكرني فيك... كتبت: عيييل شو؟! وقبل لا تجاوب شفت الشغالة جاية... كتبت: شو تشربين بالأول؟! خلت رجل فوق رجل وقالت: يوووه بعد على حسب الطلب... خلها تسوي عصير مانجو طازج وإلا أقول عصير ليمون مع نعناع... خبرك سمعت عنه مفيد... أبتسمت لها مو كأننا أم وبنتها إلا غريبتين... كل وحدة تعامل الثانية ببرود... وكتب: ما طلبتي شيء... مثل ما تشوفين متوفر إلي تبينه... ورديت أكتب: شو ذكرك فيني؟! ضحكت بسوداوية وهي تقول: ما جيت إلا فضول أشوف وين وصل حالك مع ولد عمك... مع وليد العقيد... وقفت تناظر صورة وإلي كانت عالطاولة وكان فيها وليد لابس ملابس الشرطة... قالت بغموض: ههههه سبحان الله... أذكره لما كان طفل... كأن هالولد شفته أمس بس... أذكره لما كان لازق فيك وأنتي طفلة... هههه كان يعتبرك عروس يلعب فيها... وشكله بعده ما مل منك... وناظرتني بتحقير: بس ما أتوقع بيخليك أكثر... وخاصة وأنتي... وناظرت بطني وضحكت تسخر: وخاصة وأنتي حامل... كلها أيام ياخذ الطفل من أحضانك ويرميك... أرتعشت شفايفي وكتبت: أنتي شو تقولين؟! ضحكت ولفت ماخذه شنطتها بين يديها... وقفت بسرعة ومسكت يدها أسألها عن شو تتكلم... رمت يدي بتقزز وناظرتني بحدة... قالت بكره: أتركيني يالخرسا... أشرت: تكلمي عن شو قاعدة تقولين؟! وكتبت بالمسودة... ضحكت علي وردت: يالله أدري والله الخرس متعب... متعب وخاصة إنه بالوراثة... أسود وجهي وكتبت: أنتي شو قاعدة تقولين؟! ردت بضحكه مايعه: هههههه... ما حاولتي بيوم تسألي وليد إذا يعرف عن حقيقة خرسك؟! لاااا ومسكين عايش هو وأهلك بكذبة... وضحكت وهي تمشي: ههههههههههههههه... وكله بسبب كذبه من أبوك الميت... هههههههههه... لاااا وأنتي زدتي حقارة عليهم مو بينتي لهم الحقيقة... وطلعت من البيت وأنا مو فاهمة أي حاجة... مو فاهمة إلي كانت تقوله... جلست عالكنب وأنا أحس بالتعب... مدري شو قاعد يصير؟! حاولت أجمع الأفكار ببعضها... يمكن أنا غلط بشيء كبير بس بالنهاية هذا قراري أنا مو قرار أي أحد... وقفت طالعة الجناح هالزيارة مو المفروض يعرف عنها أي أحد... حتى وليد... * * * * * الجمعة... 30-5-2008... بكيت وأنا أجهز حالي... اليوم عمي خالد مسوي عزيمة عائلية علشان أخواني... بيسافروا بعد يومين... نزلت السلالم بهدوء وأنا أحس بشوقي من إلحين على أخواني... ابتسم وليد وهو يشوفني جاية... وسع لي مكان جنبه... همس: باين كنتي تبكين... أشرت: شو أسوي هذولا أخواني... شفت أخواني مع مازن ومزون يلعبون بالصالة... تنهدت ورجعت أسمع سوالف أهلي... تعشينا بعدها وناموا الأطفال بالغرفة وتمينا إحنا نسولف بالصالة... كنت أنا وهدى ولجين نسولف عن الحمل وتعبه... تأففت لجين... وقالت بصوت عالي: ليش؟ ليش؟ أتمنى ياااارب يطلعوا توأم بنات... قال طلال: وليش عاد؟! ناظرتني لجين وقالت: علشان وحدة منهم يسموها لجين... قال طلال: والله وهذا إلي ناقص... ما بقى غير يسموها عليك... قالت لجين: وشو فيني يعني أنا؟! رد وليد: يووووه وأنتوا ما شبعتوا من هالسالفة... ترى قلناها بنسميه إما خالد أو نسميها سارة... قالت لجين: ومن كذا أنا أتمنى يكونوا تؤام بنات... ضحكت وأشرت: لا ياماما... خلاص مافي أمل... المرة الجاية... قالت عمتي فجأة: بعد في مرة جاية... وإنتي ما تخافين؟! ناظرتها متسائلة: من شو؟! وشفت وليد يبي يتكلم لكن عمتي سبقته تقول بشماته: وإلا تبين تخلفين أطفال خرسين مثلك؟! عم المكان فجأة صمت ثقيل... ولأن محمد مو موجود مسافر فأخذت عمتي راحتها وقالت: إنتي ما فكرتي... أو خلنا نقول... ما خطر على بالك... إحتمال يطلع ولدك أخرس؟! ارتعشت شفايفي... ومرت فترة سكون قصيرة وما حسيت إلا كل الرجال قفزوا لها بوجهها... قال عمي سيف بعصبية: سلمممممممى والله... والله إذا ما سكتي ما بتشوفين خير... إنتي ما تعلمتي من المرة الماضي؟! لكنها كملت بدون ما تهتم: أنا أقول الحقيقة... ليش تضحكون على نفسكم؟! وتكذبون الحقيقة... أنتو أدرى بهالشيء يا أخواني المصونين... أكيد واحد من ولادها أو أكثر بيطلعوا خرسين... صرخ عمي سيف: أسكتيييييي يا سلمى... صدق إنك نكدية... إلي صارلك ما كفاك... وقف لكن عمي خالد وقفه: سيف أجلس... وأنتي يا سلمى إياني وإياك تزيدين كلمة... قالت عمتي وهي تزيد ضحكاتها: هههههه... وليش تسكتوني يا أخواني؟! صدق إنكم... شو أقول عنكم؟! ترى هالبنت بتورث هالخرس لأولادها... وهنا همس وليد بكل عصبية وهو متوتر: عمتي... بلااا هالكلام الفاضي... وناظرني متردد... أدري شو يفكر فيه... هو يعرف إني مو خرساء بالولادة... بس غريبة ليش تردد؟! كملت عمتي بتريقة: وليش إنت ما فكرت بهالشي؟! أكيد فكرت فيه وخصوصاً تفكيرك إن أم ولدك خرساء بالوراثة... ارتعشت يدي ورغم كذا مشيت وأبتسمت بحلاوة وأنا أمسك بجرأة يد وليد وألزق فيه أستمد القوة منه... أشرت لعمتي: إذا يطمنك كلامي فالخرس إلي فيني مو وراثة... وكان بهالوقت وليد يردد إشاراتي بصوته الجهوري الواضح لكن المتوتر... والغريب السكون والهدوء إلي نزل فجأة على المكان... ردت عمتي تضحك: لا تضحكين علي بهالكلمتين... ترى أبوك هو إلي قايل هالكلام من قبل 12 سنة... أشرت: وشو قالك بالضبط؟! قال وليد: خلاص الخنساء... عمتي والله إذا... قاطعته أهز راسي وأشرت: لا... لا... خلها تكمل... أبي أعرف عن شو تتكلم... كنت أبي أربط الكلام إلي يقولونه بكلام أمي... عرفت إن أهلي فاهمين عن حقيقة خرسي بشكل غلط ومن بينهم وليد... ناظرتني عمتي ساكته فترة ورجعت تقول بثقة:الكلام إلي قاله هو نفس الكلام إلي قاله لخالد وسيف بعد ما طلق امك إلي ما تتسمى... ناظرت عمامي الساكتين... غريبة... شو قال لهم أبوي؟!... أشرت بابتسامة شجاعة: وشو قال لكم أبوي؟! قالت عمتي وبعيونها نظرة إنتصار: شو قال يا حسرة؟! مافي جديد... قال لنا أنك بالوراثة جيتي خرساء... رفعت حاجب... وناظرت عمامي ووليد إلي سكنوا مرة وحدة... كأنهم يوافقوها بهالشيء... غريب أول مرة أسمع هالكلام... وهذا غير إن أبوي يعرف إني خرساء بسبب حمى مو أكثر... قالت عمتي تكمل وهي تبتسم: ولو قلنا إنك خرسا بالحمى لكنتي بقدرتك تنطقين بكلام حتى لو خرابيط... لكن... ناظرتني من فوق لتحت بتحقير... وكملت: لكن كلنا ندري إن خرسك مو بسبب حمى... إلي تضحكين فيه علينا... رجعت أناظر وليد... وعرفت وقتها ليش ما جا بيوم وسألني حتى لو من باب الواجب عن هالخرس... أو حاول ولو مرة يقترح فكرة يعالجني منه... وأشرت بإبتسامة: صح الكلام إلي تقوله عمتي يا وليد؟! حسيت بعينه مشتته وهو يناظرني... إذا تبون الحقيقة... أنا تهت بين أهلي... تهت بين توترهم وشو حسبوا وشو كانوا بالأصح يحسبون طوال سنين مرت... وشو إلي بالأصل قاعد يصير والكلام إلي يقولونه... ورجعت أأشر: صح هالكلام يا عمي خالد... عمي سيف... وليد؟! هزوا عمامي رؤوسهم بتوتر أما وليد فأصر على سكوته... وشفته تنهد... ولف لي وقال بهدوء: إنتي أدرى يا الخنساء... بس إنت تدرين أكثر إن هالخرس ما هو عائق بحبنا وحياتنا... وحسيت برجفة عمتي ونشوى وهم بالذات يسمعون كلمة "حبنا" وبالعموم من كلام وليد... أشرت بحلاوة وأنا أناظر عمتي: سمعتي يا عمه؟! هالخرس مو عائق بالنسبة لوليد... حياتنا هي ملك لنا نحن... أنا ووليد... وما لأحد دخل فيها... أهتزت شفايفها برجفة... مثل ما زاد السكو ن والهدوء على المكان رهبة... وبكل بطء وحلاوة وتريقه أبتسمت لها... أرد لها الصاع صاعين بكلامها إلي مو بس سبب لي الوجع بقلبي إلا ادماه... ادماه... أبوي؟!... وكلامه لهم عن خرسي؟! حقيقة خرسي؟! هو إلي هزني... هو إلي خلاني بكل بطء أمشي هايمة للسلالم... وأحس بنظرات أهلي علي... * * * * * الأكاذيب بكل بساطة طعنتني... طعنت الأحاسيس الوليدة بقلبي... مو قصدي حب وليد لي... ولا هو الكلام إلي إنقال... إلا الكلام إلي قاله أبوي لأهلي... حسيت بيده تحاوطني... وقفت قدام باب الجناح وعيني تدمع... لفني له... همس يحضني: الخنساء... ما كنت أبي أقول لك بس عمتي... سكت ورجع يكمل همسه: كنتي بمناسبات قليلة تذكرين خرسك إنه بسبب حمى... بس... بس الحقيقة إن خرسك وراثة... بعدت عنه بكل هدوء وأشرت: وأنت؟! قال محتار: أنا؟! أشرت وأنا احط عيني بعينه: أيوه أنت... ما فكرت مثل ما قالت عمتي إن هالخرس بورثه لأولادي؟! ناظرني مشتت وابتسمت بجرح: قول الحقيقة يا وليد... ترددك تحت كان لأن هالفكرة خطرت ببالك... صح؟! همس: ما أكذب عليك... فكرت بهالشيء... نزلت راسي لكنه مسك وجهي وأرغمني أشوفه وهو يكمل: وهذا ما يغير شيء... حبي لك مو جمالك أو صوتك... إلا لذاتك... ذاتك يالخنساء... وأنتي أدرى... كلامنا من قبلبهالموضوع كان كافي... تدرين إن خرسك مو عائق بالنسبة لي... أبي أولادي نسخة منك ولو الخرس فيهم... أبيهم ياخذون منك كل صفاتك... وما ياخذون مني إلا حبي لك... وأنتي تدرين بهالكلام... تدرين عن إلي بقلبي... سكنت لحظة وأنا أعطيه ظهري... ورجعت أناظره وبكل ألم... أشرت: أدري؟! أدري عن شو؟! أدري عن الأكاذيب إلي أنقالت تحت عن خرسي... وحسيت بدموعي تنزل... بدموعي تنزف... وتحرق عيوني... ويرتعش جسمي بألم... ألم غريب... جدي قال حاجة... أبوي قال لي حاجة غير... أبوي قال لهم حاجة... أهلي قالولي حاجة غير... والدكتورة قبل 10 سنوات أو أقل قالت حاجات غير... وأنا؟!... غريب مو لي كلام مع نفسي... مع حالي هذي؟! إلا لي... لي كلام... بس... دفعته بكل قوتي وهو يحاول يهديني... ودخلت الجناح ... ناداني: الخنساء؟! الخنساء؟! حاولت أسكر باب الغرفة بس هو مسكه... صرخ يمسكني: الخنساء... هذا الكلام شو يغير فالواقع؟! أنتي المفروض تعرفي إنك لحد إلحين ولأنك ما تقدري تتكلمي ولو بكلمتين إن هالخرس مو بسبب حمى... يمكن جدك ما أراد يأذيك أكثر ويقول لك عن حقيقة خرسك... ضحكت من بين دموعي... كيف ما يخبرني عن حقيقة خرسي... وأنا؟!... أنا هي الأدرى بحالها... همس: شو يضحكك؟! الخنساء... رجعت أضحك: هههههههههههههههههههههههههههههههههه... ناظرني محتار وأشرت: تدري؟ أنا وجدي كنا نمني نفسنا بكلام الدكتورة قبل 10 سنوات... ههههههه وأنت... أنت وأبوي... وأهلي... هههه تقولون أشياء غريبة... سبحان الله... مسكني يحاول يسكت هالضحكات المجنونة... قال بعصبية: الخنساء أركدي... الخنساء إنتي أدرى بحالك... أنتي أدرى... هزيت راسي وأشرت وأنا أضحك: لا...لا... أنا ما أدري... ما أدري عن شيء... غريب... همس بعصبية: الخنساء... شو الغريب؟! رجعت أضحك... وبعدها سكنت وأنا أرفع راسي وأشر: لحظة... لحظة... نسيت حاجة أقول لعمتي وأهلي... وتخطيته بطلع... مسكني وليد وهمس: الخنساء؟! سحبت نفسي بكل قوة وركضت طالعة من الجناح... وأنزل السلالم بكل جنون بدون حتى ما أهتم إذا بأذي الجنين إلي ببطني أو لا... بس كنت أبي أرجع أسأل عمتي سؤال خطر فبالي فجأة... سؤال تعلقت كل الحيرة فيه... سؤال له علاقة بأبوي وخرسي... ويمكن له علاقة بجدي وأمي... بس قبل لا أحصل أي جواب... أو حتى أسأل أي سؤال... ما حسيت إلا وأنا أتخرطف بالسلالم... أمتزج صراخي بكلمة وحدة لا غير: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..... عـــــــــــــــــــــــــ....لـــــــــــــــــيـ ــــــــــ ــــد.... ((وليد)) لحظة... لحظتين... ومر شريط طفولتي قدام عيوني... مر بكل بطء... مر بكل بطء وأنا ما زلت أطير بالهواء... {{... طفلة وحيدة مع جدها... الزمن كان كفيل بصبغ الشيب على وجهه... كانت مرة تمشي ورا جدها وتتتكلم بصورة فظيعة وعمري مازال 8 سنوات... ومرة أشوف هالطفلة تجلس بدكان جدها وعمرها مازال بالعشر سنوات... تناظر الأطفال يضحكون وتبكي بحضن جدها... ومرة ومرات تتحسر على حالها... ومرة ومرات تبكي بدل الدموع دم...}} .. {{... كنت أجلس جنب جدي أبكي... عمري تقريباً كان 12 سنوات... :ددي... هم... هم... ضحك ضحك انا...؟؟! ((( جدي ليش يضحكون علي؟!))) جدي همس بحب: يا بنتي ما عليك منهم... هذولاء الأطفال يغارون منك أنت... لانك حلوه وطيبة... أنتحبت وتلكلكت بالكلام أكثر: ليش اليغ ليغ ؟! وأشرت على نفسي...ليش هم يعايروني على كلامي ليش؟! أنا أكرههم... مسح دموعي وقال: لا يا بنتي... أنتي ما تكرهينهم... هذولا أطفال مثلك ما يعرفونوك زين... وقلت:لاه... لاه... مااكلم احد احد ابد .. انا...انا...انا خرسا خرساا... لا ... لا...لا مجنوونه مجنونه... ((( خلاص... أنا ما راح أتكلم مع أحد مرة ثانية... خليهم يقولون خرسا ولا يقولون مجنونة...))) ورجعت أبكي على حضنه... }} .. {{... تلكلكت وأنا أتكلم مع جدي: ددي انا اشاره ابي ... انت... انت بعد اشاره عارف .. عشاني عشاني ... ((( خـــــلاص... جـــدي... أنا بتعلم الإشارات... إنت تعلمها علشاني...))) جدي قال بحنان: إلي يريحك يا بنتي... إلي يريحك أنا بسويه لك... قلت أهمس وأنا أبدي بالبكاء: ددي وين... وين بابا ماما وين خنساء؟!... ((( جـــــدي... ليش بابا وماما ما يسألون عني؟!))) تنهد جدي ونزلت دمعه من عينه: يا بنتي هالدنيا ما ترحم حد... البابا والماما تركوك لأنك خرسا وأنتي مالك ذنب... شاهقت ورديت: ليش... ليش انا خرسا ابي كلم ابي ابي .. انا احب الله... احب رسول... احب كلهم... ابي اكلم مثل كلهمم... ((( ليش أنا خرسا... ما أريد أكون خرساء... أنا أحب الله ورسوله وكل الناس... بس أريد اتكلم مثل الناس...))) بكى جدي وهو يحضني: هذا قدرك يا بنتي... هذا قدرك... والحمدلله رب العالمين... حضني يذرف دمعه بدون خجل... وبكيت معه... بكيت معه ببراءة الأطفال إلي طعنوها أهلي بدون رحمة... }} .. يا عين... ليش تبكين؟!... تبكين وجع أم شوق أم حنين؟! أنا عاهدت نفسي أبقى خرساء طول عمري... عاهدت ما أتكلم إلا مع جدي وبس... أبقى بنظر الناس خرساء أحسن من غبية تثرثر بكلام نصه مو مفهوم... سموه خجل أو أي مسمى ثاني... بس... بالنهاية أبقى الخنساء... الخنساء إلي تايهة بين المجتمع وبين أهلها وبين زوجها... وبين ذاتها... .. * * * * * . . . {{نهاية الفصل العاشر... ...}} قراءة طيبة وممتعة... . |
((((((((((((((((الفصل الحادي عشر))))))))))))))
~~**قبل ميعاد الرحيل..**~~ {{.. همس لي جدي: ماما الخنساء... تكلمي مع الدكتورة يلااااا.... هزيت راسي لا...لا... لا ما ودي أتكلم... وناظرت جدي... وكأني أقوله أنا ما قلت لك إني خلاص ما بكلم أي أحد؟! تنهد جدي وقال: الخنساء يا بنتي... الدكتورة تريدك تتكلمي... هي تحبك وتريدك تكوني مثل كل الناس... تبي تساعدك... هزيت راسي رافضة الفكرة... تكلمت الدكتورة: ما عليك عمي أنا بحاول معها... الخنساء حبيبتي... إنتي بنت حلوة وطيبة... وتتمنين أشياء كثييييرة... صح؟! جذبني صوتها الحنون وكلامها... فهزيت راسي بكل بطء... ناظرتني وهي تبتسم أكثر... قالت بحنان: أمممم أكثر شيء تتمنيه تقدري تتكلمي صح... مثل ما أنا اتكلم... رجعت أهز راسي للمرة الثانية... وكملت: آها وهذا يعني علشان تصير هالأمنية الحلوة حقيقة... لازم تتكلمي معي ومع الناس... مثل ما تتكلمي مع جدو... لأنك لازم تتدربي على النطق... هزيت راسي بلا... أبتسمت: أوكي... وليش ما تبين تتكلمي مع الناس؟! أجبرني إنسياق الحديث وقتها إني أتكلم بصوت مبحوح: لا...لا... هم... هم... كلهم... ضحك...ضحك.... أنا مجنونة... محنونة... ((لا...لا... الناس يضحكون علي لما أتكلم... ويقولون عني مجنونة)) ابتسمت الدكتورة: يضحكون لأنهم ما يعرفونك زين... وإنتي لازم تكوني قوية وتقولي لهم أنا مو مجنونة... أنا بس كنت شوي مريضة... كان فيني بس حمى وراح أتعافى قريب... هزيت راسي لا وعناد الأطفال صابني وقتها: هم... هم... أحسن... الخنساء... خرسا... لا...لا... مجنونة... ((خلي الناس تقول الخنساء خرسا أحسن من يقولوا مجنونة)) وتلكلكت أكثر وأكثر: إشارت... إنتي... هب... عشاني... وددي... إشارت... ((خلاص أنا بتعلم الإشارات... وعلشان إنتي تحبيني فعلميني الإشارات... وجدي بعد علميه الإشارات))) تنهدت الدكتورة وناظرت جدي... قالت له: كذا بيتأخر النطق عندها... إذا ما تدربت فبتم متأخرة كثير... وهمس جدي بكلمة معتادة دوم ما أسمعها: حسبي الله على من كان السبب... حسبي الله على من كان السبب... ونزلت دمعه من عيني... تدحرجت بكل بطء لخده... مديت يدي ومسحت هالدمعة... وابتسمت شوي وأنا أفكر بجدي... وقلت: لا...لا... ددي... لا... أنا... كلم... كلم أنت... وكلم أنتي... وكلم أنا... بس... هم... لا... لا... ((خلاص جدي لا تبكي... أنا بتكلم معاك ومع الدكتورة لأنكم تحبوني ما تضحكون علي... وحتى بتكلم مع نفسي... بس الناس ما راح أتكلم معاهم)) ودفنت راسي بحضن جدي... شد علي وأنا سكنت بحضنه... أسمع رجاويه ودعاويه إلي طابت لها أذني بسماعها... }} .. وما زلت أسمع دعاويه... ورجاويه... ما زلت أسمع صوته يرن بأذني... ومازلت أحس بهمسه وهو يناديني "خناس"... آآآه يا جدي... رحت وتركتني مثل الهايمة بهالدنيا... أشتاق لحنانك... حبك... وحضنك... لو كنت يا جدي موجود ما كنت شفت إلي شفته إلحين... لكنت هالحين فبيتنا القديم بالعامرات... وإلي بنيته بساعدك القوي... لكنت هالحين أجلس عند رجولك وأسولف لك بكلماتي القليلة لكن عالأقل مفهومة لك... وأأشر لك عن كل شيء نفسي تطيب له... لكنت هالحين أسمع دعاويك... أدري تبيني أقوم من سبات الألم والحزن على خرسي... تبيني أرجع أتكلم مع غيري... بس أنا عاهدت نفسي ما راح أتكلم مع أحد غيرك... وهذا هو قراري إلي أتخذته... كان قرار ما جاء بالساهل... قرار أنا مسؤولة عنه... بس أنا... مو أحد ثاني... جدي... أنا تألمت... وأنطعنت بعد موتك ألف طعنه... من أبوي وأمي... من وليد وأهلي... أنجرحت بجروح عميقة ما طابها إلا حب إنسان زرع فيني حياة جديدة... إنسان بكل ذرة من ضلوعي تشتاق له وتحن لهمسه... إنسان لولاه لتخبط بدنياي... أمشي مثل العمياء بدون حتى عصا تدلني... بس... بكل هذا يا جدي أنقلبت الأحداث فوق تحت... لا تقول حب وليد لي جا لشخصي... إلا هو شفقة يا جدي... شفقة... شفقة... وأبغضها من كلمة... إذا حاولت تقنعني إني غلطانة فأنا أحس إني مستحيل أقتنع إنه يحبني لشخصي... شفت هو شو كثر حب شجاعتي... أشفق علي مو لأنه حبني... لأني وحيدة... يتيمة... خرسا... أشفق عليها... أشفق عليها ووافق يتزوجها علشان وصية عمه... وخاصة بهالوقت... بهالوقت... إلي إحساسي فيني يقبض بقايا أفراحي... أدري غبية وأفسر الأشياء بطريقتي بس هالغباء إلي أحاوط فيه نفسي أفضل لي من وهم أعيش فيه... وهم حب وليد... وهم حب أهلي لي... وهم مجتمع ما حسسني بيوم إني مثل الناس... نزعوا ثقتي بنفسي وبقيت محبوسة للأكاذيب من حواليني... .. "كفاية ذكريات يا الخنساء وإرجعي للواقع..." "بس أنا ما أبي... أبي أرجع لذكرياتي مع جدي... كانت هي رغم فقرها وصعوبتها إلا إني كنت فيها مرتاحة ومستريحة..." " لكن... رغم كل شيء بترجعين للواقع وتودعين هالذكريات..." "وأنصدم بأرض الواقع...؟!" "لكن الخنساء... تذكري... طفلك؟!" "آآآه... طفلي... لا... لا... ما أبيه يموت... أبيه يعيش... أبيه يكبر بين عيوني... أبيه يناديني "ماما"... أبي أناديه "تاج راسي"... أبي هو يحسسني بالراحة والحب... أبيه يتحدى الناس ويقول هذي "ماما الخرسا صح بس هي بعيوني جنه"... لا... لا... ما أبي ولدي يموت... ما أبي ولدي يموت... .. : و... ولــــ..ـــدي... لا... لا... هزيت راسي بكل عنف وأنا أحس بجسمي متكسر من الألم: لا...لا... لا... يــ..ـــمــ..و..ت... و.. و..لــ..دي... وفجأة صرخت... صرخة عظيمة... صرخة حسيت فيها بجسمي أنتفض... شد شخص على يدي... وسمعت همس مشجون... : الخنساء... الخنساء... الخنساااااااء... بديت أفتح عيوني بصورة بطيئة وشفت وجه وليد مشوش... همست بكل ثقل: حـ..ر..مـ..تـ..و..نـ..ي... مـ..نه... حـ..رمـ..تو..ني... مـن... و..لـ..دي... ورجع لي الإغماء بدون ما أسمع كلمة ثانية... . . كنت بهاللحظات أحس بآلآم قاتلة... صرت أصرخ وأصرخ أحاول أسكن بصراخي شيء من آلآمي إلا إني كنت أزيدها... وقتها سمعت صوت جاني من بعيد: هي بأي شهر؟! وسمعت الجواب... كان مرتجف وخايف: آ..آ... السـادس... لا...لا... السابع... السابع... حسيت بيد تشد على يدي... حسيت من بين كل آلآمي بيد تحضن يدي بكل خوف... وسمعت أصوات دعاوي... وسمعت همسه متألم: الخنساء... الخنساء... آآآآه... حبيبتي... يارب... يارب... أرجوووك... آآآآه.... أرجوووك يا ربي... وبكى... أحس بدموعه تنسكب على وجهي ويدي... خلاص... خـــــلاص... خلاص يا وليد... مكتوب لي أخسر طفلي... وأخسر نفسي... وأخسر حبي لك... أخسر كل شيء... كل شيء... مكتوبه فرحتي تكون مجرد أيام... مكتوب أنعاد لأرض الأحزان بكل قسوة... . . صرخت بآهات عاليه... تيقظت بكل عنف على واقع مر... واقع آلامي إلي طغت على جسمي وقلبي... من كثر الألم والوجع صرت أنتفض وصراخي يزيد... : راااااااااح... رااااح... و..و..لـ..لـ..ـدي... لا... لا... لا... وهذيت بآهات وكلام مو مفهوم أبداً... وقبل كل آلآم جسمي... حسيت بآلآم قلبي... بطعنات شلت كل عضلة بجسمي... كنت بهذياني وأنا ما أسمع إلا بصورة فظيعة مشوشة... حسيت بنفسي مخدرة وما لي قدرة على الحراك... وعدت لعالم الظلام... لحظات... ساعات... أيام... سنين... ودهور... لكن الحقيقة هي مجرد ساعات بس... وسمعت بعدها صوت بكى طفل من بعيد... من بعييييد جاني يحطم كل آمالي... مات طفلي... مـــات وأنحرمت أنا من سماع بكى طفلي... من شم ريحته... حرموني منه بلا رحمة... بلا رحمة... بلا رحمة... * * * * * |
صرخة طغت عالمكان... صرخة ما هي فمحلها: مبروووووك... مبرووووووك...
انتفضت وفتحت عيني بكل بطء... حاولت أقاوم الغشاوة إلي على عيوني... لكني ما قدرت وعشتت بالظلام... ارتجفت يدي وأنا أمدها بالفراغ... سمعت صوت وقتها قريب مني... صوت يقول: جاكي... ولد... ولد مثل القمر... سبحان الله... كنت مكممة بالأكسجين... وبسبب ثقل لساني ما قدرت أحرك شفتي... صرخت صرخة انتفظت منها... ودمعت عيني وبكيت بألم... كيف؟! كيف يضحكون علي؟! كيف يضحكون علي؟! لا...لا... دخيلكم... دخيلكم إلا تزيدون طعنات قلبي... إلا تطعنوني وتزيدون قلبي جروح... رجعت الممرضة تقول: هاتيه يا نسمة... هاتيه... أكوه (هذاك) الغطاء الثاني... هاتيه تقر عينها فيه... هاتيه يا بنت... حاولت أقاوم الغشاوة بعيني لكني فشلت بصورة كليه... قدرت أشوف بصورة مشوشة شخص واقف قدامي... وقتها أرتجفت... أنتفظت وأنا أسمع صراخ قريب... صوت بكى طفل... يخترق بكل حلاوة أذني... يخترق بكل حلاوة قلبي... ويخترق بكل حلاوة عقدة لساني... وحسيت بثقل على صدري... وأنتفضت... أبكي... مو مصدقة... هالثقل هو ولدي... ولدي؟!... همست: و..لـ..دي... دي...؟! وأغمى علي ومازال صدى صوت بكاه يتردد بأذني... يتردد ويتردد بحلاوة طابت فيها كل جروح قلبي... . . {{... عمري ما تجاوز الـ 13 سنة...كنت أجلس على كرسي بالدكان إلي جدي يشتغل فيه... وأحرك رجولي بضحكة... كان جدي قافل الدكان ويحسب الجردة... غنيت بصورة عالية وفظيعة: عصـ..ــفووور... عصـ..ـفووور... جـ..جرة... يبــ.. حـ..حـ..ث.. مـ..مـ..مرة... ((عصفور فوق الشجرة... أخذ يبحث عن ثمرة)) ضجك جدي وهو يرفع راسه لي: وعصفورتي أنا تبحث عن جدها... ها غنيتي للدكتورة هبة اليوم؟! قفزت عن الكرسي وأشرت: لا... بس جدي... الدكتورة قالت لي أشياء كثيرة... تبيني أقولها لك؟! قال: أكيد... شو قالت لك؟! قلت بصورة ركيكة: بابا... ماما... خنساء... حلوة... أنا... انا... ددي.. حلوة؟! ((قالت... بابا وماما جابوا بنت حلوة وهي أنا... أنا حلوة يا جدي؟!)) همس جدي يبوس خدي: حلوة... وشيخة البنات بعد... ضحكت وأنا أقاوم دمعه: هههه... حلوة... أنا... ليش... ليش... أهئ... أهئ... ماما.. بابا... وين خنساء...؟! ((ليش عيل بابا وماما ما يسألون وين الخنساء إذا أنا حلوة؟!)) حضني جدي يردد: حسبي الله على من يخلي كل دمعه منك تنزل... حسبي الله على من كان السبب بس... حسبي الله ونعم الوكيل...}}... .. {{... تخبيت ورا الباب وأنا أشوف جدي واقف وسط الصالة... كان واقف وساد علي أشوف من زايره... صح ما كنت أشوف إلي جاي لجدي بس كنت أسمع صوتها يصارخ... قالت: أفرح فيها... والله ووفرت علي... قال جدي يصرخ: أحترمي نفسك يا بنت... ما أدري وش أنا غلط بتربيتك... ربيتك وحاولت بكل شعرة شيبتيها أصلحك... بس... وضحكت: سبحان الله... أقول يا أبوي هذي أول مرة وأدخل هالمكان الوسخ وما عاد راح أجي وأعرض عليك هالشيء... أبوها ما يبيها... وأنا ما أبيها... عفنا هالخرسا... عفنا هالغلطة... قرب جدي منها وهو يمد يده ويصارخ: يا قليلة التربية... إياني وإياك تعيدين كلامك هذا... الخنساء بنتك وما هي عرض... وإلي عايفينه هو وجودك هنا... قالت بنظرة محتقرة: مو من زيين المكان... وبعدين ليش تضحك على عمرك؟! أبوها كذب على أهله على حساب بنته... كله علشان شو؟! علشان سلموه إلا ما تتسمى... ومسك يدها وسحبها للباب وصرخ: بس... بسسسسسسس يالتافهة... إنتي كل المصايب... روحي ولا عاد ترجعين... حسبي الله ونعم الوكيل... حسبي الله ونعم الوكيل... ضحكت وسمعتها تصارخ: يحاول ينتقم مني... بس أنا... أنا بنتقم منه... تراجعت ورا الباب أسند ظهري له وأنا أبكي بدون صوت... هذي الزيارة كانت رغم قصرها إلا إني حاولت أمحيها من ذاكرتي... قالت تبي توديني لدار الأيتام... قالت أبوي كذاب... قالت إنهم عافوني... قالت هو بينتقم... وهي بتنتقم... قالت وقالت... ودمرت طفلة ما فهمت كل هالمعاني... ما فهمتها...}} . . حضنت يد يدي... وحسيت بدفء رغم إنه سكن شيء من آلآمي إلا إني حسيت بزيفه وكذبه... حاولت أفتح عيني وقاومت هالغشاوة إلي كرهتها... أبي أشوف ولدي... أبي أشوفه... رددت كلمة وحدة هزت كل تعبي: و..و..لـ..دي... سمعت صرخة قصيرة وهمس هو برجفة: الخنساء... الخنساء... حبيبتي... د..دكتورة... دكتورة... وترك يدي فترة وأنا أفتح عيني أشوف بصورة مشوشة بالبداية... رفرفت بعيني لحد سمعت صوت على جنبي... لفيت وشفت الدكتورة... قالت: الحمد لله على سلامتك... تجاهلت كلامها وإلي تقيسه... ولفيت وجهي بكل بطء أحاول أدور على ولدي بدون فايدة... همست أحاول أنزع الأكسجين من فمي: و..لــ..دي... أنا..أنا... أشو..فه... ودي... (( ولدي... ودي أشوفه)) حسيت بيد تمسح على يدي وتضغط عليها بقوة... وصوته جاني مبحوح... قال: بخير... ولدنا بخير... هو بالحضانة إلحين... لفيت له... وطاحت عيني عليه... كان ما هو وليد... رغم إنه هو نفسه... كان بدشداشة سوداء ومبطل جيبه العلوي وأكمام الثوب مطويه لساعده... بلا كمه وشعره مبعثر... عينه كانت تلمع... ذقنه مو محلوق وكله على بعضه باين معفوس... غمضت عيني قدام هذي الصورة... وابتسمت... ليش يبين لي كثر إشتياقه لي؟! ليش يبين لي خوفه علي؟! ليش يضحك علي؟! ليش؟! مو كفاية هاللعبة إلي يلعابها معي... مو كفاية؟! رجع يمسك يدي ويشد عليها ويبوسها: آآآه حبيبتي... خوفتيني عليك... خوفتيني عليك... ما حركت عضلة بجسمي... وتجاهلت مشاعره... رجعت أهمس: و...لـ..دي... قالت الدكتورة: تطمني ولدك بألف عافية بالنسبة للي شفتيه وشافه... بس هو بالحضانة... مو مكتمل و... لفيت راسي ورجعت أصرخ بضعف: لا... لا... وأشرت لوليد بضعف: هاتوا ولدي... أبي أشوفه... جلس جنبي وهمس: الخنساء... تركتنا الدكتورة وطلعت ووليد يمسح على شعري ويقول: لا تخافي... ولدنا بخير... بخير... تعافي بس وتقدري وقتها تشوفينه... نزلت دمعه من عيني وتجاهلت كلامه... لو بيدي كنت تحركت هالحين وركضت لولدي... لو بيدي كنت ضميت ولدي لحضني... لكن... لكن أحس نفسي مخدرة وما لي قدرة حتى أرف بعيني... همس وليد بصوت مشجون: الخنساء... وما قدر يكبت أكثر... نزل وجهه بكل بطء لصدري ... وهمس بصوت مبحوح ومشجون: بحياتي ما خفت مثل ما خفت عليك... الحمد لله... الحمد لله الله نجاك... نجاك من... وقف لحظة ومد يده يضم وجهي لبين يديه وهو يكمل همسه: حسيت بروحي تطلع من جسمي وأنا أشوفك بدون حراك تحت السلالم... الحمد لله... الحمدلله إن الله كتب لك عمر جديد... وما حرمني من وجودك بحياتي... الحمدلله... آآآآآه... الخنساء... غريب...!! وأكثر من غريب...!! ليش أحس بهمساته مجرد شوشه وسموم تجري بعروقي... ليش ما أحس بأحاسيس وليد؟! لهالدرجة صرت أحس بحبه شفقة؟! لهالدرجة؟! مديت يدي بكل بطء لشعره... كنت بدفعه عن حضني بلحظة جنونية... بس... حسيت بضعف وبديت أمسح على شعره وأنا أبكي بدون صوت... حبيتك حب أنطعن بأفكاري الغبية... حبيتك حب مدري ليش طعمه علقم... وتحول لمرارة بنفسي... أتمنى بس أبعد وأريح أهلي من آلآمي... عاشوا بكذبة وأنا جنبهم... وهذا أكبر دليل إني مختلفة عنهم... إني مستحيل بيوم أكون أكثر من مجرد شفقة بالنسبة لهم... مستحيل... * * * * * |
الأربعاء...
4-6-2008... رددت بكل ثقل: لا... لا... هـ..ـاتي... و..لـدي... لا... لا... مسحت هدى على شعري وهمست: الخنساء حبيبتي... الخنساء والله ولدك بخير... بخير... بس إنتي تعافي بسرعة وبتشوفينه... تلكلكت وأنا أردد: هم... هم... يضحكـ..وا... علي... أنا... ولدي... مات... مات... (( أدري هم يضحكون علي... أدري ما يريدون يجيبوه لي لأنه مات)) همست هدى: والله هو بخير... بخير... مو ميت... أستهدي بالله... بس هو بالحضانة... ولدوك بالسابع والطفل مو مكتمل... رفضت أسمع لكلامها وبكيت... لو ولدي بخير كان هو بحضني هالحين... ليش يكذبوا علي؟! ليش؟! سمعنا صوت جاي من الباب... كان وليد واقف يناظرنا... جاني ومسك يدي... تركتنا هدى وطلعت... قال وليد بصوت هادي: ليش البكى يا الخنساء؟! رجفت وأنا أقول وقلبي ينفطر: أعرف... أعرف... تكذبوا... تكذبوا... ولدي... أنا... مات... ضغط على يدي وقال: وليش نكذب عليك؟! الولد بخير وعافيه... وهو بالحضانة... الطفل مو مكتمل... أنتحبت وأنا أحس بآلآم جسمي: عيييل... جيـ..بوه... ولدي... باس وليد جبيني وهو يقول: تعافي وبتروحين له بعينك تشوفينه... تجاهلت كلامه وتطميناته... ورجعت أبكي... أداري أحزاني وأوجاعي... قالي وليد بكل هدوء: الخنساء... كفاية هالدموع... ليش مو مصدقتني؟! الطفل بخير... أشرت بضعف وأنا أبكي:شيلوني له... خذوني... أحملوني له... بس أشوفه... أشوفه... تنهد وليد وقال: خلاص الخنساء... أوعدك أخذك له بس مو اليوم... إنتي تعبانة ومالك قدرة تتحركي... هزيت راسي وشهقت وأنا أأشر: خذوني له إلحين... ورددت: ودي... أشـ..أشـ...وفه... مسح وليد على شعري وهمس: أوعدك تشوفينه بكرة... بس إنتي تعافي... أهتمي بنفسك وكلي إلي يجيبوه لك... مو ترفضين وتبكين... الخنساء... ولدنا محتاج لك... محتاج لك... مو تعذبين وتهملين نفسك... الطفل بخير وما عليه إلا العافية... سكنت ودمعت عيني وتميت ساكته لحد ما طلع... ودخلت بعدها هدى وهي تحاول تهديني... وبعد دقايق زارتني لجين وجدتي... قالت لجين تبوس خدي: الحمدلله على سلامتك... وعلى سلامة ولدك... ابتسمت وهي تمسح دمعة على خدي: والله توني شفت الطفل فالحضانة... ما شاء الله عليه نسخة من أبوه... تعافي يالخنساء وبيشيلونك تشوفينه... جلست جدتي جنبي ومسحت على شعري وهي تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله عليه العظيم... يا بنتي وش هالسواة؟! ما يصير كذا تعذبي نفسك؟! تعافي ووقفي على رجولك وبتروحين تشوفين ضناك... أنتحبت وأنا أسمعاها تدعي لي... وحطت بعدها يدها على جبيني وبدت تقرأ كلام الله... تميت ساكته أسمع كلام الله يخترق أذني ويهدي من إضطرابي... عاهدت نفسي ما راح أتحرك أو أتكلم مع أحد إلا ويودوني أشوف ولدي... أشوفه وتقر عيني فيه... أشوفه وأتأكد إنه حي... وينبض بالحياة... أشوفه وتطيب جروحي إلي قاعدة تزيد وتزيد... * * * * |
يتبع...http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(163).gif
الخميس... 5-6-2008... تميت ساكنة وأنا انتظر وليد يجي ياخذني أشوف ولدي... هو وعدني ياخذني له... وعدني... ناظرت الساعة وشفتها 4 العصر... حاولت أتحرك من السرير لكني ماا قدرت... جسمي أحس فيه متكسر من كل جانب... قاومت هالألم ونهضت على طولي... بكيت وأنا أحس بزيادة ألمي... حاولت أنزع الأشياء إلي ملصوقه على يدي... فالوقت إلي دخلت فيه الممرضة... ناظرتني وجاتني تصرخ... قالت: شو تسوين؟! أشرت: أبعدي أببي أشوف ولدي... ومو كنت منتبهة إنها ما فهمتني... رددت بكل بطء: ولـ..دي... ودي... ولــ..دي... قالت مو مهتمة بكلامي: حاسبي... حاسبي لا ينقطع... صرخت لها علشان تسمعني: ولــ..دي... أفهمي... أشوفه... ((ولدي... أبي أشوفه...إفهميني)) جاتني ومسكت يدي تحاول ترجعني لمكاني... ضربتها... كذب علي... كذب علي... يقول بيوديني لطفلي وما جا لحد الحين ياخذني له... كذب علي... صرخت وشاهقت وبكيت وأنا أصارعها... وعلى صراخنا دخل وليد وجانا يقول للمرضة: شو فيها؟! صرخت لوليد: كذاب... كذاب... تكذبون... كلكم... كلكم تكذبون... وبكيت وأنا أحس بقساوة السرير على ظهري... ما أبي إلا أشوف ولدي... أبي أشوفه... جاني وقتها وليد وضمني يصرخ على الممرضة تطلع... همس: الخنساء... أنا مو واعدك؟! مو واعدك أخذك تشوفينه؟! شاهقت ورددت: كذاب... ما... جيت... أخرت... كذاب... كذاب... مسك وجهي بين يديه وقال مرتجف: لا مو كذاب... أنا واعدك أخذك له وهذا أنا جاي... أهدي يالخنساء... أهدي... وقف تاركني وطلع... وتميت أنا أحارب إحساس الثقة المهزوزة... الثقة إلي تبددت بدون شعور بهاللحظات... وقتها شفته عند الباب هو وممرضة تجر كرسي متحرك... تجرعت ريقي... أتنفس بصعوبة... وفرحة إنهم بيودوني لولدي كانت مكبوته بحنايا قلبي... وبعد ما جلست على الكرسي... جرني وليد لخارج الغرفة... حسيت بيده تنحط على كتفي لحظة وترجع تجر الكرسي... قال يهمس: ليش ما عدتي توثقين بكلمتي؟! غمضت عيوني وناظرت ليدي المضمومة لحضني وما رديت... رجع هو يهمس: أحس فيك بعدتي مية خطوة لورا... أحس فيك تحاولين تبعديني... الخنساء... وقفنا بنص الممر... ومد يده يضغط على كتفي... وكمل همسه: أحس إنك تغيرتي... تغيرتي... ورجعتي تصاحبين الحزن والألم... مو عارف إذا أنا غلط بحاجة ؟! مو عارف يالخنساء... تميت ساكته بدون ما أتكلم... ضغط على كتفي يحاول يحصل جواب مني... وبالنهاية جاوبته وأنا أردد: ما... أبي... إلا... أشو..فه... أشوف... ولدي... حسيت برجفته وتراجعت يده لقبضة الكرسي... وكمل جرني وإحنا ساكتين... . . وصلنا لغرفة الحضانة ودخلناها... أخذني وليد لسرير ولدي... وكل ما قربت... كل ما زادت دقات قلبي... كل ما حسيت بدموعي تنزف... مديت يد مرتجفه للزجاج... بشوق ناظرت للطفل إلي داخله... أرتجفت وأنا أناظره... مستحيل أوصف مشاعري إلي أنتابت قلبي... وهزت كياني... مستحيل أوصف مشاعري وأنا أحضن طفلي بعيوني... أسجل كل نفس ينبض منه بناظري... أرتجفت وبكيت وأنا مو قادرة أسيطر على نفسي... نفسي أضمه... نفسي أضمه لصدري وأشم ريحته... همس لي وليد: الخنساء... تجاهلته وركزت أتتبع بيدي الزجاج وأنا أردد: ولـ..دي... حبـ..بيـ..بي... وتميت كذا لساعة... أبد ما حسيت بالملل وأنا اناظره... إلا حسيت بشوق أتم كذا لآخر الدنيا أناظره... وأدعي ربي يحفظه لي... حسيت بوليد يقول: يلاااا الخنساء... خلنا نطلع... أبوي وعمي وأهلي جاين يزوروك... هزيت راسي بلا... همس: الخنساء... حبيتي... أوعدك أجيبك له بكرة مرة ثانية... رجعت أهز راسي للمرة الثانية... وقتها مد يده لمقبض الكرسي ومال علي... قال: الخنساء... كفاية... بجيبك لهنا بكرة مرة ثانية... أعرف إني زودتها مع وليد... بس منيتي أتم مع ولدي... ما ودي أطلع من هنا... قال وليد: يلاااا الخنساء... نزلت يدي من الزجاج وضميتها لحضني... موافقة هالمرة... بس بكرة إذا ما جاني ياخذني لولدي... والله لجي لهنا وحدي... جرني وليد وأنا أحس بضيقه يزيد... أدري... أدري كثر تعبه وضيقه بإنسانة مثلي ما تجيب له إلا المصايب... ابتسمت بكل ألم... بس قريب يتحلل هالرباط وهالقيد... ويتحرر وليد مني قريب... قريب... * * * * * |
الإثنين...
9-6-2008... كنت نايمة وما حاسة بالشخص إلي كان جالس عند سريري... تحرك وتنبهت لحركته... فتحت عيني وناظرت عمي خالد جالس يناظرني... أبتسمت لعمي بعد ما شفت نظرة الحزن على وجهه... ابتسم وباس جبيني وهو يقول: كيف حالك يا بنتي؟! شو أخبارك إلحين؟! هزيت راسي ورددت ببطء: حمد لله... بـ..بخير... مسح عمي على راسي وقال بحب: ها الخنساء ما ودك ترجعين لبيتك؟! نزلت عيني وهزيت راسي بلا... ما ودي أبعد عن ولدي... قال عمي: وليش؟! رددت: قالوا... هم... ولدي... هنا بيتم... أنا... أطلع... لا... ما أبي... رجع عمي يمسح على راسي: لكن إنتي لازم تطلعين... شهقت وأنا مو قادرة أكبت حزني: لا... تودوني... البيت... أنا ما أبي... ما أبي... مسك عمي يدي وقال: الخنساء... يا بنتي... شو صاير؟! همست: عمي... أنا... ما أبي وليد... ما أبيه... عبس عمي وهو يقول: أنا مو فاهم... شو فيك يا بنتي؟! صاير لك شيء مع وليد؟! انتحبيت وأنا أسئله: أنت... أنت تعرف... أبوي... قال... وليد تزوج... خنساء؟! تعرف أبوي... قال خنساء... غصب تزوجي وليد؟! تعرف؟! تعرف؟! أرتجفت يد عمي وناظرني محتار يقول: أبوك غصبك تتزوجين وليد؟؟! هزيت راسي بلا وقلت: مو... غصب... لا... لا... بس هو قال... وأنا ما أبي أبوي... يتعب... أبوي كان... مريض... تعب... هو قال تزوجي... وليد... أنا قلت أيوه... كله... عشااان أبوي... كله... بس... إلحين... أنا ما أبي... ما أبي وليد... نزل عمي خالد راسه بين يديه وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله عليه العظيم... ليش أحمد كذب علينا وقال إنه شاورك وكنتي موافقة؟! بكيت وأنا أردد: أدري... هو كان... يريد... وليد... لي... هو يريد... أكون أنا... فرحانة... ((أدري كان هو يريد لي الأمان... يريد مني أعتمد على ظل وسند من بعده)) قال عمي بضعف: مثل ما كذب علينا المرة الماضية... كذب علينا إنك خرسا بالوراثة... رفعت نظري لعمي ومسحت دمعتي وأنا أتذكر هالسالفة... أتذكر إني كنت أبي أسأل عمتي سؤال... همست: عمي... ليش أبوي... كذب وقال لكم... أنا خرسا... وراثة؟! قال عمي وهو يتنهد: أدري السبب إلحين... أدري فيه إلحين... لكن... ناظرني وأنا احثه يكمل... تردد وكمل: أمك السبب إلي خلت أخوها راشد يتعرف على سلمى... نشأة بينهم قصة حب غبية ... أنفكت علاقتهم لما تزوجت محمد... لكن رجعت هالعلاقة بسبب أمك وبدون دراية محمد... ما كانت أمك تطلعك من البيت وما كنا نعرف إنه صابتك الحمى ومرضتي... إلي أعرفه إن أحمد جانا يقول إنك خرسا بالوراثة ومالك علاج... إنك خرسا وراثة من أهل أمك... وقتها أنفكت علاقة سلمى براشد بكل سهولة... كان راشد واعدها إذا تطلقت من محمد بيتزوجها... أختي سلمى تحب ذاتها... وتخاف يصيبها أي شيء... ولما سمعت بهالمرض خافت إن راشد فيه هالجينات ... وتركته وراح هو لمصيره إلي ما نعرفه... مسك عمي يدي وأنا دموعي تنزل: يا بنتي... أبوك كذب علشان أخته... علشان يبعد راشد عن سلمى... وسلمى... تنهد وهو يقول بكل حزن: كأنها ترفس هالنعمة برجولها... ابتسمت بكل حزن وجرح وأنا أقول: لكن... كذب... على... حساب خنساء... كذب على حسابي وخلاني عايشة فمعمة... مصيري بين أهلي مهزوز ومكسور... مصيري بين الحزن والألم معروف... همس عمي: يا بنتي وأنتي ما أعطيتينا فرصة نكذب أبوك من قبل... دريت إنه يقصد كتماني لقدرتي على الكلام... همست بحزن: هذا... أنا وددي... أنا ما أكلم أحد... من 7... 8 سنة... أنا ما أكلم أحد... هم يقولون خنساء... خرسا... أحسن... من... خنساء مجنونة... ((أنا قررت مع جدي من قبل 7 و 8 سنوات إني ما أكلم أي أحد... كرهتهم وهم يقولون الخنساء مجنونة... أحسن لي وأطيب يقولون الخنساء خرساء...)) تنهدت وأنا أردد: خنساء... يتيمة... وحيدة... أعرف... هو... وليد... شفق... أعرف... (( أنا الخنساء اليتيمة والوحيدة... أدري إن وليد وافق يتزوجني علشان أبوي... أدري هو أشفق علي... أدري)) مسح عمي على دموعي وهو يقول: لا يا بنتي... صح ولد عمك لكن هو ما أشفق عليك... حياتكم من بعض الأيام إلي راحت كانت بلسم لأحزاني... شفت الراحة والسعادة تحاوطكم... فكيف تقولين أشفق عليك؟! هزيت راسي وأنا أردد: لا... لا... تحاول... هو... أشفق... أعرف... أعرف... وبس... تكلم عمي وهو يهمس: لا حول ولا قوة إلا بالله... يا بنتي ما هو هذا القرار الصايب... وخاصة هالوقت بينكم طفل... نزلت دمعة وأنا اتذكر كلام أمي... وليد راح يرميني وياخذ الطفل لأحضانه... ياخذ ولدي من أحضاني... وقال عمي: فكري زين يا بنتي... فكري وخلي عنك هالكلام "الشفقة" إلي ما تودي ولا تجيب... همست وأنا أهز راسي بلا: أنا... أريد... أروح... بيت ددي... أحسن... وليد... لا... ((أحسن لي أرجع لبيت جدي... أنا أريد أرجع للعامرات وأترك وليد)) تنهد عمي وهو يقول: أتركي عنك هالأفكار يا بنتي... وبيت جدك أنا شفت حاله... مستحيل تقدر رجولك تطب أرضه وهو بحالته... أنتحبت بين يدين عمي وهمست: عمي... أنا... وليد... ما أريده... أروح... أي مكان... بس... وليد... لا... لا... وسمعنا وقتها صوته جانا يخترق نحيبي: وأنا موافق... موافق...!! . . رفعت راسي من حضن عمي وأنا أناظر وليد... واقف عند الباب... كان لابس بنطلون جينز وقميص أسود... كان واقف بطوله وهيبته... تذكرت بهاللحظات أول لقاء لي بوليد... أرتجف جسمي وأقشعر وأنا أسمع موافقته... هذا إلي أبيه ليش أحس بقلبي أرتحل من مكانه؟! هذا إلي أبيه ليش أحس إني مرضت لهالكلمة؟! وقف عمي خالد وهو يقول: وليد... شو هالكلام؟! أبتسم وليد لعمي وقال: هذا إلي تبيه هي... مو هذا إلي تبينه يالخنساء؟! أرتجفت شفايفي... وتجرعت ريقي... لحظة وأنا أناظر وليد... أحس بقوته طغت عالمكان... وبعدها هزيت راسي بأيوه... قال عمي خالد: يا بنتي... ناظرت وليد متجاهلة عمي: أيوه... طـ..طلقني... صرح عمي خالد وهو يقول: الخنساء... وليد... شو هالكلام؟! ناظر وليد أبوه ورد: أرجووك يا أبوي... هذا بيني وبين الخنساء... ورجع يناظرني وهمست للمرة الثانية وبكل ضعف هالمرة: طـ..طلقـ..ني... شفت شفايفه تتحرك يبي يتكلم... فحسيت بكل جسمي تخدر... تخدر وحسيت بالدوار... تكلم وليد وهو يبتسم: الخنساء... توقفت نبضات قلبي باللحظة إلي تكلم فيها... صرخ عمي خالد وهو يمسك وليد من كتوفه: والله يا وليد... لا أنت ولدي ولا أعرفك إذا... قاطعه وليد يقول بكل قوة: لا تحلف يا أبوي... قال عمي معصب: وليد... إياني وإياك تذكر هالكلمة... الخنساء مو بوعيها... و... قاطعه وليد يقول: بوعيها يا أبوي بوعيها... ومثل ما قالت لك إنها تزوجت بدون شورها... جاتها فرصة تتحرر من هالزواج... عمي خالد زاد صراخه: تزوجتها من قبل علشان عمك وما كنت أدري بكل هذا... مريتوا بأيام أدري فيها كانت عصبية... بس شفت الفرحة والراحة ما بينكم... شفت الحب إلي أرتسم على وجوهكم... ترمونه بالوقت الحالي بدون حتى ما تهتموا فيه... ومتى؟! لما صار بينكم طفل... طفل محتاج لأبوه وأمه... شو غيرك يا وليد؟! شو؟! همس وليد وهو يرص على أسنانه: الكثير يا أبوي... الكثير تغير... الكثير... حاولت قدر ما أقدر أسير هالزواج واصلحه وما عاد فيني قدرة... شيء مو بيدي... وبالأخص هالثقة المنزوعة المهزوزة بينا... أهتزت شفايفي وأنا أسمع هالكلام... أكيد ثقته فيني منزوعه... أكيد... ورجع يقول: وبالأخص كتمانها قدرتها على الكلام... رفعت راسي وقلت بكل قوة: هذا... هو... قرار... خنساء... مو أحد... ناظرني بكل غضب وقال: قرارك؟ قرارمثل هذا يتخبى عني؟! عن زوجك؟! وناظر ابوه وهو يقول: وهذا أكبر... أكبر دليل... أكبر دليل يا أبوي... أهتزت يدي وصرخت: أيوه... أيوه... طـ...طلقني... أنا ما أبي... ما أبيك... جاني ومسك كتفي يهمس: ومن قال إني بطلقك؟! من قال؟! أرتجفت بين يديه... وحسيت كأن ماي بارد أنساب بين عروقي يطفي نيران الخوف والقلق... ورغم الراحة إلي حسيت فيها صرخت وأنا أضرب صدره... وهمست: ليش؟! كل... هذا... ليش؟! زاد ضغط على كتفي وقال يهمس: صدقيني... إنتي قيدك برقبتي... ما ينفك أو يتحلل إلا بموتي... وإذا قلت إني بتركك... فبتركك تروحين لبيت عمي سيف مو أكثر... ورجوعك بيكون متى أنا أقرره... وتركني وطلع من المستشفى... طلع وتاركني أرتجف من فوق لتحت... أرتجف ودموعي تنزل بألم... قرب عمي مني... وأرتميت بحضنه أبكي... أرتميت أبكي... وأشاهق... همست بألم: يقول... يحبــ..ني... أعرف... يكرهـ..ني... كلهم... يضحكون... بابا... ماما... وليد... كلهم... كلهم... تكلم عمي بكل ضعف وتأثر: لا يا بنتي... لا... تمسكت فيه وأنا أبكي: عمي... ولدي... لا... وليد... ياخذه... لا... لا... همس عمي يقول: ما راح ياخذه يا بنتي... وين بياخذه؟! ... تنهد وهو يهدهدني: والله... مو عارف مكاني بينكم... مو عارف... وسكنت بأحضانه أزيد بكاي... كل منا يبث همومه للثاني... * * * * * |
الثلاثاء...
10-6-2008... الساعة 1 الظهر... حمل عمي سيف شنطتي وناظرني يبتسم بحزن... حضني بدون كلمة وتميت بحضنه لحظات... وأنسحبت منه أمشي بكل ضعف جنبه... أخذني بالأول أشوف ولدي... مشيت للزجاجة أمرر يدي وأنا أبكي... تدهورت كل الأشياء يا طفلي... تدهور كل شيء يا حبيب ماما... تدهور كل شيء بسبب غبائي... بسبب كبريائي... بسبب أفكاري... بسبب إني بديت مع أبوك بداية خطأ... مسك عمي يدي وهو ياخذني لخارج المستشفى... دخلني السيارة وجلست جنبه... تأخر عمي وتميت أنا اناظر من شباك السيارة لبوابة المستشفى... وفاجأني وجوده... وجود وليد واقف مع عمي ويتكلم معاه... أرتجفت يدي وضميتها لصدري أوقف هالرجفات الجنونية... ناظرته يتكلم وهو معصب مرة وحزين مرة وتعبان مرة... فجأة رفع أنظاره لي... ألتقت أعينا لحظات ولاحظت عينه تشتعل نيرانها... لفيت بوجهي عنه وقلبي تزيد دقاته تسارع... جاني عمي ودخل السيارة وهو متوتر: الخنساء حبيبتي... مسك يدي وهمس: سمعت كلام ما عجبني من عمك خالد... كيف تقولين إننا نضحك عليك؟! رفضت أناظره وهمست: لأني... أنا... خنساء... أعيش... بوهم... ضغط عمي على يدي وقال بلهفة: لا... لا يالخنساء... أي وهم هذا إلي تتكلمي عنه؟! و...وليد... وليد إلي... قاطعته وأنا أبكي وأهمس: عمي... لا... تكلم... خلاص... أنا... تعبانة... تعبانة... ((أرجوووك يا عمي... أرجوووك لا تتكلم بهالموضوع... خلاص أنا تعبانة... تعبانة)) توقف عمي يناظرني لحظات وتنهد بحزن... مسح على دموعي وأبتسم بحزن... وقال: خلاص... خلاص حبيبتي... ما يصير خاطرك إلا طيب... ما راح أتكلم بهالموضوع... ورجع يسوق... كنا قريبين من بيت أبوي... ناظرت عمي شوي وهو شارد... همست: عمي... ناظرني شوي وقال: ها عمي... رددت: أبي... بيت أبوي... أشو..فه... ابتسم عمي بحزن ولف بدون لا يتكلم للفة بيت أبوي... وقفت قدام باب البيت أناظره... أبوي وراح... وأخواني وراحواا... وليد وراح... والحب وراح... كلهم راحوا وتركوني... ما بقى لي إلا ولدي... ما بقى لي إلا طفلي... حسيت بعمي يهز كتفي ويقومني من شرودي... ناظرت عمي ودموعي توقف على رموشي... تنهدت ومشيت مع عمي للسيارة... . . نزلت الملعقة بصوت أنسمع... ناظروني محتارين وأنا أوقف... قالت هدى: الخنساء حبيبتي ما أكلتي حاجه... أشرت: الحمد لله شبعت... قال جلند بحزن: باين من صحنك ما مسيتي حاجه... أهلي كلهم باين الحزن والضيق عليهم... جلند وطلال ولجين وإلي يحاولون يرجعون البسمة لنا... جلند بما إنه عايش بشقة مع عزابية إلا إنه ياكل فبيت أخته... وجوده ونظراته إلي شفتها بداية لقانا رجعت من جديد... رجعت مع كمية حزن كبيرة... أشرت: مو مشتهية... بطلع أريح... وتركتهم... تركت السوالف والجمعه... تركت الضحك والفرحة... وحبست نفسي بغرفتي... أتوحد مع نفسي... وأفكر بكل إلي قلته لوليد... تروح وتجيني الأفكار وبالنهاية... بالنهاية تنصب فكرة وحدة ببالي... إني غبية لما ركضت ورا كبريائي... بهالطريقة أعيد مأساة وليد مع الكبرياء... لكن... رغم كذا... تحرر وليد مني... يقدر إلحين يعيش بدون همي... بدون أحزاني... بدون مشاكلي... بدوني... بدوني... * * * * * السبت... 21-6-2008... كنت بوقت العصر جايه أزور ولدي... فتحت باب الحضانة وأنا مشتاقة لطفلي... صح زرته أمس وأزوره كل يوم... يتناوبون عمامي وهدى ويجيبوني للمستشفى أشوف ولدي... إلا إني أشتاق له كل ثانية وكل لحظة... صدمني وجود شخص واقف بلبس العمل ويناظر للطفل... أرتجفت يدي... ما شفت وليد من يوم عشت مع عمي سيف... أسبوعين... أسبوعين مروا كأنهم دهور... غمضت عيني ولفيت طالعة... طلعت من الجناح وخرجت للشباك... وقفت أسكن دقات قلبي الجنونية... وأبث همومي بوحدتي... ما ودي يشوفني... ما ودي نترجم العتب بعيونا... ما ودي نبث العصبية والأحزان... سمعت صوت من وراي فاجأني: الخنساء... لفيت بسرعة وشفت وليد واقف ويده مكتفه... تسارعت دقات قلبي كأني بسباق... وأشرت: شو؟! همس وهو يناظر لبعيد: أوراق ولدنا بالشنطة... شو تبين تسميه؟! ابتسمت بكل جرح وأشرت: مو تقول تبي تسميه خالد؟! حط عينه بعيني وقال: صحيح... بس ذاك كان أول... أبتسم بكل شر وردد: أول لما كنا نضحك على نفسنا ونلعب لعبة الحب والسعادة... لعبة الراحة الكاذبة... أندمى قلبي بكلامه ورددت: قـ..قصدك... تضحك... أنت... مو... أنا... قرب وقال: لا... مو أنا إلي كان يلعب هاللعبة... إذا ممكن تسميني كنت أنا اللعبة وأنتي إلي تلعبي فيني... شهقت وأشرت بألم: إلا هالكلام... إلا هالكلام يا وليد... تذكر شفت الويل منك... شفت الألم والعذاب قدام عيوني... وبالنهاية سامحتك... سامحتك وبدينا من جديد... بدينا على أسس غلط... ولما بدينا نبني أنهدم هالأساس... أنهدم... وأنت... أنت من هدمه... ضحك وليد بقهر وقال: أنا؟! أنا هدمته؟؟! أشرت بكل قهر: أيوه أنت... أنت... أنت وشفقتك إلي كرهتها... وأكرهك بسببها... وجيت بطلع عنه... إلا إنه مسكني ولزقني بالجدار... همس يضغط على زندي: بحياتي كلها ما شفت إنسانة معدومة الثقة بنفسها بالبداية وبغيرها بالنهاية... همست أردد بثقل: أتركـ..ني... ما أبي... أشو..فك... ما أبيك... مرر وليد يده على خدي وهمس: مو إنتي إلي تقولين لي ما أبيك... أنا إلي أقول هالكلمة... أنا يالخنساء وتذكري هالكلام... رددت بألم وعيني بعينه: أعرف... أنت... تعيد... تعيد... مثل أول... كنت بس... تضحك... وتضحك... تركني وأشرت: أعرف كلامك... أفعالك ما كانت إلا كلها تضحك فيها علي... تضحك على خرسا... مالها أب... مالها أحد... مالها أهل... وإلحين... إلحين بان لي كثر ضحكك علي... حركاتك هذي... عصبيتك هي إعادة لكل حركه كانت لي سبب بمعرفتك... سبب بكرهي لإنسان غصبت عليه... ما حسيت إلا ويده تنطبع على كتوفي... يضغط عليها بكل قوة... همست بألم وكل جروحي تنفتح وتندمي... أكذب وأكذب بحروفي: أكرهك... أكرهك... أكرهك... قيدك أبوي فيني... وأنت معتبرني وصية وحمل على كتفك... معتبرني مجرد مسؤولية لازم توليها أهتمامك وشفقتك... توليها شفقتك... شفقتك... نزلت راسي ودمعت عيني... أنسحب وتركني بدون كلمة... بعد وأنا اسمع خطواته تبتعد... صوت صدى خطواته تطبع بأذني وداعنا... وداع الحب إلي أفتقد طيلة الأيام الماضية للثقة وإلي تزعزعت بكل سهولة... . . مشيت بكل ثقل لجناح الحضانة... ناظرت المكان خالي من وليد... دخلت وجلست اناظر طفلي... أناظر الطفل وانا أفكر إني غلط أكبر غلطة...إني عدت مأساتي الطفولية... عدتها فولدي.. . والسبب هي أنا... انا... همست أمرر يدي: ليتني... أقدر... أرجع... لورا... فجأة سمعت صوت مو غريب وراي... لفت بسرعة وناظرت إنسان يمكن هو آخر شخص ممكن أشوفه... آخر إنسانه أشوفه وبالأخص بهالمكان... تقرب فيصل زوج أمي مني وسلم علي: الخنساء... كيف حالك؟! الحمدلله على سلامتك وسلامة ولدك... ابتسمت وأنا أمسح دموعي وأقول بصوت هامس مبحوح: بـ..بخير... ناظرني مستغرب قدرتي على الكلام... لكنه ما علق وبانت فرحة على شفقة على عيونه... قلت: غـ...غريب... أنت جاي... هنا؟! ناظر الطفل وقال بتردد: مو غريب يا بنتي... أنا سمعت من أمك إنك ولدتي... ما شاء الله... الله يحفظه لك... همست: كيف... ماما... عرفت... أنا ولدت؟! قال فيصل يبتسم بحزن: مدري عنها... آسف يا بنتي... أعذري أمك وتقلباتها... رفضت تعودك وتزور الولد... أهتز كتفي بألم وقلت: هي... عافت... الخنساء... من وهي... طفلة... وولدي... ما هو... شيء... لها... طفلي ما يعتبر شيء بالنسبة لها... مثل ما هي ما تعتبرني شيء بالنسبة لها... ومثل ما أنا ما اعتبر لها شيء بحياتي... ولما كان بيطلع قال: يلااا أنا بطلع... تامريني على شيء؟! همست: لا ... شـ..شـكراً... بس... لما... كيف لما؟! سلم... على لما... ناظرني يبتسم ويده تمسح على يدي بكل حنان: بخير... الله يسلمك يا بنتي... واصل بإذن الله... وطلع ومازلت أنا مستغربة لوجوده وزيارته... رجعت أناظر ولدي... خالد... وأنا ما زلت أفكر إنا إذا أنتظرنا من أقاربنا يعودونا يفاجأونا إنهم يجرحونا ببعدهم... والعجيب إن الغرباء يصيرون لنا طبيب بقربهم منا... * * * * * |
الأحد...
13-7-2008... مسكت ولدي بين يدي بكل فرحة... اليوم هو يوم طلوعه من المستشفى... مشيت ورا عمي سيف وأنا أبتسم بفرحة... جلست بالسيارة أقول لعمي: شـ... شكراً عمي... ابتسم لي يقول: وليش هالشكر؟! رددت: أنت... هدى... تعبتوا... عشاني.... قال عمي يبتسم بكل حب: تعبك يا الخنساء راحة... جدتك وعمك خالد ينتظرونا بالبيت... ضميت خالد لحضني وأنا أنزل من السيارة... ومشيت للصالة... أستقبلني عمي خالد عند الباب... أخذ خالد حفيده بين يديه وباس راسي... وهو يقول: الله يحفظه لك يابنتي... يتربى بعزك... رديت بحب: آ..آمين... جلست جنب جدتي وأنا أسمعها تعاتبني: يا بنتي... متى ناويه ترجعين لبيتك وزوجك؟! البيت مو مثل عادته... مكتوم وهادي وما في من يونس وحدتنا أنا وعمك... وليد بحاله... ما يرجع إلا عالمغرب ويطلع بعد العشاء ما يرجع إلا عالفجر... يا بنتي رأفي لحالك وحال زوجك وحال ولدك وأرجعي لبيتك... خلي عنك هالعناد... أبتسمت بألم... كل مرة جدتي تزورني تعيد لي نفس الكلام... أعطاني عمي خالد ولدي وناظرني وهو يبي يتكلم... قال: أيوه يا بنتي... والله البيت من دونك موحش وغريب... ووافقه عمي سيف: الخنساء حبيبتي ما يصير كذا معلقة... حاولي بس تفهمي الوضع بدون كلمة شفقة هذي... هزيت راسي بألم ووقتها سمعنا صوت جرس البيت... وقفت هدى وفتحت الباب لجلند وطلال ولجين... كانت لجين لاصقه بأخوها... ولما شافتني جات تبوس الطفل وتاخذه مني بدون ما تسلم علي... قلت لها ابتسم: سـ..سلمي... مو تشـ..تشوفين ولدي... وتنسي خنساء... ضحكت لجين وهي تلاعب خالد: هههه... لا حبيبتي صرتي موضه قديمة... هذا الجديد... ما شاء الله... فديت والله هالحلوو... جا طلال ينرفزها علشان ياخذ خالد بعد ما سلم علي... ناظرت جلند وهو يسلم علي... وكانت نظراته هالمرة فيها شيء من العتب... أستغربت بس ما أهتميت... جلس على الكرسي قدامي... وبدا يقول بصوت هادي: الخنساء... ناظرناه كلنا لأن صوته جا قوي... وكمل: الخنساء متى ناوية ترجعين لبيتك؟! رفعت نظري له وأستغربت جرأته... إنه يتكلم معاي بهالشكل... أشرت: وليش هالكلام؟! ناظرني بغموض وقال: وليد... ما قد فكرتي فيه؟! ما يهمك إنك تركتيه بدون رحمة؟! أشرت: هذا هو إلي يبيه... قال: وأنتي متأكدة من هالشيء؟! متأكدة إنه تزوجك بس علشان أشفق عليك؟! خذيت خالد ولدي بين يدي بدون شعور وتميت ساكته فترة... ورجع يقول: إسألي عمي خالد... إسألي جدتي... إسأليهم عن حال وليد وبيخبروك... أختار خالد بهالحظة يبكي... وقفت ودفنت خالد لحضني وتراجعت لوراي... ورددت ودمعة تنزل: هو... لو... يبي خنساء... كان جا... من زمان... ولفيت عنهم طالعة... يكفي هالكلام إلي سمعته... يكفي... يكفي... * |
* * *
الثلاثاء... 15-7-2008... رفضت أروح لعمتي فبيتها... على قولتها مسوية عزيمة علشان طلال حصل وظيفة من قبل ثلاث أشهر... وكانت بتسوي عزيمة من قبل بس... على حد قولها أنا نكد عليهم... خربت عليهم الفرحة... تنهدت وأنا أجلس عالكنبة وأفتح التلفزيون وخالد بحضني نايم... عمي سيف كان رافض يتركني أنا وخالد الصغير بالبيت لوحدنا مع الشغالة... بس أنا أصريت... أصريت يروحون وينسوا أحزاني... وينسوني فترة... سمعت صوت الشغالة من وراي... انتفظت وأنا أناظرها لأنها فزعتني... قالت لي: ماما... خلاص أنا شغل... تبي أجلس مع بيبي... أبتسمت لها وأنا أقول: أيوه... خذي خالد... أنا أسوي... حليب... أخذت خالد وهي تهدهده بأغنية غريبة... ناظرت الساعة وكانت على 9 الليل... وصلت للمطبخ وحطيت الماي بالنار علشان يغلي... ووقفت عند باب المطبخ لأن كانت لي رغبة أطلع للحوش... مشيت لباب المطبخ الخارجي وطلعت للحوش وأنا مو حاسه... وقفت أتنفس بعمق... مشيت للمرجوحة وجلست عليها وأنا أناظر السماء... .. {{... إش فايدة نبكي على شي قد راح وإحنا قتلنا الحب من دون رحمة المشكلة جيتك وبي حب يجتاح جيتك طفل محتاج من الوقت ضمه جيتك وله وأشواق والشوق فضاااح رد الصدى ياصاحبي صاحبك راااااااااااح! ومن يومها كل الفرح صار صدمة... صار صدمه...!! }} .. أدمعت عيني وأنا أفكر بوليد... أشتقت له... أشتقت لضحكته... لحنانه... لوجوده... لكلامه... لهمسه... أشتقت له... ما كنت أكذب لما قلتها إني أحبك... ما كنت صادقة لما قلتها إني كرهتك... إنت بخفوقي تسكن... بقلبي إنطبعت... بشفايفي حروف أسمك ترددت... قالوا لي سافر... سافر علشان عمل... وتركني هنا بدون حتى ما يسأل عني أو حتى يسأل عن خالد ولده... وهذا أكبر دليل على إنه رماني... تنهدت بألم وأنا أتمنى الأيام ترجع لورا... دفنت راسي بيدي وأنا أنتحب... أقدر أكسر هالكبرياء العنيدة وأرجع لوليد... أقدر أمحي هالحزن بلحظة وأرجع لوليد... بس هو... هو بين لي شو كثر أنا كنت كذابة ألعب عليه... والله... والله ما كذبت عليه... ما كذبت بأي لحظة عليه... آآآآآه... ليت... ليت الزمن يرجع لورا... : تؤ... تؤ... تؤ... شو يبكيك يختي؟! انتفظت ووقفت أرتجف... ناظرت لوراي بالظلمة وأنا أشوف نشوى واقفة وجنبها شخص مو غريب أبداً... وهالشخص ما كان إلا إلي شفته فبيت أبوي يحاول يشتريه... رددت وأنا أرجع لوراي: أنتي... شو... تسوي هنا؟! وهذا...؟! أشرت على الرجال... ضحكت نشوى بميوعه وقالت: أمممم حبيبتي الخنساء... لما سوينا العزومة قلت بتجين... بس ما جيتي وخيبتي آمال... آمال أمي وآمال عمر... وبعدها سألت بكل حقد: كيف البيبي؟! يشبهه؟ يشبه حبيبي وليد؟! ما أهتميت لكلامها... وناظرتها بخوف ورجعت أناظر الرجال جنبها... هذا إلانسان مو غريب عني... مو غريب أبداً... أرتجفت يدي ورجعت لوراي... وركضت أهرب... ركضت أهرب لأني حسيت إن شيء بيصير... بيصير لي من ورا هالإنسان... سمعت صوت ضحكاتها تتبعني وتلكز ظهري... صوتها يصرخ: روح... روح وألحقها... روح وألحق هالغبية... وطفي نار الإنتقام إلي فيك... وفجأة صرخت وأنا أحس بقبضة يد تكتفني... حاولت أنزع قيد يده من يدي وأنا أصارخ... حاولت أخمشه وأنا أصارخ... حاولت وحاولت... وبالنهاية تلقيت ضربتين على خدي تسكتني... ليش؟! ليش ما يصير لي إلا هالأشياء؟! ليش؟! ليش الناس تكرهني... تجرحني... تألمني... وأنا ما عملت لهم أي حاجة... ليش... ليش... ليش؟!! أرتخت يدي بين يديه وهو يهمس... بصوت كان الشر نفسه... قال بحقد: تذكرين؟! أرتجفت وهو يكمل ويضغط علي بقوة: تذكرين راشد؟! تذكرين حمد؟! حمادة؟! سكنت وأنا أتذكر... حمادة؟!... هذا الرجال... هذا... وكمل هو بأحقد يكبر ويكبر: أخوه... أخوه إلي رميتيه بالسجن... ومرر يده على يدي وأنتفظت وهو يقول: تتبعت كل معلومة عنك... تتبعت مكان سكنك... وبالنهاية وصلت لبيت أبوك... وللأسف ما كنتي موجودة... وبالصدفة شفتك يومها فبيت أبوك... عرفت إنك إنتي المقصودة لأنك خرسا ومثل ما وصفك حمد بالضبط... لفني ومسك يدي يضغط علي... وبكل حرة بصقت بوجه وصرخت: شو... تبي مني؟! صفعني مرتين من كل خد وهو يصرخ بهمس: وسسسسس... يالحقيرة... يا بنت... وكمم فمي وجرني... حاولت أصرخ بنشوى... حاولت وحاولت... هل في إنسانة بهالشكل حقيرة؟! تبيعني لإنسان أحقر منها؟! رجعت تلويت بين يديه وآلمني لما لزقني عالجدار... نزلت دموعي بكل بطء... كل دمعه تحكي معاناة... كل دمعة تصرخ بوجع... كل دمعة تنادي وليد... والغريب... سكون ما شابه إلا أنيني... مرتين أنحط بهالموقف وما ألاقي حامي... مرتين أكون قريبه من الضياع والموت... مرتين وشكلها مالها ثالث... غمضت عيوني ويده تمتد لذقني... غمضت عيوني بلحظة ضعف... وصورتين مروا قدامي... ولدي خالد... ووليد... : أبعد أيدك عنها يالكلب... . . ناظرت قدامي أحاول أخترق الظلام... مثل ما أحاول أخترق جدار الأحزان... وشفت المنظر قدامي... عمي خالد ماسك نشوى إلي كانت تبكي عند رجوله... وعرفت من الكدمات على خدودها إنه ضاربها... وبس هي لحظات وأحس بالقيد أنفك... بس هي لحظات وأشوف صراع قايم قدام عيوني... صراع عنيف... ضرب... رفس... سب... دم... صرخ عمي خالد: الخنساء روحي... روحي وأتصلي عالشرطة... وقفت جامدة وما حسيت إلا وأنا أركض وأدخل للبيت... ركضت للصالة وشفت الشغالة نايمة وبحضنها خالد يبكي... أخذت خالد وقومت الشغالة... قلت بصرخة: حرامي... حرامي... روحي... موبايل... يلااا... أنتفظت الشغالة وما حسيتها إلا وهي طايرة تجيب التلفون وتتخبى وراي... كانت تصارخ بهستيرية... مسكت الموبايل وأنا ما أدري كيف بتكلم مع الشرطة... أرتجفت يدي وطاح الموبايل... ورجعت أخذه وقررت أتصل على عمي سيف... الصدمة ما خلت فيني ذرة تعقل وتمسك بالشجاعة... تكلمت أول ما إنشال الخط وأنا ألهث بخوف: حرامي... عمي خالد... حرامي... وفجأة وأنا أسمع صوت صرخة جات من برا... وبدون ما أحس رميت الموبايل وركضت للمطبخ وبعدها للحوش... وقفت أشوف عمي خالد يوقف والدم ينزف من أنفه... وعمر واقف يركض لاف للحوش الأمامي... قال عمي خالد يصرخ بكل وجع: والله... والله إني مو مخلنك (تاركك)... مو مخلنك يالنذل... وجرى وراه... مسكت فيه وأنا اتبعه... صرخت بخوف وأنا أحاول أعلي صوتي على صوت بكى خالد: عمي... عمي... لا... لا... شو يبيله؟! كفايه... خله يروح... خله يولي... هز عمي راسه وهو يجري وراه وأنا أتبعه: لا... والله مو مخلنه... مو مخلنه... بقطع يده إلي أنمدت عليك... بقطعها... وصلنا لباب الحوش وأنا أبكي مع ولدي خالد... كنت حافية وأنا أمشي ورا عمي... شفنا عمر وصل لسيارته...إلي كانت على جنب البيت... وقبل لا يدخلها مسكه عمي خالد... وطاح فيه للمرة الثانية ضرب... ورمى عمر عمي وهو يصارخ للأرض... وفتح الباب ودخل السيارة... مسكت عمي وأنا أتشبث بولدي... بكيت: بس... بس عمي... خله... حاولت أوقفه لما أنطلقت السيارة... مسكت عمي وأنا أبكي وأحاول أوقف الدم إلي يسيل من أنفه... عيونه كانت مورمة وتندمي... مديت يدي أمسح الدم... كنا بوقفتنا ذيك وإحنا ما نحس بالسيارة إلي رجعت... بالسيارة إلي تمشي بدون أضواء... بالسيارة إلي قربت منا شعرات... صرخة عمي خالد طغت عالمكان وهو يحضني... صرخة أختلطت ببكى طفلي وهو يتلوى بين يدي... صرخة أختلطت بهيماني... صرخة إختلطت بدموعي... صرخة إختلطت بصراخي أنا... . . إنتهى كل شيء... كل شيء فجأة... عمي المرتمي عالأرض والدم يسيل منه... طفلي إلي طاح من بين يدي وأرتمى عالأرض... طفلي إلي سكن... وتوقف بكاه... طفلي إلي مات فيه الروح... رغم كل جروحي... حبيت والدم يسيل مني... أطبع بدماي عالأرض... بدون دموع... بدون صراخ... حبيت لطفلي... وبست العيون إلي نامت... نامت نوم أبدي... بست الأنف... الخد... الجبين... الراس... العنق... الصدر... اليد الصغيرة... البطن... الرجل... شلته بين يدي بكل حذر... وتربعت وهو بحضني... شميت ريحته... وإلي إختلطت بريحة الدم... وبكل رجفة مررت يدي على راسه ووجهه... أمسحها بكل لطف... أخاف يقوم يبكي ويصارخ ... قلت أحاكيه علشان يقوم: حـ..بيبي... حبيب... ماما... بس نوم... ولما ما جاوبني... همست بحلاوة: بس نوم... ماما... تبي... تشوف عيـ..يونك... حلوة... ورجعت أهمس للمرة الثالثة: ماما... ما تبكي... بس نوم... حا... حاكي ماما... يلااا حبـ..بيب ماااما... أرتجفت شفايفي لما ما سمعت أي همس منه... نزلت دمعه يتيمة لخدي... تاخذ مجرى على خدي... وأنا ما أشوف أي حركة بهالجسد إلي ساكن بحضني... هزيته عالخفيف ورجفة شفايفي ما توقفت: خالد... حـ..بــ..يـ..بـ...ـي... قـ..قوووم يلااا... يـ.. يـلاااا... وبلحظة بس... دمعت... انتحبت... شاهقت... بكيت... أنتفظت... وصرخت... : لا...لا...لا...لاااااا... لااااااا... لااااااااااااا... لاااااااااااااااااااااااااااااااااااا.... |
صرخة هزتني... وهزت كل نبض فيني... هزت جدرا الصمت... السكون... هزت حالتي... وأنتهيت من الصدمة للألم... للوعة والدموع... وفهمت وقتها ليش هو ما يسمعني... فهمت ليش ما يتحرك... ينبض... يتنفس... يفتح عيونه... فهمت... فهمت وقتها إنه... تركني وراح...
تركني وراح... راح..!!! {{... ودي أبكي لين ما يبقى دموع ودي أشكي لين ما يبقى كلام من جروح صارت بقلبي تلوع ومن هموم أحرمت عيني المنام أنطفت في دنيتي كل الشموع والهنا ما يوم في دنياي دام ... ...ما يوم في دنياي دام}} "أكيد مـ..نـ..قـ..ول" . . {{ نهاية الفصل الحادي عشر... قراءة ممتعة وطيبة... |
((((((((((((((((الفصل الثاني عشر))))))))))))))
~~** صدى الآهآت..**~~ ستارة سوداء.. ودراما... تراجيدية من وحي الخيال... ممثلوها... مجموعة أحزان ودموع... وضيوفها... هم النجوم والقمر ونسمات ليل... .. سمفونية... لونها أسود... وعزفها أسود... أنطلقت... غردت... صدحت... وأرتفعت... .. أزيحت الستاير... ومشهد هو الأول والأخير في هذه المسرحية... أبتدأ... ظلام... ليلة سوداء... عيون... باكية...دامعة... ودامية... معاناة... حزن... جروح... آهات... وصراخ... صرخات متتالية... منقطعة... ونحيب متواصل... كلها تجسدت في الخنساء... فقدت... ولم تفقد... فقدت الولد.. ..ولم تفقد الحزن فقدت الضنى.. ..ولم تفقد الألم الدموع... والأوجاع... صاحبوها... أحبوها... وأكرموها بزيارتهم... .. فجأة... عادت السنفونية تصدح... وأنسدلت الستارة... لتعلن عن نهاية... أو بالأصح أسميها... بداية الألم... لأطوي هنا... بدون تردد... أحرف... وذكريات... مطمورة... بين نبضات... وطيات الورق... لأطوي هنا... صفحة الذكريات... ذكريات الخنساء..!! .. * .. * .. أممممم... (كان يا مكان)... هي بداية تاريخية قديمة نقدر نقول عنها مملة وتحتاج لتغير.... تغير الزمن ...وصارت الناس تبدا الحدث بـ (سمعت بآخر خبر؟؟؟!)... وهذي صارت تشد الإنتباه أكثر.... لكن هنا... فورقتي ...ونتاج قلمي ...تحيرت شو راح أبدأ بإكمال سرد قصة...؟!! لأحرف بنت كلمات.... وكلمات بنت جمل...وجمل بنت أكبر من واقعة وحدث... ما أقدر أقول عنها واقعية... لأن فيها شيء قريب من الخيال... وما أقدر أقول عنها خيالية...لأن فيها شيء أقرب من الواقع... حاولت أجد كلمة...مصطلح ...ما بين الخيال والواقع...ووجدت إن مثلها مثل الجليد والنار... لذا ... بيدكم أختيار صنفها ... . . . . مسك بالدفتر بكل قوة وضمه لصدره... صار يشم بلهفة أوراق المذكرات... وبجنون مسك راسه يشد على شعره... يبكي ويبكي... وشو ينفع الندم؟! شو ينفع يا وليد؟!... رميت كل شيء بلحظة جنونية... وبلحظة جنونية صارت أشياء وأشياء... سمع صوت باب الجناح يدق بكل عنف... ترك الدفتر بكل حذر على الكومدينة... ومشى يمسح مثل الطفل دموعه... فتح الباب ورجع لوراه وفاجأه وجود جلند قدامه... ناظره جلند لحظة لحظتين... وأنصدم لحال وليد... أنصدم بحق للحال إلي وصلت له ولد أخته... وبدون مقدمات مسكه من كتفه وشده لحضنه... همس جلند: وليد... قل لا إله إلا الله وإن محمد رسول الله... قل لا حول ولا قوة إلا بالله... شهق وليد... ومسك بجلند وتشبث فيه... وأندفع يبكي... صرخ بلوعة: فقدتهم يا جُلند... فقدتهم مرة وحدة... فقدت ولدي... ضناي... فقدت أبوي... فقدت الخنساء... همس جلند يبعد وليد شوي ويقول وعينه تدمع: خالد عصفور من عصافير الجنه... عصفور من عصافير الجنه... وعمي خالد إن شاء الله يتعافى... قاطعه وليد وهو يشد على شعره بألم: أبوي بغيبوبة بالإنعاش... تفهم يعني شو بالإنعاش؟!... يعني الله العالم يحى أو يموت... وطاح على ركبته وقال ويده ترتجف: والخنساء... الخنساء يا جُلند... الخنساء صارت هنا ومو هنا... الخنساء صارت هايمة... صارت جزء من الدموع... صارت جسد بلا روح... آآآآآآه... يا جلند... جلس جلند جنبه وشد على كتفه يقول بهمس: لكنها مازلت موجودة... ما زالت عايشة... ما زالت محتاجة لك... محتاجة لحبك... لوجودك... محتاجة لك حتى ترجعها مثل قبل وأقوى... رفع وليد وجهه وناظر جلند وهو شوي ويصرخ عليه: وشو راح أنفعها؟! هي بعالم... عالم غير... غييير... كيف تبيني أرجعها مثل أول؟! كيف؟! ضغط جلند على كتفه وقال: بحبك... بوجودك معها... بقوتك... بقوتك... رمى وليد يد جلند وقال يصرخ: أي قوة؟! أي قوة هذي إلي تتكلم عنها؟! ناظره جلند ووقف... مشى للكنبه وجلس عليها... دمعت عينه وهو يتذكر موت أخته... وأمه... مسح دمعته وناظر وليد... همس بصوت مشجون: تذكر...؟! وكمل جلند ووليد متجاهله: تذكر... تذكر كلامك قبل 16 سنة؟! كنت أنت بعمر الـ 14 سنة... وأنا كان عمري 10 سنوات... تذكر لما عرفنا إن الخنساء بنت عمك ما تجاوزت عمر السنتين وصارت مريضة ... تذكر..؟!! تذكر يومها شو قلت؟! شو قررت؟! رفع وليد راسه فجأة... وتذكر... كيف ما يتذكر... وهالذكرى مطبوعة بقلبه قبل عقله... مطبوعة بختم خاص باقية لأبد الدهر... ورجعت لوليد هالذكرى... كأنها صارت بالأمس بس... {{... مسك وليد خنساء الطفلة بين يديه... كانت هذي هي المرة الثانية بس إلي يشيل فيها طفل بين يديه بكل لهفة... شالها بحذر وصار يناظرها بعيون ملهوفه... همس لجلند إلي كان معاه: جلند.. ناظر كيف يدها؟! سبحان الله صغيييرة... حاول جلند ياخذها منه... بس وليد رفض وحملها لحضنه وجلس عالكنبة... أبتسم وهو يمسح على شعرها... ودخل عمه أحمد فهاللحظة وابتسم بحزن... وجلس جنب وليد... قال أحمدلجلند: شو فيك واقف يا جلند؟! ليش كذا زعلان؟! قال جلند وهو يعطي وليد نظرات حاقدة: هذا وليد... ما رضى يعطيني أشيل الخنساء... رفع وليد عيونه من الطفلة وناظر جلند وقال: ممنوع... ما أحد يشيلها غيري... ضحك أحمد وقال: هههههههه... وليش عاد؟! قال وليد يبتسم وهو يبوس الخنساء على جبينها: هههه لأنها ما تحب إلا أنا.... ناظرها أصلا تبتسم بس لي... أما إذا ناظرت جلند فبتصيح وتبكي... رجع أحمد يضحك ويقول: ههههه... خله يشيلها شوي... قال وليد وهو يبوسها قبل لا يعطيها جلند: هااااا خذها... بس عاد إذا بكت... وما كمل كلامه صرخت الخنساء وبكت وهي بين يدين جلند... تأفف جلند: أووووف... وهذي ما تبكي إلا لما أشيلها...؟! أخذها وليد ورجعها لحضنه وقال: ترا إنت ما تعرف للأطفال... ها الخنساء... خلاااص أسكتي وبضربه جلند أنا... أسكتي بس... سكتت الخنساء وصارت تناظره بعيون واسعه وتبتسم... أبتسم وليد وهمس: فديت والله أنا الحلوة هذي... أبتسم أحمد وهو يقول: الظاهر تحبك... باسها وليد على خدودها الوردية وضحك: وأنا بعد أحبها... جلند قال زعلان: وأنا تكرهني.. أعرفها... إذا كبرت أنا بضربها... بس أنا أعرف وليد ما بيخليني... ضحك أحمد وهو مستمتع بكلام جلند: وليش وليد ما بيخليك؟! قال جلند: لأني أدري وليد يكبر... يتزوج الخنساء... أنا مستحيل أقدر أضربها... ضحك أحمد بصوت عالي وهو يناظر وليد إلي توردت خدوده: هههههههههههه.... الله يقطع بليسك يا جلند... من وين جبت هالكلام؟! قال جلند يفشي كل شيء مرة وحدة: وليد قال... أصلا إحنا لما عرفنا إن الخنساء مريضة... وخالة سعاد قالت الخنساء لما تكبر مستحيل أحد يحبها ويتزوجها... بس وليد قال لي أنا أتزوجها... ضحك أحمد ودموع الحزن بدت تظهر عليه: وليد قال؟! وناظر وليد وسأله بحزن: صحيح هالكلام يا وليد؟! تجرع وليد ريقه وهمس وهو يمسح على شعر الطفلة بتوتر: أيوه... أدمعت عين أحمد وحل صمت غريب عالمكان... صمت كان كفيل إن أحمد يبكي من الداخل... وكمل أحمد بعد صمت طويل: توعدني؟!!! رفع وليد عيونه لعمه... شاف الحزن... الألم... الدموع... وبدون ما يسأل عن شو... زاد حضن عالصغيرة... وهمس بكل ثقة: أيوه يا عمي... أيوه...}} |
همس جلند وهو يشوف وليد أسند ظهره للجدار: وتذكر... تذكر لما سمعت إن عمك طلق أم الخنساء... تذكر لما سافرت سعاد والخنساء بحضنها... تذكر؟!
رد وليد بالهمس نفسه: إيوه أذكر... كأن هالشيء صار أمس بس... قال جلند: بكيت... وعمري ما شفت وليد القوي... إلي مستحيل يبكيه شيء... بكى... كمل وليد يهمس: أذكر يومها رحت لعمي وصارخت عليه... كيف يقدر يتحمل البعد عن الخنساء؟! جاوبني وقتها إن كل شيء إنتهى... لكن ورغم السنين... حب الطفلة ما إنتهى من قلبي... ما إنتهى... أدمعت عين وليد وهمس بصوت مبحوح: عشقتها وهي طفلة... عشقت إبتسامتها... عيونها... ضحكاتها... عشقتها وهي بين يدي... طفلة... ما تجاوزت الأربع سنوات... آلمني مرضها... خرسها... وقررت وقتها أتعلم لغة الإشارات علشانها... علشانها وبس... قال جلند وعيونه بعين وليد: لكنهاسافرت... سافرت وهي بين يدين أمها... ومرت سنوات ما سمعت أي خبر عن هالطفلة... وأنا سافرت... ولما رجعت كانت صدمة... صدمة لي أسمع إنك تزوجت الخرساء... تزوجت حب الطفولة... تزوجت عشق الطفولة... وكانت فيني لهفة أشوف هالخنساء وهي كبرت... ولما جيت أنا وطلال لبيتكم... ناظرتها... وعرفتها... صح كبرت وأخذت ملامحها ملامح مرة متزوجة... إلا إنها بكل ملامحها وحركاتها بقت تذكرني بالطفلة إلي كانت عشق ولد أختي... وكل ما طاحت عيني عليها أتذكر موقفنا... أو بالأصح موقفك... وقرارك الطفولي... إنك تتزوجها... وهذا إنت تزوجتها... وكمل وليد بألم: تزوجتها صح لكني كنت وقتها أتألم كل لحظة... كل ثانية... لما قابلتها بعد 13 سنة فبيت خالها راشد السكير... كان لقاء رتبه القدر... لقاء طعني فكل عضلة بجسمي... كرهتها... أو بالأصح كرهت الظروف إلي خلتها تكون بهالشكل... وقتها نفضت يدي وقلبي من هالإنسانة... لكن... صار إن عمي ذكرني بوعد الطفولة... ورجعت لوليد ذكرى ذيك اليوم... {{... مسك أحمد وليد من كتفه وهزه: أنت وعدتني... وعدتني... جمد وليد وقال بحقد: مستحيل يا عمي مستحيل... صرخ أحمد بلوعة: بس أنت وعدتني... وعدتني يا وليد... تكلم وليد بقسوة: كان كلام.. مجرد كلام من طفل... وعد طفل ما كان فاهم الدنيا على حقيقتها... كيف تبني أساس هالزواج بوعد طفل؟! مسك أحمد يد وليد وبكى وهو يترجاه: أرجوووك... أرجوووك يا وليد... إحنا فهمنا الموقف بشكل غلط... إحنا ظلمنا الخنساء... ظلمناها بقسوتنا وظنونا... هي غير.. غير عن... قاطعه وليد يصرخ بألم: أي غير يا عمي؟! أي غير؟! طفلة عاشت مع أمها اللعوبة كيف تبيها تكون؟! همس أحمد بتعب: ما كانت عايشة مع أمها يا وليد... أمها تركتها فبيت جدها... رمتها وتزوجت... ناظره وليد بعبوس: ومن وين هالكلام؟! مو كنت قايل لي من قبل إنها... همس أحمد يقاطعه: كان كل كلامي غلط... بس خلك من هالشيء... وأفهمني أفهمني يا وليد... وليد بكل حرة: عن شو أفهمك يا عمي؟! أرتمى أحمد بين رجول وليد وقال يبكي: صدقني.. صدقني يا ولد أخوي... لو تميت من اليوم لبكرة أخبرك إنا ظلمنا الخنساء فما بكفي... ما طالب منك إلا إنك تقترن فيها... ما يهمني تتزوجها فعلي... ما يهمني حبك لها... يهمني بس يكون إسمها مقرون بإسمك... يهمني بس يكون لبنتي سند من بعدي... أرجوووك... أرجوووك يا وليد... أرجوووك... أبوس يدكـــ... قاطعه وليد يمسك يد عمه ويشد عليها يقول: محشوووم... محشووم يا عمي... لا تقول هالكلام... لا تقوله... همس أحمد: شو تبيني عيل... شو تبيني أقول... قاطعه وليد يهمس: خلاص يا عمي... لا تترجى... أنا بتزوجها... بتزوجها وهذا قراري... قراري...}} .. رجع وليد يهمس: كان قرار وليد لحظه... قرار وافقه قلبي مو عقلي... وتزوجتها... تزوجتها وعرفت وقتها شو كثر أنا ظلمتها بقسوتي وظنوني... عرفت وقتها إنها إنظلمت بهالدنيا... إنظلمت بكل قسوة... وكنت أنا ظالمها... أنا... أنا يا جلند... أنا... ورجع يبكي... يبكي بكل حرقة... وقف جلند ومشى لوليد وحضنه يخفف عنه شيء من ألمه... يخفف شيء من أحزانه... ولو إنه يدري ما يقدر يشيل شيء من الأحزان إلي نزلت على وليد... همس وليد بكل حقد: وهذا إلي قتل ولدي... والله إني بلاقيه... بدوره من تحت الأرض وعلى يدي بيكون مصيره... قال جلند بسرعة وهو نفسه فيه حرة على هذا الشخص الغامض: أذكر الله يا وليد... أذكر الله... همس وليد يحاول يتماسك: لا إله إلا الله... لا إله إلا الله... شد جلند على وليد وقال: حاول... حاول يا وليد... تجمع شتات نفسك... خالد في رحمة الله... خالد عصفور من عصافير الجنه... الميت ماله عوده... بس أبوك... أبوك محتاج لوجودك معه... الخنساء... محتاجة أكثر لك... محتاجة لحبك... وحنانك... دس وليد راسه بين يديه وصار يتعوذ من إبليس... يذكر الله ويصلي عالنبي... يتذكر أبوه والخنساء إلي محتاجين له... وكل واحد فيهم مرمي بمستشفى... وقف على رجوله وهو يحاول يجمع شتات نفسه المكسورة... وفباله شيء واحد بس... هو يوصل لقاتل ولده... يوصل له ويثأر لولده وأبوه وزوجته... * * * * * |
(بيت سلمى...الساعة 9 الليل)
صرخ عليها بحرقة: تكلمي... شو صار... تكلمي... إرتجفت نشوى وصارت تبكي وهي متخبية بحضن أمها... همست بصوت مبحوح: هي... هي... أنا ما سويت شيء... والله ما سويت شيء... صرخت سلمى بحرة: بس... بس... هي شو خصها بهالمجنـ... صرخ بحرقة أكبر: إلا هالكلمة... إلا هالكلمة يا يمه... إلا هالكلمة... صرخت سلمى على ولدها طلال: وأنت من عينك علشان تصير لها محامي وتصارخ على أختك؟! تقرب طلال أكثر من أخته وهو ناوي يضربها: أصرخ عليها حتى تقولي سبب وجودها فبيت عمي سيف... سبب هالكدمات على وجهها... صرخت أمه: بسسسسسسس... بس يا طلال... أنت ما شبعت؟! ثلاث أيام تسأل هالسؤال... قال طلال بحقد: ثلاث أيام وبكرة وإلي بعده... ووالله... والله بعرف شو سبب وجودها فبيت عمي سيف بالوقت إلي صار فيه... سكت طلال وهو يتذكر خالد الطفل... وأرتجفت شفايفه... ورجع يصرخ بوجع: أنا... حاس... حاس إن كل المصايب من ورا هالسوسة... ولف طالع من الغرفة وسكر الباب بكل قوة تردد فيه صداه... وكان بالممر يبي ينزل من السلالم لما سمع وقتها صوت بكى... وقف فجأة وعرف إن إلي يبكي هي لجين... رجع لوراه ودخل غرفة أخته... لقاها مطفيه كل الأنوار وراميه نفسها عالسرير تبكي... قرب وفتح الأبجورة عند السرير وجلس على حافته وتنهد بألم... همس: لجين... رفعت لجين وجهها وبخدودها تجري دموعها... صرخت فجأة ورمت نفسها بحضنه تبكي... صارت تشاهق بوجع: أهئ..أهئ... مات يا طلال... مات خالد الصغير... مات... همس طلال يمسح على شعرها يقاوم دموعه: أذكري الله يا لجين... أذكري الله... كملت لجين بوجع أكبر: وخالي خالد... آآآآه... أمممممم... بيـموت... حالته حرجه... بيموت... وما قدر طلال يقاوم دموعه وهمس: أستغفر الله العظيم... لا تقولي هالكلام يا لجين... الله يشفيه يارب... الله يشفيه... همست لجين بألم: والخنساء يا طلال... ورجعت تبكي بشكل أكثر يقطع... ما قدر طلال يهدي من بكاها... لأنه هو نفسه بدا يبكي... ورجع يقول وهو يحاول يتمالك نفسه: الله يشفيها يا رب يا لجين... مصيبتها هي أكبر واعظم... فقد الضنى مو سهل... والخنساء محتاجة لنا حتى نوقف معها... وليد عايش بسواد وثلاث من أهله مرة وحدة صار لهم شيء... هم محتاجين لنا نوقف معهم... مو نبكي على مصيبتهم... محتاجين لنا يستمدوا منا قوتهم... محتاجين لنا يا لجين... محتاجين لنا... تمت لجين بحضن أخوها تبكي حتى شاهقت وهدت وردت تقول: وأنت... أنت يا طلال ليش تصارخ على نشوى... أنت... همس طلال يمسك وجه لجين بين يديه: كذبيني... كذبيني بس إن نشوى مالها يد بموضوع الخنساء... كذبيني... نزلت لجين راسها وهمست تهز راسها بلا: لا... ما أقدر أكذبك لأني انا بعد شاكه... همس طلال بألم: ما أدري شو مخبية عنا... والله وبديت أخاف يصير شيء كبير... ردت لجين بصوت مرتجف: طلال... لا تقول هالكلام... وأرجوك... أرجوك ما يوصل هالكلام لأبوي... أرجوووك... وقف طلال يجر رجوله للباب... يحس نفسه ضايع... يخاف أخته مسويه شيء أكبر من تفكيره... قال وهو معطنها ظهره: ما بقول له... بس أنا وإنتي عارفين أختنا... ومن هي... * * * * * . . ((تابع)) |
http://forums.graaam.com/images/smil...am%20(240).gif
(بيت سيف...) جلست هدى شاردة بغرفة أولادها... تناظرهم وهم نايمين... فجأة إنفتح الباب ودخل سيف... وقف يناظر زوجته ومسحة الشرود والحزن باينه عليها... تنهد بكل ألم وقرب... جلس جنب زوجته ومد يده يضم كتوفها لصدره... همس: هدى... قالت هدى بشرود: تدري سيف؟! الأولاد نعمة الله أنعمها علينا... نعمة عظيمة ما حسيت فيها وبقيمتها إلا هالحين... الخنساء فقدت طفلها... و... و... أنا فكرت إذا فيوم بفقد أولادي... فيوم أ.. أ... وتلعثمت وهي تبدا بالبكى... قال سيف: أذكري الله يا هدى... ما جيت أشوفك إلا وتبكين... همست هدى بصوت مبحوح من كثر البكى: لا إله إلا اله... شو أسوي يا سيف؟! والله مقطع حالتي وليد والخنساء... والله قلبي تقطع ميت مرة وأنا أشوف حالته لما رجع من السفر... تذكر سيف إتصالهم بوليد وهو مسافر... رجع وقتها وليد فجر اليوم الثاني والصدمة باينة بوجهه... وأبد ما شاف ولد أخوه بهالشكل الضعيف... أبد... ورجعت هدى تهمس: وأخوك خالد؟! الله العالم شو مصيرة بغرفة الإنعاش... الله العالم... تنهد سيف ولمعت عيونه وهو يقول: زين يوم لحقنا عليه... رغم الجروح والكسور وضربة الراس صمد وكان يتنفس... الحمدلله على إنه حي و... وإن شاء الله... إن شاء الله بيتعافى... إن شاء الله... قالت هدى تمسح دموعها: إن شاء الله... رحت شفت وليد؟! همس سيف بألم: لا... بس جلند خبرني إنه راح له... وهو إتصل فيني... وطلب مني أجي وآخذ خالتي مريم وأجيبها لعندنا... يقول من يداريها بالبيت هناك وهي مرة كبيرة بالسن... تنهدت هدى وقالت بسرعة: روح لها وجيبها يا سيف... صحيح خالتي مريم مسكينة كانت أيام العزا هي يمكن الأكثر متأثرة... وخاصة إن هالطفل كان منيتها... هذا غير بكاها إلي ما ينقطع على الخنساء... رد سيف: بروح أجيبها إلحين جهزي غرفة لها... ورجع يهمس قبل لا يوقف: وشدي حيلك يا هدى... وليد والخنساء محتاجين لنا... محتاجين لوجودنا معهم... همست هدى وهي توقف معه: إن شاء الله... ورغم الدموع حاولوا الإثنين يجمعوا شتات نفسهم... يدرون إن وليد والخنساء وخالد والجدة والبقية محتاجين لوقفة شجاعة... محتاجين لمن يستمدون منه القوة... وإذا هم هذولا الشخصين فهم مستعيدين... |
شد وليد على الزجاج ونزل راسه... ورا هالزجاج ينام أبوه... ملفوف من راسه لرجله بالشاش... أستعاذ من الشيطان ومشى للدكتور يسأل ويرجع يسأل نفس السؤال عن حال أبوه... ونفس الجواب يقال له... بغيبوبة... الله العالم يقوم منها أولا... وما زال بحالة حرجة... الملاحظة عليه أربع وعشرين ساعة...
ومن المستشفى إلي كان فيه أبوه طلع للمستشفى إلي فيه الخنساء.. مشى بكل بطء بالممر... وهو ما يسمع إلا صوت صدى خطواته يرن بأذنه... بالأخير وصل للغرفة إلي كانت فيها الخنساء... تردد يدخل... تردد كثير... لأن أصلاً ما قد زارها أو شافها... ثلاث أيام تركها هنا مثل الغبي ونساها... كان يحاول يجري ورا أوهام إن طفله حي مو ميت... وأوهام إن أبوه بخير وما فيه إلا العافية... تركها هنا ونساها مثل الغبي... وقصر بحقها... قصر بحقها كثير... فتح الباب وكأن شيء يلكزه من ظهره يدخل للغرفة... وقف عند العتبة يناظر الجسد إلي ينام عالسرير... يناظر الجسد المخدر... أهتزت شفايفه وهو يتقدم شوي شوي... قالوا له الخنساء من لقوها كانت بوعيها تبكي والطفل بين يديها... عالجوا يدها المكسورة وجبسوها... وضربة على راسها بس كانت بسيطة... جروح ما هي عميقة بجسدها... كل هذا عالجوه... بس... بس ليش باين سواد وإحمرار تحت عيونها؟! ليش شاحبة؟! ليش هي مرتخية... مخدرة؟! رجع لوراه بعد ما قدر يناظرها أكثر... يناظر إنسانة أختفت معالم الحياة منها... وصارت مجرد شبح... طلع من الغرفة وبكل سرعة راح لغرفة الدكتور المسؤول عن حالتها... وبدون أي تفاهم دخل الغرفة... رفع الدكتور أنظاره من الممرضين إلي مجتمع عليهم وناظر وليد محتار... قال وليد بكل عصبية: أنت المسؤول عن حالة زوجتي الخنساء؟! كان الدكتور أجنبي... مو عُماني الجنسية.. ورجع وليد يعيد له بالإنجليزية... هز الدكتور راسه وقال: yes... وبدون أي تفاهم من وليد مشى له ومسكه من قميصه وصرخ عليه بعصبية: وليش كذا حالها؟! ليش؟! صرخ الدكتور إلي مو فاهم حاجة... وجوا ممرضين... واحد منهم قال: أخوي لو سمحت... ما كذا... صرخ عليه وليد: أنت أسكت... سكت الممرض بسبب نبرة الصوت العالية الآمرة... وهذا شيء مو مستبعد من وليد لأن بصفته عقيد فهو يأمر وينهي... ورجع وليد يصارخ: شو مسوي فيها أنت؟بشو معالجها؟! الأبر؟! المهديء؟! همس الممرض الثاني: أخوي لو سمحت من قال إن... ناظره وليد بعصبيه وقال يزيد ضغط على الدكتور: من قال؟! أنا قايل... الأبر المخدرة واضحة يالأغبياء... ولأن بصفة وليد عقيد بشرطة مكافحة المخدرات... فله معرفة كليه عن المخدر والمهدئات وآثارها وغيرها... قالت ممرضه بصوت ضعيف: الخنساء مرضها نفسي... وصراخها مالي المستشفى... مستحيل نعالجها بدون أبر... سكتها وليد بصرخة: هذا قلة إهتمام... مو عجز بالعلاج... قبل ما تستخدموا الأبر ناظروا للمرض والأدوية... وزاد وليد بدون دراية ضغط على الدكتور... وصار الدكتور يخربط بالإنجليزي لوحده وهو خايف على نفسه... وبهاللحظة كان واحد من الممرضين منادي على الشرطة وكانوا إثنين منهم واقفين عند الباب... قرب واحد منهم وقال يكتف يد وليد: لو سمحت... أترك الدكتور... أتركه... ناظره وليد من فوق لتحت ورمى يده ودفع الدكتور مو مبالي... عصب الشرطي وناظره: وش هالتصـ... قاطعه وليد بكل سلطه وامر: قبل لا تقول أي كلمة... أنا بتكلم... ومد يده للموبايل إلي بجيب بنطلونه ورفعه لأذنه... تكلم بأمر: ألو... عبدالعزيز... وقف لحظة وزاد ضغط على أسنانه وقال بدون صبر: أيوه العقيد وليد معاك... أسمع أرسل لي واحد من الخبراء لـ... وبهاللحظة قاطعه الممرض: أستاذ... أستاذ لو سمحت... أسمع أنت قبل لا تعمل حاجة... أنت مو فاهم شو مرض زوجتك... ناظره وليد وسكت مرة وحدة... صح أستعجل وأشتعلت فيه الحمية... بس... شو يفهمونه عليه..؟! رجع يتكلم بالموبايل: ألغي الأمر... لحد ما أرد عليك... وغلق الموبايل وسكت يناظر الممرض ينتظر منه يفهمه... أما الشرطيين فتراجعوا لما عرفوا رتبة وليد... قال الممرض: الخنساء مريضة نفسياً...بإختصار مضطربة نفسياً... عندها حالة عدم تصديق إن ولدها ميت...عايشة بوهم طفل ميت... جربنا عليها أنواع الأدوية إلي ما جابت مفعول... بالأخير أضطرينا نعطيها إبر مهدئة... همس وليد بكل حرة: كم أبرة تعطونها فاليوم؟! الظاهر كل الأبر تغرزونها على زوجتي... وناظرهم بحدة وقال يأمر: وقفوا هالأبر المهدئة لحد ما أنا بنفسي أأمر... وطلع تاركهم... طلع وهو يهتز من الداخل... يندمي من الداخل... الخنساء حبيبته... زوجته... مريضة نفسياً؟!... أو شو سماه الممرض؟! مضطربة نفسياً؟!! وشو فرقت المسميات؟!... جلس على حافة السرير ورجع يناظر الجسد إلي ينام بكل هدوء... مسح على شعرها وباسه يتمنى تقوم وتفتح عيونها... يتمنى تقوم وتصرخ أنا ما فيني إلا العافية... هم يضحكون عليك أنا ما فيني إلا العافية... لكن تبقى كلها أمنيات... أمنيات غبر الزمن عليها ونساها... |
وقف جلند السيارة قدام بيت محمد... وتنهد... يحس نفسه ضايق... بعد موت الطفل خالد وحال العم خالد والخنساء... صار الحزن سيد الموقف... رفع أنظاره لفوق بالصدفة وطاحت عينه على إنسانة ما تمنى إلا يسمع عنها وتحققت منيته...
كانت لجين واقفة عالبلكونه وتناظر للسماء... كانت مثل حورية تناجي أخواتها... وشعرها الأسود الطويل بخصل بنية يلتف حوالينها... غمض عيونه... لف يبعد عيونه عنها... هي مو محرم له علشان يناظرها بهالطريقة... وتم بالسيارة ومسك الموبايل... أرسل لها عل وعسى يرتاح ولو لحظة... ينسى الهموم والأحزان لحظة... . . سمعت لجين صوت مسج الموبايل وهو بجيبها... مسكت الموبايل وأنصدمت من المرسل... كان جلند كاتب لها: ((أدخلي وسكري باب البلكونة...)) رفعت نظرها مفزوعة وناظرت للحوش مرة ولقدام باب البيت... وما كان فيه أحد.. أصلا جلند مشى بالسيارة لجنب البيت عاليسار... وكان صعب إنها تشوفه بس هو يقدر يشوف طيفها مرتبك وتدور عليه من بعيد... رسلت برجفة: ((شو قصدك..؟!)) رد: ((قصدي واضح... أو تبين كل العالم يناظروك بدون شيلة ووبنطلون وبلوزة؟!)) أرتجفت لجين... كيف عرف إنها لابسة بنطلون وبلوزة... تراجعت وتخبت ورا ستاير البلكونة... ما عرفت شو ترد عليه... ورجع جلند يكتب لها: ((إذا تبين تتنفسين هواء طبيعي فألبسي شيء ساتر... ولفي الشيلة عليك... بس مو تطلعين بهالشكل إلي إلحين شفته عليك... وإلا ما يصير لك طيب)) عصبت لجين وتوترت أكثر... ورجعت تناظر من ورا الستاير للخارج... هذا وين؟! وكيف شافني؟! جلست عالسرير... ويجيها بهالوقت إتصال من جلند... رفضت ترد... لكنه ظل يتصل لحد ما وصلت رنته للعشر... كتبت لجين: ((أنت مجنون تتصل؟! شو تبي؟!)) رد عليها: (( ردي على إتصالي..)) ردت: ((لا)) ورجع يتصل... وتجرعت ريقها وردت... فتحت الخط وبقت ساكته... قال بهمس غريب: سكري باب البلكونة... ولا عاد تطلعي بهالبس قدام الخلايق... ردت وهي تبدا تحتر منه: وأنت شو حارنك؟! قال بهدوء: الكثير... أولا أنتي ملكي أنا وما ابي أحد يتعدى على ملكي... صرخت: لا والله؟! سكتها بكل عصبية: لا تصرخين يا لجين... صرخت أكثر: أنت ما تامرني... مالك سلطة علي... فاهم؟! فاهم؟! رد يضحك بشر: لي سلطة... سلطة كاملة عليك... وأسمعيني... إذا شفتك مرة ثانية بهالصورة ما يصير لك طيب... أرتجفت يدها وكان بيطيح الموبايل... لكنها مسكت فيه... ورجعت تهمس بعصبية: أكرهك... أكرهك... أكرهك... ضحك جلند بتريقة ورد: شيء مو جديد... بس الجديد إني أنا أحبك... سكتت وألجمت لساناها... سكتت ودق قلبها مثل طبول الحرب... تسارع نفسها ووصل لجلند... وصل له بكل نفس... وتموا ساكتين فترة بدون كلام... قال جلند بضحكة مو بمحلها: هههههه... شفتي كيف كلمة مني توصلك وين؟! حست لجين على نفسها... يضحك علي... يضحك...؟! أكيد يضحك... مو أنا بالنسبة له لعبة يلعب عليها؟! صرخت لجين ودموعها على عيونها... وكانت بتخرق طبلة أذن جلند: قليل الأدب... ما تستحي... ما تستحي... وغلقت الموبايل بوجهه... فترة تمت تتنفس بسرعة كأنها كانت مشتركة بسباق مارثون... وسمعت صوت مسج وصلها... رفضت تناظر للموبايل حتى بالنهاية مسكته وفتحت المسج بكل رجفة... كان راد عليها: ((أنتبهي لا تقفلين الموبايل بوجهي مرة ثانية... انا إلي يقرر متى تقفليه... ولا تنسي تسكري باب البلكونة)) أرتجفت يد لجين وهي تسكر باب البلكونة... وتتراجع للسرير... جلند... جلند أنت شو تبي مني؟! ما يكفيك ذليتني من قبل جاي تذلني إلحين؟! |
الساعة الآن 02:57 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية