منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   أول قصة حب بين أنسي وجنيه (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=40928)

نظرة الحب 07-02-2011 09:50 PM

http://www.k99m.com/up/uploads/image...82332ecfe4.gif

الحلقة 47

http://www.k99m.com/up/uploads/image...4f4245213c.gif

(درب الحكمة )
http://www.k99m.com/up/uploads/image...4f4245213c.gif
"هيا تحرك ايها الغبي ولا تمازحهما اكثر".
قلت لمرح : ـ لا تغاري.. وخطوت باتجاه الحوريتين. وامسكت بيدي مرح وقالت لا تفعل ذلك فسحبت يدي وانا اضحك واقتربت اكثر .
قالت فاده : ـ "ماذا تريد" ؟ قلت مبتسما : ـ اود ان اقبلك قبلة الوداع واشكرك على مساعدتنا .!! قالت ناده : ـ "اتريد ذلك فعلا" ؟ قلت : ـ نعم اود ذلك قالت فاده : ـ "أتريد أن تقبلني أم تقبل ناده"؟ فقلت: ـ كلاكما معاً.. قالت ناده: ـ "لك ذلك.. إقترب وأفعل". وما ان اقتربت خطوة واحدة الى الامام حتى تحولت فاده امام عيوني الى افعى سوداء، إقشعر بدني وعدت الى الخلف مذعورا، وانا لا اعي ما حدث، واسرعت باتجاه الجسر، ونظرت خلفي وانا على الجسر ورايت فاده وناده تضحكان، وتشيران بيدهما نحونا وكانما تقولان: "مع السلامة". لحظات وكنا بالاتجاه الاخر للنهر
وقالت مرح: ـ "بتستاهل يصير فيك اكثر من هيك، واحد "حمار" مثلك ما بسمع النصيحة" . قلت وما زال الخوف يعتريني: ـ كيف انقلبت هذه الحورية الى افعى بهذه السرعة ، كيف عرفت يا مرح فانت كنت خائفة منهما ولم تكوني خائفة من "برصاد" بهذا القدر. قالت: ـ "لقد عرفت من اللحظة الاولى، ولم استطع ان اخبرك فانت كنت مبهورا مجذوبا بجمالهما وتوأم بهذا التشابه الكبير معروف في عالمنا بانه لا يكون الا للافاعي، فلايغرنك جمال لا تدري ماذا يخفي خلفه، فهيا نسرع لنصل قبل غروب الشمس، فلو وقعنا بقبضتهما لذقنا من اصناف العذاب ما يميتنا الف مرة في المرة الواحدة". واخذنا نسير ونشق طريقنا من بين الاشجار وصوت الشلال يلاحقنا، وما كادت الشمس تبدأ بالغروب حتى تلاشى صوت الشلال، ولم نعد نسمعه، وشعرنا بالامان وسرنا قليلا، لم تكن الشمس قد غابت بعد . لنجد انفسنا وسط ارض واسعة، كلها زهور وورود من كل الاصناف على مدى رؤية العين، تفوح منها روائح زكية تنعش الروح وتنشطها، ومددت يدي لاقطف وردة، وكذلك فعلت مرح، ولكن صوتا اتى من الخلف قال:" لا تفعلوا ذلك..". التفتنا الى مصدر الصوت وكان صادرا عن شيخ كبير في السن، يتوكأ على عصا ويجلس تحت اقدامه نمر لم ار اضخم منه، ولم اكن لاتصور ان نمرا يكون بهذه الضخامة. قال العجوز: ـ انا اسمي "نيركا.". واشار الى النمر.. ـ وهذا مساعدي "نار"، منذ الف عام وانا احرس هذه الحدائق، ولم يكن ليستطيع أن يشم رائحتها احد، ومجرد التفكير في ذلك كان يكفي لتكون نهايته، أيا كان ومن أي عالم كان، ولكن امر من لا يعصى لهم امر صدر لاسمح لكما بالمرور من وسط هذه الزهور، ولكني احذركم بانه لو اشرقت شمس الغد وما زالت انوفكم قادرة على شم رائحة ورود هذه الارض، فاعلموا ان "نار" سيستقبلكم بطريقته، هيا اغربوا عن وجهي، واتبعوا الورد ذو اللون الابيض لتستطيعوا الخروج من هذه الارض.". واشار بيده الى شجرة وقال: ـ" ان احتجتم الى طعام وماء، فتحت هذه الشجرة تجدون ما تحتاجونه.". ووضع العجوز يده على راس النمر، وهب النمر واقفا، وسارا مبتعدين عنا، وتوجهنا الى الشجرة فوجدنا الطعام والشراب، واكلنا وسرنا وتبعنا الورد الابيض، وكنا قد خرجنا من ارض الورود قبل شروق شمس اليوم الثاني بكثير، ولكن رائحة الورد ما زلت تفوح، وابتعدنا اكثر حتى اننا لم نعد قادرين على شم رائحة الورود، وجلسنا نستريح قليلا، واخذت قسطا من النوم ولم افق الا على اشعة الشمس تداعب وجهي، لارى حولنا اسراباً من الحمام لا تعد ولا تحصى، وترى على مدى رؤية العين، وظهرت امامنا امراة كبيرة مسنة ، لا يبدو عليها الهرم، تسير بخطى واثقة نحونا وكانها ملكة، ويحلق الحمام من فوق راسها ، حنان وحب العالم باسره في عيونها، اقتربت وقالت: ـ " يا ابنائي اهلا وسهلا بكم، انا اسمي الام "نرامارا"، وانا المسؤولة عن هذه الاسراب من الحمام، فيا اولادي لم اكن لامنع احد بالمرور لو اراد ،ذلك، بالرغم من حزني وقلقي عليه من ان لا يصل في الوقت المناسب، حتى لا يحدث له مكروه،فيا ابنائي قبل ان ترحلوا بسلام ساعطيكم هذه النصيحة:
http://www.k99m.com/up/uploads/image...bbce6dd20e.jpg
" لا تبحثوا عن شيء ليس لكم، والان ارجوكم ان تسرعوا وتبتعدوا عن هذا المكان قبل غروب الشمس، فلو غربت الشمس وما زالت عيونكم قادرة على رؤية حمامة واحدة في السماء من هذا الحمام ، فسيلحق بكم اذى لا اتمناه لاحد."
ارجوكم اسرعوا الان واذهبوا من هذا الاتجاه، ولا تبطئوا حتى يختفي الحمام عن ناظريكما.. هيا اذهبا بسلام .". انهت الام "نرامارا" حديثها، وكم كان جميلا وحنونا ودافئا صوتها، اسرعنا بقدر استطاعتنا لنبتعد عن المكان عملا بنصيحة الام "نرامارا " ....
http://www.k99m.com/up/uploads/image...4f4245213c.gif
واستطعنا ان نصل، وان يختفي الحمام عن أنظارنا في وقت ما بعد الظهر بقليل ، وبذلك نكون قد وفرنا الكثير من الوقت، واخذنا راحتنا، وأكملنا السير الى الامام وانا اجد متعة عظيمة بهذه المغامرة العجيبة، ومن بعيد ظهرت امامنا مدينة كبيرة بيوتها متواضعة . فسرنا ما يقارب الساعة حتى وصلنا مدخل المدينة، وكان يحيط بالمدينة سور لا يتجاوز ارتفاعه المتر، وكان لمدخل المدينة قوس كبير من الحجر .منظره مألوف، وتصميم البيوت ومنظرها من الخارج كالبيوت القديمة في عالم البشر . دخلنا القوس ، وكان هناك عدة اشخاص، جميعهم يرتدون اللون الابيض وباعمار مختلفة، يتحادثون مع بعضهم البعض، ولا احد يلتفت الينا ,انتظرنا ان يظهر لنا احد ويكلمنا لنعرف اين نحن، وما يجب علينا ان نفعله، كما حدث في المرات السابقة، ولكن لم يأبه بوجودنا احد، فسرنا على اقدامنا ,نتجول في شوارع المدينة المليئة بالاشخاص من كافة الاعمار، سرنا بينهم نسترق السمع احيانا لنعرف بم وعم يتحدثون، ونتفرج على البيوت المتواضعة جدا والمتشابهة، ولم يظهر لنا احد ولم يهتم بوجودنا احد، مرت ساعات واقتربت الشمس على الغروب ونحن كما نحن . قلت لمرح : ـ "اين نحن ؟"
ـ "علمي علمك، لا اعرف .
وماذا يجب ان نفعل؟ فالشمس اقتربت على الغروب ولا احد يأبه لوجودنا ,هل نحن في مدينة اموات و اشباح لا يرونا، او نحن الاشباح وهم الاحياء ولهذا لا يرونا ."
كلا انهم يرونا جيدا، ويشعرون بوجودنا، ولكنهم لا يأبهون بنا، او ان وجودنا لا يعنيهم.". ـ "ولم لا نسالهم ؟".
ـ" وعن ماذا سنسألهم ؟". ـ "عن الطريق للخروج من هنا ..". ـ اسال كما تشاء . اقتربت من احد الاشخاص وسالته : ـ "اخبرني اذا سمحت، اين نحن ؟" فرد : ـ "انت هنا، في المدينة .".
قلت : ـ "ولكن ما هي؟ وما اسمها؟ وكيف نخرج منها ؟". قال : ـ "من دخل إليها يعرف ما هي، وما اسمها ،ولا يخرج منها.". احترت بامره، وتوجهت لشخص آخر، وسألته، وأعطاني نفس الاجابة، فغمزت مرح وأشرت بيدي... لتفهم بأننا وصلنا إلى مدينة مجانين. وكررت سؤالي لاكثر من شخص , وكان سؤالي هو الجواب لسؤالي، . قالت مرح: ـ " اسمع يا حسن يجب ان تفكر بسؤال يوصلنا الى نقطة نبدأ منها اساله كيف يمكن ان نلتقي بكبير هذه المدينة ؟" سألته,فأجاب: ـ "اذهب الى بيته فتلقاه!! .". سالته : ـ" واين يقع بيته ؟". رد : ـ" بيته في المدينة هنا !!.". قلت لمرح : ـ "هؤلاء الناس مجانين، فكري بسؤال يوصلنا الى بيت كبير المجانين ..". تكلمت مرح وسألت بنفسها: ـ "هل بيته بعيد من هنا ؟؟". اجاب : ـ" لمن يعرفه فهو قريب، ولمن لا يعرفه فهو بعيد ...". قالت : ـ "وهل هو قريب منك؟ وهل تراه في عيونك ؟". قال : ـ "نعم قريب مني، ولا اراه حيث اجلس، فشدتني مرح وسارت الى مجموعة من البيوت التي تقع خلف الرجل الذي سالناه، ودقت على باب احد البيوت ,وخرجت لنا امراة!! وسالتها مرح :ابيت كبير المدينة هو احد البيوت التي على يسار بيتك ؟؟". فردت المراة : ـ" لو اردت ان يكون على يساري لكان !!!".
سالتها مرح : ـ "وهل البيت الخامس على يمينك هو بيت كبير المدينة .".
قالت : ـ لو سألت جار جاري لكان سؤالك هو الجواب . قالت مرح : ـ" هيا يا حسن لقد عرفته ..". وتوجهنا الى البيت السابع على يمين بيت العجوز .وطرقنا على الباب، وخرج لنا شخص ملتح وقال : ـ اهلا وسهلا تفضلا.. واجلسنا على مقاعد مريحة جدا، وكان بيته غاية في التواضع ومريح جدا ,مليء بالكتب، منظم، بغاية الدقة.. ودون ان يسالنا اي سؤال احضر لنا طعاما وماء وتركنا ناكل ونرتاح، وعلمنا اننا قد وصلنا غايتنا.. وبعد ان انتهينا وارتحنا ،
قال لنا : ـ انا اسمي "جيجار" ، وانا المسؤول عن هذه المدينة الكبيرة التي لم يدخلها احد وفكر بالخروج منها، بل فضل البقاء فيها لما يتوفر فيها مما لا يتوفر في أي مكان اخر، لن تفهموا معنى كلامي، او ما يوجد في هذه المدينة، فهذا لن يهمكم، ولكن ماعلمته عنكم بانكم يجب ان تخرجوا منها وأنا سأساعدكم قدر استطاعتي..لهذه المدينة عشرات الابواب .وانتم دخلتم من الباب الذي لم يدخله احد منذ توليت مسؤولية هذه المدينة، ولهذا لايمكن ان تخرجوا الا من باب واحد او تعودوا من نفس الباب الذي دخلتم منه، وانتم تعلمون ما معنى دخولكم وخروجكم من نفس الباب...الاوامر التي صدرت لي ان اعطيكم ثلاثة ايام من لحظة وصولكم الى بيتي للخروج من المدينة، وان انتهت الايام الثلاثة، فسيتم اخراجكم من نفس الباب الذي دخلتموه...والان ان كانت لديكم اسئلة فاسألوها وارحلوا ولا تضيعوا وقتي ووقتكم.". سألت : ـ "ما اسم هذه المدينة ؟". اجاب : ـ "انها (درب الحكمة )، ويسكنها من يبحث عن الحكمة من أي عالم كان ...". وسألناه عشرات الاسئلة، وكان يجيب عليها مباشرة ,حتى انتهينا .فوقف ورافقنا الى الباب، وقال: ـ "لا تنسوا ان اهل هذه المدينة لن يكذبوا عليكم في جواب أي سؤال تسالونه، وسيجيبون على أي سؤال ً و لن يجيبوكم، والان توجهوا الى الحديقة، وهناك ستجدون من يساعدكم.". سألته قبل ان نذهب : ـ "واين تقع حديقة المدينة؟". فابتسم وقال: ـ" انها تقع في المدينة..." خرجنا انا ومرح نسير في طرقات المدينة ...
قالت مرح: ـ " لن نجد الحديقة لو بحثنا عنها طوال العمر .وحتى نصل اليها يجب ان نسال اهل المدينة عنها، ففكر معي بالطريقة التي يجب ان نسال بها حتى نصل الى الحديقة .". وسرنا بطريق لا ندري إلى اين تصل .واستوقفت احد المارة وسألته: ـ " في أي اتجاه يجب ان نسير لنصل الى حديقة المدينة !!!" قال : ـ كل الاتجاهات توصل في النهاية الى الحديقة . قالت مرح : "والاتجاه الذي يوصلنا اسرع ؟؟". قال : ـ" ان كان لديكم وقت، سيروا حيث اسير.". وتركنا وذهب، واردت ان اسير خلفه، فهم لا يكذبون كما قال الحكيم "جيجار"..لكن مرح شدتني من يدي وقالت: ـ " يا اهبل، لقد قصد الاتجاه المعاكس .فنحن لا يوجد لدينا وقت لنضيعه بالسير خلفه...". وسرنا بالاتجاه المعاكس لسير الرجل ووصلنا لمفترق ذو ثلاثة طرق، واوقفت احدهم وسالته: ـ "حديقة المدينة الى الخلف ام الى الامام ؟". اجاب: ـ "الى الخلف والى الامام..". واحترت بجوابه ، وضحكت مرح وقالت : ـ يا غبي لقد اجابك بالنسبه له ولك، وانتم احدكم يقف امام الاخر، ولا تستطيع ان تحدد بهذه الطريقة، فلا داعي لان تستهلك ذكاءك الزائد،و وفره للحاجة ...". وسارت مرح حتى وقفت على احدى طرق المفترق، وانتظرت حتى مر احدهم من الطريق الاخر المعاكس للمفترق وسألته من بعيد.بصوت عال: ـ " من اقرب منا الى حديقة المدينة انا ام انت .". فرد : ـ "للذاهب اليها اقرب، وسار في طريقه .." ضحكت وسخرت من مرح .وقلت: ـ " لقد سخر منك ولم تنجحي بالحصول على جواب ." قالت لي : ـ" الم اقل لك وفر ذكاءك ,فانا التي سألت اذا انا التي ستذهب ، والمسافة من حيث اقف أنا إلى الحديقة مقارنة بالمسافة حيث يقف هو للذاهب اليها أقرب، اذا هذه هي الطريق، هيا بنا.". وسرنا، وكان الليل قد انتصف ،ووصلنا الى نهاية الطريق وكانت بلا مخرج، وفي نهايتها عشرات البيوت، تأفأفت من القهر، وفي الحقيقة كنت سعيدا بداخلي لفشل مرح في تحديد الطريق الصحيح، ولم يكن احد يقف في الشارع لنسأله . لكن مرح اقتربت من احد البيوت وطرقت الباب واطل علينا رجل .
فسألته مرح : ـ هل يوجد من هذا الشارع مخرج يوصلنا لحديقة المدينة ؟.

http://www.k99m.com/up/uploads/image...630dfb3cd0.jpg
رد علينا الرجل ,وقال : ـ" نعم يوجد ولا يوجد..". واغلق الباب . قالت لي مرح : ـ "ان احد البيوت يوصل للحديقة ،ولكن بيته لا يوصل، وهذا ما قصد بنعم ولا .". قلت لها : ـ "تعالي نطرق جميع الابواب حتى نصل الى الباب الصحيح .". قالت : ـ عظيم وكيف سنعرف الباب المقصود؟ وافرض اننا طرقنا على احد الابواب وكان هو الباب المقصود، ولكنه لم يخبرنا بذلك فماذا نفعل يا عبقري زمانك؟ اصمت انت ودعني اتولى حل هذه المشكله .". اخذت مرح تعد الابواب، ووقفت عند احد الابواب في المنتصف وطرقته ,وخرجت لها امراة، واشارت مرح لاحد الابواب وقالت: ـ "هذا الباب الاول من اليمين وذاك الباب السادس عشر من اليسار، اي الابواب تدخل الى الحديقة اذ لم يكن بابك ؟".
قالت المراة: ـ " الثالث والاخير دونه الاول ."
صمتت مرح قليلا وقالت : ـ" الباب التاسع هو المقصود." وتوجهنا الى الباب التاسع واطل علينا رجل .وسالته مرح : ـ "امن بيتك ندخل الحديقة ام من بيت جارك ؟". فرد علينا: ـ ان سالتني فلا تسألي جاري .
قالت : ـ "اندخل اذاً ؟؟؟". فرد : ـ اهلا وسهلا، وصلتم بأسرع مما كنت اتوقع . دخلنا البيت من باب، وخرجنا من باب آخر الى حديقة كبيرة جدا، تختلف في كل شيء عن الحدائق السابقة التي رايناها . جلسنا في طرف الحديقة القريب الى بيته ...وقال لنا : ـ ان اردتم ان تستريحوا وتناموا الى الغد ,فتستطيعون ان تفعلوا ذلك، وان احتجتم الى شيء فانا في البيت وسألبي ما ستحتاجونه ,وان اردتم ان ترحلوا الان او في أي وقت فلكم ذلك...تستطيعون التوجه إلى ينبوع الماء وهناك ستجدون من يساعدكم بالخروج من المدينة. بامكانكم الوصول اليه بسهولة .والان ساترككم ,وان قررتم الخروج فاخرجوا من ذلك الباب.". واشار اليه بيده وهو بالاتجاه المعاكس، وذهب وتركنا . نمنا، وخرجنا مع اشراقة الشمس نبحث عن ينبوع الماء
واخذت مرح تسأل المارة عنه بذكائها المميز، وما ان مرت ساعة واحدة حتى وصلناه. ووجدنا بالقرب منه رجل استقبلنا ورحب بنا ,واسقانا من ماء الينبوع. وشربنا منه حتى ارتوينا . ووجدنا انه يتميز عن كل ماء عرفناه، لم نعرف السبب او كيف يوصف، ولكنه قال لنا : ـ "لم يشرب احد من ماء هذا الينبوع.". واراد مفارقتنا وطلب منا ان نتوجه الى ساحة المدينة، وهناك سنجد من يرشدنا، ونجحنا بالوصول ومن ساحة المدينة طلب منا الشخص الذي انتظرنا ان نتوجه الى مكتبة المدينة، ومن المكتبة الى البرج ,ومن البرج الى ساعة المدينة، ومن الساعة الى قلعة المدينة، ومن قلعة المدينة الى مجلس المدينة، ووصلنا المجلس، وكان قد انقضى يوم ونصف اليوم بين هؤلاء العقلاء المجانين الذين ضيعوا علينا كل شيء، وارهقونا بالغازهم اللامتناهية، ورغم سرعة بديهتهم بالاجابة، وذكائهم المميز، الا ان ذكاء مرح الذي لا يوصف استطاع التغلب على كل الصعاب، وفي مجلس المدينة، استقبلنا احدهم ,وادخلنا الى قاعة كبيرة مبنية من الحجر القديم، وسقفها عبارة عن قبة كبيرة، وفي وسطها طاولة عريضة، وحولها مقاعد كثيرة، من النظرة الاولى تعلم انها تتسع ليجلس حولها اكثر من الف شخص، وكان يجلس على طرف الطاولة ما يقرب من عشرين شخصاً من كبار السن وكلهم يرتدون نفس الملابس . رحبوا بنا واجلسونا معهم على الطاولة ,
وقال احدهم لنا : ـ لقد احببنا ان نجلس معكم قبل ان تغادروا المدينة .لا تخافوا من اضاعة الوقت، تستطيعون اعتبار انفسكم منذ هذه اللحظة خارج المدينة، ولستم ايضا مجبرين على الجلوس معنا ،ان شئتم تستطيعون الرحيل الان، فلا احد يمنعكم، فهل توافقون ان نتحدث قليلا قبل رحيلكم.". قلت بالنيابة عني وعن مرح : ـ "اذا كان الامر بيدنا فنحن لا نمانع ولكن هل نستطيع ان نفهم ؟.". قال اخر من الجالسين : ـ "الامر بيدكم فعلا، وشكرا لعدم ممانعتكم .المدينة التي انتم متواجدون فيها هي مدينة "درب الحكمة"، شيدت قبل عشرات الاف السنين على اطول حدود لمملكة الشر، التي تسعون للوصول اليها منذ بداية رحلتكم.واغلب من يعيش في هذه المدينة هم من كبار السن كما رايتم، والذين انتقلوا من مدن كثيرة وعوالم مختلفة، وحتى ان بعضهم جاء الى هنا من مملكة الشر، ويعيش في مدينتنا ايضا الكثير من ابناء البشر، ومن الكونيين "الجن" ...هذه المدينة شيدت وحافظت على طرازها بعيدا عن الاختراعات ورفاهيات الحياة المتجددة يوميا، وكل من سعى للسكن في هذه المدينة سخر وقته وحياته للدراسات والبحوث في شتى الامور، من هذه المدينة يتخرج الحكماء في كل المجالات , ونحن في هذه المدينة نضع الدراسات للسنوات القادمة، ويتم اعتمادها وتطبيقها في شتى نواحي الحياة، ولكننا لا نتدخل في أي قرار او سياسة مهما كان نوعه للنظام المنفذ ، وحتى انتم لا دخل لنا بما فعلتم او ما تنوون ان تفعلوا في المستقبل.ودخول مدينتنا امر سهل وغير معقد، وبالامكان الوصول الينا بسهولة.وعبر مداخلنا الكثيرة، وبوابة واحدة فقط هي التي لا يمكن الدخول لمدينتنا منها وهي البوابة التي دخلتم انتم منها، والتي تاتي من اتجاه بوابة الشر .هذا شرح بسيط ومختصر عنا وعن مدينتنا.".
قاطعته مرح وقالت : ـ" عفوا، ولكني اعلم ان مجلس الحكماء في عالمنا لديه من الصلاحيات الكثير، ويتدخل في كل نواحي الحياة لدينا .". ابتسم آخر من الجالسين ورد عليها قائلاً: ـ ان ما تقولينه صحيح ,مجلس الحكماء في عالمك شيء وهنا شيء اخر.صحيح ان اعضاء المجلس من الحكماء قد عاشوا سنوات طويلة في هذه المدينة ,ولكن بعد خروجهم منها والالتحاق بالهيئات المختلفة والمجالس الاخرى، يرتبطون بسياسة هذه الهيئات والمجالس، وليس بسياسة مدينتنا ,ومدينتا هي جزء من عالمك يا "كونته"، وليست عالما اخر، قد تكون جغرافية الموقع اقرب الى عالم البشر منها الى عالمك من حيث البيئة وامور كثيرة، الا انها تعود في النهاية الى عالمك .". قالت مرح : ـ " ولكني علمت ان المناطق خلف بوابات الشر لا تخضع لعالمنا من بعيد أو قريب .". فرد عليها قائلا :جغرافياً قد يكون هذا صحيحاً، وليس من الضروري ان تكوني قد علمت كل شيء ولكن كما تعلمت انت ومن خلال عملك السابق في سلطة "الكاتو" فان عالم البشر لا يعود ولا يخضع لنا لامن بعيد ولا من قريب، ولكن يتم التدخل في شؤونه بالصغيرة والكبيرة، اليس كذلك يا "كونته" ؟ فردت مرح، او كونته كما يقولون : ـ "تدخلنا في عالم البشر هو وقائي للحد من اخطار مستقبلية ستجلب الدمار لعالمنا بسبب الارتباط المصيري بين عالمنا وعالم البشر، و ليس لكونه عائداً الينا .". رد عليها : ـ يا "كونته" كل فرد من عالمك ان كانت له نفس خواصك، او خواص اقرب، وارتبط بعالمك فهو عائد لقانون عالمك، وهذه البقعة تخضع وتعود لقانون عالمك، وليست عالما مستقلا بحد ذاته، اما عالم البشر فانا قلت انه يتم التدخل في شؤونه، ولم اقل انه عائد اليكم، ما قصدته من حديثي وحديث زملائي، هو ان اشرح لكم عن المكان الذي تتواجدون فيه . اما نحن واهتمامنا بالحديث معكم فهو ليس من اجل مناقشة كلام وقوانين وانظمة...نحن قد اطلعنا على قصتكم منذ البداية بتطوراتها ومفاجآتها الكثيرة التي لم نتوقعها وخاصة انت يا "كونته" . فقاطعته كونته : ـ "هل يزعجكم لو خاطبتموني باسم مرح ؟". رد عليها احدهم وقال: ـ "اعذرينا، نفضل ان نناديك باسمك الاصلي.". واكمل حديثه: ـ هناك امور كثيرة لم نفهمها في تصرفاتك يا "كونته"، وخاصة الانقلاب الكبير والسريع من حارسة الى متمردة، وانت يا حسن، لم نفهم ولم نفسر تقلباتك السريعة من خط الى اخر، واستعداداتك للتضحية في سبيل عدة اهداف مختلفة، واصرارك للتضحية من اجل هدف اخر، انتم الاثنان من عالمين مختلفين في الخواص والتفكير والاسلوب، واشياء كثيرة يطول تعدادها...خضتم مغامرة متهورة ومجنونة والاغرب من كل هذا ان كل واحد منكم كان يعلم في داخله ان نسبة النجاح هي ضئيلة جدا !!!
http://www.k99m.com/up/uploads/image...4f4245213c.gif
وانتهت مغامرتكم قبل ان تبدأ، وتم القضاء عليكم، ولم ينفذ القرار ,واصبح مع وقف التنفيذ.وصدر قرار بالسماح لكم بالدخول من نفس الطريق التي قررتم الدخول منها ,في وقت ازيلت من امامكم كل المخاطر ,ولم تبذلوا الا الواحد بالمئة من الجهد الذي كان من الممكن ان تبذلوه لو حدثت المعجزة ودخلتم بمجهودكم الخاص.طبعا اقول معجزة، لان ابواب الشر لم تصمم كمداخل وانما كمخارج والمجهود الذي كان من الممكن ان تواجهوه هو مجهود مئات الالاف من الاشخاص مقابل قدرتكم المتواضعة والضئيلة، والسؤال هو:الى ماذا تسعون؟


http://www.k99m.com/up/uploads/image...f7ccc999b0.jpg

http://www.k99m.com/up/uploads/image...4f4245213c.gif
http://www.k99m.com/up/uploads/image...e299eba86e.gif
يتبع>>>>>>>>>الحلقة 48

جنــــون 07-02-2011 09:51 PM

يعطيك الف عافيه

نظرة الحب 07-02-2011 09:52 PM

http://www.k99m.com/up/uploads/image...82332ecfe4.gif

الحلقة 48

http://www.k99m.com/up/uploads/image...4f4245213c.gif
الممرات الزمنية
http://www.k99m.com/up/uploads/image...4f4245213c.gif
وهل يستحق الشيء الذي تبحثون عنه كل هذه التضحية والعناء ؟؟؟". صمتنا نحن الاثنين ولم ندر بما نجيب..
ولكنه قال : ـ" اجيبوا اذا امكن عم تبحثون، والى ماذا تسعون، اجب انت يا ابن البشر ,اجب يا حسن؟؟؟".
قلت : ـ" ساقول لكم باختصار وبكلمة واحدة، انا ابحث عن الحب !!!". ابتسموا لأجابتي وقال احدهم موجها كلامه لمرح : ـ " "الحب "؟!! وانت يا مرح عم تبحثين ؟" هزت مرح راسها واعتدلت في جلستها وقالت : ـ انتم سالتم وانا ساجيبكم، واجيب نفسي معكم بكلمة واحدة، وبالف كلمة، انا ابحث عن اجابة، نعم انا ابحث عن جواب، انا مثلكم ومثل هذا ، (مشيرة بيدها نحوي ) الذي لم يستطع ان يعبر عما يدور بداخله. ما الفرق بيننا جميعا؟ انتم فلاسفة وحكماء تحللون كل شيء وتبحثون عن اجابات لاسئلة كثيرة، في الماضي والحاضر، وحتى في المستقبل، ان لم تكن هناك اسئلة اخترعتم اسئلة وبحثتم لها عن اجوبة، واختلفتم فيما بينكم حول صحة الاجوبة، مع احترامي لكم، فنحن لانختلف عن بعضنا بشيء، كلنا نبحث عن اجوبة ,مادامت هناك اسئلة فسيكون دائما هناك من يبحث عن اجوبتها، ما دامت هناك "اسرار" فجميعنا سنبحث عنها، كل بطريقته واستعداداته، اليست هذه طبيعتنا جميعا؟ اسالوا انفسكم وبصدق، لا تجيبوني لانكم ستكابرون ولن تقولوا الحقيقة .الم يفكر كل واحد منكم، لو كان بمقدوره الحصول على "قوة الشر "وان يصبح هو الوحيد القادر على التحكم في الامور، لو كنتم خارج بوابة الشر الن تفكروا بدخولها ومعرفة ماذا تخفي؟ انا لم اصنع بوابة الشر، انا سمعت عنها مثلي مثل غيري، منذ صغري وانا اسمع ان هناك أبواباً تسمى بابواب الشر، وخلفها قوة لا يستهان بها، ومن يدخل هذه البوابات يملك هذه القوة التي تميزه عن الاخرين، دون استثناء كنت مثل غيري، اود ان اكون الافضل، واسعى ان اكون الافضل، فان كان دخول البوابة سيجعل مني الافضل فانا على استعداد للسعي خلف الافضل، اذا "فقوة الشر "هي ما كانت ستميزني لو اني حصلت عليها ،كذلك انتم لو كان بمقدوركم ذلك، وجوابي لكم باختصار . ابحث عن "جواب ". ضحك احدهم وقال : ـ كان الاجدر بك ان تسعي لتكوني حكيمة يا "كونته"، انت بارعة في الحديث، ولو لم نكن نعرفك جيدا لاقنعتنا وجعلتنا نبحث معك يا "كونته"، انك عجيبة فعلا، الا تغيرك الظروف؟ الا تتراجعين ابدا؟ .لم تصدقي معنا فيما قلت، انت قادره على صنع الكلمات، ولديك الكثير، ولكن لم أفهم ما قاله ابن البشر بانه يبحث عن "حب "، هذا غير صحيح ولكنه كان صادقاً في اجابته, فقد اراد ان يجيب بصدق واول ما فكر فيه قاله لانه اعتقد ان هذا ما يريده وما يبحث عنه وايضا لو قال شيئاً اخر لكان صادق لانه لا يدري فعلا ما الذي يريده ، اما انت فتبحثين دوما عن الجواب المقنع لمن يسمعك ولا يهمك ان كان هذا ما تريدي ام لا المهم ان يكون جوابك مقنعا ,ولكننا سنكون صادقين معك ولن نكابر.. ما قلته من حيث المنطق والعقل صحيح.فكل منا قد فكر ولو للحظة بانه لو ملك قوة يحكم فيها الدنيا باسرها ماذا كان سيفعل وربما شرد يخياله لاكثر من ذلك بكثير وفي النهاية عاد الى ارض الواقع ... وانتهى الحلم ولا احد يمنع الاحلام او يحرمها ولكن هم قلائل الذين كانوا على استعداد ان يفعلوا ما فعلت يا كونته , وحول اشارتك باننا لو كنا خارج بوابة الشر لفكرنا بدخولها...نحن لسنا بالداخل حتى تقولي لو كنا بالخارج وحتى ما هي قوة الشر؟ لا نعرفها، ربما لدينا تخمينات متوارثة حولها ولكننا لا نعرف ما هي ,ولا نسعى ولا نفكر بالحصول عليها، ربما الاكبر منا والاقدم لديهم المعلومات حولها ولكن ما هي؟ لا نعرف، ومروركم من مدينتنا لا يعني اننا عقبة او حاجز بالطريق الى قوة الشر ولكن هكذا سارت الامور ولو انتم سعيتم للوصول الى مدينتنا لاستطعتم الدخول بسهولة، وببساطة دون الحاجة الى كل هذا العناء والمخاطرة فابواب مدينتنا كثيرة، وبامكان أي كان دخولها والخروج منها وهذا ليس بمحرم، ولكن انتم دخلتم البوابة التي لا يدخلها احد لهذا اصبح الخروج من هنا صعبا، واي كان من عالمك او من عالم البشر يستطيع الدخول الى مدينتنا بسهولة ودون الحاجة الى اذن، ما دام يسعى من اجل شيء ما يوجد بالمدينة، وليس من اجل شيء اخر او من اجل المرور من هنا الى مكان اخر...وانتهى من حديثه ليتحدث اخر موجها كلامه الي ؟؟؟ ـ" وانت يا حسن أي حب هذا الذي يجعلك تخوض كل هذه المخاطر؟؟". قلت : ـ "حبي لزوجتي "غادة "وفي سبيل اعادتها الي لأنها كل شيء في حياتي.." فرد علي : ـ " حبك لغادة عن أي حب تتحدث وما هو مفهومك للحب؟ ولماذا غادة؟ وما نعرفه نحن انك تخليت عنها من اجل امل بسيط في الحصول على قوة الشر اليس كذلك يا حسن !!! فقلت :"ربما ان ما تقوله صحيح من وجهة نظركم ولكن هل هذا صحيح من وجهة نظري انا..فانا كنت اعلم بان الامل في حصولي على قوة الشر سيمنحني القوة لمساعدتها، اليس هذا سبب كاف للسعي خلفها .وأنا ما قلت اني تخليت عنها، اليس من الممكن ان يكون تعلقي بأمل ضئيل خير من ان افقد كل الامل؟ فما الخيار الاخر الذي كان امامي؟ وماذا كان من الممكن ان افعل ,وانا في وسط حروب ومؤامرات لانهاية لها، يقودها اثنان من دهاة عالمكم.". قال اخر من الجالسين حول الطاولة : ـ "ولكن انت كان بامكانك الانسحاب لو اردت ذلك، ولو انك لم تجد المتعة والمغامرة بما يرضي غرورك لفعلت ذلك، اليس كذلك؟". اجبته بالنفي مبررا ما حدث، وسالني اخر، واجبت، ومضت عدة ساعات وانا ومرح نجيب على اسئلتهم والتي كانت في اغلبها استفزازية وصريحة للغاية، واستمر هذا النقاش حتى اشار احدهم واختتم الحديث قائلا : ـ باسمي واسم زملائي اشكركم على اعطائنا الفرصة للحديث معكم، واتمنى ان تتفهموا اننا لم نكن نسعى لاستفزازكم، وانما اردنا ان نفهم ونحلل بعض الامور التي كان من الصعب ان نفهمها الا بالحديث معكم، ونقول لكم مرة اخرى اننا لا نتدخل بالسياسة التي تم رسمها لهذا العالم، ولا نحاول ان نثنيكم عن هدفكم او نشجعكم عليه ، فنحن على قناعة باننا لا نستطيع ان نعرف بالكامل ماذا سيحدث في المستقبل، او ما هي النهاية التي ستصلون اليها انتم او غيركم ...ولكن من خلال دراستنا قد نستطيع في المستقبل ان نقضي على الاسباب التي ستدفع باخرين للقيام بمثل هذه الخطوة التي هي في الواقع تضر بمصلحة عالمينا، وربما كان هذا السبب الذي جعل المسؤولين يسمحون لكم بالاستمرار في هذه الطريق، والان سنرافقكم الى الطريق التي تخرجكم من مدينتنا وبصدق ودون اية اسباب شخصية لنا متعلقة بشخوصكم..نقول لكم وداعا ..ولا نتمني لقاءكم من جديد تحت كل الظروف، وانهى المتحدث كلامة ووقف الجميع ووقفنا نحن ايضا ...وابتعد جميع من كان يجلس على الطاولة عنها عدة امتار ،وكذلك طلب مني ومن مرح ان تفعل وما هي الا دقائق حتى بدأت الطاولة تتحرك بصورة عجيبة وغريبة تثير الدهشة، وكأن قوة خفية تحركها وتحرك المقاعد معها بنظام وهدوء ...وظهر حيث كانت الطاولة سرداب ضخم لم ار منه الا بوابة ...واشار الينا احد الواقفين بيده وقال :

http://www.k99m.com/up/uploads/image...17700baadb.jpg

"هذه هي البوابة اخرجوا منها ولا تعودوا .ولا تسألونا الى اين تؤدي لاننا نحن ايضا لا نعرف، ولا نريد ان نعرف ..ووداعا ...".
سرنا باتجاه بوابة السرداب ,وحينما اقتربنا رأينا الادراج، وبدأنا ننزل الادراج ,وما أن كدنا نمر عن عدة درجات حتى اغلقت بوابة السرداب بطريقة سريعة وظهر امامنا ضوء بلون اخضر خافت...بدأنا نسير في السرداب ، وكنا نسير من نفق الى اخر، وكل نفق مرتبط مع الذي قبله، وكنا نميز انتهاء النفق وبدء النفق الذي يليه من خلال تغير لون الحجارة والاضاءة وطريقة التصميم واختفاء النفق الذي مررنا فيه حينما كنا نلتفت الى الخلف ...وقطعنا اكثر من خمسين نفقا الواحد يختلف عن الاخر اختلافا كليا من جميع النواحي وحتى الطول. فواحد لا يتجاوز العشرة امتار واخر الاف الامتار . ومن بعيد بدأ يظهر لنا نور في نهاية النفق ، وما ان وصلنا حتى تبين انه نور الشمس مع ان تقديرنا للوقت منذ ان انطلقنا وحتى وصلنا الى نور الشمس ,لا يدل على ان هذا موعد شروق الشمس .
خرجنا من النفق وكانت نهايته تؤدي الى كهف في وسط جبل..كهف عادي وطبيعي كالكهوف التي عرفناها في عالم البشر
http://www.k99m.com/up/uploads/image...fb23025c2b.jpg
وحينما تبينا مكاننا حيث نقف اذهلنا ما راينا ,فالكهف الذي ادى اليه النفق في قمة جبل يبلغ ارتفاعه الاف الامتار عن مستوى الارض، والشمس كانت في وسط السماء مما يدل على ان الوقت ما بعد الظهر، وليس الفجر، والغريب الذي لم اجد له تفسيرا اننا كنا نسير في انفاق مستوية ومستقيمة، فكيف وصلنا الى هذا الارتفاع ولم يكن في طريقنا أي انحدار او صعود . لم يكن يبدو على الجنية مرح اي استغراب او دهشة
وسالتها: ـ كيف حدث ذلك ؟؟؟
قالت : ـ "لا تتعجب هذا امر طبيعي جدا ولكني انا ايضا لا ادري كيف يحدث او كيف اشرحه ,فشرح هذا الموضوع يحتاج الى اشخاص تخصصوا في دراسة (الازمان ).". قلت لها : ـ "انا لا افهم واجابتك تحتاج الى اجابة .". ابتسمت وقالت : ـ مثلا لو ان احدهم سالك هل يمكن للبشر ان يصعدوا الى القمر، فستجيب انه امر طبيعي ...ولكنك لن تستطيع ان تشرح كيف يتم ذلك لانه ليس من اختصاصك .وما استطيع ان اشرحه او ما اعرفه بصورة عامة بانه هناك مساحات على الارض متصلة مع مساحات زمنية ,اي مساحات من عالمنا ومساحات من عالمكم..ويبدو ان الممرات التي عبرناها كان جزءاً منها من عالم البشر والاخر مساحات زمنية، وكلها متصلة مع بعضها، ولهذا لا يمكن ان نميز الانحدار من الصعود او الوقت الا اذا عرفت طول المسافة (الزمنية) لتقدر طولها مقارنة بالمساحة الارضية .ولو اني قلت لك الان بانه ربما، ولست متاكدة مما اقول ولكن اعتبره مجرد كلام.ان المساحة التي قطعناها وشعرنا انها اخذت منا من الوقت عدة ساعات لا اكثر ,قد تكون اخذت منا من الوقت ايام او اشهر كايام واشهر البشر . قلت لها : ـ "لم افهم أي شيء، اشرحي لي (شوي شوي حتى يدخل هالكلام مخي).".
قالت : ـ "انا نفسي لا افهم بعلم الازمان ولكنه بالنسبة لنا امر طبيعي. وحتى أستطيع ان اشرحه لك يجب ان أكون على اطلاع واسع في هذا الموضوع وكذلك انا (فالازمان موجوده)ولكني لست على اطلاع بعلومها ."
قلت لها : ـ "لقد فهمت اني لن افهم ، (انسي الموضوع )،والاهم من هذا اين نحن الان والى اين سنتجه...".
قالت : ـ اولا يجب ان ننزل من الجبل ومن ثم نسير طريقنا الى الامام وان كانت خطتهم تقضي بان نستمر في طريقنا فلا بد انهم اعدوا لنا من يرشدنا , او ان لم يكن فقد وصلنا نهايتنا، وفي كلتا الحالتين سنعرف بعد ان ننزل الجبل ماذا سيحدث .ولمعلوماتك، البيئة التي نحن فيها هي بيئة طبيعية لك كبيئة عالمك وعليه فسيحتاج جسدك الى طعام وشراب فلا ترهق نفسك كثيرا. ونزلنا من الجبل وما ان وصلنا حتى اصابني الارهاق والتعب والجوع والعطش، ومر على غروب الشمس عدة ساعات، سرنا طريقنا تاركين الجبل خلفنا، وبدأنا نمر من بين اشجار طبيعية كتلك الموجودة في عالمنا، وبعد وقت وصلنا الى ينبوع ماء سال من بين الصخور، اغتسلت وشربت واكلت من بعض ثمار الاشجار المحيطة بنا . قالت مرح : ـ "انه من الافضل لنا ان ننام ونمضي ليلتنا هنا، حتى شروق شمس الغد، ومن ثم نكمل طريقنا باتجاه المجهول الذي لا ادري اين سيوصلنا .".
http://www.k99m.com/up/uploads/image...4f4245213c.gif
نمت والتعب والارهاق انساني على ماذا نمت او كيف نمت ... ولم أستيقظ من شدة التعب إلا على أشعة الشمس وهي تسقط على وجهي ,فركت عيوني، وكانت مرح جالسة بجانب الينبوع تلعب كالطفلة بالماء، ربما استيقظت قبلي او انها لم "تنم من اصله !!!". وسرنا بين الجبال والسهول والوديان والاشجار وينابيع الماء التي لا تعد، وقد حولت الارض الى مروج خضراء ,تشرق الشمس وتغرب علينا، ويطل القمر ...ولم يمر علينا شيء يلفت الانظار، كل شيء عادي وكاني اسير في براري بلادي .مرت اربعة ايام ولم يتغير شيء، اصابني الملل وكذلك مرح التي حاولت ان تخفيه، فنحن بانتظار شيء جديد، رؤية شخص يرشدنا ويدلنا على الطريق، ولكن هذا لم يحصل .".
سالت مرح : ـ" الى اين نحن ذاهبون والى متى سنبقى على هذا الحال؟ ولماذا لا نرى احدا ولا يظهر لنا احد؟ هل اللعبة انتهت؟ واين نحن ؟
هل في عالم الجن ام في عالم الانس ".
قالت : ـ انا مثلك استغرب هذا الهدوء، وقد مللت الانتظار ،كان لا بد وان يظهر احد، ولا اعتقد ان اللعبة انتهت.اما اين نحن في عالمك ام عالمي ,ارى ان هذه البقعة هي جزء من عالم البشر في كل شيء، بطبيعتها ومياهها ومناخها، والغريب ان هذه البقعة قديمة، اي انها ان كانت جزءاً من عالم البشر فهي لا تعود لهذا الزمن، يجب ان ننتظر فهل هناك خيار اخر لدينا.". قلت لها : ـ لكن انت لديك الخيار ولديك المقدرة على التنقل السريع وقطع المسافات الطويلة دون جهد او عناء، فافعلي ذلك واكتشفي ماذا يوجد، والى اين سنصل، الست جنية وكنت تفعلين ذلك في السابق.
قالت : ـ نعم انا استطيع ان اقطع المسافات في وقت قصير ودون عناء، ولا حاجة لي لمجاراتك والسير معك بهذا البطء ,ولكن لقد ارتبطنا معا ومصيرنا واحد، واخشى ان فعلت ذلك لتوفير بعض الوقت ان افقد اثرك ولا استطيع ان اجدك ، لانه لا خبرة لي في هذه الاماكن، وما يحدث بها .وخوفي الاكبر ان فعلت ذلك ان امر باحدى الممرات الزمنية التي لا عودة منها الى نفس المكان، وعندها سافقدك، ولنفترض اني لا استطيع العودة من نفس الممر، فالوقت بالنسبة لي سيكون دقائق او لحظات، ولك سيكون اشهرا وسنوات، لذلك دع الامورتسير كما هي دون ان نتعجلها ولا تنسى اننا لا نتحكم بما يحدث . مرت ثلاثة ايام اخرى، حتى لمحنا من بعيد باننا نقترب من شواطئ بحر... مياهه اختلطت بزرقة السماء، لا نهاية ولا حدود لها، اقتربنا من الشاطئ وجلسنا ننظر الى البحر اللامتناهي، ومياهه الصافية التي لا يعكرها أي موج .
قلت لها : ـ "مرح" اعتقد انها النهاية الا اذا احببت ان تقطعي هذا البحر ان لم يكن محيطاٍ سباحة او نقوم بجمع الاخشاب وصناعة سفينة وبما انك تقولين باننا في جزء هو اقرب الى عالم البشر فربما اكتشفنا قارة جديدة واطلقنا عليها اسمينا !!!". ضحكت مرح وقالت : ـ يجب ان نجلس الان وننتظر (اذا مش عاجبك، اشرب مية البحر ).
http://www.k99m.com/up/uploads/image...95bfc485c7.jpg
سالتها : ـ "هل يوجد في عالم الجن بحار مثلما يوجد عندنا .". ـ اكيد يوجد في عالمنا بحار . ـ "اذا لماذا لا نكون الان في عالم الجن .". ـ" من الممكن ان يكون ذلك، ولكني لست متاكدة وهذه الاجواء اقرب الى عالمكم .". وقلت: ـ اذا كان ذلك ... "وقبل ان اكمل وفي اقل من رمشة عين، ظهرت على الشاطئ امامنا مباشرة لا تبعد عنا الا امتار سفينة زجاجية مثلثة الشكل ..وكانها موجة امتزج لونها بلون البحر .هل ظهرت من اعماق البحر، وهل كانت موجودة في الاساس ولم نرها لكونها زجاجية، ولونها لا يميز عن لون البحر ,ام انها ظهرت بفعل قوة سحرية، لا ادري كيف ولكني اراها تطفو فوق الماء رغم تناقض ذلك مع قوى الطبيعة، الا اذا كان ذلك النوع من الزجاج او ما اراه يشبه الزجاج مصنوع من مكونات الاخشاب .". السفينة صغيرة وهي اقرب الى قارب صغير لا يتسع الا لشخص او اثنين . قلت لمرح التي ما زالت تراقب تلك السفينة العجيبة ...وربما كانت تسال نفسها مثلي نفس الاسئلة او اسئلة مختلفة . ـ" الا ترين ان ظهور هذه السفينة معناه انه يجب ان نركبها لتنقلنا الى مكان ما؟فوجودها لم يكن بمحض الصدفة .هيا يا مرح لنركبها وسنرى اين ستقودنا .". قالت مرح : ـ "انها ليست سفينة يا حسن، واعتقد انها نهايتنا واللعبة قد انتهت ولا احد يركبها بمحض ارادته؟؟؟". قلت وقد اذهلني كلامها : ـ "ماذا تقصدين ؟". فقالت

http://www.k99m.com/up/uploads/image...f7ccc999b0.jpg

http://www.k99m.com/up/uploads/image...4f4245213c.gif
http://www.k99m.com/up/uploads/image...e299eba86e.gif
يتبع>>>>>>>>>الحلقة 49

نظرة الحب 07-02-2011 09:53 PM

http://www.3sl3.com/up/upfiles/KGb14717.gif
الحلقة 49

http://www.3sl3.com/up/upfiles/tDP14717.gif
(المستشار)

http://www.3sl3.com/up/upfiles/tDP14717.gif
انها وسيلة نقل ضوئية والسفن على هذا الشكل مخصصة لنقل المحكوم عليهم الى سجن "قبة النور" ، فالحكم قد صدر ضدي، واعتقد ان رحلتي قد انتهت ؟؟".
قلت : ـ "وهل انا سأسجن ايضا في سجنكم هذا ؟"
قالت : ـ كلا فسجن "قبة النور" ليس للبشر، ولكن قد يكون مصيرك من مصيري ". ضحكت مرح ضحكة غيظ وقهر وقالت : ـ" لقد كان بامكانهم ان يبيدوني ، ولكنت انتهيت وتنتهي المشكلة معي...ولكنهم ارادوا لي ان ابقى في عذاب دائم واكون مثلا للجميع.انا مرح ساصبح سجينة في "قبة النور"، انهم جبناء لقد خافوا حتى من موتي لقد خافوا ان اموت حتى لا اصبح لغزا او قصة،، تتكرر من جديد، فلو (مت)لاصبحت جزءا غامضا من هذه البوابة اللعينة ولكنهم يريدون ان يحولوني الى مجرد سجينة، انهم جبناء لقد خافوا حتى من اللعبة التي يريدونها، لقد خافوا ان يفقدوا السيطرة على اللعبة، وان املك قراري من جديد.". "واخذت تصرخ باعلى صوتها ,وبكاؤها يحرك موج البحر، أو قسماً من القضاء ...". ـ" ايها الجبناء انا مرح، و الذي صنعته مرح لم تصنعوه انتم، وحتى "قبة النور" ساحولها الى قبة مرح، لن اهزم لن اهزم حتى في هزيمتي ساصنع النصر ايها الجبناء، لماذا لم تفعلوا هذا منذ البداية ...لماذا انتظرتم حتى الآن....". اخذت مرح تبكي والدموع تنهمر من عينيها، وما هي الا لحظات واخذ المثلث الزجاجي او السفينة الزجاجية او ما تسميها مرح النقالة الضوئية بالارتفاع عن سطح الماء، وانبعثت هالة ضوئية ضخمة من داخلها غطتنا وغطت جزءا كبيرا من المكان الذي نقف فيه ... وكيف حدث هذا او باي طريقة حدث لا ادري، الا اننا اصبحنا داخل تلك السفينة الغريبة، ويحيط بنا دخان كثيف، لا نستطيع او لا استطيع انا ان ارى من خلاله أي شيء ...مضى وقت قصير لا يزيد على دقائق معدودات، حتى وجدت اننا خارج تلك السفينة العجيبة، وجدت نفسي في صحراء قاحلة لا حدود لها والسفينة تقف خلفنا . قلت لمرح : ـ
http://www.3sl3.com/up/upfiles/yoc14717.jpg
" هل هذه الصحراء هي "سجن قبة النور "، وقبل ان تجيب مرح خرج من السفينة العجيبة رجل واقترب منا واخذ يتكلم، علمت انه ذو شأن كبير، حيث ان مرح احنت راسها امامه تلقائيا ,اشارة للاحترام . قال موجها كلامة لنا الاثنين: ـ "هيا يا "كونته" يا ابنة "الكونتيين"، ويا حسن يا ابن البشر انتم الان في المحطة الاخيرة التي توصلكم الى "بوابة الشر"فلا يوجد بعدها مكان اخر تصلون اليه .هيا تفضلوا ابحثوا عن "القوة" التي قتلتم من اجلها، فقد حصلتم على الفرصة التي لم يحصل عليها احد ووفرنا عليكم الوقت، وقصرنا المسافات، فمئات السنين جعلناها لكم ساعات .ابحثوا عن حلمكم وحققوه ان كنتم فعلا تعرفون عما تبحثون، فمن يدري فربما لم يجد التاريخ اتفه منكم لتغيروه . فانتما معا تشكلان نموذجا متكاملا من عالمين، لاسوأ مستقبل للاجيال القادمة فكل منكما يكمل ما ينقص الاخر من ميزات سوء...دعونا نرى ان كان ما تبحثان عنه يستحق كل هذا، وقبل ان اترككم في محطتكما الاخيرة، اود ان الفت انتباهكما بانه لا يوجد ما نساعدكم به كما حدث في السابق، فانتما لوحدكما ، وما نستطيع ان نفعله لكم هو ان نمنحكم بعض الوقت لتجدا ما تسمياه "بقوة الشر ". وبعد ان ينتهي الوقت الممنوح لكم .انت يا "كونته" خاصة. ستجدين "الناقلة "في انتظارك لتقلك الى مصيرك، فقد صدر ضدك حكمان ,احدهما تعرفينه مسبقا، والاخر سنبقيه مفاجاة لك، وانت يا حسن كذلك فإن لك من المفاجات الكثير هيا اذهبا فلا يفصلكما عن مدينة الجحيم سوى خطوات ودارت آله الضوء واختفت كما ظهرت تاركة ايانا في صحراء لا نهاية لها... سالت مرح : ـ من يكون هذا ؟ فتاففت مرح من سؤالي وقالت: ـ "هو من الاشخاص اصحاب النفوذ في عالمنا ." قلت لها: ـ هو من " الكاتو" ام من الحكماء ؟" قالت : ـ انه من المستشارين ,وهم اعلى مرتبة ونفوذا من "الكاتو"، والحكماء...ودعنا من هذا الحديث الذي لن يفيدك في شيء . قلت لها : ـ الا تجدين ان هذه اللعبة سخيفة نوعا ما، فنحن نبحث عن "قوة الشر"ونبذل جهودنا بالرغم من علمنا اننا مسيرين لا مخيرين، فلا خيار لنا فكل طريق نسيرفيها قد رسموها لنا وساعدونا على الوصول اليها، اعلمي اني اشعر باننا لسنا الا فئران تجارب لهم، اطلقوها واخذوا يراقبون تصرفاتها، الا تشعري بذلك.وبالرغم من كل هذا فنحن نبحث عن شيء هم يجب ان يمنعونا من الوصول اليه، ولكن ما يحدث هو العكس، أخبريني، ماذا يعني هذا ...هل يوجد لهذا تفسير ، نحن لهم تجربة حيه والذي نبحث عنه ان كان له وجود اصلاً ، فلا يمكن ان نحصل عليه، فلما نستمر بهذه اللعبة الغبية.
قالت: ـ "كل ما تقوله صحيح .ولكن هل هناك خيار اخر امامنا سوى ان نمضي الى الامام .اعلم ومتاكدة مثلك باننا ومنذ اللحظة الاولى التي الغي قرار إبادتنا ..وسهلوا لنا الطريق وتركوا لنا الجزء الذي كانوا متاكدين من مقدرتنا على تجاوزه والجزء الصعب ازيل من امامنا من تلك اللحظة تحولنا لتجربه ما يتحكموا هم بها.هناك هدف ما يسعون اليه، انهم لا يضيعون وقتهم من اجل التسلية فعلينا ان نستمر حتى ولو كنا كما توصف فئران تجارب، فحتى فئران التجارب لديها فرصة للنجاه، فلنسعى خلفها حتى لو كانت ضئيلة .". فقلت لها :
http://www.3sl3.com/up/upfiles/ZGX14717.gif
ـ" ولكن الان أين نمضي ومن اجل ماذا .واين هي قوة الشر التي تحدثت عنها ,انا لا اريدها ولا اريد أي شيء آخر ولا يهمني ان انجو، او اموت فقط اريد ان اعرف النهاية وما هي قوة الشر المزعومة وانا على يقين بانك ايضا لا تعرفين شيئا وإلا لما تورطت بهذه الورطة.
لقد اردت انت ونور ان تتجاوزا المستحيل بدخول بوابة الشر وحتى حجم المستحيل الذي تصورتيه كان نقطة في بحر مما راينا وعرفنا، فأي امل هذا الذي تتحدثين عنه؟ اهناك امل واحد على مليار ان نصل الى قوة الشر". قالت بغرورها المعتاد : ـ "ولم لا ". اثار غرورها اللا متناهي غضبي واستفزني: ـ " مرح، كفاك غروراً ايه انسانة انت .". قاطعتني وقالت : ـ "هل نسيت بأني لست إنسية؟".
قلت : ـ كلا لم انس بأنك جنية، ولم انس انك قبل اقل من ساعة، كنت تبكين، حينما رأيت (نقالة الضوء)،وظننت انهم سيأخذونك الى "قبة النور". قاطعتني مرة اخرى وقالت : ـ "ماذا افعل؟ قل لي انت ماذا افعل؟ كيف تفكر انت، ولماذا لا تفهم ولا تميز بين الغرور وغيره .هل أنا مغرورة؟؟ لماذا تظن ذلك ,اعترف اني خسرت ,اعترف اني فشلت، اعترف انهم هزموني واعترف اني لا شيء يذكر امامهم. في أقل من لحظة يستطيعون الغاء وجودي، كما اعترف باني ارتكبت عشرات الاخطاء، وان تقديراتي حول بوابة الشر كانت خاطئة، وان الذي قمت به انتحار؟؟ ماذا افعل ؟ مصيري واضح ومعروف، ولا يمكنني ان اغيره مهما حاولت، هكذا هي القوانين. اعرف كل هذا منذ اللحظة الاولى التي فقدت فيها السيطرة على الوضع، كما وعلمت دون ان تدلني انت او تخبرني ان المعلومات التي اعرفها شيء لا يذكر امام الحقيقة،وان كل منا مهما علم فهو لا يعرف الا القليل . ماذا افعل؟ خسرت كل شيء، ولا يوجد ما اخسره ان حافظت على كبريائي، لقد فعلت شيئا اردت ان افعله وخسرت، انا الملامة ولست غاضبة على احد، استحق العقاب واستحق الموت، ولكن كل القوى الموجودة في هذه الدنيا مجتمعة لن تستطيع ان تحطم هذا الكبرياء، وسأبقى فخورة حتى اللحظة الاخيرة بأني مرح، وسأبقى مرح .في بدايتي ونهايتي، في ربحي وخسارتي، فلا خيار امامي الا المضي قدما، واللعبة مكشوفة، ولم يعد هناك شيء أخفيه انا او هم ,نحن نعرف اننا مجرد تجربة، ويعرفون هم اننا نعرف ذلك، لقد قالها المستشار لنا بوضوح، ولم يخف شيئاً.نحن نموذج سيء، اجتمع من عالمين، انت من البشر وانا من الكونيين.فلو كنا صادقين وبحثنا في اعماق انفسنا، لوجدنا ان ما قاله صحيح...انت من البشر، وقد دست على كل شيء: الحب ,المشاعر ,العائلة ,الماضي، وحتى الحاضر ,من اجل ذاتك فقط. وكل ما حدث، يثبت انك على استعداد لأن تضحي بكل شيء مهما كان من اجل نفسك، على الرغم من انك تقنع نفسك بعكس ذلك، فالحقيقة هي في اعماقك، لا ما تظهره وتصدقه احيانا ...اذن انت النموذج السيء للبشر، فالجاهزية التي لديك ستعطيك الضوء الاخضر لعمل كل شيء ,فما لم تفعله من سوء لو سنحت لك الفرصة لفعلته.". تفاجأت من كلامها الصريح.وأخذت أصرخ وأقول
كذبت يا مرح، هذا ليس صحيحا، ولم يحدث أبداَ . قالت مرح بكلمات واثقة هزتني من اعماقي : ـ "لا تكابر يا حسن، فانا لست افضل منك، وانا النموذج السيء الاخر "للكونيين"، نعم نحن نموذج سيء من عالمين مختلفين، وكما قالها "المستشار " بوضوح: كل منا يكمل الاخر.ولم يعد هناك مجال للتراجع خطوة واحدة الى الخلف، نحن بالنسبة لهم تجربة فريدة يسعون من ورائها لمعرفة شيء ما، او التأكد من شيء ما.ومن اجل ان ينجحوا في تجربتهم، منحونا الحرية للتصرف والتفكير على طبيعتنا .اذا لا بد من اننا سنجد ثغرة نفلت من خلالها من سيطرتهم، ولم لا ، فقد تنقلب الموازين لصالحنا. أضافت قائلة: ـ " حسن انا اوسع منك تجربة، واسرع منك تفكيرا ..فثق بي ونفذ ما اطلبه منك دون خوف، وثق بأني خيارك الوحيد، ونحن في وضع لا يسمح لنا بان نكون خصوما، ولا تسال كثيرا فلن تفيدك اسئلتك كما لن تفيدك إجاباتي !!
قلت لها : ـ وكيف افهم دون ان اسأل، والسؤال هو ما بقي لي، اذهبي الى الجحيم، وانا سأسيرخلفك ولكن أن اصمت ولا اسأل فهذا مستحيل .
http://www.3sl3.com/up/upfiles/tDP14717.gif
قالت : ـ "اسأل ولكن ليس في كل شيء، فانا لم اعد احتمل اسئلتك عن كل صغيرة وكبيرة ". قلت لها : ـ سأسأل حول الشيء الذي لا افهمه . ضحكت وقالت : ـ " إذاً ستسأل عن كل شيء، فأنت لا تفهم شيئاً". قلت : ـ كلا لن اسأل الا في الاشياء المهمة فقط .ولكن لاتقولي لي اننا سنبحث في هذه الصحراء العظيمة عن "قوة الشر "، او اننا سنبقى فيها اياما، فالموت ارحم .
قالت : ـ "اولا ان هذه الصحراء العظيمة والتي تراها لا متناهية ,لا تزيد مساحتها عن مئات الامتار فقط، وما نراه من عظمتها ما هو الا تكرار وانعكاس لنفس الصورة بسبب وجود حواجز (زمنية )"حجب " تفصل بين مكان واخر .ولا يمكن رؤية "الحاجز" بالعين، وما تستطيع العين ان تراه هو فراغ تنعكس من خلاله صورة المساحة التي تسبق الحاجز، وتتكرر على مداه، ولو كانت لك تجربة في هذه الامور لعرفت ما ترى ببساطة، المهم اننا امام "حاجز" طبيعي يفصل بين خواص مختلفة ولا توجد صعوبة في دخوله لاي كان، ولكن امسك بيدي بقوة حتى ندخل معا ولا يترك احد الاخر، وتعال لنرى ماذا يوجد خلفه"؟؟؟ امسكت بيدها وسرنا على رمال الصحراء عشرات الامتار نخطو خطوة خطوة بتقارب شديد، حتى يبقى جسدي ملاصقا لجسدها، وخطواتي متوازيةمع خطواتها، بحيث لا يسبق احدنا الاخر.وسالت مرح: ـ اين الحاجز؟ الم نصله بعد؟.
http://www.3sl3.com/up/upfiles/ZKs14717.jpg
قالت: ـ " انه لا يرى بالعين ولكن قد ندخله في أية لحظة..". ولم تكمل كلامها حتى كانت الخطوة التي خطوناها ما بين سؤالي وجوابها كافية لنقلنا من صحراء قاحلة الى حضارة زاهرة ..عالم ..وهم .. سراب..خيال..جنون..كل شيء جائز في تلك اللحظة، فبسرعة انتقال النائم من حلم الى حلم وبمسافة خطوة لا اكثر انتقلت من دنيا الى دنيا. كل اللغات..والكلمات..وسعة الخيال، في عجز كامل عن وصف ما نرى امامنا ، وعلى ماذا نطل، هل وصلنا الى بلاد العجائب ، وقفت مشدوها مبهورا ؟كيف لا وعيوني ترى الماضي والحاضر مجتمعين معاً في تناسق ونظام؟؟ حدثت نفسي وكأن ريحا قد اصاب دماغي بمس ما، وجعله يرسم امامي اسطورة وابداعا لا يفوقه ابداع، كل ما مر علي من عجائب وغرائب وجنون وعقل، كل تلك الخوارق التي مررت بها في عالم الجن، لا شيء امام ما ارى، فبوابة الشر بعظمتها والنهر الساكن الغامض ومهارب وممرات الزمن وباطن الارض واسرار الذهب واختفاء الجن وظهورهم.والجميلة التي تتحول في لحظات الى افعى، واعمدة الدخان والعقرب والوحوش والظلال.عجائب العجائب مرت علي منذ لحظة التقائي بغادة وزواجي منها ، كل هذا شيء لا يذكر امام ما ارى، فاللحظات والايام والاشهر والسنوات التي مرت واحداثها التي لا يصدقها عقل، كلها ضاعت وتبخرت في اقل من لحظة ومع خطوة واحدة فقط وانقلب كياني. و سخرت من الذين يلحدون واستغربت ممن قالوا ان الصدفة صنعت القمر والنجوم وان الانسان قرد تطور, وان وجود خالق للكون فكرة صنعها عقل مجنون، وان الانسان بعد الموت لن يكون، وان الانسان هو المعجزة والاسطورة بغزوه الكواكب والقمر ووصل الانسان بالانسان من اول الدنيا الى اخرها بلحظات ازال الجبال وحول الانهار وانار الدنيا ليل نهار وشرّح الجسد واستبدل القلب والرئة وقال ان الشجرة وجدت صدفة ونمت الثمرة صدفة والجبل والنهر والبحر صدفة والشمس والقمر صدفة وعقل الانسان صدفة سبحانك ربي سبحانك فوالله لم نعلم الا القليل وكابرنا والحدنا واعمينا بصائرنا عن رؤية ملايين الايات لخالق عظيم، فكيف وجدت هذه العقول الجبارة التي صنعت ما ارى ان لم يكن لها خالق اعظم واقوى ,عيوني لا تدري الى أي جهة تنظر ,نظرات خاطفة هنا وهناك، الاف الصور اراها ومع كل صورة يدور الف سؤال وسؤال اين انا؟ في أي عالم انا؟ في أي دنيا انا؟ هل انا في الماضي ام الحاضر؟ هل انا على كوكب الارض ام على كوكب اخر؟ لا شك اني لست في الماضي فعالم الحاضر هنا ممزوج بعالم الماضي بتناسق. حضارة تاريخ ماضي وحاضر نظام دنيا جديدة . سألت الجنية مرح: ـ اين نحن؟ في أي عالم؟ أنحن في الماضي ام في الحاضر... في عالم الجن ام في عالم البشر .اين نحن يا مرح ان لم اكن احلم . مرح مذهولة مثلي، شاردة الذهن، لم تصغ. اعدت السؤال فالتفتت الي واجابت بكلمة واحدة: ـ "لا ادري ". قلت ـ نحن لسنا في عالم البشر . قالت ـ "ولا في (عالم الكونيين )". قلت ـ ولكن كل ما اراه يخص البشر. قالت ـ " وكذلك الكونيين ". قلت لها : ـ اني في حيرة من امري مما ارى . قالت : ـ"وكذلك انا ". لم يكن لمرح ما يمكنها ان تجيب به او عليه، ولم يعد لسؤالي الموجه اليها جدوى، واخذت اتامل ما ارى من حيث اقف: طرق عريضة، مرصوفة، مبلطة بقطع صغيرة من الفسيفساء الملونة "مبلطة" باشكال هندسية عجيبة، تشكل معا رسومات وكتابات ابداعية يحتاج الشخص الواحد الى الف الف عام ليمر عنها ويراها ، وعلى جوانب الطرق اعمدة مضاءة، مزخرفة يصعب وصف جمالها وتنسيقها، وبين كل عمودين مجموعة من الاشجار، وقبلها مئات الزهور المصفوفة بعناية وبنظام غريب، وفي وسطها نافورة ماء، يصعد الماء منها وينزل بطريقة عجيبة ،وبجانب كل نافورة لوحة حجرية من الرخام، خطت عليها رسومات وكتابات لم اكن اتبينها الا حين تجرأنا واخذنا نتجول بينها، الاشجار من بين الاعمدة تتشابك فروعها مع فروع الاشجار بالاتجاه المعاكس، لتشكل مظلة متناسقة تستطيع معها ان تحجب الشمس ولاتحجبها في نفس الوقت. مقاعد حجرية ايضا بين الاعمدة تشدك بل تناديك للجلوس عليها، ومصابيح حجرية فوق كل عامود ينبعث منها نور خافت بالوان عديدة لا تكاد ترى، ربما لأن نور الشمس يطغى اكثر على جوانب الطرق وعلى طولها متكررا الى الاف الاعمدة والاف نوافير الماء والاف اللوحات المنقوشة بكل اللغات .عرفت منها العربية والفرنسية والعبرية والانجليزية واليابانية ومئات اللغات الاخرى التي لم اعهدها، هذا ما كنا نراه عن قرب ويبدو انها كانت عبارة عن طرق خارجية تحيط بالمدينة التي تبعد عن هذه الطرقات، وبالرغم من المسافة الا اننا نرى بوضوح الاف البيوت، التي بنيت بطريقة هندسية في غاية الروعة، منها القديم ومنها الحديث وقد اصطفت في انتظام عجيب وعلى سطوحها حدائق مليئة بالازهار والنباتات، التي عهدتها والتي لم اعهدها، تأسر العيون بجمالها . كل هذا لا يذكر امام البرج الدائري العملاق والذي اختفت قمته بين السحب حتى يحال ان أرى الى اين ينتهي. شلالات الماء تنساب من كافة جوانبه من القمة الى الاسفل، لأرى قوس قزح يخرج او ينبعث من وسطه، كل هذا استطيع ان اراه رغم المسافة البعيدة الكائنة بيني وبينه واعتقد اني بحاجة الى ساعات للوصول اليه، ولكنه لضخامته يرى بوضوح...اما الذي حيرني وابهرني منذ اللحظة الاولى، فهو وجود الاهرام او نسخة طبق الاصل عن الاهرام المصرية بجانب البرج، وكذلك عشرات الآثار المشهورة في عالم البشر.. سرنا قليلاً.. رويداً رويداً في تلك الطرقات المدهشة العجيبة، وبعدها....

http://www.3sl3.com/up/upfiles/z6D14821.jpg
http://www.3sl3.com/up/upfiles/tDP14717.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/cDs14717.gif
يتبع>>>>>>>الحلقة 50

نظرة الحب 07-02-2011 09:54 PM

http://www.3sl3.com/up/upfiles/KGb14717.gif
الحلقة 50
http://www.3sl3.com/up/upfiles/tDP14717.gif
(الاميرة بندارآ)

http://www.3sl3.com/up/upfiles/tDP14717.gif
جلسنا على مقعد حجرى ، وخلفنا نافورة ماء، وحول المقعد عدة أشجار غرست فى ترتيب ونسق ونظام يدعو للاعجاب، بحيث ان ظلالها ارتبطت بحركة الشمس، ليبقى المقغد تحت الظل أينما كان موقع الشمس.
مياه النافورة أرتفعت عدة أمتار من فوق المقعد، وللوهلة الأولى يسود الأعتقاد بأن المياه ستسقط فوق رؤوس الجالسين على المقعد ..
http://www.3sl3.com/up/upfiles/z8y18400.jpg
تنعكس ظلال الاشجار على المياه المندفعه من النافورة لينعكس على المقعد ظل الظل، لوحة غاية فى الفن والروعة، يصعب وصفها بسهولة. المقعد هو واحد من آلاف المقاعد المنتشرة على طول الطريق، لا يفصل بين الواحد والأخر سوى امتار قليلة، ويخيل لى أنه لو تم بناء مقعد واحد كهذا فى عالمنا، لأصبح حدث الساعة ومحطة للسواح، ولنال مصممه جوائز عالمية فى التصميم والأبداع. إلا ان هذا المقعد لا يلفت انتباه احد غيرى، وحتى مرح لم تكترث به، ربما كان ذلك لأنها أعتادت رؤية مثل هذه الأشياء .. الجنية مرح متكئة على كتفى، علامات الأرهاق والتعب بادية على وجهها ولأول مرة اراها "تتثائب" من النعاس ... قلت لها مداعباً :
- - هيك بتتثاوبى مثل البشر؟؟
أبتسمت وأغمضت عيونها بدلال ولم تعلق .. كان الناس يمرون من حولنا، منهم من يجلس على المقعد المجاور، ومنهم من يسير، ولم يكن احد ليأبه بوجودنا – بدأت افكر بسؤال اطرحه على احدهم لأعرف شيئاً أو عنواناً نذهب أليه ... امسكت بطرف يد مرح وضغطت عليها وقلت لها :
مرح هيا، أستخدمى عقلك ودهائك وفكرى فى سؤال لنصل الى كبير المدينة ونكمل طريقنا ... رفعت رأسها عن كتفى قليلاً وقالت بغنج ودلال:
أسأل أنت، أنا تعبه" !!!
اعادت رأسها من جديد، فأخذت أفكر بسؤال أسأله لأحد المارة ... أنتظرت قليلاً ولم يمر احد، فقررت ان اتوجه الى مجموعة من الأشخاص الجالسين على المقعد المجاور لأسألهم.
طلبت من مرح ان ترفع رأسها عن كتفى لأذهب، وفعلت ذلك، فسرت وأقتربت من المقعد المجاور، وكان الجالسين عليه رجل وأمرأتين يتحادثون معاً .. قلت لهم:
مرحبا. فى أى أتجاه يجب أن نسير لنصل الى كبير هذه المدينه؟؟؟
ابتسمت المرأة وحاول الرجل ان يخفى ابتسامته واجاب:
"لانفهم قصدك"!!!
قلت:
نريد أن نصل الى بيت المسؤول
قال:
"اى مسؤول فيهم تريد؟ وعن أى شأن هو مسؤول لأستطيع ان أدلك"؟!!
شعرت انى فى مأزق، فالأشخاص هنا يختلفون عن الأشخاص فى المدينة السابقة، وأنا لا أدرى ماذا اسأل .. قلت:
المسؤول عن هذه المدينة ... المسؤول عن كل شئ .. "أكبر واحد فيهم"
بدا على وجوههم الاستغراب من سؤالى واخفوا ابتسامتهم بلباقة حتى لا يحرجونى، وبادرت المرأة الثانية وسألت:
من أين أنت؟ يبدو عليك انك من الجنوب ؟؟
قلت:
كلا، انا لست من هذا العالم، انا من عالم اخر ...
اخذوا ينظرون فى وجوه بعضهم البعض، وارتسمت على شفاههم ابتسامة ساخرة ظهرت رغم عنهم، ويبدو ان حديثى شدهم، فقالت المرأة:
ربما نحن لا نفهم ماذا تريد بالظبط، ولكن بأمكانك ان تأخذ أية عربة لتوصلك الى العنوان الذى تريده .....
قلت لهم:
شكراً.
وجدتها فرصة لأهرب من هذا الأحراج. عدت الى مرح وبادرتنى بالسؤال:
آه، شو صار معك؟؟؟
هذه المدينة ليست كالمدينة السابقة، واقاربك من الجن هنا يجيبون على الأسئلة دون تعقيد او ألغاز ...
اشك ان هؤلاء من اقاربى انا، واعتقد انهم من اقاربك انت ... المهم ماذا فعلت وإلى اين وصلت ؟؟
توصلت الى أن المسؤولين فى هذه المدينة كثييرون، وانه يجب ان نركب عربه لتوصلنا الى العنوان الذى نريد!
قالت ساخرة:
شاطر ياحسن، لقد استنتجت مالا يمكن ان يستنتجه أحد غيرك، اكاد اجن اعجاباً بذكائك .. المسؤولون كثيرون ويجب ان نركب عربه، الأن أيقنت كم أنت ذكى .. لقد عرفت كل شئ ولم يبقى شئ لتعرفه.
فى هذه الأثناء ومرح مازالت تتحدث بسخرية، توقفت عربة سوداء تجرها مجموعة من الخيول .. فتح الباب وخرج منها رجل واقترب منا وقال:
مرحبا، أنا "رابى" جئت لاصحبكم الى مجلس الأميرة .. ان لم يكن لديكم مانع، تفضلوا !!!
صعدنا معه العربة دون جدال، فنحن بحاجة لتوفير الجهد والتعب فى البحث عن عنوان .. واى عنوان!!
الفضول بدأ يدفعنى لأسأله عن المدينة .. ولكنه اعتذر بلباقة وادب وقال:
اعذرونى، فأنا مكلف فقط بأيصالكم، ولا يسمح لى بخوض أي حديث معكم!!!
جوابه كان كافياً لأسكاتى، فلم أعلق.
اخذت العربة تشق طريقها فى شوارع المدينة التى هى من عجائب الزمان، وطوال الطريق التى سرنا فيها لم يلفت انتباهى أى اثار لتكنولوجيا او ماشابه، كل ما اراه يدل على ان هذه المدينة قد صممت بعيدا عن اشكال التكنولوجيا .. ولولا رؤيتى لمبانى وأثار مشابهة لتلك الموجودة فى عالم البشر، والتى تم بناؤها منذ عشرات السنين، لأعتقدت انى قد عدت للماضى قبل الاف السنين ..
http://www.3sl3.com/up/upfiles/Hal18400.jpg
توقفت العربة امام برج عال او مبنى دائرى، تحيط به الحدائق من كل الجوانب، كيفما اراه من الخارج! فهو برج عملاق تصميمه بسيط ومتواضع، لا يبدو عليه البذخ أو المبالغة فى أى شئ، وكل مايحيطه يبعث على الراحة النفسية، ويمنح الانسان شعوراً بأنه أمام متحف تاريخى قديم ... اقتربت من العربة فتاة، ورحبت بنا وطلبت ان ترافقنا قائلة:
" جئت لأرافقم أن لم تمانعوا"!!!
فقلت لها مازحاً لا أكثر:
نعم، نحن نمانع ...
ردت:
لكم الحرية فى ذلك، هل تفضلون ان يرافقكم احد اخر، ام ادلكم على الطريق وتسيرون وحدكم؟
فرأيت انها اخذت الموضوع بجدية! فقلت:
كلا، فقط اردت ممازحتك، نحن لا نمانع ان ترافقينا.
قالت :
تفضلوا ...
قلت:
هل استطيع ان اسألك ام انك ايضاً ممنوعة من الحديث معنا؟
اجابت بأدب :
"كلا لست ممنوعة من الحديث معكم، ولكنى أفضل ان لم تمانعوا ان تنتظروا لحظات، وستجدون من يجيبكم على كل اسئلتكم!!!
سرنا برفقة هذه الفتاة التى كانت غاية فى التواضع والادب ... مرح بقيت صامته تضم شفتيها على بعضهما علامة على عدم الرضا او انها تشعر بأن هذا الأستقبال لا يليق بها.
دقائق فقط واصبحنا داخل هذا البرج. فوجئت بما رأيت، فقد رسمت فى خيالى بأنى سأرى العجائب داخل هذا البرج كما حدث فى البيوت السابقة، والتى لا يعكس خارجها ما بداخلها، ولكنى أرى أن هذا البرج يختلف عن خارجه فى كل شئ، فالبساطة واضحة وبادية على كل شئ فيه، وبالرغم من بساطة الأثاث والديكور والمحتويات إلا اننى انبهرت من التناسق والنظام فى كل شئ .. فتحت لنا الفتاة المرافقة بابا من الصالة وقالت:
ارجو منكم ان لم تمانعوا ان تنتظروا قليلا فى مكتب الاميرة، وبعد دقائق ستكون هى فى صحبتكم ....
جلسنا واغلقت المرافقة الباب وذهبت، واخذت مرح تجول بعيونها فى كل ارجاء الغرفة والمكتبة المليئة بالكتب القديمة أو الجديدة، ولكنى اراها قديمة ..
سألت مرح:
الا تستغربين ان يكون هذا مسكن ومكتب مسؤولة المدينة؟ ترى كيف سيكون شكلها؟
رمقتنى بنظرة وكأن سؤالى لم يعجبها وقالت :
"هلا بتعرف"!!!
لحظات وفتح الباب، ودخلت منه فتاة تحمل بين يديها (صينية) عليها كأسين من الماء.
اقتربت من مرح وقالت لها:
"تفضلى ... "
هزت مرح رأسها بتكبر مشيرة بأنها لا تريد. تقدمت الفتاة نحوى وقدمت لى الماء وقالت:
"تفضل ... "
تناولت الكوب وشكرتها .. ووضعت الصينية على الطاولة وقالت لمرح :
"ان هذا اشهر مشروب فى المدينة وتقديمه عادة متبعة للترحاب، ولكن ان اردتِ ان احضر لكِ شيئاً اخر، فأنا على أستعداد"
تناولت مرح الكوب من الصينية، وكان يبدو انها تريد اختصار الحديث وإنهاءه وقالت:
"شكراً ....."
التفتت الفتاة الي وقالت:
"هل تود ان احضر لك شئ اخر"؟
قلت:
ان كان يوجد فى مدينتكم هذه شئ اسمه "قهوة" فسأكون شاكراً لكم؟
قالت:
"فى هذه المدينة يوجد كل شئ، كيف تشربها لأحضرها لك"؟
قلت:
حلوة شوية ان امكن ..
قالت:
"حاضر، سأحضرها حالاً .."
وخرجت الفتاة .. والتفت الى مرح وقلت لها:
الن تكفي عن حركات التكبر، رغم كل ما حدث لم يتغير فى طباعك شئ، لا تنسى اننا بحاجة اليهم يا ...
رفعت حواجبها وقالت بحدة:
"انا لست بحاجة لأحد، وهؤلاء ينفذون الأوامر الصادرة اليهم، ولن يتغير فى الوضع شئ سواء جاملناهم أم لم نجاملهم، ولو كانت الاوامر ان يعاملونا بطريقة مختلفة لفعلوا، وهم لا يفعلون هذا احتراما لنا، وانما لأنهم مرغمون على ذلك، ولست مضطرة ان اجاريهم على تفاهتهم.
قلت لها:
مرح، متى ستحضر الأميرة؟
قالت بغضب :
"لماذا تسألنى؟ هل قالوا لك بأنى وصيفتها؟ أسأل خدمها لتعرف!
قلت لها بأمتعاض :
ليش أنت زعلانه، أنا بسألك علشان علشان أنتِ صاحبة القوة الخارقة التى بتعرف كل شئ!!!
ردت ساخرة:
"لاياحبيبى متشألنيش، القوة الخارقة خلاصت زمان، وانا بطلت أعرف اشي، أعرف أنت وأحكيلى ..."
توقفنا عن الحديث مع انفتاح الباب ودخول الفتاة، وقد احضرت لى القهوة .. قالت:
"اهلا وسهلا بكم، انا اسمى (بندارا) ان لم تمانعو سأجلس لأتحدث معكم".
توقفت الفتاة عن الحديث وذلك بسبب ضحكة مرح التى جعلتنى اضحك رغم عنى، فمن نظراتها أدركت انها قرأت أفكارى بسرعة، وخاصة أسم "بندارا" ذكرنى بالبندورة. فأردت ان أقول "أنا أسمى خيار" ولكنى لم أفعل، ان قراءة مرح السريعة لأفكارى جعلها تضحك وتضحكنى معها، وأصبح الموقف محرجاً امام الفتاة التى لابد انها ظنت اننا نسخر منها ....
أعتذرت للفتاة بسرعة وقلت لها :
ان اسمك غريب نوعاً ما وهو ...
قاطعتنى قائلة:
"لاداعى للتبرير، لا يوجد مايسئ، أن لم تمانعوا سأكمل حديثى"
قلت لها:
تفضلى .....
ومرح مازالت تبتسم بخبث، وهى تتعمد ان تضحكنى لتحرجنى، كانت تتكئ بيدها وراسها على المكتب تداعب شعرها ولا تبالى بحديث الفتاة، مظهرة التكبر. كان واضحاً ان الفتاة تعمل على ان لا تظهر اي تأثر بتجاهل مرح المهين.
قالت الفتاة:
"انا على استعداد لأجيبكم على اسئلتكم، وان لم تمانعوا فتفضلوا بطرح الأسئلة التى تريديون منى الأجابة عليها"؟
غمزتنى مرح بطرف عينها، فهمت انها تريد منى ان اسأل .. فسألت الفتاة:
متى ستحضر كبيرة المدينة؟
قالت:
"لا توجد لهذه المدينة كبيرة حتى تحضر"
قلت:
اقصد المسؤولة او الرئيسة لهذه المدينة!!!
قالت:
"ايضاً لا يوجد مسؤولة لهذه المدينة، يوجد الكثير من المسؤولين والمسؤولات فى مجالات مختلفة فى المدينة، وليس على المدينة" .....
أعتدلت مرح فى جلستها بأستنفار، وبطريقة مستفزة خيل لى انها ستضربها وقالت بلهجة تهكم :
بيقصد بذلك الاميرة!!! "الست" الاميرة بتاعتك اللى جابونا عندها مطولة تتجى"؟
رمقت الفتاة مرح بنظرة أستخفاف وقالت:
"ان لم تمانعوا، أنا هى التى تتحدث معكم "
اشارت مرح باصبعها وقالت:
"أنتِ الأميرة"؟!
ردت الفتاة
"ان لم تمانعى ..."
وغزت علامات الأستغراب والمفاجأة وجه مرح، وعادت لتميل بجلستها مستخفة وغير آبهة بما يحدث.
أردت ان انقذ الموقف، فقلت للأميرة:
نعتذر لك، لم نميز انك الاميرة المقصودة، وإلا لكنا ... خانتنى الكلمات ولم أعلم ماذا أقول !!
ردت الاميرة:
"لا يوجد داعى للعتذار، لم يحدث شئ سئ، وكونى الاميرة لا يتطلب منكم معاملتى معاملة خاصة."
قلت لها:
عفواً أيتها الأميرة، لماذا نحن هنا وعندك أنتِ بالذات؟؟
قالت:
"تستطيع ان تنادينى بأسمي ... من مهمتى كأميرة للمدينة أن أرحب بالقادمين اليها، وأشرح لهم تعاليمنا والشروط المفروضة لبقاءهم فى هذه المدينة.
قلت لها:
ولكننا لسنا مجرد قادمين الى المدينة، ووضعنا يختلف بعض الشئ.
قالت:
"لا أجد أى أختلاف بينكم وبين أى قادم أخر"
قلت:
نحن لم نأتِ لهذه المدينة من أجل البقاء فيها.
قالت:
بقاؤكم أو خروجكم موضوع سابق لأوانه، وما يهمنى هو أنكم الآن فى المدينة، وبما أنكم دخلتموها، بالصدفة أو عن قصد، فمن واجبى ان اشرح لكم "التعاليم" ... اولا، هذه المدينة: من يدخلها لا يستطيع ان يخرج منها قبل انقضاء عام كامل على دخوله اليها. ثانياً ان قرر القادم اليها ان يبقى فيها، فأن قراره هذا يكون بحاجة لموافقة "المجلس" عليه، ليتم السماح له بالبقاء، والا يتم اخراجه منها بعد أنقضاء العام. ثالثاً إن "تعاليم" هذه المدينة مفدسة ولا يسمح بمخالفتها لأى كان. وإن تمت مخالفتها عن قصد، فمجلسي له الحق بأبعاد المخالف الى مدينة الشمس ليمضى هناك بقية العام، وبعدها يعود من حيث أتى ....."
ثم أردفت بالقول:
فى هذه المدينة لن يدخل أحد فى شؤونكم، ولن يسمح لكم بالتدخل فى شؤون الأخرين، كما أن لاجميع هنا حرية الأختيار فى كل شئ، ولا يسمح بمخالفة التعاليم. وهنا توجد فوارق بين الأشخاص فى طبيعة العمل والمهمات، مكانة الشخص يحددها بنفسه بناء على مايقدم للأخرين وللمدينة، ولا يوجد أحد أفضل من الأخر ... إن قدمتم أخذتم وأن لم تقدموا لن تأخذواشيئاً!!
تأفأفت مرح وقاطعتها قائلة:
: أسمعى ياباندارا، نحن لا يهمنا ان نسمع عن تعاليم مدينتكم، ولا عن أشخاصها، ولا نخطط للبقاء فيها لقد سرنا بارادتنا أو رغماً عنا لنصل الى هنا من قِبل من هم اعلى منك وأهم، فلا تضيعى وقتنا بأمور لا تهمنا ولن تهمنا. لقد جئنا من أجل هدف معين، وأصبحنا جزء من لعبة نلعبها مع كباركم، وان لم يبلغوك، فأنا التى ستبلغك: نحن جئنا للحصول على "قوة الشر"، فأن كان لديك ما تقولينه حول هذا الموضوع فتفضلى، وإلا فلا داعى لأضاعة الوقت بحديث سخيف.
أنهت مرح حديثها، وأرتسمت على شفاه باندارا ابتسامة صفراء، وقلت انا فى نفسى: "الله يستر من حروب النساء".
قالت باندارا:
"اسمعوا جيداً، من واجبى ان اشرح لكم عن تعاليمنا حتى لا تخالفوها، وان كان حديثى سخيف ولا يهكم فهذا شأنكم ... انتم الأن فى مملكة الشر، وأنا اميرة هذا الجزء من المملكة، وانا المسؤولة عنكم، شئتم أم أبيتم، وقد قلت لكم سابقا انكم بالنسبة لى قادمين، وقد تصبحون مواطنين، ولا فرق لدى بينكم وبين قادم اخر، مايهمنى هو انكم موجودون الأن فى المملكة، وستكونون تحت مسؤوليتى لمدة عام .. قدمت لكم الأحترام الذى يليق بكم ، واتشرف ان سنحت لى الفرصة بتقديم المزيد من الأحترام، ان لم تمانعوا، سأشرح لكم تعاليمنا حتى تتكيفوا معها ...
قاطعتها مرح بأستخفاف:
"نحن نمانع" !!!
ابتسمت باندارا وقالت:
"هل تريدن ان استدعى شخصاً اخر غيرى ليشرحها لكم" ..
قالت مرح:
"لا داعى فتعاليمكم لا تهمنا" ..
قالت باندارا:
"ربما تريدون الحصول عليها مكتوبة لتقرأوها بلغاتكم الأصلية"
قالت مرح:
"وايضاً لا يوجد لدينا وقت لنقرأ" ..
قالت باندارا:
"هل لديكم اقتراح لطريقة ما لنوصل اليكم تعريفاً بتعاليمنا؟"
ردت مرح.
"نعم ، نقترح ان لا تضيعى وقتنا"
قالت باندارا:
"هل هناك ما استطيع ان اقدمه لكم؟"
قالت مرح :
"فقط دلينا على الطريق لقوة الشر ونكون شاكرين لحضرتك"
قالت باندارا:
"عن اية "قوة شر" تتحدثين؟"
قالت مرح:
" قوة الشر الموجودة فى مملكة الشر، والتى نحن فيها الان، ومن اجلها جئنا، وانت تعرفين ذلك جيداً وإلا لما وصلنا اليكِ".
قالت باندارا :
"ان لم تمانعى فصيغى سؤالك بطريقة اخرى فربما فهمته"
قالت مرح بلهجة فيها بعض السخرية:
"ان لم تمانعى فدلينا على الطريق"
ردت باندارا:
"انا امانع" !!
قالت مرح:
"وهل من قوانين اللعبة ان لا تدلينا؟"
قالت باندارا:
"انا لا تهمنى قوانين لعبتك ، وما يهمنى هو تعاليمنا"
قالت مرح :
"اذا سنبحث عن غيرك ليدلنا، وشكراً لضيافتك"!!!
قالت باندارا:
"رافقتكم السلامة"
وهزت مرح كتفها علامة الاستخفاف واللامباللاة ، وتوجهنا الى الباب وقالت:
"هيا يا حسن لنذهب" ..
نظرت انا الى باندارا، محاولا تلطيف الجو وقلت لها:
"لا تؤخذينا ايتها الاميرة"
أبتسمت الاميرة ، ورمقتنى مرح بنظرة حادة وقالت وهى تمسك بمقبض الباب:
"تفضل قدامى"
وجدت نفسى بلا قرار، فانا بين نارين ، نار الأميرة الهادئة المتوضعة، ونار مرح ، التى بذلت كل ما فى جهدها لأستفزازها ... خرجت منساقاً خلف مرح، لنخرج من البرج ، ونسير فى الحديقة ، ونصل الى الشارع لنصبح وحدنا ، وحينها وجدت الفرصة لانفس عما بداخلى، فقلت لها:
"لماذا تصرفتِ معها هكذا؟ والى متى ستبقين متعجرفة مع الأخرين اما كان من الأفضل ان تتصرفى بطريقة بطريقة اخرى؟ الم تتحدث معك "باندارا" بمنتهى الأدب والأخلاق والأحترام؟ سوف تصيبنى تصرفاتك بالجنون، الا تجيدين إلا اهانة الاخرين واستفزازهم كفى يامرح ارجوك .. كفى .. أين ذهب دهائك فى التصرف ..
قالت مرح:
"هل بقى لديك شئ اخر لتقوله يا استاذ الادب والأخلاق، انا اتصرف كما يحلو لى، وبما أراه مناسباً، وانا لا احب هذا النوع من النساء، لا أحب أهل هذه المدينة، وكلمة " أن لم تمانع" اجدها من الكلمات السخيفة التى لم تذكر ولن تذكر فى قاموسى، فأنا مرح وان اردت شيئا احصل عليه، مانع الأخرون ام لم يمانعوا ... فلم النفاق؟ اميرتك المتواضعة باندارا تعلم جيداً ماذا تريد، وانا أعلم انها تعلم، وهى تعلم اننا نعلم انها تعلم ماذا تريد، أذا لا داعى للنفاق ولعبة التواضع المبالغ فيها ....
قلت لها.
تفضلى يامرح يا ابنة الجن، يافريدة زمانك وقولى ماذا يجب ان نفعل الان ؟؟
قالت:
"سنسير فى خطين ، الخط الأول يتمثل فى البحث عن "قوة الشر" بكل الطرق الممكنة حتى نجدها، والخط الثانى وهو الاهم والذى يجب ان لا يشك به احد، يتمثل فى أيجاد مخرج يعيدنا الى عالم البشر بسرعة، فإن نجحنا نكون قد افلتنا من قبضتهم، وخرجنا من هذه اللعبة القذرة، التى يتحكمون بصغيرتها وكبيرتها، وان وصلنا الى عالم البشر، فأستطيع ان احميك واحمى نفسى، وانا بارعة فى ذلك، وحتى تسنح تلك الفرصة، فسنبقى (فئران تجارب) شئنا ام ابينا."
سرنا من شارع الى اخر، وفى كل شارع أعجوبة وأعجوبة، هذه المدينة فى صغيرتها وكبيرتها، اعجوبة من عجائب الزمان، ان اللغة بكل تعابيرها لم تخلق لتصف اسطورة هذه المدينة....
ارهقنا السير على الاقدام واخذنا الوقت وحل الظلام واصابنا النعاس، اكلنا وشربنا من الاشجار المصطفة على جانبى الطريق، والتى تحمل الاف انواع الثمار، وشربنا من الواحات المنتشرة، ونمنا تحت احدى المظلات حتى أشرقت الشمس من جديد وعدنا للسير بلا هدف نبحث عن لا شئ .. كانت فى طريقنا عشرات العربات الجميلة المزخرفة والتى تجرها خيول بيضاء تقف على جوانب الطرقات حيث اعد لكل منها مكان خاص صمم من اجلها.
لمعت برأسى فكرة: لماذا نرهق أنفسنا بالسير على الأقدام، ونحن بأمكاننا ان نركب احدى هذه العربات . لم تمانع مرح، فاقتربنا من احدى العربات وركبنا فيها، وانطلقت الخيول تسير على الطرقات المرصوفة بقطع الفسيفساء الصغيرة الملونة، والتى تشكل مئات الرسومات المتتابعة، ووقع اقدام الخيول عليها كأيقاع موسيقى، ولكن تلك الرتابة لم تستمر طويلا، فسرعان ما انطلقت الخيول بسرعة تسابق الريح، لا ابالغ ان قلت انها طارت، لم ندرِ كيف نوقفها او لماذا جن جنونها .....
http://www.3sl3.com/up/upfiles/5Iw18400.jpg
قلت لمرح:
أوقفيها ارجوك ستقتلنا !!!!
قالت مرح:
"فى عالمى لا يوجد مثل هذه العربات، اما فى عالم البشر فتوجد ... اوقفها أنت ...."
وفى اقل من دقائق توقفت العربة فى حديقة برج الاميرة "باندارا" ، لتطل علينا الاميرة وتقول:
"احد تعالم مدينتما التى رفضتم ان تعرفوها: (لا تاخذوا شيئا ليس لكم) اذهبوا رافقتكم السلامة ان اردتم.
خرجنا من العربة وعدنا نسير على اقدامنا من نفس الطريق مرة اخرى، وضاع تعب يوم كامل، سرنا وسرنا ساعات طويلة وتوقفنا امام لوحة حجرية كبيرة جداً، نقشت عليها رموز ورسومات وكلمات بلون الذهب الممزوج باللون الاحمر ....
سألت مرح :
هل هذه مكتوبة بلغة الجن؟؟
"قالت مرح كلا انها ليست من لغات عالمى، ولا تشبه اى لغة من مئات اللغات للبشر القديمة والجديدة، انها لغة غريبة لم اعهدها من قبل"
بجانب اللوحة كانت اشجار فى غاية الجمال ، تحمل ثماراً بأشكال مختلفة تشبه قليلاً ثمر "التين" ....
مددت يدى واكلت واحدة، وكذلك فعلت مرح ، زما هى إلا ثانية حتى صابنى دوار رهيب ، ورأيت مرح تسقط امامى على الأرض، حاولت رفع رأسى، ولكن دون جدوى، فقد سقطت ارضاً، اغمضت عيني، وبدأ الدوار يزول تدريجياً .. فتحت عيونى لأجد نفسى بجانب مرح ، وحولنا مجموعة من الأشخاص فى حديقة الأميرة باندارا.
اطلت الاميرة باندارا مبتسمة كعادتها وقالت:
"حظكم أننا نراقبكم وقمنا بأنقاذكم وإلا لكنتم بقيتم فاقدي الوعى والأدراك ماحييتم ... احد تعاليم مدينتنا والتى رفضتم ان تعرفوها: " تعاليم الشر كثيرة وثمارها لذيذة ابتعدوا عنها ان لم تمانعوا"
والأن رافقتكم السلامة ان اردتم ..."
وعدنا نسير من حيث بدأنا انظر فى وجهه مرح المكابرة واقول لها:
تعالى نعود ونطلب من الأميرة باندارا ان تشرح لنا عن قوانين مدينتها.
لكن مرح رفضت بكبرياءها المعهود ......
سرنا نبحث عن لا شئ ، وأكلنا من الثمار التى نعرفها وأبتعدنا عن تلك الثمار التى لا نعرفها تحسباً لاية مفاجأة.
حل الظلام وغشى النعاس عيوننا، وجلسنا لنأخذ قسطاً من الراحة تحت احدى المظلات المضاءة بفوانيس ينبعث منها لون أحمر خافت، أمتزج لونه مع نور القمر ليشكلا معاً لوناً تثمل له العقول، وأخذنا نضحك على ما حدث معنا، اجواء المكان والاضاءة اثارت بداخلى الشهوة لجسد مرح الذى امتزج لونه بضوء الفوانيس الاحمر مع شعاع القمر، وقبل ان اقترب منها اقتربت هى وقبلتنى قبلة انستنى ماحدث فى الماضى وما سيحدث فى المستقبل، قبلتها وقبلتنى عانقتها وعانقتنى وبنار الشهوة الهبتها والهبتنى ...
http://www.3sl3.com/up/upfiles/CHd18400.jpg
ازدادت حدة النور الاحمر المنبعث من الفوانيس اكثر واكثر، ليحول كل شئ الى اللون الاحمر، واقترب القمر اكثر واكثر ليكمل امتزاج الألوان ولتصيبنا حالة من الهستيريا ... ابدأ بخلع ملابسها، وكذلك هى اصابتنى حالة من الهلوسة وكأن مسا قد اصاب عقلى، لا ادرى ماذا فعلت وماذا حدث لم اصحو إلا وقد عبق انفى بروائح شذية لم اعهدها من قبل ووجدت نفسى وقد اشرقت الشمس ومرح تستلقى على الارض الى جانبى، لم تصح بعد والجزء الاكبر من جسدها مازال مكشوفا.
نظرت حولى لأتفاجأ اننا فى حديقة الاميرة باندارا ولكن لا احد حولنا ... ايقظت مرح فقامت مذهولة، جلسنا مذهولين لا نتكلم ، وفى عقولنا مئات الاسئلة .. ماذا حدث!! وبعد مايقارب النصف ساعة حضرت الاميرة باندارا مبتسمة كعادتها ، واثقة فى خطاها فى عينيها بريق جذاب ، ابتسامتها ساحرة ، جسدها يشبه جسد مرح نوعا ما، شعرها قصير وبرغم ان مرح اجمل منها بكثير إلا ان جمال الاميرة يتميز بجاذبية تشد النظر والعقل ..
كان واضحا انها تعمدت الا تحضر حتى نصحو ونلملم انفسنا لكى لا تحرجنا، اما مرح ففور رؤيتها لباندارا اخذت تقوم ببعض الحركات لتظهر مفاتن جسدها متظاهرة بأنها لا ترى الاميرة وبما اننى اصبحت خبيراً بتصرفات مرح فهمت انها تحاول ان تغيظ الاميرة، وتطهر لها انها اجمل منها بكثير ....
ويبدوا ان الاميرة باندارا قد فطنت لما تحاول مرح ان تظهره، فارتسمت على شفاهها ابتسامة ماكرة وقالت

http://www.3sl3.com/up/upfiles/B1O18399.jpg

http://www.3sl3.com/up/upfiles/tDP14717.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/cDs14717.gif

يتبع>>>>>>الحلقة 51

نظرة الحب 07-02-2011 09:55 PM

http://www.3sl3.com/up/upfiles/5ym99885.gif

الحلقة 51

http://www.3sl3.com/up/upfiles/m4c99885.gifhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/m4c99885.gif

( الأعتذار للأميرة)


http://www.3sl3.com/up/upfiles/m4c99885.gif
من حسن حظكم اننا اخرجناكم من دائرة القمر الأحمر في الوقت المناسب وإلا لفقدتم عقلكم الى الأبد .... أحد تعاليم مدينتنا والتي رفضتم ان تعرفوها، أنه حيث يمتزج نور القمر بالنور الأحمر يتحول النور الى ظلام، فأبتعدوا الأن ان لم تمانعوا .... والأن رافقتكم السلامة.
وقفت مرح على قدميها وسارت بسرعة وقالت بنبرةالامر الحاسم:
هيا ياحسن !!
علمت أنها لا تريد أن تمنحني فرصة للبدء بأي حديث مع الأميرة ... سرنا من حيث بدأنا، فأخذت أضحك وشر البلية ما يضحك، وقلت لمرح:
هل يمكن أن أحدثك ( إن لم تمانعي) ؟؟؟
ابتسمت مرح وقالت :
تفضل (أنا لا أمانع) ؟؟
هل يمكن ان تخبريني ماذا ستفعلين الأن "ان لم تمانعي"؟
بصراحة إن لم تمانع فأنا لا أعرف؟؟
لدي أقتراح، لماذا لا نبقي في حديقة الأميرة بدلا من ان نعود اليها مرغمين "ان لم تمانعي"
هل يمكن ان اطلب منك ان تخرس "أن لم تمانع"
لدي خطة "إن لم تمانعي" اعود أنا الى الاميرة، فربما استطيع ان اكشف بعض الاسرار؟؟
قالت مرح ساخرة:
اي نوع من الاسرار تريد ان تكشفه لدى الاميرة، أخبرني "ان لم تمانع"؟
كل انواع الاسرار وخاصة تلك الاسرار البارزة والتي اتوق لكشفها طبعاً ان لم تمانعي؟
أكيد باندارا لن تمانع ان تكشف اسرارها البارزة والغير بارزة .. هيا عد اليها يا "حسن ياابو النسوان" وان لم تمانع سأقصف رقبتك.
والان يامرح ماذا سنفعل؟ هل سنسير في طرقات المدينة (ان لم تمانعي) الى مالا نهاية.
وعلى ماذا تستعجل، فلدينا عام كامل نقضيه في هذه المدينة كما قالوا، فدعنا نرى ماذا سيحدث.
سرنا من طريق الى اخر ، واخذنا نحذر كل شئ ، ونتخيل ان كل شئ في هذه المدينة مسحور، ويعيدنا الي حديقة الاميرة ....
اقتربنا من احدى الطرقات العريضة المرصوفة بالذهب،وعلى جانبي الطريق لوحات رخامية سوداء صغيرة وكبيرة تحوي كتابات بمئات اللغات خطت بلون الذهب إمتدت على مسافة مئات الامتار، والعجيب اننا استطعنا قراءة الكتابات من حيث نقف ....
قلت لمرح:
هيا ندخل هذه الطريق فهي حتماً مسحورة وستعيدنا الى حديقة الاميرة ....
ضحكت مرح وقالت:
لدي نفس الشعور، ان دخلنا هذه الطريق فسنعود الى سمو "ان لم تمانعوا".
واتفقنا ان لا ندخلها وسرنا من طريق اخر ولكن بعد مرورنا بعشرات الطرقات تكررت رؤيتنا لطرق مذهبة مشابهة لتلك الطريق التي رأيناها في السابق.
ضحكت مرح وقالت:
هيا ياحسن لنعود الى بندارا
دخلنا الطريق ونحن نضحك .. ولكن دقائق مرت دون ان يحصل شئ .. وسرنا اكثر واكثر، وادركنا ان الطريق فعلا مسحورة فهي لا تنتهي.
http://www.3sl3.com/up/upfiles/Hzx99885.jpg
مرت ساعات ونحن نسير، ولكن دون جدوى، يبدو ان الطريق تسير معنا او اننا لا نسير ونظن اننا نسير، وبدأت الشمس تنسحب معلنة موعد الغروب
وما ان مال قرص الشمس الى الاحمرار حتى عكست الطريق صورة قرص الشمس لنصبح نحن داخل قرص الشمس او ان الطريق تحولت الى شمس، ولم نحتمل اقتراب الشمس منا ولم نستطع ان نخرج من الطريق، وبدأنا نشعر ان الشمس تأخذنا معها . . . .

http://www.3sl3.com/up/upfiles/7kr99885.jpg
دوار، صداع، هلوسة، لم نقاوم ، خيط رفيع من الامل وهو الذي تبقى لنا . . أن تتدخل الأميرة بندارا لتخرجنا ولكن الاميرة لم تتدخل . . . .
ازداد العذاب ومر الوقت، وانتهى الكابوس ولا ادري ماذا حدث وكيف وصلنا الى حديقة الاميرة، واطلت الاميرة من جديد وقالت:
من حسن حظكم اننا اخرجناكم في الوقت المناسب وإلا لذهبتم مع الشمس
فمن تعاليم مدينتنا والتي رفضتم ان تفهموها " انه حيث يلمع بريق الذهب بغروب الشمس ينعكس الشر، فابتعدوا عنه ان لم تمانعوا" والان قبل ان اقول لكم مثل كل مرة "رافقتكم السلامة ان اردتم"، أذكركم بانكم خرقتم تعاليم مدينتنا أربع مرات، وربما لم يبقى امامكم إلا فرصة او اثنتين، وربما عشرة او الف، وعندها ستجدون انفسكم في مدينة الشمس، وربما لم يعد هناك مجال لخطأ جديد، او ربما كان، فهذا يعود اليكم الان . . . رافقتكم السلامة ان اردتم.
وعادت الأميرة من حيث أتت، والتفتُ الى مرح لأجدها مازالت في دوار، وخاصة انها لا تحتمل الشمس ولم تعتد عليها من قبل، وقلت لمرح:
أعتقد اننا وصلنا الى النهاية، ويجب ان نواجه الحقيقة، فكل الطرق تعيدنا من حيث بدأنا . فلا داعي لمزيد من التيه وتجربة الشمس الأخيرة كافية لي ولكِ واثارها مازالت على محياك، انه من الجنون ان نستمر بهذه الطريقة.
فقالت مرح وقد بدى على صوتها الارهاق والتعب:
حسن لقد دخلنا لعبة خطرة منذ البداية، وانت وافقت على ان تسير خلفي وتترك لي معالجة الامور بالطريقة التي أرتأيها، فدعني أفعل ذلك بطريقتي وثق أني أعلم ماذا أفعل وماذا سأفعل.
فقلت لها:
مرح . . . ولكن . . . .
قاطعتني وقالت:
بدون ولكن !!!
http://www.3sl3.com/up/upfiles/m4c99885.gif
افعلي ماشئتِ، فوالله لن تقودينا إلا الى الجحيم يامرح ....
ان لم تمانع .... سأفعل.
لا امانع يامرح .......
سرنا من جديد، وخضنا تجارب جديدة في هذه المدينة الفريدة، التي أصبحت أشك في كل شئ فيها، فمانكاد نقترب من شئ، حتى نجد أنفسنا قد عدنا دون أن ندري ، وبعد ان تلقنا درساً، الى حديقة الأميرة بندارا، لتطل علينا وتعيد الموشح المعروف، وتختمه بكلمة أخيرة ... رافقتكم السلامة.
عشرات المرات عدنا الى حديقة المدينة، وبدأنا من جديد ... أنعكاس النجوم في الماء وتكرارها "شر"
كثرة الظلال للشئ الواحد "شر"، الصوت المتقطع وصداه شر، وغير ذلك الكثير في عالم الغرائب هذا ......
تعاليم المدينة التي تحرم الاقتراب من هذه الأشياء وتترك لشخص حرية الأقتراب منها إن هو شاء .... برغم المحاولات الفاشلة التي استمرت اكثر من ثلاثة أسابيع إلا ان مرح لم تمل المحاولة من جديد والاميرة بندارا أيضاً لم تمل من أستقيالها لنا يوميا، لتعيد علينا نفس الكلمات، ويبدولي ان مايحدث ماهو إلا نوع من تحدي الكبرياء بين الاميرة بندارا، والجنية مرح ... لم أعد أقوى على احتمال المزيد من هذا الجنون، وهنا قررت ان أتوقف، وان لا استمر في اللعبة ... قلت لمرح :
- لن أتحرك من هنا ، لا تحاولي ان تقنعيني ، لقد تعبت وكفاني ما حدث.
حاولت مرح ان تقنعني بضرورة الأستمرار حتى النهاية مهما كلف الثمن، لكني أغلقت أذناي حتى لا أسمع، وحاولت مرح ان تقنعني اكثر من مرة، ولكني رفضت ورفضت، حتى يئست مرح من محاولة اقناعي، وقالت بلهجة حزينة:
- حسن أرجوك، أسمعني جيدا، انا بحاجة أليك مثلما انت بحاجة الي، ان توقفت الان ستدفع الثمن غاليا، يجب ان نحاول ونحاول حتى نجد شيئا، افهمني ارجوك .....
- لن أتحرك من هنا مادمت سأعود الى هنا، وقد تعبت من مجاراة غرورك وكبريائك ....
- إذا ماذا تقترح ان نفعل ايها المجنون.
- نجلس مع الاميرة بندارا ونعتذر لها لتعرفنا قوانين هذه المدينة، بدا إضاعة الوقت والجهد وماستعنيه من الم .....
- ان كنت تصر، فتعال نقوم بمحاولة أخيرة، وإذا فشلنا فأفعل ما شئت.
- رغم قناعتي بأنها مضيعة للوقت إلا اني موافق.
بدأنا نسير طريقنا من جديد، إلا ان مرح هذه المرة لم تعد تبحث عن طريق جديدة، بل عادت الى المواقع القديمة والتي جربناها من قبل، وكانت تعيدنا الى الحديقة، واخذنا نتجول في نفس المواقع عدة مرات وانا لا أفهم ما الذي يدور في خاطر مرح ولماذا تفعل هذا .....
توقفت مرح وقالت لي :
- حسن لا اعتقد انك ستنسحب لتعطيها فرصة لتشمت بي، سنكرر المحاولة عدة مرات حتى ننجح.
- لقد أتفقنا مرة واحدة ومن ثم تتنازلين عن غرورك .
- لست انت الذي يقرر، ستفعل ما امرك به، "وخليك شاطر علشان ما ازعل منك"
- لن يحدث هذا يامرح ......
- سترى من الذي يقرر في النهاية، انت يا ابن البشر ام مرح.
قلت لها ردا على أستفزازها وغرورها:
- لقد قررت وسأعود الان الى الحديقة وافعلي ما شئتِ أيتها المغرورة ....
ضحكت ساخرة وقالت :
- تفضل عد أيها المهزوم !!!
قلت لها :
- أذهبي الي الجحيم
http://www.3sl3.com/up/upfiles/m4c99885.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/m4c99885.gif
وعدت ادراجي الى الحديقة. واخذت تصرخ علي :
- حسن لا تفعل، لا تدعها تشمت بنا ايها الغبي الحقير، لا تفعل.
وصلت الى الحديقة وهي مازالت تشتم وتطلب مني التراجع، وان لا اترك فرصة لبندارا لتشمت بنا، توقفت والتفت الى الخلف وقلت لها :
- مرح ... غرورك وكبريائك وعجرفتك ستدمرنا .....
- حسن، أتريد ان نعتذر لها، لا تكن مجنونا، ستشمت بنا ان فعلنا .....
- لا تعتذري حتى لا تشمت بك، سأعتذر انا عني وعنك، فأنا لا يهمني، هيا فلا خيار امامك لقد قررت ولن أعود عن قراري ......
ويبدو ان مرح استسلمت للامر الواقع ودخلت معي البرج، وأستقبلتنا الفتاة وادخلتنا لمكتب الأميرة، وبعد لحظات دخلت الأميرة وجلست وقالت :
- اهلا وسهلا بكم، يشرفني انكم عدتم.
قلت لها :
- أيتها الأميرة .....
قاطعتني وقالت :
- نادني بأسمي ....
قلت لها :
- عني وعن مرح نعتذر لك عما بدر منا من خرق لتعاليم مدينتكم، ونتمنى ان تقبلي اعطاءنا فرصة جديدة لنتعرف على تعاليم مدينتك حتى لا نخالفها.
ابتسمت وقالت:
- قبلت أعتذارك انت، ولكني اود ان اسمع منها ان كانت موافقة علي هذا الأعتذار؟
قلت :
- نعم هي موافقة.
قالت الأميرة لها:
- اصحيح انك موافقة؟
اشغلت مرح نفسها بمداعبة شعرها واللعب بأظافرها دون مبالاه، وهي تتظاهر بانها لم تسمع ...
كررت الاميرة كلامها لمرح عدة مرات، وبقيت مرح تتجاهل ما يحدث بطريقة أستفزازية ...
صرخت بمرح :
- مرح .. مرح .. الا تسمعين !!!
التفتت مرح وهي تبتسم وقالت :
- مالك ياحبيبي على شو زعلان ؟؟
قلت:
- الأميرة تسألك ان كنت توافقين على الأعتذار؟
قالت بأستخفاف :
- أنا أعتذر؟ شو الي بتحكيه ياروحي؟
قلت بلهجة هادئة محاولا ان الطف الجو :
- الأعتذار للأميرة لأننا خالفنا تعاليم مدينتها !
قالت :
- شو صارلك ياحبيبي؟ انت بتعرف ان مرح ما بتعتذر لحدى مين ماكان يكون .
هنا علمت ان مرح خدعتني ... وابتسمت الأميرة وعيونها تشع غيظاً وقالت :
- كونته ياصغيرتي، كانت لديك الفرصة لأن تنتصري علي ولكنك خسرتي، فلا تكابري ..
قالت مرح بأستخفاف أكبر :
- ياحبيبتي ... هيك شاطرة وبتعرفي اسمي، ليش ماناديتيني فيه من الأول، بس ياريت تناديني بأسم مرح علشان بيلبقلي اكثر.
سخرية مرح من الآميرة بهذا الشكل انذرت بحدوث حرب لابد منها، ولا يمكن تفاديها، ولم يكن بأمكاني عمل شئ سوى الأنتظار والترقب ..
ردت الاميرة وكان واضحاً أنها مستفزة :
http://www.3sl3.com/up/upfiles/Z7k99967.jpg

http://www.3sl3.com/up/upfiles/m4c99885.gif

http://www.3sl3.com/up/upfiles/9To99885.gif
يتبع>>>>>>>الحلقة 52

نظرة الحب 07-02-2011 09:56 PM

http://www.3sl3.com/up/upfiles/5ym99885.gif
الحلقة 52

http://www.3sl3.com/up/upfiles/m4c99885.gif
(خسارة بندارآ امام فرح)
http://www.3sl3.com/up/upfiles/m4c99885.gif
ردت الاميرة وكان واضحاً أنها مستفزة :
- ياكونته، لقد خسرتِ ومازلتِ صغيرة، ودهاؤك وذكاؤك لن يسعفاك هذه المرة، غرورك قادك الى الهزيمة، لقد كانت امَامك الفرصة لتنجحي بالخروج من مدينتي، ولكن هاانتِ تعودين الي.
ردت عليها مرح :
- انا لا أعرف الهزيمة، ولن أعرفها، وايضا حينما اهزم ، لا أخجل من الأعتراف بالهزيمة، شريطة ان يكون الذي سيهزمني أفضل مني، وانتِ لست بشئ لتهزميني، ولن تنالي هذا الشرف الذي كنت ستفخرين به طوال عمرك، ومعلش ياحبيبتي، أنتِ الي طلعتِ صغيرة.
قالت الأميرة :
- اومازلتِ تكابرين بعد ان عدتِ الي، ألا تدرين ماتفعلين؟
قالت مرح :
- لا ياحبيبتي، انا لم أعد اليك، وانما ابن البشر هذا اراد ان يعود ليحضر الفصل الأخير من تمثيلك المكشوف ( يامتواضعة أنتِ )
وقفت الأميرة بندارا على قدميها وسارت عدة خطوات وأقتربت من مرح ورمقتها بنظرات حادة ... مرت دقائق من الصمت الرهيب لم تتكلم فيها الأميرة، ولم تتكلم خلالها مرح وكان حوار عنيف يدور بينهما بواسطة النظرات، وبعد الصمت أبتسمت الاميرة وقالت :
- هل وجدتِ الطريق ياكونته ؟؟
أبتسمت مرح بثقة وقالت :
- نعم وجدتها ....
ضحكت الاميرة وقالت :
http://www.3sl3.com/up/upfiles/m4c99885.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/m4c99885.gif
- انت داهية الدواهي ياكونته . . يامرح، خسارة انك تمردت، خسارة، لو لم تفعلي لاصبحت حارسة الحارسات، خسارة انك في جانب وانا في جانب اخر، وإلا لأصبحنا افضل صديقتين ... نعم لقد هزمتني ياكونته، يامرح، وبهزيمتي هزمتِ جيلا بأكمله، انت ابرع من عاصرت بالتمويه والخداع ... لقد استطعتِ خداعي حتى اللحظة الأخيرة، كان بودي ان اصافحك وأعانقك، ولكن بما انك متمردة فلن أفعل، وانتِ تفهمين لماذا ...
قالت لها مرح :
- انا لا ألومك، ولكنه كان لي شرف عظيم بلقائك، وخسارة لي انا ان يكون لقائنا الاول في مثل هذه الظروف، واتمنى لقاءك في ظروف اخرى.
أبتسمت الاميرة وقالت :
- اتمنى، ولكني لا اعتقد ان هذا سيحدث يامرح، ولكني لن انساك، ورغم اعجابي بك إلا ان واجبي يحتم علي ان اوصي واطلب من المسؤولين ان يتم القضاء عليك في اول فرصة تسنح، وان يوقفوا هذه التجربة.
قالت مرح :
- انا اتفهم موقفك هذا، واحترمه ولو كنت مكانك لفعلت نفس الشئ.
وضعت يدي على خدي مثل " الأهبل " وانا اترقب واستمع لهذا الحديث الغريب بين اعجب واغرب مخلوقتين . كيف تحولتا من قمة العداء والتحدي في لحظة واحدة الى قمة الأحترام والود والاعجاب ؟!
قلت لها :
- هل استطيع ان افهم مايجري حولي، من أنتِ ومن هي؟ ومن انا واين نحن؟ وماذا يحدث وماذا سيحدث؟
ضحكت الاميرة ومرح معاً، ولاول مرة يضحكن على شئ مشترك. قالت الاميرة :
- انا بندارا وهي مرح وانت حسن، ونحن في سراب مملكة الشر، والذي يحدث ما تراه، والذي حدث ما رأيت وماذا سيحدث فلا احد يعرف.
ابتسمت وقلت للأميرة :
- شكراً، لم يكن هناك داع لهذا الشرح المطول، كان بأمكانك اختصار الاجابة أكثر . بدلا من هذا العناء والجهد المبذول في اجابتك المفسرة .....
التفت الاميرة بندارا الى مرح وقالت لها :
- اخشى يامرح انك تبحثين عن سراب.
ردت مرح :
- طريقي بأتجاه واحد حتى ولو ادت الى سراب.
قالت الاميرة:
- اذهبي يامرح .... ولن انساك .....
سارت مرح عدة خطوات، والتفتت الى بندارا واشارت اليها بيدها مودعة ... ردت الاميرة بأبتسامة وبحركة هادئة من رأسها ... سرنا وخرجنا من الحديقة، وهذه المرة الاولى التي اخرج بها من الحديقة وانا على يقين اني لن اعود اليها رغم انني لا افهم مايحدث ولا ادري ما هو سر التحول الغريب في العلاقة بين مرح وبندارا ......
اردت ان اسال مرح وقبل ان اسال قالت لي:
اعرف انك ستسألنيالف سؤال، وأعرف انك ايضاً لن تفهم شئ مهما شرحت لك، "حبيبي حسن بترجاك ارحمني وماتسأل وانا بعدين بحكيلك"
قلت متحايلا عليها :
لن اسألك إلا سؤالاً واحد فقط ولن اسأل غيره، فقط قولي لي ماحدث ؟؟؟
ضحكت مرح وقالت :
اتسمي هذا سؤالا واحد ؟ انا محظوظة لانك ستسأل سؤالا واحدا فقط، فكيف لو سألت سؤالين، فهذا يعني اني سأضطر ان احكي لك قصة البشر والكونيين منذ البداية وحتى النهاية، لا تقف كالصنم ، سأحكي لك ونحن نسير، ولكن لا تقاطعني، ومالم تفهمه لا تسالني عنه، ولا تعلق .. أتفقنا ياحسن؟
قلت :
اتفقنا يامرح ....
قالت :
ماحدث هو اننا حينما دخلنا الحاجز الزمني ووجدنا انفسنا في داخل المدينة العجيبة "مملكة الشر" التي تبهر العقول، أعتقدنا اننا دخلنا، لكن في الحقيقة نحن لم ندخلها، بل دخلنا سراب مملكة الشر، أي ان كل ما رايناه لم يكن إلا سراب . وهو انعكاس لمملكة الشر، باستثناء الطرق التي كنا نسير فيها، وماكنا نلمسه، أي ان الفترة التي قضيناها كانت على حدود مملكة الشر، ولم نكن داخلها . وما رأيناه من بنايات وأبراج وعجائب، كنا نراه من خلف الحاجز الشفاف، اما الطرقات والعربات والمظلات وقصر الأميرة .... فهذه أمور حقيقية ولكنها تقع خارج مملكة الشر، وبندارا ليست أميرة، ولا يتواجد في هذا المكان سواها ومجموعة من مساعديها الذين ساعدوها على ترتيب كل شئ بأتقان حتى نعتقد اننا دخلنا مملكة الشر، وللحقيقة فهم بارعون في الخداع . . .
كان من المستحيل ..............
http://www.3sl3.com/up/upfiles/m4c99885.gif
كان من المستحيل لأي شخص، دون ان استثني نفسي، ان يعرف هذه الحقيقة، فقد اعتقدت انني في مملكة الشر، وحينما وصلنا الى برج الاميرة بندارا واستقبلتنا ... ادركت فورا انني امام شخصية في غاية الذكاء، قادرة ان تعرف كل تصرف ساقوم به قبل ان انفذه، من هنا تيقنت فورا اني مهما استخدمت من دهائي وذكائي فسأبقى مكشوفة امام دهاء وذكاء بندارا اللا محدود، وفرصتي ستكون ضئيلة جدا ان دخلت معها في لعبة ذكاء تتفوق فيها بمعرفتها تفاصيل المكان ومعرفتها المسبقة بتجربتي وطرق تفكيري، وانا على العكس من ذلك، لا اعرف من هي، ولا كيف تفكر، ولا اين نحن ......
ومعركتي معها ستكون خاسرة مئة بالمئة دون ادنى شك، إلا بطريقة واحدة، وهي "توقع الغير متوقع" وكل شئ كان من الممكن يتوقعوه ، إلا ان تتصرف مرح المغرورة "بغباء مطلق" وكانت المفاجأة لبندارا بان كل توقعاتها باءت بالفشل، وان مرح الداهية تتصرف "بغباء مطلق" وعليه كان على بندارا ان تفكر بغباء هي ايضاً حتى تفهم غباء مرح ، وطبعا، كان هذا مستحيلاً فهي لم تتعامل مع الأغبياء من قبل، أما انا فقد تعاملت مع الكثير من الأغبياء، ومازلت أتعامل مع أحدهم ........
وهكذا بدأت منذ اللحظة الأولى، أحاول لا أخطط لشئ، لم اكن اسجل في دماغي اية ملاحظات ولم اسعى لتوفير الوقت، ولم اخطط لشئ، واقع في الخطأ ولا يهمني، واعود الى حديقة بندارا عشرات المرات ولا يهمني، والأكثر من هذا اني استطعت ان اجمد دماغي حتى لا يتجه للتفكير بطريقة سليمة. وانا اعلم ما افعل، فقد كنت تحت المراقبة ، وكل ما سجل بدماغنا كان مكشوفا لبندارا، ولم نكن نستطيع ان نخفيه، وكانت المفاجأة التي لم تتوقعها بندارا ... والتي كنت أعيها تماماً، وكانت اجابتي لها "لا توجد خطة لدي" لا يوجد في دماغي اية ملاحظات عن المكان، "لا أفكر في أي شئ" ... وهكذا وحتى اللحظة الأخيرة أعتقدت بندارا ان شيئاً ما قد حصل لدماغي، وهي لا تلام، فحتى الأغبياء لا يتصرفون هكذا، كان من الممكن ان تستمر هذه اللعبة عدة أسابيع اخرى، إلا انك قررت ان ننهيها ونذهب ونعتذر لبندارا. وهنا عدت انا الى طبيعتي، وحصلت على المعلومات، والملاحظات حول ما حدث، وحول المكان من دماغك الذي سجل الأمور بطريقة طبيعية لا تشير الشك ... ومن خلال المعلومات التي لديك استطعت ان اجد الطريق!! وقمت بأستفزازك عمداً، وعدنا للأميرة ... ومن خلال قدرة بندارا على قراءة أفكاري، تفاجأت بأني حصلت على كل المعلومات التي أريد، ووجدت طريقة للخروج من السراب والدخول الى ملكة الشر ... اما الاميرة بندارا فهي ليست مجرد شخصية عادية وأنما هي احدى حارسات ابواب الشر المتميزات ، ان لم تكن الأفضل. وهي من الجيل السابق طبعاً، انا لم أعرف أنها حارسة إلا اليوم فقط من خلال الحوار الطويل الذي دار بيننا بطريقة "قراءة الأفكار" ... وكوننا في هذا المكان فلا تفسير عندي لذلك، فهي قد رفضت ان تفصح عن ذلك، وهذا بالنسبة لي شئ غريب ، ولكن هناك أسرار وامور كثيرة اجهلها ... هذا كل ما استطيع ان اقوله لك عما حدث، فأرجو ان لا تعلق واتمنى ان تكون قد فهمت شيئاً، هيا بنا لنخرج من السراب، وندخل مملكة الشر ...
لم أعلق على ماروت، ليس لانها طلبت ان لا افعل، بل لأني لا اريد ان اعلق ولا ان أسأل، ولا اريد ان افكر في هذا الموضوع، لأنه من الجنون ان افكر في أي شئ جديد لا أفهمه، وخاصة انه في كل لحظة هناك جديد غريب لا يفهم بسهولة، فخير لي ان اريح تفكيري .. مادمت برفقة هذه الداهية التي لا تفوتها شاردة.
سرنا حتى وصلنا الى الألواح الحجرية الكبيرة، التي نقشت عليها كتابات ورموز بالذهب الأحمر، بلغة ليست من لغة الجن ولا لغة الأنس، وقفت مرح امام اللوحات وابتسمت وقالت:
- أتعلم ياحسن ان الرموز والكتابات المنقوشة على اللوحة هي عبارة عن شرح مبسط لكيفية دخول مملكة الشر، ولو كان طفل صغير يعرف قراءة هذه اللغة لاستطاع الدخول دون عناء، وهذا يعني ان دخول المملكة ليس يالسر وليس حكرا على احد، فأي كان يستطيع الدخول وضحكت ضحكة من اعماق قلبها:
- اتعلم ان الثمرة التي اكلنا منها واصابتنا بالدوار وافقدتنا التركيز والوعي، كتب عنها مايلي: "هذه الثمرة تساعد على التركيز وتمنح النشاط ، وتمحو النعاس وتزيل التعب والارهاق، وتغنيك عن الماء والطعام ان اكلت منها ثلاث حبات، وان اكلت منها حبة أقل من ذلك او اكثر، فسيصيبك عكس ذلك".
قلت لمرح:
- كيف تعلمت قراءة هذه اللغة؟
- "اللغة بسيطةجدا، وحتى تتعلمها يجب ان تعرف الرموز، وان عرفت الرموز فقد تعلمتها، والرموز رموز الشر التي وقفنا بها، والتي كانت السبب في عودتنا المتكررة لبندارا، فلو عرفنا الرموز لما وقفنا بها". ولو لم نقع بها لما عرفتها، وماكنت ساتعلم اللغة.
مدت مرح يدها على نفس الثمرة، واكلت منها ثلاث حبات، لم أجرؤ انا ان افعل مثلها، خاصة بعدما حدث معي من جراء اكلي لهذه الثمرة، ولكني قطفت ثلاث حبات وحملتها معي حتى اتاكد من ان مرح لم يحصل لها شئ من جراء اكلها للثمار، وعدها اجرب انا ....
سرنا حتى وصلنا الى الطريق المذهبة، والتي تعكس غروب الشمس عليها، وقفت مرح بجانبها وقالت:

http://www.3sl3.com/up/upfiles/ckn99886.jpg
- المدخل الى مملكة الشر يمر من هذه الطريق، ويجب علينا ان ننتظر الى ان يحين غروب الشمس وظهور القمر قبل اكتمال الغروب، وعندها نستطيع ان ندخل المملكة .....
انتظرنا ولم ندخل الطريق، حتى غربت الشمس، واخذنا ننتظر ظهور القمر، حتى ظهر قبل ان يكتمل الغروب، ودخلنا الطريق وماهي إلا دقائق معدودة حتى خرجنا من الطريق، ولم يحصل معنا ماحدث في المرة السابقة .. وحين وصلنا الى نهاية الطريق والتفتنا الى الخلف كان كل شئ قد أختفى، ووجدنا انفسنا في وسط المدينة المدينة التي كنا نراها في السابق ....
كان الوقت ليلاً، ولكن القمر اضاء المدينة لتشعر بأنك في ساعات النهار، لم نكد نتقدم خطوة واحدة حتى توقفت عربة سوداء تجرها خيول بيضاء، خرج منها شاب بهي الطلعة وقال:
- "تفضلوا معنا الاميرة في انتظاركم" .....
ركبنا العربة وضحكت وقلت لمرح:
- ماذا يحدث يامرح هل سنعيد "الفيلم" من جديد ام اننا عدنا الى الماضي والى نفس المكان؟
قالت مرح:
- "سننتظر لنرى" ....
وصلت العربة امام قصر كبير وتوقفت ونزلنا منها واستقبلتنا فتاة، مررنا من حديقة حتى وصلنا الى مدخل القصر ودخلنا.
http://www.3sl3.com/up/upfiles/D4K99886.jpg
كان قصر غاية في الفخامة والروعة، مررنا من بين مجموعة من الصالات المليئة بالأشخاص حتى وصلنا الى مكتب، دخلناه، تركتنا الفتاة وقالت:
- "ستحضر الاميرة بعد لحظات" ...
قلت لمرح :
- يبدو انها تمثيلية اخرى، ولكنها افخم وتلثيق بمستواك وليست كالسابق.
أنفتح الباب، .....................

http://www.3sl3.com/up/upfiles/Z7k99967.jpg
http://www.3sl3.com/up/upfiles/m4c99885.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/9To99885.gif
يتبع>>>>>>>>>>>الحلقة 53

نظرة الحب 07-02-2011 09:57 PM

http://www.k99m.com/up/uploads/image...09b4903ff8.gifhttp://www.k99m.com/up/uploads/image...5cf41811d6.gif
الحلقة 53
http://www.k99m.com/up/uploads/image...5cf41811d6.gif

بانده (اميرة مدينة القمر)


http://www.k99m.com/up/uploads/image...5cf41811d6.gif
أنفتح الباب، ودخلت امراة في غاية الاناقة، جميلة، ذات هيبة ووقار، أشعر انها صاحبة شخصية قوية حتى قبل ان تتكلم، جلست خلف المكتب الزجاجي المذهب، وقالت:
- اهلا وسهلا بكم ، واخيرا وصلتم ياكونته وحسن، كنت اتوقع وصولكم ابكر قليلا، ولكن يبدوا ان "بندارا الخبيثة " لم ترغب بمفارقتكم. لقد سمعت وعرفت عنكم الكثير مما اثار استفزازي واعجابي في نفس الوقت، اعرفكم على نفسي : انا اسمي بانده، أميرة "مدينة القمر" وهي اجدى مدن مملكة الشر الخمسة. لقد تابعت رحلتكم منذ اللحظة التي قرر بها "رموزنا" بان لا يبيدوكم امام "مخرج الشر" أو بوابة الشر كما تسمونها، في ذلك الوقت بالذات وامام مخرج الشر قام "رموزنا" باتخاذ قرار حينما علمنا به بعد ذلك. تفاجئنا حتى فهمنا ما المقصود منه ... لقد كان القرار ان يتم منحكم فرصة حقيقية للبحث عن ماتسمونه "قوة الشر" ومن لحظة دخولكم الأقواس بدأنا جميعا بالأطلاع على رحلتكم خطوة بخطوة، لم تكن هذه لعبة للتسلية وأضاعة الوقت، بل كانت تجربة فريدة ومثيرة وخطيرة، ولم تكونوا انتم فئران تجارب مثلما كنتم تدعون، ولم يكن احد يسير أموركم او يتدخل في كل صغيرة وكبيرة تخصكم، لقد قمتم بهذه المغامرة بمجهودكم الذاتي، ولم تتلقوا اية مساعدة، وكان ممكن ان "تنتهوا" لو انكم وقعتم في أخطاء .... صحيح انه تمت أزالة الكثير من العوائق من امامكم، والتي كان من المحال ان تتجاوزوها بمجهودكم الخرافي، ولكن الهدف من التجربة لم يكن ان تصلوا الى هنا، وانما كان الهدف دراسة طاقة تحملكم ودرجة تصميمكم على المواصلة. انا شخصيا لم اكن اتوقع ان بمقدوركم الوصول الى هنا، بل اعتقدت ان رحلتكم ستنتهي في المراحل الاولى، وكأن شئ لم يكن، ولكن ها انتم وصلتم الى مدينتي "مدينة القمر" .. طبعا قصدت من هذا الشرح ان تفهموا انه ليس من دوري ان امنعكم او اساعدكم بشئ، ولا توجد في مدينتي حواجز ولا مخاطر ولا متاهات والغاز، فكل شئ هنا مكشوف وواضح ..
أبتسمت الاميرة لمرح وقالت:
- كونته، أنت مجنونة بحق ولكن وبحق أكبر أنا معجبة بجنونك.
ردت مرح:
- الحقيقة ايتها الاميرة انك لطيفة، وللحقيقة فأني معجبة بأسلوبك اللطيف ..
أبتسمت الاميرة ومرح لذلك، وابتسمت انا ايضا بيني وبين نفسي قلت: "الله يستر من نهايتها فعلاقة مرح بالاميرة بندارا اميرة السراب ابتدأت بعداء وانتهت بمحبة وعلاقة مرح بأميرة القمر ابتدأت بمحبة وستنتهي بمصيبة ...
قلت للأميرة باندة:
- هل نحن حقا في مملكة الشر، ام اننا سنكتشف بأننا في مكان اخر ....
قالت :
- نعم انتم فعلا في احدى المدن المبنية على مملكة الشر، واسم المدينة مدينة القمر،
http://www.k99m.com/up/uploads/image...eb0e39dec8.gif
وسميت بهذا الاسم نسبة لقرب المسافة بينها وبين القمر، ولان القمر يرى في كل الاوقات من هذه المدينة، وانا أميرة هذه المدينة فعلا ومنذ سنوات طويلة.
قلت لها:
- بما انك صريحة وكل شئ مكشوف، هل "قوة الشر" التي نبحث عنها موجودة هنا.
قالت وهي تضحك:
- "اولا قولوالي ماهي قوة الشر التي تبحثون عنها؟ قولي لي انت يامرح"
أبتسمت مرح وقالت:
- بصراحة، انا ايضا لا أعرف ماهي او ماهو وصفها، كل ما أعرفه انها موجودة، وهي القوة التي ان امتلكها احد سيطر على كل شئ.
ضحكت الاميرة وقالت:
- اقسم انك مجنونة، اكل مافعلت من مغامرة ومخاطرة من اجل شئ لا تعرفينه، ولانك سمعت عنه، ماذا كنت ستفعلين لو انك كنت تعرفينه.
قالت مرح:
- اذاً قولي لي انت ماهي قوة الشر التي احاطوها بكل هذه السرية والتعقيدات منذ الاف السنين ...
قالت باندة :
- اتصدقينني ان قلت لك اني اميرة هذه المدينة منذ سنوات طويلة وقد ولدت وعشت في هذه المدينة، ولم اسمع بشئ اسمه "قوة الشر" الا حينما سمعت بقصتك أنت، وحتى هذه اللحظة لا ادري مالمقصود من هذه التسمية.
قالت مرح :
- " أداً اشرحي لي، لماذا سموا مدينتك بمملكة الشر؟؟
قالت باندا :
- اولا اسم مدينتي هو "مدينة القمر" وهي احدى المدن الخمسة التي بنيت على مملكة الشر وتسمية مملكة الشر هي تسمية قديمة، يعود تاريخها الى ماقبل عشرات الاف السنين.
قالت مرح :
- "وما سر هذه التسمية يابندا" ....
ردت :
- لا احد يعلم القصة بالظبط، ولكنهم يقولون انها مجرد تسمية، وهناك فصة يتم تداولها منذ الاف السنين، لا احد يعرف صحتها، حيث يقولون انه ذات زمان كان في هذا المكان مملكة كبيرة حكمها ملك شرير، اشعل الحروب واراد ان يحكم كل شئ بالقوة وبعد ذلك تم تدميره، ودمرت مملكته بالكامل ولم يبقى لها أي أثر، وعلى انقاضها تم بناء خمسة مدن، ولكنها مجرد فصة من عشرات القصص التي تروى ولا يوجد اي شئ يثبتها او يؤكد صحتها.
ضحكت مرح وقالت:
- قصة جميلة ياباندا ولكن اليس من الغريب ان الدخول الى هذه المملكة هو ضرب من المستحيل، ومالاقيناه يؤكد ذلك، وانت قلتِ انك تابعتي رحلتنا بالدخول عبركل البوابات، ومن خلال الكم الهائل من الحراسات، ولا ننسى يابانده اني انا كنت اقوم بحراسة احدى بوابات الشر، فلماذا كل هذا؟ لماذا ان لم يكن هناك فعلا "قوة ما" يخشون ان يقوم احد بالسيطرة عليها؟
فقالت باندة:
اولا، انا لا انفي انه توجد اسرارا هنا وفي كل مكان، ممنوع علينا ان نعرفها، او نسأل عنها، وهذا امر نتفهمه جيداً ... ولكن هذا لا يعني ان هذه الأسرار تتعلق بما نسميه "قوة الشر" وخوفهم من ان يسيطر عليها احد، لأنه في المدن الخمسة فوق مملكة الشر اعداد لا تحصى من الكونيين، وايضا البشر، ويدخل هذه المدن دائما اشخاص جدد من كل مكان لم يدخلوها من قبل، ولم يشعر احد يوما ان هناك شيئا يخافون ان يصل اليه احد، وانت ياكونته ... تعلمين جيدا انهم لو ارادوا القضاء عليك لفعلوا ذلك بسهولة، وماتركوك لتصلي الى هنا ... وشئ واحد لا تفهمينه انت، وربما لا تفهمه كل الحارسات ايضا، ان ابواب الشر المتصلة مع عالم البشر هي ليست مداخل وانما مخارج، أي انه لا خوف من ان يدخلها أحد، لأن دخولها مستحيل، الخوف هو ان يخرج منها احد، هذه البوابات صممت كمخارج، أي انه ممنوع الخروج منها، وكل هذه الحراسات التي تحدثت عنها من اجل منع محاولة للخروج من مملكة الى عالم البشر، وليس من اجل منع دخول احد من عالم البشر الى المملكة ... ومداخل المملكة هي بالمئات، وايا كان يستطيع الدخول الى مدن مملكة الشر بسهولة وببساطة ودون مخاطرة وعناء، إذا عرف مكان المداخل، واشخاص كثيرون من الكونيين والبشر دخلوا الى هنا بالصدفة ودون قصد، اطفال صغار ايضا دخلوا الى هنا بالصدفة ولكن المستحيل هو ان يخرج احد من هنا ومن اجل الخروج يجب ان يغامر بالخروج من احدى بوابات الشر، ويمر عبر كل تلك الحراسات والعقبات التي لم ينجح احد بتجاوزها، وانتم رأيتم جزء بسيط منها ... افهمت الان لماذا اقول عنك مجنونة، لأن المخاطرة التي قمتم بها ماكان لها أي داعي من اجل الدخول الى هنا، ولو ان كل ماقمتم به كان من اجل الخروج من هنا الى عالم البشر، لكان الأمر طبيعياً ...
ابتسمت مرح وقالت :
- باندة أتصدقيني ان قلت لك انِ أصدق كل كلمة تقولينها برغم اني لم أتعود ان اصدق أي شئ بسهولة.
أبتسمت باندة وقالت:
- "شكرا لك لانك صدقتيني" ...
لم أتمالك نفسي وخرجت عن صمتي وقات لمرح :
- أتعنين ما تقولين وهل فعلا ما قالته صحيحا ....
توقعت ان تنفي مرح ذلك بغمزة من عينها، او باشارة ما من وراء الأميرة، لكن مرح فاجأتني وقالت:
- نعم متأكدة من ان ماقالته الأميرة صحيح مئة بالمئة، لا اقول هذا من اجل خطة في راسي، أو لأي هدف، ولكن هذه هي الحقيقة ... صدقني ياحسن .....
قلت:
- انا لا أصدق ولا اريد ان اصدق، اكل الجنون الذي قمنا به كان بلا داع؟ طفل صغير كان بأمكانه دخول المملكة بلا عناء؟؟! .. انتم الجن كذابون مخادعون ... لا يمكن هذا .. قولي لي يامرح ارجوك ... قولي لي انك تخدعينها كما فعلت مع الاميرة بندارا ... ادئنا الى هنا من اجل لا شئ ...
قالت مرح:
- انا لم اقل اننا اتينا الى هنا عبثا، ولم اقل ان ماقمنا به كان عبثا، كل ماقلته ان ماقالته الاميرة باندة صحيح حول مداخل ومخارج الشر ...
- أذا هناك "قوة شر"؟؟؟
- أحساسي يقول لي انه هناك شئ ما، بغض النظر ان اختلفت تسميته، واحساسي أيضا يقول ان هناك سر منعهم كل هذا الوقت من ايذائنا، وايضا انا متأكدة ان باندة ليست جزء من اللعبة ..
انفرجت اساريري لكلمات مرح الواثقة، فأنا أثق بقدرة مرح اكثر من اي شئ اخر.
امتعضت الاميرة باندة من كلمات مرح الاخيرة بشكل واضح وبدى على ملامحها الأمتعاض والانزعاج، ولاحظت مرح ذلك وقالت لها
- لماذا انتِ منزعجة يا باندة ؟؟
قالت :
- بصراحة لا أدري إلا انه ينتابني احساس بان شيئاً سيئاً سيحدث بسببك لا ادري ما هو، ولكن هذا ما اشعر به واتمنى ان أكون مخطئة ...
قالت مرح :
- وانا ايضا ارجو ان تكوني مخطئة، لأني لا اتمنى ان اكون السبب في حدوث سوء أي كان، والأن ايتها الأميرة، ألا توجد قوانين وتعاليم معينة علي ان أعرفها ..
ضحكت باندة وقالت:
- كلا ياكونته ...
قاطعتها مرح وهي تضحك وقالت :
- اتفقنا باندة ان تناديني بأسم مرح ..
ابتسمت باندة وقالت :
- لماذا تحبين هذا الاسم وتتضايقين من اسمك الحقيقي ..
فقالت مرح :
- انه أسم "الدلع" الذي تعودوا ان ينادوني به منذ كنت صغيرة ...
فقالت باندة :
- اتفقنا، سأناديك مرح ... يامرح، ولكن هل بالمعنى المقصود للاسم بلغة الكونيين ام بلغة البشر
قالت مرح :
- لا ارجوك ، بلغة البشر، وايضا ارجوك ان لا تخبري "حسن" بمعنى الاسم بلغتنا حتى لا يشمت بي، ويستمتع بمناداتي به ليل نهار ...
وضحكتا معا ... أما انا فقد اصريت إلا ان أفهم معناه، ولكن يبدو ان الجن يتفقون مع بعضهم البعض بسرعة ولا يبوحون بالاسرار ...
قلت :
- بسيطة يا"مرح" بلغتكم، ان لم تخبريني فسأناديك باسم "كونته" ...
قالت مرح :
- ما اجمل اسم كونته حينما تلفظه انت، نادني به كما تشاء، ولا تحلم ان اخبرك بمعنى مرح بلغتنا ....
ووجهت كلامها الى باندة :
- ولان أيتها الاميرة هل هناك اشياء ممنوعة واشياء مسموحة يجب ان نعرفها ....
قالت الاميرة :
- كلا يامرح، لاتوجد ممنوعات، وهنا لا وجود لصديقتك باندارا وتعاليمها، ولا يوجد سراب، انت على ارض الواقع ....
قالت مرح :
- اذا اسمحي لي، فسأذهب لعدة ساعات ....
قالت :
- لك ماشئت ...
التفتت مرح إلي وقالت :
- حسن انتظرني وسأعود بسرعة ؟؟؟
اعتراني الغضب وقلت :
- الن تأخذيني معك؟
ردت مرح :
لا يحسن، الافضل ان تبقى وسأعود بأسرع وقت ممكن .
فتأفأفت وقلت :
- شو يامرح، هل دوري انتهى ولم تعودي بحاجة الي، هل هذا هو عهدك الذي عاهدتني به منذ البداية؟ ابتسمت ... واقتربت مني. هذه الجنية الخبيثة تعرف جيداً انني لا استطيع مقاومة نظرة من عيونها، وخاصة حينما تقوم بتسبيلهما .. قالت بغنج ودلال :
- حسن انت بتجنن، لما بتحرد مثل الصغار، وانت بتعرف منيح بأني لم اكذب عليك منذ البداية، وسأحافظ على عهدي معك، ولكن ان جئت معي فستعطل حركتي، وما استطيع حركتي ، وما استطيع القيام به بساعة لوحدي ومن خلال قدرتي على التحرك والتنقل السريع، سيأخذ منا نحن الاثنين معاً الف ساعة، وانت تفهم ماذا أقصد، سأذهب بسرعة وسأعود بسرعة.
واقتربت مني وهمست بأذني :
- وبعدين أنت ليش زعلان يا ابو النسوان، ما انا تاركتك مع باندة الامورة، ولا تنسى انها احلى من بندارا، وباندة اميرة عن جد، مش مثل باندارا اللي طلعت أميرة بالكذب . وباين انو عندها من الآسرار اللي انت بتحبها كثير.
- اردت ان اضحك لخفة دم مرح، ولكني تمالكت نفسي حتى احافظ على "كشرتي" وأشارت بيدها وقالت :
http://www.k99m.com/up/uploads/image...41a47f0075.jpg
- باي حسن ...
واختفت كلمح البصر، ومثلما كانت تفعل بالسابق في بداية معرفتي بها ....
كانت الأميرة باندة تراقب مايحدث وتبتسم، وشعرت بأحراج من تصرفي وتأثري لذهاب مرح ...
قالت الأميرة باندة بصوت ناعم وبكلمات بالكاد تخرج من بين شفتيها لتصل الى أذني :
- اتحبها يا حسن؟؟
فاجائتني بهذا السؤال، ولم أدرِ بماذا أجيب ... وقلت :
- بصراحة ، لقد أعتدت عليها كثيراً فهي معي منذ فترة طويلة، وقد مررنا معا بأقسى الظروف ولم تفارقني ولو للحظة، ولهذا حينما شعرت انها ستذهب احسست بفراغ كبير ....
قالت الأميرة :
- " أتحبها ياحسن" ؟؟؟
قلت :
- ربما تعودت عليها !!!
ابتسمت وقالت :
- ربما .........
واردت ان اخرج من هذا الحوار ، فسألتها :
- هل انت ايتها الاميرة المسؤولة عن هذه المدينة ؟؟؟
- كلا، هناك مسؤول اخر عن هذه المدينة، وانا اميرة المدينة، ولا توجد لي سلطة تنفيذية على أي شئ، ومهمتي رمزية تنحصر في الشكليات واستقبال الضيوف والاحتفالات ...الخ
سألتها :
- وكيف اصبحت اميرة ؟؟؟
- انه لقب رمزي وقد حصلت عليه بالوراثة
- وهل لكل مدينة اميرة مثلك ؟؟؟
ضحكت وقالت :
- نعم لكل مدينة اميرة، وهو تقليد متعارف عليه منذ عشرات الاف السنين.
- اذاً ابوك ملك هذه المدينة؟
- كلا والدي ليس ملك ولا يوجد عندنا ملوك
- أذاً انتِ ابنة مسؤول المدينة ؟
- كلا، لست ابنة مسؤول المدينة.
- اذا ابنة احد الكبار؟
ضحكت وقالت :
- اليس من الأسهل لك ان تسألني ابنة من انتِ ؟
- بصراحة آه، ابنة من؟
- انا ابنة العالم (سنداد) .....
وضحكت الأميرة حتى سقطت دموعها من الضحك وقالت :
- انا لا الوم كونته انو هربت منك !!
- إذا سمحتِ قولي مرح ولا تقولي كونته .....
ضحكت الأميرة وقالت :
- "حاضر" والان ما رايك ان تحكي لي انت عن عالم البشر ....
- ولكنكم انتم عالم الجن تعلمون كل شئ عنا ...
فقالت وهي تضحك :
- يبدو انك لا تميز بين الكونيين وسكان هذه المدينة، على العموم هذا ليس مهما، ولكني ولدت في هذه المدينة وتربيت بها ولم اخرج منها ، ولن اخرج منها مثلي مثل أغلبية سكانها، فلا احد يخرج من مدن مملكة الشر إلا اشخاص محدودين، ولهذا فانا لا اعرف عن عالم البشر، وحتى عن عالم الكونيين إلا القليل مما نسمعه ونقراه، ربما مشوق لي ان اسمع عنه منك ...
- سأحكي لك عن عالم البشر، ولكن ولكن بعد ذلك تجيبيني عن كل اسئلتي ...
- كلا، فأنا بهذه الحالة سأخسر، وخاصة ان اسئلتك لا اول لها ولا اخر، ولكني سأعطيك مقابل كل سؤال اوجهه لك عن عالمك، خمسة اسئلة تسألها ؟
- موافق ....
وبدأت احكي للأميرة باندة عن عالم البشر، وعن لغاتهم، وعن طريقة عملهم، وحياتهم وحروبهم وسلامهم وزواجهم وطلاقهم وقوانينهم . وكانت وهي تصغي الي بأهتمام شديد ودون ملل، وتسأل اسئلة كثيرة حتى في الأمور التافهة، ومر الوقت بسرعة، حتى مللت انا وهي لم يصبها الملل، وكانت تصغي كطفلة صغيرة تروي لها جدتها حكاية.
أحضرت الطعام وانتظرتني حتى انتهيت لاكمل لها حكاية البشر. تعبت واصابني النعاس، وطلبت منها ان ترحمني وتدعني استريح قليلاً ، فوافقت على ان توقظني هي بنفسها بعد عدة ساعات ،،،فوافقت وطلبت من احد مرافقيها ان يصحبني الى غرفة في القصر، من كبرها وفخامتها كادت تنسني تعبي ونعاسي .. ونمت وما كدت ان انام حتى مرت الساعات، وجاء من يوقظني ولكني أبيت ان أفيق، ويبدو انهم تركوني انا ساعة اخرى او اكثر.
أغتسلت وخرجت من الغرفة لاجد من ينتظرني بخارجها ويرافقني الى حيث تجلس الأميرة باندة على أرجوحة في الحديقة.
http://www.k99m.com/up/uploads/image...e484a2dac7.jpg
جلست معها وعدت من جديد، أحكي لها عن البشر، وكانت تسألني اسئلة كثيرة حتى انا لا اعرف لها اجوبة، ولكني كنت اخترع لها أجوبة من خيالي وتقتنع بها، ويمر الوقت وتسأل وأقع في تناقضات اختراعاتي وتستغرب وهي تسأل :
- ألم تقل لي حينما سألتك .......
واخترع لها قصة جديدة لتغطي على كذبي، حت اني اخترعت لها شعوبا جديدة وعادات جديدة ولغات جديدة وصورت لها البشر من الرقي والمثالية والمحبة والتأخي والسلام والذكاء والعلم ... ألخ ولو رويت ما رويت لها لمجنون من البشر لتأكد اني مجنون اكثر منه ... ولكن المصيبة الكبرى انها لا تمل وعلى كل كلمة تعلق وتسأل عن كل شئ وكأني ملم بكل شؤون البشر ....
وأحترت كيف أتخلص من هذه الورطة ولكن دون جدوى فاخذت اجاريها، وفجأة سمعت ضحكة عالية ردت الي الروح
http://www.k99m.com/up/uploads/image...6c4b063e1c.jpg
... مرح المجنونة عادت وظهرت كلمح البصر ويبدو انها علمت بطريقة ما بكذبي واختراعاتي او انها تضحك على ورطتي .... جلست بجانب باندة على الأرجوحة واخذت تدفعها بقدميها لتتراقص امامي وقالت لي :
أكمل ياحسن شرحك عن عالم البشر الرائع المثالي المتكامل .....
التفتت الى الأميرة باندة وقالت لها
http://www.k99m.com/up/uploads/image...8f8d8c11ec.jpg

http://www.k99m.com/up/uploads/image...5cf41811d6.gif

http://www.k99m.com/up/uploads/image...863845626b.gif

يتبع>>>>>>>الحلقة 54

نظرة الحب 07-02-2011 09:59 PM

http://www.k99m.com/up/uploads/image...09b4903ff8.gif

الحلقة 54

http://www.k99m.com/up/uploads/image...5cf41811d6.gif
المدن الخمسة المبنية فوق مملكة الشر
http://www.k99m.com/up/uploads/image...5cf41811d6.gif

التفتت الى الأميرة باندة وقالت لها :
- كيف رأيتِ عالم البشر يابندة بعد ما حدثك به حسن ؟؟؟
قالت :
- بصراحة هناك أختلاف كبير بين ماسمعت عنه في السابق وما قرأته في الكتب وبين ما قاله حسن,
ردت مرح قالت :
- الكتب التي قرأتها قديمة، وماسمعته كان شيئاً في الماضي اما الأن فعالم البشر مختلف، فكلهم يحبون بعضهم ولا احد يقتل الأخر ولا توجد حروب عندهم إلا للتسلية، وهم لا يخونون ولا يكذبون ولا يسرقون.
ادارت باندة رأسها بأتجاه مرح وقالت :
- انتِ تسخرين يامرح
ردت مرح :
- ولماذا أسخر .... ايعقل ان نسخر من هذه المخلوقات الرقيقة اللطيفة الرائعة المثالية، لا يابندة لا تقولي هذا أرجوك .
ابتسمت باندة ووقفت على قدميها ، وبلطف حركت الأرجوحة ومرح مازالت جالسة عليها وقالت:
- سأدعكما لوحدكم قليلاً
وألتفتت الي وقالت :
- ولكني سأعود لتكمل لي الحديث عن البشر وعالمكم، فلا تهرب ياحسن ......
سارت باندة متجهة الى القصر لتتركنا لوحدنا تاركة خلفها انطباعاً اخر عن لطفها وادبها .....
قلت لمرح :
- كلك ذوق يامرح، اكان هناك داع لتقومي بإحراجي أمام هذه "الهبلة" ......
ردت مرح :
- وحياتك عندي انك انت "الأهبل"، أتظن انها صدقت أكاذيبك عن البشر وعالمك، وهي تعلم انك تكذب ولا تريد ان تقول لك ذلك وتجاريك على "قد عقلك" ....
قلت لها :
- هذا غير صحيح ومايدريها ان كان ما أقوله صحيح ام كذب، وعلى كل حال هذا ليس ذنبي، فهي افقدتني صوابي بأسئلتها الكثيرة، حول كل شئ وكأني ذو علم واسع في شؤون جميع البشر، فماذا افعل ان قلت لها لا اعرف ، فتقول ولماذا لا تعرف، ألست من البشر ؟ أنها تتحدث عن عالم البشر وكانهم قرية صغيرة، فكنت اخترع لها الاجابات وهي تصدق ما أقول، حتى جئت أنتِ وأخذت تشككينها بكلامي من خلال سخريتك "وثقالت دمك"
قالت :
ياحسن ياحبيبي، يقولون في هذه المدينة (حينما تتكلم ويصغى اليك احد ولا يقاطعك فهذا لا يعني انه يصدقك) ، وانا بعد ماتركتكما ومن خلال جولتي في "مدينة القمر" علمت عن الاميرة باندة الكثير، نعم هي لا تمثل ولا تتصنع، فهي تتصرف على طبيعتها بكل شئ وصحيح انه لا دخل لها بما يحدث، والجميع هنا يحبونها لانها تستحق ذلك، وتلقب ايضاً بالأميرة البريئة لأن معظم تصرفاتها تدل على البرائة ولكنها ايضاً ذكية ولماحة وصاحبة علم كبير، فلا تتفاجأ ان كانت هي تعلم عن البشر اكثر مما تعلمه أنت، ولمعلمواتك فهي تجيد كل اللغات القديمة والحديثة للبشر والكونيين أيضا. صحيح انها لم تخرج من المدينة ولم تذهب يوماً الى عالم البشر وعالم الكونيين، وهذا لا يعني انها تجهل ما تقصه عليها واراهنك انها الان قد كونت فكرة عن شخصك من خلال ماتحدثت به ....
قلت لمرح :
- شكراً لك على هذه المجاملة اللطيفة ..... دعينا من هذا الموضوع وقولي لي هل عرفت مكان قوة الشر ؟؟؟
ضحكت وقالت :
- اه عرفت، وهلاَ بنروح بنوخذا وبنرجع البيت .. بس المشكلة مافي معنا كيس نحطها فيه!
قلت :
- بدون مزاح، ماذا فعلت بغيابك كل هذا الوقت ......
قالت :
- لم أفعل شيئاً، فقط تجولت في مدينة القمر لأعرف اين نحن بالظبط، واحاول ان اجد خيطا نسير خلفه، ويبدو لي اننا في مكان غريب فعلاً، وسنحتاج الى وقت كثير حتى نفهم طبيعته وخواصه، وشئ واحد لا افهمه، أطمئن اليه من ناحية ومن ناحية اخرى أخاف منه، وساحتاج لعدة أيام حتى اتأكد منه ... الشئ هو ان هذه المنطقة لا تخضع "لسلطة الكاتو" وقوانينها مستقلة وغير مرتبطة بقوانين عالمنا ............
المطمئن في الموضوع ان كان هذا صحيحاً، فهذا يعني اننا هنا بأمان ولا أحد يطاردنا، والمخيف ان لم يكن الأمر كذلك فلن نخرج من هنا الى الأبد، والمحير الذي لا افهمه ... لماذا تركونا ندخل الى هنا ؟؟؟ وقد كان بامكانهم القبض علينا متى شاؤوا، وخاصة واننا لم ندخل رغما عنهم بل بارادتهم وموافقتهم، فما هو السر والحكمة في ذلك ؟؟؟
قلت لها :
http://www.k99m.com/up/uploads/image...389b8f2df7.gif
- اسمعي يافرح، في عالم البشر يقولن "خذ الحكمة من أفواه المجانين"، ومن الذي مر علينا ومن تجربتي البسيطة جداً والمتواضعة اشعر با هناك "سر كبير خلف ما يحدث معنا" واخشى ان هناك لعبة اكبر مما تصورنا، ولدي احساس بان كل ما حدث قد خطط له قبل ان يحدث لكنهم ارادوا ان يسير كل شئ على طبيعته ولا تنسي يامرح انك واحدة، وهم الاف الالوف، يخططون ويدرسون كل شئ، تأكدي يامرح انهم ارادوا ان نصل الى شئ ما، ونكتشف شيئاً ما، او انهم ارادوا ان يتأكدوا ان كان هناك من يستطيع ان يصل الى شئ ما، وان كان هنا سر ما يجب ان نجده فهذا السر لابد أنه موجود في الماضي وليس في الحاضر ... لاحظي، نحن نبحث عن قوة الشر، وهنا يقولون انه كان هناك ملك "شرير" دمرت مملكته وحرقت، اذاً يجب ان نبحث في الماضي البعيد والذي بسببه سميت "مملكة الشر" بهذا الاسم. لنبحث كيف دمرت "مملكة الشر" ... مانبحث عنه لن نجده في المدن الحديثةن بل سنجده تحت المدن، مالسر الذي جعل كل من يدخل هذه المدن لا يخرج منها ...ولاحظي ان الاميرة باندة قالت "انه من السهل دخول مدن المملكة ولكن من من المستحيل الخروج منها ...." .. لماذا لا احد يخرج وإن خرج ماذا سيحدث له، الم تتساءلي، انت مرح ... عضو في مجلس الكاتو وحارسة لبوابة الشر منذ سنوات طويلة، لم تعرفي ماذا يوجد خلف البوابات، ولم تعرفي عن مملكة الشر، اذا الكاتو جميعا لا يعلمون، وإذا كان مجلس الكاتو وهو السلطة التنفيذية في عالمك لا يعرف شيئاً عن هذه المملكة ... فكيف سيكون له نفوذ عليها.أذاً هناك شئ أقوى من الكاتو يجهله حتى الكاتو يامرح ، الم تلاحظي ان الاميرة باندة تابعت قصتنا من لحظة دخولنا الاقواس، وكانت في انتظارنا وتوقعت ان نصل ابكر مما وصلنا، هذا يعني ان القوة التي سيطرت على كل مامر علينا، هي التي تصدر الاوامر الى من في هذا المكان ، وان دل ذلك، فهذا المكان خاضع لقوة تديره ....
أثناء حديثي كانت مرح تصغي بأهتمام .
بعد ذلك قالت :
- لقد صدقت ياحسن، انك تفاجئني بقدرتك على التحليل .... كلامك منطقي وصائب وقد خطرت لي فكرة من خلالها يمكن ان ننطلق دون تخبط ... والان يجب ان اتركك وأذهب وسأعود باسرع وقت، ولن أعود خالية الوفاض .
انطلقت مرح مسرعة ولم يكن بأمكاني ان استوقفها لأسألها متى تعود، لم اعلم الى اين ذهبت او الى اين تنوي الذهاب .....
http://www.k99m.com/up/uploads/image...88907947fb.jpg

ومن بعيد لمحت الاميرة باندة تخرج من بوابة القصرقادمة نحوي، وبدأت ابحث عن طريقة لأتخلص من أسئلتها الكثيرة عن البشر ........
أقتربت وجلست على الأرجوحة من جديد وقالت :
- أين ذهبت صديقتك المجنونة هذه المرة..
قلت لها مازحاً :
- ذهبت لتحضر لنا بعض السندوتشات
فضحكت باندة وقالت :
- لم أعلم انك جائع، على كل حال الطعام جاهز، ولكن من الذوق ان تنتظر سندوتشات "مرح" والآن هيا اكمل لي الحديث عن البشر من حيث توقفنا .
قلت :
- أمري لله ... اسألي انت وسأجيبك، واخذت باندة تسأل وانا اجيبها ولكن هذه المرة كنت اشرح لها باني لا اعرف ما لا أعرفه، وقد كانت متفهمة ولم تكن تلح علي، وسنحت الفرصة اثناء حديثنا ووضحت لها اني كنت امزح في بعض اجاباتي السابقة .......
ابدت تفهمها ولم تعلق .... مرت ساعات ونحن على نفس الحديث، اكلت وشربت وذهبت للنوم، وافقت ومرح لم تعد، والاميرة باندة لا تمل واسئلتها لا تنتهي، وبعد عناء استكفت الاميرة بما عرفته عن البشر، وتنفست انا الصعداء وسمحت لي ان اغير الموضوع واخذنا نتحدث في مواضيع شتى ، وطلبت منها ان تشرح لي هي عن مدن مملكة البشر ؟؟؟
قالت :
- سأشرح لك ما أعرفه، أما مالا أعرفه فلن اخترع لك اجابات عليه مثلما فعلت انت، "مملكة الشر" أسم قديم يطلق على هذه البقعة، والاسم ليس على مسمى وعكس الحقيقة، والاصح كان يجب تسميتها بمملكة "الخير والحب" ولكن التسمية القديمة غلبت على اي تسمية اخرى، واصبح الاسم امراً واقعاً لا يمكن تبديله ... مملكة الشر تقع في الجزء المنسي من الأرض وفي وسط الحواجز الزمنية بين عالم البشر والكونيين، أي ان نصفها يقع في عالم البشر والنصف الثاني في عالم الكونيين، وهي وحدة متكاملة متواصلة غير مجزأة برغم انها تقع بين عالمين، لها خواصها المادية من جميع النواحي . والتي تختلف عن الخواص الموجودة في عالم البشر وعالم الكونيين، مداخلها كثيرة وهي ممتدة على طول الحواجز الزمنية ... توجد لها عشرات المداخل في عالم البشر وعشرات المداخل في عالم الكونيين . اما ابواب الخروج منها فهي قليلة وعددها (13) باباً، وجميعها في حدود عالم البشر، أي ان الخروج من هنا لا يتم إلا عبر عالم البشر . سميت البوبات او المخارج ببوبات الشر، ويشرف على حراستها من الخارج السلطة الحاكمة بعالم الكونيين، اما من الداخل فهي تقع تحت مسؤولية "رموزنا" مباشرة ... البشر لا يعلمون بوجودها بشكل تام، ولكن هناك من يعلم وهناك من يتوقع، وايضا هناك من البشر من يعلم بوجود البوبات ولكنه لا يعلم ما يوجد خلفها، وهناك من أستطاع ان يعرف ولكنه لم يعرف التوقيت الذي تفتح فيه المداخل للدخول الى المملكة ... ومن ناحية أخرى فأن الدخول الى المملكة سهل ان كان من قبل البشر او الكونيين ان استطاعوا معرفة الرموز والتوقيت للدخول، والمداخل تبقى مفتوحة يوميا من غروب الشمس الى شروقها، وقليلون هم الذين استطاعوا الدخول بعد ان فكوا الرموز وعرفوا التوقيت، وكثيرون هم الذين دخلوا الى هنا بالصدفة وبدون قصد، ولا تستغرب ان قلت لك ان طائرات بكامل ركابها وسفن وسيارات ومركبات متنوعة للبشر وصلت الى هنا عن طريق الصدفة، وتم ذلك بمصادفة المرور غير المقصود بالمساحة المحدودة للمداخل عبر الحاجز الزمني في وقت انفتاح المدخل، وكذلك يحدث ايضا مع الكونيين فهم بهذه المعادلة لا يختلفون عن البشر، إلا ان وجود "المخارج" بوابات الشر معروف لديهم وليس بالسر، طبعاً البوابات فقط هي المعروفة، أما مايوجد خلفها فهو مجهول واقصد بحديثي العامة، اما المسؤولون هناك فهم يعلمون كل شئ .... هذا بخصوص الدخول الى المملكة، أما بخصوص الخروج فهو ضرب من المستحيل، ولا يتم إلا عبر (البوابات) والحراسات الداخلية والخارجية المعقدة، والتي لا يمكن حتى تصورها وأنت ومرح خضتم تجربة أجتياز مايعادل واحد بالمئة من حجم الحواجز والحراسات الموجودة .. أما لماذا لا يسمح بالخروج من هنا ... فبصراحة انا ايضاً لا أعرف، وللحقيقة لا احد يفكر بالخروج منها حتى ولو للحظة واحدة، وستعرف انت هذا في الايام القادمة، فكل شئ واي شئ يتصوره عقلك موجود هنا، وهنا لا يوجد ألم ولا معاناه ولا أمراض ... هنا يوجد حل لكل شئ، وكل ما تتمناه ستجده، ولكن هذا لا يعني انه سيحضر اليك دون ان تعمل لتحصل عليه. في مدن المملكة كل فرد يحدد مكانته من خلال مايقدم للمدينة وللأخرين، على سبيل المثال هنا لن تستطيع ان تسرق شيئاً من احد ولا تأخذه بالقوة ... وهنا لا يمكن ان تدعي انك الأفضل، بل يمكن ان تثبت ذلك ان كنت تستحق، الحظ كلمة لا نؤمن بها هنا، بل نؤمن بالعمل والواقع، لايوجد هنا ظالم ومظلوم، هنا مملكة الأمان والمحبة والسلام .... وبغض النظر عن تسميتها "بمملكة الشر" طبعاً هنا ستجد اموراً كثيرة مشابهة لأمور في عالم الشر والكونيين، على سبيل المثال، أنا أسكن قصراً فخماً وهناك غيري من يسكنون بيوتاً متواضعة وعادية،
http://www.k99m.com/up/uploads/image...f716abd63f.jpg
في عالم البشر، في عالم البشر هذا يدل على اشياء كثيرة كما تقولون، مثلا ولد ومعلقة من الذهب في فمه، وفلان ولد فقيرا .....ربما هذا في عالمكم صحيح ولكن عندنا هذا لا يحدث ابداً، فان كان طموح الفرد ان يصل الى مستوى معين ... فلديه الفرصة ليحقق ذلك من خلال مجهوده وعمله ... والفرص هنا متساوية بين الجميع دون تمييز بين فرد واخر ... يستطيع أي فرد هنا ان لا يعمل شيئاً ولكنه لن يحصل إلا على الأشياء الأساسية مثل الطعام والسكن، اما إن أراد ان يتميز فيجب ان يعمل للوصول الى ذلك ، ولن يفيده مركزه او مكانته او اجداده، وانما دوره في المجتمع هو الذي يحدد، فلا احد يستمد مكانته من الأخرين .....
توقفت الأميرة باندة عن الحديث للحظات ثم استرسلت وقالت مبتسمة :
- ان كانت لديك اية اسئلة تستطيع ان تقاطعني وتسأل، أنا اقدر ان هناك امور كثيرة من الصعوبة بمكان ان يتم فهمها بسهولة ... لا تهتم ان اردت مقاطعتي ... سأعود لمملكة الشر ومدنها بعيداً عن التفاصيل الداخلية التي لا تنتهي ... قلت في السابق انه قد تم بناء خمسة مدن على هذه المنطقة المسماة بمملكة الشر، والمدن التي تم بناؤها منذ عشرات الاف السنين وهي مدن متصلة ببعذها ببعض، ولا تفصل بينها حواجز واسوار ، وهي ايضا تشكل وحده متكاملة، ولا يوجد فرق بين مدينة واخرى، فهي مجتمعة تشكل "مملكة الخير" وقد قلت في السابق ان لكل مدينة أميرة رمزية، ولكن السلطة التي تحكم هي واحدة ... المدن هي :
http://www.k99m.com/up/uploads/image...8ad178751d.gif
مدينة القمر وقد سميت نسبة الى القمر، وانا باندة اميرة هذه المدينة وتلي مدينة القمر المدن التالية: مدينة الشمس واميرتها " اميرة الشمس". مدينة الظلال وأميرتها "أميرة الظلال". مدينة الصدى وأميرتها "أميرة الصدى". مدينة النجوم وأميرتها "أميرة النجوم.
ولم تسمى المدن الخمسة بهذه الأسماء عبثاً، بل أخذت المدن أسماءها بناء على العوامل التي أثرت فيها . فالقمر مثل لا يظهر في المدن الأخرى بهذا الوضوح والتواصل مثلما هو في هذه المدينة وعليه تمت تسمية المدينة نسبة الى القمر ... وكذلك الشمس فهي تظهر في احدى المدن طوال الوقت، لكن بدرجات متفاوته ففي نفس الوقت الذي تغرب فيه تنعكس اشراقتها من جديد عبر الحواجز الزمنية على المدينة مرة أخرى، طبعاً ليست بقوة اشراقتها، والسبب معلوم لدينا، فهي لم تشرق على المدينة وانما اشرقت في جزء ما من العالم . وأنعكس نورها عبر الحواجز الزمنية ووصل المدينة، وعليه سميت بمدينة الشمس، وكذلك النجوم فهي تري في احدى المدن طوال الوقت وبأستمرار وذلك بسبب الانعكاسات الزمنية ... اما مدينة الظلال مأخوذة لأن كل شئ في تلك المدينة تتعدد ظلاله في كل الأوقات وبتواصل دون فرق بين وقت واخر، وان مدينة الصدى والتي اعتدنا ان نطلق عليها اسم "المدينة المزعجة" ... فقد أخذت تسميتها من صدى الصوت وتكراره، فهناك يجب ان يعتاد الفرد على سماع صدى كل كلمة وفي كل الأوقات ...
المدن الخمسة من أفضل وأجمل واروع المدن كيفما نعلم بالمقارنة مع جميع المدن في عالم البشر ... مع انه لا مجال للمقارنة لا من بعيد ولا من قريب من جميع النواحي دون أستثناء . وعلى الرغم ان لكل مدينة خواص مختلفة عن الأخرى إلا انها في النهاية تشكل مدينة واحدة كبرى، ولكل فرد الحرية الكاملة بالتنقل والسكن أينما أراد وكيفما أراد .. ونحن أميرات المدن الخمسة تربطنا علاقات وثيقة وحميمة، على الرغم من التنافس الكبير القائم بيننا طوال الوقت للفوز بلقب افضل واجمل مدينة او اية القاب اخرى .. ففي كل الف أشراقة أي كل ثلاث سنوات يتم أختيار "المدينة الاجمل" من المدن الخمسة، وقد أستطعت ان اجعل مدينتي تفوز بهذا اللقب خمس مرات وبعد اشهر سيحين موعد الأحتفال باختيار المدينة الأجمل من جديد وكلي امل بأن افوز بهذا اللقب للمرة السادسة .
أبتسمت باندة بحياء بعد ان كانت متحمسة للحديث عن المسابقة وقالت :
- انا اسفة فالحديث عن المسابقة والتنافس ليس ذو قيمة للموضوع الذي نتحدث فيه، ولكن هذا موجز عن مملكة الشر وبامكانك ان تسأل ما تشاء، فأنا مدينة لك بخمسة أسئلة مقابل كل سؤال سألته لك ... واعتقد اني مدينة لك بالاف الأجوبة ... تفضل اسأل كيفما تشاء وتريد.
ضحكت، فمن كثرة الأسئلة التي لدي لم ادرِ ماذا اسأل او عن ماذا اسأل فقد ادخلتني في الف متاهة، ومع كل كلمة كانت تخرج من فمها يدور في رأسي الف سؤال ... وقلت

http://www.k99m.com/up/uploads/image...8f8d8c11ec.jpg
http://www.k99m.com/up/uploads/image...5cf41811d6.gif
http://www.k99m.com/up/uploads/image...863845626b.gif
يتبع>>>>>>>>>>>>>الحلقة 55

نظرة الحب 07-02-2011 10:00 PM

http://www.3sl3.com/up/upfiles/wN367845.gif

الحلقة 55

http://www.3sl3.com/up/upfiles/m1N67308.gif

(المفاجأة السارة وغياب مرح )



http://www.3sl3.com/up/upfiles/m1N67308.gif
- لا توجد لدي أية أسئلة ....
وارتسمت على ملامح وجهها علامة أستفهام وأستغراب ساخرة وهي تضم شفتيها وتغلق عينيها قليلاً وقالت :
- معقول ياحسن أنت لا توجد لديك اسئلة ؟؟؟
فقلت :
- بصراحة انا اسأل لكي افهم وبما اني على قناعة بأني مهما سألت فلن افهم شيئاً، فسأريح تفكيري ولن اسأل ... أتظنينني سأفهم مهما شرحت ماهو الجزء المنسي من الأرض، اعني ذلك الجزء الذي ذكرته، او عن الحواجز الزمنية او تداخل العالمين والمخارج والمداخل ومواصفات مدنكم العجيبة ... وتناقض اطلالة الشمس وغروبها في الوقت ذاته كل ما ذكرته يا باندة اصدقه مئة بالمئة ولا ارى فيه الشئ العجيب ففي عالم الجن كل شئ جائز ... ولكني لن افهم كيف يكون ذلك ؟؟؟
قالت ،
- الامر بسيط مع انه قد يبدو لك معقداً وغريباً وعجيباً ولكن ان فكرت قليلاً ستجده امرا عادياً ...
تصور الشئ احيانا يكون صعبا ولكن حين يتم فهمه يصبح بسيطا ... سأشرح لك دون تعقيد . !!!! قل لي ما هو الشئ الأكثر تعقيدا ولا يمكن لك تصوره من الامور التي ذكرتها ....
ضحكت وقلت :
- كل شئ دون استثناء، فكل امر اعجب من الاخر ....
قالت :
- أختر لي اعقد شئ لا يمكن ان تتصوره .....
فكرت قليلا وقلت :
- مدينة الشمس مثلاً كيف تغرب الشمس وتشرق عليها في نفس الوقت، وهذا مستحيل من جميع النواحي ولا يمكن ان يكون ... فالشمس واحدة إلا إذا كان للجن اكثر من شمس او لهم شموسهم الخاصة !!!!
ضحكت باندة وقالت :
- لا توجد عندنا وعندكم إلا شمس واحدة، وقمر واحد، فالشمس التي تشرق وتغرب في عالم الكونيين وانها نفس الشمس هنا، وكذلك القمر والنجوم ... أنا لم أعتقد انك ستسأل عن أشراقة الشمس وغروبها في نفس اللحظة ، فهذها امر عادي جداً وقد شرحته لك ولماذا الأستغراب فهذا يحدث في عالم البشر ايضاً ... لقد قلت لك انه حينما تبدأ الشمس بالغروب تنعكس اشراقتها على المدينة عبر الحواجز الزمنية ... اما كيف يتم ذلك، سأشرح لك من جديد، فهي تشرق على جزء اخر اليس كذلك !!! ومايتم في المدينة انه حينما تبدأ الشمس بالشروق في موقع ما بعيد جداً عن المدينة ينعكس نورها عبر الحواجز الزمنية ويرتد من جديد على هذه المدينة بالذات بحكم موقعها وهذا امر بسيط ليس بحاجة الى شرح، إن كنت تفهم ما هي الحواجز الزمنية ......
صمتت قليلاً وقالت :
اتريد ان اكشف لك سراً ولا تتفاجأ به ... نحن نفوقكم في التطور مئات السنوات، ولكن هل على سبيل المثال بان البشر استطاعوا الوصول الى القمر ونحن لم نستطع، وربما اننا لن نستطيع ان نفعل ذلك في يوم من الايام في هذا المجال وعشرات المجالات الأخرى التي هي بحاجة الى استخدام المادة بشكل كامل ...
البشر متفوقون علينا بكثير، وهل تعلم بان البشر سيستطيعون في السنوات القادمة الوصول الى الكثير من الكواكب التي لن نصلها نحن ابدا وذلك بسبب تمتعهم بالمزايا المادية الكاملة !!! خطأ البشر الوحيد انهم لم يفكروا باكتشاف دماغهم واسرار عالمهم على الارض، وذهبوا لأكتشاف الكواكب الأخرى البعيدة ... اتعلم ان علماء عالمنا يمضون سنوات كاملة في توجيه علماء البشر من اجل ان يقوموا بأكتشاف بعض الأمور المادية ليحصلوا من خلال هذه الاكتشافات على المعلومات التي يحتاجونها لتطوير الكونيين ... ان الارتباط مع البشر هو ارتباط مصيري لا فكاك منه، كما ان كل الأكتشافات التي تمت في وقت "الصفرين" اقصد كل مئة عام كان خلفها علماء الكونيين ....
قلت :
- شكرا لشرحك ولكن بصراحة لم افهم وبصراحة اكثر لن افهم واكثر من ذلك، لا اريد ان افهم إلا شيئاً واحداً .... هل هل سأخرج من هنا يوما ما؟؟؟
ردت :
- غريب ... لم يصل احد الى هنا وفكر بالخروج، وحديثي كان واضحا حول استحالة الخروج من المملكة ولكن بعد ان تتعرف على مدن المملكة لن تفكر بالخروج ابدا ....
- فعلاً ان هذه المدينة لابد وانها اروع ما في الوجود، وخاصة انك اميرتها وليتني استطيع البقاء فيها الى الأبد ... ولكن جذوريوانتمائي ليس الى هنا ... وانما في عالم البشر، حيث عائلتي وابناء جنسي، لم احضر الى هنا إلا من أجل شئ اخر غيره ...
- ان هدفك يا حسن هو ماتسمونه "قوة الشر" ....
- كلا يابانده، اقول لك الحق ورغم كل تناقضي وتخبطي بأشياء كثيرة في نفس الوقت إلا ان هدفاً واحداً لن يزول من تفكيري وكل الأهداف الأخرى بجانبه ليست بذات قيمة ...
- وماهو هدفك يا حسن؟؟؟
- هدفي غادة .... يابانده ...
ابتسمت بانده وفالت بلهجة لا تخلو من الخبث :
- انت تقصد "كادانته"
- كلا اقصد غادة ...
- اعلم، انت تتحدث عن الكونية "كادانته" التي تخليت عنها، وبسببك تم عزلها، لقد قلت لك اني اعرف قصتك بالكامل، ولكن ووفقاً لما رايت وسمعت وعرفت بانك تحب اختها كونته، إلا إذا كان للبشر طرقاً للحب لا نعرفها !! ان كان هناك فليتك تحكيها لي لأعرف ولأفهم كيف تحب "كادانته" وفي نفس الوقت تحب اختها كونته ؟؟؟
http://www.3sl3.com/up/upfiles/K3Q67309.jpg
- معك حق في ماقلت وماتظنين، وانا لم اخجل واعترف اني مليئ بالتناقضات ... نعم انا لست مثاليا ولا نبيا ولا عالما ولا فيلسوفا ... انا مخلوق ضعيف من مخلوقات الله مثلي مثلكم انتم بني الجن او الكونيين كما تسمون انفسكم، نعم هناك تصرفات غريبة ومتناقضات حتى انا لا اجد لها تفسيرا، ولا اطلب من احد ان يتفهمها ... لست الهاً لأخلو من العيوب والضعف ... لن اكذب ولن اكابر واعترف لك يابانده باني احببت "الجنيه مرح" واصبحت جزءا من حياتي، وانقدت خلفها في كل شئ ولم احتمل مجرد التفكير بانها ستختفي يوما ما من حياتي ... سمه حب ان اردتِ، او سمه عشقا او جنونا ان اردتِ، فالحقيقة ان هذا قد حدث، كيف ولماذا متى .... فهذا لن يغير في الموضوع شيئا .. اخت زوجتي وحبيبتي غادة، او "كادانته، كما تسمينها اصبحت اهم شئ في حياتي ... أعترف بذلك ... خيانة، غدر، حقارة .. ايضا هذه الألقاب ان اطلقتها على نفسي فلن تغير شيئا، وانتم يابني الجن، لقد تعلمت منكم الكثير، ورايت منكم العجب والمستحيل، واكثر الامور التي عرفتها عجبا .. ليست الحواجز الزمنية، ولا التفوق العلمي، انما هي نفسي وماتخفيه ... نعم انتم تعرفون كل شئ، وشئ واحد لن تعرفوه مهما تطورتم وتفوقتم ... ان نفسية البشر ستبقى لغزا لن تفكوا رموزه، نحن لا نخطط مثلكم، ولا نفكر مثلكم بطريقتكم، ولا يهمنا ما سيحدث بعد مئة عام، لاننا لن نعيش المئة عام، حتى لو اننا ادعينا بأننا نهتم بما سيحدث، فستبقى مجرد ادعاء، فالعمر قصير، والحياة يوم بيوم وان فكرنا بالغد فلأننا نرى في الغد يومنا هذا !!! حينما ظهرت مرح للمرة الأولى، تزامن ظهورها مع فقداني لغادة ولحياتي كلها ... اعلنت مرح منذ اللحظة الاولى بانها جاءت منتقمة ... كانت عنوانا للسوء والشر، كنت سعيدا منذ اللحظة الاولى لظهورها، حتى لو ظهرت غير ذلك، لماذا؟ لأنها قالت انها اخت غادة، او لأني رأيت فيها عقابا قد يريح ضميري لما فعلته مع غادة، وربما لأنها ايقظت السوء والشر بداخلي ... اصبحت شيئا مهما في حياتي لانها اخت غادة، وتذكرني بها، وستنتقم مني واريح ضميري .. فراغ كبير تركته غادة في حياتي !!! ملأته بلعبة الكره والشر والجنون التي ادخلتني فيها مرح يوما بعد يوم ... انا انسان ولا انكر اني انسقت خلف غرائزي ووقعت في مصيدة فرح الجنسية، واستطاعت ان تدفعني كالمجنون الى جسدها بعد ان هيأت كل الأجواء لذلك ... حتى حاجتي وحرماني وجنون الموقف كان كفيلا بأن اضعف، لا انكر أني ضعفت وضعفت ... شعرت بخيانتي لغادة بأحضان أختها، وتعذبت وتألمت لذلك، وحاولت ان اقنع نفسي بأني فعلت هذا تحت تأثير قوة مرح الخارقة، ولكني عدت واعترفت لنفسي بأني ضعيف، وسرت خلف شهواتي التي عمدت مرح ان تفجرها ... تكرر الموقف عدة مرات من جديد، وتركت للشر الذي نما بداخلي ان يقودني، ولم اكن اريد أن اقاوم، حاولت ان اعود الى نفسي، ولم أستطع، لأن اليأس والأحباط كان أقوى ...
خيرت في احد المواقف بين عودة غادة الي، وبين دخول بوابة الشر، فأخترت الشر، لماذا فعلت ذلك؟ لأني علمت بأن قوة الشر ستعيد غادة، ولأني لم اعد أثق لا ببشر ولا بجن في وسط لعبة الدهاء والتأمر اللامتناهية، ولكن غادة حبيبتي بقية الأمل والجزء النظيف في حياتي، لم انسها، ولكني تناسيتها، هذه اللعبة المجنونة حكمت على ان اتناساها ... غادة هي حبي الحقيقي، وستبقى الى الأبد، قولوا ما تقولون، وسأقول انا بأني لو خيرت بين كل شئ في عالم الجن وغادة، لأخترت غادة ولا شئ غير غادة، فهذه روحي ونفسيتي ولن تفهمونها ............
توقفت عن الكلام ورفعت بانده يديها وبدأت تصفق وقالت :
- ها انت تجيد الفلسفة بعكس ماقلت، وماقلته رائع ومقنع حتى اني كدت اقتنع به، ولكن الاهم من كل هذا: هل ستقتنع "كادانته" بهذه المبررات، هل ستقتنع بأن الذي أخترته زوجا لها وضحت من اجله يخونها مع اختها !! يبدو انك لا تعرف عن الكونيات شيئا !! الكونيه يا حسن قادرة ان تتسامح بكل شئ، إلا ان يخونها "شريك العهد" الكونيه لا تقرر الزواج بسهولة حتى تتأكد من شريك حياتها، والكونيه ان اعلنت عهد الارتباط (الزواج) لا تخونه ابدا، ولا تصفح ان خانه زوجها، وانت خنت "كادا" مع اختها، وليست اختها فقط وانما من اختارت اسمها ليكون شاهدا على زواجها ...
قلت للأميرة باندة :
- اختها مرح هي التي خانتها، ودفعتني لذلك، وغادة ستفهم اني من البشر ولا اخلو من لحظات ضعف ...
- انت زوجها، واعلنت عهد الأرتباط معها على طريقة عالمها، ولا فرق ان كنت من البشر او الكونيين، واختها لم تخنها لان لها الحق ان تفعل ما تشاء مع من تشاء حتى لو كان زوج اختها وبمفهوم الكونيات، لا يعتبر هذا الموضوع خيانة، بل هو امر طبيعي ... لا يمكن ان تلوم كونيه كونيه اخرى عليه، او تغضب منها، لانها لا تعتبرها خيانه، بل تعتبرها ارادت شئ وحصلت عليه وهذا من حقها ... والكونيه تعتبر خائنه في نظر الجميع في حاله واحدة فقط، ان كانت "شريكة العهد" قد انتهت "ماتت" وقامت كونيه اخرى باقامة علاقة مع زوجها، فهذه تعتبر خيانة، لان
عهد الارتباط لا فكاك منه حتى ان مات احد الشريكين، فيجب على الأخر ان يحافظ على العهد الى ان يموت، ولهذا فأن من المستحيل ان ترضى أي كونية بأقامة علاقة مع زوج اخرى قد ماتت، فان ماتت كونية وهي متزوجة فكل الكونيات يحافظن على عهدها، والويل ان تجرأت واحدة وأقامة أية علاقة مع زوج التي ماتت، فهذه ستعتبر خيانة لكل الكونيات!! قد تراها قوانين غريبة نوعا ما، ولكنها قوانين مقدسة لدى الكونيات .
الكونية تحافظ على عهد الكونية ان ماتت، والكونية تستطيع الحصول على ماتريد، والخائن في هذه الحالة هو الشريك، وأنت الخائن ياحسن ... لقد خنت كادانته زوجتك، ولا فرق في نظر كادانته مع من كان ذلك، فلا تحلم ولو للحظة واحدة بأن كادا ستصفح عنك وتخرج عن قانون الكونيات ... وتمنى ان لا تعرف بخيانتك، وان لا تلقاها الى الأبد، لانه ان قدر ذلك فستعلم بخيانتك لها، ولعلمك، لو قدر ان يكون لقاء، فستقف اختها مرح بكل فخر وتقول لها : كادا ... اقام زوجك علاقة معي ... انه خائن ... هذا هو القانون ياحسن ... كونية لا تتستر على خيانة زوج كونية أخرى !!!
ضحكت من أعماق قلبي، وبداخلي لا أريد ان أصدق هذا الهراء والجنون، لأني ان صدقت، فهذا يعني ان الأمل المتبقي لي للقائها قد انتهى، وقلت لبانده وانا أضحك من القهر والغيظ :
- لا اعتقد بان احدا في عالم الجن يجرؤ على الزواج إلا المجانين ...
- على العكس مما تقول، فلا احد يخاف من الزواج ... ولكن لا احد يجرؤ على خيانة عهد الأرتباط المقدس بعد ان يعلنه .
- انا واثق ان زوجتي غادة شئ اخر، مميزة في كل شئ، ولا اعتقد انها ستهتم بمثل هذه السفاخات، وهي ستقدر باني من البشر وستتفهم ظروفي ... وايضا هي لم تشرح لي قانون الجنيات، ولو كانت تهتم به لشرحته لي حتى لا اتجاوزه، فليس ذنبي اني اجهل هذا القانون ؟؟؟
- أنتم تقولون "حجة أقبح من ذنب" .. مثل رائع، أليس كذلك ياحسن !
- على كل حال، هذا الحديث سابق لأوانه سأعمل كل مافي استطاعتي ومهما كلفني من ثمن، لأجد الطريقة لأخراج غادة من سجن قبة النور، وبعدها ليحدث مايحدث، والشئ الوحيد الذي يعجبني فيكم أنتم الجن ويطمأنني، ان كل شئ لا يبقى على حاله، وكل ماتقولونه يحدث عكسه ....
وبنبرة أستغراب قالت :
- عظيم، تعجبني هذه الثقة ان لم تكن تنبع حماقة ... فلا تثق كثيرا بنفسك حتى لا تتحول الى احمق، وانت تجهل ماهي "قبة النور" هل تتصور انها مجرد سجن كتلك الموجودة في عالم البشر ... قبة النور هي النهاية التي تسبق النهاية الابدية ... اتعلم بماذا تستطيع ان تقارنها؟ فقط "بالحكم بالأعدام" عند البشر، فهل حكم على احد بالأعدام وبعد ان تم تنفيذ الحكم تم الغاؤه؟ في عالم الكونيين لا يوجد حكم بالأعدام ... يوجد ما هو أسوأ ... "سجن قبة النور" ... حكم الاعدام مع وقف التنفيذ، وان حكم على احد بدخول هذه "القبة" فلا يخرج منها حتى يموت، ولو اجتمع الكونيين والبشر معا ليحاولوا اخراج احد منها لما استطاعوا، وتحريك القمر من مكانه ربما كان أسهل ... أتعلم لماذا؟ لآن قبة النور لم يصممها احد، وهي عبارة عن حواجز زمنية وجدت لوحدها، ولم يصمموها ليعرفوا كيف يخترقونها!!! هل فهمت ما قصدته بقولي ... ثقتك تنبع عن حماقة، ولكني لن أحبطك ، وسأخبرك بشئ عن قبة النور يزيل اليأس من قلبك ... اولاً قبة النور هي العقوبة القصوى ولا يدخلها إلا هؤلاء الذين فقد الامل باصلاحهم والذين يشكلون خطورة على عالمهم عن درايه ومع سبق الاصرار ....
قلت :
- ماذا تقصدين؟ وماذا يجب ان أفهم؟؟
- اقصد انك جاهل ..
- لم افهم ؟؟
- كادانته لم تكن مجرمة ولا متمردة، "كادانته" خالفت القوانين وهي لا تقصد أبداً ايذاء احد، ولا تسعى إلى هدف، ولهذا فهي لا تسمى بالمخالفة الخطرة، لأنها لم تؤذِ احدا، ولم تقصد او تسعى لايذاء احد أياً كان من البشر او الكونيين، ولا تسمى "متمردة" لآنها لا تشغل أية مكانة ولا منصب رسمي، ولقب "متمردة" لا يطلق على أي كان، وكادانته ياحسن تجهل الكثير من القوانين، حتى ان معرفتها بالقوانين مغلوطة، ربما لأن الكثير من أفراد عائلتها يشغلون مناصب عديدة في هيئات مختلفة، وخاصة كونته، وجو عائلتها جعلها تتعرف بأشياء كثيرة وربما عرفتها بطريقة خاطئة لانها لم تجد من يشرحها لها .. والحديث الكثير الذي كان يدور في عائلتها عن البشر حرك فضولها ودفعها للبحث عن طريق لهذا العالم الغريب، حتى انها اصبحت ملمة بالكثير من الامور عن البشر يحتاج غيرها الى سنوات كثيرة ليعرفها ...
صمتت الأميرة باندة عن الكلام، ووقفت واستبدلت مكان جلوسها وقالت :
- طبعا قد تتساءل : كيف اعرف كل هذا عليك ان لا تستغرب ذلك، فقد طلبت كل هذه المعلومات خاصة وانها تتعلق بشخص اصبح داخل مدينتي وتحت مسؤوليتي، ولهذا يجب ان اعرف عنه كل شئ، ومالذي دفعه للقدوم الى مدينتي، وقصة كادانته مرتبطة بهذا الموضوع ... وعودة الى كادانته ومغامرتها الطفولية ... فأن كادانته منذ صغرها كانت تعشق ان يبحث عنها الاخرون، ودائما كان يحدث ذلك، حتى اكتشفت طريقها الى عالم البشر، وبدأت تهرب وتختبئ هناك بدافع المغامرة لبيحثوا عنها اياما وايام، حتى يجدوها ويعيدوها الى بيتها وتكرر فعلتها من جديد. وكثيراماضاعت في عالم البشر. ولم يكن من السهل ايجادها ... مغامراتها هذه جعلتها تتعلق بعالم البشر. وعائلتها بدأت بأخافتها من العقوبات ومن قبة النور، وماذا يمكن ان يحصل لها، حتى كفت عن هذه المغامرات المجنونة لعدة سنوات، لتعود اليها من جديد بعد ان كبرت، وتحدث المصادفة وتحبك فعلا،وكما يقولون "أن عشقت الكونية عقلها يتوقف" و"عشق الكونية جنون". أحبتك كادانته وحينما طلبت منها الزواج لم تكن لتستطيع ان ترفض لحبيبها طلبا، وجهلها وحبها ساعداها على ذلك، إلا انها كانت تحترم وتحب تقاليد عالمها ... لا تستغرب ياحسن ان قلت لك ان كبرياء كادانته لا مثيل له، "وذكاء كادانته" جعلها تخدع الجميع .
وساعدها على ذلك ان اختها كونته كانت مشغولة، وإلا لأنكشف أمرها ... وليته حدث ولكن وقعت المصيبة وتزوجتك، وبزواجها بك خرجت من تحت وصاية عائلتها ولم يعد من الممكن اعادتها إلا إذا تخليت عنها وخاصة انك اصبحت زوجها، وبما انها خرجت من وصاية عائلتها بالزواج من بشر واصبحت تحت وصاية سلطة "الكاتو" ، لم يكن "الكاتو" ليعجز عن ان يجعلك تتخلى عنها، وحظك التعس ان اختها كونته عضو في مجلس الكاتو وهي المسؤولة الاولى عن منع اتصال الكونيين بالبشر، وخبرتها الواسعة في القضاء على المتمردين اصحاب العلم والقوة والخبرة، "فالمخالفون الصغار" شئ لا يذكر بالنسبة لها، ولم تهتم يوماً بأمرهم، فأي كان من صغار مساعدي كونته، يستطيع تولي مثل هذه المهمة، ولكن "المخالفة هذه المرة هي كادا أخت كونته، وكونته التي جن جنونها وهي لم تتصور يوما ان اختها الصغيرة سترتكب مثل هذه الحماقة وتتزوج واحد من البشر، قامت بنفسها بالاشراف على أعادة " كادا" الى عالم الكونيين، ولأن كادا تعرف الكثير من الامور عن "الكاتو" ولأن كونته لم تكن لترغب بالقبض على كادا بطريقة قد تؤذيها وخاصة انها اختها ... ولهذا لم تكن عملية القبض عليها سهلة، بل كانت شاقة وصعبة "لكونته" ... وتم القبض على المخالفة "كادا" وتمت اعادتها الى عالمها ليحكم عليها بان تبقى تحت وصاية "الكاتو" حتى تبلغ السن القانوني، وبعدها يتم رفع الوصاية عنها وتعود لحريتها، ومفهوم الوصاية انها لا تستطيع اتخاذ أي قرار يخص حياتها إلا بموافقة المشرف عليها من الكاتو . وبما ان كونته تتمتع بنفوذ كبير، فقد وضعت عليها مراقبة خاصة من مساعديها شخصياً على مدار الساعة في البيت والمدرسة وكل مكان حتى انها وضعت مراقبة ايضا على اصدقاء كادا ... خشية ان تهرب من جديد الى عالم البشر ... هذا ماحدث مع الصغيرة كادا ... اما انت ايها المتعوس فلو كنت تزوجت كونية عادية لسارت الامور بدون تعقيدات، والقانون ينص بأن يتم مسح دماغك من اية معلومات سجلت بذاكرتك ، وبعدها تعود الى حال سبيلك لا يزعجك احد، واكثر شئ كان ممكن ان يحدث لك هو ان تصاب بهوس، او على الأكثر جنون مؤقت من جراء المسح لدماغك ... ولكن حظك الصعب، اوقعك من بين ملايين الكونيات بحب وزواج كادانته اخت كونته، حارسة ابواب الشر ...
http://www.3sl3.com/up/upfiles/Z4667309.gif
وكونته لم تكن لتكتفي بمسح دماغك والسلام، وانت قد حرمت اختها من فرصة للزواج الطبيعي من كوني من بني جنسها ... فلابد ان تعاملك معاملة خاصة، كيف لا وانت زوج اختها، وهكذا بدأت باللعب مع واحدة من كبار الدهاة في عالم الكونيين، لتجد فيك كونته تسلية ممتعة في اوقات فراغها، حتى قررت ان تضعك في مخططاتها التي فاجأت الجميع بها من اجل الوصول الى هنا ...
انهت بانده حديثها ، وكم كان بودي ان اقفز من مكاني واحضنها واقبلها، ليس بدافع شهوى لها، وانما بدافع الشكر والامتنان لأجمل خبر سمعته في حياتي ... شعور بالراحة والسعادة التي فقدتها منذ زمن ... عذاب وألم وتأنيب ضمير ظل ملازما لي منذ فترة لما حدث "لغادة" وخاصة أني كنت السبب .. قد زال واختفى بعد ان عرفت الحقيقة، لا سجن ولا قبة نور ولا عذاب ولا يوجد شئ من كل هذا حصل لغادة، فهي تحيا بأمان وسلام، بعيدا عن الأوهام التي زرعتها في دماغي الداهية "مرح" ...
قلت للأميرة باندة فرحاً :
- شكراً لك ... شكرا لك يا الطف واظرف واجمل اميرة في الوجود، الان لا يهمني ان تبدأ الحياة او تنتهي بعد ان "تطمنت" على زوجتي وحبيبتي غادة ...
سألت بانده :
- من باب الفضول لا اكثر، غادة ومرح متشابهتان، حتى ان من يراهما معا للوهلة الاولى يشك انه امام توأم، ولا يرى فارق للسن بينهما ان كانت غادة لم تبلغ السن القانوني، وأنتم تنظرون اليها كطفلة صغيرة، زا اعلمه انه حينما تزوجتها كان عمرها خمسة وعشرون عاما، أذاً كم يكون عمر "مرح"؟؟؟
ضحكت بانده وقالت :
- غادة تبلغ السن القانوني حينما تبلغ من العمر ثلاثين عاما مقارنة بسن البشر، و"كونته" عضوة في مجلس "الكاتو" وحارسة لأبواب الشر ولابد انك علمت كم يحتاج الفرد من الوقت للوصول الى هذه المناصب ...
أذا لن يتصور عقلك كم يمكن ان يكون عمر "كونته"، أن اردت ان تعرف اسألها وهي تجيبك ... والاعمار عند الكونيين ليست مقرونة بالاشكال ...
فسألت :
- أذاً كم عمرك انت ايتها الاميرة ان لم يكن سؤالي محرجاً؟؟؟
- الاعمار لا تحرجنا، بل هي فخر لنا، ولكن ان قلت لك ستخمن كم يكون عمر كونته بالمقارنة مع عمري. وبصراحة انا اريد ان تسألها، وحتى لا تتفاجأ، فسأقول لك انه ربما كان جدك طفل صغير بالنسبة لي، وانا طفلة صغيرة بالنسبة لكونته، وهذا الموضوع بالذات افضل ان تسأل كونته عنه مباشرة؟؟
http://www.3sl3.com/up/upfiles/dj567309.jpg

إندهشت فعلاً :
- يا الهي ، ان كان ما اظنه صحيحاً، فهذا الخلود بعينه ...
عدت لحديثي مع الأميرة في مواضيع شتى، وعلمت منها امورا كثيرة لم أكن أفهمها بسهولة ... وانقضت عدة ايام ومرح لم تعد، حتى ساورني الشك بان شيئاً ما قد حدث لها
كانت الاميرة غاية في اللطف، ورتبت لي جولات كثيرة برفقة مساعديها في انحاء مدينة القمر، حتى انها كانت ترافقني شخصيا في بعض الجولات . مدينة القمر كانت اسماً على مسمى، فهي القمر بجماله ... ما وصلت اليه من نظام وجمال وتنسيق عجيب لا اعتقد يمكن ان يضاف اليه شئ جديد، مدينة متكاملة من جميع النواحي ....
سكانها ايضا لطفاء وظرفاء، ينجذب الفرد اليهم بسرعة، فهم متعاونون في كل شئ ... وكلما تجولت في المدينة اكثر أزداد تعلقك بها، وأيقنت أنه من الجنون التفكير، لمجرد التفكير، بالخروج منها ... ماذا يمكن ان يحصل الانسان في حياته على اكثر من ذلك ...
مر اسبوع ومرح لم تعد، وأزداد يقيني بأن هناك سرأ وراء غيابها ... وأثناء عودتي من احدى جولاتي في مدينة القمر، أستقبلتني الأميرة ..............
http://www.3sl3.com/up/upfiles/MK567309.jpg
http://www.3sl3.com/up/upfiles/m1N67308.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/APy67309.gif
يتبع>>>>>>>>>> الحلقة 56

نظرة الحب 07-02-2011 10:01 PM

http://www.3sl3.com/up/upfiles/wN367845.gif

الحلقة 56


http://www.3sl3.com/up/upfiles/m1N67308.gif

(انتهاء فترة الضيافة والبحث عن عمل)


http://www.3sl3.com/up/upfiles/m1N67308.gif
أستقبلتني الأميرة ودعتني لتناول طعام لتناول طعام الغداء على مائدتها الخاصة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تدعوني فيها الأميرة بطريقة رسمية، فقد أعتادت منذ قدومي ان تعاملني بعيداً عن الرسميات ... جلسنا على مائدة الأميرة الموجودة في الجانب الشمالي من القصر، في صالة متوسطة الحجم، تطل على بحيرة رائعة الجمال، لم أكن أراها من قبل، ربما لان الأشجار كانت تحجبها حيث كنت أجلس وأتجول .......
وأثناء تناول طعام الغداء ... سألت الأميرة عن سر هذه الدعوة وبهذا الشكل الرسمي فقالت :
- أنها طريقتنا في الترحيب بضيوف هذه المدينة القادمين من خارج المملكة، طريقة تقليدية نحافظ عليها دائما بعد اليوم العاشر لقدوم الشخص أياً كان ... هي طريقة ترحيب ووداع في نفس الوقت، وهي نوع من أبداء الأحترام للضيف ... حسن، اليوم نكون قد قمنا بواجب ضيافتك بالكامل، نتمنى ان نكون قد وفرنا لك الراحة، وأعذرنا ان قصرنا في شئ، بأسمي واسم أهل هذه المدينة نرحب بك وندعوك للأنضمام الينا لتكون فردا من سكان هذه المدينة ان وافقت، فسنكون سعداء وان رفضت فهذه حريتك وارجو ان تعذرنا بأنك لا تستطيع البقاء في المدينة أكثر من هذا اليوم وستجد من يقوم على ايصالك الى اية مدينة أخرى تختارها من مدن المملكة الخمسة ....
أبتسمت وقلت بيني وبين نفسي : يبدوا ان اللعب قد بدأ، ومرح اختفت والأميرة تطردني بطريقة رائعة ومؤدبة، لا خيار امامي، فانا لا أدري ماذا أفعل او الى اين أذهب، فكل الوقت أعتمدت على مرح بكل شئ، والآن لا استطيع سوى الموافقة على البقاء في مدينة القمر، حتى ينظر الله في أمري ... قلت للأميرة :
http://www.3sl3.com/up/upfiles/nQ670237.jpg
- أنه لشرف عظيم ان اصبح احد سكان مدينتك ايتها الأميرة ...
ردت :
- وشرف لنا ايضا يا حسن، اليوم سيتم نقلك الى بيت مستقل وخاص بك، وسنخصص لك من يرافقك لتتأقلم مع حياتك الجديدة داخل هذه المدينة وسيساعدك المرافق لأيجاد عمل يناسبك، ولا تنسى يا حسن ان هذه المدينة تقدم لك كل شئ، وانت أيضاً يجب ان تقدم لها من خلال عملك ؟؟؟
فاجأني كلامها قليلاً وسألتها :
- وأنت، متى استطيع ان أراكِ ؟؟؟
قالت :
- لا أدري متى، ولكن لابد ان يأتي يوما ونلتقي، أكيد انت تقدر ظروفي وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقي كأميرة لهذه المدينة ...
صمت ولم أتكلم، فجوابها كان واضحا ولم يكن بحاجة لتفسير ... هي اميرة، وانا سأصبح فردا من سكان هذه المدينة، فلن نلتقي الا إذا كان هناك سبب مقنع لذلك ...
سألتها :
- اين اختفت مرح ياسمو الآميرة ؟؟؟
ردت :
- بصدق لا اعلم، ربما لم ترغب بالبقاء في المدينة اكثر،وفضلت الأنتقال الى مدينة أخرى .... انا شخصياً لا اعلم أي شئ عنها، ولو حدث لها شئ في مدينتي لكانوا أخبروني لأنها في ضيافتي. اود ان التقيها لأودعها وأن سنحت لي الفرصة سأفعل ذلك ....
وبعد مايقارب الساعة رافقتني الأميرة الى بوابة القصر، وكان في انتظاري عربة وشاب في مقتبل العمر كما بدى لي ، ربما كان عمره من عمر اجدادي هو ايضا، ولكنه يبدوا صغيرا. ودعتني الأميرة بابتسامة واشاره من يدها، صعدت الى العربة ، وسارت بنا دون توقف حتى وصلت بجانب احد البيوت صغيرة الحجم .
دعاني مرافقي الشاب للنزول ليريني البيت من الداخل، شارحاً لي ان هذا بيتي الجديد ... دخلنا البيت، وكان بيت متواضعاً إلا انه لا ينقصه شئ. جلسنا وشربنا القهوة معاً وتعرفت على أسمه وكان "همانا".
خرجنا من البيت وسرت مع مرافقي "همانا" وهو يشرح لي كل شئ عن المدينة، وكيف ان احتجت لشئ يمكنني الحصول عليه، وكان "همانا" يعرض علي انواع الأعمال، ويناقشني بها، ويشجعني بانه من خلال عملي اجظى بحب وأحترام الجميع، وابني الكثير من العلاقات ... شعرت ان العمل امر لابد منه، وان حياة القصور والراحة قد انتهت من غير عودة ....
ويبدو ان مرافقي همانا قد شعر بذلك فقال لي :
- انا متأكد انك لن تجد العمل المناسب لانك لا تريد ذلك، لم يبقى عمل إلا وزرته ولم يعجبك، ولم يعد بامكاني إلا ان اعرض عليك ان تعمل "اميرة" لهذه المدينة ..
قالها بسخرية ... فقلت له :
- ولمَ لا، ان كان لأمكاني ان احيا بذلك القصر الرائع ...
قال همانا :
- ان كان الموضوع ان تعيش في قصر، فذلك ليس بالمستحيل، فهناك الاف القصور الفخمة والجميلة وأفخم وأجمل من قصر الأميرة، ويسكنها أشخاص عاديون، لكنهم أستحقوا ذلك من خلال عملهم، فأعمل أنت وقدم شيئاً لهذه المدينة وخذ ماتريده ...
تجادلنا في هذا الموضوع كثيراً، وتنقلنا اكثر في البحث عن عمل، حتى وجدت ضالتي وقررت ان اعمل في مجال يسمونه "بالهنسة المائية" . كمجرد مساعد. فطالما اعجبت بنوافير الماء المنتشرة على طول طرقات المدينة ... ضحك "همانا" لقراري هذا وقال:
http://www.3sl3.com/up/upfiles/Nqd70240.jpg
- لو كنت أعلم منذ البداية ان هذا ماتبحث عنه لوجدت لك مئات الأعمال المتشابهة، ولم يكن "همانا" يقصد بكلامه العمل، بل كان يلمح عن المسؤولة عن العمل، وخاصة انها فتاة في غاية الجمال ...
قلت له :
- صدقني ان طبيعة العمل بالنوافير المائية هي التي شدتني ولم تشدني الفتاة ...
أبتسم وقال ،
- أذاً لا تعبث معها حتى لا "تتبلل"
قلت له :
- ماذا تقصد؟؟
قال بخبث :
اقصد نوافير الماء ....
بدأت عملي في صبيحة اليوم التالي، وكانت طبيعة عملي ان أقدم المساعدة في حمل بعض الأدوات التي تستخدم في مثل هذا العمل ... وكان معي في العمل عدة أشخاص منهم ثلاثة فتيات، وكانت أجملهن المسؤولة عن التصميم، والتي لا انكرانها السبب الذي شدني الى هذا العمل .
مضى اليوم الأول ولم أجد فرصة للحديث معها، وفي اليوم التالي جاءت هي وطلبت مساعدتي في ان امسك معها بعض الأدوات .
رحبت بي وقالت انها لم تستطع بالأمس ان تتحدث معي، لترحب بي وتتعرف علي بسبب ضغط العمل .
عرفتني على نفسها وقالت ان اسمها "ساريز" وهي المسؤولة عن تصميم الكثير من نوافير الماء في هذه المدينة، وسألتني :
- من أي مدينة انت ؟ فأنت لا تبدو من هذه المدينة .
أحترت كيف أجيبها، وخفت ان اقول لها اني من عالم البشر ولست من مدن هذه المملكة حتى لا تضحك علي وقلت لها :
أنا من مدينة النجوم، ولكن يبدوا اني تورطت اكثر، لأنها بدأت تسألني عن مدينة النجوم وتقول لي انها زارتها اكثر من مرة ... سألتني عن أشياء هناك، وتلعثمت في الأجابة فلم تكن لدي اية اجابة، ولم اكن اريد ابدوا امامها كاذباً ... ويبدو انها شعرت باضطرابي، وابتسمت وعيونها تقول انها عرفت اني كاذب وقالت :
- سنتحدث في هذا الموضوع بعد انتهاء العمل .
كان واضحاً انها ارادت ان أبقى بقربها من خلال توزيعها للعمل بين الموجودين وابقاءها لي لمساعدتها .
لم تتحدث معي عن أي شئ سوى طبيعة العمل، وأثناء العمل سألتها :
- كيف يمكن للمياه ان ترتفع الى فوق كل هذا العلو دون وجود قوة ألية تدفعها، وخاصة ان كل الأدوات المستخدمة بدائية وبعيدة عن التكنولوجيا ...
وما ان انهيت ماقلت حتى التفتت الي "ساريز" وكانت أثار المفاجأة بادية على وجهها وفي عيونها . ضحكت بسعادة ووضعت كفها على فمها لتكتم ضحكتها حتى لا يسمعها الأخرون ... وقالت :
- يا ألهي انت قادم من عالم البشر ....

فرحة وسعادة غريبة ظهرت عليها، وكأنها وجدت كنزاً ... او ما شابه ....

وسألتها :
- وكيف عرفتِ ذلك ؟؟؟
ارادت ان تجيب ولكنها اشارت الي بأن نؤجل الحديث عن الموضوع، وكان ذلك بسبب أقتراب احد مساعديها، ويبدوا انها لم تكن تريده ان يسمع عما تتحدث ...
ذهبت للعمل وبعد ساعة ونصف جاءت الي وقالت انها هي التي ستوصلني في عربتها في نفس الوقت كان "همانا" قد جاء ليصحبني ، فأعتذرت له وقلت له ان سأراه فيما بعد ... فابتسم همانا بخبث وقال :
- بداية موفقة يا حسن!
وذهب ... ركبت بجانب ساريزبعربتها وكانت هي تقودها بنفسها، وقالت :
- سأدعوك لتناول الغداء معي في بيتي ... هل توافق ؟؟؟؟
فقلت مازحاً :
- سأفكر بالموضوع خاصة وانك تعرفين حجم المسؤوليات الملقاه على عاتقي !!!
ضحكت ساريز وتوجهنا الى بيتها وحينما وصلنا، فوجئت بفخامة وجمال بيتها ولا يوجد اي وجه للمقارنة بين البيت الذي أسكنه وهذا البيت ... قالت لي :
- لقد صممت هذا البيت بنفسي ....
دخلنا البيت وجلسنا وتناولنا الغداء وسألتها عن عائلتها، فصمتت قليلاً ثم قالت :
- أهل المدينة هنا هم عائلتي ...
لم أفهم ماتقصده بالضبط، ولكني شعرت بانه لا توجد لها عائلة، ولم اكن اريد ان اعيد السؤال لشعوري بعدم راحتها من الحديث في هذا الموضوع ... فقلت لها :
- ولماذا كل هذا الفرح الذي بدى عليك حينما علمتِ بأني قادم من عالم البشر ؟؟؟
قالت :
- أنا مسرورة جدا جدا بلقاءك، وشعوري واحاسيسي لا استطيع ان اصفها ... أتعلم لماذا؟؟؟ لاني من البشر ياحسن ...
- فضحكت وقلت :
- هل تمزحين ؟؟؟
- كلا لا أمزح ، أنا من البشر ......
- أعذريني ، لا أستطيع ان اصدق ذلك، فأنتِ تشبهين الجن كثيراً ....
- صدق ياحسن، انا من البشر، أنا أنسية ولست من الجن ...
لم اصدق ماتقوله لكني قلت لها :
- إذا كنتِ من البشر كيف استطعتي الدخول الى هنا، ام كان هذا بالصدفة ...
قالت :
هم أحضروني الى هنا منذ وقت طويل، وهناك قصة لوصولي الى هنا ....
- أحضروك الى هنا من عالم البشر؟ ولكني اعرف بأنهم لا يخرجون من هنا ؟؟؟
- هذا صحيح، ولكنهم لهم الفضل الكبير لأحضاري الى هنا لا أعرف كيف، ولن انسى مافعلوه. حدث هذا قبل وقت طويل شاءت ارادة الرب ان اصاب بمرض خطير عانيت منه كثيرا، ولم يكن هناك امل في شفائي وقاربت على الموت إلا ان مشيئة الرب كانت أقوى، وساعدني الجن وأحضروني الى هنا وعالجوني ومنذ ذلك الوقت وانا احيا في هذا المكان الذي أعتبرته عالمي وحياتي ... اما كوني اشبه "الجن" فأني لا أفهم ما الذي تقصده بذلك ؟؟؟
فقلت :
- انت تشبهين الجنيات كثيراً وخاصة بجمالك وطبيعة عملك التي تحتاج لذكاء خارق ومستوى لا يملكه البشر؟؟
فضحكت ساريز ضحكة اطربت اذاني لعذوبتها وقالت :
http://www.3sl3.com/up/upfiles/q9570243.jpg
- شكرا لك إن كان هذا أطراء فهناك بين بنات البشر من هن اجمل من الجنيات، وليست كل الجنيات جميلات مثلهن، مثل بنات البشر، الفرق ان الجنيات لا يظهر عليهن الهرم بسرعة كبنات البشر، وفي هذه المملكة بالذات لا يوجد هرم وانت سترى ذلك بنفسك، ان السنوات لن تؤثر عليك ابداً .. الروح هنا هي التي تهرم إن لم يهتم بها صاحبها، وطبيعة عملي الغريبة كما تسميها والتي تحتاج الى ذكاء خارق لا يملكه البشر ... فالقول مغلوط وكان يجب ان تعكسه، انا كنت مثلك في البداية ولكن بعد اطلاعي على التاريخ القديم للبشر والذى كان قبل الاف السنوات .. أصبحت فخورة جدا بكوني بشرية ، وليت أبناء عالمي علموا بذلك لما بقى عالم البشر على ماهو عليه ... الهندسة المائية والتصميمات العجيبة وعلوم الظلال والنور والفن المعماري والحيابات الزمنية وعلوم الطب ... من العجائب التى تراها في مدن المملكة ، هي في الاصل حضارة البشر القديمة. وقد نقلت عنهم وتمت المحافظة عليها، وفي كتب الجن وتاريخهم يقرون بذلك ولم يخفوه يوما، وهم يعترفون بتميز البشر وتفوقهم الكبير على الجن ... ومدن المملكة الخمسة ساهم البشر في بنائها حتى انه يقال انها كانت بالأصل للبشر وجزءاً من حضارتهم القديمة وخاصة انها تقع في "الجزء المنسي" من الارض ولم يكن الخروج والدخول اليها صعب قبل الاف السنين. والعلم الوحيد الذي تفوق به الجن على البشر هو "علم الزمن" وخاصة ان البشر لا يعمرون كثيرا بالمقارنة مع الجن، وكثير من الأمور حتى يومنا هذا ياحسن تستطيع ان تراها بوضوح ان لم ترها من قبل في مدن المملكة اصلها من عالم البشر، ووجدت حديثا، ان الجن حريصون على المحافظة على حضارة البشر اكثر من البشر لانهم على يقين، بان كل شئ على الارض يمكن ان يندثر ويدمر بسبب حماقة وغرور فرد ....
ان ما اقوم بعمله هنا والذي يعد من العجائب، ويمكنني عمله في عالم البشر لو اتيحت لي الفرصة لذلك، ولست وحدي فهناك الكثر من البشر في مدن المملكة يستطيعوا القيام بذلك ايضا ولهذ حرص الجن على نقلهم الى الجزء المنسي من الارض، ولا تفهم من هذا انهم سلبوهم حريتهم او ما شابه ذلك، بل على العكس نقلوهم من عالمهم السئ الى عالمهم المثالي ومايقومون ببنائه فهو لهم ولأبنائهم. وانتمائهم الى هذه المملكة اكبر من التصور، وصدق يا حسن ان عالم البشر سيدمر على ايدي البشر عاجلا ام اجلا وان كان علماء الجن حريصون على شئ، فأنهم حريصون على ان لا يدمر عالم البشر من جديد، كما حدث في الماضي، لانهم يعلمون ان دمار عالم البشرالاول حدث بسببهم بالدرجة الاولى وخاصة قبل حلول النظام في عالم الجن، وهم يخشون ان حدث الدمار الثاني فلن يكون كا الاول بل سيشمل عالم الجن ايضا وهم حريصون كل الحرص على ان لا يتصل الجن بالانس مهما كان السبب منعاً لتكرار الماضي ...
عجيب ما قالت وعجيب ما سمعت وهل لعقلي القدرة لان يستوعب اكثر وماذا تخفي الايام لي من مفاجات. من صادق ومن الكاذب؟ وما يهمني انا من كل هذا "ساريز" انسانة. اشعر انا بذلك واود ان اسألها: متى حضرت الى هنا . ولكني اخشى ان احرجها بمعرفة عمرها الحقيقي . تبدو في العشرين من العمر اريد ان اسأل و لا اريد ان اسأل

http://www.3sl3.com/up/upfiles/9zP67309.jpg
http://www.3sl3.com/up/upfiles/m1N67308.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/APy67309.gif

يتبع>>>>>>الحلقة 57

نظرة الحب 07-02-2011 10:02 PM

http://www.3sl3.com/up/upfiles/PGQ55627.gif
الحلقة 57
http://www.3sl3.com/up/upfiles/vO955636.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/vO955636.gif
{زيارة اميرة الشمس وحقد ساريزعليها}
http://www.3sl3.com/up/upfiles/vO955636.gif
اريد ان اسأل و لا اريد ان اسأل ، الفضول أقوى واسأل ساريز :
- أليس من الغريب انه لا يسمح لاحد بالخروج ؟؟؟
فقالت :
- لم أفكر بذلك من قبل ولا اريد ان افكر، من يريد الخروج من هنا والى أين ومن أجل من؟ هل تفكر أنت ياحسن ؟
قلت :
- لا اريد ذلك واريد، فارتباطي بعائلتي وعالمي أقوى من كل المغريات التي أراها ...
بدى على ساريز الاستغراب وقالت :
- ماهي قصتك وكيف وصلت انت الى هنا أحكي لي ؟؟؟
قلت :
- قصتي اغرب من ماضي البشر وحاضر الجن ...
ورويتها بالكامل، وانتصف الليل ولم نشعر كيف مر الوقت، اشياء كثيرة لم تكن "ساريز" تعلم عنها في السابق، مثل بوابات الشر وغيرها من الأمور التي مرت على، وتيقنت انها ليست ملمة بأمور الجن خارج المملكة، حتى انها قالت لي بان قصتي غريبة، ولولا انها تشعر بالثقة تجاهي لما صدقتها ؟؟؟
أخذنا الحديث ولم نشعر بالوقت، وبحركة مفاجئة من ساريز أقتربت مني، ووضعت راسها على صدري كطفلة صغيرة وأنا احكي لها عما وصل اليه البشر حديثا بناء على طلبها، ويبدو انها استسلمت للنوم فاتكأت بظهري الى الخلف قليلاً دون ان اوقظها، ونمت انا ايضا. وكم شعرت بالراحة والحنان وهي على صدري.
http://www.3sl3.com/up/upfiles/fwl55923.jpg
أفقنا في الصباح ، وتناولنا الفطور وخرجنا للعمل معا ... وحرصت ان تبقيني الى جانبها، وحينما كانت تذهب كانت تأخذني معها، ولم تكن تأبه لنظرات الأخرين ...
انتهى يوم العمل وحضر مرافقي "همانا" وقبل ان ينطق بكلمة قالت له ساريز :
- سأريحك من "حسن" هذا الأسبوع، وسيبقى معي إلا إذا أراد عكس ذلك ....
أبتسمت انا علامة الرضى، واقتربت من همانا وقلت له :
- ارايت كم انا ملتزم بعملي ؟؟؟
ابتسم همانا واستدار، وذهب وبدت عليه السعادة، وربما لأنه تخلص مني ومن مسؤوليتي ...
ركبت بجانب ساريز وقالت لي :
- اليوم سنحتفل، فأنا سعيدة وأود أن أرقص وأحضن القمر ...
وتجولنا في المدينة معا، وعرفتني على الكثير من صديقاتها واصدقائها وتناولنا الغداء بجانب البحيرة وعدنا للبيت معا بعد ان اتفقنا ان نستريح لعدة ساعات ونخرج في المساء ....
أصرت ان استريح في غرفتها الخاصة ولم اكن لامانع، تركتني لوحدي وذهبت ....
كنت سعيداً بها، لم تغب عن فكري للحظة واحدة، غفت عيني وصورتها عالقة بها ... وصحوت على صوتها وهي توقظني ... فتحت عيوني ووجدتها فوق رأسي مبتسمة ... احسست بأنني وسط عائلتي وكأني اعرفها منذ زمن .
فاجئتني بانها تركتني انام وذهبت هي واحضرت كل مايمكن ان احتاجه من ثياب ... ألخ، تركتني من جديد، حلقت ذقني وأستبدلت ثيابي وشعرت بنشاط وحيويه كبيرة .
خرجت من الغرفة الى الصالة ووجدتها في انتظاري وللحظة شككت ان التي تقف امامي هي "ساريز" لولا ابتسامتها العذبة التي اكدت لي انها هي ... يالله ما اجملها، وكم هي انيقة وبارعة في اختيار ملابسها.
تعودت ان اراها في المرات السابقة بالبنطلون والقميص والحذاء والرباط، ولكن هذه المرة كانت في غاية الأناقة ترتدي فستانا أسود قصيرا اخفى كتفاً وأظهر اخر، ستر نهديها وابرزهما وزادهما زينة السلسلة المتدلية من العنق وشعرها الذي رفعته من حيث ستر الكتف وفردته من حيث كشف ....
ابتسمت وغمزتني بطرف عينها اليسرى وقالت :
- هيا .
خرجنا وتجولنا في طرقات المدينة حتى وصلنا الى البرج العملاق العظيم وسرنا حتى دخلنا من احد ابوابه وقالت لي :
- ما رأيك ان نصعد الى قمته، فأبتسمت وقلت :
- سنحتاج الى عام لنصل ؟؟؟
فقالت :
- تعال لنجرب ....
ودخلنا احد الغرف الزجاجية التي تشبه المصعد واغلقت الباب وقالت :
- الأن سترى .
ومن ثم فتحت الباب وقالت :
- تفضل .
خرجت ولم افهم في نفس اللحظة لماذا دخلنا ولكن حينما خرجنا، فوجئت باننا في قمة البرج واخذت ساريز تضحك وأخذت أنظر حولي لأتأكد من اني لا أحلم وخاصة ان الغرفة لم تتحرك ولم نمكث فيها إلا لحظات، اردت ان اسأل ولكنها قاطعتني قبل ان افعل واعدةُ انها ستشرح بعد ان نجلس . دخلنا في قاعة احتاج لأكثر من ساعة لأصل الى نهايتها، سقفها بالكامل من الزجاج وكأنه علق في الهواء، ولا أرى اعمدة يتكئ عليها، مضاءة بنور القمر فقط وكأن القمر قريب لا يبعد سوى عدة أمتار، وكان واضحاً ان نوع زجاج السقف يساعد على تقريب القمر، جدران القاعة من زجاج أو انه لا يوجد لها جدران فالغيوم تحيط بها من كل الجوانب وكأنها بنيت في وسط السحاب مليئة بالزهور والورود والآشجار ونوافير الماء وبركة مائية ضخمة، وشلال ماء يصب في وسطها حديقة كاملة معلقة فوق السحاب . القاعة مليئة بالشبان والفتيات من كافة الأعمار والكل سعيد ولا احد يأبه بالاخر . أخذت ساريز تتجول بي في وسط الحديقة او القاعة او أعجوبة الزمان، واثناء تجولنا عرفتني على الكثير من الأشخاص الجالسين هنا وهناك والذين كانوا يلوحون لها بأيديهم أحيانا وبالمناداة على اسمها احيانا ... كانوا جميعا ظرفاء ... سرنا حتى وصلنا احد اطراف القاعة وقالت :
- هنا سنجلس، فهذا هو ركي المفضل.
جلسنا على مقاعد تجمع بين الراحة والجمال وللحق فأن كل الروعة التي اراها في قمة البرج لم تشغل تفكيري عن طريقة الصعود الى قمة البرج وسألتها عن ذلك فقالت :
- انها تكنولوجيا هذا العالم ياحسن، وتعتمد على قوة الطبيعة، نحن صعدنا الى هنا من خلال "مصعد زمني" ومهمة المصعد ان يلغي الجاذبية ويخترق الزمن بالأعتماد على قوة النور، ويسير بسرعة النور، ولهذا لا تشعر بتحركه.
وأخذت تشرح لي وتفسر، وانا اهز راسي كعادتي حتى قالت لي اخيرا :
- فهمت ....
قلت :
- نعم لقد فهمت، أنه لشئ رائع ...
وطبعاً انا لم افهم شئ ولكني خفت ان قلت لم افهم ان تعود وتشرح لي من جديد حتى افهم، وربما اني لن افهم، وعليه فستمضي كل ليلتنا بالحديث عن هذا الموضوع .. وما لم اتوقعه قد حدث، وبدأ توافد أصدقاء ساريز حيث تجلس، كان واضحا من كلامهم وأعتذار بعضهم على التأخير بأنها هي التي دعتهم ... في البداية كنت مرتبكاً قليلاً، ولكن بعد ان عرفتهم علي بأني صديقها – ولم يكونوا فضوليين بالسؤال عن التفاصيل – اندمجنا معاً وكان الجو رائع بلغ عددهم حوالي الثلاثين من النساء والرجال معاً ...
ذهب أحدهم وأحضر الات موسيقية ليست كتلك التي عرفتها بعالمي ... وعزفوا وغنوا ورقصوا وكم كنت مرتبكاً ومحرجاً، وخاصة أني لا أجيد الرقص. ولكن ساريز قدرت موقفي ولم تحرجني في بادئ الأمر. واستغلت فرصة انشغال الأخرين واقتربت مني وقالت :
- الأن ستقوم معي بهدوء لأعلمك كيف "ترقص" لا تأبه بوجود الأخرين، وتصرف على طبيعتك كما انت وان كنت لا تعرف كيف فأنك ستتعلم ......
لم أتحرك في بادئ الامر، وحاولت التهرب منها ومن هذا الموقف المربك كما ان اصرارها لم يترك لي المجال، فراقصتها "كالأهبل" ، وبدأت تعلمني خطوة خطوة حتى زال ارتباكي ووجدت متعة لا مثيل لها، وفجأة علا صراخهم وهتافهم وتصفيقهم ليملأ اجواء القاعة، اخذت ابحث عن السبب ووجدته مع اقتراب فتاة تجر امامها عربة مذهبة ومزينة زفي وسطها زجاجة كبيرة ... جرتها حتى أوصلتها حيث تجلس، واقتربت ساريز من الفتاة وهمست بأذنها وهزت الفتاة رأسها وذهبت، وأخذ احدهم يملأ الاكواب من الزجاجة وعيوني تراقب كل صغيرة وكبيرة ... ما لفت أنتباهي هو عودة الفتاة من جديد وقد أحضرت بيدها كوبا مليئا بشراب مشابه للذي في الزجاجة ... ناولته لساريز وهي حريصة على ان لا يراها احد، اقتربت ساريز من الأكواب ووضعته بجانبها، ونظرت حتى انتهوا من ملء الاكواب وحملت كوبين بيديها وقالت :
- سنشرب نخب صديقي وزميلي حسن ترحيبا به بيننا، واقتربوا جميعا وتناولوا الأكواب، وفي نفس اللحظة اقتربت هي مني وناولتني الكوب ولم تلاحظ هي اني عرفت ان هذا الكوب يختلف عن الأكواب الأخرى ... أخذته من يدها ورفعته مثلهم وانا ابتسم وارتشفت منه رشفة صغيرة ووضعته على الطاولة بهدوء وقد أعتراني القلق والخوف من جديد لما حدث ... وعاد الجميع الى الرقص وللهو من جديد . جلست ساريز بالقرب مني وامسكت بيدي وقالت :
- مابك ياحسن لماذا انت مهموم هكذا، لقد أعددت هذا الأحتفال من أجلك !!!!
قلت لها :
- كلا لاشئ، فقط مرهق قليلاً .....
- اتحب ان نعود الى البيت ؟؟
- كلا لا اريد، فقط اريد ان افهم ماذا يحدث هنا ؟؟
- مابك ياحسن هل ضايقك احد ؟؟؟
- بصراحة مامر علي من تجارب يجعلني اشك في كل شئ حتى في هذا الكوب الذي سأشرب منه، وأشرت بيدي للكوب الذي امامي ...... فطنت ساريز للذي المح اليه وضحكت وقالت :
- ان كان هذا مايزعجك فمعك حق، أنا سأشربه .
ورفعته وشربته دفعة واحدة .... وتابعت حديثها ......
- لم اكن اريدك ان تشرب من المشروب الذي شربنا منه، ولهذا احضرت لك شرابا عاديا . والسبب ياصديقي العزيز ان هذا المشروب يسكر من يشربه للمرة الأولى، ولو كنا لوحدنا لما مانعت من ان تشربه، ولكن ان اردت ان تشرب منه فتفضل ولست المسؤولة عما سيحدث ....
أقنعني كلامها، وعدت معها لأجمل سهرات العمر إلا ان فضولي اللعين لم يتركني بحالي، ودفعني لأمد يدي الى احد الأكواب وارتشفت منه عدة رشفات لم تسكرني بل انعشتني ...
في هذه الأثناء وقف احدهم واخذ يصفق ويهتف ساريز .... ساريز ..... واخذوا جميعهم يهتفون ساريز ..... ساريز ...... ساريز، واخذت انا ايضا اهتف معهم ساريز ..... ساريز، وعادوا جميعهم الى مقاعدهم وهم يهتفون عدت انا ايضا وانا اهتف . إلا ان ساريز بقيت واقفة مكانها وهي تبتسم خجلة، وعاد العزف من جديد وبدأت ساريز تتمايل على انغام الموسيقى برقصة لم أرى مثلها في حياتي ....
http://www.3sl3.com/up/upfiles/9U355642.gif
كل جزء من جسدها يتمايل ويرقص امامي ... أ صابعها .... ذراعاها .. ساقاها ... خصرها ... نهداها ... شعرها ... عيونها .. شفاها ... رموشها ... عنقها، تتمايل بحركات متناسقة وسط الغيم بفستانها الاسود القصير .. ثملت ... سكرت، فقدت صوابي، ليس من الشراب وانما مما ارى، مازالت تتمايل على انغام الموسيقى ومازلت افقد وعيي اكثر فاكثر .....
غمزتني بطرف عينها، ونظرت الي وعضت على شفتها السفلى، ولم اع شيئا بعدها ...
عاد الي وعيي، وفتحت عيوني وجدت نفسي بسرير ساريز ورأسها على صدري تغط في نوم عميق .... بدأت أتذكر ما حدث .....
لم أذكر إلا الصورة الأخيرة التي علقت بذاكرتي وساريز تنظر الي وترقص ... ماذا حدث بعدها ... لا أدري .. من النافذة أري الشمس أدركت أننا في ظهيرة اليوم الثاني .. أحرك رأسي وذراعي بهدوء حتى لا أوقظ ساريز ... دق قلبي حينما رايت علامات زرقاء وحمراء على كتف وعنق ساريز وفستانها الأسود الجميل الملقى على ارض الغرفة وكان واضحا عليه انه لم يعد يصلح لشئ . انظر خلسه الى جسد ساريز الملتصق بي والى وجهها، ما اراه لا يشير بأن النهاية كانت سيئة .... اطمأنيت اكثر حينما لمحت علامة زرقاء على كتفي انا ايضا ... تتململ ساريز مستيقظة ، أغمضت عيوني فورا متظاهر بالنوم، لأني لم اجرؤ على مواجهة عيونها ... اشعر انها استيقظت، احس بأنها تنظر الي، أشعر بقبلة ناعمة لامست شفتي ... بقيت مغلقا عيوني متظاهرا بالنوم ... مرت دقائق حتى تجرأت وفتحت طرف عيني لارى ماذا يدور حولي فلم اجدها في الغرفة ... فتحت عيني وتنفست الصعداء .. انفتح الباب، ودخلت ساريز تلف جسدها بمنشفة زرقاء وشعرها مازال مبلولاً .. جلست بجانبي على السرير، ابتسمت وقالت :
- هيا كفاك كسلا، ما تستحم حتى اكون قد جهزت الأفطار ....
خرجت من الغرفة، أستحميت وارتديت ملابسي ولحقت بها الى المطبخ، وخرجنا معا وجلسنا على الشرفة ... وبدأنا بتناول الافطار، ولم اجرؤ ان افتح الموضوع، ولاحظت ارتباكي واخذت تضحك، فتجرأت وسألتها :
- ماذا حدث بالأمس ياساريز ؟؟؟
فقالت :
- لا شئ ابدا، فقط قليل من الفضائح، وقليل من الفوضى، وقليل من الأحراج، حتى أستطعت ان اوصلك الى البيت، وبعدها قليل من الشراسة، قليل من الأضاءة، وكثير من الجنون ...
وضحكنا معاً وقلت لها :
- ألن نذهب الى العمل ...
قالت :
- لا أعتقد انني سأذهب الى العمل هكذا .
واشارت بأصبعها الى العلامات التي ظهرت على عنقها وقلت لها :
- انا اسف ياساريز إن سببت لك أي احراج ....
فقالت وهي تضحك :
- بصراحة ، في أول الأمر كنت أروع مجنون خلقه الله ...
"ضحكت اكثر" ، لقد فاجئتني وفاجأت الجميع حينما وقفت واقتربت مني وانا ارقص وقبلتني قبلة طويلة ولم تأبه لوجود أحد ... كنت فخورة وسعيدة بجنونك رغم ان الموقف كان محرجا، ولكن بعدها حينما بدأت ترقص معي ادركت فورا انك شربت من المشروب الذي حذرتك من شربه، وايقنت ان الأمر لن يتوقف عند هذه القبلة المجنونة ، وغمزت صديقتي وزوجها فساعدوني على الخروج من هذه الورطة واعدتك الى البيت، وعما حدث بعد ذلك فلا تسأل لأن جنونك ساوى جنوني ...
ضحكنا كثيرا وتحدثنا اكثر وأثناء حديثنا صرخت ساريز فجأة وقالت :
- صحيح نسيت ان اخبرك . غدا ستشهد المدينة يوما لا مثيل له، وساصحبك معي، فغدا يوم اللقاء المشهود حيث تستقبل الأميرة باندة، أميرة الشمس المغروؤة للمرة الأولى.
- وما المثير في هذا الموضوع ؟؟؟
- أنت لاتعرف قصة اميرتنا مع اميرة مدينة الشمس ... فــ اميرة الشمس تكره الأميرة بانده بجنون وهي ايضا تكره كل الأميرات ولكن ليس بالمستوى الذي تكره به بانده . فاميرة الشمس مغرورة متكبرة وشريرة. لا احد يحبها او يحب مدينتها، فهي مدينة مشؤومة وكل سكان المدن يتمنون لو ان مدينة الشمس لم تكن موجودة بالأصل، مع ان مدينة الشمس توفر لسكانها كل شئ واكثر من اي مدينة أخرى فكل سكانها يسكنون القصور ولهم حرية لا حدود لها لايتوفر مثلها في المدن الأخرى ورغم انها تخضع للنظام الأعلى الذي يحكم المدن الأربعة الأخرى إلا انها مستقلة بقوانينها الداخلية التي تختلف عن كل المدن ... نحن جميعا نتعجب احيانا لماذا بنيت مدينة الشمس القذرة، ولماذا لا يتدخل النظام بما يجري داخلها، ولماذا تركوا المجال لأميرة الشمس أن تتصرف كما يحلو لها. والتفسير الوحيج لهذا، ان بقاء المدن الأربعة مرتبطة ببقاء مدينة الشمس او بمعنى اخر ان صح التعبير فهي "مزبلة المدن الأربعة" انا أسفة حينما اصفها بهذا الوصف، فهي بنظر الجميع احدى مدن المملكة الخمسة ويجب احترامها واحترام حرية من يريد ان يسكن بها ... انا شخصيا افضل الموت على ان افكر بمجرد زيارتها. ربما احيانا اجد نفسي باني على خطأ وخاصة انها تخضع للنظام الأعلى ولا احد يجبر احد ان يذهب إليها وكل من يذهب للسكن فيها فهو يريد ذلك، فمن يجد نفسه لا يستطيع ان يحترم القوانين، فافضل لنا جميعا ان يذهب اليها وهكذا تبقى المدن الاربعة نظيفة ..
أثار فضولي كره ساريز وحقدها على مدينة الشمس واميرتها، وقلت لها :
- انك تتحدثين عن مدينة الشمس بكره وحقد كبيرين ......
فتأفأفت ساريز وقالت :
- ماذا اشرح لك ياحسن لأشرح، ربما لأني اؤمن بوجود الخالق لهذا الكون، وأكره ما يحدث بها اكثر، وربما لأني من البشر، وربما لأني احب الأميرة بانده كثيرا ... حسن انت لا تعرف ماذا تفعل أميرة الشمس، اتعلم لو انها لا تخاف من "النظام" الذي هو أقوى منها وقادر على تدميرها لفعلت بنا العجب .. فهي لا تحترم القوانين الخارجية وتسير عليها خوفا وليس أحتراما، وهي دائما ترسل رسلها الى المدن الأربعة، وان اعجبها احد تبدأ بأغرائه بالقصور والراحة والمتعة لتأخذه الى مدينتها، والقانون يسمح بذلك مادام ذلك تم بأرادة الشخص، والعجيب في الأمر أنه نادرا مايخرج احد من مدينة الشمس ليعود ويسكن بالمدن الأربعة الأخرى، فهي تسيطر عليهم بطريقة غريبة، وتسلبهم حريتهم.
انفعلت ساريز وهي تتحدث وظهرت اثار الدموع في عينيها ... وأكملت :
http://www.3sl3.com/up/upfiles/hE255642.gif
- انا اكرهها ... انا أكرهها ... لقد أخذت مني أعز صديقاتي ... انها لعينة ياحسن، انا حزينة على الأميرة بانده، فهي مضطرة لأستقبالها وتقديم الأحترام لها لأن القانون يلزمها بأحترامها، وكل أميرة لها الحرية بزيارة أي مدينة، ويجب ان تلقى الأحترام والذي يليق بها، وحتى لو حدث العكس وزارت الأميرة بانده مدينة الشمس فستلاقي الأحترام من قِبل اميرة الشمس على الرغم من كرهها لها ... مسكينة اميرتنا بانده غداً ستلاقي ألد أعدائها ... موقف صعب. كلنا حزينون من اجلها ولكننا غداً سنقف جميعا بجانب أميرتنا لتعلم تلك المغرورة مدى حبنا واحترامنا لأميرتنا ...
وسألت ساريز :
- وما سر هذا العداء والكره بين بانده واميرة الشمس، ولماذا هذا الموقف من هذه الزيارة ؟؟؟
فردت ساريز
http://www.3sl3.com/up/upfiles/2le55642.jpg
http://www.3sl3.com/up/upfiles/YfO56519.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/L2855638.gif

يتبع>>>>>>>>>>>الحلقة 58

نظرة الحب 07-02-2011 10:03 PM

http://www.3sl3.com/up/upfiles/PGQ55627.gif
الحلقة 58
http://www.3sl3.com/up/upfiles/YfO56519.gif

(استقبال اميرة الشمس وحضور مرح المفاجئ)

http://www.3sl3.com/up/upfiles/YfO56519.gif
فردت ساريز :
- الأميرة ياحسن لا تكره احداً ولا تعرف الحقد وهي تحب الجميع، كل سكان المدن الأربعة يحبونها ... نحن تسميها بالأميرة "البريئة" وبالرغم من ان أميرة الشمس اكبر منها بمئات السنين، إلا انها استطاعت ان تأخذ زوج الأميرة بانده منها، وتتفاخر بذلك امام الجميع، ولم تكتفي بهذا فقط، بل تعمدت ان تقيم حفلا بهذه المناسبة وأثناء الحفل ضاجعته أمام الجميع لينتشر الخبر بسرعة .. زوج الأميرة بانده والمشهد الشهير ... وبما ان الأميرة بانده جنية وتحترم قانون الجنيات، فيجب ان تهجره الى الأبد حتى لو عاد أليها، وعهد الأرتباط الذي بينهما يمنعها من الأرتباط بغيره احتراما لذاتها . ولا يسمح لها بأقامة علاقة مع غيره، والأصعب من هذا انها لا تستطيع ان تلوم أميرة الشمس ... فهذا من حقها، لأنها ليست متزوجة، واميرة الشمس التزمت بقانون الجنيات، ولم تستر على خيانة زوج بانده معها، بل أخبرت الأميرة بانده بأن زوجها خائن ولكن بطريقة مهينة. الكل يعلم بأن أميرة الشمس لم تفعل هذا لانها رغبت بزوج الأميرة بانده، بل لأنها ارادت اهانة الأميرة بانده، وإلا لما قامت بذلك امام الجميع، وبعد ذلك ادعت –برغم انها لا تحترم أي شئ وفي مدينتها كل شئ مسموح بلا حدود – بان قانون الجنيات يسمح لها بذلك، وكون ذلك كان امام الجميع، فلا فرق عندها ان كان علنا ام في السر، وصراحة حسب قانون الجنيات هي محقة ..انا شخصيا لا اؤمن بهذا القانون، واجده سخيفاً ولو لم اكن من البشر وكنت جنية مثلا لما رضيت الالتزام به ...
استمر حديثنا عن مدينة الشمس والاميرة لوقت طويل، وأثناء ذلك لم نبقى في البيت، بل خرجنا في نزهة واكملنا حديثنا خلالها . العلاقة مع ساريز تطورت بسرعة كبيرة وغريبة، وكأننا نعرف بعضنا منذ سنوات كنا نسير متشابكي الأيدي كعاشقين او زوجين،
http://www.3sl3.com/up/upfiles/sxi58738.jpg
لا أدري كيف حدث هذا التطور، هل لأننا ابناء جنس واحد ام ان طبيعة كوننا من البشر قربتنا اكثر، ساريز سعيدة بوجودي، وأنا كذلك، مر الوقت بسرعة، صار الوقت ليلا دون ان نشعر بذلك، عدنا الى البيت وجلسنا قليلا في الصالة، ثم خرجنا الى الحديقة وجلسنا معا على ارجوحة بجانب بركة السباحة ...
http://www.3sl3.com/up/upfiles/xqN57676.gif
كان الجو شاعريا وصورة القمر انعكست على مياه البركة ... أقترحت ساريز ان نسبح معا. وراقت لي الفكرة، ولكنني ترددت .. اما هي فخلعت ملابسها وقفزت الى الماء، جلست اراقبها وهي تسبح تارة وتختفي تحت الماء وتارة تطفو فوقه ... مرت دقائق حتى تشجعت وقفزت خلفها، اخذنا نسبح، وأخذت تمازحني وتسقطني تحت الماء، وتخرج هي وتغطس امامي وتخرج من خلفي وتبتعد، والاحقها ولا اجدها وتظهر من جهة اخرى وهي تضحك، لم استطع مجاراتها فهي بارعة في السباحة . ارهقتني وانا ابحث عنها تحت الماء وفوقه وحينما انجح وامسكها واضمها الي، تستسلم بدلال وتقرب شفاهها من شفاهي وتبدأ باغماض عيونها ببطء لا يفصل بيننا إلا قطرات ماء قليلة لم تجد لها مخرجا من احكام ضمي لها، تلامس شفاهي شفتيها المستسلمتين، ولكنها تتملص من بين يدي لتسقط تحت الماء تاركه لشفاها ملامسة جسدي لتثير جنوني اعود لأمسكها من جديد، تهرب مني تختفي، تظهر فجأة تضمني من الخلف تداعبني بأصابعها استدير لأضمها، لا أجدها، وأقف حائرا مستسلما تخرج من امامي تطوق بذراعيها عنقي تقبلني بقوة تسقطني معها تحت الماء تلتصق بي اكثر ، وهي مازالت مستمرة بالقبلة استخدم كل قوتي لآخرج رأسي من تحت الماء. تلتصق بي اكثر، ارفعها معي وأخرج بها من تحت الماء وما اكاد اتنفس بعض الهواء حتى تضغط بساقيها على ساقي لآسقط تحت الماء من جديد، اكرر الكرة، واخرجها معي من تحت الماء لنتنفس ونعيد الكرة وتسقطني تحت الماء مرة أخرى ... اضمها فتتملص وتهرب . الاحقها وما اكاد امسكها حتى تتملص، أرهقتني وزادت جنوني، استسلمت واتكأت على جدار البركة ورأسي فوق الماء ... خرجت من الأتجاه الأخر للبركة ونظرت الي تنتظر ان اتحرك لاطاردها من جديد، أدركت اني لن اتحرك من مكاني، ابتسمت وانزلت راسها تحت الماء واخذت تسبح باتجاهي ، احسست باقترابها مني، لم تخرج رأسها من تحت الماء، لم تخشى ان امد يدي وامسكها ولم اكن لأفعل ... أثارت جنوني .. رفعت ذراعيها واتكأت على يدي واخرجت راسها من الماء وهي قريبة مني .... ابتسمت وابتعدت عني، وخرجت من البركة وهي تعلم انه لابد لي من ان الاحقها ... وقفت على طرف البركة وبدأت تجفف جسدها الناعم، وتمسح عنه ماتبقى من قطرات الماء، اشارة الي بأصبعها داعية أياي ان اخرج من الماء واقترب منها، لم أكن لأنتظر ... خرجت من الماء وخطوت نحوها، لم تنتظر وصولي اليها، سارت بأتجاه البيت وهي تنظر الي بعيونها بطريقة تدفعني للأسراع .. دخلت البيت ودخلت خلفها، واستلقت على احدى الكنبات العريضة في صالة البيت، اقتربت منها مدت ذراعيها الي .............
أفقت في الصباح وهي جالسة بجانبي وقد احضرت الافطار الى الغرفة، بدأت تطعمني بيدها، وما انتهينا حتى طلبت مني ان اعجل حتى لا نتأخر بالوصول الى حفل استقبال أميرة الشمس ... خرجنا من البيت وتوجهنا الى جنوب المدينة فوصلناه قبل الظهر بقليل، ولم يكن من السهل ان نجد مكانا بين تلك الاعداد الكبيرة التي توافدت الى ساحة الأستقبال، ووصلت قبلنا ... جلسنا في المكان الذي وجدناه، ولو كنا بكرنا قليلاً لوجدنا افضل منه ... مرت ساعة تقريبا وبدأ الهتاف والتصفيق يعلو، ووقفت ساريز وأخذت تهتف هي الأخرى وقالت لي :
- قف لقد وصلت الأميرة بانده ....
توقفت في طرف الساحة عربه وخرجت منها الاميرة بانده وسارت وجلست على المكان المخصص لها وكنا أنا وساريز في مكان يبعد عن موقع الاميرة بحوالي الثلاث مئة متر او اكثر وقالت ساريز لي :
- لو اننا بكرنا لوجدنا مكانا أقرب الى الاميرة ... نحن بعيدون ولن يصلنا الدور لنسلم عليها ... بدأ المتواجدون في الساحة بالتوجه الى حيث جلست الاميرة بنظام كبير، دون أي زحام فما ان يصل احدهم ويسلم عليها ويذهب من الأتجاه الأخر، حتى يقترب أخر، وهكذا دون أية فوضى ودون حاجة لأي أشراف من أي كان، وكانت الاميرة تقف طوال الوقت ولم تجلس، وهي تصافح من يقترب منها .. بدا على الأميرة الحزن رغم أنها تتظاهر بعكس ذلك ... سألت ساريز عن سر حزن الاميرة، ابتسمت وقالت :
- الاميرة بانده منزعجة من هذا العدد الكبير الذي حضر لأنها تظن اننا حضرنا لنرى اميرة الشمس، وهي لا تعلم بالمفاجأة التي تم اعدادها من اجلها.
سألت ساريز :
- ماهي المفاجأة ؟؟؟
قالت :
- اصبر وسترى .....
مرت ساعة اخرى، وفجأة تحولت الأنظار مرة واحدة الى مدخل الساحة وقالت ساريز:
- وصل موكب أميرة الشمس .
وامسكت بيدي بقوة ... اتجهت العيون الى مدخل الساحة البعيد لنرى عربات تجرها الخيول تقترب من الساحة، وحينما تبيناها بعد ان اصبحت قريبة بعض الشئ، كان عددها اكثر من ثلاثين عربة .. توقفت على طرف الساحة بعيدا عنا، مصطفة بنظام، سألت ساريز :
- هل وصلت ؟؟
قالت :
- كلا ، انهم مرافقوها وهي لم تصل بعد ....
دقائق ودخلت عربات اخرى بنفس العدد وأصطفت بالاتجاه المقابل للأول، وبعدها دخل صف كبير من العربات بنظام، وكان واضحا ان احدى العربات مميزة عن العربات الاخرى بضخامتها وبعدد الخيول الكثيرة التي تجرها فقلت لساريز :
- لابد انها عربة اميرة الشمس ....
فقالت ساريز :
- نعم انها هي ...
وقفت عربة الاميرة والعربات المرافقة وسط الصفين السابقين، وسارت معا بطريقة استعراضية تدعو للأعجاب، وكان واضحاً انها أستفزت جميع الحضور . وصلت العربات جميعا وتوقفت العربات، مرة واحدة في نظام بعد ان اصبحت وسط الحضور، ومقابل الاميرة بانده خرجت من العربات التي اصطفت على اليمين اكثر من ستين فتاة غاية في الجمال، يرتدين نفس الملابس ، ثوب احمر قصير معلق بخيطين من الاكتاف، يكشف الظهر والخواصر، موشح بخيوط من ذهب، يبدو انه صمم ليظهر كل المفاتن ولا يخفي شيئا، وشعرهن جميعا لونه أصفر كلون الذهب، تجاوز طوله وتعدى طول الثوب، ولم يكن شعرة واحدة منهن يختلف عن الأخرى بشئ ... سبحان الخالق، فكل واحدة منهن أجمل من الأخرى . ومن العربات التي على اليسار، خرج ايضا ما يقارب الستين شابا من نفس الطول والحجم يرتدون اللون الاسود مع خيوط ذهبية، وكان واضحا انها اختارتهم من بين مئات الألاف من الشبان، ومن العربات التي امام وخلف عربة الأميرة خرج ايضا شبان وفتيات بنفس المواصفات ...
تراجعت العربات الى الخلف إلا عربة اميرة الشمس الذهبية ... واصطف الشبان والفتيات على يسار ويمين العربة، ومن امامها وخلفها وأخذوا يسيرون بنظام وبطريقة استعراضية حتى اقتربوا من منصة الاميرة بانده.
وقفت الأميرة بانده مبتسمة، او متظاهرة بالابتسام، لا تبعد عنها عربة اميرة الشمس إلا امتار قليلة في انتظار خروجها لترحب بها وتصطحبها معها الى القصر، ومن ثم الى المجلس، وترافقها في جولة بالمدينة حسب ما تنص عليه الرسميات المتعارف عليها .. جميع الحضور بمن فيهم ساريز ينتظرون خروج اميرة الشمس واغلبهم سمع عنها ولم يرها ... واقترب احد الشبان من العربة وفتح بابها لتطل منه اميرة الشمس ترتدي ثوبا الوانه مزجت من الذهب الاحمر والأصفر، شعرها ذهبي وكأنه قطعه من طرف الشمس طوله تعدى الركبه، كانت طويلة وجسدها متناسق يلفت الأنتباه ويجمد النظر عند حدوده ... وما ان استقرت قدماها على ارض الساحة حتى بدأ الحاضرين بشكل مفاجئ ينشدون :

بانده الصغيرة ..... أميرتنا الكبيرة
لا احد سواك ........ بانده الحبيبة
بانده القمر ......... قمر الاميرة
الحب والوفاء ..... لاميرتنا الصغيرة
كلـنا معـاك ....... ياقمر المدينة
بانده الصغيرة ..... لا غيرك اميرة
بانده الصغيرة ..... مدينتك كبيرة
كلـنا معـاك ....... ياقمر المدينة
كلنا فداكي ...... بانده الحبيبة


وساريز تنشد معهم .....
توقفت اميرة الشمس ولم تتحرك، وتنظر ان ينهوا نشيدهم وهي تبتسم !!
الاميره بانده تفاجأت وابتسمت وبدا الفرح على وجهها، واخذت تنظر الى الجمع وهو ينشد، وكانت في غاية السعادة.
http://www.3sl3.com/up/upfiles/7XE58738.jpg
وانتظرت حتى انتهوا من النشيد، وسألت ساريز عن سر هذا النشيد فقالت لي :
- انه نشيد للأميرة بانده تم اعداده ليكون مفاجأة لها وتأكيدا على حبنا لها، وايضا لكي نغيظ به اميرة الشمس المغرورة حتى لا تظن اننا جئنا الى الساحة من اجل رؤيتها ولتعلم اننا جئنا من اجل اميرتنا بانده ..
وقالت لي :
- هيا ياحسن نذهب من هنا، فانا لا اطيق رؤيتها اكثر.
وامسكت بيدها وطلبت منها ان تنتظر، فلم تمانع ولاحظت ان عدد كبير من الحضور بدأوا ينسحبون من الساحة وكأنهم اتفقوا على ذلك مسبقا ضمن خطة تجاهل اميرة الشمس ... شدتني ساريز وقالت :
- انظر ياالله ما اجملها ....
التفت الى ساريز وقلت :
- عمن تتحدثين ؟؟؟
واشارت بيدها باتجاه اميرة الشمس وقالت :
- تلك !!!!
نظرت نحو اميرة الشمس، وفوجئت وصعقت لدي رؤيتي مرح تقف بجانب اميرة الشمس وقلت :
- ساريز انها مرح ....
لم تسمعني ساريز وقالت :
- ياترى من تكون هذه الجميلة ؟؟؟
ضغطت على يدها بقوة وقلت :
- انها مرح ياساريز ... مرح التي حدثتك عنها ....
التفتت الي ساريز وقالت باستغراب :
- الجنية مرح التي جاءت معك !!!!
قلت :
- نعم هي الجنية مرح .....
- كيف ذلك، لقد رأيتها تخرج من عربة الاميرة، كيف يحدث ذلك ؟؟؟
فضحكت وقلت لها :
- انها مرح ياساريز، انها داهية لا يستبعد عنها شئ ....
- اتكون اكثر دهاء من اميرة الشمس ؟؟؟
وفي هذه الأثناء اقتربت الاميرة بانده من اميرة الشمس، وصافحتها وتبادلتا الأبتسامات، وصافحت بانده مرح ايضا، واقتربت عربة وصعدت اليها بانده واميرة الشمس ومرح معا، وانطلقت وبعد ذلك بدأت العربات الأخرى بالتحرك .... قالت ساريز :
- ارأيت ما حدث، هذا غريب ولا يجوز، كيف تركب مرح مع الأميرتين في نفس العربة ...
ضحكت مرة اخرى وقلت :
- لا تتفاجأي، لقد قلت لك انها مرح، والله وحده يعلم ماذا تخطط هذه المرة .....

http://www.3sl3.com/up/upfiles/2le55642.jpg
http://www.3sl3.com/up/upfiles/YfO56519.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/L2855638.gif
يتبع>>>>>>الحلقة 59

نظرة الحب 07-02-2011 10:04 PM

http://www.3sl3.com/up/upfiles/OGM36306.gif

الحلقة 59

http://www.3sl3.com/up/upfiles/ZjQ36311.gif

(اقتحام مرح لمنزل ساريز )

http://www.3sl3.com/up/upfiles/ZjQ36311.gif
ضحكت مرة اخرى وقلت :
- لا تتفاجأي، لقد قلت لك انها مرح، والله وحده يعلم ماذا تخطط هذه المرة ....
خرجنا من الساحة مثلنا مثل الأخرين ... وسرنا في في طرقات المدينة وساريز لا حديث لها إلا عن مرح وعلاقتها بي، تسأل اسئلة كثيرة وفي أدق التقاصيل .. رغم انها في السابق حينما حدثتها عن مرح لم تكن تهتم بشئ، مللت من الحديث في هذا الموضوع وطلبت من ساريز ان لا تتحدث فيه اكثر .. ساريز بقيت مهمومة وحزينة .. مر اليوم بصعوبة بالغة، وفي اليوم التالي خرجنا الى العمل وعادت ساريز الى وضعها الطبيعي مبتسمة تعمل بنشاط وزاد تعلقي بها اكثر إلا اني كنت مشغول البال بمرح، ولا أدري كيف اتصل بها ولماذا ابتعدت عني وتركتني، وهل وجدت قوة الشر ... ساعات ثقيلة مرت وانا اخفي ما يدور بداخلي عن ساريز، انهينا العمل وعدنا في طريقنا الى بيت ساريز .. دخلنا البيت وكانت المفاجأة ... مرح تجلس في الصالة امامنا مباشرة رافعة ساقا على اخرى، فوجئنا، وساريز ذهلت وخافت وألتصقت بي وامسكت يدي بقوة ... طمأنت ساريز وقلت لها :
http://www.3sl3.com/up/upfiles/6t937847.jpg
- لا تخافي انها مرح ....
أخذت مرح تتفحص ساريز بعيونها، من أخمص قدميها الى رأسها وهي تصفر بسخرية وقالت :
- مش معقول ياصغيرتي، انت جميلة اكثر مما كنت أتصور، والأن لدي السبب لاغار ...
أستفُزت ساريز وأحمر وجهها من الغضب واخذت تصرخ في مرح :
- من أنت ايتها الوقحة وكيف سمحتِ لنفسك بدخول بيتي، ومن تظنين نفسك لتقتحمي بيتي دون أذن ؟؟؟
وبذلت جهودي لأوقف الحرب قبل أن تشتعل أكثر، وبصعوبة استطعت ان اهدأ ساريز واجعلها تصمت ومرح جالسة بهدوء لا تبالي بشئ، وتنتظر ساريز لتنهي شتائمها. وبع ان أنتهت ساريز قالت لها مرح ،
- ساريز ياصغيرتي الجميلة، يبدوا انك متعبة من العمل، هيا ياعزيزتي أذهبي واستحمي لتهدأ اعصابك، وانا سأجلس مع حسن قليلاً من ثم أرسله اليكِ ....
ويبدو ان ساريز تعلمت بسرعة كيف ترد على مرح، حركت عيونها وحواجبها وضمت شفتيها باستهزاء وجلست على الكنبة وكأنها تقول لمرح : "هذا بيتي وانا التي أقرر ما أفعله" ...
أبتسمت مرح هي الأخرى وتجاهلت وجود ساريز وقالت لي :
- كيف أنت أيها العامل النشيط، لقد أشتقت اليك ولخفة دمك واشتقت أكثر للأمور الأخرى ... أبتسمت ولم أكن أعلم ان أبتسامتي ستفجر الحرب من جديد، لم يعجب ساريز اني ابتسمت لمرح، واستشاطت غضباً من جديد وأخذت تشتم وترمي كلمة هنا وكلمة هناك قاصدة بها مرح ... تأفأفت مرح وقالت بغنج ودلال :
- حسن هدئها ياحسن، قبلها وعانقها ضمها داعبها فربما ساعد ذلك على تهدئتها ...
وتصرخ ساريز، وكم كان الموقف مضحكاً ومنذراً بأن الحرب ستتحول الى تشابك بالأيدي إذا لم انقذ الموقف .
غمزت مرح بعينها اليسرى وعضت على شفتها وقالت لساريز:
- أجلسي ياصغيرة ولا تجعليني اغضب منك، ومرح لا تحب ان يغضبها احد حتى لا تبدأ بالتفكير به، اجلسي يا ابنة البشر فأنت لستِ في عالم البشر. ويبدو ان السنين الطويلة لم تنزع من داخلك عدوانية البشر، ومثل هذه التصرفات لا تليق بمصممة مشهورة مثلك .
ثارت ساريز اكثر من كلام مرح، وباسرع من رمشة العين مدت مرح يدها باتجاه ساريز وقالت في هدوء :
- نامي ياساريز نامي ياساريز ...
http://www.3sl3.com/up/upfiles/snD36337.jpg
لتسقط ساريز على المقعد وتغط في نوم عميق .
فوجئت واقتربت من ساريز لآرى ما حصل لها ولكن مرح قالت :
- لا تخف عليها، فهي نائمة لا أكثر، كفاني سخافات ولا داعي للمزيد، وتعا نجلس في مكان اخر فقد تشاءمت من هذه الصالة .
فدهبنا وجلسنا في الشرفة وسألتها :
- أين أختفيتِ كل هذه المدة ولماذا لم تعودي ؟؟
فقالت :
- ها انا عدت، وعدتك ان أعود وعدت، ويبدو انك لست سعيداً بعودتي، فمازلت كما انت لم تتغير، تنسى كل شئ في أحضان أي امرأة، المهم انها امرأة . جئنا معا الى هنا لنبحث عن "قوة الشر" وانت مايهمك هو ان تبحث عن امرأة، كل هذا لا يهم، لقد تجولت بكل مدن المملكة وبحثت فيها ليل نهار في ماضيها وحاضرها، ووجدت قوة الشر ووجدت سر الشر، ووجدت الطريق للخروج من هنا الى عالم البشر، لن يستطيع احد ان يوقفنا، وعلمت لماذا تركونا وما الذي كان يمنعهم، ستعود الى عالم البشر ياحسن ولا يوجد ماتخشاه .....
قلت :
- وماذا يجب ان نفعل الأن ؟؟؟
- ستذهب معي الان الى مدينة الشمس ....
- وبعد ذلك يامرح ؟؟؟
- سأشرح لك فيما بعد ...
- ولماذا كل هذا العناء، لماذا لم تذهبي وحدك ؟؟؟
- هذا لأني وعدتك ان اخذك معي وسأفعل ...
- هذا ليس السبب، قولي الحقيقة ؟؟؟
- انا بحاجة اليك ولا تسأل اكثر ...
- لم اعد اصدقك، لقد كذبتِ علي كثيراً
- لم أكذب، كل ماقلته لك حدث ....
- وغادة يامرح الم تخدعيني كل الوقت بشأنها ....
- لم أكذب عليك بخصوصها ولم اكن ملزمة بان أشرح لك كل شئ .....
- وقبة النور وغادة المسجونة كما اوهمتني كل الوقت، لقد كذبتِ علي حتى في اللحظات الأخيرة التي كنا نظن اننا وقتها سنموت، انت كاذبة يامرح ومخادعة ....
- ان كنت تسمي هذا كذبا فلك ماشئت، ولكن هل تفضل لو كنت صادقة وكانت غادة مسجونة فعلا في قبة النور ؟؟ أم كاذبة وغادة حرة تحيا كما تشاء .....
- لديك تبرير لكل شئ، من الذي أخذ غادة مني، ألست أنتِ وأتباعك، وبعدها حملتني المسؤولية وطلبت مني انقاذها، ممن يامرح، كان يجب ان اعرف أنك انتِ وراء كل شئ وتريدين ان أثق بك ....
- انا انقذت غادة، ولا تنسى انها أختي قبل أن تكون زوجتك،،ولو لم أفعل ذلك وأعيدها واعتني بها لتكمل تعليمها وتمضي حياتها بصورة طبيعية لكانت تورطت اكثر واكثر، ووصلت فعلاً إلى سجن قبة النور، أليست أختي وكان يجب ان اهتم بها؟ فلماذا تلومني ؟ ألأني كذبت عليك بشأنها؟ هكذا الحياة . لو كنت صادقة معك لما استطعنا ان نصل الى هذه المرحلة التي نحن بها، وكان عقلك سيستوعب مثل هذه الأمور، انا لم اؤذيك ولم اؤذِ أحد من أفراد عائلتك لقد سرنا معا من اجل هدف مشترك ولا يهم الأسلوب الذي أتبعناه مادامت هناك نتائج، فلماذا نبحث في الماضي عن سخافات طفولية ....
- لقد سرت معك من أجل غادة فقط ....
- سأعيدها اليك ياحسن أعدك بذلك ....
- ولكني خنتها وقانون الجنيات لا يسمح بذلك ....
- دعك من هذه السخافات فقانون الكونيات في عالم الكونيين وليس في عالم البشر، وحينما نخرج من هنا سأنقل غادة من عالم الكونيين الى عالم البشر، وانت تعلم أني استطيع ذلك، وغادة لن تهتم بهذه السخافات ان كانت تحبك فعلاً ....
- ولماذا اخرج من هذا النعيم واسير خلفك من جديد واعود الى عالم المتاعب والأمراض، فهنا اجد كل شئ مما لن اجده في عالم البشر ....
فاستشاطت مرح غضباً وقالت :
- حسن اتريد ان تثير جنوني ماذا تريد بالضبط ؟ اتريد غادة ام تريد المعرفة أم تريد اللعب، قرر ماذا تريد أولاً ؟؟؟
- فقط أريد ان أثق بك يامرح لا أكثر ؟؟؟
- يجب ان تثق بي ياحسن ....
- في السابق لم يكن امامي خيار، والان الوضع يختلف فما الذي سيدفعني لاخوض مغامرة اخرى قد تقضي علي وكما افهم "عصفور باليد ولا عشرة على الشجرة" ....
فقالت :
- صدقت ياحسن انت في امان وتستطيع ان تمضي وقتك في احضان ساريز، وانا لا استطيع ان اجبرك على شئ، ولكن فقط لتعلم ، انا وجدت طريق الخروج من هنا الى عالم البشر، واستطيع ان اخرج متى اريد ودون مساعدة من أحد حتى انت، وايضا استطيع الدخول متى اريد وفي أي وقت، ومادمت داخل المدن فانا بأمان ولكن طموحي يختلف عنك، انا بحاجة أليك فعلا وهناك شئ لن يتم إلا بمساعدتك أنت، ولكن هذا لا يعني انك الوحيد، سأجد بديلاً، سأجد الشخص المناسب حتى لو أخذ هذا مني سنوات طويلة وعندها ساذكرك ان الفرصة التي اضعتها اكبر من أي حلم لأي كان ... فكر بالموضوع جيدا ياحسن، انت تعرف جيدا بأن طموحك اكبر من هذا بكثير، ستمل الحياة هنا ولن تجد طموحك في مدينة الشمس وستدخلها عاجلا أم اجلا، هناك مكانك الحقيقي، ستتحول بعد فترة لمجرد شئ، أي شئ، دون هدف او معنى وربما حالفك الحظ وأصبحت خادما لأحدى خادمات أميرة الشمس، وانت لست كذلك ياحسن، انا اعرف ذلك جيداً، لو كنت كذلك لما رضيت ان اقيم معك علاقة وانا مرح، وأنت تعرف ماذا أقصد ... معي الوضع يختلف سأدخلك مدينة الشمس بأحدى عربات الأميرة، سادخلك المدينة كملك وليس كمجرد شخص يبحث عن المتعة ... وبعد ذلك تحصل على سر الشر وتخرج الى عالم البشر، حسن فكر جيدا، يوم، يومان ، عشرة .... ولكن لا تتأخر حتى لا تضيع الفرصه، وانا سأعود اليك من جديد . وفي هذه الأثناء يجب ان أساعد أميرة الشمس في بعض الأمور الهامة.
أختفت مرح، وعدت الى ساريز التي مازالت تغط في نوم عميق ... جلست الى جانبها وايقظتها بهدوء ... أفاقت وفركت عينيها وألتفتت يمينا ويساراً وسألتني :
- اين ذهبت ... ماذا حدث ؟؟؟
فقلت لها :
- لقد ذهبت ياساريز ولا تهتمي بما حدث ....
وسرعان ما بدأت ساريز بالبكاء وهي تتمتم :
http://www.3sl3.com/up/upfiles/1BF38072.gif
- أنا أعلم، جاءت لتأخذك معها الى مدينة الشمس وأنت ستذهب ....
فقلت :
- لن أذهب ياساريز ... أعدك بذلك ...
ابتسمت ساريز ودموعها مازالت ترسم خطوطا فوق وجنتيها، عانقتني وأمالت برأسها على كتفي وسألتني عن زيارة مرح، لم أخفِ عن ساريز ماحدث بيني وبين مرح بالكامل، تناقشنا بالموضوع كثيراً وفرحت ساريز حينما علمت بأني لا أثق بالجنية مرح، ولا يمكن ان أثق بها، وإني لم اعد أفكر بخوض أية مغامرة جديدة ... وشجعتني ساريز وأثنت على قراري وأضحكتني حينما قالت ببراءة :
- لما تيجي مرح مرة ثانية احكيلها انو أنت مابدك تروح معها، وأحكيلها ماترجع مرة ثانية ....
ضممتها الى صدري بقوة وقلت لها :
حاضر راح أحكيلها ......
مر اليوم، وفي صبيحة اليوم التالي خرجنا للعمل، معاً كان يوماً جميلاً وكنا في غاية السعادة، وفي ساعات الظهيرة شعرت بشئ غريب، وكدت اصاب بدوار، أغمضت عيناي وحينما فتحتهما وجدت نفسي في مكان اخر ... لا يمكن أيجاد وصف قريب له .. لكني أعتقدت انني بوسط غرفة زجاجية ضخمة لا نهاية لها ولا بداية، ارضها كلون السماء، وسقفها كأنه سماء، وجوانبها كذلك الأمر، او اني واقف على مرآه ضخمة لا أرى نهايتها انعكست عليها زرقة السماء .... كل شئ أزرق ...
http://www.3sl3.com/up/upfiles/Rla38192.gif
لحظات وظهرت مرح أيضاً وأخذت تلتفت يمينا ويساراً ورأتني ... فضحكت انا وقلت لها :
- لم اعرف انك قادرة على نقلي بهذه السهولة يامرح، أم انك تستعرضين شئ جديداً ...
أقتربت مني مرح وهي تبتسم ساخرة كعادتها وقالت :
- انا لم أفعل ذلك ياحسن !!!!
- إذاً ماذا تفعلين هنا يامرح ؟؟؟
- انا لا أعلم فجأة وجدت نفسي في هذا المكان ....
- أنت دائما تجدين نفسك فجأة ... هيا أخبريني ماذا تريدين وماهي هذه اللعبة الجديدة ؟؟؟
ضحكت مرح وقالت :
- لا توجد لعبة ياحسن وانا سأخبرك بسر ... السر هو اني لا أعرف ماذا يحدث، ولا أين نحن، ولا كيف حضرنا، كل ما أعرفه انني كنت جالسة مع أميرة الشمس أتحدث معها وفجأة وجدت نفسي في هذا المكان ويبدو ان شيئاً كبيراً يحدث، ولكني لست خائفة فانا اعلم جيدا باننا لن نتعرض لأذى ...
لم اصدق ما قالت إلا حينما ظهر من بعيد شخص يرتدي الأبيض ذو لحية وشعر ابيض ذو هيبة ووقار.
تذكرته فوراً وكيف يمكن ان انساه، ألتفت الى مرح وكانت فد أحنت رأسها احتراماً . فقلت لها :
- اليس هذا احد الاشخاص الخمسة الذين رأيناهم على مدخل الأقواس الخمسة، وأنت قلت لي وقتها انهم "السر المختفي منذ أزمان" ورفضتِ الحديث عنهم ....
هزت مرح رأسها تأكيدا على ماقلت، ولم ترفع رأسها ولو للحظة، وأقترب صاحب الوقار وبدون مقدمات قال :
- ألاف السنين مرت على موت "اكاروس" وبذوره مازالت تجد عقولا تنمو فيها ... ياكونته يا ابنة نازك ويا حسن يا ابن صفية وجدتكم بذره اكاروس، وان لم تبيدوها بارادتكم ستنموا وتبيدكم ... وسأشرح لكم من اجل ان تعلموا لأنكم تجهلون ...
قبل الاف السنين انتشرت علوم السحر بين البشر وكانت سبب في دمار عالمهم الاول الذي تم بناؤه عبر الاف السنين التي سبقت الدمار ... في ذلك الوقت وقبل الدمار الاول وحينما كانت حضارة البشر تتركز في مركز الارض، حيث استطاع البشر تحقيق المعجزات من خلال قدرتهم على استغلال قوة الطبيعة اللامتناهية من خلال قدرتهم على العطاء والعمل المتواصل . كان عالم البشر في مركز الارض، العالم المثالي المميز في كل شئ، من التزام وعمل وابداع، وفي نفس الوقت كان للجان عشرات الملوك ومئات الممالك المنتشرة في عالم الجان، وكان شغلهم الشاغل عبر الاف السنين الصراع على زعامة عالم الجان، وأدى ذلك الى اشتعال مئات الحروب
http://www.3sl3.com/up/upfiles/D1Q36340.jpg
وكان اقوى هؤلاء الملك "اكاروس" الذي قرر ان يقيم مملكته على الارض في عالم البشر، وقد استطاع ان يجد البقعة المناسبة التي تلائم خواص الجن .. لكن المشكلة التي واجهته انه لا يستطيع ان يبني مملكته على الارض لتلائم خواص الجن إلا بمساعدة البشر الذين يتميزون بقدرتهم على استخدام المادة، وهنا ادرك الملك اكاروس انه يتوجب عليه السيطرة على البشر اولا لكي يستطيع السيطرة على عالم الجن .. وبدأت المعركة ..........
http://www.3sl3.com/up/upfiles/q7o36333.jpg
http://www.3sl3.com/up/upfiles/ZjQ36311.gif

http://www.3sl3.com/up/upfiles/8Sj36321.gif

يتبع>>>>>>>>>>>الحلقة 60

نظرة الحب 07-02-2011 10:05 PM

http://www.3sl3.com/up/upfiles/OGM36306.gif

الحلقة 60
http://www.3sl3.com/up/upfiles/ZjQ36311.gif

"ظهورالسر المخفي منذ أزمان"

http://www.3sl3.com/up/upfiles/ZjQ36311.gif
وبدأت المعركة بين البشر والجان، البشر لا يستطيعون ان يقتلوا الجان. والجان لا يستطيعون قتل البشر، وبدأت الحرب التي لا يموت فيها أحد، حرب التصور والخيال والخداع، وهكذا انتشرت علوم السحر، وتبعها البشر ليبتعدوا عن الواقع المتعب الى الخيال والتصور المريح، والذي لا يحتاج الى جهد جسماني .. وقام البشر ببناء مملكة "اكاروس" مقابل حصولهم على "علوم السحر" لم يتوقف الامر عند الملك "اكاروس" بل تبعه ملوك الجان ليحولوا حربهم من السيطرة على عالم الجان، الى السيطرة على عالم البشر اولا وقسم البشر الى اقسام، الجزء الاكبر تبع الملك اكاروس "اقوى ملوك الجان" وخاصة ان مملكته اقيمت على الارض، ولاجزاء الاخرى كل منها تبع احد الملوك الاخرين، وانتشرت علوم السحر اكثر واكثر واصبح شغل البشر والجن معا هو تطوير هذه العلوم .. الجن من اجل ان يقوي قدرة التابعين له من البشر، والبشر من اجل ان يتميزوا اكثر .. علوم السحر كانت في متناول الجميع من البشر، والملك اكاروس استطاع ان يسيطر على الجزء الاكبر من عالم الكونيين، وعالم البشر معاً ليحول حياتهم الى جحيم ويدرك البشر والجن معا بعد فوات الاوان الخسائر التي لحقت بهم جراء تداخل عالمين مختلفين ... واطلق على الملك اكاروس لقب ملك الشر، وعلى مملكته لقب مملكة الجحيم ومملكة الشر .. وتبدأ الحرب الكبرى بين ملك الشر اكاروس وبين قوة اطلق عليها اسم "النظام العام" اسسها وترأسها احد ابناء البشر وتكونت من بشر وجن معاً من اجل انقاذ عالميهم من ملك الشر ... بدأت الحرب بقيام "النظام العام" بجمع علوم الشر من بين ايدي البشر لاعادتهم الى الواقع والى طبيعتهم كبشر، وفي نفس الوقت قام الملك اكاروس بتطوير علوم الشر وابتكار الطرق لمنع جمعها ... واستطاع اكاروس ان ينجح في ذلك، وأستحال على النظام العام جمع علوم الشر، وخاصة ان الطريقة التي ابتكرها اكاروس وفرت للبشر قدرة الحصول على علوم السحر دون ان يبذلوا مجهودا مادياً، بل من خلال قدرة الدماغ البشري على التقاطها من الاثير مادام يريدها ... وأخذت الحرب منحنى اخر بان قام النظام العام بأقناع البشر باالابتعاد عن علوم السحر، وفي نفس الوقت أخذ الملك اكاروس بأقناعهم بضرورة استخدام علم السحر .. واستمرت الحرب سنوات اخرى ومملكة الشر تزداد قوتها أكثر وأكثر، والدمار لحق بالجزء الاكبر من عالم البشر، وهنا ادرك ابن البشر مؤسس "النظام العام" بان الحرب يجب ان تكون حرب مادة وواقع واسس "النظام الأعلى". ,اخذت الحرب اتجاهين، الاتجاه الذي يخضعه النظام العام من الجن والبشر معاً ضد الملك اكاروس، والنظام الأعلى الذي خاض حربا مادية ضد أتباع الملك اكاروس من البشر، وحقق النظامان العام والاعلى النصر تلو النصر والحقت خسائر فادحة بكلا الفريقين ووصلت الحرب الى نهايتها بان تمت الموافقة من الطرفين المتحاربين على توقيع معاهدة بان تعطى للملك اكاروس مهلة عام كامل قبل ان يكون النظام الآعلى بالسيطرة على مملكة الشر. ونصت المعاهذة على الكثير من النقاط، وان هذه المعاهدة ستبقى سارية لا تلغى ولا تبطل مادام هناك جن وبشر ... وقع الطرفان المعاهدة، وكانت مصلحة الملك اكاروس من هذه المعاهدة ان تبقى الفرصة قائمة "لنسله" حتى ولو بعد الاف السنين بإعادة احياء مملكة الشر. وكانت مصلحة النظام الاعلى بان يوقف الخسائر وهو يعلم انه ان استمرت الحرب فالخسائر ستكون كبيرة جداً ولا يمكن تعويضها . وانتهى العام الذي اخذه الملك اكاروس والذي استطاع خلاله ان يدفن مملكة الشر في باطن الارض، هي ومن عليها وتعاليم السحر وان يدفن نفسه معها، وسمح لكل سكانها بالخروج، وفور دخول النظام الاعلى قام ببناء خمسة مدن فوق الارض التي دفنت بها مملكة الشر حتى تبقى المملكة دفينة الى الأبد، وتم وضع انظمة وقوانين تمنع تداخل عالم البشر بعالم الجن، واخذت كل الأحتياطات حتى تبقى مملكة الشر وعلوم السحر مدفونة في باطن الارض من خلال اغلاق حدود المملكة، واقامت بوابات الشر واخفيت البقعة التي دفنت بها المملكة، ومنع السماح لأي كان بالخروج من المملكة ... والاف الحتياطات الأخرى أتخذت ... ومرت السنون وتم تطوير المدن الخمسة ليجد من يدخلها كل مايحتاجه من جميع النواحي النفسية والمعنوية والمادية التي تغنيه عن التفكير بالبحث عن علوم السحر، وقد تم الاخذ بعين الاعتبار طبيعة البشر والجن اكثر لا تتوقف عند حد. ونجحت المدن في جعل قوة الخير تتفوق على قوة الشر. ووصل الى المدن الكثيرون عبر الاف السنين ممن خططوا للوصول إلى علوم السحر واطلاقها من جديد، إلا انهم تفاجأوا بوجود المدن وماتوفره لهم، وان كل القوة لا يمكن ان توفر لهم الحياة والسعادة التي توفرها المدن ... وتم الاخذ بعين الأعتبار ان نزوات السوء والشر تتفجر دائما وتدفع صاحبها على تجاوز كل الاعتبارات، وعليه وجدت مدينة الشمس لتعطي الفرصة لمن يريد ان يطلق طاقة الشر والسوء التي بداخله حتى لا تبقي مكبوته وتنفجر في يوم من الأيام ... وهكذا وجد سكان المدن كل مايريدونه حتى الشر والجنون بحرية كاملة بحرية كاملة دون تدخل او تحكم بإرادة أي فرد ... هذه هي قصة مملكة الشر منذ تم بناؤها حتى يومنا هذا .....
قلت له : .........
- مع احترامي الكبير لكم، ما دخلي انا بكل هذا ؟ هل انا احد أحفاد الملك اكاروس ام انا شئ كبير وانا لا أعلم ؟ لست إلا مخلوق ضعيف استطعتم وتستطيعون خداعه وحتى ابادته في اية لحظة تريدون ... إذا لماذا تتركوني اصل الى علوم السحر ؟؟؟
هز راسه وقال :
- نعم نستطيع ابادتك وابادتها ايضاً في اية لحظة نريد، واستطعنا ذلك في السابق ولم نفعل وبصراحة أكثر، لا ننوي فعل ذلك في المستقبل حتى لو اطلقت "علوم السحر" من مكانها وهناك سببين لذلك ... السبب الاول : هو ان المعاهدة التي وقعت قبل الاف السنين تنص على انه اذا اجتمعت إرادة جني وبشري متحدين معاً مستعدين للتضحية بكل شئ من اجل اطلاق علوم السحر بغض النظر عن التسمية التي قد تتغير مع السنين، ان لا يتم منعهم من ذلك او التأثير على قرارهم من خلال أستخدام أي نوع من الترهيب، ولكنه يحق وضع الحواجز لمنعهم من الوصول مهما بلغت قوتها شريطة ان تكون هذه الحواجز قد تم وضعها مسبقاً وقبل المعرفة بنوع الفرد الذي يحاول الوصول الى علوم السحر، وان لا يضاف عليها أي شئ جديد مهما كان نوعه، وهذا ماحدث فعلاً، فالحواجز والحراسات الموجودة حول مملكة الشر مستحيل تجاوزها، ولم ينجح أحد ونشك أن ينجح أحد بتجاوزها، بل نحن سمحنا لكم تجاوزها بعد ان فشلتم بذلك، ولو لم تفشلا ودخلتم بمجهودكم الذاتي لكنتم حققتم المستحيل، ولكن بفشلكم حكمتم على انفسكم بالموت، وحينما رأينا انكم لم تنجحوا بالعبور خظوة واحدة الى الأمام كان القرار بأن نقدر قدرتكم وطاقتكم القصوى، ونقوم نحن بإزالة الحواجز التي تفوق قدرتكم، وتترك لكم الحواجز التي أن بذلتم كل ماتملكوه من جهد يمكنكم تجاوزها، وعليه فقد تمت إزالة تسعين بالمئة من الحواجز التى وجدت منذ ازمان.
وكانت لكم الفرصة التي لم يحصل عليها أحد، ولو انكم لم تبذلوا كل جهدكم لكنتم في عداد الأموات، ولكنكم نجحتم وقبل أن تسأل لماذا كل هذا، سأجيبك انا ... نحن لا نستطيع ان نعرف ماذا سيحدث بعد سنين طويلة وهل سيحدث ان ياتي شخص ويستطيع تجاوز هذه الحواجز ويطلق "علوم السحر" من جديد بعد عام او الف عام، الأمكانية قائمة ولا احد يعرف متى قد يحدث ذلك، ولكن ان لم يكن هناك بد من حدوث هذا فنحن نفضل ان يحدث في زمن الأصفار الثلاثة، ونحن تقريبا قد دخلنا زمن الأصفار ....وأنت والجنية مرح بمقدوركما أطلاق "علوم السحر" من جديد ونحن لن نمنعكما ولن نقف في طريقكما، وكل ماسنفعله هو ان نشرح لكما بانكما لو فعلتما ذلك وبسببكما وصلت علوم السحر من جديد الى البشر فستجلبون الأذى للكثيرين من البشر خاصة وللكونيين عامة، وانكم لن تحصلوا على القوة التي تحلمون بها، ، لأن الذي كان ينطبق قبل ألاف السنين لن يصلح لهذا الزمن، والاف السنين التي مرت كانت كفيلة بتغيير اشياء كثيرة من جذورها، وما كان يصلح في ذلك الوقت لن يصلح في هذا الزمان، فيجب ان تفهما أنتم الأثنين بأنكما لن تصلا إلا للتسبيب بايذاء عدد من الأفراد لابأس به. أما الحلم المجنون الذي ترعرع برأسيكما فسيبقى حلما لا أكثر ولا أقل ....
فقلت لصاحب الوقار :
- ولماذا لا تمنعونا ان كنا سنتسبب بإيذاء الأخرين ؟؟؟
فقال :
- لن نمنعكما، ونشرح لكما حتى لا تقولا : جهلنا ما سيحدث، وأن كان يجب أن يمنعكما أحد .. فهو أنتم .. والأن انتم مدركون ولا تجهلون ....
واردت أن أسأله ... وقبل ان افتح فمي وجدت نفسي قد عدت لى مكاني الأول .....
أقتربت مني ساريز وسألتني عن سر أختفائي المفاجئ ، فشرحت لها ماحدث معي .. في البداية ظنت اني أمازحها، ولكن مع أصراري على ماحدث ، قالت انها لم تسمع بمثل ذلك المكان من قبل، ولا يوجد في مدن المملكة مايشبهه، ومثل ذلك المكان لابد ان يكون خارج حدود المملكة، اما عن الشخص الذي تحدث معنا ، فقالت انه ليس من مسؤولي المملكة، ولا من النظام الذي يديرها، لأن لقاء المسؤولين التنفيذيين هنا أمر سهل ويخلو من أية عقبات !! .. قلت لها:
- أن مرح تعرفهم، وتقول عنهم انهم "السر الخفي منذ أزمان" وتصفهم احيانا بالرموز ..
فردت ساريز :
- لا دراية لي بكل هذه الأمور ياحسن، وكل ما أعلمه امور بسيطة سمعتها ولم اكن اهتم بها، اما مرح فطبيعة عملها السابق وعمرها وخبرتها كافية لأن تعرف الكثير ونصيحتي لك ان لا تفكر بكل هذه الأمور وانت في عالم مليئ بالأسرار فلا داعي لان تعرف شيئا لا يخصك، ولقاؤك بذلك الشخص المجهول بهذه الطريقة يجب لن يكون درساً لك ولمرح ايضاً، وبانكم لم تكونوا ولن تكونوا بعيدين عن متناول ايديهم في اي لحظة يريدون ...
صدقت ساريز فيما قالته، وزاد هذا تصميمي ان ابتعد عن كل شئ في الماضي، فأنا لست بحاجة لعلوم السحر ولا للقوة ولا لكل هذه المغامرات الغبية، وأن كان الله قد أنجاني من بين ايديهم كل هذه المدة، فيجب ان يكون هذا درسا لي ... ومرت أيام وانا أحاول أن أخرج الماضي من رأسي وكم كان هذا صعباً، ومر اسبوع وأسبوعان، وعادت مرح وحاولت أن تقنعني، وكادت تنجح لولا تدخل ساريز، هذه الأنسانة الرائعة التي أستطاعت أن تفهمني أكثر من أي شخص أخر، حتى أكثر من نفسي،
http://www.3sl3.com/up/upfiles/eQI36335.jpg
لم تترك لي مجالاً لأفكر بالماضي، كانت لي كل شئ، أنستني الماضي برمته ولم أعد أفكر إلا بها ... وساريز لم تكن مجرد صديقة لي، بل كانت كل شئ، كانت تعلم متى يجب ان تكون صديقة، ومتى تكون حبيبة وعاشقة، ومتى تكون زوجة او أماً وأباً وأختاً وأخاً، لم تترك شيئاً لم تفعله، كانت تصبح طفلة فتعاملني كطفل ...

http://www.3sl3.com/up/upfiles/mLU40507.jpg

كانت تصبح أماً فتجعلني أبكي على صدرها، أصبحت تتحكم بكل جزء صغير في حياتي، حتى بأنفاسي، كل ذلك بأرادتي وانا في منتهى السعادة، لقد جعلتني اشعر بأني ملك أحكم الدنيا، أحرك الصغيرة والكبيرة، أظلم متى أريد، وأعدل متى أريد، لا أحد أقوى مني ولا أحد أكبر مني ... ثم جعلتني أنزل عن عرشي لأصبح طفلاً صغيراً محاط بالحنان، ويعبث بما يشاء، ويضحك ويبكي عندما يشاء، لا أحد يمنعه ولا أحد يجرؤ ان يقاضيه، كل شئ يمر في النهاية من خلالها، وبارادتها حولت المملكة الى حضانه، والحضانه الى مملكة، دخلت قلبي وعقلي وعرفت مايدور بهما من تناسق وجنون، حتى أحلامي رسمتها لي قبل أن أحلم بها .... لم تكن تلومني أو تعاتبني ان طارت عيوني لأمرأة أخرى غيرها ... ولم تمنعني أو تصدني أو تشعرني انها عائق أمامي، بل كانت تعلم كيف تصنع من كل امرأة غيرها فراغاً، ونجحت، لم أعد أرى في عالم الجن والبشر أمرأة غيرها ... اشهر مرت وكأنها ساعات، ولم يعد لي ماض إلا الذي كانت هي جزء منه، أما الحاضر فهو ساريز ......

http://www.3sl3.com/up/upfiles/q7o36333.jpg
http://www.3sl3.com/up/upfiles/ZjQ36311.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/8Sj36321.gif

يتبع>>>>>>>>>>>>الحلقة 61

نظرة الحب 07-02-2011 10:05 PM

الحلقة 61

http://www.3sl3.com/up/upfiles/JlR29309.gif

(قرار الزواج وتكوين عائلة)
http://www.3sl3.com/up/upfiles/JlR29309.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/JlR29309.gif
زرت بصحبة ساريز مدن المملكة جميعها إلا مدينة الشمس، التي أصبحت أكرهها كما تكرهها ساريز وأكثر، وزاد عدد اصدقائنا، وتعرفت في المدينة على عدد من البشر الذين كانوا قبلنا في المدن، ولم نكن نهتم او نناقش في أي شئ خارج حدود المملكة او أي شئ لا يعنينا، فحياتنا مليئة ولا فراغ لدينا لنبحث عن أي شئ جديد ... تمر الأيام بسرعة ولا نشعر بها، وفي احد الأيام ونحن جالسين في المساء بجانب البحيرة، تحدثت مع ساريز وقلت لها :
- حبيبتي أتعلمين ما الذي ينقصنا ؟؟؟
فقالت مبتسمة وكأنها علمت :
- ما الذي ينقصنا ؟
- طفل صغير يقلق نومنا ....


http://www.3sl3.com/up/upfiles/SKp29310.jpg

- أنه حلمي انا أيضاً ....
- إذا لماذا أنت حريصة على ان لا يكون ؟؟؟
- السعادة لا تكتمل ابدا ، ماتطلبه صعب ....
- ولماذا ياساريز ؟؟؟
- لأنه لن يكون هناك طفل دون زواج، حتى هنا ...
- فلنتزوج إذاً .....
قالت بلهجة حزينة :
- صعب يا حسن .......
- لماذا ؟ هل بسبب اختلاف أدياننا ...
- كلا ياحسن، الرب واحد ...
- إذا ما المانع ؟؟؟
- أنت متزوج ياحسن ولا يمكنك الزواج مرة أخرى ....
- ولكنني متزوج من جنية، وأنت من البشر .
- لو كنت متزوج من بشر لكان الأمر أسهل .
- لا تقولي لي ان هذا بسبب قانون الجنيات ؟؟؟
- انا من البشر ولا دخل لي بقانون الجنيات ولكن هناك "عهد الأرتباط" بينك وبين الجنية، ولا يمكن ان يفك، وانا اعرف ماذا يعني العهد للجنيات، ولا أريد ان أتجاوزه، أرجوك لا داعي للتفكير بهذا الموضوع ....
- لكنها خارج حدود المملكة ولن ألقاها مرة أخرى، ولا دخل لأحد هنا بما يحدث في الخارج، وإلا لما كانوا تركوني في حالي ....
- أعلم ياحسن ولكن لا أحد يعرف بما يخفيه المستقبل ... أرجوك دعنا من هذا الموضوع ..
- لماذا لم نسأل احد المسؤولين عن هذا الموضوع فربما وجد لنا مخرجاً ؟؟؟
- المسؤولون هنا لا دخل لهم في هذا الموضوع ....
- إذا من المسؤول عن الزواج هنا ؟؟؟
- لا أحد يتدخل ... الزواج شأن شخصي، وأكثر شئ يمكن فعله وهو ليس ألزامياً، ان يتم أبلاغ اميرة المدينة به كنوع من الأحترام ...
- إذا لماذا لا نسأل الأميرة بانده، فربما وجدت مخرجاً ؟؟؟
صمتت ساريز قليلاً وقالت :
- ولكن مقابلة الأميرة ليست بهذه السهولة ...
فأبتسمت، فمجرد أن ساريز لم تعارض هذه الفكرة يعني أنها لم تيأس من وجود مخرج .. طلبنا بالطرق المتبعة ان نقابل الأميرة وكان علينا أن ننتظر حتى تطلبنا هي ... لم يكن هذا الأجراء كنوع من الرسميات بل لأن الأميرة كانت مشغولة دائماً ...
مر أكثر من شهرين من طلبنا لرؤيتها، حتى جاء الينا أحد مساعدي الأميرة الى البيت وسألنا ان كنا نستطيع مساء الغد ان نحضر لمقابلة الأميرة أم اننا نفضل موعداً أخر ليرتبه معها ؟؟؟
فقلنا له :
- نحن جاهزون في أي وقت تحدده الأميرة .....
فقال :
- إذا غداً مساءاً ستكون الأميرة بأنتظاركما.
وذهب الى حال سبيله ... وكم كانت ساريز فرحة لانها ستقابل الأميرة، حتى انني وجدت فرحها مبالغاً فيه بعض الشئ، خاصة وأني أمضيت بصحبة الأميرة أكثر من أسبوع، وقلت لها ذلك ... فقالت لي :
- وانا ايضاً يا حسن امضيت برفقتها نفس الوقت، والأميرة تفعل هذا مع كل قادم جديد من خارج حدود المملكة، عبر بوبات مدينة القمر، وهي لا تميز بين شخص وأخر ... الأميرة بانده عظيمة يا حسن، ونحن نشعر معها ونتفهم ظروفها ولا نزعجها ....
جاء الغد وحان موعد اللقاء وتوجهنا الى قصر الأميرة وأستقبلتنا وصافحتنا وقبلتنا، وسألتنا : أين نفضل ان نجلس، وأخترنا الحديقة، وأخذت تمازحنا وتتحدث معنا كاصدقاء مقربين لها حتى وصلنا الى الموضوع المهم، وقلنا لها اننا نريد أن نتزوج ....
خجلت ساريز قليلاً .... وقالت الأميرة :
- الف مبروك لكما ....
قالت ساريز :
- ولكن أنت تعلمين ما المشكلة ؟؟؟
ردت الأميرة :
- المشكلة مشكلتك أنت يا ساريز ...
قالت ساريز :
- أعلم أيتها الأميرة، لقد قلت له أن هذا مستحيل ...
ضمت الاميرة شفتيها متعجبة وقالت :
- هذا ليس مستحيلاً، ولكن هناك مشكلة ويمكن ان أردتِ ان تتجاهليها، لن يلومك احد ياساريز فزواج حسن كان خارج حدود المملكة ... وفي المملكة كل شئ جديد لا يرتبط بالماضي ....
فقالت ساريز :
- من يعلم أيتها الأميرة، فربما جاء يوم ودخلت غادة المملكة ؟؟؟
ردت الأميرة :
- أحتمال ضئيل، ولكن هذا قد يحدث ياساريز، ولهذا قلت انها مشكلتك ....
تدخلت في الحديث وقلت :
- إذا ما العمل، ألا يوجد حل ؟؟؟
قالت الأميرة :
- كل مشكلة ولابد من وجود حل لها، ولكن هل تستطيع انت مواجهة الموقف؟ فربما حل المشكلة أكبر من المشكلة نفسها ! .
فقلت :
- أنا جاهز لمواجهة أي موقف مهما كان نوعه .
قالت الأميرة :
- وأنت يا ساريز ؟؟؟
ردت ساريز :
- وانا ايتها الأميرة ...
أبتسمت الاميرة بطريقة جعلتنا نحن الاثنين نشعر وكأننا اطفال صغار امامها وقالت :
- لقد تسرعتما في الأجابة، كان يجب ان تسألا ما هو الموقف، فربما تغير رأيكما ؟؟؟
نظر كل منا الى الأخر بقلق، ولم يكن امامنا مجال للتراجع وقلنا للأميرة بأننا لن نتراجع مهما كان الموقف ... أطرقت الأميرة برأسها للحظات ثم قالت :
- واجبي اتجاهكم يحتم علي ان اجد لكم حلاً، نعم، سأقوم بواجبي ولن أترككما في حيرة الموقف، سيكون صعباً علي أنا أيضاً، ستعلمون ماذا أقصد في حينه، والأن أذهبوا وسأطلبكم من جديد ......
أنتهت المقابلة مع الأميرة بعد ان تركتنا في حيرة من أمرنا ... ماذا تقصد بكلامها؟



أنتهت المقابلة مع الأميرة بعد ان تركتنا في حيرة من أمرنا ... ماذا تقصد بكلامها ؟ ما هو الموقف الصعب ؟ ماذا ستفعل الأميرة، كيف ستحل هذه المشكلة ؟ تساءلنا انا وساريز كثيراً، وخمنا أكثر، ولكن دون جدوى، والشئ الذي كنا نقنع به انفسنا ان هناك حل لدى الأميرة، وكل مانستطيع فعله هو الأنتظار حتى تطلبنا. وبعد ثلاثة أيام من لقاء الأميرة وفي ساعات الليل، وبينما كنا انا وساريز جاليسين نتسامر، وفجأة نامت ساريز نوما عميقاً، واصابني أحساس غريب،

http://www.3sl3.com/up/upfiles/8XH29310.gif

ولحظات وظهرت الجنية مرح تسير يطريقتها استعراضية التي تستفز الأرض، وقبل ان تتفوه بكلمة واحدة قلت لها محذراً :
- لقد تحملتك كثيراً يا مرح، ولكن ان تعبثي مع ساريز فلن اسمح لك، وأفهمي ذلك جيداً ...
ضحكت وقالت :
- ماعملت شيئاً، نومتها علشان ترتاح وما يرتفع ضغطها ...
قلت :
- لا تنوميها مرة ثانية يا ست مرح، علشان انا بحب انومها في حضني ...
- ياحبيبي شو أنت حنون، وانا مستغربة انها بعد معك، شو كنو ماظل بنات في مدينة القمر؟؟؟
- في كثير يامرح بس ما في إلا ساريز واحدة ... الله خلقها وما خلق غيرها ...
- نيالك يا سوسو على ها الوفاء ....
- شو يا مرح، أشتقتيلي مش قادرة على بعدي، ولا ما لقيتي حد ثاني تتسلي فيه ؟
فقالت مستهزئة :
- اه ياحبيبي، مش قادرة على بعدك، بفكر فيك في الليل والنهار، ومافي شئ وراي إلا اني أحلم فيك حتى اني فكرت انتحر علشان مش قادرة على بعدك يا حسونه .....
قلت :
- أنتحري يامرح، وأنا بوعدك اني حموت وراكِ من الفرحة ....
ضحكت مرح وقالت :
- لن تتغير حتى لو تظاهرت بعكس ذلك، انا اعرفك جيداً ....
قلت لها :
- ارجوك يا مرح دعيني وشأني، انا لم أعد كالسابق، لقد تغيرت فعلاً ولن أعود للماضي ابداً ...
فقالت :
- من اجل ماذا يا حسن، من أجل ساريز؟ ما الشئ المميز فيها، ستكتشف غداً انك عشت كذبة .
فقلت :
- ساريز بالنسبة لي كل شئ، احبها بصدق،احبها وهي في نظري اجمل مخلوقة في الوجود، ساريز هي الماضي والحاضر، الطموح والتميز، وحتى الجنون الذي بحثت عنه، كله أجتمع في ساريز، ولتعلمي فهي زوجتي ....
فقالت :
- وهل تزوجتما ؟؟؟
فقلت :
- قريباً جداً ....
فقالت :
- وغادة يا حسن، هل أنتهت؟ هل نسيت أنها زوجتك؟؟
فقلت لها :
- لم أكذب علي غادة، لقد أحببتها فعلاً، وارادة الله اقوى من كل شئ، فهي من الجن وانا من البشر، ولن تصبح هي من البشر، ولا انا من الجن، فلا أريد ان أكذب علي نفسي أكثر، والقدر أقوى منا جميعاً ....
فقالت :
- وعالم البشر، وعائلتك، وأمك المريضة التي شُلت بسببك .
كلمات مرح وقعت علي كالصاعقة وقلت لها :
- وكيف عرفتِ أنتِ بهذا ؟؟
فقالت :
- لقد قلت لك اني وجدت طريقة للخروج والدخول الى هنا، وماذا تظنني كنت أفعل طيلة الأشهر الماضية، وهل تظنني منبهرة في هذه المملكة لأضيع وقتي فيها ......
لقد خرجت من المملكة عبر مدينة الشمس ووصلت عالم البشر وزرت عائلتك بطريقتي الخاصة وعلمت أن أمك اصيبت بالشلل وكلهم يعتقدون أنك مُت ......
فقلت لها :
- أنت كاذبة ....
أبتسمت وقالت :
- ولماذا أكذب عليك ؟؟؟
- لتعيديني معك لهدف في رأسك ....
- هذا صحيح أريد أن تعود معي ولكن الذي حدث مع والدتك حقيقي، ولا داعي لأذكرك بما حدث معها في السابق بسببك ....
- أنتِ دائماً تكذبين ولن أصدقك أبداً ...
- لا يهمني ان صدقت او لم تصدق، وتقولون أنتم بني البشر بأن أحساسكم لا يخيب، جرب وأستخدم أحساسك لتعرف ان كنت أكذب أم لا ؟؟؟
- لا أريد ان أجرب ولا أريد شيئاً، وما سيقدره الله سيحدث، وحتى لو كان صحيحاً، فلن أطاوعك وأجاري شرورك وجنونك وأتسبب بإيذاء الأخرين ... أمي لن ترضى بذلك ايضاً، وأنا سأدعو الله ان يحفظها، وأنا لن أعود للماضي مهما حدث ... أما أنتِ فأغربي عن وجهي.
أبتسمت مرح وقالت :
- إن وافقت فستجدني بجانبك، وسأنقلك بطريقتي الى مدينة الشمس، ومن ثمَ الى عالم البشر، لتصبح البشري المميز، ومعاً سنعيد الماضي .. فكر بالموضوع وسأكون قريبة منك ..
أختفت مرح، وأفاقت ساريز وحكيت لها ماحدث، وأستُفزت بالبداية وقالت :
- لماذا لا يوقفوها يا حسن ، أنها مجنونة؟؟
قلت :
- لن يوقفوها يا ساريز، ربما كانوا محقين في ذلك، فما سيحدث اليوم سيحدث في يوم من الأيام، أنه القدر ....
أقلقني ما حدث لأمي ولم أستطع أن أتجاهله ... فأحساسي يقول لي بأن أمي مريضة فعلاً. وتناقشنا انا وساريز لساعات طويلة حول كل الخيارات، ولم يكن هناك خيار أمامي إلا أن أنسى أو أتناسي، إلا أن ذلك كان صعباً بالرغم من مساعدة ساريز الكبيرة لي لأنسى ألم تأنيب الضمير تجاه عائلتي، وأن لا أحمل نفسي المسؤولية، وكان يكفي أن أرى أمرأة كبيرة في السن لأتذكر أمي وأفكر بها ... عانيت وتألمت وتغلبت على أحزاني، وعشت الواقع الذي يقول : "لاشئ أمامي أستطيع أن أفعله" . وشغلنا أنفسنا بالتفكير في الأميرة بانده ومتى ستدعونا ... ونسجنا أحلاما وعشناها، حتى أننا أخترنا أسماء للأطفال الذين سنرزق بهم بعد الزواج ....


http://www.3sl3.com/up/upfiles/8Ne29310.jpg

ثلاثة شهور كاملة مرت حتى دعتنا الأميرة، وتوجهنا الى قصرها، واستقبلتنا ، واستقبلتنا مساعدتها وأدخلتنا أحدى صالات القصر لننتظر، وجائت ألينا الأميرة بانده وعلى شفتيها ترتسم أبتسامة حزينة مهموة، أقتربت وصافحتنا .. وقالت :

http://www.3sl3.com/up/upfiles/p4h29310.jpg
http://www.3sl3.com/up/upfiles/JlR29309.gif

http://www.3sl3.com/up/upfiles/qgK29309.gif

يتبع>>>>>>>>>>الحلقة 62














http://www.azoz-star.com/vb/images/b.../add_album.png http://www.azoz-star.com/vb/HaTooM/buttons/quote.gif

نظرة الحب 07-02-2011 10:06 PM

الحلقة 62
http://www.3sl3.com/up/upfiles/MTt31517.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/MTt31517.gif
(دعوة الاميرة باندة وحضور غادة)
http://www.3sl3.com/up/upfiles/MTt31517.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/MTt31517.gif
- لا أدري كيف ستكون نهاية هذا اليوم، ولكني أتمنى أن ينتهي على خير، والآن يا ساريز وحسن، هل فكرتم جيداً ؟ وهل هناك شئ تغير من يوم لقائنا الى اليوم ؟؟
فأجبنا :
- كلا لم يتغير شئ .....
هزت رأسها وقالت :

http://www.3sl3.com/up/upfiles/qpV31970.jpg

- هذا شأنكم، المشكلة التي تواجهونها يوجد لها حل، عهد الارتباط الذي تم بين "كادنته" و "حسن" هو عهد غير قانوني لايعترف به، ولكنه يحترم، بالرغم من ان الكونيين لا يعترفون بمثل هذا العهد والسبب الرئيسي ليس لأنه تم مع بشر، بل لأنه حينما اعلنت "كادنته" عهد الارتباط، لم تكن قد بلغت السن القانوني للزواج، او لأتخاذ أي قرار، فحتى لو كان هذا الزواج من "كوني" من بني جنسها فلن يعترف به أيضاً، وسيعد تصرف أطفال لا أكثر، وعليه فأن "كادانته" تستطيع فك العهد بسهولة، ولكن إن أصرت هي على التمسك بهذا العهد بعد بلوغها السن القانوني، فسيصبح العهد قانونياً حتى لو كان مع بشر، وتعتبر هي متزوجة، والعهد لا يفك، المشكلة الوحيدة المتبقية ان "كادنته" سعيدة ومتمسكة بهذا العهد، وبعد وقت قصير ان بقيت على موقفها، فستفقد الفرصة في فك العهد، وستصبح اسيرة له طوال حياتها ....
أنتهزت الفرصة وتسرعت وسألت الأميرة :
- إذا ما العمل، ماذا نستطيع ان نفعل ؟
ردت الأميرة :
- لو صبرت قليلاً لقلت لك دون ان تسأل ....
اعتذرت للأميرة على تسرعي، وأكملت هي .
- من اجل ساريز ومن أجل كادانته ايضاً، بذلت المستحيل لأحصل على اذن لأحضار "كادانته" الى قصري لمدة يوم واحد بموافقتها، فلا أحد يستطيع ان يرغمها على ذلك، وحصلت بصعوبة على الأذن ... أعلم ان الموقف صعب على الجميع، وخاصة لـ"كادانته" ولكن هذا لمصلحة الجميع بغض النظر عن النتيجة المجهولة، والتي تتوقف حتى هذه اللحظة على حسن ....
التفتت الي وتابعت حديثها :
- والأن يجب ان تواجه الموقف يا حسن، وأرجوك ان لا تكذب على نفسك ولا على كادانته وساريز ... واجه الموقف ... أعترف لكادانته وأنه الموضوع، اما مع كادانته أو مع ساريز ... هي ياحسن، كادانته في حديقة القصر، أذهب إليها وواجهها ...

http://www.3sl3.com/up/upfiles/Cug31970.jpg

لم أصدق ... دق قلبي بقوة ... أرتجفت أوصالي .. لم استطع ان اتحرك من مكاني ...
قالت الأميرة :
- لابد من ذلك يا حسن، من أجلها ومن أجل ساريز، هيا يا حسن أذهب أليها، لا تخف فهي لن تتفاجأ برؤيتك، لقد جلست معها وأخبرتها انها ستلتقي بك وأرجو ان تراعي بأن كادانته لا تعلم أين هي ولا تعرف عن المملكة شيئاً وكل ماتعرفه بأنها في قصر أحدى أميرات عالم الكونيين الكبير، وراعي أيضاً أنها ذكية وقادرة على قراءة أفكارك بسهولة، ولا تنسى أنها مازالت صغيرة وبريئة ....
وقفت على أقدامي وأحسست أنها بالكاد تحملني، وسرت بأتجاه الحديقة ... اشعر بدوار كبير، لا أدري ماذا أفعل، لم أتوقع حدوث ذلك، أرى بعيوني غاده تداعب أحد الغزلان الصغيرة بالحديقة ، أنها هي فعلاً ...تواريت خلف أحدى الأشجار، لم أجرؤ على الأقتراب منها، قلبي يدق بقوة، أشعر بانه سيقفز من صدري، أنظر اليها من خلف الشجرة وأنا خائف من أن تراني، أراها خلف الشجرة تدفع الغزال عنها بيديها، يبتعد قليلاً ثم يعود، تضحك وتدفعه من جديد ... تجلس بجانب نافورة الماء، تفتح يديها فيأتي الغزال أليها مسرعاً، وما أن يصل حتى ترشفه بالماء فيهرب، وتبدأ هي بالضحك، وتفتح يديها من جديد لتغريه بأن يعود أليها، يقف الغزال متردداً خائفاً من أن تغدره مرة أخرى، وترشقه بالماء، ترد شعرها الى الخلف، أما الغزال فلا يجرؤ على الأقتراب منها فما يكون منها إلا أن تقترب هي منه وتحضنه، وتحمله وتضمه الى صدرها وتقبله ... تقترب من أحدى الأشجار، يعلق شعرها بغصن الشجرة حينما أستدارت، ويبدو انه أوجعها نظرت الى الشجرة بغضب وكأنها تشتمها، وفكت شعرها ... أما انا فأخذت أضحك من كل قلبي لهذا الموقف، تجرأت وخطوت نحوها، رأتني من بعيـد، وقفت مذهولة تنظر ألي، يدق قلبي بقوة أكثر، تفتح ذراعيها وتصرخ وتركض نحوي، تقفز الي، وتتعلق بعنقي وهي تضحك وتبكي .....

http://www.3sl3.com/up/upfiles/PVa32120.jpg

لم أتمالك نفسي في تلك اللحظة، وبكيت انا ايضاً، نظرت الي ولم تتكلم وكذلك أنا، ويزيد بكاؤها، لم أحتمل الموقف خاصة وإني لم ارها من قبل تبكي بهذه الطريقة ... مر أكثر من نصف ساعة وهي صامته لم تنطق بكلمة واحدة وهي لا تكف عن عناقي ... جلسنا تحت الشجرةعلى العشب، وأخذت تمطرني بعشرات الأسئلة دفعة واحدة، ضحكت، فطريقتها ذكرتني حينما ألتقيتها في حديقة منزلنا للمرة الأولى، حيث سألتها عشرات الأسئلة وقتها مره واحده، وقلت لها مازحاً :
- أسمعي ياغادة ان كنت تريدين ان اجيبك فأبدئي بسؤال واحد وبعد أن أجيبك أطرحي السؤال الثاني ....
أخذت غادة تضحك بعد أن تذكرت هي أيضاً وقالت وهي تضحك :
- من أنت ومن أين جئت ؟ ومن أي عالم أنت ؟؟
فقلت :
- أنا من عالم غير عالمك وأبي وأمي ليسا من الجن، وبما أني أبنهم فأنا كذلك ...
قالت :
- قل لي هل أنا أحلم ؟؟؟
فقلت :
- أنت لا تحلمين، وأن أردتِ التأكد، فقي على قدميكِ ...
ووقفت غادة على قدميها، وضحكنا معاً، وأندفعت غادة تتحدث وأخذت تذكرني بلقائنا الأول في عالم البشر، وبرحلتنا في باطن الأرض، وتضحك على مواقفي السخيفة في ذلك الوقت وسألتها :
- كيف قبضوا عليك وقتها يا غادة ؟؟؟
أبتسمت وقالت ساخرة :
- من هبلك، ما انا كنت عارفة من الأول، أنو الكاتو راح يضحك عليك، بس شو انا جننتهم لو شفت يا حسن شو عملت فيهم قبل مايمسكوني ، انا كنت مفكره أني راح أنسجن طول عمري، وقلت : اعجب عليهم شوي، وكل مايعملوا مصيدة ويفكروني اوقعت فيها وينبسطوا، اطلع منها، وظليت أجنن فيهم أكثر لحد ما جت أختي كونته بنفسها وصارت تتحايل علي علشان أرجع، مرة تهددني ومرة تترجاني، وانا ولا على بالي، وانا عارفة ان اختي كونته بتحبني ومش راح تؤذيني، وبعدين هددتني فيك وبصراحة أنا خفت عليك، وكونته صحيح مش ممكن تؤذيني، بس كنت عارفة انها ممكن تؤذيك انت وما يهمها، وظليت أجنن فيها لحد ما وعدتني أنها مش راح تعمل معاك ولا شئ، وبرضو ما ارضيت أسلم نفسي، وحكتيلها أني راح أرجع لوحدي، ولما حضرتك أتخليت عني، مسكتني كونته وصارت تحلف إلا تعلقك من شعرك علشان انا ضحكت عليها لما وعدتني أنو ما تعمل معك أشي أن سلمت حالي وانا ما سلمت حالي ، وظليت أبكي لحد ما وعدتني انها مش راح تعمل معاك إشي وبصراحة انا أولها زعلت منك، وكنت حابة أختي تعلقك من شعرك مثل ما حكت، لأنك تخليت عني، بس بعدين قلت : ما انت أهبل مابتلتامش، ولما رجعوني وعرفت أني مش راح أنسجن مثل ماكانوا يحكوا، ظليت أتحايل على الرقابة إللي حطتهم أختي كونته على وطلعت ، ما انا بعرف كل الطرق وجيت أدور عليك، وما لقيتك ورجعت بسرعة قبل ما يعرفوا ، صحيح قلي أنت وين كنت مختفي ....
أبتسمت ولم أدر ماذا أقول، فقلت مازحاً :
- كنت ألعب مع أختك مرح .....
وما أن لفظت الأسم حتى رمقتني بنظرة غريبة وصمتت قليلاً ثم قالت :

http://www.3sl3.com/up/upfiles/Jbh32461.jpg

- كيف عرفت أن أسمها مرح، ولماذا لا أستطيع قراءة افكارك كما في السابق، لماذا تخفي أفكارك عني، ما الذي حدث معك، أخبرني يا حسن؟
يبدو اني تورطت باندماجي بحديثها البرئ، ونسيت لأنها تتمتع بذكاء خارق، ولكن خبرتي وماتعلمته جعلني أسيطر على الموقف وقلت لها :
- سأخبرك بكل شئ، ولكن أخبريني كيف حضرتِ الى هنا ؟؟؟
فقالت :
- مدرستي رتبت ذلك، فقد قاموا بعمل أختبار وقالوا أن الذي سينجح في الأختبار سيحظى بزيارة لقصر أحدى الأميرات، وهناك يستطيع ان يطلب طلبا ويتحقق، وانا نجحت في الأختبار وجئت لقصر الأميرة وأستقبلتني هي وتحدثنا معاً كثيراً وسألتني عن الأمنية التي اريدها ان تحققها لي فحكيت لها عنك، وإني أريد ان ألتقي بك .. فقالت لي : انها ستحقق لي الأمنية قبل ان تغرب الشمس، وبقينا نتحدث عنك وبصراحة كنت أشعر من حديثها، وكأني سأواجه موقفاً صعباً، وهذه هي الحكاية من البداية إلى النهاية، هيا أحكيلي أنت ؟؟؟
أي ورطة أنا فيها ... فهي فعلا لا تعلم شيأً ، وكيف أخبرها وماذا أحكي لها، لم أجرؤ ، فغيرت الموضوع وأخذنا نتحدث بأمور أخرى لعلي اجد مدخلا أبدأ حديثي منه، بدأ الوقت ينفذ وأنا في حيرة ويزداد الأمر تعقيدا حينما تشرح لي هي عن خططها المستقبلية في العودة الى عالم البشر وقلت لها :
- غادة، الم تفكري بأنه ربما لن نلتقي الى الابد ...
قالت :
- لا تقل هذا، سنلتقي متى نريد ، فالامر ليس بالتعقيد الذي كنا نظنه ، لم يتبقى إلا بعض الوقت وسأبلغ السن القانوني وسترفع عني الرقابة ، واعود حرة من جديد، وسأراك متى أريد، ولن يكتشف أحد ذلك، فقد تعلمت اشياء كثيرة، وحتى لو عرفوا فهم لن يفعلوا شيئاً لأن زواجي منك كان قبل أن ابلغ السن القانونية ....
قلت لها :
- ولكن يا غادة أنتِ من الجن وأنا من البشر، ولن نستطيع أن نستمر في ذلك ؟؟؟
فقالت غاضبة :
- لماذا تقول ذلك الأن، لقد قلت لك ذلك منذ البداية، لقد حذرتك وأنت لم تهتم لذلك، لماذا تزوجتني، لقد بقيت مخلصة لك ولم أتأثر يأية ضغوط، أنت كل شئ لي ياحسن، لماذا أنت خائف ؟؟؟
قلت لها :
- قولي لي : ألم تفكري ولو للحظة بأني من الممكن أن أكون قد تزوجت أو أحببت واحدة أخرى ؟!
أبتسمت وأقتربت مني أكثر وطوقت عنقي بذراعيها، وتركت أنفها يلامس أنفي ونظرت في عيوني وقالت :
- لا يمكن أن أفكر بذلك، كنت متأكدة بأنك ستنتظرني وكنت واثقة من حبك لي، وإلا لما رضيت أن أتزوجك ....
كلما تحدثنا كان الأمر يزداد تعقيداً، دعوت الله أن يقبض روحي قبل أن أنطق بكلمة واحدة تمسها، أتمنى لو أني أموت، حتى أخرج من المأزق الذي أنا فيه .... فقلت لها :
- ولو قلت لك يوماً بأني ككل البشر بحاجة لأن يكون لي أبن يحمل أسمي، ولا يحدث هذا إلا من خلال زواجي بواحدة من البشر؟
فسبلت غادة عيونها وقالت :
- أرجوك ياحبيبي الوقت يمر بسرعة، لماذا تتعمد أستفزازي ؟؟
فضحكت وقلت :
- ولو أني مت مثلاً، ماذا ستفعلين ؟ فكري قليلاً طبيعتنا تختلف كثيراً، نحن البشر نهرم ولا نعمر طويلاً وأنتم عكس ذلك، ألم تفكري ماذا سيحدث بعد ذلك، ولماذا تربطين مصيرك طوال العمر بي أنا ؟؟؟
فقالت :
- مهما سيحدث ستبقى حي وسأبقى مخلصة لك إلى الأبد ....
أستفزتني فقلت :
- وماذا لو عرفتي بأني قد خنتك أكثر من مرة، مع جنية ومع أنسية أيضاً ...
فردت ساخرة :
- لن أصدق حتى لو رأيت بعيني وكفاك استفزازاً ؟؟؟
شددتها وضممتها ألي بقوة وأنا أحاول أن أكبت ثورة حبي وعواطفي بداخلي حتى لا تتفجر وتستطدم مع الواقع من جديد ... أنا أعلم بأني فقدتها ولن تعود ألي ابدا حينما تعلم مافعلت وما كنت أنوي ان أفعل، ولكني لا أريد أن تفقد نفسها بسببي، ولا أستطيع أن أكذب عليها ... ومن بعيد لمحت الأميرة وساريز قادمتان بالأتجاه الذي نحن فيه، دب الخوف في قلبي، ضممت أصابعي بقوة ورجوة الله ان لا تكون في نيتهن القدوم ألينا ... ولكن المقدر حدث وأقتربن منا وفي عيون الأميرة بانده أصرار قوي على أنهاء هذه القضية ... وقفت غادة وقمت بحركة سريعة أحتراما للأميرة بانده ... قالت الأميرة بأدب :
- هل يمكن أن نجلس معكم قليلاً ؟؟؟
ألتفت الى غادة وعيونها تقول لا وقالت :
- نعم .....
وقالت الأميرة :
- "كادانته"، أعرفك على صديقتي ساريز، وساريز أعرفك على "كادانته" ....
أبتسمت غادة وهزت رأسها ورمقتني بنظرة خاطفة خجولة، ربما كان بسبب ان الأميرة نادتها بأسم "كادانته" أو لآنها تظنني أسمع بهذا الأسم لأول مرة ... وأخذت ساريز أيضاً تبتسم ومالت ألي وهمست في أذني :
- لقد ظننتها مرح، أنها تشبهها كثيراً ...
فأكتفيت بأن هززت رأسي، وأخذت أهرب بعيوني لأتجنب نظراتهن ... ومازحت الأميرة غادة وقالت لها :
- ماذا تنوين أن تفعلي في المستقبل يا "كادانته" ؟؟؟
ردت غادة :
- لا شئ سأبقى كما أنا ....
فقالت الأميرة :
- أنتِ لا تخططين لشئ ... مستحيل.
أبتسمت غادة ورمقتني بنظرة خاطفة ولم تتكلم ... وقالت الأميرة :
- هل ستنوين الاصرار على عهد ارتباطك مع حسن بعد أن تبلغي السن القانوني يا كادانته ؟؟؟
هزت غادة رأسها ......

http://www.3sl3.com/up/upfiles/wZl29309.jpg
http://www.3sl3.com/up/upfiles/JlR29309.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/JlR29309.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/qgK29309.gif
يتبع>>>>>>>>>>>> {الحلقة الاخيـــــــــــــرة}

نظرة الحب 07-02-2011 10:07 PM

http://www.3sl3.com/up/upfiles/ORC99315.gif
{الحلقة الاخيـــــــــــــرة}
http://www.3sl3.com/up/upfiles/CfR99316.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/CfR99316.gif
(النهاية الغير متوقعة واستسلام حسن)
http://www.3sl3.com/up/upfiles/CfR99316.gif
http://www.3sl3.com/up/upfiles/CfR99316.gif
هزت غادة رأسها مؤكدة على أنها ستصر .... فقالت الأميرة :
- ولكن يا كادا الحياة تتغير والأيام لا تبقى كما هي، كل شئ يتغير يا كادانته ....

http://www.3sl3.com/up/upfiles/qqO99316.jpg

حركت غادة راسها الى الخلف لتعيد ما مال من شعرها على وجهها، ولم تخفِ أنها أستفزت وقالت :
- لن يمنعوني من حبه مهما فعلوا ......
أثناء حديث غادة أستدارات ساريز الى الخلف وسارت عدة خطوات بالأتجاه المعاكس، ولم يخفَ علي أنها كانت تبكي، وأن بكائها حزنا على غادة ... عيون ساريز دلت على ذلك منذ اللحظة الأولى للاؤيتها ...

http://www.3sl3.com/up/upfiles/OxR02322.jpg

ورمقتني الأميرة باندا بنظرة غاضبة وقالت بحزم :
- وأنت يا حسن تفضل قل لنا رأيك ؟؟؟
عجزت عن الكلام وأطرقت رأسي الى الأرض خجلاً، لم أجرؤ ان أواجه عيون "غادة" أو أن أزعزع ثقتها بي، وبذلت جهدي لأمنعها من قراءة أفكاري ... أغمضتُ عيوني .. أصبت بدوار .. بحثت عن مخرج ... عن حل، انادي في داخلي دون أن أتكلم ساعديني يامرح، ساعديني يامرح ....
لا أدري كيف فعلت ذلك ولماذا فعلت ذلك، ظهرت مرح كلمح البرق وكأنها كانت بقربي تنتظر ان أناديها ... نظرت ألي وأبتسمت وغمزتني بطرف عينها وأقتربت من أختها غادة ... الأميرة بانده رمقت مرح بنظرة تهديد ووعيد لأقتحامها حديقتها بدون أذن مسبق، وذبطت نفسها، وكبتت غضبها حتى لا تزيد الوضع تعقيداً ... ساريز ألتفتت الينا وبعيونها حيرة ... لا تفهم ما حدث وبدت للحظات وكأنها لم تميز بين مرح وأختها غادة .. وأبتسمت غادة فرحه وأحتضنت أختها مرح، الاف الصور والكلمات الصامتة تمت في لحظات .. مرح تمسك بيدي أختها غادة، وتغير ملامح وجهها من شكل إلى أخر، دل على ان حوار طويلاً يدور بينهما دون كلمات ... بطريقتهما الخاصة ... حالة من الذهول اصابتني وكذلك بانده وساريز، جو مشحون بالترقب، ولا أحد يعلم ماذا سيحدث .. أقتربت مرح مني وقالت :
- حسن غادة ستسامحك على كل شئ حدث، وهي تقدر ان كل ماحدث معك كان رغماً عنك، وهي واثقة من انك تحبها اكثر من أي شئ أخر، ولا تريد ان تتحدث في أي شئ يتعلق بالماضي ... وستلتقي بك في عالم البشر .
ألتفت الى غادة وأبتسمت وهي تهز برأسها مؤكدة كلام مرح أو أني أظن ذلك .. أمسكت مرح بيدي وأشارت الى غادة بيدها وقالت :
- سنلتقي قريباً ......
وبلمح البصر وجدت نفسي ومرح مازالت ممسكة بيدي في مدينة الشمس، لندخل من هناك الى باطن الأرض، نسير في طرق مظلمة وأنا لا أرى شيئاً،

http://www.3sl3.com/up/upfiles/A6q02322.jpg

لم أستطع أن أتنفس بسهولة ... حتى وصلنا الى مكان في باطن الأرض، كانت الرؤية فيه أوضح، تبينت اننا نقف بجانب جدار تم نحته بالصخر لونه بني، ونقشت عليه كلمات وحروف وارقام ورسومات، لم تكن واضحة بسبب تراكم الغبار عليها، وفي وسط الجدار الصخري العملاق بوابة كبيرة ...

http://www.3sl3.com/up/upfiles/ORj99316.jpg

أقتربت منها مرح وطلبت مني ان أقترب أيضاً، وحينما أقتربت رأيت بأنه قد حُفِرت في البوابة ألاف الكفوف بأحجام مختلفة ... طلبت مني مرح أن أبحث عن قالب الكف الذي يلائم كف يدي اليمنى، وكذلك فعلت هي وأخذنا نجرب حتى وجدت الرسمة المنقوشة ذات الحجم المناسب، وطلبت أن أضع يدي عليها، وفعلت ووضعت يدي اليمنى، ووضعت هي كف يدها اليسرى في المكان الذي يلائمها، وقالت لي ماذا يجب أن أقول .... وبدأت هي فقالت :
- أنا كونته بنت نازك أبنة الجن ، بأرادتي الكاملة أعلن عن فتح قلعة أكاروس ...
وقلت بعدها :
- أنا حسن أبن صفية أبن البشر بأرادتي الكاملة أعلن عن فتح قلعة أكاروس ....
وقلنا معاً :
- نحن من البشر والجن، بأرادة واحدة متحدة، نعلن عن فتح قلعة أكاروس ......
وتفتح دفتي الباب مرة واحدة، ليظهر ضوء أحمر وبدأ دخان كثيف يخرج من الباب الى الخارج ، وتصدر من الداخل ضحكة لرجل صوته خشن وجهوري، هزت أرجاء المكان، أدخلت الرعب في قلبي ، وبعد ذلك هبت ريح قوية عاصفة ، كادت تحملنا معها لولا أننا تعلقنا بالباب ... أستمرت الريح لدقائق، ودفعت الدخان الى الخارج، وعاد الهدوء من جديد ودخلنا القلعة ... غطيت عيوني بكفي فلم أكن أحتمل قوة الضوء الأحمر المنبعث من كل أرجاء القلعة، تحسست طريقي خلف مرح ووصلنا الى جانب منصة حجرية في وسط القلعة يبلغ أرتفاعها عدة أمتار وقفت مرح وألتفتت الي وقد أرتسمت على شفتيها أبتسامة النصر، وقالت لي :
- دقائق فقط ياحسن وستجد نفسك في عالمك، وبين عائلتك، وستجدني الى جانبك مادمت تريد ذلك .... والأن سأرسل رسالتي الى البشر.
وعلت مرح المنصة ووقفت فوقها ومدت ذراعيها وأخذت تدور حول نفسها وهي تضحك ... وتتمتم بلغة لم أفهمها .. وبدأ الدخان يتصاعد من حولها، وهبت ريح خفيفة طيرت شعرها ونثرته، وأخذت تدور حول نفسها أكثر وأكثر، وبصوت عالِ قالت وكأنها تخاطب جمهوراً :
- أنا مرح ......
ويتردد صدى صوتها من كافة جوانب القلعة : " مرح ... مرح ... مرح ..." وبأصوات مختلفة ومتعددة .......

http://www.3sl3.com/up/upfiles/py799316.jpg


http://www.3sl3.com/up/upfiles/Cmf01552.gif
اتمنى ان تكونو استمتعتم بهذه الرواية
وبكل احداثها التي امتزج فيها الخيال باالواقع
محبتي واحترامي للجميع

عـــودالليل 07-04-2011 02:28 PM

500

ولا اجمل من هذا الطرح

كل من يمر من هنا اجبره طرحك الراقي

على الرد والاحترام

الف شكر

http://macarabia.net/forum/userpix/19_4953479_1.gif

نظرة الحب 07-04-2011 05:27 PM

شاكره مرورك العطر

اخـــراحساس 07-05-2011 11:44 AM

http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat95dac62a2c.gif

دمت بألف خير
كل الشكر والامتنان على طرحكـ
يعطيك الف عااافيه
بانتظار جديدك
تحياتي


نظرة الحب 07-05-2011 04:33 PM

شاكره مرورك العطر


الساعة الآن 11:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية