![]() |
*البلاء يقرب بينك وبين الله ويعلمك الدعاء ويذهب عنك الكبر والعجب.
*لا تحزن فرزقك مقسوم وقدرك محسوم وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم. *اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى أن تهب لنا قلوباً لينة تخشع لذكرك وشكرك. *أكثر من الاستغفار فمعه الرزق والفرج والذرية والعلم والتيسير. *دواء القلب:تلاوة القرآن،دعوة في السر،دمعة في خلوة رفقة صالحة |
*النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها.
*إيمان لا يتبعه عمل هباء..وشراء الجنة دون دفع ثمن هراء. *لتبحر في سعادة ليس لها ساحل اركب زورق التقوى وليكن مجدافك ذكر الله |
إذا حسيت بضيق او انك حزين ، دايماً ردد
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين هي طب القلوب نورها سر الغيوب ذكرها يمحو الذنوب لا إله إلا الله |
عندما نبحث عن النور في زمن الظلمة أدعوك لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة
********* إن للحسنة نور في الوجه وضياء في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الناس ********* من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق *********** |
يا من تشهد بلا اله الا الله وبأن محمداً رسول الله , وتقيم الصلاة وتأتي الزكاة , وتصوم رمضان وتحج بيت الله الحرام .... استمع لكلماتي ...!!!
هذه بعض الرسائل الجميله اللتي ترسل عن طريق الجوال اتمنى الاستفادة منها أرق القلوب قلب يخشى الله وأجمل الكلام ذكر الله ، وأنقى الحب الحب في الله والله إني أحبكم فى الله ، اللهم فاجمعنى بهم تحت ظل عرشك يوم لاظل إلا ظلك آمين ********* اللهم إني أحبه فيك فاحببه وأرضى عنه وأعطه حتى ترضى وأدخله جنتك آمين ********* |
زودك الله من تقاك ومن النار وقاك و للفضيلة هداك وللجنة دعاك وجعل الفردوس مأواك
********* أسأل الله الذي جمعنا في دنيا فانيه أن يجمعنا ثانيه في جنة عاليه قطوفها دانيه ******** كل عام وأنت إلى الله أقرب ومنه أخوف وبه أعرف وإلى دار كرامته أسبق ********** الله يكتب لك بكل خطوة سعادة وكل نظرة عبادة وكل بسمة شهادة وكل رزق زيادة ********* |
[طوبى لمن وجدفي صحيفته استغفارا كثيرا
من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه من قرأ سورة الاخلاص عدلت له ثلث القران صيام يوم عاشورا يكفر الله به السنه التي قبله كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه خير متاع الدنيا المرأة الصالحة أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل لايزال لسانك رطبا بذكر الله اللهم اغفر لحينا وميتنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وانثانا من صلى الصبح فهو فى ذمه الله ما اعطى احد عطاءخير وانفع من الصبر من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه حسبي الله لااله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ليس الشديد من غلب الناس انما الشديد من غلب نفسه الدين النصيحة جبلت القلوب على حب من احسن اليها وبغض من اساء اليها لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر من حسن اسلام المرئ تركه ما لا يعنيه اد الامانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك قال صلى الله عليه وسلم(خير الناس من طال عمره وحسن عمله) قال صلى الله عليه وسلم (أكثروا ذكر هادم اللذات) قال صلى الله عليه وسلم (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) قال صلى الله عليه وسلم (من يحرم الرفق يحرم الخير كله) قال صلى الله عليه وسلم (توبوا إلى الله واستغفروه) قال صلى الله عليه وسلم (كل معروف صدقة ) قال صلى الله عليه وسلم ( من لايرحم الناس لايرحمه الله) قال صلى الله عليه وسلم (الحياء كله خير) قال صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) |
قال ابليس:أهلكت بني آدم بالذنوب وأهلكوني بالاستغفار وبـ (لا إله إلا الله ) بماذا تفكر به الآن؟؟ إفتح صفحة 322 آيه (1) لئن با عدت بيننا الدنيا ففي...جنات عدن للأحبة مجمع...نستودعكم الله أروع القلوب قلب يخشى الله وأجمل الكلام ذكر الله وأنقى الحب الحب في الله اللهم اني احب عبدك هذا فيك فأحبه وأجمعنا تحت ظل عرشك يوم لاظل إلا ظلك المؤمن إذا مات تمنى الرجعة إلى الدنيا ليكبر تكبيرة أو يهلل تهليلة أو يسبح تسبيحة قال لقمان:إن الدنيا بحر عميق وقد غرق فيه أناس كثير فلتكن سفينتك تقوى الله عندك هم ما تبدد؟ أمل ما تحقق؟ حزن يتجدد؟أنا رصيدك لا تتردد (المرسل صلاة الليل) أجمل من الورد وأحلى من الشهد ولا تحتاج لجهد (سبحان الله وبحمده) اللهم إجعلنا ممن يورثون الجنان ويبشرون بروح وريحان ورب غير غضبان آمين كل عام وانت الى الله أقرب ومنه أخوف وبه أعرف وإلى دار كرامته أسبق أسأل الله الذي جمعنا في دنيا فانيه أن يجمعنا ثانيه في جنة قطوفها دانيه الله إني أحبه فيك فاحببه وأرضى عنه وأعطه حتى ترضى وأدخله جنتك آمين الله يكتب لك بكل خطوة سعادة وكل نظرة عبادة وكل بسمة شهادة وكل رزق زيادة إن للقلوب صدأ كصدأ النحاس وجلاؤها الإستغفار إبليس والدنيا ونفسي والهوا* كيف النجاة وكلهم أعدائي همسة...إن المعصية تورث ضيق النفس والمعصية تجر الأخرى راجع نفسك قال عليه السلام(طوبى لمن في صحيفته إستغفارا كثيرا) قال ابن القيم (الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب ليذهب وهج الدنيا) من لزم الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجا وكل ضيق مخرجا..الرجاء النشر تمنى أهل القبورأن يعودوا ليدركوها وهي ساعة استجابة في آخر نهار الجمعة عندما نبحث عن النور في زمن الظلمة أدعوك لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة إن للحسنة نورا في الوجه وضياءا في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الناس قد مضى العمر وفات يا أسير الغفلات فاغنم العمر وبادر بالتقى قبل الممات من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح ومن ارسله في الناس اضطرب واشتد به القلق قبورنا تبنى ونحن ما تبنا ياليتنا تبنا من قبل أن تبني اليوم (جمعة) أسأل الله أن يكون لي معك (جمعة) في جنة الفردوس آمين كل خارج من الدنيا أما متخلص من الحبس واما ذاهب الى الحبس ؟؟؟ اكشط هنا - !|حب!|!|ي الل!| اكشط بقوة – احبك في الله . لحالك – أكيد – قرب شوي – قرب أكثر – أ – أح – أحب – أحبك في الله . أقول لك شيء – تبي تعرفه – متأكد – لازم – مستعجل - أحبك في الله. ودي أوصلك رسالة تسبق الريح - أكون فيها صريح - وبعدها أستريح - أحبك في الله. حكمة غالية اهديها لك:من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد.. |
جزاكِ الله كل خير وبارك فيكِ ونفعنا جميعاً بما طرحتي ان شاءالله تحيتي وتقديري لجهودكِ وعطائكِ دمـتـِ بـود |
لا اله إلا الله .. جعلها الله نبض قلبك .. ونور صبحك .. وبركة نهارك .. وسكون ليلك .. وسعادة حياتك ..
|
طرح فى غاية الروعه يـعطيك العافيه لماتاتى به لنستفيد |
اللهم زد هذا الوجه نوراً.. واجعله دائماً مأجوراً.. ووفقة لخير الدعاء.. وبرضاء ربه مسروراً.. |
*قبل أن تنام سامح الأنام واغسل قلبك بالعفو والغفران تجد حلاوة الإيمان.
*استح من الله بقدر قربه منك وخفه بقدر قدرته عليك. |
*الصلاة نور والصبر ضياء والصدقة برهان والقرآن حجة لك أو عليك.
*جاء الوقت لنقاطع المنتجات الشيطانية (الذنوب) ابدأ أيها الغيور. |
*اللهم إنا نسألك إيماناً كاملاً ويقيناً صادقاً وقلباً خاشعاً وعلماً نافعاً.
|
*اللهم إنا لا نقوى على عذابك نرجو عفوك وأنت أكرم من وقفنا بابه فأكرمنا.
*كرر(لا حول ولا قوة إلا بالله)تشرح البال وتصلح الحال وترضي ذا الجلال. |
*اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى أن تهب لنا قلوباً لينة تخشع لذكرك وشكرك.
*أكثر من الاستغفار فمعه الرزق والفرج والذرية والعلم والتيسير. |
اقتباس:
الله يعافيك شاكره لك تواجدك لقلبك السعاده |
الركوع لغير الله
حرام الشكوه لغير الله مذله |
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .« أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ،
وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام .. » صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906). |
من وطن قلبه عند ربه سكن واستراحومن أرسله في الناساضطرب واشتد به القلق
|
http://www.m5zn.com/photo_files/2010...qqxdva79n4.gif
الظلمات خمس ولكل واحدة سراج : فالذنوب ظلمة .. وسراجها التوبة ،، والقبر ظلمة .. وسراجها الصلاة ،، والميزان ظلمة .. وسراجه لا إله إلا الله ،، والصراط ظلمة .. وسراجه اليقين ،، والآخرة ظلمة .. وسراجها العمل الصالح ،، http://www.m5zn.com/photo_files/2010...qqxdva79n4.gif |
قال ابن القيم (الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب ليذهب وهج الدنيا)
|
إن للحسنة نورا في الوجه وضياءا في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الناس
|
من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح ومن ارسله في الناس اضطرب واشتد به القلق
|
قبورنا تبنى ونحن ما تبنا ياليتنا تبنا من قبل أن تبني
|
كل خارج من الدنيا أما متخلص من الحبس واما ذاهب الى الحبس ؟؟؟
|
)°°••₪• الحب الحقيقي كن من أولياء الله وأحباءه لتسعد،إن من أسعد السعداء ذاك الذي جعل هدفه الأسمى وغايته المنشودة حب الله -عز وجل-،وما ألطف قوله: {يحبهم ويحبونه}، قال بعضهم: ليس العجب من قوله : يحبونه، ولكن العجب من قوله: يحبهم. فهو الذى خلقهم ورزقهم وتولاهم أعطاهم، ثم يحبهم. قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله}، وانظر إلى مكرمة على بن أبي طالب، وهي تاج على رأسه: رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. إن رجلا من الصحابة أحب قل هو الله أحد، فكان يرددها في كل ركعة، ويتوله بذكرها، ويعيدها على لسانه، ويشجي بها فؤاده، ويحرك بها وجدانه، قال له -صلى الله عليه وسلم- حبك إياها أدخلك الجنة. ما أعجب بيتين كنت أقرؤهما قديما، في ترجمة لأحد العلماء يقول: إذا كان حب الهائمين من الورى .............. بليلى وسلمى يسلب اللب والعقلا فماذا عسى أن يفعل الهائم الذي ............... سرى قلبه شوقا إلى العلم الأعلى {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم} إن مجنون ليلى قتله حب امرأة، وقارون حب مال، وفرعون حب منصب، وقتل حمزة وجعفروحنظلة حبا لله ورسوله، فيا لبعد مابين الفريقين |
|
|
|
|
احبك الرحمن وانار قلبك بالقران واشتاقت لك فردوس الجنان |
عندك هم ماتبدد او امل ماتحقق او حزن يتجدد انا رصيدك لاتتردد(صلاة الليل)
|
قد مضى العمر وفات يا اسير الغفلات فاغتنم العمر وبادر بالتقى قبل الممات ><><><><><><><><><>< عام مضى يحمل اسراره وعام ات مكتوب اقداره فاعتصم بالله واكثر استغفاره ><><><><><><><><>< |
الا بذكر الله تطمئن القلوب . وتحط الذنوب . وبه يرضى علام الغيوب . وبه تفرج الكروب ><><><<<>><<><><>>< لن ترتوي يا قلب إلا بنفحة إيمان و لن تكتحلي يا عين إلا برؤية الرحمن ><><><><><><>< يكفيك من نعيم الدنيا نعمة الإسلام ومن الشغل الطاعة ومن العبرة الموت |
طرح آكثر من رآئع تسلمين
يآلغلآ وجزآك الله الف خيير في آنتظآر جديدك بكل شووق .. لي باك ودي لك جنوووو ... |
يقول الله - سبحانه وتعالى -: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12].
الناس بعد الممات ينقسمون قسمين، باعتبار جريان الحسنات والسيِّئات عليهم: القسم الأول: من يَموت وتنقطع حسناته وسيئاته على السَّواء، فليس له إلا ما قدَّم في حياته الدُّنيا. القسم الثاني: من يَموت وتبقى آثارُ أعماله من حسناتٍ وسيئاتٍ تجري عليه، وهذا القسم على ثلاثة أصناف: الأول: من يَموت وتجري عليه حسناتُه وسيئاته، فمثل هذا يتوقَّف مصيره على رجحان أيٍّ من كِفَّتَي الحسنات أو السيئات. الثاني: من يَموت وتنقطع سيئاته، وتبقى حسناته تَجري عليه وهو في قبره، فينال منها بقدر إخلاصه لله - تعالى - واجتهاده في الأعمال الصَّالحة في حياته الدُّنيا، فيا طيب عيشه، ويا سعادته. الثالث: من يموت وتنقطع حسناته، وتبقى سيئاته تجري عليه دهرًا من الزَّمان إن لم يكن الدَّهر كله، فهو نائم في قبره ورصيده من السيئات يزدادُ يومًا بعد يوم، حتَّى يأتي يوم القيامة بجبال من السيئات لم تكن في حُسبانه، فيا ندامته ويا خسارته. إنَّ الحديث عن الحسنات والسيئات أمرٌ لا مفرَّ منه؛ لأنَّ الحساب يوم القيامة يكون بالموازين؛ يقول الله - تعالى -: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47]. كثيرٌ من النَّاس يغفلون عن مسألة السيِّئات الجارية وخطورة شأنِها؛ لأنَّ من السيئات ما إذا مات صاحبها، فإنَّها تنتهي بموته، ولا يَمتد أثر تلك السيئات إلى غير صاحبها، ولكنْ من السيئات ما تستمر ولا تتوقف بموت صاحبها، بل تبقى وتجري عليه، وفي ذلك يقول أبو حامد الغزالي: "طوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه، والويل الطويل لمن يَموت وتبقى ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة أو أكثر يُعذَّب بها في قبره، ويُسْأل عنها إلى آخر انقراضها"؛ (إحياء علوم الدين 2/74). وقد جاءت النصوصُ الشرعيةُ محذِّرة من هذا النوع من السيئات؛ منها قوله - تعالى -: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [النحل: 25]، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «مَن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام مَن تَبِعَه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا»؛ [صحيح مسلم، برقم (6980)]، وفي رواية: «ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عَمِلَ بها من بعده من غير أنْ ينقص من أوزارهم شيء»؛ [صحيح مسلم، برقم (2398)]. وبما أنَّنا نعيش في عصرٍ تيسَّرتْ فيه وسائلُ الاتِّصالات، ونقل المعلومات، أصبح من الأهمية بمكان التَّذكير بشناعة السيِّئات الجارية، ومدى خطورتِها على صاحبها، فكم من إنسان أهلك نفسه، وحمَّل كاهله سيئاتٍ لم تكن محسوبة عندما نصَّب نفسه داعيًا إلى الضَّلال وناشرًا إلى المنكر من حيث يشعر أو لا يشعر! ومِنْ ثَمَّ؛ فإنَّه بسبب ما نشهده من تقدم وتطوُّر في سائر نواحي الحياة - لا سيما في مجال نقل المعلومات - كانت صور السيئات الجارية متعددة، لعل من أبرزها ما يلي: القنوات الفضائية: حيث يشاهدها الملايينُ في سائر أنحاء العالم، والأثر المتعدي لهذه القنوات فوق مستوى الخيال، ويُمكن إجمال صور السيئات الجارية في هذه الوسيلة فيما يلي: - إنشاء القنوات الفاسدة التي تبثُّ الأفكار المخالفة للإسلام، وتروِّج للأخلاق المنحرفة، كقنوات أهل البدع، وقنوات الأفلام الهابطة، والأغاني الماجنة، فأصحابُ تلك القنوات، والمساهمون فيها ماديًّا ومعنويًّا يتحمَّلون آثام هذه القنوات وآثارها السيئة، وهم فتحوا على أنفسِهم بابًا لا يكاد يُغلق من السيِّئات الجارية إلاَّ أن يتوبوا. - إرسال الرسائل النصيَّة (sms)؛ لكي تظهر على الشاشة، فإذا كانت الرسائل تحتوي على كلامٍ بذيءٍ أو دعوةٍ إلى الشر، فإنَّ ذلك يدخل في باب السيئات الجارية؛ لأنَّ مُرسِل تلك الرسائل قد يُسهم في نشر شرٍّ يجهله الناس، فيكون بذلك معلمًا للشر ناشرًا له. - الإسهام في القنوات الفضائية الفاسدة ودعمها بأيِّ صورة من الصور، ودلالة الناس عليها - يندرج في باب السيئات الجارية. (الإنترنت) "الشبكة العنكبوتية": وهي لا تقل خطورة عن القنوات الفضائية إذا استخدمت في الشرِّ، وخاصةً أنَّ الإنترنت يُعدُّ مكتبة متنقلة يُمكن الاستفادة منها في أي وقت، فكل ما يُنشر في هذه الشبكة يُمكن استعادته والرجوع إليه، فضلاً عن سرعة انتشار المعلومة فيها، ولعلَّ من أبرز الاستخدامات التي تندرج في باب السيئات الجارية ما يلي: — إنشاء المواقع والمنتديات الفاسدة والضَّارة، كالمواقع الإباحية ومواقع أهل الفسق والضلال، وهذه المواقع ثَبَتت أضرارها وآثارها الخطيرة على المجتمعات الغربية قبل المسلمة. — الدلالة على تلك المواقع السيئة، ورفعها على بقيَّة المواقع عن طريق التصويت لها. — نشر مقاطع الفيديو المخلة والمحرمة في المواقع المشهورة كاليوتيوب وغيره. — تعليم الآخرين طريقةَ فتح المواقع المحجوبة السيئة واختراق البروكسي. — وضع صور سيِّئة كخلفية لمنتدى، أو موقع معين، أو على هيئة توقيع عضو. — إنشاء المجموعات البريدية من أجل نشر المواد والمقاطع السيئة. — الإسهام في نشر الشبه والأفكار المنحرفة عن طريق المشاركة في المنتديات. هواتف الجوال: وهي كذلك وسيلة تتطور يومًا بعد يوم بتطوُّر تقنيات الهواتف، وأصبح من السَّهل عن طريق هذا الجوال أنْ ترسل ما تشاء إلى من تشاء، وذلك عن طريق الرَّسائل النصية (sms)، والرَّسائل المتعددة الوسائط (mms)، والبلوتوث، وغيرها من التقنيات المتقدِّمة، فكلُّ إسهام عن طريق الجوال في نشر الشرِّ والفساد يندرج في باب السيئات الجارية. الكتابة والتأليف: وهي وسيلةٌ ليست جديدة بالمقارنة مع ما سبق، إلاَّ أنَّ المؤلفات والكتب أصبحت تُطبع بأعداد كبيرة في وقت وجيز، وأصبح كلُّ من هب ودب كاتبًا ومؤلفًا، إضافةً إلى سهولة انتشار الكتب عن طريق دور النشر والمعارض الدولية، فضلاً عن تنزيل الكتب في شبكة الإنترنت. فالكتابة والتأليف أصبحت أداةً خطيرةً إذا سُخِّرت في ترويج الأفكار المنحرفة عن الإسلام، فكل كلمة يكتبها المؤلف فهو مرهون بها، ويتحمَّل تبعاتها يوم الحساب. هذه بعض صور السيئات الجارية في عصرنا الحاضر، والمتأمِّل في آثارها يعرف مدى خطورتها في إضلالِ الناس وإفسادهم، نسأل الله السلامة والعافية. فلا أظن عاقلاً إلا ويبادر إلى غلق باب الشرِّ هذا عليه قبل فوات الأوان، ويستبدله بفتح الجانب الآخر المعاكس له وهو الحسنات الجارية، وذلك عن طريق تسخير تلك الوسائل في الخير وفيما ينفع الناس، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون؛ قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 105]. |
الحمدُ لله الذي أنزلَ كتابَه المجيدَ على أحسنِ أسلوب، وبهرَ بحسنِ أساليبِه وبلاغةِ تركيبِه القلوب، نزَّله آياتٍ بيِّناتٍ، وفصَّله سورًا وآياتٍ، ورتَّبَه بحكمتِه البالغةِ أحسنَ ترتيب، نظَمَه أعظمَ نظامٍ بأفصحِ لفظٍ وأبلغِ تركيبٍ، وصلَّى الله على من أُنزل إليه لينذرَ به وذكرى، ونزله على قلبهِ الشَّريفِ فنفى عنه الحرجَ وشرحَ له صدرًا، وعلى آله وصحبِه مهاجرةً ونصرًا.. أما بعدُ:
فإن العالم اليوم رغم التقدم التقني، وازدهار الصناعات والمخترعات، والأنظمة العالمية الجديدة، أخفق بمنظماته ومؤسساته ومخترعاته أن يحقق السعادة للإنسان، أو أن يوفر الأمن والراحة للبشر، وهاهي نسب مرض العصر القلق والاكتئاب تزداد يومًا بعد يوم، وها هو الفقر والجهل، والجوع والقتل، والانتحار وانهيار القيم والمبادئ والأخلاق.. تتضاعف أرقامه كل عام، يقول العالم الإسباني فيلا سبازا: "إن جميع اكتشافات الغرب العجيبة ليست جديرة بكفكفة دمعة واحدة، ولا خلق ابتسامة واحدة للإنسان..". ويقول إلكسيس كاريل: "إن الحضارة العصرية لا تلائم الإنسان كإنسان..وعلى الرغم من أنها أنشئت بمجهوداتنا إلا أنها غير صالحة إننا قوم تعساء لأننا ننحط أخلاقيًّا وعقليًّا"وقل مثل هذا عن بعض المنتسبين للإسلام؟ أموال ومناصب وأحلام، لكنهم في هموم وغموم وآلام، فأين المخرج؟ وإلى أين المفر؟ إنه القرآن! القرآن عز الأمة وسعادتها، وأس العلم والعمل والطمأنينة، ومادة الثبات في زمن تلاطم الأفكار وتغير المفاهيم، والسد المنيع لمواجهة الفتن والشبهات والشهوات. في مثل هذا الزمن كلنا يحتاج للقرآن ليشد إيماننا ويقيننا لنثْبُتَ أمام تلكم الشهوات والتحديات، كل مسلم يحتاج للقرآن ليؤنسه إن تطرقت إليه وحشة، ويسليه ويواسيه إن ألمت به مصيبة، ويرجيه ويعده إن ضاقت به حال، أو طاف به طائف اليأس والقنوط من روح الله، وينذره ويخوفه إن استولى عليه هوى... يا أمة القرآن... لا رسوخَ لقدمٍ، ولا أنس لنفسٍ، ولا تسلية لروحٍ، ولا تحقيق لوعد، ولا أمن من عقاب، ولا ثبات لمعتقد، ولا بقاء لذكر وأثر مستطاب إلا بأن يتجه المرء بكامل أحاسيسه ومشاعره وقلبه وقالبه إلى كتاب ربه إلى القرآن الكريم، تلاوةً وتدبرًا وتعلمًا وعملاً. إن هذا المفتاح يفتح مغاليق القلوب، فالقرآن مفتاح القلوب، {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]، فاقرأ أيها المسلم القرآن، بقلبك قبل اللسان لتجد: عذوبة معانٍ تُرويك من ماء البيان ورقة تستروح منها نسيم الجنان ألفاظ إذا اشتدت فأمواه البحار الزاخرة وإذا لانت فأنفاس الحياة الآخرة نور القلوب الذي لا تستضيء إلا به، وحياة الأرواح وشفاؤها، {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ* قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 57-58]، فالقرآن هو الذي يحقق السعادة للإنسان، وينشر الأمن والاطمئنان، عز وفخر ورفاهية وأمان، كل هذا يحققه القرآن، وسنة خير الأنام، «لقد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي» [الراوي: الألباني .إسناده حسن]. أيها الإخوة... لسنا بحاجة إلى أن نبين حقيقة صدع بها الأصدقاء، وشهد بها الأعداء؟ لسنا بحاجة أن نذكر بتلك الحقيقة التي آمن بها المؤمنون، واعترف بها المعاندون؟ لسنا بحاجة أن نؤكد أن هذا القرآن الكريم ذروة عالية، وقمة سامقة في بلاغة الأسلوب، وإعجاز البيان، وأنه أعجز فرسان الكلام، وفحول البيان؟! لسنا بحاجة أن نكرره كلما أردنا الحديث عن قرآننا، فيكفينا عزةً وفخرًا أنه كلام ربنا. إننا نسمع الكثير ممن يحاول أن يبرهن لأعدائنا عن قوة البيان والتأثير في قرآننا، ولو صدقنا مع أنفسنا لقلنا: أين تأثيره في نفوسنا؟ وأين قوارع بيانه على قلوبنا؟ أليست هذه حجة لغيرنا على بعدنا وضعفنا، أين نحن عن قرآننا، نور قلوبنا، ودستور حياتنا، فضل الله ونعمته الكبرى لنا. إننا بحاجة ماسة بين الحين والآخر إلـى من يذكرنا ويعظنا، ويرقق قلوبنا، ويعيننا دائمًا على الطريق المستقيم، بلا إفراط ولا تفــريط. وهناك نفوس معتدلة تقبل وتتأدب، بل وتفرح وتطلب مثل هذا التذكير، ولكن هناك صنف آخر من الـمسلمين قـد ابتعد كثيرًا عن آداب الإسلام وأخلاقه، بل عن كثير من توحيد العبادة وما يليق بجلاله؛ من المحبة والتعظيم والخضوع والتسليم، وهؤلاء لابد لهم من قوارع ومواعظ قويـة تنبههم من غفلتهم، وتخرجهم عن غيهم، وليس أقوى من قوارع القرآن الكريم، الذي أثر في العرب تأثيراً بالغاً ليس بنظمه المعجز فقط بل بزواجره ونواهيه وطريقة عرض قصصه في كل سورة. فهل سمع هؤلاء قول الحق عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءكُمْ وإخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إنِ اسْتَحَبُّوا الكُفْرَ عَلَى الإيمَانِ ومَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [التوبة:23]. هل قرأ هؤلاء في القرآن: {قُلْ إن كَانَ آبَاؤُكُمْ وأَبْنَاؤُكُمْ وإخْوَانُكُمْ وأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا ومَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ وجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ} [سورة التوبة: 24]. بل عندما سمع أحد زعماء قريش رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقرأ عليه: {فَإنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وثَمُودَ} [فصلت:13]، ناشد رسول الله صلى الله عليه و سلم التوقف عن التلاوة . وقد شدد رسول الله صلى الله عليه و سلم القول فيمن رجع إلى أخلاق الجاهلية فقال: «مثل الذي يعين قومه على غير الحق مثل بعير تردى وهو يُجر بذنبه» [الراوي: الألباني,صحيح]. وكقوله في الحديث: «وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلِّتون من يدي» [صحيح مسلم]. فلماذا لا يصارح هؤلاء الذين استعبدتهم التقاليد والمظاهر التافهة وأصبحت كلماتهم وأفعالهم أبعد ما تكون عن الإسلام، لماذا لا يصارحون بأن ما هم فيه إنما هو من ضعف الإيمان، والبعد عن تدبر آيات القرآن؟!، وفي قصص القرآن وأمثاله المضروبة وأحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم أثر عجيب في إصلاح النفس وردعها ووضعها على الصراط المستقيم. يا أهل القرآن: متى ندرك أن التحضر والتقدم لا ينافي التمسك بالدين، وأن هذا القرآن نور وهدى للمسلمين؟! عجبًا لماذا نستجيب وبسرعة لما يصوره الأعداء من أن التقدم لا يمكن إلا بالانسلاخ من دين الإسلام؟!... ألا يمكن أن نتحضر ونحن نصلي ونصوم؟!... ألا يمكن أن نتحضر ونحن مستقيمون صالحون؟! إننا نتساءل وبدهشة: هل شرط التحضر والتقدم أن نعصي الله ونخالف أوامره؟! إن كان الأمر كذلك فهذا هو التخلف بعينه، فإنه رجوع لعصور الجهل والشرك والظلام، وعبادة الشهوات وأصنام الهوى!!... {إنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ويُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} [الإسراء: 9]، فهل هو جهل بالقرآن، أم حياء من الأخذ بحقيقة الإسلام، أم هي الشهوات واللذات والاستسلام؟!؛ فالقرآن يا أهل القرآن يدعو إلى التقدم في جميع الميادين، وفي كل أمر من أمور الدنيا أو الديـن، لكنه ذلك الـتـقـدم المنضبط بآدابه الكريمة، وتعاليمه السـمـاوية، لقد تعجب العقلاء والعلماء من غير المسلمين من هذا القرآن الكريم، الذي سبقهم للتفكر والتقدم بمئات السنين، في وقت هُجر القرآن من الكثير من المسلمين؟! وهجر القرآن أنواع: أولاً: هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه، فتجد بعض المسلمين يستمع إلى إذاعات الدنيا، ويُدمن سماع لهو الحديث، وإذا مر بسمعه القرآن أغلق الجهاز أو المذياع، نعوذ بالله من الخسران . ثانيًا: هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه، حيث يلجأ البعض إلى تحكيم القوانين، أو تحكيم أعراف القبائل في النزاعات والخصومات. ثالثًا: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد الله سبحانه به منه، فكم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه. رابعًا: هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع الأمراض، فربما طلب الشفاء في كل شيء إلا القرآن غفلة وبعداً عنه. خامسًا: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه، والتغافل عن أوامره ونواهيه وإن قرأه وآمن به. أيها القراء الكرام... بهذا القرآن العظيم أُخرجنا من الظلمات إلى النور، وبهجره نعود للظلمات. بهذا القرآن كنا خير أمة أخرجت للناس، وبهجره نعود لحياة الذل والهوان. بهذا القرآن بلغت هذه الأمة ذروة الفضائل والمجد، وبهجره تنحدر في هوة الرذائل والصد. لا نعجب فقد شهدت الأرض ميلادًا عظيمًا بنزول القرآن على محمد صلى الله عليه و سلم إذ شع نوره عليها، وأورقت أغصانها، وسرت الحياة الطيبة في عروقها، نزل القرآن على العرب فأحسوا -وهم الفصحاء- أنهم ضعفاء أمام هذا الكمال العظيم، فاستسلموا لبلاغته، وتعلقت قلوبهم به وارتبطت نفوسهم بإعجازه. فأين أثره في نفوس أهل هذا العصر؟!... إن بعض الناس من المسلمين جعل بينه وبين سماعه حاجزًا، بل جعل بينه وبين سماع أي خير سدًّا، حاله كمن جعلوا أصابعهم في آذانهم، زعم أنه إن سمع قامت عليه الحجة، وفسدت عليه الشهوة واللذة، وما علم المسكين أنه ربما بسماع آية أو حديث يكون فك أسره، نعم أَسْرُ قلبه ولبه؛ فأسر القلب أعظم وربي من أسر البدن، فكم من أسير للشهوات والدندنات، لم يذق حلاوة الإيمان، ولا لذة قراءة القرآن، ربما يكون في سماع الخير نجاة لك، وسعادة أبدية لنفسك، فافتح قلبك فقد جعل الله لك آذانًا لتسمع فلا تعطلها، وجعل لك عقلاً لتعقل فلا تُغيبه بالهوى، فهذا الطفيل بن عامر الدوسي رضي الله عنه جاء إلى مكة، فلم يزل كفار قريش يقولون: إن محمدًا فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وإنما قوله كالسحر، وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا، فلا تكلمنه، ولا تسمعن منه شيئًا، قال الطفيل: فوالله مازالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئًا، ولا أكلمه حتى حشوت في أذني كرسفًا خوفًا أن يبلغني شيء من قوله، وأنا لا أريد أن أسمعه، فغدوت إلى المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم قائم يصلي عند الكعبة فقمت قريبًا منه فأبى الله إلا أن أسمع بعض قوله، فسمعت كلامًا حسنًا فقلت في نفسي: واثكل أمي! والله إني رجل لبيب شاعر، وما يخفى علي الحسن من القبيح، فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقوله؟!... فإن كان الذي يقوله حسنًا قبلته، وإن كان قبيحًا تركته، فلما سمع القرآن من النبي صلى الله عليه و سلم غضًّا طريًّا قال: والله ما سمعت قولاً قط أحسن منه، ولا أمرًا أعدل منه. فكانت كلمات القرآن سبباً في سعادته في الدنيا والآخرة، لما فتح لها سمعه وعقله فأثرت في نفسه، وسرت إلى عقله وقلبه همسات دافئة هادئة تحمل هداية القرآن: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [ص:29]. بل اسمعوا قصة رجل آخر كان جبارًا في الجاهلية، شديدًا على المسلمين المستضعفين يومئذ، فلما سمع قول الله تعالى: {طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه: 1]، إلى قوله: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14]، كسرت تلك الآيات أعواد الشرك في قلبه، وأذابت صخور الجاهلية، وقال: ما ينبغي لمن يقول هذا أن يُعبد معه غيره، فأصبح ذاك الرجل إذا سار من فج سار الشيطان من فج آخر، إنه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثاني خليفة للمسلمين، وممن أعز الله به الدين لقد خرّج هذا القرآن جيلاً من الصحابة مميزًا في تاريخ الإسلام كله، وفي تاريخ البشرية جميعه، ليس لأن الرسول صلى الله عليه و سلم فقط بينهم كما يظنه البعض، وإلا لانتهت الرسالة والدعوة بموته عليه الصلاة و السلام،ولكن ثمة سبب آخر هو أن الصحابة -رضوان الله عليهم- استقوا من نبع القرآن، وتكيفوا به، وتخرجوا عليه، على الرغم من وجود الثقافات المختلفة في ذلك العصر. وسبب آخر جعل الصحابة -رضي الله عنهم- يبلغون ما بلغوا من الفضائل والرفعة هو أنهم كانوا يقرؤون القرآن للعمل به في أنفسهم وفي مجتمعهم الذي يعيشون فيه،كما يتلقى الجندي الأمر في الميدان. فاسمعي يا أمة القرآن إن هذا القرآن لا يمنح كنوزه إلا لمن يقبل عليه بهذه الروح، روح الاستجابة والعمل، فحينما نزلت آية تحريم الخمر مثلاً مشى رجل في سكك المدينة يعلن: ألا إن الخمر قد حرمت؟ فماذا حصل ؟! كل من كان في يده قدح خمر رماه، بل كل من كان في فمه شربة مَجّها، ومن كان عنده في أوان أراقها، استجابةً وطاعةً لأمر الله تعالى، نسأل الله تعالى أن يرزقنا طاعته، وسرعة الاستجابة، وأن يرزقنا فهم القرآن وتدبره والعمل به، آمين. |
تقول العرب: فكن رجلارجله في الثرى *** وهمته فوق هام الثريــــــــا فإن إراقـــة مـاء الحيـــــاة *** دون إراقــــة مـاءالمحيــــا ماء الوجه يرتبط بحالة الإنسان النفسية،فكلما خلا الإنسان من الهم والغم ومن غلبة الدين وضيق الهموم كان وجهه صافيا . وقلة ذات اليد وغلبة الدين والفقر بوجه عام ليس عيبا قادحا أبدا لأنه مسألة قدرية . فالله جل وعلا يقول: {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} [الشورى:12] وقال سبحانه: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّـهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ} [الشورى:27] فلا يمكن أن يُقدح في أحد لأنه كان فقيرا أو قليل ذات اليد . وأقصد بماء المحيا: أن الكبار من الرجال والأفذاذ من الأحرار والأعزاء من العباد يعلمون أن من حولهم من الأهل والقرابة والإخوان والأصحاب والخلان قد يكونون قليلي ذات اليد، ويمنعهم إبائهم وشيمهم وعزتهم أن يسألوا الناس، فيحاول ذلك القيّم ذلك الأخ ذلك الأب ذلك المربي أن يحفظ على محيا أخيه أن يبقى محفوظا، فيعينه دون أن يخدش حياءه . لأنه يعلم أنا لاستجداء والإلحاح في الطلب أمر غير مقبول؛ فقد كان جرير مثلا أحد رموز الشعر العربي في عصر بني أميه، ولا يختلف أحد في أنه كان ذائع الصيت ولديه من القدرة الشعرية ما لديه. لكنه مع ذلك لما استجدى بشعره وألحّ في الطلب وأراق ماء وجهه في سلاطين الخلفاء نزلت منزلته عندالناس. دخل على عبد الملك بن مروان ليقول له: أتصحوا أم فؤادك غير صاحي *** عشية هم صحـــبك بالرواح تقول العــــاذلات علاك شيب *** أهذا الشيب يمـنعني مــراح يكلفني فـــؤادي من هـــواه *** ضعــائن يجتزعن على رماح عرابـــا لم يدن مع النصـــارى *** ولم يأكـلن من سمك القراح ولا خلاف في جمال المطلع ثم ينزل ليقول : تعـــــزّت أم حــزرة ثــم قـــالت *** رأيت الـــواردين ذوو امتيــاح تعــــلل وهي ساغبــة بنيهــــا *** بأنفــــاس من الشبب القراح أغثنــــي يا فداك أبي وأمــــي *** بسيب منك أنك ذو ارتيـــــاح سأشكر إن رددت عليّ ريشي *** وأنبت القوادم من جناحــــي فأقول: إن العقلاء لا يرضون هذا بمن حولهم، والنبي صلى الله عليه وسلم أسوة في كل خير، فلما شعر عليه الصلاة والسلام بقلة ذات اليد عند جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما فيسفر له قال عليه الصلاة والسلام لجابر: "أتبيعني جملك؟"، قال: نعم يا رسول الله بكذا وكذا، فاتفقا على السعر واشترط جابر أن يركب الجمل حتى يصل إلى المدينة فوافق النبي صلى الله عليه وسلم فلما قدم إلى المدينة أمر صلى الله عليه وسلم بلالا أن يعطي جابرا ثمن الجمل ثم رد الجمل إلى جابر فكأنه أعطاه المال منحة وهبة لكن جعل مسألة البيع مدخلا نفسيا إلى قلب جابر دون أن يخدش عزته وحياءه . والمرأة اللبيبة إذا شعرت أن إحدى جاراتها أو زميلاتها أو قريباتها قليلة ذات اليد انتهزت فرصة يتهادى النساء فيها في الغالب كأن تضع المرأة مولودا أو تزف ابنة لها أو تنتقل إلى دار جديدة أو ما شابه ذلك فتأتي بالهدية على مستوى أعلى حتى تسدد شيئا من فقر قريبتها أو غيرها من النساء دون أن تخدش وأن تجبر صاحبتها على أن تطلب ذلك الأمر جهارا . وينبغي على الآخرين على الذين نهبهم ونعطيهم إذا قُدر لنا ذلك أن لا يصيب الإنسان مضاضة في ذلك الأمر فإن الإنسان إذا أخذ مالا دون أن يطلبه فقد وافق السنة، فقد أخرج مسلم في الصحيح من حديث سالم ابنعبد الله ابن عمر عن أبيه عبد الله ابن عمر عن جده عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى عمرا مالا فقال : يا رسول الله ! إن في المدينة من هو أفقر مني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر :« يا عمر ما جاءك من هذا المال من غير أن تكون مشرفٍٍ له ولا سائل فخذه وتموله فإما أن تنفقه على عيالك وإما أن تهبه لغيرك وما كان لا فلا» . أي : ما لم يأتك فلا تطلبه ولا تسأله . قال سالم : فكان أبي، أي : عبد الله ابن عمر لا يسأل أحدا شيئا وإذا أحد أعطاه قبله. وقد ثبت أن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه قبل أعطيات الحجاج بن يوسف رغم ما عرف عن الحجاج واشتهر أنه رجلا ظالما غشوما, وربما كانت غالب أمواله ليست من طريق سليم شرعي. والمقصود منه: أن حفظ الإنسان لإخوانه وخلانه ومراعاته لشؤونهم وتحمله لهم ماديا ومعنويا مما يكتب له به الأجر ومما يدل على السؤدد والمروءة وعلو القدر. وكلنا إن شاء الله طالب تلك الرفعة الدنيوية المشروعة . وفي الأسبوع القادم بإذن الله سنقف مع العظة السادسة (( العرش والقلوب )) . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . |
الساعة الآن 02:24 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية