منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   قصايدليل للقصص والروايات "حصــري " (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=114)
-   -   تسريب عن واقعة فقد.. (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=178400)

كتف ثالثه 09-03-2020 02:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اول اطيافي (المشاركة 3780197)
الله عليك قلبي

اعجابي وتقييمي


الرائعة أول أطيافي
شكراً للعطايا :48::48::48:






اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجم الجدي (المشاركة 3780657)
ياسلاااام انتي كملتي وانا انتظر
في موضووووع مستقل

لا والله منتي ببسيطه عمووووو مأشااااء الله
شديتيني وحماااس
والاحدااث مثيرره
بسس تكدرت في اخر جزءء
طيب بيعااالجووووونه


سعيدة بهذه الإطلالة
يا نجم الجدي
وهذا الانتظار يحفزني للتقدم

أما عن السؤال سيتضح في في الأجزاء القادمة :3 z t (13):
ممتنة..






اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح الندى (المشاركة 3780660)
تسلسل رائع واحداث تشد القارئ
مميزة في الكتابة
رغم النهاية المحزنة
الله يعطيك العافية


روح الندى
شكراً بكل لغات الأرض على مرورك وإشادتك..
:48::48::48:




اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دجى الليل (المشاركة 3780730)
ما شاء الله عليج طرح وسرد جمييييل وورواااايه رائئعه سلمت اناملج
دخلنا جو بروايتج


ثناؤك يا صديقة القلم
أُكبره في صدري
ممتنة:48::48::48:

كتف ثالثه 09-03-2020 02:31 AM



(7)


29 اكتوبر 2015
الأربعاء الساعة الواحدة والنصف فجراً


مطار الملك خالد الدولي ( الرياض)
في انتظار استلام الأمتعة
كان وداعي لعائلتي قاسي للحد الذي لم يختاله عقلي في يوم من الايام
كانت تؤذي قلبي مدامع والدتي
و أبقتني في الخيار إما أن تكون هي في موضع المهمة أو أكون أنا
في كلا الحالتين يعني نفترق، أصررت على موقفي أنا سأذهب لسلطاني
لا أعرف ماذا ينتظرني
أفهم شيء وحيد ( تنتظرني مهمة صعبة و أيامٌ كذلك)
ما الذي أخذته من متاعي لا أدري
كنت أضع وحسب لا يوجد وقت كافي للانتقاء
ولا خاطر يريد حمل المزيد
وفقاً لحساب الفترة المجهولة، يعني هناك رحلات تسوق ستخاض بالتأكيد
أن أجد ريم _ إحدى موظفات المطار ولي بها معرفة قديمة _ في الزمان الذي أغادر به
كان يشبه المواساة
عانقتني متمنية لي رحلة سعيدة
حقيقة رحلتي كانت تأمل خاص في وجوه المغادرين
يقيناً هناك من يشبه حالي وهناك من هو خلافة
الرجل العجوز برفقة زوجه كبيرة السن يداً بيد يسيران أمامي
ذلك الشاب طويل القامة للحد الذي أشعرني أنه العملاق والبقية أقزام
كان متمللاً أكثر من البقية
هذه الفتاة عروس بالتأكيد، جمال الحنا على كفيها ملفتاً لجميع المارة
بجواري امراءة كثيرة الحكوات والكلام و رأسي كأنه يُدق بألف مطرقة وصوتها كان السندان

حملت حقيبتي إلى الخارج وكان في انتظاري فهد ( شقيقي الثاني الذي يلي سلطان)
أخبرني بشكل مُبسط عن الحال الذي سيكون في الأيام القادمة
مودة ستتغيب عن صفها الدراسي من أجل إياد ولكوني وصلت في وقت متأخر
صفاء( والدتها) ستذهب في الصباح الباكر إلى فيصل، وسلطان إلى مقر عمله

الاستقبال كان خاوياً من كل علامات البهجة التي كانت تحدث سابقاً
كلنا يقف بصمت، نتبادل التحايا الروتينية وفي أعماقنا السكين مستقر
أسفت من أجل صفاء، في تمام الساعة الخامسة يجب أن تغادر المنزل
حتى يتسنى لها الوصول في وقت مناسب
ما كان يجب عليها انتظاري حتى هذه الساعة المتاخرة
تبادلت بعض الحوارات المبسطة مع مودة إذ نقتسم السرير والحجرة
باحت لي عن بعض القلق الذي يسكنها، يالا حزني عليك يامودة
فهي لاتعرف ماذا يعني هذا الداء ولا تعرف عن علاجه إلا الأسماء
غفت هي ورأسي لا يرحمني لأنام، كما أنه سرير حديث الملمس على بدني سأحتاج لبعض الوقت حتى أعتاد عليه

الأن أريد أن أرى فيصل، وكما يبدو الأمر لي ليس بهذه المرونة
إذاً وضعه الصحي أيضاً يفوق تصوراتي
صعب علي الولوج إلى دار سلطان وهو غائب عنه
هل تغير من محياه شي منذ الأشهر الثلاثة التي غادر فيها
تبدو صفاء شاحبة الوجه، وما تواجهه اقتلع جزء من قلبها الرؤوم
أين تصب تفكيرها، عند الصغير أم مستقبل البقية أم مرض فيصل
كيف سأتعامل مع الأطفال، (إياد ،عبدالوهاب، بدر، ومودة)
كم وصلت من عمر مودة الأن، تأخذ من ملامح سارة الكثير
هنا أعتقد أنها أخر فكرة دارت في رأسي قبل أن استسلم للنوم ...

دجى الليل 09-03-2020 03:14 PM

واوووور روعه م شاء الله تبارك الله ابداع في ابداع قمت اتخيل اشكالهم من كثر الوصصصف الرائع والدقه في انتقاء الكلمات ...
بيض الله ويهج ع طرح الجميل اللي نفس صاحبته ...

ملكة الجوري 09-03-2020 11:38 PM

ماشاءالله سردك رائع
احساسك ووصفك للأحداث لامثيل له
رزقك رب الجبال والارض والسموات
سعاده ورزق وخير وعافيه على مر السنوات
ودمتي ناثره البهجه والمتعه والابتسامات
والشكر لك يتلا في البدايه وفي النهايات

لا أشبه احد ّ! 09-04-2020 12:34 AM

بارت انيق ي انيقه

اعجابي وتقييمي وتنبيهات

روح الندى 09-04-2020 12:49 AM

رواية رائعة في السرد
والوصف وكل شي
قلم مميز
الله يعطيك العافية

نبضها حربي 09-04-2020 01:10 AM

روايه رائعه
قلم جميل
ماقصرتي
مودتي

كتف ثالثه 09-04-2020 02:07 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دجى الليل (المشاركة 3781817)
واوووور روعه م شاء الله تبارك الله ابداع في ابداع قمت اتخيل اشكالهم من كثر الوصصصف الرائع والدقه في انتقاء الكلمات ...
بيض الله ويهج ع طرح الجميل اللي نفس صاحبته ...




الجميلة دجى الليل

هذا قطرة من بحر أبداعك
واو المدهشة التي أتت من قِبلك
بنت في قلبي مستعمرة من الأنس
ممتنة

كتف ثالثه 09-04-2020 02:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملكة الجوري (المشاركة 3782118)
ماشاءالله سردك رائع
احساسك ووصفك للأحداث لامثيل له
رزقك رب الجبال والارض والسموات
سعاده ورزق وخير وعافيه على مر السنوات
ودمتي ناثره البهجه والمتعه والابتسامات
والشكر لك يتلا في البدايه وفي النهايات


شكراً ل لطفك يا ملكة الجوري
اللهم لنا جمعاً
ممتنة لجمالك الذي كان هنا

اتسعت ابتاسمتي سروراً بمرورك..
تقديري

كتف ثالثه 09-04-2020 02:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اول اطيافي (المشاركة 3782124)
بارت انيق ي انيقه

اعجابي وتقييمي وتنبيهات


شكراً لدعمك الذي لا ينضب
و لوقوفك المتألق..






اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح الندى (المشاركة 3782146)
رواية رائعة في السرد
والوصف وكل شي
قلم مميز
الله يعطيك العافية



روح الندى
هذا التميز لا يختال إلا أنه مستقى من جوهرك
ممتنة




اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبضها حربي (المشاركة 3782147)
روايه رائعه
قلم جميل
ماقصرتي
مودتي


ممتنة لفيض حضورك المتوهج..

كتف ثالثه 09-04-2020 02:35 AM

(8)





لم يأخذ جسدي كافية من الراحة، وتيقضت مبكرة جداً
يجب أن أهتم بإياد، له أوقات للوجبات مخصصة، كل ساعتين إذا لم أحضرها
نداءه الباكي سيجعلني أركض لإعداد وجبته
وأخذت درسي في صنع الحليب والعناية اللازمة به
وفي إدارة المنزل بشكل عام، من الجيد أن المساعدة الفلبينية سري
وصلت قبل قدومي ب إسبوع واحد فقط
لن أحمل في ذراعي المهام المنزلية، ويتعين علي أن أكون أم في فترة غياب صفاء
مودة سرقها النوم أكثر وبقيت برفقة إياد حتى عاد للنوم من جديد

سيؤنس وحدتي في الصباحات الطويلة ذلك الصغير بمشاغباته، ومناغاته يبلغ من العمر ستة أشهر
وله ملامح لطيفة للغاية، وحجم صغير يشعرني بأنه مازال في سن صغيرة



بعد صلاة المغرب من يومي الغريب جداً والجديد أيضاَ في كل شيء
تحققت أمنيتي الأولى، رُفع عن فيصل الحجر الصحي ولكن عدد الزائرين مقنن وبإحترازات
ممنوع علينا الاقتراب منه أو السلام عليه.

طوال الطريق كنت أتبادل الأحاديث مع فهد و بعقل مشتت لا يربط بين مقدمة الحكاية وأخرها
أمسك على يدي عند وصولنا لمركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال ينبهني عن الذي قد أراه
:شدي حيلك سلطان يحتاج نكون أقوياء و نوقف معاه، وفيصل الله يحفظه مو صغير ويفهم
انتبهي على نظراتك ترا نص وجهه ما يقدر يتحكم فيه.
لماذا لم تخبرني مسبقاً عن هذا الأمر، لماذا تصفعني بالحقيقة عند الباب بالتحديد
لا مجال لتعيين ماهو شعوري، لكني التزمت الصمت ثم طمئنت مخاوفه: ماعليك أختك شجاعة
تبسم في وجهي متهكماً ثم ترجلنا إلى حيث لهفتي



قمت بغسل يدي جيداً وبعد التجفيف وضعت المعقم كما فعل فهد وتبعته ثم طرقنا الباب
أسمع هدر نبضي في أذني، أنا أشتاق جداً، والآن أخاف من ردات فعلي، يجب أن تكون مدروسة.
قبلت رأس سلطان ويده وعانقني بذراع واحدة كعادته
محياه هزيل، يفتعل الانشراح، هالاته تفضح إعياءه و تنتشر بشكل واضح
: نورت الرياض بزوارها والله يحيي اللي جاها
منورة بك و اشتقت إليك، ولا بأس على فيصل طهور إن شاء الله
نثرت ردودي سريعاً أريد أن أرى فيصل من خلفه
كان على حق فهد حين قام بتحذيري
احتجزت غصة في حنجرتي جعلت صوتي يظهر متقطعاً
وأعدته بعد نحنحة بسيطة: فصولي ياعمري وحشتني، الله يحفظك لنا يارب
أجاب بصوت متعب بشكل لا يصدق، وضعيف ليس كما أعتدت عليه

: إنتِ أكثر، الحمدلله عالسلامة
سلامتي ناقصة من أجلك يا فرحة تنتشر في الأرض وتكفيها
: الله يسلمك ارتاح يا بابا مو ضروري تجلس تمدد أريح لك
نصف وجهه لا يستطيع التحكم به، مصاب بالشلل، ارتخت عضلاته
بسبب وصول الخلايا السرطانية إلى رأسه.
بدأت جلسات علاجه الكيماوي، وأسر لي فهد خلسة عند دخول الممرضة من أجل تركيب مصل علاجي جديد وهي تسأله عن رقم الملف وووو
أن وجهه سيعود كما كان، وبعد الكيماوي ستنخفض المناعة، وسيعطى دم جديد وصفائح دموية جديدة
ونرجوا من الله أن يعيده لنا سالماً
الحق أقول لا أريد معرفة المزيد، ليست بي طاقة لتحمل هذه الفواجع المتتالية


عُدنا وكانت تنتظرني مودة، تتقصى الاخبار، خذلني لساني في ترتيب جواب مناسب اختزلت الأجوبة بـ بخير
أخذت تحادثني عن الواقعة حين بدأت/ في يوم من الأيام كان يشكو من نزيف متواصل في لثته
وطبيب الأسنان اكتفى بإعطاءه علاجات بسيطة، ثم بدأ يشكو من صداع حاد أخذ مسكن للآلام لاعتقاده أنه بسبب نقص النظر
وفي ذات الليلة بعد أن كان الجمع نيام، أراد الذهاب لوالدته بعد أن اشتد عليه الوجع اصطدم بالذي أمامه و وقع
فز سلطان إثر الصوت المُحدث في الخارج، وجده واقعاً في أرضه، يفتح عينيه لأقصى اتساع، ويحاول النهوض
يقاوم المحدثات والوجع وحين سأله سلطان عن الخطب، أجاب بصوت واهن أنه لا يرى شيئاً
تُفني ثباتي هذه الصبية ذات الـ الخمسة عشر عاماً..

كتف ثالثه 09-04-2020 04:28 AM

(9)






8ديسمبر 2015 م


لا يقاسمني اليوم قلب بهذا السعد
عائلتي في طريقها للقدوم إلينا
فيصل لديه سويعات يستطيع بها الخروج من المشفى من 6 ل8 ساعات لا توجد بها علاجات
فيمكنه القدوم إلى المنزل
كيف مضى الشهر الماضي حتى أني لا أعرف كيف بدأ و انقضى
كبُر إياد عن سابقته، وأصبح شديد التعلق بي
الوقت الأكثر مللاً بالنسبة لي وقت العصر
يعود الطلبة من صفوف الدراسة للنوم، وسري تكمل مهامها المنزلية
و أبقى بمفردي، أهاتف عائلتي ثم صديقاتي وينتهي الكلام
يأتيني إياد نلعب كما لم أفعل طيلة مسيرة حياتي
أحبو تارة، و أباغته تاره ويملئ الدقائق بضحكاته المنشرحة


من أوقات السعد التي تمر، بعد عودة فهد من مقر عمله يأتيني أولاً قبل المرور لمنزله
نتبادل الاحاديث والضحك والحوارات وشكوى مطولة من موظفيه
وبعض العثرات التي تحدث في معمعة الوقت الحالي و أطبطب على شكواه كعادتي
أحادث سلطان و يخبرني بالمستجدات كل ليلة و أفشيه خبراً عنا/ في كل يوم نتحادث ليلاً حتى وقت متأخر
عالمه في المشفى مليء بالحالات التي تجلب المأساة، وفي مقر عمله يتحمل مسؤوليات عظيمة ومشاكل لاتنتهي
ذات مرة حادثني ناقماً على ولي أمر طفل في الحجرة المجاورة
رفض أن يتلقى طفله علاج كيماوي و اكتفى بالعسل وماء زمزم والرقية الشرعية
لم يقاوم جسده الصغير وانتقل إلى رحمة الله في أيام قليلة
بقدر حزنه على الصبي و والده إلا أنه ناقم في ذات الوقت
لا نعترض على قضاء الله وقدره و لم يكن يتعارض أن يعالجه في الجهتين، إلا أنه توكل فقط ولم يعقلها


جثوت على أرضي أقبّل قدم والدتي ثم والدي
لشدة فرحي يدي لا تستطيع إحكام القبض على أي شيء
أزلت الشوق، وكأن المسافات التي خُلقت بسبب الظرف لم تعد حية، قُتلت بهذا اللقاء
سأبث عني سراً/ في ليلتي الماضية لشدة فرحي كنت أرقب الوقت و لا أريد النوم مطلقاً
كما أني أرغب بشدة بالنوم بين والدتي و والدي ويمنعني عمري الذي وصلت إليه
مزاجي في مكانه بعد هذا الوقت من الصراع الذي كنت أمارسه

بعد أن عاد فيصل و سلطان إلى المشفى
وخلد والداي إلى النوم بقي السمر من حصتنا أنا وسارة و مودة
الليالي شاتيه و أشبه ما تكون بنافذة لبوابة شعريه وموسيقية وهذا ما فعلناه
بدر ذو التسع اعوام انضم إلينا مؤخراً ولو أنه كثير الصمت إلا أنه شاركنا المرح
رؤية فيصل في المنزل كان لها الأثر الكبير
عبدالوهاب ( خمس أعوام) لا يجيد التوقف عن تكرار السؤال ( فيصل متى يعود) هذه المرة كان يضحك
ويحكي لسارة عني حين ألزمته بكتابة درسه حرف الضاد
أخذ كتابه إلى سري وألزمها بكتابتها
بدوت حمقاء في حينها إذ أني أتابع دروس بدر وعيني لا تبتعد عن إياد
استغفلني إليها وكتبت له هي بدورها
إياد في غياب والدته يرفض الإقبال إلى أحد ولا يريد إلا أن يكون محمولاً
أعلم أني سبب الدلال والآن أجني ثماره
ما إن يضع قدمه على الأرض حتى يقوم بتصنع البكاء
أحمد الله أن له قد صغير وإلا لما استطعت الاستمرار بحمله لوقت طويل..


حلّ الفجر ونحن في مقعدنا، ويبدو أننا نقوم بالبث إذا أقبلت والدتي بوجه ناعس: لسى ما نمتوا
اختبأت بشغب خلف الوسادة التي بجواري أجيبها: أنا نايمة
رائحة هذا الصباح، لا تشبه رائحة صباح قد مضى قط...

كتف ثالثه 09-05-2020 02:22 AM

(10)





لا تدوم سعادة، ولا يبقى حال على ماهو عليه
عصر هذا اليوم، ستعود عائلتي إلى مقرها و أنا أعاود عيش الوحدة من جديد
الخوف يلازمني بين عشيتي وضحاي
في بادئ الأمر/ كنت أخاف من سري إذ أنها حديثة القدوم و المرويات في حقهن أكثر مما يحتمله عقلي
أبقينا (أنا و إياد) في حجرة مؤصدة ما إن يذهب الأولاد إلى صفوف الدراسة،
بعد أن أغلق كل الأبواب وأبقي المفتاح بجواري

ويبدأ عقلي بنسج الحكايات عند نشوء أي صوت صغير، وكيف أتصرف.
ومع الأيام بقيت لي رفيقة جيدة لا أجيد تعاملها أكثر من هذه الصفة
باختلاف لغاتنا وأشكالنا ودياناتنا إلا أنها شخص جيد.

يوصيني سلطان ويسأل عنها باستمرار ويحذرني من أن أبقى متيقضة لأي سلوك مشبوه
حتى من ناحية السائق، وأبقى كمسمار جحا أحياناً من أجل التنبيه الذي تلقيت معناه بشكل خاطئ
سري أم لشاب وفتاه، الفتاة بعمر يقارب عمر إياد، هذا ما يجعلها تفيض حناناً كلما رأته
تُغدق عليه اهتماماً ورحمة فهمت معناها متأخراً بعد ان عرضت لي الصور


غادرت عائلتي في وداع ثابت الجأش ظاهراً بالنسبة لي
و غزير النواح في خافية
والحق أقول أن داخلي كان ينوح طوال أيامي بلا رحمة
قبّلت والدتي ختاماً وهي تودعني إلى الله ثم أعطتني وشاحها الذي كانت تدفء جسدها به
: خليه علشان يدفيك من البرد
محاولاتي فشلت لإبقائي مرحة و انعزلت إلى الصمت


صفاء، دورها اليوم كاملاً في البقاء في المنزل واختارت أن تُخاض نزهة مصحوبة برحلة تسوق
كنت أحتاج لمثل هذا الخروج حتى أنساني
الخميس/ نذهب جمعاً لزيارة فيصل
الجمعة/ يوم البقاء لصفاء وإذا كان وضع فيصل الصحي لا يسمح فإنها تذهب لتقديم المساعدة لسلطان
بعد هبوط المناعة الشديد يبدأ في مرحلة الحمى الشديدة والقيء المستمر من آثار العلاج
السبت/ يوم زيارة سلطان لمنزله لكنه لا يستطيع النوم وفيصل في المشفى

في أحد مولات الرياض الكبيرة/ ابتعت لي تذكرة ألعاب خاصة
ما أبقيت لعبة تناسبني إلا لعبتها وكررت المرات أيضاً
أخذت بيد صفاء في مرة وهي ترفض من أجل إياد، أقنعتها ببقاء مودة ولن يأخذنا الوقت طويلاً
المكان مظلم ولدينا نظارات 3d ، في أيدينا الأسلحة و أمامنا فوج من مصاصي الدماء
إما أنقذني أو يبتلعني
صرخت وتحفزت وأحرزت أرقاماً عالية تقول مودة: رقم محرز جدير بالفخر، أنت ماهرة في الاقتناص
هكذا تفعل النساء عندما تهلع، تضرب بلا وجهة و تتخبط وتصيب أهدافاً بليغة الندب
ابتعت الكثير من الحاجيات و من التي تميل لها نفسي من الأحذية والحقائب و أدوات الزينة والتجميل
حين الخروج تنبهت لهذا الصرف الذي لم يكن من عادتي أبداً، ماهو خارج عن الاحتياج لا يلزمني


خلد الجميع إلى نومه وبقيت كعادتي، الجو بارد ولا أريد أن التحف، و أنا أتابع مسلسلي الجديد
أخذت وشاح والدتي وهبط الشوق الذي كنت أترفع عن ملاقاته سريعاً
رائحتها أنعشت رئتي وبكيت، لم يكن يسعني الصبر لأوقات أكثر، وأخشى من الانفجار أن يكون مدوياً
أمطرت السماء وكأنها تواسيني ،خرجت استمطر رغم البرودة والهواء، والتجئ إلى الله في دعوات طويلة سألته الإجابة وهو قادر على كل شيء.
بعد هذا الألم الذي أستشعره في حنجرتي تأكيداً سيحل الفجر و أنا مريضة..

كتف ثالثه 09-05-2020 03:42 AM

(11)


من المفترض أن تكون في هذا اليوم نتائج العلاج المحفز للارتياح والذي أخذ عدة أشهر
من أجل أن يكون حاضراً لمرحلة زرع الخلايا الجذعية
في الليلة الماضية التي حادثت فيها سلطان كان يحثني على الصلاة كثيراً من أجل فيصل
و أن تكون الخطة العلاجية تمضي بشكل جيد
وبما أنه حتى الساعة الحادية عشرة لم يأتيني بأي بشرى لا أريد أن أخمن بأن الأمور تمضي بشكل عكسي
وأخذت أبتهل إلى الله أكثر
كنت أرغب وبشدة أن أكون مهيأة من أجل هذا التبرع، لكني أُقصيت وأُخذ للاختبار من هو في كرت عائلته فقط
لربما أكون مطابقة لكنه أمر يشبه الاستحالة
خرج بالإيجاب عنهم عبدالوهاب في التطابق
كان سلطاني قلقاً من ناحية الفشل، ومن ناحية عبدالوهاب لصغر سنه، بهذه الصورة يلقي بالتهلكة به أيضاً
لكن أمر الله ماضٍ، ولا يوجد وسيلة أخرى للعلاج

الساعة الثانية ظهراً
النتائج لم تكن مرضية ونحتاج للخضوع لطور جديد من العلاج حتى يكون مستعداً للزراعة
هكذا قال فهد.
أسفت لدرجة الخرس حين تكلم القدر، ولعل خيراً يكتنزه الله لنا جميعاً لا نعرفه



من المقرر هذا اليوم أن نذهب لزيارة فيصل، وبعد العشاء نعود برفقة صفاء
حضّرت ما يلزم من حقيبة لإياد و تهذيب لشكل الأولاد، و صنعت (فطيرة تفاح) طلب خاص من فيصل، ولم أنسَ القهوة
حرصت أن يكون كل شيء مثالي كعادتي، لا أريد النقص وإن كنت في بادئ الامر يلزمني الكثير من الوقت
ومع الاعتياد أصبح أسهل علي في الإدارة
لم أرتدي الرداء الأصفر ولا ألزمونا بذلك فقط غسل الأيادي والتعقيم
ولجنا إلى الحجرة وفرحة الأولاد تشبه كل مرة، نتبادل الأخبار والحوارات
وكذلك سري كان يتقصى أخبارها سلطان بشكل مباشر وتردد انها ممتنة من العمل

قدمت طبق الفطيرة إلى فيصل لكنه رفضه بسبب غثيان مستمر و ابقيته جانباً
الوقت طويل بيننا
في منتصف هذا الجو من الأنس المحشو بالمشاعر المنفطرة،

قال عبدالوهاب لفيصل: تعرف راح أعطيك من دمي وراح تطلع من المستشفى كذا قال عمو الدكتور
أي سكينة أشهرتها على خواطرنا يا صغير
أي خدش قمت برسمة إثر معلومة كتب الله أن يتأخر زمان حدوثها
سقيت الجرح ملحاً، والوجع فغر فاه وابتلعنا جملة واحدة
: إن شاء الله وتسير أنت منقذي /هكذا أجاب فيصل

بعد أن كان اتجاهي مسلط ناحية فيصل أخذ يدور وريداً رويداً إلى مقعد سلطان وصفاء
تداري صفاء على مشاعرها جاذبة إياد إليها مقبلة إياه
لكن عين سلطاني حكت ألف غصة، معها ابتسامة بسيطة وعض على شفته السفلية يفرج عن كبته بها
ما استطعت البقاء في مكاني وعانقته هامسة: ما نعرف الخيرة وين الله كريم
ربد على ظهري ثلاثاً ولم ينبس ببنت شفة عدا عينيه التي امتلأت بالدمع واعتذر بإدعاء حاجته للخلاء أشار بإيماءة ناحيته ومضى
يفضحني اتساع عيناني، الدمع يظهر فيها سريعاً
ما استطاعت أن تخفي الوجوه الاسئلة مكتومة الصوت ولا الدهشة من الموقف، الأجوبة في يميني حينها مقتولة
واريت الحدث بعذر أحمق / أخويه و وحشني عادي..
لم تبقَ الزيارة كالعادة إذ أن صداع فيصل اشتد لدرجة لا يستطيع فيها سماع أي صوت
وحقنوه ب (مورفين) المسكن الوحيد لمثل حالته..


سبقت الجمع لطلب المصعد والغرض الأساسي ان أحضى بدقيقة على الأقل حتى اتنفس الصعداء بلا عين ترصد ردات الفعل
وان أظهر تنهيدة تبقيني قوية حتى الالتقاء بالسرير وما ظننت أن أزداد رهقا

شهدت مشهداً أردى بشعوري إذ كنت استعيذ بالله
من وعثاءه وكأبة ما يعود إليه
رجل يحمل في يده بعض الاوراق ينظر إليها ببكاء مرير ويضرب بها على الحائط الخلفي
ومن امامه كان سرير يحمل جثمان قريبه
لهجت بدعاء في سري أن لا أعايش مثل هذا الحدث ولا يحفظ لنا فيصل
ويعوض الذي أمامه خيراً مما فقد و أن يرزقه الصبر والسلوان
تجمع بعض المارة لمواساته وما من من مواساة تربد على لوعته
اخترت مصاعد الجهة الأخرى بعيداً عن البكاء، قوامي لم يعد يحتمل



آثرنا الخروج لـ حديقة المشفى لغرض انتظار وصول السائق عن البقاء داخله
هناك اهتمام جلي في المكان، مزين بشكل الاستثنائي بالاضاءات و الأشجار
والأزهار التي تحيط مكان دخول السيارات أمام الباب الرئيسي
بالمناسبة كانت هناك سيارة اسعاف لنقل أحد المرضى من المركز إلى مستشفى الملك فيصل
يعني أن حالته حرجة ويلزم نقل سريع

طريق عودتنا مشوب بأنين منخفض
و مناغاة إياد كانت الصوت الوحيد الذي يخترق الصمت
سبحت في أفكاري وتركت لذاتي العنان في التعبير عن الشعور بإسلوبها المعتاد
كلٌ ذاهب لمكانة، ليست رغبة في النوم، وإنما هروباً من أي حديث قد يأتي بمزيد من الوجع..

روح الندى 09-05-2020 06:51 PM

الله الله قصة قمة في الابداع
سرد راقي للقصة والاحداث متسلسة
رغم الاحداث الحزينة
مبدعة كتف
الله يسعدك

دجى الليل 09-05-2020 09:56 PM

رووعه في سرد وطرح والوصف لي عوده بامر الله

لا أشبه احد ّ! 09-06-2020 12:01 AM

الله عليك ي انيقه
سرد فاتن
اعجابي وتقييمي وتنبيهات

كتف ثالثه 09-06-2020 02:59 AM

ستكون لي وقفة للجواب عليكم جمعاً
وأعتذر عن جزء اليوم
نظراً لعرض صحي
سيكون الغد جميلاً بإذن الله
ابقوا بخير
تقديري واحترامي الخالص..

المهرة 09-06-2020 04:01 AM




جميلة جدا يعطيك الف عافية
اسلمي وسلمت الايااادي طرح وجلب رااائع
اشكرك وبانتظااار جديدك المميز
تقديري وكوني بخير





















كتف ثالثه 09-08-2020 01:54 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح الندى (المشاركة 3782760)
الله الله قصة قمة في الابداع
سرد راقي للقصة والاحداث متسلسة
رغم الاحداث الحزينة
مبدعة كتف
الله يسعدك


شكراً لـ لطفك البالغ
أسعدتني ثناؤك و مرورك الجميل
تقديري الخالص..




اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دجى الليل (المشاركة 3782769)
رووعه في سرد وطرح والوصف لي عوده بامر الله

ممتنة لروعتك المنصبة هنا
بالمناسبة/ افتقدت حضورك وكتابتك..




اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اول اطيافي (المشاركة 3782808)
الله عليك ي انيقه
سرد فاتن
اعجابي وتقييمي وتنبيهات


شكراً يا أول اطيافي

لمرورك التميز وحضورك المستمر
تقدير لا ينضب..






اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهرة الجامحة (المشاركة 3783148)



جميلة جدا يعطيك الف عافية
اسلمي وسلمت الايااادي طرح وجلب رااائع
اشكرك وبانتظااار جديدك المميز
تقديري وكوني بخير



شكراً لمرورك المتألق
ولعبير اطلالتك

تقديري..

كتف ثالثه 09-08-2020 02:05 AM

(12)





اعتدت أن أجعل المهمات الصعبة بلا تخطيط مُسبق
إن سبقت الخطوة بفكرة أعود بالفشل وقت التنفيذ وتأخذ من رأسي حيز أكثر من الاحتياج الحقيقي للواقعة
أردت الأيام أن تأتي بحوادثها هكذا فهمت مؤخراً
بلا أمل أرسمة ولا شؤم أتناوله
ويومي هذا ضمن الأيام التي أصفها تحت هذا الوصف
منذ بداية الأسبوع وهو حافل بالتوتر والقلق من جميع الجهات
الأحد كان يوم فشلي الذريع حين انسقت إلى النوم بلا إدراك على الرغم من الاحتراز
بقيت متيقضة خشية من الموقف الذي وقعت فيه
ولولا لطفٌ من الله لتأخر أمر الزراعة لوقت أطول
صفاء كانت قد هاتفتني في تمام الساعة السادسة صباحاً وكنت متيقضة وفي أتم الاستعداد
لا أعلم ماذا جرى على الرغم من الهاجس حتى تيقضت على صوت سري

ما يليها من الأيام كانت مداومة يومية لعبد الوهاب لأخذ مناعة عن طريق الحُقن
اليوم السادس يوم مخصص لراحة عبدالوهاب فاليوم التالي يوم مهم من أجله ومن أجل فيصل

أتفهم الاضطراب الذي يحيط بسلطان وصفاء و العائلة ، هذا هو الكرت الأخير و أملنا في الله لا يخيب
حين تلقيت حصة التوبيخ من أجل الإخفاق اللا مقصود، كنت أعلم ماذا في داخل سلطاني من أذى في شعوره
عذرته ألف مره و هاتفني تباعاً بنغمة تشبه الاعتذار أرهقت مسامعي
هو لا يعلم أني أغفر له بلا فترة أخذ خاطر



يتوجب علي الاهتمام بتغذية عبدالوهاب في هذه الفترة تحديداً
ولولا عنادة لكان أملأ بدناً مما هو عليه
كل الأطعمة التي يحب أحضرها بطريقة صحية ولو أنه يمتنع عنه أحياناً وآتيه بالحلية وطريقة تقديم تدهش عينه فانتصر على رفضه
استحال لطفل كثير الدلال لا يريد الطعام مع مرور الأيام حتى أطعمه بيدي و أفعل بكل سرور

فيصل في تلك الفترة قاموا بقتل جميع الخلايا السرطانية في جسدة وتثبيط المناعة استعداداً لتلقي الطعم
حتى يتسنى من خلاله انتاج جهاز دموي جديد وخلايا ليمفاوية لتقضي على ما تبقى من الخلايا المصابة
كانت مرحلة ليست بالهوينة عليه، وأخذت زمانها كافياً بآثارها البالغة، الآثار الجانبية أخذت وقتاً أكثر من المراحل السابقات،
ما إن اعتدل حاله حتى قُرر في حقه إتمام مراحل العلاج.

فهد قدم عذر عن عمله ليصاحب عبدالوهاب وسلطان وفيصل في هذه المرحلة
تآكل قلبي قلقاً وتمنيت أن أكون في المرافقة، على الأقل أبقى في الدائرة
ماذا لو لم يُفلح الأمر هل هناك فرصة أخرى يا ترى؟!!
أراقب هاتفي باستمرار هل تم الأمر أو تعثر، ختاماً لجأت لحيلة الركض حتى أتخلص من الاضطراب ولو في جزء صغير
عاد فهد برفقة عبدالوهاب وقت العشاء، وقد ابتاع له قطعة من الحلوى وكذلك لعبة أختارها بنفسة
أقمنا احتفال مبسط من أجل خروجه سالماً
وما زالت مرحلة الخطر تحيط به
يتوجب علي الانتباه على تحركاته، واسلوب منامه، وجلوسه، مازال في ظهره الجرح طرياً ولو كان صغير الحجم
إلا أنه عميق الأثر.


من هواجيس الليل:
أحادث سلطان في كل شيء يحدث على وجه الأرض
ولا أريد أن احادثه عن واقعته الصحيحة
أريد أن انتشله من ذلك المحيط ولو أني أرفع راية فشلي منذ صدور صوت تنبيه انتهاء المحلول المستمر
في منتصف طريق حواري عن أيام سابقة ارتبكت فيها بعض الحماقات
: أشوفني شايله على كتفي بالكفن
يا قيح جرحك الذي فاض ولم ندركه
يالا مخاوفك التي رسمت هذا الحدث في مخيلتك
يا لا احساسك الذي هربت منه طويلاً وصدحت به في حديث كهذا
: بسم الله الرحمن الرحيم ليه تقول كذا
: ما أحد يدري عن شي، ولا يشوف اللي أشوفه، كل فترة التفت أتأكد إنه يتنفس أخاف أفقده،
تنهد بعمق وأضاف :الله لا يذوقني حرارة فقده



هل تظن أنك الوحيد الذي يخاف
ابتهل لله ليلاً أن يجعل الدواء على جسده برداً وسلاماً
أصلي إليه أن لا يتمزق قلبك ولا يُفجع قلبي ولا ينفطر قلب أمه
دعوته ألا أتهاوى بفقد أو حزن
اتسع في داخلي الأسى الذي كنت أوراية منذ نشوب أمل نجاح الزراعة
هل ينطفئ حقاً
أرجوك يا الله...

أمير الاحساس 09-08-2020 10:27 PM

موضوع و طرح جميل ب انتظار جديدك
تحياتي و دمتي بألف خير

لا أشبه احد ّ! 09-09-2020 01:43 AM

جمالك كثف

انيقه كالعادة

اعجابي وتقييمي وتنبيهات

عَنَـاقِيد عِشق 09-09-2020 01:00 PM

أحتاج أن أقرأك أكثر من مرة ٍ لتتسرب لي تلك الآه الخفيّة بين السطور بكلِّ جلجتها وَ احتدامها وصراعها وتماسكها النرجسيّ الذي لا يمت للحرف سوى بوقع صدىً من ذكرى ستدسُّ في جيوب الزّمن وستدمن العودة كرة بعد أخرى !!!


كتف :

جشعة لأن أرى سجعُك !!
لا تبتلُ عروق الحرف لديك ِ ويديك صنعت من فتنة

روح الندى 09-10-2020 03:29 AM

الله الله كتف رائعة ومميزة
تميز في السرد قمة في الابداع

أمير الاحساس 09-11-2020 07:09 PM

كتف ثالثه اهنئك على هذه القصه واقعية وحزينة جدا أيامنا بها تكالب كبير يومُُ جميل و يومُُ حزين ولولا الصبر و القدرة على التحمل ل باءت كل أحلامنا سراب أعجبني في سرد الموضوع القدرة على حل المشاكل الكبيرة و المداراة للوصول لتحقيق الهدف المرجو
تحياتي لكي و بانتظار جديدك
ودمتِ ب ألف خير

كتف ثالثه 09-13-2020 05:43 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اول اطيافي (المشاركة 3786075)
جمالك كتف

انيقه كالعادة

اعجابي وتقييمي وتنبيهات




الرائعة أول أطيافي
سأحب تواجدك على الدوام
تقديري..

كتف ثالثه 09-13-2020 05:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عَنَـاقِيد عِشق (المشاركة 3786733)
أحتاج أن أقرأك أكثر من مرة ٍ لتتسرب لي تلك الآه الخفيّة بين السطور بكلِّ جلجتها وَ احتدامها وصراعها وتماسكها النرجسيّ الذي لا يمت للحرف سوى بوقع صدىً من ذكرى ستدسُّ في جيوب الزّمن وستدمن العودة كرة بعد أخرى !!!


كتف :

جشعة لأن أرى سجعُك !!
لا تبتلُ عروق الحرف لديك ِ ويديك صنعت من فتنة


هبي كرياح طيبة
تنعش مواطن المأساة
أقبلي كضوء لا ينطفئ
و روحي ستناديك بالحب والتقدير
مرحباً بك و بغيث مرورك يا عناقيد
ممتنة لروض حضورك..

كتف ثالثه 09-13-2020 05:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح الندى (المشاركة 3787209)
الله الله كتف رائعة ومميزة
تميز في السرد قمة في الابداع




بكل اتساعات الفرح التي تسكنني
ممتنة لتواجدك الفاخر
تقديري..

كتف ثالثه 09-13-2020 05:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمير الاحساس (المشاركة 3785772)
موضوع و طرح جميل ب انتظار جديدك
تحياتي و دمتي بألف خير




القادم آتي بإذن الله
شكراً لدقائق الانتظار..





اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمير الاحساس (المشاركة 3787863)
كتف ثالثه اهنئك على هذه القصه واقعية وحزينة جدا أيامنا بها تكالب كبير يومُُ جميل و يومُُ حزين ولولا الصبر و القدرة على التحمل ل باءت كل أحلامنا سراب أعجبني في سرد الموضوع القدرة على حل المشاكل الكبيرة و المداراة للوصول لتحقيق الهدف المرجو
تحياتي لكي و بانتظار جديدك
ودمتِ ب ألف خير


أمير الإحساس
استنتاجك لهذا الجانب من المعضلات وسُبل تجاوزها
أر يدعو للمفخرة
شكراً بقدر حبات المطر
لمرورك وقراءتك السخية
تقديري...

كتف ثالثه 09-13-2020 06:34 AM

13
 
(13)



أيها الغد ولأنك تنبئ بأنك ستكون جميلاً
لا تستطيع الاستفتاء عن مدى صبابتي إليك..


.
.
.

تسبقني لهفتي للساعة التاسعة حتى يتسنى لي الإعداد لما خططت له
تنازلت سابقاً عن هذه العادة وسرعان ما عدت إليها راكضة بعد استقامة حال التيار
أقبلت البشرى ولك الحمد جزيلاً يا الله
ما خُلت أن يمضي صباح بهذا الانتشاء والتوق بعد هذا الزمن من الوحشة
اصطحبت سري و إياد والسائق من أجل التحضيرات اللازمة
بداية سأذهب لاقتناء سرير متنقل وكذلك لحاف جديد
ثم إلى جهة من بعد إرشادات صفاء وسلطان لاقتناء جهاز تنقية الهواء لجهلي البالغ في المنطقة
يتعين علي اختيار ما يلزم بشكل مناسب للحالة ومتناسق أيضاً
من ناحية الألوان و كذلك الشكل لن أهمله
الوقت يركض و خلفي الكثير من المهام قبل أن يحين زمان العودة من صفوف الدارسة
لا أفكر في وسط للاحتفال كبير وفي ذات اللحظة أريده أن يكون متكاملاً و يعكس مدى الشعور بالفرحة
الغد هو الوقت المحدد لخروج فيصل بعد أن نجحت الزراعة مبدئياً
الأمر مبهج جداً، داعياً لأجواء من الفرح لا يجوز أن تتلكأ بالتفكير العكسي ( إن لم يحدث المتوقع )
لحسن الحظ أن هناك مركز قريب سأبتاع منه بعض الحاجيات لتدعم أجواء الاحتفال
بالون، لواصق، بعض الزهور الصناعية، و ما يلزم لتغليف الهدايا التي سنقدمها لفيصل بمناسبة خروجه
منذ دخوله للمشفى وحتى هذا اليوم لم يتراجع أخوة فيصل عن شراء الهدايا له بعضها قُدمت وكثير منها باقٍ من أجل لحظة خروجه.
أما قطعة الحلوى سأقوم بإعدادها، لا أثق بنظافة الجاهزة منها خصوصاً في وضع صحي ليس متكامل كفيصل
أي فايروس أو ميكروب قد يكون عند الشخص الطبيعي لا يُشعر به، فهو لديه خلاف ذلك


ولجت عند الساعة الحادية عشر والنصف إلى المنزل وغادر السائق سريعاً من أجل الطلبة
سري على عجالة من أمرها ذهبت لإعداد وجبة الغداء أما عني
وضعت إياد في سريره و هو ينعم بنوم عميق وأنا بدأت الترتيبات
اللحاف ألقيته في آلة الغسيل لاستغلال الوقت ثم عدت للعراك مع السرير المتنقل
بعد قرار حاسم من سلطان سيكون في حجرته و سيكون فيصل أمام نظره حتى يشتد عوده وتعود صحته وافية
في الليلة الماضية أخبرتني صفاء عن المكان المُختار له و فعلت
أجريت الترتيبات النهائية حتى رن جرس العودة
أغلقت الحجرة من خلفي، لا أعلم لماذا أكتم الأمر حتى الآن
أريد أن أقدمها مفاجآة بعد أن أنتهي من الإعداد من جهة، ومن جهة أخرى ينتابني الخوف أن يحل أمر عكسي، وصوت خفي
من حق صفاء أن تقدم لهم البشرى بنفسها


مضت وجبة الغداء بعقل غائب مني و جسد حاضر ولسان يجاري الحكايات والأخبار التي حدثت مع الأولاد
أما مودة، تستبقي الحديث معي للوقت الذي يسبق نومها، فهو وقت تبادل الحوارات والحكايا.
تبسمت فجأة إثر فكرة أن يعود أهل الدار لدارهم، و أن أعود لعائلتي وفيصل في عافيته
وتعود الحياة مكانها بعد هذا التوقف
أشار بدر إلى مودة قائلاً: شكل أجدادي جايين وعمة تبغى سويها لنا مفاجأة
ضحكت بعد أن سمعته ، المشاغب اصطاد اللحظة المحرجة خلال حديثي مع عقلي
وأكملت عنه مودة إذ وكزتني: من جد يا عمة
ازدادت قهقهتي سعيدة لتحليلات ابتسامتي التي فاضت بلا شعور: لا بس فيه مفاجأة مرا حلوة لمن تجي ماما حتقول لكم
قفزت بجواري مودة تستجوبني ولا أجيب إلا بالضحك و بدر قد أمسك بذراعي من جهة و مودة من جهة
أما عبدالوهاب اختار أن يتحضن رأسي من الخلف وكانت هذه مساحته واحتفظت بالسر إلى أن تعود صفاء
.
.
.
عادت صفاء في الحين الذي انتهيت فيه بمساعدة سري من طوق البالون وتغليف الهدايا و التراكيب الأخرى
الباقي أن تصرح بالبشرى ثم أظهر الترتيبات من حجرة سري ونبدأ تعليق الزينة وما إلى ذلك
أثنت على جهودي صفاء حين ولجت إلى حجرتها بترت كلمات شكرها الكثيرة بــ : متى حتقولي لهم عن فيصل
كأني حركت فيها شجاعة أن تبوح وفي عينيها تردد قرأته، هناك ما لا أعرفه هكذا فهمت من ترددها
و ألقت البشرى
يقفز في مكانه عبدالوهاب يقول: أعطيته دمي وفيه الدواء
بينما عانقت مودة والدتها ثم عادت إلي : هذا سبب فرحتك اليوم
: طبعاً، شفتي إنها مفاجأة مرا حلوة
: وأنتِ حترجعي متى ؟
صحيح لم أفكر في أمر عودتي إثر زحمة هذا اليوم
إلى الآن لم يتبين شيء، لكني لا أفكر بالعودة سريعاً
أريد أن أطمئن أكثر ثم لكل حادث حديث
طوقتها بذراعي :شوفوا في إيش تفكر، خلي كل حدث لوقته
أما بدر الذي أخذ يضحك طويلاً، ثم انسحب ليعيش فرحته باسلوبه الخاص كعادته..
المشاغب الصغير هو أيضاً يفرح بطريقته، رمى لعبته في اتجاهي ولم تكن المرة الأولى..



.
.
.



أقبل اليوم المنتظر
في وقت مبكر أنا أقف في المطبخ، أريد أن أعد قطعة الحلوى التي اخترتها بعناية في ليلتي المنصرمة
لا تكون ممتلئة بمواد غذائية غير مفيدة، وكذلك تكون لذيذة المذاق والشكل والنكهة المفضلة لفيصل
أحضر المكونات واقرأ جيداً، أريده طبق وافٍ
أراجع الطريقة قبل البدء في الإعداد حتى لا أخطئ في تفصيلة صغيرة ويفسد المذاق
أقبل اتصال صفاء، أجبتها متبمسة لعلها تذكرت أمر قد نسيته ويجب أن أعده
سلامها كان فاتراً، ولم أدقق عليه أريد أن أحصل عن المعلومة التي بسببها أجري هذا الاتصال
: ايوا يارا ترا اليوم مو خارجين، فيصل جاته كحة وحابين يتطمنوا عليهممكن يتأخر اسبوع كمان.
لا بأس، فكل أمر من الله خير، ماذا يعني أن يتأخر زمن الفرح إلى اسبوع إضافي
المهم أن يأتي ولا ينقطع أمل حلوله..
: سلطان حيمر عليكم اليوم يسلم وياخذ له أغراض بعدين أرجع

أتى خبر زيارة سلطان كمواساة حقيقية
اشتقت لمجالسته و إن كان عمر الزمان سيكون قصيراً إلا أني سأزيل بعض الشوق الذي في صدري...

كتف ثالثه 09-13-2020 06:53 AM

14
 
(14)
.
.
.
لا أتعامل مع الحوداث الكبيرة بتجاوزات يسيرة
أعيشها وافية لكن بنهجي
لن يجدي نفعاً أن أفصح بأني لست بخير..
صديقي الصمت/ .. تعال لنكمل الطريق سوياً..


من أشقى الأوقات أن أحمل خبراً سيئاً ويتعين علي الإفصاح عنه
كيف أبتر عنق الفرحة الذي لم يمتد وافياً بعد
كيف سأخبرهم أن هذا اليوم لن تكون بفرحته المرجوة
بما أن الحال على ما يرام، لماذا أخاف من بث أمر التأجيل
الوقت المناسب/ صديقي الذي يجب أن أختاره بعناية

مودة تغيبت عن صفها بحجة أن لا شيء مهم في الحضور، إضافة إلى أنه يوم اجتماع للأمهات
لن يكون نصاب الحصص المقدم وافي
تقولها من أجل الحجة، وانشطر قلب والدتها أنها تقصر في حقها في ظرف كهذا
والحقيقة أنها كانت تريد التحضير معي من أجل الاحتفال
أنهيت مكالمتي و في عينيها الاستفسار جلياً ما انتظرت حتى أمطرها ما في جعبتي واختصرت بسؤال (ايش
لا أهضم وعيها حقه، لكني أعلم مدى ضعفها في بعض النقاط، فأنا أنظر لموقفها لو كنت أنا التي فيه
أجبتها باختصار مبالغ فيه: حيتأخروا كمان علشان يتطمنوا أكثرو أبوك حيجي العصر
اعترضت بلا طويلة، و أف متذمرة ،وخاطر محزون
ومع هذا قدّرت انفعالاتها، من الجيد أنها لم تنتبه لنقطة أن هناك حدث عكسي
: تعالي نسوي شي علشان سلطان لمن يجي..
أعلم أنها تريد الانزواء في هذا التوقيت، ولن أعطيها هذا الحق ليس من أجلها فقط
بل من أجلي أيضاً..

حانت اللحظة التي سأبوح بها للصغار ويجب علي أن أشغلهم بأمر أخر
بعد وجبة الغداء مباشرة: عندي لكم خبرين واحد حلو و واحد مو مرا سيء
نبدأ بالثاني، فيصل حيتأخر كمان اسبوع علشان صحته ( وقبل أن تنهال جمل الاعتراض )
و بابا حيجي بعد العصر أهديتم الخبر منتشياً إذ قفزت هييي إثر حماسة الخبر
في الأيام الأخيرة لم يعد هناك مساحة للزيارات الكثيرة، من الأفضل حدوث هذا التباعد لأمان فيصل،
مودة فقط من كانت تذهب بين فينة و أخرى
بسرعة يلا نستحم ونحل واجباتنا قبل يجي بابا يلا وممكن نخرج معاه كمان يلا يلا.
ما تركت لهم فرصة لأي استفسار أو إيضاح انشغلوا بما خلفهم من واجبات و أدوار للاستحمام
عبدالوهاب حمل حقيبته راكضاً ليتم واجبه قبل أن يأتي والده، محقق سيرى إنجازه الدراسي
بدر انصرف للاستحمام وبقيت مودة منزعجة الملامح، حزينة الواقع
أمسكت كفيها التي كانت تتكئ عليها : ماما لازم تعرفي شي، إن كل شي من ربي يجي فيه خير لنا
لا تحزني، الله كاتب لنا الطريق الأفضل
هزت رأسها للإيجاب وغادرت الجلسة
لا بأس فكله سيمضي، فقط مزيداً من الصبر والوقت
.
.

.
حضر المغرب، ولا صوت من سلطان أو صفاء
مُلئ رأسي بكثير من سؤال (متى جاي بابا)؟ و تأخر لن يكفينا الوقت للذهاب
أصابني اضطراب غريب إذ أن صفاء تؤكد أنه غادر منذ وقت مبكر
و فهد لا يجيب على اتصالاتي وكذلك سلطان
بت أردد يارب سلم سلم و اُسكت الأسئلة الممتدة بـ (الآن جاي يقولوا الطريق زحمة).

حضر العشاء ولم تعد بي طاقة للصبر
اجريت تواصلي الاخير و داخلي يتوسل أن يجيب علي سلطان هذه المرة
أجاب أخيراً ويا كبر الآه التي شجت صدري في طريقها للخروج
: تأخرت ياحبيبي وينك
: كنت أحس صدري يوجعني مريت المستشفى واحتجزوني
وأخذ يسعل طويلاً سعال أوجعني قبل أن يوجعه
استعاد صوته وأجاب: عندي التهاب حاد في الرئة
وكأن الأرض تزلزل من تحت أقدامي، تهاويت تالله ولم أملك جواباً أجيب به أخترقت الصمت بعد أن تلبستني الأمنية: ياليته فيني ولا فيك
سعل مجدداً وأجاب: بسم الله عليك، انتبهي على العيال، لا تقولي لهم عني، قولي تأخر عند فيصل عنده أشعة ولا ما يمدي يجي
همست بصوت مختنق: إن شاء الله، قدامك العافية ما تشوف شر
انتهت المكالمة و أنا خلف الباب ما كثة في مكاني، فهمت لماذا تأخر ولماذا مهاتفاتي كانت بلا رد
هذا اليوم الذي كنت انتظره جميلاً بكت أعماقي فيه عكس توقعاتي
وجع سلطاني هزمني
ويجب أن أقف قوية من أجل الأمانة التي في عنقي

ظهرت و إذا بمودة منكبة تبكي وبجوارها الهاتف يغفو باضطراب، تلقت الخبر من والدتها
لم تقف مكتوفة الأيدي، ذهبت لتقصي الأخبار بنفسها، وتهاوى حصن الصبر الذي كانت تتحلى به منذ بداية اليوم وحتى هذه اللحظة
ذهبت بها بعيداً عن البقية، تجمعوا إثر صوتها المرتفع، أرادت أن تبوح بأسبابها وأجبتها بأن لدي الخبر وافياً
:لازم تكوني قوية يا مودة علشان أخوانك، والحمدلله أبوك مافيه إلا العافية أنا كلمته، بس يبغوا يتطمنوا عليه وتقدري تتصلي عليه
وحيرد عليك، لا تفجعي اخوانك يا عمري كذا، مافي شي يثير القلق،البكاء ماراح يفيد ، أنت بطلة اسم الله عليك و أكبر من عمرك،
ممكن تجي أيام أصعب ما ندري إيش يحصل، لازم تتحملي

متى وصلت لهذه الحال أعطي الدروس وأقف في وجه المواقف وأقود السفينة لا أعلم، وجدت أن هذا ما كان يجب علي أن أفعل
قبلتها مواسية ثم عانقتها لأبثها بعض الأمان و أعماقي ترتعد، الشتاء قاسي، احتاج وشاح أمي.

: يلا روحي جهزي ملابس أمك ، عمك فهد الآن جاي من عند أبوك وحيودي لأمك أغراضها



انصرفت للبقية و اختلقت كذبة جديدة من أجل أبقي السر مكتوماً
وفي الغد سننظر ما القدر الذي ينتظرنا..

لا أشبه احد ّ! 09-13-2020 07:51 AM

جميلتي سردك

وسطورك دائما تجذبني

كاتبه مميزه ماشاء الله


اعجابي وتقييمي وتنبيهات

روح الندى 09-13-2020 08:46 AM

ما شاء الله الاحداث مشوقة متتالية
رغم سطور الحزن في الاحداث
سرد جدا راقي
شكرا للامتاع والابداع
في انتظار البقية

كتف ثالثه 09-14-2020 03:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اول اطيافي (المشاركة 3789170)
جميلتي سردك

وسطورك دائما تجذبني

كاتبه مميزه ماشاء الله


اعجابي وتقييمي وتنبيهات


أبدو بمرورك أكثر سعادة

شكراً لوهج حضورك..

كتف ثالثه 09-14-2020 03:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح الندى (المشاركة 3789171)
ما شاء الله الاحداث مشوقة متتالية
رغم سطور الحزن في الاحداث
سرد جدا راقي
شكرا للامتاع والابداع
في انتظار البقية




روح الندى
سيدة العطاء
وبهجة السماء
ثناؤك سعادة


تقديري..

كتف ثالثه 09-14-2020 03:24 AM

15
 
(15)


لا تسألني عن حالي
فتأكيداً لن أخبرك عني الحقيقة
سأقول لك أني بخير
بينما أنا أتعثر في الدقيقة ألف مرة
و أظن بأنها دقيقتي الأخيرة
فتأتيني أخرى تئن أكثر من سابقتها


عانقت إياد وقبلته، تأملته، كأني أغبطه على عمره إذ أنه لا يدرك مما يدور حوله أي شيء
أدرت رأسي للطريق، لم أعد أميز من أي جهة ستأتيني الصفعة الجديدة
أنا الآن آخذ الأطفال لزيارة والدهم، بعد أن صدر تصريح الإذن من المشفى بأن لا مانع من الزيارة
لكن الخروج ممنوع بالتأكيد
فهمت مؤخراً أن الأسلوب في نقل الأنباء هو ما يجعله كبيراً في عين المتلقي أو صغيراً
كانت ردات الفعل مقبولة، أو أنه تسرب الخبر إليهم سابقاً وأنا التي لم تكن تدرك، كل الاحتمالات مقبولة
في النهاية ليس من السهل المحاربة في عدة جبهات، قد أخفق في قيادة ما و أفلح في أخرى
لا يمكن أن تنطلي الكذبة على بدر وهو يرى مودة تبكي بهذا القدر
أما عبدالوهاب فكان سهل التعامل من هذه الناحية، كان يكفيه أن يخرج ليرى فيصل أو والده ولا يسأل بكثرة

رأيت سلطاني على سريره
في يده مصل موصول بعدد من الأدوية، يرتدي ثياب المشفى، لا يبدو بخير أبداً
هذا بعد مرور ثلاثة أيام، كيف كان حاله عندما أقبل إليهم يا ترى؟
تبادلنا الأخبار والأحوال، وسؤال عن مستوى الأولاد الدراسي وكثير من الاحاديث العامة
أكد لي في نهاية الزيارة بخفوت بأنه سيذهب خلسة هذا اليوم لزيارة فيصل
حاولت أن أثنيه عن قراره لكنه هزمني بجوابه: وحشني وهو ماراح يصبر عني
بعد أن أخبرني عن قراره الثاني الذي أتى وكأنه يفكر وافقته على الأول لكنه عزم و ما من قوة ستمنعه إذا عزم على أمره
في الغد سيخرج ولن يهتم للتوابع في قائمة اهتماماته الرقم الوحيد فيصل
حاولت و أنا أذكره بأنه لن يستطيع أن يقدم لفيصل وهو بهذه الحال أي مساعدة مما اعتاد فعله
أجاب بكسل: هذا التعب من آثار الأدوية
هل فهمت قصدة بشكل سليم، هل ينوي ترك العلاجات أيضاً
: سلطاني ياعمري، لازم تتحسن علشان تقدر تكون جنب فيصل، لازم تاخذ علاجاتك، بعدين حتطول فترة المرض
تبسم ختاماً و أردف: انتبهي للعيال إن شاء الله بكرا ترجع صفاء للبيت
لقد بت أمره وانتهى
غادرت و أنا أحمل هم جديد، لا يجدي أن أحادث سارة لأني لن أستطيع البوح بكل ما يجري هنا
لتبقى عائلتي مرتاحة البال على الأقل
و لا بسمة أيامي، لا يمكنني أن أصف حدود هذا الشعور
ختاماً انطويت إلى الصمت، حيلتي الاخيرة...


.
.


الأمور لا تسير على ما يرام، هكذا أوضح لي فهد بعد سكوت طويل
الخلايا المصابة تزداد أما المستوردة من عبدالوهاب فأعدادها في تناقص مستمر
حقاً أرغب في مقابلة سلطان، لا يكفي أن أتواصل معه عن طريق الرسائل أو صوتياً
نحتاج لوقت نقضيه لتبادل الهموم
هذا الصباح خاصمني النوم وبقيت متيقضة، لكن حظي هو الذي صالحني
في تمام الساعة العاشرة صباحاً، كان الجرس ينذر بقدوم أحدهم
استفززت أعصابي نهوضاً، من سيكون في هذه الساعة المبكرة
كل القصص التي كانت تنسجها مخيلتي الخائفة لاحت أمام ناظري بركض خالف توقعاتي
رأتيه أخيراً كان سلطان، يالها من مفاجأة مذهلة
يريد تعويض الأولاد عن اليوم الذي عاد عليهم ببؤس اضطراري، هذا استنتجته
وأنا في طريقي لفتح الباب
عانقته فرحاً بمقابلته: تصدق كنت أفكر فيك، كنت أقول لازم تجي تزورنا
ولج إلى الداخل و نحن نتبادل التحايا
أرغب في سؤاله عن فيصل لكني أخاف من الجواب
أخرت هذا الحوار حتى أعد له قهوة سريعة وبعضاً من قطع الحلوى التي كانت في البراد
أبلغت سري أن تحتسبه في الطعام وانصرفت إليه
كلانا كان يحتاج لهذا الانفراد في الحديث
أخبرني أنه أنهى اجتماعه على عجاله من أجل أن يحضى ببعض الوقت مع أولاده قبل أن يعود إلى المشفى
كان يعبث بهاتفه وهو يخبرني تأمله بصمت ثم ألقاه جانباً
أمسك على رأسه و عينيه بعد أن ألقى الذي كان فوقها جانباً وتحوقل بزفرة
: اشبك ، جاك خبر مو كويس
رفع رأسه يتأملني بلا جواب وهو متكئ على ذراعه
احتجزت يده الحرة بين يدي أستحثه على الحديث : فيه شي
: كنت أشوف نتائج التحاليل، مو كويسة
: يلا إن شاء الله خير
: باقي 5% من الخلايا اللي أخذناها من عبدالوهاب

ما إن قالها حتى رأيت الدمع يقفز في عينيه وحجبها عني حين خبأ وجهه بيديه
لا يا سلطاني لا تهتز فأنهزم أنا
لا تفعلها متوسلة إليك
إلا أن أرى مدامعك أو تيأس أرجوك
: لا لا لا الله يخليك، لا ياسلطان
كنت أردد النهي له وأنا احتضن وجهه بين يدي أتأمل رأسه الخالي من الشعر تماماً
والذي داوم على حلقة باستمرار من أجل فيصل، ومن أجل أن لا يشعر بالفرق أيضاً
حتى فهد منذ قدومي كان يتضامن مع فيصل وسلطان بحلاقة الشعر المستمرة
أتأمله و داخلي يتمزق
يا الله أنت اللطيف، أسألك اللطف
يا الله ليست بي طاقة لتحمل الفواجع، عجّل بالشفاء وارحم ضعفه

اعتذر مني وغادر لحجرته واضعاً الباب حاجزٌ بيننا
وقف أحساسي المتفائل على الدوام هذه المرة في الصف المعاكس
أحاول أن أخضعه لجانب السلامة و إن طالت، ويسقطني في بئر الواقع
هل العداد بدأ في التناقص؟؟

كتف ثالثه 09-14-2020 04:06 AM

16
 

(16)


لقد أُفلت السهم من القوس مع الأسف..
اجتمعن يا نساء
حان وقت النحيب..

1_ مايو _ 2016


الإسبوع المنصرم لم يمض بشكل جيد، بعد خروج سلطان من المشتفى
تكاثرت الوقائع حتى هذه اللحظة، كأن المؤشر في تنازل بعد الارتفاع الذي حققه من ناحية الأمل
ويشهد الله أني لم أفقده على الرغم من كل الذي مضى، أتشبث بحبله هو الوكيل والكفيل
أشرق بالأمل متيناً، و أغفو به على نعشه
فارقني النوم منذ تردي وضع فيصل الصحي
كنت أتوسل إلى الله كثيراً، أن يختار له الخير

أصيب ظهره بجروح غائرة جراء نقص المناعة والعلاجات
ناهيك على الأعضاء التي تنذر بقرب تعطلها عن العمل
حين سألت فهد الذي أضحى يلازم المشفى هو أيضاً عن حاله وقف لبرهة و أجاب: إن عاش سبحان من يحيي العظام وهي رميم
يارب السموات والأرض، أنزل معجزتك بالشفاء وبه الخير، أنت القادر على كل شيء
حزنت وربما أنزعجت بشده لجوابه الذي أعطاني إياه و ولاني ظهره، كنت أريد جزء من أمل يبقى بلا انقطاع
لا أريد أن اسقط بهذه الحقيقة، لو بقيت في الحلم أما كان أنفع لخاطري وعيني الساهرة

في الاوقات التي كانت تعود فيها صفاء كانت تخبرني أن سلطان ليس في حال جيد أبداً
و عن فيصل/ تجيبني بإيماءة وجع و أن الله كريم


في اليوم الماضي نُقل فيصل بشكل عاجل إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي
إلى قسم العناية المركزة، أجريت له قسطرة في الرقبة وعلى إثرها فقد الوعي، وفقد النبض
لكنه عاد، عاد لهذه الدنيا في اللحظة التي كان فيها سلطان ينتظر عند باب الحجرة الخبر المتوقع
أتاه الطبيب بالبشرى : ابنك بطل ابنك عاش ابنك متمسك بالحياة
يقول فهد: حينها جلس سلطان و أجهش شكراً لله

لم يبلغني الأمر بشكل مرن و أن فيصل طرق باب السفر إلى السماء
لكني تنبهت على ركض فهد في السلم مما جعلني اذهب للاستفسار من زوجه
كانت تبدو قلقة ولا تريد أن تأتيني بالجواب
وبعد اصراري المستمر أسرت في أذني : يقول يحتضر
تراجعت للخلف و أنا ابتسم، هل ما تقوله صحيح، لكنها لاتكذب وهاهي تنوح بصمت
عدت لحجرة مودة و أغلقت الباب دوني كيف هبطت من السلم لا أذكر، ما الذي أجبتها به لا أذكر
أريد أن أحادث الله حينها فقط، أريد أن أشكو إليه حزني و أبث إليه مخاوفي وشكواي
لا يمضي الوقت حين ننتظر، أخذت أمشي في المنزل ذهاباً و إياباً أريد للتوتر أن يتلاشي
وحتى لا اثير الاضطراب أمسكت بسري والأولاد ومشينا كأننا نلعب القطار السريع
يلهون بالضحك والفرح وداخلي تذروه الرياح.

في الساعة الثانية عشرة ليلاً عادت صفاء، أتيت إليها راكضة أريد النبأ
عانقتني ببكاء : لسى عايش
أخذت أقفز في مكاني و كأني نُشطتُ من عُقال
في تمام الساعة الواحدة والنصف، أحادث سلطاني عن فيصل
وافاني بخبر عن قسطرة جديدة إحداهن في بطنة و الأخرى في جنبه الأيسر
قلقٌ لشأن هذا الاغماء لم يستفيق بعد يقول ببعض الأمل: أكلمه يمسك أصبعي
بس الآن أبغاه يرتاح والفجر أسولف معاه من جديد

أغرس في داخله التفاؤل الذي أفلست منه، يجيب برضا (صدقيني اللي كاتبه ربي يصير، وربك يفرجها)
وعنك يا سلطاني وعنك؟؟
ترك علاجاته من أجل أن يستطيع التبرع لفيصل بصفائح دموية
و أعلم أنه ليس بخير، بين هذا وهذا لا يريد إلا أن يرى فيصل بخير
ثم سرد لي ما فعل
افتعل شجار ضخم البنية والعناد، النظام يمنع المرافقة في العناية المشددة، وهو يقسم ألا يترك ابنه مهما كان الثمن
أخيراً بقي بجواره على كرسي تبرعت به احدى الممرضات حتى لا يبقى واقفاً



في عصر ذات اليوم بينما كنت أجلس برفقة إياد ألاعبة
طلبت مني صفاء أن أهتم بترتيبات استقبال عائلتي
بهذا الشكل الفجائي يعني أن هناك طارئ جديد
استفسر عن حال فيصل و أجابتني : لسى في غيبوبة عند الضغط ينخفض ويرتفع والباقي مستقر
المؤشرات لا تنبئ بخير
هنا حضرت نفسي للعاصفة
هنا أيقنت بأني أودعه
هنا أنا أبقيته في أمان الله ورعايته...

دجى الليل 09-15-2020 12:09 PM

ما شاء الله عليج يا كتف والله رائعه في السرد ربي يحفظج ويحميج ياربي يكووون فيصل بخير وسلطان يمده ربي بقوه من عنده

كتف ثالثه 09-16-2020 05:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دجى الليل (المشاركة 3790927)
ما شاء الله عليج يا كتف والله رائعه في السرد ربي يحفظج ويحميج ياربي يكووون فيصل بخير وسلطان يمده ربي بقوه من عنده


مباركة أنتِ يا دجي الليل
ممتنة لعطاؤك و متابعتك..


الساعة الآن 07:54 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية