منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   سجل حظورك بــ قصـــــة .... مُتجدد (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=51583)

عازفة القيثار 09-18-2015 02:57 PM

لشاهد الأبكم

عازفة القيثار 09-18-2015 02:57 PM

جريمة في الزقاق

عازفة القيثار 09-18-2015 02:57 PM

موعد مع الموت

عازفة القيثار 09-18-2015 02:57 PM

السروة الحزينة

عازفة القيثار 09-18-2015 03:00 PM

انتقام العدالة

همس♥ 12-13-2015 10:36 AM

الالقيطه

RioO 10-19-2016 03:22 AM

و كان الليل هادء في ضجة افكاري به

نبضها حربي 10-24-2016 09:39 PM

هذا الحب

نبضها حربي 10-24-2016 09:39 PM

الحب سيأتي يوماً

نبضها حربي 10-24-2016 09:40 PM

بين القصرين

ورده 11-06-2016 11:40 PM

طررح يفوق آلجمآل ,
كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لقلبك السعآده والفـرح ..

إرتواء نبض 12-13-2016 11:16 PM

معشوقتي يتيمه

إرتواء نبض 12-13-2016 11:17 PM

للحب شعور

إرتواء نبض 12-20-2016 12:28 AM

اغنية الموت

إرتواء نبض 12-20-2016 12:28 AM

زمن الضباع

إرتواء نبض 12-20-2016 12:29 AM

مدرسه الحريه

جنــــون 01-26-2017 07:27 AM

أكتب لكِ هذه الرسالةِ، فإذا لم تصلكِ أخبريني، لكي أرسلها لكِ مرة أخرى.
أنا اكتب لكِ ببطء لأنني أعرف أنكِ لا تجيدين القرأة بسرعة.
هذه الرسالة سوف ارسلها مع اخوك تحسين وهو الان نائم لذا سأضعها في جيبه حتى لا انساها وانت تعرفي اخاك فهو ينسى كثيرا لذا فاذا نسي ان يعطيك اياها مدي يدك في جيبه الايمن وخذيها
إن الطقس هنا رائع، لم تتساقط الأمطار الاسبوع الماضي الا مرتين فقط، المرة الأولى استمر المطر ثلاثة أيام متواصلة، والمرة الثانية 4 أيام.
بالنسبة للمعطف الذي تودين ان ارسله لك سيكلف كثيرا في الشحن ، لان ازرارة ثقيلة جدا لذا قُمتِ بنزع الأزرار ووضعتها في أحد جيوب المعطف
بالمناسبة فان والدكِ وجد عملا بعد طول انتظار.. وهو مسؤول عن ما يقارب 500 شخص! تصوري؟! نعم هذاحقيقي.. فهو يقوم بتنظيف الأعشاب عن القبور.
أُختكِ منى حامل ولكننا لا نعرف حتى الآن جنس المولود، لذلك فلن يكون بإمكاني إخباركِ إذا كنتِ ستصبحين خالة أوعمّة! .. وإذا رُزِقَت بطفلة فسوف تسميها على اسمي... هذه أول مرة اسمع فيها أحد يسمي ابنته ماما!!
ذهبنا مع أخوكِ رائد الى لبنان الا ان اخاك وقع في مشكلة كبيرة.. فقد اقفل سيارته والمفاتيح بداخلها، واضطر للعودة الى حمص ليجلب المفتاح الآخر.. لكي يخرجنا من داخل السيارة .
مع حبي.. أمك الحنونة
ملحوظة:
أردتُ أن أضع لكِ بعض النقود في المُغلّف، لكني مع الأسف تذكرت ذلك بعد أن أغلقته

جنــــون 01-30-2017 07:21 AM

قول صاحب القصة، وهو من أهل المدينة النبوية: أنا شاب في السابعةوالثلاثين من عمري، متزوج، ولي أولاد. ارتكبتُ كل ما حرم الله من الموبقات. أماالصلاة فكنت لا أؤديها مع الجماعة إلا في المناسبات فقط مجاملة للآخرين، والسبب أنيكنت أصاحب الأشرار والمشعوذين، فكان الشيطان ملازماً لي في أكثر الأوقات.

كان لي ولد في السابعة من عمره، اسمه مروان، أصم أبكم، لكنه كان قد رضع الإيمان من ثدي أمه المؤمنة.

كنت ذات ليلة أنا و ابني مروان في البيت، كنت أخطط ماذا سأفعل أنا والأصحاب، وأين سنذهب. كان الوقت بعد صلاة المغرب، فإذا ابني مروان يكلمني (بالإشارات المفهومة بيني وبينه) ويشير لي: لماذا يا أبتِ لا تصلي؟! ثم أخذ يرفع يده إلى السماء، ويهددني بأن الله يراك. وكان ابني في بعض الأحيان يراني وأنا أفعل بعض المنكرات، فتعجبتُ من قوله. وأخذ ابني يبكي أمامي، فأخذته إلى جانبي لكنه هرب مني، وبعد فترة قصيرة ذهب إلى صنبور الماء وتوضأ، وكان لا يحسن الوضوء لكنه تعلم ذلك من أمه التي كانت تنصحني كثيراً ولكن دون فائدة، وكانت من حفظة كتاب الله. ثم دخل عليّ ابني الأصم الأبكم، وأشار إليّ أن انتظر قليلاً…فإذا به يصلي أمامي، ثم قام بعد ذلك و أحضر المصحف الشريف ووضعه أمامه وفتحه مباشرة دون أن يقلب الأوراق، ووضع إصبعه على هذه الآية من سورة مريم: { ياأبت إني أخاف أن يمسَّـك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليّــاً}

ثم أجهش بالبكاء، وبكيت معه طويلاً، فقام ومسح الدمع من عيني، ثم قبل رأسي ويدي، وقال لي بالإشارة المتبادلة بيني وبينه ما معناه: صلِّ يا والدي قبل أن توضع في التراب،وتكون رهين العذاب...و كنت – و الله العظيم – في دهشة وخوف لا يعلمه إلا الله، فقمت على الفور بإضاءة أنوار البيت جميعها، وكان ابني مروان يلاحقني من غرفة إلى غرفة، وينظر إليّ باستغراب، وقال لي: دع الأنوار، وهيا إلى المسجد الكبير – ويقصد الحرم النبوي الشريف – فقلت له: بل نذهب إلى المسجد المجاور لمنزلنا. فأبى إلا الحرم النبوي الشريف، فأخذته إلى هناك، وأنا في خوف شديد، وكانت نظراته لا تفارقني البته...

ودخلنا الروضة الشريفة، وكانت مليئة بالناس، وأقيم لصلاة العشاء، وإذا بإمام الحرم يقرأ من قول الله تعالى: { يا أيهاالذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا} [النور:21]

فلم أتمالك نفسي من البكاء، و مروان بجانبي يبكي لبكائي، وفي أثناء الصلاة أخرج مروان من جيبه منديلاً ومسح به دموعي، وبعد انتهاء الصلاة ظللتُ أبكي وهو يمسح دموعي، حتى أنني جلست في الحرم مدة ساعة كاملة،حتى قال لي ابني مروان: خلاص يا أبي، لا تخف....فقد خاف علي من شدة البكاء .

وعدنا إلى المنزل، فكانت هذه الليلة من أعظم الليالي عندي، إذ ولدتُ فيها من جديد. وحضرتْ زوجتي، وحضر أولادي، فأخذوا يبكون جميعاً وهم لا يعلمون شيئاً مما حدث، فقال لهم مروان: أبي صلى في الحرم. ففرحتْ زوجتي بهذا الخبر إذ هو ثمرة تربيتها الحسنة، وقصصتُ عليها ما جرى بيني وبين مروان، وقلتُ لها: أسألك بالله، هل أنت أوعزتِ له أن يفتح المصحف على تلك الآية؟ فأقسمتْ بالله ثلاثاً أنها ما فعلتْ. ثم قالت لي: احمد الله على هذه الهداية. وكانت تلك الليلة من أروع الليالي. وأنا الآن – ولله الحمد – لا تفوتني صلاة الجماعة في المسجد، وقد هجرت رفقاء السوء جميعاً، وذقت طعم الإيمان...فلو رأيتَني لعرفتَ ذلك من وجهي . كما أصبحتُ أعيش في سعادة غامرة وحب وتفاهم مع زوجتي وأولادي وخاصة ابني مروان الأصم الأبكم الذي أحببته كثيراً ، كيف لا وقد كانت هدايتي على يديه بعد الله تعالى .

جنــــون 01-30-2017 07:22 AM

قصة الحب الأعمى







فى قديم الزمان
حيث لم يكن على الأرض بشر بعد



كانت الفضائل والرذائل , تطوف العالم معا



وتشعر بالملل الشديد
ذات يوم وكحل لمشكلة الملل المستعصية اقترح الإبداع لعبة وأسماها الأستغماية أو الغميمة



أحب الجميع الفكرة







والكل بدأ يصرخ : أريد أنا ان أبدأ .. أريد انا أن أبدأ



الجنون قال :- أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العدوأنتم عليكم مباشرة الأختفاء



ثم أنه اتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأواحد , اثنين , ثلاثة



وبدأت الفضائل والرذائل بالأختباء



وجدت الرقه مكانا لنفسها فوق القمر



وأخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة



وذهب الولع بين الغيوم



ومضى الشوق الى باطن الأرض



الكذب قال بصوت عال :- سأخفي نفسي تحت الحجارة ثم توجه لقعر البحيرة



واستمر الجنون :- تسعة وسبعون , ثمانون , واحد وثمانون



خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها



ماعدا الحب



كعادته لم يكن صاحب قرار وبالتالي لم يقرر أين يختفي وهذا غير مفاجيء لأحد , فنحن نعلم كم هو صعب اخفاء الحب



تابع الجنون :- خمسة وتسعون , ستة وتسعون , سبعة وتسعون وعندما وصل الجنون في تعداده الى :- المائة



قفز الحب وسط أجمة من الورد واختفى بداخلها



فتح الجنون عينيه وبدأ البحث صائحا :- أنا آت إليكم , أنا آت إليكم



كان الكسل أول من أنكشف لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه



ثم ظهرت الرقه المختفية في القمر



وبعدها خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس



واشار الجنون على الشوق ان يرجع من باطن الأرض



الجنون وجدهم جميعا واحدا بعد الآخر



ماعدا الحب



كاد يصاب بالأحباط واليأس في بحثه عن الحب



واقترب الحسد من الجنون , حين اقترب منه الحسد همس في أذن الجنون قال :- الحب مختفيا بين شجيرة الورد



إلتقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب



ظهر الحب من تحت شجيرة الورد وهو يحجب عينيه بيديه والدم يقطر من بين أصابعه



صاح الجنون نادما :- يا إلهي ماذا فعلت بيك ؟لقد افقدتك بصرك



ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟
أجابه الحب :- لن تستطيع إعادة النظر لي , لكن لازال هناك ما تستطيع فعله لأجلي
(كن دليلي)



وهذا ماحصل من يومها







يمضي الحب الأعمى يقوده الجنون

جنــــون 02-03-2017 11:30 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



القادمون من المستقبل
(من قصص الخيال العلمي)


بقلم الكاتب: د. طالب عمران

كان يقطع الطريق بسيارته، وقد بدأ الغروب يلقي شيئاً من ظلاله المعتمة على الأشجار والتلال الصغيرة وقد شعر بالانقباض وهو يتأمل الطريق الملتوي أمامه يطيع مع الظلال ولا يرى له نهاية..‏
شرد يفكر بحياته، وقد زادته الوحشة اكتئاباً ولا أثر لسيارة عابرة أو لمخلوق يتحرك حوله.. كان يعمل في الجامعة أستاذاً لمادة التاريخ، ويعاني كثيراً في السنوات الأخيرة وهو يشهد الكوارث والمآسي وطغيان دولة متجبرة عظمى، يتحكم فيها مجموعة من الحمقى الذين كأنهم قرروا دمار العالم..‏
كان حدث الحادي عشر من الشهر التاسع، قد قلب كل شيء في العالم، وأصبح الإنسان تحت رحمة حصار متنوّع طال حتى أحلامه وأمانيه..‏
تزوج مرّة واحدة في حياته، ولم يكن زواجاً موفقاً تحكّم أهلها بها، لدرجة أنها كانت تأخذ رأي أختها بنوعية الأكل الذي تعده لـه.. وظلت الفجوة بينهما تكبر حتى صحت يوماً على قراره بالانفصال عنها..‏
ودون أن تدرك خطورة الأمر، تعاونت وأخواتها وأهلها، للسطو على كل ما يملكه، حتى غدا لا يملك شيئاً، تسلطت على البيت والسيارة والمكتبة التي كانت ملجأ الأمان عنده..‏
ونصحه أصدقاؤه بالسفر إلى دولة خليجيّة لترميم وضعه المادي، وحين عاد بعد أربع سنوات، بدأ يحاول تكوين حياته من جديد.. وكثرت العيون التي تراقبه، وتحثه على الزواج من جديد.. ولكنه كان يرفض الفكرة.. وجد أن العالم تغيّر.. وعرف أن زوجته السابقة، لم تتزوج من جديد، وأن الحزن أصابها، والندم أصبح هذياناً عندها، وقد راجعت حياتها معه فلم تجد سوى الطيبة والحنان والصبر..‏
شاركها أخواتها في بعض ما سلبته منه، ثم تركوها تجتر أحزانها وذكرياتها دون أن يتقدم أحد للزواج منها من جديد..‏
كانت قد باعت كتب المكتبة ـ بنصيحة من أختها الكبرى ـ لتأجر كتب، يوزع كتبه لبيعها على أرصفة الشوارع، ومن بينها كتبه التي ألفها وكانت تلقى رواجاً لدى القراء.. فبدأت تحاول أن تدخل في دائرة القراءة، وساومت تاجر الكتب على استرجاع الكتب التي باعتها بثمن بخس..‏
وأين لتأجر لا يهتم سوى بالمال، أن يدلها على الكتب التي وزعها، وهو لا يعرف عناوينها ولا كتابّها.. ولكنه تظاهر بمعرفته لها، وبدأ يبيعها كتباً متنوعة زعم أنها كانت في المكتبة، ورأت نفسها بعد زمن قصير تملأ واجهات المكتبة الفارغة بعناوين وبكتب عن التاريخ والعلم والدين..‏
كان عامر يتذكر كل ذلك، دون أن يشعر بالشفقة والرثاء لها، رغم كل التغيير الذي طرأ عليها، فلم يكن يرغب بإعادتها، وقد شعر يوماً أنها تدمره من الداخل, وتقوّض إنسانيته بتصرفاتها وأنانيتها المرعبة..‏
أوصلوا له كل تلك المعلومات عنها، على أمل أن يعيد حساباته، لإعادتها ولكنه كان مدمناً على اليأس في زمن مظلم يعمّ الكوكب برمته..‏
بدأت العتمة تغمر المكان، فأشعل مصابيح السيارة وزاد من سرعة السيارة التي بدأت تدخل طريقاً منبسطاً واسعاً على طرف مدينة صغيرة، ارتبط اسمها باسم أحد ملوك العرب من قديم..‏
اجتاز المدينة الصغيرة بأضوائها الخافتة، ولم يرغب بالاستراحة فأمامه أكثر من ساعة للوصول إلى البلدة الصغيرة التي يقصدها على أطراف البادية..‏
وبعد عدّة كيلو مترات من البلدة، كشفت لـه أضواء المصابيح وجود أشباح تتمايل على الطريق أمامه.. ثم اختفت فجأة.. خفّف من سرعته وتابع طريقه..‏
وفجأة خرج رجل بلباس غريب، يتمايل ثم سقط وسط الطريق.. أوقف عامر سيارته على بعد خطوات منه، وترك محركها دائراً وأضواء المصابيح تكشف لـه كل شيء.. باتساع رقعة الإضاءة.. اقترب من الرجل بحذر، كان منكفئاً على بطنه، قلبه على ظهره، فرأى وجهاً لكهل بلحية قصيرة بيضاء.. يطلق تمتمات غير مفهومة.. وهو يتأوّه متألّماً..‏
ـ ما بك يا عمّ؟ ما الذي أصابك؟‏
ـ آه.. أنا.. أموت.. أموت.. آه..‏
ـ هل أنقلك إلى المستشفى؟ أنت مريض؟ ما بك؟‏
ردّد: أنا.. أنا.. آه..‏
شعر أنّه بحاجة لمساعدة بدت لـه حالته سيئة.. سمع نهيق حمار.. كان لأحد القرويين الذي توقّف إلى جانبه..‏
ـ خير؟ هل صدمته بالسيارة؟‏
ـ لا.. لا.. رأيته أمامي على الطريق..‏
قال الرجل: ـ سأربط الحمار بهذه الشجرة القصيرة وآتي إليك..‏
ـ حالته تسوء، إنه يرتعش..‏
ـ ما هذا اللباس الذي يرتدي؟‏
ـ أتعرفه.؟ دقق في وجهه جيداً..‏
ـ لا.. لم أره في حياتي، بالتأكيد هو ليس من بلدتنا..‏
ـ أرجوك ساعدني لأمدده في السيارة وننقله إلى المستشفى، عندكم مستشفى بالتأكيد؟‏
ـ لا.. مع الأسف.. لدينا مستوصف، لا يداوم فيه الطبيب سوى في الصباح، ولكن قد يستقبل الحالات الطارئة، إذا أحضر الطبيب والممرضة والعامل الصحي في بيوتهم..‏
ـ أتعرف بيت الطبيب؟‏
ـ نعم.. إنه في وسط البلدة، في الشارع الرئيسي نفسه.. هناك يافطة باسمه، اسمه الدكتور (سمير)..‏
ـ هل سترافقني إلى هناك؟‏
ـ وماذا أفعل بالحمار، ربما تفترسه الوحوش.. وهو يحمل على ظهره خرجاً فيه خضراوات وفواكه..‏
ـ لا بأس.. سأحاول الوصول إلى بيت الطبيب..‏
ـ قد ألحق بك بعد أن أوصل الحمار إلى بيتي..‏
انطلق الدكتور عامر بسيارته عائداً في اتجاه البلدة، والكهل الغريب يرتعش وهو يتأوّه في المقعد الخلفي للسيارة..‏
كان يسير ببطء وقد بدأ بدخول البلدة، وهو يدقق في اليافطات من حوله، حتى لمح يافطة الطبيب.. فأوقف السيارة قرب البيت.. وأطلق زمور السيارة عسى أن يخرج أحد لمساعدته.. وفعلاً خرج له رجل من إحدى الزوايا..‏

انطلق الدكتور عامر بسيارته عائداً في اتجاه البلدة، والكهل الغريب يرتعش وهو يتأوّه في المقعد الخلفي للسيارة..‏
كان يسير ببطء وقد بدأ بدخول البلدة، وهو يدقق في اليافطات من حوله، حتى لمح يافطة الطبيب.. فأوقف السيارة قرب البيت.. وأطلق زمور السيارة عسى أن يخرج أحد لمساعدته.. وفعلاً خرج له رجل من إحدى الزوايا..‏
ـ خير؟ لماذا تطلق هذا الزمور بهذا التتابع؟‏
ـ أرجوك لدي رجل يحتضر، أريد أن تساعدني لنقله إلى منزل الطبيب..‏
ـ الطبيب ليس هنا، لقد انطلق بسيارته قبل نحو الساعة في اتجاه بلدة (القرينة)، هناك حالة إسعاف أيضاً..‏
ـ وماذا سأفعل الآن؟ الرجل يموت..‏
ـ قريبك؟‏
ـ لا.. صادفته ملقى على الطريق.. لا أعرف عنه شيئاً..‏
ـ يعني لم تصدمه بسيارتك؟‏
ـ نعم.. بالتأكيد لم أصدمه..‏
ـ يبدو زيه غريباً عن زيّ منطقتنا..‏
ـ أرجوك ساعدني، قد ننقذ حياة الرجل.. ربما ساعدتنا الممرضة في إسعافه..‏
ـ الممرضة العاملة في المستوصف، الطبيب اصطحبها معه.. من الأفضل أن تأخذه لمخفر الشرطة القريب.. هم سيتولون نقله والعناية بإسعافه.. لديهم أكثر من سيارة..‏
ـ أيمكن مرافقتي إلى هناك.؟ قد أحتاج لمساعدة..‏
ـ المخفر أمامك على بعد (300) متر.. ثم ما أدراني أنك لم تصدم الرجل بسيارتك.. أنا لم أرك من قبل، قد يموت الرجل، دون أن يصرّح بشيء، أي شيء لديك شهود.. عن إذنك..‏
شعر عامر بالقهر، وقد ابتعد عنه الرجل، فأغلق باب السيارة واتجه صوب مخفر الشرطة ولم يعد بعيداً بالفعل.. كان هناك شرطي يقف بالباب..‏
أوقف السيارة وحكى له ما جرى معه، وكيف لم يعثر على الطبيب لإسعاف الكهل.. وكيف دلّه أحد الناس لينقل الرجل إلى المخفر..‏
أدخله الشرطي إلى داخل المخفر، كان هناك أحد المساعدين يجلس خلف مكتب وهو يسجل بعض الملاحظات ويشرب الشاي..‏
ـ سيدي، هذا الرجل أحضر رجلاً مصاباً، ربما صدمه بسيارته، يبدو أن حالته خطرة.. لم يعثر على طبيب المستوصف الذي خرج لإسعاف مريض في قرية (القرينة)..‏
ـ كيف صدمته بالسيارة؟‏
ـ لم أصدمه بالسيارة، وجدته ملقىً على الطريق، ثم ليس به أي أثر أو خدش يدل على أنني صدمته.. أنا لا أكذب يا سيدي.. أنا أستاذ في الجامعة واسمي معروف للناس..‏
ـ بطاقة هويتك لو سمحت.‏
ـ تفضل.. هذه هي الهويّة، وهذه هي بطاقتي الجامعيّة..‏
ـ الدكتور عامر.. تفضل اجلس..‏
ـ ليس لديّ وقت أرجوك.. أنا مسافر إلى بلدة تبعد عن هنا نحو ساعة ونصف والدي حالته خطيرة، وأنا الابن الأكبر له..‏
ـ سننتظر حتى يعود الطبيب ويقرر نوع إصابته، ثم نقرر السماح لك بالذهاب, أو الاحتفاظ بك للتحقيق، خاصة إذا ثبت أنك صدمته..‏
ـ أرجوك يا سيدي.. خذ كل ما أحمله من بطاقات (هوية ـ شهادة سواقة ـ دفتر توفير..) وأعدك أنني سأعود غداً بعد أن اطمئن على والدي..‏
ـ أنا آسف.. هه.. تعاونوا في نقل المصاب إلى هنا..‏
لبّى رجال الشرطة الواقفون طلب مساعد الضابط: ـ في الحال يا سيدي..‏
ـ أليس من ضابط مسؤول هنا؟.‏
ـ المقدّم حسن في بيته. سيأتي بعد قليل..‏
ـ أرجو أن لا يتأخر..‏
ـ المقدّم حسن، شديد التمسك بالقوانين ربما ألقاك في السجن..‏
ـ ولماذا؟ لأنني رأيت رجلاً مريضاً قررت إسعافه؟ هذا غير منطقي أنا لم أرتكب جرماً..‏
أحضره رجال الشرطة من الخارج نظر إليه المساعد بعمق متسائلاً:‏
ـ أليس من دماء على ثيابه أو في رأسه نتيجة إصابته..‏
ـ لا يا سدي.. ثم أن ثيابه نظيفة..‏
ـ إنه يتأوّه.. لم يمت بعد.. هذا لصالحك يا دكتور..‏
فتح الرجل عينيه طويلاً ونظر حوله مستغرباً ثم عاد لإغماضهما..‏
ـ هل تكلم.؟‏
ـ لا يا سيدي.. لم يتكلم..‏
ـ يا عمّ.. أتسمعني؟ أرجوك.. إن كنت تملك القوة للكلام تحدّث إلينا..‏
تأوّه الغريب: آه.. أنا أموت.. أموت.. ليتني لم أجرّب تلك الطريقة..‏
ـ هه.. أنت في وعيك.. ماذا حدث لك؟‏
ـ آه.. ماذا أفعل؟ آه.. أنا أموت.. ما زلت أشعر بدوار..‏
قال عامر متوسّلاً: ـ أرجوك يا عم، قل لهم هنا أنني لم أصدمك بسيارتي.. سيسجونني.. أنا متعجل للذهاب إلى بلدتي.. والدي في حالة خطرة..‏
ـ آه.. من أنت؟ أنا لا أعرفك..‏
ـ وأنا لا أعرف عنك شيئاً.. قل لهم أنني لم أصدمك بالسيارة..‏
ـ سيارة؟ أية سيارة؟ أنا لا أعرفك..‏
سأله المساعد: ـ هل أصبت لأن هذا الرجل صدمك بسيارته؟ أجب عن هذا السؤال..‏
ـ أنا لا أعرفه.. هو لم يضرّني بشيء..‏
ـ أنت مريض من إصابتك بالسيارة؟ أم أنك مريض من شيء آخر؟‏
ـ ليس للرجل علاقة بمرضي.. أرجوك اتركني أستريح أنا متعب..‏
ردّد عامر: ـ أسمعت؟ لم أصدمه.. هل يمكنني أن أذهب الآن.. أرجوك..‏
ـ لا بأس.. اترك عنوانك ورقم هاتفك.. وسأحتفظ بصورة الهوية.. قد تطرأ تطورات على الموضوع..‏
ـ كما تشاء.. سأكتب لك عنواني بالتفصيل..‏
ـ أعتقد أنه من الضروري أن تعود بعد الاطمئنان على والدك.. إلى هنا، لإكمال المحضر.. هل سجّلت ما قال في الضبط يا سميح؟ الضبط‏
ـ دقائق وأنتهي يا سيّدي..‏
خرج عامر من المخفر، وقد تزاحمت في رأسه الأسئلة عن ذلك الكهل الغريب وإصابته، وتلك الطريقة التي ذكر أنه جرّبها دون أن يوضح ذلك.. لا ريب أن أسراراً كثيرة وراءه.. ولكن لا وقت لدى عامر للاهتمام بهذه الحالة الآن.. عليه أن يصل بلدته ويطمئن على والده..‏
انطلق بسيارته خارجاً من البلدة، ولحظ أن هناك أفراداً من أهالي البلدة وربما من القرى المجاورة، يتمشون على الطريق.. هكذا اعتقد في البداية..‏
وأشارت إليه امرأة عجوز ومعها فتاة شابة.. لم يرغب بالتوقف، كان متأخراً بسبب ما أضاعه من وقت.. ولكن مظاهر الحزن التي لمحها على الفتاة رغم قلة الإضاءة وسرعة حركته، جعلته يتوقف ويعود القهقرى إليهما.. قالت العجوز:‏
ـ ادخلي يا هادية بسرعة..‏
ـ حسناً يا أمي..‏
ـ لا تؤاخذنا يا بني، لم نجد سيارة على هذا الطريق سواك..‏
إلى أين تقصدان.؟‏
ـ إلى البلدة المجاورة للجبل الصغير على بعد نحو (20) كيلو متراً.. أرجو أن لا يكون مقصدك مكاناً أقرب من ذلك؟‏
ـ لا.. البلدة التي تقصدانها في طريقي..‏
ردّدت الصبيّة باستغراب: ـ إنه زمن مختلف يا أمي، قلت لك لن نعثر عليه..‏
ـ ولكننا حددنا بالجهاز المكان الذي سقط فيه بدقة.. ربما ذهب إلى البلدة المجاورة أو ربما عاد..‏
ـ عاد؟ لا أعتقد ذلك..‏
ـ والدك عنيد، يريد أن يتعرّف على هذا الزمان، والوثائق والكتب تؤكد أنه زمن صعب مرّت به الإنسانية.‏
ـ إنه مؤرخ، والزمن بالنسبة له مفتاح الفكر والإبداع والأسرار..‏
شعر عامر بفضول غريب فسأل العجوز: ـ آسف يا خالة، إن تطفلت على حديثكما.. ولكن عمّاذا تتحدثان؟ أتبحثان عن شخص اختفى عنكما؟ كأنني سمعت أنه زوجك ووالد ابنتك؟‏
ـ زوجي، خرج على غير هدى.. ولا نعلم أين هو الآن..‏
قالت الصبيّة: ـ أو ربما عاد إلى البيت وهو ما نرجوه..‏
ـ أيمكن أن تصفي لي شكله ولباسه؟ أرى أنكما ترتديان لباساً غريباً أيضاً..‏
أقصد غريباً عن أزياء هذه المناطق؟‏
قالت بارتباك: آه.. نعم.. قليلاً.. أزياء بلدتنا تختلف عن أزياء هذه المناطق..‏
قالت الصبيّة: ـ والدي متوسط القامة، نحيف البنية، يضع على رأسه قبعة نصف كروية، وحولها شال رقيق أبيض اللون.. له لحية بيضاء قصيرة..‏
أوقف السيّارة فجأة وهو يردّد بذهول ـ قبل نحو الساعة عثرت على رجل بهذه المواصفات حاولت إسعافه، لم أجد طبيباً، ثم نقلته إلى مخفر الشرطة..‏
قالت العجوز بلهفة: ـ ماذا تقول؟ كيف كانت حالته؟ هل هي خطيرة إلى هذه الدرجة؟‏
ـ لا.. إنه بخير وتحدّث معي.. وهو الآن في المخفر..‏
ـ أرجوك يا بني، أوصلنا إلى هناك.. أنا خائفة عليه، ليس وضعه الصحي مطمئناً إذن؟‏
ـ يا إلهي، مزيد من التأخير أيضاً.. سأوصلكما إلى المخفر وأنزلكما وأعود لمتابعة طريقي..‏
انعطف بسيارته عائداً وهو يحمل العجوز وابنتها، منطلقاً صوب المخفر.. عادت مشاهد الأشباح، تطالعه حول الطريق.. وتأوهات العجوز وابنتها، وهما تشعرانه بقلقهما الكبير على ذلك الكهل الغريب..‏
وصل المخفر، وأشار إليهما أن تنزلا.. وهو يشعر بفضول غريب لمعرفة قصة ذلك الكهل وزوجته وابنته.. وهم من أهالي البلدة المجاورة للبلدة الصغيرة قرب الجبل الصغير على الطريق إلى قريته، كما ذكرتا..‏
نزلتا ملهوفتين وقد اجتازتا باب المخفر دون أن تأبها لصرخات الشرطي الواقف أمام الباب.. ودون أن يدري وجد عامر نفسه يهبط من السيارة داخلاً خلفهما؟‏

نزلتا ملهوفتين وقد اجتازتا باب المخفر دون أن تأبها لصرخات الشرطي الواقف أمام الباب.. ودون أن يدري وجد عامر نفسه يهبط من السيارة داخلاً خلفهما؟‏
ـ أين زوجي؟ أين أنت يا كامل؟‏
صرخ الشرطي بغضب: ـ إلى أين تندفعين هكذا؟ ماذا تريدين يا امرأة؟‏
ـ أبحث عن زوجي.. قيل لي أنه أحضر إلى هنا.. آه.. أين هو؟‏
قالت الصبيّة: لا أرى أحداً يا أمي. أين هو؟ أكّد ذلك الرجل أنه أحضره إلى هنا..‏
كان هناك ضابط في عقده الرابع يقف خلف مكتبه قال متفرّساً في القادمين:‏
ـ ذلك الكهل المخبول؟‏
ثمّ حدّق في عامر متسائلاً: ـ هه.. ومن أنت أيضاً؟‏
ـ أنا آسف يا سيدي.. أنا من أحضرته بسيارتي..‏
ـ هه.. أنت الدكتور عامر.. اجلسوا هنا.. يجب أن نفهم القضية..‏
حكى عامر القصة من جديد، وكثرت أسئلة الضابط للمرأة وابنتها حول الكهل ووضعه، وطلب منهما إثباتاً حول شخصيته، فلم يعثر على وثيقة معه.‏
وكأنما أسقط في يد المرأة.. ولم تدر بماذا تجيب.. وقد أحضر الكهل الذي اندفع يضمهما إليه بحنان..‏
ـ أليست لديكم أية وثائق عن شخصياتكم؟‏
قال عامر محاولاً التوسّط: ـ بلدتهم قريبة من الجبل الصغير على بعد نحو (25) كيلو متراً من هنا..‏
ـ كيف لم تحضري أيتها المرأة وثيقة معك؟ أمعقول أن يتجول الإنسان في الليل دون بطاقة هوية..؟‏
ـ آسفة.. خرجنا بسرعة..‏
همس عامر مستعطفاً: ـ إنهم قرويون، سذّج، ربما..‏
ـ هذا الكهل قروي ساذج؟ ماذا تقول يا دكتور؟ إنه يحكي بلغة متطوّرة، ويعرف كل شيء، رغم أنه يبدو مخبولاً.. صحيح أنا لم أفهم الكثير مما قاله. ولكنه داهية شديد الخبث..‏
ـ أرجوك يا سيدي, اسمح لنا بالخروج، هو والدي، وهذه والدتي نقسم لك.. لا نملك وثائق.. ربما للهفتنا في البحث عنه..‏
ـ وكيف خرج لوحده في هذا الليل؟‏
ـ إنه يشرد أحياناً، وأنا انتبه له دائماً، ويبدو أنه خرج في غفلة عني.. أرجوك يا سيدي..‏
ـ هل تكفلهم يا دكتور؟‏
قال عامر بارتباك: آه.. لا بأس.. أنا من عثرت عليهما أيضاً وهما تبحثان عنه كانتا ملهوفتين.. اضطررت لإحضارهما إلى هنا، رغم وقتي الحرج والدي في حالة خطيرة..‏
ـ قرأت المحضر.. لا بأس.. اكتبا اسميكما هنا ووقعّا، ووقع أنت يا دكتور بعدهما..‏
ما إن خرجوا من المخفر، حتى ضمته العجوز إلى صدرها شاكرة باكية.. أشار إليهم أن يدخلوا السيارة، فسيوصلهم (الكهل والزوجة والابنة) إلى تلك البلدة على الطريق، قرب الجيل الصغير..‏
أراد أن يتعرف على قصتهم، وقد توقع أنها قصة غير مألوفة..‏
أنت بخير يا عم؟ كانت حالتك تبدو شديدة الخطورة..‏
ـ نعم.. استعدت توازني بالتدريج.. ربما لم أكن دقيقاً في الدخول في ذلك الاختبار..‏
ـ أي اختبار؟ ولماذا تبدو أزياؤكم مختلفة؟ يقول الضابط أنك تتحدّث بلغة متطوّرة، وأنك داهية..‏
ـ ما كان يجب أن نعود إلى هذا الزمن يا أبي؟ ليس زمناً سهلاً..‏
ـ لا بأس يا هادية.. لم أبدأ رحلتي فيه بعد.. لماذا لحقتما بي؟ ما كان يجب أن تلحقا بي.. لديكما مهمّات كثيرة، كيف تركتماني؟‏
ـ قلقنا عليك.. وأخذنا إذناً من رئيس المركز..‏
ـ وماذا سنفعل معاً الآن؟ كيف نتعايش مع الواقع هنا..‏
ـ أنا أعرف الموقع الذي انطلقنا منه بالضبط، سنعود إلى هناك ونتحدث ونناقش الوضع..‏
قال عامر باستغراب: ـ أيمكن أن توضحوا لي شيئاً مما تقولون؟ أهناك صعوبات أمامكم؟ ثم من أنتم؟ وهل أنتم فعلاً من تلك القرية؟‏
ـ تبدو رجلاً مثقفاً.. هل نقول لك أننا في ورطة؟‏
أكّدت الصبيّة: ـ أعتقد أنه رجل موضع ثقة.. لقد اهتم بنا كثيراً وساعد والدي وساعدنا.. وأخذنا على مسؤوليته، لم لا نحكي له السر؟‏
ـ نحن بحاجة لمساعدة.. يجب أن نشرح له الموضوع.. هه.. اسمع يا بني..‏
ـ نعم يا عم.. بدأنا نقترب من البلدة قرب الجبل الصغير..‏
حكى الكهل قصته الغريبة وهم يقتربون من البلدة.. وشاركته زوجته وابنته في سرد التفاصيل..‏
كانت قصة غير مألوفة.. تتحدث عن زمن وجد فيه الناس أنفسهم في مجتمعات لا تعرف الابتسامة وليس سوى السواد والظلمة.‏
ـ إنها قصة طويلة يا بني..‏
هزّ رأسه بحزن وتابع يقول: ـ نحن من زمن يتقدم على زمنكم.. زمن ليس فيه سوى التقنيّة المتطورة والعلاقات الآلية بين الناس، لا روابط حقيقيّة تشد الناس بالعاطفة والحب، والتعاون والود..‏
زمن اختفت فيه الخضرة والغطاء النباتي، أو كادت.. وليس سوى شواهد القبور المنتشرة في كل مكان.. وأصبح اللون الأسود أو الرمادي هو الذي يغلب على المشاهد في كل مكان..‏
قالت الفتاة مؤكّدة: ـ والدي مختص بالأنتربولوجيا.. ربما كانت مسيرة حياته تختلف عن الآخرين..‏
تنهّد متابعاً حديثه: ـ هادية محقة.. ولدت في كهف، كان يعيش فيه أبي وأمي، بعيداً عن الاختلاط بالناس.. كان الكهف منعزلاً في منطقة حرجيّة وكنت في طفولتي أخرج منه وأتمشى بين الأحراج أشمّ عبق الأشجار والنباتات.. قالت لي أمي يوماً وكنت حينها في الثامنة من عمري..‏

***‏

"اسمع يا بني، ستتذكر كثيراً هذه السنوات، لأن خروجك من هذه المنطقة إلى صخب المدن ونفاياتها سيصيبك بالحسرة لزمن طويل.. حاول أن تعبّ من هواء هذه المنطقة وروائح نباتاتها، تشبّع بكل شيء هنا لن تراه أو تشعر به بعد الآن..".‏
شرد في البعيد وكأنّ حزناً أطبق عليه وقد ثقلت الذكريات:‏
ـ أحبّ أبي وأمي أن يعيشا بعيداً عن المدنيّة، وبصعوبة بالغة اختارا تلك المنطقة الحرجيّة، التي كانت على جبل صغير فيه بعض الماء وحوله ليس سوى الصحراء القاحلة غير المسكونة.. كانت أمي عندها تشعر بأعراض الحمل.. رتب والدي الكهف من الداخل، ووضع فيه محركاً كهربائياً صغيراً لضمان عمل الأدوات التي تستخدم جميعها، وهي تعمل على الطاقة الكهربائية..‏
سأله عامر: ـ ومن أين أحضر الوقود؟‏
ـ من مرايا عاكسة للطاقة الشمسيّة.. مصدر الطاقة البسيط المجاني والمتوفر بكثرة..‏
ـ هربا من صخب المدينة؟ ألم يكونا يعملان؟‏
ـ كانا في أحد مراكز البحوث العلمية الهامة.. وفي قسم "أبحاث الزمن".‏
ـ إذن تركا العمل وهربا ليعيشا في الكهف بعيداً عن مجتمعهما؟‏
ـ أرادا إنقاذي من مادية ذلك العصر، ماديته المجنونة، التي قتلت في الناس كل المشاعر..‏
قالت الزوجة مشجّعة له وقد لحظت شروده في البعيد: ـ يحتاج الأمر لبعض التفصيلات يا نواف..‏
ـ حسناً يا هيفاء جئنا من العام (2135).. لا تستغرب، قسوة العصر الذي عشنا فيه، كانت لا تصدّق. لا ترى سوى شواهد القبور من حولك، لا شجر، لا ماء، لا طير يزقزق فقط صحار مترامية الأطراف، وأكوام من النفايات المعدنية والبلاستيكية ومدافن آلات قديمة عفا عليها الزمن..‏
"حين استرجع بذاكرتي تلك الأيام الأولى من طفولتي وأتذكر نصائح والدي أن أعبّ من الهواء حولي، وأتأمل جو الخضرة في الجبل الحرجي الصغير.. أشعر أن اليأس قد أطبق على العالم، حتى لم يعد هناك مكان للضوء في آخر النفق.. لقد نجح والدي في الهرب والعزلة عن عالم المكننة والآلات عالم يخلو من العاطفة والمشاعر، الكل يعمل في خدمة الاستثمار العالمي، الذي استبعد الناس على الكوكب.. وفرض قيوداً حديدية ينشره للجلادين والمخبرين في كل مكان، حتى لم يعد للإنسان فرصة للاختلاء بنفسه والحلم..".‏
ـ حدثهم عن والديك يا عزيزي، وكيف استطاعا غرس الثقافة والوعي في وعيك.. تلك المنطقة المنعزلة علمتك الكثير..‏
ـ تفرّغت أمي لتعليمي التاريخ والجغرافيا والفلسفة والعلوم، وتفرّغ أبي لتعليمي الأتمتة.. وفي العاشرة من عمري بدأت ألحظ شيئاً غير عادي يحدث حولي.. وسمعت أبي وأمّي يتحدّثان عن ذلك:‏
ـ لم يبق سوى مساحة قليلة يا لهذا الزمن الغريب..‏
ـ آه.. يا إلهي.. كان وجود الخضرة في هذا الجبل الصغير استثناءاً.. ويبدو أننا سنشهد زواله..‏
ـ من أين أتت تلك الحشرات، لا أدري.. إنها تأكل بشراهة جذور النباتات، وبعدما تجف تبدأ بالتغذية عليها من جديد.. تصوري لم أستطع معرفة سرّ انحسار هذه النباتات.. حتى عثرت على تلك الحشرة الصغيرة إنها أشبه ببقّة صغيرة منتفخة، تتكاثر بأعداد مخيفة وتختفي تحت سطح الأرض حافرة أنفاقاً تلقي فيها بيوضها الصغيرة..‏
ـ أحضرت بعضها إلى المختبر، إنها بيوض صلبة استعصت على الأحماض والقلويات.. لم تتأثر بها..‏
ـ إنه عصر غريب لا تسيطر فيه سوى الزواحف والحشرات أتتذكرين قبل عشر سنوات؟ عندما جهزنا الكهف، وكنت على وشك الوضع؟ تلك الغزالة الصغيرة، دخلت إلينا هرباً من ذئب يطاردها..‏
ـ كان هناك بقايا حيوانات وكان الجبل ممتداً بخضرته حتى الوادي.. وحين ولد نواف اعتاد على وجود بعض الحيوانات حتى الزواحف الخطرة لم يَخَفْها.. ثم بدأت هذه الأنواع من الأحياء تتناقص بسرعة غريبة خلال سنوات قليلة لتحل محلها الحشرات..‏
ـ أتعلمين اكتشفت أن كل الخضرة على الجبل، بل البقايا من الخضرة بدأت تجف.. جفافاً أتى عليها جميعها..‏
ـ يا إلهي إذن وصلت تلك الحشرات الصغيرة إلى جميع جذورها.. ربما بعد أسابيع سنشهد اختفاءاً غريباً حتى لسوقها الجافة..‏
ـ قلبي على نواف قد يكون ذلك شديد القساوة عليه، أن يعيش في وسط صحراء جبليّة قاحلة..‏
ـ أنا لا آمن أن تجتاز تلك الحشرات شبكاتنا المكهربة لتصل إلى الداخل.. قد تأتي على كل شيء..‏
ـ فعلاً قد تأتي على المكتبة والكتب قبل أن يستطيع نواف قراءتها جميعها كما خططنا.. قالت أمّي بخوف: ـ نستطيع عندها الاعتماد على الأقراص، بواسطة الكومبيوتر المغلق...‏
قال أبي بخوف: ـ ولكن هذا قد يكشف مكاننا لأجهزة الأمن والإنذار..‏
تنهّدت بقلق: ـ يا إلهي، يبدو أننا سنواجه خطراً محتملاً....‏


لم أفهم سبب خوف أمي إلاّ بعد أن أتت الحشرات على الكتب، وعلى مستودع الثياب، والخشب، ولم يوقفها شيء.. رغم محاولات والديّ مقاومتها بكل أنواع المبيدات والصعق الكهربائي.. كانت بيوضها تقاوم شتّى أنواع الفتك مستعصية على التهتك.. وحين يحين موعد الفقس تخرج اليرقات نهمة شرهة لا يوقفها شيء.. وهكذا اضطر والدي لاستخدام الأقراص المدمجة لأطل من خلالها على عالم شبكة المعلومات.. وكنت في الثانية عشرة من عمري حين صحوت يوماً على وقع أحذية الجنود والرجال الآليين.. وقادتهم يصرخون:‏
ـ أغلقوا منافذ الكهف جيداً..‏
ارتاع أبي: ـ ماذا تريدون؟ من أنتم؟‏
قال أحدهم ويبدو أنه كان زعيمهم: ـ صورك موزعة في كل مكان، مع كل بث في الإنترنت.. أتعبتنا كثيراً.. يبدو أنّك داهية في تعاملك مع التقنيّة، بالصدفة استطعنا تحديد مكانك..‏
ثمّ صرخ برجاله الموزّعين:‏
ـ خذوا كل شيء موجود هنا، سيساعدنا في التحقيق..‏
توسّل أبي إليه: أرجوكم لا تكونوا قساة مع ابني، إنه صغير لم يتعرف بعد على عالمكم.. حتى أمه ليس لها ذنب بشيء..‏
قال بسخريّة: أمه؟ هي هاربة أيضاً.. مثلما هربت أنت..‏
خرجت من مخبئي صارخاً: ـ ابتعدوا عنهما، لم هذه القسوة؟‏
احتضنتني أمّي: ـ لا تخف يا بني، يجب أن تكون شجاعاً.. تذكّر ما علمتك ووالدك من دروس.. الهدوء في تقبل المفاجآت..‏
كان الآليون يرصدون كل شيء.. وبعضهم يردّد جملاً يدلّ بها على تنفيذه أوامر معيّنة:‏
ـ أفرغت.. كل الأقراص.. في ذاكرتي..‏
وكان أحد القادة يتابعهم: ـ أفرغ أيضاً ما في ذاكرة المعالجات الرقميّة هنا.. وعددها أربعة..‏
ـ سأفرغ المعالجات الرقميّة.. حالاً.. هل أدمرها.. بعد ذلك؟‏
ـ لا.. دع رفيقك يحمّلها في صندوق الشاحنة الطائرة مع بقيّة الأشياء الأخرى..‏
***‏
ودعتني أمي بالبكاء، ووالدي ينظر إلي نظرات حزينة.. ثم لم أرهما بعد ذلك.. أدخلوني في معهد أبحاث الزمن، وقد دهشوا لمقدرتي على الاستيعاب، وأصبحت في العشرين من عمري خبيراً متمرساً، ينظر لي الجميع بإكبار واحترام..‏
سأله عامر وهو يتابع القصّة بذهول: ـ وكيف كان المجتمع الذي تعيش فيه.. وهل استطعت نسيان أبويك بهذه السرعة, أم كنت تحاول الاتصال بهما؟‏
ـ آه.. وبماذا أخبرك يا بني.. كان كل شيء حولنا، صنعيّاً، حتى النباتات البلاستيكية.. التي وزعوا أصصها في مداخل المكاتب والمصانع.. وكان كل من يعمل معي لا يعرف الابتسامة، يتحرك كرقم.. كاميرات المراقبة في كل مكان تحصي الأنفاس، وتسجل كل حركة.. ومن يجلس في غرف المراقبة والمتابعة هم الآليون فقط، الذي لا يتعبون ولا يفرقون بين أحد..‏
عرفت عن طريق الدخول في شبكة الأمن، أن والديّ نفياً إلى مكان في الجنوب وكلفا بدراسة سبل الاستفادة من النفايات.. وأن الحصار المضروب عليهما وتعاملهما مع نفايات مشعّة قد جعل المرض يتسلل إليهما ليميتهما خلال أشهر.. لم أنسهما لحظة في حياتي.. ولن أنساهما ما حييت.. آه يا بني حين تعرفت على هيفاء شعرت أنني أستعيد إنسانيتي..‏
ـ آسف يا عم، بدأنا نقترب من القرية، ها هو الجبل الأخضر يبدو لنا..‏
ـ أنا أعرف المكان الذي خرجنا منه.. إنه في ذلك الاتجاه..‏
اتجه إلى الجبل الأخضر وهو يقول متوسّلاً:‏
ـ ولكني أرغب بسماع بقية القصة.. أرجوك يا سيدي..‏
تابع الكهل بعد أن صمت للحظات: ـ كانوا في قسم أبحاث الزمن يحاولون نقل المتبرعين إلى المستقبل، بعد يوم أو يومين، وتوصلوا إلى فترات لم تزد عن الستة أشهر.. كان المتبرعون يعودون بعدها‏
منهكين متعبين، تستنفر الأجهزة لتسجل ما شاهدوه في ذلك الزمن وما سمعوه وما عرفوه.. نقلة ليست هامة في القفز فوق الزمن..‏
ولكننّي اكتشفت أن العودة إلى الماضي، لا تحتاج لكل هذا الجهد الذي يحتاجه القفز إلى المستقبل, وكانت في ذهنك أفكار مرهقة، عن الأسباب التي أدت بالإنسانية إلى هذا الانهيار الشامل..‏
بدأت أقرأ الأقراص المدمجة، أتعرّف على العصور السابقة كما سجلتها الأقراص المدمجة.. كانت السجلاّت مكتوبة بعبارات جافة ليس فيها إحساس.. إنها مصاغة عن كتب المؤرخين لتقدم إحصاءات وبيانات ليست فيها مشاعر، حتى في وصف المذابح والكوارث، كان يكتفى بذكر عدد القتلى والجرحى..‏
وفيما بعد بدأت كل تلك الأقراص تدمج بأقراص أخرى تختصر الكثير من التاريخ..‏
ـ من الذي كان يسيطر على الكوكب؟ أمعقول أن تبقى القوة العظمى المسيطرة الآن، إلى ذلك التاريخ؟‏
قالت هيفاء الزوجة: ـ كان من أسباب مجيئ نواف إلى هذا الزمن دراسة الواقع الآن واستقصاءه ودراسة معطياته للوصول إلى نتائج قد تفيدنا في تفسير زماننا البعيد..‏
هزّ عامر رأسه متوسّلاً: ـ ليست مهمة سهلة.. ولكن كيف اخترت يا دكتور نواف هذا العام بالضبط؟‏
ـ التغييرات التي يشهدها بداية كل قرن قد تنبئ عن مسيرة الإنسان فيه لذلك اخترت السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، وخاصة السنين التي تبدأ فيها ألفية جديدة........ بدأنا نقترب من البلدة..‏
تابع كلامه موجّهاً عامر:‏
ـ هناك طريق فرعي يصعد إلى الجبل.. على اليسار..‏
ـ يبدو شديد الانحدار.. لا بأس.. لم تقل لي كيف وصلت إلى ذلك الطريق هناك، وبدوت وأنت تتمايل حتى سقطت في وسط الطريق؟‏
ـ لأنني كنت قلقاً وخائفاً وأنا في حجرة الزمن وحدي، وحولي كاميرات المراقبة ومجموعة من الناس الآليين.. لعل ذلك القلق جعلني أضغط وأنا أتعرض للأمواج، زرّاً غير مناسب في الآلة..‏
قالت هيفاء زوجته موضّحة: ـ رأينا الوقت والتاريخ فقفزنا إليه، متأكدين أننا سنخرج من نفس المكان الذي خرجت منه.. وبدأنا نبحث عنك حتى دلنا جهاز التتبع على مكانك.. ولكن الظلام خيّم وكنا خائفتين..‏
وأكملت هادية الابنة: ـ المهم عثر علينا الدكتور عامر.. الرجل الشهم المنفتح الذهن..‏
ـ وكيف لم يركم الآليون وكاميرات المراقبة..‏
قالت هيفاء: ـ أطلقت تلك الحزمة اللازريّة تشتت الأضواء، وتظهر لكاميرات المراقبة والآليين أن كل شيء طبيعي..‏
ردّد نوّاف منزعجاً: ـ حزمة اللازر بتكثيف كرات البث المجهرية؟ يا إلهي كيف لم أتذكرها..‏
سألته باستغراب: ألم تستخدمها؟‏
ـ لا.. وهذا ما جعلني اضطرب.. المهم ساعدنا الله لنتجمع ثانية بفضل هذا الرجل الشهم..‏
سألهم عامر: ـ هل ستظلون في هذا الزمن طويلاً؟‏
تنهّد نوّاف بقلق: ـ ربما لأيام.. أو لأسابيع..‏
ـ وكيف ستعودون؟‏
ـ لا تقلق علينا، لدينا الأجهزة اللازمة..‏
كان في ذهن عامر أن يسأل تلك الأسرة الصغيرة، أسئلة كثيرة عن زمنهم العجيب، وقد نمت في صدره رغبة ملحّة بالتعرف أكثر على هؤلاء الناس المتفوقين، الذي ما زال يراجع حكايتهم في داخله مستغرباً مدهوشاً.. تردّد قليلاً قبل أن يسأل نوّاف:‏
ـ هل كان والداك يعيشان في كهف في هذا الجبل الصغير؟ وما علاقته بمكان مركز أبحاث الزمن في عصركم؟‏
ـ عندما كبرت عرفت أن هيئة العلماء العليا للبحوث، اختارت هذا الجبل لبعده عن المدينة، ولكونه منعزلاً في الصحراء، وذلك لإتمام الأبحاث حول الزمن وإجراء التجارب بهدوء وسرية.. وأعتقد أن لوالديّ اللذين لم أسمع بهما بعد اعتقالهما، سبباً في اختيار هذا المكان، فبعد استجوابهما ـ كما يبدو ـ ضغطوا عليهما للعمل المرهق المستمر كتعويض عن سنوات الغياب التي غاباها.. ربما كان هذا ما جرى حقيقة..‏
ـ يعني هذا الجبل الصغير، سيتحول إلى كتلة قاحلة تغزوها الحشرات في زمنكم.. وسيشهد أحد كهوفه أحد أهم مراحل حياتك ووالدك ووالدتك؟‏
ـ حينما قدمت إليه لأول مرّة، كنت مذهولاً والذكريات تخرج مني بشكل آهات كانت تضغط على قلبي، تعذبني.. حتى انعزلت لساعتين أبكي ذكرياتي المرّة، أبكي والديّ اللذين فقدتهما، أبكي المكتبة والأشجار الحرجيّة، والكهف الذي شهد طفولتي وسعادتي ونشأتي..‏
قالت هادية: سنقضي فيه عدة أيام يا أبي، ولكن أين سنعيش؟ يبدو جبلاً خالياً من البشر..‏
ـ سأبحث عن الكهف الذي عشت فيه وسأعرفه.. أنا متأكد.. ولن نتعب في الحصول على المؤن والطعام..‏
اعترض عامر: ـ ولكنكم لا تملكون نقوداً، سأعطيكم بعض النقود لتتعاملوا بها مع الناس.. وسأحاول العودة إليكم لمساعدتكم في الدخول في أبحاثكم عن هذا العصر..‏
تركهم عامر مرغماً، قرب شجرة كبيرة على أمل أن يلقاهم فيما بعد، قرب تلك الشجرة، فيجب أن يظل، أحدهم قريباً من المكان، حتى يعود عامر.. فعامر هو مفتاح تعرفهم على العالم، وهذا ما أكد عليه..‏
عاد إلى الشارع الطويل، يشق بمصباحه الظلام وقد تأخر الوقت وهو حزين لأنه تركهم دون أشياء ضرورية للحياة، لم يستطع سوى مساعدتهم بمصباح كان يحتفظ به في السيارة للطوارئ وفراش وحصيرة وبضعة وسائل راحة.. ووسائد صغيرة..‏
وصمم أن يعود إليهم بعد أن يطمئن على والده.. وهكذا استمر يقود السيارة شارداً، حتى وصل مدينته المنعزلة على أطراف البادية.. وفجع حين استقبلته الوجوه الحزينة، تنعي له والده، الذي انتظر حضوره حتى آخر لحظة في حياته.. قالت أخته مواسية:‏
ـ لم يصمد طويلاً، رغم محاولات الأطباء..‏
أكملت عمّته: ـ رغم أنه كان ينتظر حضورك ليراك للمرة الأخيرة‏
ـ كان وضعه شديد الصعوبة، وأنت تأخرت كثيراً يا أخي..‏
سألته العمّة: ما الذي أخرك؟‏
ـ اتركيه يا عمّتي.. يبدو مهموماً حزيناً..‏
ـ آه.. معك حقّ يا ابنتي.. ربما حدث له في الطريق ما أخره.. تعال يا بني أتريد أن تلقي نظرة على والدك؟‏
أشارت العمّة لأخته لتنتبه لحالته:‏
ـ انظري إلى ذلك الخدش الذي على يده، ثم إن بنطاله يبدو متسخاً بالبقع والغبار.. لا بدّ وأنّه صادف بعض المتاعب على الطريق.. كوني إلى جانبه يا ابنتي..‏
ألقى نظرة على والده وهو يبكي وإلى جانبه أخته وهي تحاول أن تخفّف عنه.. وأخّرته الجنازة والعزاء أياماً.. وحين عاد بعد ذلك إلى المكان الذي أنزل فيه الغرباء، نزل من السيّارة وأخذ يبحث في الأنحاء، يدور بين الأشجار والأحراج والأراضي الزراعيّة دون كلل فلم ير أثراً.. رغم البحث المضني الذي استغرق ساعات..‏
وظل يذكر تلك الليلة وتلك المنطقة وتلك القصة الغريبة التي حدثت له، وجعلته يرى أناساً يأتون من رحم الغيب، لدراسة واقع إنساني سيتطور إلى واقع أشد ظلمة وقتامة.. وكلّما أتى عامر لزيارة قريته كان يتوقّف في تلك المنطقة ويبحث فيها علّه يعثر على أثر لتلك العائلة الّتي تركت في نفسه مشاعر إنسانيّة لا يمكن أن ينساها أبداً..‏

انتهت

جنــــون 02-09-2017 08:53 AM

في احدى البلاد العربية الـ22 كان هناك شابً عربيٌ متوقفاُ في وسط أكبر الأسواق المكتظة والمزدحمة , بدى غريباً عن الديار رغم اللغة العربية المشتركة , وكما تفعل معظم الشعوب العربية عادةً كان كل من حوله ينظرون إليه وإلى هيئته وملابسه البسيطة وغربته بنوعاً من الكبرياء والغرور والتعالي ويتهامسون فيما بينهم عمن هذا؟ ومن يكون؟ ومن أي أمصار العرب أتى؟ وماذا يفعل هنا؟ وماذا يريد؟

رغم أنه كان يتجنب النظر والألتفات إليهم وعدم الأحتكاك بهم لكنه يشعر بهم ويسمعُ تهامسهم ويرى نظراتهم التي تكادُ تأكله حنقـاً وكأنهم يرون عدواً أمامهم , قليـلاً قليـــلاً وسط كل تلك الحشود والجموع الغفيرة بدأت تنتابه حالة متناقضة بين الغضب والتوتر والخوف وفي موقف لا يُحسد عليه ونظراتهم وهمساتهم واستفزازتهم تتصاعد شيئا فـ شيئاً مع كل دقيقةً تمر ,

هم كثر وفي بلادهم وهو لا يستطيع أن يفعل لـهم شيء أو حتى النظر إليهم , فـ هو غريبٌ عن المكان وحيداً لا عشيرة لا أهل لا أصدقاء لا أحد , كان فقط بليغ اللسان أديباً يمتاز بالفصاحة وقوة الكلام , وبين هذا وذاك وكل الموقف والتوتر والأحتقان كان كـ من يسنُ السيوف ويشحذ سكاكينه عليهم .. فـ صاح فيهم خطيباً يقول :

قد لا تعرفوني أو لا تريدون , فـ ليكن أو لا يكون , أو حتى عساهُ يكون , فـ أنتم في عالمي لا أحد تكونون , أنتم نكرةً منبوذون , مجرد عالةً على المجتمع تعيشون , تحبون الذي تشاؤون , وتكرهون من تشاؤون , أكان غبياً قبيحاً مثلكم أو متعلماً مثقفاً عكسكم , فـ حينما يحترمكم أحدٌ تذلونه وتظنون أنفسكم شجعانً لا تهابون , وحينما يأتي من يتسلط عليكم هنــا تصمتون خائفون , وتبررون بإنكم مسالمون , في كلتا الحالتين أنتم حمقى مجتمعون , جميعكم جاهلون , كيف لا ونحن من أمةً على بعضهم يحقدون , فــ الأمم متقدمون ونحن في الخلف متأخرون , لقد جعلتم من القتلة والسفاحين أبطالاً محاربون , ولكن صدقوني أنتم على ذلك مجبرون , ليس ذكاءً منكم أو طيبةً بل مرغمون وبائسون , أخبروني خلاف ذلك أن كنتم تستطيعون , حدثوني لو تجرؤون , لكنكم لا تقدرون ,

عندما تنظرون إلي وإلى ما أقول تستمعون , فأنتم لا تشاهدونني بل أنفسكم في المرآة بقبحها وقذارتها تشاهدون , نحن أنانيون , ومع بعضنا وقحون , ومع العدو مهذبون , والجميع لا يفهمون , سفهاء الأمة مشهورون , بينما العلماء لـوحدهم تائهون , بين بعضكم بالألقاب تتنابزون وتتلاعنون وتتشاتمون , لغيركم الخطأ تنسبون , أحقادكم ومخاوفكم وغروركم وأنانيتكم كل شيئاً غيركم عنه مسؤولون , لا أدري , ربما حتى طيش أبناءكم على غير ابناءكم طيشهم ترمون , فـ الجميع يحاول أن يكون جميلً حتى لو دمر المقربون , أهذا ما لأجله تعيشون , أرجوكم , فـ ليخبرني أحدكم عكس ذلك أو أخرسوا ولا تتكلمون ,

اغبياء سطحيون , تصدقون كل ما تقرؤون وتسمعون , تصدقون الأكاذيب ولا تدرون , بئسـاً لكم ولما تشاهدون , فـ من يبكي ملاكٌ مسكين تظنون , ومن يضحك إبليسٌ لعين تعتقدون , تلك السخافات ترسخت في عقولكم وعلى هذه السخافات تعتمدون , وحينما يصارحكم أحداً بالحقيقة بما تجيبون , أنك عميل للشيطان أو كارهٌ أو أحد المتآمرون , اللعنة وعليكم من اللعن ما تستحقون , الا تستحون , الا تخجلون , مجتمعاً يعيش على التقاليد البالية وغيرنا إلى القمر مسافرون , الجديد تلبسون , الموضة بكل صرعاتها وصيحاتها ترتدون , تختبؤن خلف رادءكم فـ أصبحتم أرخص ثمناً مما ترتدون , ليته ذاك فحسب , بل ذهب وفضة ومجوهرات تقتنون , وأجهزة حديثة تشترون , هذا حقٌ مشروعً لكم وأنتم في هذا محقون , ولكن الا تتفاخرون , فـ لأجل ماذا الكبرياء إذاً أخبروني أم أنا أخبركم تريدون , لكي تقنعون أنفسكم بعكس ما أنتم به مقتنعون , لتتباهون أمام أصدقاءكم بما تملكون , فهذا أقصى ما إليه تطمحون , هذا الذي لأجله مبادئكم تبيعون , ولكن حينما يكون الداخلُ قبيحٌ فـ الظاهر لا يمكن جميلً أن يكون ,

تظنون أنفسكم ملائكةٌ طاهرون , ولكنكم في الحقيقة مع الشياطين متشابهون , أنظروا بداخلكم وخطأكم ستعرفون , من كان سبب بلاءكم ستكتشفون , من الذي تسبب بجهلكم ستعلمون , فـ تخلفكم أنتم عنه مسؤولون , فـ من يسرقكم له تبررون , من يتلاعب بكم له تتعذرون , من يغشكم له تتبسمون , ويحكم , حتى من أرتكب جرماً له أبواباً تفتحون , ثم تسألون وتتسائلون , لما ولمــا يحدث لنا كل ذلك , ألا تعلمون , بعدُ ألــم تفهمون , القبيح بداخلكم ألم يجيب عما تسألون , حدثوني , لما أنتم صامتون ,

حتى أنفسكم أنتم لـها ظالمون , فـ لا ضميركم تخاطبون , ولا مع ذواتكم تجلسون , وأنتم في الطريق ضائعون , تقلبون الحقائق وتؤلبون , الذي يهمكم الا يقولوا عنكم آثمون , كـ ملائكة وصفتم أنفسكم بصفاتها بمعنى أنكم لا تخطئون , كيف لا تخطئون وكل البشر خطائون , وخير الخطاؤون التوابون , ولكنكم ستقولونها يوما ما وستقولون , لكنكم تقولونها بعد أن تندمون , تقولونها وبعد المرارةِ تبكون , لأنكم من يستهزؤون , فـ كل ما سيحصل عليكم ويجري بكم أنتم به متسببون , وبأيديكم الجريمة تقترفون , ستصرخون وتصيحون نحن المجرمون والمرتكبون والمذنبون ,

وبعد أن أنهى خطابه أنشقت له صفوف المتجمهرين الذين أعجبت الخطبة بعضهم بعدما فهموا كل ما فيها وكل تفاصيلها ومعانيها دون تشويش , والبعض الآخر أُعجب فقط بقوة فصاحته وبلاغته , وبقية المتجمهرين تعددت ارأهم وتوزعت بين الذي فهم شيئا منها ومن فهم بعض الجمل والمعاني وبين من لم يفهم أي شيء وبين الذي أُعجب بطريقة ألقاءه القوية ومنهم من أعجبته فقط تراتيب الجمل , غادر بعدها البلاد ولم يرجعهــا مرة أخرى ولم يسافر بعدها إلى أي دولة عربية

جنــــون 02-09-2017 08:53 AM

كان هناك صديقان يرسمان على سطح عمارة عالية جداً ..��

وعندما انتهى احدهم من لوحته اخذ بالرجوع للوراء ليتمعن في رسمته ..
فـ أعجبته جداً..
وأخذ يواصل في الرجوع اكثر للوراء ...
و تعجبه اكثر كلما يرجع اكثر ��

الى ان وصل الى حافة سطح العمارة بدون ان يشعر ��

فلما رآه صديقه خاف ان ينبهه بصوت عالٍ لانه احتمل ان يُربكه النداء فيسقط من اعلى العمارة��

فـما كان منه الا ان اخذ علبة الالوان و سكبها على لوحة صاحبه الجميلة مشوهاً ملامحها��

عندها ركض صاحب اللوحة باتجاه لوحته وهو في حالة غضب شديد من تصرف صاحبه ..وصرخ فيه :
لماذا فعلت هكذا ؟!��
فأجابه:
لوبقيت مُعجباً برسمتك اكثر لكنت وقعت و مت ☠



أحياناً نرى اشياء جميلة بحياتنا
نحبها،
ونتعلق بها ،
ولا نتصور حياتنا بدونها..����
ومن شدة اعجابنا بها وبدون ان نشعر تُرجعنا للخلف ..
ولا نكاد ننتبه انها سبب تأخرنا

قد نتوجعُ من أشياء مضت ��
وقد نبكي بحرقة على أقدارٌ لم تُكتب لنا
ولكن بعد فترة مؤكد اننا سوف نكتشف العِبرة وندرك السبب

وعندها سنحمد الله تعالى كثيراً على فقد تلك الاشياء التي استمرارها يُعد خسارة لنا ❤

...

][ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ]��

أسعد الله اوقاتكم ��

جنــــون 02-16-2017 01:25 PM

أراد رجل فاحش الثراء
أن يحسس إبنه
بقيمة النعمة التي بين يديه
و يريه كيف يعيش الفقراء من الناس !!

فأخذه في رحلة إلى البادية
و قضوا أياما وليالي
في ضيافة أسرة فقيرة
تعيش في مزرعة بسيطة ..

وفي طريق العودة سأل الأب إبنه :

كيف كانت الرحلة؟

أجاب الإبن:

كانت ممتازة ..
الأب: هل رأيت كيف يعيش الفقراء؟
الإبن: نعم

الأب: إذاً أخبرني ماذا تعلمت من هذه الرحلة؟!

الإبن: لقد رأيت أننا نملك كلبا واحدا
والفقراء يملكون أربعة

ونحن لدينا بركة ماء في وسط حديقتنا
وهم لديهم جدول ليس له نهاية
لقد جلبنا الفوانيس لنضيء حديقتنا
و هم لديهم نجوم تتلألأ في السماء
باحة بيتنا تنتهي عند الحديقة الأمامية
و لهم إمتداد الأفق
لدينا مساحة صغيرة نعيش عليها
وعندهم مساحات تتجاوز تلك الحقول
لدينا خدم يقومون على خدمتنا
وهم يقومون بخدمة بعضهم البعض
نحن نشتري طعامنا
و هم يأكلون مما يزرعون
نحن نملك جدرانا عالية لكي تحمينا
و هم يملكون أصدقاء يحمونهم ..

كان والد الطفل صامتا مندهشا
حينها ر د الطفل قائلا:

شكرا لك يا أبي لأنك أريتني كم نحن فقراء!!!

السعادة تختلف في أعين الناس ..
فهناك من غطـّى سوء تفكيره على عينيه
فأظلمت الحياة في نظره!!!
الأناقة ليست محصورةً في مظهرك فقط بل هناك اناقة داخلية وهي أناقة : لسانك ، عقلك ، قلبك ، وأسلوبك !!

جنــــون 02-28-2017 04:00 PM

ورد أن رجلا ترك ولدين بعد مماته وخلف لهما مالا لا بأس به فاقتسماه وتصرف كل منهما في حقه فاشتغل الابن الأصغر في التجارة وأخلص لله في عمله وكان كثير التصدق لا يبخل على عباد الله بنعمة فنمت تجارته وازدادت أمواله وأصبح ذا ثروة طائلة ولم يكن له أعداء لذلك كانت أمواله محصنة لا يؤثر فيها حسد .
أما الابن الآخر فقد سلك طريق الغواية حتى أهلك ثروته في الخمر والميسر والزنا فنفذت أمواله عن آخرها وأصبح فقيرا لا يجد ما يقتات به ومع ذلك كان أخوه كثير العطف عليه يأويه ويقدم له من المأكل والملبس ما يكفيه . ولم يكتف هذا بعطف أخيه عليه بل أخذ الحسد يتمكن من قلبه لأخيه ، وفكر في طريقة يضيع بها ثروة أخيه حتى يسير مماثلا له في الفقر وبذلك يطمئن قلبه فلا يعايره الناس بفقره ويشيدون بسمعة أخيه فصار يجتهد للوصول إلى تنفيذ غرضه الدنيء وأخيرا اهتدى بوحي من إبليس إلى رجل حسود اشتهر بحسده وقليل من القوم من نجا من حسده . وكان الحاسد ضعيف البصر لا يكاد يرى إلا عن قرب .
فذهب الأخ الأكبر إلى هذا الرجل المشهور بحسده وطلب منه حسد أموال أخيه مقابل أجر يدفعه عند هلاك ثروته وأخذه إلى طرق كانت تمر تجارة أخيه فنبه الأخ الأكبر الرجل الحسود إليها (التجارة) قائلا : استعد فقد قربت تجارة أخي وصارت على بعد ميل واحد منا . فقال الرجل الحسود يا لقوة بصرك أتراها على هذا البعد يا ليت لي بصر قوي مثل بصرك فشعر صاحبنا بألم في رأسه وأظلمت عيناه وعمي في الحال ومرت تجارة أخيه سالمة لا يمسها سوء .
دروس وعبر من صحبة الصالحين :
قال شفيق البلخي : ( وقد كان من أطباء القلوب ) يوما لتلميذه حاتم الأصم : ما الذي تعلمته مني منذ صحبتي (30 سنة ) فقال حاتم الأصم : ستة أشياء :
الأول : رأيت الناس في شك من أمر الرزق وما منهم إلا وهو شحيح بما عنده حريص عليه فتوكلت على الله لقـــوله تعالى : "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها "..لأني من جملة الدواب فلم أشغل قلبي بما تكفل به القوي المتين. فقال له : أحسنت .
الثاني : رأيت لكل إنسان صديقا يفشي إليه سره ويشكو إليه أمره ولكنهم لا يكتمون الأسرار ولا يدفعون مصادمة الأقدار فجعلت صديقي العمل الصالح ليكون لي عونا عند الحساب ويثبتني بين يدي الله عز وجل ويرافقني في مروري على الصراط. فقال له : أحسنت .
الثالث : رأيت لكل واحد من الناس عدوا فنظرت فإذا الذي اغتابني ليس عدوي ولا من ظلمني ولا من أساءني لأنه إنما يهاديني بحسناته ويتحمل عني من سيئاتي ولكن عدوي هو الذي إذا كنت في طاعة الله تعالى أغراني معصيته فرأيت أن ذلك هو إبليس والنفس والدنيا والهوى فاتخذتهم أعداء واحترست منهم وأعددت العدة لمحاربتهم فلا أدع واحدا منهم يقربني . فقال : أحسنت .
الرابع : رأيت أن كل حي مطلوب وأن ملك الموت عليه السلام هو الطالب ففرغت نفسي لملاقاته حتى إذا ما جاء بادرت معه بلا عائق فقال له : أحسنت .
الخامس : نظرت إلى الناس متحابين ومتباغضين ورأيت المحب لا يملك لحبيبه شيئا فتأملت سبب المحبة والبغضاء فعلمت أنه الجسد فنفيته عني بنفي العلائق التي بيني وبينه وهي الشهوات فأحببت الناس كلهم فلم أرض لهم إلا ما رضيته لنفسي . فقال له : أحسنت .
السادس : رأيت أن كل ساكن لابد له من مفارقة سكنه وأن مصير كل ساكن إلى القبر فأعددت كل ما قدرت عليه من الأعمال التي تسرني في ذلك المسكن الجديد الذي ما وراءه إلا الجنة أو النار .
فقال له شفيق البلخي : يكفيك ذلك واعمل عليه إلى الموت.
:
من كتاب: مائة قصة وقصة في أنيس الصالحين وسمير المتقين ، جمع وإعداد : محمد أمين الجندي

جنــــون 03-25-2017 06:45 AM

أما آنْ لهذا الفارِسِ أنْ يَتَرَجّل.

لا يَضُرُّ الشاةَ سَلخُها بَعدَ ذَبحِها

يُروى أنّ عبد الله بن الزبير وقف في وجه يزيد بن معاوية حين وَرِثَ الحُكمَ عَن أبيه فَلمّا ماتَ يَزيد ونُحِيَّ ابنُه وتولى مروان بن الحكم، استفحل أمَرُ عبد الله بن الزبيروامتدَّ سُلطانُه حتى ضَمَّ الحجاز واليمن والعراق وخراسان ، إلى أنْ مات مروان بن الحكم ودعا ابنه عبد الملك لنفسه وأجابَه أهلُ الشامِ فعقد للحجاج بن يوسف الثقفي ليُقاتل الزبير ويقضي على مُلكِه.
و يُروى أنَّ الحجاجَ حاصرَ ابن الزبير في الحرم قريباً مِن سَبعَةِ أشهُر يَرميهِ بالمنجنيق. فَتَفَرَّقَ الناسُ عَنه، فدخل عبدُالله على أُمِّه اسماء قائلاً : يا أمُّاه قد خذلني الناس حتى ولدي وأهلي ولَم يبقَ معي إلا اليسير ومن ليس عنده أكثر مِن صَبر ساعة والقوم يعطونني ما أردت من الدنيا؛ فما رأيك؟ (يقصد أن بني أمية يساومونه على أن يترك لهم الأمر ويوفرون له ما أراد مِن أمر الدنيا). فقالت أمه: يا بُنَي أنتَ أعلَمُ بِنَفسِك ، إنْ كُنتَ تَعلَمُ أنّكَ على حَقٍّ وإليه تدعو فامضِ لَه فقد قُتِلَ عليه أصحابُك (ولا تُمَكِّن مِن رقبتكَ فيتلاعُبُ برأسِكَ غِلمانُ بَني أمية) وإنْ كُنتَ إنّما أرَدتَ الدُّنيا فَبِئسَ العَبدُ أنتْ أهلَكتَ نَفسَكَ ومَن قُتِلَ مَعَك، وإنْ قُلتَ : كُنتُ على الحقِّ فَلَمّا وَهَنَ أصحابي ضَعفتُ فهذا لَيسَ فِعلُ الأحرارِ ولا أهلُ الدّين، كَم خلودُك في الدنيا؟ القتلُ أحسن! لَم تُبقِ أسماءُ لابنِها خياراً أو قولاً إلا بَسَطَتهُ و وَزَنَتهُ وهي في ذلكَ الوقتِ في سنتها المئة لَم يَسقُط لها سِنٌّ ولَم يُنكر لها عقل. فقال عبدُالله يا أماه ، أخافُ إنْ قَتَلني أهلُ الشامِ أنْ يُمَثِّلوا بي ويَصلِبوني.
عندها قالت أسماءُ قولَتَها المشهورة : يا بُني لا يَضُرُّ الشاةَ سَلخُها بَعدَ ذَبحِها، فامضِ على بَصيرَتِكَ واستعن بالله. فقال لها : هذا رأيي الذي قُمتُ به داعياً إلى يومي هذا، ما رَكَنتُ إلى الدُّنيا وما أحبَبتُ الحياةَ فيها وما دعاني إلى الخروجِ على القومِ إلا الغضبُ للهِ أنْ تُستَحَلَّ حُرماتُه ولكني أحبَبتُ أنْ أعلمَ رأيَكِ فقد زِدتِني بصيرة فانظُري يا أماه فإني مَقتولٌ في يومي هذا فلا يَشتَدَّنَّ حُزنُكِ وأنَشدَ يقول :
أسماءُ إنْ قُتِلتُ لا تَبكِني - لَم يَبقَ إلا حِسّي وديني - وصارِمٌ صالَبَتهُ يمني.

مَن يَمنَعُ الإنسانَ مِن أجلِه؟ إنها الحقيقة التي لا مِراءَ فيها، الحقيقةُ التي اعتنقَتها أسماءُ وهي تُعَزِّي نَفسَها في ابنها الغالي وقد نَعى نَفسَهُ بَينَ يَديَها. ما أقواها وأصبرها وهي تقول له: إني لأرجو أنْ يكونَ عزائي فيكَ جميلاً، إنْ تقدَّمتَني احتَسَبتُكَ وإنْ ظَفِرتَ سُررتُ بِظُفركَ، اخرُج حتى أنظرَ إلامَ يَصيرُ أمرُكَ. ثم قالت : اللهم ارحم ذاك القيِّم في الليل الطويل، ارحم ذاك الكريم النجيب، وارحم الظمأ في هواجِرِ مكةَ والمدينة وبَرَّهُ بأبيه وبي ، اللهم أسلَمتُه لأمرِك ورَضيتُ فيه بما قَضيتَ فأثِبني فيه ثوابَ الصابرين الشاكرين.
يروون أنّه تَرَكها وباتَ يُصلّي لَيلَته حتى أذَّن الفجر فصلى وحَرَّضَ أصحابَهُ على القتال فحملوا معه على قِلَّةِ عَددِهم فجاءته آجرة (لبنة من الطوب) فأصابَتُه في وَجهِهِ فارتعدَ لها وأدرَكَ أنَّها النهاية. فلمّا أحسَّ سُخونَة الدمِ على وجهِه وصدرِه قال : ولسنا على الأعقابِ تَدمى كُلومنا - ولكن على أقدامِنا يَقطُر الدّما (أي أننا نواجه الموتَ ولا نهرب خوفا). ثُمَّ سقطَ على الأرضِ فأسرعوا إليه فقتلوه، وعَلِمَ الحجاجُ فَخَرَّ ساجداً وحَزَّ رأسَهُ وأرسلها إلى عبد الملك بن مروان وصُلِبَ جَسَدُه.
عندها أرسلَ إلى أمِّه أسماءُ أنْ تأتيه فأبَتْ فأعاد إليها الرسول ليقول لها لَتأتيَني أو لأبعثن إليكِ مَن يَسحَبُكِ مِن قرونك فأبتْ وقالت واللهِ لا آتيه حتى يَبعثَ إليّ مَن يَسحَبُني مِن قروني. فجاءَها الحجاجُ بِنَفسِه حتى وقف عليها فقال : كيف رأيتِ ؟ نَصرَ الله الحقَّ وأظهَرَهُ؛ فقالت : رُبَّما أديل الباطل على الحق وأهله . فقال :إن ابنكَ ألحدَ في البيت الحرام وقد قال تعالى : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) وقد أذاقَهُ الله ذلك العذاب الأليم. قالت : كَذبتْ ، كان أوّلُ مَولودٍ وُلِدَ في الإسلام بالمدينة وسُرَّ بِه رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم وحَنَّكَهُ بيَدِه وكَبَّرَ المسلمون يَومئذٍ حتى ارتجّت المدينةُ فَرَحاً ، وقد فَرِحتَ أنتَ وأصحابُكَ بِمَقتَلِه ، فَمن كان فَرَحُهُ يومئذٍ بِمَولِدِه خَيرٌ مِنكَ ومِن أصحابِك، وكان بَرّاً صَوّاماً قَوّاماً بكتابِ الله مُعَظِّماً لحُرمَته، يَبغُضُ مَن يعصي الله عز وجل.
ثُمَّ فَجَعَتُه بِقَولها وإني لأشهَدُ أني سَمِعتُ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : (يَخرُجُ مِن ثقيفٍ كَذّابٌ ومبير) أما الكذاب فرأيناه (وكان هو المختار بن أبي عبيد الثقفي )، وأما المبير (تعني الطاغيةَ المُهلِك) فلا أخالُه إلا أنت. فما نَبَسَ الحجاجُ بِبنتِ شفة وقام ولَم يَرجِع.
لكن ابنها ظلّ مُعلقاً وهي تَمُرُّ عليه جيئةً وذهاباً تَتَساءَلُ في ثَباتِها أما آنْ لهذا الفارِسِ أنْ يَتَرَجّل. قيل لعبد الله بن عمر: إنّ أسماءَ في ناحيةِ المسجد فَلقيها ومالَ عليها، فقال: إن هذه الجُثثُ لَيست بِشيءٍ وإنما الأرواحُ عِندَ الله فاصبري، فقالت : وما يمنَعُني أنْ أصبِر وقد أُهديَ رأسُ يَحي بن زكريا عليهما السلام إلي بَغيٍ مِن بغايا بني إسرائيل. ثم قالت اللهم لا تُمِتني حتي أوتي به فأحَنّطه وأكّفنه. فأُتيت به فحنطته وكفنته بعدما ذهب بَصرُها وما أتت عليها جُمعة إلا ولحقت به سنة ثلاثٍ وسبعين للهجرة فكانت خاتمةُ المُهاجرينَ والمهاجرات.

ـ رحم الله أم عبدالله التي ألهمها الله الحق فلزمته ولم تزغ عنه طرفة عين فأورثها جرأته وثباته وشدته وشجاعته، وغرس فيها بذور الحقيقة فلم يهتز لها موقف أو يشوش لها فكر فملكت عبقرية الحق ووضوح الحقيقة وسلامة الرأي .

جنــــون 03-25-2017 06:45 AM

صفعة على جبين الحب

إلى الذين يختبئون من الحب لكي يعيشوا ..

إلى كل من تخاف أن تغازل الحلم ،فيتحول إلى إعصار ضارب في الغدر..
~~~~~~~~
تشتهي غضبي ...تشتهي ينابيع النار مني
هاك حبري يسيل دما..

~~~~~~~~~~~~~~~~
دخلت إلى غرفتها وأحكمت إغلاق الباب ،كانت ترفض أن يرى أحد ضعفها
أن يرى الدمعة تجري على خدها ،استلقت على فراشها وأجهشت بالبكاء..
لم تعرف لماذا أثر كل هذا بها، ولم تعرف لماذا كل هذا الآن..
كانت لها ذكرياتها تستنجد بها ،تتطلع فيها تؤنس وحدتها
بعض الدموع حين تفتح شبابيك الذكرى قد تنفع، هكذا كانت تتمتم مع نفسها إلى نفسها ...
تلك التي كلما هم الشوق بها كانت تلجأ إليها تعوض الحنين الجارف...
يآه يا الله كانت هذه صلاتها المتقطعة تأوهت تخفي الألم الذي ينهش في روحها..
أراني على عتبة الهاوية جرح لا بل جراح ، وطعنة من حيث لا أدري
لا..أظنني كنت أدري ،وغيبت العقل والقلب ،وآمنت بأن الحب غفران..
بأن الحب كان لي الترياق كما كان له، أو هكذا تهيأ لي ذات حلم....

عفوا إني أكلم الذكرى ..أراجع الوجع ..
عفوا منكم يا من تقرؤوني..
نسيت أن أقص عليكم الحكاية..
تعالوا معي واستمعوا ...كرما استمعوا لجرح الحكاية.. ولا تحكموا على قلب، نسى أنه لا ينتمي لعالمكم ،فأحب بصدق:
ششششش بصمت رجاءا ،أنا نسمة ،أحمل فرحة تشبه العيد في عيوني ،لا لا
كنت أنا تلك النسمة ..ماضيا!!
الحاضر مهزوز مجروح كقلبي ،ولكي لا اخطئ في الفصول
دعوني أبدأ الحكاية بالحاضر الذي أصبح ماضيا جميلا...
نسمة أنا من رياح الغجر، أساوري نغمات حلوة ..والليل يغار من عطري..أحبه ذلك الذي طرق الباب والرمل كان قد اخبرني عنه ..
فأتى بعد موعده ..ساحبا دربه الطويل الثقيل بحياة أخرى ..أحبني بسحري الغامض ..وأحببته بوجع أغنياته...
سابقا أخبرني الرمل أني سأعشق النار ؛ولهيبها سيحرقني سيدمر أحلامي ،لم أعرها انتباه ..متى كان من يقرأ الغيب صادقا والقلب كاذبا.!!. ؟؟
متى كانت حبات الرمل تفتي في الحب .؟؟.تركت الشك جانبا ..وامتطيت الأمل الذي وعدني به ..

إعصار دخل حياتي ،غير مفاهيمي ،فأفسد حركة الأرض التي كانت تحت أقدامي ، جعلني أرى الجنوب شرقا
والشمال غربا ، لكنه جعل الشمس تشرق في صباحاتي الحزينة ،بلطف كلماته تلك التي تشبه القصيدة..

كان يجمع الصمت من بين شفتي ..كي لا ينبعث البكاء من عيني..هو و أنا ..في معادلة الحب كنا واحداً لا نتجزأ....
لماذا تنظرون إلي هكذا .. صراخ صمتكم أتعبني ..نعم حدث شيئٌ غريبْ..لكنه خارج كل توقعاتكم..
تعالوا نواصل الحكاية عّلني أهدئ روع فضولكم
هي حكاية مزقت الفكر ..وطعنت الحب ..وجرحت السماء...
بكى الليل طويلا لقلب أضناه حبا مستحيلا ..أنا صاحبته نسمته الشريدة ..وعدني الإعصار بمطر تبتسم له الأرض
وعدني أني في حاضري هذا المجروح المغدور سأكون ملهمته الوحيدة الفريدة ...صمت الزمن كصمتكم هذا
رفع القدر يدا غادرة وطعن طهري ..وجعلني أكتشف معنى الغش ...لأرى كل حقيقة وهما...

هنا هنا أيها الكرام داخل أروقة قلبي الذي لن تدهشه أسئلتكم فهو يعرف إجاباتها جميعا
فلقد كشف وجه الغدر له كل الخبايا،حين وجدت رسالة أرسلت لي بطريق الخطأ ..

كيف تغارين حبيبتي من هذه الحمقاء فنظراتي إليها ليست إلا نظرة عطف كيف يقفز إلى مخيلتك أني أستعيض عنكِ بها ؟
كيف وأنا الذائب شوقا إليك والمكبلة خفقاتي بين عينيك وقلبي ، وذكر أسمي .... وابتسم وابتسم وقهقه ثم استطرد بقولة هي حمقاء
رغم جمالها ساذجة رغم ثقافتها ، ما يبدو مني نحوها مجرد شفقة،
واختتم رسالته: كيف لا أعشقكِ وأنتِ سيدة النساء بعيني ثم ذكر أسمي ثانية متبوعا بقهقة طويلة ... أسرعت بتمزيق الرسالة ووجدته يقف أمام بابي باسما. تصنعت التجاهل.
سألني: هل وصلتكِ رسالة؟ بدهشة بادرت أية رسالة؟ تنهد وابتسم وكأنه ينطق في داخله: أحمد الله أن الرسالة لم تصل لتلك الحمقاء أبتسمت قهراً


ودعني وأنصرف و وفي داخلي ألف سؤال وسؤال ولا إجابات سوى المطر المنهمر من عيني

أصبحت كطير جريح ،ونسمة جافة أموت ببطء كل يوم،أجتاز فيه الحنين صدفةً أو عمداً لأتدكرني ,لأتذكره..

هل يعقل أن ننكسر عندما نشتاق ؟
نعم مكسورة أنا وهد كبريائي جبروت آدم ..مممممم عفوا إعصاره
كم مرة رسمت الطريق إليه ..فأجبرتني المنحدرات ،أن اتوسد الانتظار
وأن أنتظر مسافرا لن يأتي ..وعد ألف وعد وأخلف في الحب... ..



انتهيت الآن سآوي الى فراشي أحضن وسادتي وابللها بدمع شاحب.

جففوا الدمع وأوقفوا التصفيق لا أريد تشجيعا على حماقتي.

جنــــون 03-25-2017 06:46 AM

حكمة الله
ان رجلا كان يجلس مع زوجته ذات يوم يأكلان الطعام وأذا بالباب يطرق واذا بالطارق مسكين


وكان امام الرجل دجاجه فقالت له زوجته الا اتصدق بها على هذا المسكين

فقال لها لا بل اذهبي واطرديه عن الباب ومرت الايام واصيب الرجل بفقر فطلق زوجته
وبعدما طلقها تزوجت برجل اخر وجلست مع زوجها الثاني ياكلان الطعام

وكان امامهما دجاجه فطرق الباب طارق مسكين فقال لها الرجل خذي هذه الدجاجه
وتصدقي بها على هذا المسكين فأخذتها واعطتها للمسكين ورجعت المرأه تبكي
الى زوجها فقال لها زوجها لماذا تبكين؟ اتبكين لاننا تصدقنا بدجاجه
فقالت له لا انني ابكي لشيء عجيب اتدري ي من هذا السائل انه زوجي الاول
فقال لها اتعلمين من انا ؟ وانا السائل الاول!!!!!!!!


سبحان ربي العظيم وبحمده

جنــــون 03-25-2017 06:46 AM

سأل رجل مهموم حكيمـــاً فقال : أيها الحكيم لقد أتيتك



وما لي حيلــة مما أنا فيـه من الهــم ؟ فقال الحكيم : سأسألك سؤالين



وأُريد إجابتهما فقال الرجل : اسأل .. !! فقال الحكيم : أجئت إلى هذه الدنيا ومعك تلك



المشاكل ؟ قال: لا فقال الحكيم : هل ستترك الدنيا وتأخذ معك المشاكل ؟ قال: لا فقال الحكيم



: أمرِ لم تأتِ به، ولن يذهب معك



... الأجدر ألا يأخذ منك كل هذا الهم فكن صبوراً على



أمر الدنيا وليكن نظرك إلى السماء أطول من نظرك إلى الأرض يكن لك ما أردت






، أبتسم فرزقك مقسوم وقدرك محسوم وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم لأنها بين يدي الحي((القيوم))

كتف ثالثه 10-09-2023 01:50 AM

يُحكى أنّ رجلا عجوزًا كان يعيش في قرية بعيدة، وكان أتعس شخص على وجه الأرض، حتى أنّ كلّ سكان القرية سئموا منه، لأنَّه كان مُحبَطًا على الدوام، ولا يتوقّف عن التذمر والشكوى، ولم يكن يمرّ يوم دون أن تراه في مزاج سيء.
وكُلّما تقدَّم به السنّ، ازداد كلامه سوءًا وسلبية… وقد كان سكّان القرية ينجنّبونه قدر الإمكان، فسوء حظّه أصبح مُعديًا. ويستحيل أن يحافظ أيّ شخص على سعادته بالقرب منه، فقد كان ينشر مشاعر الحزن والتعاسة لكلّ من حوله.
لكن، وفي أحد الأيام وحينما بلغ العجوز من العمر ثمانين عامًا، حدث شيء غريب، وبدأت إشاعة عجيبة في الانتشار:
- "الرجل العجوز سعيد اليوم، إنه لا يتذمّر من شيء، والابتسامة ترتسم على محيّاه، بل إن ملامح وجهه قد أشرقت وتغيّرت!"
تجمّع القرويون عند منزل العجوز، وبادره أحدهم بالسؤال:
- "ما الذي حدث لك؟"
وهنا أجاب العجوز:
- "لا شيء مهمّ! ... لقد قضيتُ من عمري 80 عامًا أطارد السعادة بلا طائل. ثمّ قرّرت بعدها أن أعيش من دونها، وأن أستمتع بحياتي وحسب، لهذا السبب أنا سعيد الآن!"

كتف ثالثه 12-31-2023 02:55 AM

" مِن دُهاةِ العَـرَبْ "

• التَقَـى الإمام أبو بَكر الباقلّاني بِراهب نَصراني، وَكانَ الإمام مشهوراً بالذكاءِ والفطنة في المناظرات، فَقالَ الراهب :
« أنتُم المُسلمون عنصريون!»
• فَقالَ لهُ أبو بَكر : « كيفَ ذلكَ؟»
• قالَ الراهب :
« تُبيحونَ لأنفسكم الزَّواج بيهوديَّة وَنصرانيَّة، وَلا تبيحونَ لغيركم الزَّواج ببناتِكُم!»
• فأجابهُ أبو بَكر :
« نتزوَّجُ اليهوديَّة لأنَّنَا آمنَّا بِموسى، وَنتزوَّجُ النَصرانيَّة لأنَّنَا آمنَّا بِعيسى، وَأنتُم مَتَى آمنتُم بِمُحمَّد زوَّجناكُم بناتنا.»
فَبُهِتَ الذي كَفـر.


#تاريخ_العرب

كتف ثالثه 01-06-2024 04:44 AM

اعتقل ملك من ملوك العرب رجلاً من إحدى القبائل البعيدة !
فجاءت قبيلته بشيوخها و بأمرائها وفرسانها تسأل عنه وتفديه أو تشفع فيه
فقال الملك لتلك الحشود الضخمة :
من هذا الرجل الذي جئتم جميعآ لأجله وللشفاعة فيه ؟
فقالوا بصوت رجل واحد
هو ملكنا أيها الملك !
فقال : لما لم يخبرنا عن نفسه ويكشف عن هويته !؟
فقالوا : أنف أن يذل نفسه أمامك بمنصبه ومكانته بين قومه .. فأراد أن يريك عزته بقومه !
فأطلقه الملك على الفور معتذراً ….
و بعد أيام جاءه خبر أن ذلك الرجل ماهو إلا راعي الإبل عند تلك القبائل ، فأرسل لهم الملك يستفسر مندهشاً ومستغرباً مما صنعوه!!
فجاءه الرد منهم { لا أمير فينا إن ذَلَّ راعينا }
هكذا تكون الشعوب عندما تمتلك الشجاعةوالرجولة
تكاتف ومصدر قوة يصعب على أعدائها اختراقها ..
معا نرتق ..
فالوحدة قوة والفرقةشتات وضعف ..


وكما قال حكيم:
يبقى المرء بخير حتى يقول: مأساة أخي ليست مأساتي...


قبس..

كتف ثالثه 02-04-2024 08:44 PM

كان إسحاق بن عباد البصري نائمًا، فرأى في منامه قائلًا يقول له: أغِثِ الملهوف.
فظ±ستيقظ فسأل: هل في جيرانه محتاج؟
قالوا: " ما ندري؟ "
ثم نام فأتاه ثانيًا وثالثًا فقال له: " أتنام ولم تُغِثِ الملهوف؟ "

فقام وأخذ معه ثلاثمائة درهم، ورَكِبَ بغله فخرج إلى المسجد فإذا رجلٌ يُصَلَّي، فلما أحسَّ به انصرف فدنا منه، فقال له : " يا عبد الله، في هذا الوقت؟، في هذا الموضع؟، ما أخرجك؟ "

قال: " أنا رجلٌ كان رأس مالي مائة درهم، فذهبت من يدي، ولزمني دينٌ مائتا درهم. "

فأخرج له الدراهم، وقال: " هذه ثلاثمائة درهم خُذها "

فأخذها ثُمَّ قال له: " أتعرفني؟ "
- قال: " لا. "

قال له : " أنا إسحاق بن عباد، فإن نابتك نائبة فأتني فإنَّ منزلي في موضع كذا. "

فقال: " رَحِمَكَ اللَّه، إِن نَابَتنَا نَائِبَةٌ، فَزِعنَا إِلَى مَن أَخرَجَكَ فِي هَذَا الْوَقتِ، حَتَّى جَاءَ بِكَ إِلَينَا. "

ï؟½ï؟½ مجموع رسائل ابن رجب (128/3

كتف ثالثه 02-16-2024 01:49 PM

" فِطنَة الخَليفَة المَهدي "

• دَخلَ عَلىظ° أمير المُؤمنين مُحمَّد المَهدي العَباسِيّ - رَحمهُ اللّظ°ـه - رَجلٌ يَومَاً، وَمَعهُ نَعل، فَقال :

« هَذا نَعلُ رَسول اللّظ°ـه صلى الله عليه وسلم قَد أهديتُهَا لَك.»

• فَأخذهَا المَهدي فَقبَّلَهَا وَوضعهَا عَلىظ° عَينهِ، وأمرَ لهُ بعشرَة آلافِ درهم، فلمَّا انصرفَ الرَّجل قالَ المَهدي :

« وَاللّظ°ـهِ إنِّي لأعَلَمُ أن رسولَ اللّظ°ـه صلى الله عليه وسلم لَم يَرِد هَذا النَعل، فضلاً عَن أن يلبسها، وَلكن لَو روددتهُ لَذهَبَ يقولُ للنَّاسِ : أهديتُ إليهِ نَعلَ رَسولِ اللّظ°ـهِ صلى الله عليه وسلم فَردَّهَا عَليَّ!

• فَتصدقهُ النَّاس، لأنَّ العَامَة تميلُ إلى أمثالِهَا، ومِن شأنِهم نصرُ الضعيفِ عَلىظ° القوي وَإن كانَ ظالِمَاً، فاشتَرينَا لسانهُ بعشرَةِ آلافِ درهم، ورأينَا هذا أرجحَ وَأصلَحَ.»



#تاريخ_العرب

كتف ثالثه 03-13-2024 11:44 PM

يقول أحد العارفين :
كنت يوما من الأيام نائما فى مسجد ، فاستيقظت على صوت جنازة قد دخلت ، فقلت سأصلي عليها ، فصليت ، ثم قلت : سأذهب لأدفنه معهم.
فقد كنت لا أعرف الميت ! .. ولم أراه وجهه يوما !

يقول : فلما انتهى الناس من الدفن انصرفوا جميعا ، وبقيت انا وحدي ، فجلست عند القبر ثم قلت :
( يارب هذا ضيف قد جاء عندك ، أنا لا أعرفه يارب ، هذا الضيف لو جاء عندي أنا و أنا لا أعرفه لأكرمته ، فكيف بك أنت وأنت أكرم الأكرمين ) ؟
يقول : ثم خرجت وعدت إلى المسجد ، ونمت في المسجد ، وكنت على سفر .
فرأيت فى منامي رجلا بحلة بيضاء ، فقال لي :
أأنت الذى دعوت الله لي؟
فقلت له من أنت؟
قال : أنا الذي دعوت له عند القبر ، والله لقد غفر الله لى بدعوتك.

اللهم سخر لنا من عبادك المخلصين من يدعو لنا بصدق وإخلاص فتجيب دعاءه وأنت المجيب يارب العالمين ♥ï¸ڈ


قبس..


الساعة الآن 04:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية