![]() |
الملل
الملل خيط لا يوصل إلا الى نفسه وبنفسه ولنفسه. الملل وقوف في مرور الزمان.. الأشياء تترمد وهو متوهج أبدا. الملل رائحة ذكية تيقظ ذئاب الوحشة وتهديهم الى فتنتها الحائرة. الملل حب الحزن للمواصلة، ووله الدمع للانسكاب على خدود الأيام. الملل هو الملل، هو أصله وغيمه وأرضه وفصله وصبحه، وربما ظهره. الملل دخول وخروج في اللحظة نفسها الملل نشفان الريق وجفاف الروح الملل دين العشاق المنتظرين وهو كتابه الملل وردة ذابلة وعطر أعرج وقبلة نازفة. الملل حرف متكاسل وحبر أزعر وورق يابس الملل سيد يعرف سر "كن .." الملل أنا وأنا اياه جسد بعشرة أصابع أو عشرة أصابع وجسد |
وسيظل هذا السؤال يؤرقني
هل الارض اوسع من كائني هل الارض اوسع من شهوتي للمسير؟ لماذا كلما اسرجت روحي صهوتها للرحيل هبت رمال الليل وانكسرت ظهور الخيل وصارت الارض اضيق من دمعة واجفة ؟ وادرك ان الهوة تكبر وتكبر الى ان تصبح لا وطني وحدي بل اوطان اقراني الذين يحتسون نهارات اللوعة تلك التي تكورهم بصاياتها في الدروب البعيدة كما كانت تفعل الامهات بنا يوم كنا صغارا" وجميلون كالله يالواسطي " ولم يكن قد اصبح للاطفال دراجاتهم والوم نفسي دائما على شهوة المسير هذه لاني اعرف ان المدى هوة لن ترحم خطاي وساءلت نفسي مرارا يا حاملا عبء الخطى اين تمضي في الخواء ان الدروب مآتم شتى وهذا البر اضيق من خطاك |
أعـمــى غـرنـاطـــة
نترك الاسماء على الابواب تأن من وحشة البرد ووهن اصواتها، ونحن نلتحف بيأس يتدفئ بمفردات عارية. ماذا يفعل الغريب، حينما تتناوبه الاوطان، وهو بلا وطن وحيدا وعاريا يناشد الظلال، ان اتركي الغريب يتفيئ قليلا، ويناشد امه التي مثل غيم داكن. يا ام ان الظما شرش في الروح ماذا يفعل غير ان يتكئ على امرئ القيس معزيا نفسه بوجع قاله غيره "اجارتنا انا غريبان ههنا وكل غريب للغريب نسيب ". ولا تتخذ الغربة هنا شكل الاغتراب الذي يلتحف به الكثيرون, بل الغربة بمعناها ليس المكاني فقط وليس غربة الروح كما المجاز الشعري، بل انها غربة الخلان، وهم الذين يبنون الذاكرة والمكان ويشجرونه ويسورونه ايضا.. غير انهم يرمونه بأسى الحنين. في الغربة يأكل الغريب من ذاكرته، ويشرب منها ايضا، غير انه يفقد ما يمكن ان يسمى بهجة اللحظة.. لا بمعناها الخاطف، بل بمعناها المقيم, تلك البهجة التي لا يمكن لها ان تنمو في الغربة كنخلة صقر قريش. واذا كان الغريب يهجس بغربته فان ذلك حتما سيقوده الى القسوة، لانه يفقد توازنه وادراكه الحسي لا الذهني، لما يسمى الحب عندها تبدو عبارة درويش "انا لا احبك كم احبك " ليست اشتغالا على اللغة وتأويلاتها، بل انها اشتقاق للمعنى من الحيرة التي يقع فيها الغريب تجاه ما يعرف باسم الحب. كما ان نداء بيرس "الا لا يموتن احدا قبل ان يحب " يصبح سعيا يوميا لهذا الغريب.. غير انه لا يجد سوى الاسى والوحدة على مفارق المقاهي المترملة من الخلان. وهنا يصبح لا مناص من تحويل هذا الفيض نحو جهات اخرى, اذ عندما تفرغ المخيلة من صورة محسوسة لمحبوب (ولا يشترط هنا ان يكون بشرا ) حتى لو كان غائبا يرتد هذا السعي للحب الى احد شكلين (وهذه وجهة نظر بائسة لي لا تستند الى بطون الكتب ) اما حب الذات وتجلياتها.. ولا اريد ان اصفها بالنرجسية هنا- لانه يختلف عن ذلك- واما ان يتحول الى قسوة غير مبررة في كثير من الاحيان. وهكذا تمضي الايام!! صحيح انه في بعض الاحيان يساورنا تساؤل نيرودا "ترى احزن الذي ينتظر دائما اكبر من حزن الذي ماانتظر احدا ؟ " غير ان هذا التساؤل لا يأتي ليخفف الوحشة، بل ليزيدها ويحيلها الى ما فوق اليومي الذي يعتصر الغريب.. والغريب في وحشته.. وتشرده.. وتبعثر اجزائه في غربة لم تعد المسافة تعني شيئا لها، ولا في شروط هذه الغربة قسرية.. ام طوعية ولا في احالاتها على التوحد او العزلة لمن هم هناك.. ينسج الامكنة والحنين من سيرة الخلان ولا يفكر على طريقة السياب " الشمس اجمل في بلادي من سواها " بل في تجريد الحنين من مفهوم الوطن واحالته الى الوجوه / الامكنة وهكذا نمضي هكذا بدون همزة على مفردة كالروح، وبدون نقطة على اول البوح، وبدون يد تخفف عن الجسد اساه.. اذ اعتدنا حينما نكتب عن مفردات ذهنية مثل الغربة والاسى والوحشة...الخ ان نحيلها الى الروح، واني ارى ان الجسد هو اول من يتحسس الاسى، واول من توهنه الوحشة فتصبح استجابته للحياة أوهن بانفعالاته وحركته وتعابيره.. وهذه تتلون من ايقاع تفرضه الوحشة والاسى. هكذا اذن انها الحياة التي لا تنتظر احدا.. وستستمر سواء شعر كائن غريب بتبدده، او بيأسه، ام لم يشعر.. احس به انسباؤه الغرباء في بلاد غريبة اخرى ام لم يحسوا. واذ يقول النواب " رب كيف يشتاق الى خمر جناتك من لم يسكر ؟ " فان هذا يمكن ان نحيله الى مفهوم الحب والقسوة.. اذ من هو شريد وغريب ويائس كيف لا تعرف القسوة طريقا اليه! ومن تطارده لعنة القبر ويظل يسائل نفسه ترى باي ارض اموت..؟ وكيف ستنقل جثتي الى هوائها..؟ ومن يفتتح صبحه بخبز اكتافيو باث " ايها الموت يا خبز الجميع " ليس لنا ان نرتجي منه ان يوزع وردا على العابرين.. بل سينتظر وردهم على قبره. فاغفروا للغريب اما يكفي هجران الامكنة له وذبول اسمه في سيرة الخلان , وهو " .... يبكي الرّّحل وعيناه ترنو للقبور انه اعمى في غرناطة، واعمى غرناطة هو ذلك الذي كتب عنه لوركا قائلا لامرأة اصطدم بها اعمى في مدينة غرناطة فلنغفر له يا سيدتي فلنغفر له .......... اما يكفي انه اعمى في غرناطة ايكفي كل هذا لتغفروا كل تلك القسوة بكل هذه العزلة والحب انا الذي اعمى....... لكني لست في غرناطة |
الساعة الآن 02:51 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية