![]() |
نحن نتاج هذا الواقع و هذا الزمن الذي تختلط فيه الإنهيارات الواضحة بالولادات الغامضة ، و لا نتوب عن أحلامنا مهما تكرر انكسارها .
— محمود درويش |
ليس المنفى سفراً، ذهاباً، وإياباً، وليس إقامة في حنين. فقد يكون زيارة، وانتظاراً لما يفعل بك الزمن، وخروجاً من الذات إلى غيرها للتعارف والتآلف أو لعودة الذات إلى الصدفة. لكلّ منفى طبيعةٌ ولكل منفيّ طبائع. في المنفى تدريب على التأمل في ما ليس لك، وإعجاب بما ليس لك. فالمنفى يهذّب الجسد، يفتنك جمال الشكل، ولو كان المعنى ناقصاً، فالكمال هو وعي النقصان. تماثيل تمجّد الماضي وتماثيل تتوثب للقفز عن عاطفة الهوية إلى هوية العاطفة، وتماثيل تحرّر الغد من الجماليات وتحرّر الطبيعة من نظام المخيلة الصارم. الجمال هو العُلو. لكنك تنحاز، لأنك ريفيّ التكوين، إلى الأشجار التي تنعكس في ماء النهر، وإلى الحمام البر- جويّ، وتتوقف طويلاً عند سوسنة نبتت، وحدها، خارج الأحواض...لا لأنها مثلك غريبة بين الأزهار، بل لأنها تعتمد على نفسها في نموّ بلا رعاية. المنفى سفر الشاعر في قصيدة، سفر داخل السفر، لكن اللغة المجازية تتلفت إلى الوراء.
والنظر إلى الوراء، يقولون، صفة من صفات المنفى/ إلى أين أعود؟ تساءلتَ وأنت تعلق لوحاتٍ على جدران عنوانك الجديد، وإلى أين أذهب؟ كان الأمام مؤقتاً. وكان الوراء الطاعن في المؤقت مُشتتاً. وكانت الأبديةالطالعة مع الضوء من الحديقة تقهقه. مازحتها قائلا: أنتِ أيضا منفى. وتساءلت: كم من مساميرَ دققتَ على جدران بيوت أخرى؟ وكم من لوحات علّقت، وكم من أسرَّة هجرت لينام عليها غيرك، وكم من مُسَوداتٍ ومطالع نسيت في أدراج أخرى، وكم من صور نساءضاعت في طيات كتب لم تقرأها. وكم مرة قلت: كم مرة أسافر، أو أهاجر، أو أرحل؟ دون أن يتضح الفارق في مصيرك بين السفر والهجرة والرحيل، من كثرة ما تتسع المفردات لوهم المترادفات، ومن فرط ما تتعرض الاستعارةللتحولات: من "وطني ليس حقيبة" إلى "وطني حقيبة" — محمود درويش |
يا أيها البلد البعيد هل ضاع حبي في البريد..
— محمود درويش |
وحيدون، نحن وحيدون حتى الثمالة،
لولا زيارات قوس قزح هل نسيء إلى أحد؟ هل نسيء إلى بلدٍ، لو أصبنا، ولو من بعيد، ولو مرة، برذاذ الفرح — محمود درويش |
مناديلُ ليست لنا. عاشقاتُ الثواني الأخيرةِ. ضوءُ المحطة. وردٌ يُضَلّل قلبًا يفتّش عن معطفٍ للحنان. دموعٌ تخون الرصيفَ. أساطيرُ ليست لنا.من هنا سافروا، هل لنا من هناك لنفرحَ عند الوصول؟ زنابقُ ليست لنا كي نُقبّل خط الحديد. نسافر بحثًا عن الصِّفْر لكننا لا نحبّ القطارات حين تكون المحطات منفى جديدًا. مصابيحُ ليستْ لنا كي نرى حُبّنا واقفًا في انتظار الدخانِ. قطارٌ سريعٌ يقصّ البحيراتِ. في كل جيبٍ مفاتيح بيتٍ وصورة عائلةٍ. كُلّ أهلِ القطارِ يعودون للأهلِ، لكننا لا نعودُ إلى أي بيتٍ. نسافرُ بحثًا عن الصفرْ كي نستعيد صواب الفراش. نوافذُ ليست لنا، والسلامُ علينا بكلّ اللغات. تُرى، كانت الأرضُ أوضحَ حين ركبنا الخيولَ القديمة أين الخيول، وأين عذارى الأغاني، وأين أغاني الطبيعة فينا؟
بعيدٌ أنا عن بعيديَ. ما أبعد الحبّ! — محمود درويش |
ٍكل ما كتبته من قصائد لم يولد من حزنٍ أسود، بل من فرح غامض حزين لم يفارقني أبداً حتى هذا العمر
— محمود درويش |
لا يكفي أن تحبّ ، بل عليك أن تعرف كيف تحبّ .
— محمود درويش |
إن الغروب.يعيد الغريب إلى بئره،
مثل أُغنية لا تُغَنَّى، وإن الغروب يُهيِّجُ فينا حنيناً إلى شغف غامض ربما .... ربما. كل شيء يُؤوِّلُ عند الغروب . وقد توقظ الذكريات نداء شبيهاً بإيماءة الموت عند الغروب، — محمود درويش |
رغم أننا نؤمن بأن العقل أكثر صوابًا ، إلّا أنه يصعب علينا التخلّي عن أشياء اختارتها قلوبنا.
— محمود درويش |
قلبي ليس لي... ولا لأحد. لقد استقلَّ
عني، دون أن يصبح حجراً. — محمود درويش |
| الساعة الآن 02:27 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية