منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[مثاليــة أفلاطــون للمجتمـع الواحد]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   لطائف إبن القيم (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=229904)

جنــــون 11-03-2023 09:15 PM

‏المعاصي سببٌ في أسر الشّيطان وسجن الشهوات!

ومن عقوباتها أنَّ العاصي دائماً في أسرِ شيطانه وسجن شهواته، وقيود هواه؛ فهو أسيرٌ مسجون مقيّد، ولا أسير أسوأ حالاً من أسير أسرَهُ أعدى عدوٍّ له، ولا سجن أضيق من سجن الهوى، ولا قيد أصعب من قيد الشهوة؛‏فكيف يسير إلى الله والدار والآخرة قلب مأسورٌ مسجونٌ مقيّد؟ وكيف يخطو خطوةً واحدة؟

��الداء والدواء(ص ظ،ظ،ظ©)

جنــــون 11-03-2023 09:15 PM

‏فالعاصي يدسُّ نفسه في المعصية، ويخفي مكانها، يتوارى من الخلق من سوء مايأتي به، قد انقمع عند نفسه وانقمع عند الله، وانقمع عند الخلق!

��الداء والدواء(ص ظ،ظ،ظ¨)

جنــــون 11-03-2023 09:16 PM

‏فيا من باع حظه الغالي بأبخس الثمن، وغبن كل الغبن في هذا العقد وهو يرى أنه قد غبن، إذا لم يكن لك خبرة بقيمة السلعة فسَل المقوّمين!
فيا عجباً من بضاعة معك الله مشتريها وثمنها جنة المأوى، والسفير الذي جرى على يده عقد التبايع وضمن الثمن عن المشتري هو الرسول ﷺ، وقد بعتها بغاية الهوان ‏📚الداء والدواء(ص ١١٧)

جنــــون 11-03-2023 09:16 PM

‏وأعظمُ العقوباتِ نسيانُ العبدِ لنفسهِ، وإهمالُهُ لها، وإضاعةُ حظِّها ونصيبها منَ اللهِ، وبَيْعُها ذلك بالغُبنِ والهوانِ وأبخسِ الثمنِ، فضيَّعَ مَنْ لا غنى له عنه، ولا عِوَضَ له منه،‏واستبدلَ به مَنْ عنه كلُّ الغنى ومنه كلُّ العِوَضِ:
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِذَا ضَيَّعْتَهُ عِوَضُ .. وَمَا مِنَ اللهِ إِنْ ضَيَّعْتَهُ عِوَضُ
📚الداء والدواء(ص ١٠٨)

جنــــون 11-03-2023 09:16 PM

‏فترى*العاصِي مهملاً لمصالحِ نفسهِ مضيِّعاً لها، قد أغفلَ اللهُ قلبَهُ عن ذكرهِ،*واتَّبَعَ هواهُ وكانَ أمرُهُ فُرُطاً، قد انفرطَتْ عليه مصالحُ دنياهُ وآخرتِهِ، وقد فَرَّطَ في سعادتِهِ الأبديَّةِ، واستبدلَ بها أدنى ما يكونُ منْ لذَّةٍ؛ إنَّما هي سحابةُ صيفٍ، أو خيالُ طيفٍ،‏كما قيل:
أَحْلَامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ زَائِلٍ .. إِنَّ اللَّبِيبَ بِمِثْلِهَا لَايُخْدَعُ
📚الداء والدواء(ص ١٠٨)

جنــــون 11-03-2023 09:16 PM

‏المعاصي سببُ نسيان الله لعبده
ومِنْ عقوباتِها: أنَّها تستدعِي نسيانَ اللهِ لعبدِهِ،*وترْكَهُ، وتخليتَهُ بينه وبينَ نفسهِ وشيطانِهِ، وهذا أهْلَكُ الهلاك الذي لا يُرْجَى معه نجاةٌ ‏قال الله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلتَنظُر نَفسٌ ما قَدَّمَت لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما تَعمَلونَ﴾
﴿وَلا تَكونوا كَالَّذينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنساهُم أَنفُسَهُم أُولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ﴾
📚الداء والدواء(ص ١٠٨)

جنــــون 11-03-2023 09:16 PM

‏فعلى قدرِ محبَّةِ العبدِ للهِ يحبُّهُ الناسُ، وعلى قدرِ خوفهِ مِنَ اللهِ يخافُهُ الخلقُ، وعلى قدرِ تعظيمهِ للهِ وَحُرُماتِهِ يُعَظِّم الناسُ حُرُماتِهِ.
وكيف ينتهكُ عبدٌ حُرُماتِ اللهِ، ويطمعُ أن لا ينتهكَ الناسُ حرماتِهِ؟ ‏أم كيفَ يهونُ عليه حقُّ اللهِ ولا يهوّنُهُ اللهُ على النَّاسِ؟
أم كيفَ يستخفُّ بمعاصي اللهِ ولا يستخفُّ به الخلقُ؟
📚الداء والدواء(ص ١٠٧)


جنــــون 11-03-2023 09:17 PM

‏وربَّما اغترَّ المغترُّ، وقال: إنَّما يحملُني على المعاصي حسنُ الرجاءِ، وطمعِي في عفوهِ، لا ضعفَ عظمتِهِ في قلبي!
وهذا مِن مغالطةِ النَّفسِ؛ فإنَّ عظمةَ اللهِ تعالى وجلالَهُ في قلبِ العبدِ تقتضي تعظيمَ حرماتِهِ، وتعظيمُ حرماتِهِ يحولُ بينه وبينَ الذنوبِ، ‏والمُتَجَرِّئونَ على معاصيهِ ما قَدَرُوا الله حقَّ قدرِهِ، وكيفَ يُقدِّره حقَّ قدرهِ، أو يعظِّمهُ أو يُكَبِّرهُ، ويرجو وقارَه ويُجِلّهُ، مَنْ يهونُ عليه أمرهُ ونهيُهُ؟! ‏هذا من أمحلِ المحال، وأبْيَنِ الباطلِ.
وكفى بالعاصي عقوبةً أنْ يضمحلَّ من قلبهِ تعظيمُ اللهِ جلَّ جلالهُ، وتعظيمُ حرماتِه، ويهونَ عليه حقُّه.
📚الداء والدواء(ص ١٠٧)


جنــــون 11-03-2023 09:17 PM

‏المعاصي تُضعِف تعظيمَ الربّ
ومِنْ عقوباتِ الذنوبِ: أنَّها*تُضعِفُ في القلبِ تعظيمَ الربِّ*جلَّ جلاله، وتُضعفُ وَقَارَهُ في قلبِ العبدِ ولا بُدَّ، شاءَ أم أبى، ولو تمكَّن وَقارُ اللهِ وعظمتُهُ في قلبِ العبدِ لما تجرَّأ على معاصيه.
📚الداء والدواء(ص ١٠٧)

جنــــون 11-03-2023 09:17 PM

‏وبينَ الذنوبِ وبينَ قلَّةِ الحياءِ وعدمِ الغيرة تلازمٌ مِنَ الطَّرَفَيْنِ، وكلٌّ منهما يستدعي الآخَرَ ويطلبُهُ حثيثاً، ومَنْ استحيى مِنَ اللهِ عندَ معصيتِهِ، استحيى اللهُ مِن عقوبتِهِ يومَ يلقاهُ، ومَنْ لم يستحِ من معصيتِهِ لم يستحِ مِنْ عقوبتِه.
📚الداء والدواء(ص ١٠٧)


الساعة الآن 06:47 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية