في بحر عينيك هامت كُل أشواقي
ياربة الحسن هل تنوين إغراقي ؟
ما كنت أؤمن بالعيون وفعلها
حتى دهتني في الهوى عيناك
عيناك بحر تاهت به سفني
وتزعزت به نبضات قلبي وأنفاسي
أنا الذي لا يهزني برق ولا رعد
أعينين متلألئة تهزم ثباتي ؟

وَعَشِيِّ أُنسٍ أَضجَعَتني نَشوَةٌ
فيهِ تُمَهِّدُ مَضجَعي وَتُدَمِّثُ

خَلَعَت عَلَيَّ بِهِ الأَراكَةُ ظِلَّها
وَالغُصنُ يُصغي وَالحَمامُ يُحَدِّثُ

وَالشَمسُ تَجنَحُ لِلغُروبِ مَريضَةً
وَالرَعدُ يَرقي وَالغَمامَةُ تَنفُثُ

ابن خفاجة

جاء الحبِيبُ الذي أهواه من سفرٍ
والشمسُ قد أثرت في خدّه أثرا

عجبتُ كيف تحلُّ الشمسُ في قمرٍ
والشمسُ لا ينبغي أن تدركَ القمرا

"أراكِ فِي طيِّ أحلامِي وفِي فِكَرِي
‏ولسْتُ أنسَاكِ حتَّى يَنقضِي عُمُرِي"

‏ألا يا ماكراً بالناس مهلاً
فمكرُ الماكرينَ بهم يَحيقُ!

يُخادعني العدوُّ فما أبالي
وأبكي حين يخدعني الصديقُ

العشماوي

من يفعلِ الخيرَ لا يعدمْ جوازيَهُ
لا يذهبُ العرفُ بين اللهِ والناسِ

‏هناك وقفنا والشِّفاة صوامت
كأنَّ بنا عيّاً وليس بنا وجدُ

سكتنا ولكنَّ العيونَ نواطق
أرق حديث ما العُيون به تشدو

سكرنا ولا خمر ولكنّه الهوى
إذا اشتدّ في قلب امرىء ضعف الرشد

إيليا أبو ماضي

عيناكِ يا حسناءُ سِرُّ هزيمتي
بهما أذوبُ وفي هواكِ أُسَتسلِّمُ
ما عادَ ينفعُني السلاحُ وعِزَّتي
فالحبُّ سيفٌ لا يُرَدُّ ويَحسِمُ

أحلامنا رغم الخريفِ ستُزهرُ
ويسرُّنا منها الندى والمنظرُ

ما دامَ ربي للأمور مُقَدِّرا
فالظنُّ فيه مُطَيَّبٌ ومُعطرُ

يا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتي
فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ
أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً
أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ

وأرَاك في كُلِّ البِقاعِ كأنما
‏ لا جُرمَ في فلَكِي يَدورُ سِواكِ

‏يبكي الفتى وكلامُ الناسِ يأخذُهُ
والدمعُ يسرحُ بين العُذرِ والعذَلِ

وفي الجفونِ دموعٌ غيرُ فائضةٍ
وفي القلوبِ غرامٌ غيرُ متّصلِ..

-الشريف الرضيّ.

ما كُلُّ خَاطِرَةٍ فِي النّـفْسِ نُبدِيهــا
بعضُ المَشاعرِ تاهَت في دياجِيهـا

لا القلــبُ يَسْطَــعُ تِبيَـانًا فيَعرِفُهــا
و لا القوافِي استطاعَتْ أنْ تُجارِيها

إنَّ المشاعـرَ إنْ ضـاقَ الفـؤادُ بهــا
جرَتْ مِنَ العينِ عبـراتٌ فتحكِيهـا

‏لا تيأسنّ لماضٍ عزّ مطلبُهُ
‏واهنأ بعُمركَ إنّ العُمرَ محدودُ

عيني إذا نظَرَتْ لحُسنِكَ سبَّحتْ
سبحانَ من خلقَ الجمالَ وجمَّلكْ

وَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي
كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصَحابا

- احمد شوقي.

‏ " والله إنّي ما سريتُ بظُلمةٍ
‏إلا رأيتُكِ في نجُومِ سمائِي
‏والله ما هتفَ الفؤادُ مُناجِيًا
‏إلا واسمك جاء بين دعائِي "

ويهونُ ذكرُ المستحيلِ بأنني
أودعتُ آمالي ببابِ كريمِ
يا صعيباتِ الأمورِ تعاظمي
لا شيءَ يعظمُ في وجودِ عظيمِ

فَاغفِر لِعَبدٍ هَارِبٍ مِن ذَنبِهِ
شَدَّ الرِّحَالَ وَأنتَ أنتَ المَطلبُ

البُنُّ في عَينيكِ يَغلِبُ قهوتي
لا تَحرميني لِذَّةَ الفنجانِ

عَرَبيةٌ تلك العيون أليمَةٌ
جَمَعت مَذاقَ البُنُّ و الهَذَيانِ!"

إنّا وإنْ لم يكن ما بيننا نَسَبٌ
فرتبةُ الودِّ تعلـو رتبةَ النّسَبِ!

تحرّاك المشاعر وأنت في وجهي متى ما جيت
ما تسمع من عْتابي غير قولة : مالها داعي

حبيبي هل شهود الحبّ إلاَّ
اشتياق أو نزاع أو حنين

لقد آوى محلك من فؤادي
مكان لو علمت به مكين

إذا قدّرت أني عنك سال
فَذاكَ اليَوْمَ أعشَقُ مَا أكُون

فلا تخش القطيعة إن قلبي
عليك اليوم مأمون أمين

الشريف الرضي

أحببتُ عُمْرِيَ في هواكِ كأنَّني
أُحصي بمقياسِ الشعورِ سنيني

لم تَبْتَعِد مَازِلْت تَسْكُن دَعْوَتِي
مابين كَفِّي وَالسَّمَاء السَّابِعَة.

عَقيدةُ المَرءِ قَد تُعلِيه إن صَلُحَت،
وقَد تُرَدّيه إن سَاءت إلىظ° الأبدِ ..!!

كُلُّ الصعابِ بلطفِ الله هينةٌ
طمّن فؤادكَ لا حزنٌ ولا قلقُ
كلُّ الأمور جوار اللهِ رائعةٌ
بشِّر عيونك لا دمعٌ ولا أرقُ
كلُّ الدروب بغير اللهِ موحشةٌ
تخيفُ من دونهِ الأيام والطرقُ
نقولُ ياربِّ قُلناها على ثقةٍ
وهل يخيبُ الذي في ربهِ يثقُ

غزير، ماتتعب على كثر الهطول
وافر شعور ونبع قلبك ماخلَـص

عَيْنَاكِ مِن فَرْطِ الجَمالِ كَأَنَّها
حَبَّاتُ دُرٍّ زَيَّنَتْ وَجْه القَمَر

يقول الإمام الشافعي :

شكوتُ إلى وكيعٍ سوء حِفظي
فأرشدني إلى تركِ المعاصي
وأخبرني بأنّ العِلمَ نورٌ
ونورُ الله لا يُهدى لعاصي

‏يَموتُ المَرءُ والآثارُ تحيَا
‏ويَبقَىظ° ذِكرهُ طولَ الزمانِ
‏فَكنْ في النَّاسِ مثل الغيثِ نفعًا
‏ومِثلَ المسْكِ فوحًا في المَكانِ.

إِذا كَشَفَ الزَمانُ لَكَ القِناعا
وَمَدَّ إِلَيكَ صَرفُ الدَهرِ باعا
فَلا تَخشَ المَنيَّةَ وَاِلقَيَنها
وَدافِع ما اِستَطَعتَ لَها دِفاعا

عنترة بن شداد

يا أعدلَ الناس إلا في معاملتي
فيكَ الخصامُ وأنتَ الخصمُ والحَكَمُ

فإنَّكَ قَد سَكنْتَ خِلالَ روحي
ومَنْ يسكُن خِلالَ الرُّوحِ غالٍ